باب الثنائي المعتل: الفرع الأول

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السابع

حرف الكاف

الفرع الأول

الكاف والهمزة

- ك أ ك أ -

تكأكأ القوم: ازدحموا.

وتكأكأ في كلامه: عَيّ.

مقلوبه: - أ ك ك -

الأَكَّة: الشديدة من شدائد الدهر.

والأَكَّة: شدَّة الحرّ وسكون الريح.

يوم أَكٌّ وأَكِيك.

وقد أكَّ يومنا يَؤُكّ أَكّا، واْتَكَّ.

وليلة أَكَّة: كذلك.

وحكى ثعلب: يوم عَكٌّ أكُّ: شديد الحر مع لين واحتباس ريح. حكاها مع أشياء إتْباعيّة. فلا أدري أذهب به إلى أنه شديد الحر وأنه يفصل من عَكّ، كما حكاه أبو عُبيد وغيره؟ وأكّه يؤكّه أكّا: ردَّه.

والأَكّة: الزَّحْمة، قال:

إذا الشَّرِيبُ أخذَتْه أكَّهْ

فخلِّه حتَّى يَبُكّ بَكَّـهْ

وأكّه يؤكّه أَكاًّ: زاحمه.

وائتكَّ الوِرْدُ: ازدحم، اعني بالورد: جماعة الإبل الواردة، وسيأتي ذكره.

وائتكَّ من ذلك الأمر: عَظُم عليه وأنف منه.

الكاف والياء

- ك ي -

كَيْ: حرف ينصب الأفعال بمنزلة أَنْ. ومعناه العِلَّة لوقوع الشيء، كقولك: جئت كي تكرمني، وقد تدخل عليه اللام. وفي التنزيل: -لكيلا تأسَوْا على ما فاتكم-. وقال لبيد:

لكيلا يكون السَّندريّ لديدتي

وكان من الأمر كَيْتَ وكيتَ: يُكنى بذلك عن قولهم: كذا وكذا، وكان الأصل فيه: كيَّة وكيَّة، فأبدلت الياء الأخيرة تاء وأجروها مجرى الأصل، لأنه مُلحق بفَلْس، والملحق كالأصلي قال ابن جني: أبدلوا التاء من الياء لاما وذلك في قولهم: كَيْتَ وكَيْت، وأصلها كَيَّة وكيَّة، ثم إنهم حذفوا الهاء وابدلوا من الياء التي هي لام تاء، كما فعلوا ذلك في قولهم ثنتان، فقالوا: كَيْتَ، فكما أن الهاء في كيَّة علم تأنيث كذلك الصيغة في كيت علم تأنيث.

وفي كَيْتَ ثلاث لغات: منهم من يبنيها على الفتح فيقول: كَيْتَ ومنهم من يبنيها على الكسر فيقول: كَيْتِ، ومنهم من يبنيها على الضم فيقول: كيتُ.

فأما كيَّة فليس فيها مع الهاء إلا البناء على الفتح.

فإن قلت: فما تنكر أن تكون التاء في كيت منقلبة عن واو بمنزلة تاء أخت وبنت، ويكون على هذا أصل كيَّة: كَيْوة، ثم اجتمعت الياء والواو، وسبقت الياء بالسكون فقُلِبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء كما قالوا: سيّد وميّت، وأصلهما: سَيْود ومَيْوِت؟؟ فالجواب أن كيَّة، يجوز أن يكون أصلها: كَيْوة، من قِبَل أنك لو قضيت بذلك لأجزت ما لم يأت مثله من كلام العرب، لأنه ليس في كلامهم لفظة عين فعلها ياء ولام فعلها واو، ألا ترى أن سيبويه قال: ليس في الكلام مثل حَيَوْت، فأما ما أجازه أبو عثمان في الحيوان: من أن تكون واوه غير منقلبة عن الياء، وخالف فيه الحليل، وأن تكون واوه أصلا غير منقلبة فمردود عليه عند جميع النحويين، لادعائه ما لا دليل عليه ولا نظير له وما هو مخالف لمذهب الجمهور.

وكذلك قولهم: في اسم رَجَاء بن حَيْوة: إنما الواو فيه بدل من ياء، وحَسَّن البدل فيه، وصحة الواو أيضا بعد ياء ساكنة، كونه علما والاعلام قد يحتمل فيها ما لا يحتمل في غيرها، وذلك من وجهين: أحدهما الصيغة، والآخر الإعراب، أما الصيغة فنحو قولهم: مَوْظَب ومَوْرَق وتَهْلَل ومَحْبَب ومكْوَزَة ومَزْيَد ومَوْأَلَة، فيمن اخذه من وأل، ومعدي كرب وأما الإعراب فنحو قولك في الحكاية لمن قال: مررت بزيد: مَن زيد؟؟ ولمن قال: ضربت أبا بكر: من أبا بكر؟؟، لأن الكنى تجري مجرى الأعلام، فكذلك صحَّت: حَيْوَة، بعد قلب لامها واواً وأصلها: حيَّة، كما أصل حيوان: حييان وهذا أيضا إبدال الياء من الواو لامين، قال: ولم اعلمها أبدلت منها عينين.

و مما ضوعف من فائه ولامه

- ك ي ك -

الكَيْكَة: البيضة.

مقلوبه: - ي ك -

يَكْ بالفارسية: واحد، قال رؤبة:

تحدَّىَ الرُّوميّ من يكٍّ ليَكّ

الكاف والواو

- ك وو -

الكَوُّ والكَوَّة: الخرق في الحائط ونحوه، وقيل: التذكير للكبير. والتأنيث للصغير، وليس هذا بشيء.

وجمع الكَوَّة: كوى، بالقصر، نادر، وكِواء، بالمد، والكاف مكسورة فيهما.

وقال اللحياني: من قال كَوَّة، ففتح فجمعه: كِوَاء، ممدود، ومن قال: كُوَّة، فضمّ فجمعه: كِوًى مكسور مقصور، ولا ادري كيف هذا؟؟ وكَوَّى في البيت كَوَّة: عملها.

وتَكَوَّى الرجل: دخل في موضع ضيق فتقبض فيه.

وكُوَىّ: نجم من الأنواء وليس بثبت.

مقلوبه: - وك وك -

الوَكْوَكة في المشي: مثل الزّكيك.

وقيل: التدحرج.

وقد توكوك.

ورجل وَكْواك: مشيته كذلك.

ووكوكة الحَمَام: هَديرُها، قال:

كوَكْوَكة الحمائم في الوُكُون

الكاف والشين والهمزة

- ك ش أ -

كَشَأ وَسَطه كَشْأ: قطعه.

وكَشَأ المرأة كشْأ: نكحها.

وكَشَأ اللحم كَشْأ، فهو كَشِئ، وأكشأه، كلاهما: شواه حتى يبس.

وكَشَأ الطعام كَشْأ: أكله.

وقيل: أكله خَضْما كما يؤكل القِثّاء ونحوه.

وكَشِئ من الطعام كَشْأ وكَشاءً، الأخيرة عن كراع، فهو كَشِئٌ وكشِئٌ وتكشَّأ، كلاهما: امتلأ.

وتكشَّأ الأدِيُم: تقشَّر.

وكشِئ السِّقَاء كَشَأ: بانت أدَمَته من بشرته.

قال أبو حنيفة: هو إذا أُطِيل طَيُّه فيبس في طيه وتكسر.

والكَشْئُ: غِلَظ في جلد اليد وتقبُّض.

وقد كَشِئت يده.

وذو كَشَاء: موضع حكاه أبو حنيفة، قال: وقالت جِنيّة: من أراد الشفاء من كل داء فعليه بنبات البُرْقة من ذي كَشَاء، يُعني بنبات البُرْقة: الكُرَّاث، وقد تقدم.

مقلوبه: - ش ك أ -

الشَّكَأ: شبه الشقاق في الأظفار.

وقال أبو حنيفة: أشكأت الشجرة بغصونها: أخرجتها.

الكاف والضاد والهمزة

- ض أ ك -

رجل مَضْئُوك: مزكوم.

الكاف والصاد والهمزة

- ك أ ص -

رجل كُؤْصَة، وكُؤُصة وكُؤَصَة: صَبُور على الشراب وغيره.

وكَأَصه يَكْأَصه كَأْصا: غلبه وقهره.

وكأصْنا عنده الشراب ما شئنا: أصَبْنا.

مقلوبه: - ص أ ك -

الصَّأْكة: الرائحة يجدها من الخشبة إذا نديت ومن الرجل إذا عرق فهاجت منه ريح مُنْتِنة.

وقد صَئِك صَأكا.

وصَئِك به الشيء: لزِق، قال صاحب العين: ومنه قول الأعشى:

ب صاك العبير بأجسادها

 

ومثلك معجبة بالـشَّـبـا

أراد: به صئك فخفف وليَّن وليس عندي على ما ذهب اليه، بل لفظه على موضوعه، وإنما يُذْهب إلى هذا الضرب من التخفيف البدلي إذا لم يحتمل الشيء وجها غيره.

الكاف والسين والهمزة

- ك س أ -

كُسْء كلَ شيء، وكُسُوؤه: مؤخره.

وكُسْء الشهر وكُسُوؤه: آخره قدر عشر يبقين منه ونحوه.

وجاء في كُسْء الشهر، وعلى كُسْئه، وجاء كُسْأه: أي في آخره.

والجمع من كل ذلك: أكساء.

وجئت في أكساء القوم: أي في مآخيرهم.

وصلَّيت أكساء الفريضة: أي مآخيرها.

وركب كُسْأه: وقع على قفاه، هذه عن ابن الأعرابي.

وكَسَأ الدابَّة يَكْسَؤها كَسْأ: ساقها على إثر أخرى.

وكَسَأ القوم يكسؤهم كَسْئا: غلبهم في خصومة ونحوها.

ومرَّ يكسؤهم: أي يتبعهم، عن ابن الأعرابي.

ومرَّ كَسْءٌ من الليل: أي قِطعة.

مقلوبه: - ك أ س -

الكَأس: الخمر نفسها، اسم لها، وفي التنزيل: -يُطافُ عليهم بكأسٍ من مَعين بيضاءَ لَذّةٍ للشّاربين- وأنشد أبو حنيفة للأعشى:

بفِتيَان صِدْقٍ والنّواقيسُ تُضْرَب

 

وكأسٍ كعين الديك باكرت حَدَّها

وأنشد لعلقمة:

لبعض أربابها حانِـيَّة حُـوم

 

كأسٌ عزيزٌ من الأعناب عتَّقها

كذا انشده أبو حنيفة: "كأس عزيز" يعني: أنها خمر تُعَزُّ فَيُنْفَس بها إلا على الملوك والأرباب. وهكذا رواه أبو حنيفة: كأسٌ عزيزٌ على الصِّفة، والمتعارف: كأسُ عزيزٍ بالإضافة، وكذلك أنشده سيبويه، أي كأس مالك عزيز، أو مستحق عزيز.

والكأس، أيضا: الإناء إذا كان فيه خمر.

قال بعضهم: هي الزجاجة ما دام فيها خمر، فإذا لم يكن فيها خمر فهي قَدَح، كل هذا مؤنث.

والجمع من ذلك: أَكْؤُس وكُئُوس، وكِئَاس، قال الأخطل:

خلفا مواعده كبرق الخلـب

 

خضل الكئس إذا تنشى لم تكن

وحكى أبو حنيفة: كياس بغير همز، فإن صح ذلك فهو على البدل، قلب الهمزة في كأس الفا في نيَّة الواو، فقال: كاس، كَنَار، ثم جمع كاسا على: كِياس، والأصل: كِوَاس، فقلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها.

وقد تستعار الكأس في جميع ضروب المَكاره، كقولهم: سقاه كأسا من الذُّلّ، وكأسا من الحبّ والفرقة والموت، قال أميَّة بن أبي الصَلْت، وقيل: هو لبعض الحرورية:

اَلموت كأسٌ والمرء ذائقهـا

 

من لم يَمُت عَبْطة يمت هَرَما

قَطَع ألِف الوصل، وهذا يُفْعل في الأنصاف كثيرا لأنه موضع ابتداء، أنشد سيبويه:

اَلقِدْرَ يُنَزِلها بغير جِعال

 

ولا يبادر في الشتاء وليدُنا

ويروى: للموت كأس.

مقلوبه: - أ س ك -

الإسْكَتان، والأسْكَتان: شُفْرا الرَّحِم، وقيل: جانباه مما يلي شُفْريه، قال جرير:

كعنفقة الفرزدق حين شابا

 

ترى بَرَصاً يلوحُ بأءسكتيها

والجمع: أءسْك، وإسّك، أنشد ابن الأعرابي:

إسْك الإماء بني الأسَكّ مكدَّم

 

قَبَح الإلهُ ولا أُقبِّح غيرهـم

كذا رواه: إسْك بالإسكان، شبَّههم بجوانب الحياء في نَتْنهم، وقال مزرِّد:

ترمَّزتا للحَرّ كالإسَك الشُّعْر

 

إذا شَفَتاه ذاقتا حَرَّ طعـمـه

وامرأة مَأسوكة: أخطأت خافضتُها فأصابت غير موضع الخَفْض.

الكاف والزاي والهمزة

- ز ك أ -

زَكَأه مائة سوط زَكْاً: ضربه.

وزَكأه مائة درهم زَكْأ: نَقَده.

وقيل: زَكَأه: عجَّل نقده.

ومَلِئ زُكَاء وزُكَأة: حاضر النقد.

وزَكّأت الناقة بولدها تَزْكَأ زَكْأ: رمت به عند رِجلها.

وزَكَأ إليه: استند، قال:

وقد زَكَأتُ إلى بِشْر بن مَرْوانِ

 

وكيف أرْهَب أمرا أو أُراعُ له

ونعم مَن هو في سِرّ وإعلان

 

ونِعَم مَزْكَأ من ضاقَتْ مذاهبُـه

الكاف والدال والهمزة

- ك د أ -

كَدَأ النَّبْتُ يكْدَأ كَدْأً، وكُدُوءاً، وكَدِئ: أصابه البَرد فلبّده في الأرض، أو أصابه العطش فأبطأ نبته.

وكَدَأ البَردُ الزرع: ردَّه في الأرض.

وكدِئَ الغرابُ كَدَأ: إذا رأيته كأنه يقيء في شحيجه.

مقلوبه: - ك أ د -

تَكَأَّد الشيء: تكلَّفه.

وتكَأَّدَني الأمرُ: شقَّ علي. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ما تكَأّدني شيءٌ ما تكَأّدني خُطبة النكاح". وذلك، فيما ظنّ بعض الفقهاء، أن الخاطب يحتاج إلى أن يمدح المخطوب له بما ليس فيه فكره عمر الكذِب لذلك.

وقال سفيان بن عُيَيْنة: عمر، رحمه الله، يخطب في جَرَادة نهار طويلا فكيف يُظَنّ أنه يتعايا بخُطبة النِّكاح، ولكنه كَرِه الكذب.

وخطب الحسن البصري لعَبُّودة الثَّقَفِيّ فضاق صدره حتى قال: إن الله قد ساق اليكم رزقا فاقبلوه، كره الكذب.

وتكاءدني: كتكَأَّدني.

وتَكاءد الأمرَ: كابده وصَلِى به، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

طويل النهار قصير الغَدِ

 

ويومٍ عَمَاسٍ تكـاءدتـه

وعَقَبةٌ كَئُود، وكَأداء: صَعْبة المرتَقَى، قال رؤبة:

ولم تكأَّدْ رُجْلَتـي كَـأْداؤُه

هيهات مِنْ جَوْز الفلاة ماؤه

واكوأَدَّ الشيخُ: أُرْعِشَ من الكِبر.

مقلوبه: - أ ك د -

أكَّدَ العهد والعقد: لغة في وَكَّده.

وقيل: هو بدل.

مقلوبه: - د ك أ -

داكأ القوم: دافعهم وزاحمهم.

وقد تداكئوا، قال ابن مقبل:

إذا تداكأ منه دَفْعُه شَنَفـا

 

وقرَّبوا كلَّ صِهْمِيم مناكبُه

أي: تدافع في سَيره.

مقلوبه: - أ د ك -

أدِيكٌ: اسم موضع، قال الراعي:

بوادي أدِيكٍ حيث كان مَحَانيا

 

ومعترَك من أهلها قد عرفتُه

ويروى: "أريك" وسيأتي.

الكاف والتاء والهمزة

- ك ت أ -

الكتْأة: نبات كالجِرجير يُطبخ فيؤكل.

والكِنْتَأْو: الجَمَل الشديد، مَثَّل به سيبويه وفسره السيرافي.

والكِنْتَأو: العظيم اللِّحية الكَثُّها، عن السيرافي. وقيل: الحَسَنُها، عن كُرَاع.

الكاف والثاء والهمزة

- ك ث أ -

كَثَأت القِدْرُ: أزبدت.

كَثْأتها: زَبَدها.

وكَثْأة اللبَن: طُفَاوته فوق الماء.

وقيل: هو أن يعلو دَسَمُه وخُثُورته رأسه.

وقد كَثَأ اللَّبَن.

والكَثَأة: الحِنْزَاب.

وقيل: الكُرّاث.

وقيل: بِزْر الجِرْجِير.

وأكثأت الأرض: كثرت كَثْأتها.

وكَثَأ النبتُ والوَبَر يَكْثَأ كَثْأ: طَلَع.

وقيل: كثُف وغَلُظ وطال.

وكَثَأ الزرع: غلُظ والتَفَّ.

وكذلك كثَأت اللّحية، وكَثَّأت، وكَنْثَأت، قال:

كأنَّك منها قاعد في جُوَالِق

 

وأنت امرؤٌ قد كَثَّأت لك لحيَةٌ

ويروى: كَنْثَأتْ.

ولحية كَنْثَأة.

وإنه لكَنْثَاءُ اللِّحية، وكَنْثَؤها، وقد تقدم في التاء.

الكاف والراء والهمزة

- أ ك ر -

الأُكْرة: الحُفرة في الأرض يجتمع فيها الماء فيُغرَف صافيا.

وأكَر يأكُر أكْرا: وتأكَّر: حفر أكْرة، قال العجَّاج:

من سَهْلِه ويتأكّرن الأُكَرْ

والأَكَّار: الحَرَّاث، وهو من ذلك.

ولأُكْرة: الكُرَة، لغة رديئة، قال شمر: جاء ذلك في الشعر. وفي الحديث: "لمّا بلغ عمر أن فلانا قال: لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد مناف، يعني الخلافة، تزقَّفاه تّزَقُّف الأُكْرة" كل ذلك عن الهَرويّ في الغريبين، ولم أر الأُكْرة إلا في هذا الحديث.

مقلوبه: - أ ر ك -

الأرَاك: شجر يُستاك بفروعه.

قال أبو حنيفة: هو أفضل ما استيك بفرعه من الشجر وأطيب ما رعته الماشية رائحة لَبَن، قال: وقال أبو زياد: منه تُتَّخذ هذه المساويك من الفروع والعروق، وأجوده عند الناس: العُروقُ، وهي تكون واسعة مِحْلالا.

واحدته: أرَاكة.

الأرَاكة، أيضا: القِطعة من الأراك، كما قيل للقطعة من القَصَب أبَاءة.

وقد جمعوا أرَاكا فقالوا: أُرُك، قال كُثيِّر عَزَّة:

عليهنّ صَيْفيّ الحَمَام النّـوائحُ

 

إلى أُرُكٍ بالجِزْع من بطن بيشَة

وإبل أرَاكبة: ترعى الأراك.

وأراكٌ أرِكٌ ومُؤْتَرِكٌ: كثير ملتفّ.

وأرِكت الإبلُ أرَكا، وأُرِكتْ أرْكا: اشتكت من أكل الأراك.

وهي أرَاكي، وأرِكة.

وأرَكت تأرَك أرُوكا: رَعَت الأرَاك.

وأرَكت تأرُك وتأرِك أرُوكا: لزِمت الأراك وأقامت فيه تأكله.

وقيل: هو أن تُصيب أي شجر كان فتقيم فيه.

قال أبو حنيفة: الأراك: الحَمْض نفسه.

قال: وقال بعض الرواة: أرِكت الناقة أرَكاً، فهي أرِكة، مقصور، من إبل أُرُك وأوارك: أكلت الأراك. وجمع فَعِلة على فُعُل وفواعِل شاذّ.

وقوم مُؤْركون: رَعت إبلُهم الأراك، قال:

مُعِضّون إن سارت فكيف نَسِير

 

أقول واهلي مُؤْرِكون وأهلُهـا

وهو بيت معنىً قد وهم فيه أبو حنيفة وردَّ عليه بعض حُذَّاق المعاني، وقد أثبت ذلك في أول الكتاب.

وأرَك بالمكان يأرُك، ويأرِك أرُوكا، وأرِك أرَكا كلاهما: أقام.

وأرَك الرجلُ: لجّ.

أرَك الأمر في عُنُقه: الزمه إيَّاه.

وأرَك الجُرْحُ يأرُك أُرُوكا: تماثل وبَرَأ.

والأرِيكة: سَرير في حَجَلة.

والجمع: أرِيك وأرائك، وفي التنزيل: -على الأرائك مُتَّكِئُون-.

وأرَّك المرأة: سَتَرها بالأريكة، قال:

ولم تُرضِعْ أميرَ المؤمنينا

 

تبيَّنْ أنّ أمَّك لـم تُـؤَرَّكْ

وأُرُكٌ، وأَرِيكٌ: موضع، قال النابغة:

فَجَنْبا أرِيك فالتِّلاعُ الدّوافع

وأَرَك: أرض قريبة من تَدْمر، قال القطامي:

ذاتَ الشّمال وعن أيماننا الرِّجَلُ

 

قد تعرَّجت لما ورَّكـتْ أرَكـا

الكاف واللام والهمزة

- ك ل أ -

كَلأه يَكْلَؤه كَلأً، وكِلاءة: حَرَسه، قال جميل:

وإن كنتِ قد أزمعتِ هَجْري وبِغْضَتي

 

فكوني بخير فـي كِـلاَء وغـبـطَة

قال أبو الحسن: "كِلاء" يجوز أن يكون مصدرا ككِلاءة. ويجوز أن يكون جمع: كلاءة. ويجوز أن يكون أراد: في كلاءة، فحذف الهاء للضرورة.

واكتلأ منه: احترس.

وكَلأ القوم: كان لهم ربيئة.

واكتلأت عيني: حَذِرت أمْرا فسهرت له.

ورجل كَلُوء العين: أي شديدها لا يغلبه النوم.

وكذلك الأنثى، ومنه قول الأعرابي لامرأته: فوالله إني لأبغض المرأة كَلُوء الليل.

وكالأه مُكالأة، وكِلاء: راقَبه.

والكَلاّء: مَرفأ السفن وهو عند سيبويه، "فعّال" لأه يكلأ السفن من الريح، وعند أحمد ابن يحيى: "فَعْلاء"، لأن الريح تَكِلّ فيه فلا تنخرِق، وقد رجَّحت قول سيبويه في الكتاب المخصَّص، ومما يرجحه أن أبا حاتم ذكر أن الكَلاّء مذكر لا يؤنثه أحد من العرب.

وكّلأَّ القوم سفينتهم تَكْليئا، وتكلئة، على مثال تكليم وتكلمة: أدْنَوها من الشَّطّ، وهذا أيضا مما يقوِّي أن كلاء "فعَّال" كما ذهب إليه سيبويه.

والكالئ، والكُلأة: النَّسيئة والسُّلفة.

وأكلأ في الطعام وغيره. وكّلأَّ: أسلف، وسلم. وأنشد ابن الأعرابي.

إلى جارٍ بذاك ولا كريم

 

فمن يُحسن إليهم لا يُكَلِّئ

واكتلأ كُلأة، وتكَّلأها: تسلَّمها، وفي الحديث: "أنه نُهي عن الكالئ بالكالئ" يعني: النسيئة بالنسيئة، وقول أميَّة الهذلي:

وأطْوِي البلادَ وأقْضِي الكَواليِ

 

أُسَلِّي الهمومَ بـأمـثـالـهـا

أراد: الكوالئ، فإما أن يكون أبدل، وإما أن يكون سكَّن ثم خفَّف تخفيفا قياسياً.

وبلَّغ الله بك أكلأ العُمُر: أي أقصاه.

وكَلأ عُمُره، قال:

فكيف النَّصابي بعد ما كَلأ العُمْـرُ

 

تعففتُ عنها في العصور التي خلت

والكَلأ: العشب، رَطْبُه ويابسه، وهو اسم للنوع ولا واحد له.

وأكلأت الأرض، وكَلأت: كثر كَلَؤُها.

وأرض كَلِئة، على النَسَب، ومَكْلأة، كلتاهما، كثيرة الكَلأ.

وكَلأت النّاقةُ، وأكُلأت: أكلت الكَلأ.

مقلوبه: - ل ك أ -

لَكِئ بالمكان: أقام: كلِكَي.

ولَكأه بالسوط لَكْأً: ضربه.

وتلكَّأ عليه: اعتلَّ وأبطأ.

مقلوبه: - ك أ ل -

الكَأْل: أن تشتري أو تبيع دَيْناً لك على رجل بدين له على آخر.

وكذلك: الكَأْلة، والكُئولة، كله عن اللحياني.

والكَوَألل: القصير.

وقيل: هو القصير مع غِلَظ وشدَّة.

وقد اكْوألَّ.

والمُكْوَئلّ: القَصير الأفْحَج.

مقلوبه: - أ ك ل -

أكَل الطعام يأكُله أكْلا، فهو آكِل، والجمع: أكَلة.

وقالوا في الأمر: كُلْ، وأصله: أُؤْكُلْ، فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأصلية فزال الساكن فاستُغْنِى عن الهمزة الزائدة، ولا يعتد هذا الحذف لقِلَّته، ولأنه إنما حُذف تخفيفا، لأن الأفعال لا تحذف، إنما تحذف الأسماء، نحو: يد، ودَمٍ، وأخ، وما جرى مجراه، وليس الفعل كذلك، وقد أُخرج على الأصل فقيل: أُوكُلْ.

وكذلك: القول في خُذْ ومُرْ.

والإكْلة: هيئة الأكل.

والأُكْلة: اسم كاللُّقْمة.

وقال اللحياني: الأَكْلَة، والأُكْلَة: كاللَّقْمة واللُّقْمة، يُعني بهما جميعا: المأكولُ، وقوله:

ينالون خيرا بعد أكلهمُ المـاء

 

مِن الآكلين الماءَ ظُلْماً فما أرى

فإنما يريد قوما كانوا يبيعون الماء فيشترون بثمنه ما يأكلون، فاكتفى بذكر الماء الذي هو سبب المأكول من ذكر المأكول.

ورجل أُكَلة، وأكُول، وأكيل: كثير الأكل.

وآكله الشيء: أطعمه إيّاه.

وآكل النار الحَطَبَ، وأكَّلها إيّاه، كلاهما على المَثَل.

وآكلني ما لم آكل، وأكَّلنيه، كلاهما: ادعَّاه عليَّ.

واستأكله الشيء: طلب إليه أن يجعله له أُكْلَة.

وآكل الرجل، وواكله: أكل معه، الأخيرة على البدل، وهو قليلة.

وأكيلك: الذي يؤاكلك.

والأنثى: أكِيلة.

والأَكَال: ما يُؤْكَل.

وما ذاق أَكالا: أي ما يؤكل.

والمَأكَلة، والمأكُلة: ما أُكِل، ويوصف به فيقال: شاة مَأكَلة ومَأكُلة.

والأكُولة: الشاة تُعزل للأكل.

وأكيلة السبع، وأكيلُه: ما أَكَل من الماشية، ونظيره: فريسة السبع وفريسه.

والأَكيل: المأكول.

وأَكْلُ البَهْمة: تناوُلُ التراب، تريد أن يَأكل، عن ابن الأعرابي.

والمأكَلَة، والمأكُلَة: المِيرة، تقول العرب: الحمد لله الذي أغنانا بالرِّسْلِ عن المأكُلة، عن ابن الأعرابي، وهو الأُكْل.

وآكال الملوك: مآكلهم وطُعْمهم.

وآكال الجند: أطماعهم، قال الأعشى:

دات أهلُ القِباب والآكالِ

 

جُندك التّالد العتيق من السا

والأُكْل: الرزق: ومنه قيل للميت: انقطع أُكْله.

والأُكْل: الحَظّ من الدنيا كأنه يؤكل.

والأُكْل: الثمر.

وآكلت الشجرة: أطْعمتْ.

ورجل ذو أُكْل: أي ذو رأي وعَقْل وحَصَافة.

وثوب ذو أُكْل: قويّ صَفيق كثير الغزل.

ويقال للعصا المحدَّدة: آكلة اللحم تشبيها بالسكين، وفي حديث عمر رحمه الله: "و الله ليضرِبَنَّ أحدكم أخاه بمثل آكلة اللحم ثم يرى أني لا أقيده، والله لأُقيدنَّه منه".

وكثرت الآكِلة في بلاد بني فلان: أي الراعية.

والمِئكلة من البِرام: الصغيرة التي يستخفها الحي أن يطبخوا اللحم فيها والعصيدة.

والمِئكلة من القصاع: التي تشبع الرجلين والثلاثة.

وقال اللحياني: كل ما أكِل فيه فهو مِئكلة.

والمِئكلة: ضرب من الأقداح، وهو نحو مما يؤكل فيه.

وأكِل الشيء، وائتكل، وتأكَّل: أكل بعضه بعضا.

والاسم: الإكال.

والأَكِلة، مقصور: داء يقع في العضو فيأتكل منه.

وتأكَّل الرجل، وائتكل: غضب وهاج وكاد بعضه يأكل بعضا، قال الأعشى:

أبا ثُبَيت أَمَا تنفكُّ تأتكِـلُ

 

أبلغ يزيدَ بني شَيْبان مألكة

وقال يعقوب: إنما هو: "تأتلك" فقلب.

والتَّأكُّل: شدة بريق الكُحل والصبر والفضة والسيف والبرق، قال أوس بن حجر:

على مثل مِسْحاة اللُّجَيْن تَأَكَّلا

وقال اللحياني: ايتكل السيف: اضطرب.

وفي أسنانه أَكَل: أي أنها متأكلة.

والأَكِلة، والأُكال: الحِكَّة أيّا كانت.

وقد أَكَلني رأسي.

وأَكِلت الناقة أَكَلا: نبت وبر جنينها فوجدت لذلك أذى وحكة في بطنها.

وإنه لذو إكلة للناس، وأُكْله، وأَكْلة: أي غيبة لهم، الفتح عن كراع.

وآكل بينهم، وأَكَّل: حمل بعضهم على بعض.

مقلوبه: - أ ل ك -

ألَك الفرس اللجام في فيه يألُكه: علكه.

والأَلُوك، والمألَكة، والمألُكة، الرسالة: لأنها تُؤلَك في الفم، قال لبيد:

بأَلُوك فبذلنا ما سأل

 

وغلامٍ أرسلته أمُّـه

وقوله:

أبا ثُبَيت أما تنفَكُّ تأتكـل

 

ابلغ يزيد بني شَيْبان مَأْلكه

إنما أراد: تأتلِك من الألُوك، حكاه يعقوب في المقلوب، ولم نسمع نحن في الكلام: تأتلك، من الألوك فيكون هذا محمولا عليه، مقلوبا منه، فأما قول عدي بن زيد:

أنه قد طال حبسي وانتظارْ

 

أبلغ النّعمانَ عني مَأْلُـكـاً

فإن سيبويه قال: ليس في الكلام "مَفْعُل" روى عن محمد بن يزيد أنه قال: مَأْلُك جمع: مَأْلُكَة، وقد يجوز أن يكون من باب: انقحل في القلة، والذي روى عن أبي العباس أقْيَسُ.

قال كُرَاع: المألُك: الرسالة، ولا نظير لها: أي لم يجيء على "مَفْعُل"؛ إلا هي.

وأَلَكه يألِكه أَلْكا: أبلغه الأَلُوك.

والمَلَك: مشتق منه، وأصله: مَأْلَك، ثم قلبتالهمزة إلى موضع اللام فقيل: مَلأَك، ثم خففت الهمزة بأن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها، فقيل، مَلَك، وقد يستعمل متممَّا، والحذف أكثر، قال:

تنزَّلَ من جَوّ السماء بَصوبُ

 

فلستَ لإنْسِيٍّ ولكن لَمـلأَكٍ

والجمع: ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لعوض ولا لنسب ولكن على حد دخولها في القشاعمة والصياقلة.

وقد قالوا: الملائك.

مقلوبه: - ل أ ك -

المَلأك، والمَلأَكة: الرسالة.

وألِكْنِى إلى فلان: أبلغه عني أصله: أَلْئِكني فحذفت الهمزة وألقيت حركتها على ما قبلها.

وحكى اللحياني: أَلَكْته إليه في الرسالة أُليكه إلاكة وهذا إنما هو على إبدال الهمزة إبدالا صحيحا. ومن روى بيت زهير:

إلى الظَّهيرة أمرٌ بينهم لِيَكُ

فإنه أراد: لِئَك: وهي الرسائل، فسره بذلك ثعلب ولم يهمزه؛ لأنه حجازي.

والمَلأَك: المَلَك؛ لأنه يبلغ الرسالة عن الله عز وجل فحذفت الهمزة وألقيت حركتها على الساكن قبلها.

والجمع: ملائكة، جمعوه متمَّما وزادوا الهاء للتأنيث.

وقوله عز وجل: -و المَلَكُ على أرجائها- إنما عُنِى به الجنس.

وإنما قدمت باب: مَألكة على باب: مَلأكة؛ لأن مألكة أصل، وملأكة فرع مقلوب عنها؛ ألا ترى أن سيبويه، قدم "مألكة" على "ملأكة" فقال: وقالوا: مألكة وملأكة، فلم يكن سيبويه، على ما هو به من التقدم والفضل، ليبدأ بالفرع على الأصل، هذا مع قولهم: الأَلُوك فلذلك قدمناه، وإلا فقد كان الحكم أن نقدم ملأكة على مألكة لتقدم اللام في هذه الرتبة على الهمزة.

فأما قول رُوَيشد:

وأنَّا لم نلائم بعدُ أهلا

 

فأبلغ مالِكا أنّا خَطَبنا

فإنه ظنّ مَلَك الموت من "م ل ك" فصاغ مالكاً من ذلك، وهو غلط منه. وقد غلط بذلك في غير موضع من شعره كقوله:

نسائي لسَهْمَيْ مالكٍ غرضانِ

 

غدا مالِكٌ يبغي نسائي كأنّمـا

وقوله:

فمالِكُ موتٍ بالفراق دهـانـي

 

فياربِّ فاترك لي جُهَيمة أعصُرا

وذلك أنه رآهم يقولون: مَلَك؛ بغير همز، وهم يريدون: مَلأكَ فتوَهمّ أن الميم أصل وأن مثال مَلَك "فَعَل": كفَلَكٍ، وسمك، وإنما مثال "مَلَك": "مَفَل" والعين محذوفة ألزمت التخفيف إلا في الشاذ وهو قوله:

تنَزَّلَ من جَوّ السماء يصوبُ

 

فلست لإنسيّ ولكن لَمْـلأَكٍ

ومثل غلط رُويشد كثير في شعر الأعراب الجُفاة.

واسْتلأك له: ذهب برسالته، عن أبي علي.

الكاف والنون والهمزة

- ك أ ن -

كَأَنَ: اشتدّ.

مقلوبه: - ن ك أ -

نَكَأ القَرْحَة ينكَؤها نَكأ: قشرها قبل أن تبرأ فَندِيَتْ.

ونكأتُ العَدوَّ أنْكَؤُهم: لغة في نكيتهم.

والنَّكْأة: لغة في النَّكْعَة، وهو نبت شبه الطُّرْثُوث.

مقلوبه: - أ ن ك -

الآنُك: الأُسْرُبّ: وهو الرَّصاص القلعي.

وقال كراع: هو القِزْدِير، ليس في الكلام على مثال:فاعُل" غيره. فأما "كابُل" فأعجمي، وفي الحديث: "من استمع إلى قَيْنَة صَبّ الله الآنُك في أُذُنيه يوم القيامة" رواه ابن قُتيبة.

الكاف والفاء والهمزة

- ك ف أ -

كافأه على الشيء مكافأة، وكِفَاء: جازاه.

وتكافأ الشيئان: تماثلا.

وكافأه مكافأة، وكِفاء: ماثله، ومن كلامهم: الحمد كِفَاءُ الواجب: أي قدر ما يكون مكافئا له.

والاسم: الكَفَاءة، والكِفَاء، قال:

زيادٌ أضَلّ الله سَعْـيَ زياد

 

فأنكحها لا في كَفاء ولا غِنىً

وهذا كِفَاء هذا، وكفيئه وكفيئه، وكُفْوءه، وكُفُؤُه، وكَفْؤُه، بالفتح عن كراع: أي مثله، يكون ذلك في كل شيء.

وفلان كُفْء فلانة: إذا كان يصلح لها بَعْلا.

والجمع من كل ذلك: أكْفاء.

ولا أعرف للكَفْء جمعا على أفْعُل ولا فُعُول حَرِىٌّ أن يسعه ذلك، اعني: أن يكون أكفاء: جمع كَفْء، المفتوح الأول أيضا.

وشاتان مكافئتان: مشتبهتان، عن ابن الأعرابي.

وكَفَأ الشيء يَكْفُؤه كَفْأ،و كفَّأه فتكفّأ: قلبه، قال بشر بن أبي خازم:

سُفُنٌ تكفَّأُ في خَلِيج مُغْرَب

 

وكأنَّ ظُعْنَهمُ غداةَ تحمَّلـوا

وأكفأ الشيء، لُغيَّة، وأباها الأصمعي.

ومُكْفِئ الظُعُن: آخر أيام العجوز.

والكَفَأ: أيسر المَيَل في السنام ونحوه.

وجمل أكفأ، وناقة كفئاء.

وأكفأ الشيء: أماله.

وأكفأ القوس: أمال رأسها ولم ينصبها نصبا حين يرمي عليها، قال ذو الرّمَّة:

إذا ما عَلَوها مكفَأ غير سـاجِـع

 

قطعتُ بها أرضاً ترى وجهَ ركْبها

الساجع: المستوي المستقيم. ومنه السَّجْع في القول.

وأكفأ في سيره: جار.

وأكفأ في الشعر: خالف بين ضروب إعراب قوافيه.

وقيل: هي المخالفة بين هجاء قوافيه إذا تقاربت مخارج الحروف أو تباعدت.

قال الأخفش: زعم الخليل: أن الإكفاء هو الإقواء، قال: وقد سمعته من غيره من أهل العلم، قال: وسألت العرب الفصحاء عن الإكفاء فإذا هم يجعلونه الفساد في آخر البيت والاختلاف من غير أن يُحدّوا في ذلك شيئا، إلا أني رأيت بعضهم يجعله اختلاف الحروف فأنشدته:

كَأنَّ فا قارورةٍ لم تُعْفَـصِ

منها حَجَاجا مُقْلة لم تُلْخَصِ

كأنّ صيران المَهَى المنقَّزِ

فقال: هذا هو الإكفاء، وأنشده آخر قوافي على حروف مختلفة، فعابه، ولا اعلمه إلا قال له: قد أكفأت.

قال ابن جني: إذا كان الإكفاء في الشِّعْر محمولا على الإكفاء في غيره وكان وضع الإكفاء إنما هو للخلاف. ووقوع الشيء على غير وجهه لم ينكر أن يسموا به الإقواء في اختلاف حروف الروي جميعا؛ لأن كل واحد منهما واقع على غير استواء.

قال الأخفش: إلا أني رأيتهم إذا قربت مخارج الحروف أو كانت من مخرج أحد ثم اشتد تشابهها لم يفطن لها عامتهم، يعني: عامة العرب، قال: والمكفأ في كلامهم هو المقلوب، وإلى هذا يذهبون، قال الشاعر:

شُغِلْتُ وألْهَى الناسَ عَنِّي شُئونُها

 

ولمَّا اصابني من الدَّهـر نَـزْلةٌ

أبَرَّ وكانت دعوةً يستـديمـهـا

 

إذا الفارغَ المكفِيَّ منهم دعوتـه

فجعل الميم مع النون لشبهها بها لانهما يخرجان من الخياشيم، قال وأخبرني من اثق به من أهل العلم: أن ابنة أبي مُسافع قالت ترثي أباها وقُتل وهو يحمي جيفة أبي جهل بن هشام:

أظافـيرَ وإقـدامْ

 

وما ليثُ غـرِيفٍ و

وجوهُ القوم أقرانْ

 

كحِبِّي إذ تلاقَـوْا و

ءَ منها مُزْبِـدٌ آنْ

 

وأنت الطّاعنِ النجلا

رمٌ أبـيضُ خَـدَّامْ

 

وبالكفّ حُسامٌ صـا

فما تُخنِى بصُحْبانْ

 

وقد ترحل بالركب

قال: جمعوا بين النون والميم لقربهما، وهو كثير. قال: وقد سمعت من العرب مثل هذا ما لا أحصى. قال الأخفش: وبالجملة فإن الإكفاء: المخالفة، وقال في قوله: "مكفأ غير ساجع": المكفأ هاهنا: الذي ليس بموافق.

وكَفأ القوم: انصرفوا عن الشيء.

وكَفأهم عنه كَفْأً: صرفهم.

وانكفأ القوم: انهزموا.

وكَفَأ الإبل: طَرَدها.

واكتفأها: أغار عليها فذهب بها، وفي حديث السُّلَيك بن السُّلَكة: أصاب أهليهم وأموالهم فاكتفأها.

والكَفْأة، والكُفْأَة في النخل: حَمْل سنتها، وهو في الأرض: زراعة سنة، قال الشاعر:

أشطانُها في عِذَاب البَحْر تَسْتبِق

 

غُلْب مجاليحُ عند المَحْل كُفْأتُهـا

البحر هاهنا: الماء الكثير؛ لأن النخل لا تشرب في البحر.

وكَفْأةُ الإبل، وكُفْأتها: نتاج عام.

ونتج الإبل كُفأتين، واكفأها: إذا جعلها كُفْأتين، ينتج كل عام نصفا ويدع نصفا، فإذا كان العام المقبل أرسل الفحل في النصف الذي لم يرسله فيه من العام الفارِط؛ لأن أجود الأوقات عند العرب في نتاج الإبل أن تترك الناقة بعد نتاجها سنة لا يُحْمل عليها الفحل، ثم تُضرب إذا أرادت الفحل، هذه حكاية أبي عبيد عن الأصمعي،و أنشد غيره قول ذي الرمَّة:

لها ثِيل سَقْب في النِّتاجين لامسُ

 

ترى كُفْأتيها تُنْفِضان ولـم يَجـد

يعني أنها نُتِجت كلها إناثا، وقال كعب بن زهير:

بغاها خناسيرا فاهلك أربعا

 

إذا ما نَتَجنا أربعا عام كُفْأة

الخناسير: الهلاك.

وقيل: الكُفْأة والكَفْأة: نتاج الإبل بعد حيال سنة.

وقيل: بعد حيال سنة وأكثر.

وأكْفأتُ في الشاء: مثله في الإبل.

وأكفأت الإبل: كَثُر نتاجها.

وأكفأ إبله وغنمه فلانا: جعل له أوبارها وأصوافها وأشعارها وألبانها وأولادها وأصوافها سَنَة وردّ عليه الأمَّهات.

وقال بعضهم: منحه كَفْأة غنمه، وكُفْأتها: وهب له البانها وأولادها.

واستكفأه، فأكفأه: سأله أن يجعل له ذلك.

والكِفاء: سُتْرة في البيت من أعلاه إلى أسفله من مؤخره.

وقيل: الكِفاء: الشُقَّة التي تكون في مؤخَّر الخِباء.

وقيل: هو كِساء يُلقى على الخِباء كالإزار حتى يبلغ الأرض.

وقد أكفأ البيت.

ورجل مُكْفأ الوجه: متغيرّه وساهِمُه.

مقلوبه: - ك أ ف -

أكْأفَتِ النخلة: انقلعت من أصلها، قال أبو حنيفة: وابدلوا فقالوا: أكْعَفَت.

مقلوبه: - أ ك ف -

الإكاف من المراكب: شِبْه الرحال والأقتاب وزعم يعقوب: أن همزته بدل من واو وكاف.

والجمع: آكِفة، وأُكُف.

وآكَف الدابَّة: وضع عليها الإكاف، كأوكفها.

وقال اللحياني: آكف البغل: لغة بني تميم، وأوكفه، لغة أهل الحجاز.

أكَّف إكافاً: عمِله.

مقلوبه: - أ ف ك -

الإفْك: الكذب.

والأفِيكة: كالإفْك.

أفَك يأفِك وأفِك إفْكا، وأُفُوكا، وأَفَكاً، وأفَّك، قال رؤبة:  

فِينا ولا قولُ العِدَا ذو الأزِّ

 

لا يأخذ التَّأفيك والتَّحَـزِّي

ورجل أفّاك، وأفِيك، وأفُوك: كذّاب.

وآفَكه: جعله يأفِك، وقرئ: -و ذلك إفْكهُم- و"أَفْكهُم" و"أَفَكَهُم" و"آفَكَهُمْ".

وأفَكَه عن الشيء يأفِكه أفْكا: صرفه وقَلَبَه.

وقيل: صَرَفه بالإفْك، قال عمرو بن أذينة:

فوكاً ففي آخرين قد أُفِكـوا

 

إن تك عن أحسن المروءة مَأ

والمؤتَفِكات: مدائن لوط عليه السلام؛ سميت بذلك لانقلابها بالخَسْف، قال تعالى: -و المُؤْتفكةُ أهْوَى-.

والمؤتفِكات: الرياح التي تقلب الأرض، يقال: إذا كثرت المؤتفِكات زكت الأرض: أي زكا زرعُها.

ورجل أفِيك، ومأفوك: مخدوع عن رأيه.

الكاف والباء والهمزة

- ك أ ب -

كَئِب كَأْبا، وكَأْبة، وكآبة، واكتأب: حزِن واغتمّ وانكسر.

ورجل كئيب: مكتئب.

وأكْأب: دخل في الكآبة.

وأكأب: وقع في هَلَكة، وقوله، أنشده ثعلب:

وما بكآبته من خَفَاءْ

 

يسير الدّليلُ بها خِيفةً

فسّره فقال: قد ضلّ الدليل بها.

وعندي: أن الكآبة هاهنا الحزن، لأن الخائف محزون.

مقلوبه: - ب ك أ -

بَكَأت الشاة والناقة تبكَأ بَكْأ، وبكُؤَت بَكَاءة، وبُكُوءا، وهي بكئِ وبكيئة: قل لبُنها، وقيل: انقطع، فأما قوله:

تقول ألا قد أبكأ الدَرَّ حالبُهْ

 

ألا بكرت أمُّ الكلاب تلومني

فزعم أبو الرياش أن معناه: وجد الحالب الدَرَّ بَكِيئا، كما تقول: أحمده: وجده حميدا وقد يجوز عندي: أن تكون الهمزة لتعدية الفعل أي جعله بكيئا غير أني لم اسمع ذلك من أحد. وإنما عاملت الاسبق والأكثر.

بَكُؤ الرجل بَكاءة، فهو بكئ من قوم بِكاء: قلَّ كلامه خلقة، وفي الحديث: "إنا مَعشَر النُبَئاء بِكاء".

والاسم: البَكَء.

وبَّكِىْ الرجل: لم يصب حاجته.

والبَكْء: نبات كالجِرجير؛ واحدته: بَكْأة.

الكاف والميم والهمزة

- ك م أ -

الكَمْء: نبات يُنَقِّض الأرض فيخرج كما يخرج الفطر.

والجمع: أكْمؤ، وكَمْأة، هذا قول أهل اللغة.

وقال سيبويه: ليست الكَماة بجمع كَمْء؛ لأن "فَعْلَة" ليس مما يكسر عليه "فَعْل"، إنما هو اسم للجمع.

وقال أبو خَيْرة وحده: كَمْأة للواحد، وكَمْء للجميع.

وقال مُنتجِع: كَمْء للواحد، وكمأة للجميع، فمر رؤبة فسألاه فقال: كمء للواحد، وكمأة للجميع كما قال منتجع.

وقال أبو حنيفة: كمأة واحدة، وكمأتان وكَمَآت.

وحكى عن أبي زيد أن الكمأة تكون واحدة وجمعا.

والصحيح من هذا كله ما حكاه سيبويه.

وقيل: الكمأة: هي التي إلى الغُبْرة والسواد.

وأكْمأت الأرض: كثرت كمأتها.

وأرض مَكْمُوءة: كثيرة الكمأة.

وكَمأ القوم، وأكمأهم، الأخيرة عن أبي حنيفة: أطعمهم الكمأة.

وخرج الناس يَتَكَمَّئُون: أي يجتنون الكمأة.

والكمَّاء: بيَّاع الكمأة وجانيها للبيع، أنشد أبو حنيفة:

عَرَازيلُ كَمّاء بِهِنّ مـقـيم

 

لقد ساءني والنّاسُ لا يعلمونه

وكَمِئَ الرجل كَمَأً: حفي وعليه نعل.

وقيل: الكَمَأ في الرِّجل: كالقَسَط.

ورجل كَمِئٌ، قال:

نِشدَةَ شَيْخ كَمِئ الرِّجْلَيِنِهْ

 

أنشُدُ بالله من التَّغْلَـيْنِـهْ

وقيل: كمِئت رِجْله: تشقَّقت، عن ثعلب.

وقد أكمأه السِنُّ، عن ابن الأعرابي.

وكَمِئ عن الأخبار كَمْأ: جهلها وغَبِى عنها.

مقلوبه: - أ ك م -

الأَكَمة: التّلّ من القُفّ من حجارة واحدة. وقيل: هو دون الجبال.

وقيل: هي الموضع الذي هو اشد ارتفاعا مما حوله، وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجرا.

والجمع: أَكَم، وأُكُم وأَكْم وإكَام وآكام، وآكُم كأفلُس، الأخيرة عن ابن جني.

واستَأكَم الموضع: صار أَكمَا، قال أبو نُخيلة:

بين النَّقا والأَكَم المستأْكِم

والمأكمان والمأكِمتان: اللحمتان اللتان على رءوس الوركين.

وقيل: هما بَخَصتان مشرفتان على الحرقفتين وهما رءوس أعالي الوركين.

وقيل: هما فوق الركين عن يمين وشمال.

وقيل: هما لحمتان وصلتا ما بين العجز والمتن قال:

مآكِمُها والزُّلُّ في الرِيح تُفْـضَـحُ

 

إذا ضربتها الريحُ في المِرْط أشرفت

وقد يفرد فيقال: مأكِم، ومأكِمة، قال:  

فخَليَّ القُصَيْرَي بين خَصْرٍ ومأكِم

 

أرَغْتُ به فَرْجا أضاعته في الوَغَى

وحكى اللحياني: إنه لعظيم المآكم، كأنهم جعلوا كل جزء منها: مَأْكِما.

وامرأة مُؤَكَّمة: عظيمة المِأكمَتَين.

وأُكَمت الأرض: أُكِل جميع ما فيها.

وإكام: جبل بالشام، وروى بيت امرئ القيس:

وبين إكام....

 

....بين حامر

مقلوبه: - م ك أ -

المَكْء: جُحْر الثعلب والأرنب.

وقال ثعلب: هو جُحْر الضبّ، قال الطّرمَّاح:

قيض في مُنْتَثَل أو هَيَامْ

 

كَمْ به من مَكْءِ وحْشيَّة

عنى بالوحشية هنا الضبة لأنه لا يبيض الثعلب ولا الأرنب إنما تبيض الضبة، وقِيض: حُفِر وشقّ، ومن رواه: "من مَكْن وحشيَّة"،و هو البيض، فقيض عنده: كُسِر قَيضُه فأخرِج ما فيه. والمنتثَل: ما يخرج منه من التراب. والهَيَام: التراب الذي لا يتماسك أن يسيل من اليد.

الكاف والشين والياء

- ك ش ي -

كُشْية الضّبّ: أصل ذَنَبه.

وقيل: هي شحمة صفراء من أصل ذنبه حتى تبلغ إلى اصل حلقه.

وهما كُشْيتان مُبْتدَّتا الصُلْب من داخل، من أصل ذنبه إلى عنقه.

وقيل: هي على موضع الكُلْيتين، وهما شحمتان على خلقة لسان الكلب صفراوان عليهما مقنعة سوداء: أي مثل المِقْنَعة.

وقيل: هي شحمة مستطيلة في الجنبين من العنق إلى اصل الفخذ، وفي المثل: "أطعم أخاك من كُشْيَة الضب" يحثه على المؤاساة، وقيل بل يهزأ به، وقال قائل الأعراب:

وأنت لو ذقت الكُشَي بالأكباد

لما تركتَ الضبَ يعدو بالوادْ

الكاف والضاد والياء

- ض ي ك -

ضاكت الناقة تَضِيك ضَيْكا: تفاجَّت من شدة الحر فلم تقدر أن تضم فخذيها على ضرعها.

وهي ضائك، من نُوق ضُيَّك عن ابن الأعرابي، وأنشد:

ألا تراها كالهِضاب بُيَّكا

مَتاِلياً جَنْبَي وعُوداً ضُيَّكا

الكاف والصاد والياء

- ك ي ص -

كاص عن الأمر يكيص كَيْصا، وكَيَصانا، وكُيُوصا: كَعَّ.

وكاص عنده من الطعام ما شاء: أكل.

وكاص طعامه: أكله وحده.

ورجل كِيصًي،و كِيصٌ، الأخيرة عن ابن الأعرابي: متفرِّد بطعامه لا يؤاكل أحدا.

والكِيصُ: اللئيم الشحيح، والقولان متقاربان.

قال أبو علي: والكِيصُ: الأشِر، وقول الشاعر:

فيأتي به البادِين وهْو مُزَمَّل

 

رأت رجلا كِيصاً يلفّف وَطْبَه

يحتمل أن تكون ألف كيصاً فيه للإلحاق، ويحتمل أن تكون التي هي عِوض من التنوين في النصب.

ورجل كَيْص، بفتح الكاف: ينزل وحده عن كُراع.

مقلوبه: - ص ي ك -

صاك الشيء، صَيْكا: لزِق.

وصاك الدمُ: يبس. وهو من ذلك؛ لأنه إذا يبس لزق.

الكاف والسين والياء

- ك س ي -

الكُسْيُ: مؤخَّر العجز.

وقيل: مؤخر كل شيء.

والجمع: أكساء، قال الشَّمَّاخ:

وخِيفَةَ خِطْمِيّ بماء مُبَحْزَج

 

كأنَّ على أكسائها من لُغَامِها

وقد تقدم في الهمز.

وحكى ثعلب: ركِب كَسَاه: إذا سقط على قفاه وإنما حملناه على الياء؛ لأنها لام، وانقلاب اللام عن الياء أكثر من انقلابها عن الواو، ولو حملته على الواو لكون:ك س و" أكثر من "ك س ي" لكان وجها.

والذي حكاه عن ابن الأعرابي: ركب كُسْأه، مهموز. وقد تقدم هناك أيضا.

مقلوبه: - ك ي س -

الكَيْس: الخِفّة والتوقّد.

كاس كَيْساً، وهو كَيِّس،و كَيْس.

والجمع: أكياس، قال الحطيئَة:

في آلَ لأْي بن شمَّاسٍ بأكياسِ

 

والله ما مَعْشرٌ لاموا أمراً جُنُبا

قال سيبويه: كسَّروا كَيْساً على "أفعال" تشبيها بفاعل، ويدلك على أنه "فَيْعَل" أنهم قد سلَّموه، فلو كان "فَعْلا" لم يسلِّموه وقوله، أنشده ثعلب:

وإن كنتَ في الحَمْقَى فكن أنتَ أحمقَا

 

فكُنْ أكْيَس الكَيْسى إذا كنـتَ فـيهـمُ

إنما كسَّره هنا على كَيْسى لمكان الحمقى، أجرى الضد مجرى ضده. والأنثى: كيِّسة، وكَيْسة.

والكُوسَى، والكِيسَى: جماعة الكَيِّسَة، عن كُراع.

وعندي أنها: تانث الأكيس.

وقال مرة: لا يوجد على مثالها إلا ضِيقَى وضُوقى: جمع ضَيِّقَة. وطُوبَى: جمع طيِّبَة، ولم يقولوا: طِيبَى. وعندي: أن كل ذلك تأنيث الأفعل.

والكُوسَى: الكَيْسُ، عن السيرافي، أدخلوا الواو على الياء كما ادخلوا الياء كثيرا على الواو، وإن كان إدخال الياء على الواو أكثر لِخِفَّة الياء.

ورجل مُكَيَّس: كَيِّس، قال:

وأَنْجو إذا لم يَنْجُ إلاَّ المكيَّسُ

 

أُقاتِل حتى لا أَرَى لي مقاتَلاً

وأكاست المرأة، وأَكْيَسَت، ولدت ولدًا كيِّسا. وكذلك الرجل: الرجل، قال:

وكَيْسُ الأُمّ أكْيَسُ للبنينا

 

فلو كنتم لمُكْيِسَةٍ أكاسَتْ

أي أوجبُ لأن يكون البنون أكياسا.

وامرأة مِكياس: تلد الأكياس.

وتكيَّس الرجلُ: أظهر الكَيْس.

والكَيِّس: اسم رجل.

وكذلك كَيْسان.

وكَيْسان، أيضا: اسم للغَدْر، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إلى الغَدْرِ أسعى من شبابهم المُرْد

 

إذا ما دَعَوا كَيْسان كانت كهولُهـم

وقال كراع: هي طائيَّة، وكل هذا من الكَيْس.

والكَيْس: الجِماع، وفي الحديث: "فإذا قدِمْتَ فالكيسَ الكَيْسَ" وأراه مما تقدم، والتفسير لابن الأعرابي حكاه الهروي في الغريبين.

والكِيس من الأوعية: وعاء معروف يكون للدراهم والدنانير والدُرّ والياقوت، قال:

أُخرِجَتْ من كِيس دِهْقانِ

 

إنما الـذَّلْـفـاء ياقـوتة

والجمع: كِيَسَة.

والكَيسانيَّة: جلود حمر ليست بقَرَظِيَّة.

الكاف والزاي والياء

- ز ي ك -

زاك يزيك زَيْكا: تبختر واختال.

الكاف والدال والياء

- ك د ي -

الكُدْية، والكادية: الشدَّة من الدهر.

والكُدْية: الأرض المرتفعة.

وقيل: هو شيء صلب بين الحجارة والطين.

والكُدْية: الأرض الغليظة.

وقيل: هي الصَّفاة العظيمة الشديدة.

والكُدْية: كل ما جمع من طعام أو تراب أو نحوه فجُعِل كُثْبة.

وهي: الكُدَاية، والكُدَاة أيضا.

وحَفَر فأكدى: صادف كُدْية.

وسأله فأكدى: أي وجده كالكُدْية، عن ابن الأعرابي. وقد كان قياس هذا أن يقال: فاكداه، ولكن هذا حكاه.

وضِبَاب الكُدَى سميت بذلك، لأن الضباب مُولَعة بحَفْر الكُدَى.

وأَكْدَى الرجل: قلَّ خيره.

وقيل: المُكْدِى من الرجال: الذي لا يثوب له مال ولا يَنْمِى.

وقد أُكْدِىَ، أنشد ثعلب:

وأُكْدِىَ باغي الخَيْر وانقطع السَّفْرُ

 

وأصبحت الزُوَّارُ بعدك أَمْحَـلُـوا

ويقال للرجل عند قهر صاحبه له: أكدَتْ أظفارُك.

وأكدى المطر: قلَّ ونكِد.

وكَدِى الرجل يَكْدِى، وأكدى: قَلَّلَ عطاءه.

وقيل: بخِل.

وأكْدَى المعدن: لم يتكون فيه جوهر.

وبلغ الناس كُدْية فلان: إذا أعطى ثم منع.

وكَدِى الجِرْوُ كَدًى: وهو داء يأخذه منه قَيْءٌ وسُعال حتى يُكْوَى بين عينيه فيذهب.

ومِسْك كَدِىّ: لا رائحة له.

والمُكْدِية من النساء: الرتقاء.

وما كَدَاك عني: أي ما حبسك وشغلك.

وكُدَىّ، وكَدَاء: موضعان، وقد حكى فيه القصر. قال ابن قيس الرقيات:

ح كُدَيّها وكَدَائهـا

 

أنت ابنُ معتلَج البطا

مقلوبه: - ك ي د - كاد يفعل كذا كيداً: قارب وهمَّ.

قال سيبويه: لم يستعملوا الاسم والمصدر الذين في موضعهما يفعل في كاد وعسى، يعني: أنهم لا يقولون: كاد فاعلا أو فِعْلا، فترك هذا من كلامهم للاستغناء بالشيء عن الشيء، وربما خرج ذلك في كلامهم، قال تأبّط شراًّ:

وكم مثلها فارقتها وهيْ تَصْفِر

 

فأُبْتُ إلى فَهْم وما كـدت آئبـاً

هكذا صحَّة رواية هذا البيت، وكذلك هو في شعره فأما رواية من لا يضبطه "و ما كنت آئبا". "و لم أك آئبا" فلبعده عن ضبطه، قال ذلك ابن جني،قال: ويؤكد ما روينا نحن مع وجوده في الديوان أن المعنى عليه؛ ألا ترى أن معناه: فأُبْتُ وما كدت أَؤُوب، فأما كنت فلا وجه لها في هذا الموضع.

ولا افعل ذلك ولا كَيْدا ولا هَمّا، وحكى سيبويه أن ناسا من العرب يقولون: كيد زيد يفعل، وقد روى بيت أبي خِرَاش:

وكِيد خِراشٌ يوم ذلك يَيْتَـمُ

 

وكِيد ضِبَاعُ القُفّ يأكلن جُثَّتي

قال سيبويه: وقد قالوا: كُدْت تكاد، فاعتلَّت من فَعُل يَفْعَل كما اعتلَّت مِتَّ تموت عن فَعِل يَفْعُل، ولم يجيء كُدْت تكاد على ما كثر واطَّرد في فَعُل، كما لم يجيء: متّ تموت على ما كثر في فَعِل وقوله عز وجل: -أكاد أُخْفيها-. قال الأخفش: معناه: أريد أخفيها.

والكَيْد: الخُبْث.

كاده كَيْدا، ومَكِيدة.

وهو يَكيد بنفسه كَيْدا: أي يسوق، وقول أبي ضبة الهذلي:

منّي تكايدُ طَعنةٍ وتأيُّدُ

 

لَقَّيت لَبَّته السِّنَان فكَبَّه

قال السُّكّري: تكايد: تشدّد.

وكادت المرأة: حاضت، ومنه حديث ابن عباس: "أنه نظر إلى جَوارٍ كِدْن في الطريق، فأمر أن يُنحَّيْنَ".

وكاد الرجل: قاء.

والكَيْد: القَيءُ، ومنه حديث قتادة: "إذا بلع الصائم الكَيد افطر" حكاه الهروي في الغريبين.

مقلوبه: - دي ك -

الدِّيك: ذكر الدجاج، وقوله:

وزقت الديكُ بصوت زقّاء

إنما أنَّثه على إرادة الدجاجة؛ لأن الديك دجاجة أيضا.

والجمع القليل: أدياك، والكثير: دُيُوك، ودِيَكة.

وأرض مَدَاكة، ومَدِيكة: كثيرة الدِّيَكة.

والدِّيك من الفرس: العَظْم الشاخص خلف أذنه وهو الخُشَشَاء.

الكاف والتاء والياء

- ك ي ت -

كَيَّت الجهاز: يَسَّره، قال:

إني أخاف على أذوادك السَّبُعا

 

كيِّت جَهازَك إمَّا كنتَ مرتحِلا

وكان من الأمر كيتَ وكيتَ، وإن شئت كسرت التاء: وهي كناية عن القصة أو الأحدوثة، حكاها سيبويه. وقد أبنْت وجه بنائها في الكتاب المخصص.

مقلوبه: - ت ي ك -

أحمق تائك: شديد الحُمق، ولا فعل له، ولذلك لم أخصّ به الواو دون الياء، ولا الياء دون الواو.

 

الكاف والراء والياء

- ك ر ي -

الكَرَي: النُّعاس.

والجمع: أكراء، قال:

هاتكتُه حتى انجلَتْ أكراؤه

كَرِىَ كَرًي، فهو كّرٍ، وكَرِىّ، وكَرْيان.

وكَرَى النهر كَرْيا: استحدَث حَفْره.

وكَرَى الرجل كَرْيا: عَدَا عَدْوا شديدا، قال ابن دريد: وليس باللغة العالية.

واكرى الشيء: أخّره.

والاسم: الكَرَاء، قال الحطيئة:

أو الشِّعْرى فطال بِيَ الكَرَاءُ

 

وأكريتُ العَشَاء إلى سُهَـيل

واكرى الشيء: زاد، ونقص، ضدّ، قال ابن احمر:

والظِّلّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ

 

وتواهقت أخفافُها طَبَقـاً

وأكرى الرجل: قلَّ مالُه أو نَفِد زاده.

والمُكَرِّي من الإبل: الذي يعدو.

وقيل: هو الليّن البطيء. قال القطامي:

منها المكرِّي ومنها الليّن السّادي

وكَرَت الناقة برجليها: قلبتهما في العَدْو.

وكذلك كَرَى الرجل بقدميه، وإنما حملنا هذه الكلمات، اعني من أكرى الشيء: أخره إلى كرى الرجل بقدميه، على الباء لأنها لام، وانقلاب الألف لاما عن الياء أكثر من انقلابها عن الواو.

والكِريَّة: شجرة تنبت في الرمل بنجد ظاهرة على نبتة الجعدة.

وقال أبو حنيفة: الكرِىّ، بغير الهاء: عشبة من المرعى لم أجد من يصفها، قال: وقد ذكرها العجاج في وصف ثور وحش فقال:

حين غدا واقتادَه الكَرِىُّ

والكَرَوْيا: من البِزْر، وزنها "فَعَوْلَل" ألِفها منقلبة عن ياء، ولا تكون "فَعَوْلَى" ولا "فَعَلْياً" لأنهما بناءان لم يثبتا في الكلام، إلا انه قد يجوز أن يكون "فَعَوْلَي" في قول من ثبت عنده قَهَوْباة.

وحكى أبو حنيفة: كَرَوْياء، بالمدّ، وقال مرة أخرى: لا أدري أيمدّ الكَرَوْيا أم لا؟؟ فإن مد فهي أنثى. قال: وليست الكَرَوْيا بعربية.

مقلوبه: - ك ي ر -

الكِير: الزِقّ الذي ينفخ فيه الحدّاد.

والجمع: أكيار، وكِيَرة، ولما فسّر ثعلب قول الشاعر:

مقاديم أكْيار ضخام الأرانب

 

ترى آنُفاً دُغْما قِباحا كأنهـا

قال: مقاديم الكِيران تسوَدّ من النار، فكسر كيرا على كيران وليس ذلك بمعروف في كتب اللغة، إنما الكيران جمع: الكُور، وهو الرَّحْل. ولعل ثعلبا إنما قال مقاديم الأكيار.

وكِير: بلد، قال عُرْوَة بن الوَرْد:

وأرضُك بين إمَّرةٍ وكِير

 

إذا حلَّت بأرض بني عليّ

مقلوبه: - ر ك ي -

الرَّكِيُّ: الضعيف مثل الرَّكيك. وقيل: ياؤه بدل من كاف الركيك، فإذا كان ذلك فليس من هذا الباب.

وهذا الأمر أرْكَى من هذا: أي أهون منه وأضعف، قال القطامي:

إجَّانةٌ من مُدَام شَدَّ ما احْتَدَمـا

 

وغيرُ حَرْبِيَ أركى من تجشُّمها

مقلوبه: - ر ي ك -

الرِّيَكتان من الفرس: زَنَمتان خارجة أطرافها عن طرف الكَتَد، وأصولهما مُثْبَتَة في أعلى الكَتَد كل واجد منهما رِيَكة، حكاها كُرَاٌع وحده.