المقدمة

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي

العصامي

 عبد الملك بن حسين بن عبد الملك المكي العصامي، مؤرخ، من أهل مكة مولده ووفاته فيها (1049 - 1111 هـ)

المقدمة

المقصد الأول

في ذكر نسبه عليه الصلاة والسلام، وتعداد آبائه الكرام

من لدن نبي الله آدم أبي البشر، صلى الله على نبينا وعليه وعلى سائر النبيين وسلم، إلى أبيه سيدنا عبد الله بن عبد المطلب، ولمع من أخبارهم، ونوادر آثارهم، ومقادير أعمارهم، وفيه ذكر كيفيه التناسل، وذكر قابيل وهابيل، وقتال أبناء قابيل، وذكر نوح والطوفان والسفينة، وذكر عوج بن عنق، وإلهام الله العربية عدة قبائل من أولاد عابر، وهو النبي هود - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - ثم افتراق العرب إلى العدنانية والقحطانية، وذكر طسم وجديس وتبع، وذكر العمالقة وقطورا والسميدع وجرهم وبني إسماعيل، وخروج عمرو بن عامر مزيقيا، وتفرق قومه إلى مكة وهم خزاعة، وإلى المدينة وهم الأوس والخزرج، وإلى الشام وهم ملوك غسان، وإلى العراق وهم ملوك الحيرة: النعمان بن المنذر وقومه، وإلى غير هؤلاء، وذكر ولاة مكة في الجاهلية وقبلها من زمن الخليل - عليه الصلاة والسلام - ، وذكر بناة الكعبة: قصي ثم قريش ثم ابن الزبير ثم الحجاج بعد ذكر من قبلهم، وذكر قريش الأباطح، وقريش الظواهر، وقريش العازبة، وقريش العائدة، ولعقة الدم، وذكر حليف المطيبين، وحلف الفضول، وحلف الأحابيش، وذكر حرب الفجار الأول، وحرب الفجار الثاني، وذكر الحمس والحلة والطلس من قريش وغيرهم، وذكر النسيء وكيفية الإنساء، وذكر الإجازة من عرفة إلى منى، ومنها إلى مكة ومتولى ذلك، وذكر الحكام من قريش، وذكر طمع عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي أن يملك قريشاً ويتملك عليهم من جانب قيصر، وذكر بني عبد مناف والحجابة والسقاية والرفادة والقيادة، وذكر وفادة عبد المطلب في وجوه قومه إلى سيف بن ذب يزن مهنئين له بالملك، وذكر زمزم وغيرها مما حفرته قريش بمكة من الآثار، وذكر الفيل وأصحابه وغير ذلك.

المقصد الثاني

في أحواله عليه الصلاة والسلام. وفيه سبعة أبواب:

الباب الأول: في الحمل به وولادته ورضاعه، وموت عمه أبي طالب، وزوجته السيدة خديجة، وخروجه إلى الطائف.

الباب الثاني: في ذكر هجرته إلى المدينة الشريفة، والغار وما حوى، ولحاق سراقة بن مالك، وشعر أبي جهل، وخيمتي أم معبد، وذكر أم عفى، ولقى عبد الله بن مسعود، وكيفية دخول المدينة ومواجهة الأنصار، ونزوله بقباء وبناء مسجدها، وغير ذلك.

الباب الثالث: في ذكر أعمامه وعماته، وأبناء أعمامه وأبنائهم، وأبناء عماته وأبنائهن.

الباب الرابع: في ذكر زوجاته المدخول بهن، وأخبارهن ومناقبهن ووفاتهن، ومن مات في حياته منهن، ومن توفى عنهن، ومن عقد بهن ولم يدخل، ومن خطبهن ولم يعقد، وسراريه.

الباب الخامس: في أولاده - عليه الصلاة والسلام - وأولادهم، وتراجم كل واحد منهم.

الباب السادس: في ذكر مواليه وخدامه وإمائه، وكتابه وأمرائه، ومؤذنيه وخطبائه، وحداته وشعرائه، وخيله وسلاحه، وغنمه ولقاحه، وثيابه وأثاثه، وما يتبع ذلك.

الباب السابع: في الحوادث من أولي سني الهجرة، المشتمل على غزواته وبعوثه وسراياه ومعجزاته، وما خص به من حميد مزاياه، وسائر حالاته وتقلباته إلى حين وفاته.

المقصد الثالث

في ذكر الخلفاء الأربعة

وذكر خلافة الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهم أجمعين وفيه: ذكر ما وقع في سقيفة بني ساعدة، وتخلف علي وبني هاشم وبعض الصحابة عن المبايعة، ومحاجة فاطمة أبا بكر في فدك العوالي، ووفاة سعد بن عبادة سيد الخزرج، وإرسال أبي بكر الصديق أبا عبيدة بن الجراح إلى علي برسالة، وجواب علي عنها، وتفسير غريبهما، وذكر الأحاديث الدالة على خلافة الصديق، واختلاف الناس في تأويلاتها، وذكر الاعتراضات عليها وأجوبتها، وذكر أقاويل أكابر أهل البيت في الثناء على الشيخين والترحم عليهما، وذكر إبطال ما ينسبه أهل الأهواء إليهما، وذكر نسب الصديق وإسلامه وصفته، وقتاله أهل الردة، وقتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة، واستعداء أخيه متمم بن نويرة على خالد عند الصديق، وقصة الصديق مع دغفل النسابة، وما ورد من الآيات والأحاديث في شأنه خاصة، وذكر أولاده، ووفاته.

ومثل ذلك لكل من الخلفاء الأربعة بعده، وقصة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مع عمر بن معدي كرب، وذكر الشورى وما آل إليه أمرها، ووقعة القادسية، وذكر الأمور المنقومة على عثمان وجوابه عنها، وذكر وقعة الجمل، ووقعة صفين، وذكر التقاء الحكمين بدومة الجندل، وذكر مكر معاوية لعمرو بن العاص، ومناظرة ابن عباس للخوارج حين أرسله علي إليهم، ووقعة النهروان وقتل ذي الثدية المخرج، ومراسلات معاوية رضي الله عنه إلى علي - كرم الله وجهه - وجواب علي عنها، ومراسلات معاوية إلى قيس بن سعد بن عبادة، وإلى محمد بن أبي بكر الصديق، وجوابهما إليه، وذكر بعض أقضية علي - كرم الله وجهه - وشعره، ومراث قيلت فيه.

المقصد الرابع

وفيه سبعة أبواب: الباب الأول: في ذكر الدولة الأموية، وفيه: ذكر قصة هند بنت عتبة بن ربيعة والدة معاوية - رضي الله عنه- ، وصلح الحصن بن علي مع معاوية، ونزوله عن الخلافة له بشروط اشترطها الحسن، وفى له معاوية بكلها أو جلها، واستلحاق معاوية زياد بن سمية إلى نسب أبي سفيان وما قيل في ذلك، وقتل زياد حجر بن عدي وأصحابه من شيعة علي - كرم الله وجهه - وموت زياد ابن أبيه، وذكر سياسات معاوية التي ملك بها الجنود، وأحكمت له بها العقود، وذكر عهد معاوية لابنه يزيد بالخلافة، وذكر توجه الحسين إلى الكوفة، واستشهاده بكربلاء على التفصيل، وذكر مناقب الحسين بن علي - رضي الله عنهما - وذكر ولاية الوليد بن عتبة على الحجاز، وعزل عمرو بن سعيد الأشدق، وذكر خلع أهل المدينة يزيد، ووقعة الحرة، وحصار مكة، وذكر بيعة عبد الله بن الزبير، وذكر انتقاض أمر عبيد الله بن زياد، ورجوعه إلى الشام، وذكر مسير الخوارج إلى ابن الزبير، ثم مفارقتهم إياه، وذكر خروج سليمان بن صرد الخزاعي في التوابين من الشيعة للأخذ بثأر الحسين بن علي - رضي الله تعالى عنهما - ، وذكر المختار بالكوفة وأخباره، وذكر مسير ابن زياد إلى المختار، وخلاف أهل الكوفة عليه وغلبه إياهم، وذكر شأن المختار مع ابن الزبير، وذكر مقتل ابن زياد، وذكر مسير مصعب بن الزبير وقتله إياه، وذكر مسير عبد الملك بن مروان إلى العراق، وقتله مصعب بن الزبير، وذكر زفر بن الحارث الكلابي بقرقيسياء، وتوجيه عبد الملك بن مروان الحجاج إلى مكة لقتل عبد الله بن الزبير، وذكر ولاية المهلب حرب الأزارقة، وولاية الحجاج على العراق.

وذكر وثوب أهل البصرة على الحجاج، وذكر شبيب بن يزيد الحروري، وذكر فرسان الجاهلية والإسلام، وذكر وفاة الحجاج، وقصة وضاح اليمني مع أم البنين زوجة الوليد بن عبد الملك وهي عربية ذكرها ابن حمدون في التذكرة وغيره، وبناء الوليد بن عبد الملك جامع دمشق المعروف بجامع بني أمية، وغيره ذلك.

الباب الثاني: في ذكر الدولة العباسية، وفيه ذكر قيام أبي مسلم الخراساني بالدعوة العباسية، وذكر الشيعة ومبادئ دولهم، وذكر كيفية بناء المنصور مدينة بغداد، وذكر توسيع المسجد الحرام وتربيعه للمهدي العباسي، وإيقاع الرشيد بالبرامكة، واختلاف الناس في أسباب نكبتهم، وذكر فتح المعتصم عمورية، وظهور القرامطة أيام المكتفي علي بن المعتضد العباسي، وظهور النار من الحرة الشرقية بالمدينة النبوية، وشرح واقعة التتار، ومبدأ أمرهم، وقتلهم الخليفة المستعصم العباسي آخر خلفاء بغداد، وغير ذلك.

الباب الثالث: في ذكر الدولة العبيدية - المسمين بالفاطميين - ، وفيه ذكر الخلاف في صحة نسبهم، وذكر افتتاح المعز الفاطمي مصر على يد عبده جوهر الرومي الصقلي، وذكر عجارف الحاكم بأمر الله منهم وكيفية مقتله، وفتنة البساسيري ببغداد، وخطبته بها للمستنصر الفاطمي، وإخراج الخليفة القائم بأمر الله العباسي إلى حديثة عانة، وإعادة الملك طغرلبك إياه، وذكر الغلاء الشديد والقحط العظيم بديار مصر سنة اثنتين وستين وأربعمائة في خلافة المستنصر الفاطمي المذكور، وغير ذلك.

الباب الرابع: قي ذكر الدولة الأيوبية الكردية، وفيه ذكر قتل شاور، وذكر العاضد آخر خلفاء العبيديين، وذكر نور الدين الشهيد محمود بن زنكي، وذكر القاضي الفاضل، واستكتاب صلاح الدين يوسف بن أيوب إياه، وصلب صلاح الدين عمارة اليمني وقاضي مصر وجماعة. لتمالئهم على قصد سوء، وذكر الوزير جمال الدين الأصفهاني الجواد المشهور ومدفنه بالمدينة الشريفة، وغير ذلك.

الباب الخامس: في الدولة التركمانية، ووقائع آثارهم.

الباب السادس: في ذكر دولة الشراكسة، وبدائع أخبارهم.

الباب السابع: في ذكر الدولة العثمانية أعدل سلاطين الإسلام، أدام الله دولتهم إلى يوم القيامة. وفيه ركوب السلطان سليم خان بن بايزيد على إسماعيل شاه بعد مراسلته، وذكر مراسلة السلطان سليمان خان لإمام اليمن الإمام المطهر، وجواب الإمام إليه، وذكر عمارة سور المدينة الشريفة، وعمارة كريمية وهي أم السلاطين عين عرفة، وذكر ابتداء تعمير المسجد الحرام في دولة السلطان سليم بن سليمان خان، وإتمامه في دولة السلطان مراد بن سليم خان، وغير ذلك.

وأما الخاتمة فتشتمل على ثلاثة أبواب

الباب الأول منها: في ذكر نسب الطالبيين، وذكر المشاهير من أعقابهم، وفيه ذكر الأئمة الاثنى عشر، وتراجم كل، وذكر بني حسين أمراء المدينة الشريفة، وواقعة الخوارزمي مع البديع الهمذاني في مجلس أبي جعفر محمد بن موسى بن أحمد، من عقب موسى الكاظم، وذكر دخول دعبل الخزاعي على الإمام موسى الكاظم، وإنشاده قصيدته في آل البيت التائية المشهورة، وغير ذلك.

الباب الثاني منها: في ذكر من دعا منهم إلى المبايعة، وذكر مكان دعائه وزمانه، وما جرى على كل قائم منهم من خليفة زمانه، وتعدادهم، من علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - إلى يومنا هذا، وفيه ذكر اختلاف الشيعة، وانقسام مذاهبهم إلى الزيدية وإلى الرافضة، وانقسام الرافضة إلى اثنى عشرية ويخصون باسم الإمامية، وإلى الإسماعيلية، ومنهم في الاعتقاد القرامطة مع اختلاف بينهم في سياق الإمامة، وذكر الفرقة الكيسانية، وذكر مراسلات المنصور العباسي مع محمد النفس الزكية ابن عبد الله المحض ومقتله، وذكر الأئمة القائمين بالدعوة في قطر اليمن، وغير ذلك.

الباب الثالث منها: في ذكر من ولي مكة المشرفة من آل أبي طالب إلى يومنا هذا، وفيه ذكر آل أبي الطيب وأخبارهم، والهواشم وآثارهم، والقتادات وهم ولاتها إلى هذا الأوان، فلا أخلى الله منهم الزمان والمكان، وذكر بعض تراجم لبعض الأعيان الكرام من أهل الحرمين ومصر والشام، ممن توفي بعد الألف إلى عام إتمامه. جعله الله مشمولاً بالخير والرضا في بدئه وختامه.

ولما تم تأصيله وترتيبه، وكمل تربيع مقاصده وتبويبه، سميته تسمية مطابقة لوصفه في الواقع، ضابط لسنة تاريخه، بعد أن حوم شاهين الفكر حتى ظننته عليها غير واقع، فكانت التسمية تاريخاً له، وذلك من أبدع البدائع وأفضل النيل، لم يتفق ذلك في الزمن الخالي، إلا لأحمد الفضل بأكثر في كتابه وسيلة المآل، في عد مناقب الآل، فرفع به علم تبجحه منتصباً وجر الذيل، وهي: سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي وقدمته لحضرة سيد الشرفا، وسيل الخلفا، ومفرد آل بيت المصطفى، وجعلته خدمة له برسمه، وتوجته بلقبه الشريف واسمه، جامع أشتات المكارم والفضائل، حاوي محاسن الأواخر والأوائل، سلالة البيت النبوي، وزلال الغيث الروي، مظهر الملك ومعهده، ومجدد بنائه ومشيده، ومحيي ما أمحل من أرض العفاة بوابل جوده، وحائز إرث النبوة والخلافة عن آبائه وجدوده، من أعطاه الله من صنوف الإعزاز والتمكين ما لم يعطه لغيره، ودانت له الأيام حتى ذلك الأسود في حالتي إقامته وسيره، وخدمته الأيام والليالي، وباهت به من درج في الحقب الخوالي، ووجدت الناس في أيامه السعيدة أماناً من الحوادث، وانطلقت الألسن بالدعاء لجنابه فهو إن شاء الله للأعمار وارث، فأيامه مواسم، وطرق هباته نواسم، وثغور الأيام فرحاً به في رحابه بواسم، وسعادات تدبيره لأدواء اللأواء حواسم، وربوع الجور والعدوان في أيامه طوامس، ويقال طواسم.

أمنّا به الدهر المخوف فكلّما ... له قام داعٍ بالسلامة أمنّا

الذي قع رضع ثدي المجد، من زمن حصوله في المهد، وافترش حجر الفضل، في حال كونه شاباً وكهل. ما ذهب إلى شيء إلا شيده وأيد برهانه، ولا انتحى أمراً إلا وساعده مساعد القضاء وأعانه. له محبة وهيبة في النفوس، وجلالة وعظمة أسها في القلوب مغروس. صاحب اليد الرحيبة في المكان الضيق، والخصال الشريفة التي تأخذ بمجامع القلوب، فكل ذي لب إليها شيق. حاد الذهن سريع الإدراك، قد خصه الله بالمناقب التي سارت بها الركبان والأفلاك، والأخلاق التي ليس للنسيم لطفها، ولا للرياض نضرتها وظرفها. فهو نعمة من الله على المسلمين يجب الاعتراف بقدرها، ومنة على العباد لا يقام بشكرها، وحجة لا يسع الحاسد لها الجحود، وآية تشهد بأنه زمام هذا الوجود، أصبح به الدهر يميس إعجاباً، والأزمنة عبد هرمها عادت بزمنه شباباً، منيع السيادة ونبعتها، وصيت المكارم وسمعتها، له خلق لو مزج بماء البحر نفى ملوحته، وأصفى كدورته، ينابيع الجود تتفجر من أنامله، وربيع السماح يضحك عن فواضله، قد نشر الله في الآفاق ذكره، وأطال في كل المواطن نعته وخبره، ومهد بحسن سياسته وتدبيره الأقطار الحجازية وعمر، وبسط العدل في رعيته وعمهم ببره وغمر، ومكارمه لم تنلها الغمائم، ومحاسنه تسجع بأوصافها الحمائم، الإمام العالم العادل، والهمام الأعظم الكامل، الوافر فضله، البسيط ظله، الطويل مجده، المديد سعده، ذو القريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة، والكلمات الفاضلة الموجزة، فهو كالشريعة المحمدية التي نسخت الشرائع، وظهر على كافور الأيام ومسك الليالي نورها الساطع، منشر رفات المجد وناشر آياته، وسابق غايات الفضل وتالي آياته، سلطان الحجاز المدعو له على منابره الشريفة، المستغني بشهرته عن الإطناب بالإيجاز في مناقبه المنيفة، حامي حمى الحرمين الشريفين بسمهريه وحسامه، النامي في حفظ المحلين المنيفين أجره بشديد قيامه، أجل ملوك هذا البيت، وأعظم من ركب صهوة أدهم وامتطى ظهر كميت، المنتخب من آل عبد مناف ولؤي - سيدنا ومولانا الشريف أحمد ابن مولانا المرحوم الشريف زيد بن محسن بن الحسين بن الحسن بن أبي نمى. لا زال النصر لملكه خادماً، والعز لأعقابه وزيراً ملازماً، وعلم رفعته على رءوس الأشهاد قائماً، وقلم السعد بمنشور مهابته على صحائف الدهر راقماً، وثغر الزمان بمزيد سروره باسماً، وكل من القضاء والقدر بدوام سموه حاكماً، ولسائر أموره على السداد بارماً، ولا برح النصر والسعد مقرونين بعذبات علمه، والآجال والأرزاق في ماضي سيفه وقلمه، والتوفيق مستصحب العالي، ارائه ومصائب الحوادث أصدقاء اعدائه أمين أمين أمين ليكون نخفة لمجلسة العالي وعندليب أنس على غصن انبساطه في رياض المحضر يصدح بالسجع الحالي. أسأل الله أن يرزقه منه مسحة قبول، بجاه جده الرسول، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وقد آن أوان الشروع في مقصود الكتاب، فنقول بعون الملك الوهاب.