باب الثلاثي الصحيح: الفرع الخامس

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السابع

حرف الكاف

الفرع الخامس

الكاف واللام والفاء

كَلِف وجهه كَلَفا، وهو أكلف: تغيرَّ.

والكَلَف والكُلفَة: حمرة كدِرة. وقيل: لون بين السواد والحمرة. وقيل: هو سواد يكون في الوجه. وقد كِلف.

وبعير أكلف، وناقة كَلْفاء، وثور أكلف، وخد أكلف: أسفع.

والكَلفاء: الخمر التي تشتدُّ حمرتها حتى تضرب إلى السواد.

وكَلِف بالشيء كَلَفا، وكُلْفة، فهو كَلِفٌ، ومُكَلَّف: لهِج به.

والمُكلَّف، والمتكلِّف: الوقَّاع فيما لا يعنيه.

وكَلِف الامر، وتكلَّفه: تجشَّمه على مشقَّة وعُسرةٍ، قال أبو كبير:

أم لا خلود لبـاذل مـتـكـلِّـف

 

أ زهيرَ هل عن شَيْبة من مَصْرِف

وهي الكُلَف والتكاليف، واحدتها: تكلفة، وقوله:

بالسَّوْم أحيانا وبالتقـاذُف

 

وهنّ يَطْوين على التَّكالِف

يجوز أن يكون من الجمع الذي لا واحد له، ويجوز أن يكون جمع: تكلِفة. ورواه ابن جني:

وهنّ يطوين على التَّكالُف

جاء به في السناد، لأن قبل هذا:

غُرُورَ عِيدِيَّاتها الحوانِـفِ

 

إذا احتسى يومَ هجير هائف

ولم أر أحدا رواه: "على التَّكالُف" بضم اللام إلا ابن جنيّ.

والكُلاَفيّ: ضرب من العنب، قال أبو حنيفة: هو ضرب من العنب أبيض فيه خضرة، وإذا زُبِّب جاء زبيبُه أكلفَ، ولذلك سمي الكُلاَفيّ.

وقيل: هو منسوب إلى كُلاَف: بلد من شِقّ اليمن، معروف.

وذو كُلاَف، وكُلْفَى: موضعان.

مقلوبه: - ك ف ل -

الكَفَل: العَجُز.

وقيل: رِدْف العَجُز.

وقيل: القَطَن يكون للإنسان والدابَّة.

والجمع: أكفال، ولا يشتق منه فعل ولا صفة.

والكِفْل: من مراكب الرجال، وهو كِساء يؤخذ فيعقد طرفاه ثم يُلقى مقدمه على الكاهل ومؤخَّره مما يلي العَجُز.

وقيل: هو شيء مستدير يتَّخذ من خرق أو غير ذلك ويوضع على سنام البعير.

واكتفل البعير: جعل عليه كِفْلا، وقوله، أنشده ابن الأعرابي:

تُعجل شدَّ الأعبل المَكَافلا

فسره فقال: واحد المكافِل: مكتفَل، وهو الكِفْل من الأكسية، وفي الحديث: "لا تشرب من ثُلْمة الإناء ولا عُرْوته، فإنها كِفْل الشيطان" أي مَرْكَبه.

والكِفْل من الرجال: الذي يكون في مؤخر الحرب، إنما هِمَّته في التأخّر والفِرار.

والكِفْل: الذي لا يثبُت على الخيل، قال:

كِفْل الفُرُوسَة دائم الإعصام

والجمع: أكفال.

والاسم: الكُفُولة.

وهو: الكفيل.

والكِفْل: الحظّ والضِعف من الأجر والإثم، وعمّ به بعضهم.

والكِفْل، أيضا: المِثْل،و في التنزيل: -يؤتكم كِفْلين من رحمته- قيل معناه: يؤتكم ضعفين،و قيل: مثلين، وفيه: -و من يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفْلٌ منها-.

والكافل: العائل.

كَفَله يكفُله، وكفَّله إياه، وفي التنزيل: -و كَفَلها زكرياءُ- وقد قرئت بالتثقيل ونصب زكرياءَ.

والكافل والكِفيل: الضامن.

والأنثى: كفيل أيضا.

وجمع الكافل: كُفَّل.

وجمع الكفيل: كُفَلاء، وقد يقال للجمع: كفيل، كما قيل في الجمع: صديق.

وكَفَل المال وبالمال: ضمِنه.

وكفَل بالرجل يكفُل كَفْلا،و كُفولا،و كفالة، وكَفِل، وتكفَّل به، كله: ضمِنه.

وأكفله إياه، وكَفَّله: ضَمَّنَه.

والمُكافِل: المجاوِر المحالف.

وهو أيضا: المعاقِد المعاهِد، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

من الناس إلا مُحْرِم أو مكافـلُ

 

إذا ما أصاب الغَيْثُ لم يرع غيثَهم

أصاب الغيثُ: صاب. المحرم: المسالم. وقد تقدم في الحاء.

والكِفْل، والكفيل: المِثْل.

والكافل، الذي لا يأكل.

وقيل: هو الذي يصل الصيام.

والجمع: كُفَّل، قال القطاميّ:  

نساء النَّصارى أصبحت وهْي كُفَّل

 

يُلذْن بأعقار الحـياض كـأنـهـا

قال ابن الأعرابي وحده: هو من الضمان أي قد ضُمِّنَّ الصوم، ولا يعجبني.

مقلوبه: - ف ك ل -

الأَفْكَل: الرِّعْدَة.

الأفْكَل: اسم للأفْوَه الأوْدِيّ، لرعدة كانت فيه.

والأَفْكَل: أبو بطن من العرب يقال لبنيه: الأفَاكِل.

وأَفْكَل: موضع، قال الأفوه:

وتُدْرِك ثأرا من وَغَانا بأفكل

 

تَمَنَّى الحِمَاسُ أن تزور بلادنا

مقلوبه: - ل ف ك -

رجل أَلْفَكُ: أخرق، كألفَتْ، عن ابن الأعرابي.

مقلوبه: - ف ل ك -

الفَلَك: مَدَار النجوم.

والجمع: أفلاك.

وفَلَكَ كل شيء: مُستداره ومٌعظَمه.

وفَلَكَ البحر:مَوْجه المستدير المتردّد،و في حديث عبد الله بن مسعود: "تركت فرسك يدور كأنه في فَلَك". قيل: الفَلَك هنا: السماء. وقيل: هو موج البحر إذا تردد، وهو الصحيح عند أبي عبيد.

والفَلَك: قطع من الأرض تستدير وترتفع عما حولها. الواحدة: فَلَكة، بفتح اللام.

والفَلْكة، بسكون اللام: المستدير من الأرض في غِلَظ أو سهولة، وهي كالرَّحى.

والفَلَك: اسم للجمع، قال سيبويه: وليس بجمع: فَلْكة، لأن فعلا ليس مما يكسَّر عليه فَعْلة. وقال مرة: قالوا: فَلَك، فحركوا اللام فلما الحقوا الهاء في الواحد خفَّفوه.

والفِلاَك: جمع لاسم الجمع، وقد يكون جمع: فلْكة كصَحْفة وصِحاف.

والفَلَك من الرمال: أجوبة غلاظ مستديرة كالكَذّان أن تحتفرها الظِباء.

والفَلْكة من البعير: موصل ما بين الفقرتين.

وفلَكْة اللسان: الهَنَة النائسة على رأس أصل اللسان.

وفَلْكة الزَّوْر: جانبه وما استدار منه.

وفَلْكة المِغْزَل: معروفة.

وكل مستدير: فَلْكة.

والجمع من ذلك كلّه: فِلَك، إلاّ الفَلْكَة من الأرض.

وفلَّك الفصيل: عَمِل له من الهُلْب مثل فَلْكة المِغْزَل ثم شَقَّ لسانه فجعلها فيه لئلا يرضع قال ابن مُقْبِل:

يُقْصَرْ، بحَوْمَلَ أدنى شِرْبه وَرَعُ

 

رُبَيِّب لم تفلِّكه الـرِّعَـاء ولـم

والثُّدِىّ الفَوالك: دون النواهد.

وفَلَك ثَدْيُها، وفَلّك، وأفلك: وهو دون النهود، الأخيرة عن ثعلب.

وفَلَكت الجارية، وهي فالك.

وفلَّكت، وهي مُفلِّك.

والفُلْك: السفينة، يذكَّر ويؤنَّث، وهو يقع على الواحد والاثنين والجميع، فإن شئت جعلته من باب: جُنُب،و إن شئت من باب: دِلاص وهِجَان. وهذا الوجه الأخير هو مذهب سيبويه، أعني أن تكون ضمة الفاء من الواحد بمنزلة ضمة باء بُرْد وخاء: خُرْج،و ضمَّة الفاء في الجمع بمنزلة ضمة حاء: حُمْر، وصاد: صُفْر جمع: أحمر وأصفر وقد انعمت شرح ذلك في الكتاب المخصص.

وفَلَّك الرجل في الأمر، وأفلك: لجَّ.

ورجل فَلِكٌ: جافي المفاصل.

وهو أيضا: العظيم الأليَتين، قال رؤبة:

يَرْبِض في الرَّوْث كبِرْذَونٍ رَمِكْ

 

ولا شَظٍّ فَدْمٍ ولا عـبـدٍ فَـلِـكْ

والإفْلِيكان: لحمتان تكتنفان اللَّهاة.

الكاف واللام والباء

الكَلْب: كل سَبْع عَقُور، وفي الحديث: "أما تخاف أن ياكلك كَلْب الله" فجاء الأسد ليلا فاقتلع هامته من بين أصحابه.

وقد غَلَب الكلب النابح على هذا النوع النابح.

والجمع: أكلُب.

وأكالب: جمع الجمع.

والكثير: كِلاب.

وكِلاب: اسم رجل، سمّي بذلك، ثم غلب على الحيّ والقبيلة، قال:

وأنت بريء من قبائلها العَشْرِ

 

وإنّ كِلاباً هذه عشرُ أبْـطُـنٍ

أي: بطون كلاب عشر أبطن.

قال سيبويه: كلاب اسم للواحد،و النسب إليه: كِلابيّ. يعني: أنه لو لم يكن كلاب اسما للواحد وكان جمعا لقيل في الإضافة إليه: كَلْبيّ.

وقالوا في جمع كلاب: كلابات، قال:

أحبّ كلب في كلابات الناسْ

إليّ نَبْحا كلبُ أم العَـبّـاسْ

قال سيبويه: وقالوا: ثلاثة كلاب، على قولهم: ثلاثة من الكلاب. قال: وقد يجوز أن يكونوا أرادوا: ثلاثة أكلُب، فاستغنوا ببناء أكثر العدد على أقلِّه.

والكلِيب والكالِب: جماعة الكِلاب، فالكليب كالعبيد، والكالب: كالجامِل والباقِر.

ورجل كالِب، وكَلاّب: صاحب كِلاب.

وقيل: سائس كِلاب.

ومُكَلِّب: مُضَرٍّ للكلاب على الصيد، مُعَلِّم لها.

وقد يكون التكليب واقعا على الفَهْد وسباع الطير، وفي التنزيل: -و ما علَّمتم من الجوارح مُكلِّبين- فقد دخل في هذا الفهد والبازي والصقر والشاهين وجميع أنواع الجوارح.

وذو الكَلْب: رجل، سمّي بذلك لأنه كان له كلب لا يفارقه.

والكلبة: أنثى الكلاب.

وجمعها: كَلَبات، ولا تكسَّر.

وأم كَلْبَة: الحُمَّى، أضيفت إلى أنثى الكلاب.

وأرض مَكْلَبة: كثيرة الكلاب.

وكَلِب الكَلْبُ، واستكلب: ضَرِي وتعوَّد أكل الناس.

وكَلِب الكَلْبُ كَلَبا، فهو كَلِب: أكل لحم الإنسان فأخذه لذلك سُعَار وداء شِبْه الجنون.

وقيل: الكَلَب: شبه جنون الكلاب.

وكَلِب الرجل كَلَبا: عضَّه الكَلْب الكَلِب فأصابه مثل ذلك.

ورجل كَلِب من رجال كَلِبينَ، وكَلِيب من قوم كَلْبَى، وقول الكُمَيْت:

كما دماؤكُمُ يُشْفَى بها الكَلَبُ

 

أحلامُكم لسَقَام الجهل شافيةٌ

قال اللحيانيّ: إنَّ الرجل الكَلِب يَعضّ إنسانا فياتون رجلا شريفا فيقَطِّر لهم من دم إصبعه فيسقون الكَلِبَ فيبرأ.

والكَلاَب: ذهاب العقل من الكَلَب.

وقد كُلَب.

وكَلِبت الإبل كَلَباً: أصابها مثل الجنون الذي يحدث عن الكَلَب.

وأكلب القوم: كَلِبت إبلُهم، قال النابغة الجعدي:

كَوَيْتُهُمُ كيَّة المُكْلِـبِ

 

وقوم يُهينون أعراضَهم

والكَلَب: العطش، وهو من ذلك، لأن صاحب الكَلَب يعطش فإذا رأى الماء فزع منه.

وكَلِب عليه كَلَباً: غضب، فأشبه الرجل الكَلِب.

وكَلِب: سَفِه فأشبه الكَلْب.

وكَلِب الرجل يَكْلب، واستكلب: إذا كان في قَفْر فنبح لتسمعه الكلاب فتنَبح فيستدِلّ بها، قال:

ونبح الكِلابِ لمستكلِب

والكَلْب: ضرب من السمك على شكل الكَلْب.

والكَلْب من النجوم: بحِذاء الدلو من أسفل، وعلى طريقته نجم أحمر يقال له الراعي.

والكَلْبان: نجمان صغيران كالملتزِقَين بين الثُرَيّا والدَّبَران.

وكلاب الشتاء: نجوم أوَّله، وهي الذراع والنثْرة والطَّرْف والجبْهة. وكل هذه النجوم إنما سميت بذلك على التشبيه بالكلاب.

ودهر كَلِب: مُلِحٌّ على أهله بما يسوؤهم. مشتقٌ من الكَلْب الكَلِب.

وكُلْبة الزمان: شدّة حاله وضيقه، من ذلك.

والكُلْبة، والكُلُبة: شدّة الشتاء وجهده، منه أيضا، أنشد يعقوب:

قد أقامت بكُلْبة وقِطَـار

 

أنجمت قِرّة الشتاء وكانت

وبقيت علينا كُلْبة من الشتاء، وكُلُبة: أي بقيَّة شِدَّة، وهو من ذلك.

وقال أبو حنيفة: الكُلْبة: كل شدة من قبل القحط والسلطان وغيره.

وهو في كُلْبة من العيش: أي ضيق.

وعام كَلِب: جدب، وكله من الكَلَب.

وكالَب الرجل مكالبة، وكِلابا: ضايقه كمضايقة الكِلاب بعضها بعضا عند المهارشة، وقول تأبط شرّا:

كَليبَك واعلم أنها سوف تنجلي

 

إذا الحربً أولتك الكَلِيبَ فولِّها

قيل في تفسيره قولان: أحدهما: أنه أراد بالكلِيب: المكالِب الذي تقدم. والقول الآخر: أن الكَلِيبَ مصدر كَلِبَت الحرب، والأول أقوى.

وكَلِب على الشيء كَلَبا: حَرَص عليه حِرْص الكَلْب.

وتكالب الناس على الأمر: حرصوا عليه حتى كأنهم كِلاب.

والمُكالِب: الجَرِيُّ، يمانية، وذلك لأنه يلازم كملازمة الكِلاب لما تطمع فيه.

وكَلِب الشّوك: إذا شُقّ ورقه فعَلِق كعَلَق الكلاب.

والكَلْبة، والكَلِبَة: من الشِّرْس وهو صغار شجر الشوك. وهي تشبه الشُّكَاعَي، وهي من الذُّكُور.

وقيل: هي شجرة شاكَة من العِظاه لها جِرَاء، وكل ذلك تشبيه بالكَلْب.

وقد كَلِبت: إذا انجر دورقُها، واقشعَرَّت فعلِقت الثياب، وآذت من مرَّ بها كما يفعل الكَلْبُ.

وقال أبو حنيفة: قال أبو الدُّقيش: كَلِب الشجر فهو كَلِب: إذا لم يجد ريه فخشن من غير أن تذهب ندُوتَّه فعلق ثوب من مَرَّ به كالكلْب.

والكَلِبة من الشجر أيضا: الشوكة العارية من الأغصان، وذلك لتعلّقها بمن مر بها كما تفعل الكلاب.

وكف الكَلْبِ: عُشبة منتشرة تنبت بالقيعان وبلاد نجد يقال لها ذلك إذا يبست تشبه بكف الكَلْب الحيواني،و ما دامت خضراء فهي الكَفْنة.

وأم كَلْب: شُجيرة شاكة تنبت في غلظ الأرض وجبالها، صفراء الورق خشناء، فإذا حركت سَطَعت بأنتن رائحة وأقبحها، سميت بذلك لمكان الشوك، أو لأنها تنتن كالكَلْب إذا أصابه المطر.

والكُلاَّب، والكَلُّوب: السَّفُّود، لأنه يَعْلُق الشِّواء ويتخلَّله، هذه عن اللحياني.

والكَلُّوب والكُلاَّب: حديدة معطوفة كالخُطَّاف.

وكلاليب البازي: مخالبه، كل ذلك على التشبيه بمخالب الكلاب والسباع.

وكلاليب الشجر: شوكه، لذل أيضا.

وكالبت الإبل: رعت كلاليب الشجر.

وقد تكون المكالبَة: ارتعاء الخشن اليابس، وهو منه، قال الشاعر:

مناجلُها أصل القَتَاد المكالِب

 

إذا لم يكن إلاَّ القَتَادُ تنزَّعت

والكَلْب: المسمار في قائم السيف الذي فيه الذُّؤَابة لتعلّقه بها.

وقيل: كَلْب السيف: ذُؤابته.

والكَلْب: حديدة تكون في طَرَف الرَّحْل تعلَّق منها الأداوى، قال يصف سِقَاء:

على الماء إحدى اليَعْمَلات العرامس

 

وأشعثَ منجوبٍ شَسيف رمـت بـه

أطال به الكلبُ السُّرَى وهْو ناعِـسُ

 

فاصبح فوق المـاء رَيَّان بـعـدمـا

والكُلاَّب: كالكَلْب.

وكل ما أوُثِق به شيء: فهو كَلْب، لأنه يعقله كما يعقل الكلبُ من علقه.

والكلبتان: اللتان تكون مع الحَدّاد.

قال ثعلب: تقول: هاتان ذواتا كلبتين، وهذه ذوات كلبتين، وكل ما سمي باثنين: فكذلك.

والكَلْب: سَيْر أحمر يجعل بين طَرَفي الأديم.

والكُلْبة: الخُصْلة من اللَّيف أو الطاقة منه تستعمل كما يستعمل الإشْفَي الذي في رأسه جٌحْر يجعل السير فيه، كذلك الكُلبة يُجعل الخيط أو السير فيها وهي مثنيَّة فيُدْخل في موضع الخَرْز ويُدْخِل الخارز يده في الإداوة ثم يمدّه.

وكَلَبت الخارزة السير تكلُبه كَلْبا: قَصُر عنها السَّير فثنَتْ سَيْرا يدخل فيه رأس القصير حتى يخرج منه، قال:

سَيْرُ صَناعٍ في خَرِيز تَكْلُبُه

 

كأنّ غَرّ مَتْنِه إذ نجـنُـبُـهْ

واكْتلَب الرجل: استعمل هذه الكُلْبة، هذه وحدها عن اللحياني.

وكَلَب البعير يكلبُه كَلْبا: جمع بين جَريره وزمامه بخيط في البُرَة.

والكَلْب: القِدّ.

ورجل مُكلَّب: مشدود بالقِدّ، قال طُفَيْل:

وما لا يُعَدّ من أسِير مكلَّبِ

 

فباء بقتلانا من القوم مثلُهم

وقيل: هو مقلوب عن مكَبَّل.

والكَلْب: طرف الأكمة.

والكُلْبة: حانوت الخمَّار، عن أبي حنيفة.

وكَلْب، وبنو كَلْب،و بنو أكْلُب، وبنو كَلْبة، كلها: قبائل.

وكُلَيب: اسم.

والكَلْب: جبل باليمامة، قال الأعشى:

إذ يرفع الآل رأس الكلب فارتفعا

والكَلَبات: هضبات معروفة هنالك.

والكُلاَب: موضع.

والكَلْب: فرس عامر بن الطُفيل.

والكَلَب: القيادة.

والكَلْتَبانُ: القَوّاد، منه حكاهما ابن جني يرفعهما إلى الاصمعي، ولم يذكر سيبويه في الامثلة فَعْتَلان، وأمثل ما يُصْرَف إليه ذلك أن يكون الكلب ثلاثيا، والكَلْتَبَان رباعيّا كزَرِم وازرأمّ، وضَفَدَد واضفَأَدّ.

مقلوبه: - ك ب ل -

الكَبْل، والكِبْل: القيد من أي شيء كان. وقيل: هو اعظم ما يكون من الأقياد.

وجمعهما: كُبُول.

كَبَله يكبِله كبْلا،و كبَّله.

وكَبَله كَبْلا: حبسه في سجن أو غيره، وأصله من الكَبْل، قال:

ولم تَكُ مكبولا بها فتحـوَّلِ

 

إذا كنتَ في دار يهينك أهلُها

وفي الحديث: "إذا وقعت السُّهمان فلا مكابلة": أي فلا يُحْبَس أحد عن حقّه.

قال أبو عبيد: وقيل: هي مقلوبة من لَبَك الشيء وبَكَله: إذا خلطه، وهذا لا يسوغ، لأن المكابلة مصدر،و المقلوب لا مصدر له عند سيبويه.

والمكابلة، أيضا: تأخير الدَّين.

وكَبَله الدين كَبْلا: أخرّه عنه.

وقال اللحياني: المكابلة: أن تباع الدار إلى جنب دار وأنت تريدها فتؤخّر ذلك حتى يستوجبها المشتري ثم تاخذها بالشُّفْعة، وهي مكروهة.

وفَرْوٌ كَبْل: كثير الصوف ثقيل.

والكَبْل: ما ثُنِىَ من الجلد عند شَفَة الدلو فخُرِز. وقيل: شفتها.

وزعم يعقوب: أن اللام بدل من النون في كَبْن.

والكابول: حِبالة الصائد، يمانية.

وكابُل: موضع، وهو عجمي، قال النابغة:

وتُرْكٌ ورَهْط الأعجمين وكابُل

 

قعودا له غَسّان يرجون أوْبـه

مقلوبه: - ب ك ل -

البَكْل: الدَّقيق بالرُّبّ، قال:

ليس بعيشٍ همّه فيما أكَلْ

وازمةٍ وَزْمَتُه من البَكَلْ

أراد:البَكْل فحرّك للضرورة.

والبَكِيلة، والبُكَالة: الدقيق يخلط بالسَّويق، والتمر يخلط بالسمن في إناء واحد وقد بُلاَّ باللبن.

وقيل: البَكِيلة: الأَقِط المطحون تخلطه بالماء فتُشَرِّبه كأنك تريد أن تعجنه.

وقال اللحياني: البَكِيلة: الدقيق أو السَّويق الذي يُبَلّ بلاّ.

وقيل: البَكيلة: الجافّ الذي يُخلط به الرطب.

وقيل: هي طحين وتَمر يُخلط فيُصبْ عليه الزيت أو السمن ولا يُطبخ.

وبَكَله: إذا خلطه.

وبَكَّل عليه: خلَّط.

والبَكِيلة: الضأن والمَعْز تختلط.

وكذلك: الغنم إذا لقِيتْ غنما أخرى.

والفعل من ذلك كله: بَكَل يَبْكُل بَكْلا.

وبَكَل علينا حديثه وأمره يَبْكُله بَكْلا: خلطه وجاء به على غير وجهه.

والاسم: البَكِيلة، عن اللحياني.

والمُتَبَكِّل: المختلط في كلامه.

وتبكَّلوا عليه: عَلَوه بالشَّتم والضرب والقهر.

وتبكّل في مشيته: اختال.

ورجل جميل بَكِيل: متنَوِّق في لِبْسَته.

والبِكْلَة: الهَيئة والزِّيُّ.

والبِكْلة: الحال والخِلْقَة. حكاه ثعلب، وأنشد:

يِرْ بِكْلَتي إن لم أُساوَ بالطُّوَلْ

 

لستُ إذاً لزعْبَلَهْ إن لم أُغَـيْ

والبَكْل: الغنيمة.

وهو التَّبَكُّل: اسم لا مصدر، ونظيره: التَّنَوُّط.

وبَكَّله: إذا نحَّاه عما قبله كائنا ما كان.

وبنو بَكِيل: من هَمْدان.

وبنو بِكَال: من حِمْيَر، منهم نَوْف البِكَاليّ صاحب عليّ عليه السلام.

مقلوبه: - ل ب ك -

اللَّبْك، واللَّبْكة: الشيء المخلوط.

لَبَكَه يَلْبُكه لَبْكا: خلطه، وسأل الحسن رجل عن شيء ثم أعاد عليه فغير مسألته، فقال له الحسن: لبَكتَ عليَّ: أي خلطت.

والتبك الأمر: اختلط.

وأمر لَبِك: مُلْتَبس: على النَّسب، قال زهير:

إلى الظهيرة أمْرٌ بينهم لَبِـك

 

رَدَّ القيانُ جِمال الحيّ فاحتملوا

وقال أميّة بن أبي الصَّلْت الثَّقّفيّ:

لُبابَ الُبرَ يُلْبَك بالشِّـهـاد

 

إلى رُجُح من الشِّيزَي مِلاء

يعني: الفالوذ.

واللَّبِيكة من الغنم: كالبكيلة.

واللَّبِيكة: أقِط ودقيق أو تمر ودقيق أو تمر ودقيق يُخلط ويُصب السمن عليه ولا يطبخ.

واللَّبْك: جمعك الثَّريد لتاكله.

واللُّبَكة: اللقمة من الثريد.

وقيل: القطعة من الثريد أو الحَيْس.

وما ذقت عَبَكة ولا لَبَكة، العَبَكة: الحَبَّة من السَوِيق، واللَّبَكة: ما تقدم.

مقلوبه: - ب ل ك -

بَلَك الشيء: كلبكه.

الكلام واللام والميم

الكَلام: القول.

وقيل: الكلام: ما كان مكتفيا بنفسه، وهو الجملة.

والقول: ما لم يكن مكتفيا بنفسه، وهو الجزء من الجملة.

قال سيبويه: اعلم أن "قلت" إنما وقعت في الكلام على أن يُحكى بها، وإنما يُحكى بها ما كان كلاما لا قولا.

ومن أدل الدليل على الفرق بين الكلام والقول: إجماع الناس على أن يقولوا: القرآن كلام الله، ولم يقولوا: القرآن قول الله. وذلك أن هذا موضع ضيّق متحجّر لا يمكن تحريفه ولا يسوغ تبديل شيء من حروفه، فعُبِّر لذلك عنه بالكلام إلاّ أصواتا تامَّة مفيدة.

قال أبو الحسن: ثم إنهم قد يتوسّعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر.

ومما يدل على أن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة قول كثير:

خَرُّوا لعَبْلَة رُكّعا وسُـجُـودا

 

لو يسمعون كما سمعتُ كلامَها

معلوم أن الكلمة الواحدة لا تستجود لا تَحزُن ولا تتملَّك قلب السامع، وإنما ذلك فيما طال من الكلام وامتع سامعيه لعذوبة مستمعه ورِقَّة حواشيه.

وقد قال سيبويه: هذا باب أقلّ ما يكون عليه الكلِم، فذكر هنالك حرف العطف وفاءه ولام الابتداء وهمزة الاستفهام وغير ذلك مما هو على حرف واحد، وسمى كل واحدة من ذلك كلِمة.

وقد يستعمل الكلامُ في غير الإنسان، قال:

جابِيةً بسيل مُـفْـعَـم

 

فصبَّحتْ والطيُر لم تكَلَّم

وكأن الكلام في هذا الاتّساع إنما هو محمول على القول، ألا ترى إلى قلة الكلام هنا وكثرة القول.

والكَلِمة: اللفظة، حِجازيَّة. وجمعها: كَلِم يذكر ويؤنث، يقال: هو الكَلِم وهي الكلِم.

وقول سيبويه: هذا باب الوقف في أواخر الكلِم المتحركة في الوصل يجوز أن يكون "المتحركة" من نعت "الكلم" فتكون "الكَلِم" حينئذ مؤنثة، ويجوز أن يكون من نعت "الاواخر" فإذا كان ذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأنيث الكلم، بل يحتمل الأمرين جميعا، فأما قول مُزَاحِم العُقيليّ:

تخلُّب جَدْوَى والكلام الطرائف

 

لظلّ رهينا خاشعَ الطَرْف حَطَّه

فوصفه بالجمع، فإنما ذلك وصف على المعنى، كما حكى أبو الحسن عنهم من قولهم: ذهب به الدينار الحُمْر والدرهم البيض، وكما قال:

تراها الصنَّبْع أعظمهنّ رأسا

فاعاد الضمير على معنى الجنسيَّة لا على لفظ الواحد لما كانت الضبع هنا جنساً.

وهي الكِلْمة، تميميَّة، وجمعها: كِلْمٌ ولم يقولوا: كَلِم على اطّراد "فِعَل" في جمع "فِعْلة".

وأما ابن جنيّ فقال: بنو تميم يقولون: كِلْمة وكِلَم ككِسْرة وكِسَر.

وقوله تعالى: -و إذ ابتلى إبراهيمَ رَبُّه بكلمات- قال ثعلب: هي الخضال العشر التي في البَدَن والرأس وقوله تعالى: -فتلقَّى آدمُ من ربّه كلمات- قال أبو إسحاق: الكلمات، والله اعلم، اعتراف آدم وحوَّاء بالذنب، لانهما قالا: -ربّنا ظلمنا أنفسُنا-.

وتكلَّم الرجل تكلُّماً، وتِكلاّما وكَلَّمه كِلاَّماً جاءوا به على موازنة الإِفعال، وقد تقدم تعليله في حرف الحاء.

وكالمَهُ: ناطَقَهُ.

وكَليمك: الذي يكالمك.

وتكالمَ المتقاطعان: كَلَّم كل واحد منهما صاحبه ولا يقال: تكلَّما.

وقوله تعالى: -و جعلها كلمة باقية- قال الزجَّاج: عنى بالكلمة هنا كلمة التوحيد، وهي لا إله إلا الله جعلها باقية في عَقِب إبراهيم، لا يزال من ولده مَن يوحّد الله تعالى.

ورجل تِكْلام، وتِكْلامة وتِكْلاَّمة، وكِلْمّانيّ: جيّد الكلام فصيح.

وقال ثعلب: رجل كِلِمَّانيّ: كثير الكلام، فعبَّر عنه بالكثرة. قال: والأنثى: كِلِمَّانَّية. ولانظير لكِلِمَّانيّ ولا لتِكِلاَّمة.

قال أبو الحسن: وله عندي نظير وهو قولهم: رجل تِلِقَّاعة: كثير الكلام.

والكَلْم: الجَرْح، والجمع: كُلُوم، وكِلام، أنشد ابن الأعرابي:

شَكْوَى سَلِيم ذَرِبَتْ كِلامُهُ

 

يشكو إذا شُدّ له حِزامُـهُ

سمَّى موضع نهش الحيَّة من السَّليم كَلْما، وإنما حقيقته الجَرْح، وقد يكون السليم هنا الجريح، فإذا كان كذلك فالكَلْم هنا أصل لا مستعار.

وكَلَمه يكلِمه كَلْما، وكَلَّمه: جرحه.

ورجل مكلوم، وكَليم، قال:

عليها الشيخ كالأَسد الكلِيمِ

فالجرّ على قولك: عليها الشيخ كالأسد إذا جُرح فحَمِى أنْفا والرفع على قولك: عليها الشيخ الكليم كالأسد. والجمع: كَلْمى.

وقوله تعالى: -أخرجنا لهم دابَّة من الأرض تكلمهم- قرئت: تَكْلِمُهم وتُكَلِّمهم. فَتكْلِمُهم: تجرحهم. وتُكَلِّمهم: من الكلام.

وقيل: تَكْلِمهم، وتكَلَّمهم: سواء، كما تقول تجرحهم وتجرحهم.

والكُلاَم: أرض غليظة صُلبة، أو طين يابس، قال ابن دريد: ولا ادري ما صحته.

مقلوبه: - ك م ل -

الكمال: التَّمام الذي تجزّ أمنه أجزاؤه.

كَمَل الشيء يكمُل، وكَمُل، وكمِل كَمَالا، وكُمولا.

وشيء كمِيل: كامل جاءوا به على كَمُل، وأنشد سيبويه:

ثلاثون للهجر حَوْلا كمِيلا

 

على أنه بعد ما قد مَضَى

وتَكَمّل: كَكمل.

وأكمله هو، واستكمله، وكَمَّله: أمه وجمله. قال الشاعر:

والبَصْرتان وواسطٌ تكميلـه

 

فقٌرَى العِراق مَقِيلُ يومٍ واحد

قال أبو عبيد: أراد: كان ذلك كله يُسار في يوم واحد. وأراد بالبصرتين البصرة والكوفة.

وأعطاه المال كَمَلا: أي كاملا، لا يثنَّى ولا يُجمع.

والكامل من شُطُور العَرُوض: معروف، وأصله: مُتَفاعلن ستّ مرات. سُمّي كاملا، لأنه استعمل على أصله في الدائرة.

وقال أبو إسحاق: سمِّي كاملا، لأنه كملت أجزاؤه وحركاته، وكان اكمل من الوافر، لأن الوافر توفَّرت حركاته ونقصت أجزاؤه.

وكامِل: اسم فرسٍ سابق لبني امرئ القيس.

وكامِل أيضا: فرس زيد الخيل، وإياه عنى بقوله:

ما زلت أرميهم بثُغْرة كامل

وكامل أيضا: فرس للرُّقَاد بن المنذر الضبّيّ.

وكَمْل، وكامل، ومُكَمَّل، وكُمَيل، وكُمَيلة: كلها أسماء.

مقلوبه: - ل ك م -

اللَّكْم: الضرب باليد مجموعةً.

وقيل: هو الَّلكْز والدَّفْع.

لَكَمه يَلْكُمه لَكْماً، أنشد الأصمعيّ:

كأنّ صوتَ ضَرْعها تُساجِل

هاتيك هاتا حَتَنَى تكايِل

لَدْمُ العُجَى تَلْكُمها الجَنادِلُ

والمُلَكَّمة: القُرْصة المضروبة باليد.

وخُفّ مِلْكَمٌ، ومُلَكَّم، ولَكَّام: صُلْب شديد يكسر الحجارة، أنشد ثعلب:

وخُفّان لَكَّامان للقَلَع الكُـبْـد

 

ستاتيك منها إن عَمِرت عِصَابةٌ

هذا شعر للصّ يتهزأ بمسروقه.

وجبل اللُّكَام: معروف.

مقلوبه: - م ك ل -

المُكْلة، والمَكْلة: جَمّة البئر.

وقيل: أول ما يُستقى من جَمَّتها.

والمُكْلَة: الشيء القليل من الماء يبقى في البئر أو الإناء فهو من الاضداد.

وقد مَكَلت الركِيَّة تمكُل مكُولا، فهي مَكُول فيهما.

والجمع: مُكُل.

وحكى ابن الأعرابي: قَلِيب مُكُل، كعُطُل ومَكِل، كنكِد، ومُمْكَلة وممكولة، كل ذلك: التي قد نُزِح ماؤها.

وقيل: المَكُول من الآبار: التي يقل ماؤها فتَسْتَجم حتى يجتمع الماء في أسفلها.

والمَكُولِيّ: اللئيم، عن أبي العَمَيثل الأعرابيّ.

مقلوبه: - ل م ك -

لَمَك: أبو نوح.

ولامَك: جَدّه.

وما ذاق لَمَاكا: أي ما ذاق شيئا لا يستعمل إلا في النفي.

وكذلك: ما تلمَّك عندنا بلَمَاك.

مقلوبه: - م ل ك -

المَلْك، والمِلْك: احتواء الشيء والقُدرة على الاستبداد به.

مَلَكه يملِكه مَلْكا، ومِلكا، ومُلكا، الأخيرة عن اللحياني لم يحكها غيره.

ومَلَكة، ومَمْلكة ومَمْلُكة: كذلك.

وماله مَلْك،و مِلْك، ومُلْك، ومُلُك: أي شيء يملكه، كل ذلك عن اللحياني.

وحكى عن الكسائي: ارحموا هذا الشيخ الذي ليس له مُلْك ولا بصر: أي ليس له شيء، بهذا فسّره اللحياني، وهو خطأ، وسيأتي بعد هذا.

وأملكه الشيء، وملَّكه إياه: جعله يملكه.

وحكى اللحياني: مَلِّك ذا أمر أمره، كقولك: مَلِّك المال ربَّه وإن كان أحمق. هذا نص قوله.

ولي في هذا الوادي مَلْك، ومِلْك، ومُلْك، ومَلَك: يعني مَرْعىً ومشربا ومالا، وغير ذلك مما تملكه.

وقيل، هي البئر تحفرها وتنفرد بها.

وقالوا: الماء مَلَكُ أمر: أي إذا كان مع القوم ماء ملكوا امرهم، قال أبو وَجْزة السعدي:

إلاّ صلاصل لا تَلْوِى على حَسَب

 

ولم يكن مَلَك للقـوم يُنْـزِلـهـم

أي يُقْسَم بينهم بالسَوِيَّة لا يؤثر به أحد.

وقال ثعلب: يقال ليس لهم مِلْك، ولا مَلْك، ولا مُلْك: إذا لم يكن لهم ماء.

ومَلكنَا الماء: اروانا فقوينا على مَلْك امرنا.

وهذا مِلْك يميني، ومَلْكها، ومُلْكها: أي ما أملكه.

وأعطاني من مَلْكه، ومُلْكه، عن ثعلب: أي ممّا يقدر عليه.

ومَلْك الولي المرأة، ومِلْكه، ومُلْكه: حظره إيّاها ومِلْكه لها.

وعبد مَمْلكة، ومَمْلُكة، ومَمْلِكة، الأخيرة عن ابن الأعرابي: مُلِك ولم يُملك أبواه.

ونحن عبيد مَمْلكة لا قِنّ: أي أننا سُبِينا ولم نُملك قبل.

وطالت مَمْلَكتُهم الناس، ومَمْلِكتهم إيّاهم: أي مِلْكهم إيّاهم، الأخيرة نادرة، لأن مَفْعِلا ومَفْعِلة قلَّما يكونان مصدرا.

وطال مِلْكه، ومُلْكه، ومَلْكه، ومَلَكَتُه عن اللحياني: أي رِقُّه.

ويقال: إنه حسن المِلْكة، والمِلْك، عنه أيضا.

وأقرَّ بالمَلَكة، والمُلوكة: أي المِلْك.

والمُلْك: معروف، وهو يذكَّر ويؤنَّث كالسلطان.

ومُلْك الله، وملكوته: سلطانه وعظمته.

ولفلان ملكوت العراق: أي عِزّه وسلطانه عن اللحياني.

والمَلْك، والمَلِك، والمليك، والمالك: ذو المُلْك.

وجمع المَلْك: مُلُوك، وجمع المِلك: أملاك. وجمع الملِيك: مُلَكاء. وجمع المالك: مُلَّك، ومُلاَّك.

والأملوك: اسم للجمع.

ومَلَّك القوم فلاناً على أنفسهم، وأمْلَكوه: صيروه ملِكا، عن اللحياني.

وقال بعضهم: الملِك، والمليك: لله وغيره، والمَلْك لغير الله.

ومُلُوك النحل: يعاسيبُها التي يزعمون أنها تقتادها على التشبيه.

واحدهم: مليك، قال أبو ذؤيب.

إلى طُنُف أعيا براقٍ ونـازلِ

 

وما ضَرَب بيضاء يأوِى مليكُها

والمملَكة، والمملُكة: سلطان الملك وعبيده وقول ابن أحمر:

كأسٌ أرَنَوناة وطِرْف طِمِرّ

 

بنَّت عليه الملكُ أطنابَـهـا

قال ابن الأعرابيّ: المُلك هنا: هو الكأس، والطِرْف الطمر، ولذلك رفع الملك والكأس معا يجعل الكأس بدلا من الملك، وأنشده غيره:

كأسٌ......

 

بَنّت عليه الملكَ أطنابَها

فنصب "الملك" على انه مصدر موضوع موضع الحال، كأنه قال: مملَّكا، وليس بحال، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام، وهذا كقوله:

فأرسلها العراكَ....

أي: معترِكة وكأس حينئذ رفع ببنَّت. ورواه ثعلب:

بَنَتْ عليه الملك...

مخفَّف النون، ورواه بعضهم: "مدَّت عليه الملك". وكل هذا من المِلْك، لأن المُلْك مِلْك وإنما ضمّوا الميم تفخيما له.

وتمالك عن الشيء: ملك نفسه.

وليس له مَلاَك: أي لا يتمالك.

ومِلاك الامر، ومَلاكه: قوامه الذي يُملك به.

وقالوا: لأذهبَنّ فإما هٌلْكا وإما مُلْكا، ومَلْكا،و مِلْكا: أي إما أن أهلك وإما أن أملك.

وشهدنا إملاك فلان، ومِلاكه، ومَلاكه، الأخيرتان عن اللحياني: أي عقده مع امرأته.

وأملكه إيّاها حتى مَلَضكها يَمْلكها مُلْكا ومَلْكا ومِلْكا: أزوجه إياها، عن اللحيانيّ.

وأُمْلِك فلان: زُوِّج عنه أيضا.

ولا يقال: مَلَك بها، ولا أُمْلِك بها.

وأُمْلِكت فلانة أمرها: طُلِّقت، عن اللحياني.

وملك العجين يَملِكه مَلْكا، وأملكه: عَجَنَه فأنعم عجنه، وفي حديث عمر: "أملكوا العجين فإنه أحد الرّبْعين": أي الزيادتين.

ومَلَك العجين يَمْلِكه ملكا: قوي عليه.

وملك الخِشْفُ أمَّه: إذا قوي وقدر أن يتبعها، كلاهما عن ابن الأعرابي.

وناقة مِلاَك الإبل: إذا كانت تتبعها، عنه أيضا وقول قيس بن الخطيم يصف طعنة:

يرى قائم مِنْ دونها ما وراءها

 

ملكتُ بها كفّي فأنهرتُ فَتْقهـا

أي: شددت بها كفّي، وقال أوس بن حَجَر في صفة قوس:

كغِرقئ بَيْض كنّهُ القَيْضُ من عَلُ

 

فمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحت قِشْـرِهـا

مَلَّكَ: أي شدَّد، يعني أنه ترك شيئا من القِشر على قلب القوس تتمالك به ويصونها، يدلك على ذلك تمثيله إياها بالقيض والغرقئ.

ومَلْكُ الطريق، ومُلْكه ومِلكه: وسطه ومعظمه.

وقيل: حدّه، عن اللحياني.

ومِلْك الوادي، ومُلْكه: ومَلْكُه وسطه وحده، عنه أيضا.

ومُلْك الدابة: قوائمه وهاديه، وعليه أوجِّه ما حكاه اللحياني عن الكسائي من قول الأعرابي: ارحموا هذا الشيخ الذي ليس له ملك ولا بصر: أي يدان ولا رجلان ولا بصر، وأصله من قوائم الدابة فاستعاره الشيخ لنفسه.

والمُلَيْكة: الصحيفة.

والأُمْلُوك: قوم من العرب من حِمْيَر، كتب اليهم النبي صلى الله عليه وسلم: "إلى أُمْلُوك رَدْمان".

والأُمْلُوك: دُوَيْبَّة تكون في الرمل تشبه العظاءة.

ومُلَيك، ومُلَيكة، ومالِك، ومُوَيلك، ومٌمَلَّك، ومِلْكان، كلها أسماء.

ورأيت في بعض الأشعار: مالِك الموت: في: في مَلَك الموت، وهو قوله:

نسائي لسَهْمي مالِك غَرَضان

 

غدا مالِك يبغي نسائي كأنّمـا

وهذا عندي: خطأ، وقد يجوز أن يكون من جفاء الأعراب وجهلهم، لأن مَلَك الموت مخفف عن مَلأَك.

ومالِك: اسم رمل، قال ذو الرُمَّة:

لذو عَبْرة كُلاًّ تُفِيض وتَخْنُق

 

لعمرك إني يوم جَرْعاءِ مالِك

الكاف والنون والفاء

الكنَف والكَنَفة: ناحية الشيء.

والجمع: أكناف.

وبنو فلان يَكْنُفُون بني فلان: أي هم نُزُول في ناحيتهم.

وكَنَفُ الرجل: حِضْنُه، يعني: العَضُدين والصَدر.

وكَنَفُ الله: رحمته.

واذهب في كَنَف الله، وكَنَفَته: أي في حِفْظه وكِلاءَته.

وكَنَف الرجل يكنُفُه، وتَكَنَّفه، واكتنفه: جعله في كَنَفه.

وكَنَفه يَكْنُفُه كَنْفا، وأكنفه: حقظه وأعانه. الأخيرة عن اللحياني.

وقال ابن الأعرابي: كَنَفه: ضمَّه إليه وجعله في عَيِّله، وأكنفه: أتاه في حاجة فقام له بها وأعانه عليها.

وأكنفه الصيد والطير: أعانه على تصَيُّدها، وهو من ذلك.

ويُدْعَى على الإنسان فيقال: لا تكْنُفْه من الله كانِفةٌ: أي لا تحفَظْه.

وانهزموا فما كانت لهم كانِفة دون المنزل أو العسكر: أي موضع يلجئون إليه، ولم يفسّره ابن الأعرابي.

وتكنَّف الشيء، واكتنفه: صار حواليه.

والكَنُوف من النوق: التي تبرك في كَنَفة الإبل لتقي نفسها من الريح والبرد.

وقد اكتنفَتْ.

وقيل: الكَنُوف: التي تبرُك ناحية من الإبل تستقبل الريح لصحَّتها، والمُكانف: التي تَبْرك من وراء الإبل، كلاهما عن ابن الأعرابي.

والكنَفَان: الجَنَاحان، قال:

سِقْطان من كنَفَي نَعَام جافل

وكل ما سُتِر: فقد كُنِف.

والكَنِيف: التُّرْس لسَتْره، ويوصف به فيقال: تُرْس كَنِيف.

والكَنِيف: حظيرة من خشب أو شجر تُتَّخذ للإبل لتقيها الريح والبرد، سمي بذلك لأنه يكنفها: أي يستُرها ويقيها.

والجمع: كُنُف، قال:

ولما تآزَينا إلى دفْء الكُنُفْ

وكَنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفا، وكُنُوفا: عمله.

وكَنَفَ الإبل والغنم يَكْنُفها كَنْفاً: عمل لها كَنِيفاً.

وكَنَف لإبله كنيفا: اتَّخذه لها، عن اللحياني.

وتكنَّف القوم بالغِثَاث: وذلك أن تموت غنمهم هُزَالاً فَيَحْظُروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بقين فتسترها من الرياح.

واكتنف كَنيفا: اتَخذه.

وكَنَف القوم: حَبَسوا أموالهم من أزْلٍ وتضييق عليهم.

والكَنِيف: الكُنَّة تُشرع فوق باب الدار.

وكَنَفَ الدار يكنفُها كَنْفا: اتَّخذ لها كَنِيفا.

والكنيف: الخَلاء، وكله راجع إلى السَّتْر.

والكِنْف: الزَّنْفَلِيجة تكون فيها أداة الراعي ومتاعه.

وهو أيضا: وعاء طويل يكون فيه متاع النِّجَار وأسقاطهم، ومنه قول عمر رضي الله عنه في عبد الله ابن مسعود: "كُنَيف مُليء عِلْما".

وقيل: الكِنْف: الوعاء الذي يكنُف ما جعل فيه: أي يحفظه.

والكِنْف، أيضا: مثل العَيْبة، عن اللحياني.

وكَنَف الرجل عن الشيء: عَدَل، قال القطاميّ:

ليُعْلَم ما فينا عن البَيْع كانِف

 

فصال وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكر

قال الأصمعي: ويروى: "كاتف" قال: أظن ذلك ظنّا.

وكّنِيف، وكانِف، ومُكْنِف: أسماء.

ومُكْنِف بن زيد الخيل كان له غَنَاء في الرِدَّة مع خالد بن الوليد، وهو الذي فتح الرّيَّ، وأبو حَمَّاد الراوية من سَبْيه.

مقلوبه: - ك ف ن -

الكَفَن: لِباس الميّت.

والجمع: أكْفان.

كفَنه يكفِنه كفناً، وكفَّنه.

وكَفَن الرجل الصوف: غزله.

والكَفْنة: شجرة من دِقّ الشجر صغيرة جَعْدة إذا يبست صلبت عيدانها، كأنها قطع شُقِّقت عن القَنَا.

وقيل: هي عُشْبة منتشرة النبتة على الأرض، تَنْبت بالقيعان وبأرض نجد.

وقال أبو حنيفة، الكَفْنَة: من نبات القُفّ، لم يزد على ذلك شيئا.

وكَفَنَ يكْفِن: اختلى الكَفْنَة، وأمَّا قوله:

ويَكْفِن الدهرَ إلاَّ رَيْثَ يهتبِـدُ

 

يظَلُّ في الشاء يرعاها ويَعْتِمها

فقد قيل في معناه: يختلي من الكَفْنَة لمواضع الشاء. وقيل: معناه: يغزل الصوف.

وطعام كَفْن: لا ملح فيه.

وقوم مُكْفِنوُن: لا ملح عندهم، عن الهجري قال: ومنه قول علي بن أبي طالب في كتابه إلى عامله مَصْقَلَة بن هُبَيرة: "ما كان عليك أن لو صمت لله أيّاما وتصدقت بطائفة من طعامك محتسبا وأكلت طعامك مِرَارا كَفْنا فإن تلك سيرة الأنبياء وآداب الصالحين".

مقلوبه: - ن ك ف -

النَّكْف: تنحيك الدمع عن خدَّيك باصبعك، قال:

من الحِلْف لم يُنْكَف لعينيك مَدْمَع

 

فبانوا فلولا ما تذكَّـرُ مـنـهـم

ونَكَف الغَيث ينكُفه نَكْفا: أقطعه.

وهذا غيث ما نكفناه: أي ما قطعناه.

وكذلك حكاه ثعلب: قطعناه بغير ألف.

وقد نَكَفناه نَكْفا.

وغيث لا يُنكَف: لا ينقطع.

وقَليب لا يُنكَف: لا يُنْزَح.

وهذا غيث لا يَنْكُفه أحدٌ: أي لا يعلم أحد أين أقصاه.

ونَكِف الرجل عن الأمر نَكَفا، واستنكف: أنِف وامتنع،و في التنزيل: -لن يستنكِف المسيحُ أن يكون عبداً لله ولا الملائكةُ المقرَّبون-.

ورجل نِكْف: يُسْتَنكَف منه.

ونَكِف نَكَفاً، وانتكف: تبرّأ، وهو نحو الأول.

قال ثعلب: وسئل النبيّ صلى الله عليه وسلم عن قولهم: سبحان الله فقال: "هو الانتكاف" ثم فسّره ثعلب فقال: هو التبرّؤ من الأولاد والصواحب.

والنَّكَفة: الدَّاغِصة.

والنَّكْفة، والنَّكَفة: ما بين الَّلحيين والعُنُق من جانبي الحلقوم من قُدُم من ظاهر وباطن.

وقيل: هي غُددة في أصل الَّلحى بين الرَّأد وشحمة الأذن.

وقيل: هو حد اللَّحى.

وقيل النَّكَفَتان: غُدَّتان تكتنِفان الحلقوم في أصل الَّلحْي.

وقيل: النَّكَفتان: لحمتان مكتِنفتا عَكَدة اللسان من باطن الفم في أصول الأذنين داخلتان بين اللَّحْيَين.

وقيل: هما عُقدتان ربما سقطتا من وجع الحَلْق فظهر لهما حَجْم.

ونَكِف الرجل نَكَفا: أصابه ذلك.

وقيل: النَّكَفتان: العظمان الناتئان عند شحمتي الأُذنين تكون في الناس وفي الإبل.

وقيل: هما عن يمين العَنْفَقة وشمالها، وهو الموضع الذي لا ينبت عليه شعر.

وقيل: النَّكَفتان من الإنسان غُدَّتان في الحَلْق بينهما الحلقوم.

وهما من الفرس: طَرَفا اللَّحْيَين الداخلان في أصول الأذنين.

والجمع من ذلك كله: نَكَف.

وإبل مُنَكَّفة: ظهرت نَكَفاتها.

والنَّكَفة: وَجَع يأخذ في أصل الأذن.

والنُّكَاف، والنُّكَاث، على البدل: الغُدَدة.

وقيل: داء يأخذ في النَّكَفتين، وهو أحد الأدواء التي اشتُقّت من اسم العضو، وقد قدمتها في حرف القاف.

وإبل مُنَكَّفة: أصابها ذلك.

والنَّكَف: وجع يأخذ في اليد.

وقد نَكِف نَكَفا.

ونَكَف أَثَره يَنْكُفه نَكْفا، وانتكفه: اعترضه في مكان سهل.

ويَنْكَف: اسم مَلِك من ملوك حِمْيَر.

ويَنْكَف: موضع.

مقلوبه: - ف ك ن -

فَكَن في الكذب: لجّ ومضى.

وتفكَّن: تأسَّف وتلهَّف.

وقيل: هو التَّلهّف على الشيء يفوتك بعد ما ظننت أنك ظفرت به.

وقيل: هو التندّم.

مقلوبه: - ف ن ك -

فَنَك بالمكان يفنُك فُنُوكا: أقام.

وفَنَك فُنُوكا، وأفْنَك: واظب على الشيء.

وفَنَك في أمره: ابتَزّه ولجّ فيه، قال عبيد ابن الأبرص:

إذ فَنَكتْ في فساد بعد إصلاح

 

وَدِّع لَميسَ وَدَاعَ الصَّارم اللاَّحِي

وفَنَك فُنُوكا، وأفْنَك: كَذَب.

وفَنَك في الكذب: مَضَى ولَجّ فيه، قال:

لمّا رأيتُ أنّها في حُطّي

وفَنَكت في كَذِب ولَطّ

وزعم يعقوب أنه مقلوب من: فَكَن.

والفَنِيك من الإنسان: مَجْمَع اللَّحْيَين في وسط الذَّقْن.

وقيل: هو طَرَف اللَّحْيين عند العَنْفَقة.

وقيل: الفَنِيك: عظم ينتهي إليه حلق الرأس.

وقيل: الفَنِيكان من كل ذي لَحْيَين الطرفان اللذان يتحرّكان في الماضغ دون الصُّدْغين.

وقيل: هما عن يمين العَنْفَقة وشمالها.

والفَنِيكان من الحمامة: عُظَيمان مُلْزَقان بقَطَنها إذا كُسرا لم يستمسك بيضها وأخدجَتْها.

وقيل: الفَنِيك، والإفنيك: زِمِكيَّ الطائر قال ابن دُرَيد: ولا أحُقّه.

والفَنْك: العَجَب، أنشد ابن الأعرابي:

بما اختَشَبوا من مِعْضَـدٍ ودَ َدان

 

ولا فَنْك إلاّ سَعْي عمرو ورهطِه

اختشبوا: اتّخذوه خَشِيبا. وهو السيف الذي لم يُتَأنَّق في صُنْعه، وقال آخر:

جاءت بفَنْك أختُ بنت عَمْرو

والفَنَك: كالفَنْك.

ومَضَى فِنْك من الليل، وفُنْك: أي ساعة حُكي ذلك عن ثعلب.

والفَنَك: جلد يابس، قال ابن دريد: لا أحسبه عربياً.

وقال كراع: الفَنَك دابَّة يُفتَرى جلدها: أي يُلْبَس جِلْدها فَرْوا.

الكاف والنون والباء

كَنَب يَكْنِبُ كُنُوبا: غَلُظ، وأنشد:

من الأقِط الحوليّ شبعانُ كانِب

 

وأنت امرؤ جَعْد القفا متعكِّـس

وأكنب: ككنَبَ.

والكَنَب: غِلَظ يعلو الرِّجْل والخُفَّ والحافر واليد.

وخصَّ به بعضهم اليد إذا غلُظت من العمل.

كَنِبت يدُه، وأكنبت، قال:

وهمَّتا بالصَّبْر والمُرون

 

قد أكنبت يداك بعد لِـين

والمُكْنِب: الغليظ من الحوافر.

وخُفّ مُكْنَب، بفتح النون: كَمُكْنِب، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

بِكُلّ مرثوم النَّواحي مُكْنَب

وأكنب عليه بطنُه: اشتدّ.

واكنب عليه لسانه: احتبس.

وكَنَب الشيء يكنِبه كَنْبا: كنسه.

والكانب: الممتلئ شِبعا.

والكِناب: الشّمراخ.

والكَنِيب: اليبيس من الشجر.

قال أبو حنيفة: الكنِبُ، بغير ياء: شبيه بقَتَادنا هذا الذي ينبت عندنا، وقد يُخْصَف عندنا بِلِحائه، وتُفْتل منه شُرُط باقية على النَّدَى، وقال مرة: سألت بعض الأعراب عن الكَنِب فأراني شِرْسة متفرّقة من نبات الشوك، بيضاء العيدان، كثيرة الشوك، لها في أطرافها براعيم، قد بدت من كل برعومة شوكات ثلاث.

مقلوبه: - ك ب ن -

الكَبْن: عَدْو ليِّن في استرسال.

وقيل: هو أن يُقَصِّر في العَدْو.

كَبَن الفرسُ يكبِن كبْنا وكُبُونا.

وكَبَن الثوبَ يَكْبِنه، ويكبُنه كَبْنا: ثناه إلى داخل ثم خاطه.

ورجل كُبُنّ، وكُبُنَّة: منقبِض كَزّ لئيم.

وقيل: هو الذي لا يرفع طَرْفه بُخْلا.

وقيل: هو الذي ينكِّس رأسه عن فعل الخير والمعروف، قالت الخنساء:

ثقيل الرأس يَحْلمُ بالنَّعيق

 

فذاك الرُزْء عَمْرَكِ لا كُبُنٌّ

وقال الهُذَليّ:

لِلَّحْمِ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُـوفِ

 

يَسّرٍ إذا كان الشتاءُ ومُطْعمٍ

والكُبُنَّة: الخُبزة اليابسة.

ورجل مَكْبون الأصابع: مثل الشَّئْن وكَبَن عن الشيء كبْنا: كَعَّ وعَدَل.

وكَبَن الرجلُ كَبْنا: دخلت ثناياه من أسفل ومن فوق إلى غار الفم.

وكَبَن هديَّته عنّا يَكْبِنها كبْنا: كفَّها وصرفها. قال اللحياني: معنى هذا: صرف هديته ومعروفة عن جيرانه ومعارفه إلى غيرهم.

وكلُّ كفٍ: كَبْن.

وفرس فيه كَبْنة،و كَبَن: ليس بالعظيم ولا القمئ.

وكَبَن الظَّبْيُ، واكبَأنَّ: لَطَأ بالأرض.

واكبأنَّ الرجُل: كذلك.

وكَبْنُ الدَّلو: شَفَتها.

وقيل: ما ثُنِىْ من الجلد عند شفة الدلو فخُرِز.

مقلوبه: - ن ك ب -

نَكَب عن الشيء يَنْكُب نَكْبا،و نُكُوبا، ونكِب نَكَبا، ونَكّب، وتنكَّب: عدل، قال:

فنكِّب كلَّ مُمْتِرة صَنَاعِ

 

إذا ما كنتَ ملتمسًا أيامَي

وقال رجل من الأعراب، وقد كَبِر وكان في داخل بيته ومَرَّت سحابة: "كيف تراها يا بُنَي؟" قال: "أراها قد نكَّبت وتبهَّرت" نَكَّبت: عدلت. وقد تقدمت الحكاية، وأنشد الفارسيّ:

فعن أيّها ما شئتمُ فتنكَّبُوا

 

هما إبلان فيهما ما علمتُمُ

عدّاه بعَن، لأن فيه معنى: اعدلوا وتباعدوا، و"ما" زائدة.

ونَكَّبه الطريق، ونَكَّب به عنه: عَدَل.

وطريق مَنْكُوب: على غير قصد.

والنَّكَب: شِبْه مَيَل في المَشْي.

والنَّكباء: كل ريح انحرفت ووقعت بين ريحين، وهي تُهلك المال وتَحبِس القَطْر.

وقال أبو زيد: النَّكباء: التي لا يُختلف فيها هي التي بين الصّبَا والشمال.

وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: أن النُّكْب من الرياح أربع: فنكباء الصّبَا والجنوب: مِهياف مِلْواح ميباس للبَقْل. ونكباء الصّبَا والشّمال: مِعْجاج مِصْراد ولا مَطَر فيها ولا خير عندها، ونكباء الشمال والدّبور: قَرَّة وربما كان فيها مطر، ونكباءُ الجنوب والدّبُور: حارَّة مِهْيَاف.

نَكَبت تَنْكُب نُكُوبا.

ودَبُور نَكْب: نكباء.

وبعير أنكب: يمشي متنكّبا.

والمَنْكِب من الإنسان وغيره: مجتمع رأس الكتف والعضد، مذكر لا غير، حكى ذلك اللحياني.

قال سيبويه: هو اسم للعضو ليس على المصدر ولا المكان، لأن فعله: نَكَب يَنْكُب: يعني انه لو كان عليه لقال: مَنْكَب، ولا يُحمل على باب مَطْلِع، لأنه نادر، أعني: باب مَطْلِع.

ورجل شديد المناكب، قال اللحياني: هو من الواحد الذي يفرَّق فيجعل جميعا، قال: والعرب تفعل هذا كثيرا.

وقياس قول سيبويه: أن يكونوا ذهبوا في ذلك إلى تعظيم العضو، كأنهم جعلوا كل طائفة منه مَنْكِبا.

وانتكب الرجلُ كِنانَته، وتنكَّبها: ألقاها على مَنْكِبه.

والنَّكضب: ظَلْع يأخذ البعير من وجع في مَنْكِبه.

نكِب نَكَبا، وهو أنكب، وقال:

يبغي فيردِي وخَدَانَ الأنكب

ومناكب الاض: جبالها، وقيل: طُرُقها، وقيل: جوانبها، وفي التنزيل: -فامْشُوا في مناكبها-.

وفي جناح الطائر عشرون ريشة، أوّلها القوادم، ثم المناكب ثم الخَوَافي، ثم الاباهر، ثم الكُلَى، ولا اعرف للمناكب من الريش واحدا، غير أن قياسه أن يكون مَنْكِبا.

ونَكّب على قومه يَنْكُب نِكابة، ونُكوبا، الأخيرة عن اللحياني: عَرَف عليهم.

والمَنْكِب: العَريف.

وقيل: عَوْن العريف.

ونَكَب الإناء يَنْكُبه نَكْبا: هَرَاق ما فيه، ولا يكون إلاّ من شيء سَيَّال كالتراب ونحوه.

ونَكَب كنانته يَنْكُبها نَكْبا: نَثَر ما فيها.

والنَّكْبة: المصيبة من مصائب الدهر.

والنَّكْب: كالنكبة، قال قيس بن ذَرِيح:

إذا سُفْنه يزدَدْن نَكْباً على نَكْب

 

يُشَمِّمنه لو يَسْتطعن ارتشفنـه

وجمعه: نُكُوب.

ونكبه الدهر ينكُبه نَكْبا، ونَكَباً: بلغ منه وأصابه بنَكْبة.

ونَكَب الحَجَرُ رِجْله وظُفُره، فهو منكوب ونَكيب: أصابه.

ويقال: ليس دون هذا الأمر نكْبة ولا ذُبَّاح، حكاه ابن الاعرابي، ثم فسره فقال: النَّكبة: أن يَنْكُبه الحجر، والذُبَّاح: شَقّ في باطن الرِّجْل. وقد تقدم.

ورجل أنْكَب: لا قوس معه.

ويَنْكُوب: ماء معروف، عن كُراع.

مقلوبه: - ن ب ك -

النَّبَكة: أكمة محدّدة الرأس، وربما كانت حمراء، ولا تخلو من الحجارة.

وقيل: هي الأرض فيها صعود وهبوط.

والجمع: نَبَكٌ، ونِباك.

ونَبْك، ونُبُوك، ونُبَاكة: مواضع.

وتَنْبُوك: اسم موضع، وإنما قضيت على تائه بالزيادة، وإن لم يُقْضَ على التاء إذا كانت أولا بالزيادة إلا بدليل، لأنها لو كانت أصلا لكان وزن الحرف "فَعْلولا" وهذا البناء خارج عن كلامهم، إلا ما حكاه سيبويه من قولهم: بنو صَعْفوق، قال رؤبة:

بشِعْب تَنْبُوك وشِعب العَوْبَثِ

مقلوبه: - ب ن ك -

البُنْك: أصل الشيء.

وقيل: خالصه.

وتَبَنَّك بالمكان: أقام به وتأهَّل.

وتبنَّك في عزِّه: تمكَّن.

والبُنْك: ضَرْب من الطِّيب، قال بعضهم: هو دخيل.

الكاف والنون والميم

كمَن له يكمُن كمُونا، وكمِن: استخفى.

وأكمن غيره: أخفاه.

وكل شيء استتر بشيء: فقد كَمَن فيه كُمُونا.

والكمِين في الحرب: الذين يكمُنون.

وأمر فيه كَمِين: أي دَغَل لا يُفطَن له.

وناقة كَمُون: كَتُوم اللِّقاح وذلك إذا لم تُبشِّر بذنبها.

والكُمْنَة: جَرَب وحمرة تبقى في العين من رَمَد يُساء علاجه.

وقيل: هو وَرَم في الجَفْن وغلظ.

وقيل: هو أُكَال يأخذ في جَفْن العين فتصير كأنها رَمْداء.

وقيل: هي ظُلمة تأخذ في البَصر.

وقد كَمِنَتْ عينُه وكُمِنَت.

والمُكْتَمِن: الحزين، قال الطِرِمَّاح:

بمكتمِن من لاعج الحزن وَاتِن

 

عواسف أوساطِ الجفُون يَسُفْنها

الواتِن: المقيم، وقيل: هو الذي خَلَص إلى الوَتِين.

والكَمُّون: حَبّ أدق من السمسم، واحدته: كَمُّونة.

وقال أبو حنيفة: الكَمُّون: عربي معروف، يزعم قوم انه السَّنُّوت.

ودارة مَكْمَن: موضع، عن كُرَاع.

مقلوبه: - م ك ن -

المَكْن، والمَكِن: بيض الضَّبَّة والجرادة ونحوها وأصله فيهما.

واحدته: مَكْنَة، ومَكِنة.

وقد مَكِنت، وهي مَكُون.

وأَمكنت وهي مُمْكِن.

وقيل: الضَبَّة المَكُون: التي على بيضها.

وقوله: أقِرُّوا الطير على مَكِناتها، قيل: يعني بيضها، على انه مستعار لها من الضَبَّة، لأن المَكِن ليس للطير، وقيل: عنى مواقع الطير.

والمَكَانة: التُّؤَدة.

وقد تمكَّن.

ومرَّ على مَكِينته: أي على تُؤَدته.

والمكانة: المنزلة عند الملِك.

والجمع: مَكَانات، ولا يُجمع جمع التكسير.

وقد مَكُن مَكَانة، فهو مَكين، والجمع: مُكَناء.

وتمكَّن: كمَكُن.

والمتمكّن من الأسماء: ما قَبِل الرفع والنصب والجر لفظا، كقولك: زيدٌ وزيداً وزيدٍ. وكذلك: غير المنصرِف كأحمد وأسلم. وقد شرحنا جميع ذلك في كتابنا الموسوم بالإيضاح والإفصاح في شرح كلام سيبويه، فغنينا عن تقصِّيه هاهنا.

والمكان: الموضع والجمع: أمكِنه، كقَذَال وأقْذِلَة وأماكن: جمع الجمع.

قال ثعلب: يَبْطُل أن يكون"مكان" فَعَالاً، لأن العرب تقول: كن مكانك. وقم مقامك، واقعد مقعدك، فقد دل هذا على أنه مصدر من: كان، أو موضع منه، قال: وإنما جمع: أمكنة، فعاملوا الميم الزائدة معاملة الأصلية، لأن العرب تشبه الحرف بالحرف، كما قالوا: منارة ومنائر، فشبهوها بفعالة، وهي مَفْعَلة من النور،و كان حكمه: مَنَاور، وكما قيل: مَسِيل وأمْسِلة ومُسُل ومُسْلان، وإنما مَسِيل: مَفْعِل من السَّيْل، فكان ينبغي ألاّ يتجاوز فيه مَسَايِل، لكنهم جعلوا الميم الزائدة في حكم الأصلية فصار مَفْعِل في حكم فَعِيل فكُسِّر تكسيره.

وتَمَكَّن بالمكان، وتمكَّنه، على حذف الوسيط، وأنشد سيبويه:

في أيّ نحو يُمِيلوا دينَه يَمِلِ

 

لمَّا تمكَّن دنياهم أطاعَـهُـم

وقد يكون: تَمكَّن دنياهم على أن الفعل للدنيا، فحذف التاء، لأنه تأنيث غير حقيقي.

وقالوا: مكانَك يحذّره شيئا من خلفه.

وتمكَّن من الشيء، واستمكن: ظفر.

والاسم من كل ذلك: المَكانة.

وأبو مَكِين: رجل.

والمَكْنان: نَبْت ينبت على هيئة ورق الهِنْدِبا، بعض ورقه فوق بعض، وهو كثيف وزهرته صفراء، ومَنْبَتُه القِنَان، ولا صَيُّور له، وهو أبطأ عشب الربيع، وذلك لمكان لِينه، وهو عشب ليس من البقل.

وقال أبو حنيفة: المَكْنان من العشب، ورقته صفراء، وهو لين كله، وهو من خير العشب إذا أكلته الماشية غَزُرت عليه، فكثرت ألبانُها وخَثُرت واحدته: مَكْنانة.

وأمكن لمكانُ: أنبت المَكْنان.

الكاف والباء والميم

البَكَم: الحَرَس مع عِيّ وبَلَه.

وقيل: هو الخرَس ما كان.

وقال ثعلب: البَكم: أن يولد الإنسان لا ينطق ولا يسمع ولا يبصر.

بَكِم بَكَماً وبَكَامة، وهو أبكم.

وقوله تعالى: -صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ- قال أبو إسحاق: قيل معناه: أنهم بمنزلة من وُلِد أخرس.

وقيل: البُكْم هنا: المسلوبو الأفئدة.

والبكِيم: الأَبكم، والجمع: أَبْكام.

وبَكُم: انقطع عن الكلام جهلا أو تعمدا.

انتهى الثلاثي الصحيح