باب الدال والألف، الباء، الثاء

حرف الدال

حرف من الحروف المجهورة ومن الحروف النِّطْعيَّة وهي والطاءُ والتاء في حيز واحد.

باب الدال والألف، الباء، الثاء

دأب

الدَّأبُ: العادَة والمُلازَمَة. يقال: ما زال ذلك دِينَكَ ودَأَبَكَ، ودَيْدَنَكَ ودَيْدَبُونَكَ، كلُّه من العادَة.
دَأَبَ فلانٌ في عَمَلِه أَي جَدَّ وتَعِبَ، يَدْأَبُ دَأْباً ودَأَباً ودُؤُوباً، فهو دَئِبٌ؛ قال الراجز:

راحَتْ كما راحَ أَبو رِئَالِ،

 

قَاهِي الفُؤَادِ، دَئِبُ الإجْفالِ

وفي الصحاح: فهو دائب؛ وأَنشد هذا الرجَزَ: دائِبُ الإجْفالِ. وأَدْأَبَ غيره، وكلُ ما أَدَمْتَه فقد أَدْأَبْتَه. وأَدْأَبَه: أَحْوَجَه إلى الدُّؤُوبِ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إذا تَوافَوْا أَدَبُوا أَخاهُم

قال: أَراد أَدْأَبُوا أَخاهُم، فخفَّف لأَن هذا الراجز لم تكن لُغَتُه الهمز، وليس ذلك لضَرورةِ شِعْرٍ، لأَنه لو همز لكان الجُزْءُ أَتمَّ. والدُّؤُوبُ: المبالَغَة في السَّيْر، وأَدْأَبَ الرجلُ الدَّابَّة إِدْآباً إذا أَتْعَبَها، والفِعلُ اللازم دَأَبَتِ الناقَةُ تَدْأَبُ دُؤُوباً، ورجلٌ دَؤُوبٌ على الشيء. وفي حديث البعيرِ الذي سَجَدَ له، صلى اللّه عليه وسلم، فقال لصاحبه: إنه يَشْكو إليَّ أَنكَ تُجِيعُه وتُدْئِبُه أَي تَكُدُّه وتُتْعِبُه؛ وقوله أَنشده ثعلب:

يُلِحْنَ مِن ذي دَأَبٍ شِرْواطِ

فسَّره فقال: الدَأَبُ: السَّوْق الشديدُ والطَّرْدُ، وهو من الأَوَّل.
ورواية يعقوب: من ذِي زَجَلٍ.
والدَّأْبُ والدَّأَب، بالتَّحْرِيك: العادةُ والشَّأْن. قال الفرّاءُ: أَصله من دَأَبْت إلاّ أَن العرب حَوَّلْتْ معناه إلى الشَّأْنِ. وفي الحديث: عليكم بقيامِ الليلِ، فإنه دَأْبُ الصالحِينَ قَبْلَكم. الدَّأْبُ: العادةُ والشَّأْنُ، هو مِنْ دَأَبَ في العَمَل إذا جَدَّ وتَعِبَ. وفي الحديث: فكان دَأَبي ودَأْبهم. وقوله، عز وجل: مثلَ دَأْبِ قومِ نوحٍ؛ أَي مِثلَ عادةِ قوم نوحٍ، وجاءَ في التفسير: مثلَ حالِ قَومِ نوحٍ.
الأَزهري: قال الزجاج في قوله تعالى: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَون؛ أَي كشأْنِ آل فِرْعون، وكأَمرِ آلِ فِرْعون؛ كذا قال أَهل اللغة. قال الأَزهري: والقولُ عندِي فيه، واللّه أَعلم، أَن دَأْبَ ههنا اجتِهادهم في كُفْرِهِم، وتَظاهُرُهُم على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كتَظَاهُرِ آلِ فرعون على موسى، عليه السلامُ.
يقال دَأَبْتُ أَدْأَبُ دَأَباً ودَأَباً ودُؤُوباً إذا اجتهدت في الشيءِ.
والدائِبانِ: الليلُ والنهارُ.
وبَنُو دَوْأَبٍ: حَيٌّ من غَنِيٍّ. قال ذو الرُّمة:

بَني دَوْأَبٍ، إنِّي وجَدْتُ فَوارسِي

 

أَزِمَّةَ غارَاتِ الصَّباحِ الدَّوَالِقِ

دأث

دَأَثَ الطعامَ دَأْثاً: أَكله. والدَّأْثُ: الدَّنَسُ، وقيل: الثِّقْلُ، والجمع أَدْآثٌ؛ قال رؤبة:

وإِنْ فَشَتْ في قومِك المَشاعِثُ،

 

من إِصْرِ أَدْآثٍ، لـهـا دَآئثُ

بوزن دَعاعِثَ، من دَعَثَه إذا أَثْقَلَه. والإِصْرُ: الثِّقْل.
والدِّئْثُ: العَداوةُ؛ عن كراع. والدِّئْثُ: الحِقْد الذي لا يَنْحَلُّ، وكذلك الدِّعْثُ.
والدَّأْثاءُ: الأَمة الحَمْقاءُ؛ وقيل: الأَمة اسم لها، وقد يُحَرَّك لحرف الحلق، وهو نادر، لأَن فَعَلاء، بفتح العين، لم يجئ في الصفات، وإِنما جاء حرفان في الأَسماء فقط، وهما فَرَماء وجَنَفاء، وهما موضعان، والجمع: دَآثٍ، خفيف؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدَّآثِ،

 

صاحبُ ليلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ

خَرِشٌ: يُهَيِّجها ويُحَرِّكُها، وهو مذكور في موضعه.
وقد يقال للأَحمق: ابن دَأْثاء.
والأَدْأَث: رَمْلٌ معروف، يُسْمَع به عَزيفُ الجن؛ قال رؤبة:

تَأَلُّقَ الجِنِّ برَمْلِ الأَدْأَثِ

دأدأ

الدِّئْداءُ: أَشدُّ عَدْوِ البعيرِ.
دَأْدَأَ دَأْدأَةً ودِئْداءً، ممدود: عَدا أَشَدَّ العَدْو، ودَأْدَأْت دَأْدَأَةً.
قال أَبو دُواد يَزيد بن معاويةَ بن عَمرو بن قَيس بن عُبيد بن رُؤَاس بن كِلاب بن ربيعةَ بن عامر بن صَعْصَعَة الرُّؤاسي، وقيل في كُنيته أَبو دُوادٍ:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُهأُمُّ الفَوارِسِ، بالدِّئْداء والرَّبَعَهْ

وكان أَبو عُمر الزاهِدُ يقول في الرُؤَاسي أَحدِ القُرّاء والمُحدِّثين إنه الرَّواسِي، بفتح الراء والواو من غير همز، منسوب الى رَواسٍ قبيلة من بني سليم، وكان ينكر أَن يقال الرؤاسِي بالهمز، كما يقوله المُحدِّثون وغيرهم. وبَيْتُ أَبي دُواد هذا المتقدم يُضْرب مثلاً في شِدَّة الأَمر. يقول: رَكِبَتْ هذه المرأَةُ التي لها بَنُونَ فوارِسُ بَعِيراً صَعباً عُرْياً من شِدَّة الجَدْبِ، وكان البَعِيرُ لا خِطام له، واذا كانت أُمّ الفَوارِس قد بَلَغَ بها هذا الجَهدُ فكيف غَيرُها؟ والفَوارِسُ في البيت: الشُجْعان. يقال رجل فارِسٌ، أَي شُجاعٌ؛ والعُلُطُ: الذي لا خِطامَ عليه، ويقال: بَعِيرٌ عُلُطٌ مُلُطٌ: إذا لم يكن عليه وَسْمٌ؛ والدِّئداءُ والرَّبَعةُ: شِدّة العَدْوِ، قيل: هو أَشَدُّ عَدْو البَعِير. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: وَبْرٌ تَدَأْدَأَ من قَدُومِ ضَأْنٍ أَي أَقْبَلَ علينا مُسْرِعاً، وهو من الدِّئداء أَشدِّ عَدْوِ البعير؛ وقد دَأْدَأَ وتَدَأْدَأَ ويجوز أَن يكون تَدَهْدَه، فقُلِبَت الهاءُ همزة، أَي تَدَحْرَجَ وسقط علينا؛ وفي حديث أُحُدٍ: فَتَدَأْدَأَ عن فرسه.
ودَأْدَأَ الهِلالُ إذا أَسرَعَ السَّيرَ؛ قال: وذلك أَن يكون في آخر مَنزِل من منازِل القمر، فيكون في هُبُوطٍ فَيُدَأْدِئ فيها دِئْداءً.
ودَأْدأَتِ الدابةُ: عَدَتْ عَدْواً فوق العَنَقِ.
أَبو عمرو: الدَّأْداءُ: النَّخُّ من السير، وهو السَّرِيع، والدَّأْدأَة: السُّرْعة والإحضارُ.
وفي النوادر: دَوْدَأَ فلان دَوْدأَةً وتَوْدَأَ تَوْدَأَةً وكَوْدَأَ كَوْدَأَةً إذا عَدا.
والدَّأْدأَةُ والدِّئداءُ في سير الابل: قَرْمَطةٌ فوق الحَفْد.
ودَأْدَأَ في أَثَرِه: تَبِعَه مُقْتَفِياً له؛ ودَأْدأَ منه وتَدَأْدأَ: أَحْضَر نجاءً منه، فتَبِعَه وهو بين يديه.
والدَّأْداءُ والدُّؤْدُؤُ والدُّؤْداءُ والدِّئداءُ: آخر أَيام الشهر. قال:

نحنُ أَجَزْنـا كُـلَّ ذَيَّالٍ قَـتِـرْ،

 

في الحَجِّ، مِنْ قَبْلٍ دَآدِي المُؤْتَمِرْ

أَراد دَآدئ المُؤْتَمر، فأَبدل الهمزة ياءً ثم حذفها لالتقاء الساكنين. قال الأَعشى:

تَدَارَكَه في مُنْصِل الأَلِّ، بَعْـدَمـا

 

مَضَى، غير دَأْداءٍ، وقد كادَ يَعْطَب

قال الأَزهري: أَراد أَنه تَدارَكَه في آخر ليلة من ليالِي رجبٍ، وقيل الدَأْداءُ والدِّئداءُ: ليلة خمسٍ وسِتٍّ وسبعٍ وعشرين.
وقال ثعلب: العرب تسمي ليلة ثمان وعشرين وتسع وعشرين الدَّآدِئ، والواحدة دَأْداءَةٌ؛ وفي الصحاحِ: الدآدِئ: ثلاثُ ليالٍ من آخر الشهر قبلَ ليالي المِحاق، والمِحاقُ آخِرُها؛ وقيل: هِيَ هِيَ؛ أَبو الهيثم: الليالي الثلاثُ التي بَعْدَ المِحاقِ سُمِّينَ دَآدِئ لأَن القمر فيها يُدَأْدِئ إلى الغُيوب أَي يُسْرِعُ، من دَأْدَأَةِ البعير؛ وقال الأَصمعي: في ليالي الشهر ثلاثٌ مِحاقٌ وثلاثٌ دَآدئ؛ قال: والدَّآدِئ: الأَواخر، وأَنشد:

أَبْدَى لنا غُرَّةَ وَجْهٍ بـادي،

 

كَزُهْرَةِ النُّجُومِ في الدَّآدِي

وفي الحديث: أَنه نَهَى عن صَوْمِ الدَّأْداءِ، قيل: هو آخِرُ الشهر؛ وقيل: يومُ الشَّكِّ. وفي الحديث: ليس عُفْرُ الليالِي كالدَّآدِئ؛ العُفْرُ: البِيضُ المُقْمِرةُ، والدَّآدِئ: المُظلِمةُ لاختفاء القمر فيها.
والدَأْداءُ: اليومُ الذي يُشَكُّ فيه أَمِنَ الشَّهرِ هو أَمْ مِنَ الآخَرِ؛ وفي التهذيب عن أَبي بكر: الدَّأْداءُ التي يُشَكُّ فيها أَمِن آخِر الشهرِ الماضي هي أَمْ مِنْ أَوَّلِ الشَّهرِ المُقْبِل، وأَنشد بيت الأَعشى:

مَضَى غير دَأْدَاءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ

وليلةٌ دأْداءُ ودَأْدَاءَةٌ: شديدةُ الظُّلْمة.
وتَدَأْدَأَ القومُ: تزاحَمُوا، وكلُّ ما تَدَحْرَج بين يَدَيْك فذَهَب فقد تَدَأْدأَ.
ودأْدأَةُ الحَجر: صَوْتُ وَقْعه على المَسِيلِ. الليث: الدَّأْداءُ: صَوْتُ وَقعِ الحِجارة في المَسِيل.
الفرّاء، يقال: سمعت له دَودأَةً أَي جَلَبةً، وإني لأَسْمَع له دَوْدَأَةً مُنْذ اليومِ أَي جَلَبةً.
ورأَيت في حاشية بعض نسخ الصحاح ودَأدَأَ: غَطَّى. قال:

وقد دَأْدَأْتُمُ ذاتَ الوُسومِ

 

وتَدَأْدَأَتِ الإِبِلُ، مثل أَدَّتْ، إذا رَجَّعَت الحنِينَ في أَجوافِها. وتَدأْدَأَ حِمْلُه: مالَ. وتَدَأْدَأَ الرَّجل في مَشْيِه: تَمَايَلَ، وتَدأْدأَ عن الشيءِ: مال فَتَرَجَّحَ به.
ودَأْدَأَ الشيءَ: حَرَّكه وسَكَّنَه.
والدَّأْداءُ: عَجلة جَواب الأَحْمق.
والدَّأْدأَةُ: صوت تَحريكِ الصبي في المَهْد. والدَّأْداءُ: ما اتَّسَع من التِّلاع. والدَّأْداء: الفَضاء، عن أَبي مالك.

دأض

أَهمله الليث؛ وأَنشد الباهلي في المعاني:

وقَدْ فَدَى أَعْناقَهُنَّ الـمَـحْـضُ

 

والدَّأْضُ، حتى لا يكونَ غَرْضُ

قال: يقول فَداهُنَّ أَلبانُهنَّ من أَن يُنْحرن، قال: والغَرْضُ أَن يكون في جلودها نقصان. قال: والدَّأَضُ والدَّأَصُ، بالضاد والصاد، أَن لا يكون في جلودها نقصان، وقد دَئِضَ يَدْأَضُ دَأْضاً ودَئِصَ يَدْأَصُ دَأَصاً؛ قال أَبو منصور ورواه أَبو زيد:

والدَّأْظُ حتى لا يكون غَرْض

قال: وكذلك أَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم، وسنذكره في موضعه.

دأظ

أَبو زيد في كتاب الهمز: دأَظْتُ الوِعاء وكلَّ ما ملأْته أَدْأَظُه دَأْظاً، وحكى ابن بري دَأَظْت الرجل أَكرهته أَن يأْكل على الشبع.
ودأَظَ المَتاعَ في الوِعاء دأْظاً إذا كنزه فيه حتى يملأَه، قال: ودأَظْت السّقاء ملأَته؛ أَنشد يعقوب:

لقد فَدى أَعْناقَهُنَّ المَـحْـضُ

 

والدَّأْظُ، حتى ما لَهُنَّ غَرْضُ

يقول: كثرةُ أَلبانهنَّ أَغْنت عن لحومهن. وأَورد الأَزهري هذه الكلمة في أَثناء ترجمة دأَضَ وقال: رواه أَبو زيد الدأْظ، قال: وكذلك أَقرأَنيه المنذري عن أَبي الهيثم، وفسره فقال: الدأْظ السِّمَن والامْتِلاء؛ يقول: لا يُنْحَرْن نَفاسة بهنَّ لسِمَنهنّ وحُسْنهن. وحكي عن الأَصمعي أَنه رواه الدَّأْضُ، بالضاد، قال: وهو أَن لا يكون في جلودهن نقصان، وقال أَيضاً: يجوز فيها الضاد والظاء معاً؛ وقال أَبو زيد: الغَرْضُ هو موضعُ ماء تركْتَه فلم تجعل فيه شيئاً. ودأَظَ القُرْحةَ: غمَزَها فانفضَخَت.
ودأَظَه يَدْأَظُه دأْظاً: خنَقَه.

دأف

دَأَفَ على الأَسِيرِ: أَجْهَزَ. ومَوْتٌ دُؤافٌ: وحِيٌّ.
والأُدافُ: ذكر الرجل، قال ابن الأَعرابي: أَصله وُدافٌ من قولهم وَدَفَ الشَّحْم إذا سالَ، وإن صحَّ ذلك، فهو من غير هذا الباب.

دأك

داكأ القوم دافَعَهم وزاحَمَهم، وقد تداكؤوا؛ قال ابن مقبل:

وقَرَّبُوا كلَّ صِهْمِيمٍ مَنَاكبُهُ،

 

إذا تَدَاكأَ منه دَفْعهُ شنفَـا

أَي تدافع في سيره.

دأل

الدَّأْلُ: الخَتْل، وقد دَأَلَ يَدْأَلُ دأْلاً ودَأَلاناً. أَبو زيد في الهمز: دأَلْت للشَّيءِ أَدْأَل دأْلاً ودَأَلاناً، وهي مِشْيَة شبيهة بالخَتْل ومَشْيِ المُثْقَل، وذكر الأَصمعي في صفة مشي الخيل: الدَّأَلان مشي يقارب فيه الخطو ويبغي فيه كأَنه مُثْقل من حمل. يقال: الذئب يَدْأَل للغزال ليأْكله، يقول يَخْتِله. وقال أَبو عمرو: المُداءَلة بوزن المداعلة الخَتْل. وقد دَأَلْتُ له ودَأَلْته وقد تكون في سرعة المشي.
ابن الأَعرابي: الدَّأَلانُ عَدْوٌ مُقارِب. ابن سيده: دَأَل يَدْأَلُ دَأْلاً ودَأَلاً، وهي مِشْية فيها ضعف وعَجَلة، وقيل: هو عَدْوٌ مُقارِب؛ أَنشد سيبويه فيما تضعه العرب على أَلسنة البهائم لضَبٍّ يخاطب ابنه:

أَهَدَموا بَيْتَك، لا أَبا لَـكـا

 

وأَنا أَمشي الدَّأَلى حَوالَكا؟

وحكى ابن بري: الدَّأَلى مِشْية تُشبه مِشْية الذِّئب. والدَّأَلانُ، بالدال: مَشْيُ الذي كأَنه يَبْغِي في مشيه من النَّشاط. ودَأَل له يَدْأَلُ دَأْلاً ودَأَلاناً: خَتَله.
والدَّأَلان، بتحريك الهمزة أَيضاً: الذئب؛ عن كراع.
والدُّؤُولُ: دُوَيْبَّة صغيرة؛ عنه أَيضاً. قال: وليس ذلك بمعروف.
والدُّئِل: دُويبَّة كالثعلب، وفي الصحاح: دويبة شبيهة بابن عِرْس؛ قال كعب ابن مالك:

جاؤُوا بجَيْشٍ، لو قِيسَ مُعْرَسُه

 

ما كان إِلاَّ كمُعْـرَس الـدُّئِل

قال ابن سيده: وهذا هو المعروف. قال أَحمد بن يحيى: لا نعلم اسماً جاءَ على فُعِل غير هذا، يعني الدُّئِل، قال ابن بري: قد جاءَ رُئِم في اسم الاست؛ قال الجوهري: قال الأَخفش وإِلى المسمى بهذا الاسم نسب أَبو الأَسود الدُّؤَلي، إِلاَّ أَنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة استثقالاً لتوالي الكسرتين مع ياءَي النسب كما ينسب إِلى نَمِر نَمَرِيّ، قال: وربما قالوا أَبو الأَسود الدُّوَلي، قلبوا الهمزة واواً لأَن الهمزة إذا انفتحت وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أَن تقلبها واواً محضة، كما قالوا في جُؤَن جُوِن وفي مُؤَن مُوَن، وقال ابن الكلبي: هو أَبو الأَسود الدِّيلي، فقلب الهمزة ياء حين انكسرت، فإِذا انقلبت ياء كسرت الدال لتسلم الياء كما تقول قِيل وبِيع، قال: واسمه ظالم بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حِلْس بن نُفاثة بن عَديّ بن الدُّئِل بن بكر بن كنانة. قال الأَصمعي: وأَخبرني عيسى بن عمر قال الدِّيل بن بكر الكناني إِنما هو الدُّئِل، فترك أَهل الحجاز هَمْزه. قال ابن بري: قال أَبو سعيد السيرافي في شرح الكتاب في باب كان عند قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي: دَعِ الخَمْر يَشْرَبْها الغُواة، قال: أَهل البصرة يقولون الدُّؤَلي، وهو من الدُّئِل بن بكر بن كنانة، قال: وكان ابن حبيب يقول الدُّئل بن كنانة، ويقول الدُّئِل على مثال فُعِل، الدُّئل بن مُحَلِّم بن غالب بن مُلَيح بن الهُون بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة، وروى أَبو سعيد بسنده إِلى محمد بن سلام ابن عبيد الله قال يونس: هم ثلاثة: الدُّول من حنيفة بسكون الواو، والدِّيل من قَيس ساكنة الياء، والدُّئل في كنانة رهط أَبي الأَسود مهموز، قال: هذا قول عيسى بن عمر والبصريين وجماعة من النحويين منهم الكسائي، يقولون أَبو الأَسود الدِّيلي، قال ابن بري: وقال محمد بن حبيب الدُّئل في كنانة، بضم الدال وكسر الهمزة، قال: وكذلك في الهُون بن خزيمة أَيضاً، والدِّيل في الأَزْد، بكسر الدال وإِسكان الياء، الدِّيل بن هداد بن زيد مَنَاة، وفي إِيَاد بن نِزَار مثله الدِّيل بن أُميَّة بن حُذَافة، وفي عبد القيس كذلك الدِّيل بن عمرو بن وَدِيعة، وفي ثَغْلثب كذلك الدِّيل بن زيد ابن غَنْم بن تَغْلِب، وفي رِبِيعة بن نِزَار الدُّول بن حَنِيفة، بضم الدال وإِسكان الواو، وفي عَنَزَة الدُّول ابن سعد بن مَنَاة بن غامد مثله، وفي ثعلبة الدُّول بن ثعلبة بن سعد بن ضَبَّة، وفي الرِّبَاب الدُّول بن جَلِّ ابن عَدِيِّ بن عبد مَنَاة بن أُدٍّ مثله. ابن سيده: والدُّئِل حَيٌّ من كنانة، وقيل في بني عبد القيس، والنسب إِليه دُؤَليٌّ ودُئِليٌّ؛ الأَخيرة نادرة إِذ ليس في الكلام فُعِليٌّ؛ قال ابن السكيت: هو أَبو الأَسود الدُّؤَلي مفتوح الواو مهموز منسوب إِلى الدُّئِل من كنانة، قال: والدُّول في حنيفة ينسب إِليهم الدُّولي، والدِّيل في عبد القيس ينسب إِليهم الدِّيلي.
والدُّئل على وزن الوُعِل: دويبَّة شبيهة بابن عِرْس؛ وأَنشد الأَصمعي بيت كعب بن مالك:

ما كان إِلا كمُعْرَس الدُّئِل

وابن دأْلانَ: رَجُل، النسبة إِليه دَأْلانِيٌّ؛ حكاه سيبويه.
والدُّؤْلول: الداهية، والجمع الدّآلِيل. ووقع القومُ في دُؤْلُول أَي في اختلاط من أَمرهم. أَبو زيد: وقعوا من أَمرهم في دُولول أَي في شِدَّة وأَمر عظيم، قال الأَزهري: جاء به غير مهموز. وفي حديث خزيمة: إِن الجَنَّة محظور عليها بالدَّآلِيل أَي بالدواهي والشدائد، وهذا كقوله: حُفَّتْ بالمَكاره.

دأم

دَأَمَ الحائطَ عليه دَأَماً: دفعه. قال الليث: الدَّأْمُ إذا دفعت حائِطاً الدَّأْمُ فَدَأَمْتَهُ بمرّة واحدة على شيء في وَهْدَةٍ، تقول: دَأَمْتُهُ عليه. ودَأَمْتُ الحائط أَي رفعته مثل دعَمْتُهُ.
وتَداءَمَتْ عليه الأُمور والأَهْوالُ والهمومُ والأَمواج، بوزن تَفاعَلَتْ، وتَدَأمَتْهُ؛ الأَخيرة مُعَدَّاةٌ بغير حرف: تراكمت عليه وتزاحمت وتَكَسَّرَ بعضُها على بعض. وتَدَأّمَهُ الماءُ: غمره، وهو تَفَعَّل؛ وأَنشد لرؤبة:

كما هَوى فِرْعَوْنُ، إذْ تَغَمْغَما،

 

تحت ظِلال المَوْجِ، إذ تَدَأّما

الأَصمعي: تَداءَمَهُ الأَمرُ مثل تَداعَمَهُ إذا تراكم عليه وتكسَّر بعضُه فوق بعض. وتَدَأّمَ الفحلُ الناقةَ أَي تَجَلَّلها. والدَّأْمُ: ما غَطَّاك من شيء. وجيش مِدْأَمٌ: يَرْكبُ كلَّ شيء. أَبو زيد: تَدَأّمْتُ الرجل تَدَؤُّماً إذا وَثَبْت عليه فركبته. أَبو عبيد: والدَّأْماء البحر، على فَعْلاء؛ قال الأَفوَهُ الأَوْديّ:

واللَّيْل كالدَّأماءِ مُسْتَشْـعِـرٌ،

 

من دونه، لَوْناً كلَوْنِ السَّدُوس

دأي

الدَّأْيُ والدُّئيُّ والدِّئيُّ: فِقَر الكاهِلِ والظَّهْرِ، وقيل: غَراضِيفُ الصَّدْرِ، وقيل: ضُلُوعه في مُلْتَقاهُ ومُلْتَقَى الجَنْب؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي ذؤيب:

لها من خِلالِ الدَّأْيَتْين أَرِيجُ

وقال ابن الأَعرابي: إنَّ الدَّأَيات أَضْلاع الكَتِف وهي ثلاث أَضلاع مِنْ هُنا وثلاث من هُنا، واحِدتُه دَأْية. الليث: الدَّأْيُ جمع الدَّأْيَةِ وهي فَقار الكاهِل في مُجْتَمَع ما بين الكَتِفَيْن من كاهِل البعير خاصّة، والجمع الدَّأَياتُ، وهي عِظامُ ما هُنالِكَ، كلُّ عَظْمٍ منها دأْية. وقال أَبو عبيدة: الدَّأَياتُ خَرَزُ العُنُق، ويقال: خَرَزُ الفَقار. وقال ابن شميل: يقال للضِّلَعَيْن اللتَيْن تَلِيانِ الواهِنَتَيْن الدَّأْيَتان، قال: والدَّئيُّ في الشَّراسيفِ هي البَوَاني الحَراني المُسْتَأْخِراتُ الأَوْساطُ من الضلوع، وهي أَرْبَع وأَرْبَع، وهُنَّ العُوجُ وهن المُسَقَّفات، وهي أَطْولُ الضّلُوعِ كُلِّها وأَتَمُّها وإليها ينتفخ الجوف. وقال أَبو زيد: لم يَعْرِفُوا، يعني العرَب، الدَّأَياتِ في العُنُقِ وعَرَفُوهُنَّ في الأَضْلاع، وهي ستُّ يَلِينَ المَنْحر، من كلِّ جانِبٍ ثلاثٌ، ويقال لِمَقادِيمِهِنّ جَوانِحُ، ويقال لِلَّتَيْن تَلِيان المَنْحَرَ ناحِرَتان؛ قال أَبو منصور:وهذا صواب؛ ومنه قول طرفة:

كأَنَّ مَجَرَّ النِّسْعِ، في دَأَياتِـهـا،

 

مَوارِدُ من خَلْقاء في ظَهْر قَرْدَدِ

وحكى ابن بري عن الأَصمعي: الدُّئيُّ، على فُعُولٍ، جمع دَأْيَةٍ لِفَقارِ العُنُق.
وابنُ دَأْيَةَ: الغُراب، سمي بذلك لأَنه يقع على دأْية البَعير الدَّبِرِ فيَنْقُرها؛ وقال الشاعر يصف الشَّيْب:

ولمَّا رأَيتُ النِّسْـرَ عَـزَّ ابـنَ دَأْيَةٍ،

 

وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ، جاشَتْ له نَفْسي

والدَّأْيَة: مُرَكَّبُ القِدْحِ من القَوْس، وهما دَأْيَتانِ مكْتَنِفَتا العَجْسِ من فوقُ وأَسْفَلَ.
ودَأَى له يَدْأَى دَأْياً ودَأْواً إذا خَتَلَه. والذِّئْبُ يَدْأَى لِلْغَزال: وهي مِشْيَةٌ شبِيهةً بالخَتْلِ. ودَأَوْتُ له: لغة في دَأَيْت.ودَأَوْتُ له: مثل أَدَيْتُ له؛ قال:

كالذِّئْب يَدْأَى للغَزالِ يَخْتِلُهْ

ودأَى الذِّئْبُ للْغَزال يَدْؤُو دَأْواً لِيأْخُذَه مثل يَأْدُو: وهو شبيه المُخاتَلَة والمُراوَغَة. والدَّأْيُ والدَّأْيَةُ من البعير:المَوْضِعُ الذي يقعُ عليه ظَلِفَة الرَّحْلِ فيَعْقِرهُ، ويُجْمَع على دَأَياتٍ، بالتحريك وجَمْعُ الدَّأْيِ دَئيٌّ مثلُ ضَأْنٍ وضَئينٍ ومَعْزٍ ومَعيزٍ؛ وقال حُمَيْد الأَرْقط:

يَعَضُّ منها الظَّـلِـفُ الـدَّئِيّا

 

عَضَّ الثُقافِ الخُرُصَ الخَطِّيَّا

دبأ

دَبَّأَ على الأَمرِ: غَطَّى؛ أَبو زيد: دَبَّأْتُ الشيءَ ودَبَّأْتُ عليه إذا غَطَّيْتَ عليه.
ورأَيت في حاشية نسخة من الصحاح: دَبَأْتُه بالعَصا دَبْأَ: ضَرَبْته.

دبب

دَبَّ النَّمْلُ وغيره من الحَيَوانِ على الأَرضِ، يَدِبُّ دَبّاً ودَبِيباً: مشى على هِينَتِه. وقال ابن دريد: دَبَّ يَدِبُّ دَبِيباً، ولم يفسره، ولا عَبَّر عنه. ودَبَبْتُ أَدِبُّ دِبَّةً خَفِيَّةً، وإنه لخَفِيُّ الدَبَّة أَي الضَرْبِ الذي هو عليه من الدَّبِيبِ. ودَبَّ الشيخُ أَي مَشَى مَشْياً رُوَيْداً.
وأَدْبَبْتُ الصَّبيَّ أَي حَمَلْتُه على الدَّبيب.
ودَبَّ الشَّرابُ في الجِسْم والإناءِ والإنْسانِ، يَدِبُّ دَبيباً: سَرى؛ ودَبَّ السُّقْمُ في الجِسْمِ، والبِلى في الثَّوْبِ، والصُّبْحُ في الغَبَشِ: كُلُّه من ذلك. ودَبَّتْ عَقارِبُه: سَرَتْ نَمائِمُه وأَذاهُ. ودَبَّ القومُ إلى العَدُوِّ دَبيباً إذا مَشَوْا على هيِنَتِهِم، لم يُسْرِعُوا. وفي الحديث: عندَه غُلَيِّمٌ يُدَبِّبُ أَي يَدْرُجُ في المَشْيِ رُوَيْداً، وكلُّ ماشٍ على الأَرض: دابَّةٌ ودَبِيبٌ.
والدَّابَة: اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان، مُمَيِّزةً وغيرَ مُمَيِّزة.
وفي التنزيل العزيز: واللّه خلق كلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ، فَمِنْهُم مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ ولمَّا كان لِما يَعقِلُ، ولما لا يَعْقِلُ، قيل: فَمِنْهُم؛ ولو كان لِما لا يَعْقِلُ، لَقِيل: فَمِنْها، أَو فَمِنْهُنَّ، ثم قال: مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه؛ وإن كان أَصْلُها لِما لا يَعْقِلُ، لأَنه لمَّا خَلَط الجَماعَةَ، فقال منهم، جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ؛ والمعنى: كلَّ نفس دَابَّةٍ. وقوله، عز وجل: ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دَابَّةٍ؛ قيل من دَابَّةٍ من الإنْسِ والجنِّ، وكُلِّ ما يَعْقِلُ؛ وقيل: إنَّما أَرادَ العُمومَ؛ يَدُلُّ على ذلِكَ قول ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كادَ الجُعَلُ يَهْلِكُ، في جُحْرِهِ، بذَنْبِ ابنِ آدمَ. ولما قال الخَوارِجُ لِقَطَرِيٍّ: اخْرُجْ إلَيْنا يا دَابَّةُ، فأَمَرَهُم بالاسْتِغْفارِ، تَلَوا الآية حُجَّة عليه. والدابَّة: التي تُرْكَبُ؛ قال: وقَدْ غَلَب هذا الاسْم على ما يُرْكَبُ مِن الدَّوابِّ، وهو يَقَعُ عَلى المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، وحَقِيقَتُه الصفَةُ. وذكر عن رُؤْبة أَنه كان يَقُول: قَرِّبْ ذلك الدَّابَّةَ، لِبِرْذَوْنٍ لهُ. ونَظِيرُه، من المَحْمُولِ عَلى المَعْنى، قولهُم: هذا شاةٌ، قال الخليل: ومثْلُه قوله تعالى: هذا رَحْمَة من رَبِّي. وتَصْغِير الدابَّة: دُوَيْبَّة، الياءُ ساكِنَةٌ، وفيها إشْمامٌ مِن الكَسْرِ، وكذلك ياءُ التَّصْغِيرِ إذا جاءَ بعدَها حرفٌ مثَقَّلٌ في كلِّ شيءٍ.
وفي الحديث: وحَمَلَها على حِمارٍ مِنْ هذه الدِّبابَةِ أَي الضِّعافِ التي تَدِبُّ في المَشي ولا تُسْرع.
ودابَّة الأَرْض: أَحَدُ أَشْراطِ السَّاعَةِ. وقوله تعالى: وإذا وَقَع القَوْلُ عَلَيْهم، أَخْرَجْنا لَهُم دَابَّةً من الأَرض؛ قال: جاءَ في التَّفْسِير أَنها تَخرُج بِتِهامَةَ، بين الصَّفَا والمَرْوَةِ؛ وجاءَ أَيضاً: أَنها تخرج ثلاثَ مرَّات، من ثَلاثة أَمكِنَةٍ، وأَنها تَنْكُت في وَجْهِ الكافِرِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وفي وجْهِ المؤْمِن نُكْتَةً بَيْضاءَ، فَتَفْشُو نُكْتَة الكافر، حتّى يَسْوَدَّ منها وجهُه أَجمعُ، وتَفْشُو نُكْتَةُ المُؤْمِن، حَتى يَبْيَضَّ منها وجْهُه أَجْمَع، فتَجْتَمِعُ الجماعة على المائِدَة، فيُعْرفُ المؤْمن من الكافر وَوَرَدَ ذكرُ دابَّةِ الأَرض في حديث أَشْراطِ الساعَة؛ قيل: إنَّها دابَّة، طولُها ستُّون ذِراعاً، ذاتُ قوائِمَ وَوَبرٍ؛ وقيل: هي مُخْتَلِفَة الخِلْقَةِ، تُشْبِهُ عِدَّةً من الحيوانات، يَنْصَدِعُ جَبَلُ الصَّفَا، فَتَخْرُج منهُ ليلَةَ جَمْعٍ، والناسُ سائِرُون إلى مِنىً؛ وقيل: من أَرْضِ الطائِفِ، ومَعَها عَصَا مُوسى، وخاتمُ سُليمانَ، علَيْهِما السلامُ، لا يُدْرِكُها طالِبٌ، ولا يُعْجزُها هارِبٌ، تَضْرِبُ المؤْمنَ بالعصا، وتكتب في وجهه: مؤْمن؛ والكافِرُ تَطْبَعُ وجْهَه بالخاتمِ، وتَكْتُبُ فيهِ: هذا كافِرٌ. ويُروى عن ابن عباس، رضي اللّه عنهما. قال: أَوَّل أَشْراطِ السَّاعَة خُروجُ الدَّابَّة، وطُلُوعُ الشَّمْسِ من مَغْرِبها. وقالوا في المَثَل: أَعْيَيْتَني مِنْ شُبٍّ إلى دُبٍّ، بالتنوين، أَي مُذْ شَبَبْتُ إلى أَن دَبَبْت على العصا. ويجوز: من شُبَّ إلى دُبَّ؛ على الحكاية، وتقول: فعلت كذا من شُبَّ إلى دُبَّ، وقولهم: أَكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ أَي أَكذب الأَحْياءِ والأَمواتِ؛ فدَبَّ: مَشَى؛ ودَرَجَ: مَاتَ وانْقَرَضَ عَقِبُه. ورجل دَبُوبٌ ودَيْبُوبٌ: نَمَّامٌ، كأَنه يَدِبُّ بالنَّمائِم بينَ القَوْمِ؛ وقيل: دَيْبوبٌ، يَجْمَعُ بينَ الرِّجالِ والنَّساءِ، فَيْعُولٌ، من الدَّبِيبِ، لأَنه يَدِبُّ بَيْنَهُم ويَسْتَخْفِي؛ وبالمعنيين فُسِّر قوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا يَدْخُلُ الجَنَّة دَيْبُوبٌ ولا قَلاَّعٌ؛ وهو كقوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا يدخُّل الجنَّة قَتَّات. ويقال: إنَّ عَقارِبَه تَدِبُّ إذا كان يَسْعى بالنَّمائِم. قال الأَزهري: أَنشدني المنذريُّ، عن ثعلب، عن ابن الأَعرابي:

لَنا عِزٌّ، ومَرْمانا قَـريبٌ،

 

ومَوْلىً لا يَدِبُّ مع القُرادِ

قال: مَرْمانا قريبٌ، هؤُلاء عَنَزةُ؛ يقول: إنْ رأَيْنا منكم ما نكره، انْتَمَيْنا إلى بني أَسَدٍ؛ وقوله يَدِبُّ مع القُرادِ: هو الرجُل يأْتي بشَنَّةٍ فيها قِرْدانٌ، فيَشُدُّها في ذَنَبِ البَعيرِ، فإذا عضَّه منها قُرادٌ نَفَر، فَنَفَرَتِ الإبِلُ، فإذا نَفَرَتْ، اسْتَلَّ منها بَعيراً. يقال لِلِّصِّ السَّلاَّلِ: هو يَدِبُّ معَ القُرادِ. وناقَةٌ دَبُوبٌ: لا تَكادُ تَمْشِي من كثرة لَحمِها، إنما تَدِبُّ، وجمعُها دُبُبٌ، والدُّبابُ مَشْيُها.
والمدبب: الجَمَل الذي يمشي دَبادِبَ.
ودُبَّة الرَّجُل: طريقُه الذي يَدِبُّ عليه.
وما بالدَّارِ دُبِّيٌّ ودِبِّيٌّ أَي ما بها أَحدٌ يَدِبُّ. قال الكسائي: هو من دَبَبْت أَي ليس فيها مَن يَدِبُّ، وكذلك: ما بها دُعْوِيٌّ ودُورِيٌّ وطُورِيٌّ، لا يُتَكَلَّم بها إلا في الجَحْد.
وأَدَبَّ البِلادَ: مَلأَها عَدْلاً، فَدَبَّ أَهلُها، لِمَا لَبِسُوه من أَمنِه، واسْتَشْعَرُوه من بَرَكَتِه ويُمْنِه؛ قال كُثَيِّر عزة:

بَلَوْهُ، فأَعْطَوْهُ المَقادةَ بَعْدَما

 

أَدَبَّ البِلادَ، سَهْلَها وجِبالَها

ومَدَبُّ السَّيْلِ ومَدِبُّه: موضع جَرْيهِ؛ وأَنشد الفارسي:

وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِـيِّ، يأْدُو

 

مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارا

يقال: تَنَحَّ عن مَدَبِّ السَّيْلِ ومَدِبِّه، ومَدَبِّ النَّمْلِ ومَدِبِّه؛ فالاسم مكسورٌ، والمصدر مفتوحٌ، وكذلك المَفْعَل من كلِّ ما كان على فَعَلَ يَفْعِل. التهذيب: والمَدِبُّ موضعُ دَبِيبِ النَّمْلِ وغيره.
والدَّبَّابة: التي تُتَخَذ للحُروبِ، يَدْخُلُ فيها الرِّجالُ، ثم تُدفَع في أَصلِ حِصْنٍ، فيَنْقُبونَ، وهم في جَوْفِها، سِمِّيَت بذلك لأَنها تُدْفع فتَدِبُّ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال: كيفَ تَصْنَعون بالحُصونِ؟ قال: نَتَّخِذُ دَبَّاباتٍ يدخُل فيها الرجالُ. الدَّبابةُ: آلةٌ تُتَّخَذُ من جُلودٍ وخَشَبٍ، يدخلُ فيها الرجالُ، ويُقَرِّبُونها من الحِصْنِ المُحاصَر ليَنْقُبُوه، وتَقِيَهُم ما يُرْمَوْنَ به من فوقِهم. والدَّبْدبُ: مَشْيُ العُجْرُوفِ من النَّمْلِ، لأَنه أَوْسَعُ النَّمْلِ خَطْواً، وأَسْرَعُها نقْلاً.
وفي التهذيب: الدَّبْدَبةُ العُجْرُوفُ من النَّمْلِ، وكلُّ سرعة في تَقارُبِ خَطْوٍ: دَبْدَبَةٌ؛ والدَّبْدَبَةُ: كلُّ صوتٍ أَشْبَهَ صوتَ وَقْعِ الحافِرِ على الأَرضِ الصُّلْبةِ؛ وقيل: الدَّبْدَبَةُ ضَربٌ من الصَّوْت؛ وأَنشد أَبو مَهْدِيٍّ:

عاثُور شَرٍّ، أَيُما عاثُـورِ،

 

دَبْدَبَة الخَيْلِ على الجُسورِ

أبو عَمْرو: دَبْدَبَ الرجلُ إذا جَلَبَ، ودَرْدَبَ إذا ضَرَبَ بالطَّبْلِ.
والدَّبْدابُ: الطَّبْلُ؛ وبه فُسِّرَ قول رؤْبة:

أَوْ ضَرْبِ ذي جَلاجِلٍ دَبْدابِ

وقول رؤبة:

إذا تَزابَى مِـشْـيَةً أَزائِبـا،

 

سَمِعْتَ، من أَصْواتِها، دَبادِبا

قال: تَزَابَى مَشَى مَشْيَةً فيها بُطْءٌ.
قال: والدَّبادِبُ صَوْت كأَنه دَبْ دَبْ، وهي حكاية الصَّوْتِ. وقال ابن الأَعرابي: الدُّبادِبُ والجُباجِبُ: الكثيرُ الصِّياح والجَلَبَة؛ وأَنشد:

إيَّاكِ أَنْ تَسْتَبدلي قَرِدَ القَـفـا.

 

حَزابِيَةً، وهَيَّباناً جُـبـاجِـبـا

أَلَفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْـنَـه

 

من الصُّوف نِكْثاً، أَو لَئيماً دُبادِبا

والدُّبَّة: الحالُ؛ ورَكِبْتُ دُبَّتَهُ ودُبَّه أَي لَزِمْت حالَه وطَريقَتَه، وعَمِلْتُ عَمَلَه؛ قال:

إنّ يَحْيَى وهُذَيلْ

 

رَكبَا دُبَّ طُفَيْلْ

وكان طُفَيْلٌ تَبّاعاً للعُرُسات من غيرِ دَعْوة. يقال: دَعْني ودُبَّتي أَي دَعني وطَريقَتي وسَجِيَّتي. ودُبَّة الرجلِ: طَريقَتُه من خَيرٍ أَو شرٍّ، بالضم. وقال ابن عباس، رضي اللّه عنهما: اتَّبعوا دُبَّة قُرَيشٍ، ولا تُفارقُوا الجماعة. الدُّبّة، بالضم: الطَّريقة والمذْهَب.
والدَّبَّةُ: الموضعُ الكثيرُ الرَّمْل؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للدَّهْر الشَّديدِ، يقال: وَقَع فلانٌ في دَبَّةٍ من الرَّمْلِ، لأَن الجَمَل، إذا وَقَع فيه، تَعِبَ. والدُّبُّ الكبِيرُ: من بَناتِ نَعْشٍ؛ وقيل: إنَّ ذلك يَقَع على الكُبرَى والصُّغْرَى، فيُقالُ لكل واحد منهما دُبٌّ، فإذا أَرادوا فصْلَها، قالوا: الدُّبُّ الأَصغر، والدُّبُّ الأَكبر.
والدُّبُّ: ضربٌ من السِّباع، عربية صحيحة، والجمع دَبابٌ ودِبَبَة، والأُنثى دُبَّة.
وأَرض مَدَبَّة: كثيرة الدِّبَبَة.
والدَّبَّة: التي يُجْعَل فيها الزَّيْت والبِزْر والدُّهن، والجمع دِبابٌ، عن سيبويه. والدَّبَّة: الكثِيبُ من الرَّمْل، بفتح الدال، والجمع دِبابٌ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنْ سُلَيْمَى، إذا ما جِئتَ طارِقها،

 

وأَخْمَدَ الليلُ نارَ المُدْلِجِ السارِي

تِرْعِيبَةٌ، في دَمٍ، أَو بَيْضَةٌ جُعِلَت

 

في دَبَّةٍ، من دِبابِ الليلِ، مِهْيارِ

قال: والدُّبَّة، بالضم: الطريق؛ قال الشاعر:

طَهَا هِذْرِيانٌ، قَلَّ تَغْميضُ عَيْنِه

 

على دُبَّةٍ مِثْلِ الخَنِيفِ المُرَعْبَلِ

والدَّبُوبُ: السَّمينُ من كلِّ شيءٍ.
والدَّبَبُ: الزَّغَب على الوجه؛ وأَنشد:

قشر النساء دَبَب العَرُوسِ

وقيل: الدَّبَبُ الشَّعَر على وجْه المرأة؛ وقال غيره: ودَبَبُ الوَجْه زَغَبُه. والدَّبَبُ والدَّبَبانُ: كثرةُ الشَّعَر والوَبرِ.
رَجُلٌ أَدَبُّ، وامرأَةٌ دبَّاءُ ودَبِبَةٌ: كثيرة الشَّعَرِ في جَبِينِها؛ وبعيرٌ أَدَبُّ أَزَبُّ. فأَما قول النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في الحديث لنسائه: لَيْتَ شِعْرِي أَيَّتُكُنَّ صاحبةُ الجَمَلِ الأَدْبَبِ، تَخْرُجُ فَتَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَبِ؟ فإنما أَراد الأَدَبَّ، فأَظْهَر التَّضْعيفَ، وأَراد الأَدَبَّ، وهو الكثير الوَبرِ؛ وقيل: الكثيرُ وَبَرِ الوجهِ، لِيُوازِن به الحَوْأَبِ. قال ابن الأَعرابي: جَمَلٌ أَدَبُّ كثيرُ الدَّبَبِ؛ وقد دَبَّ يَدَبُّ دَبَباً. وقيل: الدَّبَبُ الزَّغَبُ، وهو أَيضاً الدَّبَّةُ، على مثال حَبَّةٍ، والجمع دَبٌّ، مثل حَبٍّ، حكاه كراع، ولم يقل: الدَّبَّة الزَّغَبَةُ، بالهاءِ.
ويقال للضَّبُعِ: دَبابِ، يُريدون دبِّي، كما يقال نَزَالِ وحَذارِ.
ودُبٌّ: اسمٌ في بَني شَيْبان، وهو دُبُّ بنُ مُرَّةَ ابنُ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ، وهُمْ قوم دَرِمٍ الذي يُضْرَبُ به المثل، فيقال: أَوْدَى دَرِمٌ. وقد سُمِّيَ وَبْرةُ بنُ حَيْدانَ أَبو كلبِ بنِ وبرةَ دُبّاً.
ودبوبٌ: موضعٌ. قال ساعدَة بنُ جُؤَيَّة الهذلي:

وما ضَرَبٌ بيضاءُ، يَسْقِي دَبُوبَها

 

دُفاقٌ، فَعُرْوانُ الكَراثِ، فَضِيمُها

ودَبَّابٌ: أَرض. قال الأَزهري: وبالخَلْصَاءِ رَمْلٌ يقال له الدَّبَّاب، وبِحذائِهِ دُحْلانٌ كثيرة؛ ومنه قول الشاعر:

كأَنّ هَنْداً ثَناياها وبَهْجَـتَـهـا،

 

لمَّا الْتَقَيْنَا، لَدَى أَدْحالِ دَبَّـابِ

مَوْلِيَّةٌ أُنُفٌ، جادَ الربيعُ بـهـا

 

على أَبارِقَ، قد هَمَّتْ بإعْشابِ

التهذيب، ابن الأعرابي: الدَّيدَبون اللهو. والدَيْدَبانُ: الطَّلِيعَة وهو الشَّيِّفَةُ. قال أَبو منصور: أَصله دِيدَبان فغَيَّروا الحركة، وقالوا: دَيْدَبان، لمَّا أُعْرِب وفي الحديث: لا يدخلُ الجنَّة دَيْبُوبٌ، ولا قَلاَّعٌ؛ الدَّيْبُوبُ: هو الذي يَدِبُّ بين الرجالِ والنساءِ للجمع بينهم، وقيل: هو النَّمَّام، لقولهم فيه: إنه لَتَدِبُّ عَقَارِبُه؛ والياء فيه زائدة.

دبج

الدَّبْجُ: النَّقْشُ والتزيين، فارسي معرب.
ودَبَجَ الأَرضَ المطرُ يَدْبُجُها دَبْجاً: رَوَّضَها. والدِّيباحُ: ضَرْبٌ من الثياب، مشتق من ذلك، بالكسر والفتح، مُوَلَّدٌ، والجمع دَيابيجُ ودبابيج. قال ابن جني: قولهم دبابيج يدل على أَن أَصله دِبَّاجٌ، وأَنهم إِنما أَبدلوا الباء ياء استثقالاً لتضعيف الباء، وكذلك الدينار والقيراط، وكذلك في التَّصْغير. وفي الحَديثِ ذكْرُ الدِّيباجِ، وهي الثياب المتخذة من الابريسم، فارسي معرب، وقد تُفتح داله. وسمى ابن مسعود الحواميم ديباج القرآن. الليث: الدِّيباج أَصوب من الدَّيْباج، وكذلك قال أَبو عبيد في الدِّيباج والدِّيوان، وجمعهما دَبابِيجُ ودَواوينُ. وروي عن ابراهيم النخعي أَنه كان له طَيْلَسانٌ مُدَبَّجٌ، قالوا: هو الذي زينت أطرافه بالديباج.
وما بالدَّارِ دِبِّيجٌ، بالكسر والتشديد، أَي ما بها أَحد، وهو من ذلك، لا يستعمل إِلا في النفي؛ قال ابن جني: هو فِعِّيل من لفظ الدِّيباج ومعناه، وذلك أَن الناس هم الذين يَشُونَ الأَرضَ وبهم تَحْسُنُ وعلى أَيديهم وبعمارتهم تَجْمُلُ. الفراء عن الدهرية: ما في الدار سَفْرٌ ولا دِبِّيجٌ ولا دَبِّيجٌ، ولا دِبِّيٌّ ولا دَبِّيٌّ. قال: قال أَبو العباس: والحاء أَفصح اللغتين؛ الجوهري: وسأَلت عنه في البادية جماعة من الأَعراب فقالوا: ما في الدارِ دِبِّيٌّ، قال: وما زادوني على ذلك قال: ووجدت بخط أَبي موسى الحامض: ما في الدارِ دِبِّيجٌ مُوَقَّعٌ، بالجيم، عن ثعلب. قال أَبو منصور: والجيم في دبِّيج مبدلة من الياء في دِبِّيّ، كما قالوا صِيصِيٌّ وصِيصِجٌّ ومُرِّيٌّ ومُرِّجٌّ، ومثله كثير.
والدِّيباجَتانِ: الخدان، ويقال هما اللِّيتَانِ؛ قال ابن مقبل يصف البعير:

يَسْعَى بها بازِلٌ، دُرْمٌ مَرافِقُـه،

 

يَجْري بِديباجَتَيْه الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ

الرشح: العرق. والمرتدع: الملتطخ أَخذه من الرَّدْعِ: وهذا البيت في الصحاح:

يَخْدي بها كُلُّ مَوَّارٍ مَناكِـبُـه،

 

يَجْري بِديباجَتَيْهِ الرَّشْحُ، مُرْتَدِعُ

قال ابن بري: والمُرْتَدِعُ هنا الذي عَرِقَ عَرَقاً أَصفر، وأَصله من الردع، والردع أَثر الخَلوق، والضمير في قوله بها: يعود على امرأَة ذكرها.
والبازل من الإِبل: الذي له تسع سنين، وذلك وقت تناهي شبابه وشدة قوَّته. ورُوي فُتْلٌ مَرافِقُه؛ والفُتْلُ: التي فيها انفتال وتَباعُدٌ عن زَوْرِها، وذلك محمود فيها. ودِيباجَةُ الوجه ودِيباجُهُ: حسن بشرته؛ أَنشد ابن الأَعرابي للنجاشي:

هُمُ البِيضُ أَقْداماً ودِيباجُ أَوْجُهٍ،

 

كِرامٌ، إذا اغْبَرَّتْ وُجُوهُ الأَشائِم

ورجل مُدَبَّجٌ: قبيح الوجه والهامة والخلقة. والمُدَبَّجُ: طائر من طير الماء قبيح الهيئة. التهذيب: والمُدَبَّجُ ضرب من الهام وضرب من كير الماء، يقال له: أَغْبَرُ مُدَبَّجٌ، منتفخ الريش قبيح الهامة يكون في الماء مع النُّحَامِ.
ابن الأَعرابي: يقال للناقة إذا كانت فَتِيَّةً شابة: هي القرطاس والدِّيباج والدِّعْلِبَةُ والدِّعْبلُ والعَيْطموس.

دبح

دَبَّحَ الرجلُ: حَنَى ظهره؛ عن اللحياني.
والتَّدْبيح: تنكيس الرأْس في المشي. والتَّدْبيح في الصلاة: أَن يطأْطئ رأْسه ويرفع عجزه؛ وقيل: يبسط ظهره ويطأْطِئ رأْسه فيكون رأْسه أَشد انحطاطاً من أَليتيه؛ وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُدَبِّح الرجلُ في الركوع كما يُدَبِّحُ الحمار؛ قال أَبو عبيد: معناه يطأْطئ رأْسه في الركوع حتى يكون أَخفض من ظهره؛ ابن الأَعرابي: التَّدْبيح خَفْضُ الرأْس وتنكيسه؛ وأَنشد أَبو عمرو الشَّيْباني:

لما رَأَى هِراوَةً ذاتَ عُجَـرْ،

 

دَبَّحَ واسْتَخْفى ونادى: يا عُمَرْ،

وقال بعضهم: دَبَّح طأْطأَ رأْسه فقط، ولم يذكر هل ذلك في مَشْيٍ أَو مع رفع عَجُزٍ؛ ودَبَّح: ذلَّ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي. الأَزهري: دَبَّح الرجل ظهره إذا ثناه فارتفع وسطه كأَنه سَنام، قال الأَزهري: رواه الليث بالذال المعجمة، وهو تصحيف، والصحيح بالمهملة. ابن شميل: رملة مُدَبِّحة أَي حَدْباء، ورمالٌ مَدابِحُ.
ابن الأَعرابي: ما بالدار دِبِّيحٌ ولا دِبِّيجٌ، بالحاء والجيم، والحاء أَفصحهما؛ ورواه أَبو عبيد: ما بالدار دِبِّيج، بالجيم، قال الأَزهري: معناه من يَدِبّ؛ وقيل: دِبِّيحٌ معناه ما بها من يُدَبِّح.
وقال أَبو عدنان: التَّدْبيح تَدْبيحُ الصبيان إذا لعبوا، وهو أَن يُطَأْمِنَ أَحدُهم ظهره ليجيء الآخر يَعْدُو من بعيد حتى يركبه.
والتَّدْبيحُ: التطأْطؤ؛ يقال: دَبّح لي حتى أَركبك. والتَّدْبيح أَيضاً: تَدْبيحُ الكَمْأَةِ وهو أَن تنفتح عنها الأَرضُ ولا تَصْلَع أَي لا تظهر.
الغَنَوِيُّ: دَبَّح الحمار إذا ركب وهو يشتكي ظهره من دَبَرِه، فَيُرْخِي قوائمَه ويُطَأْمِنُ ظهره وعَجُزَه من الأَلم.

دبخ

دَبَّخَ الرجلُ تَدْبيخاً إذا قَبَّبَ ظهره وطأْطأَ رأْسه؛ بالخاء والحاء جميعاً؛ عن أَبي عمرو وابن الأَعرابي.

دبخس

الدُّبَّخْسُ: الضخم: مثل به سيبويه وفسره السيرافي.

دبر

الدُّبُرُ والدُّبْرُ: نقيض القُبُل. ودُبُرُ كل شيء: عَقِبُه ومُؤخَّرُه؛ وجمعهما أَدْبارٌ. ودُبُرُ كلِّ شيء: خلاف قُبُلِه في كل شيء ما خلا قولهم جعل فلان قولك دبر أُذنه أَي خلف أُذنه. الجوهري: الدُّبْرُ والدُّبُرُ خلاف القُبُل، ودُبُرُ الشهر: آخره، على المثل؛ يقال: جئتك دُبُرَ الشهر وفي دُبُرِه وعلى دُبُرِه، والجمع من كل ذلك أَدبار؛ يقال: جئتك أَدْبار الشهر وفي أَدْباره. والأَدْبار لذوات الحوافر والظِّلْفِ والمِخْلَبِ: ما يَجْمَعُ الاسْتَ والحَياءَ، وخص بعضهم به ذوات الخُفِّ، والحياءُ من كل ذلك وحده دُبُرٌ. ودُبُرُ البيت: مؤخره وزاويته.
وإِدبارُ النجوم: تواليها، وأَدبارُها: أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب آخر الليل؛ هذه حكاية أَهل اللغة؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا لأَن الأَدْبارَ لا يكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر، والأَدْبارُ أَسماء.
وأَدبار السجود وإِدباره. أَواخر الصلوات، وقد قرئ: وأَدبار وإِدبار، فمن قرأَ وأَدبار فمن باب خلف ووراء، ومن قرأَ وإِدبار فمن باب خفوق النجم. قال ثعلب في قوله تعالى: وإِدبار النجوم وأَدبار السجود؛ قال الكسائي: إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحَر، وأَدبار السجود لأَن مع كل سجدة إدباراً؛ التهذيب: من قرأَ وأَدبار السجود، بفتح الأَلف، جمع على دُبُرٍ وأَدبار، وهما الركعتان بعد المغرب، روي ذلك عن علي بن أَبي طالب، كرّم الله وجهه، قال: وأَما قوله وإِدبار النجوم في سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر، قال: ويكسران جميعاً وينصبان؛ جائزان. ودَبَرَهُ يَدْبُرُه دُبُوراً: تبعه من ورائه.
ودابِرُ الشيء: آخره. الشَّيْبانِيُّ. الدَّابِرَةُ آخر الرمل. وقطع الله دابِرَهم أَي آخر من بقي منهم. وفي التنزيل: فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظلموا؛ أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم؛ ودَابِرَةُ الشيء: كَدَابِرِه. وقال الله تعالى في موضع آخر: وقَضَيْنا إِليه ذلك الأَمْرَ أَن دَابِرَ هؤلاء مقطوع مُصْبِحِين. قولُهم: قطع الله دابره؛ قال الأَصمعي وغيره: الدابر الأَصل أَي أَذهب الله أَصله؛ وأَنشد لِوَعْلَةَ:

فِدىً لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي،

 

غَداةَ الكُلابِ، إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ

أَي يقتل القوم فتذهب أُصولهم ولا يبقى لهم أَثر. وقال ابن بُزُرْجٍ: دَابِرُ الأَمر آخره، وهو على هذا كأَنه يدعو عليه بانقطاع العَقِبِ حتى لا يبقى أَحد يخلفه. الجوهري: ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخره؛ قال الكميت:

أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ

 

على دُبُرٍ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ

وفي حديث الدعاء: وابْعَثْ عليهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ؛ أَي جميعهم حتى لا يبقى منهم أَحد. ودابِرُ القوم: آخِرُ من يبقى منهم ويجيء في آخرهم. وفي الحديث: أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازياً ي دابِرَتِه؛ أَي من يبقى بعده. وفي حديث عمر: كنت أَرجو أَن يعيش رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، حتى يَدْبُرَنا أَي يَخْلُفَنا بعد موتنا. يقال: دَبَرْتُ الرجلَ إذا بقيت بعده. وعَقِبُ الرجل: دَابِرُه.
والدُّبُرُ والدُّبْرُ: الظهر. وقوله تعالى: سَيُهْزَمُ الجمع ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ؛ جعله للجماعة، كما قال تعالى: لا يَرْتَدُّ إِليهم طَرْفُهُمْ؛ قال الفرّاء: كان هذا يومَ بدر وقال الدُّبُرَ فوَحَّدَ ولم يقل الأَدْبارَ، وكلٌّ جائز صوابٌ، تقول: ضربنا منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأْس، كما تقول: فلان كثير الدينار والدرهم؛ وقال ابن مقبل:

الكاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ

ودابِرَةُ الحافر: مُؤَخَّرُه، وقيل: هي التي تلي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ، وجمعها الدوابر. الجوهري: دَابِرَة الحافر ما حاذى موضع الرسغ، ودابرة الإِنسان عُرْقُوبه؛ قال وعلة: إِذ تحز الدوابر. ابن الأَعرابي:الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ، والدابرة الهزيمة.
والدَّبْرَةُ، بالإِسكان والتحريك: الهزيمة في القتال، وهو اسم من الإِدْبار. ويقال: جعل الله عليهم الدَّبْرَةَ، أَي الهزيمة، وجعل لهم الدَّبْرَةَ على فلان أَي الظَّفَر والنُّصْرَةَ. وقال أَبو جهل لابن مسعود يوم بدر وهو مُثْبَتٌ جَريح صَرِيعٌ: لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ فقال: لله ولرسوله يا عدوّ الله؛ قوله لمن الدبرة أَي لمن الدولة والظفر، وتفتح الباء وتسكن؛ ويقال: عَلَى مَنِ الدَّبْرَةُ أَيضاً أَي الهزيمة.
والدَّابِرَةُ: ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة في الصِّرَاعِ. والدَّابِرَةُ: صِيصِيَةُ الدِّيك. ابن سيده: دَابِرَةُ الطائر الأُصْبُعُ التي من وراء رجله وبها يَضْرِبُ البَازِي، وهي للديك أَسفل من الصِّيصِيَةِ يطأُ بها.
وجاء دَبَرِيّاً أَي أَخِيراً. وفلان لا يصلي الصلاة إِلاَّ دَبَرِيّاً، بالفتح، أَي في آخر وقتها؛ وفي المحكم: أَي أَخيراً؛ رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي، قال: والمُحَدِّثُون يقولون دُبُرِيّاً، بالضم، أَي في آخر وقتها؛ وقال أَبو الهيثم: دَبْرِيّاً، بفتح الدال وإِسكان الباء. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة:رجلٌ أَتى الصلاةَ دِباراً، رجل اعْتَبَدَ مُحرَّراً، ورجلٌ أَمَّ قوماً هم له كارهون؛ قال الإِفْرِيقيُّ راوي هذا الحديث: معنى قوله دباراً أَي بعدما يفوت الوقت. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن للمنافقين علامات يُعرفون بها: تَحِيَّتُهم لَعْنَةٌ، وطعامهم نُهْبَةٌ، لا يَقْرَبُون المساجد إِلا هَجْراً، ولا يأْتون الصلاة إِلا دَبْراً، مستكبرين لا يأْلَفُون ولا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بالليل، صُخُبٌ بالنهار؛ قال ابن الأَعرابي: قوله دباراً في الحديث الأَوَّل جمع دَبْرٍ ودَبَرٍ، وهو آخر أَوقات الشيء الصلاة وغيرها؛ قال: ومنه الحديث الآخر لا يأْتي الصلاة إِلا دبْراً، يروى بالضم والفتح، وهو منصوب على الظرف؛ وفي حديث آخر: لا يأْتي الصلاة إِلا دَبَرِيّاً، بفتح الباء وسكونها، وهو منسوب إِلى الدَّبْرِ آخر الشيء، وفتح الباء من تغييرات النسب، ونصبه على الحال من فاعل يأْتي، قال: والعرب تقول العِلم قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيِّ؛ قال أَبو العباس: معناه أَن العالم المتقن يجيبك سريعاً والمتخلف يقول لي فيها نظر. ابن سيده: تبعت صاحبي دَبَرِيّاً إذا كنت معه فتخلفت عنه ثم تبعته وأَنت تحذر أَن يفوتك.
ودَبَرَهُ يَدْبِرُه ويَدْبُرُه: تَلا دُبُرَه. والدَّابِرُ: التابع. وجاء يَدْبُرُهم أَي يَتْبَعُهُمْ، وهو من ذلك. وأَدْبَرَ إِدْباراً ودُبْراً: ولَّى؛ عن كراع. والصحيح أَن الإِدْبارَ المصدر والدُّبْر الاسم.
وأَدْبَرَ أَمْرُ القوم: ولَّى لِفَسادٍ. وقول الله تعالى: ثم ولَّيتم مدبرين؛ هذا حال مؤكدة لأَنه قد علم أَن مع كل تولية إِدباراً فقال مدبرين مؤكداً؛ ومثله قول ابن دارة:

أَنا ابْنُ دَارَةَ مَعروفاً لها نسَبـي،

 

وهَلْ بدارَةَ، با لَلنَّاسِ، من عارِ؟

قال ابن سيده: كذا أَنشده ابن جني لها نسبي وقال لها يعني النسبة، قال:روايتي له نسبي.
والمَدْبَرَةُ: الإِدْبارُ؛ أَنشد ثعلب:

هذا يُصادِيكَ إِقْبالاً بِمَدْبَرَةٍ؛

 

وذا يُنادِيكَ إِدْباراً بِإِدْبـارِ

ودَبَرَ بالشيء: ذهب به. ودَبَرَ الرجلُ: ولَّى وشَيَّخَ؛ ومنه قوله تعالى: والليل إذا دَبَرَ؛ أَي تبع النهارَ قَبْلَه، وقرأَ ابن عباس ومجاهد: والليل إِذ أَدْبَرَ، وقرأَها كثير من الناس: والليل إذا دَبَرَ، وقال الفراء: هما لغتان: دَبَرَ النهار وأَدْبَرَ، ودَبَرَ الصَّيْفُ وأَدْبَرَ، وكذلك قَبَلَ وأَقْبَلَ، فإِذا قالوا أَقبل الراكب أَو أَدبر لم يقولوا إِلا بالأَلف، قال: وإِنهما عندي في المعنى لَواحدٌ لا أُبْعِدُ اين يأْتي في الرجال ما أَتى في الأَزمنة، وقيل: معنى قوله: والليل إذا دَبَرَ، جاء بعد النهار، كما تقول خَلَفَ. يقال: دَبَرَنِي فلان وخَلَفَنِي أَي جاء بعدي، ومن قرأَ: والليل إذا أَدْبَرَ؛ فمعناه ولَّى ليذهب.
ودَابِرُ العَيْشِ: آخره؛ قال مَعْقِلُ ابنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ:

وما عَرَّيْتُ ذا الحَيَّاتِ، إِلاَّ

 

لأَقْطَعَ دَابِرَ العَيْشِ الحُبَابِ

وذا الحيات: اسم سيفه. ودابر العيش: آخره؛ يقول: ما عريته إِلا لأَقتلك.
ودَبَرَ النهار وأَدْبَرَ: ذهب. وأَمْسِ الدَّابِرُ:الذاهب؛ وقالوا: مضى أَمْسِ الدَّابِرُ وأَمْسِ الْمُدْبِرُ، وهذا من التطوّع المُشامِّ للتأْكيد لأَن اليوم إذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنه دَبَرَ، لكنه أَكده بقوله الدابر كما بينا؛ قال الشاعر:

وأَبِي الذي تَرَكَ الملوكَ وجَمْعَهُمْ

 

بِصُهَابَ هامِدَةً، كأَمْسِ الدَّابِـرِ

وقال صَخْرُ بن عمرو الثَّرِيد السُّلَمِي:

ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُنـاءَ ومَـوْحَـداً،

 

وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ

ويروى المُدْبِرِ. قال ابن بري: والصحيح في إِنشاده مثل أَمس المدبر؛ قال: وكذلك أَنشده أَبو عبيدة في مقاتل الفرسان؛ وأَنشد قبله:

ولقد دَفَعْتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْـنَةً

 

نَجْلاءَ تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَرِ

تُزْغِلُ: تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً. والعَطُّ: الشَّقُّ.
والنجلاء: الواسعة. ويقال: هيهات، ذهب فلان كما ذهب أَمْسِ الدابِرُ، وهو الماضي لا يرجع أَبداً. ورجل خاسِرٌ دابِرٌ إتباع، وسيأْتي خاسِرٌ دابِرٌ، ويقال خاسِرٌ دامِرٌ، على البدل، وإِن لم يلزم أَن يكون بدلاً.
واسْتَدْبَرَهُ: أَتاه من ورائه؛ وقول الأَعشى يصف الخمر أَنشده أَبو عبيدة:

تَمَزَّزْتُها غَيْرَ مُـسْـتَـدْبِـرٍ،

 

على الشُّرْبِ، أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ

قال: قوله غير مستدبر فُسِّرَ غير مستأْثر، وإِنما قيل للمستأْثر مستدبر لأَنه إذا استأْثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم لأَنه يشربها دونهم ويولي عنهم. والدَّابِرُ من القداح: خلاف القَابِلِ، وصاحبه مُدَابِرٌ؛ قال صَخْر الغَيّ الهُذَلِيُّ يصف ماء ورده:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ،

 

خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

المُدابِرُ: المقمور في الميسر، وقيل: هو الذي قُمِرَ مرة بعد فَيُعَاوِدُ لِيَقْمُرَ؛ وقال الأَصمعي: المدابر المُوَلِّي المُعْرِض عن صاحبه؛ وقال أَبو عبيد: المدابر الذي يضرب بالقداح. ودَابَرْتُ فلاناً: عاديته. وقولهم: ما يَعْرِفُ قَبيلَهُ من دَبِيرِه، وفلان ما يَدْرِي قَبِيلاً من دَبِيرٍ؛ المعنى ما يدري شيئاً. وقال الليث: القَبِيلُ فَتْلُ القُطْنِ، والدَّبِيرُ: فَتْلُ الكَتَّانِ والصُّوف. ويقال: القَبِيلُ ما وَلِيَكَ والدَّبِيرُ ما خالفك. ابن الأَعرابي: أَدْبَرَ الرجلُ إذا عَرَفَ دَبِيره من قَبيله. قال الأَصمعي: القَبيل ما أَقبل من الفاتل إِلى حِقْوِه، والدَّبِيرُ ما أَدبر به الفاتل إِلى ركبته. وقال المفضل: القبيل فَوْزُ القِدح في القِمَارِ، والدَّبِيرُ خَيْبَةُ القِدْحِ. وقال الشيباني:القَبيل طاعة الرب والدَّبير معصيته. الصحاح: الدَّبير ما أَدبرتْ به المرأَة من غَزْلها حين تَفْتِلُه. قال يعقوب: القَبيلُ ما أَقْبلتَ به إِلى صدرك، والدَّبير ما أَدبرتَ به عن صدرك. يقال: فلان ما يعرف قَبيلاً من دَبير، وسنذكر من ذلك أَشياء في ترجمةِ قَبَلَ، إِن شاء الله تعالى. والدِّبْرَةُ: خِلافُ القِبْلَة؛ يقال: فلان ما له قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إذا لم يهتد لجهة أَمره، وليس لهذا الأَمر قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إذا لم يعرف وجهه؛ ويقال: قبح الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ. وأَدْبَرَ الرجلَ: جعله وراءه. ودَبَرَ السَّهْمُ أَي خرج من الهَدَفِ. وفي المحكم:دَبَرَ السهمُ الهَدَفَ يَدْبُرُه دَبْراً ودُبُوراً جاوزه وسقط وراءه.
والدَّابِرُ من السهام: الذي يخرج من الهَدَفِ. ابن الأَعرابي: دَبَرَ ردَّ، ودَبَرَ تأَخر، وأَدْبَرَ إذا انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذن الناقة إذا نُحِرَتْ إِلى ناحية القَفَا، وأَقْبَلَ إذا صارت هذه الفَتْلَةُ إِلى ناحية الوجه.
والدَّبَرَانُ: نجم بين الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ ويقال له التَّابِعُ والتُّوَيْبِعُ، وهو من منازل القمر، سُمِّيَ دَبَرَاناً لأَنه يَدْبُرُ الثريا أَي يَتْبَعُها. ابن سيده: الدَّبَرانُ نجم يَدْبُرُ الثريا، لزمته الأَلف واللام لأَنهم جعلوه الشيء بعينه. قال سيبويه: فإِن قيل: أَيقال لكل شيء صار خلف شيء دَبَرانٌ؟ فإِنك قائل له: لا، ولكن هذا بمنزلة العدْل والعَدِيلِ، وهذا الضرب كثير أَو معتاد. الجوهري: الدَّبَرانُ خمسة كواكب من الثَّوْرِ يقال إِنه سَنَامُه، وهو من منازل القمر.
وجعلتُ الكلامَ دَبْرَ أُذني وكلامَه دَبْرَ أُذني أَي خَلْفِي لم أَعْبَأْ به، وتَصَامَمْتُ عنه وأَغضيت عنه ولم أَلتفت إِليه، قال:

يَدَاها كأَوْبِ الماتِحِينَ إذا مَشَتْ،

 

ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْنِ طَرُوحُ

وقالوا: إذا رأَيت الثريا تُدْبِرُ فَشَهْر نَتَاج وشَهْر مَطَر، أَي إذا بدأَت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر ووقت نَتاج الإِبل، وإِذا رأَيت الشِّعْرَى تُقْبِلُ فمَجْدُ فَتىً ومَجْدُ حَمْلٍ، أَي إذا رأَيت الشعرى مع المغرب فذلك صَمِيمُ القُرِّ، فلا يصبر على القِرَى وفعل الخير في ذلك الوقت غير الفتى الكريم الماجد الحرّ، وقوله: ومجد حمل أَي لا يحمل فيه الثِّقْلَ إِلا الجَمَلُ الشديد لأَن الجمال تُهْزَلُ في ذلك الوقت وتقل المراعي.
والدَّبُورُ: ريح تأْتي من دُبُرِ الكعبة مما يذهب نحو المشرق، وقيل: هي التي تأْتي من خلفك إذا وقفت في القبلة. التهذيب: والدَّبُور بالفتح، الريح التي تقابل الصَّبَا والقَبُولَ، وهي ريح تَهُبُّ من نحو المغرب، والصبا تقابلها من ناحية المشرق؛ قال ابن الأَثير: وقول من قال سميت به لأَنها تأْتي من دُبُرِ الكعبة ليس بشيء. ودَبَرَتِ الريحُ أَي تحوّلت دَبُوراً؛ وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطائر إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ من التذكرة، يكون اسماً وصفة، فمن الصفة قول الأَعشى:

لها زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَـصـا

 

د، صادَفَ باللَّيْلِ رِيحاً دَبُورا

ومن الاسم قوله أَنشده سيبويه لرجل من باهلة:

رِيحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ، وتارَةً

 

رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائبُ التَّهْتانِ

قال: وكونها صفة أَكثر، والجمع دُبُرٌ ودَبائِرُ، وقد دَبَرَتْ تَدْبُرُ دُبُوراً. ودُبِرَ القومُ، على ما لم يسمَّ فاعله، فهم مَدْبُورُون:أَصابتهم ريح الدَّبُور؛ وأَدْبَرُوا: دخلوا في الدَّبور، وكذلك سائر الرياح. وفي الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نُصِرْتُ بالصَّبَا وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ. ورجل أُدابِرٌ: للذي يقطع رحمه مثل أُباتِرٍ. وفي حديث أَبي هريرة: إذا زَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وحَلَّيْتُمْ مَصاحِفَكُمْ فالدَّبارُ عليكم، بالفتح، أَي الهلاك. ورجل أُدابِرٌ: لا يقبل قول أَحد ولا يَلْوِي على شيء. قال السيرافي: وحكى سيبويه أُدابِراً في الأَسماء ولم يفسره أَحد على أَنه اسم، لكنه قد قرنه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ، وهما موضعان، فعسى أَن يكون أُدابِرٌ موضعاً. قال الأَزهري: ورجل أُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَهُ فيقطعها، ورجل أُخايِلٌ وهو المُخْتالُ.
وأُذن مُدابَرَةٌ: قطعت من خلفها وشقت. وناقة مُدابَرَة: شُقت من قِبَلِ قَفاها، وقيل: هو أَن يَقْرِضَ منها قَرْضَةً من جانبها مما يلي قفاها، وكذلك الشاة. وناقة ذات إِقْبالَةٍ وإِدْبارة إذا شُقَّ مُقَدَّمُ أُذنها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأَنها زَنَمَةٌ؛ وذكر الأَزهري ذلك في الشاة أَيضاً.
والإِدْبارُ: نقيضُ الإِقْبال؛ والاسْتِدْبارُ: خلافُ الاستقبال. ورجل مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: مَحْضٌ من أَبويه كريم الطرفين. وفلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ أَي كريم أَوَّل مَجْدِهِ وآخِرِه؛ قال الأَصمعي: وذلك من الإِقْبالة والإِدْبارَة، وهو شق في الأُذن ثم يفتل ذلك، فإِذا أُقْبِلَ به فهو الإِقْبالَةُ، وإِذا أُدْبِرَ به فهو الإِدْبارة، والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ من الأُذن هي الإِقبالة والإِدبارة كأَنها زَنَمَةٌ، والشاة مُدابَرَةٌ ومُقابَلَةٌ، وقد أَدْبَرْتُها وقابَلْتُها. وناقة ذات إِقبالة وإِدبارة وناقة مُقابَلَة مُدابَرَةٌ أَي كريمة الطرفين من قِبَل أَبيها وأُمها.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى أَن يُضَحَّى بمقابَلَةٍ أَو مُدابَرَةٍ؛ قال الأَصمعي: المقابلة أَن يقطع من طرف أُذنها شيء ثم يترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمَةٌ؛ ويقال لمثل ذلك من الإِبل:المُزَنَّمُ، ويسمى ذلك المُعَلَّقُ الرَّعْلَ. والمُدابَرَةُ: أَن يفعل ذلك بمؤخر الأُذن من الشاة؛ قال الأَصمعي: وكذلك إِن بان ذلك من الأُذن فهي مُقابَلَةٌ ومُدابَرَةٌ بعد أَن كان قطع. والمُدَابَرُ من المنازل: خلافُ المُقابَلِ. وتَدابَرَ القوم: تَعادَوْا وتَقاطَعُوا، وقيل: لا يكون ذلك إِلا في بني الأَب. وفي الحديث: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تَدَابَرُوا ولا تَقاطَعُوا؛ قال أَبو عبيد: التَّدَابُرُ المُصارَمَةُ والهِجْرانُ، مأْخوذ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحِبَه دُبُرَه وقفاه ويُعْرِضَ عنه بوجهه ويَهْجُرَه؛ وأَنشد:

أَأَوْصَى أَبو قَيْسٍ بأَن تَتَواصَلُوا،وأَوْصَى أَبو كُمْ، ويْحَكُمْ، أَن تَدَابَرُوا؟

ودَبَرَ القومُ يَدْبُرُونَ دِباراً: هلكوا. وأَدْبَرُوا إذا وَلَّى أَمرُهم إِلى آخره فلم يبق منهم باقية.
ويقال: عليه الدَّبارُ أَي العَفَاءُ إذا دعوا عليه بأَن يَدْبُرَ فلا يرجع؛ ومثله: عليه العفاء أَي الدُّرُوس والهلاك. وقال الأَصمعي:الدَّبارُ الهلاك، بالفتح، مثل الدَّمار.
والدَّبْرَة: نقيضُ الدَّوْلَة، فالدَّوْلَةُ في الخير والدَّبْرَةُ في الشر. يقال: جعل الله عليه الدَّبْرَة، قال ابن سيده: وهذا أَحسن ما رأَيته في شرح الدَّبْرَة؛ وقيل: الدَّبْرَةُ العاقبة.
ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّره: نظر في عاقبته، واسْتَدْبَرَه: رأَى في عاقبته ما لم ير في صدره؛ وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَي بأَخَرَةٍ؛ قال جرير:

ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتى يُصِيبَكُمْ،

 

ولا تَعْرِفُونَ الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا

والتَّدْبِيرُ في الأَمر: أَن تنظر إِلى ما تَؤُول إِليه عاقبته، والتَّدَبُّر: التفكر فيه. وفلان ما يَدْرِي قِبَالَ الأَمْرِ من دِباره أَي أَوَّله من آخره. ويقال: إِن فلاناً لو استقبل من أَمره ما استدبره لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه أَي لو علم في بَدْءِ أَمره ما علمه في آخره لاسْتَرْشَدَ لأَمره. وقال أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ لبنيه: يا بَنِيَّ لا تَتَدَبَّرُوا أَعجاز أُمور قد وَلَّتْ صُدُورُها. والتَّدْبِيرُ: أَن يَتَدَبَّرَ الرجلُ أَمره ويُدَبِّرَه أَي ينظر في عواقبه. والتَّدْبِيرُ: أَن يُعتق الرجل عبده عن دُبُرٍ، وهو أَن يعتق بعد موته، فيقول: أَنت حر بعد موتي، وهو مُدَبَّرٌ؛ وفي الحديث: إِن فلاناً أَعتق غلاماً له عن دُبُرٍ؛ أَي بعد موته. ودَبَّرْتُ العبدَ إذا عَلَّقْتَ عتقه بموتك، وهو التدبير أَي أَنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت. ودَبَّرَ العبد: أَعتقه بعد الموت. ودَبَّرَ الحديثَ عنه: رواه. ويقال: دَبَّرْتُ الحديث عن فلان حَدَّثْتُ به عنه بعد موته، وهو يُدَبِّرُ حديث فلان أَي يرويه. ودَبَّرْتُ الحديث أَي حدّثت به عن غيري. قال شمر: دبَّرْتُ الحديث ليس بمعروف؛ قال الأَزهري: وقد جاء في الحديث: أَمَا سَمِعْتَهُ من معاذ يُدَبِّرُه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ أَي يحدّث به عنه؛ وقال: إِنما هو يُذَبِّرُه، بالذال المعجمة والباء، أَي يُتْقِنُه؛ وقال الزجاج: الذِّبْر القراءةُ، وأَما أَبو عبيد فإِن أَصحابه رووا عنه يُدَبِّرُه كما ترى، وروى الأَزهري بسنده إِلى سَلاَّمِ بن مِسْكِينٍ قال: سمعت قتادة يحدّث عن فلان، يرويه عن أَبي الدرداء، يُدَبِّرُه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ما شَرَقَتْ شمسٌ قَطُّ إِلا بِجَنْبَيْها ملكان يُنادِيانِ أَنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس، أَلا هَلُمُّوا إِلى ربكم فإِنَّ ما قَلَّ وكفَى خَيْرٌ مما كَثُرَ وأَلْهَى، اللهم عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً وعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً.
ابن سيده: ودَبَرَ الكتابَ يَدْبُرُه دَبْراً كتبه؛ عن كراع، قال:والمعروف ذَبَرَه ولم يقل دَبَره إِلا هو.
والرَّأْيُ الدَّبَرِيُّ: الذي يُمْعَنُ النَّظَرُ فيه، وكذلك الجوابُ الدَّبَرِيُّ؛ يقال: شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ وهو الذي يَسْنَحُ أَخيراً عند فوت الحاجة، أَي شره إذا أَدْبَرَ الأَمْرُ وفات.
والدَّبَرَةُ، بالتحريك: قَرْحَةُ الدابة والبعير، والجمع دَبَرٌ وأَدْبارٌ مثل شَجَرَةٍ وشَجَرٍ وأَشجار. ودَبِرَ البعيرُ، بالكسر، يَدْبَرُ دَبَراً، فهو دَبِرٌ وأَدْبَرُ، والأُنثى دَبِرَةٌ ودَبْراءُ، وإِبل دَبْرَى وقد أَدْبَرَها الحِمْلُ والقَتَبُ، وأَدْبَرْتُ البعير فَدَبِرَ؛ وأَدْبَرَ الرجلُ إذا دَبِرَ بعيره، وأَنْقَبَ إذا حَفِيَ خُفُّ بعيره. وفي حديث ابن عباس: كانوا يقولون في الجاهلية إذا بَرَأَ الدَّبَرُ وعفا الأَثَرُ؛ الدبر، بالتحريك: الجرح الذي يكون في ظهر الدابة، وقيل: هو أَن يَقْرَحَ خف البعير، وفي حديث عمر: قال لامرأَة أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ أَي دَبِرَ بعيرك وحَفِيَ. وفي حديث قيس بن عاصم: إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرْعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي التي أَدْبَرَ خَيْرُها.
والأَدْبَرُ: لقب حُجْرِ بن عَدِيٍّ نُبِزَ به لأَن السلاح أَدْبَرَ ظهره، وقيل: سمي به لأَنه طُعِنَ مُوَلِّياً؛ ودُبَيْرٌ الأَسَدِيُّ: منه كأَنه تصغير أَدْبَرَ مرخماً.
والدَّبْرَةُ: الساقية بين المزارع، وقيل: هي المَشَارَةُ في المَزْرَعَةِ، وهي بالفارسية كُرْدَه، وجمعها دَبْرٌ ودِبارٌ؛ قال بشر بن أَبي خازم:

تَحَدَّرَ ماءُ البِئْرِ عن جُـرَشِـيَّةٍ،

 

على جِرْبَةٍ، يَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها

وقيل: الدِّبارُ الكُرْدُ من المزرعة، واحدتها دِبارَةٌ. والدَّبْرَةُ:الكُرْدَةُ من المزرعة، والجمع الدِّبارُ. والدِّباراتُ: الأَنهار الصغار التي تتفجر في أَرض الزرع، واحدتها دَبْرَةٌ؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف كيف هذا إِلا أَن يكون جمع دَبْرَة على دِبارٍ أُلحقت الهاء للجمع، كما قالوا الفِحَالَةُ ثم جُمِعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامة. وقال أَبو حنيفة:الدَّبْرَة البقعة من الأَرض تزرع، والجمع دِبارٌ. والدَّبْرُ والدِّبْرُ: المال الكثير الذي لا يحصى كثرة، واحده وجمعه سواء؛ يقال: مالٌ دَبْرٌ ومالان دَبْرٌ وأَموال دَبْرٌ. قال ابن سيده: هذا الأَعرف، قال: وقد كُسِّرَ على دُبُورٍ، ومثله مال دَثْرٌ. الفرّاء:الدَّبْرُ والدِّبْرُ الكثير من الضَّيْعَة والمال، يقال: رجل كثير الدَّبْرِ إذا كان فاشِيَ الضيعة، ورجل ذو دَبْرٍ كثير الضيعة والمال؛ حكاه أَبو عبيد عن أَبي زيد. والمَدْبُور: المجروح. والمَدْبُور: الكثير المال.
والدَّبْرُ، بالفتح: النحل والزنابير، وقيل: هو من النحل ما لا يَأْرِي، ولا واحد لها، وقيل: واحدته دَبْرَةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وهَبْتُهُ من وَثَبَى فَـمِـطْـرَهْ

 

مَصْرُورَةِ الحَقْوَيْنِ مِثْلِ الدَّبْرَهْ

وجمعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ ودُبُورٌ؛ قال زيد الخيل:

بِأَبْيَضَ من أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ،

 

وأَرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ

أَراد: شاره من النحل؛ وفي الصحاح قال لبيد:

بأَشهب من أَبكار مزن سحابة،

 

وأَري دبور شاره النحلَ عاسل

قال ابن بري يصف خمراً مزجت بماء أَبيض، وهو الأَشهب. وأَبكار: جمع بِكْرٍ. والمزن: السحاب الأَبيض، الواحدة مُزْنَةٌ. والأَرْيُ: العسل.
وشارَهُ: جناه، والنحل منصوب بإِسقاط من أَي جناه من النحل عاسل؛ وقبله:

عَتِيق سُلافاتٍ سِبَتْها سَفِينَةٌ،

 

يَكُرُّ عليها بالمِزاجِ النَّياطِلُ

والنياطل: مكاييل الخمر. قال ابن سيده: ويجوز أَن يكون الدُّبُورُ جمع دَبْرَةٍ كصخرة وصخور، ومَأْنة ومُؤُونٍ. والدَّبُورُ، بفتح الدال: النحل، لا واحد لها من لفظها، ويقال للزنابير أَيضاً دَبْرٌ.
وحَمِيُّ الدَّبْرِ: عاصم بن ثابت بن أَبي الأَفلح الأَنصاري من أَصحاب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُصيب يوم أُحد فمنعت النحل الكفار منه، وذلك أَن المشركين لما قتلوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به فسلط الله عز وجل عليهم الزنابير الكبار تَأْبِرُ الدَّارِعَ فارتدعوا عنه حتى أَخذه المسلمون فدفنوه. وقال أَبو حنيفة: الدِّبْرُ النحل، بالكسر، كالدَّبْرِ؛ وقول أَبي ذؤيب:

بَأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفهـا،

 

وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْنِ، فهْي خَلُوجُ

عنى شُعْبَةً فيها دَبِرٌ، ويروي: وقد وَلَهَتْ. والدَّبْرُ والدِّبْرُ أَيضاً: أَولاد الجراد؛ عنه. وروى الأَزهري بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: الخَافِقَانِ ما بين مطلع الشمس إِلى مغربها. والدَّبْرُ:الزنابير؛ قال: ومن قال النحل فقد أَخطأَ؛ وأَنشد لامرأَة قالت لزوجها:

إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَخْشَ لَسْعَها،

 

وخالَفَها في بَيْتِ نَوْبٍ عَوامِلُ

شبه خروجها ودخولها بالنوائب. قال الأَصمعي: الجماعة من النحل يقال لها الثَّوْلُ، قال: وهو الدَّبْرُ والخَشْرَمُ، ولا واحد لشيء من هذا؟ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب لا ما قال مصعب. وفي الحديث: فأَرسل الله عليهم الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ؛ هو بسكون الباء النحل، وقيل: الزنابير. والظلة:السحاب. وفي حديث بعض النساء جاءت إِلى أُمها وهي صغيرة تبكي فقالت لها: ما لَكِ؟ فقالت: مرت بي دُبَيْرَةٌ فَلَسَعَتْنِي بأُبَيْرَةٍ؛ هو تصغير الدَّبْرَةِ النحلة. والدَّبْرُ: رُقادُ كل ساعة، وهو نحو التَّسْبِيخ. والدَّبْرُ: الموت. ودَابَرَ الرجلُ: مات؛ عن اللحياني، وأَنشد لأُمية بن أَبي الصلت:

زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْ

 

روٍ أَنَّنِي يَوْماً مُدابِـرْ،

ومُسافِرٌ سَفَراً بَـعِـي

 

داً، لا يَؤُوبُ له مُسافِرْ

وأَدْبَرَ الرجلُ إذا مات، وأَدْبَرَ إذا تغافل عن حاجة صديقه، وأَدْبَرَ: صار له دِبْرٌ، وهو المال الكثير. ودُبارٌ، بالضم: ليلة الأَربعاء، وقيل: يوم الأَربعاء عادِيَّةٌ من أَسمائهم القديمة، وقال كراع: جاهلية؛ وأَنشد:

أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي.

 

بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُـبـارِ

أَو التَّالِي دُبارِ، فإِن أَفُـتْـهُ

 

فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِيارِ

أَول: الأَحَدُ. وشِيارٌ: السبتُ، وكل منها مذكور في موضعه. ابن الأَعرابي: أَدْبَرَ الرجلُ إذا سافر في دُبارٍ. وسئل مجاهد عن يوم النَّحْسِ فقال: هو الأَربعاء لا يدور في شهره.
والدَّبْرُ: قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء ويَنْضُبُ عنها.
وفي حديث النجاشي أَنه قال: ما أُحِبُّ أَن تكون دَبْرَى لي ذَهبَاً وأَنِّي آذيت رجلاً من المسلمين؛ وفُسِّرَ الدَّبْرَى بالجبل، قال ابن الأَثير: هو بالقصر اسم جبل، قال: وفي رواية ما أُحب أَن لي دَبْراً من ذَهَبٍ، والدَّبْرُ بلسانهم: الجبل؛ قال: هكذا فُسِّر، قال: فهو في الأُولى معرفة وفي الثانية نكرة، قال: ولا أَدري أَعربي هو أَم لا. ودَبَرٌ: موضع باليمن، ومنه فلان الدَّبَرِيُّ.
وذاتُ الدَّبْرِ: اسم ثَنِيَّةٍ؛ قال ابن الأَعرابي: وقد صحفه الأَصمعي فقال: ذات الدَّيْرِ. ودُبَيْرٌ: قبيلة من بني أَسد. والأُدَيْبِرُ:دُوَيْبَّة. وبَنُو الدُّبَيْرِ: بطن؛ قال:

وفي بَنِي أُمِّ دُبَـيْرٍ كَـيْسُ

 

على الطعَّامِ ما غَبا غُبَيْسُ

دبس

الدَّبْسُ والدِّبْسُ: الكثير. ابن الأَعرابي: الدَّبْسُ الجمع الكثير من الناس. ويقال: مال دَبْسٌ ورَبْسٌ أَي كثير، بالراء.
والدِّبْسُ والدِّبِسُ: عَسَلُ التمر وعُصارته، وقال أَبو حنيفة: هو عُصارة الرُّطَب من غير طبخ، وقيل: هو ما يسيل من الرطب.
والدَّبُوسُ: خُلاصة التمر تلقى في السمن مطيبة للسمن.
والدُّبْسَةُ: لونٌ في ذوات الشعر أَحمرُ مُشْرَبٌ. والأَدْبَسُ من الطير والخيل: الذي لونه بين السواد والحمرة، وقد ادْبَسَّ ادْبِساساً.
والدُّبْسَةُ: حُمْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سواداً، وقد ادْباسَّ وهو أَدْبَسُ، يكون في الشاء والخيل. والدَّبْسُ: الأَسْوَدُ من كل شيء، وادْباسَّتِ الأَرضُ: اختلط سوادُها بخُضْرَتها. وقال أَبو حنيفة: أَدْبَسَت الأَرض رؤي أَول سواد نبتها، فهي مُدْبِسَةٌ.
والدُّبْسِيُّ: ضرب من الحمام جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب، قال: وهو منسوب إِلى طير دُبْسٍ، ويقال إِلى دِبْسِ الرُّطَبِ لأَنهم يغيرون في النسب ويضمون الدال كالدُّهْريِّ والسُهْليِّ. وفي الحديث: أَن أَبا طلحة كان يصلي في حائط له فطار دُبْسِيٌّ فأَعجبه؛ قال: هو طائر صغير قيل هو ذكر اليمام. وجاءَ بأُمور دُبْسٍ أَي دَواهٍ مُنْكَرَة، وأَنكر ذلك على أَبي عبيد فقال: إِنما هو رُبْس، ويقال للسماء إذا مَطَرَتْ، وفي التهذيب إذا خالت للمطر: دُرِّي دُبَسُ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يفسره بأَكثر من هذا؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سميت بذلك لاسودادها بالغيم.
ودَبَّسَ الشيءَ واراه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

إِذا رآه فَحْلُ قومٍ دَبَّسا

وأَنشد أَيضاً لِرَكَّاضٍ الدُّبَيْريّ:

لا ذَنْبَ لي إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ

 

بغيرِك أَلْوَى، يُشْبِهُ الحقَّ باطِلُهْ

ودَبَّسْتُه: وارَيْتُه. والدَّبُّوس: معروف. والدِّبَاساتُ، بتخفيف الباء: الخلايا الأَهليةُ؛ عن أَبي حنيفة. والدَّبَاساءُ، ممدود: إِناث الجراد، واحدتها دَباساءَةٌ،،؛ وقول لَقِيط بن زُرارَةَ:

لو سَمِعُوا وَقْعَ الدَّبابيسِ

واحدها دَبُّوسٌ، قال: وأُراه معرَّباً.

دبش

دبَشَ الجرادُ في الأَرض يدبِشها دبْشاً: أَكل كلأَها. وسَيْلٌ دُبَاشٌ: عظيمٌ يَجْرُف كلَّ شيء. الليث: الدبْشُ القَشْر والأَكلُ. يقال: دُبِشَت الأَرضُ دبْشاً إذا أُكِلَ ما عليها من النبات؛ قال رؤبة:

جاؤوا بأُخْراهُمْ على خُنْشُوشِ

 

من مُهْوَئِنٍّ بالدَّبى مَدْبُـوشِ

المَدْبوشُ: الذي أَكل الجرادُ نَبْتُه. وأَرضٌ مدبوشةٌ إذا أَكل الجراد نبتها. والخُنْشوشُ: البقيَّةُ من الإِبِلِ. والمُهْوَئِنُّ: ما اتَّسع من الأَرض.

دبعك

الفراء: رجل دَبَعْبَك ودَبَعْبكِيّ: للذي لا يبالي ما قيل له من الشر.

دبغ

 دَبَغَ الجِلْد يَدْبَغُه ويَدْبُغُه؛ الكسر عن اللحياني، دَبْغاً ودِباغةً ودِباغاً، والدَّبّاغُ محاول ذلك، وحِرْفَتُه الدِّباغةُ. وفي الحديث: دِباغُها طَهُورُها. والدِّبْغُ والدِّباغُ والدِّباغةُ والدِّبْغةُ، بالكسر: ما يُدْبَغُ به الأَدِيمُ؛ الدِّباغةُ عن أَبي حنيفة، والمصدر الدَّبْغُ. يقال: الجلد في الدِّباغ.
والمَدْبَغةُ: موضع الدِّباغِ. التهذيب: والمَدْبَغةُ والمَنِيئةُ الجُلود التي ابْتُدِئَ بها في الدِّباغِ.
وأَدِيمٌ دَبِيغٌ: مَدْبُوغٌ. والدَّبْغةُ، بالفتح: المرّة الواحدة، تقول: دَبَغْتُ الجلد فانْدَبَغَ.

دبق

الدِّبْق: حمل شجر في جَوْفه كالغِراء لازق يَلْزَق بجناح الطائر فيُصاد به. ودَبَّفْتها تَدْبِيقاً إذا صِدتها به؛ وقيل: كلُّ ما أُلزق به شيء، فهو دِبْق مثل طِبْق، وسيأتي ذكره. الجوهري: الدِّبق شيء يَلْتَزِق كالغِراء يصاد به الطير، دبَقَه يَدْبِقُه دَبْقاً ودَبَّقَه.
والدَّبُوقاء: العَذِرة؛ قال رؤبة:

والمِلْغُ يَلْكى بالكَلام الأَمْلَغِ،

 

لولا دَبُوقاء اسْتِه لم يَبْطَغِ

المِلغ: الخبيث، ويقال النَّذْل الساقِط؛ يلَكى بسَقَط الكلام أَي يجيء بسقط القول وما لا خير فيه، وجعل ما يَخرج من كلامه وفيه كالعذرة التي تخرج من استه؛ ويَبْطَغ: يتلطَّخ فكلامه إذا ظهر بمنزلة سَلْحِه إذا تَلطَّخ به، وقيل كل ما تمَطَّط وتلَزَّج.
وعيش مُدبَّقٌ ليس بتامّ. ودَبَقَ في مَعِيشته، خفيفة؛ عن اللحياني:لَزِق، لم يفسره بأكثر من هذا.
ودابِقٌ، ودابَقٌ، مصروف: موضع أَو بلد؛ قال غَيْلانُ بن حُريْث، وقال الجوهري هو للهدار:

ودابِق وأَيْنَ مِنّي دابِق

اسم بلد، والأغلب عليه التذكير والصرف لأَنه في الأصل اسم نهر، وقد يؤنث ولا يُصرف.
والدَّبُّوق: لُعبة يَلعب بها الصبيان معروفة. والدَّبِيقيُّ: من دِقِّ ثياب مصر معروفة تنسب إلى دَبِيق.

دبك

الدُّبَاكَةُ: الكِرْنَافةُ، سوادية؛ عن أَبي حنيفة.

دبكل

التهذيب في النوادر: كَمْهَلْت المالَ كَمْهَلة وحَبْكَرْته حَبْكَرة ودَبْكَلته دَبْكَلة إذا جمعه ورددت أَطراف ما انتشر منه، قال: وكذلك حَبْحَبْته حَبْحَبةً وزَمْزَمْته وصَرْصَرْته وكَرْكَرْته كَرْكَرةً.

دبل

دعبَل الشيءَ يَدْبِله ويَدْبُله دَبْلاً: جَمعَه كما تجمع اللُّقمة بأَصابعك. والتَّدبيل: تعظيمُ اللُّقمة وازْدِرادُها. ودَبَل اللُّقمة يَدْبُلها ويَدْبِلها دَبْلاً ودَبَّلَها: جَمَعها بأَصابعه وكَبَّرها؛ قال:

دَبِّلْ أَبا الجوزاء أَو تَطِيحا

والدُّبَل: اللُّقَم من الثَّريد، الواحدة دُبْلة. ابن الأعرابي: الدَّبَال والدَّمَال النَّقَّابات، والدُّبْلة مثل الكُتْلة من الصَّمْغ وغيره، تقول منه: دَبَّلْت الشيءَ؛ قال مُزَرِّد:

ودَبَّلْت أَمثال الأَثافي كـأَنـهـا

 

رُؤوس نِقَاد قُطِّعَت، يومَ تُجْمَع

وفي حديث عمر: أَنه مَرَّ في الجاهلية على زِنْباغ بن رَوْحٍ وكان يَعْشُرُ من مَرَّ به ومعه ذَهَبةٌ فجعلها في دَبِيلٍ وأَلْقَمَه شارفاً له؛ الدَّبيل: من دَبَل اللُّقْمَةَ ودَبَّلها إذا جمعها وعَظَّمها، يريد أَنه جعل الذهبة في عجين وأَلْقَمه الناقة. والدِّبْل: الثُّكْلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال دكين:

يا دِبْلُ، ما بِتُّ بليل هاجِـدا

 

ولا خَرَرْت الرَّكعتين ساجدا

سماها بالثُّكْل؛ وقال غيره: إِنما خاطب بذلك ابنته، وبالَغُوا به فقالوا: دِبْل دابلٌ ودَبِيل، وربما نصب على معنى الدعاء، يقال: دَبَلَتْه دَبُول. ويقال: دِبْلٌ دَبِيل أَي ثُكْل ثاكل، ومنه سميت المرأَة دِبْلة.والدُّبْلة والدُّبَيلة: داء يجتمع في الجوف. وفي حديث عامر بن الطُّفَيل: فأَخَذَتْه الدُّبَيلة؛ هي خُرَاج ودُمَّل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً، وهي تصغير دُبْلة. وكُلُّ شيء جُمع فقد دُبِل. والدُّبَيلة: الداهية، وهي مُصَغَّرة للتكبير، يقال: دَبَلَتْهم الدُّبيلة أَي أَصابتهم الداهية؛ حكاها الجوهري عن أَبي عبيد. والدِّبْل: الداهية، يقال دِبْلاً دَبِيلاً كما يقال ثُكْلاً ثاكلاً؛ قال الشاعر:

طِعَانَ الكُمَاة وضَرْبَ الجِيَاد

 

وقول الحَواضِن دِبْلاً دَبِيلا

قال ابن بري: ذكر الأُموي أَن اسم هذا الشاعر بَشَامة بن الغَدِير النَّهْشَلي؛ وأَول القصيد:

نَأَتْك أُمامةُ نَـأْياً طـويلا

 

وحَمَّلك الحُبُّ وِقْراً ثَقِيلا

ويقال: دَبَلَتهم دُبَيْلة أَي هَلَكوا وصَلَّتْهم صالَّة. ودِبْل دابِلٌ: وهو الهَوَان والخِزْيُ، ويقال: ذِبْل ذَابل، بالذال.
والدَّبْل: الطاعون؛ عن ثعلب. ودَبْلُ الأَرض: إِصلاحها بالسِّرجين ونحوه. والدَّبَال: السِّرْجينُ ونحوه. ودَبَل الأَرضَ يَدْبُلها دَبْلاً ودُبولاً: أَصلحها بالسِّرجين ونحوه لتَجُود. وأَرض مَدْبولة: أُصْلِحت بالسرجين. وكل شيء أَصلحته فقد دَبَلْته ودَمَلْته؛ ومنه سميت الجَداول الدُّبول لأَنها تُدْبَل أَي تُنَقَّى وتُصْلَح. ودَبِل البعيرُ دَبَلاً، فهو دَبِلٌ، إذا امتلأَ لحماً وشحماً؛ قال الراعي:

تَدَارَكَ الغَضُّ منها والعَتِيق، فقد

 

لاقى المَرافقَ منها واردٌ دَبِـلُ

أَراد بالوارد لحماً اسْتَرْخَى على مَرافقها أَي امتلأَت به المَرَافق، والدَّبْل: الجَدْوَل، وهو من ذلك لأَنه يُصْلَح ويُجَهَّز، والجمع دُبُول لأَنها تُدْبَل أَي تُصْلَح وتُنَقَّى وتُجَهَّز. وفي حديث خيبر: دَلَّة اللهُ على دُبول أَي جَداول ماء، قال إِن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما غدا إِلى النَّطاة دلَّه اللهُ على دُبول كانوا يَتَرَوَّوْن منها فقَطَعها عنهم حتى أَعْطَوْا بأَيديهم.
والدَّوْبَل: ولد الحمار، وفي الصحاح: الدَّوْبَل الحِمَار الصغير لا يَكْبَرُ. وكتب معاوية إِلى ملك الروم: لأَرُدَّنَّك إِرِّيساً من الأَرَارِسة تَرْعَى الدَّوَابل، هي جمع دَوْبَل، وهو ولد الخنزير والحمار، وإِنما خَصَّ الصِّغَار لأَن راعيها أَوضع من راعي الكبار، والواو زائدة.
ودَوْبَل: لقب الأَخْطَل، ومن ذلك؛ قال جرير:

بَكَى دَوْبَلٌ، لا يُرْقِئُ اللهُ دَمْعَه

 

أَلا إِنَّما يَبْكي من الذُّلِّ دَوْبَل،

والدَّوْبَل: الذِّئب العَرِم. والدَّوْبَل: ذَكَر الخَنَازِير، وهو الرّتُّ. الليث: الدُّبْلة كُتْلة من ناطِف أَو حَيْس أَو شيء معجون أَو نحو ذلك. وقد دَبَّلْت الحَيْس تدبيلاً أَي جعلته دُبَلاً.
والدَّبِيل: الغَضَا يكثر بالمكان. والدَّبِيل أَيضاً: ما انْتَثَر من وَرَق الأَرْطَى، وجَمْعها دُبُل. ودَبِيل: موضع، وهي الدُّبُل؛ قال العجاج:

جَادَ لها بالدُّبُل الوَسْمِيُّ

ودَبِيل ودُبَيْل: مدينة من مدائن الشام، قال الفارسي: دَبِيل بالشام ودَيْبُل مدينة من مدائن السند؛ وأَنشد سيبويه:

سَيُصْبِح فوقي أَقْتَمُ الرِّيش واقعاً

 

بقَالِيقَلا أَو مـن وراء دَبِـيل

قال: فلم يَلْبَث هذا الشاعر أَن صُلِب بها. ودَبِيل: موضع يلي اليمامة؛ عن كراع. التهذيب: والدَّبِيل موضع يُتَاخِم أَعراض اليمامة؛ وأَنشد:

لولا رجاؤك ما تَخَطَّتْ ناقتـي

 

عَرْضَ الدَّبِيل، ولا قُرى نجْران

ويجمع دُبُلاً؛ وأَنشد بيت العجاج:

جاد له بالدُّبُل الوَسْمِيُّ

دبن

الدبن: حظيرة منقصب تعمل للغنم، فإن كانت من خشب فهي زرب، وإن كانت من حجارة فهي صيرة،وكل مذكور في موضعه. وفي حديث جندب بن عامر: أنه كان يصلي في الدبن، والدبن فارسي معرب. ابن الأعرابي: الدبنة اللقمة الكبيرة، وهي الدبلة أيضا، قال ابن بري: وقول ابن أحمر:

خلوا طريق الديدبون فقد

 

فات الصبا وتفاوت البجر

ديدبون فيعلول، الياء زائدة، قال: وهذا في الرباعي مثل كوكب وديدن وسيسبان وقيقبان، قال: ومثل الأول الزيزفون،وزنه فيعلول، والياء زائدة. والديدبون: اللهو. ويقال: الديدبون هنا الباطل، والله أعلم

دبه

الأَزهري عن ابن الأَعرابي: دَبَّهَ الرجلُ إذا وقع في الدَّبَهِ، وهو الموضع الكثير الرمل، ودَبّه إذا لزم الدُّبَّهَ، وهي طريقة الخبر.
ابن بري: يقال للرجل إذا حُمِدَ دَباهِ دَباهِ. وفي الحديث ذكر دَبَهٍ، بفتح الدال والباء المخففة، بين بَدْرٍ والأَصافِرِ، مرَّ بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مسيره إِلى بَدْرٍ.

دبي

الدَّبَى: الجَرادُ قَبل أَن يَطِير، وقيل: الدَّبى أَصغرُ ما يكون من الجراد والنمل، وقيل: هو بعدَ السّرْوِ، واحِدَته دباةٌ؛ قال سِنان الأَباني:

أَعارَ، عند السِّنِّ والمَشيبِ،

 

ما شِئْتَ من شَمَرْدَلٍ نَجيبِ

أُعِرْته من سَلْفَعٍ صَخُـوبِ،

 

عاريَةِ المِرْفَقِ والظُّنْبُـوبِ

يابِسَةِ المِرْفَقِ والكُعُـوبِ،

 

كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقوبِ

على دَباةٍ أَو على يَعْسُوبِ،

 

تَشْتِمُني في أَنْ أَقُولَ تُوبي

المعنى: أَن الله رزقه عند كِبَرِ سِنَّهِ أَولاداً نُجَباءَ من امرأَة سَلْفَعٍ، وهي البَذِيَّة، وجَعل عُنُقَها لِقِصَرِه كعُنُق الدَّباةِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كيفَ الناسُ بعدَ ذلِك؟ قال: دَباً يأْكل شِدادُهُ ضِعافَه حتى تَقومَ عليهم الساعَة، الدَّبا، مقصور: الجَرَادُ قبلَ أَن يَطِير، وقيل: هو نَوْعٌ يُشْبِه الجَرادَ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قالَ له رجلٌ أَصَبْتُ دَباةً وأَنا مُحْرِم، قال: اذْبَحْ شُوَيْهَةً. أَبو عبيدة: الجراد أَوَّلَ ما يكون سِرْوٌ، وهُو أَبْيض، فإذا تَحَرَّك واسْوَدّ فهو دَبىً قبلَ أَن تَنْبت أَجنحته. وأَرضٌ مُدْبِيةٌ:كثيرة الدَّبا. وأَرضٌ مُدْبَيَةٌ ومُدَبِّيَة، كلتاهما: من الدَّبا.
وأَرض مُدْبِيَةٌ ومَدْباةٌ: كثيرة الدَّبا. وأَرض مَدْبِيَّة ومَدْبُوَّةٌ:أَكل الدَّبا نَبْتَها. وأَدْبَى الرِّمْثُ والعَرْفَجُ إذا ما أَشْبَهَ ما يخرج من ورَقِه الدَّبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤْكلَ. وجاءَ بِدَبى دُبَيٍّ ودَبَى دُبَيَّيْنِ ودَبَى دَبَيَيْنِ؛ عن ثعلب، يقال ذلك في موضع الكَثْرة والخَيرِ والمالِ الكثِير، فالدَّبى معروف؛ ودُبَيٌّ: موضع واسع، فكأَنه قال: جاء بمال كدَبَى ذلك الموضع الواسع. ابن الأَعرابي:جاءَ فلانٌ بَدَبَى دَبَى إذا جاء بمال كالدَّبَى في الكثرة.
ودُبَيٌّ: موضع لَيِّنٌ بالدَّهْناء يأْلفه الجراد فيبيض فيه. والدَّبى:موضع. ودَبى: سوقٌ من أَسواق العرب. ودُبَيَّة: اسم رجل. قال ابن سيده:وهذا كله بالياء لأَن الياء فيه لام، فأَما مَدْبُوَّةٌ فنَوْعٌ من المُعاقَبة.
والدُّبَّاءُ: القَرْعُ على وزن المُكَّاءِ، واحِدته دُبَّاءَةٌ. قال اللحياني: ومما تُؤَخِّذُ به نساء العرب الرجالَ أَخَّذْتُه بِدُبَّاءْ مُمَّلاٍ منَ الماءْ، مُعَلَّقٍ بتِرْشاءْ، فلا يَزَلْ في تِمْشاءْ، وعَيْنُه في تِبْكاءْ، ثم فسره فقال: التِّرْشاءُ الحَبْل، والتِّمشاءُ المَشْيُ، والتِّبْكاءُ البُكاءُ. والدَّبَّةُ: كالدُّبَّاء؛ ومنه قول الأَعرابي:قاتَلَ الله فُلانة كأَنَّ بَطْنَها دَبَّةٌ. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ؛ وهو أَوعية كانوا يَنْتَبِذُون فيها وضَرِيَت فكان النَّبيذُ فيها يغلي سريعاً ويُسْكِر، فنهاهم عن الاْنْتِباذ فيها، ثم رَخَّص، صلى الله عليه وسلم، في الانْتِباذ فيها بشرط أَن يشربوا ما فيها وهو غير مسكر، وتحريم الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام، ثم نسخ، وهو المذهب، وذهب مالك وأَحمد إلى بقاء التحريم؛ ووزن الدُّبَّاء فُعَّال ولامُه همزة لأَنه لم يُعْرف انْقلاب لامهِ عن واو أو ياء؛ قاله الزمخشري؛ قال ابن الأَثير: وأَخرجه الهروي في دبب على أَن الهمزة زائدة، وأَخرجه الجوهري في المعتل على أَن همزته منقلبة، قال: وكأَنه أَشبه، والله أَعلم؛ وقال:

إذا أَقْبَـلَـتْ قُـلْـتَ: دُبَّـاءَةٌ،

 

من الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ في الغُدَرْ

وهذا البيت في الصحاح منسوب لامرئ القيس وهو:

وإنْ أَدْبَـرَتْ قـلـتَ: دُبَّـاءَةٌ،

 

منَ الخُضْرِ، مَغْمُوسَةٌ في الغُدَرْ

دثأ

الدَّثَئِيُّ من المطَر: الذي يأتي بعد اشتداد الحرّ.
قال ثعلب: هو الذي يجيءُ إذا قاءَت الأَرضُ الكَمأَة، والدَّثَئِيُّ: نِتَاجُ الغَنمِ في الصَّيف، كلُّ ذلك صِيغَ صِيغةَ النَّسب وليس بِنَسَب.

دثث

دُثَّ الرجلُ دَثّاً، ودُثَّ دَثَّةً: وهو الْتِواءٌ في جَنْبه، أَو بعضِ جَسده، من غير داء.
والدَّثُّ والدَّفُّ: الجَنْبُ. والدَّثُّ: الضَّرْبُ المُؤلم.
ودَثَّته الحُمَّى تَدُثُّه دَثّاً: أَوْجَعَتْه. ودَثَّه بالعَصا: ضَرَبه.
والدَّثُّ: الرَّمْيُ بالحجارة. ودَثَّه بالعصا والحَجر: رماه. ودَثَّه يَدُثُّه دَثّاً: رماه رَمْياً مُتقارِباً مِن وراء الثياب، وكذلك دَثَثْتُه، أَدُثُّه دَثّاً. وفي الحديث: دُثَّ فلانٌ: أَصابه الْتِواء في جَنْبِه. والدَّثُّ: الرَّمْيُ والدَّفْع. والدَّثُّ والدِّثاثُ: أَضعفُ المَطر وأَخَفُّه، وجَمْعُه دِثاثٌ.
وقد دَثَّتِ السماءُ تَدِثُّ دَثّاً، وهي الدَّثَّة، للمطر الضعيف. وقال ابن الأَعرابي: الدَّثُّ الرَّكُّ من المَطر؛ أَنشد ابن دريد، عن عبد الرحمن، عن عمه:

قِلْفَعُ رَوْضٍ، شَرِبَ الدِّثاثا

 

مُنْبَثَّةً، يَفُزُّها انْبِـثـاثـا

ويروى: شَرِبَتْ دِثاثا. والقِلْفَع: الطينُ الذي إذا نَضَبَ عنه الماءُ يَبِسَ وتَشَقَّقَ.
ودَثَّتهم السماءُ تَدُثُّهم دَثّاً. قال أَعرابي: أَصابَتنا السماءُ بدَثٍّ لا يُرْضي الحاضِرَ، وُيُؤْذي المُسافر. وأَرضٌ مَدْثوثة، وقد دُثَّتْ دَثّاً.
أَبو عمرو: الدُّثَّةُ الزُّكام القليلُ. والدُّثَّاثُ: صَيَّادو الطيرِ بالمِحْذَفَة. وفي حديث أَبي رِئالٍ: كنتُ في السُّوسِ، فجاءَني رجلٌ به شِبْهُ الدَّثانِيةِ؛ قال ابن الأَثير: هو الْتِواءٌ في لسانه؛ قال: كذا قاله الزمخشري.

دثر

الدُّثُورُ: الدُّرُوسُ. وقد دَثَرَ الرَّسْمُ وتَداثَرَ ودَثَرَ الشيءُ يَدْثُرُ دُثُوراً وانْدَثَر: قَدُمَ ودَرَسَ؛ واستعار بعض الشعراء ذلك للحَسَبِ اتساعاً فقال:

في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ،

 

عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُـرِ

أَي حَسَبُهُمْ لم يَبْلَ ولا دَرَسَ. وسيفٌ داثِرٌ: بعيد العهد، بالصِّقالِ. ورجل خاسِرٌ داثِرٌ: إِتباع، وقيل: الدَّاثِرُ هنا الهالك، وروي عن الحسن أَنه قال: حادِثُوا هذه القلوب بذكر الله فإِنها سريعة الدُّثُورِ؛ قال أَبو عبيد: سريعة الدُّثُور يعني دُرُوس ذكر الله وامِّحاءَهُ منها، يقول: اجْلُوها واغسلوا الرَّيْنَ والطَّبَعَ الذي علاها بذكر الله.
ودُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نِسْيانِها، تقول للمنزل وغيره إذا عَفَا ودَرَسَ: قد دَثَرَ دُثُوراً؛ قال ذو الرمة:

أَشاقَتْكَ أَخْلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ

وقال شمر: دُثُورُ القلوب امِّحاءُ الذكر منها ودُرُوسُها، ودُثُورُ النفوس: سُرْعَةُ نسيانها. ودَثَرَ الرجلُ إذا علته كَبْرَةٌ واسْتِسْنانٌ. وقال ابن شميل: الدَّثَرُ الوَسَخُ. وقد دَثَرَ دُثُوراً إذا اتسخ.
ودَثَرَ السيفُ إذا صَدِئ. وسيف داثِرٌ: وهو البعيد العهد بالصِّقالِ؛ قال الأَزهري: وهذا هو الثواب يدل عليه قوله: حادِثُوا هذه القلوبَ أَي اجْلُوها واغسلوا عنها الدَّثَرَ والطَّبَعَ بذكر الله تعالى كما يُحادَثُ السيفُ إذا صُقِلَ وجُلِيَ؛ ومنه قول لبيد:

كَمِثْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقالِ

أَي جُلِيَ وصُقِلَ؛ وفي حديث أَبي الدرداء: أَن القلب يَدْثُرُ كما يَدْثُرُ السيف فجلاؤه ذكر الله أَي يَصْدَأُ كما يصدأُ السيف، وأَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ، وهو أَن تَهُبَّ الرياحُ على المنزل فَتُغَشِّي رُسُومَهُ الرملَ وتغطيها بالتراب. وفي حديث عائشة: دَثَرَ مكانُ البيت فلم يَحُجَّهُ هود، عليه السلام. ودَثَرَ الطائرُ تَدْثِيراً: أَصلح عُشَّهُ.
وتَدَثَّرَ بالثوب: اشتمل به داخلاَ فيه. والدِّثارُ: ما يُتَدَثَّرُ به، وقيل: هو ما فوق الشِّعارِ. وفي الصحاح: الدِّثار كل ما كان فوق الثياب من الشعار. وقد تَدَثِّرَ أَي تَلَفَّفَ في الدِّثار. وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشِّعارُ والناس الدِّثارُ؛ الدِّثارُ: هو الثوب الذي يكون فوق الشِّعارِ، يعني أَنتم الخاصَّةُ والناسُ العامَّةُ. ورجل دَثُورٌ:مُتَدَثِّرٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلم تَعْلَمِي أَنَّ الصَّعالِيكَ نَوْمُهُمْ

 

قليلٌ، إذا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ؟

والدِّثارُ: الثوب الذي يُسْتَدْفَأُ به من فوق الشِّعارِ. يقال:تَدَثَّرَ فلانٌ بالدِّثارِ تَدَثُّراً وادَّثَرَ ادِّثاراً، فهو مُدَّثِّرٌ، والأَصل مُتَدَثِّر أُدغمت التاء في الدال وشدّدت. وقال الفرّاء في قوله تعالى: يا أَيها المُدَّثِّرُ؛ يعني المُتَدَثِّر بثيابه إذا نام. وفي الحديث: كان إذا نزل عليه الوحي يقول دثِّرُوني دَثِّرُوني؛ أَي غَطُّوني بما أَدْفَأُ به. والدَّثُورُ: الكَسْلان؛ عن كراع. والدَّثُور أَيضاً: الخامل النَّؤُوم.
والدَّثْرُ، بالفتح: المال الكثير، لا يثنى ولا يجمع، يقال: مال دَثْرٌ ومالانِ دَثْرٌ وأَموالٌ دَثْرٌ، وقيل: هو الكثير من كل شيء؛ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قيل له: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ؛ قال أَبو عبيد: واحد الدُّثُور دَثْرٌ، وهو المال الكثير؛ يقال: هم أَهلُ دَثْرٍ ودُثُورٍ، ومالٌ دَثْرٌ؛ وقال امرؤ القيس:

لَعَمْرِي، لَقَوْمٌ قد تَرَى في دِيارِهِمْ

 

مَرَابِطَ لِلأَمْهارِ والعَكَرِ الدَّثِـرْ

يعني الإِبل الكثيرة فقال الدَّثِرْ والأَصل الدَّثْر فحرّك الثاء ليستقيم له الشعر. الجوهري: وعَسْكَرٌ دَثْرٌ أَي كثير إِلاَّ أَنه جاء بالتحريك. وفي حديث طَهْفَةَ: وابْعَثْ راعِيَها في الدَّثْرِ؛ أَراد بالدَّثْرِ ههنا الخِصْبَ والنباتَ الكثير. أَبو عمرو: المُتَدَثِّر من الرجال المَأْبُونُ، قال: وهو المُتَدَأَّمُ والمُتَدَهَّمُ والمِثْفَرُ والمِثْفَارُ. ورجل دَثْرٌ: غافل، وداثِرٌ مثله؛ وقول طفيل:

إِذا سَاقَها الرّاعِي الدَّثُورُ حَسِبْتَها

 

رِكابَ عِرَاقِيٍّ، مَواقِيرَ تَدْفَـعُ

الدَّثُور: البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانَهُ. ودَثَرَ الشجرُ: أَوْرَقَ وتَشَعَّبَتْ خِطْرَتُه.
ودَاثِرٌ: اسم؛ قال السيرافي: لا أَعرفه إِلاَّ دِثاراً. وتَدَثَّرَ فَرَسَه: وَثَبَ عليها فركبها، وفي المحكم: ركبها وجال في مَتْنِها، وقيل:ركبها من خلفها؛ ويستعار في مثل هذا، قال ابن مقبل يصف غيثاً:

أَصَاخَتْ له فُدْرُ اليَمامَةِ، بعدما

 

تَدَثِّرَها من وَبْلِهِ ما تَـدَثَّـرا

وتَدَثَّرَ الفحلُ الناقة أَي تَسَنَّمَها.

دثط

دَثَطَت القَرْحةُ: انفجر ما فيها، وليس بثبَت.

دثع

الدَّثْعُ: الوَطْء الشديد، لغة يمانية. قال: والدَّعْثُ والدَّثْعُ واحد.

دثق

روي عن ثعلب عن ابن الأَعرابي: الدَّثْقُ صبّ الماء بالعجَلة. قال أَبو منصور: هو مثل الدَّفْق سواء، وأَهمله الليث.

دثن

دثَّن الطائرُ يُدَثِّن تَدْثِيناً إذا طار وأَسْرَع السُّقوطَ في مواضِعَ مُتقارِبة وواترَ ذلك. ودَثَّن في الشَّجرة: اتَّخَذَ فيها عُشّاً. والدَّثِينة: الدفينة؛ عن ثعلب؛ قال ابن سيده: وأُراه على البدل.
والدَّثِينَة والدَّفينَة: منزل لبني سُلَيم، وحكاه يعقوب في المبدل؛ قال الشاعر:

ونحن تَرَكْنا بالدَّثينة حاضِراً،

 

لآلِ سُلَيْمٍ، هامةً غيرَ نائم.

الجوهري: الدَّثينة موضع، وهو ماء لبني سيّار بن عمرو؛ قال النابغة الذبياني:

وعلى الرُّمَيْثةِ من سُكَينٍ حاضرٌ،

 

وعلى الدَّثِينةِ من بَنـي سَـيّار

ويقال: إنها كانت تسمى في الجاهلية الدَّفينة ثم تطيَّروا منها فسمَّوْها الدَّثينة؛ قال ابن بري: الذي أَنشده الجوهري:

وعلى الدُّمَيْنة من سُكَين

قال: وهو بخط ثعلب:

وعلى الرُّمَيْثة من سُكَين.

وفي الحديث ذكر الدَّثينة، وهي بكسر الثاء وسكون الياء، ناحية قرب عَدَن، لها ذكر في حديث أَبي سَبرة النخعي. وفي الحديث ذكر غزوة داثِن، وهي ناحية من غَزّة الشام، أَوقع بها المسلمون بالروم، وهي أَول حرب جرت بينهم.