عمران بن حطان

ابن ظبيان السدوسي البصري من أعيان العلماء لكنه من رؤوس الخوارج حدث عن عائشة وأبي موسى الأشعري وابن عباس. روى عنه ابن سيرين وقتاده ويحيى بن أبي كثير.

قال أبو داود ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج ثم ذكر عمران بن حطان وأبا إحسان الأعرج.

قال الفرزدق عمران بن حطان من أشعر الناس لأنه لو أراد أن يقول مثلنا لقال ولسنا نقدر أن نقول مثل قوله.

حدث سلمة بن علقمة عن ابن سيرين قال تزوج عمران خارجية وقال سأردها قال فصرفته إلى مذهبها فذكر المدائني أنها كانت ذات جمال وكان دميماً فأعجبته يوماً فقالت أنا وأنت في الجنة لأنك أعطيت فشكرت وابتليت فصبرت.

قال الأصمعي بلغنا أن عمران بن حطان كان ضيفاً لروح بن زنباع فذكره لعبد الملك فقال اعرض عليه أن يأتينا فهرب وكتب:

يا روح كم من كريم قد نـزلـت بـه

 

قد ظـن مـن لـخـم وغـســان

حتى إذا خفـتـه زايلـت مـنـزلـه

 

من بعد ما قيل عمران بن حـطـان

قد كنت ضيفك حولاً ما تـروعـنـي

 

فيه طـوارق مـن إنـس ولا جـان

حتى أردت بي العظمى فأوحشـنـي

 

ما يوحش الناس من خوف ابن مروان

لو كنت مستغفراً يومـاً لـطـاغـية

 

كنت المـقـدم فـي سـر وإعـلان

لكن أبت لي آيات مفـصـلة

 

عقد الولاية في طه وعمران

 

           

 

ومن شعره في مصرع علي رضي الله عنه:

 

يا ضربة من تقي ما أراد بـهـا

 

إلا ليبلغ من ذي العرش رضواناً

إني لأذكره حيناً فـأحـسـبـه

 

أوفى البرية عند اللـه مـيزانـاً

أكرم بقوم بطون الطير قبرهـم

 

لم يخلطوا دينهم بغياً وعـدوانـاً

 

فبلغ شعره عبد الملك بن مروان فأدركته حمية لقرابته من علي رضي الله عنه فنذر دمه ووضع عليه العيون فلم تحمله أرض فاستجار بروح بن زنباع فأقام في ضيافته فقال ممن أنت قال من الأزد فبقي عنده سنة فأعجبه إعجاباً شديداً فسمر روح ليلة عند أمير المؤمنين فتذاكرا شعر عمران هذا فلما انصرف روح تحدث مع عمران بما جرى فأنشده بقية القصيد فلما عاد إلى عبد الملك قال إن في ضيافتي رجلاً ما سمعت منه حديثاً قط إلا وحدثني به وبأحسن منه ولقد أنشدني تلك القصيدة كلها قال صفه لي فوصفه له قال إنك لتصف عمران بن حطان اعرض عليه أن يلقاني قال فهرب إلى الجزيرة ثم لحق بعمان فأكرموه.


وعن قتادة قال لقيني عمران بن حطان فقال يا أعمى احفظ عني هذه الأبيات:

 

حتى متى تسقى النفوس بكأسها

 

ريب المنون وأنت لاه ترتـع

أفقد رضيت بأن تعلل بالمنـى

 

وإلى المنية كل يوم تـدفـع

أحلام نـوم أو كـظـل زائل

 

إن اللبيب بمثلـهـا لا يخـدع

فتزودن ليوم فـقـرك دائبـاً

 

واجمع لنفسك لا لغيرك تجمع

 

وبلغنا أن الثوري كان كثيراً ما يتمثل بأبيات عمران هذه

 

أرى أشقياء الناس لا يسأمونها

 

على أنهم فيها عراة وجـوع

أراها وإن كانت تحب فإنـهـا

 

سحابة صيف عن قليل تقشع

كركب قضوا حاجاتهم وترحلوا

 

طريقهم بادي العلامة مهـيع

 

قال عبد الباقي بن قانع الحافظ توفي عمران بن حطان سنة أربع وثمانين.