مقدمة الحكواتي

الجامع الصغير وشرحه النافع الكبير

الشيباني

أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني المولود عام 132 هـ والمتوفي عام 189 هـ


نبذة عن الكاتب:

أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني المولود عام 132 هـ والمتوفي عام 189 هـ

ابن فرقد ، العلامة ، فقيه العراق أبو عبد الله الشيباني ، الكوفي ، صاحب أبي حنيفة . ولد بواسط ، ونشأ بالكوفة .

وأخذ عن أبي حنيفة بعض الفقه ، وتمم الفقه على القاضي أبي يوسف .

وروى عن : أبي حنيفة ، ومسعر ، ومالك بن مغول ، والأوزاعي ، ومالك بن أنس .

أخذ عنه : الشافعي فأكثر جدا ، وأبو عبيد ، وهشام بن عبيد الله ، وأحمد بن حفص فقيه بخاري ، وعمرو بن أبي عمرو الحراني ، وعلي بن مسلم الطوسي ، وآخرون .

وقد سقت أخباره في جزء مفرد .

قال ابن سعد : أصله جزري ، سكن أبوه الشام ، ثم ولد له محمد سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، غلب عليه الرأي وسكن بغداد .

قلت : ولي القضاة للرشيد بعد القاضي أبي يوسف ، وكان مع تبحره في الفقه يضرب بذكائه المثل .

كان الشافعي يقول : كتبت عنه وقْر بُخْتِيٍّ وما ناظرت سمينا أذكى منه ، ولو أشاء أن أقول : نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن ، لقلت لفصاحته .

وقال الشافعي : قال محمد بن الحسن : أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا ، وسمعت من لفظه سبع مائة حديث
وقال ابن معين : كتبت عنه "الجامع الصغير".

قال إبراهيم الحربي : قلت للإمام أحمد : من أين لك هذه المسائل الدقاق ؟ قال : من كتب محمد بن الحسن .

قيل : إن محمدا لما احتضر ، قيل له : أتبكي مع العلم ؟ قال : أرأيت إن أوقفني الله ، وقال : يا محمد ، ما أقدمك الري ؟ الجهاد في سبيلي ، أم ابتغاء مرضاتي ؟ ماذا أقول ؟

قلت : توفي إلى رحمة الله سنة تسع وثمانين ومائة بالري .

نبذة عن الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلاته على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

وبعد فإن محمد بن الحسن ( رحمه الله ) وضع كتابا في الفقه وسماه الجامع الصغير قد جمع فيه اربعين كتابا من كتب الفقه ولم شرح المتن .
قوله وسماه الجامع الصغير ذكر الصدر الشهيد في خطبة شرحه ان مشايخنا كانون يعظمون مسائل هذا الكتاب تعظيما ويقدمونه على سائر الكتب تقديما وكانوا يقولون لا ينبغي لأحد أن يتقلد القضاء والفتوى ما لم يحفظ مسائل هذا الكتاب فإن مسائله من أمهات المسائل فمن حوى معانيها وحفظ مبانيها صار من زمرة الفقهاء وصار اهلا للفتوى والقضاء وذكر فخر الإسلام البزدوي في أول شرحه كان ابو يوسف يتوقع من محمد أن يروي كتابا عنه فصنف محمد هذا الكتاب وأسنده عن أبي يوسف عن أبي حنيفة فلما عرض على أبي يوسف استحسنه وقال حفظ ابو عبدالله الا مسائل أخطأ في روايتها فلما بلغ ذلك محمدا قال حفظتها ونسي هو وذكر قاضيخان في شرحه إن الجامع الصغير قيل من تصنيف أبي يوسف وقال بعضهم من تصنيف محمد فإنه حين فرغ من تصنيف المبسوط أمره أبو يوسف أن يصنف كتابا ويروي عنه فصنف هذا يبوب الأبواب لكل كتاب منها كما بوب كتب المبسوط ثم إن القاضي الإمام ابا طاهر الدباس بوبه ورتبه ليسهل على المتعلمين حفظه ودراسته شرح المتن الكتاب وذكرالأتقاني في ( باب الإذان ) من شرح الهداية المسمى بغاية البيان ذكر محمد في الجامع الصغيرفي رواية المسائل محمد عن يعقوب ( وهو اسم أبي يوسف ) عن أبي حنيفة حتى لا يكون وهم التسوية في التعظيم بين الشيخين لأن الكنية للتعظيم وكان محمد مأمورا من أبي يوسف أن يذكره باسمه حيث يذكر ابا حنيفة فعن هذا قال مشايخنا إن من الأدب ان لا يدعو الطلبة بعضهم لبعض بلفظ مولانا عند أستاذهم احترازا عن التسوية بين الأستاذ والتلميذ .

قوله ولم يبوب الأبواب الخ أي جمع مسائل متفرقة في كتاب مثلا مسائل الصلاة في كتاب الصلاة ومسائل الصوم في كتاب الصوم ولم يفصل الأبواب تحت كل كتاب والفرق بين الكتاب والباب أن الكتاب عندهم عبارة عن طائفة من المسائل اعتبرت مستقلة شملت أنواعا أو لم تشتمل فقولهم طائفة كالجنس وقولهم اعتبرت مستقلة أي مع قطع النظر عن تبعيتها للغير أو تبعية غيرها اياها فيدخل فيه كتاب الطهارة وإن كان هو من توابع الصلاة وكذا كتاب الصلاة وإن كان مستتبعا للطهارة فاعتبار الاستقلال قد يكون لانقطاعه عن غيره ذاتا كانقطاع كتاب اللقطة عن كتاب المفقود مثلا وقد يكون بمعنى اعتباري يؤثر في ذلك كانقطاع كتاب الطهارة عن الصلاة وقولهم شملتت أنواعا ككتاب الصلاة والطهارة أو لم تشتمل ككتاب الآبق والمفقود مثلا فإن كان ما تحته أنواع فكل نوع مشتمل على الجزئيات يسمى بالباب كباب نواقض الوضوء ونحوه وإن قصد فصل طائفة من الجزئيات يسمى ذلك فصلا فعلم أن الفصل لا يوجد بدون الباب والباب لا يوجد بدون الكتاب والكتاب قد يوجد بدون الباب.

ثم ان الفقيه احمد بن عبدالله بن محمود تلميذه كتبه عنه ببغداد في داره وقرأه عليه في شهور سنة اثنين وعشرين وثلاث مائة والله أعلم شرح المتن والباب قد يوجد بدون الفصل هذا هو المعروف عندهم وذكر بعضهم في تفسيرها وجوها أخر قد بسطناها في السعاية في كشف ما في شرح الوقاية وفقنا الله لاتمامه ويسر علينا اختتامه.