رَمَأَتِ الإبلُ بالمكان تَرْمَأُ رَمْأً ورُمُوءاً: أَقامت فيه.
وخص بعضُهم به إقامتها في العُشْبِ. وَرَمَأَ الرجلُ بالمكانِ: أَقامَ.
وهل رمأَ إليك خَبَرٌ، وهو، من الأَخبار، ظَنٌّ في حَقيقة.
وَرَمَأَ الخَبَرَ: ظَنَّه وقَدَّره. قال أَوس بن حجر:
أَجْلَتْ مُرَمَّأَةُ الأَخْبارِ، إذ وَلَدَتْ،عن يومِ سَوءٍ، لعبْدِ القَيْسِ، مَذْكُورِ |
الرِّمْثُ، واحدتُه رِمْثةٌ: شجرة من الحَمْضِ؛ وفي المحكم: شجرٌ يُشْبِه الغَضا، لا يَطُولُ، ولكنه ينبسط ورقُه، وهو شبيه بالأُشْنانِ، والإِبل تُحَمِّضُ بها إذا شَبِعَتْ من الخُلَّة، ومَلَّتْها. الجوهري: الرِّمْثُ، بالكسر، مَرْعىً من مَراعي الإِبل، وهو من الحَمْض؛ قال أَبو حنيفة: وله هُدْبٌ طُوالٌ دُقاقٌ، وهو مع ذلك كله كَلأٌ تَعِيشُ فيه الإِبل والغنم، وإِن لم يكن معها غيره، وربما خرج فيه عسلٌ أَبيضٌ، كأَنه الجُمان، وهو شديد الحلاوة، وله حَطَبٌ وخَشَبٌ، ووَقُودُه حارٌّ، ويُنْتَفَعُ بدُخانه من الزُّكام. وقال مرة قال بعضُ البصريين: يكون الرِّمْثُ مع قِعْدةِ الرَّجُل، يَنْبُتُ نَباتَ الشيح، قال: وأَخبرني بعضُ بني أَسَد أَن الرِّمْثَ يرْتَفِعُ دونَ القامة، فيُحْتَطَبُ، واحدتُه: رِمْثةٌ، وبها سمي الرجلُ رِمْثَةُ، وكُني أَبا رِمْثةَ، بالكسر. والرَّمَثُ أَن تأْكلَ الإِبلُ الرِّمْثَ، فَتشْتكي عنه. ورَمِثَتِ الإِبلُ، بالكسر، تَرْمَثُ رَمَثاً، فهي رَمِثَةٌ ورَمْثى، وإِبلٌ رَماثَى: أَكَلَتِ الرِّمْثَ، فاشْتَكَتْ بطونَها. وقال أَبو حنيفة: هو سُلاحٌ يأْخذها إذا أَكلتِ الرِّمْثَ، وهي جائعة، فيُخاف عليها حينئذ. الأَزهري: الرِّمْثُ والغَضَا، إذا باحَتَتْها الإِبلُ، ولم يكن لها عُقْبة من غيرها، يقال: رَمِثَتْ وغَضِبَتْ، فهي رَمِثَة وغَضِيَة، ذكر ذلك في ترجمة طَلَح. وأَرضُ مَرْميَثة: تُنْبِتُ الرِّمْثَ، والعرب تقول: ما شجرةٌ أَعْلَمَ لِجَبلٍ، ولا أَضْيَعَ لسابلة، ولا أَبْدَن ولا أَرْتَعَ، من الرِّمْثةِ؛ قال أَبو منصور: وذلك أَن الإِبل إذا مَلَّتِ الخُلَّة، اشْتَهَتِ الحَمْضَ، فإِن أَصابتْ طَيِّبَ المَرْعَى مثل الرُّغْلِ والرِّمْثِ، مَشَقَتْ منها حاجَتَها، ثم عادت إِلى الخُلَّة، فَحَسُنَ رَتْعُها، واسْتَمْرَأَتْ رَعْيَها، فإِن فَقَدَتِ الحَمْضَ، ساءَ رَعْيُها وهُزِلَتْ. والرَّمَثُ: الحَلَبُ. يقال: رَمِّثْ ناقَتَك أَي أَبْقِ في ضَرْعِها شيئاً. ابن سيده: والرَّمَثُ البقية من اللبن تَبْقَى بالضَّرْع، بعد الحَلَبِ، والجمع أَرْماثٌ. والرَّمَثة: كالرَّمَثِ، وقد أَرْمَثَها، ورَمَّثَها.
ويقال: رَمَّثْتُ في الضَّرْع تَرْمِيثاً، وأَرْمَثْتُ أَيضاً إذا أَبْقَيْتَ بها شيئاً؛ قال الشاعر:
وشارَكَ أَهلُ الفَصِيلِ الفَصِيلَ |
|
في الأُمِّ، وامْتَكَّها المُرْمِـثُ |
ورَمَثْتُ الشيءَ أَصْلَحْتُه ومَسَحْتُه بيدي؛ قال الشاعر:
وأَخٍ رَمَـثْـتُ رُوَيْسَــه، |
|
ونَصَحْتُه في الحَرْب نَصْحا |
ورَمَّثَ على الخمسين وغيرها: زاد؛ وإسنما يستعملون الخمسين في هذا ونحوه، لأَنه أَوسط الأَعمار، ولذلك استعملها أَبو عبيد في باب الأَسنان وزيادة الناس، فيما دون سائر العقود. ورَمَّثَتْ غنَمُه على المائة: زادت.
ورَمَّثَتِ الناقةُ على مِحْلَبها، كذلك. وفي حديث رافع بن خَديج، وسُئل عن كِراءِ الأَرض البيضاءِ بالذهب والفضة، فقال: لا بأْسَ، إِنما نُهِيَ عن الإِرماثِ. قال ابن الأَثير: هكذا يروى، فإِن كان صحيحاً، فيكون من قولهم: رَمَثْتُ الشيءَ بالشيءِ إذا خَلَطْتَه، أَو من قولهم: رَمِّثَ عليه وأَرْمَثَ إذا زاد، أَو من الرَّمَث: وهو بقية اللبن في الضَّرْع، قال: فكأَنه نهى عنه من أَجل اختلاط نصيب بعضهم ببعض، أَو لزيادة يأْخذها بعضُهم من بعض، أَو لإِبقاءِ بعضهم على البعض شيئاً من الزَّرْع.
والرَّمَثُ، بفتح الراءِ والميم: خَشَبٌ يُشَدُّ بعضُه إِلى بعض كالطَّوْف، ثم يُرْكَبُ عليه في البحر؛ قال أَبو صَخْر الهُذَلي:
تَمَنَّيْتُ، من حُبِّـي عُـلَـيَّةَ، أَنـنـا |
|
على رَمَثٍ، في الشَّرْمِ، ليس لنا وَفْرُ |
الشَّرْمُ: موضع في البحر. والجمع أَرْماثٌ؛ ومن هذه القصيدة:
أَمَا والذي أَبْكَى وأَضْحَـكَ، والـذي |
|
أَماتَ وأَحيا، والذي أَمْـرُه الأَمْـرُ |
لقد تَرَكَتْنِي أَغْبِطُ الوَحْـشَ، أَن أَرى |
|
أَلِيفَيْنِ منها، لا يَرُوعُهما الـزَّجْـر |
إِذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبي لِـذِكْـرِهـا، |
|
كما انْتَفَضَ العُصْفُور، بَلَّلَه القَطْـر |
تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إذا ما لَمـسْـتُـهـا، |
|
وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ |
وصَلْتُكِ حتى قِيلَ: لا يَعْرِفُ القِلَـى، |
|
وزُرْتُكِ حتى قِيلَ: ليس له صَبْـرُ، |
فيا حُبَّها، زِدْني هَـوىً كـلَّ لـيلةٍ، |
|
ويا سَلْوةَ الأَيامِ، مَوْعِدُكِ الحَـشْـر |
عَجِبْتُ لِسَعْيِ الدَّهْرِ بيني وبينَـهـا، |
|
فلما انْقَضَى ما بيننا، سَكَنَ الدَّهْـرُ، |
قال ابن بري: معناه أَن الدَّهْرَ كان يَسْعَى بينه وبينها في إِفساد الوصل، فلما انقضَى ما بينهما من الوَصْل، وعادَ إِلى الهَجْر، سَكَنَ الدهرُ عنهما؛ وإِنما يريد بذلك: سَعْيَ الوُشاةِ، فنسَبَ الفعلَ إِلى الدهْر، مجازاً لوقوع ذلك فيه، وجَرْياً على عوائد الناس في نسبة الحوادث إِلى الزمان؛ قال المستملي من الشيخ أَبي محمد بن بري، رحمهما الله تعالى؛ قال: لما أَملانا الشيخ قوله:
وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ |
ضَحِكَ، ثم قال: هذا البيتُ كان السببَ في تَعَلُّمي العربية، فقلنا له: وكيف ذلك؟ قال: ذكر لي أَبي، برِّيٌّ، أَنه رأَى في المنام قبل أَن يُرْزَقَني، كأَنَّ في يده رُمْحاً طويلاً، في رأْسه قِنْديلٌ، وقد عَلَّقه على صخرة بيتِ المَقْدس، فعُبِّرَ له بأَن يُرْزَقَ ابناً يَرْفَعُ ذِكْرَه بعِلم يَتَعلَّمه، فلما رُزِقَني، وبَلَغْتُ خمسَ عشرة سنةً، حَضَر إِلى دُكَّانه، وكان كُتْبِيّاً، ظافرٌ الحدادُ وابنُ أَبي حَصِينة، وكلاهما مشهورٌ بالأَدب؛ فأَنشد أَبي هذا البيت:
تَكادُ يَدِي تَنْدَى، إذا لـمَـسْـتُـهـا، |
|
وتَنْبُتُ، في أَطْرافِها، الوَرَقُ الخُضْرُ |
وقال: الورقُ الخُضْرِ، بكسر الراء، فضحِكا منه لِلَحْنه؛ فقال: يا بُنَيَّ، أَنا منتظر تفسير منامي، لعلَّ اللهَ يَرْفَعُ ذِكْرِي بك، فقلتُ له أَيَّ العُلوم تَرَى أَن أَقرأَ؟ فقال لي اقرإِ النحوَ حتى تُعَلِّمني، فكنت أَقرأُ على الشيخ أَبي بكر محمد بن عبد الملك ابن السَّرَّاج، رحمه الله، ثم أَجيء فأُعلمه. وفي الحديث: أَن رجلاً أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إِنَّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لنا، في البحر، ولا ماءَ معنا، أَفَنَتَوَضَّأُ بماء البحر؟ فقال: هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتَتُه؛ قال الأَصمعي: الأَرْماثُ جمع رَمَثٍ، بفتح الميم: خَشَب يُضَمُّ بعضُه إِلى بعض، ويُشَدُّ، ثم يُرْكَبُ في البحر. والرَّمَثُ: الطَّوْفُ، وهو هذا الخَشَبُ، فَعَلٌ بمعنى مفعول، من رَمَثْتُ الشيءَ إذا لمَمْتَه وأَصْلَحته. والرَّمَثُ: الحَبْلُ الخَلَق، وجمعه أَرماثٌ ورِماثٌ. وحبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام؛ كما قالوا: ثَوْب أَخلاقٌ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَهَيْتُكم عن شُرْب ما في الرِّماثِ والنَّقير؛ قال أَبو موسى: إِن كان اللفظ محفوظاً، فلعله من قولهم: حَبْلٌ أَرماثٌ أَي أَرمام، ويكون المراد به الإِناء الذي قد قَدُمَ وعَتُقَ، فصارت فيه ضَراوةٌ بما يُنْبَذُ فيه، فإِنَّ الفساد يكون إِليه أَسْرَعَ. ابن الأَعرابي: الرَّمَثُ الحَبْلُ المُنْتَكِثُ. والرَّمْثُ: السَّرِقة؛ يقال: رَمَثَ يَرْمِثُ رَمْثاً إذا سَرَق. وفي نَواجر الأَعراب: لفلان على فلان رَمَثٌ ورَمَلٌ أَي مَزِيَّة؛ وكذلك عليه فَوَر ومُهْلة ونَفَلٌ.
والرَّمَّاثة: الزَّمَّارة.
والرُّمَيْثةُ: موضع؛ قال النابغة:
إِنَّ الرُّمَيْثةَ مانعٌ أَرْمـاحُـنـا |
|
ما كانَ من سَحَمٍ بها، وصَفارِ |
الرَّامِجُ: المِلْواحُ الذي يصاد به الصُّقُور ونحوها من جوارح الطير، اسم كالغارِب.
والتَّرْمِيجُ: إِفساد السطور بعد تسويتها وكتابتها بالتراب ونحوه؛ يقال: رَمَّجَ ما كَتَبَ بالتراب حتى فَسَدَ.
ابن الأَعرابي: الرَّمْجُ إِلقاء الطائر سَجَّه أَي ذَرْقَه.
الرُّمْحُ: من السلاح معروف، واحد الرِّماحِ، وجمعه أَرْماح؛ وقيل لأَعرابي: ما الناقة القِرْواح؟ قال: التي كأَنها تمشي على أَرماح؛ والكثيرُ: رِماحٌ. ورجل رَمَّاحٌ: صانع للرِّماح متخذ لها وحِرْفته الرِّماحة.
ورجل رامِحٌ ورَمَّاح: ذو رُمْح مثل لابنٍ وتامِرٍ، ولا فعل له.
ورَمَحه يَرْمَحُه رَمْحاً: طعنه بالرُّمْح، فهو رامِح. وفي الحديث: السلطانُ ظِلُّ الله ورُمْحُه؛ استوعب بهاتين الكلمتين نَوْعَيْ ما على الوالي للرعية: أَحدهما الانتصاف من الظالم والإِعانة، لأَن الظل يُلجأُ إليه من الحرارة والشدّة، ولهذا قال في تمامه يأْوي إِليه كلُّ مظلوم؛ والآخر إِرهاب العدوّ ليرتدع عن قصد الرعية وأَذاهم فيأْمنوا بمكانه من الشر، والعرب تجعل الرُّمْح كناية عن الدفع والمنع؛ وقول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:
بِرَمَّاحةٍ تَنْفِي التُّراب، كأَنـهـا |
|
هِراقَةُ عَقٍّ، من شُعَيْبى مُعَجّلِ |
قيل في تفسيره: رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح، ولا أَعرف لهذا مَخْرَجاً إِلا أَن يكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذي هو المرَّة الواحدة من الرَّمْحِ.
ويقال للثور من الوحش: رامِحٌ؛ قال ابن سيده: أُراه لموضع قرنه؛ قال ذو الرمة:
وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ، |
|
بلادُ العِدَى ليستْ له بـبـلادِ |
وثورٌ رامِحٌ: له قرنان. والسِّماكُ الرامِحُ: أَحد السَّماكَيْن، وهو معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ، ليس من منازل القمر، سمِّي بذلك لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ، وقيل للآخر: الأَعْزَلُ، لأَنه لا كوكب أَمامه، والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمي رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله العرب رُمْحَه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ:
مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبـيع، |
|
من الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَهْ |
والسِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل.
الأَزهري: الرَّامِحُ نَجْمٌ في السماء يقال له السِّماك المِرْزَمُ.
وأَخذَتِ البُهْمَى ونحوها من المراعي رماحَها: شَوَّكَتْ فامتنعت على الراعية. وأَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ في عين صاحبها، فامتنع لذلك من نحرها؛ يقال ذلك إذا سمنت أَو درَّت، وكل ذلك على المثل. الأَزهري: إذا امتنعت البُهْمَى ونحوها من المَراعي فَيَبِسَ سَفاها، قيل: أَخذت رِماحَها؛ ورِماحُها سَفاها اليابِسُ.
ويقال للناقة إذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ رِماح، وذلك أَن صاحبها إذا أَراد نحرها نظر إِلى سِمَنها وحسنها، فامتنع من نحرها نفاسة بها لما يَرُوقُه من أَسْنِمتها؛ ومنه قول الفرزدق:
فَمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها، |
|
غِشاشاً، ولم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعـائِيا |
يقول: نحرتها وأَطعمتها الأَضياف، ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن نحرها نفاسة بها.
وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ: اتَّكَأَ على العصا من كِبَره، وأَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد، وقيل: هو لقمان الحكيم؛ قال:
إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبـي |
|
سَعْدٍ، فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا |
وقيل: أَبو سعد كنية الكِبَرِ.
وجاء كأَنَّ عينيه في رُمحين: وذلك من الخوف والفَرَق وشدَّة النظر، وقد يكون ذلك من الغضب أَيضاً. وذو الرُّمَيْح: ضرب من اليرابيع طويل الرجلين في أَوساط أَوْظِفَته، في كل وَظِيف فضْلُ ظُفُر، وقيل: هو كل يَرْبوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُ العقارب: شَوْلاتُها. ورِماحُ الجنّ: الطاعونُ: أَنشد ثعلب:
لَعَمْرُكَ، ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ |
|
رِماحَ بني مُقَيِّدَةِ الحِمـارِ، |
ولكنِّي خَشِيتُ علـى أُبَـيٍّ |
|
رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ |
يعني ببَني مُقَيَّدَة الحمار: العقارب، وإِنما سميت بذلك لأَن الحَرَّةَ يقال لها: مُقَيِّدة الحمار؛ قال النابغة:
أَواضِع البيتِ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ، |
|
تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْرِي بها السَّارِي |
والعقارب تَأْلَفُ الحَرَّة.
وذو الرُّمْحَين، قال ابن سيده: أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبي ربيعة؛ قال القُرَشِيُّون: سمي بذلك لأَنه قاتَلَ برمحين، وقيل: سمي بذلك لطول رمحه. وابن رُمْح: رجل من هذيل، وإِياه عنى أَبو بُثَيْنة الهُذَليُّ بقوله:
وكان القومُ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ، |
|
لَدَى القَمْراءِ، تَلْفَحُهم سَعِيرُ |
ويروى ابن رَوْحٍ. وذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لأَحَدِ بني ضَبَّة، وكانت إذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بنو ضَبَّة بالغُنْمِ؛ وفي ذلك يقول شاعرهم:
إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لنا |
|
أَيامِنُ، بالطَّيْرِ الكثيرِ غَنـائِمُـهْ |
ورَمَح الفرسُ والبغلُ والحمار وكلُّ ذي حافر يَرْمَحُ رَمْحاً: ضَرَبَ برجله، وقيل: ضرب برجليه جميعاً، والاسم الرِّماحُ؛ يقال: أَبْرَأُ إِليك من الجِماحِ والرِّماحِ؛ وهذا من باب العيوب التي يُرَدُّ المبيع بها.
الأَزهري: وربما استعير الرَّمْحُ لذي الخُفّ؛ قال الهذلي:
بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً |
|
جَواذِبُها، تَأْبَى على المُـتَـغَـيِّر |
وقد يقال: رَمَحَتِ الناقة؛ وهي رَمُوحٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
تُشْلِي الرَّمُوحَ، وهيَ الرَّمُوحُ، |
|
حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُـوحُ |
ورَمَحَ الجُنْدَبُ يَرْمَحُ: ضَرَبَ الحَصَى برجله؛ قال ذو الرمة:
ومَجْهُولةٍ من دونِ مَيَّةَ لـم تَـقِـلْ |
|
قَلُوصِي بها، والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ |
والرَّمَّاحُ: اسم ابن مَيَّادة الشاعر. وكان يقال لأَبي بَراءٍ عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، فجعله لبيدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية؛ فقال يرثيه، وهو عمه:
قُوما تَنُوحـانِ مـع الأَنْـواحِ، |
|
وأَبِّنـا مُـلاعِـبَ الـرِّمـاحِ، |
أَبـا بَـراءٍ مِـدْرَهَ الـشِّـياحِ، |
|
في السَّلَبِ السُّودِ، وفي الأَمْساحِ |
وبالدهناء نِقْيانٌ طوال يقال لها: الأَرماحُ.
وذكَر الرجلِ: رُمَيْحُه، وفرجُ المرأَة: شُرَيْحها.
الأَزهري: أَبو عمرو الحُمارِسُ والرُّماحِسُ والفُداحِسُ، كلُّ ذلك: من نعت الجريء الشجاع، قال: وهي كلها صحيحة.
شمر: هو السَّدا والسَّداءُ، ممدود، بلغة أَهل المدينة، وهو السَّيَابُ بلغة وادي القُرَى، وهو الرُّمْخ بلغة طيئ، واحدته رُمْخَةٌ، والخَلالُ بلغة أَهل البصرة؛ قال الطائي:
تحت أَفانينِ وَدِيٍّ مُرْمِخ |
والرِّمْخُ: الشجر المجتمع. والرِّمَخُ والرُّمَخُ. البَلَحُ، واحدته رِمَخَة، لغة طائية؛ ومنه أَرْمَخَ النخلُ وهو ما سقط من البُسْرِ أَخْضَرَ فَنَضِج.
ابن الأَعرابي: والرَّمْخاءُ الشاة الكَلِفةُ بأَكل الرِّمْخ. ورُماخُ: موضع.
الرَّمَدُ: وجع العين وانتفاخُها.
رَمِدَ، بالكسر، يَرْمَدُ رَمَداً وهو أَرْمَدُ ورَمِدٌ، والأُنثى رَمْداء: هاجَتْ عَينُه؛ وعين رَمْداء ورَمِدَة، ورَمِدَتْ تَرْمَدُ رَمَداً، وقد أَرمَدَها الله فهي رَمِدة.
والرَّمادُ: دُقاق الفحم من حُراقَةِ النار وما هَبا من الجَمْر فطار دُقاقاً، والطائفة منه رَمادة؛ قال طُريح:
فغادَرَتْها رَمادَةً حُمَمـا |
|
خاوِيةً، كالتِّلال دامِرُها |
وفي حديث أُم زرع: زَوْجي عظِيمُ الرَّماد أَي كثير الأَضياف لأَن الرماد يكثر بالطبخ، والجمع أَرْمِدَة وأَرْمِداءُ وإِرْمِداءُ؛ عن كراع، الأَخيرة اسم للجمع؛ قال ابن سيده: ولا نظير لإِرْمِداءَ البتة؛ وقيل:الأَرْمِداءُ مثال الأَربعاء واحد الرَّماد. ورَمادٌ أَرمَدُ ورِمْدِدٌ ورِمْدَد ورِمْدِيدٌ: كثير دقيق جداً. الجوهري: رَمادٌ رِمْدِدٌ أَي هالك جعلوه صفة؛ قال الكميت:
رَماداً أَطارَتْه السَّواهِكُ رِمْدِدا |
وفي الحديث: وافِدَ عادٍ خُذْها رَماداً رِمْدِداً، لا تَذَرُ من عادٍ أَحداً؛ الرِّمْدِد، بالكسر: المتناهي في الاحتراق والدِّقة؛ يقال: يَوْم أَيْوَمُ إذا أَرادوا المبالغة. سيبويه: إِنما ظهر المثْلان في رِمْدِد لأَنه ملحق بِزهْلِق، وصار الرّمادُ رِمْدِداً إذا هَبا وصار أَدَقَّ ما يكون. والرمْدِداءُ، مكسور ممدود: الرماد.
ورَمَّد الشَّواءَ: أَصابه بالرماد. وفي المثل: شَوى أَخُوك حتى إذا أَنضَجَ رَمَّدَ؛ يُضْرب مثلاً للرجل يعود بالفساد على ما كان أَصلحه، وقد ورد ذلك في حديث عمر، رضي الله عنه؛ قال ابن الأَثير: وهو مثل يضرب للذي يصنع المعروف ثم يفسده بالمنة أَو يقطعه. والتَّرْمِيدُ: جعل الشيءِ في الرماد. ورَمَّد الشَّواءَ: مَلَّه في الجمر. والمُرَمَّدُ من اللحم: المشوِيّ الذي يملُّ في الجمر. أَبو زيد: الأَرْمِداءُ الرَّماد؛ وأَنشد:
لم يُبْقِ هذا الدَّهْرُ، من ثَرْيائه، |
|
غيرَ أَثـافِـيه وأَرمِــدائِه |
وثياب رُمْدٌ: وهي الغُبْر فيها كدورة، مأْخوذ من الرَّماد، ومن هذا قيل لضرب من البعوض: رُمْدٌ؛ قال أَبو وجزة يصف الصائد:
تَبِيتُ جارَتَه الأَفعى، وسامِرُه |
|
رُمْدٌ، به عاذِرٌ منهن كالجَرَب |
والأَرْمَدُ: الذي على لون الرَّماد وهو غُبرة فيها كُدرَة؛ ومنه قيل للنعامة رَمداءُ، وللبعوض رُمْدٌ.
والرمدة: لون إِلى الغُبْرَة. ونعامة رَمْداءُ: فيها سواد منكسف كلَون الرّماد. وظليم أَرمد كذلك، وزعم اللحياني أَن الميم بدل من الباءِ في ربد وقد تقدم. وروي عن قتادة أَنه قال: يَتَوَضَّأُ الرجل بالماءِ الرَّمِدِ وبالماءِ الطَّرِدِ؛ فالطرد الذي خاضته الدواب، والرَّمِدُ الكَدِر الذي صار على لون الرماد. وفي حديث المعراج: وعليهم ثياب رُمْد أَي غبر فيها كدرة كلون الرماد، واحدها أَرمد.
والرَّماديُّ: ضرب من العنب بالطائف أَسود أَغبر. والرَّمْد: الهلاك. والرَّمادة: الهلاك. ورَمَدَ القوم رَمْداً: هلكوا؛ قال أَبو وجزة السعدي:
صبَبْتُ عليكم حاصِبي فتَرَكْتُكم |
|
كأَصْرام عادٍ، حين جَلَّلها الرَّمْدُ |
وأَرمَدوا كَرَمَدُوا. ورمَّدَهم الله وأَرمَدَهم: أَهلكهم، وقد رَمَدَهم يَرْمِدُهم فجعله متعدياً؛ قال ابن السكيت: يقال قد رَمَدْنا القوم نَرْمِدُهم ونَرْمُدُهم رَمْداً أَي أَتينا عليهم. وأَرمدَ الرجل إِرماداً: افتقر. وأَرمد القوم إذا جهدوا. والرَّمادة: الهلكة. وفي الحديث: سأَلت ربي أَن لا يسلط على أُمتي سَنة فَتَرْمِدَهم فأَعطانيها أَي تهلكهم.
يقال: رَمَدَه وأَرمَدَه إذا أَهلكه وصيره كالرماد. ورَمِدَ وأَرمَدَ إذا هلك.
وعام الرَّمادة: معروف سمي بذلك لأَن الناس والأَموال هلكوا فيه كثيراً؛ وقيل: هو لجدب تتابع فصير الأَرض والشجر مثل لون الرماد، والأَول أَجود؛ وقيل: هي اعوام جَدْب تتابعت على الناس في أَيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. وفي حديث عمر: أَنه أَخر الصدقة عام الرَّمادة وكانت سنة جَدْب وقَحْط في عهده فلم يأْخذها منهم تخفيفاً عنهم؛ وقيل: سمي به لأَنهم لما أَجدبوا صارت أَلوانهم كلون الرماد. ويقال: رَمِدَ عيشُهم إذا هلكوا. أَبو عبيد: رَمِدَ القوم، بكسر الميم، وارمَدُّوا، بتشديد الدال؛ قال: والصحيح رَمَدُوا وأَرْمَدوا. ابن شميل: يقال للشيء الهالك من الثياب: خَلوقة قد رَمَدَ وهَمَدَ وبادَ.
والرامد: البالي الذي ليس فيه مَهاهٌ أَي خير وبقية، وقد رَمَدَ يَرْمُدُ رُمودة. ورمَدت الغنم تَرْمِدُ رَمْداً: هلكت من برد أَو صقيع.
رمَّدت الشاة والناقة وهي مُرَمِّد: استبان حملها وعظم بطنها وورم ضَرْعها وحياؤها؛ وقيل: هو إذا أَنزلت شيئاً عند النَّتاج أَو قُبيله؛ وفي التهذيب: إذا أَنزلت شيئاً قليلاً من اللبن عند النتاج. والتَّرْميدُ: الإِضراع. ابن الأَعرابي: والعرب تقول رَمَّدتِ الضأْن فَرَبِّقْ رَبِّقْ، رَمَّدَتِ المعْزَى فَرنِّقْ رَنِّقْ أَي هَيّءْ للإِرباق لأَنها إِنما تُضْرِعُ على رأْس الولد. وأَرمَدتِ الناقةُ: أَضرعت، وكذلك البقرة والشاة.
وناقة مُرْمِد ومُرِدٌّ إذا أَضرعت. اللحياني: ماء مُرمِدٌ إذا كان آجناً.
والارْمِداد: سرعة السير، وخص بعضهم به النعام.
والارْمِيداد: الجِدُّ والمَضاءُ. أَبو عمرو: ارقَدَّ البعِيرُ ارقِداداً وارْمَدَّ ارمِداداً، وهو شدة العدو. قال الأَصمعي: ارقَدّ وارمَدّ إذا مضى على وجهه وأَسرع.
وبالشَّواجِن ماء يُقال له: الرَّمادة؛ قال الأَزهري: وشربت من مائها فوجدته عذباً فراتاً.
وبنو الرَّمْدِ وبنو الرَّمداء: بطنان.
ورَمادانُ: اسم موضع؛ قال الراعي:
فحَلَّتْ نَبِيّاً أَو رَمادانَ دونَـهـا |
|
رَعانٌ وقِيعانٌ، من البِيدِ، سَمْلَق |
وفي الحديث ذكر رَمْد، بفتح الراء، وهو ماء أَقطعه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جميلاً العُذري حين وفد عليه.
الرَّمْزُ: تصويت خفي باللسان كالهَمْس، ويكون تحريكَ الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إِبانة بصوت إِنما هو إِشارة بالشفتين، وقيل: الرَّمْزُ إِشارة وإِيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم. والرَّمْزُ في اللغة كل ما أَشرت إِليه مما يُبانُ بلفظ بأَي شيءٍ أَشرت إِليه بيد أَو بعين، ورَمَزَ يَرْمُزُ ويَرْمِزُ رَمْزاً. وفي التنزيل العزيز في قصة زكريا، عليه السلام: أَلا تكلِّمَ الناسَ ثلاثةَ أَيام إِلا رَمْزاً.ورَمَزَتْه المرأَة بعينها تَرْمِزُه رَمْزاً: غَمَزَتْه. وجارية رَمَّازَةٌ: غَمَّازَةٌ، وقيل: الرَّمَّازَة الفاجرة مشتق من ذلك أَيضاً، ويقال للجارية الغمازة بعينها: رَمَّازَةٌ أَي تَرْمُزُ بفيها وتَغْمِزُ بعينها؛ وقال الأَخطل في الرَّمَّازة من النساء وهي الفاجرة:
أَحاديثُ سَدَّاها ابنُ حَدْراءَ فَرْقَد |
|
ورَمَّازَةٍ مالتْ لمن يَسْتَمِيلُهـا |
قال شمر: الرمازة ههنا الفاجرة التي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وقيل للزانية رَمَّازَة لأَنها تَرْمُزُ بعينها. ورجل رَمِيزُ الرأْي ورَزِينُ الرأْي أَي جَيِّدُ الرأْي أَصيلُه؛ عن اللحياني وغيره. والرَّمِيزُ: العاقل الثَّخِين الرَّزِينُ الرأْي بَيِّنُ الرَّمَازَة، وقد رَمَزَه.
والرَّامُوزُ: البحرُ. وارْتَمَزَ الرجلُ وتَرَمَّزَ: تحرك. وإِبل مَرامِيزُ: كثيرة التحرُّك؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
سَلاجِمُ الأَلْحِي مَرامِيزُ الهامْ |
قوله سلاجم الأَلحي من باب أَشْفَى المرفق، إِنما أَراد طول الأَلْحِي فأَقام الاسم مام الصفة، وأَشباهه كثيرة.
وما ارْمَأَزَّ من مكانه أَي ما برح. وارْمَأَزَّ عنه: زال. وارْتَمَزَ من الضربة أَي اضطرب منها؛ وقال:
خَرَرْتُ منها لقَفايَ أَرْتَمِزْ |
وتَرَمَّزَ مثله. وضربه فما ارْمَأَزَّ أَي ما تحرَّك. وكتيبة رَمَّازَةٌ إذا كانت تَرْتَمِزُ من نواحيها وتموج لكثرتها أَي تتحرك وتضطرب.والرَّمْزُ والتَّرَمُّزُ في اللغة: الحَزْمُ والتحرُّك.
والمُرْمَئِزُّ: اللازمُ مكانه لا يبرح؛ أَنشد ابن الأَنباري:
يُرِيحُ بعدَ الجِدِّ والتَّرْمِيزِ |
|
إِراحَةَ الجِدايَةِ النَّفُوزِ |
قال: الترميز من رَمَزَت الشاة إذا هُزِلَتْ، وارتمز البعير: تحركت أَرْآدُ لَحْيِه عند الاجترار. والتُّرامِزُ من الإِبل: الذي إذا مضغ رأَيت دماغه يرتفع ويَسْفُلُ. وقيل: هو القوي الشديد،وهو مثال لم يذكره سيبويه، وذهب أَبو بكر إِلى أَن التاء فيها زائدة، وأَما ابن جني فجعله رباعيّاً.
والرَّامِزَتانِ: شَحْمتان في عين الركبة.
ورَمُزَ الشيءُ يَرْمُزُ وارْمَأَزَّ: انقبض. وارْمَأَزَّ: لزم مكانه.
والرَّمَّازَةُ: الاسْتُ لانضمامها، وقيل: لأَنها تَمُوجُ، وتَرَمَّزَتْ: ضَرطَتْ ضَرطاً خفيّاً. والرَّمِيزُ: الكثير الحركة، والرَّمِيزُ: الكبير. يقال: فلان رَبِيز ورَمِيزٌ إذا كان كبيراً في فنه، وهو مُرْتَبِزٌ ومُرْتَمِزٌ. ورَمَزَ فلانٌ غَنَمَه وإِبله: لم يَرْضَ رِعْيَةَ راعيها فحوّلها إِلى راع آخر؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إِنَّا وجَدْنا ناقَةَ العَـجُـوزِ |
|
خَيْرَ النِّياقاتِ على التَّرْمِيزِ |
الرَّمْسُ: الصوت الخَفِيُّ. ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً: طَمَسَ أَثَرَه. ورَمَسه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً، فهو مَرْموس ورَمِيسٌ: دفنه وسَوىً عليه الأَرضَ. وكلُّ ما هِيلَ عليه التراب، فقد رُمِسَ؛ وكلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ، فهو مَرْمُوس؛ قال لقِيطُ بنُ زُرارَةَ:
يا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ |
|
إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ، |
أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَـمِـيسُ |
|
لا بَلْ تَمِيسُ، إِنها عَرُوسُ، |
وأَما قول البُرَيْقِ:
ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فيه |
|
أَوَارِيّاً رَوامِسَ والغُبارا |
قد يكون على النسب وقد يكون على وضع فاعل مكان مفعول إِذ لا يُعرف رَمَسَ الشيءُ نَفْسُه.
ابن شُمَيْل: الرَّوامِسُ الطير الذي يطير بالليل، قال: وكل دابة تخرج بالليل، فهي رَامِسٌ تَرْمُس: تَدْفِنُ الآثارَ كما يُرْمَسُ الميت، قال؛ إذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض، فهو رَمْس، أَي مستوياً مع وجه الأَرض، وإِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ. وفي حديث ابن مغَفَّل: ارْمُسُوا قبري رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض ولا تجعلوه مُسَنَّماً مرتفعاً. وأَصلُ الرَّمْسِ: الستر والتغطية. ويقال لما يُحْثَى من التراب على القبر: رَمْسٌ. والقبر نفسُه: رَمْسٌ؛ قال:
وبينما المرءُ في الأَحياءِ مُغْتَبِطٌ |
|
إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ |
أَراد: إذا هو تراب قد دُفِنَ فيه والرياح تُطَيِّره. وروى عن الشعبي في حديث أَنه قال: إذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماء أَجزأَه ذلك من غسل الجنابة؛ قال شمر: ارْتَمس في الماء إذا انغمس فيه حتى يغيب رأْسه وجميعُ جسده فيه. وفي حديث ابن عباس: أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة وهما مُحْرِمان أَي أَدخلا رؤوسهما في الماء حتى يغطيهما، وهو كالغَمْس، بالغين، وقيل: هو بالراء أَن لا يطيل اللبث في الماء، وبالغين أَن يطيله. ومنه الحديث: الصائم يَرْتَمِس ولا يَغْتَمِسُ.
ابن سيده: الرَّمْسُ القبر، والجمع أَرْماسٌ ورُمُوس؛ قال الحُطَيْئَةُ:
جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله |
|
وغادَرُوه مُقِيماً بين أَرْماسِ |
وأَنشد ابن الأَعرابي لعُقَيْل بن عُلَّفَةَ:
وأَعِيشُ بالبَلَلِ القَلِيلٍ، وقد أَرى |
|
أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيانِ |
ابن الأَعرابي: الرَّامُوسُ القبر، والمَرْمَسُ: موضع القبر؛ قال الشاعر:
بِخَفْضٍ مَرْمَسي، أَو في يَفـاعٍ |
|
تُصَوِّتُ هامَتي في رَأْسِ قَبْري |
ورَمَسْناه بالتُّرْب: كَبَسْناه. والرَّمْسُ: التُّرْبُ تَرْمُس به الريحُ الأَثَر. ورَمْسُ القبر: ما حُثِيَ عليه. وقد رَمَسْناه بالتراب.والرَّمْسُ تحمله الريح فَتَرْمُس به الآثار أَي تُعَفِّيها. ورمَسْتُ الميت وأَرْمَسْته: دفنته. ورَمَسُوا قبر فلان إذا كتموه وسَوَّوْه مع الأَرض. والرَّمْسُ: تراب القبر، وهو في الأَصل مصدر.وقال أَبو حنيفة: الرَّوامِسُ والرَّامِساتُ الرياح الزَّافِياتُ التي تنقل التراب من بلد إِلى آخر وبينها الأَيام، وربما غَشَّتْ وجْه الأَرض كُلَّه بتراب أَرض أُخرى. والرَّوامِسُ الرياح لتي تثير التراب وتدفن الآثار.
ورَمَسَ عليه الخبرَ رَمْساً: لواه وكتمه. الأَصمعي: إذا كتم الرجلُ الخَبَرَ القومَ قال: دَمَسْتُ عليهم الأَمرَ ورَمَسْته. ورَمَسْتُ الحديثَ: أَخفيته وكتمته. ووقعوا في مَرْمُوسة من أَمرهم أَي اختلاط؛ عن ابن الأَعرابي. وفي الحديث ذكر رامِس، بكسر الميم، موضع في ديار محارب كتب به رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، لعُظَيْمِ بنِ الحَرث المُحاربيّ.
الرَّمَشُ: تَقَتُّلٌ في الشُّفْر وحمرةٌ في الجَفْن مع ماءٍ يَسيل، رجل أَرْمَشُ وامرأَة رَمْشاءُ وعينٌ رَمْشاءُ، وقد أَرْمَش؛ وأَنشد ابن الفرج:
لهم نَظَرٌ نَحْوي يَكادُ يُزِيلُنـي |
|
وأَبْصارُهم نَحْوَ العَدُوِّ مَرامِشُ |
قال: مَرامِشُ غَضِيضةٌ من العداوة.
ابن الأَعرابي: المِرْماشُ الذي يُحرّك عينَه عند النظر تحريكاً كثيراً وهو الرَّأْراءُ أَيضاً.
ورَمَش الشيءَ يَرْمُشُه ويَرْمِشُه رمْشاً: تَناوَله بأَطراف أَصابعه.
ورَمَشَه بالحجر رمْشاً: رَماه. ومكان أَرْمَشُ: لغة في أَرْبَش.
وبِرْذَونٌ أَرْمَشُ: كأَرْبَش. وبه رَمَشٌ أَي بَرَشٌ. وأَرْمَشَ الشجرُ: أَورقَ كأَرْبَشَ. وقال ابن الأَعرابي: أَرْمَشَ أَخرَج ثَمره كالحِمّص. وأَرض رَمْشاء: كثيرة العُشْب كرَشْماء. والرَّمْشُ: الطاقةُ من الحَماحِم الرَّيْحانِ ونحوه. والرَّمْشُ: أَن تَرْعى الغنمُ شيئاً يسيراً؛ قال الشاعر:
قد رَمَشَتْ شيئاً يسيراً فاعْجَلِ |
ورَمَشَت الغنم ترْمُش وترْمِشُ رَمْشاً: رَعَتْ شيئاً يسيراً. وسنَةٌ رَبْشاءُ ورَمشاء وبَرْشاءُ: كثيرة العُشْب. والأَرْمَش: الحسَنُ الخلق.
الرمص في العين: كالغمص وهو قدى تلفظ به، وقيل: الرمص ما سأل، والغمز ما جمد، وقيل: الرمص صغرها ولزوقها، رمص رمصا وهو أرمص، وقد أرمصه الداء، أنشد ثعلب لأبي محمد الحذلمي:
مرمصة من كبر مآقيه |
الصحاح: الرمص، بالتحريك، وسخ يجتمع في موق، فإنه سأل فهو غمص، بالكسر، وفي حديث ابن عباس: كان الصبيان يصبحون غمصا رمصا ويصبح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صقيلا، دهينا أي في صغره. يقال: غمص العين ورمصت من الغمص والرمص، وهو البياض التي تقطعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان، والرمص: الرطب منه، والغمص: اليابس، والغمص والرمص: جمع أغمص وأرمص، وانتصبا على الحال لا على الخبر لأن أصبح تامة، وهي بمعنى الدخول في الصباح. ومنه الحديث: فلم تكتحل حتى كادت عيناها ترمصان، ويروى بالضاد، من الرمضاء وشدة الحر. وفي الحديث صفية: اشتكت عينها حتى كادت ترمص، فإن روي بالضاد أراد حتى كادت تحمى.
والشعر الرميصاء: أحد كوكبي الذراع، مشتق من رمص العين وغمصها، سميت بذلك لصغرها وقلة ضوئها.
ورمص الله مصيبته يرمصها رمصا: جبرها. ورمص بين القوم يرمص رمصا: أصلح.
ورمص الشيء: طلبه ولمسه. ورمص الرجل لأهله رمصا: اكتسب. ورمصت الدجاجة: ذرفت. ابن السكيت: يقال قبح الله أما رمصت به أي ولدته. والرمص والرميص: موضعان، قال ابن بري: أهمل الجوهري من هذا الفصل الرميص، وهو بقل أحمر، قال عدي:
أحمر مطموثا كماء الرميص |
الرَّمَضُ والرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ. والرَّمَضُ: حَرُّ الحجارة من شدّة حَرّ الشمس، وقيل: هو الحرّ والرُّجوعُ عن المَبادِي إِلى المَحاضِر، وأَرضٌ رَمِضَةُ الحجارة. والرَّمَضُ: شدة وَقْع الشمس على الرمل وغيره: والأَرضُ رَمْضاءُ. ومنه حديث عَقِيلٍ: فجعل يَتَتَبَّعُ الفَيْءَ من شدّةِ الرَّمَضِ، وهو، بفتح الميم، المصدر، يقال: رَمِضَ يَرْمَضُ رَمَضاً. ورَمِضَ الإِنسانُ رَمَضاً: مَضى على الرَّمْضاءِ، والأَرضُ رَمِضةٌ. ورَمِضَ يَومُنا، بالكسر، يَرْمَضُ رَمَضاً: اشتدَّ حَرُّه. وأَرْمَضَ الحَرُّ القومَ: اشتدّ عليهم. والرَّمَضُ: مصدر قولك رَمِضَ الرجلُ يَرْمَضُ رَمَضاً إذا احترقت قدماه في شدة الحر؛ وأَنشد:
فَهُنّ مُعْتَرِضاتٌ، والحَصى رَمِضٌ، |
|
والرِّيحُ ساكنةٌ، والظِّلُّ مُعْـتَـدِلُ |
ورَمِضَتْ قَدَمُه من الرمْضاءِ أَي احترَقَتْ. ورَمِضَتِ الغنم تَرْمَضُ رَمَضاً إذا رَعَتْ في شدّة الحر فحَبِنَتْ رِئاتُها وأَكْبادُها وأَصابها فيها قَرَحٌ. وفي الحديث: صلاةُ الأَوّابين إذا رَمِضَتِ الفِصالُ؛ وهي الصلاةُ التي سنَّها سيدنا رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، في وقتِ الضُّحَى عند ارتفاعِ النهار. وفي الصحاح: أَي إذا وجَدَ الفَصيلُ حرَّ الشمس من الرَّمْضاءِ، يقول: فصلاة الضحى تلك الساعةَ؛ قال ابن الأَثير: هو أَن تَحْمى الرَّمْضاءُ، وهي الرَّمْلُ، فتَبْرُكَ الفِصالُ من شدة حرِّها وإِحراقِها أَخْفافَها. وفي الحديث: فلم تَكْتَحِلْ حتى كادَتْ عيناها تَرْمَضانِ، يروى بالضاد، من الرَّمْضاء وشدة الحرّ. وفي حديث صفية: تَشَكَّتْ عَيْنَيْها حتى كادتْ تَرْمَضُ، فإِن روي بالضاد أَراد حتى تَحْمى. ورَمَضُ الفِصالِ: أَن تَحْتَرِقَ الرَّمْضاءُ وهو الرمل فتبرك الفصال من شدة حرها وإِحراقها أَخفافَها وفَراسِنَها. ويقال: رَمَضَ الراعي مواشِيَه وأَرمَضَها إذا رَعاها في الرَّمْضاءِ وأَرْبَضَها عليها.
وقال عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه، لراعي الشاءِ: عليكَ الظَّلَفَ من الأَرضِ لا تُرَمِّضْها؛ والظَّلَفُ من الأَرض: المكان الغليظ الذي لا رَمْضاءَ فيه. وأَرْمَضَتْني الرَّمْضاءُ أَي أَحرقتني. يقال: رَمَّضَ الراعي ماشيته وأَرمَضَها إذا رعاها في الرَّمْضاء.
والتَّرَمُّضُ: صَيْدُ الظبي في وقت الهاجرة تتبعه حتى إذا تَفَسَّخَت قوائمُه من شدة الحر أَخذته. وترَمَّضْنا الصيْدَ: رَمَيْناه في الرمضاء حتى احترقت قوائمُه فأَخذناه. ووجَدْتُ في جسَدِي رَمَضةً أَي كالمَلِيلةِ. والرَّمَضُ: حُرْقةُ الغَيْظِ. وقد أَرْمَضَه الأَمرُ ورَمِضَ له، وقد أَرْمَضَني هذا الأَمرُ فَرَمِضْتُ؛ قال رؤبة:
ومَنْ تَشَكَّى مُغْلةَ الإِرْماضِ |
|
أَو خُلَّةً، أَعْرَكْتُ بالإِحْماضِ |
قال أَبو عمرو: الإِرْماضُ كلُّ ما أَوْجَع. يقال: أَرْمَضَني أَي أَوْجَعَني. وارْتَمَضَ الرجل من كذا أَي اشتدّ عليه وأَقْلَقَه؛ وأَنشد ابن بري:
إِنَّ أُحيحاً ماتَ من غيرِ مَرَضْ، |
ووُجْدَ في مَرْمَضِه، حيث ارْتمض |
عساقِلٌ وجِبَأٌ فيها قَضَضْ |
وارْتَمَضَتْ كَبِدُه: فسَدَتْ. وارْتَمضْتُ لفلانٍ: حَزِنْتُ له.
والرَّمَضِيُّ من السحاب والمطر: ما كان في آخر القَيْظِ وأَوّلِ الخَرِيف، فالسحابُ رَمَضِيٌّ والمطر رَمَضِيٌّ، وإِنما سمي رَمَضِيّاً لأِنه يدرك سُخونة الشمس وحرّها. والرَّمَضُ: المطر يأْتي قُبُلَ الخريف فيجد الأَرض حارّة محترقة. والرَّمَضِيَّةُ: آخر المِيَرِّ، وذلك حين تحترِقُ الأَرض لأَنَّ أَوّلَ المِيَرّ الرَّبَعِيَّةُ ثم الصَّيْفِيّةُ ثم الدَّفَئِيّةُ، ويقال: الدَّثَئِيّةُ ثم الرَّمَضِيّةُ.
ورمضانُ: من أَسماء الشهور معروف؛ قال:
جاريةٌ في رمضانَ الماضي، |
|
تُقَطِّعُ الحديثَ بـالإِيمـاضِ |
أَي إذا تبَسَّمَتْ قطَّعَ الناسُ حديثهم ونظروا إِلى ثَغْرِها. قال أَبو عمر مُطَرِّزٌ: هذا خطأٌ، الإِيماضُ لا يكون في الفم إِنما يكون في العينين، وذلك أَنهم كانوا يتحدّثون فنظرت إِليهم فاشتغلوا بحسن نظرها عن الحديث ومضت، والجمع رَمَضاناتٌ ورَماضِينُ وأَرْمِضاءُ وأَرْمِضةٌ وأَرْمُضٌ؛ عن بعض أَهل اللغة، وليس بثبَت. قال مطرز: كان مجاهد يكره أَن يُجْمَعَ رمضانُ ويقول: بلغني أَنه اسم من أَسماء اللّه عزّ وجلّ؛ قال ابن دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به. الفَرّاء: يقال هذا شهر رمضان، وهما شهرا ربيع، ولا يذكر الشهر مع سائر أَسماء الشهور العربية. يقال: هذا شعبانُ قد أَقبل. وشهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، قال اللّه عزّ وجلّ: شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن؛ وشاهدُ شهْرَيْ ربيع قول أَبي ذؤيب:
به أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِمـا، |
|
فَقَد مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها |
نَسْؤُها: سِمَنُها. واقْتِرارُها: شِبَعُها.
وأَتاه فلم يُصِبْه فَرَمَّضَ: وهو أَن ينتظِره شيئاً. الكسائي: أَتيته فلم أَجِدْه فرَمَّضْتُه تَرْمِيضاً؛ قال شمر: تَرْمِيضُه أَن تنتظره شيئاً ثم تَمْضي.
ورَمَضَ النَّصْلَ يَرْمِضُه ويَرْمُضُه رَمْضاً: حدّده. ابن السكيت: الرَّمْضُ مصدر رَمَضْتُ النصْلَ رَمْضاً إذا جعلته بين حجرين ثم دقَقْتَه ليَرِقَّ. وسِكِّينٌ رَمِيضٌ بيّنُ الرَّماضةِ أَي حديدٌ. وشفْرةٌ رَمِيضٌ ونَصْلٌ رَمِيضٌ أَي وَقِيعٌ؛ وأَنشد ابن بري للوضّاح بن إِسمعيل:
وإِنْ شِئْتَ، فاقْتُلْنا بِمُوسَى رَمِيضةٍ |
|
جَمِيعاً، فَقَطِّعْنا بِها عُقَدَ العُـرا |
وكل حادٍّ رَمِيضٌ. ورَمَضْتُه أَنا أَرْمُضُه وأَرْمِضُه إذا جعلته بين حجرين أَمْلَسَيْنِ ثم دقَقْته ليَرِقّ. وفي الحديث: إذا مَدَحْتَ الرجل في وجهه فكأَنما أَمْرَرْتَ على حلقه مُوسَى رَمِيضاً؛ قال شمر: الرَّمِيضُ الحديد الماضي، فَعِيل بمعنى مفعول؛ وقال:
وما رُمِضَتْ عِنْدَ القُيونِ شِفارُ |
أَي أُحِدّتْ. وقال مُدْرِكٌ الكلابي فيما روى أَبو تراب عنه: ارْتَمَزَتِ الفرَسُ بالرجل وارْتَمَضَتْ به أَي وثَبَتْ به.
والمَرْمُوضُ: الشِّواءُ الكَبِيسُ. ومَرَرْنا على مَرْمِضِ شاةٍ ومَنْدَه شاةٍ، وقد أَرْمَضْتُ الشاةَ فأَنا أُرْمِضُها رَمْضاً، وهو أَن تَسْلُخَها إذا ذبحتها وتَبْقُرَ بطنها وتخرج حُشْوَتها، ثم تُوقِدَ على الرِّضافِ حتى تَحْمَرَّ فتصير ناراً تتّقِدُ، ثم تطرحها في جوف الشاة وتكسر ضلوعها لتنطبق على الرضاف، فلا يزال يتابِعُ عليها الرِّضافَ المُحْرقَةَ حتى يعلم أَنها قد أَنْضَجَتْ لحمَها، ثم يُقْشر عنها جلدُها الذي يسلَخُ عنها وقد استوى لحمها؛ ويقال: لحم مَرْمُوض، وقد رُمِضَ رَمْضاً. ابن سيده: رَمَضَ الشاة يَرْمِضُها رَمْضاً أَوقد على الرضْفِ ثم شقَّ الشاة شقّاً وعليها جلدها، ثم كسّر ضُلوعَها من باطن لتطمئنّ على الأَرض، وتحتها الرّضْفُ وفوقها المَلَّةُ، وقد أَوْقَدُوا عليها فإِذا نَضِجَتْ قَشَرُوا جلدَها وأَكلوها، وذلك الموضع مَرْمِضٌ، واللحمُ مَرْمُوض.
والرَّمِيضُ: قريب من الحَنِيذِ غير أَن الحَنِيذ يكسَّر ثم يُوقَدُ فوقه.
وارْتَمَضَ الرجل: فسَدَ بطنه ومَعِدَتُه؛ عن ابن الأَعرابي.
رَمَطَ الرجلَ يَرْمِطُه رَمْطاً: عابَه وطَعن عليه. والرَّمْطُ: مَجْمَعُ العُرْفُطِ ونحوه من الشجر، وقيل: هو من شجر العِضاه كالغيْضةِ؛ قال الأَزهري: هذا تصحيف، سمعت العرب تقول للحَرْجةِ الملْتفَّة من السِّدْر غَيْضُ سِدْر ورَهْطُ سدر ورَهْطٌ من عُشَرٍ بالهاء لا غير، قال: ومن رواه بالميم فقد صحّف.
التَّرَمُّع: التحرُّك. رَمَعَ الرجلُ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وتَرَمَّع: تحرّك، وقيل: رَمَع بِرأْسِه إذا سُئل فقال: لا؛ حكي ذلك عن أَبي الجراح. ويقال: هو يَرْمَع بيديه أَي يقول: لا تجئ، ويُومئ بيديه أَي يقول تعالى. ورَمَعَ لشيءُ رَمَعاناً: اضْطَرَبَ. والرَّمَّاعةُ، بالتشديد: ما تحرّك من رأْس الصبيّ الرضيع من يافُوخه من رِقَّته، سميت بذلك لاضْطِرابها، فإِذا اشتدت وسكِن اضْطِرابُها فهي اليافُوخُ. والرَّمَّاعة: الاسْتُ لأَنها تَرَمَّع أَي تَحَرّكُ فتجِيء وتذهَب مثل الرّمَّاعة من يافوخ الصبي. ويقال: كَذَبتْ رَمّاعَتُه إذا حَبَقَ، وتَرَفَّع في طُمَّته تَسَكَّع في ضَلالته يَجيء ويذهب.
يقال: دَعْهُ يَتَرَمَّع في طُمَّته، قيل: هو يَتَسَكَّعُ في ضلالته، وقيل: معناه دَعه يَتَلَطَّخ بخُرْئه.
ابن الأَعرابي: الرَّمِعُ الذي يتحرك طرَفُ أَنفه من الغضَب. ورَمَع أَنفُ الرجل والبعير يرْمَعُ رَمَعاناً وتَرَمَّعَ، كلاهما: تحرَّك من غَضب، وقيل: هو أَن تراه كأَنه يتحرك من الغضب. ويقال: جاءنا فلان رامِعاً قِبِرَّاه؛ القِبِرَّى: رأْس الأَنف، ولأَنفِه رَمَعان أَي تحرُّكٌ. وفي الحديث: أَنه اسْتَبَّ عنده رجلانِ فَغَضِب أَحدهما حتى خُيِّلَ إِلى من رآه أَن أَنفه يَتَرَمَّع؛ قال أَبو عبيد: هذا هو الصواب، والرواية يَتَمزَّعُ وليس يَتَمزَّع بشيء، قال الأَزهري: إِن صَحَّ يتمزع فإِن معناه يتشقَّق. يقال: مزَّعْت الشيءَ إذا قسَّمْته، قال: وأَنا أَحسَبه يَتَرمَّع وهو أَن تراه كأَنه يَرْعُد من شدة الغضب. وقَبَّحَ الله أُمّاً رَمَعَتْ به رَمْعاً أَي ولدته.
والرُّماعُ: داء في البطن يصفرّ منه الوجه. ورُمِع ورُمِّعَ ورَمِع رَمَعاً وأَرْمَعَ: أَصابه ذلك، والأَوّلُ أَعلى؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
بِئْسَ غِذاء العَزَب المَرْمُوع! |
|
حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّـلُـوع |
والرَّمَّاعُ: الذي يشتكي صُلْبَه من الرُّماع. وهو وجع يَعْرِض في ظهر الساقي حتى يمنعه من السَّقْي. واليَرْمَعُ: الحَصى البيض تَلأْلأُ في الشمس؛ وقال رؤبة يذكر السراب:
ورَقْرَقَ الأَبْصارَ حتى أَفْدَعا |
|
بالبيدِ، إِيقادَ النهار اليَرْمَعـا |
قال اللحياني: هي حجارة لينة رقاق بيض تَلْمَع، وقيل: هي حجارة رخْوة، والواحدة من كل ذلك يَرْمَعة. ويقال للمَغْموم: تركته يَفُتُّ اليَرْمَع؛ وفي مَثَل:
كَفّا مُطَلَّقةٍ تَفُتُّ اليَرْمَعا |
يضرب مثلاً للنادم على الشيء. ويقال: اليَرْمَعُ الخَرّارةُ التي تلعب بها الصبيان إذا أُدِيرت سمعت لها صوتاً، وهي الخُذرُوف.
ورِمَعٌ: منزل بعينه للأَشعريين. ورِمَعٌ ورُماعٌ: موضعان. وفي الحديث ذكر رِمَع، قال ابن الأَثير: هي بكسر الراء وفتح الميم، موضع من بلاد عَكٍّ باليمن. قال ابن بري: ورِمَعٌ جبل باليمن؛ قال أَبو دَهْبَل:
ماذا رُزِئنا غداةَ الخَلِّ منْ رِمَعٍ |
|
عند التفرُّقِ، مِن خَيْرٍ ومن كَرَمِ |
ارْمَعَلَّ الثوبُ: ابْتَلَّ، وقيل: كلُّ ما ابْتَلَّ فقد ارْمَعَلَّ. وارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ: سال فهو مُرْمَعِلٌّ ومُرْمَعِنٌّ.
وارْمَعَلَّ الشيءُ: تَتابع، وقيل: سال فتتابع. الجوهري: ارْمَعَلَّ الصبيُّ ارْمِعْلالاً سال لُعابه. وارْمَعَلَّ الدمعُ أَي تتابع قَطَرانه، بالعين والغين جميعاً؛ قال الزَّفَيان:
يقول نَوِّرْ صُبْحُ لو يَفْعَـلُّ |
|
والقَطْرُ عن مَتْنَيه مُرْمَغِلُّ |
كنُظُم اللُّؤلُؤ مُـرْمَـعِـلُّ |
|
تَلُفُّه نَكبـاءُ أَو شَـمْـأَلُّ |
وارْمَعَلَّ الشِّواءُ أَي سال دَسَمُه؛ وأَنشد أَبو عمرو:
وانْصِبْ لنا الدَّهْماءَ طاهِي، وعَجِّلَنْ |
|
لنا بشَواةٍ مُـرْمَـعِـلٍّ ذُؤُوبُـهـا |
وقولهم ادْرَنْفِقْ مُرْمَعِلاًّ أَي امْضِ راشداً. وارْمَعَلَّ الرجلُ أَي شَهَق؛ قال مُدْرِك بن حِصْن الأَسدي:
ولما رآني صاحِبي رابِطَ الحَـشـا |
|
مُوَطَّن نفس قد أَراها يَقِـينُـهـا، |
بَكى جَزَعاً من أَن يموت، وأَجْهَشَتْ |
|
إِليه الجِرِشَّى، وارْمَعَلَّ خَنينُـهـا |
ارْمَعَنَّ الشيءُ: كارْمَعلَّ؛ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون لغة فيه، وأَن تكون النون بدلاً من اللام. الأَزهري: ارْمَعَلَّ الدمعُ وارْمَعَنَّ سال، فهو مُرْمَعِلّ ومُرْمَعِنّ.
رَمَغَ الشيءَ يَرْمَغُه رَمْغاً: دَلَكَه بيدِه كما تَدْلُك الأَدِيمَ ونحوَه.
ورُماغٌ ورِماغٌ: موضعٌ.
المُرْمَغِلُّ: المُبْتَلُّ، وهو أَيضاً السائل المتتابع، وزعم يعقوب أَن غينه بدل من عين ارْمَعَلَّ. والمُرْمَغِلُّ: الجلد إذا وضع فيه الدِّباغ. والمُرْمَغِلُّ: الرَّطْبُ.
الرَّمَقُ: بقيّة الحياةِ، وفي الصحاح: بَقِية الرُّوح، وقيل: هو آخِر النفْس. وفي الحديث: أَتيت أَبا جَهل وبه رَمَقٌ، والجمع أَرْماقٌ.ورجل رامِق: ذو رَمَقٍ؛ قال:
كأَنَّهمْ من رامِقٍ ومُقْصَـدِ |
|
أَعَجازُ نَخْلِ الدَّقَلِ المُعَصَّدِ |
ورَمَّقه: أَمْسكَ رَمَقه. يقال: رَمَّقُوه وهم يَرمِّقُونه بشيء أَي قَدرِ ما يُمْسِك رَمَقَه. ويقال: ما عَيْشُه إِلا رُمْقةٌ ورِماقٌ؛ قال رؤبة:
ما وَجْزُ مَعْرُوفِك بالرِّماقِ، |
|
ولا مُؤاخاتُك بالـمِـذاقِ |
أَي ليس بِمَحْضٍ خالصٍ، والرَّمَقُ والرُّمْقةُ والرِّماقُ والرَّماقُ؛ الأَخيرة عن يعقوب: القليل من العَيْش الذي يُمْسِكُ الرَّمَقَ، قال: ومن كلامهم موتٌ لا يَجُرّ إِلى عارٍ خَير من عَيْشٍ في رِماق. والمُرْمَقُّ من العَيش: الدُّون اليَسِير. وعَيْشٌ مُرْمَقٌّ: قليل يَسير؛ قال الكميت:
أَرانا على حُبِّ الحَياةِ وطُولِهـا، |
|
يُجَدُّ بِنا، في كلِّ يَوْمٍ، ونَـهْـزِل |
نُعالِجُ مُرْمَقّاً من العَيْشِ فـانـياً، |
|
له حارِكٌ لا يَحْمِلُ العِبْء أَجْزَلُ |
وعيش رَمِقٌ أَي يُمْسِك الرَّمَق. وما في عيش فلان إِلا رُمْقة ورِماق أَي بلغة. والرُّمُق: الفُقراء الذين يتَبلَّغون بالرِّماق وهو القليل من العيش؛ التهذيب: وأَنشد المُنذِري لأَوْس:
صَبَوْتَ، وهل تَصْبُو ورَأْسُك أَشْيَبُ، |
|
وفاتَتْكَ بالرَّهْنِ المُرامِقِ زَيْنَـبُ؟ |
قال أَبو الهيثم: الرَّهْن المُرامَق، ويروى المُرامِق، وهو الرَّهن الذي ليس بموثوق به وهو قلب أَوْس. والمُرامِقُ: الذي بآخِر رَمَقٍ؛ وفلان يُرامِقُ عيْشَه إذا كان يُدارِيه؛ فارَقَتْه زينب وقلبُه عندها فأَوْسٌ يُرامِقُه أَي يُدارِيه. والمُرامِقُ: الذي لم يبقَ في قلبه من مودَّتك إِلا قليل؛ قال الراجز:
وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجَيْتُه، |
دَهَنْتُه بالدُّهْن أَو طَلَيْتُه، |
على بِلالِ نَفْسِه طَوَيْتُه |
ورامَقْتُ الأَمر إذا لم تُبرمه؛ قال العجاج:
والأمْرُ ما رامَقْتَه مُلَـهْـوَجـا |
|
يُضْوِيك، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا |
ونخلة تُرامِقُ بعِرْق أَي لا تَحْيا ولا تموت. والرُّمَّقُ: الضعيفُ من الرِّجال. وحَبْل مُرْماقٌّ: ضعيف، وقد ارْماقَّ الحبْلُ ارْمِيقاقاً.وارْمَقَّ الأَمرُ ارْمِقاقاً أَي ضَعُف. وحبل أَرْماقٌ: ضعيف خَلَقٌ..وارْمَقَّ العيْشُ: ضَعُف. وترمَّقَ الرجلُ الماءَ وغيره: حَسا منه حُسْوةً بعد أُخرى. والرَّمَقُ: القَطيعُ من الغنم. فارسي معرب. ومن كلامهم: أَضْرَعَتِ الضَّأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ، وأَضْرَعَتِ المَعز فرَمِّقْ رَمِّقْ؛ يريد الأَرْباقَ وهي خُيوط تُطرَح في أَعناق البَهم لأَن الضأْن تُنزِل اللبن على رُؤوس أَولادها، والمِعزى تُنزل قبل نِتاجها بأَيام، يقول: فتَرَمَّقْ لبنَها أَي اشرَبه قليلاً قليلاً. ورجل مُرامِق: سَيِّء الخُلُق عاجز. ورامَقَه: داراه مَخافة شره.
والرِّماقُ: النِّفاق. وفي حديث طَهْفةَ: ما لم تُضْمِروا الرِّماق، وهو قريب من هذا لأَنَّ المنافِقَ مُدارٍ بالكذب؛ حكاه الهَرويّ في الغريبين.
يقال: رامَقْته رِماقاً وهو أَن تنظُر إِليه شَزْراً نظَرَ العَداوة، يعني ما لم تَضِق قلوبُكم عن الحقّ. وفي حديث قُسٍّ: أَرْمُق فَدْفَدَها أَي أَنظُر نظراً طويلاً شَزْراً. والمُرَمِّقُ في الشيء: الذي لا يُبالِغ في عَمَله. والتَّرْمِيقُ: العَمل يعمَلُه الرجل لا يُحْسِنه وقد يَتبلَّغ به. يقال: رَمِّقْ على مَزادَتَيْك أَي رُمَّهما مَرَمَّةً تتبَلَّغ بهما.ورمقَه يَرْمُقه رَمْقاً ورامَقَه: نظر إِليه. ورمقْتُه ببصري ورامَقْتُه إذا أَتْبَعْته بصَرك تتعهَّده وتنظر إِليه وتَرقُبه. ورمَّقَ تَرْمِيقاً: أَدامَ النظر مثل رَنَّقَ.
ورجل يَرْموقٌ: ضعيف البصر. والرُّمُقُ: الحسَدةُ، واحدهم رامِق ورَمُوقٌ. والرَّامِقُ والرَّامِجُ: هو المِلْواحُ الذي تُصاد به البُزاةُ والصُّقور، وهو أَن تُشَدَّ رِجل البومة في شيء أَسود وتُخاطَ عيناها ويُشدّ في ساقها خيط طويل، فإِذا وقع البازي عليها صاده الصيّاد من قُترته؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَحسبه عربيّاً صحيحاً.
وارْمقّ الطريقُ: امتدّ وطال؛ قال رؤبة:
عَرَفْتُ من ضَرْبِ الحَرِير عِتْقا |
|
فيه، إذا السَّهْبُ بهِنّ ارْمَـقّـا |
الأَصمعي: ارْمَقَّ الإِهابُ ارْمِقاقاً إذا رَقَّ، ومنه ارْمِقاقُ العيش؛ وأَنشد غيره:
ولم يَدْبُغُونا على تِحْلِئ، |
|
فيَرْمَقُّ أَمْرٌ ولم يَعْمَلُوا |
والمُرْمَقُّ: الفاسد من كل شيء.
الرمكة: الفرس والرذونة التي تتخذ للنسل، معرب، والجمع رمك، وأرماك جمع الجمع. الجوهري: الرمكة الأنثى من البراذين، والجمع رماك ورمكات وأرماك، عن الفراء، مثل ثمار وأثمار، وأما قول رؤبة:
لا تعدليني بالرذالات الحمك |
ولا شظ فدم ولا عبد فلك |
يربض في الروث كبرذون الرمك |
فإن أبا عمرو قال: الرمك في بيت رؤبة أصله بالفارسية رمه، قال: وقول الناس رمكة خطأ. ابو زيد: رمك الرجل إذا أوطن البلد فلم يبرح، ورمكت في المكان وأرمكت غيري. ابن الأعرابي: رمك ودمك في المكان ومكد إذا أقام فيها. ابن سيده: الرامك، بكسر الميم، المقيم في المكان لا يبرح، مجهودا كان او غير مجهود، وخص به بعضهم المجهود، رمك بالمكان يرمك رموكا: أقام به، وأرمكه غيره. ورمكت الإبل ترمك رموكا: حبست على الماء واختلي لها فعلفت عليه، وأرمكها راعيها. ورمك في الطعام يرمك رموكا ورجن فيها يرجن رجونا إذا لم يعف منه شيئا. والرامك، بالكسر: الذي يسميه الناس الرامك وهو شيء يصير في الطيب. ابن سيده: والرامك والرامك، والكسر أعلى، شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سكا، قال:
إن لك الفض على صحبتـي |
|
والمسك قد يستصحب الرامكا |
غيره: الرامك تتضيق به المرأة.
والرمكة: لون الرماد وهي ورقة في سواد وقيل: الرمكة دون الورقة، وقيل: الرمكة في ألوان الإبل حمرة يخلطها سواد، عن كراع. الأصمعي: إذا اشتدت كمته البعير حتى يدخلها سواد فتلك الرمكة، وكل لون يخالط غبرته سواد، فهو أرمك، قال الشاعر:
والخيل تجتاب الغبار الأرمكا |
وقد ارمك البعير ارمكاكا وهو ارمك، وربما استعير ذلك للمرأة. قال ثعلب: قيل لامرأة أي النساء أحب إليك؟ قالت: بيضاء وسيمة أو رمكاء جسيمة، هؤلاء أمهات الرجال. الجوهري: والرمكة من ألوان الإبل، يقال: جمل أرمك وناقة رمكاء. وفي حديث جابر: وأنا على جمل أرمك، هو الذي في لونه كدورة. وفي الحديث: اسم الأرض العلياء الرمكاء، قال ابن الأثير: هو تأنيث الأرمك، قال: ومنه الرامك وهو شيء أسود يخلط بالطيب، وقول الشاعر:
يجر من عـفـائه حـبـيا |
|
جر الأسيف الرمك المرعيا |
كذا رواه أبو حنيفة، قال ابن سيده: ولا أدري ما هو إلا أن يكون جر الأسيف الرمك، فأما إذا قام الرمك بضمتين فإنه لا يقول إلا المرعية لأن الرمك بضمتين جمع مكسر. ابن الأعرابي: قال حنيف الحناتم، وكان من آبل العرب: الرمكاء من النوق بهيا، والحمراء صبرى، والخوارة غزرى، والصهباء سرعى، يعني أنها أبهى وأصبر وأغزر وأسرع. والأرمك من الإبل: أسود وهو في ذلك مشرب كدرة، وهو شديد سواد الأذنين والدفوف، وما عدا أذني الأرمك ودفوفه مشرب كدرة.
والرمكان واليرموك: موضعان. الجوهري: يرموك موضع بناحية الشام، ومنه يوم اليرموك كانت به وقعة عظيمة بين المسلمين والروم في زمن عمر بن الخطاب.
الرَّمْل: نوع معروف من التراب، وجمعه الرِّمال، والقطعة منها رَمْلة؛ ابن سيده: واحدته رَمْلة، وبه سميت المرأَة، وهي الرِّمال والأَرْمُلُ؛ قال العجاج:
يَقْطَعْنَ عَرض الأَرض بالتمحُّل |
|
جَوْزَ الفَلا، من أَرْمُل وأَرْمُل |
ورَمَّل الطعامَ: جعل فيه الرَّمْل. وفي حديث الحُمُر الأَهلية: أَمر أَن تُكْفأ القُدور وأَن يُرَمَّل اللحم بالتراب أَي يُلَتّ بالتراب لئلا ينتفع به. ورَمَّل الثوب ونحوه: لَطَّخه بالدم، ويقال: أَرْمَلَ السهم إِرْمالاً إذا أَصابه الدم فبقي أَثره؛ وقال أَبو النجم يصف سهاماً:
مُحْمَرَّة الرِّيش على ارْتِمالها |
|
من عَلَقٍ أَقْبَل في شِكالهـا |
ويقال: رُمِّل فلان بالدم وضُمِّخ بالدم وضُرِّج بالدم كُلُّه إذا لُطِّخَ به، وقد تَرَمَّل بدمه. الجوهري: رَمَّله بالدم فتَرَمَّل وارْتَمَلَ أَي تَلَطَّخ؛ قال أَبو أَخزم الطائي:
إِنَّ بَنِيَّ رَمَّلوني بـالـدَّمِ |
|
شِنْشِنةٌ أَعْرِفها من أَخْزَمِ |
ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُله رَمْلاً ورَمَّله وأَرمله: رَقَّقه. ورَمَل السريرَ والحصيرَ يَرْمُله رَمْلاً: زيَّنه بالجوهر ونحوه. أَبو عبيد: رَمَلْت الحصيرَ وأَرملته، فهو مَرْمول ومُرْمَل إذا نَسَجته وسَقَفْته.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان مضطجعاً على رُمال سَرير قد أَثَّر في جنبه؛ قال الشاعر:
إِذ لا يزال على طريقٍ لاحِب |
|
وكأَنَّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَل |
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: دخلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإِذا هو جالس على رُمال سرير، وفي رواية: حَصِير؛ الرُّمالُ: ما رُمِل أَي نُسِج؛ قال الزمخشري: ونظيره الحُطام والرُّكام لما حُطِم ورُكِم، وقال غيره: الرِّمال جمع رَمْل بمعنى مَرْمُول كَخَلْق الله بمعنى مخلوقه، والمراد أَنه كان السرير قد نُسِج وجهه بالسَّعَف ولم يكن على السرير وِطاء سوى الحَصِير. والرَّوامِل: نواسِج الحَصِير، الواحدة راملة، وقد أَرمَله؛ وأَنشد أَبو عبيد:
كأَنَّ نَسْج العنكبوت المُرْمَلُ |
وقد رَمَل سريره وأَرْمَله إذا رَمَل شَرِيطاً أَو غيره فجعله ظَهْراً له. ويقال: خَبِيصٌ مُرْمَل إذا عُصِد عَصْداً شديداً حتى صارت فيه طرائق موضونة. وطعام مُرَمَّل إذا أُلقي فيه الرَّمْل. والرَّمَل، بالتحريك: الهَرْولة. ورَمَل يَرْمُل رَمَلاً: وهو دون المشيوفوق العَدْو. ويقال: رَمَل الرَّجلُ يَرْمُل رَمَلاناً ورَمَلاً إذا أَسرع في مِشيته وهزَّ منكبيه، وهو في ذلك لا يَنْزُو، والطائف بالبيت يَرْمُل رَمَلاناً اقتداءً بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وبأَصحابه، وذلك بأَنهم رَمَلوا ليَعْلم أَهلُ مكة أَن بهم قُوَّة؛ وأَنشد المبرد:
ناقته تَرْمُل في النِّقال |
|
مُتْلِف مالٍ ومُفيد مال |
والنِّقال: المُناقَلة، وهو أَن تضع رجليها مواضع يديها؛ ورَمَلْت بين الصَّفا والمَرْوة رَمَلاً ورَمَلاناً. وفي حديث الطواف: رَمَل ثلاثاً ومَشَى أَربعاً. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فِيمَ الرَّمَلانُ والكَشْفُ عن المَناكب وقد أَطَّأَ اللهُ الإِسلام؟ قال ابن الأَثير: يكثر مجيء المصدر على هذا الوزن في أَنواع الحركة كالنَّزَوان والنَّسَلان والرَّسَفان وأَشباه ذلك؛ وحكى الحربيُّ فيه قولاً غريباً قال: إِنه تثنية الرَّمَل وليس مصدراً، وهو أَن يَهُزَّ منكبيه ولا يُسْرع، والسعي أَن يُسرع في المشي، وأَراد بالرَّمَلين الرَّمَل والسعي، قال: وجاز أَن يقال للرَّمَل والسعي الرَّمَلانِ، لأَنه لما خَفَّ اسم الرَّمَل وثَقُل اسم السعي غُلِّب الأَخف فقيل الرَّمَلانِ، كما قالوا القَمَرانِ والعُمَرانِ، قال: وهذا القول من ذلك الإِمام كما تراه، فإِن الحال التي شُرِع فيها رَمَلُ الطواف، وقول عُمَر فيه ما قال يشهد بخلافه لأَن رَمَل الطواف هو الذي أَمر به النبي، صلى الله عليه وسلم، أَصحابه في عُمْرة القضاء ليُري المشركين قوّتهم حيث قالوا: وهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب وهو مسنون في بعض الأَطواف دون البعض، وأَما السعي بين الصفا والمروة فهو شِعار قديم من عهد هاجَر أُمِّ إِسمعيل، عليهما السلام، فإِذاً المراد بقول عمر، رضي الله عنه، رَمَلانُ الطوافِ وحده الذي سُنَّ لأَجل الكفار، وهو مصدر، قال: وكذلك شَرَحه أَهل العلم لا خلاف بينهم فيه فليس للتثنية وجه. والرَّمَل: ضرب من عروض يجيء على فاعلاتن فاعلاتن؛ قال:
لا يُغْلَب النازعُ ما دام الرَّمَل |
|
ومن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل |
ابن سيده: الرَّمَل من الشِّعْر كل شعر مهزول غير مؤتَلِف البناء، وهو مما تُسَمِّي العرب من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً نحو قوله:
أَقْفَرَ من أَهله مَلْحوبُ |
|
فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُـوبُ |
ونحو قوله:
أَلا لـلـه قَــوْمٌ وَ |
|
لَدَتْ أُختُ بني سَهْم، |
أَراد ولدتهم، قال: وعامة المَجْزوء يَجْعَلونه رَمَلاً؛ كذا سمع من العرب؛ قال ابن جني: قوله وهو مما تسمي العرب، مع أَن كل لفظة ولقب استعمله العَروضيُّون فهو من كلام العرب، تأْويله إِنما استعملته في الموضع الذي استعمله فيه العَروضيُّون، وليس منقولاً عن موضعه لا نقل العَلَم ولا نقل التشبيه على ما تقدم من قولك في ذينك، أَلا ترى أَن العَروض والمِصْراع والقَبْض والعَقْل وغير ذلك من الأَسماء التي استعملها أَصحاب هذه الصناعة قد تعلقت العربْ بها؟ ولكن ليس في المواضع التي نقلها أَهل هذا العلم إِليها، إِنما العَروض الخَشَبة التي في وسط البيت المَبْنِيِّ لهم، والمِصْراع أَحد صِفْقَي الباب فنقل ذلك ونحوه تشبيهاً، وأَما الرَّمَل فإِن العرب وضعت فيه اللفظة نفسها عبارة عندهم عن الشِّعْر الذي وصفه باضطراب البناء والنقصان عن الأَصل، فعلى هذا وضعه أَهل هذه الصناعة، لم ينقلوه نقلاً عَلَمِيّاً ولا نقلاً تشبيهيّاً، قال: وبالجملة فإِن الرَّمَل كل ما كان غيرَ القَصِيد من الشِّعْر وغَيْرَ الرَّجَز.
وأَرْمَل القومُ: نَفِد زادُهم، وأَرْمَلوه أَنْفدوه؛ قال السُّلَيْك بن السُّلَكة:
إِذا أَرْمَلوا زاداً، عَقَرْت مَطِيَّةً |
|
تَجُرُّ برجليها السَّرِيحَ المُخَدَّما |
وفي حديث أُم مَعْبَد: وكان القوم مُرْمِلينَ مُسْنتين؛ قال أَبو عبيد: المُرْمِلُ الذي نَفِدَ زاده؛ ومنه حديث أَبي هريرة: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا؛ ومنه حديث أُم معبد؛ أَي نَفِد زادهم، قال: وأَصله من الرَّمْل كأَنهم لَصِقوا بالرَّمْلِ كما قيل للفقير التَّرِبُ.
ورجل أَرْمَل وامرأَة أَرْمَلة: محتاجة، وهم الأَرْمَلة والأَرامِل والأَرامِلة، كَسَّروه تكسير الأَسماء لقِلَّته، وكُلُّ جماعة من رجال ونساء أَو رجال دون نساء أَو نساء دون رجال أَرْمَلةٌ، بعد أَن يكونوا محتاجين.
ويقال للفقير الذي لا يقدر على شيء من رجل أَو امرأَة أَرْمَلة، ولا يقال للمرأَة التي لا زوج لها وهي مُوسِرة أَرْمَلة، والأَرامل: المساكين.
ويقال: جاءت أَرْمَلةٌ من نساء ورجال محتاجين، ويقال للرجال المحتاجين الضعفاء أَرْمَلة، وإِن لم يكن فيهم نساء. وحكى ابن بري عن ابن قتيبة قال: إِذا قال الرجل هذا المال لأَرامل بني فلان فهو للرجال والنساء، لأَن الأَرامل يقع على الذكور والنساء، قال: وقال ابن الأَنباري يُدْفَع للنساء دون الرجال لأَن الغالب على الأَرامل أَنهن النساء، وإِن كانوا يقولون رَجُل أَرْمَل، كما أَن الغالب على الرجال أَنهم الذكور دون الإِناث وإِن كانوا يقولون رَجُلة؛ وفي شعر أَبي طالب يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثِمَال اليَتَامى عِصْمَة للأَرامل |
قال: الأَرامل المساكين من ساء ورجال. قال: ويقال لكل واحد من الفريقين على انفراده أَرامل، وهو بالنساء أَخص وأَكثر استعمالاً، وقد تكرر ذكر ذلك. والأَرْمَل: الذي ماتت زوجته، والأَرْمَلة التي مات زوجُها، وسواء كانا غَنِيَّيْن أَو فقيرَين. ابن بُرُرْج: يقال إِن بَيت فلان لضَخْمٌ وإِنهم لأَرْمَلة ما يَحْمِلونه إِلا اسْتَفْقَروا له، يعني العارية؛ قوله إِنهم لأَرْمَلة لا يَحْمِلونه إِلا ما استفقروا له، يعني أَنهم قوم لا يملكون الإِبل ولا يقدرون على الارتحال إِلا على إِبل يستعيرونها، من أَفْقَرْته ظَهْرَ بَعِيرِي إذا أَعَرْته إِياه. ويقال للذكر أَرْمَل إذا كان لا امرأَة له، تقوله العرب، وكذلك رجل أَيِّم وامرأَة أَيِّمة؛ قال الراجز:
أُحِبُّ أَن أَصطاد ضَبّاً سَحْبَلا |
|
رَعَى الرَّبيعَ والشتاء أَرْمَلا |
قال ابن جني: قَلَّما يستعمل الأَرْمَل في المُذَكَّر إِلا على التشبيه والمُغالَطة؛ قال جرير:
كُلُّ الأَرامل قد قَضَّيتَ حاجتَهـا |
|
فَمَنْ لحاجة هذا الأَرْمَل الذَّكَر؟ |
يريد بذلك نفسه. وامرأَة أَرْمَلة: لا زوج لها؛ أَنشد ابن بري:
ليَبْكِ على مِلْحانَ ضَيْفٌ مُدَفَّعٌ |
|
وأَرْمَلةٌ تُزْجِي مع الليل أَرْمَلا |
وقال أَبو خِرَاش:
بذي فَخَرٍ تأْوِي إِليه الأَرامِلُ |
وأَنشد ابن قتيبة شاهداً على الأَرْمَل الذي لا امرأَة له قول الراجز:
رَعَى الربيعَ والشتاء أَرْمَلا |
قال: أَراد ضَبّاً لا أُنثى له ليكون سَمِيناً. وأَرْملت المرأَةُ إذا مات عنها زوجُها، وأَرْمَلَتْ: صارت أَرْمَلة. وقال شمر: رَمَّلَت المرأَةُ من زوجها وهي أَرْمَلة. ابن الأَنباري: الأَرْملة التي مات عنها زوجُها؛ سُمِّيت أَرْملة لذهاب زادها وفَقْدِها كاسِبَها ومن كان عيشها صالحاً به، من قول العرب: أَرْمَل القومُ والرجلُ إذا ذهب زادُهم، قال: ولا يقال له إذا ماتت امرأَته أَرْمَل إِلاَّ في شذوذ، لأَن الرجل لا يذهب زادُه بموت امرأَته إذا لم تكن قَيِّمة عليه والرجلُ قَيِّمٌ عليها وتلزمه عَيْلولتها ومؤْنتها ولا يلزمها شيء من ذلك. قال: ورُدَّ على القتيبي قوله فيمن أَوْصى بماله للأَرامل أَنه يعطي منه الرجال الذين مات أَزواجهم، لأَنه يقال رجل أَرمل وامرأَة أَرملة. قال أَبو بكر: وهذا مثل الوصية للجَوارِي لا يُعْطى منه الغِلْمان ووَصيَّة الغلمان لا يُعطى منه الجواري، وإِن كان يقال للجارية غُلامة.
والمِرْمَل: القَيْد الصَّغير.
والرَّمَل: المطر الضعيف؛ وفي الصحاح: القليل من المطر. وعامٌ أَرْمَل: قليل المطر والنفع والخير، وسَنَة رَمْلاء كذلك. وأَصابهم رَمَلٌ من مطر أَي قليلٌ، والجمع أَرمال، والازمان أَقوى منها قال شمر: لم أَسمع الرَّمَل بهذا المعنى إِلا للأُموي. وأَرامِل العَرْفَج: أُصوله.
وأُرْمُولة العرفج: جُذْمُوره، وجمعها أَراميل قال:
فجِئْت كالعَوْد النَّزِيع الهادِج، |
قُيِّد في أَرامل العرافج، |
في أَرض سَوْءٍ جَذْبةٍ هَجاهِج |
الهَجاهِج: الأَرض التي لا نبتَ فيها. والرَّمَل: خطوط في يدي البقرة الوحشية ورجليها يخالف سائر لونها، وقيل: الرُّمْلة الخَطُّ الأَسود. غيره: يقال لوَشْي قوائم الثور الوحشي رَمَلٌ، واحدتها رَمَلة؛ قال الجعدي:
كأَنَّها، بعدما جَدَّ النَّجاء بـهـا |
|
بالشَّيِّطَيْن، مَهاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلا |
ويقال للضَّبُع أُم رِمال.
ورَمْلة: مدينة بالشام. والأَرمَل: الأَبلق. قال أَبو عبيد: الأَرمَل من الشاء الذي اسودَّت قوائمه كلها. وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال: الرُّمَل، بضم الراء وفتح الميم، خطوط سُودٌ تكون على ظهر الغزال وأَفخاذه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً؛ قال: وقال أَيضاً:
بذهاب الكَوْر أَمسى أَهلُـه |
|
كلَّ مَوْشِيٍّ شَواه، ذي رُمَل |
ونعجة رَمْلاء: سوداء القوائم كلها وسائرها أَبيض. وغُلام أُرْمُولة: كقولك بالفارسية زاذه؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف الأُرْمُولة عَرَبيَّتها ولا فارسيتها.
ورامِل ورُمَيْل ورُمَيْلة ويَرْمُول كلها: أَسماء.
الرَّمّ: إصلاح الشيء الذي فسد بعضه من نحو حبل يَبْلى فتَرُمُّهُ أو دار تَرُمُّ شأْنها مَرَمَّةً. ورَمُّ الأَمر: إصلاحه بعد انتشاره.
الجوهري: رَمَمْتُ الشيء أَرُمُّهُ وأَرِمُّهُ رَمّاً ومَرَمَّةً إذا أَصلحته. يقال: قد رَمَّ شأْنه ورَمَّهُ أَيضاً بمعنى أَكله. واسْتَرَمَّ الحائطُ أي حان له أن يُرَمَّ إذا بعد عهده بالتطيين. وفي حديث النعمان بن مُقَرِّنٍ: فلينظر إلى شِسْعه ورَمِّ ما دَثَرَ من سلاحه؛ الرَّمُّ: إصلاح ما فسد ولَمُّ ما تفرق. ابن سيده: رَمَّ الشيءَ يَرُمُّهُ رَمّاً أَصلحه، واسْتَرَمَّ دعا إلى إصلاحه. ورَمَّ الحبلُ: تقطع. والرِّمَّةُ والرُّمَّةُ: قطعة من الحبْل بالية، والجمع رِمَمٌ ورِمام؛ وبه سمي غَيْلانُ العدوي الشاعر ذا الرُّمَّةِ لقوله في أُرجوزته يعني وَتِداً:
لم يَبْقَ منها، أَبَـدَ الأَبِـيدِ، |
|
غيرُ ثلاثٍ ماثلاتٍ سُـودِ |
وغيرُ مَشْجوجِ القَفا مَوتُودِ، |
|
فيه بَقايا رُمَّةِ التَّـقْـلـيدِ |
يعني ما بقي في رأْس الوَتِدِ من رُمَّةِ الطُّنُبِ المعقود فيه، ومن هذا يقال: أَعطيته الشيء برُمَّتِه أي بجماعته. والرُّمَّةُ: الحبل يقلَّد البعير. قال أبو بكر في قولهم أَخذ الشيء برُمَّتِه: فيه قولان: أَحدهما أَن الرُّمَّةَ قطعة حبل يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتلُ إذا قِيدَ إلى القتل للقَوَدِ، وقولُ عليّ يدلّ على هذا حين سئل عن رجل ذكر أَنه رأَى رجلاً مع امرأته فقتله فقال: إن أَقام بَيِّنَةً على دعواه وجاء بأربعة يشهدون وإلا فلْيُعْطَ برُمَّتِهِ، يقول: إن لم يُقِم البينة قاده أَهله بحبل عنقه إلى أَولياء القتيل فيقتل به، والقول الآخر أَخذت الشيء تامّاً كاملاً لم ينقص منه شيء، وأَصله البعير يشد في عنقه حبل فيقال أَعطاه البعير برُمَّته؛ قال الكميت:
وَصْلُ خَرْقاءَ رُمَّةٌ في الرِّمام |
قال الجوهري: أَصله أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه فقيل ذلك لكل من دفع شيئاً بجملته؛ وهذا المعنى أَراد الأَعشى بقوله يخاطب خَمَّاراً:
فقلتُ له: هذِه، هاتِهـا |
|
بأَدْماءِ في حَبْل مُقْتادِها |
وقال ابن الأَثير في تفسير حديث عليّ: الرُّمَّةُ، بالضم، قطعة حبْل يُشَدُّ بها الأَسير أَو القاتل الذي يُقاد إلى القصاص أي يُسلَّم إليهم بالحبل الذي شُدَّ به تمكيناً لهم منه لئلا يَهْرُبَ، ثم اتسعوا فيه حتى قالوا أَخذت الشيء برُمَّتِهِ وبزَغْبَرِهِ وبجُمْلَتِه أَي أَخذته كله لم أَدع منه شيئاً. ابن سيده: أخذه برُمَّته أي بجماعته، وأَخذه برُمَّتِهِ اقتاده بحبله، وأَتيتك بالشيء برُمَّتِهِ أي كله؛ قال ابن سيده: وقيل أَصله أن يُؤْتى بالأَسير مشدوداً برُمَّتِهِ، وليس بقوي. التهذيب: والرُّمَّة من الحبل، بضم الراء، ما بقي منه بعد تقطعه، وجمعها رُمٌّ. وفي حديث علي، كرم الله وجهه، يَذُمُّ الدنيا: وأَسبابُها رِمامٌ أي بالية، وهي بالكسر جمع رُمَّةٍ، بالضم، وهي قطعة حبل بالية. وحبل رِمَمٌ ورِمامٌ وأرْمام: بالٍ، وصفوه بالجمع كأنهم جعلوا كل جزء واحداً ثم جمعوه. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن الاستنجاء بالرَّوْثِ والرِّمَّةِ؛ والرِّمَّةُ، بالكسر: العظام البالية، والجمع رِمَمٌ ورِمام؛ قال لبيد:
والبيت إن تعرَ مني رِمَّةٌ خَلَقاً، |
|
بعد المَماتِ، فإني كنتُ أَثَّـئِرُ |
والرمِيمُ: مثل الرِّمَّةِ. قال الله تعالى: قال من يُحْيي العِظام وهي رَمِيمٌ؛ قال الجوهري: إنما قال الله تعالى وهي رَمِيمٌ لأن فعيلاً وفَعُولاً قد استوى فيهما المذكر والمؤنث والجمع، مثل رَسُول وعَدُوٍّ وصَديقٍ. وقال ابن الأثير في النهي عن الاستنجاءِ بالرِّمَّة قال: يجوز أن تكون الرِّمَّة جمع الرَّمِيم، وإنما نهى عنها لأَنها ربما كانت ميتة، وهي نجسة، أَو لأَن العظم لا يقوم مقام الحجر لملاسته؛ وعظم رَمِيمٌ وأَعظم رَمائِمُ ورَمِيمٌ أَيضاً؛ قال حاتم أَو غيره، الشك من ابن سيده:
أَما والذي لا يَعْلَمُ السِّـرَّ غَـيْرُهُ، |
|
ويُحْيي العِظامَ البِيضَ، وهي رَمِيمُ |
وقد يجوز أن يعني بالرَّمِيمِ الجنس فيضع الواحد موضع لفظ الجمع.
والرَّمِيمُ: ما بقي من نبت عام أَول؛ عن اللحياني، وهو من ذلك. ورَمَّ العظمُ وهو يَرِمُّ، بالكسر، رَمّاً ورَمِيماً وأَرَمَّ: صار رِمَّةً؛ الجوهري: تقول منه رَمَّ العظمُ يَرِمُّ، بالكسر، رِمَّةً أَي بَلِيَ. ابن الأَعرابي: يقال رَمَّتْ عظامه وأَرَمَّتْ إذا بَلِيَتْ. وفي الحديث: قالوا يا رسول الله، كيف تُعْرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرَمَّتَ؟ قال ابن الأَثير: قال الحربي كذا يرويه المحدثون، قال: ولا أَعرف وجهه، والصواب أَرَمَّتْ، فتكون التاء لتأْنيث العظام أو رَمِمْتَ أي صِرْتَ رَمِيماً، وقال غيره: إنما هو أَرَمْتَ، بوزن ضَرَبْتَ، وأَصله أَرْمَمْتَ أي بَلِيتَ، فحذفت إحدى الميمين كما قالوا أَحَسْتَ في أَحْسَسْتَ، وقيل: إنما هو أَرْمَتَّ، بتشديد التاء، على أَنه أَدغم إحدى الميمين في التاء، قال: وهذا قول ساقط، لأن الميم لا تدغم في التاء أبداً، وقيل: يجوز أن يكون أُرِمْتَ، بضم الهمزة، بوزن أُمِرْتَ، من قولهم: أَرَمَت الإبل تَأْرمُ إذا تناولت العلفَ وقلعته من الأرض؛ قال ابن الأثير: أَصل هذه الكلمة من رَمَّ الميتُ وأَرَمَّ إذا بَليَ. والرِّمَّةُ: العظم البالي، والفعل الماضي من أَرَمَّ للمتكلم والمخاطب أَرْمَمْتُ وأَرْمَمْتَ، بإظهار التضعيف، قال: وكذلك كل فعل مضعَّف فإنه يظهر فيه التضعيف معهما، تقول في شَدَّ: شَدَدْتُ، وفي أَعَدَّ: أَعْدَدْتُ، وإنما ظهر التضعيف لأن تاء المتكلم والمخاطب متحركة ولا يكون ما قبلها إلا ساكناً، فإذا سكن ما قبلها وهي الميم الثانية التقى ساكنان، فإن الميم الأُولى سكنت لأَجل الإدغام، ولا يمكن الجمع بين ساكنين، ولا يجوز تحريك الثاني لأنه وجب سكونه لأجل تاء المتكلم والمخاطب، فلم يبق إلا تحريك الأول، وحيث حُرِّكَ ظهر التضعيف، والذي جاء في هذا الحديث بالإدغام، وحيث لم يظهر التضعيف فيه على ما جاء في الرواية احتاجوا أن يُشَدِّدُوا التاء ليكون ما قبلها ساكناً، حيث تعذر تحريك الميم الثانية، أو يتركوا القِياسَ في التزام سكون ما قبل تاء المتكلم والمخاطب، قال: فإن صحت الرواية ولم تكن مُحَرَّفَةً فلا يمكن تخريجه إلا على لغة بعض العرب، فإن الخليل زعم أن ناساً من بَكْر بن وائلٍ يقولون: رَدَّتُ ورَدَّتَ، وكذلك مع جماعة المؤنث يقولون: رُدَّنَ ومُرَّنَ، يريدون رَدَدْتُ ورَدَدْتَ وارْدُدْنَ وامْرُرْنَ، قال: كأَنهم قَدَّرُوا الإدْغامَ قبل دخول التاء والنون، فيكون لفظ الحديث أَرَمَّتَ، بتشديد الميم وفتح التاء.
والرَّميمُ: الخَلَقُ البالي من كل شيء.
ورَمَّتِ الشاةُ الحشيش تَرُمُّه رَمّاً: أَخذته بشفتها. وشاة رَمُومٌ: تَرُمُّ ما مَرَّتْ به. ورَمَّتِ البهمةُ وارْتَمَّتْ: تناولت العيدان.
وارْتَمَّتِ الشاة من الأرض أي رَمَّتْ وأَكلت. وفي الحديث عليكم بأَلْبان البقر فإنها تَرُمُّ من كل الشجر أي تأْكل، وفي رواية: تَرْتَمُّ؛ قال ابن شميل: الرَّمُّ والارْتِمامُ الأَكل؛ والرُّمامُ من البَقْلِ، حين يَبْقُلُ، رُمامٌ أيضاً. الأزهري: سمعت العرب تقول للذي يَقُشُّ ما سقط من الطعام وأَرْذَله ليأْكله ولا يَتَوَقَّى قَذَرَهُ: فلانٌ رَمَّام قَشَّاش وهو يَتَرَمَّمُ كل رُمامٍ أَي يأْكله. وقال ابن الأعرابي: رَمَّ فلان ما في الغَضارَةِ إذا أَكل ما فيها.
والمِرَمَّةُ، بالكسر: شفة البقرة وكلِّ ذات ظِلْفٍ لأنها بها تأْكل، والمَرَمَّةُ، بالفتح، لغة فيه؛ أبو العباس: هي الشفة من الإنسان، ومن الظِّلْفِ المِرَمَّة والمِقَمَّة، ومن ذوات الخف المِشْفَرُ. وفي حديث الهِرَّة: حَبَسَتْها فلا أطْعَمَتْها ولا أَرسلتْها تُرَمْرِمُ من خَشاشِ الأرض أي تأْكل، وأَصلها من رَمَّتِ الشاة وارْتَمَّتْ من الأرض إذا أَكلت، والمِرَمَّةُ من ذوات الظلف، بالكسر والفتح: كالفَم من الإنسان.
والرِّمُّ، بالكسر: الثَّرى؛ يقال: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ إذا جاء بالمال الكثير؛ وقيل: الطِّمُّ البحر، والرِّمُّ، بالكسر، الثرى، وقيل: الطِّمُّ الرَّطْبُ والرِّمُّ اليابس، وقيل: الطِّمُّ التُّرْبُ والرِّمُّ الماء، وقيل: الطِّمُّ ما حمله الماء والرِّمُّ ما حَمله الريح، وقيل: الرِّمُّ ما على وجه الأرض من فُتات الحشيش. والإرْمام: آخر ما يبقى من النبت؛ أنشد ثعلب:
تَرْعى سُمَيْراء إلى إرْمامِها |
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قبل أن يكون ثُماماً ثم رُماماً؛ الرُّمامُ، بالضم: مبالغة في الرَّميم، يريد الهَشِيمَ المتفتت من النبت، وقيل: هو حين تنبت رؤوسه فتُرَمُّ أي تؤكل. وفي حديث زياد بن حُدَيْرٍ: حُمِلْتُ على رِمٍّ من الأَكرْادِ أي جماعة نُزول كالحَيّ من الأَعراب؛ قال أبو موسى: فكأَنه اسم أَعجمي، قال: ويجوز أن يكون من الرِّمِّ، وهو الثَّرَى؛ ومنه قولهم: جاء بالطِّمِّ والرِّمِّ. والمَرَمَّةُ: متاع البيت. ومن كلامهم السائر: جاء فلان بالطِّمِّ والرِّمِّ؛ معناه جاء بكل شيء مما يكون في البرو البحر، أَرادوا بالطِّمِّ البحر، والأَصل الطَّمُّ، بفتح الطاء، فكسرت الطاء لمعاقبته الرِّمَّ، والرِّمُّ ما في البر من النبات وغيره.
وما له ثُمٌ ولا رُمٌّ؛ الثُّمُّ: قُماش الناس أَساقيهم وآنيتهم، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت. وما عَنْ ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ؛ حُمٌّ: مَحال، ورُمٌّ إتباع. وما له رُمٌّ غيرُ كذا أي هَمٌّ. التهذيب: ومن كلامهم في باب النفي: ما له عن ذلك الأَمرِ حَمٌّ ولا رَمٌّ أي بُدٌّ، وقد يضمَّان، قال الليث: أما حَمٌّ فمعناه ليس يحول دونه قضاء، قال: ورَمٌّ صِلَةَ كقولهم حَسَن بَسَن؛ وقال الفراء: ما له حُمٌّ ولا سُمٌّ أي ما له هَمٌّ غيرك.
ويقال: ما له حُمٌّ ولا رُمٌّ أي ليس له شيء، وأما الرُّمُّ فإن ابن السكيت قال: يقال ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ وما يملك ثُمّاً ولا رُمّاً، قال: والثُّمُّ قماش الناس أَساقيهم وآنيتهم، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت؛ قال الأزهري: والكلام هو هذا لا ما قاله الليث، قال: وقرأْت بخط شمر في حديث عُرْوَةَ بن الزبير حين ذكر أُحَيْحَةَ بن الجُلاح وقول أَخواله فيه: كنا أهل ثُمِّه ورُمِّه حتى استوى على عُمُمِّهِ؛ قال: أَبو عبيد حدّثوه بضم الثاء والراء، قال ووجهه عندي ثَمِّه ورَقِّ، بالفتح، قال: والثَّمُّ إصلاح الشيء وإحكامه، والرَّمُّ الأَكل؛ قال شمر: وكان هاشم بن عبدِ مَنافٍ تزوج سَلْمى بنت زيد النَّجَّاريّة بعد أُحَيْحَةَ بن الجُلاح فولدت له شَيْبةَ وتوفي هاشم وشَبَّ الغلام، فقَدِم المطَّلِب بن عبد مناف فرأَى الغلام فانتزعه من أُمِّه وأَرْدَفه راحلته، فلما قدم مكة قال الناس: أَردَفَ المُطَّلِبُ عبدَه، فسمِّي عبدَ المطلب؛ وقالت أُمّه: كنا ذوي ثَمِّهِ ورَمِّه، حتى إذا قام على تَمِّهِ، انتزعوه عَنْوَةً من أُمّهِ، وغلب الأَخوالَ حقُّ عَمِّهِ؛ قال أَبو منصور: وهذا الحرف رواه الرواة هكذا: ذَوي ثُمِّهِ ورُمِّهِ، وكذلك روي عن عُرْوة وقد أَنكره أَبو عبيد، قال: والصحيح عندي ما جاء في الحديث، والأَصل فيه ما قال ابن السكيت: ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ، فالثُّمُّ قماش البيت، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت، كأَنها أَرادت كنا القائمين بأَمره حين ولدَتْه إلى أَن شَبَّ وقوي، والله أَعلم.
والرِّمُّ: النَّقْي والمُخُّ، تقول منه: أَرَمَّ العظمُ أَي جرى فيه الرِّمُّ؛ وقال:
هَجاهُنَّ، لمّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظامُـهُ، |
|
ولو كان في الأَعْراب مات هُزالا |
ويقال: أَرَمْ العظمُ، فهو مُرِمٌّ، وأَنْقى، فهو مُنْقٍ إذا صار فيه رِمٌّ، وهو المخ؛ قال رؤبة:
نَعَم وفيها مُخّ كلِّ رِمّ |
وأَرَمّت الناقة، وهي مُرِمٌّ: وهو أَوَّل السِّمَنِ في الإقبال وآخر الشحم في الهزال. وناقة مُرِمّ: بها شيء من نِقْيٍ. ويقال للشاة إذا كانت مهزولة: ما يُرِمُّ منها مَضرَبٌ أي إذا كسر عظم من عظامها لم يُصَبْ فيه مُخّ. ابن سيده: وما يُرِمّ من الناقة والشاة مَضْرَبٌ أَي ما يُنْقِي، والمَضْرَبُ: العظم يضرب فيُنْتَقَى ما فيه. ونعجةٌ رَمَّاءُ: بَيضاءُ لا شِيَة فيها.
والرِّمَّةُ: النَّملةُ ذات الجَناحَين، والرِّمَّة: الأَرَضَة في بعض اللغات.
وأَرَمَّ إلى اللهو: مالَ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَرَمَّ: سكَتَ عامَّةً، وقيل: سكَت من فَرَقٍ. وفي الحديث: فأَرَمَّ القومُ. قال أَبو عبيد: أَرَمَّ الرجل إرْماماً إذا سكَتَ فهو مُرِمٌّ. والإرْمام: السكوت. وأَرَمَّ القومُ أَي سكتوا؛ وقال حُميد الأَرقط:
يَرِدْنَ، والليلُ مُرِمٌّ طـائره، |
|
مُرْخىً رِواقاه هُجُودٌ سامِرُه |
وكلَّمَه فما تَرَمْرَمَ أَي ما ردَّ جواباً. وتَرَمْرَمَ القومُ: تحركوا للكلام ولم يَتَكلَّموا. التهذيب: أما التَّرَمْرُمُ فهو أَن يحرّك الرجل شفتيه بالكلام. يقال: ما تَرَمْرَمَ فلان بحرف أَي ما نطق؛ وأَنشد:
إذا تَرَمْرَمَ أَغْضَى كلّ جَبَّار |
وقال أَبو بكر في قولهم ما تَرَمْرَمَ: معناه ما تحرَّك؛ قال الكميت:
تَكادُ الغُلاةُ الجُلْسُ منهن كلَّما |
|
تَرَمْرَمَ، تُلْقِي بالعَسِيبِ قَذالَها |
الجوهري: وتَرَمْرَمَ إذاحَرَّك فاه للكلام؛ قال أَوس بن حجر:
ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى من أَناتِنا، |
|
ولو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ |
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كان لآل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وَحْشٌ فإذا خرج، تَعْني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعِب وجاء وذهب، فإذا جاء رَبَضَ ولم يَتَرَمْرَمْ ما دام في البيت؛ أَي سكن ولم يتحرك، وأكثر ما يستعمل في النفي. وفي الحديث: أَيّكم المتكلم بكذا وكذ؟ فأَرَمَّ القوم أَي سكتوا ولم يُجيبُوا؛ يقال: أَرَمَّ فهو مُرِمٌّ، ويروى: فأَزَمَ، بالزاي وتخفيف الميم، وهو بمعناه لأَن الأزْم الإمساك عن الطعام والكلام؛ ومنه الحديث الآخر: فلما سمعوا بذلك أَرَمُّوا ورَهبُوا أَي سكتوا وخافوا.
والرَّمْرامُ: حَشِيش الربيع؛ قال الراجز:
في خُرُق تَشْبَعُ مِن رَمْرامِها |
التهذيب: الرَّمْرامَةُ حشيشة معروفة في البادية، والرَّمْرامُ الكثير منه، قال: وهو أَيضاً ضرب من الشجر طيب الريح، واحدته رَمْرامَة؛ وقال أَبو حنيفة: الرَّمْرامُ عُشبة شَاكَةُ العِيدانِ والورق تمنع المس، ترتفع ذراعاً، وورقها طويل، ولها عرض، وهي شديدة الخضرة لها زهْرَة صفراء والمواشي تحْرِصُ عليها؛ وقال أَبو زياد: الرَّمْرامُ نبت أَغبر يأْخذه الناس يسقون منه من العقرب، وفي بعض النسخ: يشفون منه؛ قال الطِّرِمَّاحُ:
هل غير دارٍ بَكَرَتْ رِيحُها، |
|
تَسْتَنُّ في جائل رَمْرامِها؟ |
والرُّمَّةُ والرُّمَةُ، بالثقيل والتخفيف: موضع. والرُّمَّةُ: قاعٌ عظيم بنجد تَصُبُّ فيه جماعة أَوْدِيَةٍ. أَبو زيد: يقال رماه الله بالمُرِمَّاتِ إذا رَماه بالدواهي؛ قال أَبو مالك: هي المُسْكتات.
ومَرْمَرَ إذا غضب، ورَمْرَمَ إذا أَصلح شأْنه.
والرُّمَّانُ: معروف فُعْلان في قول سيبويه قال: سألته عن رُمَّان، فقال: لا أَصرفه وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى يعرف، وهو عند أَبي الحسن فُعَّال يحمله على ما يجيء في النبات كثيراً مثل القُلاَّم والمُلاَّح والحُمَّاض، وقول أُم زَرْعٍ: فلقي امرأة معها ولَدان لها كالفَهْدَيْنِ يلعبان من تحت خصرها برُمَّانَتَيْنِ، فإنما تَعني أَنها ذاتُ كَفَلٍ عظيم، فإذا اسْتَلْقَتْ على ظهرها نَبَا الكَفَلُ بها من الأَرض حتى يصير تحتها فجوة يجري فيها الرُّمَّانُ؛ قال ابن الأثير: وذلك أن ولديها كان معهما رمانتان، فكان أَحدهما يرمي برُمَّانته إلى أَخيه، ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خَصْرها، قال أَبو عبيد: وبعض الناس يذهب بالرُّمَّانتين إلى أنهم الثَّدْيان، وليس هذا بموضعه؛ الواحدة رُمَّانةٌ. والرُّمَّانة أَيضاً: التي فيها علف الفرس.
ورُمَّانتان: موضع؛ قال الراعي:
على الدار بالرُّمَّانَتَيْنِ تَـعُـوجُ |
|
صُدُورُ مَهَارَى، سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ |
ورَمِيم: من أسماء الصَّبا، وبه سميت المرأةُ؛ قال:
رَمَتْني، وسِتْرُ الله بيني وبينها، |
|
عَشِيَّةَ أَحجارِ الكِناسِ، رَمِيمُ |
أَراد بأَحْجار الكِناس رمل الكِناس. وأَرْمام: موضع. ويَرَمْرَمُ: جبل، وربما قالوا يَلَمْلَمُ. وفي الحديث ذكر رُمّ، بضم الراء وتشديد الميم، وهي بئر بمكة من حفر مُرَّة بن كعب.
الرُّمَّانُ: حَمْلُ شجرة معروفة من الفواكه، واحدته رُمَّانة. الجوهري: قال سيبويه سأَلته، يعني الخليل، عن الرُّمان إذا سمي به فقال: لا أَصرفه في المعرفة وأَحمله على الأَكثر إذا لم يكن له معنى يعرف به أَي لا يُدْرَى من أَي شيء اشتقاقه فيحمله على الأَكثر، والأَكثر زيادة الأَلف والنون؛ وقال الأَخفش: نونه أَصلية مثل قُرَّاصٍ وحُمَّاض، وفُعَّال أَكثر من فُعْلانٍ؛ قال ابن بري: لم يقل أَبو الحسن إن فُعَّالاً أَكثر من فُعْلان بل الأَمر بخلاف ذلك، وإنما قال إن فُعَّالاً يكثر في النبات نحو المُرَّان والحُمَّاض والعُلاَّم، فلذلك جعل رُمَّاناً فُعَّالاً. وفي حديث أُم زرع: يَلْعَبان من تحت خَصْرِها برُمَّانَتين أَي أَنها ذاتُ رِدْفٍ كبير، فإِذا نامت على ظهرها نَبا الكَفَلُ بها حتى يصير تحتها مُتَّسَعٌ يجري فيه الرُّمان، وذلك أَن ولديها كان معهما رُمَّانتان، فكان أَحدهما يرمي برمانته إلى أَخيه، ويرمي أَخوه الأُخرى إليه من تحت خصرها.
ورُمَّانة الفرس: الذي فيه علفه؛ قال ابن سيده: وذكرته ههنا لأَنه ثلاثي عند الأَخفش، وقد تقدم ذكره في رمم على ظاهر رأْي الخليل وسيبويه، وذكره الأَزهري هنا أَيضاً. وقوله في التنزيل العزيز في صفة الجنان: فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورُمَّان؛ دل بالواو على أَن الرمان والنخل غير الفاكهة لأَن الواو تعطف جملة على جملة، قال أَبو منصور: هذا جهل بكلام العرب والواو دخلت للاختصاص، وإن عطف بها، والعرب تذكر الشيء جملة ثم تخص من الجملة شيئاً تفصيلاً له وتنبيهاً على ما فيه من الفضيلة؛ ومنه قوله عز وجل: حافظوا على الصلوات والصلاة الوُسْطى؛ فقد أَمرهم بالصلاة جملة ثم أَعاد الوسطى تخصيصاً لها بالتشديد والتأْكيد، وكذلك أَعاد النخل والرمان ترغيباً لأَهل الجنة فيهما، ومن هذا قوله عز وجل: من كان عَدُوّاً لله وملائكته وكتبه ورسله وجبريل وميكال؛ فقد علم أَن جبريل وميكال دخلا في الجملة وأُعيد ذكرهما دلالة على فضلهما وقربهما من خالقهما. ويقال لمَنْبِتِ الرُّمان مَرْمَنة إذا كثر فيه أُصوله. والرُّمانة تصغر رُمَيْمينة. ورَمَّان، بفتح الراء: موضع، وفي الصحاح: جبل لطيِّءِ. وإِرْمينِيَّةُ، بالكسر: كُورة بناحية الرُّوم، والنسبة إليها أَرْمَنِيّ، بفتح الهمزة والميم؛ وأَنشد ابن بري قول سَيَّارة بن قَصِير:
فلو شَهِدَتْ أُمُّ القُدَيْدِ طِعانَنـا، |
|
بمَرْعَشَ خَيْلَ الأَرْمَنِيِّ، أَرَنَّت |
رَمِهَ يومُنا رَمَهاً: اشْتَدَّ حَرُّه، والزاي أَعلى.
الليث: رَمى يَرْمي رَمْياً فهو رامٍ. وفي التنزيل العزيز: وما رَمَيْتَ إذ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ قال أَبو إسحق: ليس هذا نَفْيَ رَمْيِ النبي، صلى الله عليه وسلم، ولكن العرب خُوطِبَت بما تَعْقِل. وروي أَنّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأَبي بكر، رضي الله عنه: ناوِلْني كَفّاً من تُرابِ بَطْحاءِ مكةَ، فناولَهُ كفّاً فرَمى به فلم يَبقَ منهم أَحدٌ من العدُوّ إلا شُغِلَ بعَيْنهِ، فأَعْلَمَ الله عز وجل أَن كَفّاً من تُرابٍ أَوحَصىً لا يَمْلأُ به عُيونَ ذلك الجيش الكثير بَشَرٌ، وأَنه سبحانه وتعالى توَلَّى إيصالَ ذلك إلى أَبصارهم فقال: وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى؛ أَي لم يُصِبْ رَمْيُك ذلك ويبْلُغ ذلك المَبْلَغ، بل إنما الله عز وجل تولى ذلك، فهذا مَجازُ وما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكنّ اللهَ رَمى، وروى أَبو عمرو عن أَبي العباس أَنه قال:معناه وما رَمَيْتَ الرُّعْبَ والفَزَعَ في قلوبهم إذْ رَمَيْتَ بالحَصى ولكنّ الله رَمى؛ وقال المبرد: معناه ما رميت بقوتك إذ رميت ولكن بقوة الله رميت. ورَمى اللهُ لفلان: نَصَره وصنَع له؛ عن أَبي علي، قال: وهو معنى قوله تعالى وما رميت إذْ رميت ولكنّ الله رمى، قال: وهذا كله من الرَّمْيِ لأَنه إذا نصره رَمى عدُوَّه.
ويقال: طَعَنه فأَرْماه عن فَرسه أَي أَلقاه عن ظهر دابته كما يقال أَذْراه. وأَرْمَيْتُ الحجَرَ من يدي أَي أَلقيت. ابن سيده: رَمى الشيءَ رَمْياً ورَمى به ورَمى عن القوْس ورَمى عليها، ولا يقال رَمى بها في هذا المعنى؛ قال الراجز:
أَرْمي عليها فَرْعٌ أَجْمَعُ، |
|
وهي ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصْبَعُ |
قال ابن بري: إنما جاز رَمَيْتُ عليها لأَنه إذا رَمى عنها جعَلَ السهمَ عليها. ورَمى القَنَصَ رَمْياً لا غير. وخرجتُ أَرْتَمِي وخرج يَرْتَمي إذا خرج يَرْمي القنَصَ؛ وقال الشماخ:
خَلَتْ غيرَ آثارِ الأَراجِيلِ تَرْتَمِي، |
|
تَقَعْقَع في الآباطِ منها وِفاضُها |
قال: ترْتمي أَي تَرْمي الصَّيدَ، والأَراجِيلُ رجالةٌ لُصوصٌ. أَبو عبيدة: ومن أَمثالهم في الأَمر يُتقدَّم فيه قَبْلَ فِعْلِه: قبل الرِّماءِ تُمْلأُ الكَنائنُ.
والرِّماءُ: المُراماةُ بالنَّبْلِ. والتِّرْماءُ: مثل الرِّماءِ والمُراماةِ.
وخرجْت أَتَرَمَّى وخرجَ يتَرَمَّى إذا خرج يَرْمي في الأَغْراضِ وأُصُول الشجر. وفي حديث الكسوف: خرجتُ أَرْتَمي بأَسْهُمي، وفي رواية:أَتَرامى. يقال رَمَيْت بالسَّهْمِ رَمْياً وارْتَمَيْت وترامَيْت تَرامِياً ورامَيْت مُراماةً إذا رَمَيْت بالسهام عن القِسِيّ، وقيل: خرجتُ أَرْتَمِي إذا رَمَيْت القَنَصَ، وأَترَمَّى إذا خرجت تَرْمي في الأَهْدافِ ونحوِها. وفلان مُرْتَمىً للقوم ومُرْتَبىً أي طليعة. وقوله في الحديث: ليس وراءَ اللهِ مَرْمىً أَي مَقْصِدٌ تُرْمى إليه الآمالُ ويوجَّه نحوهَ الرَّجاءُ.والمَرْمى: موضع الرَّمْيِ تشبيهاً بالهَدَف الذي تُرْمى إليه السهام. وفي حديث زيد بن حارثة: أنه سُبِيَ في الجاهلية فتَرامى به الأَمرُ إلى أَن صار إلى خديجة، رضي الله عنها، فوَهَبَتْه للنبي، صلى الله عليه وسلم، فأَعْتَقَه؛ تَرامَى به الأَمرُ إلى كذا أَي صار وأَفْضى إليه، وكأَنه تَفاعَل من الرَّمْي أَي رَمَتْه الأَقدارُ إليه.
وتَيْسٌ رَمِيٌّ: مَرْمِيٌّ، وكذلك الأُنثى وجمعها رَمايا، إذا لم يعرفوا ذكراً من أُنثى فهي بالهاء فيهما. وقال اللحياني: عَنْزٌ رَمِيٌّ ورَمِيَّة، والأَول أَعلى.وفي الحديث الذي جاء في الخوارج: يَمْرُقون من الدين كما يَمْرُق السهم من الرَّمِيَّة؛ الرَّمِيَّة: هي الطريدة التي يَرْميها الصائد، وهي كلُّ دابةٍ مَرْمِيَّةٍ، وأُنِّثَتْ لأَنها جُعِلَت اسماً لا نعتاً،يقال بالهاء للذكر والأُنثى: قال ابن الأَثير: الرَّمِيَّة الصيد الذي تَرْميه فتَقْصِدهُ ويَنْفُذُ فيه سَهْمُك، وقيل: هي كلُّ دابة مَرْمِيَّة. الجوهري: الرَّمِيَّة الصيد يُرْمى. قال سيبويه:وقالوا بئس الرَّميَّةُ الأَرْنَبُ؛ يريدون بئس الشيءُ مما يُرْمى، يذهب إلى أن الهاء في غالب الأَمر إنما تكون للإشعار بأَن الفعل لم يقع بعدُ بالمفعول، وكذلك يقولون: هذه ذبيحتك، للشاة التي لم تُذْبَح بعدُ كالضَّحية، فإذا وقع بها الفعل فيه ذبيحٌ. قالالجوهري في قولهم بئس الرَّمِيَّة الأَرنب: أَي بئس الشيءُ مما يُرْمى به الأَرنب،قال: وإنما جاءت بالهاء لأَنها صارت في عداد الأَسماء، وليس هو على رُمِيَتْ فهي مَرْمِيَّة، وعُدِلَ به إلى فعيل، وإنما هو بئسَ الشيءُ في نفسه مما يُرْمى الأَرْنَبُ.
وبينهم رَمِّيَّا أَي رَمْيٌ. ويقال: كانت بين القومِ رِمِّيَّا ثم حَجَزَتْ بينهم حِجِّيزى، أَي كان بين القوم تَرامٍ بالحجارة ثم توسَّطَهم من حجزَ بينهم وكفَّ بعضَهم عن بعض.
والرِّمى: صوت الحجر الذي يَرْمي به الصبي.والمِرْماةُ: سهمٌ صغير ضعيف؛ قال: وقال أَبو زياد مثلٌ للعرب إذا رأَوْا كثرةَ المَرَامي في جَفِير الرجل قالوا:
ونَبْلُ العبدِ أَكثرُها المَرامي |
قيل: معناه أَن الحُرَّ يغالي بالسهام فيشتري المِعْبَلة والنِّصْل لأَنه صاحب حربٍ وصيدٍ، والعبد إنما يكون راعياً فتُقْنِعُه المَرامي لأَنها أَرخصُ أَثماناً إن اشتراها، وإن اسْتَوهَبها لم يَجُدْ له أَحد إلا بمرْماة. والمِرْماة: سهمُ الأَهداف؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: يَدَعُ أَحدُهم الصلاةَ وهو يُدْعى إليها فلا يُجيبُ، ولو دُعِيَ إلى مِرْماتَيْنِ لأَجابَ، وفي رواية: لو أَن أَحدهم دُعِيَ إلى مِرْماتَيْن لأَجابَ وهو لا يُجيب إلى الصلاة، فيقال المِرْماةُ الظِّلْفُ ظِلْفُ الشاةِ. قال أَبو عبيدة: يقال إن المرماتَينِ ما بين ظِلْفَي الشاةِ، وتُكْسَر ميمُه وتُفتح. قال: وفي بعض الحديث لو أَن رجلاً دَعا الناس إلى مِرْماتَيْنِ أَو عَرْقٍ أَجابوه، قال: وفيها لغة أُخرى مَرْماة، وقيل:المِرْماةُ، بالكسر، السَّهمُ الصغير الذي يُتَعلَّمُ فيه الرَّمْيُ وهو أَحْقَرُ السهام وأَرْذَلُها، أَي لو دُعِي إلى أَن يُعْطى سهمين من هذه السهام لأَسْرَعَ الإجابة؛ قال الزمخشري: وهذا ليس بوجيه، ويدفعه قوله في الرواية الأُخرى لو دُعِيَ إلى مِرْماتَين أَو عَرْقٍ.
قال أَبو عبيد: وهذا حرف لا أَدري ما وجهه إلا أَنه هكذا يُفَسَّر بما بين ظِلْفَي الشاةِ يريد به حقارَته قال ابن بري: قال ابن القَطاع المِرْماة ما في جَوْفِ ظِلْف الشاة من كُراعِها، وروي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: المِرْماةُ، بالكسر، السَّهْمُ الذي يُرْمى به، في هذا الحديث.
قال ابن شميل: والمَرامي مثل المَسالِّ دقيقةٌ فيها شيءٌ من طول لا حُروفَ لها، قال: والقِدْحُ بالحديد مِرْماةٌ، والحديدة وحدها مِرْماةٌ، قال: وهي للصيد لأَنها أَخَفّ وأَدَقُّ، قال: والمِرْماةُ قِدْح عليه رِيشٌ وفي أَسْفَلهِ نَصْلٌ مثلُ الإصْبع؛ قال أَبو سعيد: المِرْماتانِ، في الحديث، سهمان يَرْمي بهما الرجلُ فيُحْرِزُ سَبَقَه فيقول سابَق إلى إحْرازِ الدنيا وسَبَقِها ويَدَع سَبَق الآخرة. الجوهري: المِرماة مثل السِّرْوةِ وهو نَصْل مدَوَّرٌ للسَّهْم. ابن سيده: المِرْماة والمَرْماة هَنَة بين ظِلْفَي الشَّاةِ.ويقال: أَرْمى الفرسُ براكِبه إذا أَلقاه. ويقال: أَرْمَيْت الحِمْل عن ظَهْرِ البَعِير فارْتَمى عنه إذا طاح وسَقَط إلى الأَرض؛ ومنه قوله:
وسَوْقاً بالأَماعِزِ يَرْتَمِينا |
أَراد يَطِحْن ويَخْرِرْنَ. ورَمَيْت بالسَّهْم رَمْياً ورِمايَةً ورامَيْتُه مُراماةً ورِماءً وارْتَمَيْنا وتَرامَيْنا وكانت بينهم رِمِّيَّا ثم صاروا إلى حِجِّيزى. ويقال للمرأَة. أَنتِ تَرْمِين وأَنْتُنَّ تَرْمِين، الواحدة والجماعة سواء. وفي الحديث: من قُتِلَ في عِمِّيَّةٍ في رِمِّيَّا تكون بينهم بالحجارة؛ الرِّمِّيَّا، بوزن الهِجِّيرى والخِصِّيصى: من الرَّمْي، وهو مصدرٌ يُراد به المبالغة. ويقال: تَرامَى القوم بالسهام وارْتَمَوْا إذا رَمَى بعضُهم بعضاً. الجوهري: رَمَيْت الشيءَ من يَدي أَي أَلْقَيْته فارْتَمى. ابن سيده: وأَرْمى الشيءَ من يدهِ أَلقاه.
ورَمى الله في يدِه وأَنْفِه وغير ذلك من أَعضائهِ رَمْياً إذا دُعِي عليه؛ قال النابغة:
قُعوداً لدى أَبْياتِهم يَثْمِـدُونَـهـا، |
|
رَمى اللهُ في تلك الأُنوفِ الكَوانِعِ |
والرَّمِيُّ: قِطَعٌ صغار من السحاب، زاد التهذيب: قدرُ الكَفِّ وأَعظمُ شيئاً، وقيل: هي سحابة عظيمةُ القَطرِ شديدة الوقْعِ، والجمع أَرْماءٌ وأَرْمِيَةٌ ورَمايا؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب يصف عسلاً:
يَمانِيَةٍ أَجْبى لهـا مَـظَّ مـائِدٍ، |
|
وآلِ قُراسٍ صوبُ أَرْميَةٍ كُحْلِ |
ويروى: صوبُ أَسْقِية. الجوهري: الرَّميّ السّقيُّ وهي السحابة العظيمة القطرِ. الأَصمعي: الرَّمِيّ والسَّقِيُّ، على وزن فعيل، هما سحابتان عظيمتا القطر شديدتا الوقع من سحائب الحميم والخريف؛ قال الأَزهري: والقول ما قاله الأَصمعي؛ وقال مُلَيح الهُذَلي في الرَّميّ السحاب:
حَنِين اليَماني هاجَه، بعْدَ سَلْـوةٍ، |
|
ومِيضُ رَميٍّ، آخرَ اللَّيلِ، مُعْرِقِ |
وقال أَبو جندب الهذلي وجمعه أَرْمِيةً:
هنالك لو دَعَوْت، أَتاكَ منْهمُ |
|
رجالٌ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَمـيم |
والحَميم: مطرُ الصيف، ويكون عظيمَ القطر شديدَ الوَقْع. والسحابُ يَتَرامى أَي يَنْضم بعضهُ إلى بعض، وكذلك يَرْمي؛ قال المُتَنَخِّل الهذلي:
أَنْشَأَ في العَيْقةِ يَرْمِي لَهُ |
|
جُوفُ رَبابٍ وَرِهٍ مُثْقَلِ |
ورَمَى بالقوم من بلد إلى بلد: أَخْرَجهم منه، وقد ارْتَمَت به البلادُ وترَامَتْ به؛ قال الأَخطل:
ولكـن قَـذاهـا زائرٌ لا تُـحِـبُّـهُ، |
|
تَرامَتْ به الغِيطانُ من حيثُ لا يَدْرِي |
ابن الأَعرابي: ورَمَى الرَّجلُ إذا سافر. قال أَبو منصور: وسمعت أَعرابيّاً يقول لآخر أَيْنَ تَرْمِي؟ فقال: أُرِيدُ بلَدَ كذا وكذا؛ أَراد بقوله أَيْنَ تَرْمِي أَيَّ جهةٍ تَنْوِي. ابن الأَعرابي: ورَمَى فلان فلاناً بأَمرٍ قبيحٍ أَي قذفه؛ ومنه قول الله عز وجل: والذين يَرْمُون المُحْصَنات، والذين يَرْمُون أَزواجَهم؛ معناه القَذْف. ورَمَى فلان يَرْمِي إذا ظَنَّ ظَنّاً غيرَ مُصيب؛ قال أَبو منصور: هو مثل قوله رَجْماً بالغيب؛ قال طُفَيْل يصف الخيل:
إذا قيلَ: نَهْنِهْها وقد جَدَّ جِدُّهـا، |
|
تَرامَتْ كخُذْرُوفِ الوَلِيد المُثَقَّفِ |
تَرامَتْ: تَتابَعَت وازْدادَتْ. يقال: ما زال الشرُّ يَتَرامَى بينهم أَي يَتَتابَع. وتَرامَى الجُرْحُ والحَبْنُ إلى فَسادٍ أَي تَراخَى وصار عَفِناً فاسداً. ويقال: تَرامَى أَمرُ فلانٍ إلى الظَّفَرِ أَو الخِذْلانِ أَي صار إليه. والرَّمْي: الزيادة في العُمْرِ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
وعَلَّمَنا الصَّـبْـرَ آبـاؤُنـا، |
|
وخُطَّ لَنا الرَّمْيُ في الوافِرَهْ |
الوافرة: الدنيا. وقال ثعلب: الرَّمْي أَن يُرْمَى بالقومِ إلى بَلَدٍ.ورَمَى على الخمسين رَمْياً وأَرْمَى: زاد. وكلُّ ما زاد على شيء فَقَدْ أَرْمَى عليه؛ وقول أَبي ذؤيب:
فَلَمَّا تَراماهُ الشَّـبـاب وغَـيُّه، |
|
وفي النَّفْسِ منِهُ فِتْنَةٌ وفُجورُها |
قال السُّكّري: تَراماهُ الشَّباب أَي تَمَّ. والرَّماء، بالمَدَّ:الرِّبا؛ قال اللحياني: هو على البَدَل. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تَبيعُوا الذهب بالفِضَّة إلاَّ يَداً بِيَدٍ هاءَ وهاء إني أَخافُ عليكم الرَّمَاء؛ قال الكسائي: هو بالفَتْح والمدّ. قال أَبو عبيد: أَراد بالرَّماء الزيادة بمعنى الرِّبَا، يقول: هو زيادة على ما يَحِلُّ. يقال:أَرْمَى على الشيءِ إرْماءً إذا زاد عليه كما يقال أَرْبى؛ ومنه قيل: أَرْمَيْت على الخَمْسين أَي زدت عليها إرْماءً، ورواه بعضهم: إني أَخاف عليكم الإرْماءَ، فجاءَ بالمصدر؛ وأَنشد لحاتم طيّء:
وأَسْـمَـرَ خَـطِّـيّاً، كـأَنَّ كُـعـوبَـهُ |
|
نَوَى القَسْبِ قَدْ أَرْمَى ذِراعاً على العَشْرِ |
أَي قد زَادَ عليها، وأَرْمَى وأَرْبى لغتان. وأَرْمَى فلانٌ أَي أَرْبَى. ويقال: سابَّهُ فأَرْمَى عليه إذا زادَ، وحديث عَدِيٍّ الجُذَامِي:قال يا رسول الله كانَ لي امْرَأَتانِ فاقْتَتَلَتا فَرَمَيْتُ إحْداهما فرُمِيَ في جنَازَتِها أَي ماتَتْ، فقال: اعْقِلْها ولا تَرِتْهَا؛ قال ابن الأثير: يقال رُمِيَ في جنازةِ فلان إذا مات لأنَّ الجِنازَة تَصيرُ مَرْميّاً فيها، والمراد بالرَّمْيِ الحَمْلُ والوَضْعُ، والفِعلُ فاعِلهُ الذي أُسْنِدَ إليه هو الظَّرْفُ بعينه كقولك سِيرَ بِزَيْدٍ، ولذلك لم يُؤَنَّث الفعل، وقد جاء في رواية فرُمِيَتْ في جِنازَتها، بإظهار التاء.ورُمَيٌّ ورِمِّيانُ: موضعان. وأَرْميَا: اسمُ نَبِيٍّ؛ قال ابن دريد: أَحْسبه مُعَرَّباً. قال ابن بري: ورَمَى اسم وادٍ، يصرف ولا يصرف؛ قال ابن مُقْبِل:
أَحَقّاً أَتاني أَنَّ عَوْفَ بنَ مالِـكٍ |
|
ببَطْنِ رَمَى يُهْدِي إلَيَّ القَوافِيَا؟ |