باب الخاء والواو

خوا

خَوَتِ الدارُ: تَهَدَّمَتْ وسَقَطَتْ؛ ومنه قوله تعالى: فتلْكَ بُيوتُهم خاوِيَةً، أَي خاليةً كما قال تعالى: فهي خاوِيَةٌ على عروُشها؛ أَي خاليةٌ، وقيل: ساقِطةٌ على سُقُوفها. وخَوَّتِ الدارُ وخَوِيَتْ خَيّاً وخُوِيّاً وخَواءً وخَوَايَةً: أَقْوَتْ وخَلَتْ من أَهلها. وأَرضٌ خاويةٌ: خالِيةٌ من أَهلها، وقد تكون خاويةً من المطر. وخَوَى البيتُ إذا انْهَدَمَ؛ ومنه قول خَنْساء:

كان أَبو حَسّانَ عَرْشاً خَوَى

 

مما بَناهُ الدهرُ دانٍ ظَلِيلْ

خَوَى أَي تَهَدَّمَ ووَقَع. وفي حديث سهل: فإذا هم بدار خاوية على عُرُوشِها؛ خَوَى إذا سقط وخَلا، وعُروشُها سُقُوفها؛ ومنه قوله: أَعْجازُ نخلٍ خاويةٍ. قال الله تعالى قي قصَّةِ عادٍ: كأَنهم أَعجازُ نخلٍ خاويةٌ؛ أعجازُ النخل: أُصولُها، وقيل: خاوية نعت للنخل لأَن النخل يذكر ويؤنث.
وقال عز وجل في موضع آخر: كأَنهم أَعجازُ نخل مُنْقَعِر؛ المُنْقَعِرُ:المُنْقَلِعُ عن مَنْبِتِه، وكذلك الخاوية معناها معنى المُنْقَلِعِ، وقيل لها إذا انْقَلَعتْ خاوية لأَنها خَوَتْ من مَنْبِتِها الذي كانت تَنْبُتُ فيه وخوَى مَنْبِتُها منها، ومعنى خَوَتْ أَي خَلَتْ كما تَخْوي الدارُ خُوِيّاً إذا خلت من أَهلها. وخَوَتِ الدارُ أَي بادَ أَهْلُها وهي قائمة بلا عامِرٍ. الأَصمعي: خَوَى البيتُ يَخْوي خَواءً، ممدود، إذا ما خَلا من أَهله. ويقال: وقَع عرشُك بخَوٍّ أَي بأَرضٍ خَوَّار يُتَعرَّقُ فيه فلا يُخْلقُ. وخَوَاءُ الأَرض، ممدود: بَراحُها؛ قال أَبو النجم:

يَبْدُو خَواءُ الأَرضِ من خَوائِه

ويقال: دخل فلان في خَواءِ فرسِه يعني ما بين يديه ورجليه، وأَبو النجم وصف فرساً طويل القوائم. ويقال لما يَسُدُّه الفرسُ بذَنَبه من فُرْجَةِ ما بين رجليه: خَوَايَةٌ؛ قال الطِّرمّاح:

فسَدَّ، بمَضْرَحِيِّ اللَّوْن جَثْلٍ،

 

خَوَايَةَ فَرْجِ مِقْلاتٍ دَهينِ

أي سَدَّت ما بين فخذيها بذَنَب مَضْرَحِيِّ اللونِ. والخَواءُ: خُلُوُّ الجَوْفِ من الطعام، يمدّ ويقصر، والقصر أَعلى. وخَوَى خَوىً وخَواءً:تتابع عليه الجوعُ، وخَوِيَت المرأَةُ خَواً. وخَوَتْ: ولدت فخَوَي بطنُها أَي خَلا، وكذلك إذا لم تأْكل عند الولادة، وخَوِيَتْ أَجْودُ.
والخَويَّة: ما أَطعمتها على ذلك. وخَوَّاها وخَوَّى لها تَخْوِيةً؛ الأَخيرة عن كراع: عَمِلَ لها خَوِيَّةً تأْكلها وهي طعام. الأَصمعي: يقال للمرأَة خُوِّيتْ، فهي تُخَوَّى تَخْوِيَةً، وذلك إذا حُفِرَتْ لها حَفِيرةٌ ثم أُوِقدَ فيها، ثم تَقْعُدُ فيها من داء تَجِدهُ. وخَوَّتِ الإبلُ تَخْوِيةً:خَمُصَتْ بُطونُها وارْتَفعَتْ. وخَوَّى الرجلُ: تَجافى في سجوده وفَرَّجَ ما بين عَضُدَيْهِ وجَنْبيه، والطائرُ إذا أَرسل جناحيه، وكذلك البعير إذا تَجافى في بُروكِه ومَكَّنَ لثَفِناتِه؛ قال:

خَوَّتْ على ثَفِناتِها

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا سَجَدَ خَوَّى؛ ومعناه أَنه جافى بطنَه عن الأَرض ورَفَعَها حتى يَخْوِيَ ما بين ذلك ويُخَوِّي عَضُدَيه عن جنبيه؛ ومنه يقال للناقة إذا بَرَكَتْ فتَجافي بطنُها في بُروكها لضُمْرِها: قد خَوَّتْ؛ وأَنشد أَبو عبيد في صفة ناقة ضامر:

ذات انْتِباذٍ عن الحادي إذا بَركَتْ،

 

خَوَّتْ على ثَفِناتٍ مُـحْـزَئِلاَّتِ

ويقال للطائر إذا أَراد أَن يقع فيَبْسُطَ جناحَيه ويَمُدَّ رجليه: قد خَوَّى تَخْوِيةً. وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: إذا سَجَدَ الرجلُ فلْيُخَوِّ، وإذا سجدت المرأَةُ فلْتَحْتَفِزْ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يَخْرُجْنَ من خَلَلِ الغُبارِ عَوَابسـاً،

 

كأَصابِعِ المَقْرُورِ حَوَّى فاصْطَلى

فسره فقال: يريد أَن الخيل قَرُبَتْ بعضُها من بعض. والخَوَى: الرُّعافُ. والخَوَاءُ: الهَواءُ بين الشيئين، وكذلك الهواء بين الأَرض والسماء؛ قال بِشْرٌ يصف فرساً:

يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبارُ

أَي يَسُدُّ الفَجْوةَ التي بين طُبْيَيها. وكلُّ فُرْجة فهي خَوَاءٌ.والخَوِيُّ: الوِطاءُ بين الجبلين وهو اللَّيِّنُ من الأَرض. وقال أَبو حنيفة: الخَوِيُّ بطْنٌ يكون في السَّهْل والحَزْن داخلاً في الأَرض أَعْظَمُ من السَّهْبِ مِنْباتٌ. قال الأَزهري: كلُّ وادٍ واسع في جَوٍّ سَهْلٍ فهو خَوٌّ وخَوِيٌّ. والخَوِيُّ؛ عن الأَصمعي: الوادي السهل البعيد؛ وقول الطِّرمّاح:

وخَوِيّ سَهْل، يُثِيرُ به القَوْ

 

مُ رِباضاً للِعينِ بَعْدَ رِباضِ

يقول: يَمرُّ الرُّكْبانُ بالعِينِ في مَرابضها فتُثِيرها منها، والرِّباضُ: البقر التي رَبَضَتْ في كُنُسِها. الأَزهري في هذا الموضع: ابن الأَعرابي الوَخُّ الأَلمُ، والوَخُّ القَصْدُ، والخَوُّ الجُوع.
والخوِيَّةُ: مَفْرَجُ ما بين الضَّرْع والقُبُلِ من الناقة وغيرها من الأَنعام.
وخَوَايَةُ السِّنانِ: جُبَّتُه وهي ما الْتَقَم ثَعْلَبَ الرُّمْحِ.وخَوَايةُ الرَّحْل: مُتَّسَعُ داخِله. وخَوَى الزِّنْدُ وأَخْوَى: لم يُورِ.وخَوَتِ النُّجُومُ تَخْوي خَيّاً وأَخْوَتْ وخَوَّتْ: أَمحَلَتْ، وقيل: خَوَتْ وأَخْوَتْ، وذلك إذا سَقَطتْ ولم تُمْطِرْ في نَوْئِها؛ قال كعب بن زهير:

قومٌ إذا خَوَتِ النُّجومُ فإنَّهمْ،

 

للطارِقينَ النازِلينَ، مَقارِي

وقال آخر:

وأَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إلا أَنِـضَّةً،

 

أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليس قاطِرُها يُثْرِي

قوله:يُثْري يَبُلُّ الأَرضَ؛ وقال الأَخطل:

فأَنتَ الذي تَرْجُو الصَّعاليكُ سَيْبَهُ،

 

إذا السَّنةُ الشَّهْباءُ خَوَّتْ نُجومُها

وخَوَّتْ تَخْوِيةً: مالَتْ للمَغِيب. وخَوَى الشيءَ خَيّاً وخَوَايةً واخْتَواه: اختَطَفَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

حتى اخْتَوَى طِفْلَها في الجَوِّ مُنْصَلِتٌ

 

أَزَلُّ منها، كنَصْلِ السَّيفِ، زُهْلُولُ

ابن الأَعرابي: يقال اخْتَوَاه واختدَفَه واخْتاتَهُ وتَخَوَّتَهُ إذا اقتَطَعهُ؛ وقال أَبو وَجْزَة:

ثم اعْتَمَدْتَ إلى ابن يَحْيَى تَخْتَوي،

 

مِنْ دُونِه، مُتَباعِـدَ الـبُـلْـدانِ

وخَوَايةُ الخَيل: حفيفُ عَدْوِها كذلك حكاه ابن الأَعرابي بالهاء. وخَوَايةُ المطر: حفِيفُ انْهِلاله بالهاء؛ عنه أَيضاً. وحكى أَبو عبيدة: الخَوَاة الصَّوْتُ. قال أَبو مالك: سمعت خَوايَتَهُ أي سمعت صوته شِبْهَ التَّوَهُّمِ؛ وأَنشد:

خَوايَةَ أَجْدَلا

يعني صوته. وفي حديث صِلَةَ: فَسَمِعْتُ كخَوايَةِ الطائِرِ؛ الخَوَايَة: حَفِيفُ الجَناح. وخَواةُ الرِّيحِ: صَوْتها؛ عن ابن الأَعرابي أَيضاً.والخَوِيُّ: الثابِتُ، طائِيَّة. والخَاوِيَةُ: الداهِية؛ عن كراع.والخَوُّ: العَسَل؛ عن الزجاجيّ.
ويومُ خَوىً وخُوىً وخُوَيٍّ: معروف. وخَوِيٌّ: موضع. ويَومُ خَوٍّ: من أَيام العرب، معروف. والخَوِيُّ: البَطْنُ السَّهْلُ من الأَرض، على فعيل. وفي الحديث: فأَخَذَ أَبا جَهْل خَوَّةٌ فلا يَنْطِقُ أَي فَتْرَةٌ؛ ذكره ابن الأَثير، قال: والهاء زائدة.
والخَوَّانِ: واديان معروفان في ديار تميم. وخَوٌّ: وادٍ لبني أَسد؛ قال زهير:  

لَئِنْ حَلَلْت بِخَوٍّ في بَـنـي أَسَـدٍ،

 

في دينِ عَمْروٍ، وحالَتْ دُونَنا فَدَكُ

قال أَبو محمد الأَسود: ومن رواه بالجيم فقد صحَّفه، قال وفيه يقول القائل:

وبَيْنَ خَوَّيْنِ زُقاقٌ واسِعُ

وخَيْوانُ: بَطنٌ من هَمْدانَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للأَسود بن يَعْفُر:

جُنِّبْتَ خَاوِيَةَ السِّلاحِ وكَلْمَهُ

 

أَبَداً، وجانَبَ نَفْسَكَ الأَسْقامُ

ولم يفسر الخَاوِيَةَ، فتأَمله.
والخاء: حرف هجاء، وحكى سيبويه: خَبَّيْت خاءً، وسنذكر ذلك في موضعه.

خوب

الخَوْبَة: الأَرضُ التي لم تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطورَتَيْن. والخَوْبَةُ: الجُوعُ، عن كُراع. قال أَبو عمرو: إذا قُلْتَ أَصابَتْنا خَوْبَةٌ، بالخاءِ المعجمة، فمعناه المجاعةُ؛ وإذا قُلْتها بالحاء المهملة، فمعناهُ الحاجَة. أَبو عبيد: أَصابَتْهُم خَوْبةٌ إذا ذَهَبَ ما عندَهم، فلم يبقَ عندهم شيءٌ؛ قال شمر: لا أَدْرِي ما أَصابَتْهُم خوبة، وأَظُنُّ أَنه حَوْبَة؛ قال أَبو منصور: والخَوْبَة بالخاءِ، صحيح، ولم يَحْفَظْه شمر. قال: ويقال للجُوع: الخَوْبَة؛ وقال الشاعر:

طَرُود لِخَوْباتِ النُّفُوسِ الكَوانِعِ

وفي حديث التَّلِبِ بن ثَعْلبة: أَصابَ رسولَ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، خَوْبَةٌ فاسْتَقْرضَ مِنِّي طَعاماً. الخَوْبةُ: المَجاعَة.
وخابَ يَخُوبُ خَوْباً: افْتَقَرَ، عن ابن الأَعرابي.
وفي الحديث: نِعُوذُ باللّه من الخَوْبةِ. ويقال: نَزَلْنا بخَوْبةٍ من الأَرضِ أَي بمَوْضِعِ سُوءٍ، لا رِعْيَ به ولا ماءَ. أَبو عمرو: الخَوْبَة والقَوايَةُ والخَطِيطَةُ: الأَرضُ التي لم تُمْطَرْ، وقَوِيَ المَطر يَقْوَى إذا احْتَبَسَ.

خوت

خاتَه يَخُوتُه خَوْتاً: طَرَده.
والخَواتُ والخَواتةُ: الصَّوْتُ، وخص أَبو حنيفة به صَوْتَ الرعد والسيل، وأَنشد لابن هَرْمَة:

ولا حِسَّ إِلاّ خَواتُ السُّيول

وخَواتُ الطير: صَوْتُها؛ وقد خَوَّتَتْ؛ وقيل: كلُّ ما صَوَّتَ، فقد خَوَّت؛ قيل: الخَواتُ لفظ مؤنث، ومعناه مذكر، دَويُّ جَناح العُقاب.
وخاتَتِ العُقابُ والبازي تَخُوتُ خَواتاً وخَواتَةً، وانْخاتَتْ، واخْتاتَتْ إذا انْقَضَّتْ على الصَّيْدِ لتَأْخُذَه، فسمعتَ لجناحَيْها صَوْتاً.
والخائتة: العُقابُ التي تَخْتاتُ، وهو صَوْتُ جَناحَيْها إذا انْقَضَّتْ فَسمِعْتَ صَوْتَ انْقضاضها، وله حَفيفٌ، وسمعتُ خَواتَها أَي حفيفَها وصوتها. وفي حديث أَبي الطُّفَيْل وبناءِ الكعبة، قال: فسمعنا خَواتاً من السماءِ أَي صوْتاً مثل حَفِيف جناح الطائر الضخم.
وخاتَتْه العُقابُ تَخُوتُه. وتَخَوَّتَتْه: اخْتَطَفَتْه؛ قال أَبو ذُؤَيْب، أَو صَخْر الغَيِّ:

فخاتَتْ غَزالاً جاثِماً بَصُرَتْ به

 

لدى سَلَماتٍ، عنْد أَدْماءَ سارِبِ

وتَخَوَّتَ الشيءَ: اخْتَطَفَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال ابن رِبْعٍ الهُذَليّ، أَو الجَموحُ الهُذَليُّ:

تَخُوتُ قُلُوبَ الطَّير من كلِّ جانبٍ،

 

كما خاتَ، طَيْرَ الماءَ، وَرْدٌ مُلَمَّعُ

الأَصمعي: تَخُوتُ تَخْطَفُ. وَرْدٌ: صَقْر في لونه وُرْدَةٌ؛ وقال آخر:

وما القومُ إِلا خَمْـسَةٌ، أَو ثـلاثةٌ،

 

يَخُوتُونَ أُخْرى القومِ خَوْتَ الأَجادِل

الأَجادِلُ: جمع أَجْدَل، وهو الصَّقْر.
والخَوَّاتُ، بالتشديد: الرجلُ الجَريءُ؛ قال الشاعر:

لا يَهْتَدي فيه إِلاَّ كلُّ مُنْصَـلِـتٍ،

 

من الرجال، زَمِيعِ الرَّأْي، خَوَّاتِ

وخَوَّاتُ بن جُبَير الأَنصاري.
وتَخَوَّتَ مالَه مثل تَخَوَّفه أَي تَنَقَّصَه.
وقال الفراء: ما زال الذِّئْبُ يَخْتاتُ الشاةَ بعد الشاة أَي يَخْتِلها فيَسْرِقُها. وفلان يَخْتاتُ حديثَ القوم، ويَتَخَوَّتُ إذا أَخَذَ منه وتَخَطَّفَه. وإِنهم يَخْتاتونَ الليلَ أَي يَسِيرون ويَقْطَعُون الطريقَ. قال ابن الأَعرابي: خاتَ الرجلُ إذا أَخْلَفَ وعْدَه. وخاتَ الرجلُ إذا أَسَنَّ. وفي الحديث، حديثِ أَبي جَنْدَل بن عَمْرو بن سُهَيْل: أَنه اخْتاتَ للضَّرب، حتى خِيفَ على عَقْله؛ قال شمر: هكذا روي، والمعروف أَخَتَّ الرجلُ، فهو مُخِتٌّ إذا انكسر واسْتَحْيا، وقد تقدّم. والمُخْتَتي نحو المُخِتّ: وهو المُتَصاغِرُ المُنْكَسِرُ.

خوث

خَوِثَ الرجلُ خَوَثاً، وهو أَخْوَثُ بَيِّنُ الخَوَثِ: عَظُمَ بَطْنُه واسْتَرْخى. وخُوِثَتِ الأُنثى، وهي خَوْثاء. والخَوْثاءُ من النساء أَيضاً: الحَدَثة الناعمةُ، ذاتُ صُدْرة؛ وقيل: الناعمة التارَّة؛ قال أُمَيَّةُ بنُ حُرْثانَ:

عَلِقَ القَلْبُ حُبَّها وهَواها،

 

وهي بِكْرٌ غَريرةٌ خَوْثاءُ

أَبو زيد: الخَوْثاءُ الحِفْضاجَة من النساء؛ وقال ذو الرمة:

بها كلُّ خَوْثاءِ الحَشَى مَـرَئِيَّةٍ

 

رَوَادٍ، يَزيدُ القُرْطُ سُوءَ قَذالِها

قال: الخَوْثاءُ المُسْتَرْخِيةُ الحَشَى. والرَّوَادُ: التي لا تَسْتَقِرُّ في مكان، ربما تجيء وتذهب. قال أَبو منصور: الخَوْثاءُ في بيت ابن حُرْثانَ صفةٌ مَحْمودة، وفي بيت ذي الرمة صفةٌ مذمومة.
وفي حديث التِّلِبِّ بن ثَعْلَبة: أَصابَ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، خَوْثَةٌ فاسْتَقْرَضَ مني طعاماً. قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية.
وقال الخطابي: لا أُراها محفوظةً، وإِنما هي حَوْبة، بالباء الموحدة، وهي الحاجة.
وخَوِثَ البطنُ والصَّدْرُ: امْتَلآ.
خيث: أَبو عمرو: التَّخَيُّثُ: عِظَمُ البَطْنِ واسْترْخاؤه.
والتَّقَيُّتُ: الجمع والمنعُ. والتَّهَيُّثُ: الإِعطاء.

خوخ

الخَوْخَةُ: واحدة الخَوخِ. والخَوْخَةُ: كُوَّة في البيت تؤَدِّي إليه الضوء. والخَوْخة: مُخْتَرَقُ ما بين كل دارين لم ينصب عليها باب، بلغة أَهل الحجاز، وعم به بعضهم فقال: هي مُخْتَرَقُ ما بين كل شيئين؛ وفي الحديث: لا تَبْقى خَوخةٌ في المسجد إِلاْ سُدَّتْ غير خَوخةِ أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه؛ وفي حديث آخر: إلاَّ خَوْخةَ عليّ، رضوان الله عليه، هي باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب. قال الليث: وناس يسمون هذه الأَبواب التي تسميها العجم بنحرقات خَوْخاتٍ.
والخَوْخةُ: الدُّبُر. ثمرة معروفة وجمعها خَوْخٌ. والخَوْخة: ضرب من الثياب الخُضْر؛ قال الأَزهري: وضرب من الثياب أَخْضَرُ يسميه أَهل مكة الخَوْخة. والخَوْخاةُ: الرجل الأَحمق. ابن سيده: الخَوْخاء، ممدود، الأَحمق، والجمع خَوْخاؤون؛ قال الأَزهري: الذي أَعرفه لأَبي عبيد الهَوْهاة الجبان الأَحمق، بالهاء، ولعل الخاء لغة فيه.
أَبو عمرو: والخُوَيْخِيَة الداهية، والياء مخففة؛ قال لبيد:

وكلُّ أُناسٍ سوفَ تَدْخُلُ بينهم

 

خُوَيْخِيَةٌ، تَصْفَرُّ منها الأَنامِلُ

ويروى بيتهم. قال شمر: لم أَسمع خُوَيخِيَة إِلاَّ للبيد، وأَبو عمرو ثقة؛ وقال الأَزهري: هذا حرف غريب، ورواه بعضهم دُوَيْهِيَة؛ قال: ومن الغريب أَيضاً ما روي عن ابن الأَعرابي، قال: الصُّوصِيَة والصُّواصِيَة الداهية.
التهذيب: واسم موضع يقال له رَوْضةُ خاخٍ بين الحرمين، وكانت المرأَة التي أَدركها عليّ والزبير، رضي الله عنهما، وأَخذا منها كتاباً كتبه حاطببن أَبي بَلْتَعةَ إِلى أَهل مكة، إِنما أَلْفَياها بروضَةِ خاخٍ؛ ففَتَّشاها وأَخذا منها الكتاب.

خود

الخَوْدُ: الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً؛ وقيل: الجارية الناعمة، والجمع خَوْدات وخُود، بضم الخاء، مثل رمح لَدْن ورِماح لُدْن ولا فعل له.
والتَّخْويد: سرعة السير، وقيل: سرعة سير البعير.
وخَوَّدَ البعيرُ: أَسرع وزج بقوائمه، وقيل: هو أَن يهتز كأَنه يضطرب، وكذلك الظليم، وقد يستعمل في الإِنسان؛ وفي الحديث: طاف عمر، رضي الله عنه، بين الصفا والمروة فَخَوَّد أَي أَسرع. وخَوَّد الفحلَ في الشوك تَخْويداً: أَرسله؛ وأَنشد الليث:

وخَوِّدْ فحلَها من غير شَلٍّ،

 

بدار الريح، تَخْويدَ الظَّلِيم

قال أَبو منصور: غلط الليث في تفسير التخويد وفي تفسير هذا البيت، والبيت للبيد إِنما يقال خَوَّدَ البعيرُ تَخْويداً إذا أَسرع؛ والرواية:

وخَوَّدَ فحلُها من غير شل

يصف برد الزمان وانتزاع الفحل إِلى مراحه مبادراً هبوب الريح الباردة بالعشي، كما يُخَوِّد الظليم إذا راح إِلى بيضه وأُدْحِيِّه. وفي ترجمة بقَّم: تَوَّجُ موضع، وكذلك خَوَّدُ؛ قال ذو الرمة:

وأَعيُن العِين بأَعلى خَوَّدا

حكاه ابن بري عن ابن الجواليقي.

خوذ

المُخاوَذَةُ: المخالفة إِلى الشيء.
خَاوَذَهُ خِوَاذاً ومخاوذة: خالفه. يقال: بنو فلان خاوذونا إِلى الماء أَي خالفونا إِليه. الأُمَوِيُّ: خاوَذْته مُخَاوَذَة فعلت مثل فعله، وأَنكر شمر خاوذت بهذا المعنى، وذكر أَن المُخاوَذَة والخِواذ الفِراقُ، وأَنشد:

إِذا النَّوَى تَدْنُو عن الخِوَاذِ

وخَاوَذَتْه الحُمَّى خِوَاذاً: أَخذته ثم انقطعت عنه ثم عاودته؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقيل: مخاوذتها إِياه تعهدها له، وقيل: خِواذُ الحمى أَن تأْتي لوقت غير معلوم. الفراء: الحمى تُخَاوذه إذا حم في الأَيام. وفلان يُخَاوِذُنا بالزيارة أَي يتعهدنا بالزيارة. قال أَبو منصور: وسماعي من العرب في الخِواذِ أَن حِلَّتَين نزلتا على ماء عضوض لا يروي نَعَمَهُما في يوم واحد، فسمعت بعضهم يقول لبعض: خَاوِذُوا وِرْدَكم ترووا نَعَمَكمْ؛ ومعناه أَن يورد فريق نَعَمَه يوماً ونَعَم الآخرين في الرعي، فإِذا كان اليوم الثاني أَورد الآخرون نعمهم، فإِذا فعلوا ذلك شرب كلُّ مال غِبّاً لأَنَّ المالين إذا اجتمعا على الماء نزح فلم يرووا، وكان صَدَرُهم عن غيرِ رِيّ، فهذا معنى الخِوَاذِ عندهم. وهو من خُوذَانِهم؛ عن ابن الأَعرابي، أَي من خُشارِهم وخَمَّانهم. ويقال: ذهب فلان في خُوذانِ الخامل إذا أُخر عن أَهل الفضل؛ قال ابن أَحمر:

إِذا سَبَّنَا منهم دَعِـيٌّ لأُمِّـه

 

خليلانِ من خُوذَانَ قِنٌّ مُوَلَّدُ

وفي النوادر: أَمر خائذ لائذ، وأَمر مُخَاوِذٌ مُلاوِذٌ إذا كان مُعْوِزاً. وخَاوَذَ عنه إذا تنحى؛ قال أَبو وجزة: وخاوذ عنه فلم يعانها دبذ: الدَّيابُوذُ: ثَوْبٌ ينسج بنيرين كأَنه جمع دَيْبُوذ على فَيْعُول؛ قال أَبو عبيد: أَصله بالفارسية دوبوذ؛ وأَنشد الأَعشى يصف الثور:

عليه ديابوذ تسربل تحـتـه

 

أَرَنْدَجَ إِسْكافٍ يخالط عِظْلِمَا

قال: وربما عربوه بدال غير معجمة.

خور

الليث: الخُوَارُ صوتُ الثَّوْر وما اشتد من صوت البقرة والعجل.
ابن سيده: الخُوار من أَصوات البقر والغنم والظباء والسهام.
وقد خارَ يَخُور خُواراً: صاح؛ ومنه قوله تعالى: فأَخْرَجَ لهم عِجْلاً جَسَداً له خُوارٌ؛ قال طرفة:

لَيْتَ لنا، مكانَ المَلْكِ عَمْرو،

 

رَغُوثاً حَوْلَ قُبَّتِنا تَـخُـورُ

وفي حديث الزكاة: يَحْمِلُ بَعِيراً له رُغاءٌ أَو بقرة لها خُوارٌ؛ هو صوت البقر. وفي حديث مقتل أُبيِّ ابن خَلَفٍ: فَخَرَّ يخُورُ كما يَخُورُ الثور؛ وقال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:

يَخُرْنَ إذا أُنْفِذْن في ساقِطِ النَّـدى،

 

وإِن كانَ يوماً ذا أَهاضِيبَ مُخْضِلا

خُوَارَ المَطَافِيلِ المُلَمَّعَة الـشَّـوَى

 

وأَطْلائِها، صَادَفْنَ عِرْنَانَ مُبْقِـلا

يقول: إذا أُنْفِذَتِ السهام خارَتْ خُوارَ هذه الوحش. المطافيل: التي تَثْغُو إِلى أَطلائها وقد أَنشطها المَرْعَى المُخْصِبُ، فأَصواتُ هذه النَّبَالِ كأَصوات تلك الوحوش ذوات الأَطفال، وإِن أُنْفِذَتْ في يوم مطر مُخْضِلٍ، أَي فلهذه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجل إِحكام الصنعة وكرم العيدان. والاسْتِخارَةُ: الاستعطافُ. واسْتَخَارَ الرجلَ: استعطفه؛ يقال: هو من الخُوَار والصوت، وأَصله أَن الصائد يأْتي ولد الظبية في كناسه فيَعْرُك أُذنه فَيَخُور أَي يصيح، يستعطف بذلك أُمه كي يصيدها؛ وقال الهذلي:

لَعَلَّكَ، إِمَّا أُمُّ عَمْروٍ تَـبَـدَّلَـتْ

 

سِواكَ خَلِيلاً، شاتِمِي تَسْتَخِيرُها

وقال الكميت:

ولَن يَسْتَخِيرَ رُسُومَ الدِّيار،

 

لِعَوْلَتِهِ، ذو الصِّبا المُعْوِلُ

فعين استخرت على هذا واو، وهو مذكور في الياء، لأَنك إذا استعطفته ودعوته فإِنك إنما تطلب خيره. ويقال: أَخَرْنَا المطايا إِلى موضع كذا نُخِيرُها إِخارَةً صرفناها وعطفناها. والخَوَرُ، بالتحريك: الضعف. وخارَ الرجلُ والحَرُّ يَخُور خُؤوراً وخَوِرَ خَوَراً وخَوَّرَ: ضَعُفَ وانكسر؛ ورجل خَوَّارٌ: ضعيف. وَرُمْحٌ خَوَّارٌ وسهم خَوَّار؛ وكل ما ضعف، فقد خار. الليث: الخَوَّار الضعيف الذي لا بقاء له على الشدّة. وفي حديث عمر: لن تَخُورَ قُوىً ما دام صاحبها يَنْزِعُ ويَنْزُو، خار يَخور إذا ضعفت قوَّته ووَهَتْ، أَي لن يضعف صاحب قوَّة يقدر أَن ينزع في قوسه ويَثِبَ إِلى دابته؛ ومنه حديث أَبي بكر قال لعمر، رضي الله عنهما: أَجَبانٌ في الجاهلية وخَوَّارٌ في الإِسلام؟ وفي حديث عمرو بن العاص: ليس أَخو الحَرْبِ من يضع خُوَرَ الحَشايا عن يمينه وشماله أَي يضع لِيَانَ الفُرُشِ والأَوْطِيَة وضِعافَها عنده، وهي التي لا تُحْشَى بالأَشْياء الصُّلْبَةِ. وخَوَّرَه: نسبه إِلى الخَوَرِ؛ قال:

لقد عَلِمْت، فاعْذُليني أَوْذَرِي،

أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ، من لا يَصْبرِ

على المُلِمَّات، بها يُخَوَّرِ

وخارَ الرجلُ يَخُور، فهو خائر. والخُوَارُ في كل شيء عيب إِلاَّ في هذه الأَشياء: ناقة خَوَّارة وشاة خَوَّارة إذا كانتا غزيرتين باللبن، وبعير خَوَّار رَقِيقٌ حَسَنٌ، وفرس خَوَّار لَيِّنُ العَطْف، والجمع خُورٌ في جميع ذلك، والعَدَدُ خَوَّاراتٌ. والخَوَّارَةُ: الاستُ لضعفها. وسهمٌ خَوَّار وخَؤورٌ: ضعيف. والخُورُ من النساء: الكثيرات الرِّيَبِ لفسادهن وضعف أَحلامهن، لا واحد له؛ قال الأَخطل:

يَبِيتُ يَسُوفُ الخُورَ، وهْيَ رَواكِدٌ،

 

كما سَافَ أَبْكَارَ الهِجَانِ فَـنِـيقُ

وناقة خَوَّارة: غزيرة اللبن، وكذلك الشاة، والجمع خُورٌ على غير قياس؛ قال القطامي:

رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ، لو تَنْدَرِئ لها

 

صَباً وشَمالٌ حَرْجَفٌ، لم تقَـلَّـبِ

وأَرض خَوَّارة: لينة سهلة، والجمع خُورٌ؛ قال عمر بن لَجَإٍ يهجو جريراً مجاوباً له على قوله فيه:

أَحِينَ كنتُ سَمَاماً يا بَـنـي لَـجَـإٍ،

 

وخاطَرَتْ بِيَ عن أَحْسابِها مُضَرُ،

تَعَرَّضَتْ تَيْمُ عَمْداً لي لأَهْجُـوَهـا،

 

كما تَعَرَّضَ لاسْتِ الخَارِئ الحَجَرُ؟

فقال عمر بن لجإٍ يجاوبه:

لقد كَذَبْتَ، وشَرُّ القَـوْلِ أَكْـذَبُـهُ،

 

ما خاطَرَتْ بك عن أَحْسابِها مُضَرُ،

بل أَنتَ نَزْوَة خَـوَّارٍ عـلـى أَمَةٍ،

 

لا يَسْبِقُ الحَلَبَاتِ اللُّؤْمُ والـخَـوَرُ

قال ابن بري: وشاهدُ الخُور جمع خَوَّارٍ قول الطرماح:

أَنا ابنُ حُماةِ المَجْدِ من آلِ مالِكٍ،

 

إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجالِ تَهِـيعُ

قال: ومثله لغَسَّانَ السَّلِيطِيِّ:

قَبَحَ الإِلَهُ بَني كُلَيْبٍ، إِنَّهُـمْ

 

خُورُ القُلُوبِ، أَخِفَّةُ الأَحْلامِ

ونخلة خَوَّارة: غزيرة الحمل؛ قال الأَنصاري:

أَدِينُ وما دَيني عليكم بِـمَـغْـرَمٍ،

 

ولكنْ على الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ

على كُلِّ خَوَّارٍ، كأَنَّ جُـذُوعَـهُ

 

طُلِينَ بِقارٍ، أَو بِحَـمْـأَةِ مـائِحِ

وبَكْرَةٌ خَوَّارَةٌ إذا كانت سهلة جَرْيِ المِحْوَرِ في القَعْرِ؛ وأَنشد:

عَلِّقْ على بَكْرِكَ ما تُعَلِّـقُ،

 

بَكْرُكَ خَوَّارٌ، وبَكْرِي أَوْرَقُ

قال: احتجاجه بهذا الرجز للبَكْرَةِ الخَوَّارَةِ غلط لأَن البَكْرَ في الرجز بكر الإِبل، وهو الذكر منها الفَتِيُّ. وفرس خَوَّارُ العِنانِ:سَهْلُ المَعْطِفِ لَيِّنُه كثير الجَرْيِ؛ وخَيْلٌ خُورٌ؛ قال ابن مقبل:

مُلِحٌّ إذا الخُورُ اللَّهامِيمُ هَرْوَلَتْ،تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَارِ على الفَتَرْ

وجمل خَوَّار: رقيق حَسَنٌ، والجمع خَوَّاراتٌ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم جَمَلٌ سِبَحْلٌ وجِمالٌ سِبَحْلاتٌ أَي أَنه لا يجمع إلاَّ بالأَلف والتاء. وناقة خَوَّارة: سِبَطَةُ اللحم هَشَّةُ العَظْمِ. ويقال:إِن في بَعِيرِكَ هذا لَشَارِبَ خَوَرٍ، يكون مدحاً ويكون ذمّاً: فالمدح أَن يكون صبوراً على العطش والتعب، والذم أَن يكون غير صبور عليهما. وقال ابن السكيت: الخُورُ الإِبل الحُمْرُ إِلى الغُبْرَةِ رقيقاتُ الجلود طِوالُ الأَوْبارِ، لها شعر ينفذ ووبرها أَطول من سائر الوبر. والخُورُ: أَضعف من الجَلَدِ، وإِذا كانت كذلك فهي غِزارٌ. أَبو الهيثم: رجل خَوَّار وقوم خَوَّارون ورجل خَؤُورٌ وقوم خَوَرَةٌ وناقة خَوَّارة رقيقة الجلد غَزِيرَة. وزَنْدٌ خَوَّار: قَدَّاحٌ. وخَوَّارُ الصَّفَا: الذي له صوت من صلابته؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

يَتْرُكُ خَوَّارَ الصَّفَا رَكُوبَا

والخَوْرُ: مَصَبُّ الماء في البحر، وقيل: هو مصبّ المياه الجارية في البحر إذا اتسع وعَرُضَ. وقال شمر: الخَوْرُ عُنُقٌ من البحر يدخل في الأَرض، وقيل: هو خليج من البحر، وجمعه خُؤُورٌ؛ قال العجاج يصف السفينة:

إِذا انْتَحَى بِجُؤْجُؤٍ مَسْمُورِ،

وتارَةً يَنْقَضُّ في الخُؤُورِ،

تَقَضِّيَ البازِي من الصُّقُورِ

والخَوْرُ، مثل الغَوْرِ: المنخفضُ المُطمَئِنُّ من الأَرض بين النَّشْزَيْنِ، ولذلك قيل للدُّبُرِ: خَوْرانُ لأَنه كالهَبْطَةِ بين رَبْوَتَيْنِ، ويقال للدبر الخَوْرانُ والخَوَّارَةُ، لضَعْفِ فَقْحَتِها سميت به، والخَوْرانُ: مَجْرَى الرَّوْثِ، وقيل: الخَوْرانُ المَبْعَرُ الذي يشتمل عليه حَتارُ الصُّلْب من الإِنسان وغيره، وقيل: رأْس المبعرِ، وقيل:الخَوْرانُ الذي فيه الدبر، والجمع من كل ذلك خَوْراناتٌ وخَوَارِينُ، قال في جمعه على خَوْرانات: وكذلك كل اسم كان مذكراً لغير الناس جمعه على لفظ تاءات الجمع جائز نحو حَمَّامات وسُرادِقاتٍ وما أَشبههما. وطَعَنَه فخارَه خَوْراً: أَصاب خَوْرانَهُ، وهو الهواء الذي فيه الدبر من الرجل، والقبل من المرأَة. وخارَ البَرْدُ يَخُورُ خُؤُوراً إذا فَتَر وسَكَنَ. والخَوَّارُ العُذْرِيُّ: رجل كان عالماً بالنسب.
والخُوَارُ: اسم موضع؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ:

خَرَجْنَ من الخُوَارِ وعُدْنَ فيه،

 

وقَدْ وَازَنَّ مِنْ أَجَلَى بِرَعْـنِ

ابن الأَعرابي: يقال نَحَرَ خِيرَةَ إِبله وخُورَةَ إِبله، وكذلك الخُورَى والخُورَةُ. الفراء: يقال لك خَوَّارُها أَي خيارها، وفي بني فلان خُورَى من الإِبل الكرام. وفي الحديث ذِكْرُ خُوزِ كِرْمانَ، والخُوزُ: جبل معروف في العجم، ويروى بالراء، وهو من أَرض فارس، وصوّبه الدارقطني وقيل:إِذا أَردت الإِضافة فبالراء، وإِذا عطفت فبالزاي

خوز

ابن الأَعرابي: يقال: خَزاهُ خَزْواً وخازَه خَوْزاً إذا ساسَهُ، قال: والخَوْزُ المعاداة أَيضاً.
والخوز: جِيلٌ من الناس معروف، أَعجمي معرب. وفي الحديث ذكر خُوزِ كِرْمانَ وروي خُوز وكِرْمان وخُوزا وكِرْمان، قال: والخُوز جبل معروف في العجم، ويروى بالراء، وهو من أَرض فارس، قال ابن الأَثير: وصوّبه الدارقطني، وقيل: إذا أَردت الإِضافة فبالراء وإِذا عطفت فبالزاي.
والخازِبازِ: ذُباب، اسمان جُعِلا واحداً وبُنِيا على الكسر لا يَتَغَيَّر في الرفع والنصب والجر؛ قال عمرو بن أَحمر:

تَفَقَّأَ فَوْقَه القَلَعُ السَّوارِي

 

وجُنَّ الخَازِبازِ به حُنُونا

الخازبازِ وسُمّي الذِّبَّانُ به، وهما صوتانِ جُعِلا واحداً لأَن صوته خازِبازِ، ومن أَعربه نزله بمنزلة الكلمة الواحدة، فقال خازِبازُ، وقيل: أَراد النبت، وقيل: أَراد ذِبَّانَ الرِّياض، وقيل: الخازِبازِ حكاية لصوت الذباب فسماه به، وقيل: الخَازِبازِ ذباب يكون في الروض، وقيل: نبت؛ وأَنشد أَبو نصر تقوية لقوله:

أَرْعَيْتُها أَكرمَ عُـودٍ عُـودَا

 

الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا

والخَازِبازِ السَّنِمَ المَـجُـودا

 

بحيث يَدْعُو عامِرٌ مَسْعُـودَا

وعامر ومسعود: هما راعيان. قال ثعلب: الخازِبازِ بقلتان، فإِحداهما الدَّرْماءُ، والأُخرى الكَحْلاءُ؛ وقيل: الخازِباز ثمر العُنْصُلَة.
والخازِبازِ في غير هذا: داء يأْخذ الإِبلَ والناسَ في حُلوقها. وقال ابن سيده: الخازِبازِ قَرْحة تأْخذ في الحَلْق، وفيه لغات؛ قال:

يا خازِبازِ أَرْسِل اللَّهازِمـا

 

إِني أَخافُ أَن تكون لازِما

ومنهم من خص بهذا الداء الإِبلَ، والخِزْبازُ لغة فيه؛ وأَنشد الأَخفش:

مثل الكلاب تَهِرُّ عند جِرائِها

 

ورِمَتْ لهَازِمُه من الخِزْباز

أَراد الخازِبازِ فبنى منه فعلاً رباعيْاً؛ قال ابن بري صواب إِنشاده:

مثل الكلاب تهر عند دِرابِها

 

ورِمَت لهَازِمُها من الخِزْباز

والدِّرابُ: جمع دَرْب. واللَّهازِم: جمع لِهْزِمة، وهي لحمة في أَصل الحَنَك، شبههم بالكلاب النابحة عند الدُّرُوب. ابن الأَعرابي: خازبازُ وَرَمٌ، قال أَبو علي: أَما تسميتهم الورم في الحلق خازِبازَ فإِنما ذلك لأَن الحلق طريق مجرى الصوت، فلهذه الشركة مّا وقعت طريق التسمية؛ وقال ابن سيده: الخازِبازِ ذباب يكون في الروض، وقيل: هو صوت الذباب، وقيل: خازِبازِ نبت، وقيل: كثرة النبات. والخازِبازِ: السِّنَّوْر؛ عن ابن الأَعرابي.
قال ابن سيده: وأَلف خازِبازِ واو لأَنها عين، والعينُ وَاواً أَكثرُ منها ياءً.

خوس

التَخْوِيسُ: التنقيص. وهو أَيضاً ضُمُر البطن. والمُتَخَوِّسُ من الإِبل: الذي ظهر شَحْمُه من السِّمَنِ. ابن الأَعرابي: الخَوْسُ طعن الرماح وِلاءً وِلاء، يقال: خاسَه يَخُوسُه خَوْساً.

خوش

الخَوَشُ، صفَرُ البطن، وكذلك التخويش. والمُتَخَوِّشُ والمُتَخاوِشُ: الضامرُ البطن المُتَخَدِّد اللحم المهزول.
وتَخَوَّشَ بَدَنُ الرجل: هُزِل بعد سِمَنٍ. وخوَّشَه حَقَّه: نقَصه؛ قال رؤبة يصف أَزْمةً

حَصَّاءُ تُقْنِي المالَ بالتَخْوِيش

ابن شميل: خاشَ لرجلُ جاريتَه بأَيْرِه، قال والخوْش كالطعن وكذلك جافَها يجُوفها ونشَغَها ورفغها.
وخاوَشَ الشيءَ: رَفَعه؛ قال الراعي يصف ثوراً يحْفر كِناساً ويُجافي صدْرَه عن عروق الأَرطى:

يُخاوِشُ البَرْكَ عن عِرْق أَضَرَّ به

 

تَجافِياً كتَجافي القَرْم ذِي السَّرَرِ

أَي يرفع صدرَه عن عروق الأَرْطى. وخاوَشَ الرجلُ جنْبه عن الفراش إذا جافاه عنه. وخاشَ الرجل: دخل في غُمارِ الناس. وخاشَ الشيءَ: حَشَاه في الوعاء. وخاشَ أَيضاً: رجَع؛ وقوله أَنشده ثعلب:

بَيْنَ الوخاءَيْن وخاشَ القَهْقَرَى

فسره بالوجهين جميعاً؛ قال ابن سيده: ولا دليل فيه على أَن أَلفه منقلبة عن واو أَو ياء.
وخاشَ ماشً، مبنيان على الفتح: قُماشُ الناس، وقيل: قُماش البيت وسقَطُ متاعه. وحكى ثعلب عن سلمة عن الفراء: خاشِ ماشِ، بالكسر أَيضاً؛ وأَنشد أَبو زيد:

صَبَحْن أَنْمار بني منْقاشِ،

خُوصَ العُيونِ يُبَّسَ المُشاشِ،

يَحْمِلْن صبْياناً وخاشِ ماشِ

قال: سَمِع فارسيته فأَعْرَبها.
والخَوْشُ: الخاصرة. الفراء: والخَوْشان الخاصرتان من الإِنسان وغيرِه؛ قال أَبو الهيثم: أَحْسَبها الحَوْشانِ، بالحاء، قال أَبو منصور: والصواب ما روي عن الفراء. وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وعن عمرو عن أَبيه أَنهما قالا: الخَوْش الخاصرة، قال أَبو منصور: وهذا عندي مأْخوذ من التَخْوِيش وهو التنقيص؛ قال رؤبة:

يا عَجَباً والدهرُ ذو تَخْوِيش

والخَوْشانُ: نبت البَقْلة التي تسمى القَطَفَ إِلا أَنه أَلْطَفُ ورَقاً وفيه حُموضة والناس يأْكلونه، قال: وأَنشدت لرجل من الفزاريّين:

ولا تأْكلُ الخَوْشانَ خَـوْدٌ كـريمةٌ

 

ولا الضَّجْعَ إِلا مَنْ أَضَرَّ به الهَزْلُ

خوص

الخَوَصُ: ضِيقُ العينِ وصِغَرُها وغُؤُورُها، رجل أَخْوَصُ بيّن الخَوَص أَي غائرُ العين، وقيل: الخَوَصُ أَن تكون إِحْدى العينين أَصغَرَ من الأُخْرى، وقيل: هو ضيقُ مَشَقّها خِلْقَةً أَو داءً، وقيل: هو غُؤُورُ العينِ في الرأْس، والفعل من ذلك خَوِصَ يَخْوَصُ خَوَصاً، وهو أَخْوَصُ وهي خَوْصاءُ. ورَكِيّة خَوْصاءُ: غائرةٌ. وبِئْرٌ خَوْصاءُ: بَعِيدةُ القَعْرِ لا يُرْوِي ماؤُها المالَ؛ وأَنشد:

ومَنْهَلٍ أَخْوَصَ طامٍ خالِ

والإِنسان يُخاوِصُ ويَتخاوَصُ في نظره. وخاوَصَ الرجلُ وتَخاوَصَ: غَضَّ من بَصَرِه شيئاً، وهو في كل ذلك يُحَدِّقُ النظر كأَنه يُقَوِّمُ سَهْماً. والتَّخاوُصُ: أَن يُغَمِّضَ بصره عند نَظَرِه إِلى عين الشمس مُتَخاوِصاً؛ وأَنشد:

يوماً تَرى حِرْباءَه مُخاوِصا

والظَّهِيرةُ الخَوْصاءُ: أَشَدُّ الظهائرِ حَرّاً لا تَسْتَطِيع أَن تُحِدَّ طَرْفَك إِلا مُتخاوِصاً؛ وأَنشد:

حينَ لاحَ الظهيرةُ الخَوْصاءُ

قال أَبو منصور: كل ما حكي في الخَوَصِ صحيحٌ غيرَ ضِيقِ العين فإِن العرب إذا أَرادت ضِقَها جعلوه الحَوَص، بالحاء. ورجل أَحْوَصُ وامرأَة حَوْصاءُ إذا كانا ضيِّقَي العَينِ، وإِذا أَرادوا غُؤُورَ العينِ فهو الخَوَص، بالخاء معجمة من فوق. وروى أَبو عبيد عن أَصحابه: خَوِصَت عينُه ودنَّقَت وقَدّحَت إذا غارت. النضر: الخَوْصاءُ من الرِّياح الحارّةُ يَكسِرُ الإِنسانُ عينَه من حَرِّها ويَتَخاوَصُ لها، والعرب تقول: طَلَعت الجَوْزاءُ وهَبَّت الخَوْصاءُ. وتخاوَصَت النجومُ: صَغُرَت للغُؤُور.
والخَوْصاءُ من الضأْن: السوداءُ إِحدى العينين البيضاءُ الأُخْرى مع سائر الجسد، وقد خَوِصَت خَوَصاً واخْواصَّت اخْوِيصاصاً.
وخوّص رأْسه: وقع فيه الشيب. وخَوّصَه القَتِيرُ: وقع فيه منه شيءٌ بعد شيء، وقيل: هو إذا استوى سوادُ الشعر وبياضُه.
والخُوصُ: ورَقُ المُقْلِ والنَّخْلِ والنَّارَجيلِ وما شاكلها، واحدتُه خُوصة. وقد أَخْوَصَتِ النخلةُ وأَخْوَصَتِ الخُوصَةُ: بَدَتْ.
وأَخْوَصَت الشجرةُ وأَخوص الرِّمْثُ والعَرْفَجُ أَي تَقَطَّر بورَقٍ، وعمَّ بعضُهم به الشجر؛ قالت غادية الدُّبَيْرِيّة:

وَلِيتُه في الشَّوْكِ قَدْ تَقَرمَصا،

 

على نواحِي شَجرٍ قد أَخْوَصا

وخَوّصَتِ الفسيلة: انْفَتَحَتْ سَعفاتُها.
والخَوّاصُ: مُعالجُ الخُوص وبَيّاعُه، والخِياصةُ: عَمَلُهُ. وإِناءٌ مُخَوَّصٌ: فيه على أَشْكالِ الخُوصِ. والخُوصةُ: من الجَنْبةِ وهي من نبات الصيف، وقيل: هو ما نبت على أَرُومةٍ، وقيل: إذا ظهرَ أَخْضَرُ العَرْفجِ على أَبيَضه فتلك الخُوصةُ. وقال أَبو حنيفة: الخُوصَةُ ما نبت في أَصل... حينَ يُصِيبُه المطرُ، قال: ولم تُسمَّ خُوصةً للشَّبَه بالخُوصِ كما قد ظنّ بعضُ الرواة، لو كان ذلك كذلك ما قيل ذلك في العَرْفَج؛ وقد أَخْوَصَ، وقال أَبو حنيفة: أَخاصَ الشجرُ إِخْواصاً كذلك، قال ابن سيده: وهذا طَريفٌ أَعني أَن يجيء الفِعْلُ من هذا الضرب مُعْتلاًّ والمصدرُ صحيحاً. وكل الشجر يُخِيصُ إِلا أَن يكون شجرَ الشوك أَو البَقْل.
أَبو عمرو: أَمْتصَخَ الثُّمامُ، خرجت أَماصِيخُهُ، وأَحْجَنَ خرجت حُجْنَتُهُ، وكِلاهما خُوص الثُّمامِ. قال أَبو عمرو: إذا مُطِرَ العَرْفَجُ ولانَ عودُه قيل: نُقِبَ عوده، فإِذا اسودَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ، وإِذا ازْدادَ قليلاً قيل: قد ارْقاطَّ، فإِذا زاد قليلاً آخر قيل: قد أَدْبى فهو حينئذٍ يصلح أَن يؤكل، فإِذا تمّت خُوصتُه قيل: قد أَخْوصَ. قال أَبو منصور: كأَن أَبا عمرو قد شاهَد العَرْفَجَ والثُّمامَ حين تَحَوّلا من حال إِلى حال وما يَعْرِف العربُ منهما إِلا ما وصَفَه. ابن عياش الضبي:الأَرض المُخَوِّصةُ التي بها خُوصُ الأَرْطى والأَلاءِ والعَرْفجِ والسَّنْطِ؛ قال: وخُوصةُ الأَلاءِ على خِلقَةِ آذان الغَنَم، وخُوصةُ العرفجِ كأَنّها ورق الحِنّاءِ، وخُوصةُ السَّنْط على خِلْقة الحَلْفاءِ، وخُوصة الأَرْطى مثل هَدَبِ الأَثْل. قال أَبو منصور: الخُوصةُ خُوصةُ النخلِ والمُقْلِ والعَرْفَجِ، وللثُّمام خُوصةٌ أَيضاً، وأَما البقولُ التي يتناثرُ ورقُها وَقْت الهَيْج فلا خوصة لها. وفي حديث أَبان بن سعيد: تركت الثُّمام قد خاصَ؛ قال ابن الأَثير: كذا جاءَ في الحديث وإِنما هو أَخْوَصَ أَي تمّتْ خُوصتُه طالعةً.
وفي الحديث: مَثَلُ المرأَةِ الصالحة مَثَلُ التاجِ المُخَوَّصِ بالذهب، ومَثَلُ المرأَةِ السُّوءِ كالحِمْل الثَّقِيل على الشيخ الكَبير. وتَخْويصُ التاجِ: مأْخوذٌ من خُوصِ النخل يجعل له صفائحُ من الذهب على قدر عَرْضِ الخُوصِ. وفي حديث تَمِيم الداري: فَفَقَدُوا جاماً من فِضَّةٍ مُخَوَّصاً بذهب أَي عليه صفائح الذهب مثل خُوص النخل. ومنه الحديث الآخر: وعليه دِيباج مُخَوَّص بالذهب أَي منسوج به كخُوصِ النخل وهو ورقه. ومنه الحديث الآخر: إِن الرَّجْمَ أُنْزل في الأَحْزاب وكان مكتوباً في خوصة في بيت عائشة، رضي اللّه عنها، فأَكَلَتْها شاتُها.
أَبو زيد: خَاوَصْته مُخاوَصةً وغَايَرْتُهُ مُغايَرَةً وقايَضْتُه مُقايَضةً كل هذا إذا عارَضتْه بالبيع. وخاوَصَه البيعَ مُخاوَصةً: عارَضَه به. وخَوّصَ العطاءَ وخاصَه: قلّلَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي. وقولهم: تَخَوَّصْ منه أَي خُذْ منه الشيءَ بعد الشيء.
والخَوْصُ والخَيْصُ: الشيءُ القليل. وخَوِّصْ ما أَعطاك أَي خُذْه وإِن قَلَّ. ويقال: إِنه ليُخوِّصُ من ماله إذا كان يُعْطِي الشيءَ المُقارَبَ، وكل هذا من تَخْويصِ الشجر إذا أَوْرَقَ قليلاً قليلاً. قال ابن بري: وفي كتاب أَبي عمرو الشيباني: والتَّخْويسُ، بالسين، النَّقْصُ. وفي حديث عليٍّ وعطائِه: أَنه كان يَزْعَبُ لقوم ويُخَوِّصُ لقوم أَي يُكَثِّر ويُقَلّل، وقول أَبي النجم:

يا ذائِدَيْها خَوِّصا بأَرْسالْ،

 

ولا تَذُودَاها ذِيادَ الضُّلاّل

ْ أَي قَرِّبا إِبلَكما شيئاً بعد شيء ولا تَدعاها تَزْدَحِم على الحَوْض.
والأَرْسالُ: جمع رَسَلٍ، وهو القَطيع من الإِبل، أَي رَسَلٍ بعد رَسَلٍ. والضُّلاّل: التي تُذاد عن الماء؛ وقال زياد العنبري:

أَقولُ للذائدِ: خَوِّصْ بِرَسَلْ،

 

إِني أَخافُ النائباتِ بالأُوَل

ْ ابن الأَعرابي قال: وسمعت أَرباب النَّعم يقولون للرُّكْبان إذا أَوْرَدُوا الإِبل والساقِيانِ يُجِيلانِ الدِّلاءَ في الحوض: أَلا وخَوِّصُوها أَرسالاً ولا تُورِدوها دُفْعةً واحدة فتَباكَّ على الحوض وتَهْدِم أَعْضادَه، فيُرْسِلون منها ذَوْداً بعد ذَوْدٍ، ويكون ذلك أَرْوَى للنَّعَم وأَهْوَنَ على السُّقَاة.
وخَيْصٌ خائِصٌ: على المبالغة؛ ومنه قول الأَعشى: لقد نالَ خَيْصاً من عُفَيرةَ خائصا.
قال: خَيْصاً على المعاقبةِ وأَصله الواو، وله نظائر، وقد روي بالحاء.

لقد نلت من فلان خَوْصاً خائِصاً

وخَيْصاً خائصاً أَي مَنالةً يَسِيرة.
وخَوَّصَ الرجلُ: انْتَقَى خِيارَ المال فأَرسَلَه إِلى الماء وحَبَسَ شِرارَه وجِلادَه، وهي التي مات عنها أَولادُها ساعةَ وَلَدَتْ. ابن الأَعرابي: خَوَّصَ الرجلُ إذا ابتدأَ بإِكْرام الكِرام ثم اللِّئَامِ؛ وأَنشد:

يا صَاحِبَيَّ خَوِّصَا بِسَلِّ،

من كلِّ ذَاتِ ذَنبٍ رِفَلِّ،

حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فَلِّ

وفسره فقال: خَوِّصا أَي ابدآ بخِيارها وكِرَامِها. وقوله من كل ذات ذنَب رِفَلِّ، قال: لا يكون طولُ شعر الذنب وضَفْوُه إِلا في خِيارها. يقول: قَدِّمْ خِيارها وجِلَّتها وكِرامها تشرب، فإِن كان هنالك قِلَّةُ ماء كان لشرَارِها، وقد شَرِبت الخيارُ عَفْوتَه وصَفْوتَه؛ قال ابن سيده: هذا معنى قول ابن الأَعرابي وقد لَطَّفت أَنا تفسيره. ومعنى بِسَلّ أَن الناقة الكريمة تَنْسَلّ إذا شَرِبَت فتدخل بين ناقتين. النضر: يقال أَرض ما تُمْسِك خُوصتُها الطائرَ أَي رَطْبُ الشجر إذا وقع عليه الطائرُ مالَ به العودُ من رُطوبتِه ونَعْمتِه. ابن الأَعرابي: ويقال حَصَّفه الشيبُ وخَوَّصَه وأَوشَم فيه بمعنى واحد، وقيل: خَوّصَه الشيبُ وخَوّصَ فيه إذا بدا فيه؛ وقال الأَخطل:

زَوْجة أَشْمَطَ مَرْهـوبٍ بَـوادِرُه،

 

قد كان في رأْسه التَّخْويصُ والنَّزَعُ

والخَوْصاءُ: موضع. وقارةٌ خَوْصاءُ: مرتفعة؛ قال الشاعر:

رُبىً بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ ورَتائج

 

بِخَوْصاءَ من زَلاّءَ ذَاتِ لُصُوبِ

خوض

خاض الماءَ يَخُوضه خَوْضاً وخِياضاً واخْتاضَ اخْتِياضاً واخْتاضَه وتَخَوَّضَه: مَشَى فيه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنه في الغَرْضِ، إِذْ تَرَكَّضَا،

 

دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا

ي هو ماء صافٍ، وأَخاضَ فيه غيره وخَوَّضَ تَخْويضاً. والخَوْضُ: المَشْيُ في الماء، والموضع مَخاضةٌ وهي ما جازَ الناسُ فيها مُشاةً ورُكْباناً، وجمعها المَخاضُ والمَخاوِضُ أَيضاً؛ عن أَبي زيد. وأَخَضْتُ في الماء دابَّتي وأَخاضَ القومُ أَي خاضَتْ خيلُهم في الماء. وفي الحديث: رُبَّ مُتَخَوِّضٍ في مال اللّه تعالى؛ أَصْل الخَوْض المشيُ في الماء وتحريكُه ثم استعمل في التلبس بالأَمر والتصرف فيه، أَي رُبَّ متصرف في مال اللّه تعالى بما لا يرضاه اللّه، والتَّخَوُّضُ تفعُّل منه، وقيل: هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أَمكن. وفي حديث آخر: يَتَخَوَّضُون في مال اللّه تعالى. والخَوْضُ: اللَّبْسُ في الأَمر. والخَوْضُ من الكلام: ما فيه الكذب والباطل، وقد خاضَ فيه. وفي التنزيل العزيز: وإِذا رأَيْتَ الذين يَخُوضون في آياتنا. وخاضَ القومُ في الحديث وتَخاوَضُوا أَي تفاوضوا فيه. وأَخاضَ القومُ خيلَهم الماءَ إِخاضةً إذا خاضوا بها الماء.
والمَخاضُ من النهر الكبير: الموضعُ الذي يَتخَضْخَضُ ماؤُه فَيُخاضُ عند العُبور عليه، ويقال المَخاضَةُ، بالهاء أَيضاً.
والمِخْوَضُ للشراب: كالمِجْدَحِ للسَّويق، تقول منه: خُضْتُ الشرابَ.
والمِخْوَضُ: مِجْدَحٌ يُخاضُ به السَّوِيقُ. وخاضَ الشرابَ في المِجْدَحِ وخَوَّضَه. خلَطه وحَرَّكَهُ؛ قال الحطيئة يصف امرأَة سَمَّتْ بَعْلَها:

وقالتْ: شَرابٌ بارِدٌ فاشْـرَبَـنّـه،

 

ولم يَدْرِ ما خاضَتْ له في المَجادِح

والمِخْوَضُ: ما خُوِّضَ فيه. وخُضْتُ الغَمراتِ: اقْتَحَمْتُها: ويقال: خاضَه بالسيف أَي حَرَّكَ سيْفه في المَضْرُوبِ. وخَوَّضَ في نَجِيعِه: شُدِّدَ للمبالغة. ويقال: خُضْتُه بالسيف أَخُوضُه خَوْضاً وذلك إذا وضعت السيف في أَسفل بطنه ثم رفعته إِلى فوق.
وخاوَضَه البيعَ: عارضه؛ هذه رواية عن ابن الأَعرابي، ورواية أَبي عبيد عن أَبي عمرو بالصاد.
والخِياضُ: أَن تُدْخِلَ قِدْحاً مُسْتعاراً بين قِداح المَيْسِرِ يُتَيَمَّنُ به، يقال: خُضْتُ في القِداحِ خِياضاً، وخاوَضْتُ القِداحَ خِواضاً؛ قال الهذلي:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنيَ في جَمِّه،

 

خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

خَضْخَضْتُ تكرير من خاضَ يَخوضُ لما كرره جعله متعدياً. والمُدابِرُ: المَقْمور يُقْمَرُ فيستعير قِدْحاً يَثِقُ بفوزه ليعاوِدَ من قَمَره القِمارَ.
ويقال للمَرْعَى إذا كثُر عُشْبُه والتَفّ: اخْتاضَ اخْتِياضاً؛ وقال سلمة بن الخُرْشُبِ:

ومُخْتاض تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيه،

 

تُحُوميَ نَبْتُه فَهْوَ العَمِـيمُ

أَبو عمرو: الخَوْضةُ اللُّؤْلُؤَةُ. وخَوْضُ الثَّعْلَب: موضع باليمامة، حكاه ثعلب.

خوط

الخُوطُ: الغُصْنُ الناعِمُ، وقيل: الغُصن لِسَنةٍ، وقيل: هو كلُّ قَضِيبٍ ما كان؛ عن أَبي حنيفة، والجمع خِيطانٌ؛ قال:

لَعَمْرُكَ إِنّي في دِمَشْقَ وأَهْـلِـهـا،

 

وإِن كنتُ فيهـا ثـاوِياً، لـغَـرِيبُ

أَلا حَبَّذا صَوْتُ الغَضَا حِينَ أَجْرَسَتْ،

 

بِخِيطانِه بَعْدَ الـمَـنـامِ، جَـنُـوبُ

وقال الشاعر:

سَرَعْرَعاً خُوطاً كغُصْنٍ نابِت

يقال: خُوطُ بانٍ، الواحدة خُوطةٌ. والخُوطُ من الرجال: الجسيمُ الخَفِيفُ كالخَوْطِ. وجارية خُوطانِيَّةٌ: مُشَبَّهة بالخُوط.
ابن الأَعرابي: خُطْ خُطْ إذا أَمرته أَن يَخْتِلَ إِنساناً برُمْحِه.
وفي النوادر: تَخَوّطْتُ فلاناً وتَخَوَّتُّه تَخَوُّطاً وتَخَوُّتاً إذا أَتيتَه الفَيْنةَ بعد الفينةِ أَي الحِينَ بعد الحِين.

خوع

الخَوْع: جبل أَبيض يَلُوح بين الجبال؛ قال رؤبة:

كما يَلُوح الخَوْعُ بينَ الأَجْبالْ

قال ابن بري: البيت للعجاج؛ وقبله:

والنُّؤْيُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذالْ

وقيل: هو جبل بعينه. والخَوْع: مُنْعَرَجُ الوادِي. والخَوْعُ: بطن في الأَرض غامض. قال أَبو حنيفة: ذكر بعض الرواة أَنّ الخَوْعَ من بطون الأَرض، وأَنه سهل مِنْبات يُنْبِتُ الرِّمْث؛ وأَنشد:

وأَزْفَلةٍ بِبَطْن الخَوْعِ شُعْثٍ

 

تَنُوء بهم مُنَعْثِـلةٌ نَـؤُولُ

والجمع أَخْواعٌ. والخائع: اسم جبل يُقابله جبل آخر يقال له نائع؛ قال أَبو وجْزة السعدي يذكرهما:

والخائعُ الجَوْنُ آتٍ عن شَمائِلِهم

 

ونائعُ النَّعْفِ عن أَيْمانهم يَفَـعُ

أَي مُرْتَفِعٌ. والخُواعُ: شبيه بالنَّخِير أَو الشَّخير.
والتَّخَوُّع: التَّنَقُّص. وخَوَّعَ مالُه: نَقَص، وخَوَّعَه هو وخَوَّعَ وخَوَّفَ منه؛ قال طرَفةُ ابن العَبد:

وجامِـلٍ خَـوَّعَ مـن نِـيبِـه

 

زَجْرُ المُعَلَّى، أُصُلاً، والسَّفِيح

يعني ما ينحر في المَيْسِر منها. قال يعقوب: ويروى من نَبْته أَي من نَسْله، ويروى: خَوَّف، والمعنى واحد. وكُلُّ ما نَقص، فقد خَوَّع.
والخَوْعُ: موضع. قال ابن السكيت: ويقال جاء السيل فَخَوَّع الوادِي أَي كسَرَ جَنْبَتَيْه؛ قال حميد بن ثور:

أَلَثَّتْ علـيه دِيمةٌ بـعـد وابـل

 

فلِلجِزْعِ من خَوْعِ السُّيولِ قَسِيبُ

خوف

الخَوْفُ: الفَزَعُ، خافَه يخافُه خَوْفاً وخِيفةً ومَخافةً. قال الليث: خافَ يخافُ خَوْفاً، وإنما صارت الواو أَلفاً في يَخافُ لأَنه على بناء عمِلَ يَعْمَلُ، فاستثقلوا الواو فأَلقَوْها، وفيها ثلاثة أَشياء: الحَرْفُ والصَّرْفُ والصوتُ، وربما أَلقوا الحَرْفَ بصرفها وأَبقوا منها الصوت، وقالوا يَخافُ، وكان حدّه يَخْوَفُ بالواو منصوبة، فأَلقوا الواو واعتمد الصوت على صرف الواو، وقالوا خافَ، وكان حدّه خوِف بالواو مكسورة، فأَلقوا الواو بصرفها وأَبقوا الصوت، واعتمد الصوت على فتحة الخاء فصار معها أَلفاً ليِّنة، ومنه التَّخْويفُ والإخافةُ والتَّخَوّف، والنعت خائفٌ وهو الفَزِعُ؛ وقوله:

أَتَهْجُرُ بَيْتاً بالحِجازِ تَـلَـفَّـعَـتْ

 

به الخَوْفُ والأَعْداءُ أَمْ أَنتَ زائِرُهْ

إنما أَراد بالخوف المخافةَ فأَنَّث لذلك. وقوم خُوَّفٌ على الأَصل، وخُيَّفٌ على اللفظ، وخِيَّفٌ وخَوْفٌ؛ الأَخيرة اسم للجمع، كلُّهُم خائفونَ، والأَمر منه خَفْ، بفتح الخاء. الكسائي: ما كان من ذوات الثلاثة من بنات الواو فإنه يجمع على فُعَّلٍ وفيه ثلاثة أَوجه، يقال: خائف وخُيَّفٌ وخِيَّفٌ وخَوْفٌ. وتَخَوَّفْتُ عليه الشيء أَي خِفْتُ. وتَخَوَّفَه: كخافه، وأَخافَه إياه إخافة وإخافاً؛ عن اللحياني. وخَوَّفَه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

وكانَ ابْن أَجمالٍ إذا ما تَشَـذَّرَت

 

صُدُورُ السِّياطِ، شَرْعُهُنَّ المُخَوَّفُ

فسّره فقال: يكفيهن أَن يُضْرَبَ غيرُهنّ. وخَوَّف الرجلَ إذا جعل فيه الخوف، وخَوَّفْتُه إذا جعلْتَه بحالة يخافُه الناس. ابن سيده: وخَوَّف الرجلَ جعل الناسَ يَخافونه. وفي التنزيل العزيز: إنما ذلِكمُ الشيطان يُخَوِّفُ أَولياءه أَي يجعلكم تخافون أَولياءه؛ وقال ثعلب: معناه يخوّفكم بأَوليائه، قال: وأَراه تسهيلاً للمعنى الأَول، والعرب تُضِيفُ المَخافةَ إلى المَخُوف فتقول أَنا أَخافُك كخَوْفِ الأَسد أَي كما أُخَوَّفُ بالأَسد؛ حكاه ثعلب؛ قال ومثله:

وقد خِفْتُ حتى ما تزيدُ مَخافَتي

 

على وَعِلٍ، بذي المطارةِ، عاقِلِ

كأَنه أَراد: وقد خافَ الناسُ مني حتى ما تزِيدُ مخافَتُهم إياي على مخافةِ وعِلٍ. قال ابن سيده: والذي عندي في ذلك أَن المصدر يضاف إلى المفعول كما يضاف إلى الفاعل. وفي التنزيل: لا يَسْأَمُ الإنسان من دُعاء الخير، فأَضاف الدعاء وهو مصدر إلى الخير وهو مفعول، وعلى هذا قالوا: أَعجبني ضرْبُ زيدٍ عمروٌ فأَضافوا المصدر إلى المفعول الذي هو زيد، والاسم من ذلك كله الخِيفةُ، والخِيفةُ الخَوْفُ. وفي التنزيل العزيز: واذكُرْ ربك في نفسِك تضرُّعاً وخِيفةً، والجمع خِيفٌ وأَصله الواو؛ قال صخر الغي الهذلي:

فلا تَـقْـعُـدَنَّ عـلـى زَخَّةٍ

 

وتُضْمِرَ في القَلْبِ وجْداً وخِيفا

وقال اللحياني: خافَه خِيفَةً وخيِفاً فجعلهما مصدرين؛ وأَنشد بيت صخر الغي هذا وفسّره بأَنه جمع خيفة. قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا لأَن المصادِرَ لا تجمع إلا قليلاً، قال: وعسى أَن يكون هذا من المصادر التي قد جمعت فيصح قول اللحياني. ورجل خافٌ: خائفٌ. قال سيبويه: سأَلت الخليل عن خافٍ فقال: يصلح أَن يكون فاعلاً ذهبت عينه ويصلح أَن يكون فَعِلاً، قال: وعلى أَيّ الوجهين وجَّهْتَه فتَحْقِيرُه بالواو. ورجل خافٌ أَي شديد الخَوْف، جاؤُوا به على فَعِلٍ مثل فَرِقٍ وفَزِعٍ كما قالوا صاتٌ أَي شديدُ الصوْتِ.
والمَخافُ والمَخِيفُ: مَوْضِعُ الخَوْفِ؛ الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: نِعْمَ العَبْدُ صُهَيْبٌ لَوْ لَم يَخَفِ اللّه لم يَعْصِه، أَراد أَنه إنما يُطِيع اللّهَ حُبّاً له لا خَوْفَ عِقابه، فلو لم يكن عِقابٌ يَخافُه ما عصى اللّهَ، ففي الكلام محذوف تقديره لو لم يخف اللّه لم يعصه فكيف وقد خافه. وفي الحديث: أَخِيفُوا الهَوامَّ قبل أَن تُخيفَكم أَي احْتَرِسُوا منها فإذا ظهر منها شيء فاقتلوه، المعنى اجعلوها تخافكم واحْمِلُوها على الخَوْفِ منكم لأَنها إذا أرادتكم ورأَتْكم تقتلونها فرت منكم. وخاوَفَني فَخُفْتُه أَخُوفُه: غَلَبْتُه بما يخوِّفُ وكنت أَشدَّ خَوْفاً منه. وطريقٌ مَخُوفٌ ومُخِيفٌ: تَخافُه الناسُ. ووجع مَخُوفٌ ومُخِيفٌ: يُخِيفُ مَنْ رآه، وخصَّ يعقوب بالمَخُوفِ الطريق لأَنه لا يُخِيفُ، وإنما يُخِيفُ قاطِعُ الطريق، وخصَّ بالمُخِيفِ الوجَعَ أَي يُخِيفُ مَن رآه. والإخافة: التَّخْويفُ. وحائط مَخُوفٌ إذا كان يُخْشى أَن يقَع هو؛ عن اللحياني. وثَغْرٌ مَتَخَوَّفٌ ومُخِيفٌ: يُخافُ منه، وقيل: إذا كان الخوف يجيء من قِبَلِه. وأَخافَ الثَّغْرُ: أَفْزَعَ. ودخل القومَ الخَوْفُ، منه؛ قال الزجاجي: وقولُ الطِّرِمَّاحِ:

أَذا العَرْشِ إنْ حانَتْ وفاتي، فلا تَكُنْ

 

على شَرْجَعٍ يُعْلى بِخُضْر المَطارِف

ولكِنْ أَحِنْ يَوْمي سَعِيداً بـعـصْـمةٍ

 

يُصابُونَ في فَجٍّ مِنَ الأَرضِ خائِفِ

هو فاعلٌ في معنى مَفْعُولٍ. وحكى اللحياني: خَوِّفْنا أَي رَقِّقْ لنا القُرآنَ والحديث حتى نَخافَ. والخَوْفُ: القَتْلُ. والخَوْفُ: القِتالُ، وبه فسّر اللحياني قوله تعالى: ولنبلونَّكم بشيء من الخَوْفِ والجوع، وبذلك فسّر قوله أَيضاً: وإذا جاءَهم أَمْرٌ من الأَمْنِ أَو الخَوْفِ أَذاعُوا به. والخوفُ: العِلْم، وبه فسر اللحياني قوله تعالى: فمَن خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إثْماً وإِنِ امرأَة خافَتْ من بَعْلها نُشُوزاً أَو إِعراضاً. والخَوْفُ: أَديمٌ أَحْمَرُ يُقَدُّ منه أَمثالُ السُّيُورِ ثم يجعل على تلك السُّيُور شَذْرٌ تلبسه الجارِيةُ؛ الثُّلاثِيَّةُ عن كراع والحاء أَوْلى.
والخَوَّافُ: طائر أَسودُ، قال ابن سيده: لا أَدري لم سمي بذلك.
والخافةُ: خَريطةٌ من أَدَمٍ؛ وأَنشد في ترجمة عنظب:

غَدا كالعَمَلَّسِ في خـافةٍ

 

رُؤُوسُ العَناظِبِ كالعَنْجد

والخافةُ: خَريطةٌ من أَدَمٍ ضَيِّقَةُ الأَعلى واسِعةُ الأَسفل يُشْتارُ فيها العَسلُ. والخافةُ: جُبَّةٌ يلْبَسها العَسَّالُ، وقيل: هي فَرْوٌ من أَدَمٍ يلبسها الذي يدخل في بيت النحل لئلا يلسَعَه؛ قال أَبو ذؤيب:

تأَبَّطَ خافةً فيها مِـسـابٌ

 

فأَصْبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ

قال ابن بري، رحمه اللّه: عَيْن خافةٍ عند أَبي عليٍّ ياء مأْخوذة من قولهم الناس أَخْيافٌ أَي مُخْتَلِفُون لأَن الخافةَ خريطة من أَدَم منقوشة بأَنواع مختلفة من النقش، فعلى هذا كان ينبغي أَن تذكر الخافة في فصل خيف، وقد ذكرناها هناك أَيضاً. والخافةُ: العَيْبةُ. وقوله في حديث أَبي هريرة: مَثَلُ المُؤمِن كمثل خافةِ الزّرع؛ الخافةُ وِعاء الحَبّ، سميت بذلك لأَنها وِقايةٌ له، والرواية بالميم، وسيأْتي ذكره في موضعه. والتخَوُّفُ: التَّنَقُّصُ. وفي التنزيل العزيز: أَو يأْخُذَهم على تَخَوُّفٍ؛ قال الفراء: جاء في التفسير بأَنه التنقص. قال: والعرب تقول تَخَوَّفته أَي تنقصته من حافاته، قال: فهذا الذي سمعته، قال: وقد أَتى التفسير بالحاء، قال الزجاج: ويجوز أَن يكون معناه أَو يأْخذهم بعد أَن يُخِيفَهم بأَن يُهْلِك قَريةً فتخاف التي تليها؛ وقال ابن مقبل:

تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامِكاً قَرِداً

 

كما تَخَوَّفَ عودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ

السَّفَنُ: الحديدة التي تُبْرَدُ بها القِسِيُّ، أَي تَنَقَّصَ كما تأْكلُ هذه الحَديدةُ خشَبَ القِسيّ، وكذلك التخْويفُ. يقال: خَوَّفَه وخوَّفَ منه؛ قال ابن السكيت: يقال هو يَتَحَوّفُ المال ويَتَخَوّفُه أَي يَتَنَقَّصُه ويأْخذ من أَطْرافِه. ابن الأَعرابي: تَحَوَّفْتُه وتَحَيَّفْته وتَخَوَّفْتُه وتَخَيَّفْته إذا تَنَقَّصْته؛ وروى أَبو عبيد بيت طرَفة:

وجامِلٍ خَوَّفَ مـن نِـيبـه

 

زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ

يعني أَنه نقصها ما يُنْحَر في المَيْسِر منها، وروى غيره: خَوَّعَ من نِيبه، ورواه أَبو إسحق: من نَبْتِه. وخَوَّفَ غنمه: أَرسلها قِطعة قِطعة.

خوق

الخَوْقُ: الحَلْقة من الذهب والفِضة، وقيل هي حَلْقة القُرط والشَّنْف خاصَّة؛ قال سَيّار الأَباني:

كَأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوبِ

 

على دَباةٍ، أو على يَعْسُوبِ

وقال ثعلب: الخَوْق حَلقة في الأُذن، ولم يقل من ذهب ولا من فضة، يقال: ما في أُذنها خُرْصٌ ولا خَوْق. ابن الأعرابي: الحادُور القُرط، وخَوْقه حَلْقته؛ قال: والمُخَوَّقُ الحادُور العظيم الخَوْقِ. ويقال للرجل: خُقْ خُقْ أَي حَلِّ جاريتك بالقرط. وفي الحديث: أَما تَستطيع إحداكُنّ أَن تأْخذ خَوْفاً من فضة فتَطلِيَه بزعفران؟ الخَوْقُ: الحَلْقة. وخاقُ المفازِة: طولها، وخَوَقُها: سَعَتُها، ويقال: خَوَقها طولها وعَرْض انبساطها وسَعة في جَوْفها، وخَرْقٌ أَخْوقُ؛ قال سالم بن قحفان:

تَرَكْت كُلَّ صَحْصحانٍ أَخْوَقا

ومَفازَة خَوْقاء: واسعة الجَوْف، ومُنْخاقةٌ؛ وأَنشد:

خَوْقاء مَفضاها إلى مُنخاقِ

وقال ابن مقبل:

عن طامِسِ الأَعْلامِ أَو تَخَوَّقا

قال: تخوَّق تباعَدَ عنه؛ قال:

وجَرْداء خَوْقاء المسارِحِ هَوْجَل،

 

بها لاسْتِداء الشَّعْشَعانات مَسْبَـحُ

وقيل: مَفازة خَوْقاء لا ماء فيها وقد انْخاقَت المَفازة. وبلد أَخْوَقُ: واسع بعيد؛ قال رؤبة:

في العَين مَهْوىً ذي حِدابٍ أَخْوَقا،

 

إذا المَهارِي اجْتَبْنَـه تـخَـرَّقـا

والخَوْقاء: الرَّكِيَّة البعيدة القعر الواسعة من الرَّكايا بيِّنة الخَوَق. والخَوقُ، بالتحريك: مصدر قولك مَفازة خَوْقاء، وبئر خَوْقاء أي واسعة. والخَوْقاء من النساء: الواسعة، وقيل: هي التي لا حجاب بين فرجها ودُبرها، وقيل: هي المُفْضاة. ويقال للفرج: خاقِ باقِ لخَوَقِها أي لسَعتها كأَنها حكاية صوت سعته؛ قال:

قد أَقْبَلَتْ عَمْرةُ من عِراقِها،

تَضْرِب قُنْبَ عَيْرِها بِساقها،

تَسْتَقبِلُ الريحَ بِخاق باقِها،

قال أَبو منصور: وجعل الراجز خاقِ باقِ فَلْهَم المرأَة حيث يقول:

مْلْصِقةَ السَّرْجِ بخاقِ باقِها

قال ابن بري: خاق باق صوت الفرج عند النكاح فسمي الفرج به، قال: ويقال له الخاق باق مبني على الكسر مثل الخَازِ بازِ. والخَوْقاء: الحَمْقاء من النساء. والخَوْقاء من النساء: الطويلة الدقيقةُ، ونساء خُوقٌ. وخاقَ الرجلُ المرأَةَ إذا فَعل بها. ابن الأَعرابي: خاقِ باقِ صوت حركة أَبي عُمَيْر في زَرْنَبِ الفَلْهَمِ، والزَّرْنَب الكَيْن. وخاقَ الشيءَ:اسْتأْصَله وذهَب به؛ قال جرير:

لقد خاقَتْ بحُوري أَصْلَ تَيْمٍ،

 

فقد غَرِقُوا بمُنْتَطِحِ السُّيُولِ

والخَوَقُ: الجرَب؛ عن الأُموِيّ. يقال: بعير أَخْوقُ، وناقة خَوْقاء أي جَربْاء، وقيل: هو مثل الجرَب؛ وأَنشد ابن شميل:

لا تأْمَنَنَّ سُلَيْمى أَن أُفـارِقَـهـا

 

صَرْمي ظَعائنَ هِنْدٍ، يَوم سُعْفوقِ

لقد صَرَمْتُ خَلِيلاً كان يأْلَفُنـي،

 

والآمِناتُ فِراقي بعـدهَ خُـوقِ

وفي نوادر الأعراب: خُوقُ الفرس جِلْدة ذكره الذي يرجع فيه مِشْوارهُ.

خول

الخالُ: أَخو الأُم، والخالة أُخْتُها، يقال: خالٌ بَيِّن الخُؤُولة. وبَيْني وبين فلان خُؤُولة، والجمع أَخوال وأَخْوِلة؛ هذه عن اللحياني، وهي شاذة، والكثير خُؤُول وخُؤُولة؛ كلاهما عن اللحياني؛ والأُنثى بالهاء، والعُمُومة: جمع العَمِّ، وهما ابْنا خالةٍ ولا يقال ابْنا عَمَّة، وهما ابْنَا عَمٍّ ولا يقال ابْنا خال، والمصدر الخُؤُولة ولا فعل له. وقد تَخَوَّل خالاً وتَعَمَّم عَمّاً إذا اتخذَ عَمّاً أَو خالاً.
وتَخَوَّلَتْني المرأَةُ: دَعَتْني خالَها. ويقال: اسْتَخِلْ خالاً غير خالك، واسْتَخْوِل خالاً غير خالك أَي اتَّخِذْ. والاسْتِخْوال أَيضاً: مثل الاستخبال من أَخْبَلته المال إذا أَعرته ناقة لينتفع بأَلبانها وأَوبارها أَو فرساً يغزو عليه؛ ومنه قول زهير:

هنالك إِن يُسْتَخْوَلوا المالَ يُخْوِلواوإِن يُسْأَلوا يُعْصُوا، وإِن يَيْسِروا يَغْلوا

وأَخْوَلَ الرجلُ وأُخْوِل إذا كان ذا أَخوال، فهو مُخْوِل ومُخْوَل.
ورجل مُعِمٌّ مُخْوِلٌ ومُعَمٌّ مُخْوَل: كريم الأَعمام والأَخوال، لا يكاد يستعمل إِلا مع مُعِمٍّ ومُعَمٍّ. الأَصمعي وغيره: غلام مُعَمٌّ مُخْوَل، ولا يقال مُعِمٌّ ولا مُخْوِل. واسْتَخْوَل في بني فلان: اتَّخَذهم أَخوالاً.
وخَوَلُ الرجلِ: حَشَمُه، الواحد خائل، وقد يكوْن الخَوَل واحداً وهو اسم يقع على العبد والأَمة؛ قال الفراء: هو جمع خائل وهو الراعي، وقال غيره: هو مأْخوذ من التخويل وهو التمليك؛ قال ابن سيده: والخَوَل ما أَعطى اللهُ سبحانه وتعالى الإِنسانَ من النِّعَم. والخَوَل: العبيد والإِماءُ وغيرهم من الحاشية، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، وهو مما جاء شاذّاً عن القياس وإِن اطَّرد في الاستعمال، ولا يكون مثل هذا في الياء أَعني أَنه لا يجيء مثل البَيَعة والسَّيَرة في جمع بائع وسائر، وعلة ذلك قرب الأَلف من الياء وبُعْدُها عن الواو، فإِذا صحت نحو الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة كان أَسهل من تصحيح نحو البَيَعة، وذلك أَن الأَلف لما قَرُبت من الياء أَسْرَع انقلابُ الياء إِليها، وكان ذلك أَسْوَغ من انقلاب الواو إِليها لبعد الواو عنها، أَلا ترى إِلى كثرة قلب الياء أَلفاً استحساناً لا وجوباً في طَيِّءٍ طائِيٌّ، وفي الحِيرَة حارِيٌّ، وفي قولهم عَيْعَيْت وحَيحَيْت وهَيْهَيْت عاعَيْت وحاحَيْت وهاهَيْت؟ وقَلَّما يرى في الواو مثل هذا، فإِذا كان مثل هذه القُرْبَى بين الأَلف والياء، كان تصحيح نحو بَيَعة وسَيَرة أَشقَّ عليهم من تصحيح نحو الخَوَل والحَوَكة والخَوَنة لبعد الواو من الأَلف، وبقدر بُعْدها عنها ما يَقِلُّ انقلابها إِليها، ولأَجل هذا الذي ذكرنا ما كثر عنهم نحو اجْتَوروا واعْتَوَنوا واحْتَوَشوا، ولم يأْت عنهم شيء من هذا التصحيح في الياء، لم يقولوا ابْتَيَعوا ولا اشْتَرَيُوا، وإِن كان في معنى تبايعوا وتشاريوا، على أَنه قد جاء حرف واحد من الياء في هذا فلم يأْت إِلاَّ مُعَلاًّ، وهو قولهم اسْتَافوا بمعنى تَسَايفوا، ولم يقولوا اسْتَيَفوا لما ذكرناه من جفاء ترك قلب الياء في هذا الموضع الذي قَوِيَت عنه داعيةُ القلب. والخَوَل: ما أَعْطَى اللهُ تعالى الإِنسانَ من العبيد والخَدَم؛ قال أَبو النجم:

كُومُ الذُّرى من خَوَل المُخَوَّل

ويقال: هؤُلاء خَوَل فلان إذا اتخذهم كالعبيد وقَهَرهم. وقال الفراء في قولهم: القوم خَوَل فلان، معناه أَتباعه، وقال: خَوَل الرجل الذي يملك أُمورهم. وخَوَّلك اللهُ مالاً أَي مَلَّكك. وخالَ يَخَالُ خَوْلاً إذا صار ذا خَوَل بعد انفراد. وفي حديث العبيد: هم إِخوانكم وخَوَلُكم؛ الخَوَل حَشَمُ الرجل وأَتباعُه، ويقع على العبد والأَمة، وهو مأْخوذ من التخويل والتمليك، وقيل من الرِّعاية؛ ومنه حديث أَبي هريرة: إذا بلغ بَنُو العاص ثلاثين كان عِبَاد الله خَوَلاً أَي خَدَماً وعبيداً، يعني أَنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم. واسْتَخْوَل في بني فلان: اتخذهم خَوَلاً.
وخَوَّله المالَ: أَعْطاه إِياه، وقيل أَعطاه إِياه تَفَضُّلاً؛ وقول الهذلي:

وخَوَّال لِمَوْلاه، إذا مـا

 

أَتاه عائلاً قَرِع المُراح

يدل على أَنهم قد قالوا خالَه، ولا يكون على النسب لأَنه قد عدّاه باللام، فافْهَمْ. وخَوَّله اللهُ نِعْمة: مَلَّكه إِياها. والخائل: الحافظ للشيء؛ يقال: فلان يَخُول على أَهله وعياله أَي يَرْعَى عليهم. ورَاعِي القوم يَخُول عليهم أَي يَحْلُب ويَسْعَى ويَرْعَى. وخال المالَ يَخُوله إذا ساسه وأَحسن القيام عليه، وكذلك خلته أَخوله. والخَوْلِيُّ: القائم بأَمر الناس السائس له. والخائل: الراعي للشيء الحافظ له، وقد خال يَخُول خَوْلاً؛ وأَنشد:

فهو لَهُنَّ خائل وفارِط

قال أَبو منصور: والعرب تقول مَنْ خالُ هذا الفرس أَي مَنْ صاحبُها؛ ومنه قول الشاعر:

يَصُبُّ لها نِطَافَ القوم سِرّاً

 

ويَشْهَدُ خالُها أَمْرَ الزَّعِـيم

يقول: لفارسها قَدْرٌ فالرئيس يشاوره في تدبيره؛ وأَنشد الأَزهري في مكان آخر:

أَلا لا تُبالي الإِبْلُ مَنْ كان خالَها

 

إِذا شَبِعَتْ من قَرْمَـلٍ وأُثـال

والخُوال: الرِّعاء الحُفَّاظ للمال. والخَوَل: الرُّعاة.
والخَوَلِيُّ: الراعي الحسن القيام على المال والغنم، والجمع خَوَلٌ كَعَرَبِيٍّ وعَرَب. وفي حديث ابن عمر: أَنه دعا خَوَلِيّه. قال ابن الأَثير: الخَوَلِيُّ عند أَهل الشام القَيِّم بأَمر الإِبل وإِصلاحها، من التَّخَوُّل التعهُّد وحُسْنِ الرِّعاية. وإِنه لخالُ مالٍ وخائلُ مالٍ وخَوَلُ مالٍ أَي حَسَنُ القيام على نَعَمه يدبره ويقوم عليه. والخَوَل أَيضاً: اسم لجمع خائل كرائح ورَوَح، وليس بجمع خائل، لأَن فاعلاً لا يُكَسَّر على فَعَل، وقد خالَ يَخُولُ خَوْلاً، وخال على أَهله خَوْلاً وخِيَالاً.والتَّخَوُّل: التعهد. وتَخَوَّل الرجلَ: تَعَهَّدَه. وفي الحديث: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَتخوَّلنا بالمَوْعِظة أَي يتعهدنا بها مخافة السآمة علينا، وكان الأَصمعي يقول يَتَخَوَّننا، بالنون، أَي يتعهدنا، وربما قالوا تَخَوَّلت الريحُ الأَرضَ إذا تعَهَّدَتْها. والخائل: المتعهد للشيء والمصلح له القائم به؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو عمرو: الصواب يَتَحَوَّلنا، بالحاء، أَي يطلب الحال التي يَنْشَطون فيها للموعظة فيَعِظهم فيها ولا يُكْثر عليهم فَيَملُّوا.
والخَوَل: أَصل فأْس اللِّجام.
والخالُ: لواءُ الجيش؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى:

بأَسيافنا حتى تَوَجَّه خالُها

والخالُ: نوع من البُرود؛ قال الشماخ:

وبُرْدَانِ من خال وسَبْعُون دِرْهَماً

 

على ذاك مَقْرُوظٌ من القَدِّ ماعز

وقال امرؤ القيس:

وأَكرعه وَشْي البُرود من الخال

والخالُ: اللِّواء والبُرُود؛ ذكرهما الجوهري هنا وذكرهما في خيل، وسنذكرهما أَيضاً هناك. وفي حديث طلحة: قال لعمر، رضي الله عنهما: إِنَّا لا نَنْبُو في يدك ولا نَخُول عليك أَي لا نتكبر؛ يقال: خالَ الرجلُ يَخُول خَوْلاً واخْتال إذا تكبر وهو ذو مَخِيلة.
وتَطايَرَ الشَّرَرُ أَخْوَلَ أَخْوَلَ أَي متفرقاً، وهو الشَّررُ الذي يتطاير من الحديد الحار إذا ضُرِب. وذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَل أَي متفرقين واحداً بعد واحد، وكان الغالب إِنما هو إذا نَجَل الفرسُ الحصى برجله وشرار النار إذا تتابع؛ قال ضابئ البُرْجُمي يصف الكلاب والثور:

يُسَاقِط عنه رَوْقُه ضارِيَاتِهـا

 

سِقَاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَل أَخْوَلا

قال سيبويه: يجوز أَن يكون أَخْوَل أَخْوَل كشَغَر بَغَر، وأَن يكون كيَوْمَ يَوْمَ. الجوهري: ذهب القوم أَخْوَلَ أَخْوَلَ إذا تفرقوا شَتَّى، وهما اسمان جُعِلا اسماً واحداً وبُنِيا على الفتح. ابن الأَعرابي: الخَوْلة الظَّبْية. وإِنَّه لمَخِيلٌ للخير أَي خَلِيق له. والخال: ما تَوَسَّمت فيه من الخير. وأَخال فيه خالاً وتَخَوَّل: تَفَرَّس. وتَخَوَّلْتُ في بني فلان خالاً من الخير أَي اخْتَلْت وتَوَسَّمت، وتَخَيَّل يُذكر في الياء. التهذيب: وخَوَلُ اللِّجامِ أَصلُ فَأْسه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف خَوَل اللِّجام ولا أَدري ما هو.
والخُوَيْلاء: موضع. وخَوَلِيٌّ: اسم. وخَوْلانُ: قبيلة من اليمن.
وكُحْل الخَوْلان: ضرب من الأَكحال، قال: لا أَدري لِمَ سمي ذلك. وخَوْلة: اسم امرأَة من كلب شَبَّب بها طَرَفة. وخُوَيْلة: اسم امرأَة.

خوم

 أَرض خامَةٌ أَي وخِيمةٌ؛ حكاه أَبو الجَرَّاحِ، وقد خامَتْ تَخِيمُ خَيَماناً؛ قال ابن سيده: قال الفراء لا أعرف ذلك، قال: وهذا الذي قاله الفراء من أَنه لا يعرفه صحيح، إذ حُكْمُ مثل هذا خامَتْ تَخُومُ خَوَماناً. والخامةُ: الغَضَّةُ الرِّطْبَةُ من النبات. وفي الحديث: مَثَلُ المؤمن مثل الخامَةِ من الزرع تُمَيِّلُها الريحُ مرة هكذا ومرة هكذا؛ قال الطرماح:

إنما نَحْن مِثْلُ خامةِ زَرْعٍ،

 

فمَتى يَأْنِ يَأْتِ مُحْتَصِـدُهْ

قال ابن الأَثير: وهي الطَّاقةُ اللينة، وألفها منقلبة عن واو.

خون

المَخانَةُ: خَوْنُ النُّصْحِ وخَوْنُ الوُدِّ، والخَوْنُ على محن شَتَّى. وفي الحديث: المُؤْمِنُ يُطْبَع على كلِّ خُلُقٍ إلا الخِيانَةَ والكَذِب. ابن سيده: الخَوْنُ أَن يُؤْتَمن الإنسانُ فلا يَنْصَحَ، خانه يَخُونُه خَوْناً وخِيانةً وخانَةً ومَخانَةً؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وقد تمثلت ببيت لبيد بن ربيعة:

يتَحَدَّثونَ مَـخـانَةً ومَـلاذَةً،

 

ويُعابُ قائلُهم، وإن لم يَشْغَبِ.

المَخانة: مصدر من الخيانة، والميم زائدة، وقد ذكره أَبو موسى في الجيم من المُجُونِ، فتكون الميم أَصلية، وخانَهُ واخْتانه. وفي التنزيل العزيز: علم الله أَنكم كنتم تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُم؛ أَي بعضُكم بعضاً. ورجل خائنٌ وخائنة أَيضاً، والهاء للمبالغة، مثل عَلاَّمة ونَسّابة؛ وأَنشد أَبو عبيد للكلابي يخاطب قُرَيْناً أَخا عُمَيْرٍ الحَنَفِيِّ، وكان له عنده دم:

أَقُرَيْنُ، إنك لو رأَيْتَ فَوارِسِي

 

نَعَماً يَبِتْنَ إلى جَوانِبِ صَلْقَع

حدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوَفاءِ، ولم تَكُنْ

 

للغَدْرِ خائِنةً مُغِلَّ الإصْبَـعِ.

وخَؤُونٌ وخَوَّانٌ، والجمع خانةٌ وخَوَنةٌ؛ الأَخيرة شاذة؛ قال ابن سيده: ولم يأْت شيء من هذا في الياء، أَعني لم يجئ مثل سائر وسَيَرة، قال: وإنما شذ من هذا ما عينه واو لا ياء. وقومٌ خَوَنةٌ كما قالوا حَوَكَة، وقد تقدم ذكر وجه ثبوت الواو، وخُوَّانٌ، وقد خانه العَهْدَ والأَمانةَ؛ قال:

فقالَ مُجِيباً: والذي حَجَّ حـاتِـمٌ

 

أَخُونُكَ عهداً، إنني غَيرُ خَوَّانِ!

وخَوَّنَ الرجلَ: نَسَبه إلى الخَوْنِ. وفي الحديث: نهى أَن يَطْرُق الرجلُ أَهلَه ليلاً لئلا يَتَخَوَّنهم أَي يَطْلُبَ خِيانتَهم وعَثَراتِهم ويَتَّهِمَهُمْ. وخانه سيفُه: نَبا، كقوله: السيفُ أَخوك وربما خانَكَ.
وخانه الدَّهْرُ: غَيَّرَ حالَه من اللِّين إلى الشدة؛ قال الأَعشى:

وخانَ الزمانُ أَبا مـالِـكٍ،

 

وأَيُّ امرئ لم يخُنْه الزّمَنْ؟

وكذلك تَخَوَّنه. التهذيب: خانه الدهرُ والنعيمُ خَوْناً، وهو تغير حاله إلى شرٍّ منها، وإذا نَبا سيفُك عن الضَّريبة فقد خانك. وسئل بعضهم عن السيف فقال: أَخوك وربما خانك. وكلُّ ما غيَّرك عن حالك فقد تَخَوَّنَك؛ وأَنشد لذي الرمة:

لا يَرْفَعُ الطَّرْفَ، إلا ما تَخَوَّنَهُ

 

دَاعٍ، يُنادِيهِ باسمِ الماء، مَبْغُومُ

قال أَبو منصور: ليس معنى قوله إلا ما تَخَوَّنه حجةً لما احتج له، إنما معناه إلا ما تَعَهَّده، قال: كذا روى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال: التَّخَوُّنُ التعهد، وإنما وصفَ وَلَدَ ظَبْيةٍ أَوْدَعْته خَمراً، وهي تَرْتَع بالقُرْب منه، وتتعهده بالنظر إليه، وتُؤنسه ببُغامِها، وقوله باسم الماء، الماءُ حكاية دعائها إياه، وقال داع يناديه فذكَّره لأَنه ذهب به إلى الصوت والنداء. وتَخَوَّنه وخَوَّنه وخَوَّن منه: نقَصه. يقال: تَخَوَّنني فلانٌ حقي إذا تنَقَّصَك؛ قال ذو الرمة:

لا بَلْ هو الشَّوْقُ من دارٍ تخَوَّنَها

 

مَرّاً سَحابٌ، ومَرّاً بارِحٌ تَرِبُ

وقال لبيد يصف ناقة:

عُذَافِرَةٌ تُقَمِّصُ بالرُّدَافَى،

 

تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي.

أَي تنَقَّص لحمَها وشَحْمَها. والرُّدَافَى: جمعُ رَدِيفٍ، قال ومثله لعبْدَةَ بن الطَّبيب:

عن قانِئ لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ

وفي قصيد كعب بن زهير:

لم تُخَوِّنْه الأَحاليلُ

وخَوَّنه وتخَوَّنه: تعَهَّدَه. يقال: الحُمَّى تخَوَّنهُ أَي تعَهَّدُه؛ وأَنشد بيت ذي الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَه.

يقول: الغزال ناعِسٌ لا يرفع طرفه إلا أَن تجيءَ أُمه وهي المتعهدة له.
ويقال: إلا ما تنَقَّصَ نومَه دُعاءُ أُمِّه له. والخَوَّانُ: من أَسماء الأَسد. ويقال: تخَوَّنته الدُّهورُ وتخَوَّفَتْه أَي تنَقَّصَتْه.
والتَّخوُّن له معنيان: أَحدهما التَّنقُّصُ، والآخر التَّعُهُّدُ، ومن جعله تَعَهُّداً جعل النون مبدلة من اللام، يقال: تخَوَّنه وتخَوَّله بمعنى واحد. والخَوْنُ: فَتْرة في النظر، يقال للأسد خائنُ العين، من ذلك، وبه سمي الأَسد خَوَّاناً. وخائِنةُ الأَعْيُنِ: ما تُسارِقُ من النظر إلى ما لا يَحِلُّ. وفي التنزيل العزيز: يَعْلَمُ خائنةَ الأَعْيُنِ وما تُخْفي الصُّدُور؛ وقال ثعلب: معناه أَن ينظر نظرةً بريبة وهو نحو ذلك، وقيل: أَراد يعلم خيانةَ الأَعين، فأَخرج المصدر على فاعلة كقوله تعالى: لا تسمع فيها لاغِيَةً؛ أَي لَغْواً، ومثله: سمعتُ راغِيَةَ الإِبل وثاغِيَةَ الشاءِ أَي رُغاءها وثُغاءها، وكل ذلك من كلام العرب، ومعنى الآية أَن الناظر إذا نظر إلى ما لا يحل له النظر إليه نظر خيانةٍ يُسِرُّها مسارقة علمها الله، لأَنه إذا نظر أَول نظرة غير متعمد خيانة غيرُ آثم ولا خائن، فإِن أَعاد النظر ونيتُه الخيانة فهو خائن النظر. وفي الحديث: ما كان لنبيٍّ أَن تكونَ له خائنةُ الأَعْيُن أَي يضمر في نفسه غيرَ ما يظهره، فإِذا كف لسانه وأَومأَ بعينه فقد خان، وإذا كان ظهور تلك الحالة من قِبَل العين سميت خائِنَةَ العين، وهو من قوله عز وجل: يعلم خائنة الأَعين؛ أَي ما يَخُونون فيه من مُسارقة النظر إلى ما لا يحل. والخائِنةُ: بمعنى الخيانة، وهي من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعلة كالعاقبة. وفي الحديث: أَنه رَدَّ شهادَةَ الخائن والخائنة؛ قال أَبو عبيد: لا نراه خَصَّ به الخِيانةَ في أَمانات الناس دون ما افترض الله على عباده وأْتمنهم عليه، فإِنه قد سمى ذلك أَمانة فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تَخُونوا الله والرسولَ وتَخُونوا أَماناتكم؛ فمن ضَيَّع شيئاً مما أَمر الله به أَو رَكِبَ شيئاً مما نَهى عنه فليس ينبغي أَن يكون عدلاً. والخُوانُ والخِوَانُ: الذي يُؤْكل عليه، مُعَرَّبٌ، والجمع أَخْوِنة في القليل، وفي الكثير خِونٌ. قال عدِيٌّ: لِخُونٍ مَأْدُوبةٍ وزَمير؛ قال سيبويه: لم يحركوا الواو كراهة الضمة قبلها والضمة فيها. والإخْوَانُ: كالخِوانِ. قال ابن بري: ونظيرُ خُوَانٍ وخُونٍ بِوانٌ وبُونٌ، ولا ثالث لهما، قال: وأَما عَوَانٌ وعُونٌ فإِنه مفتوح الأَول، وقد قيل بُوانٌ، بضم الباء. وقد ذكر ابن بري في ترجمة بون أَن مثلهما إِوَانٌ وأُوانٌ، ولم يذكر هذا القول ههنا. الليث: الخِوَان المائدة، مُعرَّبة. وفي حديث الدابة: حتى إن أَهلَ الخِوَانِ ليجتمعون فيقول هذا يا مؤْمن هذا يا كافر، وجاءَ في رواية: الإخوان، بهمزة، وهي لغة فيه. وقوله في حديث أَبي سعيد: فإِذا أَنا بأَخاوِينَ عليها لُحومٌ منتنة، هي جمع خِوَانٍ وهو ما يوضع عليه الطعامُ عند الأَكل؛ وبالإخوَانِ فسِّر قول الشاعر:

ومَنْحَرِ مِئْناثٍ تَجُـرُّ حُـوارُهـا

 

ومَوْضِع إِخوانٍ إلى جَنْبِ إخوانِ

عن أَبي عبيد. والخَوَّانةُ: الاسْتُ. والعرب تسمي ربيعاً الأَوَّلَ: خَوَّاناً وخُوَّاناً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وفي النِّصْفِ من خَوَّانَ وَدَّ عَدُوُّنا

 

بأَنَّه في أَمْعاءِ حُوتٍ لَدَى البَحْرِ

قال ابن سيده: وجمعه أَخْوِنة، قال: ولا أَدري كيف هذا. وخَيْوَانُ: بلد باليمن ليس فَعْلانَ لأَنه ليس في الكلام اسم عينه ياء ولامه واو، وترك صرفه لأَنه اسم للبقعة؛ قال ابن سيده: هذا تعليل الفارسي، فأَما رجاءُ بنُ حَيْوَة فقد يكون مقلوباً عن حيَّةٍ فيمن جعل حَيَّةً من ح و ي، وهو رأْي أَبي حاتم، ويُعَضِّدُه رجل حَوَّاء وحاوٍ للذي عَمَلُه جمع الحَيّاتِ، وكذلك يُعَضِّدُه أَرض مَحْواة، فأَما مَحْياةٌ في هذا المعنى فمُعاقِبَةٌ إِيثاراً للياء، أَو مقلوب عن مَحْوَاة، فلما نقلت حَيَّةُ إلى العلمية خُصَّت العلمية بإخراجها على الأَصل بعد القلب، وسَهَّلَ ذلك لهم القلبُ، إذْ لو أَعَلُّوا بعد القلب، والقَلْبُ علةٌ، لتوالى الإِعْلالانِ. وقد قيل عن الفارسي: إن حَيَّة من ح ي ي، وإِن حَوَّاءَ من باب لآْآءٍ، وقد يكون حَيْوَة فَيْعِلَة من حَوَى يَحْوِي حَيْوِيَةً، ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث ياءات، ومثله حَيْيِيَة فحذفت الياء الأَخيرة فبقي حَيَّة، ثم أُخرجت على الأَصل فقيل حَيْوَة، فإذا كان حَيْوَةُ مُتَوَجِّهاً على هذين القولين فقد تَأَدَّى ضمانُ الفارسي أَنه ليس في الكلام شيء عينه ياء ولامه واو البتة. والخَانُ: الحانُوتُ أَو صاحب الحانوتِ، فارسي معرّب، وقيل: الخانُ الذي للتِّجارِ.