ذكر ما جاء في تلقيب واصل بالغزال ومن نفى ذلك عنه

قال أبو عثمان: فمن ذلك ما خبّرنا به الأصمعيّ قال: أنشدني المعتمر بن سليمان، لإسحاق بن سُويد العدويّ:

برِئت من الخوارج لستُ منهم

 

منَ الغَزّال منهم وابنِ بـابِ

ومِن قومٍ إذا ذَكَـروا عـلـيّاً

 

يَردُّون السَّلامَ على السَّحابِ

ولكنِّي أحبّ بكـلِّ قـلـبـي

 

وأعلَمُ أنّ ذَاكَ من الصَـوابِ

رسولَ اللَّهِ والصَّدّيقَ حُـبّـاً

 

به أرجُو غداً حُسْن الثـوابِ

وفي مثِل ذلك قال بشار:

ما لي أُشايعُ غَزَّالاً له عنـق

 

كنِقْنِقِ الدّوّ إن ولَّى وإن مثَلا

ومن ذلك قول مَعْدَانَ الشُّمَيطيّ: من الخفيف

يوم تشفى النّفوسُ من يَعْصُرِ اللؤ

 

مِ ويُثنَـى بـسَـامَةَ الـرحَّـالِ

وعَـديٍّ وتَـيمِـهـا وثَـقِـيفٍ

 

وأُمَـيٍّ وتـغـلِـبٍ وهـلالِ

لا حَرُورا ولا النواصِبُ تَنْـجُـو

 

لا ولا صَحْبُ واصِل الغَـزَّال

وكان بشَّارٌ كثيرَ المديح لواصِل بن عطاء قبل أن يدين بَشَّارٌ بالرَّجْعة، ويكفِّرَ جميع الأمَّة، وكان قد قال في تفضيله على خالِد بن صفوانَ وشبيبِ بن شَيبة، والفضل بن عيسى، ويومَ خطَبوا عند عبد اللّه بن عمر بن عبد العزيز والي العراق:

أبا حُذيفَة قد أوتِيتَ مُـعْـجِـبِةً

 

في خُطبةٍ بَدَهَتْ من غير تقديرِ

وإنَّ قولاً يروق الخالِدَين مـعـاً

 

لمُسْكِتٌ مُخرِسٌ عن كلّ تحبيرِ

لأنه كان مع ارتجاله الخطبَة التي نزع منها الراء، كانت مع ذلك أطولَ من خطبهم، وقال بشّار:

تكلَّفُوا القولَ والأقوامُ قد حَفَـلـوا

 

وحَبّروا خطباً ناهِيكَ من خُطـبِ

فقام مرتجِلاً تغـلـي بـداهـتُـه

 

كمِرْجَل القيْن لما حُفَّ باللَّـهـب

وجانَبَ الراءَ لم يشعُرْ بهـا أحـد

 

قبل التصفُّح والإغْراق في الطّلبِ

وقال في كلمة له يعني تلك الخطبة:

فهذا بديهٌ لا كتحْـبـيرِ قـائلٍ

 

إذا ما أراد القول زَوَّرَه شهرا

فلما انقلب عليهم بشّارٌ ومَقاتِلُه لهم بادية، هجوه ونفَوه، فما زال غائباً حتى مات عمرو بن عُبيد، وقال صفوان الأنصاري:

متى كان غَزَّال له يا ابن حَوْشَـبٍ

 

غلامٌ كعمرٍو أو كعيسى بن حاضِرِ

أمَا كان عُثمانُ الطَّويلُ ابنُ خـالِـدٍ

 

أو القَرْمُ حَفْصٌ نُهيةً للمُخـاطِـرِ

له خلفَ شَعْب الصِّين في كل ثُغْرة

 

إلى سُوسها الأقصى وخَلْف البرابرِ

رجالٌ دُعاة لا يفُـلُّ عـزيمَـهُـم

 

تهكُّم جَـبّـارٍ ولا كـيدُ مـاكِـرِ

إذا قال مُرُّوا في الشتَاء تطـوَّعُـوا

 

وإن كان صيفٌ لم يُخَفْ شهرُ ناجرِ

بهجـرةِ أوطـانٍ وبَـذْلٍ وكُـلْـفةٍ

 

وشدَّة أخطار وكَدِّ الـمـسـافـرِ

فأنجَحَ مَسعاهم وأثْـقَـب زَنْـدَهـم

 

وأوْرَى بفَلْجٍ للمُخاصِـم قـاهِـر

وأوتادُ أرضِ اللَّه في كـلِّ بـلـدةٍ

 

وموضعُ فُتياها وعلمِ التـشـاجُـر

وما كان سحبانٌ يشقُّ غُـبـارَهـم

 

ولا الشُّدْقُ من حَيّيْ هلال بن عامرِ

ولا النّاطق النَّخَّار والشيخ دَغـفـل

 

إذا وصَلُوا أيمانهم بالمـخـاصـر

ولا القالةُ الأعلَوْن رهطُ مكَـحَّـلٍ

 

إذا نَطقُوا في الصُّلح بين العشـائِر

بجمعٍ من الجُفَّينِ راضٍ وسـاخـطٍ

 

وقد زحفَتْ بُدّاؤهم للمَـحَـاضـرِ

الجُفَّانِ: بكر وتميم، والرَّوْقان: بكر وتغلب، والغاران: الأزْد وتميم، ويقال ذلك لكل عِمارةٍ من الناس، وهي الجمع، وهم العمائر أيضاً: غارٌ، والجُفُّ أيضاً: قشْر الطَّلْعة

تَلقَّبَ بالغَـزَّالِ واحـدُ عـصـرِه

 

فَمنْ لليتامى والقَبِيل الـمـكـائرِ

ومَن لِحَـرُورِيّ وآخـرَ رافـضٍ

 

وآخرَ مُـرْجـيٍّ وآخـرَ جـائرِ

وأمرٍ بمعروفٍ وإنكارِ مـنـكَـر

 

وتحصين دين اللَّه من كل كافِـر

يُصِيبون فَصْلَ القول في كلِّ موطنٍ

 

كما طَبَّقتْ في العظم مُدْيةُ جازر

تراهُمْ كأنّ الطيرَ فوقَ رؤوسـهـم

 

على عِمّةٍ معروفةٍ في المعاشـرِ

وسيماهُمُ معرفةٌ في وجـوهـهـمْ

 

وفي المشي حُجَّاجاً وفوق الأباعرِِ

وفي رَكعة تأتي على الليل كـلِّـهِ

 

وظاهر قولٍ في مِثال الضمـائرِ

وفي قَصِّ هُدَّابٍ وإحفـاء شـاربٍ

 

وكَوْرٍ على شَيبٍ يُضيء لناظِـرِِ

وعَنْفَقةٍ مصلـومة، ولـنـعـلِـه

 

قِبالانِ، في رُدْنٍ رحيب الخواصرِِ

فتلك علاماتٌ تحيط بوصـفـهـم

 

وليس جَهُول القوم في علم خابِـرِ

وفي واصلٍ يقول صفوان:

فما مَسَّ ديناراً ولا صرَّ درهمـا

 

ولا عرف الثوبَ الذي هو قاطعُه

وفيه يقول أسْباط بن واصل الشيبانيّ:

وأشهد أنَّ اللَّه سمَّاكَ واصلا

 

وأنَّك محمود النقيبة والشِّيَمْ

ولما قام بشّار بعُذر إبليس في أنّ النّار خيرٌ من الأرض، وذكر واصلاً بما ذكره به، قال صفوانِ:

زَعمتَ بأنّ النارَ أكرمُ عنـصـراً

 

وفي الأرض تَحْيا بالحجارة والزَّنْدِ

وتُخْلَق في أرحامهـا وأَرومـهـا

 

أعاجيبُ لا تُحصَى بخَطٍّ ولا عَقْـدِِ

وفي القَعر من لُجِّ البحار منـافـعٌ

 

من اللؤلؤ المكنون والعنبر الـوَرْدِ

كذلك سِرُّ الأرض في البحر كلِّـه

 

وفي الغَيضة الغنَّاءِ والجبل الصَّلْدِ

ولا بدَّ من أرض لكـل مُـطَـيَّرٍ

 

وكلِّ سَبُوحٍ في الغمائر من جُـدِِّ

كذاك وما ينساحُ في الأرض ماشيا

 

على بطنه مَشْيَ المُجانِب للقَصْـدِ

ويَسْري على جلد يقـيم حُـزوزَه

 

تعَّمُّجَ ماء السَّيل في صَبَبٍ حَـردِِ

وفي قُلَلِ الأجبال خلَف مُـقـطَّـم

 

زَبرجَدُ أملاك الوَرَى ساعةَ الحشدِِ

وفي الحَرَّةِ الرَّجلاءِ تُلْفَى معـادنٌ

 

لهنَّ مغارات تَبَجَّسُ بـالـنَّـقْـدِِ

مِن الذّهب الإبريز والفضة التـي

 

تروقُ وتُصْبِي ذا القَناعة والزُّهـد

وكلّ فِلِـزّ مـن نُـحـاس وآنُـكٍ

 

ومن زِئبَقٍ حَيّ ونُوَشاذُرٍ يُسْـدِيِ

وفيه زَرانيخ ومَـكْـرٌ ومَـرْتَـكٌ

 

ومن مَرْقَشِيثا غيرِ كابٍ ولا مُكْدِيِ

وفيها ضُروب القارِ والشَّبِّ والمَهَا

 

وأصنافُ كِبريتٍ مُطاوِلةُ الـوقـدِِ

ترى العِرْق منها في المقاطع لائحاً

 

كما قَدَّتِ الحسناءُ حاشية الـبُـرْدِ

ومن إثمدٍ جَونٍ وكِـلْـسِ وفـضَّة

 

ومن تُوتِياءِ في معادنـه هِـنْـدِي

وفي كلِّ أغوارِ البـلاد مـعـادنٌ

 

وفي ظاهر البيداء من مَسْتوٍ نَجـدِِ

 وكـلُّ يواقـيتِ الأنـام وحَـلْـيِهــا

 

من الأرض والأحجارِ فاخرةِ المَجْـدِ

وفيها مَقامُ الخِلِّ والركنُ والـصَّـفـا

 

ومُستَلمُ الحُجَّاج من جَـنَّة الـخُـلْـدِ

وفي صخرة الخِضر التي عند حُوتِهـا

 

وفي الحجر المُمْهِي لمُوسى على عَمْدِِ

وفي الصَّخرة الصمـاء تُـصْـدَعُ آيةٌ

 

لأمّ فـصـيلٍ ذي رُغـاءٍ وذي وَخْـدِِ

مفاخرُ للطِّين الـذي كـان أصـلَـنـا

 

ونحن بَنُوه غـيرَ شـكٍّ ولا جَـحْـدِ

فذلـك تـدبـيرٌ ونـفـعٌ وحـكـمة

 

وأوضحُ برهانٍ على الواحد الـفـرد

أتجعلُ عَمْراً والنِّـطـاسـيَّ واصـلاً

 

كأتباعِ دَيْصَانٍ وهم قُـمُـشُ الـمَـدِّ

وتفخر بالميلاء والـعِـلْـجِ عـاصـمٍ

 

وتضحك من جِيد الرّئيس أبي الجَعْـدِِ

وتحكِي لـدى الأقـوام شُـنْـعةَ رأيهِ

 

لتصرفَ أهواءَ النُّفـوس إلـى الـرَّدِّ

وسمَّيتَه الغَزَّالَ في الشِّعر مطـنِـبـاً

 

ومولاك عند الظُّلم قِصَّـتُـه مُـرْدِي

- يقول: إن مولاك ملاّح؛ لأن الملاّحين إذا تظلَّموا رفعوا المَرادي -

فيا ابنَ حليفِ الطِّين واللُّومِ والعَمَى

 

وأبعدَ خلقِ اللَّه من طُرُق الرُّشْـدِ

أتهجُو أبا بكرٍ وتـخـلـع بـعْـدَه

 

عليّاً وتعْزو كـلَّ ذاك إلـى بُـرْدِ

كأنّك غَضبانٌ علـى الـدِّين كـلِّـه

 

وطالبُ ذَحْلٍ لا يَبِيت على حِـقْـدِ

رجَعتَ إلى الأمصارِ من بعد واصل

 

وكنتَ شريداً في التَّهائِم والنُّـجْـدِِ

أتجعل ليلَى النَّـاعِـظـية نِـحـلة

 

وكلَّ عريقٍ في التنـاسُـخِ والـرّدِّ

عليك بدَعْدٍ والصَّدوف وفَـرتَـنَـى

 

وحاضِنَتَيْ كِسْفٍ وزاملتَيْ هِـنْـدِِ

تُوَاثب أقـمـاراً وأنـت مُـشـوَّهٌ

 

وأقربُ خلقِ اللَّه من شَبَه الـقِـرْدِ

ولذلك قال فيه حمادُ عَجْرَدٍ بعد ذلك: من الهزج

ويا أقبحَ مِن قـردٍ

 

إذا ما عَمِيَ القِردُ

ويقال إنه لم يجزعْ بشار من شيء قطُّ جزعَه من هذا البيت، وذكره الشاعرُ وذكر أخويه لأمّه فقال:

لقد ولدتْ أمٌّ الأكيمِـهِ أعـرَجـاً

 

وآخرَ مقطوعَ القفا ناقص العَضُدْ

وكانوا ثلاثةً مختلفي الآباء والأمُّ واحدةٌ، وكلُّهم وُلِد زَمِناً، ولذلك قال بعضُ من يهجوه:

إذا دَعاهُ الخالُ أقعى ونـكَـصْ

 

وهُجْنَةُ الإقراف فيه بالحِصَصْ

وقال الشاعر:

لا تشهدَنّ بخارجيٍّ مُطْرِفٍ

 

حتَّى ترى مِن نَجله أفراسا

وقال صفوانُ الأنصاريّ في بشّارٍ وأَخَوَيْهِ، وكان يخاطب أمهم:

ولَدْتِ خُلْداً وذيخاً في تـشـتُّـمـه

 

وبعده خُزَزاً يشتدّ في الـصُّـعُـدِ

ثلاثَةٌ من ثلاثٍ فُـرِّقـوا فِـرَقـاً

 

فاعرف بذلك عِرقَ الخالِ في الولدِ

الخُلْد: ضربٌ من الجُرذان يولَد أعمى، والذِّيخ: ذكرَ الضِّباع، وهو أعرج، والخُزَز: ذكر الأرانب، وهو قصير اليدين لا يلحقه الكلب في الصُّعُد، وقال بعد ذلك سُليمان الأْعمى، أخو مسلمِ بن الوليد الأنصاري الشَّاعر، في اعتذار بشّارٍ لإبليسَ وهو يخبر عن كَرَم خصال الأرض:

لا بَدَّ للأرض إن طابتْ وإنْ خَبُثَـت

 

من أن تُحِيل إليها كـلَّ مـغـروس

وتُربةُ الأرضِ إن جِيدت وإن قُحِطَتْ

 

فحَمْلُها أبداً فـي إثـر مـنـفُـوسِ

وبطنها بفِـلـزّ الأرض ذو خَـبَـرٍ

 

بكل ذي جوهر في الأرض مرموسِ

والفِلزُّ: جوهر الأرض من الذهب والفِضَّة والنحاس والآنُك وغير ذلك

وكلِّ آنيةٍ عَمّتْ مرافـقُـهـا

 

وكلّ مُنتَقَدٍ فيها وملـبـوسِ

وكلُّ ماعُونها كالمِلح مِرْفـقةٌ

 

وكلُّها مُضْحِكٌ مِن قول إبليسِ

وقال بعض خُلَعاء بغداد: من السريع

عجبتُ من إبليس في كِبْرهِ

 

وقُبْحِ ما أظهَرَ من نيّتـه

تاه على آدَمَ في سـجـدةٍ

 

وصار قَـوّاداً لـذُرّيّتِـه

وذكره بهذا المعنى سليمانُ الأعمى، أخو مسلم الأنصاريّ، فقال:

يأبَى السّجودَ له من فَرْط نَخْوتِه

 

وقد تحوَّل في مِسلاخ قَـوّادِ

وقال صفوانُ في شأن واصلٍ وبشّارٍ، وفي شأن النّار والطّين، في كلمةٍ له:

وفي جوفها للعَبد أسـتَـرُ مـنـزلٍ

 

وفي ظهره يَقضِي فرائضَه العـبـدُ

تمجُّ لُفَاظَ المِلح مَجّاً وتصـطـفـي

 

سبَائِكَ لا تَصْدَا وإن قـدُم الـعـهـدُ

وليس بمُحصٍ كُنْهَ ما في بُطونِـهـا

 

حسابٌ ولا خَطٌّ وإن بُلِغَ الَـجَـهْـدُ

فسائِلْ بعبد اللَّه فـي يوم حَـفْـلِـهِ

 

وذاك مَـقـامٌ لا يشـاهـده وَغْـدُ

أقام شبيبٌ وابنُ صَـفـوانَ قـبـلَـه

 

بقولِ خطيبٍ لا يجانبـه الـقَـصْـدُ

وقام ابنُ عيسى ثُـمَّ قـفّـاه واصـلٌ

 

فأبدَعَ قولاً ما له فـي الـورى نِـدُّ

فما نقَصَتْـهُ الـرّاءُ إذْ كـان قـادراً

 

على تركِها واللفظُ مـطّـرِدٌ سَـرْدُ

فَفَضّل عبدُ اللَّـه خُـطـبةَ واصـلٍ

 

وضُوعف في قَسْمِ الصِّلات له الشُّكْدُ

فأقنَعَ كُلَّ القومِ شُـكـرُ حِـبـائِهـم

 

وقَلّل ذاك الضِّعْفَ في عينه الزُّهـدُ

قد كتبنا احتجاجَ مَن زعم أنَّ واصلَ بنَ عطاءٍ كان غَزَّالاً، واحتجاجَ مَن دفَع ذلك عنه، ويزعم هؤلاء أنّ قَولَ الناس: واصلٌ الغزّال، كما يقولون: خالد الحذَّاء، وكما يقولون: هشامٌ الدَّستَوائيّ، وإنما قيل ذلك لأنّ الإباضيّة كانت تبعثُ إليه من صَدَقاتها ثياباً دَسْتَوائية، فكان يكسوها الأعرابَ الذين يكونون بالجَنَاب، فأجابوه إلى قول الإباضيَّة، وكانوا قبلَ ذلك لا يزوِّجون الهُجنَاء، فأجابوه إلى التَّسوية وزَوَّجوا هجيناً، فقال الهجين في ذلك:

إنا وجَدْنا الدَّسْتَـوائيّينـا

 

الصائمين المتعبِّـدينـا

أفضلَ منكمْ حَسَباً ودِينا

 

أخزى الإلهُ المتكبِّرينا

أفيكُمُ مَن يُنكِح الهَجِينا

 

 

وقال: إنما قيل ذلك لواصل لأنّه كان يكثر الجلوسَ في سوق الغزّالين، إلى أبي عبد اللَّه، مولى قَطَن الهِلاليّ، وكذلك كانت حالُ خالدٍ الحَذَّاءِ الفقيه، وكما قالوا: أبو مسعودٍ البدري، لأنه كان نازلاً على ذلك الماء، وكما قالوا: أبو مالك السُّدِّيّ؛ لأنه كان يبيع الخُمُر في سُدَّة المسجد، وهذا الباب مستقصىً في كتاب الأسماء والكنى، وقد ذكرنا جملة منه في كتاب أبناء السَّراري والمَهِيرات،