باب الدال والياء

ديث

ديث الأمر: وديث الطريق: وطأه. وطريق مديث أي مذلل، وقيل: إذا سلك حتى وضح واستبان. وديث البعير: ذلله بعض الدل. وجمل مديث ومنوق إذا ذلل بعض الذل. حتى ذهبت صعبته. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: وديث بالصغار أي ذلل، ومنه بعير مديث إذا ذلل بالرياضة، ومنه حديث بعضهم: كان بمكان ذلل كذا وكذا، فأتاه رجل فيه كالدياثة واللخلخانية.
الدياثة: الالتواء في اللسان، ولعله من التذليل والتلين. وديث الجلد في الدباغ والرمح في الثقاف، كذلك. وديثت المطارق الشيء: لينته. وديثه الدهر: حنكه وذلله. وديث الرجل: ذلله ولينه. قال: والديوث القواد على أهله. والذي لا يغار على أهله: ديوث. والتدييث: القيادة. وفي المحكم: الديوث والديبوث الذي يدخل الرجال على حرمته، بحيث يراهم، كأنه لين نفسه على ذلك، وقال ثعلب: هو الذي تؤتى أهله وهو يعلم مشتق من ذلك، أنت ثعلب الأهل على معنى المرأة. وأصل الحرف بالسريانية، أعرب، وكذلك القندع والقندع. وفي الحديث: تحرم الجنة على الديوث، هو الذي لا يغار على أهله.
والديثان: الكابوس ينزل على الإنسان، قال ابن سيده: أراها دخيلة.
الأدبثون: موضع، قال عمرو بن أحمر:

بحيث هراق في نعمان خرج

 

دوافع في براق الأديثـينـا

ديج

الدَّيَجانُ: الكبير من الجَرادِ؛ حكاه أَبو حنيفة. ابن الأَعرابي: داجَ الرجلُ يَديجُ دَيْجاً ودَيَجاناً إذا مشى قليلاً. شمر: الدَّيَجانُ الحواشي الصغار؛ وأَنشد:

باتَتْ تُداعي قَرَبـاً أَفـايِجَـا

 

بالخَلِّ، تَدْعُو الدَّيَجانَ الدَّاجِجا

ديح

دَيَّحَ في بيته: أَقام. ودَيَّحَ ماله: فرَّقه كدَوَّحه.
والدَّيْحانُ: الجراد؛ عن كُراع، لا يُعرف اشتقاقه، وهو عند كراع فَيْعالٌ، قال ابن سيده: وهو عندنا فَعْلان.

ديخ

الدِّيخُ: القِنْوُ، وجمعهِ ديَخَة مثلِ ديكٍ ودِيَكةٍ، والذال أَعلى، وإِياها قَدَّم أَبو حنيفة. وداخَ يَدِيخُ دَيْخاً ودَيَّخَة هو: ذلله كدَوَّخه، يائية وواوية. قال الأَزهري: دَيَّخْته وذَيَّخْته، بالدال والذال: ذللته، وهو مُدَيَّخ أَي مذلل، وحكاه أَبو عبيد عن الأَحمر بالذال المعجمة، فأَنكره شمر؛ قال الأَزهري: وهو صحيح لا شك فيه. وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي الله عنهما: ففَنَّخَ الكَفَرَةَ ودَيَّخَها أَي أَذلها وقهرها. يقال: دَيَّخَ ودَوَّخَ بمعنى واحد؛ وفي حديث الدعاء: بعد أَن يُدَيِّخَهم الأَسْرُ، وبعضهم يرويه بالذال المعجمة، وهي لغة شاذة.

دير

التهذيب: الدير الدارات في الرمل، ودَيْرُ النصارى، أَصله الواو، والجمع أَدْيارٌ. والدَّيْرَانِيُّ: صاحب الدَّيْرِ. ابن سيده: الدَّيْرُ خان النصارى؛ وفي التهذيب: دَيْرُ النصارى، والجمع أَدْيارٌ، وصاحبه الذي يسكنه ويعمره دَيَّارٌ ودَيْرَانِيٌّ، نسب على غير قياس. قال ابن سيده:وإِنما قلنا إِنه من الياء وإِن كان دور أَكْثَرَ وأَوسع لأَن الياء قد تصرفت في جمعه وفي بناء فَعَّالٍ، ولم نقل إِنها معاقبة لأَن ذلك لو كان لكان حَرِيّاً أَن يسمع في وجه من وجوه تصاريفه. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إذا رأَس أَصحابه: هو رأْس الدَّيْرِ.

ديش

الدِّيشُ: قبيلة من ابني الهُونِ. الليث: دِيش قبيلة من بني الهون بن خزيمة وهم من القارَةِ، وهم الدِّيشُ والعَضَلُ ابنا الهون بن خزيمة، قال الجوهري: وربما قالوه بفتح الدال، وهو أَحد القارة، والآخَرُ عَضَلُ بنَ الهون يقال لهما جميعاً القارة.

ديص

داصَتِ الغُدّةُ بين الجلد واللحم تَدِيصُ دَيْصاً ودَيَصاناً: تزلَّقَتْ، وكذلك كلُّ شيء تحرّك تحت يدك. الصحاح: داصَتِ السِّلْعَةُ وهي الغُدّةُ إذا حركتها بيدك فجاءت وذهبت. وانْداصَ علينا فلانٌ بالشَّرِّ: انْهَجَمَ. وإِنه لَمُنْداصٌ بالشرِّ أَي مُفاجِئ به وقّاع فيه.
وانْداصَ الشيءُ من يَدِي: انْسَلَّ. والانْدياص: الشيءُ يَنْسَلّ من يَدِك، وفي الصحاح: انسلالُ الشيء من اليد. وداصَ يَدِيصُ دَيْصاً ودَيَصاناً: زاغَ وحادَ؛ قال الراجز:

إنّ الجَوادَ قد رَأَى وَبِيصَها،

 

فأَيْنما داصَتْ يَدِصْ مَدِيصَها

وداصَ عن الطريق يَدِيصُ: عدَلَ. وداصَ الرجلُ يَدِيصُ دَيْصاً: فرَّ.
والدَّاصَةُ: حركة الفِرارِ، والداصةُ منه: الذين يَفِرّون عن الحرب وغيره. والدَّيْصُ: نَشاطُ السائِس. وداصَ الرجلُ إذا خسّ بعد رِفْعة.
والدّاصةُ: السَّفِلةُ لكثرة حركتهم، واحدُهم دائصٌ؛ عن كراع. ويقال للذي يَتَّبِع الوُلاةَ: دائِصٌ، معناه الذي يدور حول الشيء ويَتَّبِعُه؛ وأَنشد لسعيد بن عبد الرحمن:

أَرَى الدُّنْيا مَعِيشَتَها عَـنـاء

 

فتُخْطِئُنا، وإِيّاها نَـلِـيصُ

فإِن بَعُدَت بَعُدْنا في بُغَاهـا،

 

وإِن قَرُبَتْ فنحن لها نَدِيصُ

والدائِصُ: اللِّصُّ، والجمع الداصَةُ مثل قائدٍ وقادَةٍ وذائدٍ وذادةٍ؛ قال ابن بري: والداصّةُ أَيضاً جمع دائصٍ للذي يجيء ويذهب.
والدَّيّاص: الشديدُ العَضَلِ. الأَصمعي: رجل دَيّاصٌ إذا كنت لا تقدر أَن تقبِضَ عليه من شدة عَضَلَهِ. الجوهري: رجل دَيّاصٌ إذا كان لا يُقْدَرُ عليه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي النجم: ولا بِذاك العَضِلِ الدَّيّاصِ

ديف

دِيافُ: موضع في البحر، وهي أَيضاً قَرْية بالشام، وقد أَوردوا ذلك في ديف، وقالوا وهو من الواو، وقال الأَزهري: دِيافُ قرية بالشام تُنْسب إليها النجائبُ؛ قال امرؤ القيس:

إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرا

ودافَ الشيءَ يَديفه: لغة في دافَه يَدُوفُه إذا خلطه. وفي الحديث: وتَديفُون فيه من القُطَيْعاء أَي تَخْلِطون، والواو فيه أَكثر من الياء، ويروى بالذال المعجمة، وليس بالكثير. وجمَل دِيافيٌّ: وهو الضخم الجليل.

ديك

الدِّيكُ: ذكر الدجاج معروف؛ وقوله:

وزَقَّت الدِّيكُ بصوت زَقّا

إنما أَنثه على إرادة الدجاجة لأَن الدِّيكَ دجاجة أَيضاً، والجمع القليل أَدْياك، والكثير دُيوك ودِيَكة. وأَرض مَداكَة ومَدِيكة: كثيرة الدِّيَكةِ. والدِّيكُ من الفرس: العظم الشاخص خلف أُذنه وهو الخُشَشاء. وحكى ابن بري عن ابن خالويه: الدِّيكُ عظم خلف الأُذن، ولم يخصصه بفرس ولا غيره.
المؤرج: الدِّيكُ في كلام أَهل اليمن الرجل المُشْفق الرؤوم، ومنه سمي الدِّيكُ دِيكاً، قال: والدِّيكُ الربيع في كلامهم. والديك: الأثافي، الواحد والجمع سواء.

ديل

الدِّيلُ: حيٌّ في عبد القَيْس ينسب إِليهم الدِّيليُّ، وهما دِيلانِ: أَحدهما الدِّيل بن شَنّ بن أَفْصى بن عبد القيس بن أَفْصى، والآخر الديل بن عمرو بن وَدِيعةَ بن أَفصى بن عبد القيس، منهم أَهلُ عُمان. ابن سيده: وبنو الدِّيل من بني بكر بن عبد مناةَ بن كِنانَة. غيره: وأَما الدُّئلُ، بهمزة مكسورة، فهم حَيٌّ من كنانة، وقد تقدم ذكره، وينسب إِليهم أَبو الأَسود الدُّؤَلي، فتفتح الهمزة استثقالاً لتوالي الكسرات.

ديم

الديمةُ: المطر الذي ليس فيه رَعْد ولا برق، أقله ثلث النهار أو ثلث الليل، وأَكثره ما بلغ من العِدَّة، والجمع دِيَمٌ؛ قال لبيد:

باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ مـن دَيمَةٍ

 

تَرْوي الخَمائِلَ، دائماً تَسْجامُها

ثم يُشَبَّه به غيره. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، وسئلت عن عمل سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعبادته فقالت: كان عملُه دِيمةً؛ الدِّيمةُ المطر الدائم في سكون، شَبَّهَتْ عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر الدائم، قال: وأَصله الواو فانقلبت ياء للكسرة قبلها. وفي حديث حُذَيْفَةَ: وذكر الفتن فقال إنها لآتِيَتُكُم دِيَماً دِيَماً أي أنها تملأُ الأرض في دَوامٍ، ودِيَمٌ جمع دِيَمةِ المطر، وقد دَيَّمَت السماءُ تَدْيِيماً؛ قال جَهْم بن سَبَلٍ يمدح رجلاً بالسَّخاء:

أنا الجَواد ابن الجَواد ابن سَبَلْ،

 

إن دَيَّمُوا جادَ، وإن جادوا وَبَل

والدَّيامِيمُ: المفاوِزُ. ومفازة دَيْمومَةٌ أي دائمة البعد. وفي حديث جُهَيْشِ بن أَوْس: ودَيْمومَةٍ سَرْدَحٍ؛ هي الصحراء البعيدة، وهي فَعْلُولة من الدَّوامِ، أَي بعيدة الأرْجاء يَدُومُ السير فيها، وياؤها منقلبة عن واو، وقيل: هي فَيْعُولة من دَمَمْتُ القدر إذا طليتها بالرماد أي أنها مشتبهة لا عَلَمَ بها لسالكها. وحكى أبو حنيفة عن الفراء: ما زالت السماء دَيْماً دَيْماً أي دائمة المطر، قال: وأَراها معاقبة لمكان الخفة، فإذا كان هذا لم يُعْتَدّ به في الياء، وقد روي: دامَتِ السماء تَديمُ مطرت دِيمةً، فإن صح هذا الفعل اعتد به في الياء. وأَرض مَديمةٌ ومُدَيَّمةٌ: أصابتها الدِّيمةُ، وقد ذكر في دوم؛ قال ابن مقبل:

رَبيبةُ رَمْلٍ دافعَتْ في حُقوفِـهِ

 

رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوانَ المُدَيَّما

وقال كراع: اسْتَدامَ الرجل إذا طأْطأَ رأْسه يَقْطُرُ منه الدم، مقلوب عن اسْتَدْمى.

دين

الديان: من أسماء الله عز وجل، معناه الحكم القاضي. وسئل بعض السلف عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، فقال: كان ديان هذه الأمة بعد نبيها أي قاضيها وحاكمها. والديان: القهار، ومنه قول ذي الإصبع العدواني:

لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب

 

فينا ولا أنت دياني فتخـزونـي

أي ليست بقاهرلي فتسوس أمري. والديان: الله عز وجل.. والديان: القهار، وقيل: الحاكم والقاضي، وهوفعال من دان الناس أي قهرهم على الطاعة. يقال: دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا، ومنه شعر الأعشى الحرمازي يخاطب سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

يا سيد الناس وديان العرب

وفي حديث أبي طالب: قال له، عليه السلام: أريد منقريش كلمة تدين لهم بها العرب أي تطيعهم وتخضع لهم.
والدين: واحد الديون، معروف. وكل شيء غير حاضر دين، والجمع أدين مثل أعين وديون، قال ثعلبة بن عبيد يصف النخل:

تضمن حاجات العيال وضيفهـم

 

ومهما تضمن من ديونهم تقضي

يعني بالديون ما ينال من جناها، وإن لم يكن دينا على النخل كقول الأنصاري:

أدين وما ديني عليكم بمـغـرم

 

ولكن على الشم الجلاد القراوح

ابن الأعرابي: دنت وأنا أدين إذا أخذت دينا، وأنشد أيضا قول الأنصاري:

أدين وما ديني عليكم بمغرم

قال ابن الأعرابي: القراوح من النخيل التي لا تبالي الزمان، وكذلك من الإبل، قال: وهي التي لا كرب لها من النخيل. ودنت الرجل: أقرضته فهو مدين ومديون. ابن سيده: دنت الرجل وأدنته أعطيته الدين إلى اجل، قال أبو ذؤيب:

أدان وأنبأه الأولـون

 

بأن المدان ملي وفي

الأولون: الناس الأولون والمشيخة، وقيل: دنته أقرضته، وأدنته استقرضته منه. ودان هو: أخذ الدين. ورجل دائن ومدين ومديون، الأخيرة تميمية، ومدان: عليه الدين، وقيل: هو الذي عليه دين كثير. الجوهري: رجل مديون كثر ما عليه من الدين، وقال:

وناهزوا البيع من ترعية رهق

 

مستأرب عضه السلطان مديون

ومديان إذا كان عادته أن يأخذ بالدين ويستقرض. وأدان فلان إدانة إذا باع من القوم إلى أجل فصار له عليهم دين، تقول منه: أدني عشرة دارهم، وأنشد بيت أبي ذؤيب:

بأن المدان ملي وفي

والمدين: الذي يبيع بدين: وادان واستدان وأدان: استقرض واخذ بدين، وهو افتعل، ومنه قول عمر، رضي الله عنه: فادان معرضا أي استدان، وهوالذي يعترض الناس ويستدين، امكنه. وتداينوا: تبايعوا بالدين. واستدانوا استقرضوا. الليث: أدان الرجل، فهو مدين أي مستدين، قال ابومنصور: وهذا خطأ عندي، قال: وقد حكاه شمر لبعضهم وأظنه أخذه عنه. وأدان: معناه أنه باع بدين أو صار له على الناس دين. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: إن فلانا يدين ولا مال له. يقال: دان واستدان وادان، مشددا، إذا أخذ الدين واقترض، فإذا اعطى الدين قيل أدان مخففا. وفي حديثه الاخر عن أسيفع جهينة: فادان معرضا أي استدان معرضا عن الوفاء. واستدانه: طلب منه الدين.واستدانه: استقرض منه، قال الشاعر:

فإن يك يا جناح علي دين

 

فعمران بن موسى يستدين

ودنته: أعطيته الدين. ودنته: استقرضت منه. ودان فلان يدين دينا: استقرض وصار عليه دين فهو دائن، وأنشد الأحمر للعجير السلولي:

ندين ويقضي الله عنا وقد نرى

 

مصارع قوم لا يدينون ضيعا

قال ابن بري: صوابه ضيع، بالخفض على الصفة لقوم، وقبله:

فعد صاحب اللحام سيفا تبـيعـه

 

وزد درهما فوق المغالين واخنع

وتداين القوم واداينوا: أخذوا بالدين، والاسم الدينة. قال أبو زيد: جئت أطلب الدينة، قال: هو اسم الدين. وما أكثر دينته أي دينه. الشبيالني: أدان الرجل إذا صار له دين على الناس. ابن سيده: وأدان فلان الناس أعطاهم الدين وأقرضهم، وبه فسر به بعضهم قول أبي ذؤيب:

أدان وأنبأه الأولـون

 

بأن المدان ملي وفي

وقال شمر في قولهم يدين الرجل أمره: أي يملك وأنشد بيت أبي ذؤيب: أيضا. وأدنت الرجل إذا أقرضته. وقد ادان إذا صا رعليه دين. والقرض: أن يقترض الإنسان دراهم أو دنانير أو حبا أو تمرا أو زبيبا أوما أشبه ذلك ولايجوز لأجل لأن الأجل فيه باطل. وقال شمر: ادان الرجل إذا كثر عليه الدين، وأنشد:

أندان أم نعـاتـان أم ينـبـري لـنـا

 

فتى مثل نصل السيف هزت مضاربه؟

نعتان أي نأخذ العينة. ورجل مديان: يقرض الناس، وكذلك الأنثى بغير هاء، وجمعهما جميعا مدايين. ابن بري: وحكى ابن خالويه أن بعض أهل اللغة يجعل المديان الذي يقرض الناس، والفعل منه أدان بمعنى أقرض، قال: وهذا غريب، وداينت فلانا إذا أقرضته وأقرضك، قال رؤبة:

داينت أروى والديون تقضى

 

فماطلت بعضا وادت بعضا

وداينت فلانا إذا عاملته فأعطيت دينا وأخذت بدين، وتداينا كما تقول قاتله وتقاتلنا. وبعته بدينة أي بتأخير، والدينة جمعها دين، قال رداء بن منظور:

فإن تمس قد عال عن شأنها

 

شؤون فقد طال منها الدين

أي دين على دين. والمدان: الذي لا يزال عليه دين، قال: والمديان إن شئت جعلته الذي يقرض كثيرا، وإن شئت جعلته الذي يستقرض كثيرا. وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم، منهم المديان الذي يريد الأداء، المديان: الكثير الدين الذي عليه الديون، وهو مفعال من الدين للمبالغة. قال والدائن الذي يستدين، والدائن الذي يجري الدين. وتدين الرجل إذا استدان، وأنشد:

تعيرني بالدين قومي وإنـمـا

 

تدينت في أشياء تكسبهم حمدا

ويقال: رأيت بفلان دينة إذا رأى به سبب الموت. ويقال: رماه الله بدينه أي بالموت لأنه دين على كل أحد. والدين: الجزاء والمكأفاة. ودنته بفعله دينا: جزيته، وقيل الدين المصدر، والدين الاسم،قال:

دين هذا القلب من نعم

 

بسقام ليس كالسقـم

وداينه مدانية وديانا كذلك أيضا. ويوم الدين: يوم الجزاء. وفي المثل: كما تدين تدان أي كما تجازي نجازي أي تجازي بفعلك وبحسب ماعملت، وقيل: كما تفعل يفعل بك، قال خويلد بن نوفل الكلابي للحرث بن أبي شمر الغساني، وكان اغتصبه ابنته:

يا أيها الملك المخوف أماترى

 

ليلا وصبحا كيف يختلفـان

ه تستطيع الشمس أن تأتي بها

 

ليلا وهل لك بالملـيك يدان

يا حار أيقن أن ملكـك زائل

 

واعلم بأن كما تـدين تـدان

أي تجزي بما تفعل، ودانه دينا أي جازاه. وقوله تعالى: إنا لمدينون، أي مجزيون محاسبون، ومنه الديان في صفة الله عز وجل. وفي حديث سلمان: إن الله ليدين للجماء من ذات القرن أي يقتص ويجزي. والدين الجزاء. وفي الحديث أي عمرو: لا تسبوا السلطان فإن كان لا بد فقولوا اللهم دنهم كما يدينونا أي اجزهم بما بعاملونا به. والدين الحساب، ومنه قوله تعالى: مالك يوم الدين، وقيل: معناه مالك يوم الجزاء. وقوله تعالى: ذلك الدين القيم، أي ذلك الحساب الصحيح والعدد المستوي. والدين الطاعة. وقد دنته ودنت له أي أطعته، قال عمرو بن كلثوم:

وأياما لنا غـرا كـرامـا

 

عصينا الملك فيها أن ندينا

ويروى:

وأيام لنا ولهم طوال

والجمع الأديان يقال: دان بكذا بديانة، وتدين به فهو دين ومتدين. ودينت الرجل تديينا إذا وكلته إلى دينه. والدين: الإسلام، وقد دنت به. وفي حديث علي، عليه السلام، محبة العلماء دين يدان به. والدين: العادة والشأن، تقول العرب: مازال ذلك ديني وديدني أي عادتي، قال المثقب العبدي يذكر ناقته:

تقول إذا درأت لها وضيني

 

أهذا دينـه أبـدا ودينـي

وروى قوله:

دين هذا القلب من نعم

يريد يا دينه أي ياعادته، والجمع أديان. والدينة: كالدين،قال أبوذؤيب:

ألا يا عناء القلب من ام عامر

 

ودينته من حب من لا يجاور

ودين: عود، وقيل: لا فعل له. وفي الحديث: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله، قال أبوعبيد: قوله دان نفسه أي أذلها واستعبدها، وقيل: حاسبها. يقال: دنت القوم أدينهم إذا فعلت ذلك بهم، قال الأعشى يمدح رجلا:

هودان الرباب إذ كرهوا الدي

 

ن دراكا بغـزوة وصـيال

ثم دانت بعد الرباب وكانـت

 

كعذاب عـقـوبة الأقـوال

قال: هو دان الرباب يعني أذلها، ثم قال: ثم دانت بعد الرباب أي ذلت له وأطاعته والدين لله من هذا إنما هو طاعته والتعبد له. ودانه دينا أي أذله واستعبده يقال: دنته فدا.وقوم دين أي دائنون، وقال:

وكان الناس إلا نحن دينا

وفي التنزيل العزيز: ما كان ليأخذه أخاه في دين الملك، قال قتادة: في قضاء الملك. ابن الأعرابي: دان الرجل إذا عز، ودان إذا ذل، ودان إذا أطاع، ودان إذا عصى، ودان إذا اعتاد خيرا أو شرا، ودان إذا أصابه الدين، وهو داء، وأنشد:

يا دين قلبك من سلمى وقد دينا

قال: وقال المفضل معناه يا داء قلبك القديم. ودنت الرجل: خدمته وأحسنت إليه. والدين: الذل. والمدين: العبد. والمدينة: الأمة المملوكة كأنهما أذلهما العمل، قال الأخطل:

ربت وربا في حجرها ابن مدينة

 

يظل على مستحاته يتـركـل

ويروى: في كرمها ابن مدينة، قال أبوعبيدة: أي ابن امة، وقال ابن الأعرابي: معنى ابن مدينة عالم بها كقوله هذا ابن بجدتها. وقوله تعالى: إننا لمدينون، أي مملوكون. وقوله تعالى: فلولا أن كنتم غير مدينين ترجعونها، قال الفراء: غير مدينين أي غير مملوكين. قال: وسمعت غير مجزيين، وقال أبو إسحق: معناه لا ترجعون الروح إن كنتم صادقين أن لكم في الحياة والموت قدرة، وهذا كقوله: قل فادرؤوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين. ودنته أدينه دينا: سسته. ودنته: ملكته. ودينته أي ملكته. ودينته القوم: وليته سياستهم، قال الحطئية:

لقد دينت أمر بنيك حتى

 

تركتهم أدق من الطحين

يعني ملكت، ويروى: سوست، يخاطب أمه، وناس يقولون: ومنه سمي المصر مدينة. والديان: السائس، وأنشد بيت ذي الإصبع العدواني:

لاه ابن عمك لا افضلت في حسب

 

يوما ولا أنت دياني فتخـزونـي

قال ابن السكيت: أي ولا أنت مالك أمري فتسوسني، ودنت الرجل تديينا إذا وكلته إلى دينه. والدين: الحال. قال النضربن سميل: سألت أعرابيا عن شيء فقال: لو لقيتني على دين غير هذه لأخبرتك. الدين ما يتدين به الرجل. والدين: السلطان. والدين: الورع. والدين: القهر. والدين: المعصية. والدين: الطاعة. وفي حديث الخوارج: يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، يريد أن دخولهم في الإسلام ثم خروجهم منه لم يتمسكوا منه بشيء كالسهم الذي يدخل في الرمية ثم نفذ فها وخرج منها ولم يعلق به منها شيء، قال الخطابي: قد أجمع علماء المسلمين واجازوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم وقبول شهادتهم، وسئل عنهم علي بن أبي طالب، عليه السلام، فقيل: أكفار هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، وهؤلاء يذكرون الله بكرة واصيلا، فقيل: ماهم؟ قال: قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا. قال الخطابي: يعني قوله، صلى الله عليه وسلم، يمرقون من الدين، أراد بالدين الطاعة أي أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة وينسلخون منها، والله أعلم. ودين الرجل في القضاء وفيما بينه وبين الله: صدقه. ابن الأعرابي: دينت الحالف أي نويته فيما حلف، وهو التديين. وقوله في الحديث: أنه، عليه السلام، كان على دين قومه، قال ابن الأثير: ليس المراد به الشرك الذي كانوا عليه، وإنما أراد أنه كان على ما بقي فيهم من إرث إبراهيم، عليه السلام، من الحج والنكاح والميراث وغير ذلك من أحكام الإيمان، وقيل: هو من الدين العادة يريد به أخلاقهم من الكرم والشجاعة وغير ذلك. وفي حديث الحج: كانت قريش ومن دان بدينهم أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه واتخذ دينهم له دينا وعبادة. وفي حديث دعاء السفر: أستودع الله دينك وأمانتك، جعل دينه وأمانته من الودائع لأن السفر يصيب الإنسان فيه المشقة، والخوف فيكون ذلك سببا لإهمال بعض امور الدين فدعا له بالمعونة والتوفيق، وأما الأمانة ههنا فيريد بها اهل الرجل وماله ومن يخلفه عن سفره. والدين: الداء، عن اللحياني، وأنشد:

يا دين قلبك من سلمة وقد دينا

قال: يا دين قلبك يا عادة قبلك وقد دين أي حمل على ما يكره وقال الليث: معناه وقد عود. الليث: الدين من الأمطار ما تعاهد موضعا لايزال يرب به ويصيبه، وأنشد: معهود ودين، قال أبو منصور، هذا خطأ، والبيت للطرماح وهو:

عقائل رملة نازعن منها

 

دفوف أقاح معهود ودين

أراد: دفوف رمل أو كثب اقاح معهود أي ممطور أصابه عهد من المطر بعد المطر، وقوله ودين أيمودون مبلول من ودنته أدنه ودنا إذا بلللته، والواو فاء الفعل، وهي أصلية وليست بواو العطف، ولا يعرف الدين في باب الأمطار، وهذا تصحيف الليث أوممن زاده في كتابه. وفي حديث مكحول: الدين بين يدي الذهب والفضة، والعشر بين يدي الدين في الزرع والإبل والبقر والغنم، قال ابن الأثير: يعني أن الزكاة تقدم على الدين، والدين يقدم على الميراث.
والديان بن قطن الحارثي: من شرفائهم، فأما قول مسهر بن عمرو الضبي:

ها إن ذا ظالم الديان متكئا

 

على أسرته يسقي الكوانينا

فإنه شبه ظالما هذا بالديان بن قطن بن زياد الحارثي، وهو عبد المدان في نخوته وليس ظالم هو الديان بعينه. وبنو الديان: بطن، قال ابن سيده: أراه نسبوا إلى هذا قال السموأل بن عاديا أو غيره:

فإن بني الديان قطب لقومهم

 

تدور رحاهم حولهم وتجول