باب الخاء والنون، الهاء

خنا

الخَنا: من قبيح الكلام. خَنا في مَنْطقه يَخْنُو خَناً، مقصور.
والخَنا: الفُحْش. وفي التهذيب: الخَنا من الكلام أَفْحَشُه. وخَنا في كلامه وأَخْنَى: أَفْحَش، وفي مَنْطقه إخْناءٌ؛ قالت بنتُ أَبي مُسافِعٍ القُرَشي وكان قتله النبي، صلى الله عليه وسلم:

وما لَيْثُ غَـرِيفٍ ذُو

 

أَظـافِـيرَ وأَقْـدامِ

كحِبِّي، إذا تَلاقَوا، و

 

وُجُوهُ القَوْمِ أَقْـرانُ

وأَنتَ الطاعِنُ النَّجْلا

 

ءِ منها مُـزْبِـدٌ آنِ

وفي الكَفِّ حُسامٌ صا

 

رِمٌ أَبْـيَضُ خَـذَّامُ

وقد تَرْحَلُ بالرَّكْبِ،

 

فما تُخْنِي لصُخْبـانِ

ابن سيده: هكذا رواها الأَخفش كلها مقيدة، ورواها أَبو عمرو مطلقة. قال ابن جني: إذا قيدت ففيها عيب واحد وهو الإكْفاء بالنون والميم، وإذا أَطلقت ففيها عيبان الإكْفاء والإقْواء، قال: وعندي أَن ابن جني قد وهم في قوله رواها أَبو الحسن الأَخفش مقيدة، لأَن الشعر من الهَزَج وليس في الهزج مفاعيل بالإسكان ولا فَعُولانْ، فإن كان الأَخْفش قد أَنشده هكذا فهو عندي على إنشاد من أَنشد:

أَقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابْ

بسكون الباء، وهذا لا يعتدّ به ضرباً لأَن فَعُولْ مسكنة ليست من ضروب الوافر، فكذلك مفاعيلْ أَو فَعُولانْ ليست من ضروب الهزج، وإذا كان كذلك فالرواية كما رواه أَبو عمرو، وإن كان في الشعر حينئذ عيبان من الإقواء والإكفاء إذ احتمالُ عيبين وثلاثة وأَكثر من ذلك أَمْثَلُ من كسر البيت، وإن كنت أَيها الناظر في هذا الكتاب من أَهل العَروض فعِلْمُ هذا عليك من اللازم المفروض. وكلامٌ خَنٍ وكَلِمَة خَنِيَةٌ، وليس خَنٍ على الفِعْل، لأَنا لا نعلم خَنِيَتِ الكلمة، ولكنه على النَّسَب كما حكاه سيبويه من قولهم رجل طَعِمٌ ونَهِرٌ، ونظيره كاسٍ إلا أَنه على زنة فاعِلٍ، قال سيبويه: أَي ذو طَعامٍ وكسْوَة وسَيْرٍ بالنهار؛ وأَنشد:

لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ

وقول القُطامِيّ:

دَعُوا النَّمْر، لا تُثْنُوا عليها خَنايَةً،فقد أَحْسَنَتْ في جُلّ ما بَيننا النَّمْرُ

بَنَى من الخنَا فَعالَة. وقد خَنِيَ عليه، بالكسر، وأَخْنَى عليه في مَنْطِقِه: أَفْحَشَ؛ قال أَبو ذؤيب:

ولا تُخْنُوا عليَّ، ولا تُشِطُّـوا

 

بقول الفخْر، إنّ الفَخْرَ حُوبُ

وفي الحديث: أَخْنَى الأَسماء عند الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلكَ الأَمْلاكِ؛ الخَنا: الفُحْشُ في القول، ويجوز أَن يكون من أَخْنَى عليه الدَّهْرُ إذا مالَ عليه وأَهلكه. وفي الحديث: من لم يَدَعِ الخَنا والكَذِبَ فلا حاجةَ لله في أَن يَدَعَ طَعامَه وشرابه. وفي حديث أَبي عبيدة: فقال رجل من جُهَيْنَة والله ما كان سَعْدٌ ليُخْنِيَ بابْنهِفي شِقَّةٍ من تَمْرٍ أَي يُسْلِمه ويَخْفر ذِمَّتَه، وهو من أَخْنَى عليه الدِّهْرُ. وخَنَى الدَّهْرِ: آفاتُه؛ قال لبيد:

قلبتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى،

 

وقَدرنا إن خَنَى الدَّهرِ غَفَـلْ

وأَخْنَى علي الدَّهْرُ: طالَ. وأَخْنَى عليهم الدهرُ: أَهلكهم وأَتَى عليهم؛ قال النابغة:

أَمْسَتْ خَلاءً وأَمْسَى أَهْلُها احْتَمَلُوا،

 

أَخْنَى عليها الذي أَخْنَى على لُبَـدِ

وأَخْنَى: أَفْسَدَ. وأَخْنَيْتُ عليه: أَفْسَدْتُ. والخَنْوةُ:الغَدْرَةُ. والخَنْوَة أَيضاً: الفُرْجَة في الخُصّ. وأَخْنَى الجرادُ: كَثُر بيضُه؛ عن أَبي حنيفة. وأَخْنَى المَرْعَى: كَثُرَ نَباتُه والْتَفَّ؛ وروي بيت زهير:

أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَخْنَى،

 

له بالسِّـيَّ تَـنُّـومٌ وآءُ

والأَعرف الأَكثر أَجْنَى. قال ابن سيده: وإنما قضينا أَن أَلفه ياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً، والله أَعلم.

خنب

الخِنَّابُ: الضَّخْمُ الطويلُ من الرجالِ، ومنهم مَن لم يُقَيِّدْ؛ وهو أَيضاً: الأَحْمَق المُخْتَلِجُ مرَّةً هُنا، ومَرَّةً هُنا.
والخِنَّابُ: الضَّخْمُ الأَنفِ، وهذا مما جاءَ على أَصلِه شاذّاً، لأَن كلَّ ما كان على فِعَّالٍ من الأَسْماءِ، أُبْدِلَ من أَحدِ حَرْفِيْ تَضْعِيفِه ياء، مثل دِينارٍ وقيراطٍ، كَراهِيَة أَنْ يَلْتَبِس بالمصادِرِ، إلاَّ أَن يكونَ بالهاء، فيَخْرُجَ على أَصلِه، مثلَ دِنَّابةٍ وصِنَّارَةٍ، ودِنَّامةٍ وخِنَّابةٍ، لأَنه الآن قد أُمِنَ التِباسُه بالمَصادِرِ. التهذيب: يقال رجل خِنَّأْبٌ، مكسورُ الخاءِ، مُشَدَّدُ النون، مهموز: وهو الضَّخْمُ في عَبالةٍ، والجمع خَنانِبُ. ويقال: الخِنَّأْبُ من الرجالِ: الأَحْمَقُ المُتَصَرِّفُ، يختلج هكذا مرَّة، وهكذا مرَّة أَي يذهب. الأَزهري، الليث: الخُنَّأْبةُ، الخاءُ رفعٌ والنون شديدةٌ، وبعد النون همزة، وهي طَرَفُ الأَنفِ، وهما الخُنَّأْبَتانِ، قال: والأَرْنَبة تحت الخُنَّأْبةِ. وقال ابن سيده: الخِنَّابة الأَرْنَبَةُ العظيمة، وقيل: طَرَفُ الأَرْنَبةِ من أَعلاها، بينها وبين النُّخْرَة. والخِنَّابَتانِ: طَرَفا الأَنفِ من جانِبَيْه، والأَرْنَبَة: ما تَحْتَ الخِنَّابة، والعَرْتَمَة: أَسْفَلُ من ذلك، وهي حَدُّ الأَنفِ، والرَّوْثَة تَجْمَعُ ذلك كلِّه، وهي المُجْتَمعة قُدَّامَ المارِنِ، وبعضهم يقول: العَرْتَمَة ما بين الوَتَرة والشَّفَةِ، والخِنَّابة حرفُ المُنْخُر، وهما الخنَّابتان. وقيل خِنَّابَتَا الأَنفِ: خَرْقاهُ عن يَمينٍ وشِمال، بينهما الوَتَرةُ؛ قال الراجز:

أَكْوي ذَوي الأَضْغان كَيّاً مُنْضِجا،

 

منهم، وذَا الخِنَّابةِ العَفَنْـجَـجَـا

ويقال: الخِنَّأْبة، بالهمز. وفي حديث زيدِ بنِ ثابت، في الخِنَّابَتَيْنِ إذا خُرِمَتَا، قال: في كلِّ واحدةٍ ثُلُثُ دِيةِ الأَنفِ، هما بالكسر والتشديد، جانِبا المُنْخُرَيْنِ، عن يَمينِ الوَتَرةِ وشمالِها، وهَمَزَها الليث، وأَنكرها الأَصمعي. قال أَبو منصور: الهمزةُ التي ذكرها الليث في الخِنَّابة والخِنَّاب لا تَصحُّ عِندي إلاَّ أَن تُجْتَلَب، كما أَدخِلَتْ في الشَّمْأَلِ، وغِرقِئ البَيْضِ، وليستْ بأَصْلِيَّة. قال أَبو منصور: وأَما الخُنَّأْبةُ، بالهمز وضم الخاءِ، فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي، قال الخِنَّابَتانِ، بكسر الخاء وتشديد النون، غير مهموز، هما سَمَّا المُنْخُرَيْن، وهما المُنْخُرانِ، والخَوْرَمَتانِ، قال: هكذا ذكرهما أَبو عبيد في كتاب الخيل؛ وروى سَلَمة عن الفرَّاءِ أَنه قال: الخِنَّابُ، والخِنَّبُ الطويلُ. قال: ولا أَعرف الهمز لأَحد في هذه الحروف.
والخَنَبُ: كالخُنانِ في الأَنفِ، وقد خَنِبَ خَنَباً. والخِنْبُ: مَوْصِلُ أَسافِلِ أَطْرافِ الفخِذَيْنِ، وأَعالي الساقَيْنِ. والخِنْبُ: باطِنُ الرُّكْبةِ؛ وقيل: هو فُروجُ ما بين الأَضْلاع، وجمعُ ذلك كلِّه أَخْنابٌ؛ قال رؤْبة:

عُوجٌ دِقاقٌ، من تَحَنِّي الأَخْناب

الفرَّاءُ: الخِنْبُ، بكسر الخاءِ: ثِنْيُ الرُّكْبَة، وهو المَأْبِضُ.
وخَنِبَتْ رِجْلُه، بالكسر: وهَنَتْ. وأَخْنَبَها هو: أَوْهَنَها، وأَخْنَبْتُها أَنا؛ قال ابن أَحمر:

أَبي الذي أَخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ،

 

إذ كانتِ الخَيْلُ كعِلْباءِ الـعُـنُـقْ

قال ابن بري: قال أَبو زكريا الخطيب التبريزي: هذا البيت لتميم بن العَمَرَّدِ بنِ عامِرِ بن عبدِ شَمْسٍ، وكان العَمَرَّد طَعَن يَزيدَ بنَ الصَّعِقِ، فأَعْرَجَه. قال ابن بري: وقد وَجَدته أَيضاً في شعر ابن أَحمر الباهلي.
ابن الأَعرابي: أَخْنَبَ رجلَه قَطَعَها.
وخَنِبَ الرَّجُلُ: عَرِجَ.
واخْتَنَبَ القومُ: هَلَكُوا أَبو عمرو: المَخْنَبة القطيعة.
وجاريةٌ خَنِبة: غَنِجة رَخيمة. وظَبْيةٌ خَنِبة أَي عاقدة عُنُقَها، وهي رابضة لا تَبْرَحُ مَكانَها، كأَن الجارية شُبِّهَتْ بها؛ وقال:

كأَنها عَنْزُ ظِباءٍ خَنِبَـهْ،

 

ولا يَبِيتُ بَعْلُها على إبَهْ

الإبةُ: الرِّيبةُ. ويقال: رأَيتُ فلاناً على خَنْبةٍ وخَنْعةٍ، ومثله: عَقِرَ وبَقِرَ، ومثله: ما ذُقْتُ عَلُوساً ولا بَلُوساً، وجئ به من عَسَّكَ وبَسَّكَ، فعاقَب العَينُ الباءَ.
شمر: الخَنَباتُ الغَدْرُ والكَذِبُ.
ويقال: لَنْ يَعْدَمَكَ من اللئيم خَنابةٌ أَي شَرٌّ. والخَنَابةُ: الأَثَر القبيحُ. قال ابنُ مقبل:

ما كنتُ مَولى خَناباتٍ، فَآَتِيَها،

 

ولا أَلِمْنا لقَتْلى ذَاكُمُ الكَـلِـمِ

ويروى جَناباتٍ. يقول: لست أجنبياً منكم؛ ويروى خَناناتٍ، بِنُونَيْن، وهي كالخَناباتِ. ورجل ذُو خَنَبَاتٍ وخَبَناتٍ: وهو الذي يصلح مَرَّةً، ويفسدُ أَخْرى.

خنبت

الخُنْبُتُ: القصير من الرجال.

خنبث

رجل خُنْبُثٌ وخُنابِثٌ: مذموم.

خنبج

الخُنْبُجُ والخَنَابِجُ: الضَّخْمُ. والخُنْبُجُ: السَّيِّءُ الخلق. وامرأَة خُنْبُجَة: مكتنزة ضخمة. وهَضْبَةُ خُنْبُجٌ: عظيمة.
والخُنْبُجُ: الخابية الصغيرة.
والخُنْبُجَة، بالهاء: الخابية المدفونة، حكان أَبو حنيفة عن أَبي عمرو، وهي فارسية معربة. وفي حديث تحريم الخمر ذكر الخُنَابِج، قيل: هي حِبَابٌ تُدَسُّ في الأَرض. والخُنْبُجَةُ: القَمْلة الضخمة. قال الأَصمعي: الخُنْبُجُ، بالخاء والجيم، القمل؛ قال الرياشي: والصواب عندنا ما قال الأَصمعي.

خنبس

الخُنابِسُ: القديم الشديد الثابت؛ قال القطامي:

وقالوا: عليكَ ابنَ الزُّبَيْرِ فَلُذْ به

 

أَبَى اللَّهُ أَن أُخْزَى وعِزٌّ خُنابِسُ

كان القطامي هجا قوماً من الأَزْدِ فخاف منهم فقال له من يشير عليه: اسْتَجِرْ بابن الزبير وخذ منه ذمة تأْمن بها ما تخافه منهم، فقال مجيباً لمن أَشار عليه بهذا: أَبَى اللَّه أَن أُذلّ نفسي وأُهينها وعِزُّ قومي قديم ثابت. وأَسد خُنابِسٌ: جريء شديد، والأُنثى خُنابِسَةٌ. وينقال: خُنابِسٌ غليظ وخَنْبَسَتُه ترارَتُه، ويقال: مِشْيَتُه، والخُنابِسَة الأُنثى، وهي التي استبان حملها. والخُنابِسُ من الرجال: الضَّخْمُ الذي تعلوه كراهة من رجال خُنابِسِين؛ وأَنشد الإِياديّ:

ليثٌ يَخافُكَ خَـوْفَـه

 

جَهْمٌ ضُبارِمَةٌ خُنابِسْ

والخُنابِسُ: الكريه المَنْظَرِ. وليل خُنابِسٌ: شديد الظلمة.
والخَنَّبُوسُ: الحجر القَدَّاح.

خنبش

امرأَة خَنْبشٌ: كثيرة الحركة. وخَنْبَشٌ: اسم رجل.

خنبص

الخَنْبَصَةُ: اختلاط الأَمْر، وقد تَخَنْبَصَ أَمرُهم.

خنبع

الخُنْبُعُ والخُنْبُعةُ جميعاً: القُنْبُعةُ تُخاط كالمِقْنعةِ تُغَطِّي المتْنَيْنِ إِلا أَنها أَكبر من القُنْبُعة. والخُنْبُعةُ: غِلاف نَوْر الشجرة. وقال في ترجمة خبع: الخُنْبُعة شِبه مِقنعة قد خِيطَ مُقَدَّمها تُغَطِّي بها المرأَةُ رأْسها. وقال الأَزهري: الهُنْبُع ما صغُر منها والخُنبع ما اتَّسع منها حتى تبلغ اليدين وتُغطِّيَهما. والعرب تقول: ما له هُنْبُعٌ ولا خُنْبُعٌ.

خنبق

الخُنْبُقُ: البَخِيل الضيِّقُ، والخِنْبِق: الرَّعْناء.

خنبل

خَنْبَل: اسم.

خنبلس

الأَزهري في الخماسي: الخَنْبَلُوسُ حَجَرُ القَدَّاحِ.

خنت

الخِنَّوْتُ: العَيِيُّ الأَبْله. وخِنَّوْتُ: لقبٌ. والخِنَّوتُ: ابة من دواب البحر.

خنتر

الجوع الخِنْتَارُ: الشديدُ، وهو الخُنْتُور أَيضاً.

خنتص

الخُنْتُوصُ: ما سَقَطَ بين القَرّاعة والمَرْوَة من سَقْطِ النار. ابن بري: الخُنْتوصُ الشَّرَرة تخرج من القَدّاحة.

خنتع

قال المفضل: الخُنْتُعة الثُّرْمُلةُ وهي الأُنثى من الثعالب. ابن سيده: وخُنْتُع موضع.

خنث

الخُنْثَى: الذي لا يَخْلُصُ لِذَكَرٍ ولا أُنثى، وجعله كُراعٌ وَصْفاً، فقال: رجلٌ خُنْثَى: له ما للذَّكر والأُنثى. والخُنْثَى: الذي له ما للرجال والنساء جميعاً، ولجمع: خَنَاثى، مثلُ الحَبالى، وخِناثٌ؛ قال:

لَعَمْرُكَ، ما الخِناثُ بنو قُشَيْرٍ

 

بنِسْوانٍ يَلِـدْنَ، ولا رِجـالِ

والانْخِناثُ: التَثَنِّي والتَّكَسُّر.
وخَنِثَ الرجلُ خَنَثاً، فهو خَنِثٌ، وتَخَنَّثَ، وانْخَنَثَ: تَثَنَّى وتَكَسَّرَ، والأُنثى خَنِثَةٌ. وخَنَّثْتُ الشيءَ فتَخَنَّثَ أَي عَطَّفْتُه فتَعَطُّفَ؛ والمُخَنَّثُ من ذلك للِينهِ وتَكَسُّره، وهو الانْخِناثُ؛ والاسم الخُنْثُ؛ قال جرير:

أَتُوْعِدُني، وأَنتَ مُجـاشِـعـيٌّ،

 

أَرَى في خُنْثِ لِحْيَتِك اضْطِرابا؟

وتَخَنَّثَ في كلامه. ويقال للمُخَنَّثِ: خُناثَةُ، وخُنَيْثةُ.
وتَخَنَّثَ الرّجُلُ إذا فَعَل فِعْلَ المُخَنَّثِ؛ وقيل: المُخَنَّثُ الذي يَفْعَلُ فِعْلَ الخَناثى، وامرأَة خُنُثٌ ومِخْناثٌ. ويقال للذَّكر: يا خُنَثُ، وللأُنثى: يا خَنَاثِ، مثل لُكَعَ ولَكَاعِ.
وانْخَنَثَتِ القِرْبةُ: تَثَنَّتْ؛ وخَنَثَها يَخْنِثُها خَنْثاً فانْخَنَثَتْ، وخَنَّثَها، واخْتَنَثَها: ثَنى فاها إِلى خارج فشَرِبَ منه، وإن كَسَرْتَه إِلى داخل، فقد قَبَعْتَه. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن اخْتِناثِ الأَسْقِيةٍ؛ وتأْويلُ الحديث: أَنَّ الشُّرْب من أَفواهها ربما يُنَتِّنُها، فإِنّ إِدامةَ الشُّرْبِ هكذا، مما يُغَيِّر رِيحَها؛ وقيل: إنه لا يُؤْمَنُ أَن يكون فيها حية أَو شيءٌ من الحَشرات، وقيل: لئلا يَتَرَشَّشَ الماءُ على الشارب، لِسَعَة فَم السِّقاء. قال ابن الأَثير: وقد جاء في حديث آخر اباحتهُ؛ قال: ويحتمل أَن يكون النهيُ خاصّاً بالسقاء الكبير دون الإِداوة. الليث: خَنَثْتُ السِّقاء والجُوالِقَ إذا عَطَفْتَه. وفي حديث عائشة: أَنها ذَكَرَتْ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، ووفاتَه قالت: فانْخَنَثَ في حِجْري، فما شَعَرْتُ حتى قُبِضَ، أَي فانْثَنى وانكسر لاسترخاء أَعضائه، صلى الله عليه وسلم، عند الموت. وانْخَنَثَتْ عُنُقُه: مالَتْ، وخَنَثَ سِقاءَه: ثَنى فاه فأَخْرَجَ أَدَمَتَه، وهي الداخلة، والبَشَرَةُ وما يَلي الشعرَ: الخارجةُ. وروي عن ابن عمر: أَنه كان يَشْرَبُ من الإِداوةِ، ولا يَخْتَنِثُها، ويُسَمِّيها نَفْعَةَ؛ سماها بالمَرَّة من النَّفْع، ولم يصرفها للعلمية والتأْنيث؛ وقيل: خَنَثَ فَمَ السِّقاءِ إذا قَلَبَ فَمه، داخلاً كان أَو خارجاً. وكلُّ قَلْبٍ يقال له: خَنْثٌ. وأَصلُ الاخْتِناثِ: التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي، ومنه سميت المرأَة: خُنْثَى. تقول: إِنها لَيِّنة تَتَثَنَّى. ويقال: أَلْقَى الليلُ أَخْناثَهُ على الأَرض أَي أَثْناءَ ظَلامه؛ وكَوَى الثَّوْبَ على أَخْناثهِ وخِناثهِ أَي على مَطاوِيهِ وكُسُوره، الواحد: خِنْثٌ. وأَخْناثُ الدَّلْو فُرُوغُها، الواحدُ خِنْثٌ؛ والخِنْثُ: باطِنُ الشِّدْق عند الأَضراس، من فوقُ وأَسفلُ. وتَخَنَّثَ الرجلُ وغيره: سَقَطَ من الضَّعْفِ.
وخُنْثُ: اسم امرأَة، لا يُجْرَى.
والخَنِثُ، بكسر النون: المُسْتَرْخي المُتَثَنِّي. وفي المثل: أَخْنَثُ من دَلالٍ.

خنثب

الفرَّاءُ: الخِنْثَبة والخِنْثَعْبةُ الغَزيرَة اللَّبَنِ من النوق. قال شمر: لمْ أَسْمَعْها إلا للْفَرَّاءِ؛ قال أَبو منصور: وجَمْع الخِنْثَبةِ خَناثِب.

خنثر

الخَنْثَرُ والخَنَثِرُ؛ الأَخيرة عن كراع: الشيء الخسيس يبقى من متاع القوم في الدار إذا تحملوا. ابن الأَعرابي: الخَناشِير والخَناثِير الدواهي، وقال في موضع آخر: الخناثير قماش البيت.

خنثل

ابن الأَعرابي: الخنثالة العذرة.
رجل خَنْثَل: ضعيف، والحاء فيه لغة، وقد تقدم. ورجل خَنْثَل إذا كان مُسْتَرْخي البطن. وامرأَة خَنْثَل: ضَخْمة البطن مسترخية. وروي عن أَبي عبيدة أَنه يقال للضَّبُع أُم خَنْثَل لاسترخاء بطنها. وخَنْثَل: واد يقال إِنه في بلاد قُرَيْط من بني أَبي بكر، سمي بذلك لسَعَته. وخَنْثَل: موضع؛ قال مربع:

فإِنك لو أَوعدتني غَضَبَ الحَصَى

 

وأَنت بذات الرِّمْثِ من بَطْن خَنْثَل

وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الخَنْثَل والخَفْثَل الضعيف عقلاً.
والخَنْثَل: العظيمة البطن؛ قال طفيل:

ديار لسُـعْـدَى، إِذ سُـعَـاد جَـدَايةٌ

 

من الأُدْم، خَمْصان الحشا، غير خَنْثَل

ويروى غير حِثْيَل، ويروى غير حنْبَل. والحنبل: القصير.

خنج

الأَزهري: خُنَاجٌ قبيلة من العرب. وقالت أَعرابية لضرة لها كانت من بني خُناج:

لا تُكْثِري أُخْتَ بـنـي خُـنَـاجِ،

 

وأَقْصري مِن بَعْضِ ذا الضَّجاجِ،

فَقَدْ أَقَمْناكِ على الـمِـنْـهـاجِ،

 

أَتَيْتِهِ بِمِـثْـلِ حُـقِّ الـعَـاجِ،

مُضَـمَّـخٍ زُيِّنَ بـانْـتِـفَـاجِ،

 

بِمِثْـلِـه نَـيْلُ رِضَـى الأَزواجِ

خنجر

الخَنْجَرُ والخَنْجَرَةُ والخُنجُورُ، كله: الناقة الغزيرة، والجمع الخَناجِرُ. الأَصمعي: الخُنْجُور واللُّهْمُوم والرُّهْشُوشُ الغزيرة اللبن من الإِبل. الليث: الخَنْجَرَةُ من الحديد، والخَنْجَرُ والخِنجَرُ: السِّكِّينُ. ومن مسائل الكتاب: المرء مقتول بما قتل به، إِن خنجراً فخنجر، وابن سيفاً فسيف؛ قال:

يَطْعُنُها بِخَنْجَرٍ مـن لَـحْـمِ،

 

تحتَ الذُّنَابى، في مكانٍ سُخْنِ

جمع بين النون والميم وهذا من الإِكفاء.
والخَنْجَرُ: اسم رجل، وهو الخَنْجَرُ بنُ صَخْر الأَسدي.
والخَنجَرِيرُ: الماء الثقيل، وقيل: هو الذي لا يبلغ أَن يكون ملحاً، وقيل: هو الملح جدّاً.

خنجل

الخِنْجِل من النساء: الجسيمة الصَّخَّابة البَذِيَّة، وقيل: هي المرأَة الحمقاء، وقد خَنْجَلَ إذا تزوّج خِنْجِلاً.

خندب

رجلُ خُنْدُبٌ: سَيِّئ الخُلُقِ.
وخُنْدُبانٌ: كثِيرُ اللَّحْمِ.

خندرس

تمر خَنْدَرِيسٌ: قديم، وكذلك حِنْطَة خَنْدَرِيس.
والخَنْدَرِيسُ: الخمر القديمة؛ قال ابن دريد: أَحسبه معرباً سميت بذلك لقدمها؛ ومنه حِنْطَة خَنْدَريسٌ للقديمة.

خندع

الأَزهري: الخُنْدَعُ، بالخاء: أَصغر من الجُنْدَب؛ حكاه ابن دريد.

خندف

الخَنْدَفَةُ: مِشْيةٌ كالهَرْوَلةِ، ومنه سميت، زعموا، خِندِفُ امرأَة إلْياسَ بن مُضَرَ بن نِزارٍ واسمها لَيْلى، نُسِبَ ولَدُ إلياسَ إليها وهي أُمهم. غيره: كانت خِنْدِفُ امرأةُ إلياسَ اسمها ليلى بنتُ حُلْوانَ غلبت على نَسَبِ أَولادها منه، وذكروا أَن إبل إلياسَ انتشرت ليلاً فخرج مُدْرِكةُ في بِغائها فردَّها فسمي مُدْرِكةَ، وخَنْدَفت الأُم في أَثره أَي أَسْرَعَتْ فسميت خِنْدِفَ، واسمها ليلى بنت عِمْرانَ بنِ إلحافَ بن قُضاعةَ، وقعَد طابِخَةُ يَطْبُخُ القِدْرَ فسمي طابِخَةَ، وانْقَمَعَ قَمَعَةُ في البيت فسمي قَمَعَةَ، وقالت خندف لزوجها: ما زِلْتُ أُخَنْدِفُ في أَثركم، فقال لها: فأَنت خندف، فذهب لها اسماً ولولدها نسباً وسميت بها القبيلة. وظُلِمَ رجلٌ أَيام الزبير بن العوّام فنادى: يا لخِندِفَ، فخرج الزبير ومعه خيف وهو يقول: أُخَنْدِفُ إليكَ أَيُّها المُخَنْدِفُ، واللّه لئن كنتَ مظلوماً لأَنْصُرَنَّكَ، الخَنْدَفَةُ الهَرْوَلةُ والإسراعُ في المَشْي، يقول: يا مَنْ يَدْعُو خنْدفاً أَنا أُجيبُك وآتِيكَ. قال أَبو منصور: إن صحَّ هذا من فعل الزبَير فإنه كان قبل نَهْي النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، عن التَّعَزِّي بعَزاء الجاهلية.
وخَنْدَف الرجلُ: انتسب إلى خِنْدِف؛ قال رؤبة:

إني إذا ما خَنْدَفَ المُسَمِّي

وخَنْدَفَ الرجلُ: أَسْرَع، وأَما ابن الأَعرابي فقال: هو مشتق من الخَدْفِ، وهو الاخْتِلاسُ، قال ابن سيده: فإن صح ذلك فالخَنْدَفةُ ثلاثية.

خندق

الخَنْدَقُ: الوادي. والخَندق: الحَفير. وخَنْدَقَ حوله: حفر خَنْدقاً. والخَندق: المحفور، وقد تكلمت به العرب؛ قال الراجز:

لا تحْسَبَنَّ الخَنْدَقَ المَحْفُورا،

 

يَدْفَعُ عنك القَدَر المَقْدُورا

وهو أَيضاً اسم موضع؛ قال القطامي:

كعَناء لَيْلَتِنا التي جُعِلَتْ لنا،

 

بالقَرْيَتَيْن، ولَيلةٍ بالخَنْـدَقِ

والخَنْدَقُوق: الطويل. وخَنْدَقُ بن زياد: رجل من العرب.

خندلس

ناقة خَنْدَلِسٌ: كثيرة اللحم.

خندم

الخِنْدِمانُ: إسم قبيلة: وخِنْدِم: اسم موضع بناحية مكة. وفي حديث العباس حين أَسَرَهُ أَبو اليَسَرِ يوم بَدْرٍ قال: إنه لأَعظم في عيني من الخَنْدَمَةِ؛ قال أَبو موسى: أَظنه جبلاً، قال ابن الأَثير: هو جبل معروف عند مكة؛ قال ابن بري: كانت به وقعة يوم فتح مكة، ومنه يوم الخَنْدَمَةِ، وكان لقيهم خالد بن الوَليد فهَزَمَ المشركين وقَتَلَهم؛ وقال الرَّاعِشُ لامرأَته وكانت لامَتْهُ على انهزامه:

إنَّكِ لو شاهَدْتِ يومَ الخَنْدَمَهْ،

إذ فَرَّ صَفْوانُ وفَرَّ عِكْرِمَهْ،

ولَحِقَتْنا بالسُّيوف المُسْلِمَـهْ،

يَفْلِقْنَ كلَّ ساعِدٍ وجُمْجُـمَـهْ

ضَرْباً، فلا تُسْمَعُ إلا غَمْغَمَهْ،

لهم نَهِيتٌ، حَوْلَهُ، وحَمْحَمَهْ،

لم تَنْطِقِي باللوم أَدنى كَلِمـهْ

وكان قد قال قبل ذلك:

إن يُقْبِلُوا اليومَ فما بي عِلَّهْ،

هذا سِلاحٌ كامِـل وأَلَّـهْ،

وذو غِرارَيْنِ سَريعُ السِّلَّهْ

رأيت هنا حاشية أَظنها بخط الشيخ الشاطبي اللغوي صاحبنا، رحمه الله، قال: هذا الرجز نسبه ابن السيد البَطَلْيُوسِيّ في المُثَلَّث للرَّاعِشِ الهُذَليّ وأَنشده السَّلّة، بكسر السين، قال: وأَنشده الجموهري في ترجمة سلل بفتحها، ولم يُسَمِّ الراجز، وذكر ابن بري هناك أَنه حِماسُ بن قَيْس بن خالد الكنائي، قال: كانت هذه الحاشية، وكذلك شاهدتُ في حاشية المُثَلَّثِ ما مِثاله: كان حِماسُ بن قَيْس ابن خالد أَحْدِ بني بكر بن كِنانة يُعِدُّ سلاحاً ويصلحه قبل قدوم سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مكة يوم الفتح، فقالت له امرأَته: لماذا تُعِدُّهُ؟ فقال: لمحمد وأَصحابه وإني لأَرجو أَن أُخْدِمَكِ بعضَهُمْ؛ ثم قال:

إن يَلْقَني اليوم فَما بي علَّه

... الأَبيات. ولقيهم خالد وقتل من المشركين أُناساً، ثم انهزموا فخرج حِماسُ بن قَيْس منهزماً، قال: وقيل إن هذا الرجز لهُرَيْم بن الحَطيم، قاله وهو يحارب بني جعفر، وكانوا قتلوا أَخاه فحَمَلَ هُرَيْمٌ على قاتله فقتله، وجعل يَرْتَجِزُ بها، وذكر ابن هشام في سِيرة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الرَّاعِشَ وحِماساً ولم يذكر هُريماً، وهذا اختلاف ظاهر.

خنذ

الخِنْذِيانُ: الكثير الشر. ورجلِ خِنْذيذُ اللسان: بَذِيُّه.
والخنْذيذُ: الفحل؛ قال بشر:

وخِنْذيذٍ ترى الغُرْمُولَ منه

 

كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التِّجارُ

والخنذيذ: الخصيُّ أَيضاً، وهو من الأَضداد. ابن سيده: الخنذيذ، بوزن فِعْلِيلٍ، كأَنه بني من خَنَذَ وقد أُمِيتَ فِعْلُه، وهو من الخيل الخصي والفحل؛ وقيل: الخناذيذ جياد الخيل؛ قال خُفافُ بن عبد قيس من البَراجِمِ:

وبَراذِينَ كابِيَاتٍ، وأُتْنَا،

 

وخَناذيذَ خِصْيَةً وفُحُولا

وصفها بالجودة أَي منها فحول ومنها خصيان، فخرج بذلك من حد الأَضداد.
قال ابن بري: زعم الجوهري أَن البيت لخفاف بن عبد قيس، وهو للنابغة الذبياني؛ وقبله:

جمعوا من نوافل الناس سَيْباً،

 

وحميراً مَوْسُومَةً وخُـيولا

قال: وجعل هذا البيت شاهداً على أَن الخنذيذ يكون غير الخصي؛ قال: والأَكثر في اللغة أَن الخِنْذيذ هو الخصي، وقيل: الخنذيذ الطويل من الخيل.
ابن الأَعرابي: كل ضخم من الخيل وغيره خِنْذِيذ، خصياً كان أَو غيره؛ وأَنشد بيت بشر:

وخنذيذ ترى الغرمول منه

والخِنْذِيذُ: الشاعر المجيد المُنَقِّح المُفْلِقُ. والخِنْذِيذُ: الشجاع البُهْمَةُ الذي لا يُهْتَدَى لقتاله. والخِنْذيذ: السخي التام السخاء. والخنذيذ: الخطيب المُصْقِعُ. والخنذيذ: السيد الحليم. والخنذيذ: العالم بأَيام العرب وأَشعار القبائل. ورجل خِنْظِيانٌ وخِنْذِيانٌ، بالخاء المعجمة، أَي فحاش. ورجل خِنْذيانٌ: كثير الشر. التهذيب: والخِنذيذ البذيّ اللسان من الناس، والجمع الخناذيذ، قال أَبو منصور: والمسموع من العرب بهذا المعنى الخِنْذِيانُ والخِنْظِيانُ؛ وقد خَنْذَى وخَنْطى وحَنْظى وعَنْظَى إذا خرج إِلى البذاءة وسَلاطَة اللسان؛ قال: ولم أَسمع الخِنْذِيذَ بهذا المعنى. قال: وكذلك خَنَادِي الجبال، واحدتها خِنْذُوَةٌ، وقيل: خِنْذِيذُ الريح إِعْصاره؛ وقال الشاعر:

نِسْعيَّة ذات خِنْذِيذٍ يُجـاوِبُـهـا

 

نِسْعٌ لها بِعِضاه الأَرض تَهْزِيرُ

نِسْعٌ ومِسْعٌ: من أَسماء الريح الشمال لدقة مهبّها، شبهت بالنسع الذي تعرفه. ابن سيده: والخِنْذِيذ الجبل الطويل المشرف الضخم، وفي الصحاح: رأْس الجبل المشرف. وخناذيذ الجِبال: شُعَب دقاق الأَطراف طوال في أَطرافها خِنْذيذة؛ فأَما قوله: تَعْلُو أَواسِيَه خَناذِيذُ خِيَمْ فقد تكون الخناذيذ هنا الجبال الضخام وتَكون المشرفة الطوال. والخناذيذ: هي الشماريخ الطوال المشرفة، واحدتها خِنْذِيذَةٌ. وخناذيذ الغيم: أَطراف منه مشرفة شاخصة مشبهة بذلك. والخُنْذُوَة: الشعْبَةُ من الجبل، مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي، قال: ووجدت في بعض النسخ حُنْذُوَةً، وفي بعضها جُنْذُوَةً، وخُنذوة، بالخاء معجمة، أَقعد بذلك يشتقها من الخِنْذِيذِ، وحكيت خِنْذُوَة، بكسر الخاء، وهو قبيح لأَنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها واو وليس بينهما إِلا ساكن لأَنَّ الساكن غير معتدٍّ به فكأَنه خِذُوَة، وحكيت جِنْدِوَة وخِنْذِوَة وحِنْذِوَة، لغات في جميع ذلك حكاه بعض أَهل اللغة؛ وكذلك وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه وهذا لا يعضده القياس ولا السماع، أَما الكسرة فإِنها توجب قلب الواو ياء، وإِن كان بعدها ما يقع عليه الإِعراب وهو الهاء، وقد نفى سيبويه مثل ذلك؛ وأَما السماع فلم يجئ لها نظير وإِنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم لأَنَّ نسخ كتاب سيبويه اختلفت فيها.

خنذع

الخُنْذُع: القليل الغَيْرة على أَهله، وهو الدَّيُّوث مثل القُنْذُع؛ عن ابن خالويه.

خنر

أُم خِنَّوْر وخَنُّورٍ، على وزن تنور: الضبع والبقرة؛ عن أَبي رياش؛ وقيل: الداهية. ويقال: وقع القوم في أُم خِنَّورٍ أَي في داهية. والخِنَّوْرُ: الضَّبُعُ، وقيل: أُم خَنُّورٍ من كُنَى الضبع، وقيل: هي أُم خِنَّوْر، بكسر الخاء وفتح النون، وقيل: هي خنُّور، بفتح الخاء وضم النون.
وأُم خَنُّور: الصَّحارى. وأُم خَنُّور وخَنَوَّرٍ وخِنَّوْرٍ: الدنيا.
قال: قال عبد الملك بن مروان، وفي رواية أُخرى سليمان بن عبد الملك:وطِئْنَا أُمَّ خَنُّورٍ بقوة، فما مضت جمعة حتى مات، وأُمُّ خَنُّورٍ: مصر، صانها الله تعالى. وفي الحديث: أُمُّ خَنُّورٍ يساق إِليها القِصَارُ الأَعمار؛ رواه أَبو حنيفة الدِّيْنَوَريُّ. قال أَبو منصور: وفي الخنور ثلاث لغات: خِنَّورٌ مثل بِلَّوْر، وخَنُّورُ مثل سَفُّود، وخَنَوَّر مثل عَذَوَّر. والخَنُّور: النِّعْمة الظاهرة، وقيل: إِنما سميت مصر بذلك لنعمتها، وذلك ضعيف. ويقال: وقعوا في أُم خِنَّوْر إذا وقعوا في خِصْب ولين من العَيْشِ، ولذلك سميت الدنيا أُم خِنَّوْرٍ. وأُمُّ خَنُّور: الاسْتُ؛ وشك أَبو حاتم في شدّ النون، ويقال لها أَيضاً: أُم خِنَّوْرٍ؛ قال أَبو سهل: وأَما أُم خِنَّوْرٍ، بكسر الخاء، فهو اسم الاست؛ وقال ابن خالويه: هي اسم لاست الكلبة. والخَنَوَّر: قَصَبُ النُّشَّاب، ورواه أَبو حنيفة الخَنُّور، وقال مرة: خَنَوَّرٌ أَو خَنُّور، فأَفْصَحَ بالشك؛ وأَنشد:

يَرْمُونَ بالنُّشَّـاب ذي الآ

 

ذان في القَصَبِ الخَنَوَّرْ

وقيل: كل شجرة رِخْوَةٍ خَوَّارَةٍ، وقال أَبو حنيفة: كل شجرة رِخْوَة خَوَّارَة، فهي خَنُّورة، ولذلك قيل لقصب النشاب: خَنُّور، بفتح الخاء وضم النون.
أَبو العباس: الخانِرُ الصَّديق المُصافي، وجمعه خُنُرٌ؛ يقال: فلان ليس من خُنُرِي أَي ليس من أَصفيائي.

خنز

خَنِز اللحمُ والتمرُ والجَوْزُ، بالكسر، خُنُوزاً ويخْنَز خَنَزاً، فهو خَنِزٌ وخَنَزٌ: كالهما فسد وأَنتن؛الفتح عن يعقوب، مثل خَزِنَ على القلب. وفي الحديث: لولا بنو إِسرائيل ما أَنتن اللحمُ ولا خَنِز الطعامُ، كانوا يرفعون طعامهم لِغَدِهم أَي ما نَتُنَ وتغيرت ريحه.
والخُنَّاز: اليهود الذين ادّخروا اللحم حتى خَنِز؛ وقول الأَعلم الهذلي:

زعَمَتْ خَنازِ بأَنَّ بُرْمَتَنـا

 

تجري بلحم غير ذي شَحْم

يعني المُنْتِنَةَ، أَخذه من خَنِز اللحمُ وجَعَل ذلك اسماً لها عَلَماً.والخَنِيزُ: الثريد من الخُبز الفطِيرِ.
والخُنْزُوَةُ والخُنْزُوانَةُ والخُنْزوانِيَّة والخُنْزُوان: الكِبْرُ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إِذا رأَوا من مَلِكٍ تَخَمُّـطـا

 

أَو خُنْزُواناً، ضَرَبوه ما خَطَا

وأَنشد الجوهري:

لَئِيم نَزَتْ في أَنْفِه خُنْـزُوانَةٌ

 

على الرَّحِمِ القُرْبى أَحَذُّ أُباتِرُ

ويقال: هو ذو خُنْزُواناتٍ. وفي رأْسه خُنْزُوانةٌ أَي كِبْر؛ وأَنشد الفراء قول عدي بن زيد:

فَضافَ يُفَرِّي جُلَّهُ عن سَراتِـه

 

يَبُذّ الجِيادَ فارِهاً مُتَـتـابِـعـا

فآض كصَدْرِ الرُّمح نَهْداً مُصَدَّراً

 

يُكَفْكِفُ منه خُنْزُواناً مُنـازِعـا

ويقال: لأَنْزِعَنَّ خُنْزُوانَتَك ولأُطَيِّرَنَّ نُعَرَتَك. وفي الحديث ذكر الخُنْزُوانة وهي الكِبْر لأَنها تُغَيِّرُ عن السَّمْت الصالح، وهي فُعْلُوانة، ويحتمل أَن تكون فُنْعُلانة من الخَنْز، وهو القهر، قال: والأَوّل أَصح.
التهذيب في الرباعي: أَبو عمرو الخَنْزُوان الخِنزير ذكره في باب الهَيْلُمان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان؛ قال أَبو منصور: أَصل الحرف من خَنِزَ يَخْنَزُ إذا أَنتن، وهو ثلاثي.
والخُنَّاز: الوزَغة. وفي المثل: ما الخَوافي كالقِلَبَة، ولا الخُنَّازُ كالثُّعَبَة؛ فالخَوافي، بلغة أَهل نجد: السَّعَفات اللواتي يَلِين القِلَبة يسميها أَهل الحجاز العَواهن، والثُّعَبَة: دابَة أَكبر من الوَزَغَة تلدغ فتقتل. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه، أَنه قضى قضاء فاعترض عليه بعض الحَرُورِيَّة فقال له: اسكتْ يا خُنَّاز؛ الخُنَّاز: الوَزَغة، وهي التي يقال لها سامُّ أَبْرَصَ.
وخَنُّوز وأُم خَنُّوز: الضَّبُع، والراءُ لغة.
والخَنْزُوانُ، بالفتح: ذكر الخنازير، وهو الدَّوْبَل والرَّتُّ،والله أَعلم.

خنزب

ابن الأَثير: في حديث الصلاة: ذاكَ شَيْطانٌ يقال له خَنْزَب؛ قال أَبو عمرو: وهو لَقَبٌ له. والخَنْزَبُ: قِطْعَةُ لَحْمٍ مُنْتِنَة، ويُروى بالكسر والضم.

خنزج

الخَنْزَجَةُ: التكبر.
وخَنْزَجَ: تَكَبَّرَ.
ورجل خَنْزَجٌ: ضخم.

خنزر

الخَنْزَرَةُ: الغِلَظُ. والخَنْزَرَةُ: الفأْس الغليظة.
وخَنْزَرَةُ والخَنْزَرُ: موضعان؛ أَنشد سيبويه:

أَنْعَتُ عَيراً من حَمِيرِ خَنْزَرَهْ،

 

في كُلِّ عَيْرٍ مائتان كَمَـرَهْ

وأَنشد أَيضاً:

أَنْعَتُ أَعْيَاراً رَعَيْنَ الخَنَزَرا،

 

أَنْعَتُـهُـنَّ آيُراً وكَـمَـرَا

ودارَةُ خَنْزَرٍ: موضع هناك؛ عن كراع التهذيب: وخَنْزَرٌ اسم موضع؛ قال الجعدي:

أَلَمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَـوْهِـنـاً

 

طَرُوقاً، وأَصحابي بدارَةِ خَنْزَرِ

وقال الراعي في خنزر:

يعني لتبلغني خنزر

وخنزير: موضع ذكره لبيد:

بالغُرابات فَزَرَّافاتِـهـا،

 

فبخنْزِيرٍ، فأَطْرَافِ حُبَلْ

وقال بعضهم: خَنْزَرَ الرجلُ إذا نظر بمؤخر عينه، جعله فَنْعَلَ من الأَخْزَرِ، وكل مُومِسةٍ: أَخْزَر. أَبو عمرو: الخَنْزُوانُ الخِنْزِير، ذكره في باب الهَيْلُمَان والنَّيْدُلان والكَيْذُبان والخَنْزُوان. ابن سيده: خَنْزَرٌ اسم رجل، وهو الحَلالُ ابن عم الراعي يتهاجيان، وزعموا أَن الراعي هو الذي سماه خَنْزَراً. والخِنْزِيرُ من الوحش العادي: معروف من ذلك. وقال كراع: هو من الخَزَرِ في العين لأَن ذلك لازم له، قال: فهو على هذا ثلاثي؛ وقد تقدم ذكره في ترجمة خزر. وخَنْزَرَ: فَعَلَ فِعْلَ الخنزير. وخِنْزِيرٌ:اسم موضع؛ قال الأَعشى يصف الغيث:

فالسَّفْحُ يَجْري فَخِنْزِيرٌ فَبُرْقَتُه،

 

حتى تَدَافَعَ منه السَّهْلُ والجَبَلُ

وخِنْزِير: اسم ابن أَسْلَم بن هُنَاءَةَ الأَسَديِّ؛ حكاه ابن سيده وقال: فيما أُرَى. والخنازير: علة معروفة، وهي قروح صُلْبَة تحدث في الرقبة.

خنس

الخُنُوس: الانقباضُ والاستخفاء. خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ، بالضم، خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع.
وأَخْنَسَه غيره: خَلَّفَه ومَضَى عنه. وفي الحديث: الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر. قال الأَزهري: وكذا قال الفراء في قوله تعالى: من شر الوسواس الخناس؛ قال: إِبليس يوسوس في صدور الناس، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ، وقيل: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثُمُ على القلب، فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى وخنَسَ، وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس، نعوذ باللَّه منه. وفي حديث جابر: أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها ولم تحمل تلك السنة. وفي حديث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر، والضُمَّزٌ جمع ضامز، وهو الممسك عن الجِرَّة، أَي أَنها صوابر على العطش وما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ وفي كتاب الزمخشري: حُبُسٌ، بالحاء والباء الموحدة بغير تشديد.
الأَزهري: خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً. يقال: خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وقبضته فانقبض وخَنَسْته أَكثر. وروى أَبو عبيد عن الفراء والأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه، بالأَلف، وهكذا قال ابن شميل في حديث رواه: يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار؛ يريد تدخل بهم في النار وتغيبهم فيها. يقال: خَنَسَ به أَي واراه. ويقال: يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم. وخَنَسَ الرجل إذا توارى وغاب. وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قال الراعي:

إِذا سِرْتُمُ بين الجُبَيْلَيْنِ لـيلةً

 

وأَخْنَسْتُمُ من عالِجٍ كَدَّ أَجْوَعا

الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، وقال أَبو عمرو: جُزْتم، وقال: أَخَّرْتُمْ. وفي حديث كعب: فتَخْنِسُ بهم النارُ. وحديث ابن عباس: أَتيتُ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وهو يصلي فأَقامني حذاءة فلما أَقبل على صلاته انْخَنَسْتُ. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لقيه في بعض طُرُق المدينة قال: فانْخَنَسْتُ منه، وفي رواية: اخْتَنَسْتُ، على المطاوعة بالنون والتاء، ويروى: فانْتَجَشْتُ، بالجيم والشين. وفي حديث الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ، قال: هكذا جاء بالشك. وقال الفراء: أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه، فهو مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ وقال البعِيثُ:

وصَهْباء من طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها

 

وقد جَعَلَتْ عنها الأَخيرَةُ تَخْنِـسُ

قال الأَزهري: وأَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فأَنشده من أَبيات:

وإِن دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعفُ تَكَرُّمـاً

 

وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ

وهذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً. قال: ومما يدل على صحة هذه اللغة ما رويناه عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: الشهر هكذا وهكذا، وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً وعشرين؛ وأَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ وهي اللغة المعروفة:

إِذا ما القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ

 

ففيهن عن صَلْعِ الرجالِ حُسُورُ

الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في السفر فغاب عنهم: لِمَ خَنَسْتَ عنا؟ أَراد: لم تأَخرت عنا وغبت ولِمَ تواريْت؟ والكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ، وهي الكِناسُ، وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله؛ ويقال: سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم؛ ويقال: هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً؛ ويقال: هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة.
الزجاج في قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال: أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ. قال: والخُنَّسُ جمع خانس.
وفرس خَنُوسٌ: وهو الذي يعدل، وهو مستقيم في حُضْرِه، ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع خُنُسٌ والمصدر الخَنْسُ، بسكون النون. ابن سيده: فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع الَقهْقَرى.
والخَنَسُ في الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مُشْرِف، وقيل: الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ، وهو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وقيل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة، وقيل: الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف، وقيل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة؛ والرجل أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ، والجمع خُنْسٌ، وقيل: هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه بالوجه، وأَصله في الظباء والبقر، خَنِسَ خَنَساً وهو أَخْنَسُ، وقيل: الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته، والبقر كلها خُنْسٌ، وأَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا، والبقرة خَنْساءُ، والتُّرك خُنْسٌ؛ وفي الحديث: تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ، والمراد بهم الترك لأَنه الغالب على آنافهم وهو شِبْهُ الفَطَسِ؛ ومنه حديث أَبي المِنْهال في صفة النار: وعقارب أَمثال البغال الخُنُسِ. وفي حديث عبد الملك بن عمير: واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يغيب فيها الضَّرْسُ؛ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة وشبهه في اكتنازه وانحنائه بالأُنوف الخُنْسِ لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعٍ؛ واستعاره بعضهم للنَّبْل فقال يصف درعاً:  

لها عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً

 

وتهْزَأْ بالمَعابِلِ والقِطاعِ

ابن الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظباء، والخُنُسُ: الظباء أَنفُسُها.
وخَنَسَ من ماله: أَخذَ.
الفراء: الخِنَّوسُ، بالسين، من صفات الأَسد في وجهه وأَنفه، وبالصاد ولد الخنزير. وقال الأَصمعي: ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ؛ رواه أَبو يعلى عنه. والخَنَسُ في القدم: انبساط الأَخْمَصِ وكثرة اللحم، قَدَمٌ خَنْساء.
والخُناسُ: داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول.
وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى، كله: اسم امرأَة. وخُنَيْس: اسم. وبنو أَخْنَس: حَيّ. والثلاث الخُنَّس: من ليالي الشهر، قيل لها ذلك لأَن القمر يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر؛ وأَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة:

أَخُناسُ، قَدْ هامَ الفؤادُ بكُمْ

 

وأَصابه تَبْلٌ من الحُـبِّ

يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر.

خنسر

الخَناسِيرُ: الهُلاَّك؛ وأَنشد ابن السكيت:

إِذا ما نُتِجْنَا أَربعاً عامَ كَفْـأَةٍ

 

بغاها خَناسِيراً، فَأَهْلَكَ أَرْبَعا

وقال ابن الأَعرابي: الخناسير الدواهي، وقيل: الخَناسِيرُ الغَدْرُ واللُّؤْمُ؛ ومنه قول الشاعر:

فإِنَّكَ لو أَشْبَهْتَ عَمِّي حَمَلْتَنِي،

 

ولكنه قد أَدْرَكَتْكَ الخَناسِـرُ

أَي أَدركتك مَلائم أُمِّكَ. وخَناسِرُ الناس: صِغارهم. والخِنْسِرُ:اللئيمُ: والخِنْسِرُ: الداهية.

خنش

الخُنْشُوشُ: بقيّةٌ من المال. وامرأَة مُخنَّشةٌ: فيها بقيّة من شَبابٍ. وبقي لهم خُنْشُوشٌ من مال أَي قطعةٌ من الإِبِلِ، وقيل أَي بقية، وقال الليث في قوله امرأَة مُخَنَّشة قال: تخَنُشُها بعْض رقَّة بقية شبابِها، ونساء مُخَنَّشات. وما لَه خُنْشوشٌ أَي ما لَه شيءٌ؛ وقول رؤبة:

جاؤوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوش

كقولهم جاؤوا عن آخرهم. وخُنْشوشٌ: اسم موضع؛ وخُنْشوشٌ: اسم رجل من بني دارِم يقال له خُنْشوش مُدّ يقول له خالد بن علقمة الدارمي:

جزَى اللَّهُ خُنْشوشَ بن مُدّ مَـلامَةً

 

إذا زَيَّنَ للنفس مُوقُها أَراد مؤُوقُها.

خنشع

الخِنْشِعُ: الضبع.

خنشفر

الخَنْشَفِيرُ: الداهية.

خنشل

خَنْشَلَ الرجلُ: اضطرب من الكِبَر. ورجل خَنْشَلِيل أَي ماض.
الليث: رجل خَنْشَلٌ وخَنْشَلِيل وهو المُسِنُّ القَوِيّ؛ وأَنشد:

قد علمت جاريَةٌ عُطْبُـول

 

أَنِّي بنَصْل السيف خَنْشَلِيل

أَي عَمُول به. والخَنْشَل: السريع الماضي، وكذلك الخَنْشَلِيل.
والخَنْشَلِيل أَيضاً: الجَيِّد الضرب بالسيف؛ يقال: إِنه لخَنْشَلِيل بالسيف؛ وقالت الخنساء:

قد راعَني الدهرُ، فبُؤساً له

 

بفارس الفُرْسان والخَنْشَلِيل

والخَنْشَل والخَنْشَلِيل: المُسِنُّ من الناس والإِبل. وعجوز خَنْشَليل: مُسِنَّة وفيها بَقِيَّةٌ، وقد خَنْشَلَت. ابن الأَعرابي: الخَنْشَلِيل من الإِبل المُسِنُّ البازل. وسمعت أَعرابية قد طَعَنَت في السِّن وهي تقول: قد خَنْشَلْتُ وضَعُفْت؛ أَرادت أَنها قد أَسَنَّتْ. وناقة خَنْشَليل: بازل. وناقة خَنْشَليل: طويلة؛ جعل سيبويه الخَنْشَلِيل مرة ثلاثيّاً وأُخرى رباعيّاً، فإِن كان ثلاثيّاً فخَنْشَلٌ مثله، وإِن كان رباعيّاً فهو كذلك.

خنص

الخِنَّوْصُ: ولَدُ الخِنْزير، والجمع الخَنانِيصُ؛ قال الأَخطل يخاطب بشر بن مروان:

أَكَلْتَ الدَّجاجَ فـأَفْـنَـيْتَـهـا،

 

فهل في الخَنانِيصِ من مَغْمَزِ؟

ويروى: أَكلت الغَطاطَ، وهي القطا.

خنصر

في كتاب سيبويه: الخِنْصِرُ، بكسر الخاء والصاد، والخِنْصَرُ: الإِصبع الصُّغْرَى، وقيل الوسطى، أُنْثَى، والجمع خَناصِرُ. قال سيبويه: ولا يجمع بالأَلف والتاء استغناء بالتكسير، ولها نظائر نحو فِرْسِنٍ وفَرَاسِن، وعكسها كثير؛ وحكى اللحياني: إِنه لعظيم الخَناصِر وإِنها لعظيمة الخَناصِر، كأَنه جعل كل جزء منه خِنْصَراً ثم جمع على هذا؛ وأَنشد:

فَشَلَّتْ يميني يومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ،

 

وشَلَّ بَناناها وشَلَّ الخَنـاصِـرُ

 ويقال: بفلان تُثْنَى الخَناصِرُ أَي تُبْتَدَأُ به إذا ذُكِرَ أَشكالهُ.
وخُناصِرَةُ، بضم الخاء: بلد بالشام.

خنضب

امرأَة خُنْضُبَةٌ: سَمِينَة.

خنط

خَنَطَه يَخْنِطُه خَنْطاً: كَرَبَه. الأَزهري: الخَناطِيطُ والخَناطِيلُ مثل العَبادِيدِ جَماعاتٌ في تَفْرِقةٍ، ولا واحد لها.

خنطث

الخَنْطَثَةُ: مَشيٌ فيه تَبَخْتُر.

خنطل

الخِنْطِيلة: القِطْعة من الإِبل والبقر والسحاب؛ قال ذو الرمة:

خَنَاطِيل يستقرِين كـل قَـرَارة

 

مِرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الروائس

الروائس: أَعالي الوادي. والخُنْطُولة: الطائفة من الدواب والإِبل ونحوها. وإِبِلٌ خَناطِيل: متفرقة. والخُنْطُولة: واحدة الخناطيل، وهي قُطْعانٌ من البَقَر؛ قال ذو الرمة:

دَعَتْ مَيَّةُ الأَعدادَ، واسْتَبْدَلتْ بها

 

خَناطِيلَ آجالٍ، من العِينِ، خُذَّل

اسْتَبْدَلتْ بها يعني منازلها التي تركتها. والأَعداد: المياه التي لا تنقطع، وكذلك الخَناطيل من الإِبل؛ وقال سعد بن زيدِ مَنَاة يخاطب أَخاه مالك بن زيد مَنَاة:

تَظَلُّ يومَ وِرْدِها مُـزَعْـفَـرا

 

وهي خَنَاطِيل تجوس الخُضَرا

قال ابن بري: عَنى بالمزعفَر أَخاه مالكاً، وكان قد أَعْرَس بالنَّوَار فقالت لمالك: أَلا تسمع ما يقول أَخوك؟ قال: بلى، قالت: فأَجِبْه، قال: وما أَقول؟ قالت: قُلْ:

أَورَدَها سَعْدٌ، وسَعْدٌ مُشْتَمِل

 

ما هكذا يا سعد تُورَدُ الإِبل،

وأُم سعد ومالك يقال لها مُفَدَّاة بنت ثعلبة من دُودَان؛ قال جرير يخاطب عُمَر بن لَجَإٍ:

فلم تَلِدُوا النَّوَار، ولم تَلِدْكم

 

مُفَدَّاةُ المبارَكة الوَلُـودُ

وخَناطِيل لا واحد لها من جنسها، وهي جماعات من الوحش والطير في تَفْرِقة. ولُعَابٌ خَنَاطِيل: مُتَلَزِّج مُعْتَرِض؛ قال ابن مقبل يصف بقرة وحش:

كاد اللُّعَاع من الحَوْذانِ يَسْحَطُها

 

ورِجْرِجٌ بين لَحْيَيْها خَناطِـيل

وقال يعقوب: الخَنَاطيل هنا القِطَع المتفرقة. والخُنْطُول: الذَّكَرُ الطويل والقَرْن الطويل.

خنظ

رجل خِنْظِيانٌ وخِنْذِيان، بالخاء معجمة: فاحشٌ. وخَنْظى به وغَنْظى به: ندّد، وقيل: سَخِر، وقيل: أَغْرى وأَفْسد؛ قال جندل بن المثنى الحارثي:

حتى إذا أَجْـرَسَ كـلُّ طـائِرِ،

 

قامَتْ تُخَنْظِي بِكِ سَمْعَ الحاضِرِ

خنظب

الخُنْظُبَة: دُوَيْبَّة، حكاها ابن دُرَيْد.

خنظر

الخِنْظِيرُ: العَجُوزُ المُسْتَرْخِيَةُ الجُفُونِ ولحم الوجه.

خنع

الخُنُوع: الخُضوع والذّلُّ. خَنَع له وإِليه يَخْنَعُ خُنوعاً: ضَرَع إِليه وخَضَع وطلَب إِليه وليس بأَهل أَن يُطْلَب إِليه.
وأَخْنَعَتْه الحاجةُ إِليه: أَخْضَعَتْه واضطَرَّتْه، والاسم الخُنْعة. وفي الحديث: إِن أَخْنَعَ الأَسماء إِلى الله، تبارك وتعالى، مَن تسمَّى باسم مَلِك الأَملاك أَي أَذَلَّها وأَوْضَعَها؛ أَراد بمَن اسم مَن، والخُنْعة والخَناعةُ: الاسم، ويروى: إِن أَنْخع، وسيذكر. ويقال للجمل المُنَوَّقِ: مُخَنَّعٌ ومُوَضَّعٌ. ورجل ذو خُنُعاتٍ إذا كان فيه فَساد. وخَنَع فلان إِلى الأَمر السيِّء إذا مالَ إِليه. والخانعُ: الفاجر. وخَنَع إِليها خَنْعاً وخُنوعاً: أَتاها للفجور، وقيل: أَصْغَى إِليها. ورجل خانع: مُريب فاجر، والجمع خَنَعة، وكذلك خَنُوعٌ، والجمع خُنُعٌ. ويقال: اطَّلَعْت منه على خنْعةٍ أَي فَجْرةٍ. والخَنْعةُ: الرِّيبة؛ قال الأَعشى:

هم الخَضارِمُ، إِن غابُوا وإِن شَهِدُوا

 

ولا يُرَوْن إِلى جاراتِهم خُـنُـعـا

ووقع في خَنْعة أَي فيما يُسْتَحيا منه. وخنَع به يَخْنَع: غَدَر؛ قال عدي بن زيد:

غيرَ أَنّ الأَيامَ يَخْنَعْنَ بالمـر

 

ء، وفيها العَوْصاء والمَيْسُورُ

والاسم: الخُنْعةُ. والخانعُ: الذّليل الخاضع؛ ومنه حديث علي، كرم الله وجهه، يصف أَبا بكر، رضي الله عنه: وشَمَّرْت إِذ خَنَعوا.
والتخنيعُ: القطْع بالفأْس؛ قال ضَمْرة بن ضمرة:

كأَنهمُ، على حَنْفاء، خُشْبٌ

 

مُصَرَّعةٌ أُخْنِّعُها بفـأْسِ

ويقال: لَقيت فلاناً بخَنْعةٍ فقَهَرْته أَي لقِيته بخَلاء. ويقال: لئن لقيتُك بخَنْعة لا تُفْلَتُ مني؛ وأَنشد:

تَمنَّيت أَن أَلقَى فلاناً بخَـنـعةٍ

 

مَعِي صارِمٌ، قد أَحْدَثَتْه صَياقِلُه

الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً يدْعو يقول: يا ربِّ أَعوذ بك من الخُنوع الغَدْر. والخانع: الذي يَضَع رأْسه للسَّوْءة يأْتي أَمراً قبيحاً فيرجع عارُه عليه فيستَحْيي منه ويُنَكِّس رأْسه. وبنو خُناعةَ: بطن من العرب، وهو خُناعةُ بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكةَ بن إِلياس ابن مُضر.
وخُناعةُ: قَبِيلة من هُذِيْل.

خنعب

الخُنْعُبَةُ: الهَنَة المُتَدَلِّية وَسَط الشَّفَة العُلْيا، في بعضِ اللغاتِ، وهي مَشَقُّ ما بين الشَّاربَيْنِ بِحيال الوَتَرةِ.
الأَزهري: هي الخُنْعُبَة، والنُّونَةُ، والثُّومَةُ، والهَزْمَة، والوَهْدَة، والقَلْدَة، والهَرْتَمة، والعَرْتَمَةُ، والحِثْرِمَة.

خنعج

الخَنْعَجَةُ: مِشْيَةٌ متقاربة فيها فَرْمَطَةٌ وعَجَلَة، وقد ذكر بالباء والتاء.

خنعس

الخَنْعَسُ: الضَّبُعُ؛ قال:

ولولا أَمِـيري عـاصِـم لـتَـثَـوَّرَتْ

 

مع الصُّبحِ عن قُورِ ابن عَيْساءَ، خَنْعَسُ

خنعق

الأَزهري في الرباعي: ابن شميل قال أَبو الوليد الأَعرابي: قلت لأَبي الذئب رأَيت فلاناً مُخَنْعِقاً، فقال أَبو الذئب: مُخَعْنِقاً يعني ذاهباً بِسُرعة مشي، ورأَيته في بعض النسخ مُخَنعِقاً، فقال له أَبو الذئب: مخنْعِقاً، بتقديم النون فيهما.

خنف

الخِنافُ: لِينٌ في أَرساغِ البعير. ابن الأَعرابي: الخِنافُ سُرْعةُ قَلْب يَدَيِ الفرس، تقول: خَنَفَ البعير يَخْنِفُ خِنافاً إذا سار فقلَب خُفَّ يده غلى وحْشِيِّه، وناقة خَنُوفٌ؛ قال الأَعشى:

أَجَدَّتْ بِرِجْلَيْها النَّجاء، وراجَعَتْ

 

يَداها خِنافاً لَيِّناً غـيرَ أَحْـرَدا

وفي حديث الحجاج: إن الإبل ضُمَّزٌ خُنُفٌ؛ هكذا جاء في رواية بالفاء جمع خَنُوفٍ، وهي الناقة التي إذا سارت قَلَبَتْ خُفَّ يَدِها إلى وحْشِيِّه من خارجٍ. ابن سيده: خَنَفَتِ الدابةُ تَخْنِفُ خِنافاً وخُنوفاً، وهي خَنُوفٌ، والجمع خُنُفٌ: مالت بيديها في أَحد شِقَّيها من النَّشاط، وقيل: هو إذا لَوى الفرسُ حافِره إلى وحْشيِّه، وقيل: هو إذا أَحْضَر وثَنى رأْسَه ويديه في شِقّ. أَبو عبيدة: ويكون الخِنافُ في الخيل أَن يَثْنِيَ يَدَه ورأْسه في شق إذا أَحْضَر. والخِنافُ: داء يأْخذ في الخيل في العَضُد. الليث: صَدْر أَخْنَفُ وظَهر أَخْنف، وخَنَفُه انْهِضامُ أَحد جانبيه. يقال: خَنَفَتِ الدابة تَخْنِفُ بيدها وأَنْفِها في السير أَي تضرب بهما نَشاطاً وفيه بعضُ المَيْل، وناقة خَنُوفٌ مِخْنافٌ. والخَنُوفُ من الإبل: اللَّيِّنةُ اليدين في السير. والخِنافُ في عُنُق الناقة: أَن تُمِيلَه إذا مُدَّ بزِمامِها.
وخَنَفَ الفرسُ يَخْنِفُ خَنْفاً، فهو خانِفٌ وخَنُوفٌ: أَمالَ أَنفَه إلى فارِسه. وخنَف الرجلُ بأَنفه: تكبّر فهو خانِف. والخانِفُ: الذي يشمخ بأَنفه من الكِبْر. يقال: رأَيته خانِفاً عنِّي بأَنفه. وخنَفَ بأَنفه عني: لواه. وخنَفَ البعيرُ يَخْنِفُ خَنْفاً وخِنافاً: لَوى أَنفه من الزِّمام. والخانِفُ: الذي يُميلُ رأْسه إلى الزمام ويفعل ذلك من نشاطِه؛ ومنه قول أَبي وجزة:

قد قلتُ، والعِيسُ النَّجائبُ تَغْتَلـي

 

بالقَوْمِ عاصِفةً خَوانِفَ في البُرى

وبعير مخْنَفٌ: به خَنَفٌ.
والمِخْنافُ من الإبل: كالعَقِيم من الرجال، وهو الذي لا يُلْقِحُ إذا ضرَب. قال أَبو منصور: لم أَسمعِ المِخْنافَ بهذا المعنى لغير الليث وما أَدري ما صحّته.
والخَنِيفُ: أَرْدَأُ الكَتَّان. وثوب خَنِيفٌ: رَديء ولا يكون إلا من الكتان خاصَّة، وقيل: الخَنِيف ثوب كَتّان أَبيض غليظ؛ قال أَبو زبيد:

وأَبارِيق شِبْه أَعْناق طَيْر الماء

 

قد جِيبَ فَوْقَهُـنَّ خَـنِـيف

شبَّه الفِدام بالجَيْبِ، وجمع كل ذلك خُنُفٌ. وفي الحديث: أَنَّ قوماً أَتوا النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فقالوا: تَخَرَّقَتْ عنا الخُنُف وأَحْرقَ بطوننا التمرُ؛ الخُنُف، واحدها خَنِيفٌ، وهو جِنْس من الكتّان أَردأُ ما يكون منه كانوا يلبسونها؛ وأَنشد في صفة طريق:

على كالخَنِيفِ السَّحْقِ تَدْعُو به الصَّدَى

 

له قُـلُـبٌ عـادِيَّةٌ وصـحـــونُ

والخَنِيفُ: الغَزِيرةُ، وفي رجز كعب:

ومَذْقةٍ كطُرَّةِ الخَنِيفِ

المَذْقةُ: الشَّرْبةُ من اللبن الممزوج، شبَّه لَوْنها بطُرّة الخَنِيفِ.
والخَنْدَفةُ: أَن يَمشِي مُفاجّاً ويَقْلِبَ قدَمَيْه كأَنه يَغْرفُ بهما وهو من التَّبَختُر، وقد خَنْدف، وخصَّ بعضهم به المرأَة.
ابن الأَعرابي: الخُنْدُوفُ الذي يَتَبَخْتَرُ في مَشْيه كِبْراً وبَطَراً.
وخَنَفَ الأُتْرُجّةَ وما أَشبهها: قطَعَها، والقِطْعَةُ منه خَنَفَةٌ.
والخَنْفُ: الحَلْبُ بأَربع أَصابعَ وتَسْتَعِينُ معها بالإبهام، ومنه حديث عبد الملك أَنه قال لحالب ناقة: كيف تَحْلِبُ هذه الناقة أَخْنْفاً أَم مَصْراً أَم فَطراً؟ ومِخْنَفٌ: اسم معروف. وخَيْنَفٌ: وادٍ بالحجاز؛ قال الشاعر:

وأَعْرَضَتِ الجِبالُ السُّودُ دُوني

 

وخَيْنَفُ عن شِمالي والبَهِـيمُ

أَراد البُقْعَة فترك الصَّرْفَ.وأَبو مِخْنَفٍ، بالكسر: كُنْيةُ لُوط بن يحيى رجل من نَقَلَةِ السِّيَرِ.

خنفث

الخُنْفُثَة: دُوَيْبَّةٌ.

خنفج

الخُنَافِجُ والخُنْفُجُ: الضخم الكثير اللحم من الغِلْمانِ.

خنفر

خُنافِرٌ: اسم رجل.

خنفس

خَنْفَس عن الأَمر: عَدَلَ. أَبو زيد: خَنْفَسَ الرجل خَنْفَسَةً عن القوم إذا كرههم وعدل عنهم. والخُنْفَسُ، بالفتح، والخُنْفَساء، بفتح الفاء ممدود: دُوَيْبَة سوداء أَصغر من الجُعَل منتنة الريح، والأُنثى خُنْفَسَة وخُنْفَساء وخُنْفَساءة، وضم الفاءِ في كل ذلك لغة.
والخُنْفَسُ: الكبير من الخَنافِس. وحكى ثعلب: هؤلاء ذوات خُنْفَسٍ قد جاءني، إذا جعلت خُنْفَساً اسماً للجنس، ولم يفسره، قال: وأَراه لقباً لرجل. غيره: الخُنْفَساءُ دُوَيبَّة سوداء تكون في أُصول الحيطان. ويقال: هو أَلَحُّ من الخُنْفُساء لرجوعها إِليك كلما رميت بها، وثلاث خُنْفُسَاواتٍ. أَبو عمرو: هو الخُنْفَس للذكر من الخَنافِس، وهو العُنْظُبُ والحُنْظُبُ.
الأَصمعي: لا يقال خُنْفُساءة بالهاء: وقال ابن كيسان: إذا كانت أَلف التأْنيث خامسة حذفت إذا لم تكن ممدودة في التصغير كقولك خُنْفُساء وخُنَيْفِساء، قال: والذي أُسقط من ذلك حُبارى تقول حُبَيْر كأَنك صغرت حُبار، قال: وربما عوَّضوا منها الهاء فقالوا حُبَيْرَة، ذكره في باب التصغير، ويقال: خِنْفِسٌ للخُنْفُساء لغة أَهل البصرة؛ قال الشاعر:

والخِنْفِسُ الأَسْوَدُ من تَجُرُّه

 

مَوَدَّةُ العَقْرَبِ في السِّـرِّ

وقال ابن دارَةَ:

وفي البَرِّ من ذئبٍ وسِمْعٍ وعَقْرَبٍ

 

وثُرْمُلَةٍ تَسْعَى وخِنْفِسَةٍ تَسْـري

خنفع

الأَزهري: الخُنْفُع الأَحمق.

خنفق

الليث: الخَنْفَقِيق والعَنْقَفِير وهو الداهية؛ وأَنشد أَبو عبيد:سَهِرْتَ به ليلة كلَّها، فجئتَ به مُؤْدَناً خَنْفَقِيقا يقول: ولدْتَ للرَّأْي ليلة كلها فجئت بداهية.

خنق

الخَنِق، بكسر النون: مصدر قولك خَنَقَه يَخْنُقُه خَنْقاً وخَنِقاً، فهو مَخْنُوق وخَنِيق، وكذلك خَنَّقه، ومنه الخُنَّاق وقد انْخَنقَ واخْتنقَ وانْخنقت الشاة بنفسها، فهي مُنْخَنِقة، فأَما الانْخناق فهو انعصار الخُنِاق في خَنْقه، والاخْتِناق فعله بنفسه. ورجل خَنِق: مَخْنُوق.
ورجل خانِق في موضع خَنِيق: ذو خناق؛ وأنشد:

وخانِقٍ ذي غُصَّة جِرَّاضِ

والخِناق الحَبل الذي يُخنَق به. والخِناق: ما يُخَنق به. والخَنَّاق: نعت لمن يكون ذلك شأْنَه وفعلهَ بالناس. والخِناق والمِخْنقة: القِلادة على المُخَنَّق. والخُناقُ والخُناقيَّةُ: داء أَو ريح يأْخذ الناس والدوابّ في الحُلوق ويعتري الخيل أَيضاً وقد يأْخذ الطير في رؤوسها وحُلُقها، وأَكثر ما يظهر في الحمام، فإاذا كان ذلك فهو غير مشتق لأن الخَنق إنما هو في الحلق.يقال خُنق الفرس، فهو مَخْنوق.
أبو سعيد: المُخَتَنِق من الخيل الذي أَخذت غُرّتُه لَحْيَيْه إلى أُصول أُذنيه، فإذا أَخذ البياضُ وجْهه وأُذنيه فهو مبرنس. وخَنَّقْت الحوضَ تخْنِيقاً إذا شدَدْت مَلأَه؛ قال أَبو النجم:

ثُمّ طباها ذُو حبابٍ مُتْرَعُ،

 

مُخَنَّقٌ بمائه مُـدَعْـدَعُ

ابن الأَعرابي: الخُنُق الفُروج الضِّيقة من فُروج النساء. وقال أَبو العباس: فَلْهَمٌ خِنَاقٌ ضَيِّق حُزُقّةٌ قَصِير السَّمْك. والمُخْتَنَقُ:المَضِيق. ومُختَنق الشِّعْب: مَضِيقُه. والخانِيقُ: مَضيق في الوادي.والخانق: شِعْب ضيّق في الجبل، وأَهل اليمن يسمون الزُّقاق خانقاً.
وخَانِقين وخانِقُونَ: موضع معروف، وفي النصب والخفض خانقين. الجوهري:انْخنقَت الشاة بنفسها فهي مُنخَنقة، وموضعه من العنق مُخَنَّق، بالتشديد، يقال: بلغ من المُخَنَّق. وأَخذت بِمُخَنَّقة أَي موضع الخِناق؛ وأنشد ابن بري لأبي النجم:

والنفْسُ قد طارَتْ إلى المُخنَّق

وكذلك الخِناق والخُناق. يقال: أَخَذ بِخُناقه؛ ومنه اشتقت المِخْنقة من القلادة. والمُختَنق: المَضِيقُ. وفي حديث معاذ: سيكون عليكم أُمراء يؤخّرون الصلاة عن مِيقاتها ويَخْنُقونها إلى شَرق الموتى أَي يُضيِّقُون وقتها بتأْخيرها. يقال: خنقْت الوقت أَخْنُقه إذا أَخَّرته وضيَّقْته. وهم في خُناق من الموت أَي في ضيق.

خنم

تَخْنِمُ: اسم موضع؛ قال لبيد:

وهل يَشْتاقُ مِثْلُك من رُسُومٍ

 

دَوارِسَ، بين تَخْنِمَ والخِلالِ؟

قال ابن سيده: وإنما قضينا على تائه بالزيادة لأَنها لو كانت أَصيلة لكان فَعْلِلاً، وليس في الكلام مثل جَعْفِرٍ.

خنن

الخَنِينُ من بكاء النساء: دون الانْتِحابِ، وقيل: هو تَرَدُّد البكاء حتى يصير في الصوت غُنَّةٌ، وقيل: هو رفع الصوت بالبكاء، وقيل: هو صوت يخرج من الأَنف، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، وهو بكاء المرأَةُ تَخِنُّ في بكائها. وفي حديث عليّ: أَنه قال لابنه الحَسَن، رضي الله عنهما: إنك تَخِنُّ خَنِينَ الجارية؛ قال شمر: خَنَّ خَنِيناً في البكاء إذا رَدَّد البكاء في الخَياشيم، والخَنينُ يكون من الضحك الخافي أَيضاً. الجوهري: الخَنِينُ كالبكاء في الأَنف والضحك في الأَنف؛ قال ابن بري: ومن الخَنينِ كالبكاء في الأَنف قولُ مُدْرِكِ بن حِصْنٍ الأَسَديّ:

بكى جَزَعاً من أَن يموت، وأَجْهَشَتْ

 

إليه الجِرِشِّى، وارمَعَلَّ خَنِينُـهـا.

وفي الحديث: أَنه كان يُسْمَع خَنينُه في الصلاة؛ الخَنِينُ: ضرب من البكاء دون الانتحاب، وأَصلُ الخَنِين خروجُ الصوت من الأَنف كالحَنين من الفم. وفي حديث أَنس: فَغَطَّى أَصحابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وجُوهَهم لهم خَنِينٌ. وفي حديث خالد: فأَخْبَرهم الخبرَ فَخَنُّوا يبكون.
وفي حديث فاطمة، رضوان الله عليها: قام بالباب له خَنِينٌ. والخَنِينُ: الضحك إذا أَظهره الإنسان فخرج خافياً، والفعل كالفعل، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً، فإذا أَخرج صوتاً رقيقاً فهو الرَّنينُ، فإِذا أَخفاه فهو الهَنينُ، وقيل: الهَنِينُ مثل الأَنِينِ، يُقال: أَنَّ وهَنَّ بمعنى واحد. قال ابن سيده: والخَنَنُ والخُنَّةُ والمَخَنَّة كالغُنَّةِ، وقيل: هو فوق الغُنَّة وأَقبح منها، قال المُبَرَّدُ: الغُنَّة أَن يُشْرَبَ الحرفُ صوت الخَيْشوم، والخُنَّة أَشدُّ منها. التهذيب: الخُنَّة ضرب من الغنة، كأَنَّ الكلام يرجع إلى الخياشيم، يقال: امرأَة خَنَّاء وغَنَّاء وفيها مَخَنَّةٌ. ورجل أَخَنُّ أَي أَغَنُّ مسدودُ الخياشيم، وقيل: هو الساقط الخَياشيم، والأُنثى خَنَّاء، وقد خَنَّ، والجمع خُنٌّ؛ قال دَهْلَبُ ابن قُرَيْعٍ:

جارية ليستْ من الوَخْشَـنِّ،

 

ولا من السُّودِ القِصارِ الخُنِّ.

ابن الأَعرابي: النَّشِيجُ من الفم، والخَنِينُ من الأَنف، وكذلك النَّخِير، وقال الفَصِيحُ من أَعراب بني كلاب: الخَنين سُدَدٌ في الخَياشيم، والخُنانُ منه. وقد خَنْخَن إذا أَخرج الكلام من أَنفه. والخُنانُ: داء يأْخذ في الأَنف. والخَنْخَنة: أَن لا يبين الكلام فيُخَنْخِن في خَياشيمه؛ وأَنشد:

خَنْخَنَ لي في قوله ساعةً،

 

فقال لي شيئاً ولم أَسْمَعِ.

ابن الأَعرابي: الرُّبّاحُ القِردُ، وهو والحَوْدَلُ، ويقال لصوته الخَنْخَنةُ، ولضحكه القَحْقَحةُ. والخُنَنةُ: الثورُ المُسِنُّ الضَّخم.
والخُنَانُ في الإبل: كالزُّكام في الناس. يقال: خُنَّ البعير، فهو مَخْنُون.
وزمن الخُنَانِ: زمن ماتت فيه الإبل؛ عنه؛ وقال ابن دريد: هو زمن معروف عند العرب قد ذكروه في أَشعارهم، قال: ولم نسمع فيه من علمائنا تفسيراً شافياً، قال: والأَوَّل أَصح؛ قال النابغة الجعدي في الخُنَّانِ للإِبل:

فمن يَحْرِصْ على كِبَري، فإِني

 

من الشُّبّـانِ أَيّامَ الـخُـنـانِ.

قال الأَصمعي: كان الخُنَّانُ داءً يأْخذ الإبلَ في مناخرها وتموت منه فصار ذلك تاريخاً لهم، والخُنانُ داءٌ يأْخذ الناس، وقيل: هو داءٌ يأْخذ في الأَنف. ابن سيده: والخُنانُ داءٌ يأخذ الطير في حُلُوقها. يقال: طائر مَخْنُون، وهو أَيضاً داءٌ يأْخذ العين؛ قال جرير:

وأَشْفِي من تَخَلُّـج كـلِّ داءٍ،

 

وأَكْوي الناظِرَيْنِ من الخُنانِ.

والمَخَنَّةُ: الأَنف. التهذيب: قال بعضهم خَنَنْتُ الجِذْعَ بالفأْس خَنّاً إذا قطعته. قال أَبو منصور: وهذا حرف مُريبٌ، قال: وصوابه عندي وجثَثْتُ العودَ جَثَاً، فأَما خَنَنْتُ بمعنى قطعت فما سمعته. اللحياني: رجل مَجْنُون مَخْنُونٌ مَحْنُونٌ، وقد أَجَنَّه اللهُ وأَحَنَّه وأَخنَّه بمعنى واحد. أَبو عمرو: الخِنُّ السفينة الفارغة. ووَطِئ مِخَنَّتَهم ومَخَنَّتَهم أَي حريمهم. والمِخَنُّ: الرجلُ الطويل، والصحيح المَخْنُ، وهو مذكور في موضعه؛ وأَنشد الأَزهري:

لما رَآهُ جَسْرَباً مِـخَـنَّـا

 

أَقْصَرَ عن حَسْناءَ وارْثَعَنا.

أَي استَرْخَى عنها. قال: ويقال للطويل مَخْنٌ، بفتح الميم وجزم الخاء.
وفلان مَخَنَّة لفلان أَي مأْكَلة. ومَخَنَّةُ القوم: حريمهم. وخَنَنْتُ الجُلَّة إذا استخرجتَ منها شيئاً بعد شيءٍ. التهذيب: المَخَنَّة وسط الدار، والمَخَنَّة الفِناءُ، والمَخَنَّةُ الحرم، والمَخَنَّة مَضِيقُ الوادي، والمَخَنَّةُ مَصَبُّ الماء من التَّلْعَةِ إلى الوادي، والمَخَنَّةُ فُوَّهَةُ الطريق، والمَخَنَّة المَحجَّة البينة، والمَخَنَّة طَرَفُ الأَنف، قال: وروى الشَّعْبي أَن الناس لما قدموا البصرة قال بنو تميم لعائشة: هل لك في الأَحْنَفِ؟ قالت: لا، ولكن كونوا على مَخَنَّتِه أَي طريقته، وذلك أَن الأَحْنَف تكلم فيها بكلمات، وقال أَبياتاً يلومها فيها في وقعة الجمل؛ منها:

فلو كانتِ الأَكْنانُ دُونَكِ، لم يَجِدْ

 

عَليكِ مَقَالاً ذو أَداةٍ يَقُولُهـا.

فبلغها كلامُه وشِعْرُه فقالت: أَلِي كان يَسْتَجِمُّ مَثابَةَ سَفَهِه؟ وما للأَحْنفِ والعربية، وإنما هم عُلُوجٌ لآلِ عُبَيْدِ الله سَكنوا الرِّيفَ، إلى الله أَشكو عقوقَ أَبنائي؛ ثم قالت:

بُنَيَّ اتَّعِظْ، إنَّ المَواعِظَ سَهْلةٌ،

 

ويُوشِكُ أَن تَكْتانَ وَعْراً سَبيلُها.

ولا تَنْسَينْ في اللهِ حَقَّ أُمُومَتي،

 

فإِنك أَوْلى الناسِ أَن لا تَقُولُها

ولا تَنْطِقَنْ في أُمَّةٍ ليَ بالخَنـا

 

حَنِيفيَّة، قد كان بَعْلي رَسْولُها.

خهفع

حكى الأَزهري عن أَبي تراب قال: سمعت أَعرابياً من بني تميم يكنى أَبا الخَيْهَفْعَى، وسأَلته عن تفسير كنيته فقال: يقال إذا وقع الذئب على الكلبة جاءت بالسِّمْع، وإِذا وقع الكلب على الذِّئبة جاءت بالخَيْهَفْعَى. قال: وليس هذا على أَبنية أَسمائهم مع اجتماع ثلاثة أَحرف من حروف الحَلْق، وقال عن هذا الحرف وعما قبله في باب رباعي العين في كتابه: وهذه حروف لا أَعرفها ولم أَجد لها أَصلاً في كتب الثقات الذين أَخذوا عن العرب العاربة ما أَودعوا كتبهم، ولم أَذكرْها وأَنا أَحقُّها ولكني ذكرتها اسْتِنْداراً لها وتعجُّباً منها، ولا أَدري ما صحتها. وحكى ابن بري في أَماليه قال: قال ابن خالويه أَبو الخَيْهَفْعَى كنية رجل أَعرابي يقال له جِنزاب بن الأَقرع، فقيل له: لم تكَنَّيْت بهذا؟ فقال: الخَيْهَفْعَى دابة يخرج بين النَّمر والضبع، يكون باليمن، أَغْضَفُ الأُذنين غائرُ العينين مُشْرِف الحاجِبَين أَعْصَلُ الأَنْياب ضَخْمُ البَراثِن يَفْتَرِس الأَباعِرَ؛ وأَهمله الجوهري.