خطبة من خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: خطَبَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعشْر كلمات: حَمِد اللَّه وأَثنى عليه، ثم قال: أيُّها الناس، إنّ لكم معالِمَ فانتهُوا إلى مَعَالمكمْ، وإنّ لكم نهايةً فانتهوا إلى نهايتكم، إنّ المؤمنَ بين مخافتين: بين عاجلٍ قد مَضَى لا يدري ما اللَّه صانعٌ به، وبين أجلٍ قد بَقِيَ لا يدري ما اللُّهُ قاضٍ فيه، فليأخُذ العبدُ من نفسه لنفسه، ومن دُنياه لآخرته، ومن الشّبيبة قبل الكَبْرَة، ومن الحياة قبل الموت، فوالذي نَفسُ محمَّدٍ بيده، ما بَعْدَ الموت من مُسْتَعْتَبِ، ولا بَعد الدُّنيا من دارٍ، إلاَّ الجنَّة أو النار، أبو الحسن المَدائنيّ قال: تكلّم عمَّار بن ياسر يوماً فأوْجَزَ، فقيل له: لو زِدْتَنا، فقال: أمَرَنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بإطالة الصَّلاة وقَصْرِ الخُطَب، محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عُتبة، عن شيخٍ عن الأنصار من بني زُرَيق، أن عمر بن اخطاب رحمه اللّه، لما أُتيَ بسَيف النُّعمانِ بن المنذر، دعا جُبير ابن مُطعِم فسلَّحه إياه، ثم قال: يا جُبير، ممَّن كان النعمان؟ قال: من أشلاء قَنَص بن مَعدّ، وكان جُبيرٌ أنسَبَ العرب، وكان أخَذَ النَّسبَ عن أبي بكر الصّدِّيق رحمه اللَّه وعن جُبَير أخذ سعيد بن المسيَّب وروى عن إسحاق بن يحيى بن طلحة قال: قلت لسعيد بن المسيّب: علِّمني النّسب، قال: أنت رجلٌ تريد أن تُسَابَّ الناس،قال: وثلاثةٌ في نَسقٍ واحدٍ كانوا أصحابَ نسب: عمر بن الخطاب رحمه اللَّه، أخذ ذاك عن الخَطّاب، وكان كثيراً ما يقول: سمعتُ ذلك من الخَطّاب، ولم أسمَعْ ذلك من الخطّاب، والخطابُ بنُ نُفَيل، ونُفَيلُ بنُ عبد العُزّى، تنافَرَ إليه عبدُ المطلب وحَرب بن أُميَّة؛ فنَفّر عبد المطلب، أي حكم لعبد المطلب، والمنافرة: المحاكمة، قال: والنُّسَّاب أربعة: دَغْفَل بن حنظلَة، وعُمَيرةُ أبو ضَمْضَم، وصُبْح الحَنفِي وابن الكيِّس النّمري، قال الأصمعيّ: دَغفل بن حنظلة، والنَّسَّابة البكري، وكان نصرانيّاً، ولم يُسَمِّه،