قطري بن الفجاءة

الأمير أبو نعامة التميمي المازني البطل المشهور رأس الخوارج خرج زمن ابن الزبير وهزم الجيوش واستفحل بلاؤه جهز إليه الحجاج جيشاً بعد جيش فيكسرهم وغلب على بلاد فارس وله وقائع مشهودة وشجاعة ولم يسمع بمثلها وشعر فصيح سائر فله:

أقول لها وقد طارت شعـاعـاً

 

من الأبطال ويحك لن تراعي

فإنك لو سـألـت بـقـاء يوم

 

على الأجل الذي لك لم تطاعي

فصبراً في مجال الموت صبراً

 

فما نيل الخلود بمسـتـطـاع

ولا ثوب الحياة بـثـوب عـز

 

فيطوي عن أخي الخنع اليراع

سبيل الموت غاية كـل حـي

 

وداعيه لأهل الأرض داعـي

ومن لم يعتبـط يهـرم ويسـأم

 

وتسلمه المنون إلى انقـطـاع

وما للمرء خير في حـياة

 

إذا ما عد من سقط المتاع

 

واسم الفجاءة جعونة بن مازن بقي قطري يحارب نيف عشرة سنة ويسلم عليه بالخلافة استوفى المبرد في كامله أخباره إلى أن سار لحربه سفيان بن الأبرد الكلبي فانتصر عليه وقتله وقيل عثر به الفرس فانكسرت فخذه بطبرستان فظفروا به وحمل رأسه سنة تسع وسبعين إلى الحجاج وكان خطيباً بليغاً كبير المحل من أفراد زمانه.