أبواب الشين

المحكم والمحيط الأعظم في اللغة

ابن سيده

علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده، المولود عام (398 - 458 هـ = 1007 - 1066 م)

الجزء التاسع

حرف الشين

أبواب الشين

 

باب الثنائي المضاعف الصحيح

الشين والصاد

الشَّصَصُ، والشَّصَاص: اليُبْس والجفوف والغلظ.

شصَّت معيشُتهم تشِص شَصّا، وشِصَاصا، وشُصُوصا.

وفيها شَصَص، وشِصَاص، وشَصَاصاء: أي نَكَد ويُبْس وجُفُوف وشِدة.

والشَّصَاصاء: الغلظ من الأرض.

وهو على شَصاصاءِ أمر: أي على حد أمر وعجلة.

ولقيته على شَصَاصاءَ غير مضاف: أي على عجلة، كأنهم جعلوه اسما لها.

وشَصَّت الناقة والشاة تشِصّ، وتَشَصّ شِصَاصا، وشُصُوصا، وأشَصَّت، وهي شَصُوص، ولم يقولوا: مُشِصّ: قل لبنها جداّ. وقيل: انقطع البتة.

والجمع: شصائص وشِصَاص.

وشصّ الإنسان يَشِصّ شَصّا: عض على نواجذه صبرا.

وشصَّه عن الشيء، وأشصَّه: منعه.

والشِّصُّ: اللص الذي لا يدع شيئا إلا أتى عليه.

وجمعه: شُصُوص.

والشِّصُّ، والشَّصُّ: شيء يصاد به السمك، قال ابن دريد: لا احسبه عربيا.

الشين والسين

والشَّس، والشَّسُوس: الأرض الصلبة الغليظة اليابسة التي كأنها حجارة واحدة.

والجمع: شِسَاس، وشُسُوس، الأخيرة شاذة.

وقد شَسَّ المكان.

الشين والزاي

الشَّزَازة: اليُبْس الذي لا يطاق على تثقيفه.

وشيء شَزّ وشَزِيز.

الشين والطاء

الشَّطاط: الطول.

وقيل: حسن القوام.

جارية شَطَّة، وشاطَّة بينة الشَّطاط والشِّطاط.

والشَّطاط: البعد.

شطَّت داره تشِطّ وتَشُطّ شَطّا، وشُطُوطا.

وكل بعيد: شَاطٌّ.

والشَّطَط: مجاوزة القدر في بيع أو طلب أو احتكام أو غير ذلك، مشتق منه، وفي التنزيل: -و إنه كان يقول سفيهنا على الله شططا-.

وقال الراجز:

يَحْمُون أنْفاً أن يُساموا شَطَطا

شَطَّ في سلعته، وأشَطّ: جاوز القدر وتباعد عن الحق.

وشط َّعليه في حكمه يَشِطّ شطَطَا، واشْتَطَّ، وأشَطَّ: جار، وفي التنزيل: -و لا تُشطِط-. وقرئ: -و لا تَشْطُطْ- ومعناهما: لا تبعد عن الحق وفي حديث تميم الداري: اترك لشاطي، فأشعر أنه متعد بغير حرف.

وأشطَّ في طلبه: أمعن.

وأشَّطَّ في المفازة: ذهب.

والشَّطُّ: شاطئ النهر.

والجمع: شُطوط، وشُطَّان، قال:

بَقْلٌ بظاهره وبَقْلٌ مِتانِـهِ

 

وتَصوَّحَ الوسمىُّ من شُطَّانه

ويروى: "من شُطْئانه" جمع شاطئ.

وقال أبو حنيفة: شَطّ الوادي: سنده الذي يلي بطنه.

والشَّطّ: جانب السنام. وقيل: نصفه.

والجمع: شُطُوط.

وناقة شَطُوط، وشَطَوْطَى: عظيمة جنبي السنام.

والشُّطَّان: موضع، قال كثير عزة:

بأصْعِدة الشُّطَّان رَيْط مضلَّع

 

وباقي رسوم لا تزال كأنهـا

وغدير الأشطاط: موضع بملتقى الطريقين من عسفان للخارج إلى مكة، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لبريدة الأسلمي: "أين تركت اهلك قال: بغدير الأشطاط".

والشَّطْشَاط: طائر.

مقلوبه: - ط ش ش -

الطَّشُّ من المطر: فوق الرك ودون القطقط.

وقيل: أول المطر الرش ثم الطَّشّ.

ومطرطَشّ: وطَشِيش: قليل.

طَشَّت السماء طَشَّاً، وأَطَشَّتْ.

وأرض مَطْشوشة.

والطُشَّة: داء يصيب الناس كالزكام، وفي حديث بعضهم في الحزاة "يشربها أكابس الصبيان للطشة". أرى ذلك لأن أنوفهم تطش من هذا الداء، حكاه الهروي في الغريبين، عن ابن قتيبة.

الشين والدال

الشَّدَّة: نقيض اللين. تكون في الجواهر والأعراض.

والجمع: شِدَد، عن سيبويه، قال جاء على الأصل لأنه لم يشبه الفعل.

وقد شدَّه يشِدَه، ويشُدّه فاشتدّ.

وكل ما احكم: فقد شُدّ وشُدِّد، وتشدَّد هو، وتشادّ.

وشيء شديد: مشتد قوي، ومن كلام يعقوب في صفة الماء: "و أما ما كان شديدا سقيه غليظا أمره" إنما يريد به: مشتدا سقيه: أي صعبا، وقوله تعالى: وشددنا ملكه: أي قويناه، وكان من تقوية ملكه أنه كان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون الفا من الرجال. وقيل: إن رجلا استعدى إليه على رجل فادعى عليه أنه اخذ منه بقرا فانكر المدعي عليه فسال داود عليه السلام المدعي البينة فلم يقمها. فراى داود في منامه أن الله يامره أن يقتل المدعي عليه فتثبت داود وقال: هو المنام، فأتاه الوحي بعد ذلك أن يقتله، فأحضره ثم اعلمه أن الله يأمره بقتله، فقال المدعي عليه: إن الله ما أخذني بهذا الذنب، وإني قتلت أبا هذا غيلة، فقتله داود، فذلك مما عظم الله به هيبته وشدد ملكه.

وشدَّ على يده: قواه وأعانه، قال:

سقتني ولا شدّت على كف ذابح

 

فإني بحمد الـلـه لاسـم حـيَّة

ورجل شَدِيد: قوي.

والجمع: أشِدَّاء، وشِداد، وشُدُد عن سيبويه قال: جاء على الأصل لأنه لم يشبه الفعل.

وقد شدّ يَشِدّ، بالكسر لا غير، شِدّةً.

وشادَّه مشادّة، وشِدادا: غالبه، وفي الحديث: "من يشادّ هذا الدين يغلبه". أراد: يغلبه الدين.

وأشَدَّ الرجل: إذا كانت دوابه شِدّادا.

والشديد من الحروف: ثمانية احرف: وهي الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء.

قال ابن جني: ويجمعها في اللفظ أجدت طبقك وأجدك طبقت.

والحروف التي بين الشِدَّة والرخوة ثمانية: وهي الألف والعين والياء واللام والنون والراء والميم والواو ويجمعها في اللفظ لم يروعنا. وإن شئت قلت: لم يرعونا.

ومعنى الشديد: أنه الحرف الذي يمنع الصوت أن يجري فيه: ألا ترى أنك لو قلت: الحق والشط ثم رمت مد صوتك في القاف والطاء لكان ممتنعا.

ومِسْك شديد الرائحة: قويها ذكيها.

ورجل شديد العين: لا يغلبه النوم، وقد يستعار ذلك في الناقة، قال الشاعر:

شديدة جَفْن العين ذات ضريرِ

 

بات يقاسي كل ناب ضِـرِزَّةٍ

وقوله تعالى: -ربنا اطمس على اموالهم واشدُدْ على قلوبهم-: أي اطبع على قلوبهم.

والشِّدَّة: صعوبة الزمن.

وقد اشتدَّ عليهم.

والشِّدَّة، والشديدة: من مكاره الدهر.

وجمعها: شدائد، فإذا كان جمع شديدة فهو على القياس. وإذا كان جمع شدَّة، فهو نادر.

وشِدَّة العيش: شظفه.

ورجل شَدِيد: شحيح، وفي التنزيل: -و إنه لحب الخير لشديد-.

والمتشدد: كالشديد، قال طرفة:

عقِيلة مالِ الفاحِش المـتـشـدّد

 

أَرَى الموتَ يعتام الكِرامَ ويصطفي

وقول أبي ذؤيب:

شديِدٍ على ما ضُمّ في اللحد جولُها

 

حَدَرْناه بالأثواب في قَعْـر هُـوّةٍ

أراد: شحيح على ذلك.

وشَدّدَ الضرب وكل شيء: بالغ فيه.

وشَدَّ في العدو شداًّ، واشتدَّ: أسرع، وفي المثل: "ربّ شَدّ في الكُرْز". وذلك أن رجلا خرج يركض فرساله فرمت بسخلتها فالقاها في كرز بين يديه، والكرز: الجوالق، فقال له إنسان: لم تحمله؟ ما تصنع به؟ فقال: "رب شَدّ في الكرز" يقول: هو سريع الشَّدّ كامه. يضرب للرجل يحتقر عندك وله خبر قد علمته أنت، قال عمرو ذو الكلب:

فقمت لا يشتدّ شَدِّى ذو قَدَم

جاء بالمصدر على غير الفعل. ومثله كثير.

وقول مالك بن خالد الخناعي:  

لمَّا عرفتهم واهْتَزَّت اللِّمَمُ

 

بأسرعَ الشَّدَّ مني يوم لا نِيَةٍ

أراد: بأسرع شَدّا مني، فزاد اللام كزيادتها في بنات الأوبر. وقد يجوز أن يريد: بأسرع في الشد فحذف الجار وأوصل الفعل.

قال سيبويه: وقالوا: شَدَّ ما انك ذاهب، كقولك: حقاًّ أنك ذاهب. قال: وإن شئت جعلت شَدَّ ما بمنزلة نعم كما تقول: نعم العمل أنك تقول الحق.

وشَدّ على القوم يشُدّ شَداّ وشُدُودا: حمل.

وشَدّ الذئب على الغنم شَدّا، وشُدُودا: كذلك.

ورؤى فارس يوم للكلاب من بني الحارث يشُّد على القوم فيردهم ويقول: أنا أبو شدّاد. فإذا كروا عليه ردهم وقال: أنا أبو ردَّاد.

وبلغ الرجل أشُدَّه: إذا اكتهل.

وقال الزجاج: هو من نحو سبع عشرة إلى الأربعين. وقال مرة: هو ما بين الثلاثين والأربعين وهو يذكر ويؤنث.

قال أبو عبيد: واحدها شَدّ، في القياس ولم اسمع لها بواحد. وقال سيبويه: واحدتها: شِدَّة كنعمة وأنعم.

ابن جني: جاء على حذف التاء كما كان ذلك في نعمة وأنعم. وقد تقدم.

وقال ابن جني: قال أبو عبيدة: هو جمع أَشَدّ على حذف الزيادة، قال: وقال أبو عبيدة: ربما استكرهوا على حذف هذه الزيادة في الواحد، وانشد بيت عنترة:

خُضِبَ اللَّبَانُ ورأسهُ بالعِظْلِم

 

عَهْدي به شَدَّ النهارِ كأنَّـمـا

أي أشدّ النهار يعني: أعلاه وأمتعه، وذهب أبو عثمان فيما رويناه عن احمد بن يحيى عنه: أنه جمع لا واحد له.

وقال السيرافي: القياس شَدَّ وأشُدّ كما يقال: قد وأقد. وقال مرة أخرى: هو جمع لا واحد له وقد يقال: بلغ أَشَدَّه، وهي قليلة.

وشَدُّ النهار: ارتفاعه.

وكذلك: شَد الضحا. يقال: جئتك شَدَّ النهار وفي شَدِّ النهار، وشدَّ الضحا، وفي شَدَّ الضحا.

وشَدَّاد: اسم.

وبنو شَدَّاد، وبنو الأشدِّ: بطنان من العرب.

الشين والتاء

الشَّتّ: الافتراق والتفريق.

شتَّ شعبهم يَشِتّ شَتّا، وشَتَاتا، وانشَتَّ، وتَشَتَّت.

وشتَّته الله، وأشَتَّه.

وشَعْب شَتِيت: مُشَتَّت. قال:

يَظُنّان كُلَّ الظنّ أن تلاقيا

 

وقد يَجْمع الله الشَّتيتَيْن بعدما

وثغر شَتِيت: مُفرَّق مُفلَّج.

وجاء القوم أشتاتا: متفرقين، واحدهم: شَتٌّ.

والحمد لله الذي جمعنا من شَتّ: أي تفرقة.

وإن المجلس ليجمع شُتُوتا من الناس، وشتّى: أي فرقا.

وقيل: يجمع ناسا ليسوا من قبيلة واحدة.

وشتَّان ما زيد وعمرو، وشتَّان ما بينهما: أي بعد ما بينهما، وأبي الأصمعي شتَّان ما بينهما، قال أبو حاتم: فأنشدته قول ربيعة الرقى:

يزيدِ أُسَيد والأغرّ ابن حـاتـم

 

لشَتَّان ما بين اليزيدين في النَّدَى

فقال: ليس بفصيح يلتفت إليه. وإنما الجيد قول الأعشى:

ويَوْمُ حَيَّان أخي جـابـر

 

شَتَّان ما يومي على كُورها

قال ابن جني: شتَّان، وشَتَّى كسرعان وسكرى، يعني: أن شَتَّى ليس مؤنث شَتَّان كسكران وسكرى إنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عرض اللغة من غير قصد ولا ايثار لتقاودهما. وقد انعمت شرح علة بناء شّتَّان في الكتاب المخصص.

الشين والظاء

شَظَّنى الأمر شَظّا: شق علي.

والشِّظَاظ: خشيبة عقفاء محددة الطرف توضع في الجوالق أو بين الأونين يشد بها الوعاء قال:

سَوْقِي وقد غاب الشِّظَاظُ في اسْته

 

وحَوْقَلٍ قـرَّبـه مـن عِـرْسِـه

أكفأ بالسين والتاء. ولو قال: في اسه لنجا من الإكفاء، لكن أرى أن الآس التي هي لغة في الاست لم تك من لغة هذا الراجز. أراد: سوقي للدابة التي ركبها أو الناقة قربه من عرسه، وذلك أنه رآها في النوم، فذلك قربه منها، ومثله قول الراعي:

وبتّ أُرِيه النجمَ أينَ مخافقُهْ

 

فباتَ يريه أهلَه وبَـنـاتِـهِ

أي بات النوم وهو مسافر معي يريه أهله وبناته، وذلك أن المسافر يتذكر أهله فيخيلهم النوم له وقال:

أين الشِّظَاظانِ وأين المِرْبعَهْ

وأين وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعـهْ

وشَظّ الوعاء يَشُظّه شَظّا، وأَشَظَّه: جعل فيه الشِّظاظ، قال:

بعد احتكاء أُرْبَتَيْ إشظاظها

وشَظّ الرجل، وأَشَظَّ: إذا أنعظ حتى يصير متاعه كالشِّظَاظ، قال زهير:  

أَشَظّ كأنه مَسَد مُغَارُ

 

إذا جَمَحَتْ نساؤكم إليه

والشَّظَاظ: اسم لص من بني ضبة أخذوه في الإسلام فصلبوه، قال:

الله نجَّاك من القضيم

ومن شِظَاظ فاتِح العُكُوم

ومالك وسيفه المشئوم والشَّظْشَظة: فعل زب الغلام عند التبول.

الشين والذال

شَذّ الشيء يشِذّ، ويشُذّ شَذاًّ، وشُذُوذا: ندر عن جمهوره.

وشَذَّه هو يشُذّه، لا غير.

وشَذَّذَه، وأشَذّه، أنشد أبو الفتح ابن جني:

غُصْن لأول عاضدِ أو عاسف

 

فأشذّني لمرورهم فكانـنـي

وأبي الأصمعي شذَّه. وسمى أهل النحو ما فارق ما عليه بقية بابه وانفرد عن ذلك إلى غيره شاذا حملا لهذا الموضع على حكم غيره.

وجاءوا شُذّاذاً: أي فُلاَّلا.

وقوم شُذَّاذ: إذا لم يكونوا في منازلهم ولا حيهم.

وشُذَّان الناس: ما تفرق منهم.

وشُذَّان الحصى ونحوه: ما تطاير منه.

وحكى ابن جني شذان الحصى، قال امرؤ القيس:

صِلابِ العُجَى مَلْثُومُها غَيْرُ أَمْعَرا

 

تُطايِر شَذّان الحَصَى بـمـنـاسـمٍ

وشُذَّان الإبل، وشَذَّانها: ما افترق منها، انشد ابن الأعرابي:

شذّانها رائعة لَهْدره

رائعة: مرتاعة.

الشين والثاء

الشَّثُّ: الكثير من كل شيء.

والشَّثّ: ضرب من الشجر، كذا حكاه ابن دريد، وأنشد:

وأسفَلُه بالمَرْخ والشَّبَهـان

 

بوادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ فَرْعُه

وقيل: الشَّثّ: شجر طيب الريح مر الطعم، قال الشاعر يصف نساء:

وفي غيبه سوءُ المَذَاقة والطُّعْمِ

 

فمنهنّ مثل الشَّثّ تُعجبْك رِيحُه

احتاج فسكن كقول جرير:

ونهر تِيرَي ولا تعرفكم العرب

 

سيروا بني العمّ فالأهواز منزلكم

وقيل: الشَّثُّ: جوز البر.

وقال أبو حنيفة: الشَّثّ: شجر مثل شجر التفاح القصار في القدر، وورقه شبيه بورق الخلاف ولا شوك له، وله برمة موردة، وسنفة مدورة صغيرة فيها ثلاث حبات أو أربع سود مثل الشئنيز ترعاه الحمام إذا انتثر.

واحدته: شَثَّة، قال ساعدة بن جؤية:

إذا ما رفعنا شَثَّةٌ وصرائم

 

فذلك ما كنّا بسَهْل ومـرَّةً

الشين والراء

الشَّرّ: ضد الخير.

وجمعه: شُرُور.

والشُّرّ: لغة فيه، عن كراع.

وقد شرّ يشِرّ، ويشُرّ شَرّا، وشَرَارة.

وحكى بعضهم: شررت، بضم العين.

ورجل شَرِير، وشِرِّير، من قوم أشرار وشرِّيرين. وهو شَرّ منك ولا يقال: أشرّ، حذفوه لكثرة استعمالهم إياه، وقد حكاه بعضهم.

وهو شَرّ الناس، وفلان شَرّ الثلاثة، وشَرّ الاثنين، فأما ما انشده ابن الأعرابي من قوله:

فلستُ لَشَرّيْ فِعله يَحْمول

 

إذا أحسن ابْنُ العمّ بعد إساءة

إنما أراد: لشَرّ فعليه فقلب.

وهي شَرّة وشُرّى، يذهب بهما إلى المفاضلة.

وقال كراع: الشُّرَّى: أنثى الشر يعني الشرّ الذي هو الأشرّ في التقدير كالفضلي الذي هو تأنيث الأفضل.

وقد شارّه.

وشِرّة الشباب: نشاطه.

والشُّرُّ: العيب، حكى ابن الأعرابي: قد قبلت عطيتك ثم رددتها عليك من غير شُرِّك ولا ضرك ثم فسره فقال: أي من غير رد عليك ولا عيب لك ولا نقص ولا إزراء.

وحكى يعقوب: ما قلت ذلك لشرك وإنما قلته لغير شرك: أي ما قلته لشيء تكرهه، وإنما قلته لغير شيء تكرهه.

والشَّرَر: ما تطاير من النار، وفي التنزيل: -إنها ترمي بشَرَر كالقَصْر- واحدته: شَرَرة.

وهو الشَّرَار، واحدته: شَرَارة.

وشرَّ اللحم والأقط والثوب ونحوها يشُرّه شَرّا، وأشرّه، وشرَّره، وشرَّاه على تحويل التضعيف: وضعه على خصفة أو غيرها ليجف قال ثعلب: وأنشد بعض الرواة للراعي:

مُشَرًّى بأطراف البيوت قَدِيدُها

 

فأصبح يَسْتَاف الفَـلاةَ كـأنـه

وليس هذا البيت للراعي إنما هو للحلال ابن عمه.

والإشرارة: القديد المشرور.

والإشرارة: الخصفة التي يُشَرَّر عليها الأقط.

وقيل: هي شُقّةٌ من شُقق البيت يُشَرَّر عليها، وقوله:

من الثَّعالي ووَخْزٍ من أرانيها

 

لها أشارير من لحم تتـمِّـره

يجوز أن يعني بذلك الإشرارة من القديد، وأن يعني به الخصفة أو الشقة.

والإشرارة: القطعة العظيمة من الإبل لانتشارها وانبثاثها.

وقد استشَرَّ: إذا صار ا إشرارة، قال:

فإذا استشرّ رأيته بَـرْبـارا

 

الجَدْب يقع عنك غَرْبَ لسانِه

وأشَرّ الشيء: أظهره، قال الشاعر يذكر يوم صفين:

وحتى أُشِرَّت بالأكُفّ المصاحفُ

 

فما بَرِجوا حى رأى اللهُ صَبْرَهم

وشَرِير البحر: ساحله، مخفف، عن كراع.

وقال أبو حنيفة: الشَّرِير مثل العيقة، يعني بالعيقة: ساحل البحر وناحيته، وأنشد للجعدي:

من المُزْن رَجَّافُ يسوق القواريا

 

فلا زال يَسْقيها ويَسقي بـلادَهـا

حلائب قُرْحٌ ثم أصبـح غـادِيا

 

تسقَّى شَرِيرَ البحر حـولا تـردَه

والشَّرَّانُ: دواب مثل البعوض، واحدتها: شَرَّانة، لغة لأهل السواد.

والشَرَاشِر: النفس والمحبة جميعا.

وقال كراع: هي محبة النفس.

وقيل: هي جميع الجسد.

وألقى عليه شَرَاشِره: وهو أن يحبه حى يستهلك في حبه.

وقال اللحياني: هو هواه الذي لا يريد أن يدعه من حاجته.

وقيل: ألقى عليه شَرَاشِرَهُ: أي أثقاله.

وشرشر الشيء شَرْشَرَة: قطعه.

وكل قطعة منه شِرْشِرة.

وشَرْشَرَتْه الحية: عضَّته.

وقيل: الشَّرْشرة: أن يعض الشيء ثم ينفضه.

وشَرْشَرت الماشية النبات: اكلته، أنشد ابن دريد لجبيهاء الأشجعي:

نَفَى الدِقَّ عنه جَدْبُه فَهْو كالِحُ

 

فلو أنَّها طافت بنَبْتٍ مشَرشَرٍ

وشَرْشَر السكين والنصل: أحدهما على حجر.

والشُّرْشُور: طائر مثل العصفور.

وقيل: هو أغبر على لطافة الحمرة.

وقيل: هو اكبر من العصفور قليلا.

والشِّرْشِرة: عشبة أصغر من العرفج، ولها زهرة صفراء، وقضب وورق ضخام غبر، منبتها السهل، تنبت متسطحة كأن أفنانها الحبال طولا لقيس الإنسان قائما، ولها حب كحب الهراس.

وجمعها: شِرْشِر، قال:

طرائقهُ واهتزّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ

 

تروَّي من الأحداث حتى تلاحقت

قال أبو حنيفة عن أبي زياد: الشِّرْشِر يذهب حبالا على الأرض طولا كما يذهب القطب إلا أنه ليس له شوك يؤذي أحداً.

وشُرَاشِر، وشُرَيْشِر، وشَرْشَرة: أسماء.

والشُرَير: موضع، هو من الجار على سبعة أميال قال كثير عزة:

عَلَيهنَّ في أكْناف عَيْقَة شِيدُ

 

ديار بأعنَاء الشُّرَير كأنهـا

مقلوبه: - ر ش ش - و- ر ش ر ش -

رَشَّت العين والسماء تَرُشُّ رَشّاً، ورَشضاشا: وأرَشَّتْ.

وأرض مَرْشُوشة: أصابها رَشٌّ.

وقال ابن الأعرابي: الرَّشُّ: أول المطر.

وأرشَّت الطعنة، ورشاشها: دمها.

وأرشَّت العين الدمع.

ورَشَّه بالماء يرُشّه رَشّا: نضحه.

ورشواء مُرِشٌّ، ورَشْراش: خضل ندٍ يقطر ماؤه.

وتَرَشْرَش الماء: سال.

وعظم رَشْراش: رخو.

وخبزة رَشْراشة، ورَشْرشة: رخوة يابسة.

ورَشْرش البعير: برك ثم فحص بصدره في الأرض ليتمكن.

الشين واللام

الشّلَل: يبس اليد.

شَلَّت يده تَشَلُّ شلاًّ، وشلَلا.

قال اللحياني: شَلَّ عشره وشَلَّ خمسه، قال وبعضهم يقول: شَلَّت. قال: يعني: أن حذف علامة التأنيث في مثل هذا أكثر من بقائها، وأنشد:

وشلَّ بنانها وشلَّ الخنـاصِـرُ

 

فشلَّت يميني يوم أعلُو ابنَ جعفر

هكذا أنشده بإثبات العلامة في "شلَّت يميني" وبحذفها في "شلَّ بنانها".

ورجل أشلّ، وقد أشلَّ يده.

ولا شَلَلاً، ولا شَلالِ، مبينة كحذام: أي تَشْلَلْ يدك.

والشَّلَل في الثوب: أن يصيبه سواد أو غيره فإذا غسل لم يذهب.

والشَّلِيل: مسح من صوف أو شعر يجعل على عجز البعير من وراء الرحل، قال جميل:

مَنَاكِبُها وابتُزَّ عنها شَلِيلُهـا

 

تئج أجِيجَ الرَّحْل لما تحسَّرَت

والشَّلِيل: الحِلْس، قال:

إليك سار العِيسُ في الأشِلَّةْ

والشَّلِيل: الغلالة التي لبس تحت الدرع.

وقيل: هي الدرع الصغيرة القصيرة تكون تحت الكبيرة.

وقيل: هي الدرع ما كانت.

والشَّلِيل: مجرى الماء في الوادي.

وقيل: وسطه الذي يجري فيه الماء.

والشَّلِيل: النخاع، وهو العرق الأبيض الذي في فقار الظهر.

والشليل:طرائق طوال من لحم تكون ممتدة مع الظهر.

واحدتها شَلِيلة، كلاهما عن كراع. والسين فيهما أعلى.

والشَّلَ والشَّلُل: الطرد.

شلَّه يشُلُّه فانشلَّ.

وكذلك: شلّ العير أتنه والسائق إبله.

وحمار مِشَلّ: كثير الطرد.

ورجل مِشَلّ، وشَلُولٌ، وشُلُل، وشُلْشُل: خفيف سريع، قال الأعشى:

شاوٍ مشَلّ شَلُولٌ شُلْشُل شَوِلُ

 

وقد غَدَوتُ إلى الحانوتِ تبعُني

قال سيبويه: جمع الشُلُل: شُلُلُون، ولا يكسر لقلة فعل في الصفات.

ورجل شُلْشل، ومُتَشَلْشِل: قليل اللحم خفيف فيما اخذ فيه من عمل أو غيره، وقال تأبط شرا:

وأنْضُو المَلا بالشاحِبِ المتشَلشِل

 

ولكنني أُروى من الخمر هامتي

إنما يعني: الرجل الخفيف المتخدد القليل اللحم.

والشَّلْشَلة: قطران الماء.

وقد تشلشل.

وماء شَلْشَل، ومُتَشَلْشِل، تشلشل يتبع قطران بعضه بعضا.

وكذلك: الدم.

وشَلْشَل السيف الدم، وتشلشل به: صبه. وقيل لنصيب: ما الشلشال في بيت قاله، فقال: لا أدري، سمعته يقال فقلته.

وشلشل بوله وببوله شَلْشَلَةً، وشِلْشالا: فرقه وأرسله منتشرا.

والاسم: الشَّلْشال.

وشلَّت العين دمعها: كشنته. وزعم يعقوب: أنه من البدل.

والشُّلَّة: النية حي انتوى القوم.

والشَّلّة والشُّلَّة: الأمر البعيد تطلبه قال أبو ذؤيب:

ومطلب شُلّة وهْي الطَّرُوح

 

وقلت تجنَّبَنْ سُخْط ابن عَـمّ

ورواه الأخفش: "سخط ابن عمرو" قال: يعني ابن عويمر.

وشَلِيل: اسم بلد، قال النابغة الجعدي:

حَلَّت شَلِيلا عذارهم وجَـمَّـالا

 

حتى غَلَبنا ولولا نحن، قد علموا،

مقلوبه: - ل ش ل ش -

اللَّشْلَشة: كثرة التردد عند الفزع.

وجبان لشلاش: كثير التردد فزعا.

الشين والنون

الشَّنّ، والشَّنَّة: الخلق من كل آنية صنعت من جلد وجمعها: شِنَان.

وحكى اللحياني: قربة أشنان، كأنهم جعلوا كل جزء منها شَنَّا ثم جمعوا على هذا. ولم اسمع أشنانا في جمع شَنّ إلا هنا.

وتَشَنَّن السقاء، واشتَنَّ، واستشَنّ: أخلق.

ومرة شنة: خلا من سنها، عن ابن الأعرابي أراد: ذهب من عمرها كثير فبليت.

وقيل: هي العجوز المسنة البالية.

وقوس شَنَّة: قديمة، عنه أيضا، وأنشد:

فلا صريخ اليوم إلا هُنَّهْ

معَاَبلِ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ

والشَّنّ: الضعف. وأصله من ذلك.

وتَشَنّن جلد الإنسان: تغضن عند الهرم.

والشَّنُون: المهزول من الدواب.

وقيل: الذي ليس بمهزول ولا سمين.

وقيل: السمين.

وذئب شَنُون: جائع، قال الطرماح:

شَجٍ بخصومة الذئب الشَّنُون

والشَّنِين، والتَّشنين، والتَّشْنان: قطران الماء.

وشَنَّ الماء على شرابه يشُنّه شَنّا: صبه.

وشنّ الماء على وجهه يشُنّه شنّا: صبه صبا وفرقه.

وقيل: هو صب شبيه بالنضح.

وعلق شَنِين: مصبوب، قال عبد مناف ابن ربيع الهذلي:

غلاما خَرَّ في عَلَق شَنِين

 

وإن بعُقدة الأنصاب منكم

وشَنَّت العين دمعها: كذلك.

وشنّ عليه درعه يَشُنّها شَنّا: صبها.

وشَنّ علهم الغارة يَشُنّها شَنّا: صبها وبثها.

والشّانّان: عرقان ينحدران من الرأس إلى الحاجبين ثم إلى العينين.

والشَّانَّة من المسايل: كالرحبة.

وقيل: هي مدفع الوادي الصغير.

والشُّنَان: الماء البارد، قال أبو ذؤيب:

وجادت عليه ديمةٌ بعد وابـل

 

بماءٍ شُنّانٍ زعزعت مَتْنَه الصَّبَا

ويروى: "بماء شِنَانٍ".

ولبن شَنِين: محض، صب عليه ماء بارد، عن ابن الأعرابي.

وشَنٌّ: قبيلة، وفي المثل: "وافق شَنٌّ طبقة".

قال ابن السكيت: هو شَنّ بن أفصى بن عبد القيس بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار. وطبق: حي من إياد، وكانت شَنٌّ لا يقام لها فواقعتها طبق فانتصفت منها فقيل: وافق شن طبقه، وافقه فاعتنقه، قال:

طَبَقاً وافق شن طَبَقَةْ

 

لقِيَتْ شَنٌّ إيَاداً بالقَنَـا

وقيل: شَنّ قبيلة كانت تكثر الغارات فوافقهم طبق من الناس فأباروهم وأبادوهم.

وشَنّ: اسم رجل، وفي المثل: "يحمل شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْز".

والشَّنْشِنَة: الطبيعة والخليقة، وفي المثل: "شِنْشِنَة أعرفها من أخزم" والشِّنْشِنَة: القطعة من اللحم.

وقيل: القطعة من الحبل.

مقلوبه: - ن ش ش - و- ن ش ن ش -

نَشّ الماء يَنِشّ نَشّا، ونَشِيشا، ونَشْنَش: صوت عند الغليان أو الصب.

وكذلك: كل ما يسمع له كتيت كالنبيذ وما أشبه.

وقيل: النَّشِيش أول اخذ العصير في الغليان.

ونَشَّ اللحم نشا، ونَشِيشا: سمع له صوت على المقلى أو القدر.

وسبخة نشّاشة ونَشناشة: لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها.

وقد نشَّت بالنَزَ تَنِشّ.

ونشَّ الغدير والحوض يَنِشّ نَشّا، ونَشِيشا: يبس ماؤهما.

وقيل: نَشَّ الماء على وجه الأرض: نَشِف وجف.

ونَشّ الرطب: ذوى وذهب ماؤه، قال ذو الرمة:

بأجَّة نَشَّ عنها الماءُ والرُّطُـبُ

 

حتّى إذا مَعْمَعانُ الصيف هَبَّ له

والنَّشّ: وزن نواة من ذهب.

وقيل: هو وزن عشرين درهما.

وقيل: وزن خمسة دراهم.

وقيل: هو ربع أوقية. والأوقية أربعون درهما.

ونَشُّ الشيء: نصفه.

ونَشْنَش الطائر ريشه: نتفه فالقاه قال:

ينشنِشُ أعلى ريشِه ويُطايرهْ

 

رأيت غُرَابا واقعا فوق بانة

ونَشْنَشوه: تعتعوه عن ابن الأعرابي.

ونَشْنش الشجر: أخذ من لحائه.

ونشنش السلب: أخذه، قال:

كما تُنشِنش كفَّا قاتل سَلَبا

ويروى: "كفا قاتل سلبا" فالسلب على هذا ضرب من الشجر يمد فيلين بذلك ثم تفتل منه الحزم.

ورجل نَشْنَشِيٌّ الذراع: خفيفها رحبها، قال:

فلم يتَلبَّثْ ولم يَهْمُهـمِ

 

فقام فَتىً نَشْنَشِيّ الذراعِ

وغلام نَشْنَش: خفيف في السفر.

والنِّشْنِشة: لغة في الشِّنْشِنة ما كانت.

ونَشْنَش المرأة: نكحها.

والنَّشْنَشة: كالخَشْخَشَة، قال:

للدَرْع فوق مَنْكِبَيه نَشْنَشَةْ

ونَشَّة، ونَشْناش: اسمان.

وأبو النَّشْنَاش: كنية، قال:

خَدَت بأبي النَّشْناش فيها ركائبُه

 

ونائيةِ الأرْجاء طاوية الصُّـوَى

والنشناش: موضع بعينه، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

رِهَاُم الحَيَا واعْتَمَّ بالزَّهَر البَقْلُ

 

بأودية النَّشْناش حيثُ تتابـعـت

الشين والفاء

شَفَّه الحب والحزن يَشُفّه شَفّا، وشُفُوفا: لذع قلبه.

وقيل: أنحله.

وقيل: أذهب عقله، وبه فسر ثعلب قوله:

ذكاءٌ ولا فينا غلام حَزَوَّرُ

 

ولكن رأونا سبعة لا يشفُّنا

وشفَّ كبِدَه: أحرقها، قال أبو ذؤيب:

فقد شَفَّ أكبادَهن الهَوى

 

فهنّ عُكُوف كنَوْح الكريم

وشفّه الحزن: أظهر ما عنده من الجزع.

والشَّفّ، والشِّفّ: الثوب الرقيق.

وقيل: الستر الرقيق يرى ما وراءه.

وجمعهما: شُفوف.

وشَفّ الستر يشِفّ شُفُوفا، وشَفِيفاً، واستشَفّ: ظهر ما وراءه.

واستشفَّه هو: رأى ما وراءه.

وشفّ الماء يشُفَه شَفّا، واشتفه، واستشفه، وتشافَّه، وتشافَاه؛ وهذه الأخيرة من محلول التضعيف لأن أصله تشافه، كل ذلك: تقصى شربه، قال بعض العرب لابنه في وصاته: أقبح طاعم المقتف وأقبح شارب المشتف، واستعاره عبد الله بن سبره الحرشي في الموت فقال:

فما استكان لِمَا لاقى ولا ضَرَعا

 

ساقيتُه الموتَ حتى اشْتَفَّ آخره

أي حتى شرب آخر الموت، وإذا شرب آخره فقد شربه كله، وفي المثل: "ليس الري عن التشاف".

والشُّفَافة: بقية الماء واللبن في الإناء.

والشَّفّ والشِّفّ: الفضل والربح والزيادة. وهو أيضا النقصان.

والشَّفِيف: كالشف يكون الزيادة والنقصان وهو أيضا النقصان.

وقد شفَّ عليه يشِفّ شُفُوفا، وشَفَّف، واستشفّ.

وشَفَفْتُ في السلعة: ربحت.

وأشفَّ عليه: فضله في الحسن وفاقه.

وأشَفّ بعض ولده على بعض: فضله، وفي الحديث: "قلت قولا شفا" أي فضلا.

وشفَّ عنه الثوب يَشِفّ: قصر.

وشفَّ لك الشيء: دام وثبت.

والشَّفَف: الرقة والخفة، وربما سميت رقة الحال شغفا.

والشَّفِيف: شدة الحر.

وقيل: شدة لذع البرد.

ووجد في أسنانه شَفيفا: أي بردا.

وقيل: الشفيف: برد مع ندوة.

والشَّفَّان: الريح الباردة مع المطر، قال:

إذا اجتمع الشَّفَّانُ والبلد الجَدْبُ

وقول أبي ذؤيب:

قَطْرٌ وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ

 

ويعوذ بالأرْطَى إذا ما شَفَّه

إنما يريد: شفَّت عليه وقبضته لبردها. ولا يكون من قولك: شفه الهم والحزن لأنه في صفة الريح والمطر.

وتَشَفشف النبات: أخذ في اليبس.

وشفشف الحر النبات وغيره: أيبسه.

والمُشَفْشَف، والمُشَفْشِف: السخيف السيئ الخلق.

وقيل الغيور، قال الفرزدق:  

ويُخْلِفن ما ظنّ الغَيُور المشفشَف

ويروى: "المشفشِف" الكسر عن ابن الأعرابي.

وقيل: المشفشَف: الذي كأن به رعدة واختلاطا من شدة الغيرة.

مقلوبه: - ف ش ش - و- ف ش ف ش -

الفَشّ: تتبع السرق الدون.

فَشَّه يَفُشّه فشّا.

والفَشّ: الحلب.

وقيل: الحلب السريع.

وفَشَّ الناقة فَشاًّ: أسرع حلبها.

وفَشَّ الضرع فَشاًّ: حلب جميع ما فيه.

وفَش الوطب فَشَا: اخرج زبده.

وفَشّ القربة يفُشّها فَشّا: حل وكاءها فخرج ريحها.

ولأفُشَّنَّك فَشَّ الوطب: أي لأريلن نفخك.

وقال كراع: معناه: لأحلبنك، وذلك أن ينفخ ثم يحل وكاؤه ويترك مفتوحا ثم يملأ لبنا.

وقال ثعلب: لأفُشَّنَّ وطبك، أي لأذهبن بكبرك وتيهك.

ويقال للرجل إذا غضب فلم يقدر على التغيير: فشامن فُشِيّه، من استه إلى فيه.

والفَشّ الفسو.

والفَشُوش من النسء: الضروط.

وقيل: هي الرخوة المتاع.

وقيل: هي التي تقعد على الجردان، قال:

وازجُرْ بني النَّجَّاخة الفَشُوشِ

وفَشَّ المرأة يَفُشُّها فَشاًّ: نكحها.

وفَشَّ القفل فَشاًّ: فتحه بغير مفتاح.

والانفشاش: الانكسار عن الشيء.

والفَشّ: الأكل، قال جرير:

مطلَّقة يوما ويوما تُراجَع

 

فبتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأنكم

وفَشَّ القوم يَفِشُّون فُشُوشا: حيوا بعد هزال.

وأفَشَّوا: انطلقوا فجفلوا.

والفَشّ من الأرض: الهجل الذي ليس بجد عميق ولا متطأ من جداً.

والفَشُّ: حمل الينبوت.

واحدته: فَشَّة، وجمعها: فِشَاش.

والفِشَاش، والفَشْفَاش: كساء رقيق غليظ النسج.

وفَشِيشة: نبز لحي من العرب، قال ابن الأعرابي: هو لقب لبني تميم، وأنشد:

سَرَقا فصُبَّ على فَشِيشة أَبْجَرُ

 

ذهبت فَشِيشة بالأباعر حولنـا

وفَشْفش ببوله: نضحه.

وفَشْفَشَ الرجل: أفرط في الكذب.

ورجل فشفاش: يتنفج بالكذب وينتحل ما لغيره.

والفَشْفاش: عشبة نحو البسباس، واحدته: فَشْفَاشة.

الشين والباء

الشَّبَاب: الفتاء.

شَبّ يَشِبُّ شَبَابا. والاسم: الشَّبَيبة.

ورجل شابّ، والجمع: شُبَّان، سيبويه: أجرى مجرى الاسم نحو حاجر وحجران، والشباب: اسم للجمع، قال:

ومَعِي شباب كُلُّهمْ أخْيَل

 

ولقد غَدَوتُ بسابح مَرح

وامرأة شابَّة من نسوة شوَابّ زعم الخليل أنه سمع أعرابيا فصيحا يقول: إذا بلغ الرجل ستين وإيا الشوابِّ.

وحكى ابن الأعرابي: رجل شّبّ، وامرأة شَبَّة يعني: من الشَّبَاب.

وأشَبّ الرجل: أي شَبّ ولده.

وقدح شابّ: حديد كما قالوا في ضده: قدح هرم، وفي المثل: "أعييتني من شُبِّ إلى دب" ومن شُبٍّ إلى دُبٍّ على الحكاية أي من لدن شَبَبْتَ إلى أن دببت على العصا، يقال ذلك للرجل والمرأة "و ما زال على خلق واحد شُبّ إلى دُبّ". قال:

رُدّي فؤاد الهائم الصَّـبِّ

 

قالت لها أُخْت لها نَصَحت

عُلِّقتكم شُـبّـاً إلـى دُبِّ

 

قالت ولِمْ قالت أَذاك وقـد

وقد تقدم شرح بناء هذا الموضع وإعرابه في المخصص.

وجئتك في شباب النهار، وبشباب نهار، عن اللحياني: أي أوله.

والشَّبَب، والشَّبُوب، والمُشِبّ، كله: الشابّ من الثيران والغنم.

وقيل: هو الذي انتهى تمامه وذكاؤه منهما.

وقيل: هو المسن.

والأنثى: شَبُوب، بغير هاء.

وشبَّب بالمرأة: قال فيها الغزل.

وشبَّ النار يشُبُّها شَباًّ، وشُبُوبا، وأشَبَّها: أوقدها.

وكذلك: الحرب، وشبَّت هي تَشِبّ شَباًّ وشُبُوبا.

وشَبَّةُ النار: اشتعالها.

والشِّباب، والشَّبُوب: ما شُبَّ به.

قال أبو حنيفة: حكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: شُبَّت النار، وشَبَّت هي نفسها، قال: ولا يقال: شابَّة، ولكن مَشْبُوبة.

ورجل مَشْبوب: جميل كأنه أوقد، قال ذو الرمة:

على الرَّحْلِ مما منّه السَّيْرُ أحمق

 

إذا الأروع المشبوب أضحى كأنه

ومنه قول بعض نساء العرب: كنت احسن من النار الموقدة.

والمشبوبتان: الشِّعْريان لاتقاد وقتهما.

أنشد ثعلب:

إذا قيل للمشبوبين هُمَا هُمَا

 

وعَنْسٍ كألواح الإرَان نَسَأتُها

وشبَّ لون المرأة خمار اسود لبسته: أي زاد في بياضها ولونها، فحسنها، لأن الضد يزيد في ضده، ويبدي ما خفى منه، ولذلك قالوا:

وبضدّ هاتيَّينُ الأشياء

قال رجل من طيء جاهلي:

كما يَشُبُّ البدرَ لونُ الظلام

 

معلنكِس شَبَّ لها لونَـهـا

يقول: كما يظهر لون البدر في الليلة المظلمة.

وهذا شَبُوب لهذا: أي يزيد فيه ويحسنه.

وشَبّ الفرس يشُبّ، ويشِبّ شِبابا، وشَبِيبا، وشُبُوبا: رفع يديه.

وقال ثعلب: الشّبِيب: الذي تجوز رجلاه يديه وهو عيب. والصحيح: الشئيت. وسيأتي ذكره.

وأُشِبَّ لي الرجل: إذا رفعت طرفك فرأيته من غير أن ترجوه أو تحتسبه.

والشَّبّ: ارتفاع كل شيء.

وشَبَّ ذا زيد: أي حبذا، حكاه ثعلب.

والشَّبُّ: حجارة يتخذ منها الزاج وأشباهه، وأجوده ما جلب من اليمن، وهو شب أبيض له بصيص، قال:

سُقَى السّمَّ ممزوجا بشَبّ يمان

 

ألا ليت عمّي يوم فرَّق بيننـا

ويروى: "بسب يمان".

والشَّبّ: دواء معروف.

وشبَّة، وشَبِيب: اسما رجلين.

وبنو شَبَابة: قوم من فهم بن مالك، سماهم أبو حنيفة في كتاب النبات.

مقلوبه: - ب ش ش - و- ب ش ب ش -

البَشُّ: اللطف في المسألة والاقبال على الرجل.

وقيل: هو أن يضحك إليه ويلقاه لقاءً جميلا، والمعنيان مقتربان.

ورجل بَشّ، وباشّ.

وقد بَشِشتُ به بَشاًّ، وبَشَاشةً، قال:

لا يَعْدَمُ السائلُ منه وَفْرا

وقَبْله بَشَاشةً وبِشْرا

وروى بيت ذي الرمة:

بأهْلِك منا طِيَّةٌ وحُلُول

 

ألم تَعْلَمَا أنَّا نَبِشُّ إذا دَنت

بكسر الباء، فإما أن تكون بَشَشْت مقولة، وإما أن تكون مما جاء على فَعِل يَفعِل.

والبَشِيش: كالبشاشة وقال رؤبة:

وأرِى الزنادِ مُسْفِر البَشيش

وتبشَّش به، وتَبَشْبَش، مفكوك من تَبشَّشَ.

وأبشَّت الأرض: كأبْشَرت؛ وذل في أول خروج نباتها.

وبنو بَشَّة: بطن من العرب من بلنعبر.

الشين والميم

الشَّمْ: حِسُّ الأنف.

شمِمته أشَمُّه، وشَمَمته شَمّاً، وشَمِيما، وتَشمَّمته، واشتممته، وشمَّمته، قال قيس بن ذريح يصف أينقا وسَقْبا:

إذا سُفْنه يزددن نَكْباً على نَكْب

 

يُشَمَّمنه لو يستطعن ارتشَفْنـه

وقال أبو حنيفة: تشمَّم الشيء، واشْتَمَّه: أدناه من انفه ليجتذب رائحته.

وأَشَّمه إياه: جعله يَشمُّه.

وأشمِمْني يدك أقبلها، وهو أحسن من ناولني، وقول علقمة بن عبدة:

كأن تَطْيابها في الأنْف مشمومُ

 

يحملن أُتْرُجَّة نَضْحُ العَبِيرِ بها

قيل: يعني المِسْك. وقيل: أراد: أن رائحتها باقية في الأنف؛ كما يقال: أكلت طعاما هو في فمي إلى الآن.

والشمَّامات: ما يتشمم من الارواح الطيبة، اسم كالجبانة.

وتَشَامَّ الرجلان: شم كل واحد منهما صاحبه.

والإشمام: روم الحرف الساكن بحركة خفية لا يعتد بها ولا تكسر وزنا، ألا ترى أن سيبويه حين أنشد:

متى أنام لا يوَرِّقْنِي الكَرِى

مجزوم القاف قال بعد ذلك: وسمعت بعض العرب يَشِمُّها الرفع كأنه قال: متى أنام غير مؤرق.

وأشم الحجام الختان والخافظة البظر: اخذ منهما قليلا، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم عطية: "إذا خَفَضْتِ فَأَشِمّي ولا تَنْهَكِي فإنه أضْوَأ للوجه وأحظى لها عند الزوج" قوله: لا تنهكي: أي لا تاخذي من البظر كثيرا.

وشاممت العدو إذا دنوت منهم حتى يَرَوك.

وشَمِمْت الأمر وشاممته: وليت عمله بيدي.

والشَّمَم في الأنف: ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها وانتصاب الأرنبة.

وقيل: الذي تشرف أرنبته ويستوي متنه. وهو أحسن الأنوف.

وقيل: ورود الأرنبة في حسن استواء القصبة وارتفاعها اشد من ارتفاع الذلف.

وقيل: الشَّمَم: أن يطول الأنف ويدق وتسيل روثته.

ورجل أشمّ، وإذا وصف الشاعر فقال: "أشمّ" فإنما يعني سيداً ذا أنفة.

ومنكب أشمّ: مرتفع المُشَاشة.

رجل أشمّ، وقد شَمَّ شَمَما فيهما.

والشَّمَم: ارتفاع في الجبل.

وشمَام: جبل معروف. وابنا شَمَامٍ: جبلان.

وشَمَّاء: اسم أكمة، وعليه فسر ابن كيسان قول الحارث بن حلزة:

اء فأدنى ديارِها الخَلْصاءُ

 

بعد عَهْد لنا ببُـرْقة شَـمَّ

مقلوبه: - م ش ش - و- م ش م ش -

مَشّ الناقة يمُشّها مَشّا: حلبها وترك بعض اللبن في الضرع.

ومَشّ يده يَمُشُّها مَشاًّ: مسحها بالشيء الخشن ليذهب به غمرها وينظفها، قال امرؤ القيس:

إذا نحن قمنا عن شِواءٍ مُضَهَّبِ

 

نَمُشّ بأعراف الجِيَاد أكُـفَّـنـا

والمَشُوش: المنديل الذي يمسحها به.

ومَشَّ أذنه يَمُشُّها مَشّا: مسحها، قالت أخت عمرو:

فَمُشّوا بآذان النَّعامِ المصَلَّمِ

 

فإن أنتم لم تثأروا بأخيكـم

ومَشَّ القدح مَشّا: مسحه ليلينه.

وامْتَشىَّ بيده وهو كالاستنجاء.

والمُشَاشُ: كل عظم لا مخ فيه يمكنك تتبعه.

ومَشّه مَشّاً، وامتَشَّه، وتمشَّشه، ومَشْمشه: مصَّه ممضوغا.

وأمَشَّ العظم نفسه: صار فيه ما يُمَشّ.

والمُشاشة: ما اشرف من عظم المنكب.

والمشَشُ: ورم يأخذ في مقدم عظم الوظيف أو باطن الساق في إنسيه.

وقد مشِشَتِ الدابة، بإظهار التضعيف، نادر.

وامتش الثوب: انتزعه.

ومَشَّ الشيء، يَمُشّه مَشاًّ، ومَشْمَشَهُ: إذا دافه وأنقعه في ماء حتى يذوب، ومنه قول بعض العرب يصف عليلا: ما زلت أمش له الأشفية ألدة تارة وأوجره أخرى فأبى قضاء الله.

والمَشْمشة: السرعة والخفة، وبه سمي الرجل مِشْماشا.

والمُشَاشة: أرض رخوة لا تبلغ أن تكون حجرا، يجتمع فيها ماء السماء وفوقها رمل يحجز الشمس عن الماء وتمنع المُشَاشَةُ الماء أن يتسرب في الأرض، فكلما استقيت منها دلوٌ جَمَّت أخرى.

ورجل هَشُّ المُشَاش: رخو المَغْمَز، وهو ذم.

ومَشمشوه: تعتعوه، عن ابن الأعرابي.

والمشمش: ضرب من الفاكهة، قال ابن دريد: لا اعرف ما صحته.

والمَشَامِش: الصَّيَاقِلة، عن الهجري ولم يذكر لهم واحدا، وأنشد:

عن الهند أجفان جَلَتْها المشامِشُ

 

نضا عنهم الحَوْلُ اليمانِي كما نضا

قال: وقيل: المَشَامِش: خِرَق تُجعل في النُّورة ثم تُجْلىَ بها السيوف.

ومِشْماش: اسم.

 

باب الثلاثي الصحيح

الشين والضاد والراء

الشِّرْوَاض: الجمل الضخم.

الشين والصاد والراء

الشَّصْر من الخياطة: كالبشك.

وقد شَصَره شَصْرا.

والشِّصَار: خشبة تدخل بين منخري الناقة.

وقد شَصَرها، وشَصَّرها.

وشَصَر الناقة يَشْصِرها ويَشصُرها شَصَرا: إذا دحقت رحمها تخلل حياءها بأخلة ثم أدار خلف الأخلة بعقب أو خيط من هلب ذنبها.

والشِّصَار: ما شُصر به.

وشَصَر بصره يَشْصُر شُصُورا: شخص عند الموت.

وشَصَر الثور بقرنه يَشْصُره شَصْرا: نطحه بقرنه.

وكذلك الظبي.

والشَّصَر من الظباء: الذي بلغ أن ينطح. وقيل: الذي بلغ شهرا.

وقيل: هو الذي لم يحتنك.

وقيل: هو الذي قد قوى وتحرك.

والجمع: أشْصار، وشِصَرة.

والأنثى: شَصَرة.

والشَّوْصر: كالشَّصَر.

وشِصَار: اسم رجل، واسم جني، وقول خنافر في رئيه من الجن:

توَرِّث هُلْكاً يومَ شايَعْتُ شاصِرا

 

نَجَوْتُ بحمد الله من كلَّ قَحْـمةٍ

إنما أراد: شِصارا فغير الاسم لضرورة الشعر، ومثله كثير.

مقلوبه: - ش ر ص -

الشِّرْصَتان: ناحيتا الناصية، وهما أرق شعراً، ومنهما تبدأ النزعة عند الصدغ.

والجمع: شِرَصة، وشِراص.

الشين والصاد والنون

شَنَص يَشْنُص شُنُوصا: تعلق بالشيء.

وفرس شَنَاصي: طويل نشيط.

وشُناص: موضع، قال:

دُفِعن إلى عُلاً وإلى شُنَاصِ

 

دفعناهُنَّ بالحَكَماتِ حـتـى

وعلاً: موضع أيضا.

مقلوبه: - ن ش ص -

النَّشَاص: السحاب المرتفع.

وقيل: هو الذي يرتفع بعضه فوق بعض.

وقيل: هو الذي ينشأ من قبل العين.

والجمع: نُشُصٌ، فأما قوله، أنشده ثعلب:

لَمْعَ البُرُوق في ذُرَا النَّشائِص

 

يَلْمعن إذْ وَلَّين بالعَصَـاعِـصِ

فقد يجوز أن يكون كسر نَشَاصا على نشائص كما كسروا شمالا على شمائل وإن اختلفت الحركتان فإن ذلك غير مبالى به، وقد يجوز أن يكون توهم واحدها: نشاصة، ثم كسره على ذلك، وهو القياس وإن كنا لم نسمعه.

وقد نَشَصَ.

واستنشصت الريح السحاب: أطلعته وأنهضته ورفعته، عن أبي حنيفة.

وكل ما ارتفع: فقد نَشَص.

ونَشَصت المرأة عن زوجها تَنْشِص نُشُوصا وهي ناشص: نشزت عليه وفركته، قال الأعشى:

قُضَاعيَّةً تأتى الكواهن نَاشصا

 

تقمّرها شيخٌ عِشَاءً فأصبحـت

وفرس نَشَاصِيّ: أي ذو عرام، وهو من ذلك، أنشد ثعلب:

لم يكد يُلْجَم إلا ما قُصِرْ

 

ونَشَاصيّ إذا تُفـزِعُـه

ونَشَصت ثنيتيه: تحركت فارتفعت عن موضعها.

ونشص الوبر والشعر والصوف يَنْشِصُ: فصل وبقي معلقا لازقا بالجلد لم يطر بعد.

وأنْشَصه: أخرجه من بيته أو جحره.

ويقال: "أخف شخصك وأنْشَصْ بشَظْف ضَبَّك" وهذا مثل.

الشين والصاد والباء

الشِّصْبُ: الشدة والجدب.

والجمع: أشْصَاب، وهي الشَّصِيبَة.

وكسر كراع الشَّصِيبة على أشْصاب في أدنى العدد، قال: والكثير: شصائب، وهذا منه خطأ واختلاط.

وشَصِب المكان شَصَبا: أجدب.

وشَصِب عيشه شَصَبا، وشَصَب شُصُوبا، فهو شَصِب وشاصب.

وأشْصَبه الله.

وشَصَب الشاة: سلخها.

والشَّصائب: عيدان الرحل، ولم اسمع لها بواحد، قال أبو زبيد:

رِخْوَ المِلاط رَبِيطا فوق صُرْصُور

 

وذا شصائب في أحـنـائه شَـمَـم

والشَّيْصَبانُ: أبو حي من الجن، قال حسان:

فَطْوراً أقول وطَـوْراً هُـوَهْ

 

ولي صاحبٌ من بني الشَّيْصَبَانْ

مقلوبه: - ش ب ص -

الشَّبَص: الخشونة، ودخول شوك الشجر بعضه في بعض.

وقد تَشَبَّص الشجر، يمانية.

الشين والصاد والميم

شَمَصَه ذلك يَشْمُصُه شُمُوصاً: أقلقه.

وشَمَص الإبل: طردها طردا عنيفا.

وشمص الفرس: نخسه أو نزقه ليتحرك، قال:

وإن الخيلَ يَشْمصها الوليد

ودابَّة شَمُوص: نفور، كشموس.

وحادٍ شَموص، قال الشاعر:

وساق بعيرهم حادٍ شموصُ

والإشماص: الذُّعر، قال رجل من بني عجل

أشْمَصَت لما أتانا مقبلا

والشَّمَاصاء: الغَلْظ واليَبْس من الارض، كالشَّصَاصاء.