باب الراء والطاء، الظاء، العين، الغين

رطأ

رَطَأَ المرأَةَ يَرْطَؤُها رَطْأً: نكَحها.
والرَّطَأُ: الحُمْقُ. والرَّطِيءُ، على فَعِيل: الأَحْمق، مِن الرِّطاء، والأَنثى رَطِيئةٌ.
واسْتَرْطَأَ: صار رَطِيئاً.
وفي حديث رَبِيعة: أَدْرَكْتُ أَبْناءَ أَصحابِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يَدَّهِنُون بالرِّطاءِ، وفسره فقال: هو التَّدَهُّن الكثير، أَو قال: الدَّهْنُ الكثير. وقيل: هو الدَّهْن بالماء من قولهم رَطَأْتُ القومَ إذا رَكِبْتَهم بما لا يُحِبُّونَ لأَنَّ الماءَ يَعْلُوه الدُّهْنُ.

رطا

الأَرْطَى: شجر من شجر الرَّمْل، وهو أَفْعَلُ من وجْهٍ وفَعْلى من وجْه لأَنهم يقولون أَديمٌ مأْروط إذا دُبِغَ بوَرَقِه، ويقولون أَديمٌ مَرْطِيٌّ، والواحدة أَرْطاة ولُحوقُ تاء التأْنيثِ فيه يدلُّ على أَن الأَلف فيه ليست للتأْنيث وإنما هي للإلحاق، أَو بُنِيَ الاسمُ عليها؛ وقال الشاعر يصف ذئباً:

لمَّا رأَى أَنْ لا دَعَهْ ولا شِـبَـعْ،

 

مالَ إلى أَرْطاةِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ

وأَرْطَتِ الأَرض: أَنْبَتَتِ الأَرْطى. والرَّواطي: رِمالٌ تُنْبِتُ الأَرْطى؛ قال رؤبة:

أَبْيَض مُنْهالاً منَ الرَّواطِي

وروي: مُنْهَلاًّ مِن الرَّواطي، وفُسِّرَ على هذه الرواية فقيل:الرَّواطي كُثْبانٌ حُمْر، والأَوَّلُ أَصحُّ. وأَديم مَرطِيٌّ: مدبوغ بالأَرْطى.
والرَّاطِيَة والرَّواطِي: موضع من شِقِّ بني سَعْدٍ، قيل: بني سَعْد البحرين؛ قال العجاج:

في دفِّ يَبْنِينَ مِن الرَّواطي

الجوهري: وراطيةُ اسمُ موضع، وكذلك أُراطٌ؛ وهو في شعر عمرو بن كُلْثوم:

ونحنُ الحابِسونَ بذِي أُراطٍ،

 

تَسَفُّ الجلَّةُ الخُورُ الدَّرينا

ورَطاها رَطْواً: نكَحَها، وقد تقدم في الهمز.والرَّواطي: مواضع معروفة.

رطب

الرَّطْبُ، بالفَتْحِ: ضدُّ اليابسِ. والرَّطْبُ: النَّاعِمُ.
رَطُبَ، بالضَّمِّ، يَرْطُب رُطوبَةً ورَطابَةً، ورَطِبَ فهو رَطْبٌ ورَطِيبٌ، ورَطَّبْتُه أَنا تَرْطِيباً.
وجارِيَةٌ رَطْبَة: رَخْصَة. وغلام رَطْبٌ: فيه لِينُ النساءِ. ويقال للمرْأَةِ: يا رَطَابِ، تُسَبُّ به.
والرُّطُبُ: كلُّ عُودٍ رَطْبٍ، وهو جَمْعُ رَطْبٍ.
وغُصنٌ رَطِيبٌ، ورِيشٌ رَطِيبٌ أَي ناعِمٌ.
والمَرْطُوبُ: صاحِبُ الرُّطُوبَةِ.
وفي الحديث: مَن أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآن رَطْباً أَي لَيِّناً لا شِدَّةَ في صَوْتِ قَارِئِه.
والرُّطْبُ والرُّطُبُ: الرِّعْيُ الأَخْضَرُ من بُقُولِ الرَّبِيعِ؛ وفي التهذيب: من البَقْلِ والشجر، وهو اسْمٌ للجِنْسِ.
والرُّطْبُ، بالضمِّ، ساكِنَةَ الطاءِ: الكَلأُ؛ ومنه قول ذي الرمة:

حَتى إذا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَهُ،

 

بأَجةٍ، نَشَّ عَنْها المَاءُ والرُّطْـبُ

وهو مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، أَراد: هَيْجَ كُلِّ عُودٍ رَطْبٍ، والرُّطْبُ: جَمعُ رَطْبٍ؛ أَراد: ذَوَى كُلُّ عُودٍ رَطْبٍ فَهاجَ. وقال أَبو حنيفة: الرُّطْب جماعة العُشْبِ الرَّطْبِ.
وأَرْضٌ مُرْطِبةٌ أَي مُعْشِبَةٌ، كَثِيرةُ الرُّطْبِ والعُشْبِ والكَلإِ.
والرَّطْبة: رَوْضَة الفِصْفِصَة ما دامَتْ خَضْراءَ؛ وقيل: هي الفِصْفِصَةُ نَفْسُها، وجمعُها رِطابٌ.
ورَطَبَ الدَّابَّة: عَلَفها رَطْبَةً.
وفي الصحاح: الرَّطبة، بالفَتْح: القَضْبُ خَاصَّة، ما دامَ طَرِيّاً رَطْباً؛ تقول منه: رَطَبْتُ الفَرَس رَطْباً ورُطوباً، عن أَبي عبيد. وفي الحديث: أَنَّ امرَأَةً قالت: يا رسولَ اللّه، إِنَّا كَلٌّ على آبائِنَا وأَبْنائِنَا، فما يَحِلُّ لَنا منْ أَمْوالِهِمْ؟ فقال: الرَّطْبُ تَأْكُلْنَه وتُهْدِينَه؛ أَراد: مَا لا يُدَّخَر،ولا يَبْقَى كالفواكهِ والبُقول؛ وإِنما خَصَّ الرَّطْبَ لأَنَّ حَطْبَه أَيْسَر، والفسادَ إِليه أَسرَعُ، فإِذا تُرِكَ ولم يُؤْكَلْ، هَلَك ورُمِيَ، بخلافِ اليابس إذا رُفِعَ وادُّخِرَ، فوَقَعَتِ المُسامَحة في ذلك بتركِ الاسْتِئْذانِ، وأَن يجري على العادةِ المُسْتحسَنةِ فيه؛ قال: وهذا فيما بين الآباءِ والأُمهاتِ والأَبناءِ، دون الأَزواجِ والزَّوجاتِ، فليس لأَحدِهما أَن يَفعل شيئاً إِلاَّ بإِذنِ صاحبِه.
والرُّطَبُ: نَضِيجُ البُسْرِ قبلَ أَنْ يُتْمِر، واحدتُه رُطَبةً. قال سيبويه: ليس رُطَبٌ بتكسيرِ رُطَبةٍ، وإِنما الرُّطَب، كالتَّمْرِ، واحد اللفظ مُذَكَّر؛ يقولون: هذا الرُّطَب، ولو كان تَكْسيراً لأَنثوا.
وقال أَبو حنيفة: الرُّطَب البُسْرُ إذا انهَضَم فَلانَ وحَلا؛ وفي الصحاح: الرُّطَبُ من التمر معروفٌ، الواحدة رُطَبة، وجمع الرُّطَبِ أَرْطابٌ ورِطابٌ أَيضاً، مثلُ رُبَعٍ ورِباعٍ، وجمعُ الرُّطَبةِ رُطَباتٌ ورُطَبٌ. ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ ورَطَّبَ وأَرْطَبَ: حانَ أَوانُ رُطَبِه. وتَمرٌ رَطِيبٌ: مُرْطِبٌ.
وأَرْطَبَ البُسْر: صار رُطَباً. وأَرْطَبَتِ النخلة، وأَرْطَبَ القَوْمُ: أَرْطَبَ نَخْلُهم وصار ما عليه رُطَباً.
ورَطَبَهم: أَطْعَمَهم الرُّطَب. أَبو عمرو: إذا بلَغ الرُّطَب اليَبِيس، فوُضِعَ في الجِرارِ، وصُبَّ عليه الماءُ، فذلك الرَّبيطُ؛ فإِنْ صُبَّ عليه الدِّبْسُ، فهو المُصَقَّر.
ابن الأَعرابي: يقال للرَّطْبِ: رَطِبَ يَرْطَبُ، ورَطُبَ يَرْطُبُ رُطُوبة؛ ورَطَّبَتِ البُسرة وأَرْطَبَت، فهي مُرَطِّبةٌ ومُرْطِبة.
والرَّطْبُ: المُبْتَلُّ بالماءِ. ورَطَّبَ الثوْبَ وَغيرَه وأَرْطَبَه كِلاهما: بَلَّه؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

بشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِـيب، بـدُوره

 

أَرْطَى، يَعُوذُ به، إذا مَا يُرطَبُ

رطز

التهذيب: أَهمله الليث. وقال أَبو عمرو في كتاب الياقوت: الرَّطَزُ الضعيف، قال: وشَعَرٌ رَطَزٌ أَي ضعيف.

رطس

الأَزهري: قال ابن دُرَيْد الرَّطْسُ الضربُ ببطن الكف، قال الأَزهري: لا أَحفظ الرَّطْسَ لغيره. وقد رَطسَه يَرْطُسُه ويَرْطِسُه رَطْساً: ضربه بباطن كفه.

رطط

الرَّطِيطُ: الحُمْقُ. والرَّطِيطُ أَيضاً: الأَحْمَقُ، فهو على هذا اسم وصفة. ورجل رَطِيطٌ ورَطِيءٌ أَي أَحمقُ. وأَرَطَّ القومُ: حَمُقُوا. وقالوا: أَرِطِّي فإِنَّ خَيْرَكِ بالرَّطِيطِ؛ يُضْرب للأَحمق الذي لا يرزق إِلا بالحُمْقِ، فإِن ذهَبَ يَتعاقَلُ حُرِمَ. وقومٌ رَطائطُ: حَمْقَى؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

مَهْلاً، بَني رُومانَ، بعضَ عِتابِكُـمْ،

 

وإِيّاكُمُ والهُلْبَ مِنِّي عَـضـارِطـا

أَرِطُّوا، فقد أَقْلَقْتُمُ حَـلَـقـاتِـكُـمْ،

 

عسَى أَن تَفُوزُوا أَن تكُونوا رَطائطا

ولم يُذْكر للرّطائط واحد؛ يقول: اضْطَرَبَ أَمرُكم من جهة الجِدِّ والعقل فاحْمُقوا لعلكم تَفُوزون بجهلكم وحُمْقِكم؛ قال ابن سيده: وقوله أَقْلَقْتُم حَلَقاتِكم يقول أَفْسَدْتم عليكم أَمرَكم من قول الأَعشى:

لقد قَلَّقَ الحَلْقَ إِلا انْتِظارا

وقال ابن الأَعرابي: تقول للرجل رُطْ رُطْ إذا أَمرته أَن يتَحامَقَ مع الحَمْقَى ليكون له فيهم جَدٌّ.
ويقال: اسْتَرْطَطْتُ الرجلَ واسْتَرْطَأْتُهُ إذا اسْتَحْمَقْتَه.
والرَّطْراطُ: الماء الذي أَسْأَرَتْه الإِبلُ في الحِياضِ نحو الرِّجْرِجِ.
والرَّطِيطُ: الجَلَبةُ والصِّياحُ، وقد أَرَطُّوا أَي جَلَّبُوا.

رطع

رطَعَها يَرْطَعُها رَطْعاً: كَطَعَرَها أَي نكحها.

رطل

الرَّطْل والرِّطْل: الذي يوزن به ويكال؛ رواه ابن السكيت بكسر الراء؛ قال ابن أَحمر الباهلي:

لها رِطْلٌ تَكِيل الزيت فيه

 

وفَلاّحٌ يَسُوق بها حِمارا

قال ابن الأَعرابي: الرِّطْل ثنتا عشرة أُوقِيَّة بأَواقي العرب، والأُوقِيَّة أَربعون درهماً، فذلك أَربعمائه وثمانون درهماً، وجمعه أَرطال.
الحربي: السُّنَّة في النكاح رِطْلٌ، وشَرَحه كما شرحه ابن الأَعرابي؛ قال أَبو منصور: السُّنَّة في النكاح ثنتا عشرة أُوقِيَّة ونَشٌّ، والنَّشُّ عشرون دِرهماً، فذلك خمسمائة دِرْهم؛ روي ذلك عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان صَداق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأَزواجه اثنتي عشرة أُوقِيَّة ونَشّاً؛ وورد في حديث عمر، رضي الله عنه: اثنتا عشرة أُوقِيَّة ولم يذكر النَّشَّ، والأُوقِيَّة مكيال أَيضاً. الليث: الرَّطْل مقدار مَنٍّ، وتكسر الراء فيه. الجوهري: الرِّطْل والرَّطْل نصف مَنا.
ورَطْلَه يَرْطُله رَطْلاً، بالتخفيف، إذا رازه ووزَنه ليعلم كمْ وزنُه. وغلام رَطْلٌ ورِطْلٌ: قَضيف. والرِّطْل: المسترخي من الرجال.
الأَزهري: الرَّطْل، بالفتح، الرجل الرِّخْو الليِّن. والرَّطْل والرِّطْل أَيضاً: الذي راهَق الاحتلام، وقيل الذي لم تشتدَّ عِظامُه. ورجل رَطْلٌ ورِطْل: إِلى اللِّين والرخاوة، وهو أَيضاً الكبير الضعيف، وكذلك هو من الخيل، والأُنثى من كل رِطْلة ورَطْلة؛ وأَنشد ابن بري لعمران بن حَطَّان:

مُوَثَّق الخَلْق لا رَطْل ولا سَغِل

وأَنشد لآخر:

ولا أُقيم للغلام الرَّطْل

وأَنشد لآخر:

غُلَيِّم رَطْل وشيخ دامر

وتَرْطيل الشعر: تدهينه وتكسيره. ورَطَّل شعرَه: لَيَّنه بالدُّهْن وكَسَّره وثَنَّاه. التهذيب: ومما يخطئ العامة فيه قولهم رَطَّلت شعري إذا رَجَّلته، وأَما الترطيل فهو أَن يُلَيِّن شعره بالدهن والمسح حتى يلين ويَبْرُق. ابن الأَعرابي: رَطَّل شعره إذا أَرخاه وأَرسله من قولهم رجل رَطْلٌ إذا كان مسترخياً. وفي حديث الحسن: لو كُشِف الغِطاء لشُغِل مُحْسِن بإِحسانه ومُسِيءٌ بإِساءته عن تجديد ثوب أَو ترطيل شعر؛ وهو تليينه بالدُّهْن وما أَشبهه. وفرس رِطْلٌ: خفيف، بالكسر لا غير. أَبو عبيد: فرس رَطْل، والأُنثى رَطْلة، والجمع رِطال، وهو الضعيف الخفيف؛ وأَنشد:

تراه كالذئب خفيفاً رَطْلا

ورجل رَطْل: أَحمق، والأُنثى بالهاء. والرَّطْل: العَدْل، بفتح الراء.
والرُّطَيْلاء: موضع.

رطم

رَطَمه يَرْطُمُه رَطْماً فارْتَطَم: أوحَله في أمر لا يَخْرُج منه. وارْتَطَم في الطين: وقع فيه فتَخَبَّط. ورَطَمْت الشيء في الوحْل رَطْماً فارْتَطَم هو فيه أي ارتبك فيه. وارتَطم عليه الأمر إذا لم يَقْدِر على الخُروج منه. وفي حديث الهجرة: فارْتَطَمتْ بسُراقة فرسُه أي ساخت قَوائمها كما تَسُوخ في الوَحْل. وفي حديث عليّ: من اتّجر قبل أن يَتَفَقَّه ارتَطَم في الرِّبا ثم ارْتَطَم ثم ارْتَطَم أي وقع فيه وارْتَبَك. ووقع في رُطمَة ورُطُومة أي في أمر يتخَبَّط فيه. وارْتَطَمَ فلان في أمر لا مخْرج له منه إلا بغُمّة لزمته. وارْتَطَمَتْ عليه أُمورُه: عيَّ فيها وسُدَّت عليه مذاهبُه. ورُطِم البعيرُ رَطْماً: احْتَبَس نَجْوه كأُرْطِم.
والتَّراطُم: التَّراكُم. والإرتِطام: الازدِحام.
ورَطَمَ الرجلُ: نَكَحَ. ورَطَمَها يَرْطُمُها رَطْماً: نكحها يكون في المرأَة والأتان؛ قال:

عَيْنا أَتانٍ تَبْتَغِي أن تُرْطَمَا

ورَطَمَ جارِيتَه رَطْماً إذا جامَعَها فأَدخل ذكره كلّه فيها. وامرأَة مَرْطُومَة: مَرْمِيّة بسو مُتَّهمَة بشرّ؛ قال صالح بن الأحنف:

فابْرُزْ، كِلانا أُمه لَئيمـهْ،

 

بِفِعل كلِّ عاهِرٍ مَرْطُومَهْ

والرَّطُوم من النساء: الواسعةُ الفرْج؛ قال الراجز:

يا ابن رَطُومٍ ذاتِ فَرْج عَفْلَق

وامرأة رَطُوم: واسعةُ الجَهاز كثيرة الماء. أبو عمرو: الرَّطُوم الضَّيِّقة الحَياء من النوق، وهي من النساء الرَّتْقاء، ومن الدَّجاج البَيْضاء. قال شمر: أَرْطَمَ الرجلُ وطَرْسَم وأَسبأَ واصْلَخَمَّ واخرنْبَق كله إذا سكت.
والرَّطُوم: الأحمق. والراطِم: اللاَّزِم للشيء.

رطن

رَطَنَ العجميّ يَرْطُنُ رَطْناً: تكلم بلغته. والرَّطَانة والرِّطَانة والمُراطَنة: التكلم بالعجمية، وقد تَراطَنا. تقول: رأَيت أَعجمين يتراطَنان، وهو كلام لا يفهمه العرب؛ قال الشاعر:

كما تَراطَنَ في حافاتِها الرُّومُ

.ويقال: ما رُطَّيْناك هذه أَي ما كلامك، وما رُطَيْناكَ، بالتخفيف أَيضاً. وتقول: رَطَنْتُ له رَطانة ورَاطَنْته إذا كلمته بالعجمية. وتَراطَنَ القومُ فيما بينهم؛ وقال طَرَفة بن العبد:

فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً

 

أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ.

وفي حديث أَبي هريرة قال: أَتت امرأَة فارسية فَرَطَنَتْ له؛ قال: الرَّطانة، بفتح الراء وكسرها، والتَّراطُنُ كلام لا يفهمه الجمهور، وإنما هو مُواضَعةٌ بين اثنين أَو جماعة، والعرب تخص بها غالباً كلام العجم؛ ومنه حديث عبد الله بن جعفَر والنجاشي: قال له عمرو أَما ترى كيف يَرْطُنون بِحزْب الله أَي يَكْنُونَ ولم يُصَرّحوا بأَسمائهم. والرَّطَّانة والرَّطُون، بالفتح: الإِبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلوها، زاد الأَصمعي: إذا كانت كثيراً؛ قال: ويقال لها الطَّحّانة والطَّحُون أَيضاً، ومعنى الرِّفاق أَي نَهَضوا على الإِبل مُمتارين من القُرى كلُّ جماعة رُفْقة؛ وأَنشد الجوهري:

رَطَّانَة من يَلْقَها يُخَيَّب.

رعب

الرُّعْبُ والرُّعُبُ: الفَزَع والخَوْفُ.
رَعَبَه يَرْعَبُه رُعْباً ورُعُباً؛ فهو مَرْعُوبٌ ورَعِيبٌ: أَفْزَعَه؛ ولا تَقُل: أَرْعَبَه ورَعَّبَه تَرْعِيباً وتَرْعاباً، فَرَعَب رُعْباً، وارْتَعَبَ فهو مُرَعَّبٌ ومُرْتَعِبٌ أَي فَزِعٌ. وفي الحديث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهرٍ؛ كان أَعداءُ النبيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، قد أَوْقَعَ اللّهُ في قلوبِهمُ الخَوْفَ منه، فإِذا كان بينَه وبينَهم مَسِيرَةُ شَهْرٍ، هابُوه وفَزِعُوا منه؛ وفي حديث الخَنْدَق:

إِنَّ الأُولى رَعَّبُوا عَلَيْنا

قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، بالعين المهملة، ويروى بالغين المعجمة، والمشهورُ بَغَوْا من البَغْيِ، قال: وقد تكرر الرُّعْب في الحديث. والتِّرْعابةُ: الفَروقة من كلِّ شيءٍ. والمَرْعَبة: القَفْرة المُخِيفة، وأَن يَثِب الرجُلُ فيَقْعُدَ بجَنْبِكَ، وأَنتَ عنه غافِلٌ، فتَفْزَعَ.
ورَعَبَ الحَوْضَ يَرْعَبُه رَعْباً: مَلأَه. ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ يَرْعَبُه: مَلأَه، وهُو منه.
وسَيْلٌ راعِبٌ: يَمْلأُ الوادِيَ؛ قال مُلَيْحُ بنُ الحَكَم الهُذَلي:

بِذِي هَيْدَبٍ، أَيْمَا الرُّبى تحتَ وَدْقِه،

 

فتَرْوى، وأَيْمَا كلُّ وادٍ فـيَرْعَـبُ

ورَعَبَ: فِعْلٌ مُتَعَدٍّ، وغيرُ متعدٍّ؛ تقول: رَعَبَ الوادي، فهو راعِبٌ إذا امْتَلأَ بالماءِ؛ ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ: إذا مَلأَهُ، مِثْلُ قَوْلِهم: نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه، فمن رواه: فيَرْعَبُ، بضم لام كلّ، وفتح ياء يَرْعَب، فمعناه فيَمْتَلِئُ؛ ومن رَوَى: فيُرْعَب، بضم الياء، فمعناه فيُمْلأُ؛ وقد رُوِيَ بنصب كلٍّ، على أَن يكونَ مفعولاً مقدَّماً لِيَرْعَبُ، كقولك أَما زيداً فضَرَبْت، وكذلك أَما كلّ وادٍ فيَرْعَب؛ وفي يَرْعَبُ ضميرُ السَّيْلِ والمطَرِ، وروي فيُرْوِي، بضم الياءِ وكسر الواو، بدل قوله فتَرْوَى، فالرُّبى على هذه الرواية في موضع نصب بيُرْوِي، وفي يُرْوي ضميرُ السَّيْل أَو المطَر، ومَن رواه فتَرْوَى رَفَع الرُّبى بالابتداءِ وتَرْوَى خَبره.
والرَّعِيبُ: الذي يَقْطُر دَسَماً.
ورَعَّبَتِ الحمامةُ: رَفَعَت هَديلَها وشَدَّتْه.
والرَّاعِبيُّ: جِنْسٌ من الحَمَامِ. وحَمامةٌ راعِبِيَّة: تُرَعِّبُ في صَوْتِها تَرْعِيباً، وهو شِدّة الصوت، جاءَ على لفظِ النَّسَب، وليس به؛ وقيلَ: هو نَسَبٌ إِلى موضِعٍ، لا أَعرِفُ صِيغة اسمِه. وتقول: إِنه لشَدِيدُ الرَّعْبِ؛ قال رؤبة:

ولا أُجِيبُ الرَّعْبَ إِن دُعِيتُ

ويُرْوى إِنْ رُقِيتُ. أَراد بالرَّعْب: الوعيد؛ إِن رُقِيتُ، أَي خُدِعْتُ بالوعيدِ، لم أَنْقَدْ ولم أَخَفْ.
والسِّنامُ المُرَعَّبُ: المُقَطَّع.
ورَعَب السَّنامَ وغيرَهُ، يَرْعَبُه، ورَعَّبَه: قَطَعَه. والتِّرعِيبةُ، بالكسر: القِطْعَةُ منه، والجمعُ تِرْعِيبٌ؛ وقيل: التِّرْعِيبُ السنامُ المُقَطَّع شَطَائِبَ مُسْتَطِيلَةً، وهو اسمٌ لا مَصدر. وحكى سيبويه: التِّرْعِيبَ في التِّرعِيبِ، على الإِتباعِ، ولم يَحْفِلْ بالساكِنِ لأَنه حاجِزٌ غيرُ حَصِينٍ.
وسَنامٌ رَعِيبٌ أَي مُمْتَلِئٌ سَمِينٌ. وقال شمر: تَرْعِيبُه ارتِجاجُه وسِمَنُه وغِلَظُه، كأَنه يَرْتَجُّ من سِمَنِه.
والرُّعْبُوبَة: كالتِّرْعِيبةِ، ويقال: أَطْعَمَنا رُعْبُوبةً من سنامٍ عندَه، وهو الرُّعْبَبُ. وجاريةٌ رُعْبوبةٌ ورُعْبوبٌ ورِعْبيبٌ: شَطْبة تارَّةٌ، الأَخيرة عن السيرافي من هذا، والجمع الرَّعابِيبُ؛ قال حُمَيْد:

رَعابِيبُ بِيضٌ، لا قِصارٌ زَعانِفٌ،

 

ولا قَمِعات، حُسْنُـهُـنَّ قَـرِيبُ

أَي لا تَسْتَحْسِنُها إذا بَعُدَتْ عَنْك، وإِنما تَسْتَحْسِنُها عند التأَملِ لدَمامَة قامتِها؛ وقيل: هي البيضاءُ الحَسَنةُ، الرَّطْبة الحُلْوة؛ وقيل: هي البيضاءُ فقط؛ وأَنشد الليث:

ثُمَّ ظَلِلْنا في شِواءٍ، رُعْبَبُـه

 

مُلَهْوَجٌ، مِثل الكُشَى نُكَشِّبُهْ

وقال اللحياني: هي البيضاءُ الناعمة. ويقال لأَصلِ الطلعة: رُعْبوبة أَيضاً. والرُّعْبُوبة: الطويلة، عن ابن الأَعرابي. وناقة رُعْبوبة ورُعْبوبٌ: خفيفة طَيَّاشة؛ قال عبيد بن الأَبرص:

إِذا حَرَّكَتْها الساقُ قلـت: نَـعـامَةٌ،

 

وإِن زُجِرَتْ، يوماً، فلَيْسَتْ برُعْبُوبِ

والرُّعْبوبُ: الضعِيفُ الجبان.
والرَّعْب: رُقْيةٌ من السِّحْر، رَعَبَ الرَّاقي يَرْعَب رَعْباً.
ورجلٌ رَعَّابٌ: رَقَّاءٌ من ذلك.
والأَرْعَبُ: القَصِيرُ، وهو الرَّعيبُ أَيضاً، وجَمْعُه رُعُبٌ ورُعْبٌ؛ قالت امرأَة:

إِني لأَهْوَى الأَطْوَلِين الغُلْبا،

 

وأُبْغِضُ المُشَيَّبِينَ الرُّعْبـا

والرَّعْباءُ: موضِعٌ، وليس بثَبَتٍ.

رعبل

جَمَلٌ رَعْبَلٌ: ضخم؛ فأَما قوله:

منتشرٌ، إذا مَشَى، رَعْبَلُّ

إِذا مَطاه السَّفَرُ الأَطْوَلُّ،

والبَلَدُ العَطَوّدُ الهَوْجَـلُّ

فإِنه أَراد رَعْبَل والأَطْوَل والهَوْجَل فثَقَّل كل ذلك للضرورة.
ورَعْبَل اللحمَ رَعْبَلة: قَطَّعه لتصل النار إِليه فتُنْضجه، والقطْعة الواحدة رُعْبُولة. ورَعْبَل الثوبَ فتَرَعْبَل: مَزَّقه فتمزق. والرُّعْبولة: الخِرْقة المتمزقة. والرَّعْبِلة: ما أَخْلَق من الثوب. وثوب مُرَعْبَل أَي ممزق، وتَرَعْبَل. وثوب رَعابيلُ: أَخْلاقٌ، جمعوا على أَن كل جزء منه رعْبُولة؛ قال ابن سيده: وزعم ابن الأَعرابي أَن الرَّعابيل جمع رِعْبِلة، وليس بشيء، والصحيح أَنه جمع رُعْبولة، وقد غَلِط ابن الأَعرابي. ويقال: جاء فلان في رَعابيل أَي في أَطمار وأَخلاق. والرَّعابيل: الثياب المتمزقة. وفي الحديث: أَن أَهل اليمامة رَعْبَلوا فسُطاط خالد بالسيوف أَي قَطَّعوه؛ ومنه قصيد كعب بن زهير:

تَفْرِي اللَّبان بكَفَّيْها، ومِدْرَعُها

 

مُشَقَّقٌ عن تَرَاقِيها، رَعابيل

وريح رَعْبَلة إذا لم تسقم في هُبوبها؛ قال ابن أَحمر يصف الريح: عَشْواء رَعْبَلة الرَّواح، خَجَوْ جاة الغُدُوِّ، رَواحُها شَهْر وامرأَة رَعْبَلٌ: في خُلْقان الثياب ذات خُلْقان؛ وقيل: هي الرَّعْناء الحَمْقاء؛ قال أَبو النجم:

كصَوْت خَرْقاء تلاحِي، رَعْبَل

وفي الدعاء: ثَكِلته الرَّعْبَل أَي أُمُّه الحَمْقاء، وقيل: ثَكِلَته الرَّعْبَل أَي أُمُّه، حَمْقاء كانت أَو غير حَمْقاء. يقال: ثَكِلَتْه الجَثَل وثَكِلته الرَّعْبَل، معناهما ثَكِلته أُمه؛ وأَنشد ابن بري:

وقال ذو العَقْل لمن لا يَعْقِل

 

اذهب إِليك، ثَكِلَتْك الرَّعْبَل،

وقال شمر في قول الكميت يصف ذئباً:

يراني في اللِّمام له صَدِيقاً

 

وشادِنَةُ العَسابِرِ رَعْبَلِيب

قال شمر: يراني يعني الذئب، وشادنة العَسابر: يعني أَولادها ورَعْبَلِيب أَي مُلاطِفة؛ وقال غيره: رَعْبَلِيب يُمَزِّق ما قدر عليه من رَعْبَلْت الجلد إذا مَزَّقته؛ ومنه ابن أَبي الحُقَيْق:

مَنْ سَرَّه ضَرْبٌ يُرَعْبِل بعضُه

 

بعضاً، كمَعْمَعة الأَباء المُحْرَق

الجوهري: رَعْبَلت اللحم قَطَّعته؛ ومنه قول الشاعر: تَرَى الملوك حَوْله مُرَعْبَله، يَقْتُل ذا الذنب، ومن لا ذنب له ويروى مُغَرْبَله؛ وقال آخر:

طَها هُذْرُبَانٌ قَلَّ تغميضُ عينـه

 

على دَبَّةٍ، مثل الخَنِيف المُرَعْبَل

وقال آخر:

قد انْشَوَى شِواؤنا المُرَعْبَلُ

 

فاقْتَرِبوا إِلى الغَدَاء فكُلُوا،

وأَبو ذُبيان بن الرَّعْبَل

رعث

الرَّعْثة: التَّلْتَلَة، تُتَّخَذ من جُفِّ الطَّلْع، يُشْرَبُ بها. ورَعْثةُ الدِّيك: عُثْنونُه ولِحيتُه. يقال: دِيكٌ مُرَعَّثٌ؛ قال الأَخْطَلُ يصف ديكاً:

ماذا يُؤَرِّقُني، والنَّوْمُ يُعْجِـبُـنـي،

 

من صَوْتِ ذي رَعَثاثٍ ساكِنِ الدارِ

ورَعَثَتا الشاة: زَنَمَتاها تحت الأُذُنين؛ وشاة رَعْثاءُ، من ذلك.
ورَعِثَتِ العَنْزُ رَعَثاً، ورَعَثَتْ رَعْثاً: ابْيَضَّتْ أَطراف زَنَمَتَيْها. والرَّعْثُ والرَّعْثة: ما عُلِّقَ بالأُذُن من قُرْط ونحوه، والجمع: رِعَثةٌ ورِعاثٌ؛ قال النمر:

وكلُّ خَليلٍ، عليه الـرِّعـا

 

ثُ والحُبُلاتُ، كَذوبٌ مَلِقْ

وتَرَعَّثَتِ المرأشة أَي تَقَرَّطَتْ.
وصبيٌّ مُرَعَّثٌ: مُقَرَّط؛ قال رؤْبة:

رَقْراقةٌ كالرَّشَإِ المُرَعَّثِ

وكان بَشَّارُ بنُ بُرْدٍ يُلَقَّبُ بالمُرَعَّثِ، سمي بذلك لرِعاثٍ كانت له في صغَره في أُذُنه.
وارْتَعَثَتِ المرأَةُ: تَحَلَّتْ بالرِّعاثِ؛ عن ابن جني. وفي الحديث: قالت أُمُّ زينَبَ بنت نُبَيطٍ كنتُ أَنا وأُخْتايَ في حَجْرِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلؤ.
الرِّعاثُ: القِرَطةُ، وهي من حُليِّ الأُذُن، واحدتُها: رَعْثة، ورَعَثة أَيضاً، بالتحريك، وهو القُرْطُ، وجِنْسُها: الرَّعْثُ والرَّعَثُ. ابن الأَعرابي: الرَّعْثة في أَسفل الأُذن، والشَّنْفُ في أَعْلى الأُذن، والرَّعْثة دُرَّة تُعَلَّقُ في القُرْط.
والرَّعَثةُ: العِهْنةُ المُعَلَّقة من الهَوْدَج ونحوه، زِينةً لها كالذَّباذِبِ؛ وقيل: كلُّ مُعَلَّقٍ رَعَثٌ، ورَعَثة، ورُعْثةٌ، بالضم، عن كراع. وخَصَّ بعضهم به القُرْطَ والقِلادَة ونحوَهما؛ قال الأَزهري: وكلُّ مِعْلاق كالقُرْطِ ونحوه يُعَلَّقُ من أُذنٍ أَو قِلادةٍ، فهو رِعاثٌ، والجمع رعْثٌ ورِعاثٌ ورُعُثٌ، الأَخيرة جمع الجمع. والرَّعَثُ: العِهْنُ عامَّة. وحكي عن بعضهم: يقال لراعُوفةِ البئر: راعُوثة. قال: وهي الأُرْعُوفة والأُرْعوثةُ، وتفسيره في العين والراءِ. وفي حديث سحر النبي، صلى الله عليه وسلم: ودُفِنَ تحتَ راعوثةِ البئر؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، والمشهور بالفاءِ، وهي هي، وسيُذكر في موضعه.

رعثن

الأَزهري في الرباعي: قال الليث وغيره الرَّعْثَنَةُ التَّلْتَلَة تتخذ من جُفّ الطَّلْعة فيشرب منها.

رعج

رَعَجَ البرقُ ونحوه يَرْعَجُ رَعْجاً ورَعَجاً وارْتَعَجَ: اضطربَ وتتابعَ. والارتعاجُ في البرق: كثرتُه وتتابعُه. والإِرْعاجُ: تلأْلؤُ البرق وتفرّطه في السحاب؛ وأَنشد العجاج:

سَحّاً أَهاضِيبَ وبَرْقاً مَرْعِجا

قال أَبو سعيد: الارتعاج والارتعاش والارتعاد، واحد. وارْتَعَجَ العدد: كثر. وارْتِعاجُ المال: كثرته. والرَّعْجُ: الكثير من الشاء مثل الرَّفِّ. ويقال للرجل إذا كثر ماله وعدده: قد ارْتَعَجَ مالُه وارْتَعَجَ عدده.
وارْتَعَجَ الوادي: امتلأَ. وفي حديث قتادة في قوله تعالى: خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم بَطَراً ورِثاءَ الناسِ؛ هم مشركو قريش يوم بدر، خرجوا ولهم ارْتِعاجٌ أَي كثرة واضطرابٌ وتَمَوُّجٌ. قال ابن سيده: ورَعَجَني الأشمرُ وأَرْعَجَني: أَقلقني. قال ابن الأَثير: وفي حديث الإِفك: فارْتَعَجَ العسكرُ؛ قال: ويقال رَعَجَهُ الأَمر وأَرْعَجَهُ أَي أَقلقه؛ ومنه رَعِجَ البرق وأَرْعَجَ إذا تتابع لمَعانه. قال الأَزهري: هذا منكر ولا آمن أَن يكون مصحَّفاً، والصواب أَزعجني بمعنى أَقلقني، بالزاي، وسنذكره.

رعد

الرِّعْدَة: النافض يكون من الفزع وغيره، وقد أُرْعِدَ فارتَعَدَ.
وتَرَعْدَد: أَخَذته الرعدة. والارتعاد: الاضطراب، تقول: أَرعده فارتعد.
وأُرْعِدَت فرائصه عند الفزع. وفي حديث زيد بن الأَسود: فجيء بهما تُرْعَد فرائصهما أَي ترجف وتضطرب من الخوف.
ورجل تِرْعِيد ورِعْديد ورِعْديدَة: جبان يُرْعَدُ عند القتال جبناً؛ قال أَبو العيال:

ولا زُمَّـيْلَةٌ رِعْـدي

 

دَةٌ رَعِشٌ، إذا ركبوا

ورجل رِعْشيش: مثل رَعْديد، والجمع رعاديد ورعاشِيشُ، وهو يَرْتَعِدُ ويَرْتَعِشُ. ونبات رعديد: ناعم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

والخازِبازِ السَّنِمَ الرِّعديدا

وقد تَرَعَّد. وامرأَة رِعديدة: يترجرج لحمها من نَعْمتها وكذلك كلُّ شيءٍ مترجرج كالقَريس والفالوذ والكثيب ونحوه، فهو يَتَرَعدَد كما تترعدد الأَليَة؛ قال العجاج: فهو كَرِعْديدِ الكَثيب الأَيْهم والرِّعديد المرأَة الرَّخْصة. وقيل لأَعرابي: أَتعرف الفالوذ؟ قال: نعم أَصفر رِعْديد. وجارية رِعْديدة: تارّة ناعِمة، وجَوارٍ رعاديدُ.
ابن الأَعرابي: وكثيب مُرْعِد أَي مُنْهال، وقد أُرْعِدَ إِرْعاداً؛ وأَنشد:

وكفَلٌ يَرْتَجُّ تَحتَ المِجْـسَـدِ،

 

كالغُصْن بين المُهَدات المُرْعَد

أَي ما تمهد من الرمل. والرعد: الصوت الذي يسمع من السحاب. وأَرْعَد القوم وأَبرَقوا: أَصابهم رعد وبرق. ورعَدت السماء تَرْعُد وترعَد رعْداً ورُعوداً وأَرْعَدت: صوّتت للإِمطار. وفي المثل: رب صَلَفٍ تحتَ الراعدَة؛ يضرب للذي يكثر الكلام ولا خير عنده. وسحابة رعَّادة: كثيرة الرعد. وقال اللحياني: قال الكسائي: لم نسمعهم قالوا رعادة. وأَرْعَدنا: سمعنا الرَّعْدَ. ورُعِدْنا: أَصابنا الرعد. وقال اللحياني: لقد أَرْعَدنا أَي أَصابنا رَعد. وقوله تعالى: يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَنه ملك يزجر السحاب؛ قال: وجائز أَن يكون صوت الرعد تسبيحه لأَن صوت الرعد من عظيم الأَشياء. وقال ابن عباس: الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإِبل بحُدائه. وسئل وهب بن منبه عن الرعد فقال: الله أَعلم. وقيل: الرعد صوت السحاب والبرق ضوءٌ ونور يكونان مع السحاب. قالوا: وذكر الملائكة بعد الرعد في قوله عز وجل: ويسبح الرعد بحمده والملائكة، يدل على أَن الرعد ليس بملك. وقال الذين قالوا الرعد ملك: ذكر الملائكة بعد الرعد وهو من الملائكة، كما يذكر الجنس بعد النوع. وسئل عليّ، رضي الله عنه، عن الرعد فقال: مَلَك، وعن البرق فقال: مَخاريقُ بأَيدي الملائكة من حديد. وقال الليث: الرعد ملك اسمه الرعد يسوق السحاب بالتسبيح؛ قال: ومن صوته اشتق فعل رَعَدَ يَرْعُد ومنه الرِّعْدَة والارتعاد. وقال الأَخفش: أَهل البادية يزعمون أَن الرعد هو صوت السحاب والفقهاء يزعمون أَنه ملك.
ورَعَدت المرأَة وأَرْعدَت: تحسنت وتعرّضت. ورَعَدَ لي بالقول يَرْعُد رَعْداً، وأَرْعَد: تهدَّدَ وأَوعد. وإِذا أَوْعد الرجل قيل: أَرْعَدَ وأَبرَقَ ورَعَدَ وبرَقَ؛ قال ابن أَحمر:

يا جَلَّ ما بَعُدَت علـيك بِـلادُنـا

 

وطِلابُنا، فابرُقْ بأَرضك وارْعُد،

الأَصمعي: يقال رَعَدت السماء وبَرَقت ورعَدَ له وبرق له إذا أَوعده، ولا يجيز أَرعَدَ ولا أَبرَقَ في الوعيد ولا السماء؛ وكان أَبو عبيدة يقول: رَعَدَ وأَرعَدَ وبرق وأَبرَقَ بمعنى واحد، ويحتج بقول الكميت:

أَرْعِـدْ وأَبــرِقْ يا يزي

 

دُ، فما وعِيدُك لي بضائر،

ولم يكن الأَصمعي يحتج بشعر الكميت. وقال الفراء: رعَدَت السماءُ وبَرَقَت رعْداً ورُعوداً وبَرْقاً وبُروقاً بغير أَلف. وفي حديث أَبي مليكة: إِن أُمَّنا ماتت حين رعَد الإِسلامُ وبَرَق أَي حين جاء بوعيده وتَهَدُّده. ويقال للسماء المنتظَرَة إذا كثر الرعد والبرق قبل المطر: قد أَرعدت وأَبرقت؛ ويقال في ذلك كله: رعَدَت وبَرَقَت.
ويقال: هو يُرَعْدِدُ أَي يُلحف في السؤال. ورجل رَعَّادة ورَعَّاد:كثير الكلام.
والرُّعَيْداءُ: ما يرمى من الطعام إذا نُقِّي كالزؤانِ ونحوه، وهي في بعض نسخ المصنف رُغَيْداء، والغين أَصح والرَّعَّاد: ضرب من سمك البحر إذا مسه الإِنسان خَدِرَتْ يده وعضده حتى يَرْتَعِدَ ما دام السمك حيّاً.
وقولهم: جاء بذاتِ الرَّعْدِ والصَّلِيلِ، يعني بها الحرب.
وذاتُ الرَّواعِدِ: الداهية.
وبنو راعِد: بطن، وفي الصحاح: بنو راعِدة.

رعز

المِرْعِزُّ والمِرْعِزَّى والمِرْعِزاءُ والمَرْعِزَّى والمَرْعِزَاءُ: معروف، وجعل سيبويه المِرْعِزَّى صفة عنى به اللَّيِّنَ من الصوف.
قال كراع: لا نظير للمِرْعِزَّى ولا للمِرْعِزاءِ. وثوب مُمَرْعَزٌ: من باب تَمَدْرَعَ وتَمَسْكَنَ، وإِن شدَّدت الزاي من المِرْعِزَّى قَصَرْتَ، وإِن خففت مددت، والميم والعين مكسورتان على كل حال، وحكى الأَزهري: المِرْعِزَّى كالصوف يخلص من بين شعر العَنْزِ. وثوب مِرْعِزَّى على وزن شِفْصِلَّى، قال: ويقال مَرْعِزاءُ، فمن فتح الميم مدّه وخفف الزاي، وإِذا كسر الميم كسر العين وثقل الزاي وقصر. الجوهري: المِرْعِزَّى الزَّغَبُ الذي تحت شعر العنز، وهو مَفْعِلَّى، لأَن فَعْلِلَّى لم يجئ وإِنما كسروا الميم إِتباعاً لكسرة العين، كما قالوا مِنْخِر ومِنْتِن، وكذلك المِرْعِزاءُ إذا خففت مددت، وإِن شددت قصرت، وإِن شئت فتحت الميم، وقد تحذف الأَلف فتقول مِرْعِزٌّ، وهذه ذكرها الأَزهري في الرباعي.

رعس

الرَّعْسُ والارْتِعاس: الانْتِفاض، وقد رَعَسَ، فهو راعِسٌ؛ قال الراجز:

والمَشْرَفيُّ في الأَكُفِّ الرُّعَّسِ،

بمَوْطِنٍ يُنْبِطُ فيه المُحْتَسِي،

بالقَلَعِيَّاتِ نِطافَ الأَنْفُسِ

ورمح رَعَّاسٌ: شديد الاضطراب. وتَرَعَّس: رَجَفَ واضطرب. ورمح مَرْعُوس ورَعَّاس إذا كان لَدْنَ المَهَزَّة عَرَّاصاً شديد الاضطراب.
والرَّعْسُ: هَزُّ الرأْس في السير. وناقة راعِسَة: تَهُزُّ رأْسها في سيرها، وبعير راعِسٌ ورَعِيسٌ كذلك؛ قال الأَفوَه الأَوْديّ:

يَمْشي خِلالَ الإَبْلِ مُسْتَسْلِـمـاً

 

في قِدِّهِ، مَشْيَ البَعيرِ الرَّعِيسْ

والرَّعَسانُ: تحريك الرأْس ورَجَفانهُ من الكِبَر؛ وأَنشد لنَبْهانَ:

سَيَعْلَمُ مَنْ يَنْوي جَـلائي أَنـنـي

 

أَريبٌ، بأَكْنافِ النَّضِيضِ، حَبَلْبَسُ

أَرادوا جلائي يومً فَيْدَ، وقَرَّبـوا

 

لِحىً ورُؤُوساً للشهادةِ تَرْعَـسُ

وفي التهذيب: حَبَلَّسُ، وقال: الحَبَلَّسُ والحَلْبَسُ والحُلابسُ الشجاع الذي لا يبرح مكانه. وناقة رَعُوسٌ: وهي التي قد رَجَف رأَسُها من الكِبَر، وقيل: تحرَّك رأْسها إذا عَدَتْ من نَشاطها. الفراء: رَعَسْتُ في المشي أَرْعَسُ إذا مشيت مشياً ضعيفاً من إِعْياء أَو غيره.
والارْتِعاسُ: مثلُ الارتِعاش والارْتِعادِ، يقال: ارْتَعَسَ رأْسه وارْتَعَشَ إذا اضْطرب وارْتَعَدَ، وأَرْعَسَه مثل أَرْعَشَة؛ قال العجاج يصف سيفاً يَهُذُّ ضَريبَتَه هَذّاً:

يُذْري بإِرْعاسِ يَمينِ المُؤْتَلي

 

خُضُمَّةَ الدَّارِع هَّذَّ المُخْتَلي

ويروى بالشين؛ يقول: يقطع وإِن كان الضارب مُقَصِّراً مُرْتَعِشَ اليدِ.
يُذْري أَي يُطِير. والإِرْعاسُ: الارْتِجافُ. والمُؤْتَلي: الذي لا يبلغ جُهْدَه. وخُضُمَّةُ كل شيء: معظمُه. والدَّارِعُ: الذي عليه الدِّرْعُ، يقول: يقطع هذا السيفُ مُعْظَمَ هذا الدارع على أَن يمين الضارب به تَرْجُف، وعلى أَنه غير مجتهد في ضربته، وإِنما نعت السيف بسرعة القطع.
والمُخْتَلي: الذي يَحْتَشُّ بمِخْلاه، وهو مِحَشُّه.
ورَعَسَ يَرْعَسُ رَعْساً، فهو راعِسٌ ورَعُوسٌ: هَزَّ رأْسه في نومه؛ قال:

عَلَوْت حين يَخْضَعُ الرَّعُوسا

والمَرْعُوسُ والرَّعِيسُ: الذي يُشدّ من رجاله إِلى رأْسه بحبل حتى لا يرفع رأْسه، وقد فسر بيت الأَفوه به.
والمِرْعَسُ: الرجل الخسيس القَشَّاشُ، والقشَّاشُ: الذي يلتقط الطعام الذي لا خير فيه من المزابل.

رعش

الرعَشُ، بالتحريك، والرُّعاشُ: الرِّعْدة. رَعِشَ، بالكسر، يَرْعَشُ رَعَشاً وارْتَعَشَ أَي ارْتَعَدَ، وأَرْعَشَه اللَّه. وارْتَعَشت يدُه إذا ارْتَعدت. وارْتَعَش رأْسُ الشيخ إذا رجَف من الكِبَر.
والرُّعاشُ: رِعْشةٌ تَعْتري الإِنسان من داء يُصيبه لا يسكن عنه. ورجل رَعِشٌ: مُرتَعِش؛ قال أَبو كبير:

ثم انْصرفْتُ، ولا أَبُثّك حِـيْبـتـي

 

رَعِش البنانِ أَطِيشُ مَشْيَ الأَصْورِ

وعندي أَن رعِشاً على النسَب لأَنه لم نجد له فعلاً، ورُعِشَ وأُرْعِشَ.
ورجل رَعِيشٌ: مُرْتَعِشٌ. ورجل رِعْشيشٌ: يُرْعَشُ في الحرب جُبْناً.
ورجل رَعِشٌ أَي جبان. ويقال: أَخذتْ فلاناَ رِعْشةٌ عند الحرب ضعْفاً وجُبْناً. ويقال: إِنه لَرَعِشٌ إِلى القِتال وإِلى المعروف أَي سريعٌ إِليه. والرِّعْشةُ: العَجَلةُ؛ وأَنشد:

والمُرْعَشِينَ بالقَنا المُقَوّم

كأَنما أَرْعَشُوهم أَي أَعْجَلُوهم. والرَّعْشَنُ: المُرْتَعِشُ. وجمل رَعْشَنٌ: سريعٌ لاهتزازِه في السير، نونُهما زائدةٌ؛ وناقة رَعْشَنة ورَعْشاء كذلك، وقيل: الرَّعْشاء الطويلة العنق. والرَّعْشاءُ من النعام: الطويلةُ، وقيل: السريعة، وظَلِيم رَعِشٌ كذلك، وهو على تقدير فَعِل بدلٌ من أَفْعَل، خالَفوا بصيغة المذكر عن صيغة المؤنث ومثله كثير، وكذلك الناقة الرَّعْشاءُ، والجمل أَرْعَشُ وهو الرَّعْشَنُ والرَّعْشَنةُ وأَنشد:

من كلّ رَعْشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ

والنون زائدة في الرَّعْشَن كما زادوها في الصَّيْدَنِ، وهو الأَصْيَدُ من الملوك، وكما قالوا للمرأَة الخلاَّبة خَلْبَنٌ؛ ويقال: الرَّعْشَنُ بناءٌ رباعيّ على حِدَة. وتسمى الدابة رَعْشاءَ لانتقاضها من شَهامتها ونشاطها. وناقة رَعُوشٌ، مثل رَعُوس: للتي يَرْجُف رأَسُها من الكِبَر.
والرَّعْشُ: هزُّ الرأْس في السير والنوم.
والمَرْعَش: جنس من الحمام وهي التي تُحَلِّقُ، وبعضهم يضم مِيمَه.
ويَرْعِش: ملِكٌ من ملوك حِمْيَر كان به ارتعاشٌ فسُمي بذلك. ورَعِشٌ: فرس لسلمة بن يزيد الجُعْفيّ. ومَرْعَش: بلدٌ في الثغور من كُوَرِ الجزيرة، وقيل: هو موضع ولم يُعَيَّن؛ قال:

فلو أَبْصَرَتْ أُمُّ القُدَيدِ طِعانَـنـا

 

بمَرْعَشَ رَهْطَ الأَرْمَنيّ، أَرنّت

رعص

الارْتِعاصُ: الاضطرابُ؛ رعَصَه يَرْعَصُه رَعْصاً: هَزّه وحرّكه.
قال الليث: الرَّعْصُ بمنزلة النَّفْض. وارْتَعَصَت الشجرةُ: اهْتَزَّت.
ورَعَصَتْها الرِّيحُ وأَرْعَصَتْها: حَرّكتها. ورَعَصَ الثَّوْرُ الكلبَ رَعْصاً: طعنَه فاحْتَمَلَه على قَرنِه وهزَّه ونفَضه. وضرَبه حتى ارْتَعَص أَي الْتَوى من شدّة الضَّرْب. وارْتَعَصَت الحيّة: الْتَوت؛ قال العجاج:

إِنيَ لا أَسْعَى إِلـى داعِـيّهْ،

 

إِلا ارْتِعاصاً كارْتِعاصِ الحَيّه

ْ وارْتَعَصَتِ الحيّةُ إذا ضُرِبَت فلَوَتْ ذَنَبَها مثل تَبَعْصَصَتْ.
وفي الحديث: فضربَتْها بيدِها على عَجُزِها فارْتَعَصَت أَي تَلَوَّتْ وارْتَعَدتْ. وارْتَعَصَ الجَدْيُ: طفَرَ من النَّشاطِ، وارْتَعَص الفرسُ كذلك. وارْتَعَصَ البَرْق: اضطرب، وارْتَعَصَ السُّوق إذا غَلا؛ هكذا رواه البخاري في كتابه لأَبي زيد، والذي رواه شمر ارْتَفَصَ، بالفاء. قال: وقال شمر لا أَدْري ما ارْتَفَصَ؛ قال الأَزهري: وارْتَفَصَ السُّوقُ، بالفاء، إذا غلا صحيح. ويقال: رَعَصَ عليه جلدُه يَرْعَصُ وارتَعَصَ واعْتَرَصَ إذا اخْتَلَجَ. وفي حديث أَبي ذر: خرج بفرس له فَتَمَعَّكَ ثم نَهَضَ ثم رَعَصَ فَسَكّنَه، وقال: اسْكُنْ فقد أُجِيبَتْ دَعْوتُك، يريد أَنه لما قام من مَراغِه انتفض وارتعد.

رعض

النهاية لابن الأَثير: في حديث أَبي ذر خرج بفرس له فَتَمعَّكَ ثم نَهَضَ ثم رَعَضَ أَي لَمَّا قام من مُتَمَعَّكِه انتَفَضَ وارْتَعَدَ.
وارْتَعَضَتِ الشجرة إذا تحرّكت، ورَعَضَتْها الريحُ وأَرْعَضَتْها.
وارْتَعَضَت الحيّة إذا تَلَوَّت؛ ومنه الحديث: فضَربت بيدها على عجُزها فارْتَعَضَتْ أَي تَلَوَّتْ وارْتَعَدَت.

رعظ

رُعْظُ السهْم: مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ وفَوْقه لَفائفُ العَقَب، والجمع أَرْعاظٌ؛ وأَنشد:

أَرْمِي إذا ما شَدَّدَ الأَرْعاظا،

 

ى قِسِيٍّ حُرْبِظَت حِرْباظا

وفي الحديث: أَهْدَى له يَكْسُوم سِلاحاً فيه سَهم قد رُكِّب مِعْبَلُه في رُعْظِه؛ الرُّعْظُ: مَدْخَلُ النَّصْلِ في السهم. والمِعْبَلُ والمِعْبلة: النَّصْل. وفي المثل: إِنه ليَكْسِرُ عليك أَرْعاظ النبْل غضَباً؛ يُضْرب للرجل الذي يشتدّ غضَبُه، وقد فُسِّر على وجهين: أَحدهما أَنه أَخذ سهماً وهو غَضْبانُ شديد الغضب فكان ينْكُت بنصله الأَرض وهو واجِمٌ نكْتاً شديداً حتى انكسر رُعْظُ السهم، والثاني أَنه مثل قولهم إِنه ليَحْرِقُ عليكَ الأُرَّم أَي الأَسنان، أَرادوا أَنه كان يُصَرِّف بأَنيابِه من شدَّة غضَبه حتى عَنِتَت أَسناخُها من شدة الصريف، فشبَّه مَداخِل الأَنياب ومَنابِتها بمَداخِل النِّصال من النِّبال.
ورَعَظَه بالعَقَب رَعْظاً، فهو مَرْعُوظ ورَعِيظ: لفَّه عليه وشدَّه به. وفوق الرُّعْظ الرِّصافُ: وهي لَفائفُ العقَب. وقد رَعِظ السهمُ، بالكسر، يَرْعَظُ رَعَظاً: انكسر رُعْظُه، فهو سهم رَعِظٌ. وسهم مَرْعُوظ:وصفَه بالضعْف، وقيل: انكسر رُعظه فشُدَّ بالعقَب فَوْقَه، وذلك العقَبُ يسمَّى الرِّصاف، وهو عيب؛ وأَنشد ابن بري للراجز:

اضَلَني وسهْمُه مَرْعُوظ

رعع

ابن الأَعرابي: الرَّعُّ السكون. والرَّعاعُ: الأَحداثُ. ورَعاعُ الناس: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن المَوسم يَجمع رَعاع الناس أَي غَوْغاءهم وسُقّاطَهم وأَخلاطَهم، الواحد رَعاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله عنه، حين تَنَكَّرَ له الناس: إِن هؤلاء النفر رَعاع غَثَرةٌ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: وسائر الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ قال أَبو منصور: قرأْت بخط شمر والرُّعاعُ كالزجاج من الناس، وهم الرُّذال الضُّعفاء، وهم الذين إذا فَزِعوا طاروا؛ قال أَبو العَمَيْثَل: ويقال للنعامة رَعاعة لأَنها أَبداً كأَنها مَنْخوبة فَزعةٌ.
وتَرَعْرعت سِنُّه وتَزَعْزعت إذا تحركت. والرَّعْرعة: اضطرابُ الماء الصافي الرقيق على وجه الأَرض، ومنه قيل: غلام رَعْرعٌ، وربما قيل: تَرَعْرع السَّراب على التشبيه بالماء. والرَّعْرعةُ: حسن شَبابِ الغُلام وتحرُّكه. وشابٌّ رُعْرُعٌ ورُعْرعة؛ عن كراع، ورَعْرَعٌ ورَعْراعٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني: مُراهِق حسَن الاعْتِدال، وقيل مُحْتَلِم، وقيل قد تحرّك وكَبِرَ، والجمع الرَّعارِعُ؛ قال لبيد وقال ابن بري، وقيل هو للبَعِيث:

تُبَكِّي على إِثْرِ الشَّبابِ الذي مَضَى

 

أَلا إِنّ أَخْدانَ الشَّبابِ الرَّعـارِعُ

وقد تَرَعْرَعَ الصبيُّ أَي تحرّك ونشأَ. وغلامٌ مُتَرَعْرِعٌ أَي مُتَحَرِّك. ورَعْرَعَه الله أَي أَنبته. قال أَبو منصور: سمعت العرب تقول للقَصَب إذا طالَ في مَنْبِته وهو رَطْب: قَصَب رَعْراعٌ، ومنه يقال للغُلام إذا شَبَّ واسْتَوَت قامَتُه: رَعْراعٌ ورَعْرَعٌ، والجمع الرَّعارِعُ. وفي حديث وهب: لو يَمُرّ على القَصَب الرَّعْراعِ لم يسمع صوته؛ قال ابن الأَثير: هو الطّوِيل من ترَعْرَع الصبيُّ إذا نشأَ وكَبِر؛ وقال لبيد:

أَلا إِنّ أَخْدان الشَّبابِ الرعارعُ

ويقال: رَعْرَعَ الفارسُ دابته إذا لم يكن رَيِّضاً فركبه ليَرُوضَه؛ قال أَبو وجْزةَ السَّعْدِي:

تَرِعاً يُرَعْرِعُه الغُلامُ، كأَنّه

 

صَدَعٌ يُنازِعُ هِزّةً ومِراحا

رعف

الرَّعْفُ: السَّبْقُ، رَعَفْتُ أَرْعُفُ؛ قال الأَعشى:

به ترعُفُ الأَلْفَ إذْ أُرْسِلَتْ

 

غَداةَ الصَّباحِ، إذا النَّقْعُ ثارا

ورَعَفَه يَرْعَفُه رَعْفاً: سَبَقَه وتقدَّمَه؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ.
والرُّعاف: دم يَسْبِقُ من الأَنف، رَعَف يَرْعُفُ ويَرْعَفُ رَعْفاً ورُعافاً ورَعُفَ ورَعِفَ. قال الأَزهري: ولم يُعْرَف رُعِفَ ولا رَعُفَ في فِعْلِ الرُّعاف. قال الجوهري: ورَعُفَ، بالضم، لغة فيه ضعيفة، قال الأَزهري: وقيل للذي يخرج من الأَنف رُعافٌ لسبْقه عِلْم الرَّاعِفِ؛ قال عمرو بن لجَإٍ:

حتى ترى العُلْبةَ من إذْرائِها

يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائِها ، إذا طَوَى الكفّ على رِشائِها وفي حديث أَبي قتادة: أَنه كان في عُرْسٍ فَسَمِعَ جارية تَضْرِب بالدُّفِّ فقال لها: ارْعَفي أَي تقدَّمي. يقال منه: رَعِفَ، بالكسر، يَرْعَفُ، بالفتح، ومن الرُّعاف رَعَفَ، بالفتح، يَرْعُفُ، بالضم، ورَعَفَ الفرسُ يَرْعَفُ ويَرْعُفُ أَي سَبَقَ وتقدم؛ وأَنشد ابن بري لِعُبَيْدٍ:

يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُدَجَّجِ ذي القَوْ

 

نَسِ، حتى يَعُودَ كالتِّـمـثـالِ

قال: وأَنشد أَبو عمرو لأَبي نخيلة:

وهُنَّ بعد القَرَبِ القَسِيِّ

 

مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّ

والقَسِيُّ: الشديدُ. والشَّمَرْذليُّ: الخادي، واسْترعَفَ مثلُه.
والراعِفُ: الفرس الذي يتقدّم الخيلَ. والرَّاعِفُ: طَرَفُ الأَرْنبةِ لتَقَدّمه، صفة غالبة، وقيل: هو عامّة الأَنف، ويقال للمرأَة: لُوثي على مراعِفِك أَي تَلَثَّمِي، ومَراعِفُها الأَنفُ وما حَوْله. ويقال: فَعَلْتُ ذلك على الرَّغْمِ من مَراعِفِه مثل مَراغِمِه. والرَّاعِف: أَنفُ الجبل على التشبيه، وهو من ذلك لأَنه يَسْبِقُ أَي يتقدم، وجمعه الرّواعِفُ. والرّواعِفُ: الرِّماحُ، صفة غالبة أَيضاً، إما لتقدُّمِها للطَّعْن، وإما لِسَيَلانِ الدم منها. والرَّعْفُ: سُرعْة الطعن؛ عن كراع. وأَرْعَفَه: أَعْجَلَه، وليس بثبَتٍ. أَبو عبيدة: بينا نحن نذكر فلاناً رَعَفَ به البابُ أَي دخل علينا من الباب. وأَرْعَفَ قِرْبَتَه أَي ملأَها حتى تَرْعُفَ؛ ومنه قول عمرو بن لجإٍ:

يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائهـا

 

إذا طَوَى الكفّ على رِشائها

وراعُوفةُ البئر وراعُوفُها وأُرْعُوفَتها: حجر ناتئ على رأْسها لا يُسْتَطاعُ قَلْعُه يقوم عليه المُسْتقي، وقيل: هو في أَسْفلها، وقيل: راعُوفة البئر صخرة تُتْرَكُ في أَسْفَلِ البئر إذا احْتُفِرَتْ تكون ثابتة هناك فإذا أَرادوا تَنْقِيةَ البئر جلس المُنَقِّي عليها، وقيل: هي حجر يكون على رأْس البئر يقوم المستقي عليه، ويروى بالثاء المثلثة، وقد تقدم، وقيل: هو حجر ناتئ في بعض البئر يكون صُلْباً لا يمكنهم حَفْره فيترك على حاله، وقال خالد ابن جَنْبَةَ: راعوفةُ البئر النَّطَّافةُ، قال: وهي مثل عَيْن على قدر جُحْر العَقْرب نِيطَ في أَعلى الرَّكِيّة فيُجاوِزُونها في الحفْر خَمْس قِيَمٍ وأَكثر، فربما وجدوا ماء كثيراً تَبَجُّسُه، قال: وبالرُّوبَنْج عينٌ نَطّافة عذْبة، وأَسفَلَها عين زُعاقٌ، فتَسمع قَطَرانَ النطّافة فيها طرق. قال شمر: من ذهب بالراعُوفةِ إلى النّطّافةِ فكأَنه أَخذه من رُعافِ الأَنف، وهو سَيَلانُ دمِه وقَطَرانُه، ويقال ذلك سيلان الذَّنِينِ؛ وأَنشد قوله:

كلا مَنْخَرَيْه سابقـاً ومُـعَـشِّـراً

 

بما انْفَضَّ من ماء الخَياشِيم راعِفُ

قال: ومَنْ ذَهَبَ بالراعُوفةِ إلى الحجر الذي يتقدَّم طَيَّ البئر على ما ذكر فهو منْ رَعَفَ الرجل أَو الفرس إذا تقدَّم وسبَق. وفي الحديث عن عائشة: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سُحِرَ وجُعِل سِحْرُه في جُفِّ طَلْعةٍ ودُفِنَ تحْتَ راعُوفةِ البئر، ويروى راعُوثة، بالثاء المثلثة، وقد تقدم.
واسْتَرْعَفَ الحَصى مَنْسِمَ البعير أَي أَدْماه.
والرُّعافيُّ: الرجل الكثيرُ العَطاء مأْخوذ من الرُّعافِ وهو المطَرُ الكثير. والرُّعُوفُ: الأَمطار الخِفاف، قال: ويقال للرجل إذا اسْتَقْطَرَ الشحمة وأَخذ صُهارتَها: قد أَوْدَفَ واسْتَوْدَفَ واسْتَرْعَفَ واسْتَوْكَفَ واسْتَدامَ واسْتَدْمى، كله واحد. ورَعْفانُ الوالي: ما يُسْتَعْدى به. وفي حديث جابر: يأْكلون من تلك الدابَّة ما شاؤوا حتى ارْتَعَفُوا أَي قَوِيَتْ أَقدامُهم فركبوها وتقدموا.

رعق

الرُّعاقُ: صوت يُسمع من قُنْب الدابّة؛ وقيل: هو صوت بطن المُقْرِف رَعَقَ يَرْعَقُ رُعاقاً؛ وقال اللحياني: ليس للرُّعاق ولا لأَخواته كالضَّغِيبِ والوَعِيق والأَزْمَلِ فِعْل؛ وفي التهذيب: الرَّعيقُ والرُّعاقُ والوَعِيقُ والوُعاقُ الصوت الذي يُسمع من بطن الناقة؛ قال الأَصمعي: وهو صوت جُرْدانه إذا تَقَلْقَلَ في قُنْبه. الليث: الرُّعاقُ صوت يسمع من قنب الدابة كما يسمع الوَعِيقُ من ثَفْرِ الأُنثى. يقال: وعَقَ يَعِقُ وُعاقاً، ففرق بين الرَّعيق والوَعِيق، والصواب ما قاله ابن الأعرابي. قال ابن بري:الرَّعيقُ والرُّعاق والوَعِيقُ والوُعاقُ بمعنى؛ عن ابن الأَعرابي، وهو صوت البطن من الحِجْر وجُرْدان الفرس. وقال ابن خالويه: الرُّعاق صوت بطن الفرس إذا جرى، ويقال له الوَقِيبُ والخَضِيعةُ.

رعل

الرَّعْل: شِدَّة الطعن، والإِرْعال سرعته وشِدَّته. ورَعَله وأَرْعَله بالرُّمْح: طَعَنه طَعْناً شديداً. وأَرْعَل الطَّعْنة: أَشبعها وملك بها يده، ورَعَله بالسيف رَعْلاً إذا نَفَخه به، وهو سيف مِرْعَلٌ ومِخْذَم.
والرَّعْلة: القَطِيع أَو القِطْعة من الخيل ليست بالكثيرة، وقيل: هي أَوَّلها ومُقَدِّمتها، وقيل: هي القطعة من الخيل قدر العشرين، والجمع رِعال وكذلك رِعال القَطا؛ قال:

تَقُود أَمام السِّرْب شُعْثاً كأَنَّـهـا

 

رِعال القَطا، في وِرْدهن بُكُور

وقال امرؤ القيس:

وغارةٍ ذاتِ قَيْرَوانٍ

 

كأَن أَسرابَها الرِّعال

وأَنشد الجوهري لَطَرفة:

ذُلُقٌ في غارة مسفـوحة

 

كَرِعال الطير أَسراباً تَمُرّ

قال ابن بري: رواية الأَصمعي في صدر هذا البيت:

ذُلُق الغارة في أَفْراعِهم

ورواية غيره:

ذُلُق في غارة مسفـوحة

 

ولَدى البأْس حماة ما تَفِرّ

قال: وصوابه أَن يقول الرَّعْلة القطعة من الطير، وعليه يصح شاهده لا على الخيل، قال: والرَّعْلة القطعة من الخيل، متقدمة كانت أَو غير متقدمة.قال: وأَما الرَّعيل فهو اسم كل قطعة متقدمة من خيل وجراد وطير ورجال ونجوم وإبل وغير ذلك؛ قال: وشاهد الرَّعيل للإِبل قول القُحَيف العُقَيلي:

أَتَعْرِف أَم لا رَسْمَ دارٍ مُعَطَّـلا

 

من العام يغشاه، ومن عام أَوَّلا؟

قِطارٌ وتاراتٍ حَريق، كأَنَّـهـا

 

مَضَلَّة بَوٍّ في رَعِيل تَعَـجَّـلا

وقال الراعي:

يَجْدُون حُدْباً مائلاً أَشرافهـا

 

في كل مَنْزِلةٍ يَدَعْنَ رَعِيلا

قال ابن سيده: والرَّعِيل كالرَّعْلة، وقد يكون من الخيل والرجال؛ قال عنترة:

إِذ لا أُبادِر في المَضِيق فوارسي

 

أَو لا أُوَكَّل بالـرَّعِـيل الأَول

ويكون من البقر؛ قال:

تَجَرَّدُ من نَصِيَّتهـا نَـواجٍ

 

كما يَنْجو من البَقَر الرَّعِيلُ

والجمع أَرعال وأَراعيل، فإِما أَن يكون أَراعيل جمع الجمع، وإِما أَن يكون جمع رَعِيل كقَطِيع وأَقاطِيع، وقال بعضهم: يقال للقطعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: سِراعاٌ إِلى أَمره رَعِيلاً أَي رُكَّاباً على الخيل. وفي حديث ابن زِمْل: فكأَني بالرَّعْلة الأُولى حين أَشْفَوا على المَرْج كَبَّروا، ثم جاءت الرَّعْلة الثانية، ثم جاءت الرَّعْلة الثالثة؛ قال: يقال للقِطْعة من الفُرْسان رَعْلة، ولجماعة الخيل رَعِيل. والمُسْتَرْعِل: الذي يَنْهَض في الرَّعِيل الأَول، وقيل: هو الخارج في الرَّعِيل، وقيل: هو قائدها كأَنه يَسْتَحِثُّها؛ قال اتأَبَّط شَرّاً:

متى تَبْغِني، ما دُمْت حيّاً مُسَلّماً

 

تَجِدْني مع المُسْترعِل المُتَعَبْهل

وقيل: المُسْترعِل ذو الإِبل، وبه فسر ابن الأَعرابي المسترعِل في هذا البيت؛ قال ابن سيده: وليس بجَيِّد.
والرَّعْل: أَنف الجبل كالرَّعْن، ليست لامه بدلاً من النون؛ قال ابن جني: أَما رَعْل الجبل، باللام، فمن الرَّعْلة والرَّعِيل وهي القطعة المتقدمة من الخيل، وذلك أَن الخيل توصف بالحركة والسرعة. وأَراعيل الرياح: أَوائلُها، وقيل: دُفَعُها إذا تتابعت. وأَراعيل الجَهام: مُقَدِّماتُها وما تَفَرَّق منها؛ قال ذو الرمة:

تُزْجي أَراعيلَ الجَهام الخُور

والرَّعْلة: النَّعامة، سميت بذلك لأَنها تَقَدَّمُ فلا تكادُ تُرى إِلا سابقة للظَّلِيم.
واسْتَرْعَلَت الغنمُ: تتابعت في السير والمَرْعى فتقدَّمَ بعضُها بعضاً. ورَعَل الشيءَ رَعْلاً: وَسَّع شَقَّه، وروى الأَحمر من السَّمات في قطع الجلد الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلقاً، واسم ذلك المُعَلَّق الرَّعْل. والرَّعْلة: جلدة من أُذن الشاة والناقة تشق فتعلق في مؤخرها وتترك نائسة، والصفة رَعْلاء، وقيل: الرَّعْلاء التي شُقَّت أُذنها شَقّاً واحداً بائناً في وسطها فناسَتِ الأُذن من جانبيها؛ قال الجوهري: الرَّعْلة والرَّعْل ما يقطع من أُذن الشاة ويترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمة. والرَّعْلة: القُلْفة على التشبيه بَرْعلة الأُذن.
وغلام أَرْعَل: أَقلف، وهو منه، والجمع أَرعال ورُعْل؛ قال الفِنْدُ الزِّمَّاني واسمه سَهْل بن شيبان وكان عَدِيد الأَلف في الجاهلية:

رأَيت الفِتْيَة الأَعـزا

 

ل مثل الأَينُق الرُّعْل

قال ابن بري: رواه الهَرَوي في الغريبين الأَعزال جمع عُزُل الذي لا سلاح معه مثل سُدُم وأَسدام، ورواه ابن دريد الأَغرال، بالراء، جمع أَغرل وهو الأَغلف. قال ابن بري: والرُّعْل جمع رَعْلاء أَي لا تمتنع منم أَحد.
قال الأَزهري: وكل شيء مُتَدَلٍّ مُسْتَرْخٍ فهو أَرْعَل. ويقال للقَلْفاء من النساء إذا طال موضع خَفْضها حتى يسترخي أَرْعَل؛ ومنه قول جرير:

رَعَثات عُنْبُلها الغِدَفْل الأَرْعَل

أَراد بعُنْبُلها بَظْرَها، والغِدَفْل العريض الواسع؛ ويقال للشاة الطويلة الأُذن رَعْلاء. ونَبْت أَرْعَلُ: طويل مُسْتَرْخٍ؛ قال

تَرَبَّعَتْ أَرْعَن كالنِّقَـال

 

ومُظْلِماً ليس على دَمَال

ورواه أَبو حنيفة: فَصَبَّحَت أَرْعَلَ. وعُشْبٌ أَرعل إذا تَثَنَّى وطال؛ قال:

أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى مَثَّاثا

وفي النوادر: شجرة مُرْعِلة ومُقْصِدة، فإِذا عسَتْ رَعْلَتها فهي مُمْشِرة إذا غَلُظَت، وأَرْعَلَت العَوسجةُ: خرجت رَعْلتها.
ورَجُل أَرْعَل بيِّن الرَّعْلة والرَّعالة: مضطرب العقل أَحمق مُسْتَرْخٍ. والرَّعالة: الحَماقة، والمرأَة رَعْلاء. وفي الأَمثال: العرب تقول للأَحمق: كُلَّما ازدَدْتَ مَثَالة زادك الله رَعالة أَي زاده الله حُمْقاً كلما ازداد غِنىً. والرَّعالة: الرُّعونة، والمَثالة حُسْن الحال والغِنى. الأَصمعي: الأَرعل الأَحمق، وأَنكر الأَرعن؛ ورَعِل يَرْعَل، فهو أَرْعَل.
والرُّعْل: الأَطراف الغَضَّة من الكَرْم، الواحدة رُعْلة؛ هذه عن أَبي حنيفة؛ وقد رَعَّل الكَرْمُ. والرَّعْلة: اسم نخْلة الدَّقَل، والجمع رِعال، والرَّاعِل فُحَّالُها، وقيل: هو الكريم منها، والراعِل الدَّقَل.والرِّعْل: ذكر النَّحْل، ومنه سُمِّي رِعْل بن ذَكْوان. والرَّعْلة: واحدة الرِّعال وهي الطِّوال من النخل. وترك فلان رَعْلة أَي عِيالاً.
ويقال: هو أَخْبَث من أَبي رِعْلة، وهو الذئب، وكذلك أَبو عِسْلة.
والرَّعْلة: اسم ناقة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

والرَّعْلة الخِيرة من بناتها

ورَعْلة: اسم فرس أَخي الخنساء؛ قالت:

وقد فَقَدَتْك رَعْلَةُ فاستراحت

 

فَلَيْتَ الخَيْل فارسها يراها،

ويقال: مَرَّ فلان يَجُرُّ رَعْله أَي ثيابه. ويقال لما تَهَدَّل من الثياب أَرْعَل.
والمُرَعَّل: خيار المال؛ قال الشاعر:

أَبَأْنا بقَتْلانا وسُقْنا بسَـبْـيِنـا

 

نساءً، وجئنا بالهِجان المُرَعَّل

والرُّعْلول: بَقْل، ويقال هو الطَّرْخون.
وابن الرَّعْلاء: من شُعَرائهم. ورِعْل وذَكْوان: قبيلتان من سُلَيْم.
قال ابن سيده: رِعْل ورِعْلة جميعاً قبيلة باليمن، وقيل: هم من سُلَيْم.
والرَّعْل: موضع.

رعم

الرُّعام، بالضم: بالمُخاط، وقيل: مُخاط الخيل والشاء، وجمعه أَرْعِمَة. ورَعَمَتِ الشاة تَرْعَمُ رُعاماً، وهي رَعُوم، وأَرْعَمَت: هُزلت فسال رُعامُها، ورَعَمَ مخاطُها رُعاماً: سال؛ قال الأزهري: هو داء يأْخُذُها في أنفها فيسيل منه شيء فيقال له الرُّعام، بالضم، وفي الحديث: صَلُّوا في مُراح الغنم وامسحوا رُعامَها؛ الرُّعام: ما يسيل من أُنوفها.
والرَّعُوم: الشديد الهُزال؛ قال الأزهري: الرَّعُوم، بالراء، من الشاء التي يسيل مخاطها من الهزال.
ويقال: كِسْرٌ رَعِمٌ ذو شحم. والرِّعْمُ: الشحم؛ قال أبو وجزة:

فيها كُسُورٌ رَعِماتٌ وسُدُف

ابن الأعرابي: الرَّعامُ واليَعْمُورُ الطَّلِيُّ، وهو العَرِيضُ.
ورَعَمَ الشيءَ يَرْعَمُهُ رَعْماً: رَقَبَه ورَعاهُ. ورَعَمَ الشمس يَرْعَمُها: رقب غَيْبوبتها ونظر وُجُوبها منه؛ وهو في شعر الطِّرِمَّاح أورده الأزهري:

ومُشِيح، عَـدْوُهُ مِـتْـأَقٌ،

 

يَرْعَمُ الإيجابَ قبلَ الظَّلام

أي ينتظر وجوب الشمس؛ وأنشد ابن بري للطرماح يصف عَيْراً:

مثل عَيرِ الـفَـلاة شـاخَـسَ فـاهُ

 

طُولُ شَرْسِ القَطا، وطولُ العِضاض

يَرْعَمُ الشمسَ أنْ تَمِيل بـمـثـل ال

 

جَبءِ، جأْبٍ مُقَذَّفٍ بـالـنِّـحـاضِ

قوله يَرْعَمُ أي ينظر، والجَبْءُ: حفرة في الصَّفا، وجَأْب: غليظ، والنِّحاضُ: جمع نَحْضٍ وهو اللحم، والجَبْءُ جمعه أجْباء، والجأْب جمعه أجْآب، والشَّرْسُ: الكِدام. يقال: شَرَسَهُ أي نحضه، وشاخَسَ فاه: صَيَّرَه مختلفاً طويلاً وقصيراً، والقَطا: موضع الرِّدْفِ؛ يقول: إن هذا العَيْرَ مما يَعَضُّ أَعجاز هذه الأُتُنِ قد اختلفت أَسنانه، وشبه عينه التي ينظر بها الشمس بحفرة في حجارة، يعني شدَّتها واستقامتها.
والرُّعامَى: زيادة الكبد، والغين أعلى. والرُّعامَى والرُّعامَةُ: شجر لم يُحَلَّ.
ورَعُومٌ ورِعْمٌ، كلاهما: اسم امرأَة، ورَعْمان ورُعَيمٌ: اسمان. ورَعْمٌ: اسم موضع.

رعن

الأَرْعَنُ: الأَهْوَجُ في منطقة المُسْتَرْخي. والرُّعُونة:الحُمْقُ والاسْتِرْخاء. رجل أَرْعَنُ وامرأَة رَعْناء بَيِّنا الرُّعُونة والرَّعَن أَيضاً، وما أَرْعَنه، وقد رَعُن، بالضم، يَرْعُن رُعُونة ورَعَناً. وقوله تعالى:لا تقولوا راعِنا وقولوا انْظُرْنا؛ قيل:هي كلمة كانوا يذهبون بها إلى سَبِّ النبي، صلى الله عليه وسلم، اشْتَقْوه من الرُّعُونة؛ قال ثعلب: إنما نهى الله تعالى عن ذلك لأَن اليهود كانت تقول للنبي، صلى الله عليه وسلم، راعنا أَو راعونا، وهو من كلامهم سَبٌّ، فأَنزل الله تعالى:لا تقولوا راعنا وقولوا مكانها انْظُرنا؛ قال ابن سيده: وعندي أَن في لغة اليهود راعُونا على هذه الصيغة، يريدون الرُّعُونة أَو الأَرْعَن، وقد قدَّمت أَن راعُونا فاعِلُونا من قولك أَرْعِنِي سَمْعَك. وقرأَ الحسن:لا تقولوا راعِناً، بالتنوين؛ قال ثعلب: معناه لا تقولوا كَذِباً وسُخْريّاً وحُمْقاً، والذي عليه القراءة راعنا، غير منوَّن؛ قال الأَزهري: قيل في راعنا غير منوَّن ثلاثة أَقوال، ذكر أَنه يفسرها في المعتل عند ذكر المراعاة وما يشتق منها، وهو أَحق به من ههنا، وقيل: إن راعنا كلمة كانت تُجْرَى مُجْرَى الهُزءِ، فنهي المسلمون أَن يلفظوا بها بحضرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وذلك أَن اليهود لعنهم الله كانوا اغتنموها فكانوا يسبون بها النبي، صلى الله عليه وسلم، في نفوسهم ويتسترون من ذلك بظاهر المُراعاة منها، فأُمروا أَن يخاطبوه بالتعزيز والتوقفير، وقيل لهم: لا تقولوا راعنا، كما يقول بعضكم لبعض، وقولوا انظرنا. والرَّعَنُ: الاسترخاء.
ورَعَنُ الرحلِ: استرخاؤه إذا لم يحكم شدّه؛ قال خِطَامٌ المُجاشِعيّ، ووجد بخط النيسابوري أَنه للأَغْلَب العِجْلي:

إنا على التَّشواقِ مِنَّا والـحَـزَنْ

 

مما نَمُدُّ للمَطِيِّ المُسْـتَـفِـنْ

نسُوقُها سَنّاً، وبعضُ السَّوْقِ سَنّ،

 

حتى تَـراهـا وكـأَنَّ وكـأَنْ

أَعْناقها مَلَـزَّزاتٌ فـي قَـرَنْ،

 

حتى إذا قَضَّوْا لُباناتِ الشجَـنْ

وكلَّ حاجٍ لفُـلانٍ أَو لِـهَـنْ،

 

قاموا فشَدُّوها لما يُشقي الأَرِنْ

ورَحَلُوها رِحْلَةً فيهـا رَعَـنْ،

 

حتى أَنَخْناها إلى مَـنٍّ وَمَـنْ.

قوله: رحلة فيها رَعَنٌ أَي استرخاءٌ لم يحكم شدّها من الخوف والعجلة. ورعنته الشمسُ: آلمت دماغه فاسترخى لذلك وغُشِيَ عليه. ورُعِنَ الرجلُ، فهو مَرْعُون إذا غُشِيَ عليه؛ وأَنشد:

باكَرَهُ قانِصٌ يَسْعَى بأَكْلُـبِـه،

 

كأَن من أُوارِ الشمسِ مَرْعونُ.

أَي مَغْشِيٌّ عليه؛ قال ابن بري: الصحيح في إنشاده مَمْلُول عوضاً عن مَرْعُون، وكذا هو في شعر عَبْدة بن الطبيب. والرَّعنُ: الأَنف العظيم من الجبل تراه مُتَقَدِّماً، وقيل: الرَّعْنُ أَنف يتقدم الجبل، والجمع رِعانٌ ورُعُون، ومنه قيل للجيش العظيم أَرْعَنُ. وجيش أَرْعَنُ: له فُضول كرِعانِ الجبال، شبه بالرَّعْن من الجبل. ويقال: الجيشُ الأَرْعَنُ هو المضطرب لكثرته؛ وقد جعل الطِّرِمّاحُ ظلمةَ الليل رَعُوناً، شبهها بجبل من الظلام في قوله يصف ناقة تَشُقُّ به ظلمةَ الليل:

تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ الليلِ عنها،

 

إذا طَرَقَتْ بمِرْداسٍ رَعُونِ

ومغمضات الليل: دَياجير ظُلَمِها. بمرداس رَعُونٍ: بجبل من الظلام عظيم، وقيل: الرَّعُون الكثيرة الحركة. وجبل رَعْنٌ: طويل؛ قال رؤبة:

يَعْدِلُ عنه رَعْنُ كل صُدِّ.

وقال الليث: الرَّعْنُ من الجبال ليس بطويل، وجمعه رُعُون. والرَّعْناء: البَصْرة، قال: وسميت البصرة رَعْناء تشبيهاً برَعْنِ الجبل؛ قال الفرزدق:

لولا أَبو مالِكِ المَـرْجُـوُّ نـائِلُـه،

 

ما كانت البصرةُ الرَّعْناء لي وَطنا.

ورُعَيْنٌ: اسم جبل باليمن فيه حصن. وذو رُعَيْن: ملك ينسب إلى ذلك الجبل؛ قال الجوهري: ذو رُعَين ملك من ملوك حِمْيَر، ورُعَيْن حصن له، وهو من ولد الحرث بن عمرو بن حِمْيَر بن سبَإ وهم آلُ ذي رُعَيْن وشَعْبُ ذي رُعَيْن؛ قال الراجز:

جاريةٌ من شَعْبِ ذي رُعَيْنِ،

 

حَيّاكةٌ تَمْشِي بعُلْطَـتَـيْنِ.

والرَّعْناء: عنب بالطائف أَبيض طويل الحب. ورُعَين: قبيلة. والرَّعْن: موضع؛ قال:

غَداةَ الرَّعْنِ والخَرْقاءِ نَدْعُو،

 

وصَرَّحَ باطلُ الظَّنِّ الكذوبِ

خَرْقاء: موضع أَيضاً. وفي حديث ابن جُبَير في قوله عزَّ وجل: أَخْلَدَ إلى الأَرض؛ أَي رَغَنَ. يقال: رَغَنَ إليه وأَرْغَنَ إذا مال إليه ورَكَنَ؛ قال الخَطَّابي: الذي جاءَ في الرواية بالعين المهملة، وهو غلط.

رعي

الرَّعْيُ: مصدر رَعَى الكَلأَ ونحوَه يَرْعى رَعْياً. والراعِي يَرْعى الماشيةَ أَي يَحوطُها ويحفظُها. والماشيةُ تَرْعى أَي ترتفع وتأْكل. وراعي الماشيةِ: حافظُها، صفةٌ غالبة غلَبةَ الاسم، والجمع رُعاةٌ مثل قاضٍ وقُضاةٍ، ورِعاءٌ مثل جائعٍ وجِياعٍ، ورُعْيانٌ مثل شابٍّ وشُبَّانٍ، كسَّروه تكسير الأَسماء كَحاجِرٍ وحُجْرانٍ لأَنها صفة غالبة، وليس في الكلام اسم على فاعل يَعْتَوِرُ عليه فُعَلَة وفِعالٌ إلا هذا، وقولهم آسٍ وأُساةٌ وإساءٌ. وفي حديث الإيمان: حتى تَرى رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُون في البُنْيان. وفي حديث عمر: كأَنه راعِي غَنَمٍ أَي في الجَفَاء والبَذاذةِ. وفي حديث دُرَيْدٍ قال يوم حُنَيْنٍ لمالك بن عوف: إنما هو راعِي ضأْنٍ ما لَه وللحربِ، كأَنه يَسْتَجْهله ويُقَصِّر به عن رُتْبةِ من يَقُودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها؛ وأَما قول ثعلبة بن عُبَيْدٍ العَدَوِيِّ في صفة نخل:

تَبِيتُ رُعاها لا تَخافُ نِزاعَها،

 

وإن لم تُقَيَّدْ بالقُيودِ وبالأُبض

فإن أَبا حنيفة ذهب إلى أَنَّ رُعىً جمعُ رُعاةٍ، لأَن رُعاةً وإن كان جمعاً فإن لفظه الواحد، فصار كمَهُاةٍ ومُهىً، إلا أَن مُهاةً واحد وهو ماءُ الفحل في رَحِم الناقة، ورُعاة جمع؛ وأَما قول أُحَيْحَة:

وتُصْبِحُ حيثُ يَبِيتُ الرِّعاء،

 

وإنْ ضَيَّعوها وإنْ أَهْمَلُوا

إنما عنى بالرِّعاء هنا حَفَظَة النَّخْل لأَنه إنما هو في صفة النَّخِيل؛ يقول: تُصْبح النخلُ في أَماكنها لا تَنْتَشِر كما تنتشر الإبل المُهْمَلة. والرَّعِيَّة: الماشيةُ الراعيةُ أَو المَرْعِيَّة؛ قال:

ثُمَّ مُطِرْنَا مَطْرَةً رَوِيَّهْ،

 

فنَبَتَ البَقْلُ ولا رَعِيَّهْ

وفي التنزيل: حتى يُصْدِرَ الرِّعاءُ؛ جمع الراعي. قال الأَزهري:وأَكثر ما يقال رُعاةٌ للوُلاةِ، والرُّعْيانُ لراعِي الغَنَمِ. ويقال للنَّعَم: هي تَرْعَى وتَرْتَعِي. وقرأَ بعض القُرَّاء: أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً نَرْتَعي ونَلْعَبْ؛ وهو نَفْتَعِلُ من الرَّعْيِ، وقيل: معنى نَرْتَعي أَي يَرْعَى بعضُنا بعضاً.
وفلان يَرْعَى عَلَى أَبِيه أَي يَرْعَى غَنَمَه.
الفراء: يقال إنَّه لَتِرْعِيَّةُ مالٍ إذا كان يَصْلُح المالُ على يَدِهِ ويُجِيدُ رِعْيةَ الإبِل.
قال ابن سيده: رجلٌ تَرعيَّةٌ وتِرْعِيٌّ، بغير هاء، نادرٌ؛ قال تأَبط شرّاً:

ولَسْت بِتِرْعِيّ طَوِيلٍ عَشَاؤُه،

 

يُؤَنِّفُها مُسْتَأَنَفَ النَّبْتِ مُبْهِل

وكذلك تَرْعِيّة وتُرْعِيَّة، مشددة الياء، وتِرْعايَة وتُرْعَايَةٌ بهذا المعنى صِناعتُه وصِنَاعة آبائِهِ الرِّعَايَة، وهو مثال لم يذكره سيبويه. والتِّرْعِيَّة: الحَسَن الالْتِماسِ والارْتِيادِ لِلْكَلإ للماشية؛ وأَنشد الأَزهري للفراء:

ودَار حِفاظٍ قَدْ نَزَلْنَا، وغَيرُها

 

أَحبُّ إلى التِّرْعِيَّةِ الشَّنَـآنِ

قال ابن بري: ومنه قول حكيم بن مُعَيَّة:

يَتْبَعُها تِرْعِيَّةٌ فـيه خَـضَـعْ،

 

في كَفِّة زَيْعٌ، وفي الرُّسْغِ فَدَعْ

والرِّعَايَةُ: حِرْفةُ الرَّاعِي، والمَسُوسُ مَرْعِيٌّ؛ قال أَبو قيس بن الأَسْلَت:

لَيس قَطاً مثلَ قُطَيٍّ، ولا ال

 

رْعِيٌّ، في الأَقْوامِ، كالرَّاعِي

وَرَعتِ الماشِيةُ تَرْعَى رَعْياً ورِعايَةً وارْتَعَتْ وتَرَعَّتْ؛ قال كثير عزة:

وما أُمُّ خِشْفٍ تَرَعَّى بـه

 

أَراكاً عَمِيماً ودَوْحاً ظَلِيلا

ورَعاها وأَرْعاها، يقال: أَرْعَى اللهُ المَواشِيَ إذا أَنْبَتَ لها ما تَرْعاه. وفي التنزيل العزيز: كُلُوا وارْعَوْا أَنْعامَكُم؛ وقال الشاعر:

كأَنَّها ظَبْيةٌ تَعْطُو إلى فَنَـنٍ،

 

تأْكُلُ مِنْ طَيِّبٍ، واللهُ يُرْعِيها

أَي يُنْبِتُ لها ما تَرْعَى، والاسمُ الرِّعْية؛ عن اللحياني.وأَرْعاهُ المكانَ: جعلَهَ له مَرْعىً؛ قال القُطامي:

فَمَنْ يَكُ أَرْعاهُ الحِمَى أَخَواتُـه،

 

فَما ليَ مِنْ أُخْتٍ عَوانٍ ولا بِكْرِ

وإبِلٌ راعِيةٌ، والجمع الرَّواعِي. ورَعَى البعِيرُ الكلأَ بنَفْسِه رَعْياً، وارْتَعَى مثلُه؛ وأَنشد ابن بري شاهداً عليه:

كالظَّبْيةِ البِكْرِ الفَرِيدةِ تَرْتَعِي،

 

في أَرْضِها، وفَراتِها وعِهادَها

خَضَبَتْ لها عُقَدُ البِراقِ جَبِينَها،

 

من عَرْكِها عَلَجانَها وعَرادَها

والرِّعْي، بكسر الراء: الكَلأُ نَفْسُه، والجمع أَرْعاءٌ. والمَرْعَى:كالرَّعْيِ. وفي التنزيل: والذي أَخْرَجَ المَرْعَى. وفي المثل:مَرْعىً ولا كالسَّعْدانِ؛ قال ابن سيده: وقول أَبي العِيالِ:

أَفُطَيْم، هل تَدْرِينَ كَمْ مِنْ مَتْلَـفٍ

 

جاوَزْتُ، لا مرْعىً ولا مَسْكُونِ؟

عندي أَن المَرْعَى ههنا في موضع المَرْعِيَّ لمقابلته إياه بقوله ولا مَسْكون. قال: وقد يكون المَرْعَى الرِّعْيَ أَي ذُو رِعْيٍ. قال الأَزهري: أَفادني المُنْذِرِيُّ يقال لا تَقْتَنِ فَتاةً ولا مَرْعاة فإنَّ لكُلٍّ بُغاةً؛ يقول: المَرْعَى حيث كان يُطْلَبُ، والفَتاةُ حيثما كانت تُخْطَبُ، لكلِّ فتاةٍ خاطِب، ولكلِّ مَرْعىً طالب؛ قال: وأَنشدني محمد بن إسحق:

ولَنْ تُعايِنَ مَرْعىً ناضِراً أُنُفاً،

 

إلاَّ وجَدْتَ به آثارَ مـأْكُـولِ

وأَرْعَتِ الأَرضُ: كثُر رِعْيُها.والرَّعايا والرَّعاوِيَّةُ: الماشية المَرْعِيَّة تكون للسوقة والسلطان، والأَرْعاوِيَّةُ للسلطان خاصة، وهي التي عليها وُسومُه ورُسومُه.والرَّعاوَى والرُّعاوَى، بفتح الراء وضمها: الإبل التي تَرْعَى حَوالَى القومِ وديارِهم لأنها الإبل التي يُعْتَمَلُ عليها؛ قالت امرأَة من العرب تُعاتب زوجَها:

تَمَشَّشْتَني، حتى إذا ما تَرَكْتَـنِـي

 

كنِضْوِ الرَّعاوَى، قلتَ: إنِّي ذَاهِبُ

قال شمر: لم أَسمع الرَّعاوَى بهذا المعنى إلاّ ههنا. وقال أَبو عمرو:الأُرْعُوَّة بلغة أَزْدِ شَنُوأَة نِيرُ الفَدَّان يُحْتَرَثُ بها.والراعِي: الواليِ. والرِّعِيَّة: العامَّة. ورَعَى الأَمِيرُ رَعِيَّته رِعايةً، ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعاها رَعْياً ورَعاه يَرْعاه رَعْياً ورِعايَةً: حَفِظَه. وكلّ مَنْ وَلِيَ أَمرَ قومٍ فهو راعِيهم وهُم رَعِيَّته، فعيلة بمعنى مفعول. وقد اسْترعاهُ إيَّاهم: اسْتَحْفَظه، وإسْتَرْعَيْته الشيءَ فَرَعاه. وفي المثل: مَن اسْترعى الذئْبَ فقد ظَلَمَ أَي مَنِ ائتَمَنَ خائناً فقد وضع الأَمانة في غيرِ موْضِعِها. ورَعى النُّجُوم رَعْياً وراعاها: راقَبَها وانْتَظَر مَغِيبَها؛ قالت الخنساء:

أَرْعى النُّجوم وما كُلِّفْت رِعْيَتَها،

 

وتارةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمـارِي

وراعَى أَمرهَ: حَفِظَه وتَرَقَّبَه. والمُراعاة: المُناظَرة والمُراقَبَة. يقال: راعَيْتُ فلاناً مراعاةً ورِعاءً إذا راقَبْتَه وتأَمَّلْت فِعْلَه. وراعَيْتُ الأَمرَ: نَظَرْت إلامَ يصير. وراعَيْته: لاحَظته.
وراعَيْته: من مُراعاةِ الحُقوق. ويقال: رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَه رِعايَةً.
وفلانُ يُراعي أَمرَ فُلانٍ أَي ينظر إلى ما يصير إليه أَمره. وأَرْعى عليه: أَبْقى؛ قال أَبو دَهْبَل: أَنشده أَبو عمرو بن العلاء:

إن كان هذا السِّحْرُ منكِ، فلا

 

تُرْعي عَليَّ وجَدَّدِي سِحْرا

والإرْعاءُ: الإبْقاء على أَخيكَ؛ قال ذو الإصْبَع:

بَغى بعضُهُمُ بَعْضـاً،

 

فلم يُرْعُوا على بَعْضِ

والرُّعْوى: اسم من الإرْعاء وهو الإبْقاءُ؛ ومنه قول ابن قيس:

إن تكن للإله في هذه الأُمْ

 

مَةِ رُعْوى، يعُدْ إليك النَّعيمُ

وأَرْعِني سَمْعَكَ وراعِني سمعكَ أَي اسْتَمِعْ إليّ. وأَرْعى إليه:اسْتَمَع. وأَرْعَيْت فُلاناً سَمْعي إذا اسْتَمَعْت إلى ما يقولُ وأَصْغَيْت إليه. ويقال: فلان لا يُرْعِي إلى قَوْلِ أَحدٍ أَي لا يلتفِتُ إلى أَحد. وقوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا لا تقولوا راعِنا وقولوا انْظُرْنا؛ قال الفراء: هو من الإرْعاءِ والمُراعاةِ، وقال الأَخفش: هو فاعِلْنا من المُراعاة على معنى أَرْعِنا سَمْعَك ولكن الياء ذَهَبَتْ للأَمْر، وقرئ راعِناً، بالتنوين على إعْمال القولِ فيه كأَنه قال لا تقولوا حُمْقاً ولا تقولوا هُجْراً، وهو من الرُّعونَةِ، وقد تقدم. وقال أَبو إسحق:قيل فيه ثلاثة أَقوال، قال بعضهم: معناه أَرْعِنا سَمْعَك، وقيل: أَرْعِنا سَمْعَك حتى نُفْهِمَك وتَفْهَمَ عَنَّا، قال: وهي قراءة أَهل المدينة، ويُصَدِّقُها قراءة أُبَيِّ بنِ كعب: لا تقولوا راعونا، والعرب تقول أَرْعِنا سَمْعك وراعنا سَمْعَك، وقد مَرَّ معنى ما أَراد القومُ يقول راعِنا في تَرْجَمة رَعَنَ، وقيل: كان المسلمون يقولون للنبي، صلى الله عليه وسلم: راعِنا، وكانت اليهود تَسابُّ بهذه الكلمة بينها، وكانوا يسُبُّون النبي، عليه السلام، في نُفوسِهِم فلما سَمِعوا هذه الكلمة اغتنموا أَن يظهروا سبّه بلفظ يُسمع ولا يلحقهم في ظاهره شيء؛ فأَظهر الله النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، والمسلمين على ذلك ونَهَى عن الكلمة، وقال قوم: راعِنا من المُراعاة والمُكافأَةِ، وأُمِرُوا أَن يخاطِبوا النبي، صلى الله عليه وسلم، بالتعزير والتَّوْقير، أَي لا تقولوا راعِنا أَي كافِئْنا في المَقال كما يقول بعضهم لبعض. وفي مصحف ابن مسعود، رضي الله عنه: راعُونا.
ورَعى عَهْدَه وحَقَّه: حَفِظَه، والاسم من كل ذلك الرَّعْيا والرَّعْوى.
قال ابن سيده: وأُرى ثعلباً حكى الرُّعوى، بضم الراء وبالواو، وهو مما قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول الياء عليها وللفرق أَيضاً بين الاسم والصفة، وكذلك ما كان مثله كالَبقْوى والفَتْوى والتَّقْوى والشِّرْوى والثَّنْوى، والبَقْوى والبَقْيا اسمان يوضعان موضع الإبْقاء. والرَّعْوى والرَّعْيا: من رِعايةِ الحِفاظِ.
ويقال: ارْعَوى فلان عن الجهل يَرْعوي ارْعِواءً حَسَناً ورَعْوى حَسَنةً، وهو نُزُوعُه وحُسْنُ رُجوعهِ. قال ابن سيده: الرَّعْوى والرَّعْيا النزوع عن الجهل وحسنُ الرجوعِ عنه. وارْعَوى يَرْعَوي أَي كفَّ عن الأُمور. وفي الحديث: شَرُّ الناسِ رجلٌ يقرأُ كتابَ اللهِ لا يَرْعَوي إلى شَيءٍ منه أَي لا ينكفُّ ولا ينزجر، من رعا يَرْعُو إذا كفَّ عن الأُمور.
ويقال: فلان حسن الرَّعْوةَ والرِّعْوة والرُّعْوة والرُّعوى والارْعواء، وقد ارْعَوى عن القبيح، وتقديره افْعَوَلَ ووزنه افْعَلَل، وإنما لم يُدْغَمْ لسكون الياء، والاسم الرُّعْيا، بالضم، والرَّعْوى بالفتح مثل البُقْيا والبَقْوى. وفي حديث ابن عباس: إذا كانت عندك شهادة فسُئِلْت عنها فأَخْبِرْ بها ولا تقُلْ حتى آتِيَ الأَمير لعله يرجع أَو يَرْعَوي. قال أَبو عبيد: الارْعواءُ النَّدَم على الشيء والانصراف عنه والتركُ له؛ وأَنشد:

إذا قُلْتُ عن طُول التَّنائي: قد ارْعَوى،

 

أَبى حُبُّها إلا بَقاءً عـلـى هَـجْـرِ

قال الأَزهري: ارْعَوى جاء نادراً، قال: ولا أَعلم في المعتلات مثله كأَنهم بنوه على الرَّعْوى وهو الإبْقاءُ. وفي الحديث: إلاَّ إرْعاءً عليه أَي إبْقاءً ورِفْقاً. يقال: أَرْعَيْتُ عليه، من المُراعاةِ والمُلاحظةِ.قال الأَزهري: وللرَّعْوى ثلاثةُ مَعانٍ: أَحدها الرَّعْوى اسمٌ من الإبْقاء، والرَّعْوى رِعاية الحِفاظِ للعهد، والرَّعْوى حسنُ المُراجَعةِ والنُّزوع عن الجَهْلِ. وقال شمر: تكون المُراعاة من الرَّعْيِ مع آخَرَ، يقال: هذه إبِلٌ تُراعِي الوَحْشَ أَي تَرْعى معها. ويقال: الحِمارُ يُراعي الحُمُر أَي يَرْعى معها؛ قال أَبو ذُؤَيب:

من وَحشِ حَوضَى يُراعى الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً،

 

كأَنَّه كوْكَبٌ في الـجَـوِّ مُـنْـجَـرِدُ

 والمُراعاةُ: المحافَظة والإبْقاءُ على الشيءِ. والإرْعاء: الإبْقاء.قال أَبو سعيد: يقال أَمْرُ كذا أَرْفَقُ بِي وأَرْعى عليَّ. ويقال:أَرْعَيْت عليه إذا أَبْقَيْت عليه ورحِمتْه. وفي الحديث: نِساءُ قُرَيْشٍ خيرُ نِساءٍ أَحْناهُ على طِفْلٍ في صِغَرِه وأَرْعاهُ على زوجٍ في ذاتِ يدهِ؛ هو من المُراعاةِ الحِفْظِ والرِّفْقِ وتَخْفِيفِ الكُلَفِ والأَثْقالِ عنه، وذاتُ يدهِ كِنايةٌ عما يَمْلِكُ من مالٍ وغيرهِ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا يُعْطى من الغَنائِمِ شيءٌ حتى تُقْسَم إلا لِراعٍ أَو دليلٍ؛ الراعي هنا: عَيْنُ القوم على العدوِّ، من الرِّعايَةِ الحِفْظِ. وفي حديث لقمان بن عادٍ: إذا رَعى القومُ غَفَلَ؛ يريد إذا تَحافَظَ القومُ لشيءٍ يخافُونَه غَفَلَ ولم يَرْعَهُم. وفي الحديث: كُلُّكُمْ راعٍ وكلُّكُم مسؤول عن رعيَّتهِ أَي حافِظٌ مؤْتَمَنٌ. والرَّعِيَّةُ:كل من شَمِلَه حِفْظُ الراعي ونَظَرهُ.
وقول عمر، رضي الله عنه:ورِّعِ اللِّصَّ ولا تُراعِهْ، فسره ثعلب فقال: معناه كُفَّه أن يأْخُذَ مَتاعَك ولا تُشْهِدْ عليه، ويروى عن ابن سيرين أَنه قال: ما كانوا يُمْسِكون عن اللِّصِّ إذا دخل دارَ أَحدِهم تأَثُّماً.والراعِيَةُ: مُقَدِّمَةُ الشَّيْبِ. يقال: رأَى فلانٌ راعِيَةَ الشَّيْبِ، ورواعي الشيب أَوَّلُ ما يَظْهَرُ منه.والرِّعْيُ: أَرْضٌ فيها حجارة ناتِئَةٌ تمنع اللُّؤْمَة أَن تَجْري.
وراعِية الأَرضِ: ضَرْبٌ من الجَنادِب. والراعي: لقب عُبْيدِ لله ابن الحُصَيْن النُّمَيْري الشاعر.

رغا

الرُّغاءُ: صَوتُ ذواتِ الخُفِّ. وفي الحديث: لا يأْتي أَحدُكُم يومَ القيامةِ ببعيرٍ له رُغاءٌ؛ الرُّغاءُ: صوتُ الإبلِ. رغا البعيرُ والناقة تَرْغُو رُغاءً: صوَّتت فضَجَّت، وقد قيل ذلك للضِّباع والنَّعام.وناقة رَغُوٌّ، على فعول، أَي كثيرة الرُّغاءِ. وفي حديث المُغيرة: مَلِيلَة الإرْغاءِ أَي مَمْلولة الصوتِ،يَصِفُها بكَثْرة الكلام ورفع الصوت حتى تُضْجِرَ السامعين، شبَّه صوتَها بالرُّغاء أَو أَراد إزْباد شِدْقيْها لكثرة كلامها، من الرَّغوة الزُّبْدِ. وفي المثل: كَفى بِرُغائِها مُنادياً أَي أَن رُغاءَ بعيرهِ يقومُ مَقامَ نِدائهِ في التَّعَرُّض للضِّيافة والقِرى. وسَمُعْتُ راغيَ الإبل أَي أَصواتَها. وأَرْغى فلانٌ بعيرَه: وذلك إذا حمله على أَن يَرْغُوَ ليلاً فيُضافَ. وأَرْغَيْتُه أَنا:حملتُه على الرُّغاء؛ قال سَبْرة بنُ عَمْرو الفَقْعَسي:

أَتَبْغي آلُ شَدَّادٍ علـينـا،

 

وما يُرْغى لِشَدَّادٍ فَصيلُ

يقول: هم أَشِحَّاء لا يُفَرِّقون بين الفصيل وأُمّه بنحر ولا هبة، وقد يُرْغي صاحبُ الإبل إبلَه ليَسْمَعَ ابن السبيل بالليل رُغاءَها فيَميلَ إليها؛ قال ابن فَسْوة يصف إبلاً:

طِوال الذُّرى ما يَلْعَنُ الضَّيْفُ أَهْلَها،

 

إذا هو أَرْغى وسْطَها بَعْدما يَسْري

أَي يُرْغي ناقَتَه في ناحِية هذه الإبل. وفي حديث الإفك: وقد أَرْغى الناسُ للرَّحيل أَي حملوا رواحِلَهُم على الرُّغاءِ، وهذا دأْبُ الإبل عند رفع الأَحْمالِ عليها؛ ومنه حديث أَبي رَجاءٍ: لا يكون الرجل مُتَّقِياً حتي يكون أَذلَّ من قَعُودٍ كلُّ من أَتى إليه أَرْغاه أي قَهَره وأَذلَّه لأَن البعير لا يَرْغُو إلا عن ذُلٍّ واسْتِكانة، وإنما خصَّ القَعودَ لأَن الفَتِيَّ من الإبل يكون كثير الرُّغاءِ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: فسَمِعَ الرَّغْوَةَ خلْفَ ظَهْرهِ فقال هذه رَغْوة ناقة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الجَدْعاءِ؛ الرَّغْوةُ، بالفتح:المَرَّة من الرُّغاءِ، وبالضم الاسم كالغَرْفةِ والغُرْفة.وتَراغَوْا إذا رَغا واحدٌ ههُنا وواحد ههنا. وفي الحديث: إنهم والله تَراغَوْا عليه فقتلُوه أَي تَصايَحُوا وتَداعَوْا على قتلهِ. وما له ثاغِيَة ولا راغِيةَ أَي ما له شاة ولا ناقةٌ، وقد تقدم في ثَغا، وكذلك قولهم أَتيته فما أَثْغى ولا أَرْغى أَي لم يعط شاةً ولا ناقةً كما يقال: رَغَّاهُ إذا أَغضبه، وغَرَّاه إذا أَجبره. ورَغا الصبيُّ رُغاءً: وهوأَشدُّ ما يكون من بكائه. ورَغا الضَّبُّ؛ عن ابن الأَعرابي، كذلك.
 ورَغْوة اللبن ورُغوته ورُغاوتُه ورِغاوتُه ورُغايَته ورِغايَتُه، كل ذلك: رَبَدهُ، والجمع رُغاً. وارْتَغَيْتُ: شربْتُ الرُّغْوة.والاْرْتِغاء: سَحْفُ الرَّغْوة واحْتِساؤها؛ الكسائي: هي رَغْوة اللبن ورُغْوتهُ ورِغْوته ورغاؤه ورِغايتهُ، وزاد غيره رُغايَته، قال: ولم نسمع رُغاوَته.
أَبو زيد: يقال للرَّغْوة رُغاوى وجمعها رَغاوى. وارْتَغَى الرُّغْوة:أَخذها واحتساها. وفي المثل: يُسِرُّ حَسْواً في ارْتِغاءٍ؛ يُضرب لمن يُظهر أَمراً وهو يريد غيرهَ؛ قال الشعبي لمن سأَله عن رجلٍ قبَّل أُمَّ امرأَته قال: يُسِرُّ حسْواً في ارْتِغاء وقد حرُمَت عليه امرأَته، وفي التهذيب: يُضرَب مثلاً لمن يُظهر طلَب القليل وهو يُسِرُّ أَخْذَ الكثير. وأَمْسَت إبِلُكم تُنَشِّفُ وتُرَغِّي أَي تعلو أَلبانَها نُشافة ورَغْوة، وهما واحد. والمرْغاةُ: شيءٌ يؤخذ به الرَّغُوة. ورَغا اللبنُ ورَغَّى وأَرْغَى تَرْغِيةً: صارت له رَغْوةٌ وأَزبد. وإبلٌ مَراغٍ:لأَلبانِها رَغْوة كثيرة. وأَرْغى البائلُ: صار لبْوله رَغْوة؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

من البِيضِ تُرْغِينا سِقاطَ حَديِثِها،

 

وتَنْكُدُنا لهْوَ الحديث المُمَـتَّـعِ

فسره فقال: تُرْغِينا، من الرَّغْوة، كأَنها لا تُعْطِينا صريح حديثِها تَنْفَحُ لنا برَغْوتِه وما ليس بمَحْضٍ منه؛ معناه أَي تُطْعِمُنا حديثاً قليلاً بمنزلة الرَّغْوة، وتَنْكُدفنا لا تُعْطِينا إلا أَقَلَّه، قال: ولم أَسمع تُرْغي متعدياً إلى مفعول واحد ولا إلى مفعولين إلاَّ في هذا البيت، ومن ذلك قولُهم: كلامٌ مُرَغٍّ إذا لم يُفْصِحْ عن معناه.ورُغْوةُ: فرس مالك بن عَبْدة.

رغب

الرَّغْبُ والرُّغْبُ والرَّغَبُ، والرَّغْبَة والرَّغَبُوتُ، والرُّغْبَى والرَّغْبَى، والرَّغْبَاءُ: الضَّراعة والمسأَلة. وفي حديث الدعاءِ: رَغْبَةً ورَهْبَةً إِلَيْكَ. قال ابن الأَثير: أَعمل لَفْظَ الرَّغْبَة وَحْدَها، ولو أَعْمَلَهُما مَعاً، لقال: رَغْبة إِليكَ ورَهْبة منكَ، ولكن لمَّا جمَعَهُما في النظم، حَمَل أَحدَهما على الآخَرِ؛ كقول الراجز:

وزَجَّجْنَ الحَواجِبَ والعُيونا

وقول الآخر:

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قالوا له عند موتِه: جزاكَ اللّهُ خيراً، فعَلْتَ وفَعَلْتَ؛ فقال: راغِبٌ وراهِبٌ؛ يعني: انَّ قولَكم لِي هذا القولَ، إِمَّا قولُ راغِبٍ فيما عندي، أَو راهِبٍ منِّي؛ وقيل: أَراد إِنَّنِي راغِبٌ فيما عندَ اللّه، وراهِبٌ من عذابِه، فلا تَعْويلَ عندي على ما قُلتم من الوصف والإِطْراءِ. ورجل رَغَبُوت: من الرَّغْبَةِ. وقد رَغِبَ إِليه ورَغَّبَه هو، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

إِذا مالَتِ الدُّنْيا على المَرْءِ رَغَّبَتْ

 

إِليه، ومالَ الناسُ حـيثُ يَمِـيلُ

وفي الحديث أَن أَسماءَ بنتَ أَبي بكر، رضي اللّه عنهما، قالت: أَتَتْنِي أُمي راغِبةً في العَهْدِ الذي كان بين رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وبينَ قريشٍ، وهي كافِرة، فسأَلَتْنِي، فسأَلت النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم: أَصِلُها؟ فقال: نعم. قال الأَزهري: قولُها أَتَتْنِي أُمي راغِبةً، أَي طائعة، تَسْأَلُ شيئاً.
يقال: رَغِبْتُ إِلى فلانٍ في كذا وكذا أَي سأَلتُه إِيَّاه. ورُوِي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال: كيفَ أَنتُم إذا مَرِجَ الدِّينُ، وظَهَرَتِ الرَّغْبة؟ وقوله: ظَهَرَتِ الرَّغْبةُ أَي كثُر السُّؤال وقَلَّتِ العِفَّة، ومَعْنَى ظُهورِ الرَّغْبة: الحِرْصُ على الجَمْع، مع مَنْعِ الحَقِّ.
رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبة إذا حَرَصَ على الشيءِ، وطَمِعَ فيه.
والرَّغْبة: السُّؤالُ والطَّمَع.
وأَرْغَبَنِي في الشَّيءِ ورغَّبَنِي، بمعنىً.
ورَغَّبَه: أَعْطاه ما رَغِبَ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

لَقُلْتُ لدَهْري: إِنَّه هو غَزْوَتي،

 

وإِنِّي، وإِنْ رَغَّبْتَني، غيرُ فاعِلِ

والرَّغِيبةُ من العَطاءِ: الكثيرُ، والجمعُ الرَّغائبُ؛ قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ:

لا تَغْضَبَنَّ على امْرِئٍ في مـالـه،

 

وعلى كرائِمِ صُلْبِ مالِكَ، فاغْضَبِ

ومَتى تُصِبْكَ خَصاصةٌ، فارْجُ الغِنى،

 

وإِلى الَّذي يُعْطِي الرَّغائبَ، فارْغَبِ

ويقال: إِنه لَوَهُوبٌ لكلِّ رَغِيبةٍ أَي لكلِّ مَرْغُوبٍ فيه.
والمَراغِبُ: الأَطْماعُ. والمَراغِبُ: المُضْطَرَباتُ للمَعاشِ.
ودَعا اللّهَ رَغْبةً ورُغْبةً، عن ابن الأَعرابي. وفي التنزيل العزيز: يَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً؛ قال: ويجوز رُغْباً ورُهْباً؛ قال: ولا نعلم أَحَداً قَرَأَ بها، ونُصِبَا على أَنهما مفعولٌ لهما؛ ويجوز فيهما المصدر.
ورَغِبَ في الشيءِ رَغْباً ورَغْبةً ورَغْبَى، على قياس سَكْرَى، ورَغَباً بالتحريك: أَراده، فهو راغِبٌ؛ وارْتَغَبَ فيه مثلُه.
وتقول: إِليك الرَّغْبَاءُ ومنكَ النَّعْماءُ.
وقال يعقوب: الرُغْبَى والرَّغْبَاءُ مثل النُّعْمَى والنَّعْمَاءِ.
وفي الحديث أَنَّ ابنَ عُمرَ كان يَزِيدُ في تَلْبِبتِه: والرُّغْبَى إِليكَ والعَمَل. وفي رواية: والرَّغْباءُ بالمدّ، وهما من الرَّغْبة، كالنُّعْمى والنَّعْماءِ من النِّعْمةِ. أَبو زيد: يقال للبَخِيل يُعْطِي من غيرِ طَبْعِ جُودٍ، ولا سَجِيَّةِ كَرَمٍ: رُهْباك خير من رُغْباكَ؛ يقول: فَرَقُه منكَ خيرٌ لك، وأَحْرى أَنْ يُعْطِيَكَ عليه من حُبّه لك.
قال ومثَلُ العامَّة في هذا: فَرَقٌ خيرٌ من حُبٍّ. قال أَبو الهيثم: يقول لأَنْ تُرْهَبَ، خيرٌ من أَن يُرْغَبَ فيكَ. قال: وفعلتُ ذلك رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك. قال ويقال: الرُّغْبَى إِلى اللّه تعالى والعملُ أَي الرَّغْبة؛ وأَصَبْتُ منك الرُّغْبَى أَي الرَّغْبة الكَثيرة.
وفي حديث ابن عمر: لا تَدَعْ رَكْعَتَيِ الفجر، فإِنَّ فيهما الرَّغائِبَ؛ قال الكلابي: الرَّغائِبُ ما يُرْغَبُ فيه من الثوابِ العظيمِ، يقال: رَغيبة ورَغائِب؛ وقال غيره: هي ما يَرْغَبُ فيه ذو رَغَبِ النفسِ، ورَغَبُ النفسِ سَعَةُ الأَمَلِ وطَلَبُ الكثير؛ ومن ذلك صلاةُ الرَّغائِب، واحدتُها رَغيبةٌ؛ والرَّغيبةُ: الأَمرُ المَرْغوبُ فيه. ورَغِبَ عن الشيءِ: تَرَكَه مُتَعَمّداً، وزَهِدَ فيه ولم يُرِدْهُ. ورَغِبَ بنفسه عنه: رأَى لنفسِه عليه فضلاً. وفي الحديث: إِني لأَرْغَبُ بك عن الأَذانِ.
يقال: رَغِبْتُ بفلانٍ عن هذا الأَمرِ إذا كَرِهْتَه له، وزَهِدتَ له فيه. والرُّغْبُ، بالضم: كثرة الأَكلِ، وشدة النَّهْمة والشَّرَهِ. وفي الحديث: الرُّغْبُ شُؤْمٌ؛ ومعناه الشَّرَه والنَّهْمة، والحِرْصُ على الدنيا، والتَّبَقُّرُ فيها؛ وقيل: سَعَة الأَمَل وطَلَبُ الكثير. وقد رَغُبَ، بالضم، رُغْباً ورُغُباً، فهو رغيب. التهذيب: ورُغْبُ البطنِ كثرةُ الأَكلِ؛ وفي حديث مازنٍ:

وكنت امْرَأً بالرُّغْبِ والخَمْرِ مُولَعاً

أَي بسَعَةِ البطنِ، وكثرةِ الأَكلِ؛ ورُوِي بالزاي، يعني الجماع؛ قال ابن الأَثير: وفيه نظر.
والرَّغابُ، بالفتح: الأَرضُ اللَّيِّنة. وأَرضٌ رَغابٌ ورُغُبٌ: تأْخُذُ الماءَ الكَثيرَ، ولا تَسيلُ إِلاّ من مَطَرٍ كثير؛ وقيل: هي اللينة الواسعة، الدَّمِثةُ. وقد رَغُبَتْ رُغْباً.
والرَّغيب: الواسع الجوفِ. ورجلٌ رَغيبُ الجَوْفِ إذا كان أَكُولاً.
وقد رَغُبَ يَرْغُب رَغابةً: يقال: حَوْضٌ رَغيبٌ وسِقاءٌ رَغيبٌ. وقال أَبو حنيفة: وادٍ رَغيبٌ ضَخْمٌ واسِعٌ كثير الأَخذِ للماءِ، ووادٍ زَهيدٌ: قليلُ الأَخْذِ. وقد رَغُبَ رُغْباً ورُغُباً: وكلُّ ما اتَّسَع فقد رَغُبَ رُغْباً. ووادٍ رُغُبٌ: واسعٌ. وطريق رَغِبٌ: كذلك، والجمع رُغُبٌ؛ قال الحطيئة:

مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جَعَلَتْ

 

أَيْدي المَطِيِّ به عـاديَّةً رُغُـبـا

ويُروى رُكُبا، جمع رَكُوبٍ، وهي الطريقُ التي بها آثارٌ.
وتراغَبَ المكانُ إذا اتِّسَع، فهو مُتَراغِبٌ.
وحِمْلٌ رَغِيبٌ ومُرْتَغِبٌ: ثقِيلٌ؛ قال ساعدة ابنُ جؤَيَّة:

تَحَوَّبُ قَدْ تَرَى إِنِّي لِحَمْـلٍ،

 

على ما كانَ، مُرْتَغِبٌ، ثَقِيلُ

وفَرَسٌ رَغِيبُ الشَّحْوة: كَثيرُ الأَخذِ من الأَرضِ بِقَوائِمِه، والجمعُ رِغَابٌ. وإِبِلٌ رِغابٌ: كَثِيرَةٌ؛ قال لبيد:

ويَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ، كأَنها

 

اشَاءٌ دَنا قِنْوانُهُ، أَوْ مَـجـادِلُ

وفي الحديث: أَفْضَلُ الأَعْمالِ مَنْحُ الرِّغابِ؛ قال ابن الأَثير: هي الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثيرَةُ النَّفْعِ، جَمْعُ الرَّغِيبِ، وهو الواسِعُ. جَوْفٌ رَغيبٌ: وواد رَغيبٌ. وفي حديث حُذَيْفة: ظَعَنَ بهم أَبو بكر ظَعْنَةً رَغيبةً، ثم ظَعَنَ بهم عمر كذلك أَي ظَعْنَةً واسعةً كثيرةً؛ قال الحربي: هو إِن شاء اللّه تَسْيِير أَبي بكر الناسَ إِلى الشام، وفتحه إِيَّاها بهم، وتَسْيِيرُ عمر إِيَّاهم إِلى العراق، وفتْحُها بهم. وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ: بئسَ العَوْنُ عَلى الدِّينِ: قَلْبٌ نَخِيبٌ، وبَطْنٌ رَغِيبٌ. وفي حديث الحجاج لمَّا أَراد قَتْلَ سعيدِ بن جبير: ائتُوني بسيفٍ رَغِيبٍ أَي واسِعِ الحدَّينِ، يأْخُذُ في ضَرْبَتِه كثيراً من المَضْرِب.
ورجلٌ مُرْغِبٌ: مَيِّلٌ غَنيٌّ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلا لا يَغُرَّنَّ امْرَأً مِن سَـوامِـهِ

 

سَوامُ أَخٍ، داني القَرابةِ، مُرْغِبِ

شمر: رَجلٌ مُرْغِبٌ أَي مُوسِرٌ، له مالٌ كثيرٌ رَغِيبٌ.
والرُّغْبانةُ من النَّعْل: العُقْدَة التي تحتَ الشِّسْع.
وراغِبٌ ورُغَيْبٌ ورَغْبانُ: أَسْماء.
ورَغباء: بِئرٌ معروفة؛ قال كثَيّر عزة:

إِذا وَرَدَتْ رَغْباءَ، في يومِ وِرْدِها،

 

قَلُوصِي، دَعَا إِعْطاشَه وتَبَـلَّـدَا

والمِرْغابُ: نَهْر بالبَصْرة.
ومَرْغابِينُ: موضعٌ، وفي التهذيب: اسم لنَهْرٍ بالبَصْرة.

رغث

الرُّغَثاوان: العَصَبتانِ اللَّتان تحت الثديين؛ وقيل هما ما بين المَنْكِبَيْن والثَّدْيَيْن، مما يلي الإِبْطَ من اللحم؛ وقيل: هما مَغْرِزُ الثَّدْيَيْن إِلى الإِبْط؛ وقيل: هما مُضَيْغَتانِ من لحم، بين الثَّنْدُوَةِ والمَنْكِب، بجانِبيِ الصَّدْر؛ وقيل: الرُّغَثاءُ مثالُ العُشَراء، عِرْقٌ في الثَّدْيِ يُدِرُّ اللَّبَنَ. التهذيب: الرَّغَثاءُ بفتح الراءِ، عِصَبةُ الثَّدْي؛ قال الأَزهري: وضم الراءِ في الرُّغَثاءِ أَكثرُ؛ عن الفراءِ؛ وقيل: الرُّغَثاوانِ سَوادُ حَلَمَتي الثَّدْيَيْن.
ورُغِثَتِ المرأَة تُرْغَثُ إذا شَكَتْ رُغَثاءَها.
وأَرْغَثَه: طَعَنَه في رُغَثائه؛ قالت خَنْساءُ:

وكانَ أَبو حَسَّانَ صَخْرٌ أَصارَها،

 

وأَرْغَثَها بالرُّمْح حتى أَقَـرَّتِ

والرَّغُوثُ: كلُّ مُرْضِعَةٍ؛ قال طَرَفَةُ:

فَلَيتَ لَنا، مكانَ المَلْكِ عَمْروٍ،

 

رَغُوثاً، حَوْلَ قُبَّتِنا، تَخُـورُ

وفي حديث الصدقة: أَن لا يُؤْخَذَ فيها الرُّبَّى والماخِضُ والرَّغُوثُ أَي التي تُرْضَعُ.
ورَغَثَ المولودُ أُمَّه يَرْغَثُها رَغْثاً، وارْتَغَثَها: رَضَعَها.
والمُرْغِثُ: المرأَةُ المُرْضِعُ، وهي الرَّغُوث، وجمعها رِغاثٌ.
والرَّغُوثُ أَيضاً: ولدُها.
وفي حديث أَبي هريرة: ذَهَبَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وأَنتم تَرْغَثُونَها؛ يعني الدنيا، أَي تَرْضَعُونَها؛ من رَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه إذا رَضِعَها. وأَرْغَثَثِ النعجةُ وَلدَها: أَرْضَعَته. ورَغَثَ الجَدْيُ أُمَّه أَي رَضِعَها.
وشاة رَغُوثٌ ورَغُوثةٌ: مُرْضِعٌ، وهي من الضأْن خاصةً، واسْتَعْمَلَها بعضُهم في الإِبل فقال:

أَصْدَرَها، عن طَثْرةِ الدَّآثِ،

 

صاحبُ لَيْلٍ، خَرِشُ التَّبْعاثِ

يَجْمَعُ للرِّعـاءِ فـي ثَـلاثِ

 

طُولَ الصَّوَا، وقِلَّةَ الإِرْغاث

وقيل: الرَّغُوثُ من الشاءِ التي قد وَلَدَتْ فَقَط؛ وقوله:

حتى يُرَى في يابِسِ الثَرْياءِ حُثْ،

 

يَعْجِزُ عن رِيِّ الطُلَيِّ المُرْتَغِثْ

يجوز أَن يريد تصغير الطَّلا الذي هو ولد الشاة، أَو الذي هو ولد الناقة، أَو غير ذلك من أَنواع البهائم. وبِرْذَوْنة رَغُوثٌ: لا تَكاد تَرْفَعُ رأْسها من المِعْلَفِ. وفي المثل: آكَلُ الدَّوابِّ بِرذَونةٌ رَغُوثٌ، وهي فَعُول في معنى مفعولة، لأَنها مَرْغُوثة. وأَورد الجوهري هذا المثل شعراً، فقال:

آكَلُ منْ بِرْذَوْنَةٍ رَغُوثِ

ورَغَثَه الناس: أَكْثَروا سُؤَالَه حتى فنِيَ ما عنده. وقال أَبو عبيد: رُغِثَ، فهو مَرْغُوثٌ، فجاءَ به على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعله: أَكثر عليه السؤَالَ حتى نَفِدَ ما عنده.

رغد

عيش رغْد: كثير. وعيش رَغَد ورَغِدٌ ورغِيد وراغِد وأَرغدُ؛ الأَخيرة عن اللحياني: مُخْصِبٌ رفِيهٌ غزير. قال أَبو بكر: في الرَّغْد لغتان:رَغْد ورَغَد؛ وأَنشد:

فيا ظَبْيُ كُلْ رَغْداً هنيئاً ولا تَخَف،

 

فإِنِّي لكم جارٌ، وإِن خِفْتُمُ الدَّهرا

وقوم رَغَد ونسوة رَغَد: مُخْصبون مغزرون. تقول: رَغِدَ عيشُهم ورَغُد، بكسر الغين وضمها، وأَرغَد فلان: أَصاب عيشاً واسعاً. وأَرغد القوم: أَخْصَبوا. وأَرغَد القوم: صاروا في عيش رغد. وأَرغد ماشيته: تركها وسَوْمَها. وعيشَة رَغْد ورَغَد أَي واسعة طيبة. والرغْدُ: الكثير الواسع الذي لا يُعييك من مال أَو ماء أَو عيش أَو كلإٍ.
والمَرْغَدة: الروضة.
والرَّغِيدة: اللبن الحليب يُغْلى ثم يذر عليه الدقيق حتى يختلط ويُساط فيلعق لعقاً.
وارْغادَّ اللبن ارْغيداداً أَي اختلط بعضه ببعض ولم تتم خُثورتُه بعدُ.
والمُرْغادُّ: اللبن الذي لم تتم خُثورته. ورجل مُرْغادٌّ: استيقظ، ولم يقض كراه ففيه ثَقلة.
والمُرْغادُّ: الشاك في رأْيه لا يدري كيف يُصْدِرُه، وكذلك الإِرغِيداد في كل مختلط. والمُرْغادُّ: الغضبان المتغير اللون غضباً؛ وقيل: هو الذي لا يجيبك من الغيظ. والمُرْغادُّ: الذي أَجهده المرض؛ وقيل: هو إذا رأَيت فيه خَمْصاً وفتوراً في طَرْفه وذلك في بَدْءِ مرضه.
وتقول ارغادَّ المريض إذا عرفت فيه ضعضعة من هزال؛ وقال النضر: ارغادَّ الرجل ارغِيداداً، فهو مُرغادٌّ وهو الذي بدأَ به الوجع فأَنت ترى فيه خَمصاً ويُبْساً وفَتْرة؛ وقيل: ارغادَّ ارغيداداً، وهو المريض الذي لم يُجْهد والنائم الذي لم يَقْضِ كراه، فاستيقظ وفيه ثقلة.

رغس

الرَّغْسُ: النَّماء والكثرة والخير والبركة، وقد رَغَسَه اللَّه رَغْساً. ووجهٌ مَرْغُوسٌ: طَلْق مبارك ميمون؛ قال رؤبة يمدح إِيادَ بنَ الوليد البَجَليّ:

دَعَوتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا،

دُعاءَ من لا يَقْرَعُ النَّاقُوسا،

حتى أَراني وَجْهك المَرْغُوسا

وأَنشد ثعلب:

ليس بمَحْمُودٍ ولا مَرْغُوسِ

ورجل مرغوس: مبارك كثير الخير مرزوق. ورَغَسَه اللَّهُ مالاً وولداً: أَعطاه مالاً وولداً كثيراً. وفي الحديث: أَن رجلاً رَغَسَه اللَّه مالاً وولداً؛ قال الأُمَويُّ: أَكثر له منهما وبارك له فيهما. ويقال: رَغَسَهُ اللَّهُ يَرغَسُه رَغْساً إذا كان ماله نامياً كثيراً، وكذلك في الحَسَب وغيره. والرَّغْسُ: السَّعَةُ في النعمة. وتقول: كانوا قليلاً فرَغَسَهم اللَّه أَي كَثَّرهم وأَنْماهم، وكذلك هو في الحسب وغيره؛ قال العجاج يمدح بعض الخلفاء:

أَمامَ رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ

 

خَلِيفةً ساسَ بغير تَـعْـسِ

وصفه بالمصدر فلذلك نونَّه. والنصاب: الأَصل. وصواب إِنشاد هذا الرجز أَمامَ، بالفتح، لأَن قبله:

حتى احْتَضَرنا بعد سَيْرٍ حَدْسِ،

أَمام رَغْسٍ في نِصابٍ رَغْسِ،

خليفةً ساسَ بغيرٍ فَجْسِ

يمدح بهذا الرجز الوليد بن عبد الملك بن مروان. والفَجْسُ: الافتخار.
وامرأَة مَرْغُوسَة: ولود. وشاة مَرْغُوسَة: كثيرة الولد؛ قال:

لَهْفي على شاةِ أَبي السَّباقِ،

عَتِيقَةٍ من غَنَمٍ عِتاقِ،

مَرْغُوسَةٍ مأْمورةٍ مِعْناقِ

معناق: تلد العُنُوقَ، وهي الإِناث من أَولاد المعز. والرَّغْسُ: النكاح؛ هذه عن كراع. ورَغَسَ الشيءَ: مقلوبٌ عن غَرَسَه؛ عن يعقوب.
والأَرْغاسُ: الأَغْراسُ التي تخرج على الولد، مقلوب عنه أَيضاً.

رغط

رُغاطٌ: موضع.

رغغ

الرَّغِيغةُ: طعام مثل الحَسا يُصْنَع بالتمر؛ قال: أَوْسُ بن حجر:

لقد عَلِمَتْ أَسَـدٌ أَنَّـنـا

 

لَهُمْ نُصُرٌ، ولنِعْمَ النُّصُرْ!

فكَيْفَ وجَدْتُمْ، وقد ذُقْتُـمُ

 

رَغِيغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومُرّْ؟

والرَّغِيغَةُ: ما على الزُّبْدِ وهو ما يُسْلأُ من اللبن مثل الرَّغْوةِ، وقيل: الرَّغِيغةُ لبن يغلى ويُذَرُّ عليه دقيق يتخذ للنُّفَساء، وقيل: هو طعام يتخذ للنفساء. ابن الأَعرابي: الرغيغة لبن يُطْبخ، وأَنشد بيت أَوس؛ قال الأَصمعي: كنى بالرغِيغةِ عن الوقْعةِ أَي ذُقْتم طَعْمَها فكيف وجدتموها. والرَّغْرَغَةُ: أَن تشرَبَ الإِبلُ الماء كلَّ يوم، وقيل: كل يوم متى شاءت، وهو مثل الرَّفْهِ، وقيل: هي أَن تَرَدَّدَ على الماء في كل يوم مراراً، وقيل: هو أَن يسقِيَها يوماً بالغداة ويوماً بالعشيّ. الأَصمعي في رَدَّ الإِبل قال:إِذا رَدَّدَها على الماء في اليوم مِراراً فذلك الرَّغْرَغةُ. وقال ابن الأَعرابي: المَغْمَغةُ أَن تَرِدَ الماء كلما شاءت، يعني الإِبل، والرَّغْرَغةُ هو أَن يسقيها سقياً ليس بتامٍّ ولا كافٍ.
ورَغْرَغَ أَمْراً: أَخْفاه. والرّغرغةُ: رَفاغةُ العيشِ؛ وأَنشد ابن بري لبشر بن النّكْث:

حَلا غُثاءُ الرَّاسِـياتِ فَـهَـدَرْ

 

رَغْرَغةً رَفْهاً، إذا الوِردُ حَضَرْ

الفراء: إذا كان العجين رقيقاً فهو الضَّغِيغةُ والرِّغِيغةُ. ابن بري: الرَّغِيغةُ عُشْبٌ ناعِمٌ. والمُرَغْرَغُ: غَزْل لم يُبْرَمْ.

رغف

رَغَفَ الطِّينَ والعَجينَ يَرْغَفُه رَغْفاً: كَتَّلَه بيديه، وأَصل الرَّغْفِ جمعك الرَّغِيفَ تُكَتِّلُه. والرَّغيف: الخُبْزة، مشتقّ من ذلك، والجمع أَرْغِفة ورُغُفٌ ورُغْفانٌ؛ قال لقيط بن زُرارةَ:

إنَّ الشِّواءَ والنَشِيلَ والرُّغُفْ

والقَيْنةَ الحَسْناء والكأْسَ الأُنُفْ

للطَّاعِنِينَ الخيلَ، والخيلُ قُطُفْ

ورغَفَ البعيرَ رَغْفاً: لَقَّمَهُ البِزْر والدقيق.
وأَرْغَفَ الرجلُ: حدَّدَ بَصَره، وكذلك الأَسدُ.

رغل

الرُّغْلة: القُلْفة كالغُرْلة. والأَرْغَل: الأَقلف، وكذلك الأَغْرَل. وغُلام أَرْغَل بَيِّن الرَّغَل أَي أَغْرَل، وهو الأَقْلَف؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

فإِنِّي امرؤ من بني عامـر

 

وإِنـكِ دارِيَّةٌ ثَـيْتَـــلُ

تَبُول العُنْوقُ على أَنـفـه

 

كما بال ذو الوَدْعة الأَرْغَل

الثَّيْتَل: الوَغِل، والثَّيْتَل في هذا البيت: الذي يقعد مع النساء، والدَّارِيَّة: الذي يلزم داره. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يكره ذَبيحة الأَرغَل أَي الأَقلف؛ هو مقلوب الأَغْرَل كجَبَذَ وجَذَب. وعيش أَرْغَلُ وأَغْرَل أَي واسع ناعم، وكذلك عام أَرْغَل. والرَّغْلة: رَضاعة في غفلة. يقال: رَغَل المولود أُمُّه يَرْغَلها رَغْلاً رَضعها، وخَصَّ بعضهم به الجَدْي. قال الرياشي: رَغَل الجَدْيُ أُمَّه وأَرغلها رَضعها؛ قال الشاعر:

يَسْبِق فيها الحَمَل العَجِـيَّا

 

رَغْلاً، إذا ما آنس العَشِيَّا

يقول: إِنه يبادر بالعَشِيِّ إِلى الشاة يَرْغَلُها دون ولدها، يَصِفه باللُّؤم. قال أَبو زيد: ويقال فلان رَمٌّ رَغُولٌ إذا اغْتَنَم كل شيء وأَكله؛ قال أَبو وَجْزة السعدي:

رَمٌّ رَغولٌ، إذا اغْبَرَّتْ موارِدُه

 

ولا ينامُ له جارٌ، إذا اخْتَرفـا

يقول: إذا أَجْدَب لم يحتقر شيئاً وشَرِه إِليه، وإِن أَخْصب لم يَنَم جاره خوفاً من غائلته. وفَصِيل راغل أَي لاهِجٌ، ورَغَل البَهْمةُ أُمَّه يَرْغَلها كذلك. والرَّغْل: البَهْمة لذلك، وكأَنه سمي بالمصدر؛ عن ابن الأَعرابي. والرَّغُول: البهمة يَرْغَل أُمَّه أَي يرضعها. وأَرْغَلَت القَطاةُ فَرْخَها إذا زَقَّتْه، بالراء والزاي؛ وينشد بيت ابن أَحمر:

فأَرْغَلَتْ في حَلْقه رُغْـلةً

 

لم تُخْطئ الجيد ولم تَشْفَتِر

بالروايتين. وفي حديث مِسْعَر: أَنه قرأَ على عاصم فَلَحن فقال: أَرْغَلْتَ أَي صِرْت صبيّاً ترضع بعدما مَهَرْت القراءَة، من قولهم رَغَل الصَّبيُّ يَرْغَل إذا أَخذ ثدي أُمه فرضِعَه بسرعة، ويروى بالزاي لغة فيه.
وأَرْغَلَت المرأَةُ، وي مُرْغِل: أَرضعت ولدها، بالراء والزاي جميعاً.
وأَرْغَلَت ولدَها: أَرضعته. وأَرْغَل إِليه: مال كأَرْغَنَ. وأَرْغَل أَيضاً: أَخطأَ ووضع الشيء في غير موضعه. وأَرْغلَت الإِبلُ عن مراتعها أَي ضَلَّت. والرَّغْل: أَن يجاوز السُّنْبُل الإِلْحام، وقد أَرْغَل الزرعُ؛ عن أَبي حنيفة.
والرُّغْل، بالضم: ضرب من الحَمْض، والجمع أَرغال؛ قال أَبو حنيفة: الرُّغْل حَمْضة تنفرش وعيدانها صِلاب، وورقها نحو من ورق الجَماجم إِلا أَنها بيضاء ومنابتها السهول؛ قال أَبو النجم:

تَظَلُّ حِفْـراه مـن الـتَّـهَـدُّل

 

في روض ذَفْراء، ورُغْلٍ مُخْجِل

قال الليث: الرُّغْل نبات تسميه الفُرْس السَّرْمَق وأَنشد:

بات من الخَلْصاء في رُغْل أَغَن

قال أَبو منصور: غلِطَ الليث في تفسير الرُّغْل أَنه السَّرْمَق، والرُّغْل من شجر الحَمْض وورقه مفتول، والإِبل تُحْمِض به؛ قال: وأَنشدني أَعرابي ونحن بالصَّمَّان:

تَرْعى من الصَّمَّان روضاً آرِجا

 

ورُغُلاً باتت بـه لـواهِـجـا

وأَرْغَلَت الأَرْضُ: أَنبَتَت الرُّغْل. ورَغَالِ: الأُمة؛ قالت دَخْتَنُوس:

فَخْرَ البَغِيِّ بِجِدْج رَبْ

 

بتَها، إذا الناس اسْتَقَلُّوا

لا رِجْلَها حَمَلَـتْ، ولا

 

لرَغَالِ فيه مُسْتَظَـلُّ

قال: رَغالِ هي الأَمة لأَنها تَطْعَم وتَسْتَطْعِم. ورُغْلان: اسم.
وأَبو رِغال: كنية، وقيل: كان رَجُلاً عَشَّاراً في الزمن الأَول جائراً فقَبْره يُرجم إِلى اليوم، وقبره بين مكة والطائف، وكان عبداً لشُعَيب، على نبينا وعليه الصلاة والسلام؛ قال جرير:

إِذا مات الفرزدق فارجُموه

 

كما تَرْمُون قبر أَبي رِغال

وقيل: كان أَبو رِغال دليلاً للحبشة حين توجهوا إِلى مكة فمات في الطريق. رأَيت حاشية هنا صورتها: أَبو رِغال اسمه زيد بن مخلف عَبْدٌ كان لصالح النبي، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بعثه مُصَدِّقاً، وإِنه أَتى قوماً ليس لهم لِبْنٌ إِلا شاة واحدة، ولهم صبي قد ماتت أُمُّه فهم يُعاجُونه بلبن تلك الشاة، يعني يُغَذُّونه، والعَجِيُّ الذي يُغَذَّى بغير لبن أُمه، فأَبى أَن يأْخذ غيرها، فقالوا: دَعْها نُحايي بها هذا الصبيَّ، فأَبى، فيقال إِنه نزلت به قارعة من السماء، ويقال: بل قَتَله رَبُّ الشاة، فلما فقده صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قام في الموسم ينشد الناس فأُخْبِر بصنيعه فَلَعَنه، فقبره بين مكة والطائف يَرْجُمه الناس.

رغم

الرَّغْم والرِّغْم والرُّغْمُ: الكَرْهُ، والمَرْغَمَةُ مثله. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ مَرْغَمَةً؛ المَرْغَمَة: الرُّغْمُ أي بُعِثْتُ هواناً وذُلاًّ للمشركين، وقد رَغِمَهُ ورَغَمَهُ يَرْغَمُ، ورَغِمَتِ السائمة المَرْعَى تَرْغَمُه وأنِفَتْه تأنَفُهُ: كرهَته؛ قال أبو ذؤيب:

وكُنَّ بالرَّوْضِ لا يَرْغَمْنَ واحدةً

 

من عَيْشهنّ، ولا يَدْرِين كيف غدُ

ويقال: ما أَرْغَمُ من ذلك شيئاً أي ما أَنْقِمُه وما أَكرهه.
والرُّغْمُ: الذِّلَّة. ابن الأعرابي: الرَّغْم التراب، والرَّغْم الذلّ، والرَّغم القَسر قال: وفي الحديث وإن رَغَمَ أنفُه أي ذلّ؛ رواه بفتح الغين؛ وقال ابن شميل: على رَغْمِ مَن رَغَمَ، بالفتح أيضاً. وفي حديث مَعْقِل بن يَسارٍ: رَغِم أنفي لأمر الله أي ذَلّ وانقاد. ورَغِمَ أنفي لله رَغْماً ورَغَمَ يَرْغَمُ ويَرْغُمُ ورَغُمَ؛ الأخيرة عن الهجري، كله: ذلَّ عن كُرْهٍ، وأرغَمَه الذُّلُّ. وفي الحديث: إذا صلى أحدكم فليُلْزِمْ جبهته وأَنفه الأرض حتى يخرج منه الرَّغْمُ؛ معناه حتى يخضع ويَذِلَّ ويخرج منه كِبْرُ الشيطان، وتقول: فعلت ذلك على الرَّغم من أنفه. ورَغَمَ فلان، بالفتح، إذا لم يقدر على الانتصاف، وهو يَرْغَمُ رَغْماً، وبهذا المعنى رَغِمَ أنفُه.
والمَرْغَمُ والمَرْغِمُ: الأنف، وهو المَرْسِنُ والمَخْطِمُ والمَعْطِسُ؛ قال الفرزدق يهجو جريراً:

تَبْكِي المَراغَةُ بالرَّغامِ على ابنها،

 

والناهِقات يَهِجْـنَ بـالإعْـوالِ

وفي الحديث: أنه، عليه السلام، قال: رَغِمَ أَنفُه ثلاثاً، قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: من أَدرك أَبويه أَو أَحدهما حيّاً ولم يدخل الجنة. يقال: أَرْغَم الله أَنْفَه أي أَلزقه بالرَّغام، وهو التراب؛ هذا هو الأصل، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف والانقياد على كُرْهٍ. وفي الحديث: وإن رَغِمَ أنف أبي الدَّرْداء أي وإن ذَلَّ، وقيل: وإن كَره. وفي حديث سجدتي السهو: كانتا تَرْغيماً للشيطان. وفي حديث أسماء: إن أُمِّي قدِمتْ عليَّ راغِمَةً مشركة أفَأَصِلُها؟ قال: نعم؛ لما كان العاجز الذليل لا يخلو من غضب، قالوا: تَرَغَّمَ إذا غضب، وراغِمةً أي غاضبة، تريد أنها قدِمَتْ عليَّ غَضْبَى لإسلامي وهجرتي متسخطة لأمري أو كارهة مجيئها إليَّ لولا مَسِيسُ الحاجة، وقيل: هاربة من قومها من قوله تعالى: يَجِدْ في الأرض مُراغَماً كثيراً؛ أي مَهْرباً ومُتَّسَعاً؛ ومنه الحديث: إن السِّقْطَ ليُراغِمُ ربه إن أَدخل أَبويه النار أي يغاضبه. وفي حديث الشاة السمومة: فلما أَرْغَمَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَرْغَمَ بِشْرُ بن البَراءِ ما في فيه أي ألقى اللقمة من فيه في التراب. ورَغَّمَ فلان أنفه: خضع. وأرْغَمَهُ: حمله على ما لا يقدر أن يمتنع منه. ورَغَّمَهُ: قال له رَغْماً ودَغْماً، وهو راغِمٌ داغِمٌ، ولأَفعلنَّ ذلك رَغْماً وهواناً، نصبه على إضمار الفعل المتروك إظهاره. ورجل راغِمٌ داغِمٌ: إتباع، وقد أرْغَمَهُ الله وأَدْغَمَه، وقيل: أَرْغَمَهُ أَسخطه، وأَدْغَمَهُ، بالدال: سَوَّده.
وشاة رَغْماء: على طرف أنفها بياض أو لون يخالف سائر بدنها.
وامرأة مِرْغامة: مغضِبة لبَعْلِها؛ وفي الخبر: قال بَيْنا عمر بن الخطاب، رحمه الله، يطوف بالبيت إذ رأى رجلاً يطوف وعلى عنقه مثل المَهاةِ وهو يقول:

عُدْتُ لهذي جَمَلاً ذَلولا،

مُوَطَّأً أَتَّبِعُ السُّهولا،

أَعْدِلُها بالكَفِّ أن تَمِيلا،

أَحذَر أَن تسقط أَو تزولا،

أَرْجو بذاك نائلاً جَزِيلا

فقال له عمر: يا عبد الله من هذه التي وهبت لها حجك؟ قال: امرأتي، يا أمير المؤمنين، إنها حمقاء مِرْغامة، أَكول قامة، ما تَبْقى لها خامة، قال: ما لك لا تطلّقها؟ قال: يا أمير المؤمنين، هي حسناء فلا تُفْرَك، وأُم صبيان فلا تُتْرك، قال: فشأَنك بها إذاً.
والرَّغامُ: الثَّرَى. والرَّغام، بالفتح: التراب، وقيل: التراب اللين وليس بالدقيق؛ وقال:

ولم آتِ البُيوتَ، مُطَنَّباتٍ،

 

بأَكثِبَةٍ فَرَدْنَ من الرَّغامِ

أي انفردن، وقيل: الرَّغامُ رمل مختلط بتراب. الأصمعي: الرَّغامُ من الرمل ليس بالذي يسيل من اليد. أبو عمرو: الرَّغامُ دُقاق التراب، ومنه يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَهَنْتُهُ وأَلزقته بالتراب. وحكى ابن بري قال: قال أبو عمرو الرَّغام رمل يَغْشى البصر، وهي الرِّغْمان؛ وأنشد لنُصَيْب:

فلا شكّ أنّ الحيّ أَدْنَى مَقِيلِهِـمْ

 

كُناثِرُ، أَو رِغْمانُ بِيضِ الدَّوائر

والدوائر: ما استدار من الرمل. وأرْغَمَ الله أنفه ورَغَّمه: أَلزقه بالرَّغام. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أنها سئلت عن المرأة توضأَتْ وعليها الخِضابُ فقالت: اسْلِتِيهِ وأَرغِمِيه؛ معناه أَهِينِيه وارمي به عنك في التراب. ورَغَّمَ الأنفُ نفسُه: لزق بالرَّغام. ويقال: رَغَمَ أنفُه إذا خاس في التراب. ويقال: رَغمَ فلان أنفه الليث: الرُّغامُ ما يسيل من الأنف من داء أو غيره؛ قال الأزهري: هذا تصحيف، وصوابه الرُّعام، بالعين. وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: من قال الرُّغام فيما يسيل من الأنف فقد صَحَّفَ، وكان أبو إسحق الزجاج أَخذ هذا الحرف من كتاب الليث فوضعه في كتابه وتوهم أنه صحيح، قال: وأَراه عَرَضَ الكتاب على المبرد والقول ما قاله ثعلب قال ابن سيده: والرَّغامُ والرُّغامُ ما يسيل من الأنف، وهو المخاط، والجمع أَرْغِمَةٌ، وخص اللحياني به الغَنم والظِّباء.
وأَرْغَمَتْ: سال رُغامُها، وقد تقدم في العين المهملة أَيضاً.
والمُراغَمَةُ: الهِجْرانُ والتباعد. والمُراغَمةُ: المغاضبة. وأَرْغَمَ أَهله وراغَمَهُمْ: هجرهم. وراغَم قومه: نَبَذهُم وخرج عنهم وعاداهم.
ولم أُبالِ رَغْم أنفِه أي وإن لَصِقَ أَنفُه بالتراب.
والتَّرَغُّمُ: التغضُّب، وربما جاء بالزاي؛ قال ابن بري: ومنه قوله الحُطَيئَةِ:

تَرى بين لَحْيَيها، إذا ما تَرَغَّمَتْ،

 

لُغاماً كبيت العَنْكَبُوتِ المُمَـدَّدِ

والمُراغَمُ: السَّعَةُ والمضطَرَبُ، وقيل: المَذْهب والمَهْرب في الأرض، وقال أبو إسحق في قوله تعالى: يَجدْ في الأرض مُراغَماً؛ معنى مُراغَماً مُهاجَراً، المعنى يَجِدْ في الأرض مُهاجَراً لأن المُهاجِرَ لقومه والمُراغِمَ بمنزلة واحدة وإن اختلف اللفظان؛ وأنشد:

إلى بَلَدٍ غيرِ داني المَحَـل،

 

بعيدِ المُراغَمِ والمُضْطَرَبْ

قال: وهو مأْخوذ من الرَّغام وهو التراب، وقيل: مُراغَماً مُضْطَرَباً.
وعبد مُراغِمٌ أي مضطربٌ على مَواليه. والمُراغَمُ: الحصن كالعَصَرِ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد للجَعْدِيّ:

كَطَوْدٍ يُلاذُ بـأَرْكـانِـهِ،

 

عَزيزِ المُراغَمِ والمَهْرَبِ

وأنشد ابن بري لسالم بن دارة:

أَبْلِغْ أَبا سالمٍ أَن قد حَفَـرْت لـه

 

بئراً تُراغَمُ بين الحَمْضِ والشَّجَرِ

وما لي عن ذلك مَرْغَمٌ أي منع ولا دفع.
والرُّغامى: زيادة الكبد مثل الرُّعامى، بالغين والعين المهملة، وقيل: هي قصبة الرِّئة؛ قال أبو وَجْزَةَ السَّعْديّ:

شاكَتْ رُغامى قَذُوفِ الطَّرْف خائفةٍ

 

هَوْلَ الجَنان، وما هَمَّـتْ بـإدْلاجِ

وقال الشَّمَّاخُ يصف الحُمُرَ:

يُحَشرِجُها طَوْراً وطَوْراً، كأنَّما

 

لها بالرُّغامى والخَياشِم جارِزُ

قال ابن بري: قال ابن دريد الرُّغامى قصب الرئَةِ؛ وأنشد:

يَبُلُّ من ماء الرُّغامى لِيتَهُ،

 

كما يَرُبُّ سالئ حَمِيتَـهُ

والرُّغامى من الأَنف؛ وقال ابن القُوطِيَّة: الرُّغامى الأَنف وما حوله. والرُّغامى: نبت، لغة في الرُّخامى. والتَّرَغُّمُ: الغضب بكلام وغيره والتَّزَغُّم بكلام؛ وقد روي بيت لبيد:

على خير ما يُلْقى به مَن تَرَغَّما

ومن تَزَعَّما. وقال المفضل في قوله فعلته على رَغْمِه: أَي على غضبه ومساءته. يقال: أَرْغَمْتُه أَي أَغضبته؛ قال مُرَقِّشِ:

ما دِيننا في أَنْ غَزا مَلِكٌ،

 

من آل جَفْنَةَ، حازِمٌ مُرْغَمْ

معناه مُغْضَب. وفي حديث أبي هريرة: صَلِّ في مُراح الغنم وامسح الرُّغامَ عنها؛ قال ابن الأثير: كذا رواه بعضهم، بالغين المعجمة، قال: ويجوز أَن يكون أَراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحاً لشأْنها.
ورُغَيْم: اسم.

رغن

رغن إليه وأرغن: أصغى إليه قابلا راضيا بقوله قال الشاعر:

وأخرى تصفقها كـل ريح

 

سريع لدى الحور إرغانها

وفي حديث ابن جبير في قوله تعالى: أخلد إلى الأرض، أي رغن. يقال: رغن إليه وأرغن إذا مال وركن، قال الخطابي: الذي جاء في الرواية بالعين المهملة وهو غلط، وأرغن إلى الأمر والصلح،مال إليه وسكن، قال الطرماح:

مرغنات لأخلج الشدق سلعا

 

م ممر مفتولة عـضـده

قال: مرغنات مطيعات، يصف كلاب الصيد. والرغن: الإصغاء إلى القول وقبوله، والإرغان مثله. والرغنة: السهلة، يمانية. ابن الأعرابي: يوم رغن إذا كان ذا فرار من العدو، ويوم سعن إذا كان ذا شراب صاف. قال الفراء: لا ترغنن له في ذلك أي لاتطعه فيه. ورغنك بمعنى واحد. وقال الكسائي: لعن ولغن ورعن ورغن بمعنى لعل. ويقال: رغنه عند الله، قال: يريد لعله عند الله. قال الفراء: لون بمعنى لعل، قال: وسمعتهم يقولون لونها تركب، يريدون لعلها تركب.