كتاب البعث وأحوال يوم القيامة

كتاب البعث وأحوال يوم القيامة

295- أحاديث البعث والمعاذ الجسماني والسوق إلى المحشر

بعث العباد ومعاذهم الجسماني وسوقهم إلى المحشر لفصل القضاء بينهم

- ذكر اللقاني في شرحه لجوهرته أن جملتها ثابت بالتواتر المعنوي ودلالة القرآن وأنه من ضروريات الدين وإنكاره كفر بيقين‏.‏

296- الصراط والميزان الخ

الصراط والميزان وانطاق الجوارح وتطاير الصحف وأهوال الموقف وأحوال الجنة والنار‏.‏

- نقل البرزلي عن شرح الإرشاد أنها متواترة ونقله عنه أبو علي بن رحال في شرحه لمختصر خليل وفي الشهاب على الشفا في الكلام على حديث الشفاعة الكبرى على قوله فيه وتأتي الأمانة والرحم فتقومان على جنبي الصراط ما نصه وفي هذا ونحوه مما بلغ حد التواتر المعنوي رد على المعتزلة المنكرين للصراط كما بين في الكتب الكلامية اهـ‏.‏

وانظر الدر المنثور لدى قوله والوزن يومئذ الحق فقد ذكر فيه هناك كثيراً من أحاديث الميزان‏.‏

297- الحساب

- تقدم عن كتاب مسلم الثبوت عن ابن الجوزي أنها متواترة‏.‏

298- وزن الأعمال

- ذكر اللقاني في شرح جوهرته أنها بالغة مبلغ التواتر وعضدها القرآن والإجماع‏.‏

299- أن الجنة والنار مخلوقتان الآن

- ذكر في إرشاد الساري أن كون النار مخلوقة الآن وكذا الجنة مما تواترت به الأخبار تواتراً معنوياً وقال ابن كثير في تفسيره لدى قوله أعدت للكافرين ما نصه وقد استدل كثير من أئمة السنة بهذه الآية على أن النار موجودة الآن لقوله تعالى أعدت أي أرصدت وهيئت وقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك منها تحاجت الجنة والنار ومنها استأذنت النار ربها فقالت رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف وحديث ابن مسعود سمعنا وجبة فقلنا ما هذه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذا حجر ألقي من شفير جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها وهو عند مسلم وحديث صلاة الكسوف وليلة الإسراء وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذا المعنى ووافقهم القاضي منذر بن سعيد البلوطي قاضي الأندلس اهـ منه‏.‏

300- لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي

- قال السفاريني في شرحه لعقيدته قال الحافظ السيوطي وحديث لكل نبي دعوة الخ متواتر ورد من حديث ‏(‏1‏)‏ أبي هريرة أخرجه الشيخان ومن حديث ‏(‏2‏)‏ أنس ‏(‏3‏)‏ وجابر أخرجهما مسلم ‏(‏4‏)‏ وعبد اللّه ابن عمرو ‏(‏5‏)‏ وعبادة بن الصامت ‏(‏6‏)‏ وأبي سعيد الخدري أخرجها الإمام أحمد ‏(‏7‏)‏ وعبد الرحمان بن أبي عقيل أخرجه البزار والبيهقي اهـ‏.‏

‏(‏قلت‏)‏ في المناهل للسيوطي والترغيب للمنذري أن الشيخين اتفقا عليه من حديث أنس والكل صحيح فإنهما أخرجاه من حديث أبي هريرة وأنس وانفرد مسلم بإخراجه عن جابر‏.‏

301- الشفاعة الطويل

الشفاعة الطويل وترددهم إلى الأنبياء

- أورده في الأزهار من حديث ‏(‏1‏)‏ أنس ‏(‏2‏)‏ وأبي هريرة ‏(‏3‏)‏ وابن عمر ‏(‏4‏)‏ وحذيفة ‏(‏5‏)‏ وجابر ‏(‏6‏)‏ وأبي بكر ‏(‏7‏)‏ وابن عباس ‏(‏8‏)‏ وأبي بن كعب ‏(‏9‏)‏ وأبي سعيد ‏(‏10‏)‏ وسلمان ‏(‏11‏)‏ وعقبة بن عامر ‏(‏12‏)‏ وعبادة بن الصامت اثني عشر رجلاً‏.‏

302- التوسل به صلى اللّه عليه وسلم في حال حياته الدنيوية

- قال التقي السبكي في شفاء السقام هذا متواتر والأخبار طافحة به ولا يمكن حصرها وقد كان المسلمون يفزعون إليه ويستغيثون به في جميع ما نابهم اهـ والمراد منه‏.‏

303- التوسل به في عرصات القيامة

- ذكر التقي السبكي أيضاً في شفائه أنه مما قام عليه الإجماع وتواترت الأخبار به وقال في المواهب اللدنية ما نصه وأما التوسل به صلى اللّه عليه وسلم في عرصات القيامة فمما قام عليه الإجماع وتواترت به الأخبار في حديث الشفاعة اهـ انظره في الكلام على زيارة قبره صلى اللّه عليه وسلم‏.‏

304- شفاعتي يوم القيامة حق

‏(‏شفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها‏)‏‏.‏

- ذكر السيوطي في الجامع أنه أخرجه ابن منيع يعني في المعجم عن زيد بن أرقم وبضعة عشر من الصحابة قال المناوي في شرحيه ومن ثم أطلق عليه التواتر اهـ‏.‏

‏(‏قلت‏)‏ مثل هذا لا يكفي في إثبات التواتر لكن سهل إطلاقه هنا كون أحاديث الشفاعة مطلقاً أو في المذنبين متواترة المعنى وقد أورد في الجامع أيضاً حديث شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وفي لفظ آخر لأهل الذنوب من أمتي وفي آخر خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفي أترونها للمؤمنين المتقين لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطاءين وذكر الأول من رواية ‏(‏1‏)‏ أنس ‏(‏2‏)‏ وجابر ‏(‏3‏)‏ وابن عباس ‏(‏4‏)‏ وابن عمر ‏(‏5‏)‏ وكعب بن عجرة والثاني من رواية ‏(‏6‏)‏ أبي الدرداء والثالث من رواية ‏(‏7‏)‏ ابن عمر ‏(‏8‏)‏ وأبي موسى وقال السعد في شرح النسفية بعد ذكر حديث شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ما نصه وهو مشهور بل الأحاديث في باب الشفاعة متواترة المعنى اهـ‏.‏

وقال الشهاب في شرح الشفا لما تكلم على شفاعته صلى اللّه عليه وسلم في بعض المذنبين ممن استوجب دخول النار ما نصه وهذه الشفاعة ثابتة بأحاديث كثيرة بلغ مجموع طرقها التواتر ولا يعتد بمن أنكرها من الخوارج والمتعزلة اهـ‏.‏

وقال التقي السبكي في شفاء السقام لما تكلم على الشفاعة المختصة به صلى اللّه عليه وسلم وهي الإراحة من طول الوقوف وتعجيل الحساب وهي الشفاعة العظمى قال ولم ينكرها أحد وعلى الشفاعة فيمن دخل النار من المذنبين ما نصه وهذه الشفاعة والشفاعة الأولى العظمى تواترت الأحاديث بهما واختصاص النبي صلى اللّه عليه وسلم بالعظمى كما سبق وأما هذه فقد جاء فيها شفاعة الملائكة والأنبياء والمؤمنين وأن اللّه تعالى بعد ذلك يخرج برحمته من قال لا إله إلا اللّه اهـ‏.‏

وقال عياض جاءت الأحاديث التي بلغ مجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين وفي فتح الباري جاءت الأحاديث في إثبات الشفاعة المحمدية متواترة ودل عليها قوله تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً والجمهور على أن المراد به الشفاعة وبالغ الواحدي فنقل فيه الإجماع ولكنه أشار إلى ما جاء عن مجاهد وزيفه اهـ‏.‏

وتقدم عن فتح المغيث للسخاوي أن عدد روات حديث الشفاعة والحوض من الصحابة زاد على أربعين قال وممن وصفهما بذلك يعني بالتواتر عياض في الشفا وقال ابن عبد البر في الاستذكار إثبات الشفاعة ركن من أركان اعتقاد أهل السنة وهم مجمعون على أن تأويل قول اللّه تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً المقام المحمود هو شفاعته صلى اللّه عليه وسلم في المذنبين من أمته ولا أعلم في هذا مخالفاً إلا شيئاً روى عن مجاهد ذكرته في التمهيد أنه جلوسه على العرش وروى عنه خلافه على ما عليه الجماعة فصار إجماعاً منهم والحمد للّه وقد ذكرت في التمهيد كثيراً من أقاويل الصحابة والتابعين في ذلك وذكرت من أحاديث الشفاعة ما فيه كفاية والأحاديث فيها متواترة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم صحاح ثابتة وذكرنا أيضاً في التمهيد حديث ابن عمر وحديث جابر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة وقال جابر من لم يكن من أهل الكبائر فماله وللشفاعة وقال ابن عمر ما زلنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى نزلت ‏{‏أن اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏}‏ وقال صلى اللّه عليه وسلم أني أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي وقد ذكرنا الأسانيد بذلك كله في التمهيد وهذا الأصل الذي ينازعنا فيه أهل البدع اهـ منه‏.‏

وقد نقله الزرقاني في شرح الموطأ مختصراً وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته في الاستغاثة بسيد الخلق ما نصه قد ثبت بالسنة المستفيضة بل المتواترة واتفاق الأمة أن نبينا صلى اللّه عليه وسلم الشافع المشفع وأنه يشفع في الخلائق يوم القيامة وأن الناس يستشفعون به يطلبون منه أن يشفع لهم إلى ربهم وأنه يشفع لهم ثم اتفق أهل السنة والجماعة أنه يشفع في أهل الكبائر وأنه لا يخلد في النار من أهل التوحيد أحد اهـ‏.‏

305- الحوض

- أوردها في الأزهار من حديث ‏(‏1‏)‏ أنس ‏(‏2‏)‏ وأسيد بن حضير ‏(‏3‏)‏ وجندب بن عبد اللّه بن سفيان البجلي ‏(‏4‏)‏ وحارثة بن وهب ‏(‏5‏)‏ وسهل بن سعد ‏(‏6‏)‏ وعبد اللّه بن زيد ‏(‏7‏)‏ وابن عمرو ‏(‏8‏)‏ وابن مسعود ‏(‏9‏)‏ والمستورد بن شداد ‏(‏10‏)‏ وأبي هريرة ‏(‏11‏)‏ وأسماء بنت أبي بكر ‏(‏12‏)‏ وابن عباس ‏(‏13‏)‏ وثوبان ‏(‏14‏)‏ وجابر بن سمرة ‏(‏15‏)‏ وحذيفة بن اليمان ‏(‏16‏)‏ وعقبة بن عامر ‏(‏17‏)‏ وأبي ذر ‏(‏18‏)‏ وأبي سعيد الخدري ‏(‏19‏)‏ وعائشة ‏(‏20‏)‏ وأم سلمة ‏(‏21‏)‏ وأبي بكر الصديق ‏(‏22‏)‏ وعمر بن الخطاب ‏(‏23‏)‏ وعقبة بن عبد السلمي ‏(‏24‏)‏ وعلي بن أبي طالب ‏(‏25‏)‏ وسمرة بن جندب ‏(‏26‏)‏ وأسامة بن زيد ‏(‏27‏)‏ وحمزة بن عبد المطلب ‏(‏28‏)‏ وزوجته خولة بنت قيس ‏(‏29‏)‏ وخباب بن الأرت ‏(‏30‏)‏ وزيد بن أرقم ‏(‏31‏)‏ وعائذ بن عمرو ‏(‏32‏)‏ وكعب بن عجرة ‏(‏33‏)‏ ولقيط بن عامر ‏(‏34‏)‏ وأبي برزة الأسلمي ‏(‏35‏)‏ وبريدة ‏(‏36‏)‏ وأبي بن كعب ‏(‏37‏)‏ والبراء ابن عازب ‏(‏38‏)‏ وجابر بن عبد اللّه ‏(‏39‏)‏ وحذيفة بن أسيد ‏(‏40‏)‏ والحسن بن علي ‏(‏41‏)‏ وزيد بن ثابت ‏(‏42‏)‏ وسلمان ‏(‏43‏)‏ وأبي أمامة ‏(‏44‏)‏ وأبي بكرة ‏(‏45‏)‏ وأبي الدرداء ‏(‏46‏)‏ وأبي مسعود ‏(‏47‏)‏ وسويد ابن جبلة الفزاري ‏(‏48‏)‏ والعرباض بن سارية ‏(‏49‏)‏ والنواس بن سمعان تسعة وأربعين نفساً‏.‏

‏(‏قلت‏)‏ زاد في شرح الأحياء ممن رواها أيضاً ‏(‏50‏)‏ أبا لبابة ‏(‏51‏)‏ وجبير بن مطعم ‏(‏52‏)‏ وأوس ابن الأرقم وهو أخو زيد بن الأرقم ‏(‏53‏)‏ وزيد بن أبي أوفى وهو أخو عبد اللّه بن أبي أوفى ‏(‏54‏)‏ وسويد ابن عامر ‏(‏55‏)‏ والصنابحي بن الأعسر ‏(‏56‏)‏ وعبد اللّه الصنابحي وهو غير الذي قبله وغير أبي عبد اللّه الصنابحي التابعي ‏(‏57‏)‏ وسمرة بن جندب السواءي العامري وهو والد جابر بن سمرة ثمانية أنفس وزاد غيره غيرهم طالع تطلع وقد ذكر عياض في الشفا ممن رواها أربعة وعشرين نفساً وذكره قبلها عن ثلاثة آخرين ويوجد في بعض نسخه زيادة ثلاثة أيضاً فمجموع ذلك ثلاثون وذكر القرطبي في المفهم أنه رواها نيف على ثلاثين وزاد عليهم ابن حجر في فتح الباري فأوصل رواتها لست وخمسين وأوصلهم في البدور السافرة إلى ثمان وخمسين ذاكراً لفظ كل واحد ونقل في شرح المواهب عن الحافظ قال بلغني أن بعض المتأخرين أوصلهم إلى ثمانين نفساً وفي مناهل الصفا روى أحاديث الحوض خمسة وخمسون صحابياً خرجت أحاديثهم في الأحاديث المتواترة اهـ‏.‏

وانظره وانظر أيضاً شرح علي القاري على الشفا وشرح الأحياء فقد عد فيه ممن رواها خمسة وأربعين وذكر ألفاظهم ومن خرجها في نحو من نصف كراسة وقال في آخرها فهذا ما تيسر لي من جمع أحاديث الحوض في وقت الكتابة ولو استوفيت النظر في مجموع ما عندي من الفوائد والأجزاء والتعاليق والتخاريج ربما بلغ أكثر مما ذكرت اهـ‏.‏

وفي الاستذكار في الكلام على حديث ومنبري على حوضي ما نصه وقد ذكرنا الآثار المتواترة في الحوض في كتاب التمهيد اهـ‏.‏

وفي فيض القدير قال القاضي ويعني به البيضاوي الحوض على ظاهره عند أهل السنة وحديثه متواتر يجب الإيمان به وتردد البعض في تكفير منكره وقال القرطبي أحاديث الحوض متواترة اهـ‏.‏

وممن جمعها الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه البعث والنشور بأسانيدها وطرقها وفي بعض ذلك ما يقتضي كونها متواترة لكن قال بعض تواترها معنوي لا لفظي انظر الشهاب على الشفا وغيره‏.‏

306- الكوثر

- قال الحافظ عماد الدين ابن كثير تواترت من طرق تفيد القطع عند كثير من أئمة الحديث‏.‏

307- أنكم سترون ربكم الخ

أنكم سترون ربكم يعني يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر

- ذكره السعد في شرح النسفية وقال هو حديث مشهور رواه أحد وعشرون من أكابر الصحابة رضي اللّه عنهم اهـ وقد نقله الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي في حواشيه على المسايرة لشيخه ابن الهمام وقال عقبه ما نصه قلت أخذ هذا من الكفاية قال فيها وذكر الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن علي الحكيم الترمذي رحمه اللّه في تصنيف له قال على صحة حديث الرؤية عدة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلهم أئمة منهم ‏(‏1‏)‏ ابن مسعود ‏(‏2‏)‏ وابن عمر ‏(‏3‏)‏ وابن عباس ‏(‏4‏)‏ وصهيب ‏(‏5‏)‏ وأنس ‏(‏6‏)‏ وأبو موسى الأشعري ‏(‏7‏)‏ وأبو هريرة ‏(‏8‏)‏ وأبو سعيد الخدري ‏(‏9‏)‏ وعمار بن ياسر ‏(‏10‏)‏ وجابر بن عبد اللّه ‏(‏11‏)‏ ومعاذ بن جبل ‏(‏12‏)‏ وثوبان ‏(‏13‏)‏ وعمارة ابن رويبة الثقفي ‏(‏14‏)‏ وحذيفة ‏(‏15‏)‏ وأبو بكر الصديق ‏(‏16‏)‏ وزيد بن ثابت ‏(‏17‏)‏ وجرير ابن عبد اللّه اليمني ‏(‏18‏)‏ وأبو أمامة الباهلي ‏(‏19‏)‏ وبريدة الأسلمي ‏(‏20‏)‏ وأبو برزة ‏(‏21‏)‏ وعبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي رضوان اللّه عليهم أجمعين فهم أحد وعشرون من مشاهير الصحابة وكبرائهم وعلمائهم نقلوه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واتفقوا على ثبوته ولم يشتهر عن غيرهم خلاف ذلك فكان إجماعاً اهـ‏.‏

ثم ذكر الشيخ قاسم من خرج أحاديثهم من الأئمة ثم عد أيضاً ممن رواه ‏(‏22‏)‏ أبا رزين العقيلي ‏(‏23‏)‏ وعبادة بن الصامت ‏(‏24‏)‏ وكعب بن عجرة ‏(‏25‏)‏ وفضالة ابن عبيد ‏(‏26‏)‏ وأبي بن كعب ‏(‏27‏)‏ وعبد اللّه بن عمرو ‏(‏28‏)‏ وعائشة فانظره وقال ابن أبي شريف في شرحها أيضاً أحاديث الرؤية متواترة معنى فقد وردت بطرق كثيرة عن جمع كثير من الصحابة ذكرنا عدة منها في حواشي شرح العقائد اهـ‏.‏

وفي تحفة الجلساء رؤية اللّه تعالى في الموقف حاصلة لكل أحد بلا نزاع وقال اللقاني في شرح جوهرته أحاديث رؤية اللّه تعالى في الآخرة بلغ مجموعها مبلغ التواتر مع اتحاد ما تشير إليه وإن كان تفاصيلها آحاداً اهـ‏.‏

وقال الدميري في حياة الحيوان في مبحث العلق لما ذكر أن رؤيته تعالى في الدنيا والآخرة جائزة بالأدلة العقلية والنقلية ما نصه وأما النقلية فمنها كذا إلى أن قال ومنها ما تواترت به الأحاديث من أخباره صلى اللّه عليه وسلم برؤية اللّه تعالى في الدار الآخرة ووقوع ذلك كرامة للمؤمنين اهـ وفي المواهب في الكلام على الإسراء تواترت الأخبار عن أبي سعيد وأبي هريرة وأنس وجرير وصهيب وبلال وغير واحد من الصحابة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أن المؤمنين يرون اللّه تعالى في الدار الآخرة في العرصات وفي روضات الجنات جعلنا اللّه منهم اهـ‏.‏

308- عدم تخليد المؤمن العاصي في النار وعدم خروج من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان منها

- ذكر السيوطي وغيره أنها متواترة وفي مطالع المسرات ما نصه وأما العصاة من المؤمنين فالأحاديث في عدم تخليد المؤمن العاصي في النار زائدة على حد التواتر قال الحافظ الجلال السيوطي في البدور السافرة فقد رويناها من حديث أكثر من أربعين صحابياً وسقناها في كتابنا الأزهار المتناثرة في الأخبار التواترة اهـ‏.‏

ولعله يريد به الأصل وأما المختصر الذي ننقل عنه فلم نر هذا الحديث فيه وفي رسالة الفرقان لابن تيمية ما نصه وقد تواتر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه يخرج منها يعني من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان اهـ‏.‏

وفي عمدة القاري الأدلة القطعية قد دلت عند أهل السنة والجماعة أن طائفة من عصاة الموحدين يعذبون ثم يخرجون من النار بالشفاعة اهـ‏.‏

وفي الترمذي بعد إيراد حديث عبادة بن الصامت من شهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه حرم اللّه عليه النار ما نصه قال أبو عيسى ووجه هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن أهل التوحيد سيدخلون الجنة وإن عذبوا بالنار بذنوبهم فإنهم لا يخلدون في النار وقد روى عن عبد اللّه ابن مسعود وأبي ذر وعمران بن حصين وجابر بن عبد اللّه وابن عباس وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال سيخرج قوم من النار من أهل التوحيد ويدخلون الجنة هكذا روى عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وغير واحد من التابعين وقد روى من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في تفسير هذه الأية ‏{ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين‏}‏ قال إذا خرج أهل التوحيد من النار وادخلوا الجنة ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين اهـ‏.‏

309- يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب

- أورده في الأزهار من حديث ‏(‏1‏)‏ ابن عباس ‏(‏2‏)‏ وأبي هريرة ‏(‏3‏)‏ وعمران بن حصين ‏(‏4‏)‏ وأبي أمامة ‏(‏5‏)‏ وأبي بكر الصديق ‏(‏6‏)‏ وابنه عبد الرحمان ‏(‏7‏)‏ وابن مسعود ‏(‏8‏)‏ وجابر بن عبد اللّه ‏(‏9‏)‏ وأبي أيوب الأنصاري ‏(‏10‏)‏ وثوبان ‏(‏11‏)‏ وحذيفة بن اليمان ‏(‏12‏)‏ وأنس ‏(‏13‏)‏ وأبي سعيد الخدري ‏(‏14‏)‏ ورفاعة الجهني ‏(‏15‏)‏ والفلتان بن عاصم ‏(‏16‏)‏ وسمرة بن جندب ‏(‏17‏)‏ وعمرو ابن حزم ‏(‏18‏)‏ وأبي سعيد الأنصاري ‏(‏19‏)‏ وأسماء بنت أبي بكر تسعة عشر نفساً‏.‏

310- الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الرحمان

- قال في شرح المواهب جاء مرفوعاً من حديث ‏(‏1‏)‏ أبي موسى ‏(‏2‏)‏ وكعب بن عجرة ‏(‏3‏)‏ وابن عمر ‏(‏4‏)‏ وأبي بن كعب ‏(‏5‏)‏ وأنس ‏(‏6‏)‏ وأبي هريرة وجاء موقوفاً على الصديق وحذيفة وابن عباس وابن مسعود وجاء عن جماعة من التابعين كما بسطه في البدور وقال قال البيهقي هذا تفسير قد استفاض واشتهر فيما بين الصحابة والتابعين ومثله لا يقال إلا بتوقيف وقال يحيى بن معين عندي سبعة عشر حديثاً كلها صحاح وزاد عليه في البدور اثنين وساق ألفاظ الجميع عازياً لمخرجيهم وقال أنها بلغت مبلغ التواتر عندنا معاشر أهل الحديث اهـ‏.‏

وفي نواهد الأبكار وشواهد الأفكار للسيوطي رحمه اللّه هذا التفسير هو الثابت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نصاً في تفسير هذه الآية فيما أخرجه مسلم في صحيحه وعن أصحابه أبي بكر وحذيفة وأبي موسى وعبادة بن الصامت وغيرهم والأحاديث والآثار بهذا التفسير كثيرة أوردتها في التفسير المأثور اهـ‏.‏

وفي مطالع المسرات ما نصه والنظر إلى وجه اللّه سبحانه في الجنة جائز عقلاً وثابت نقلاً بالكتاب والسنة والإجماع أما الكتاب فقوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وقوله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وقوله ولدينا مزيد وقوله ‏{كلا أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون‏}‏ يعني الكفار وقد بلغ ما جاء مسنداً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم والصحابة والتابعين في تفسير هذه الآيات بالرؤية مبلغ التواتر وأما السنة فقد ثبتت الرؤية من حديث نحو العشرين صحابياً كلها أحاديث مسندة صحيحة إلى ما يتبعها من المراسيل والمعضلات والموقوفات والمقطوعات وأما الإجماع فقد أجمع عليها أهل السنة قبل ظهور أهل البدع والأهواء الذين أعماهم الضلال اهـ وانظر الدر المنثور لدى تفسير هذه الآية‏.