باب الثنائي المعتل: الفرع الثاني

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء السابع

حرف الكاف

الفرع الثاني

الكاف واللام والياء

- ك ل ي -

الكُلْيَتَان من الإنسان وغيره من الحيوان: لحمتان مُنْتَبِرتان حمراوان لازقتان بعظم الصُّلْب عند الخاصرتين في كُظْرين من الشحم. سيبويه: هي كلية، وكلى كرهوا أن يجمعوا بالتاء فيحركوا العين بالضمة، فتجيء هذه الياء بعد ضمَّة، فلما ثقل ذلك عليهم تركوه واجتزءوا ببناء الأكثر، ومن خفَّف قال: كُلْيات.

وكلاه كَلْيا: أصاب كُلْيَته.

وكَلى الرَّجْل، واكتلى: تألَّم لذلك، قال العجاج:

إذا اكْتَلَى واقتحم المَكْلِىّ

ويروى: "كَلَى".

وجاء بغنمه حُمْر الكُلَى: أي مهازيل، وقوله، أنشده ابن الأعرابي:

وكان مِن عِنْدِ الكُلَى مَنَاتِجُهْ

 

إذا الشَوِىُّ كَثُرتْ ثَـوَائِجُـهْ

كثرت ثوائجه من الجَدْب لا تجد شيئا ترعاه، وقوله: "مِن عِندِ الكُلَى مَنَاتِجُه" يعني: سقطت من الهُزَال فصاحبها يبقُر بطونها من خواصرها في مواضع كُلاها فيستخرج أولادها منها.

وكُلْيَة المَزَادة والراوية: جُلَيدة مستديرة مشدودة العُرْوة قد خُرِزت مع الأديم.

وكُلْية الإداوة: الرُّقْعة التي تحت عروتها.

وكُلْية السحابة: أسفلها، قال:

أهِلَّة نضّاخ النَّدَى سابغ الـقَـطْـرِ

 

يُسيل الربَا واهي الكُلَى عارضُ الذُّرَا

وقيل: إنما شبِّهت بكُلْية الإداوة، وقول أبي حَيَّة:

وطفاءُ سارِيةٌ كُلِىَّ مَـزَاد

 

حتى إذا سَرِبت عليه وبعَّجَتْ

يحتمل أن يكون جمع كُلْية على كُلِىّ كما جاء حِلْية وحُلِىّ في قول بعضهم لتقارب البناءين، ويحتمل أن يكون جمعه على اعتقاد حذف الهاء كبُرْد وبُرُود.

والكُلْية من القوس: أسفل من الكَبِد.

وقيل: هي كبدها، وقيل: معقد حَمَالتها. وهما كليتان، وقيل: كليتها مقدار ثلاثة أشبار من مقبضها وقال أبو حنيفة: كليتا القوس مثبت معلق حمالتها.

والكليتان: ما عن يمين النَّصل وشماله.

والكُلَى: الرِّيشات الأربع التي في آخر الجناح يلين جنبه.

والكُلَيَّة: اسم موضع، قال الفرزدق:

بالسَّفْح بين كُلَيَّة وطِـحـال

 

هل تعلمون غداة يُطرَد سَبْيُكم

الكُليَّان: اسم موضع، قال القتَّال الكِلابي:

فبُرْق نعاج غَيَّرَته الروامِسُ

 

لَظْبيةَ رَبْع بالكُلَـيَّيْنِ دارسُ

مقلوبه: - ك ي ل -

كال الطعام ونحوه، كَيْلا واكتاله. وكاله طعاما، وكاله له.

قال سيبويه: اكتَلْ يكون على الاتّخاذ، وعلى المطاوعة، وقوله تعالى: -الذين إذا اكتالوا على الناس يَسْتَوْفُون- قال ثعلب: معناه: من الناس.

والاسم: الكِيلَة. وفي المثل: "أحَشَفاً وسوء كِيلة؟" أي أتجمع عليَّ أن يكون المكيل حَشَفا وأن يكون الكيل مُطَفَّفا. وقال اللحياني: "حَشَفٌ وسوءُ كِيلة" و"كَيْل" و"مَكِيلة".

والكَيْل، والمِكْيَل، والمِكْيال، والمِكْيَلة: ما كيل به، الأخيرة نادرة.

ورجل كَيَّال: من الكَيْل، حكاه سيبويه في الإمالة فإما أن يكون على التكثير، وإما أن يكون على النَّسب. والأكثر أن يكون على التكثير؛ لأن فعله معروف، وإنما يُفَرُّ إلى النسب إذا عُدِمَ الفعل.

وقوله، أنشده ابن الأعرابي:

حين تُكَال النِّيبُ في القفيز

فسره فقال: أراد: حين تغزر فيكال لبنها كيلا فهذه الناقة أغزرهنَّ.

وكال الدراهم والدنانير: وزنها، عن ابن الأعرابي خاصة، وأنشد:

من الدنانير كالُوها بمـثـقـال

 

قارورة ذات مِسْك عند ذي لَطَف

فإما أن يكون هذا وضعا، وإما أن يكون على التشبيه؛ لأن الكَيْل والوزن سواء في معرفة المقادير.

وقال مرَّة: كل ما وُزِن: فقد كِيل.

وهما يتكايلان: أي يتعارضان بالشَّتْم أو الوَتْر. قالت امرأة من طيء:

بَوَاءً ولكن لا تكايُلَ بالـدم

 

فيقتل جبرا بامرئ لم يكن له

قال أبو الرياش: معناه، لا يجوز لك أن تقتل إلاّ ثأرك.

وكايَل الرجل صاحبه: قال له مثل ما يقول له أو فعل كفعْله.

وكال الزَّنْدُ كيلا: مثل كَبَا.

والكَيُّول: آخر الصفوف في الحَرْب، ومنه قول عليّ، رضي الله عنه:

إني امرؤ عاهدني خليلي

 

ألاَّ أقومّ الدَّهْرَ في الكَيُّول

 

 

أضرِبْ بسيف الله والرسول

 

     

مقلوبه: - ل ك ي -

لَكِي به لَكىً، فهو لَكٍ به: أي لزِمه.

ولَكِيَ بالمكان: أقام.

الكاف والنون والياء

- ك ن ي -

كَنَى عن الأمر بغيره يكنى كناية.

واستعمل سيبويه الكناية في علامة المضمر.

وكَنَيت الرّجل بأبي فلان وأبا فلان، على تعدية الفعل بعد إسقاط الحرف، كِنْيةً وكُنْيةً، قال:

راهبة تُكْنَى بأُمّ الخير

وكذلك: كنَّيته، عن اللحياني، قال: ولم يعرف الكسائي أكنَيته يوهم أنَّ غيره قد عرفه.

وكُنيةُ فلان أبو فلان. وكذلك كِنْيَته: أي الذي يُكْنَى به.

مقلوبه: - ك ي ن -

الكَيْن: لحم باطن الفرج، وقد تقدم أن الركب ظاهره.

وقيل: الكَيْن: الغُددة التي فيه، مثل أطراف النوى.

والجمع: كُيُون.

والكَيْن: البَظْر، الأخيرة عن اللحياني، وأنشد:

إذا وجدن حَـرَّة تـنَـزَّين

 

يكوين أطراف الأُيُور بالكَيْن

فهذا يجوز أن يفسر بجميع ما ذكرنا.

واستكان الرجل: خَضَع وذَلّ، جعله أبو علي "استفعل" من هذا الباب، وغيره يجعله "افتعل" من المسكنة، وله تعليل قد تقدم في بابه.

مقلوبه: - ن ك ي -

نَكَى العدوَّ نِكايةً: أصاب منه.

وحكى ابن الأعرابي: إن الليل طويل ولا يَكِنا، يعني: لا نُبَل من همّه وأرَقه بما يَنْكينا ويَغُمُّنا.

مقلوبه: - ن ي ك -

ناكها ينيكها نَيكا.

والنَّيَّاك: الكثير النَّيْك، قال:

من يَنِك العَيْر ينك نيَّاكا

وتنايك القوم: غلبهم النعاس.

وتنايكت الأجفانُ: انطبق بعها على بعض.

الكاف والفاء والياء

- ك ف ي -

كَفَى الرجل كِفايةً، فهو كافٍ، وكُفًى، مثل حُطَم عن ثعلب، واكتفى، كلاهما: اضطلع.

وكَفاه ما أهمَّه كِفَاية.

ورجل كافِيك من رجلٍ، وكَفْيُك من رجل، وكَفَى به رجلا.

وحكى ابن الأعرابي: كفاك بفلان، وكَفْيُك به وكِفَاك، مكسور مقصور، وكُفاك، مضموم مقصور أيضا.

قال: ولا يُثَنَّى ولا يُجمع ولا يُؤنث، فأما قول الأنصاري:

حُبُّ النبيّ مـحـمـدٍ إيَّانـا

 

فكفى بنا فَضْلاً على مَنْ غيرنا

فإنما أراد: فكفانا فأدخل الباء على المفعول، وهذا شاذّ: إذ الباء في مثل هذا إنما تدخل على الفاعل كقولك: كفى بالله، وقوله:

كَفَى قوما بصاحبهم خَبيرا

 

إذا لاقيتِ قوميِ فاسأليهـم

هو من المقلوب، ومعناه: كفى بقوم خبيرا صاحبهم فجعل الباء في الصاحب، وموضعها أن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى، وأما زيادتها في الفاعل فنحو قولهم: كَفَى بالله، وقوله تعالى: -و كفى بنا حاسبين- إنما هو كفى الله،و كَفَينا كقول سُحَيْم:

كفى الشيبُ والإسلام للمرء ناهيا

فالباء وما عملت فيه في موضع مرفوع بفعله كقولك: ما قام من أحد. فالجار والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله ونحوه قولهم في التعجب: أحسِنْ بزيد!! فالباء وما بعدها في موضع مرفوعٍ بفعله، ولا ضمير في الفعل، وقد زيدت أيضا في خبر لكنَّ لشبه بالفاعل، قال:

وهَلْ يُنْكَر المعروفُ في الناس والأَجْرُ

 

ولكنَّ أجـراً لـو فـعـلـتِ بـهـينّ

أراد: ولكنَّ أجرا لو فعلته هَيّن. وقد يجوز أن يكون معناه: ولكنَّ أجرا لو فعلته بشيء هين أي أنت تصلين إلى الأجر بالشيء الهين؛ كقولك: وجوب الشكر بالشيء الهين، فتكون الباء على هذا غير زائدة، وأجاز محمد بن السري أن يكون قوله: "كفى بالله" تقديره: كَفَى اكتفاؤك بالله؛ أي اكتفاؤك بالله يكفيك، قال ابن جني: وهذا يضعف عندي لأن الباء على هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء ومحال حذف الموصول وتَبْقِية صِلَته، قال: وإنما حَسَّنه عندي قليلا أنك قد ذكرت "كَفَى" فدلَّ على الاكتفاء؛ لأنه من لفظه، كما تقول: من كذب كان شراًّ له، فأضمرته لدلالة الفعل عليه، فهاهنا أضمر اسما كاملا وهو الكذب، وهناك أضمر اسما وبقي صلته التي هي بعضه، فكأن بعض الاسم مضمر وبعضه مظهر. قال: فلذلك ضعف عندي. قال: والقول في هذا قول سيبويه: من أنه يريد: كفى الله، كقوله تعالى: -و كفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ- ويَشْهد بصحَّة هذا المذهب ما حكى عنهم من قولهم: مررت بأبيات جادبهنّ أبياتا، وجُدْن أبياتا، فبهنّ" في موضع رفع والباء زائدة كما ترى. قال: اخبرني بذلك محمد ابن الحسن قراءة عليه عن أحمد بن يحيى أن الكسائي حكى ذلك عنهم، قال: ووجدت مثله للأخطل وهو قوله:

وحُبَّ بها مقتولةً حين تُقْتل

 

فقلت اقتلوها عنكمُ بمزاجها

فبها" في موضع رفع بحُبّ.

قال ابن جني: وإنما جاز عندي زيادة الباء في خبر المبتدأ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدأ إليه كاحتياج الفعل إلى فاعله.

والكُفْية: ما يكفيك من العيش.

وقيل: هو أقلّ من القوت، وقوله، أنشده ثعلب:

وذاتِ رَضِيع لم يُنِمْها رضيعُها

 

ومختَبَطٍ لم يَلْقَ مِن دوننا كُفـىً

يكون كُفىً جمع: كُفْية وهو أقل من القوت كما تقدم، ويجوز أن يكون أراد: كُفاةً ثم اسقط الهاء.و يجوز أن يكون من قولهم: رجل كُفىً: أي كافٍ، وقد تقدم أيضا.

والكِفْى: بطن الوادي، عن كراع.

مقلوبه: - ك ي ف -

كَيَّف الأديمَ: قطعه.

الكِيفة: القطعة منه، كلاهما عن اللحياني.

وكيف: اسم معناه الاستفهام.

قال اللحياني: هي مؤنثة وإن ذكِّرت جاز، فأما قولهم: كَيَّفَ الشيء، فكلام مولَّد.

الكاف والباء والياء

- ب ك ي -

بَكى بُكَاء، وبُكىً. قال الخليل: مَنْ قَصَره ذَهَب به إلى معنى الحَزَن، ومَن مَدَّه ذهب به إلى معنى الصوت. فلم يبال الخليل اختلاف الحركة التي بين باء البُكَى وبين حاء الحزن؛ لأن ذلك الخطر يسير. وهذا هو الذي جَرَّأ سيبويه على أن قال: وقالوا النَّضْر كما قالوا الحسن، غير أنَّ هذا مسكَّن الاوسط. إلا أن سيبويه زاد على الخليل؛ لأن الخليل مثَّل حركة بحركة وإن اختلفا وسيبويه مثل ساكن الأوسط بمتحرك الأوسط ولا محالة أنَّ الحركة أشبه بالحركة وإن اختلفتا من الساكن بالمتحرك، فقصَّر سيبويه عن الخليل، وحَقّ له ذلك؛ إذ الخليل فاقد للنظير وعادم للمثيل؛ وقول طَرَفة:

وما قُلْتُ حتى ارفَضَّت العينُ باكيا

 

وما زال عني ما كَنَنْتُ يَشُوقـنـي

فإنه ذكَّر باكيا،و هي خبر عن العين والعين أنثى؛ لأنه أراد: حتى ارفضّت العين ذات بكاء، وقد يجوز أن يذكّر على إرادة العضو، ومثل هذا يَتَّسع فيه القول ومثله قول الأعشى:

يَضُمُّ إلى كَشْيحه كَفاًّ مخضَّبا

 

أرى رجلا منهم أسيفا كأنَّمـا

أي ذات خِضَاب وإن كان اكثر من ذلك إنما هو فيما كان بمعنى فاعل لا معنى مفعول، فافهم أو على إرادة العضو كما تقدم. وقد يجوز أن يكون مخضَّبا حالا من الضمير الذي في يضمّ.

والنِّبْكاء: البُكَاء، عن اللحياني، وقال اللحياني: قال بعض نساء الأعراب في تأخيذ الرجال: أخَّذتُه بدُبَّاء مُمَلأَّ من الماء، معلَّق بِتْر شاء، فلا يزل في تِمْشاء. وعينه في تِبكاء". ثم فسره فقال: التِرْشاء: الحَبْل. والتِمْشاء: المَشْي، والتِبكاء: البُكَاء. وكان حكم هذا أن تقول: تَمشاء، وتَبكاء، لأنهما من المصادر المبنيَّة للتكثير، كالتَّهذار في الهَذْر، والتَّلْعاب في اللعب وغير ذلك من المصادر التي حكاها سيبويه، وهذه الأُخذة قد يجوز أن تكون كلها شعرا، فإذا كان كذلك فهو من منهوك المنسرح، وبيته:

صبراً بني عبد الدارْ

وقال ابن الأعرابي: التَّبْكاء بالفتح: كثرة البكاء وأنشد:

وأحْدَث في السمع مني صَمَمْ

 

وأقرح عَـيْنَـيَّ تَـبـكـاؤه

ورجل باكٍ، والجمع: بُكَاة، وبُكِىّ.

وأبكى الرجل: صنع به ما يُبْكيه.

وبَكَّاه على الفقيد: هيَّجه للبكاء عليه ودعاه اليه، قال الشاعر:

وبَكِّي النساء على حَمْزهْ

 

صفيَّةُ قومي ولا تقعدي

ويروى: "و لا تعجزي". هكذا روي بالإسكان فالزاي على هذا هي الروى لا الهاء؛ لأنها هاء تأنيث وهاء التأنيث لا تكون رَوِيّا، ومن رواه مطلقا فقال: على حمزت جعل التاء هي الروى، اعتقدها تاء لا هاء؛ لأن التاء تكون رَوِيّا والهاء لا تكون البتَّة رويّا.

وبَكَاه بُكَاء، وبكّاه، كلاهما: بكى عليه ورثاه، وقوله، أنشده ثعلب:

يُناحُ على جَنَازته بـكـيت

 

وكنت متى أرى زِقاًّ صَرِيعا

فسره فقال: أراد: غَنَّيت، فجعل البُكَاء بمنزلة الغناء، وإنما استجاز ذلك لأن البكاء كثيرا ما يصحبه الصوت كما يصحب الصوت الغناء.

والبَكَى: نبت أو شجر، واحدته: بَكَاةٌ.

قال أبو حنيفة: البَكَاُة، مثل البَشَامة. لا فرق بينهما إلا عند العالم بهما، وهما كثيرا ما تَنْبتان معا، وإذا قطفت البَكَاة هُرِيقت لبناً أبيض.

وإنما قضينا على ألِف البَكَى بأنها ياء لأنها لام ولوجود "ب ك ي" وعَدَم "ب ك و".

الكاف والميم والياء

- ك م ي -

كمَى الشيء، وتكمَّاه: ستره، وقد تأوّل بعضهم قوله:

بل لو شهدتَ الناسَ إذ تُكُمُّوا

أنه من تكميَّت الشيء، وقد تقدم.

وكَمَى الشهادة كَمْيا، وأكماها: كتمها وقمعها.

وتكَمَّتْهم الفِتنُ: غَشِيتهم.

وتكَّمى قِرْنه: قصده.

وقيل: كل مقصود معتمَدٍ: متكمًّي.

وتَكَمَّى في سلاحه: تَغَطَّى بها.

والكَمِىُّ: اللابس السلاح.

وقيل: هو الشجاع الجريء، كان عليه سلاح أو لم يكن.

وقيل: الكَمِيّ:الذي لا يحيد عن قِرنه ولا يُروغ عن شيء.

والجمع: أكماء، فأمّا كُماة فجمع كامٍ، وقد قيل: إن جمع الكمِىّ: أكماء، وكُمَاة.

وكَمَيت إليه: تقدمت، عن ثعلب.

والكِيمِياء: معروفة، أحسبها عَجَمِيَّة، ولا أدري أهي فِعْلِياء أم فِيعلاء؟؟

الكاف والشين والواو

- ك ش و-

كَشَا الشيءَ كَشْواً: عَضّه بفيه فانتزعه.

مقلوبه: - ك وش -

الكَوْش: رأس الفَيْشَلة.

وكاش المرأة كَوْشا: نكحها.

وكذلك: الحمار.

وكاش الفحلُ طَرُوقته كَوْشا: طرقها.

مقلوبه: - ش ك و-

شكا الرجل أمره إليّ شَكْواً، وشَكْوَى، وشَكَاةً، وشَكاوة،و شِكاية، على حدّ القلب كَعَلاَية، إلا أن ذلك علم فهو أقبل للتغيير، السيرافي إنما قُلِبت واوه ياء لأن اكثر مصادر فِعالة من المعتلّ إنما هو من قسم الياء نحو الجِرَاية والوِلاية والوِصاية، فحمِلت الشِكاية عليه لقلَّة ذلك في الواو.

وتَشَكَّى، واشتكى: كشكا.

وتشَاكَى القوم: شكا بعضهم إلى بعض.

والشَّكْو والشَّكْوَى، والشَّكَاة، والشَّكَاء، كله: المرض، قال أبو المجيب لابن عمه: ما شَكَاؤك يا ابن حكيم؟ قال له: انتهاء المُدَة وانقضاء العِدَّة.

وقد شكا المرضَ شَكْواً. وشَكَاة، وشَكْوَى، وتَشَكَّى، واشتكى.

قال بعضهم: الشاكي، والشَّكِيُّ: الذي يَمْرَض أقلَّ المرض وأهوَنه.

والشكِيّ: المَشْكُوّ.

وأشكى الرجل: أتى إليه ما يشكو به فيه.

وأشكاه: نزع له من شِكايته وأعْتَبه، قال:

تَمُدُّ بالأعناق أو تَثْنيها

وتشتكي لو أنَّنا نُشْكيها

وأشْكَى فلاناً من فلان: أخذ له منه ما يرضى.

وهو يُشْكَي بكذا: أي يُتَّهم، حكاه يعقوب في الألفاظ. وأنشد:

رَقْراقةُ العَيْنَينِ تُشْكى بالغَزَلْ

 

قالت له بيضاء من أهل مَلَلْ

والشَّكْوة: مَسْك السَّخْلة ما دام يرضع.

وقيل: هو وعاء من أدَم يبرَّد فيه الماء ويُحْبَس فيه اللبن.

والجمع: شَكَوات، وشِكّاء.

وقول الرائد: وشكَّت النساء: أي اتَخذتِ الشِّكَاء.

وقال ثعلب: إنما هو تشكَّت النساء: أي اتخذن الشّكاء لمخْض اللبن لأنه قليل، يعني: أن الشكوة صغيرة فلا يُمخض فيها إلا القليل من اللبن.

والشَّكْو: الحَمَل الصغير.

وبنو شَكْو: بطن.

وكلّ كَوَّة ليست بنافذة: مِشكاة.

ابن جِنّي: ألف مِشكاة منقلبة عن واو بدليل أن العرب قد تَنْحو مَنْحاة الواو، كما يفعلون بالصلاة.

مقلوبه: - ش وك -

الشَّوك من النبات: معروف.

واحدته: شَوْكة، وقول أبي كبير:

وإذا أحاول شَوْكِتي لم أُبْصرِ

 

فإذا دعاني الداعـيان تـأيّدا

إنما أراد شوكة تدخل في بعض جسده لا يبصرها لضُعْف بَصَره من الكِبَر.

وأرض شاكة: كثيرة الشوك.

وشجرة شاكة، وشَوِكة، وشائكة: فيها شَوْك.

وقد شوَّكت، وأشوكت.

وشاكته الشَّوْكةُ تشوكه: دخلت في جسمه.

وشُكته أنا: أدخلتُ الشوكَ في جسمه.

وشاك يَشَاك: وقع في الشوك.

وشاك الشوكةَ يَشَاكها: خالطها، عن ابن الأعرابي.

وما أشاكه شَوكةً، ولا شاكه بها: أي ما أصابه.

قال بعضهم: شاكته الشوكةُ تشوكه: إصابته.

وشِكْت الشوكَ أشَاكه: وقعت فيه.

وشَوَّك الحائطَ: جعل عليه الشوك.

وأشوكت الأرضُ: كثر فيها الشوكُ.

وأرض مُشْوِكة: فيها السَّحَاء والقتَاد والهَرَاس، وذلك لأن هذا كلَّه شاكٌ وشوَّك الزرعُ، وأشوك: حَدَّد وأبيضَّ قبل أن ينتشر.

وشوَّك لَحْيا البعير: طالت أنيابُه.

وشوَّك الفَرْخُ: خرجت رءوسُ رِيشه.

وشوَّك شاربُ الغلام: خَشُن لَمْسُه.

وشوَّك ثدي الجارية: تحدَّد طَرَفُه.

وحُلَّة شوكاء، قال أبو عُبيدة: عليها خُشُونة الجِدَّة.

وقال الأصمعي: لا ادري ما هي؟؟ قال المتنَخِّل الهُذَليّ:

وبَعْضُ القوم في حُزَنٍ وِرَاطِ

 

وأكسو الحُلَّة الشوكاء خِدْنـي

والشّوكة: السلاح.

وقيل: حِدَّة السلاح.

ورجل شاكي السلاح، وشائك السلاح، وشَوِك السلاح، يمانيّة: حديدُه.

وشَوْكة القِتال: شدّة بأسه، وفي التنزيل: -و تَوَدُّون أنّ غير ذات الشَّوْكة تكون لكم- قيل معناه: حِدَّة السلاح. وقيل: شِدَّة الكفاح.

وفلان ذو شَوْكة: أي نِكَاية في العَدُوّ.

والشَّوْكة: داء كالطاعون.

والشَّوْكة: حمرة تعلو الجَسَد فتُرْقَى.

وقد شِيك الرجل.

والشَّوْكة: طينة تُدار ويُغمز أعلاها حتى تنبسط ثم يغرز فيها سُّلاَّء النَّخل يخلَّص بها الكتَّان، وتسمى شُوَاكة الكتان.

والشُّوَيْكة: ضَرْب من الإبل.

وشَوْكة: بنت عمرو بن شأس، ولها يقول:

ولو كبُرت رُزْءا عليَّ وجَلَّـت

 

ألم تعلمي يا شَوْكَ أن رُبّ هالكٍ

والشُوَيكة، وشُوْك، وشَوْكان، والشُّوكان: مواضع، انشد ابن الأعرابي:

صَوَادِراً عن شُوك أو أُضَايِحا

وقال:

كالنَّخْلِ من شَوْكان حِين صِرَام

مقلوبه: - وش ك -

أمْر وَشيك: سريع.

وَشُك وَشَاكة، ووَشَّك، وأوشك.

قال بعضهم: يُوشِك أن يكون الأمر، ويُوشِك الأمر أن يكون، ولا يقال: أُوشِك ولا يُوشَك.

وقال بعضهم: أَوْشَك الأمر أن يكون، أنشد ثعلب:

إذا قلتَ هاتوا أن يملُّوا ويَمْنعوا

 

ولو تَسأل الناسُ الترابَ لأَوْشكوا

وقوله، أنشده ابن جني:

ما كنت أخشَى أن يبينوا أُشْك ذا

إنما أراد: وُشْكّ ذا، فأبدل الهمزة من الواو.

ووَشكان ما يكون ذاك، ووِشكان، ووُشكان: أي سَرُع، كل ذلك اسم للفعل كهيهات.

ووَشْكُ الفراق، ووِشْكه ووَشكانه، ووُشكانه: سُرْعته.

وقالوا: وَشْكان ذا خُرُوجا.

وقد أوْشك الخروج.

وناقة مُوَاشِكة: سريعة.

وقد أَوْشَكَتْ: وهي الحِثَّة في العَدْو والسير.

والاسم: الوِشاك.

الكاف والضاد والواو

- ض وك -

تضوّك في عَذِرته: تلطَّخ، قال يعقوب: رواها اللحياني عن أبي زياد بالضاد، وعن الأصمعي بالصاد.

الكاف والصاد والواو

- ص وك -

صاك به الدَّم والزعفران وغيرهما يصوك صَوْكا: لزق، والياء فيه لغة، وقد تقدمت.

ولقيته أول صَوْك وبَوْك: أيْ أوَّل شيء.

وافعلْه أوَّل كل صَوْك وبَوْك.

والصَّوْك: ماء الرجل، عن كراع وثعلب.

وتصَوَّك في عَذِرته: الْتَطَخ، كتضوَّك. وقد تقدم ذلك في الضاد.

الكاف والسين والواو

- ك س و-

الكِسْوة، والكُسوة: اللباس.

وكَسِىَ: لبس الكُسْوة، قال:

إذا تَهرَّت عبدها الهاريَهْ

 

يَكْسَى ولا يَغْرَث مَمْلوكُها

أنشده يعقوب.

واكتسى: ككِسَى.

وكساه إيّاه كَسْوا.

قال ابن جني: أمَّا كَسِي زيدٌ ثوبا، وكَسَوته ثوبا فإنه وإن لم ينقل بالهمزة فإنه نُقِل بالمثال؛ ألا تراه نقل من "فَعِل" إلى "فَعَل".

وإنما جاز نقله بفَعَل لما كان فَعَل وأفعَل كثيرا ما يعتقبان على المعنى الواحد، نحو جَدَّ في الأمر وأجَدَّ،و صددته عن كذا وأصددته، وقَصَر عن الشيء وأقْصَرَ، وسَحَته الله وأسَحَته، ونحو ذلك، فلما كانت فَعَل وأفْعَل على ما ذكرنا من الاعتقاب والتعاوض ونقل بأفعل، نقل أيضا فَعِل بفَعَل، نحو كِسىَ وكسوته وشتِرت عينُهُ وشتَرْتُها وعارت وعُرْتُها.

ورجل كاسٍ: ذو كُسْوة، حمله سيبويه على النسب وجعله كطاعم، وهو خلاف لما أنشدناه من قول:

يَكسَى لا يغرث....

وقد تقدم أن الشيء إنما يحمل على النَّسَب إذا عُدِم الفعل.

واكتسى النَّصِيُّ بالوَرَق: لبسه، عن أبي حنيفة.

واكتست الأرضُ: تَمَّ نباتها والتفّ حتى كأنها لبِسَتْه.

والكِسَاء: معروف.

والأكساءُ: النواحي، واحدها: كُسْو، وقد تقدم في الياء والهمزة.

مقلوبه: - ك وس -

الكَوْس: المَشْي على رِجْل واحدة، ومن ذوات الأربع على ثلاث قوائم.

وقيل: الكَوْس: أن يرفع إحدى قوائمه وينزو على ما بقى.

وقد كاست تكوس كَوْساً، قال الأَعور النَّبْهاني:

رَغَا قَرَنٌ منها وكاس عَقـيرُ

 

ولو عند غَسَّانَ السَّلِيطيّ عَرَّستْ

وقال حاتم الطائي:

عَقِيراً أمام البيت حين أُثيرها

 

وإبْليَ رَهْن أن يكُوسَ كريمُها

أي يُعقر إحدى قوائم البعير فيكوس على ثلاث.

والتَّكاوُس: التراكُم والتَّزاحم.

وتكاوس الشجر والنَّخْل: التفَّ، قال عُطَارد بن قُرَّان:

ومُعْتَلِج من نخلِه متكـاوِسُ

 

ودونِيَ من نَجرانَ رُكنُ عَمَرَّد

ومْعَة كَوْساء: متراكبة مُلْتفَّة.

والمتكاوِس في القوافي: نوع منها، وهو ما توالى فيه أربع متحركات بين ساكنين. شبه بذلك لكثرة الحركات فيه، كأنها التَفَّت.

وكاس الرجل كَوْساً وكَوَّسه: أخذ برأسه فنصاه إلى الأرض.

وقيل: كبَّه على رأسه.

وكاس هو: اقْتَلب.

والكُوس: خشبة مثلثة تكون مع النجار يقيس بها تربيع الخشب.

والكَوْس: هَيْج البحر وخِبُّه ومقاربة الغرق فيه.

وقيل هو الغَرَق، وهو دخيل.

وكَوْساء: موضع، قال أبو ذؤيب:

كَوَاهيةِ الأخرابِ رَثٍّ صُنُوعُها

 

إذا ذَكَرتْ قَتْلَى بكَوْسَاءَ أشْعَلت

مقلوبه: - وك س -

الوَكْس: اتّضاع الثَّمَن في البَيع، قال:

تسَاوَك هَزْلىَ مُخُّهُنَّ قلـيلُ

 

إلى الله أشكو ما أرى بجِيادنا

وجاءت الغَنَم ما تَسَاوَكُ: أي ما تحرّك رءوسُها من الهُزَال.

الكاف والزاي والواو

- ك وز -

كاز الشيء كَوْزا: جمعه.

والكُوز من الأواني: معروف، وهو مشتقّ من ذلك.

والجمع: أكْوازا، وكِيزان، وكِوَزة، حكاها سيبويه.

وقال أبو حنيفة: الكُوز، فارسي، وهذا قول لا يعرَّج عليه، بل الكوز عربي صحيح.

وبَنُو كُوز: بطن من بني أسَد، وفي بني ضَبَّة كُوز بن كَعْب.

وكُوَيْز، ومَكْوَزة: اسمان، شذَّ مَكْوَزَة على حد ما تحتمله الأسماء الأعلام من الشذوذ؛ نحو قولهم: مَحْبَب، ورَجَاء بن حَيْوة.

مقلوبه: - ز ك و-

الزَّكاء، ممدود: النماء والرَّيْع.

زكا يزكو زَكَاءً، وزُكُوّا، وأَزْكى، وفي حديث علي رضي الله عنه: "المال تنقصه النَّفقة والعِلْم يزكو على الإنفاق". فاستعار له الزَّكَاء وإن لم يكن ذا جِرْم.

وقد زكَّاه الله، وأزكاه.

والزَّكاء: ما اخرجه الله من الثمر.

وأرض زَكِيَّة: طيِّبة سَمينة، حكاه أبو حنيفة.

والزَّكاة: الصلاح.

ورجل زكِيّ، من قوم أزكياء.

وقد زَكَا زكاء، وزُكُوًّا، وزَكِى، وتزكىّ، وزَكَّاه الله.

والزّكاة: ما أخرجته من مالك لتطهِّره به.

وقد زَكَّى المال.

قال أبو عليّ: الزَّكاةُ: صِفوة الشيء.

وهذا الأمر لا يزكو بك زَكَاءً: أي لا يليق.

وزكا الرجل يزكو زُكُوّا: تنعَّم وكان في خِصْب.

وزكِى يَزْكىَ: عطِش، أثبتُّه في الواو لعدم "ز ك ي" ووجود "ز ك و"، قاله ثعلب وأنشد:

عنه وإن ذاق شِرْبا هشّ للعَلَـل

 

كصاحب الخمر يَزْكَى كُلّما نَفِدَتْ

والزَّكَا، مقصور: الشَّفْع ما لعَدَد.

مقلوبه: - وك ز - وكَزه وَكْزا: دفعه وضربه.

ووكزه، أيضا: طعنه بجُمْع كَفْه، وفي التنزيل: -فوكزه موسى فَقَضى عليه-.

ووَكَزَتْه الحيَّة: لَدَغته.

ووَكَزَ وَكْزاً، ووَكَّز: أسْرَع في عَدْوه من فَزَع أو نحوه، حكاه ابن دريد، قال: وليس بثبْت.

ووَكْز: موضع، انشد ابن الأعرابي:

فَوْكزٍ إلى النَّقْعَين من وَبِعان

 

إنّ بأجزاعِ البُرَيراء فالحَشَى

مقلوبه: - ز وك - الزَّوْك: مَشْي الغراب.

وزاك في مشيته يزوك زَوْكا، وزَوْكانا: حرَّك مَنْكِبيه وفَرَّج بين رجليه، قال:

في زَوْك فاسِية وزَهْو غُرَابِ

 

أجمعتُ أنك أنت ألأَمُ مَنْ مَشَى

وزاك، يَزُوك زَوْكا، وزوَكانا: تبختر واختال.

والزَّوَنَّك: القصير، لأنه يزوك في مِشْيَته. وقيل: إنه رباعي، قال ابن جِنّي: زاك يَزُوك، يدلُّ على أنه فَعَنَّل.

مقلوبه: - وز ك -

أوزكت المرأة: أسرعت، قال:

إذَا الفتاة أوزكت لديها

 

يا ابن بَرَاءٍ هل لكم إليها

الكاف والدال والواو

- ك د و-

كَدَت الأرض كَدْوا، وكُدُوّا: أبطأ نباتها.

وكذا: الزَّرع وغيره من النبات: ساءت نِبْتَته.

وكداه البَرْدُ: ردَّه في الأرض.

وكَدَوت وجهَ الرجل: خَدَشتُه.

مقلوبه: - ك ود -

كاد كَوْدا، ومَكادا، ومَكْادة: همَّ وقارب وقد تقدم في الياء.

ولا كَوْدا ولا هَمّا: أي لا يثقُلَنَّ عليك،و قد تقدم ذلك أيضا في الياء.

والكَوْدُ: ما جَمَعت من طعام وتراب ونحوه.

والجمع: أكواد.

وكَوَّد الترابَ: جمعه وجعله كُثْبَة، يمانية.

وكُوَاد، وكُوَيد: اسمان.

مقلوبه: - وك د -

وكَّد العهدَ والعقد: أوثقه، والهمز فيه لغة.

ووكَّد الرَّحلَ: شدَّه.

والوكائد: السُّيور التي يُشدّ بها، واحدها: وِكاد، وإكاد.

ووَكَد وَكْدَه: قصد قَصْده وفَعَل مثل فِعْله.

وما زال ذلك وَكْدِى: أي مرادي وهَمّي.

مقلوبه: - د وك -

داك الشيءَ دَوْكا: سَحَقه.

والمِدْوَك: ما سَحَقه به.

والمَدَاك: الصّلاءة التي يُداك عليها الطِّيب.

والدَّوك: الاختلاط.

وقع القوم في دَوكة، ودُوكة: أي اختلاط من أمرهم.

وباتوا يَدُوكون دَوْكا: إذا باتوا باختلاط ودَوَران.

وداك الفَرَسُ الحِجْرَ: علاها.

والدَّوْك: ضَرْب من مَحَار البَحْر.

مقلوبه: - ود ك -

الوَدَك: الدَّسَم.

وَدِكت يَدُه وَدَكا.

ووَدَّك الشيء: جعل فيه الوَدَك.

ولحم وَدِك، على النسب: ذو وَدَك.

وجل وادك: سَمين ذو وَدَك.

ودجاجة وَدِيك، ووَدوك: ذات وَدَك.

والوَديكة: دقيق يُسَاط بشحم شِبْه الخَزِيرة.

ووادك، ووَدُوك، ووَدَّاك: أسماء.

الكاف والتاء والواو

- ك ت و-

الكَتْو: مقاربة الخَطْو.

وقد كَتَا.

مقلوبه: - ك وت -

الكُوتِيّ: القصير.

مقلوبه: - وك ت -

الوَكْتُ: الأثَر اليسير في الشيء.

والوَكْتة في العين: نقطة حمراء في بياضها، أو نقطة بيضاء في سوادها.

وعين موكوتة: فيها وَكْتة.

ووَكت الكتابَ وَكْتا: نقطه.

والوَكْتَة، والوَكْت في الرُّطَبة: نُقْطة تظهر فيها من الإرطاب.

ووكَّتت البُسْرةُ: صارت فيها نُقَط من الإرطاب وهي بُسْرة مُوَكَّتة، ومُوَكِّت، الأخيرة عن السيرافي.

ووَكَتت الدّابَّة وَكْتاً: أسرعت رفع قوائمها ووضعها.

ووَكَت المَشْيَ وَكْتا، ووَكَتانا: وهو تقارب الخَطْو في ثِقل وقُبْح مَشْي، قال:

إذا وَكَت المَشْيَ القِصارُ الدَّحادِحُ

 

ومَشْيٍ كهزّ الرُّمْح بادٍ جَمـالُـه

ووكَّت في سيره، وهو صنف منه.

ورجل وكَّات، هذه عن كراع.

وعندي: أن وكَّاتا على وَكَت المشي، ولو كان على ما حكاه كراع لكان مُوَكِّتا.

وقِرْبة مَوْكُوتة: مملوءة، عن اللحياني، والمعروف: مَزْكُوتة.

مقلوبه: - ت وك -

أحمق تائك: شديد الحمق، ولا فعل له، ولذلك لم أخص به الواو دون الياء، ولا الياء دون الواو.

مقلوبه: - وت ك -

الأوْتَك، والأوْتَكَي: التَّمْر الشِّهْريز.

وقيل: السَّوَاديّ، قال:

وعندهم البَرْنِيُّ في جُلَل دُسْم

 

باتوا يُعَشُّون القُطَيعاء ضَيفهم

ولا منعوا البَرْنِيَّ إلا من اللُّـؤْمِ

 

فما أطعمونا الأوْتَكَي عن سماحة

وجعله كراع: "فَوْعَلَى" وزيادة الهمزة عندي أولى.

الكاف والظاء والواو

- ك ظ و-

كظا لحمُه يَكْظُو: اشتدّ.

مقلوبه: - وك ظ -

وَكَظ على الشيء، وواكظ: واظب، قال حُمَيد:

ووَكَظ الجهدُ على اكظامها

أي: دام وثبت.

ومرَّ يكِظه: إذا مرَّ يطرد شيئا من خلفه.

ووَكَظه وكْظا: دَفَعه.

وتوكَّظ عليه أمره: التوى، كتعكَّظ وتنكَّظ كل ذلك بمعنى واحد. وقد تقدم ذلك كله.

الكاف والذل والواو

- ك وذ -

الكاذة: ما حول الحَيَاء من ظاهر الفخذين.

وقيل: هو لحم مؤخَّر الفَخِذ.

وقيل: هو من الفخذين: موضع الكّي من جاعرة الحمار، يكون ذلك من الإنسان وغيره.

والجمع: كاذات، وكاذٌ.

ومِشْملة مُكوّذة: تبلغ الكاذة إذا اشتمل بها، قال أعرابي: أتمنَّى جُلَّة رَبُوضا، وصيصة سَلُوكا، وشَمْلة مُكَوّذة: يعني شملة تبلغ الكاذتين إذا اتزر.

والكاذي: شجر طيب الريح يُطَيَّب به الدهن ونباته ببلاد عُمَان. وهو نخلة في كل شيء من حليتها كل ذلك عن أبي حنيفة. وإنما حملنا ألفه على الواو لوجودنا شملة مكوذة، وعَدَمِنا "ك ي ذ".

مقلوبه: - ذ ك و-

ذكت النار ذُكُوّا وذكاً، واستَذْكَت كله: اشتدّ لَهَبُها.

ونار ذَكِيَّة على النسب، أنشد ابن الأعرابي:

يَنْفُحْن منه لَهَبا مَنْفوحًا

لَمْعاً يُرَى لا ذَكِياً مقدوحا

وأراد: يَنْفُخن منه لَهَبا منفوخاً ليوافق رَوِىْ هذا الرجز كله، لأن هذا الرجز حَائيّ، ومثله قول رؤبة:

غَمْر الأجَارِيّ كريمُ السِّنْح

أبْلَجُ لم يولَد بنجم الشُحّ

يريد: كريم السِنْخ.

وأذكاها، وذكَّاها: ألقى عليها ما تذكو به.

والذُّكْوة، والذُّكْية: ما ذكَّاها به. الأخيرة من باب: جَبَوت الخَراج جِبَاية.

والذُّكْوة، والذَّكَا: الجمرة المتلهِّبة.

وذُكَاءُ اسم الشمس، معرفة، قال ثعلبة بن صُعَير المازني، يصف ظَلِيما ونعَامة:

ألقتْ ذُكَاءُ يمينَها في كافر

 

فتذكَّرا ثَقَلا رَثِيدا بعـدمـا

وابن ذُكَاء: الصبح، قال حُمَيد:

فوردَتْ قبل انبلاج الفَجْر

وابن ذُكاءَ كامن في كَفْر

والذَّكاءُ: سرعة الفطنة، وقد ذَكَى، وذَكَا، وذكُو، فهو ذَكِيّ، وقد يستعمل ذلك في البعير.

وذَكَا الرِّيحِ: شدَّتها من طِيب أو نَتْن.

ومِسْك ذَكيٌّ، وذاكٍ: ساطع الرائحة، وهو منه.

والذَّكَاء: السِّن.

وذَكَّى الرجل: أسَنَّ وبَدَّن.

والمُذَكَّى، أيضا: المُسِنّ من كلّ شيء، وخصّ بعضهم ذوات الحافر.

وقيل: هو أن يجاوز القُروحَ بسَنة.

والمُذَكِّى، أيضا من الخيل: الذي يذهب حُضْره وينقطع.

والذَّكَاءُ والذَّكَاة: الذبح، عن ثعلب.

والعرب تقول: ذكاةُ الجنين ذكاة أمّه: أي إذا اذُبحت الأمّ ذُبح الجنين.

وذَكَّى الحيوان: ذَبَحه، ومنه قوله: يذكِّيها الأسَل.

وجَدْي ذَكِيّ: ذبيح.

وإنما أثبتُّ هذه الكلمة في الواو وإن كان لفظها الياء؛ لأنا قد وجدنا "ذ ك و" على ما انتظمه هذا الباب، وأما "ذ ك ي" فعدم، وقد ذكرت أن الذُّكْيَة نادر.

والذّكَاوِين: صغار السَّرْح، واحدتها: ذَكْوانة.

وذَكْوان: اسم.

وذكَوْة: قرية، قال الراعي:

بَذكْوةَ إطراقَ الظِبّاء من الوَبْلِ

 

يَبِتْنَ سُجُودا من نَهِيتٍ مُصَـدَّرٍ

الكاف والثاء والواو

- ك ث و-

الكُثْوة: التراب المجتمع كالجُثْوة.

وكُثْوة اللبَن: كَكُثْأتِه، وهو الخاثر المجتمع عليه.

وكُثْوة: اسم رجل، عن ابن الأعرابي، أراه سُمِّي بها.

وأبو كُثْوة: شاعر.

والكَثَا، مقصور: شَجَر مثل شجر الغُبَيْراء سواء في كل شيء؛ إلا أنه لا ريح له، وله أيضا ثمرة مثل صغار ثمر الغُبَيراء قبل أن يَحمَرَّ، حكاه أبو حنيفة. وإنما حملناه على الواو؛ لأنا لا نعرف في الكلام "ك ث و" وفيه "ك ث و".

والكَثاءة، ممدودة مؤنَّثة بالهاء: جِرْجِير البر، عنه أيضا، قال: وقال أعرابي: هو الكَثَاة، مقصور، وإنما حملناه أيضا على الواو لما تقدم.

وكَثْوَى: اسم رجل، أراه اسم أبي صالح عليه السلام.

مقلوبه: - ك وث -

كُوثَى: من أسماء مكَّة، عن كُراع.

مقلوبه: - وك ث -

الوُكَاث، والوِكَاث: ما يستعجَل به الغَدَاءُ.

واستوكَثْنا نحن: استعجلنا شيئا نبلغ به الغَدَاء.

الكاف والراء والواو

- ك ر و-

الكِرْوة، والكِرَاء: أجْر المستأجَر.

كاراه مُكَاراه،و كِرَاء، واكتراه.

واكراني دابَّتَه أو داره.

والاسم: الكِرْو، بغير هاء، عن اللحياني.

وكذلك: الكِرْوة، والكُرْوة.

والمُكَارِي، والكَرِىّ: الذي يُكْريك دابَّته. والجمع: أكرِياء، لا يكسَّر على غير ذلك.

وكرا الأرض كَرْواً: حَفَرها، وقد تقدم ذلك في الياء؛ لأن هذه الكلمة يائية وواويَّة.

وكرا البِئْر كَرْواً: طواها بالشجر.

وقيل: المَكْرُوَّة من الآبار: المطوِيَّة بالعّرْفَج والثُّمَام والسَّبَط.

والكُرَة: معروفَة، وهي ما أدَرْت من شيء.

وكرا الكُرةَ كَرْوا: لعِب بها، قال المسيَّب ابن عَلَس:

تَكْرُو بكفَّيْ لاعبٍ في صاع

 

مَرِحَتْ يداها للنَّجَاء كأنَّمـا

وكَرَوْت الأمَر، وكَرَيتُه: أعدته مرَّة بعد أخرى.

وكَرَت الدابَّة كَرْوا: أسرعت.

والكَرْو: أن يَخْبط بيده في استقامة لا يَفْتِلها نحو بطنه، وهو من عيوب الخيل، تكون خِلْقةً.

والكَرَا: الفحج في الساقين والفخذين.

وقيل: هو دقة الساقين والذراعين.

امرأة كَرْواءَ، وقد كَرِيَتْ كَراً.

والكَرَوان: طائر، ويدعى الحَجَل والقَبَج، صحت الواو فيه لئلا يصير من مثال: "فَعَلان" في حال اعتلال اللام إلى مثال: "فَعَال".

والجمع: كَرَاوين، وأنشد بعض البغداديين في صفة صقر:

حَتْفُ الحُبَاريَاتِ والكَرَاوِين

والأنثى: كَرَوانة، والذكر منها: الكَرَا وفي المثل: "أطرق كرا إن النعام في القرى". وجعله محمد بن يزيد: ترخيم كروان فغلط.

ولم يعرف سيبويه في جمع: الكَرَوان إلا كِرْوان فوجهه على أنهم جمعوا كَراً، قال: وقالوا: كَرَوان، وللجميع: كِرْوان، فإنما يكسر على كَراً، كما قالوا: إخْوان.

وقال ابن جني: قولهم: كَرَوان، وكِرْوان لما كان الجمع مضارعا للفعل بالفرعية فيهما جاءت فيه أيضا ألفاظ على حذف الزيادة التي كانت في الواحد، فقالوا: كَرَوان، وكِرْوان. فجاء هذا على حذف زائدتيه حتى كأنه صار إلى "فَعَل" فجرى مجرى: خَرَب وخِرْبان، وبَرَق وبِرْقان، فجاء هذا على حذف الزيادة، كما قالوا: عمرك الله ولقيته وحده.

مقلوبه: - ك ور -

الكُور: الرَّحْل، والجمع: أكوار، وأكْوُر، قال:

يمانيّ قِلاَصاً حَطَّ عنهنَّ أكْوُرا

 

اناخ برمل الكَوْمَحَين إناخة ال

والكثير: كِيران، وكُؤور، قال كثيِّر عزة:

فأحمالُها مقصـورة وكـؤُورهـا

 

على جِلَّة كالهَضْب تختال في البُرَى

وهذا نادر في المعتل من هذا البناء، وإنما بابه الصحيح منه؛ كبنود وجنود.

وقول خالد بن زهير الهذلي:

ولم يستقرَّ فوق ظهريَ كورها

 

نشأتُ عَسِيرا لم تُدَيَّثُ عَرِيكتي

استعار الكُور لتذليل نفسه؛ إذ كان الكُور مما يذلل به البعير ويوطأ ولا كور هناك.

وكُور الحداد: الذي فيه الجمر وهو مبني من طين.

والكُور من الإبل: القطيع الضخم، قيل: هي مائة وخمسون، وقيل مائتان وأكثر.

والكَوْر: القطيع من البقر، قال أبو ذؤيب:

من كَوْره كثرةُ الإغراء والطَّرَدُ

 

ولا شَبُوبٌ من الثّـيران أفـرده

والجمع منهما: أكوار.

والكَوْر: الزيادة.

وكار العمامة على الرأس كَوْرا: لاثها عليه وادارها، قال أبو ذؤيب:

مُلاَءٌ بأشراف الجبال مَكُورُ

 

وصُرَّادُ غَيْم لا يزال كأنـه

وكذلك: كَوَّرها.

والمِكْور والمِكْوَرة، والكِوَارة: العمامة.

وقولهم: نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر، قيل: الحور: النقصان والرجوع، والكَوْر: الزيادة.

وقيل: الكَوْر: تكوير العمامة، والحَوْر: نقضها.

وقيل: معناه: نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة والنقصان بعد الزيادة.

والكِوَارة: لوث تلتاثه المرأة على رأسها، وهو ضرب من الخمرة.

وقوله أنشده الأصمعي لبعض الأغفال:

جافية مَعْوَى مَلاَثِ الكَوْر

يجوز أن يعني: موضع كَوْر العمامة.

والكِوَار، والكِوَارة: شيء يتخذ للنحل من القضبان، وهو ضيق الرأس.

وتكوير الليل والنهار: أن يلحق أحدهما بالآخر.

وقيل: تكوير الليل والنهار: تغشية كل واحد منهما صاحبه.

وقيل: إدخال كل واحد منهما في صاحبه والمعاني متقاربة.

وكُوِّرت الشمس: جمع ضوؤها ولف كما تلف العمامة، وفي التنزيل: -إذا الشَّمْسُ كُورَت-. وقيل: معنى كُوِّرت: عُوِّرت، وهو بالفارسية: كُوْر بِكَرْ.

والكُوْرة من البلدان: المخلاف، وهي القرية من قرى اليمن. قال ابن دريد " لا احسبه عربيا.

والكارة: الحال الذي يحمله الرجل على ظهره.

وقد كارها كَوْرا، واستكارها.

والكارة: عَلَم الثياب، وهو منه.

وكارة القصَّار: من ذلك سميت به؛ لأنه يكَور ثيابه في ثوب واحد ويحملها.

والكار: سفن منحدرة فيها طعام في موضع واحد.

وضربه فكوَّره: أي صرعه.

وقد تكوَّر هو، قال أبو كبير الهذلي:

ضَرْبٌ كتَعطاط المَزَاد الأنجلِ

 

متكوّرين على المَعَارِي بينهـم

وقيل: التكوير: الصَّرْع، ضربه أو لم يضربه. والاكتيار: صرع الشيء بعضه على بعض.

وكار الرجل في مشيته كَوْرا، واستكار: أسرع.

واكتار الفرس: رفع ذنبه في عدوه.

واكتارت الناقة: شالت بذنبها عند اللقاح. وإنما حملنا ما جهل تصريفه من هذا الباب على الواو؛ لأن الألف فيه عين، وانقلاب الألف عن الواو عينا أكثر من انقلابها عن الياء.

والكُوَّرات: الحلايا الأهلية، عن أبي حنيفة.

قال: هو الكوائر أيضا، على مثال الكواعر.

وعندي: أن الكوائر ليس جمع: كُوَّارة وإنما هو جمع: كُوّرة فافهم.

وكُرْت الأرض كَوْرا: حفرتها.

وكُور، وكُوَيْر، والكَوْر: جبال معروفة، قال الراعي:

وذِروة الكَوْر عن مَرْوان معتَزِلُ

 

وفي يَدُومَ إذا اغبرَّتْ منـاكـبُـه

ودارة الكَوْر، بفتح الكاف: موضع، عن كراع.

والمَكْوَرَّي: القصير العريض.

والمَكْوَرَّي: الروثة العظيمة، وجعلها سيبويه صفة، فسرها السيرافي: بأنه العظيم روثة الأنف، وكسر الميم فيه لغة.

والأنثى في كل ذلك بالهاء، قال كراع: ولا نظير له.

ورجل مَكْوَرّ: فاحش مكثار، عنه ولا نظير له أيضا.

مقلوبه: - ر ك و-

الرَّكْوة: شبه تَوْر من أدم.

والجمع: رَكَوات، ورِكَاء.

والرَّكْوة أيضا: زورق صغير.

والرُّكْوة: رقعة تحت العواصر، والعواصر: حجارة ثلاث بعضها فوق بعض.

وركا الأرض رَكْوا: حفرها.

وركا رَكْوا: حفر حوضا مستطيلا.

والمَرْكُوّ من الحياض: الكبير.

وقيل: الصغير، وهو من الاحتفار.

والرَّكِيَّة: البئر، والجمع: رَكِيّ، ورَكَايا. وإنما قضيت عليها بالواو؛ لأنه من رَكَوت: أي حفرت.

وركا الأمر رَكْوا: أصلحه، قال:

وأمْرُك إلاَّ تَرْكُه متفاقِم

وركا على الرجل رَكْوا، وأركى: أثنى عليه ثناء قبيحا.

وركوت عليه الحمل، وأركيته: ضاعفته عليه وأثقلته به.

وركوت عليه الأمر: وَرَّكْتُه.

وأركيتِ في الأمر: تأخرت.

وأركيت إليه: ملت واعتزيت، وقوله، أنشده ابن الأعرابي:

ثِفَالُ الرَّحَى مِن تحتها لا يريمها

 

إلى أيِّما الحيين تُرْكَوْا فإنـكـم

فسر "تُرْكَوْا" بتُنْسَبوا وتُعْزَوْا. وعندي: أن الرواية: إنما هي: تَرْكُوا أو تُرْكُوا: أي تنتسبوا وتعتزوا.

والرَّكاء: واد معروف، قال لبيد:

دَعْدَع ساقي الأعاجم الغَرَبا

 

فَدَعْدَعَا سُرَّة الرَّكَاء كمـا

وفي بعض النسخ الموثوق بها من كتاب الجمهرة: الرِّكاء، بالكسر. وإنما قضيت على هذه الكلمات بالواو لأنه ليس في الكلام "ر ك ي" وقد ترى سعة باب: ركوت.

مقلوبه: - وك ر -

الوَكْر: عش الطائر وإن لم يكن فيه.

والجمع القليل: أوْكُر، وأوكار، قال:

تركتهم كبيرُهم كالأصغر

 

إنّ فِراخا كفِراخ الأوكُر

وقال:

مِن دونه لِعتَاق الطير أوكار

والكثير: وُكُور، ووُكَر، وهي الوَكْرة.

ووَكَر الطائر وَكْرا، ووُكُورا: أتى الوَكْر.

ووَكَر الإناء والسقاء والقربة والمكيال وَكْرا، ووكّره، كلاهما: ملأه.

ووَكَّر بطنه: ملأه.

وتوكَّر الصبي: امتلأ بطنه.

وتوكَّر الطائر: امتلأت حوصلته.

والوَكْرة، والوَكَرة، والوَكيرة: الطعام يتخذه الرجل عند فراغه من بنيانه فيدعو إليه.

وقد وكَّر لهم.

والوَكْرُ، والوَكَرَى: ضرب من العدو.

وقيل: هو العدو الذي كأنه ينزو.

والوَكَّار: العَدَّاء.

وناقة وَكَرَى: سريعة.

وقيل: الوَكَرَى من الإبل: القصيرة اللحيمة الشديدة الأَبْز.

وقد وَكَرَتْ فيهما.

ووَكَر الظبي وَكْرا: وثب.

مقلوبه: - ر وك -

الرَّوْكاء: الصدى الذي يجيبك في الحمام والجبل، عن ابن دريد.

مقلوبه: - ور ك -

الوَرِك: فوق الفخذ كالكتف فوق العضد، أنثى.

والجمع: أوراك، لا يكسر على غير ذلك، استغنوا ببناء أدنى العدد، قال ذو الرمة:

إذا أَلْبَستْه المُظْلِماتُ الحنادِس

 

ورملٍ كأوراك العَذَارَى قطعتُه

شبه كثبان الأنقاء بأعجاز النساء، فجعل الفرع أصلا والأصل فرعا، والعُرف عكس ذلك. وهذا كأنه يخرج مخرج البالغة: أي قد ثبت هذا المعنى لأعجاز النساء وصار كأنه الأصل حتى شبهت به كثبان الأنقاء.

وحكى اللحياني: إنه لعظيم الأوراك، كأنهم جعلوا كل جزء من الورِكين ورِكا، ثم جمع على هذا.

والوَرَك: عِظَمُ الوَرِكين.

ورجل أَوْرَك: عظيم الوَرِكين.

وثنى وَرْكه فتزل: جعل رجلا على رجل أو ثنى رجله كالمتربع.

ووَرَك وَرْكا، وتورّك، وتوارك: اعتمد على وَرِكه، أنشد ابن الأعرابي:

بفتخاء في شَدِّ من الخَلْق لينُها

 

تواركتُ في شِقّي له فانتهزْتُه

وتورّك الصبيّ: جعله في وركه معتمدا عليها، قال الشاعر:

ولم تُرضعْ أمير المؤمنينا

 

تبيَّنْ أن أُمّك لـم تَـورَّكْ

ويروى: تُؤَرَّك: من الأريكة، وهي السرير. وقد تقدم: ونعل مَوْرِك، ومَوْرِكةٌ: من حيال الوَرِك.

ومَوْرِك الرجل، ومَوْرِكته، ووِرَاكه: الموضع الذي يضع عليه الراكب رجله.

وقيل: الوِرَاك: ثوب يزين به المَوْرِك، وأكثر ما يكون من الحبرة.

والجمع: وُرُك.

وقيل: الوِرَاك، والمَوْرِوكة: قادمة الرحل.

والمَوْرِوكة: كالمِصْدَغة يتخذها الراكب تحت وَرِكه.

ووَرَك الحبل وَرْكا: جعله حيال وَركه.

وكذلك: ورَّكه، قال بعض الأغفال:

حتى إذا ورَّكت من أُيَيري

سوادَ ضِيفيه إلى القصير

رأت شُحُوبِي وبذَاذَ شَوْري

ووَرَك على الأمر وُرُوكا، وورَّك، وتورّك: قدر عليه.

ووارك الجبل: جاوزه.

وورَّك الشيء: أوجبه.

وورَّك الذنب عليه: حمله، واستعمله ساعدة في السيف فقال:

إذا صاب أوساطَ العظامِ صميمُ

 

فورّك لَيْنا لا يثمثَم، نَـصْـلُـه

أراد: نصله صميم.

ووَرَك بالمكان وُروكا: أقام.

وكذلك: تورّك به، عن اللحياني، قال: وقال أبو زياد: التورّك: التبطّؤ عن الحاجة، وأرى اللحياني حكى عن أبي الهيثم العقيلي: تورّك في خُرْئه: كتضَوَّك.

والوِرْك: جانب القوس ومجرى الوتر منها، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

كما يَعَضّ بظهر الغارب القَتَبُ

 

هل وصل غانية عَضّ العشيرُ بها

يوما بلا وَتَرٍ فالوِرْكُ منقـلِـب

 

إلاّ ظنون كوِرْك القوس إن تُرِكت

عض العشير بها: لزمها.

وقال أبو حنيفة: ورك الشجرة: عجزها.

والورك: القوس المصنوعة من وركها، وأنشد للهذلي:

إذا مُطْىَ حَنَّ بوَرْكٍ حُـدَالِ

 

بها منَحِصٌ غير جافي القُوَى

أراد: مطى فأسكن الحركة.

والوَرِكانُ، بفتح الواو وكسر الراء: ما يلي السِّنْخَ من الفصل.

الكاف واللام والواو

- ك ل و-

الكُلوة: لغة في الكُلْية.

وكِلاَ: كلمة موضوعة للدلالة على اثنين، كما أن كُلاًّ مصوغة للدلالة على جميع. قال سيبويه: وليست "كِلاّ" من لفظ "كلّ" كُلٌّ: صحيحة، وكِلاَ: معتلة. ويقال للاثنين: كِلْتا وبهذه التاء حكم على أن ألف كلا منقلبة عن واو؛ لأن بدل التاء من الواو اكثر من بدلها من الياء. وأما قول سيبويه: جعلوا كِلاَ كمِعىَ فإنه لم يرد أن ألف كِلاَ منقلبة عن ياء، كما أن ألف معى منقلبة عن ياء بدليل قولهم: معى، وإنما أراد سيبويه أن ألف كلاً كالف معى باللفظ، لا أن الذي انقلبت عنه الفاهما واحد، فافهم، وما توفيقنا إلا بالله، وليس لك في امالتها دليل على أنها من الياء؛ لأنهم قد يحيلون بنات الواو أيضا وإن كان أوله مفتوحا؛ كالمَكَا والعَشَا، فإذا كان ذلك مع الفتحة كما ترى فإمالتها مع الكسرة في كِلاَ أولى.

وأما تمثيل صاحب الكتاب لها بِشَرْوى وهي من شريت فلا يدل على أنها عنده من الياء دون الواو، ولا من الواو دون الياء؛ لأنه إنما أراد البدل حسب، فمثل بما لامه من الأسماء من ذوات الياء مبدلة أبدا نحو الشروى والفتوى.

قال ابن جني: أما كلتا فذهب سيبويه إلى أنها "فِعْلَى" بمنزلة الذّكْرَى والحِفْرَى، قال: واصلها كِلْوَى، فابدلت الواو تاء؛ كما ابدلت في أخت وبنت، والذي يدل على أن لام كلتا معتلة قولهم في مذكرها: كِلاَ، وكِلاَ "فِعَلٌ" ولامه معتلة بمنزلة لام حِجاً ورِضاً، وهما من الواو، لقولهم: حجا يحجو، والرضوان، ولذلك مثلها سيبويه بما اعتلت لامه، فقال: هي بمنزلة شروى.

وأما أبو عمر الجرمي فذهب إلى أنها "فِعْتَل" وأن التاء فيها علم تأنيثها، وخالف سيبويه، ويشهد بفساد هذا القول أن التاء لا تكون علامة تأنيث الواحد إلا وقبلها فتحة؛ نحو طلحة وحمزة وقائمة وقاعدة، أو أن يكون قبلها ألف نحو سِعْلاة وعِزْهاة، واللام في كلتا ساكنة كما ترى، فهذا وجه.

ووجه آخر: أن علامة التأنيث لا تكون أبدا وسطا، إنما تكون آخراً لا محالة، وكلتا: اسم مفرد يفيد معنى التثنية بإجماع من البصريين. فلا يجوز أن يكون علامة تأنيثه التاء وما قبلها ساكن؛ وأيضا فإن "فِعْتَلا" مثال لا يوجد في الكلام أصلا فيحمل هذا عليه.

وإن سميت بكلتا رجلا لم تصرفه في قول سيبويه معرفة ولا نكرة؛ لأن ألفها للتأنيث بمنزلتها في ذكرى، وتصرفه نكرةً في قول أبي عمر؛ لأن أقصى أحواله عنده أن يكون كقائمة وقاعدة وعزة وحمزة. ولا تنفصل كلا وكلتا من الإضافة. وقد أنعمت شرح ذلك في الكتاب المخصص.

مقلوبه: - ك ول -

تكوَّل القوم عليه، وانْكَالوا: اقبلوا عليه بالشتم والضرب فلم يقلعوا.

وتكاول الرجل: تقاصر.

والكَوْلان: نبات ينبت في الماء مثل البردي يشبه ورقه وساقه السعد إلا أنه أغلظ وأعظم، وأصله مثل أصله يجعل في الدواء.

قال أبو حنيفة: وسمعت بعض بني أسد يقول: الكُولان فيضم.

مقلوبه: - وك ل -

وَكَل بالله وتوكَّل عليه، واتَّكَل: استسلم إليه.

ووَكَل إليه الأمر: سلمه.

ووَكَله إلى رأيه وَكْلاً، ووُكُولا: تركه.

ورجل وَكَلٌ، ووُكَلَة، وتُكَلة، على البدل ومُوَاكِل: عاجز كثير الاتّكال على غيره.

وواكَلتِ الدابَّة وِكالا: أساءت السير.

وقيل: المُوَاكِل من الدواب: المُرْكِح إلى التأخر.

وتواكل القوم مُواكلة، ووِكالا: اتَّكل بعضهم على بعض.

ووَكَلت الدابَّة: فترت، قال القطامي:

بي حاجتي وتجنَّبي هَمْدَانَـا

 

وَكَلَتْ فقلت لها: النجاءَ تناولي

والوكيل: الجَرِي. وقد يكون الوكيل للجمع، وكذلك الأنثى.

وقد وكَّله على الأمر.

والاسم: الوَكالة، والوِكالة.

ومَوْكَل: اسم جبل. وقال ثعلب: هو اسم بيت كانت الملوك تنزله.

مقلوبه: - ل وك -

اللَّوْك: أهون المضغ.

وقيل: هو مضغ الشيء الصلب تديره في فيك.

وقد لاكه لَوْكا.

وما ذاق لَوَاكاً: أي ما يُلاك.

الكاف والنون والواو

- ك ن و-

كُنْوة فلان أبو فلان، وكذلك: كِنْوَتَه، كلاهما عن اللحياني.

وكَنَوته: لغة في كَنَيته. وقد تقدم.

مقلوبه: - ك ون -

الكَون: الحدث.

وقد كان كَوْنا، وكَيْنُونة، عن اللحياني وكراع وقوله:

رَسْمُ دارٍ قد تعَفَّى بالسَّرَر

 

لم يَكُ الحقُّ سِوَى أنْ هاجه

إنما أراد: لم يكن الحق فحذف تانون لالتقاء الساكنين، وكان حكمه إذا وقعت النون موقعا تحرك فيه فتقوى بالحركة ألا يحذفها؛ لأنها بحركتها قد فارقت شبه حروف اللين إذ كنّ لا يكنَّ إلا سواكن وحذف النون من "يكن" أقبح من حذف التنوين، ونون التثنية والجمع؛ لأن نون يكن اصل وهي لام الفعل، والتنوين والنون زائدتان، فالحذف منهما اسهل منه في لام الفعل، وحذف النون أيضا من يكن اقبح من حذف النون من قوله:

غير الذي قد يقال مِلْكذِب

لأن اصله يكن قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنين: فإذا حذفت منه النون أيضا لالتقاء الساكنين أجحفت به لتوالي الحذفين، لا سيما من وجه واحد، ولك أيضا أن تقول: إن "من" حرف والحذف في الحرف ضعيف، إلا مع التضعيف نحو: إن ورب هذا قول ابن جني. قال: وأرى أنا شيئا غير ذلك. وهو أن يكون جاء بالحق بعد ما حذف النون من يكن، فصار: يك مثل قوله عز وجل: -و لم تك شيئا- فلما قدره: يَكُ جاء بالحق بعد ما جاز الحذف في النون وهي ساكنة تخفيفا، فبقي محذوفا بحاله. فقال: "لم يَكُ الحقُّ" ولو قدره: "يكن" فبقي محذوفا ثم جاء بالحق لوجب أن يكسر لالتقاء الساكنين فتقوى بالحركة فلا يجد سبيلا إلى حذفها إلا مستكرها، فكان يجب أن يقول: لم يكن الحق، ومثله قول الخنجرين صخر الاسدي:

فقد أبدتِ المرآةُ جَبْهة ضَيْغَمِ

 

فإلاَّ تكُ الِمرآة أبدت وَسَـامة

يريد: فإلا تكن المرآة.

والكائنة: الحادثة.

وحكى سيبويه: أنا أعرفك مذ كُنْتَ: أي مذ خُلِقْتَ، والمعنيان متقاربان.

وكوَّن الشيء: احدثه.

والله مُكوِّن الأشياء: يخرجها من العدم إلى الوجود.

وبات بكِينة سوء: أي بحالة سوء.

والمكان: الموضع.

والجمع: أمْكنة، وأماكن، توهمّوا الميم أصلا حتى قالوا: تمَّكن في المكان، وهذا كما قالوا في تكسير المسيل: أمسلة. وقد بينت هذا الضرب من التصريف في الكتاب المخصص.

وقيل: الميم في "مكان" أصل، كأنه من التمكُّن دون الكون وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على أفعِلة.

وقد حكى سيبويه في جمعه: أمْكُن. وهذا زائد في الدلالة على أن وزن الكلمة فَعَال دون مَفْعَل فإن قلت فإن فَعَالا لا يكسّر على أفْعُل إلا أن يكون مؤنثا كأتان وآتن، والمكان مذكر، قيل: توهموا فيه طرح الزائد كأنهم كسروا مَكْنا.

وأمكُن عند سيبويه مما كسر على غير ما يكسر عليه مثله.

ومضيت مَكَانتي، ومَكِينتي: أي على طِيَّتي.

وكان يكون. من الأفعال التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، كقولك: كان زيد قائما، ويكون عمرو ذاهبا، والمصدر: كَوْنا وكيانا.

قال الأخفش في كتابه الموسوم بالقوافي: ويقولون: أزيداً كنتَ له، قال ابن جني: ظاهره أنه محكي عن العرب؛ لأن الأخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس النحويين، وإذا كان قد سمع عنهم أزيداً كنت له، ففيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها، قال: وذلك أنه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم الأول فنصبه؛ ألا تراك تقول: أزيداً ضربته، ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطت ضربت هذه الظاهرة على زيد نفسه فقلت: أزيداً ضربت، فعلى هذا قولهم: أزيداً كنت له، يجوز في قياسه أن يقول: أزيداً كنت، ومثل سيبويه كان بالفعل المتعدي فقال: وتقول: كُنَّاهم كما تقول: ضربناهم. وقال: إذا لم نكنهم فمن ذا يكونهم، كما تقول: إذا لم نضربهم فمن ذا يضربهم، قال: وتقول: هو كائن ومكون، كما تقول: ضارب ومضروب. وقد بينا جميع ذلك في كتابنا الموسوم بالإيضاح والإفصاح في شرح كتاب سيبويه، فاستغنينا عن إعادته هنا.

ورجل كُنْتِيّ: كبير، نسب إلى كُنت.

وقد قالوا: كُنْتُنِيّ، نسب إلى كنت أيضا، والنون الأخيرة زائدة، قال:

وشَرُّ الرجال كُنْتُنِيٌّ وعاجِنٌ

 

وما أنا كُنْتِيٌّ ولا أنَا عاجِـنٌ

وزعم سيبويه أن إخراجه على الأصل أقيس فيقول: كُونِيّ على حد ما يوجب النسب إلى الحكاية.

ولا يكون من حروف الاستثناء، تقول: جاء القوم لا يكون زيدا، ولا يستعمل إلا مضمرا فيها، وكأنه قال: لا يكون الآتي.

وتجيء كان زائدة أيضا؛ كقوله:

على كان المسوَّمة العرابِ

أي على المسومة العراب، وأما قول الفرزدق:

وجيرانٍ لنا كانوا كـرامِ

 

فكيف إذا مررتَ بدار قوم

فزعم سيبويه أن "كان" هنا زائدة. وقال أبو العباس: إن تقديره: وجيران كرام كانوا لنا. وهذا اسوغ؛ لأن كان قد عملت هاهنا في موضع الضمير وفي موضع "لنا" فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أنها زائدة هنا.

وكان عليه كَوْنا، وكِيَانا، واكتان: وهو من الكفالة.

وكَيْوان: زُحَل، القول فيه كالقول فيه كالقول في خَيْوان وقد تقدم. والمانع له من الصرف: العجمة، كما أن المانع لخيوان من الصرف: إنما هو التأنيث وإرادة البقعة أو الأرض أو القرية.

مقلوبه: - وك ن -

الوَكْن: عش الطائر.

والجمع: أوْكُن، ووُكُن، ووُكُون.

وهو: الوَكْنة، والوُكْنة والوُكُنة، والموكِن والمَوْكِنة.

ووَكَن الطائر وَكْنا ووُكُونا: دخل في الوَكْن.

ووكن وَكْنا، ووُكُونا، أيضا. حضن البيض.

والجمع: وُكون وهن وُكون ما لم يخرجن من الوَكْن؛ كما إنهن وكور ما لم يخرجن الوكر، واستعاره عمرو بن شأس للنساء فقال:

ظباء السُّلَىِّ واكناتٍ على الخَمْلِ

 

ومن ظُعُنٍ كالدَّوْم أشرف فوقها

أي جالسات.

وسَيْرٌ وَكُن: شديد، قال:

إني سأوديكَ بسَيْر وَكْنِ

مقلوبه: - ن وك -

النُّوك: الحمق.

نَوِك نَوَكا ونَوَاكة.

وهو أنْوَك، والجمع: نَوْكي، قال سيبويه: أجرى مجرى هلكي؛ لأنه شيء أصيبوا به في عقولهم.

واستَنْوَك الرجل: صار أنوك.

وأنْوكه: صادفه أنوك.

وقالوا: ما أنْوكه!! قال سيبويه: وقع التعجب فيه بما أفعله وإن كان كالخلق، لأنه ليس بلون في الجسد ولا بخلقة فيه، وإنما هو من النقصان العقل.

الكاف والفاء والنون

- ك ف و-

الكُفْو: النظير لغة في الكُفْء: وقد يجوز أن يريدوا به الكفُؤ فيخففوا ثم يسكنوا.

مقلوبه: - ك وف -

كَوَّف الأديم: قطعه، عن اللحياني، ككيَّفه.

وكوَّف الشيء: نحَّاه.

وكوَّفه: جمعه.

والتَّكوُّف: التجمع.

والكُوفة: الرملة المجتمعة.

وقيل: الكوفة: الرملة.

والكُوفة: بلد؛ سميت بذلك لأن سعدا ارتدادها لهم وقال: تكوَّفوا في هذا المكان: أي اجتمعوا.

وقال المفضل: إنما قال: كوِّفوا هذا الرمل أي نحوه وانزلوا.

وكُوفان: اسم للكوفة، عن اللحياني، قال، وبها كانت تدعى قبل.

وكَوَّف القوم: أتوا الكوفةَ، قال:

يبصِّر من جيرانهـا ويكـوِّف

 

إذا ما رأت يوما من الناس راكبا

والكَوْفان، والكُوفان: الشَرّ، عن كراع.

وترك القوم في كَوْفان: أي في أمر مستدير.

وإن بني فلان من بني فلان لفي كَوْفان، وكَوَّفان وكُوفان: أي في أمر شديد.

وإنه لفي كَوْفان من ذلك: أي حرز ومنعة.

والكاف: من الحروف، وهو حرف مهموس يكون أصلا وبدلا وزائدا، ويكون حرفا ويكون اسما فإذا كانت اسما ابتدئ بها، فقيل: كزيد جاءني، وكبكر غلام لزيد، يريد: مثل بكر غلام لزيد. فإن أدخلت إن على هذا قلت: إن كبكر غلام لمحمد فرفعت الغلام لأنه خبر إن والكاف في موضع نصب لأنها اسم إن. وتقول إذا جعلت الكاف خبرا مقدما: إن كبكر اخاك، تريد: إن أخاك كبكر؛ كما تقول: إن من الكرام زيدا. وإذا كانت حرفا لم تقع إلا متوسطة. فتقول: مررت بالذي كزيد فالكاف هنا حرف لا محالة.

واعلم أن هذه الكاف التي هي حرف جر، كما كانت غير زائدة فيما قدمنا ذكرها، فقد تكون زائدة مؤكدة بمنزلة "الباء" في خبر ليس وفي خبر "ما" و"من" وغيرها من الحروف الجارة. وذلك نحو قوله تعالى: -ليس كمثله شيء- تقديره، والله اعلم، ليس مثله شيء. ولابد من اعتقاد زيادة الكاف ليصح المعنى؛ لأنك إن لم تعتقد ذلك أثبت له، عز اسمه، مثلا، وزعمت أنه ليس كالذي هو مثله شيء. فيفسد هذا من وجهين: أحدهما: ما فيه من إثبات المثل لمن لا مثيل له عز وعلا علواً كبيرا. والآخر: أن الشيء إذا اثبت له مثلا فهو مثل مثله؛ لأن الشيء إذا ماثله شيء فهو أيضا مماثل لما ماثله، ولو كان ذلك كذلك، على فساد اعتقاد معتقده، لما جاز أن يقال: -ليس كمثله شيء-: لأنه تعالى مثل مثله. وهو شيء لأنه تبارك اسمه، وقد سمى نفسه شيئا بقوله تعالى: -قل أي شيء اكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم- وذلك أن أياًّ إذا كانت استفهاما لا يجوز أن يكون جوابها إلا من جنس ما أضيفت إليه؛ ألا ترى أنك لو قال لك قائل: أي الطعام احب إليك؟ لم يجز أن تقول له: الركوب ولا المشي ولا غيره مما ليس من جنس الطعام. فهذا كله يؤكد عندك أن الكاف في "كمثله" لابد من أن تكون زائدة. ومثله قول رُؤْبة:

لواحق الأقراب فيها كالمَقَقْ

والمقق: الطول، ولا يقال: في هذا الشيء كالطول، إنما يقال: في هذا الشيء طول، فكأنه قال: فيها مقق: أي طول.

وقد تكون الكاف زائدة في نحو: ذلك وذاك وتِيك وتلك وأولائك ومن العرب من يقول: ليسك زيدا، أي ليس زيداً والكاف لتوكيد الخطاب. ومن كلام العرب إذا قيل لأحدهم: كيف أصبحت؟ أن يقول: كخير والمعنى: على خير. قال الأخفش: فالكاف في معنى على. قال ابن جني: وقد يجوز أن يكون بمعنى الباء: أي بخير. قال الأخفش: ونحو منه قولهم: كن كما أنت.

وكوَّف الكافَ: عملها.

والكُوَيفة: موضع يقال لها: كُوَيفة عمرو، وهو عمرو بن قيس من الأزد، كان أبرويز لما انهزم من بهرام جوبين نزل به فقراه وحمله، فلما رجع إلى ملكه أقطعه ذلك الموضع.

مقلوبه: - وك ف -

وَكَف الدمع والماء وَكْفا، ووَكِيفا، ووُكُوفا، ووَكَفانا سال.

ووَكَفَت العين الدمع وَكْفا، ووكيفا: أسالته.

ووكفت الدلو وكْفا، ووَكِيفا: قطرت.

وقيل: الوَكْف: المصدر، والوكيف: القطر نفسه.

ووَكَف البيت وَكْفاً. ووَكيفا، ووُكُوفا، ووُكُفانا، وأوكف، وتوكَّف: هطل.

وكذلك: السطح.

وشاة وَكوف:غزيرة اللبن.

وكذلك منِحْة وَكوف.

وأوكفت المرأة: قاربت أن تلد.

والوَكَف: النِّطَع.

والوَكَف: مثل الجناح في البيت يكون على الكُنّة أو الكَنِيف.

والوَكْف: الإثم.

وقيل: العيب والنقص.

وقد وَكِف.

وأوكفه: أوقعه في إثم.

وليس في هذا الأمر وَكْف، ولا وَكَف: أي فساد، عن ابن الأعرابي وثعلب.

والوَكَف من الأرض: المنخفض غير المرتفع، عن ابن الأعرابي.

وقال ثعلب: هو المكان الغمض في أصل شرف.

وتوكَّف الأَثَرَ: تتبعه.

والتوكُّف: التوقع والانتظار، وفي الحديث: "أّهلُ القبور يتوكَّفون الأخبار" أي ينتظرونها ويسألون عنها.

وتوكَّف عياله وحشمه: تعهدهم.

والوِكاف يكون للبعير والحمار والبغل قال يعقوب وكان رؤبة ينشد:

كالكَوْدَن المَشْدُودِ بالوِكاف

والجمع: وُكُف.

وأوكف الدابَّة، حجازيَّة، ووكَّفها،جميعا: وضع عليها الوِكاف.

ووَكَّف وِكافا: عمله.

الكاف والباء والواو

- ك ب و-

كبا كَبْواً، وكُبُوّاً: انكبّ على وجهه، يكون ذلك لكل ذي روح.

وكبا كَبْوا: عثر.

وكبا الزَّند كَبْواً، وكُبُوّاً، وأكبى: لم يُورِ.

والكابِي: التراب الذي لا يستقر على وجه الأرض.

وكبا البيت كَبْوا: كنسه.

والكِبَا: الكناسة.

قال سيبويه: وقالوا في تثنيته: كِبَوان، يذهب إلى أن ألفها واو، قال: وأما إمالتهم "الكِبَا" فليس لأن ألفها من الياء ولكن على التشبيه بما يمال من الأفعال من ذوات الواو، نحو غزا.

والجمع: أكْباء، وفي الحديث: "لا تكونوا كاليهود تجمع أكباءها في مساجدها".

والكِبَاء: ضرب من العود والدخنة.

وقال أبو حنيفة: هو العود المتبخر به.

والكُبَة: كالكِباء، عن اللحياني، قال: والجمع: كُباً.

وقد كَبَّى ثوبه.

وتكبَّت المرأة على المِجْمِر: أكبَّت عليه بثوبها.

وكَبَّت النار: علاها الرماد وتحتها الجمر.

وكَبَّى ناره: ألقى عليها الرماد.

وكَبَا الجمر: ارتفع، عن ابن الأعرابي. قال: ومنه قول أبي عارم الكلابي في خبر له: ثم أرَّثت ناري وأوقدت حتى دفئت حظيرتي وكبا جمرها: أي كبا جمر ناري.

وكبا الإناء كَبْوا: صب ما فيه.

وكبا لونُ الصبح والشمس: اظلم.

وكبا لونه: كمِد.

وكبا وجهه: تغير.

والاسم من ذلك كله: الكَبْوة.

وأكبى وجهه: غيره، عن ابن الأعرابي، وانشد:

وولا العَضِيهةُ من ذي الضّغن تُكبِيني

 

لا يغلب الجهلُ حلمي عند مـقـدُرة

والكَبْوَةُ: الغَبْرة كالهَبْوَة.

وكبا الفرَس كَبْوا: لم يعرق.

مقلوبه: - ك وب -

الكُوب: الذي لا عُروة له.

والجمع: أكواب، وفي التنزيل: -و أكوابٌ مَوْضُوعةٌ- وقال يصف منجنونا:

تصبّ أكوابا على أكواب

تدفَّقت من مائها الجوابي

والكُوبة: الشطرنجة.

والكُوبة: الطَّبل والنَّرد.

مقلوبه: - وك ب -

وَكَب وُكُوبا. ووَكَبانا: مشى في درجان.

والموكِب: الجماعة من الناس رُكبانا ومشاة، مشتق من ذلك، قال:

ة يهتزُّ موكبُـهـا

 

ألا هزِئت بنا قرشيَّ

وأوكب البعير: لزم الموكب.

وناقة مُواكبة: تساير المَوْكِب.

وظبية وَكُوب: لازمة لسربها.

وواكب القوم: بادرهم.

والوَكَب: الوسخ يعلو الجلد والثوب.

وقد وَكِبَ وَكَباً.

والوَكَب: سواد الثمر إذا نضج، واكثر ما يستعمل في العنب.

ووكَّب العنب: اخذ تلوين السواد فيه.

والمُوَكِّب: البُسر يطعن فيه بالشوك حتى ينضج عن أبي حنيفة.

مقلوبه: - ب وك -

ناقة بائك: سمينة خيار.

وقد باكت بُؤُوكا.

وبعير بائكك كذلك.

وجمعه: بُوَّك. وحكى ابن الأعرابي: بُيَّك وهو مما دخلت فيه الياء على الواو لغير علة إلا القرب من الطرف وإيثار التخفيف كما قالوا: صُيَّم في: صوم ونُيَّم في نوم، أنشد ابن الأعرابي:

ألا تراها كالهِضَاب بُيَّكا

مَتَاليا جَنْبي وعُوذاً ضُيَّكا جني أراد: كالجنبي لتثاقلها في المشي من السمن، والضيك: التي تفاج من شدة الحفل لا تقدر أن تضم أفخاذها على ضروعها. وقد تقدم في بابه.

وقوله انشده ابن الأعرابي:

أعطاك يا زيدُ الذي يعطِي النِّعَمْ

مِن غير ما تمنُّنٍ ولا عُدُمْ

بوائكا لم تَنتَجِعْ مع الغَنَمْ.

فسره فقال: البوائك: الثابتة في مكانها يعني: النخل.

وباك الحمار الأتان بَوْكا: كامها، وقد يستعمل في المرأة.

وباك القوم رأيهم بَوْكا: اختلط عليهم فلم يجدوا له مخرجا.

وباك امرهم بَوْكا: اختلط عليهم.

ولقيته أول بَوْك، أي أول مرة.

ولقيته أول بوك وأول كل صَوْك وبَوْك: أي أول كل شيء.

وكذلك: فعله أول كل صَوْك وبَوْك.

الكاف والميم والواو

- ك م و-

الكَمْوَي، مقصور: الليلة القمراء المضيئة، قال:

ولو صحَّت لنا الكَمْوَي سَرينا

مقلوبه:- ك وم -

الكَوَم: العِظَم في كل شيء. وقد غلب على السنام.

سنام أكوم: عظيم، انشد ابن الأعرابي:

وعَجُز خَلْف السّنَام الأكوم

وبعير اكوم: عظيم.

وناقة كوماء: عظيمة السنام طويلته.

وجبل أكْوم: مرتفع، قال ذو الرمة:

عليهِن حتى فارق الأرضَ نُورُها

 

وما زال فوق الأكوم الفَرْد واقفـا

والكَوْم: الفرج الكبير.

وكامها كَوما: نكحها.

وقيل: الكَوْم يكون للإنسان والفرس.

وامرأة مُكامة: منكوحه، على غير قياس، واستعمله بعضهم في العُقَرُبَان فقال:

عَقْرَبة يكومها عُقْربـانْ

 

كأنّ مَرْعَى أمَّكم إذ غَدَتْ

وكوَّم الشيء: جمعه ورفعه.

وكوَّم المتاع: ألقى بعضه على بعض.

والكُومة: الصُّبْرة من الطعام وغيره.

والأَكْوَمان: ما تحت الثُنْدُوتين.

وكُومة: اسم امرأة.

مقلوبه: - م ك و-

مكا الإنسان مَكْوا،و مُكاء: صَفَر بفيه. قال بعضهم: هو أن يجمع بين أصابع يديه، ثم يدخلها في فيه، ثم يصفر فيها.

ومَكَتِ استُه مُكاء: نفخت، ولا يكون ذلك إلا وهي مكشوفة مفتوحة، وخصّ بعضهم به است الدابة.

والمَكْوة: الاسْتُ، سمِّيت به لصفيرها، وقول عنترة:

تَمكُو فَرِيصتُه كِشْدق الأعلم

يعني طعنة تفيح بالدم.

ولمُكَّاء: طائر في ضرب القنبرة، إلا أن في جناحيه بلقا، سمي بذلك؛ لأنه يجمع يديه ثم يصفر صفيرا حسنا، قال:

فويلٌ لأهل الشاء والحُمُـرات

 

إذا غرَّد المُكَّاء في غير روضة

والمَكْو، والمَكَا: جحر الثعلب والأرنب ونحوهما.

وقيل: مجثمهما، وقد يهمز والجمع: أمكاء وقد يكون المَكْو للطائر والحيَّة.

مقلوبه: - وك م -

وَكَمَ الرجل وَكْما: رده عن حاجته اشد الرد.

ووَكِم من الشيء: جزع منه واغتم له.

ووُكِمت الأرض: أكلت ورعيت فلم يبق فيها ما يحبس الناس.

انقضى الثلاثي المعتل