الحد الرابع والعشرون: في الحيوانات - الفرع الأول

محاضرات الأدباء

الراغب الأصفهاني

الحسين بن محمد بن المفضل، أبو القاسم الأصفهاني (أو الأصبهاني) المعروف بالراغب والمتوفي سنة 502هـ-1108م

 

الحد الرابع والعشرون

في الحيوانات

الفرع الأول

ما جاء في الخيل والبغال والحمير

قال الله تعالى " والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة " . وقال خالد بن صفوان: الخيل للإيغال والبغال للجمال والحمير للأحمال. وقال الحسن رضي الله عنه: الجفاء مع أذناب الإبل والمذلة مع أذناب البقر، والسكينة مع أذناب الأغنام والعز في نواصي الخيل.

وصف البغل مدحا وذماً والاعتذار لركوبه:

قال شاعر في مدحه:

البغل فيه لمن يمارسه ... صبر الحمار وقوة الفرس

البحتري:

وأقب نهد للصواهل شطره ... يوم الفخار وشطره للمسحج

خرق يأتيه على أبيه ويدعي ... عصبيةً لابن الصليب وأعوج

مثل المدرع جاء بين عمومةٍ ... في عاتقٍ وخؤولة في الخزرج

وقيل: ما من شيء بين جنسين أخذ منهما الشبه على السواء كالبغل؛وسئل بعضهم: على أي مركب كنت في الطريق؟قال: على التي بين الحمار والبغل. وروي أنه وقع بين حيين منازعة فخرجت عائشة رضي الله عنها وقالت: ائتوني ببغلة أركبها وأصلح بينهما. فقال ابن أبي عتيق: ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل كيف توقعينا بهم يوم البغلة. قال الجاحظ: وهذا الحديث من توليد الروافض، فأما عائشة فكان أمرها أنفذ من أن تحتاج أن تركب واي شيء يتفاقم حتى تحتاج عائشة فيه إلى الركوب ثم لا يعرف خبره. وقال بعضهم في تفضيل الإناث منها:

عليك بالبغلة دون البغل ... مركب قاضٍ وإمام عدل

وعالم وسيد وكهل ... تصلح للوحل وغير الوحل

ويضرب به المثل في تلون أخلاقه، قال الشاعر:

خلقٌ جديدٌ كل يو ... م مثل أخلاق البغال

آخر:

متلونٌ كتلون البغل

لقي الرشيد موسى بن جعفر على بغلة فاستنكر ذلك وقال: أتركب دابة إن طلبت عليها لم تلحق وإن طلبت لم تسبق؟فقال: لست بحيث أحتاج أن أطلب أو أطلب، فإنها دابة تنحط عن خيلاء الخيل وترتفع عن ذلة الحمير، وخير الأمور أوسطها.

وصف الحمار مدحاً وذماً:

وصف الفضل بن عيسى الحمار فقال: هو أقرب الدواب داء وأكثرها دواء وأكبرها جماحاً أخفض مهوى وأقرب مرتقى، وقد تواضع راكبه ولو أراد أبو سيارة لركب في الموسم مهرياً وفرساً عربياً، لكنه ركب الحمار أربعين سنة فعارضه أعرابي فقال: الحمار إن وقفته أدلى وإن تركته ولى، كثير الروث قليل الغوث، لا ترقأ به الدماء ولا تمهر به النساء ولا يندى به الإناء. ونظر الرقاشي إلى حمار فاره لمسلم بن قتيبة فقال: قعدة نبي وبذلة جبار، ذهب إلى حمار عزير وحمار عيسى وحمار بلعم. وقرب إلى أبي لجيم حمار له يركبه وهو والي البصرة فقال خالد بن صفوان: أعيذك بالله ايها الأمير من ركوبه فإنه عير والعير عار وشنار، منكر الصوت بعيد الفوت متفرق الصحل متورط في الوحل بسائره مشرف ولراكبه مقرف. فقال أبو لجيم: أمصله. فقال خالد: اجعله لي. فقال: هو لك فعاد عليه راكباً فلما بصر به قال: ما هذا؟قال: عير من نسل الكداد أصحر السربال محملج القوائم، يحمل الرجل ويبلغ القعقبة ويمنعني أن أكون جباراً. وقيل: شر المال مالاً يزكي ولا يذكى، يعني الحمار لأنها لا تجيب الزكاة في سائمتها. وكتب قيصر إلى الرشيد على سبيل المعاياة: ابعث إلي بشر الطعام على شر الدواب مع شر الناس. فبعث إليه جبناً على حمار مع خوزي. وقيل: أصبر على الذل من الحمار. ويضرب المثل به في الصوت، قال الله تعالى " إن ا، كر الأصوات لصوت الحمير " وقيل لأعرابي: ألا تركب الحمار؟قال: إنه عثرة نخرة تبوع للحجرة. وقيل: الحمار مطية الدجال.

شاعر:

إن الحمار مع الحمار مطيةٌ ... فإذا خلوت به فبئس الصاحب

وقيل لبعضهم: أي مركوب كلما كان أكبر كان أذل لصاحبه؟فقال الحمار. وقيل: لا تركب الحمار فإنه إذا كان سلساً أتعب يديك، وإن كان بليداً أتعب رجليك. ولقي جحظة بعض أصحابه على حمار فقال: ما لك اقتصرت على ركوب الحمار لا يساوي ثمن قضيمة؟فأنشأ يقول:

لا تنكرني على حمار ... يضيع في مثله الشعير

وكيف لا يمتطي حماراً ... من جل إخوانه حمير

وقال:

ولا عن رضا كان الحمار مطيتي ... ولكن من يمشي سيرضى بما ركب

فضل الفرس:

قال الله تعالى في الامتنان به " ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم " . ومن فضيلته أن النبي عليه السلام أسهم له سهمين ولم يجعل لراكبه إلا سهماً. وقال عليه السلام: الخيل معقود في نواصيها الخير. وقال رجل من الأنصار وقد روي لامرئ القيس:

الخير ما طلعت شمسٌ وما غربت ... معلقٌ بنواصي الخيل معصوب

ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرغ فرساً له ثم جعل يمسحه بردائه، فقيل له في ذلك فقال: بت البارحة وجبريل يعاتبني في سياسة الخيل. وكانت العرب لا تهنأ إلا بثلاث: إذا ولد للرجل ذكر قيل له: ليهنك الفارس، وإذا نبغ في الحي شاعر قيل: ليهنك من يذب عن عرضك، وإذا نتج مهراً قيل له: ليهنك ما تطلب عليه الثأر. وقال الجاحظ: لم تكن أمة قط أشد عجباً بالخيل ولا أعلم بها من العرب، ولذلك أضيفت إليهم بكل لسان ونسبت إليهم بكل مكان، فقالوا فرس عربي ولو يقولوا هندي ولا رومي ولا فارسي. وعرض الحجاج أفراساً وجواري بين يديه أعرابي فخيره بين فرس وجارية فقال:

لصلصلة اللجام برأس طرفٍ ... أحب إلي من أن تنكحيني

أخاف إذا حللنا في مضيقٍ ... وجد الركض أن لا تحمليني

الحث على إيثاره والإحسان إليه والتمدح بذلك:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قدر على ثمن دابة فليشترها فإنها تعينه على رزقه وتأتيه برزقها. وقال أبو ذر: ما من ليلة إلا والفرس يدعو ربه ويقول: اللهم سخرتني لابن آدم وجعلت رزقي بيده، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله، اللهم ارزقه وارزقني على يديه. وقال ابن سيرين لرجل: لم بعت فرسك؟قال: لمؤدنتها. فقال: تراه خلق عليك رزقه؟وقال مالك بن نويرة:

جزاني دوائي ذو الخمار ومنعتي ... بما بات أطواء بني الأصاغر

رأى أنني لا بالقليل أموره ... ولا أنا عنه في المواساة ظاهر

يزيد العبدي:

قصرنا عليه بالمقيض لقاحنا ... رباعيةً أو بازلاً أو سداسيا

وقال:

مفداةٌ مكرمةٌ علينا ... تجاع لها العيال ولا تجاع

وقال:

هاجرتني يا بنت آل سعد ... أأ، حلبت لقحةً للورد

جهلت من عناقه الممتد ... ونظرتي في عطفه الألد

إذا جياد الخيل جاءت تردي ... مملوءةً من غضبٍ وحرد

وقال:

تلوم على أن أعطي الورد لقحةً ... وما تستوي والورد ساعة تفزع

عامر بن الطفيل:

وللخيل ايامٌ فمن يصطبر لها ... ويعرف لها أيامها الخير تعقب

كونه معقلاً:

شاعر:

إن الحصون الخيل لا مدرى القرى

لبيد:

معاقلنا التي نأوي إليها ... بنات الأعوجية لا السيوف

وعن بعض الفرس: الخيل حصون منيعة ومعاقل رفيعة. وقيل: لا حصن كالحصان ولا جنة كالسنان.

الأمر بإهانته وإعارته:

بعضهم:

أهينوا مطاياكم فإني رأيتكم ... يهون على البرذون موت الفتى الندب

آخر:

وإني إذا ما المرء آثر بغله ... على نفسه آثرت نفسي على بغلي

وأبذله للمستعيرين لا أرى ... به علةً ما دام ينقاد للحبل

مدح إناث الخيل:

قال عليه السلام: عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز. وقيل له: أي المال خير: فقال: سكة مابورة ومهرة مأمورة. وقال: بطون الخيل كنز وظهورها حرز. وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لولا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن الحصان لأمرت به فإنه أخفى للغارة والكمين ولكن عليكم بالإناث.

مشاهير الأفراس:

كان ملك الهند أهدى شبديز إلى كسرى، وكان من أزكى الدواب وأعظمها خلقاً وكان لا يبول ولا يروث تحته، وكان ينخر ولا يزيد وكان استدارة حافره ثلاثة اشبار، فبقي مدة ثم نفق فلإعجاب كسرى به أمر بتصويره، فلما تأمل صورته استعبر. ومن فحول العرب: العسجد والوجيه والرغاب ولاحق ومذهب ومكتوم. قال طفيلي:

بنات الوجيه والغراب ولاحقٍ ... وأعوج ينمي نسبة المتسبب

وأشقر مروان من نسل الذائد، والذائد من ولد بطين من البطان، وهو الذي بعث الحجاج إلى الوليد. ومن نسل أعوج داحس، كان لقيس بن جذيمة العبسي، والغبراء لحمل بن بدر بن حذيفة. وتشاءمت العرب بداحس لوقوع الحرب بسببها. والعصا فرس جذيمة البرش، وقيل إن قيصر ركبها لما صار جذيمة في بلد الروم فركضها فلم تقف إلا على رأس ثلاثين ميلاً، ثم وقفت هناك فبالت فبنى على ذلك الموضع برج يسمى برج العصا. وزهدم فرس عنترة، والنعامة فرس الحارث بن عباد. ومن أفراس النبي صلى الله عليه وسلماللزاز هداه المقوس إليه مع مارية، والسكب واليعبوب وبغلته دلدل وحماره يعفور وله ناقتان: العضباء والقصواء. وكان لعلي رضي الله عنه بغلة يقال لها: الشهباء. واليحموم والرقيب فرسا النعمان. والعباب فرس مالك بن نويرة. وهسون فرس الزبير بن العوام. والغزالة فرس خولان. والحرون لمسلم بن عمرو اشتراه بألف دينار. وكامل لزيد الفوارس. وقسام لبني جعدة. والزائد لمحمد بن عبد الملك.

الماهر بالركوب العاجز:

لم يركبوا الخيل إلا بعد ما كبروا

آخر:

وإني لأرثي للكريم إذا غدا ... على حاجةٍ عند اللئيم يطالبه

وأرثي له من وقفةٍ عند بابه ... كمر سني الطرف والعلج راكبه

اللازم لظهور الدابة:

يقال: فلان حلس دابته.

شاعر:

أراك لا تنزل عن ظهره ... ولو من البيت إلى الحبس

قال أمير المؤمنين: اضرب الفرس على العثار ولا تضربه على النفار فإنه برى ما لا تراه. وقال رجل لأمير المؤمنين: متى أضرب حماري؟قال: إذا لم يذهب إلى الحاجة كما ينصرف إلى البيت.

المستغني عن الضرب:

ثعلبة:

وتعطيك قبل السوط ملء عنانها

ابن المعتز:

أضيع شيء سوطه إذ يركبه

وله:

حسسنا عليها ظالمين سياطنا ... فطارت بها أيدي سواعٍ وأرجل

الخائف من الضرب:

قيل: أكرم الخيل لأمهاتها أجزعها من السوط، وأكيس الصبيان أشدهم بغضاً للكتاب، وأكرم المهار أشدها ملازمةً لأمهاتها. وقال علقمة يصف ناقة:

تلاحظ السوط شزراً وهي ضامرة

وقال الكميت:

إذا أعصو صبت في أنيقٍ فكأنما ... بزجرة أخرى من سواهن تضرب

الجيد العدو:

قيل لأعرابي: كيف عدو فرسك؟قال: يعدو ما وجد أرضاً. وقيل لآخر فقال: همه أمامه وسوطه عنانه وما ضربه أحد إلا ظلماً. وقال أعرابي في صفة فرس وهو رخو العنان: كأن له في كل قائمة جناحاً. وذكر رجل فرساً فقال: كأنه شيطان في أشطان إذا أرسل لمع لمع سحاب، أقرب الشياء إليه الذي تقع عينه عليه. ووصف ابن القرية فرساً بعثه الحجاج إلى عبد الملك: بعثت بفرس حسن القد أسيل الخد يسبق الطرف ويستغرق الوصف. وكتب عمرو بن مسعدة: يمر بالشاب مع قواه ويسير بالشيخ تحت هواه. 

لاحق غير ملحوق:

عرض أعرابياً فرساً للبيع فقيل له: كيف هو؟قال: ما طلبت عليه إلا لحقت ولا طلبت إلا فت. فقيل له: ولم تبيعه؟فأنشأ يقول:

وقد تخرج الحاجات يا أم مالكٍ ... كرائم من رب لهن ضنين

المرقش:

ويسبق مطروداً ويلحق طارداً ... ويخرج من غم المضيق ويخرج

الناشي:

لم يعتصم ذو مهربٍ بفراقه ... يوماً ولا ذو مطلبٍ بلحاقه

المتنبي:

أدركته بجوادٍ ظهره حرم

المدرك ما طلب:

امرؤ القيس وهو أول من ابتدعه:

بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل

الأسود:

قيد الأوابد والرهان جواد

عمارة بن عقيل:

وأرى الوحش في يميني إذا ما ... كان يوماً عنانه بشمالي

ابن مقبل:

لا ينفع الوحش منه أن تحذره ... كأنه معلق منها بخطاف

المشبه بالوحشيات:

مالك بن نويرة:

وكأنه فوق الجوالب جالياً ... ريم تضايقه كلاب أخضع

الجعدي:

كلفتها شيداً أزل مصدرا

 

آخر:

رحيل كسرحان الفضا المتأوب

المشبه في السرعة بالطيور:

كأنه فتخاء كاسر وكأنما يهفو بتمثال طائر.

امرؤ القيس:

كأن غلامي إذ علا خال متنه ... على ظهر باز في السماء محلق

آخر:

تحسبه يطير وهو يعدو

مروان:

أقبل ينقض انقضاض الكوكب ... كأنه باز هوى من مرقب

يطلب صيداً في فضاء سبسب ... لجائع في وكره مزغب

المشبه بالدلاء:

أبو النجم:

يهوى هوي الغرب من رشائه ... أخطأه المفرغ من أهوائه

ابن نويرة:

كالدلو خان رشاؤها المتقطع

آخر:

هوي دلو خانه الكرب

المشبه بالماء الجاري والمطر:

ابن المعتز:

أسرع من ماء إلى تصويب

المرقش الأكبر:

يجم جموم الحسي جاش مضيقه ... وجرده من تحت ذيل وأبلج

زهير:

كشؤبوب غيث يحفش الأكم وأبله

المشبه بالريح والبرق والنجم:

نصيب الأصغر:

هي الريح إلا خلقها غير أنها ... تبيت غوادي الريح حيث تقيل

آخر:

سليل ريح لقحت من برق

امرؤ القيس:

إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه ... تقول هوي الريح مرت بآثار

آخر:

كأنه لمعة من عارض برد

أبو العتاهية:

قد خلف الريح حسرى وهي تتبعه ... ومر يختطف الأبصار والنظرا

ابن الرومي:

تراه كالنجم خر منصلتاً ... أثر العفاريت والشياطين

السابق الطرف والوهم:

أبو النجم:

يسبق طرف العين من مضائه

في وصفه:

طرف يسبق الطرف ويفوت الوهم:

المتنبي:

أربعها قبل طرفها تصل

الناشي في وصفه:

مثل دعاء مستجاب إن علا ... أو كدعاء ناذل إذا هبط

المشبه بالنار والغليان:

شد كإضرام الحريق، كمعمعة السعف الموقد، كحريق في غريق إذا جاش حمية على مرجل. 

تواتر أيديها وأرجلها في العدو:

بكر بن النطاح:

كأنما اليدان والرجلان ... طالبتا وتر وهاربان

العماني يصف فرساً محجلاً:

كأن تحت البطن منه أكلبا ... بيضاً صغاراً ينتهشن المنقبا

ابن خلف:

وكأنما جهدت أليته ... أن لا تمس الأرض أربعه

آخر:

وكأنما يرفعن ما لا يوضع

الموسوي:

كأنه في سرعان الوخد ... يلعب في أرساغه بالنرد

الحاذق بالناورد:

كشاجم:

ماءٌ تدفق طاعة وسلاسة ... فإذا استدر الحضر منه فنار

وإذا عطفت به على ناورده ... لتديره فكأنه بركار

المتنبي:

تثني على قدر الطعان كأنما ... مفاصلها تحت الريح مراود

الصاحب:

له دور ناوردٍ على قدر درهم

امرؤ القيس:

له وثبات كوثب الظباء ... فواد خطار وواد مطر

آخر:

وأجرد ما يثبطه الخطار

المثير الغبار:

طفيل:

إذا هبطت سهلاً حبست غبارها ... بجانبه الأقصى دواخن تنصب

الخوارزمي:

يخف لوطئها الترب البليد

يرفع نقا كدخان العرفج أو مثل ندف الكرسف المنفج

تتابع الخيول:

شاعر:

يخرجن من تحت الغبار عوابساً ... كأصابع المقرور أقعى فاصطلى

ضمرة بن ضمرة:

كالتمر ينثر من جراب الجرم

الهملاج:

قال عمر بن عبد العزيز: ما شيء تركته لله فتاقت نفسي إليه إلا ركوب الهماليج. وقال مسلم: ما بقيت لذة إلا ركوب الهماليج وقتل الجبابرة.

السبق:

قال عليه السلام: الخيل تجري بأحسابها فإذا كان يوم الرهان جرت بجدود أربابها. وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فصعب على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: حق على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه. وكان عمر رضي الله عنه يأمر أن يجري الفرس من رأس الميدان وهو أربعة فراسخ. وسابق عبد الملك بين بنيه فسبق الوليد وثنى سليمان، وجاء مسلمة بعدهما فقال عبد الملك لقبيصة الخزاعي: أتروي قول الشني:

نهيتكم أن تحملوا هجناءكم ... على خيلكم يوم الرهان فتدرك

فتنفر كفاه ويسقط سوطه ... وتبرد ساقاه فلا يتحرك

وما يستوي المرآن هذا ابن حرةٍ ... وهذا هجين ظهره متشرك

فقال مسلمة: قد قال حاتم خيراً من هذا:

وكائن ترى فينا من ابن سبيةٍ ... إذا لقيا لأبطال يطعنها شزرا

فسر عبد الملك به وقبله بين عينينه. 

مفاضلة ألوانها:

قال النبي صلى الله عليه وسلم لو جمعت خيول العرب في صعيد واحد لجاءت وسابقها أشقر. وقال: خير الخيل الأدهم الأرثم المحجل ثلاثاً المطلق اليمين، فإن لم يكن فكميت على هذه الهيئة. واستشار أعرابي النبي عليه السلام في شراء فرس فقال: اشتره أغر محجلاً مطلق اليمين تغنم وتسلم. وقال أيضاً: اليمن في شقر الخيل. وقال بعض الحكماء: إن طلبك صاحب أشقر فعليك بالحزن، فإن الأشقر رقيق الحافر، وإن طلبك صاحب أدهم فعليك بالوحل فإنه رديء القوائم، وإن طلبك صاحب كميت فعليك بالجدد فعسى أن تنجو. وقال محمد بن سلام: لم يسبق الحلبة أبلق قط ولا بلقاء. وزعموا أن الشيات كلها نقص وضعف، والشية كل لون دخل على لون. قال الله تعالى " لا شية فيها". وكل حيوان إذا اسود شعره أو صوفه كان أقوى لبدنه ولا خير في البقع، وكذلك البقع من الخيل والبرق من الحمل والتيس.

أحوال ألوانها:

قال ابن عباس: كان عليه السلام يحب الشقر من الخيل. وقال صلى الله عليه سولم: إذا اعتددت فرساً فاعتده أقزح أرثم ومحجل ثلاث مطلق اليمين، فإنها ميامين، فإن لم يكن أدهم فكميت ثم أغر تغنم وتسلم إن شاء الله تعالى.

سلمة:

كميت غير مخلفةٍ ولكن ... كلون الصرف حل به الأديم

المرار:

فهو ورد اللون إن تزاره ... وكميت اللون ما لم يزأر

السلامي في أغر أرثم:

نظن نجماً منيراً فوق غرته ... وأنه بهلالٍ ظل يلتئم

ابن المعتز في محجل واحد مطلق الثلاث:

ومحجل غير اليمين كأنه ... متبخترٌ يمشي بكمٍ مسبل

أبو تمام في أبلق:

مسود شطرٍ مثل ما اسود الدجى ... مبيض شطرٍ كابيضاض المهرق

التحجيل:

ابن المعتز في كميت:

وقارحٍ أربعه أصواؤه ... كأنما من دمه غشاؤه

الأغر المحجل:

البحتري:

تتوهم الجوزاء في أرساغه ... والبدر غرة وجهه المتهلل

الغرة:

لنمر:

تخال بياض غرتها سراجا

آخر:

كأنما الشعرى على وجهه

ابن نباتة:

تطلع بين عينيه الثريا

وله:

وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه

المتنبي:

وعيني إلى أذني أغر كأنه ... من الليل باقٍ بين عينيه كوكب

ما يتفادى منه من الشيات:

كان صلى الله عليه وسلم يكره الشكال، وهو أن تكون اليد اليمنى والرجل اليسرى أو بالعكس متخالفين.

أنشد ابو عبيدة:

إذا عرق المهقوع بالمرء أنعظت ... حليلته وازداد حراً عجانها

وقيل: آنق الخيل المهقوع وهو الذي في عرض زوره دائرة، وكانوا يستحبونه حتى أراد رجل شراء مهقوع مرة فامتنع صاحبه من بيعه فقرأ المشتري هذا البيت فصار يتفادى منه.

المرح:

وصف أعرابي فرساً فقال: هو شيطان في أشطان. وقال بشر:

مهارشة العنان كأن فيها ... جراءة هبرةٍ فيها اضطراب

آخر:

كأن به لسعة زنبور

غيلان بن حريث:

يكاد مما يزدهيه أشره ... يطير لولا أننا نوقره

ابو تمام:

كأ، ما خالطه أواقٍ ... أو خامرت هامته الخندريس

وقال:

كأنه سكران أو عابثٌ ... أو ابن ربٍ حدث المولد

الموسوي:

يزجون جرداً لا تقر على الثرى ... مرحاً كأن الترب شوك قتاد

الشديد الصهيل:

شاعر:

بأجش الصوت يعبوب

مزرد:

أجش صهيلي كأن صهيله ... مزامير شربٍ جاوبتها الجلاجل

الموسوي:

ويصهل في مثل قعر الطوى ... صهيلاً يبين للمعرب

البحتري:

وكأن صهلته إذا استعلى بها ... رعدٌ يقعقع في ازدحام غمام

الطامح العين والرأس:

مزرد:

يرى طامح العينين يرنو وكأنه ... مؤانس ذعرٍ فهو بالأذن خائل

المتنبي:

وينظرن من سودٍ صوادق في الدجى ... يرين بعيدات الشخوص كما هي

زهير:

وملجمنا ما إن ينال قذاله ... ولا قدماه الأرض إلا أنامله

الموصوف بالطول:

مدح أعرابي فرساً وراكبه فقال: كان والله طويل العذار أمين العثار، إذا رأيت صاحبه عليه حسبته بازاً على مرقب، معه رمح تقصر به الآجال.

 

عدي بن الرقاع:

لا يكاد الطويل يبلغ منه ... حيث يثنى من المقص العذار

الطويل العنق:

قال قطري لرجل: اشتر لي فرساً. قال: لا علم لي بنجابته. قال: اشتره ونصفه عنقه. ومنه أخذ ابو النجم:

يكاد هاديها يكون شطرها

امرؤ القيس:

ومثنانة في رأس جذعٍ مسذب

دقة الأذن:

أنشد العماني الرشيد:

كأن أذنيه إذا تشرقا ... قادمة أو قلساً محرقا

فخطأه فيه ثم قال لأصحابه: كيف يجب أن يقال؟فأعياهم. فقال: تخال أذنيه كأن هواديها أعلام وآذانها أقلام. وقيل: اذن مرهفة مؤللة.

ولبعضهم:

مقدودة الآذان أمثال القدود

سعة العين:

بعضهم:

وعينٍ لها حدرةٌ بدرةٌ ... وشقت مآقيها من أخر

آخر:

عينٌ كعين البكر حين تديرها ... بمحجرها تحت النصيف المنقب

الجبهة:

لها جبهةٌ كسراة المجن حذقه الصانع المقتدر

العرف:

واسحم ريان العسيب كأنه ... عثاكيل قنوٍ من سميحة مرطب

الذنب:

امرؤ القيس:

لها ذنبٌ مثل ذيل العروس ... تسد به فرجها من دبر

طفيل:

وأذنابها وحف كأن ذيولها ... مجر اشاء من سميحة مرطب

سعة الشدق:

شاعر:

وهي شدقاء كالجوالق فوهاً ... مستجاف يضل فيه الشكيم

الفلاح:

أشدق رحب المنكبين شرجب ... إن يلق في شدقيه كلبٌ يذهب

ونحوه للطفيل:

وإن يلق كلبٌ بين لحييه يذهب

سعة المنخر:

لها منخرٌ كوجار الضباع

آخر:

لها منخرٌ مثل جيب القميص

بشر:

كأن حفيف منخرها إذا ما ... كتمن الربو كيرٌ مستعار

وقال بعضهم: يمنع عنه وقوع البهر في السعة كنهر.

الواقص الذباب بطرفه:

المرقش:

بمحالةٍ نفض الذباب بطرفها

ابن مقبل:

ترى النعرات الخضر تحت لبانه ... فرادى ومثنى أصعقتها صواهله

فريساً ومغشياً عليه كأنما ... خيوطة ماويٍ لواهن قاتله

الضامر:

عمرو بن معدي:

تقول لها الفوارس إذا رأوه ... ترى مسداً أمر على الرماح

آخر:

كأنها هراوةٌ منوال

آخر:

كقدح رام طار عنه شذبه

آخر:

جوداء مثل هراوة المغراب

المحفر:

يصفون جياد الخيل بسعة الجوف.

قال:

ببطنه يعدو الذكر

وقيل: لم يسبق الحلبة أهضم قط.

الجعدي:

حيط على زفرة فتم ولم ... يرجع إلى دقةٍ ولا هضم

الصلب:

امرؤ القيس:

كجلمود صخرٍ حطه السيل من عل

طرفة:

وأروع نباض أحد ململم ... كمرداة صخرٍ في صفيحٍ مصمد

المتنبي:

مفاصلها تحت الرماح مراود

القوائم:

امرؤ القيس:

عظيم الشظى عبل الشوى شنج النسا

وله:

لها ثننٌ كخوافي العقاب

سليم الجعدي:

كأن تماثيل أرساغه ... رقاب وعولٍ على مرقب

الحافر المنقعب:

عرف بن الوليد:

لها حافر مثل قعب الولي ... د تتخذ الفأر فيه مغارا

ويقال: حافر كالقدح المكبوب.

الموسوي:

وكم قرع الدف من حافرٍ ... تخال على الأرض قعباً يكب

الصلب الحافر:

امرؤ القيس:

وتخطو على صم صلابٍ كأنها ... حجارة غيلٍ وأرسات بطحلب

أخذه الجعدي فقصر عنه وإن كان قد بسط:

كأن حوافيه مدبراً ... حفين وإن كان لم تحطب

حجارة غيلٍ برضراضةٍ ... كسين طلاء من الطحلب

آخر:

حامل تحت رسغه جلمودا

رؤبة:

يرمى الجلاميد بجلمودٍ مدق

شملعة بن الأخضر:

إذا قرعت سنابكها بحزنٍ ... جعلن حزونة الأجبال هارا

ابن المعتز:

وحافرٍ أزرق كالفيروزج

المؤثر بحوافره في الصفا:

ابن المعتز:

صم الصفا حوافره ... طبع الخواتيم لين الطين

المتنبي:

تماشت بأيدٍ كلما وافت الصفا ... نقشن به صدر البزاة حوافيا

الببغاء:

وكأنما نقشت حوافر خيله ... للناظرين أهلةً في الجلمد

معوذ رائق:

سلمة بن حوشب:

تعوذ بالرقى من غي خبلٍ ... ويعقد في قلائدها التميم

ابن المعتز:

يكاد لولا اسم الإله يصحبه ... تأكله عيوننا وتشربه

هيئة مقبلة ومدبرة:

امرؤ القيس:

إذا أقبلت قلت دباءة ... من الحضر مغموسة في القدر

وإن أدبرت قلت أثقية ... ململمة ليس فيها أثر

وإن أعرضت قلت سرعوفة ... لها ذنبٌ خلفها مسبطر

البحتري:

وكأن فارسه وراء قذاله ... ودق فلست تراه من قدامه

ما يحمد من أوصاف أعضائه مجموعة:

سأل الحجاج ابن القرية: ما يحمد من الخيل؟قال: إذا كان قصير الثلاث طويل الثلاث رحب الثلاث صافي الثلاث فهو الجواد، أما القصير فالعسيب والساق والظهر، والطويل الأذن والنحر والسالفة، والرحب المنخر والجوف واللبان، والصافي الأديم والعين والحافر.

خباب:

وقد أغدو بطرف هيكلٍ ذي منعةٍ سكب

حديد الطرف والمنكب والعرقوب والقلب

عريض الخد والجبهة والصهوة والجنب

وقيل: الفرس يسرع بسعة إبطه وجلده وبطول عنقه وعظم حفرته. وأغار زهير على حي من أحياء بكر بن وائل فأصيب بعضهم فأتته جارية تسأله عن أبيها فقال: ما كان تحت أبيك؟قالت: طويل بطنها قصير ظهرها هاديها شطرها. فقال: إن صدق وصفك فقد نجا.

أوصاف مختلفة:

بعضهم:

طرفٌ تبين للبصير وغيره ... فيه النجابة جارياً ومقودا

المتنبي:

إذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيب

البحتري وقد استوهب فرساً مسرجاً ملجماً:

والطرف أجلب زائرٍ لمؤنةٍ ... ما لم يزرك بسرجه ولجامه

كثرة عرق الخيل وقلته:

ترى الماء من أعطافه يتحلب

أبو النجم:

كأنه في الخيل وهو يسام ... مشتملٌ جاماً من الحمام

آخر:

كأن على أعطافه ثوب مائح

وعاب الأصمعي أبا ذؤيب بقوله:

إلا الحميم فإنه يتبضع

امرؤ القيس:

فأدرك لم يعرق مناط عذاره

أثر العرق:

طفيل الغنوي:

كأن يبيس الماء فوق متونها ... أسارير ملحٍ في متون مجرب

عبيد:

ترها من يبيس الماء شهبا

المرار:

كعقبان الظلال ترى عليها ... يبيس الماء تحسبه صقيعا

البليد:

قيل: اغتفر من الدواب كل شيء إلا البلادة فإن راكبها مركوب. وسئل بعضهم: أي البراذين شر؟قال: الغليظ الركبة الكثير الجلبة الذي إذا ارسلته قال: امسكني وإذا أمسكته قال: أرسلني. ونظر رجل إلى برذون عليه راوية فقال:

ما المرء إلا حيث يجعل نفسه

لو هملج في سيره ما جعل راوية. وقيل لمكار: حمارك يريد العصا. فقال: إنما أغتم لو أراد بزماورد.

شاعر:

لو سابق الذر مشدوداً قوائمه ... يوم الرهان لكان الذر يسبقه

أوفر يوم الوغى والنمل يطلبه ... لكان قبل ارتداد الطرف يلحقه

الموصوف بالعيوب:

باع رجل فرساً فقيل له: هل فيه عيب؟قال: لا إلا قرر كأنه قثاءة ومشش كأنه سفرجلة ودخس كأنه بطيخة، فقيل: هو بستان لا برذون.

الحارثي:

دموعٌ برجليه وقوعٌ بصدره ... عضوضٌ بفيه طامحٌ متخبط

محمد بن جهور:

لي برذونٌ حرونٌ جرد ... ننخيٌ دخس رخو العصب

الموصوف بالهزال والكبر:

قيل لرجل على فرس هزيل: ما أرى فرسك يروي من الشعر إلا قول عنترة:

ولقد أبيت على الطوى وأظله ... حتى أنال به كريم المأكل

وقيل لمزيد: ما بال حمارك يتبلد إذا أخذ نحو المنزل وحمير الناس إلى منازلهم أسرع؟قال: لمعرفته بسوء المنقلب! محمد بن موسى القاساني:

فلا تنكر بجهلك فضل مهري ... فمهري من ملائكة الدواب

بلا تبنٍ يعيش ولا قضيم ... ولا الموجود من برد الشراب

سوى ورق الحجارة أو خليطٍ ... يثير الريح مع ظل السحاب

ويقضم كل يومٍ كف شمسٍ ... إذا ما الشمس حانت لاغتراب

وإن يعطش وردت به هجيراً ... على نهرٍ يلوح من السراب

بعضهم:

برذون عمران أبي عباد ... يذكر كسرى وزمان عاد

كأنما أضلاعه هواد ... كأنه في السوق والقياد

... سفينة تدفع بالمرادي

أبو دلامة يصف فرسه:

وكانت قارحاً أيام كسرى ... وتذكر تبعاً عند الفصال

وقد مرت بقرنٍ بعد قرنٍ ... وآخر عهدها بهلاك مالي

وكتب أبو العيناء إلى عبيد الله بن يحيى: أما بعد اعلم الوزير أن ابنك محمداً حمل عبدك على دابة تسوء الأولياء وتسر الأعداء، تقف بالنثرة وتعثر بالبعرة كالقربة عجفاً والشنة دنفاً، تسعل وتحبق معاً، تضحك النسوان وتلعب الصبيان، ولقد ركبتها فمن وقفة وحبقة وسعلة، فمن قائل يقول نق شعيره وآخر يقول التقط واحتفظ، وآخر يقول اقطع قوائمه واجعله مسراحاً، وآخر يقول لا تمر به على العلاف فتخنقه العبرة.

ابن طباطبا:

قارحٌ ملجمٌ بالإيوان عندي ... مثل شيخٍ إذا تعاطى الخساره

هبك صيرته بالإيوان مهراً ... كيف تحتال إن أردنا فراره

شاعر:

كأن خضيعة بطن الجواد ... وعوعة الذئب بالفدفد

النهي عن الخصي:

قيل: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم تبوك، حمل رجلاً من الأنصار على فرس وأمره إذا نزل أن ينزل قريباً منه شوقاً إليه وشهوة إلى صهيله، فلما قدم النتبي عليه السلام المدينة سأل الأنصاري عن الفرس فقال: خصيناه. فقال: مه مثلت به أعرافها أدفاؤها وأذنابها مذابها التمسوا نسلها وباهوا بصهيلها المشركين.

مما جاء في الغنم

وصف النعم وتفضيل بعضها على بعض:

قال أهل اللغة: النعم اسم يشمل الغنم والبقر والإبل. وقال صلى الله عليه سولم: الغنم بركة موضوعة والإبل جمال لأهلها، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. وقال أيضاً: الفخر في أهل الخيل والسكينة في اهل الغنم. وقيل لابنة الخس: ما تقولين في مائة من المعز؟قالت: قنى. وقيل: فمائة من الغنم؟قلات: غنى. قيل: فمائة من الإبل؟قالت: منى. وقيل: ما خلق الله تعالى نعماً خيراً من الإبل، إن حملت أثقلت وإن سارت أبعدت، وإن حلبت أروت وإن نحرت أشبعت. وقيل: الإبل طويلة الظمأ بعيدة الروحة بسيطة المشية ثقيلة الحمل، وكل ظهر له كالعيال.

المتبجح بملك الإبل:

إبراهيم بن العباس:

لنا إبلٌ غر يضيق بها الفضا ... وتفتر عنها أرضها وسماؤها

فمن دونها أن تستباح دماؤنا ... ومن دوننا أن تستباح دماؤها

حمى وقرى فالموت دون مرامها ... وأيسر خطبٍ يوم حق فناؤها

المرار:

لهم إبلٌ لا من دياتٍ ولم تكن ... مهوراً ولا من مكسبٍ غير طائل

محبسة في كل رسلٍ ونجدةٍ ... وقد عرفت ألوانها في المعاقل

وصفها: أبو جرول:

مخاضٌ كسن الظبي لم أر مثلها ... سناء قتيلٍ أو حلوبة جائع

القطامي:

طوال القنا ما يلعن الضيف أهلها ... إذا هو رغى وسطها بعدما يسري

جفارٌ إذا صافت هضابٌ إذا شتت ... وبالصيف يردون المياه على العسر

يعض عليها الحاسدون بنانهم ... وليس بأيديهم غناي ولا فقري

ألوان الإبل وتفضيل بعضها:

قال حنيف الحناتم وكان آبل الناس: الرمكاء نهية تصغير نهية والحمراء صبراء والحمراء غزراء والصهباء سرعاء، وفي الإبل أخرى إن كانت عندي لم أبعها وإن كانت عند غيري لم أشترها لأنه لا يبيعها إلا العيب. وقال أبو نصر النعامي: هجر على حمراء وأسر بورقاء، وصبح القوم على صهباء. قيل ولم ذاك؟قال: لأن الحمراء أصبر على حر الهواجر، والورقاء على السرى، والصهبة أحسن الأوان حين ينظر إليها. وقيل: ورق الإبل أصفاها، والصهب أنقاها، والدهم أبهاها، والحمر أضناها أي أكثرها ولداً، والأدم أوضؤها والرمد أوطؤها.

المتشابهة الألوان:

ذو الرمة:

إذا أنتجت منها المثاني تشابهت ... على العود إلا بالأنوف سلائله

أي تشابهت على أمهاتها لكونها على نجاد واحد فلا يعرفن إلا بالشم.

الإبل المختلفة الألوان:

بعض اللصوص يصف إبلاً سرقها من أحياء مختلفة:

تسألني الباعة أي دارها ... لا تسألوني وانظروا آثارها

كل نجار في الروى نجارها ... وكل نار العالمين نارها

والنار السمة كردوس المراثي فيها:

أتسألني عن نارها وديارها ... وذلك علمٌ لا يحيط به الطمس

أي الخلق.

الإبل المعلمة:

قال الراجز:

كل علاةٍ توجت بنارها ... قبل تمام القوم في نجارها

ومن السمات العلاط والخياط والمحجر والخطاف والغراب والخطام والكشاح والجباب. وقيل: بعير محلق وطهور وأحزب. والميسم مباح في لشريعة، كان يسم إبل الصدقة.

وكانت القصوى والعضباء ناقتا رسول الله صلى الله عليه وسلم موسومتين. ومن منفعة السمة أنها إذا عرفت للرئيس لم تطرد عن الماء. قال:

قد سقيت آبالهم بالنار ... والنار قد تسقى من الأوار

إبل غير معلمة:

ربما يترك البعير غير معلم إما لأن أغفالها كالعلم لها، أو يكون ذلك ضناً من صاحبها بها لكرمها.

قال:

ولا عيش إلا كل صهباء غفل

وقال:

تناول الحوض إذا الحوض شغل ... ومنكباها خلف أوراك الإبل

وقال:

من كل حمارء يفاعٍ المنتمى ... يكرمها أربابها أن توسما

وصف البعير بالسرعة والقوة:

وصف أعرابي ناقة فقال: تقطع الأرض وترض الحجارة رضاً وتنهض في الزمام نهضاً، سريعة الوثوب بطيئة النكوب، مروح شروب. وقيل لآخر: كيف ناقتك؟فقال: عقاب إذا هوت وحية إذا التوت طوت الفلاة وما انطوت. وقال شيبة بن عقال: أقبلت من اليمن أريد مكة ومعي ثلاث جمال فصحبت يمنياً على ناقة فوقف بي جمل بعد جمل حتى بقيت راجلاً فخفت أن يفوتني الحج، فقال اليمني: أتطيب نفسك عما معك وتردفني؟فقلت: نعم، فنزل وقدم رحله فكاد يضعها على عنقها، ثم قال: خذ حر متاعك إن لم تطلب نفسك عنه. ففعلت وأردفني، فجعلت تعوم بنا عوماً كأ، ها ثعبان حتى انتهى بي إلى الموقف فقال: إن لي حاجة إليك أن لا تذكرها، فإن هذه آثر عندي من كل مال في الدنيا: أدرك عليها الثأر وأصيد عليها الوحش وأوافي عليها الموسم من صنعاء كل عام.

تحريك الأيدي والأرجل في المشي:

رؤبة:

كأن أيديهن بالقاع الفرق ... أيدي جوارٍ يتعاطين الورق

آخر:

يدا سابحٍ في غمرة يتبوع

آخر:

يدا معول خرقاء تسعد مأتما

آخر:

كأنها نائحةٌ تفجع ... تبكي لميتٍ وسواها الموجع

الشماخ:

كأن ذراعيها ذراعاً مدلة ... بعيد الشباب حاولت أن تعذرا

القضامي:

عوج فواج إذا حث الحداة بها ... حسبت أرجلها قدام أيديها

وصف أعرابي بعيره فقال في صفة قوائمه: وضعها تعليل ودفعها تحليل.

رمي الحصى بالأخفاف:

امرؤ القيس وعنه أخذ الشعراء:

كأن الحصى من خلفها وأمامها ... إذا نحلته رجلها حذف أعسرا

كأن صليل المروحين تشده ... صليل ذيوفٍ يتقدن بعبقرا

عبدة بن الطيب:

ترى الحصى مشمغراً عن مناسمها ... كما تخلخل بالوغل الغرابيل

ابن المعتز:

كأن يديها وهي تسترفض الحصى ... يدا ناقدٍ او نابلٍ لم يسدد

الخائف من الضرب والزجر:

وصف الكميت ناقة فقال:

بزجرة أخرى من سواهن تضرب

إبراهيم بن هرمة:

تكاد تخرج من بين الجبال إذا ... ما قال غيري لأخرى غيرها عاج

آخر:

سوطها لنقر الخفى ويداها لزجر الرحى

آخر:

كأن النير يلسعها ... إذا غرد حاديها

طريح:

تكاد تخرج من أنساعها مرحاً ... إذا ابن أرضٍ عوى بالبيدا وضبحا

الشماخ:

وتقسم نصف الأرض طرفاً أمامها ... ونصفاً تراه خشية السوط أزورا

أخذه مسلم بن الوليد فقال:

تمشي العرضنة قد تقسم طرفها ... وضح الطريق وخوف وقع المحصد

المشبه بالريح والبرق:

نصيب:

هي الريح إلا خلقها غير أنها ... تبيت غوادي الريح حيث تقيل

بكر بن النطاح:

كأن قوائمه في المسير ... رياحٌ تطارد بالقفر

وقال:

أي قلوصٍ راكبٍ تراها ... من ذكر الريح فقد سماها

... أو نعت البرق فقد كناها

المشبه بالطير:

وصف رجل بعيره فقال: ركبته كأنه نعامة أو إعارته الأجنحة حمامه.

مسلم:

إلى الإمام تهادينا بأرجلنا ... خلق من الريح في أشباه ظلمان

 

أبو سعيد المخزومي:

إليك خليفة الرحمن طارت ... ولم أر قبلها خفاً يطير

المشبه بالوحشيات:

زهير:

كأن كوري وأنساعي وراحلتي ... كسوتهن شبوباً من لظى لهبا

لبيد:

كأخنس ناشطٍ جادت عليه ... ببرقة واجف إحدى الليالي

وكل ذلك يدخل في صفة الوحشيات.

المشبه بالسفينة:

المثقب:

كأن الكور والأنساع منها ... على قرواء ماهرةٍ دقين

يشق الماء جؤجؤها وتعلو ... غوارب كل ذي حدبٍ مصين

أبو النجم:

كأنه إذ خط في الزمام ... قرقور ساجٍ مرسل الخطام

فهو يشق الماء بانتحام

النابغة:

يستن في ثني الجديل وينتحي ... فعل الخلية في الخليج الجاري

القليل المبالاة ببعد المفاوز:

الحطيئة:

إذا نظرت يوماً بمؤخر عينها ... إلى علم بالغور قالت له ابعد

المتقدم على ما يسايره من المطايا: قيل لأعرابي: كيف بعيرك؟قال: يتدرع المطايا إذا ماشته بغباره، ويخدن إذا برك في آثاره لا يبرك خفياً يتقدمه فهو كما قال:

موكلة بالأقدمين فكلما ... رأت رفقةً فالأولون لها تصبو

أبو نواس:

تذر المطي أمامها فكأنها ... صف تقدمهن وهي أمام

أخذه ابن المعتز وأبدع فقال:

وهي أمام الركب في ذهابها ... كسطر بسم الله في كتابها

المتنبي:

يمشي إذا عدت المطي وراءها ... ويزيد وقت جمامها وكلاله

ما يعجز الحادي عن إدراكه:

قال:

كيف ترى مر طلى حياتها ... والحادي اللاغب من حداتها

الأعشى:

حمين عراقيب الحصى وتركنه ... به نفسٌ عالٍ يخالطه بهر

آخر:

وإذا انتقصت إلى المفازة غادرت ... زيداً يبغل خلفها تبغيلا

أي لا يدركها الحادي السريع.

المترقص من الإبل:

المثقب:

وترقص في المسير كأن هراً ... يباريها ويأخذ بالوضين

الممزق:

ترى لو تراءى عند معقد غرزها ... تهاويل من إجلاء دهرٍ معلق

آخر:

كأن بها من طائف الجن أولقا

الساكن من الإبل:

ذو الرمة:

تصغي إذا شدها بالكور جانحةً ... حتى إذا ما استوى في غرزها تثب

آخر:

تمشي إذا ما هزت السوالفا ... مشي العذارى هزت المطارفا

المؤثر في الأرض بثفناته:

ابن المعتز:

كأن المطايا إذ غدون بسحرةٍ ... تركن أقاصيص القطا في المنازل

المثقب:

كأن مواقع الثفنات منها ... معرس باكراتٍ الورد جون

كأ، مناخها يلقي لجاماً ... على معرابها وعلى الوجين

الخفيف الوطء لسرعته:

بعضهم:

خفية وطء الجرس لو أن حمراً ... تخطاه في أعشاشه لم يطير

المجتر:

المثقب:

وتسمع للذباب إذا تغنى ... بتغريد الحمام على الركون

النابغة:

له صريفٌ صريف العفو بالمسد

الضامر:

الأعشى:

كتوم رغا إذا ضجرت وكانت ... نقية ذود كتمٍ للرغاء

الكميت:

كتومٌ إذا ضج المطي كأنما ... تكرم عن أظلافهن وترغب

الرغاء:

الكميت:

كأن رغاءهن بكل فجٍ ... إذا ارتحلوا نوائح معولات

كعب:

أرى إبلي ليست تحن كأنما ... تعاورن أنبوباً أجش مثقبا

اللغام:

أبو النجم:

كأنه من زبد الأفكل ... مبرنسٌ في كرسفٍ لم يغزل

أبو نواس:

يكتسى عثنونه زبداً ... فيحلاه إلى منحره؟

ثم تذروه الرياح كما طار قطن الندف عن وتره آخر:

لغامٌ كبيت العنكبوت الممدد

الضامر المهزول:

جرير:

خرقاء ضربها الوجيف كأنها ... جفنٌ طويت به نجاديات

الشماخ:

كأنها وقد يراها الأخماس ... شرائح النبع براه القوس

وفيه وقيد دبره ورجيع سفر كأنه مشحب أو هلال في ظلمة، أعجف.

سلم الخاسر:

عيسى تبارى بعد طول كلالها ... مثل الأهلة قد ذهبن محاقا

القطامي:

طواها السرى فالنسع يجري كأنه ... وشاح فتاةٍ دق عنه مخاصره

المعيبات:

قال بعضهم: ركبت ناقتي فأمضيتها حتى أنضيتها، أزجيها على الوجى وأسير بها على الحفا؛فعقالها إذا أنيخت كلالها.

إبراهيم بن هرمة:

جعل الوجى بذراعٍ كل نجيبةٍ ... قيداً أمر بغير كفي فاتر

الراعي:

كأن لها برحل القوم بوا ... وما إن طبها إلا اللغوب

 

الممزق:

نتاج طليحاً ما تراعى من الشذى ... ولو ظل في أوصالها الغل يرتعي

القوي الصليب:

الراعي:

نمت كتفاها إلى حاركٍ ... أشم كما أوفد المنبر

آخر:

جلديةٌ كأتان الضحل علكوم

ويقال هي كبر مشيد. المسيب:

وكأن قنطرةً بموضع كورها ... ملساء بين غوامض الأنساع

آخر:

كأن مواقع الغربان منها ... مناراتٌ بنين على جماد

وقال بعض العلماء: وصف القطامي نوقه بما لو وصف به امرأة لكان أشعر الناس. فقال:

يمشين رهواً فلا الأعجاز خاذلةٌ ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل

العين:

بعضهم:

قلاة أعينها نزح القوارير

مدح المعز وتفضيلها:

قيل: العتاق معز الخيل والبراذين ضأنها. وإذا وصفوا الرجل بالضعف والموق قالوا: ما هو إلا نعجة من النعاج، وإذا مدحوه قالوا: فلان ماعز من الرجال. وفلان أمعز من فلان. وقيل: شعر المعز كشعر الإنسان وهو به أشبه وإليه أقرب. وقيل: سمي بالعنز كما سمي بالكبش فقيل: عنز اليمامة وعنز وائل وماعز بن مالك. وقيل: أحمق من راعي ضأن ثمانين. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: امسحوا رغام الشاء ونقوا مرابضها من الشوك والحجارة فإنها من الجنة. وقال: ما من مسلم له شاة إلا وقدس كل يوم مرة، فإن كانت له شاتان قدس كل يوم مرتين.

تفضيل لحم الضان والمعز:

يقال للطيب الطعام: فلان يأكل من رؤس الحملان، ولم يقولوا رؤوس المعز ضان، وشواء الضان هو المنعوت.

وقال بعض الأطباء: إياك ولحم الماعز فإنه يورث الهم ويحرك السوداء، ويورث النسيان ويفسد الدم. وقيل: شحم ثوب المعز وكليتها أطيب من الحمل. 

شاعر:

كأن القوم شووا لحم ضأنٍ ... فهم نعجون قد مالت طلاهم

والمصروع إذا أكل لحم الضأن اشتد ما به في أوان الشرع في مبادئ الأهلة وانتصاف الشهور. جاءت امرأة إلى رسول الله عليه السلام فقالت: إني اتخذت غنماً ورجوت نسلها ورسلها وإني لا أراها تنمو. قال: ما ألوانها؟قالت: سود؟فقال: عفري أي اخلطي بها بيضاء.

الزاخر:

لهفي على عنزين لا أنساهما ... كأن ظل حجرٍ صغراهما

... وصانع معطرةٍ كبراهما

آخر:

أعددت للضيف وللرفيق ... حمراء من معز أبي مرزوق

تلحس خد الحالب الرفيق ... بلينٍ المس قليل الريق

كأن صوت شنجها العتيق ... نحيح ضب حنقٍ فتيق

... في حجرٍ ضاق أشد الضيق

وفي صفتها:

تحلب رسلاً طيب المذاق

امرؤ القيس:

لنا غنمٌ نسوقها غزار ... كأن قرون حلتها عصي

فتملأ بيتنا أقطاً وسمناً ... وحسبك من غنى شبعٌ وري

نعت التيس:

قال مخارق بن شهاب المازني، وكان سيداً يصف تيس غنمه:

وراحت أصيلانا كأن ضروعها ... دلاءٌ وفيها وائد القرن ليلب

له رعثان كالشنور وغيره ... شريح ولونٌ كالوذيلة مذهب

وعينٌ أحم المقلتين ووغرةٌ ... يواصلها دانٍ من الظلف مكتب

أبو الحو والغر اللواتي كأنها ... من الحسن في الأعناق جزعٌ مثقب

ترى ضيفها فيها يبيت بغبطةٍ ... وضيف ابن قيسٍ جائعٌ متحوب

ووفد قيس هذا على النعمان فقال له: كيف مخارق فيكم؟فقال: سيد كريم يمدح تيسه ويهجو ابن عمه. وقيل: فلان أعلم من تيس بني حمان، زعموا أنه نفط سبعين عنزاً بعد أن فريت أوداجه. وحكي أن ثوراً وثب على بقرة بعد أن خصي فأحبلها.

حمل الشاة وولادتها:

قال الأصمعي: الوقت الجيد في حمل الشاة أن تخلى سبعة أشهر بعد ولادتها، ويكون حملها خمسة أشهر فتلد في السنة مرة فإن حمل عليها في السنة مرتين فذلك الأمغال يقال أمغل. وقيل لأعرابي: بأي شيء تعرف حمل شاتك؟قال: إذا ترزم حياؤها وزجت شعرتها واستفاضت خاصرتها.

ذم العنز:

اشترى رجل من طيء عنزاً بثمانية دراهم من ابن عم له يقال له حميد، فلم يحمدها فقال:

لقد لقيت من حميدٍ داهيه ... من أعور العين مشوم الناصيه

قد باعني الغول بأرضٍ خاليه ... أعجبني ضرعٌ لها كالداليه

فقلت ما هذا بجد غاليه ... ليت السباع لقيتها عادية

... أسأل رب الناس منها العافيه

مما جاء في الوحشيات

البقر:    

تسمى مولعة لتولع جسدها ومذرعة لكون طرفها اسود وسائرها أبيض، وتوصف بأنها مخذمة الشري وخنساء الخنس لأنفها لا لطول ذنبها.

الجعدي:

ووجهاً كبرقوع القناة ملمعاً ... وروقين لما يعدوان تقشرا

لبيد في وصف بقرة وحش أكل وحيش ولدها:

أفتلك أم وحشيةٌ مسبوعةٌ ... خذلت وهادية الصوار قدامها

لمعفر فهد تنازع شلوه ... غبش كوسب ما يمن طعامها

الثور:

يوصف باللهق لبياضه وبالزهرة، ولذلك قال:

ولاح أزهر مشهور بنقبته ... كأنه حين يعلو عاقراً لهب

العاقر الرمل

النابغة:

كأن رحلي وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل على مستأنسٍ وحد

من وحش وجرة موشي أكارعه ... طاوي المصير كثيف الصيقل الفرد

آخر:

وانقض كالدري يتبعه ... نقعٌ يثور تخاله طنبا

الطرماح:

يبدو وتضمره البلاد كأنه ... سيفٌ على شرفٍ يسل ويغمد

لبيد في سرعته:

يشق خمائل الدهنا يداه ... كما لعب المقامر بالفيال

آخر:

يقابل الريح روقيه وكلكله ... كالهبرفي تنحى ينفخ الفحما

ويقال به داء الظباء إذا لم يكن به داء. كان جعفر بن سليمان أحضر على مائدته بالبصرة يوم زاره الرشيد ألبان الظباء وسلاها وسمنها فاستطاب طعمها، فسأله عن ذلك فغمز جعفر بعض الغلمان فأطلق عن ظباء معها خشفانها فمرت في عرص الدار تجاه عينه مقرطة مخضبة.

أبو ذؤيب:

فما أم خشفٍ بالفلاة مشدن ... تنوش البرير حيث نال اهتصارها

موشحة بالطرتين دنا لها ... جنى أيكةٍ تصفو عليها قصارها