زأب
زأَبَ القِرْبةً، يَزْأَبُها زَأْباً، وازْدَأَبها: حَمَلَها، ثم أَقْبَلَ بها سَرِيعاً.
والازْدِئابُ: الاحْتِمالُ.
وكلُّ ما حَمَلَتْه بِمَرَّةٍ، شِبْهَ الاحْتِضانِ، فقد زَأَبْتَه.
وزَأَبَ الرَّجُلُ وازْدَأَبَ إذا حَمَل ما يُطِيقُ وأَسْرَعَ في المشي، قال:
وازْدَأَبَ القِرْبَةَ، ثم شَمَّرا |
وزَأَبْتُ القِرْبةَ وزَعَبْتُها، وهو حَمْلُكها مُحْتَضِناً.
والزَّأْبُ: أَن تَزْأَبَ شيئاً فتَحْمِلَه بمرّةٍ واحدة.
وزَأَبَ الرَّجلُ إذا شَرِبَ شُرْباً شَديداً. الأَصمعي: زَأَبْتُ وقَأَبْتُ أَي شَرِبْتُ، وزَأَبْتُ به زَأْباً وازْدأَبْتُه. وزَأَبَ بِحِمْلِه: جَرَّه.
الزِّئْبِرُ، بالكسر مهموز: ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو الخَزَّ. ابن سيده: الزِّئْبِرُ والزِّئْبُرُ، بضم الباء، ما يظهر من دَرْزِ الثوب؛ الأَخيرة عن ابن جني. وقد زَأْبَرَ الثوبُ وزَأْبَرَهُ: أَخرج زِئْبِرَهُ، وهو مُزَأْبِرٌ ومُزَأْبَرٌ. وأَخَذَ الشيء بِزَأْبَرِه أَي بجميعه؛ أَبو زيد: زِئْبِرُ الثوب وزِغْبِرُه. التهذيب في الثلاثي ابن السكيت: هو زِئْبِرُ الثوب، وقد قيل: زِئْبُرٌ، بضم الباء، ولا يقال زِئْبَرٌ. الليث: الزِّئْبُر، بضم الباء، زِئْبُر الخَزِّ والقطيفة والثوب ونحوه؛ ومنه اشتق ازْبِئْرَارُ الهِرِّ إذا وَفَى شَعَرُه وكثر؛ قال المرّار:
فَهُوَ وَرْدُ اللَّوْنِ في ازْبِئْرارِهِ، |
|
وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَـئِرْ |
التهذيب: شمر: زَأَجَ بين القوم وزَمَجَ إذا حَرَّشَ.
الفراء: الزِّئْجِيل الضعيف البدن، مهموز، وهو الزُّؤَاجِل، ويقال الزِّنْجِيل، بالنون؛ قال ابن بري: وكذلك قال الأُموي بالنون، وهو الذي يختاره عليّ بن حمزة؛ قال أَبو عبيد: والذي قاله الفراء هو المحفوظ عندنا؛ قال الراجز:
لَمَّا رأَت زُوَيْجَها زِئْجِيلا، |
طَفَيْشَأَ لا يَمْلك الفَصِيلا، |
قالت له مقالة تفصيلا: |
ليتك كنت حَيْضةً تَمْصِيلا، |
أَي يَمْصُل دَمُها ويَقْطُر، والطَّفَيْشَأُ الضعيف. قال الجوهري: ولست أَرويه وإِنما نقلته من كتاب. قال ابن بري: المعروف طَفَنْشَأ، بالنون، وقال ابن خالويه: الطَّفَنْشَأُ الرِّخْو الفَسْل، والزَّأْجَل، بفتح الجيم، يهمز ولا يهمز ماء الفحل، وسنذكره في زجل.
يزْأَدُه زأَده زَأْداً وزَأَداً وزُؤْداً؛ مخفف؛ عن اللحياني، وزُؤُوداً أَي أَفزعه، وقيل: استخفه. الكسائي: زُئِدَ الرجلُ زُؤُداً فهو مزْؤُود أَي مذعور إذا فزع. وفي الحديث: فَزُئِدَ أَي فزع، وسُئِف الرجلُ سبَأْفاً مثله، وهو الزُّؤْدُ؛ وأَنشد:
يضحي إذا العِبسُ أَدركْنا نكايَتها، |
|
خرقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدِ |
زَأَرَ الأَسدُ، بالفتح، يَزْئِرُ ويَزْأَرُ زَأْراً وزَئِيَراً: صاح وغضب. وزَأَرَ الفحلُ زَأْراً وزَئِيراً: ردّد صوته في جوفه ثم مَدَّه؛ قيل لابْنَةِ الخُسِّ: أَيُّ الفِحالِ أَحْمَدُ؟ قالت: حمر ضِرْغامَةٌ شديدُ الزَّئِير قليل الهَدِير. والزَّئيرُ: صوت الأَسد في صدره. وفي الحديث: فسمع زَئير الأَسد. ابن الأَعرابي: الزَّئِرُ من الرجال الغضبانُ المقاطع لصاحبه. قال أَبو منصور: الزَّايِرُ الغضبان، أَصله مهموز، يقال: زَأَرَ الأَسد، فهو زَائِرٌ، ويقال للعدوّ: زَائِرٌ وهم الزَّائرون؛ وقال عنترة:
حَلَّتْ بأَرض الزائِرينَ، فأَصْبَحَتْ |
|
عَسِراً عليَّ طِلابُكِ ابْنَةَ مَخْـرَمِ |
قال بعضهم: أَراد أَنها حلت بأَرض الأَعداء. والفحل أَيضاً يَزْئر في هَدِيره زَأْراً إذا أَوعد؛ قال رؤْية:
يَجْمَعْنَ زَأْراً وهَدِيراً مَحْضاً |
وقال ابن الأَعرابي: الزائر الغضبان، بالهمز، والزَّايِرُ: الحبيب، قال؛ وبيت عنترة يروى بالوجهين، فمن همز أَراد الأَعداء، ومن لم يهمز أَراد الأَحباب. الجوهري: ويقال أَيضاً زَئر الأَسد، بالكسر، يَزْأَرُ، فهو زَئِرٌ؛ قال الشاعر:
ما مُخْدِرٌ حَرِبٌ مُسْتَأْسِدٌ أَسِدٌ، |
|
ضُبارِمٌ خادِرٌ ذو صَوْلَةٍ زَئِرُ؟ |
وكذلك تَزَأَّرَ الأَسدُ، على تَفَعَّل،بالتشديد. والزَّأْرَةُ: الأَجَمَةُ، يقال: أَبو الحرثِ مَرْزُبانُ الزَّأْرَةِ. وفي الحديث قِصَّةُ فتح العراق وذكر مَرْزُبان الزَّأْرَةِ؛ هي الأَجمة سميت بها لِزَئيرِ الأَسدِ فيها. والمَرْزُبانُ: الرئيس المُقَدَّمُ، وأَهل اللغة يضمون ميمه؛ ومنه الحديث: إِن الجَارُودَ لما أَسلم وثب عليه الحُطَمُ فأَخذه فشدّه وثَاقاً وجعله في الزَّأْرَةِ.
تَزَأَّزَ منه: هابه وتصاغر له وزَأْزَأَهُ الخوف. وتَزَأْزَأَ منه: اخْتَبَأَ. الليث: تَزَأْزَأَ عني فلان إذا هابك وفَرِقَكَ، وتَزَأْزأَتِ المرأَةُ إذا اختبأَت؛ قال جرير:
تَدْنُو فَتُبْدِي جَمالاً زانه خَفَرٌ |
|
إِذا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العَناكِيبُ |
أَبو زيد: تَزَأْزَأْتُ من الرجل تَزَأْزؤاً شديداً إذا تصاغرت له وفَرِقْتَ منه. وزَأْزَأَ: عدا. وزَأْزَأَ الظلِيم: مشى مسرعاً ورفع قُطْرَيْهِ. وتَزَأْزَأَتِ المرأَةُ: مشت وحركت أَعطافها كمِشْيَةِ القِصَارِ.
وقِدْرٌ زُؤَازِئَةٌ وزُؤَزِئَةٌ: عظيمة تَضُمُّ الجَزورَ.
تَزَأْزَأَ منه: هابَه وتصاغَرَ له. وزَأْزَأَه الخَوْفُ.
وتَزَأْزَأَ منه: اخْتَبَأَ. التهذيب: وتَزَأْزَأَتِ المرأَة: اخْتَبَأَتْ. قال جرير:
تَبْدُو فتُبْدِي جَمالاً زانَهُ خَفَرٌ، |
|
إذا تَزَأْزَأَتِ السُّودُ العناكِيبُ |
وزَأْزَأَ زأْزَأَةً: عدا. وزَأْزَأَ الظَّلِيمُ: مَشَى مُسْرِعاً ورَفَعَ قُطْرَيْهِ.
وتَزَأْزَأَت المرأَةُ: مَشَتْ وحَرَّكَتْ أعْطافَها كَمِشْية القِصارِ.
وقِدْرٌ زُؤَازِئةٌ وزُؤَزِئةٌ: عظيمة تضُمُّ الجَزُورَ. أَبو زيد: تَزَأْزَأَتُ من الرَّجل تَزَأْزؤاً شديداً إذا تَصاغَرْتَ له وفَرِقْتَ منه.
زأَفَه يَزْأَفُه زأْفاً: أَعْجَله. وقد أَزْأَفْتُ عليه أَي أَجْهَزْتُ عليه. وموت زُؤاف وزُؤامٌ: كَريه، وقيل: وحِيٌّ.
وأَزْأَفَ فلاناً بطنُه: أَثْقَلَه فلم يَقْدِر أَن يتحرّك.
التهذيب في ترجمة ضنأَ: قال الشاعر:
تَزَاءَلَ مُضْطَنِـئ آرِمٌ |
|
إِذا ائْتَبَّه الإِدُّ لا يَفْطَؤُه |
قال: التَّزاؤُل الاستحياء.
زَئِمَ الرجلُ زَأَماً، فهو زَئِمٌ، وازْدَأَمَ: فَزِع واشتد ذُعْرُه؛ وزَأَمَهُ هو: ذَعَرَهُ: ورجل زئِمٌ: فَزِعٌ. ورجل مِزْآمٌ: وهو غاية الذُّعْر والفَزَعِ. وزَئِمَ به إذا صاح به. وزُئِم أَي ذُعِرَ، على ما لم يسم فاعله.
وأَزْأَمْتُه على الأَمر أَي أَكرهته، مثل أَذْأَمْتُهُ. وزَأَمَ لي فلان زَأْمةً أَي طرح كلمة لا أَدري أَحقٌّ هي أَم باطل. ويقال: ما يعصيه زَأْمَةً أَي كلمة. وزأم الرجل يزأَمُ زَأْماً وزُؤاماً: مات موتاً وَحِيّاً؛ هذه عن اللحياني. وموت زُؤامٌ: عاجل، وقيل سريع مُجْهِزٌ، وقيل كَريه، وهو أَصح. وقضيت منه زَأْمَتي كَنَهْمَتي أَي حاجتي. ابن شميل في كتاب المنطق له: زَئِمْتُ الطعام زَأْماً، قال: والزَّأمُ أَن يملأَ بطنه. وقد أَخذ زَأمَتَهُ أي حاجته من الشِّبَع والرِّيِّ. وقد اشترى بنو فلان زَأْمَتَهُمْ من الطعام أي ما يكفيهم سنتهم. وزَئِمْتُ اليومَ زَأْمَةً أي أَكلة.
والزَّأْمُ: شدة الأَكل، وفي الصحاح: والزَّأْمة شدة الأَكل والشرب؛ وقال:
ما الشُّرْبُ إلاَّ زأَماتٌ فالصَّدَرْ |
وأَزْأَمْتُ الجرح بدمه أَي غمزته حتى لزقت جلدته بدمه ويبس الدم عليه، وجرحٌ مُزْأَمٌ؛ قال أَبو منصور: هكذا قال ابن شميل أَزْأَمْتُ الجرح بالزاي، وقال أَبو زيد في كتاب الهمز: أَرْأَمْتُ الجرح إذا داويته حتى يبرأَ إرْآماً، بالراء، قال: والذي قاله ابن شميل صحيح بمعناه الذي ذهب إليه.
وقال أَبو زيد: أَرْأَمْتُ الرجل على أَمر لم يكن من شأْنه إرْآماً إذا أَكرهته عليه. قال أَبو منصور: وكأَنَّ أَزْأَمَ الجرح، في قول ابن شميل، أُخذ من هذا. قال ابن شميل: وزَأَمَهُ القُرُّ، وهو أَن يملأَ جوفه حتى يَرْعُدَ منه ويأْخذه لذلك قِلٌّ وقِفَّة أَي رِعْدة. ويقال: ما عَصيته زَأْمَةً ولا وَشْمَةً.
والزَّأْمَةُ: الصوت الشديد، وما سمعت له زَأمَةً أي صوتاً. وأَصبحتْ وليس بها زَأْمَةٌ أَي شدة الريح، عن ابن الأَعرابي، كأَنه أَراد أَصبحت الأَرض أَو البلدة أَو الدار.
الفراء: الزُّؤامِيُّ الرجل القَتَّال، من الزُّؤَام وهو الموت.
الزُّؤَانُ: حب يكون في الطعام، واحدته زُؤَانة، وقد زُئِن. والزُّؤان أَيضاً: رديء الطعام وغيره. والزُّؤان. الذي يُخالط البُرَّ، وهي حبة تُسْكِرُ، وهي الدَّنْقة أَيضاً، وفيه أربع لغات: زُؤَان وزُوان، بغير همز، وزِئان وزِوان، بالكسر فيهما. وحكى ثعلب: كلب زِئْنِيّ، بالهمز، قصير، ولا تقل صِينيّ. وذو يَزَنَ: ملك من مُلوك حِمْير، أَصله يَزْأَنُ من لفظ الزُّؤان، قال: ولا يجب صرفه للزيادة في أَوَّله والتعريف. ورُمْح يَزَنِيّ وأَزَنِيّ ويَزْأَنِيّ وأَزْأَنِيّ وأَيْزَنِيّ على القلب، وآزَنِيّ على القلب أَيضاً.
الزَّآنِبُ: القَوارِيرُ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
ونحْنُ بَنُو عَمٍّ على ذَاكَ، بَيْنَنا |
|
زآنِبُ، فيها بِغْضةٌ وتَنافُسُ |
ولا واحد لها.
ابن الأَعرابي: زأَى إذا تكَبَّر.
الزَّبَبُ: مصدر الأَزَبِّ، وهو كَثرة شَعَر الذّراعَيْنِ والحاجبين والعينين، والجمعُ الزُّبُّ. والزَّبَبُ: طولُ الشعَرِ وكَثرتُه؛ قال ابن سيده: الزَّبَبُ الزَّغَب، والزَّبَبُ في الرجل: كثرةُ الشعر وطُولُه، وفي الإِبل: كثرة شَعَرِ الوجه والعُثْنُونِ؛ وقيل: الزَّبَبُ في الناس كَثرَةُ الشَّعَرِ في الأُذنين والحاجبين، وفي الإِبل: كَثرةُ شَعَرِ الأُذنين والعينين؛ زَبَّ يَزُبُّ زَبِيباً، وهو أَزَبُّ.
وفي المثل: كلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ؛ وقال الأَخطل:
أَزَبُّ الحاجِبين بِعَوْفِ سَوءٍ، |
|
من النَّفَرِ الذين بأَزْقُـبـانِ |
وقال الآخر:
أَزَبُّ القَفا والمَنْكِبَيْنِ، كـأَنـه، |
|
من الصَّرْصَرانِيَّاتِ، عَوْدٌ مُوَقَّعُ |
ولا يكادُ يكون الأَزَبُّ إِلاَّ نَفُوراً، لأَنه يَنْبُتُ على حاجِبَيْهِ شُعَيْراتٌ، فإِذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ نَفَرَ؛ قال الكميت:
أَو يَتَناسَى الأَزَبُّ النُّفورا |
قال ابن بري: هذا العجز مُغَيَّرٌ، والبيتُ بكمالِه:
بَلَوْناكَ من هَبَواتِ العَجَاج، |
|
فلم تَكُ فيها الأَزَبَّ النَّفُورا |
ورأَيت، في نسخة الشيخ ابن الصلاح المُحَدِّث، حاشِيةً بخط أَبيه، أَنَّ هذا الشعر:
رَجائيَ، بالعَطْفِ، عَطْفَ الحُلُوم، |
|
ورَجْعةَ حَيرانَ، إِن كان حـارا |
وخَوْفيَ بالـظَّـنِّ، أَنْ لا ائْتِـلا |
|
فَ، أَو يَتناسَى الأَزَبُّ النُّفُـورا |
وبين قول ابن بري وهذه الحاشية فرق ظاهر.
والزَّبَّاءُ: الاست لشعرها. وأُذُنٌ زَبَّاءُ: كثيرةُ الشَّعَر. وفي حديث الشعبي: كان إذا سُئِلَ عن مسأَلةٍ مُعْضِلَةٍ، قال: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، لو سُئِل عنها أَصحابُ رسولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، لأَعْضَلَتْ بهم. يقال للدَّاهيةِ الصَّعْبةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر، يعني أَنها جَمَعَتْ بين الشَّعَر والوَبَرِ، أَراد أَنها مسأَلةٌ مُشْكِلَةٌ، شبَّهها بالناقة النَّفُور، لصُعُوبَتِها. وداهيةٌ زبَّاءُ: شديدة، كما قالوا شَعْراءُ. ويقال للدَّاهية المُنْكَرةِ: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر. ويقال للناقة الكثيرة الوبَر: زَبَّاءُ، والجملُ أَزبُّ. وعامٌ أَزَبُّ: مُخْصِبٌ، كثير النباتِ.
وزَبَّتِ الشمسُ زَبّاً، وأَزَبَّتْ، وزَبَّبَتْ: دَنَتْ للغُروبِ، وهو من ذلك، لأَنها تَتَوارَى كما يَتَوارَى لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعر.
وفي حديث عُروةَ: يَبْعَثُ أَهلُ النار وَفْدَهُم فَيَرْجِعُون إِليهم زُبّاً حُبْناً؛ الزُّبُّ: جمع الأَزَبِّ، وهو الذي تَدِقُّ أَعاليه ومَفاصِلُه، وتَعْظُم سُفْلَتُه؛ والحُبْنُ: جَمع الأَحْبَنِ، وهو الذي اجتمعَ في بطنِه الماءُ الأَصفر. والزُّبُّ: الذَّكَرُ، بلغة أَهل اليَمَنِ، وخصَّ ابن دريد به ذَكَرَ الإِنسان، وقال: هو عربي صحيح؛ وأَنشد:
قد حَلَفَتْ باللّـهِ: لا أُحِـبُّـهْ، |
|
أَن طالَ خُصْياهُ، وقَصرَ زُبُّهْ |
والجمع: أَزُبٌّ وأَزْبابٌ وزَبَبَةٌ. والزُّبُّ: اللِّحْيَةُ، يَمانِيَّةٌ؛ وقيل: هو مُقَدَّم اللِّحْية، عند بعض أَهل اليمن؛ قال الشاعر:
ففاضَتْ دُمُوع الجَـحْـمَـتَـيْنِ بِـعَـبْـرةٍ |
|
على الزُّبِّ، حتى الزُّبُّ، في الماءِ، غامِسُ |
قال شمر: وقيل الزُّبُّ الأَنْف، بلغة أَهل اليمن. والزَّبُّ مَلْؤُكَ القِرْبَةَ إِلى رَأْسِها؛ يقال: زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ. والزَّبِيبُ: السُّمُّ في فَمِ الحيَّةِ. والزَّبِيبُ: زَبَدُ الماء؛ ومنه قوله:
حتى إذا تَكَشَّفَ الزَّبِيبُ |
والزَّبِيبُ: ذاوِي العِنَب، معروف، واحدته زَبِيبَةٌ؛ وقد أَزَبُّ العِنَبُ؛ وزَبَّبَ فلان عنبه تَزْبِيباً. قال أَبو حنيفة: واستعمل أَعرابي، من أَعرابِ السَّراة، الزَّبِيبَ في التين، فقال: الفَيْلَحانِيُّ تِينٌ شَديدُ السَّوادِ، جَيِّدُ الزَّبِيبِ، يعني يابِسَه، وقد زَبَّبَ التِّينُ، عن أَبي حنيفة أَيضاً. والزَّبِيبةُ: قُرْحَةٌ تَخرُج في اليَد، كالعَرْفَةِ؛ وقيل: تسمى العَرْفةَ.
والزَّبِيبُ: اجتماعُ الرِّيقِ في الصِّماغَيْنِ.
والزَّبِيبَتانِ: زَبَدَتانِ في شِدْقَي الإِنسان، إذا أَكثرَ الكلام. وقد زَبَّبَ شِدْقاه: اجْتَمَعَ الرِّيقُ في صامِغَيْهِما؛ واسمُ ذلك الرِّيقِ: الزَّبِيبَتانِ. وزَبَّبَ فَمُ الرَّجُلِ عند الغَيْظِ إذا رأَيتَ له زَبِيبَتَيْنِ في جَنْبَيْ فيهِ، عند مُلْتَقَى شَفَتَيْه مما يلي اللسان، يعني ريقاً يابساً. وفي حديث بعض القُرَشِيِّينَ: حتى عَرِقْتَ وزَبَّبَ صِماغاكَ أَي خرَج زَبَدُ فِيكَ في جانِبَيْ شَفَتَيْكَ. وتقول: تكَلَّمَ فلان حتى زَبَّبَ شِدْقاه أَي خَرج الزَّبَدُ عليهما.
وتزَبَّبَ الرجلُ إذا امْتَلأَ غَيْظاً؛ ومنه: الحيَّةُ ذو الزَّبِيبَتَيْنِ؛ وقيل: الحيَّةُ ذاتُ الزَّبِيبَتَيْنِ التي لها نُقْطَتانِ سَوْداوانِ فوقَ عَيْنَيْها. وفي الحديث: يَجيءُ كَنْزُ أَحَدِهم يومَ القيامةِ شُجاعاً أَقْرَعَ له زَبِيبَتانِ. الشُّجاعُ: الحيَّةُ؛ والأَقْرَعُ: الذي تمَرَّطَ جِلْدُ رأْسِه. وقوله زَبِيبَتانِ، قال أَبو عبيد: النُّكْتَتانِ السَّوْداوانِ فوق عَيْنَيْهِ، وهو أَوْحَشُ ما يكون من الحيَّاتِ وأَخْبَثُه. قال: ويقال إِنَّ الزَّبِيبَتَيْنِ هما الزَّبَدَتانِ تكونان في شِدْقَي الإِنسان، إذا غَضِبَ وأَكثرَ الكلامَ حتى يُزْبِدَ.
قال ابن الأَثير: الزَّبِيبَةُ نُكْتَةٌ سَوْداءُ فوق عَيْنِ الحيَّةِ، وهما نُقْطَتانِ تَكْتَنِفانِ فاها، وقيل: هما زَبَدَتانِ في شِدْقَيْها.
وروي عن أُمِّ غَيْلان بنتِ جَريرٍ، أَنها قالت: رُبَّما أَنشَدْتُ أَبي حتى يَتَزَبَّبَ شِدقاي؛ قال الراجز:
إِنِّي، إذا ما زَبَّبَ الأَشْداقُ، |
وكَثُرَ الضِّجاجُ واللَّقْلاقُ، |
ثَبْتُ الجَنانِ، مِرْجَمٌ وَدَّاقُ |
أَي دانٍ من العَدُوِّ. ودَقَ أَي دَنا. والتَّزَبُّبُ: التَّزَيُّدُ في الكلام.
وزَبْزَبَ إذا غَضِبَ. وزَبْزَبَ إذا انْهَزَمَ في الحَرْب.
والزَّبْزَبُ: ضَرْبٌ من السُّفُن.
والزَّبابُ: جِنْس من الفَأْر، لا شعرَ عليه؛ وقيل: هو فأْر عظيم أَحمر، حَسَن الشعرِ؛ وقيل: هو فأْرٌ أَصَمُّ؛ قال الحرِث بنِ حِلِّزَةَ:
وهُمُ زَبـابٌ حـائرٌ، |
|
لا تَسْمَع الآذانُ رَعْدا |
أَي لا تسمعُ آذانُهم صوتَ الرعْد، لأَنهم صُمٌّ طُرْشٌ، والعرب تضْرِب بها المَثَل فتقول: أَسْرَقُ من زَبابة؛ ويُشَبَّه بها الجاهلُ، واحدته زَبابة، وفيها طَرَش، ويجمع زَباباً وزَباباتٍ؛ وقيل: الزَّبابُ ضَرْب من الجِرْذانِ عظام؛ وأَنشد:
وثْبةَ سُرْعُوبٍ رَأَى زَبابا |
السُّرْعُوب: ابنُ عُرْس، أَي رأَى جُرَذاً ضَخْماً. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه، أَنا إِذاً، واللّهِ، مثلُ الذي أُحيطَ بها، فقيلَ زَبابِ زَبابِ، حتى دَخَلَت جُحْرها، ثم احْتُفِرَ عنها فاجْتُرَّ برِجلِها، فذُبِحَت، أَرادَ الضَّبُعَ، إذا أَرادوا صَيْدَها، أَحاطُوا بها في جُحْرِها، ثم قالوا لها: زَبابِ زَبابِ، كأَنهم يُؤْنِسُونَها بذلك. قال: والزَّبابُ جِنسٌ من الفَأْرِ لا يَسْمَعُ، لَعَلَّها تأْكُله كما تأْكُلُ الجرادَ؛ المعنى: لا أَكون مِثْلَ الضَّبُعِ تُخادِعُ عن حَتْفِها.
والزَّبَّاءُ: اسم المَلِكَةِ الرُّومِيَّةِ، يُمَدُّ ويُقْصَر، وهي مَلكة الجزيرةِ، تُعَدُّ مِن مُلوكِ الطَّوائف. والزَّبَّاء: شُعْبَةُ ماء لِبَني كُلَيْبٍ؛ قال غَسّانُ السَّلِيطِيُّ يَهجُو جريراً:
أَما كُلَيْبٌ، فإِنَّ اللُّؤْمَ حالَفهـا، |
|
ما سال في حَقْلةِ الزَّبَّاءِ وادِيها |
واحدته زبابة.
وبنو زَبِيبةَ: بَطْنٌ. وزبَّانٌ: اسم، فَمَن جعل ذلك فَعَّالاً من زَبَنَ، صرَفَه، ومن جعله فَعْلانَ من زَبَّ، لم يَصْرِفْه.
ويقال: زَبَّ الحِملَ وَزأَبه وازْدَبَّه إذا حَمَلَه.
أَخذ الشيء بزَأْبَجِهِ وزَأْمَجِهِ أَي بجميعه إذا أَخذه كله؛ قال الفارسي: وقد همز، وليس بصحيح، قال: أَلا ترى إِلى سيبويه كيف أَلزم من قال: إِن الأَلف فيه أَصل لعدم ما يذهب فيه أَن يجعله كجعفر؟ قال ابن الأَعرابي: الهمزة فيهما غير أَصلية.
الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قبل أَن يُسْلأَ، والقطعة منه زُبْدَة وهو ما خلُص من اللبن إذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللبن: رغْوتَه. ابن سيده: الزُّبْدُ، بالضم، خلاصة اللين، واحدته زُبْدَة يذهب بذلك إِلى الطائفة، والزُّبْدة أَخص من الزُّبْدِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
فيها عجوزٌ لا تُساوي فَلْسا، |
|
لا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسـا |
يعني أَنه ليس في فمها سن فهي تَنْهَس الزبدة، والزبدة لا تُنهس لأَنها أَلين من ذلك، ولكن هذا تهويل وإِفراط، كقول الآخر:
لو تَمْضَغُ البَيْضَ إذا لم يَنْفَلِقْ |
وقد زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ.
وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قال اللحياني: وكذلك كل شيءٍ إذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لهم قلت فعلتهم بغير أَلف، وإِذا أَردت أَن ذلك قد كثر عندهم قلت أَفعَلوا.
وقوم زابدون: ذَوُو زُبْد، وقال بعضهم: قوم زابدون كثر زُبدهم؛ قال ابن سيده: وليس بشيء. وتَزَبَّدَ الزّبْدَة: أَخذها. وكل ما أُخِذ خالصه، فقد تُزُبَّد. وإِذا أَخذ الرجل صَفْوَ الشيءِ قيل: تَزَبَّده. ومن أَمثالهم: قد صرّح المحْضُ عن الزَّبَد؛ يعنون بالزَّبَد رغوة اللبن. والصريح: اللبن الذي تحته المحْضُ؛ يضرب مثلاً للصدق يحصل بعد الخبر المظنون. ويقال: ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إذا اختلطت باللبن فلم تَخْلُصْ منه؛ وإِذا خلصت الزبدة فقد ذهب الارتجان، يضرب هذا مثلاً للأَمر المشكل لا يُهتدي لإِصلاحه. وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حتى يخرج زُبْدُه.
وزُبَّاد اللبن، بالضم والتشديد: ما لا خير فيه. والزُّبَّادُ: الزُّبْدُ. وقالوا في موضع الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اختلط الخير بالشر والجيد بالرديء والصالح بالطالح، وذلك إذا ارتجن؛ يضرب مثلاً لاختلاط الحق بالباطل.
الليث: أَزْبَدَ البحر إِزباداً فهو مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إذا غضِب وظهر على صِماغَيْه زَبدَتان. وزَبَّدَ شِدْق فلان وتَزَبَّد بمعنى. والزَّبَد: زَبَد الجمل الهائج وهو لُغامُه الأَبيض الذي تتلطخ به مشافره إذا هاج. وللبحر زَبَد إذا هاج موجُه. الجوهري: الزَّبَدُ زَبَد الماءِ والبعير والفضةِ وغيرها، والزّبْدة أَخص منه، تقول: أَزبَد الشرابُ.
وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مائج يقذف بالزَّبَد، وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب: طُفاوتُه وقَذاه، والجمع أَزْباد. والزَّبْدة: الطائفة منه.
وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ: دفع بزَبَدِه. وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَعطاه ورضخ له من مال. والزَّبْدُ، بسكون الباءِ: الرِّفْد والعطاء. وفي الحديث: أَن رجلاً من المشركين أَهدى إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، هدية فردَّها وقال: إِنا لا نقبل زَبْد المشركين أَي رَفْدَهم. الأَصمعي: يقال زَبَدْتُ فلاناً أَزْبِدُه، بالكسر، زَبْداً إذا أَعطيته زُبداً قلت: أَزبُدُه زَبْداً، بضم الباءِ، من أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد؛ قال ابن الأَثير: يشبه أَن يكون هذا الحديث منسوخاً لأَنه قد قبل هدية غير واحد من المشركين: أَهدى له المقوقس مارِيَة والبغلة، وأَهدى له أُكَيْدِرُ دومةَ فقبل منهما، وقيل: إِنما ردَّ هديته لِيَغِيظَه بردها فيحمله ذلك على الإِسلام، وقيل: ردها لأَن للهدية موضعاً من القلب ولا يجوز عليه أَن يميل إِليه بقلبه فردها قطعاً لسبب الميل؛ قال: وليس ذلك مناقضاً لقبول هدية النجاشي وأُكيدر دومة والمقوقس لأَنهم أَهل كتاب. والزَّبْدُ: العَونُ والرِّفْد. أَبو عمرو: تَزَبَّدَ فلان يميناً فهو مُتَزَبِّد إذا حلف بها وأَسرع إِليها؛ وأَنشد:
تَزَبَّـدَهـا حَـذَّاءَ، يَعـلـم أَنـه |
|
هو الكاذبُ الآتي الأُمور البُجاريا |
الحذَّاءُ: اليمين المنكرة. وتَزَبَّدَها: ابتلعها ابتلاع الزُّبْدَة، وهذا كقولهم جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلَّيانة. والزُّبَّاد: نبت معروف.
قال ابن سيده: والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كله نبات سُهْلي له ورق عراض وسِنْفَة، وقد ينبت في الجَلَدَ يأْكله الناس وهو طيب؛ وقال أَبو حنيفة: له ورق صغير منقبض غُبر مثل ورق المَرْزَنْجُوش تنفرش أَفنانه.
قال وقال أَبو زيد: الزّبَّادُ من الأَحرار.
وقد زَبَّد القَتادُ وأَزبَد: نَدَرت خُوصتُه واشتدّ عُوده واتصلت بَشَرته وأَثمر.
قال أَعرابي: تركت الأَرض مخضرة كأَنها حُوَلاءُ بها فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وعوسج كأَنه النعام من سواده، وكل ذلك مفسر في مواضعه. وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر. وتَزْبيدُ القطن: تنفيشه.
وزَبَّدت المرأَة القطنَ: نفشته وجوَّدته حتى يصلح لأَن تغزله.
والزَّباد: مثل السِّنَّوْر الصغير يجلب من نواحي الهند وقد يأْنس فيقتنى ويحتلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد، يظهر على حلمته بالعصر مثل ما يظهر على أُنوف الغلمان المراهقين فيجتمع، وله رائحة طيبة وهو يقع في الطيب؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.
وزُبَيْدة: لقب امرأَة قيل لها زُبَيْدة لنعمة كانت في بدنها وهي أُم الأَمين محمد بن هرون، وقد سمت زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً. التهذيب: وزُبَيْدُ قبيلة من قبائل اليمن. وزبُيَد، بالضم: بطن من مَذْحِج رهط عمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي.
وزَبِيدُ، بفتح الزاي: موضع باليمن. وزَبْيَدان: موضع.
الزَّبْرُ: الحجارة. وزَبَرَهُ بالحجارة: رماه بها. والزَّبْرُ: طَيُّ البئر بالحجارة، يقال: بئر مَزْبُورَةٌ. ورَبَرَ البئر زَبْراً: طواها بالحجارة؛ وقد ثَنَّاهُ بعضُ الأَغفال وإِن كان جنساً فقال:
حتى إذا حَبْلُ الدّلاءِ انْحَلاَّ، |
|
وانْقاضَ زَبْرَا حالِهِ فابْتَلاَّ |
وما له زَبْرٌ أَي ما له رأْي، وقيل: أَي ما له عقل وتَماسُكٌ، وهو في الأَصل مصدر، وما له زَبْرٌ وضعوه على المَثَلِ، كما قالوا: ما له جُولٌ. ابو الهيثم: يقال للرجل الذي له عقل ورأْي: له زَبْرٌ وجُولٌ، ولا زَبْرَ له ولا جُولَ. وفي حديث أَهل النار: وعَدَّ منهم الضعيفَ الذي لا زَبْرَ له أَي لا عقل له يَزْبُرُه وينهاه عن الإِقدام على ما لا ينبغي.
وأَصلُ الزَّبْرِ: طَيُّ البئر إذا طويت تماسكت واستحكمت؛ واستعار ابن أَحمر الزَّبْرَ للريح فقال:
ولَهَتْ عليه كلُّ مُعْصِفَةٍ |
|
هَوجاءَ، ليس لِلُبِّها زَبْرُ |
وإِنما يريد انحرافها وهبوبها وأَنها لا تستقيم على مَهَبٍّ واحد فهي كالناقة الهَوْجاء، وهي التي كأَنّ بها هَوَجاً من سُرْعَتها. وفي الحديث:الفقير الذي ليس له زَبْرٌ؛ أَي عقل يعتمد عليه. والزَّبْرُ: الصبر، يقال: ما له زَبْرٌ ولا صَبْرٌ. قال ابن سيده: هذه حكاية ابن الأَعرابي، قال: وعندي أَن الزَّبْرَ ههنا العقل. ورجل زَبِيرٌ: رَزِينُ الرأْي.
والزَّبْرُ: وَضْعُ البنيان بعضه على بعض.
وزَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه: قرأْته. والزَّبْرُ: الكتابة. وزَبَرَ الكتابَ يَزْبُرُه ويَزبِرُه زَبْراً: كتبه، قال: وأَعرفه النَّقْشَ في الحجارة، وقال يعقوب: قال الفرّاء: ما أَعرف تَزْبرَتِي، فإِما أَن يكون هذا مَصْدَرَ زَبَرَ أَي كتب، قال: ولا أَعرفها مشدّدة، وإِما أَن يكون اسماً كالتَّنْبِيَةِ لمنتهى الماء والتَّوْدِيَةِ للخشبة التي يُشَدُّ بها خِلْفُ الناقة؛ حكاها سيبويه. وقال أَعرابي: إِني لا أَعرف تَزْبِرَتِي أَي كتابتي وخطي. وزَبَرْتُ الكتاب إذا أَتْقَنْتَ كتابته. والزَّبْرُ:الكتابُ، والجمع زُبُورٌ مثل قِدْرٍ وقُدُورٍ؛ ومنه قرأَ بعضهم: وآتينا داود زُبُوراً. والزَّبُورُ: الكتاب المَزبُورُ، والجمع زُبُرٌ، كما قالوا رسول ورُسُل. وإِنما مثلته به لأَن زَبُوراً ورسولاً في معنى مفعول؛ قال لبيد:
وجَلا السيولُ عن الطُّلُولِ كأَنها |
|
زُبُرٌ، تَخُدُّ مُتُونَها أَقْلامُـهـا |
وقد غلب الزَّبُورُ على صُحُفِ داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وكل كتاب: زَبُورٌ، قال الله تعالى: ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ من بَعْدِ الذِّكْرِ؛ قال أَبو هريرة: الزَّبُورُ ما أُنزل على داود من بعد الذكر من بعد التوراة. وقرأَ سعيد بن جبير: في الزُّبُور، بضم الزاي، وقال:الزُّبُورُ التوراة والإِنجيل والقرآن، قال: والذكر الذي في السماء؛ وقيل: الزَّبُورُ فَعُول بمعنى مفعول كأَنه زُبِرَ أَي كُتِبَ. والمِزْبَرُ، بالكسر: القلم. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه دعا في مَرَضِه بدواة ومِزْبَرٍ فكتب اسم الخليفة بعده، والمِزْبَرُ: القلم.
وزَبَرَه يَزْبُرُه، بالضم، عن الأَمر زَبْراً: نهاه وانتهره. وفي الحديث: إذا رَدَدْتَ على السائل ثلاثاً فلا عليك اين تَزْبُرَه أَي تَنْهَرَهُ وتُغْلِظ له في القول والرَّدِّ والزِّبْرُ، بالفتح: الزَّجْرُ والمنع لأَن من زَبَرْتَه عن الغيّ فقد أَحْكَمْتَهُ كَزَبْرِ البئر بالطي. والزُّبْرَةُ: هَنَةٌ ناتئة من الكاهل، وقيل: هو الكاهل نفسه فقط، وقيل:هي الصُّدْرَةُ من كل دابة، ويقال: شَدَّ للأَمر زُبْرَتَه أَي كاهله وظهره؛ وقول العجاج:
بها وقد شَدُّوا لها الأَزْبارَا |
قيل في تفسيره: جمع زُبْرَةٍ، وغير معروف جمع فُعْلَةٍ على أَفعال، وهو عندي جمع الجمع كأَنه جَمَعَ زُبْرَةً على زُبَرٍ وجَمَعَ زُبَراً على أَزْبَارٍ، ويكون جمع زُبْرَةٍ على إِرادة حذف الهاء.
والأَزْبَرُ والمَزْبَرَانِيُّ: الضخم الزُّبْرَةِ؛ قال أَوس بن حجر:
لَيْثٌ عليهِ من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ، |
|
كالمَزْبَرَانِيِّ عَيَّالٌ بأَوْصَـالِ |
هذه رواية خالد بن كلثوم؛ قال ابن سيده: وهي عندي خطأٌ وعند بعضهم لأَنه في صفة أَسد، والمَزْبَرَانِيُّ: الأَسد، والشيء لا يشبه بنفسه، قال:وإِنما الرواية كالمَرْزُبانِيِّ.
والزُّبْرَةُ: الشعر المجتمع للفحل والأَسد وغيرهما؛ وقيل: زُبْرَةُ الأَسد الشعرُ على كاهله، وقيل: الزُّبْرَةُ: موضع الكاهل على الكَتِفَيْنِ. ورجل أَزْبَرُ: عظيم الزُّبْرَة زُبْرَةِ الكاهل، والأُنثى زَبْرَاءُ؛ ومنه زُبْرَةُ الأَسد. وأَسد أَزْبَرُ ومَزْبَرَانِيّ: ضخم الزُّبْرَةِ.
والزُّبْرَةُ: كوكب من المنازل على التشبيه بِزُبْرَةِ الأَسد. قال ابن كِنَاسَةَ: من كواكب الأَسد الخَرَاتَانِ، وهما كوكبان نَيِّرانِ بينهما قَدْرُ سَوْطٍ، وهما كَتفَا الأَسَدِ، وهما زُبْرَةُ الأَسد، وهما كاهلا الأَسد ينزلهما القمر، وهي كلها ثمانية. وأَصل الزُّبْرَةِ: الشعر الذي بين كتفي الأَسد. الليث: الزُّبْرَةُ شعر مجتمع على موضع الكاهل من الأَسد وفي مِرْفَقَيْهِ؛ وكل شعر يكون كذلك مجتمعاً، فهو زُبْرَةٌ وكبش زَبِيرٌ:عظيم الزُّبْرَةِ، وقيل: هو مُكْتَنِزٌ. وزُبْرَةُ الحديد: القطعة الضخمة منه، والجمع زُبَرٌ. قال الله تعالى: آتوني زُبَرَ الحديد، وزُبُرٌ، بالرفع أَيضاً قال الله تعالى: فتقطعوا أَمرهم بينهم زُبُراً؛ أَي قِطَعاً.
الفراء في قوله تعالى: فتقطعوا أَمرهم بينهم زُبُراً؛ من قرأَ بفتح الباء أَراد قطعاً مثل قوله تعالى: آتوني زبر الحديد، قال: والمعنى في زُبَرٍ وزُبُرٍ واحد؛ وقال الزجاج: من قرأَ زُبُراً أَراد قطعاً جمع زُبْرَةٍ وإِنما أَراد تفرقوا في دينهم. الجوهري: الزُّبْرَةُ القطعة من الحديد، والجمع زُبَرٌ. قال ابن بري: من قرأَ زُبُراً فهو جمع زَبُورٍ لا زُبْرَةٍ لأَن فُعْلَةً لا تجمع على فُعْلٍ، والمعنى جعلوا دينهم كتباً مختلفة، ومن قرأَ زُبَراً، وهي قراءة الأَعمش، فهي جمع زُبْرَةٍ بمعنى القطعة أَي فتقطعوا قطعاً؛ قال: وقد يجوز أَن يكون جمع زَبُورٍ كما تقدم، وأَصله زُبُرٌ ثم أُبدل من الضمة الثانية فتحة كما حكى أَهل اللغة أَن بعض العرب يقول في جمع جَديد جُدَدٌ، وأَصله وقياسه جُدُدٌ، كما قالوا رُكَباتٌ وأَصله رُكُباتٌ مثل غُرُفاتٍ وقد أَجازوا غُرَفات أَيضاً، ويقوي هذا أَن ابن خالويه حكى عن أَبي عمرو أَنه أَجاز أَن يقرأَ زُبُراً وزُبْراً، فَزُبْراً بالإِسكان هو مخفف من زُبُر كعُنْقٍ مخفف من عُنُقٍ، وزُبَرٌ، بفتح الباء، مخفف أَيضاً من زُبُرٍ بردّ الضمة فتحة كتخفيف جُدَد من جُدُدٍ. وزُبْرَةُ الحدّاد: سَنْدَانُه. وزَبَرَ الرجلَ يَزْبُرُه زَبْراً: انتهره. والزِّبِيرُ: الشديد من الرجال. أَبو عمرو: الزِّبِرُّ، بالكسر والتشديد، من الرجال الشديد القوي؛ قال أَبو محمد الفقعسي:
أَكون ثَمَّ أَسداً زِبِرا |
الفرّاء: الزَّبِير الداهية. والزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حين تخرج من النواة. والزَّبِيرُ: الحَمْأَةُ؛ قال الشاعر:
وقد جَرَّبَ الناسُ آل الزُّبَيْر، |
|
فَذَاقُوا مـن آلِ الـزُّبَـيْرِ |
الزَّبِيرَا وأَخذ الشيء بِزَبَرِه وزَوْبَرِه وزَغْبَرِه وزَابَرِه أَي بجميعه فلم يدع منه شيئاً؛ قال ابن أَحمر:
وإن قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدَةً |
|
بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عَلَيَّ بِزَوْبَرَا |
أَي نسبت إِليَّ بكمالها؛ قال ابن جني: سأَلت أَبا علي عن ترك صرف زَوْبَر ههنا فقال: عَلَّقَهُ علماً على القصيدة فاجتمع فيه التعريف والتأْنيث كما اجتمع في سُبْحان التعريف وزيادة الأَلف والنون؛ وقال محمد بن حبيب:الزَّوْبَرُ الداهية. قال ابن بري: الذي منع زَوْبَر من الصرف أَنه اسم علم للكلبة مؤنث، قال: ولم يسمع بِزَوْبَر هذا الاسم إِلا في شعره؛ قال: وكذلك لم يسمع بمامُوسَةَ اسماً علماً للنار إِلا في شعره في قوله يصف بقرة:
تَطَايَحَ الطَّلُّ عن أَعْطافِها صُعُداً، |
|
كما تَطايَحَ عن مامُوسَةَ الشَّرَرُ |
وكذلك سَمَّى حُوَارَ الناقة بابُوساً ولم يسمع في شعر غيره، وهو قوله:
حَنَّتْ قَلُوصِي إِلى بابُوسِها جَزَعاً، |
|
فما حَنِينك أَم ما أَنت والذِّكَـرُ؟ |
وسَمَّى ما يلف على الرأْس أُرنة ولم توجد لغيره، وهو قوله:
وتَلفَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه، |
|
مُتَشَاوِساً لِوَرِيدِه نَعْرُ |
قال وفي قول الشاعر:
بها جَرَبٌ، عُدَّت عَلَيَّ بِزَوْبَرَا |
أَي قامت عليّ بداهية، وقيل: معناه نسبت إِليَّ بكمالها ولم أَقلها.
وروى شمر حديثاً لعبدالله بن بشر أَنه قال: جاء رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إِلى داري فوضعنا له قطيفة زَبِيرَةً. قال ابن المظفر: كبش زَبِيرٌ أَي ضخم، وقد زَبُرَ كَبْشُكَ زَبارَةً أَي ضَخُمَ، وقد أَزْبَرْتُه أَنا إِزْباراً. وجاء فلان بزَوْبَرِه إذا جاء خائباً لم تقض حاجته.
وزَبْرَاءُ: اسم امرأَة؛ وفي المثل: هاجت زَبْراءُ؛ وهي ههنا اسم خادم كانت للأَحنف بن قيس، وكانت سَليطة فكانت إذا غضبت قال الأَحنف: هاجت زَبْراءُ، فصارت مثلاً لكل أَحد حتى يقال لكل إِنسان إِاذ هاج غضبه: هاجت زَبْراؤُه، وزَبْرَاءُ تأْنيث الأَزْبَرِ من الزُّبْرَةِ، وهي ما بين كتفي الأَسد من الوَبَرِ. وزَبير وزُبَيْر ومُزَبَّرٌ. أَسماء. وازْبَأَرَّ الرجلُ: اقْشَعَرَّ. وازْبَأَرَّ الشعر والوَبَرُ والنباتُ:طلع ونَبَتَ. وازْبَأَرَّ الشَّعْرُ: انتفش؛ قال امرؤ القيس:
لها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقـا |
|
بِ سُودٌ، يَفينَ إذا تَزْبَئِرْ |
وازْبَأَرَّ للشر: تهيأَ. ويوم مُزْبَئِرّ: شديد مكروه. وازْبَأَرَّ الكلبُ: تنفش؛ قال الشاعر يصف فرساً وهو المَرَّارُ بن مُنْقِذ الحنظلي:
فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ في ازْبِئْرَارِه، |
|
وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَـئِرْ |
قد بَلَوْناهُ عـلـى عِـلاَّتِـهِ، |
|
وعلى التَّيْسِير منه والضُّمُر |
الورد: بين الكميت، وهو الأَحمر، وبين الأَشقر؛ يقول: إذا سكن شعره استبان أَنه كميت وإِذا ازْبَأَرَّ استبان أُصول الشعر، وأُصوله أَقل صبْغاً من أَطرافه، فيصير في ازْبِئْرارِه وَرْداً، والتيسير هو أَن يتيسر الجري ويتهيأَ له. وفي حديث شريح: إن هي هَرَّتْ وازْبَأَرَّتْ فليس لها... اي اقشعرّت وانتفشت، ويجوز اين يكون من الزُّبْرَةِ، وهي مُجْتَمَعُ الوَبَرِ في المرفقين والصَّدر. وفي حديث صفية بنت عبد المطلب: كيف وجدتَ زَبْرا، أَأَقِطاً وتَمْراً، أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْراً؟ الزبر، بفتح الزاي وكسرها: هو القوي الشديد، وهو مكبر الزُّبَيْر، تعني ابنها، أَي كيف وجدته كطعام يؤكل أَو كالصقر.
والزَّبِيرُ: اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، بفتح الزاي وكسر الباء، وورد في الحديث. ابن الأَعرابي: أَزْبَرَ الرجلُ إذا عَظُمَ، وأَزْبَرَ إذا شَجُعَ. والزَّبِير: الرجل الظريف الكَيّسُ.
الزِّبْرِجُ: الوَشْيُ. والزِّبْرِجُ: الذهب؛ وأَنشد:
يَغْلي الدِّماغُ به كَغَلْيِ الزِّبْرِجِ |
والزِّبْرِج: زينة السلاح. والزِّبرِج: السحاب الرقيق فيه حمرة.
والزِّبرِج: السحاب النَّمِرُ بسواد وحمرة في وجهه؛ قال العجاج:
سَفْرَ الشَّمالِ الزِّبْرِجِ المُزَبْرَجا |
وقيل: هو الخفيف الذي تَسْفِرُه الريح؛ وقيل: هو الأَحمر منه؛ وسحاب مُزَبْرَجٌ. الفراء: الزِّبْرِجُ السحاب الرقيق؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب. والسحاب النَّمِرُ: مُخَيِّلٌ للمطر، والرقيق لا ماء فيه. وزِبْرِجُ الدنيا: غُرورها وزينتها. والزِّبرِجُ: النَّقْشُ.
وزَبْرَجَ الشيءَ: حَسَّنَه. وكلُّ شيء حَسَنٍ: زِبْرِجٌ؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:
ونَجا ابنُ حَمْراء العِجانِ حُوَيْرِثٌ، |
|
غَلَيَانُ أُمِّ دِماغِهِ كـالـزِّبْـرِجِ |
الجوهري: الزِّبْرِجُ، بالكسر: الزينة من وَشْيٍ أَو جوهر ونحو ذلك: يقال: زِبْرِجٌ مُزَبْرَجٌ أَي مزيَّن؛ وفي حديث علي، عليه السلام: حَلِيَتِ الدنيا في أَعينهم وَراقَهُمْ زِبْرِجُها.
الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذ؛ وأَنشد:
تأْوي إِلى مِثْلِ الغزال الأَغْيَد، |
|
خُمْصانَة كالرَّشَإِ المُقَـلَّـدِ |
دُرّاً مع الياقوتِ والزَّبَرْجَـدِ، |
|
أَحْصَنَها في يافِع مُـمَـرَّدِ |
أَراد باليافع حصناً طويلاً.
الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذُ؛ قال ابن جني: إِنما جاء الزَّبَرْدَج مقلوباً في ضرورة شعر، وذلك في القافية خاصة، وذلك لأَن العرب لا تقلب الخماسي.
الزِّبْرِقانُ: ليلةَ خَمْسَ عَشْرة. والزِّبْرِقانُ: القمر؛ قال الشاعر:
تُضِيءُ له المَنابِرُ حِينَ يَرْقَى |
|
عليها، مثل ضَوْءِ الزِّبْرِقان |
وقال الليث: الزِّبْرِقان لَيْلةَ خَمْسَ عَشْرة من الشهر. يقال: ليلة الزِّبْرِقان وليلةُ البَدْر ليلةُ أَرْبَعَ عَشْرة. والزِّبْرِقانُ: من سادات العرب وهو الزِّبْرِقان بنُ بدر الفزاري، سمي بذلك لتسميتهم أَباه بَدْراً، ولما لَقِيَ الزِّبْرِقانُ الحُطَيئة فسأَله عن نسبه فانتسب له أَمَرَه بالعُدولِ إِلى حِلَّته وقال له: اسْأَلْ عن القَمَرِ ابن القمر أَي الزِّبْرِقان بن بَدْرٍ، وقيل: سمي بالزِّبْرِقان لصُفْرةِ عمامَتِه واسمه حُصَين، وقيل: سمي به لأَنه كان يُصَفِّرُ اسْته؛ حكاه قطرب وهو قول شاذ؛ قال المُخَبَّل السعدي:
وأَشهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلولاً كَثِـيرةً، |
|
يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا |
قيل: يعني بسِبِّه اسْتَه، وقيل: يعني به عمامته؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده: وأَشهدَ، بالنصب، لأَن قبله:
أَلم تَعْلَمي، يا أُمَّ عَمْرة، أَنَّني |
|
تَخَطَّأَني رَيْبُ المَنونِ لأَكْبَرا |
وقد زَبْرَقَ ثَوْبَه إذا صفَّره. والزِّبْرِقانُ: الخَفِيف اللحية. وأَراهُ زَبارِيقَ المَنِيّة أَي لمَعانَها، جمعوها على التشنيع لشأْنها والتعظيم لها.
حكى ابن برِّيٍّ عن ابن خالويه: الزَّباطةُ البَطّةُ. وقال الفراء: الزَّبِيطُ صِياحُ البطّةِ. غيره: الزَّبْطُ صياح البطة. وزَبَطَتِ البَطَّةُ زَبْطاً: صوَّتَتْ.
الزِّبَطْرَةُ، مثال القِمَطْرَةِ: ثَغْرٌ من ثغور الروم.
الزَّبْعُ: أَصل بِناء التَّزَبُّعِ، والتَّزَبُّع: سُوء الخُلُق.
والمُتزَبِّعُ: الذي يُؤْذِي الناس ويُشارُّهم؛ قال العجاج:
وإِنْ مُسِيءٌ بالخَنَى تَزَبَّعا |
|
فالتَّرْكُ يَكْفِيكَ اللِّئامَ اللُّكَّعا |
والمتَزبِّعُ: المُعَرْبِدُ؛ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيرةَ يرثي أَخاه:
وإِن تَلْقَه في الشُّرْبِ، لا تَلْقَ فاحِشاً |
|
علَى الكأْسِ، ذَا قازُوزةٍ مُتَزَبِّعـا |
والتَّزَبُّعُ: التَّغَيُّظُ كالتَّزَعُّبِ. وتَزَبَّعَ الرجلُ أَي تَغَيَّظَ. وفي الحديث: أَن معاوية عزل عمرو بن العاص عن مصر فضَرب فسْطاطَه قريباً من فسطاطِ معاوية وجعل يَتَزَبَّعُ لمعاوية؛ قال أَبو عبيد: التزبع هو التغيظ، وكل فاحش سيء الخلق متزبع. وقال أَبو عمرو: الزَّبِيعُ المُدمْدِمُ في غضَب، وهو المُتَزَبِّع. وفي النهاية: التزَبُّعُ التغير وسُوء الخُلُق وقِلَّة الاستقامة كأَنه من الزَّوْبَعةِ الرّيحِ المعروفة، والزَّوابِعُ: الدواهي.
والزَّوْبَعُ والزَّوْبَعةُ: ريح تدور في الأَرض لا تَقْصِد وجْهاً واحداً تحمل الغُبار وترتفع إِلى السماء كأَنه عمود، أُخِذَت من التَّزَبُّع، وصبيان الأَعراب يكنون الإِعصار أَبا زَوْبَعةَ يقال فيه شيطان مارد.
وزَوْبَعةُ: اسم شيطان مارد أَو رئيس من رؤساء الجن؛ ومنه سمي الإِعصار زوبعة. ويقال أُمّ زَوْبَعة، وهو أَحد النفر التسعة أَو السبعة الذين قال الله عز وجل فيهم: وإِذ صرفنا إِليك نفراً من الجن يستمعون القرآن. وروى الأَزهري عن المفضل: الزَّوْبَعةُ مِشْيةُ الأَجرد، قال: ولا أَعتمد هذا الحرف ولا أَحقُّه.
وزِنْباعٌ، بكسر الزاي: اسم رجل وهو أَبو رَوْحِ ابن زِنْباعٍ الجُذامِيّ. ويقال للقصير الحقير: زوبع؛ قال رؤبة:
ومَنْ هَمَزْنا عِزَّه تَبَرْكَـعـا |
|
على اسْتِه، زَوْبَعةً أَو زَوْبَعا |
قال ابن بري: صوابه رَوْبعةً أَو رَوبعا، بالراء، وقد ذكر.
رجل زِبَعْرَى: شَكِسُ الخُلُق سَيِّئُه، والأُنثى زِبَعْراة، بالهاء؛ قال الأَزهري: وبه سمي ابن الزِّبَعْرَى الشاعر. والزِّبَعْرَى: الضخم، وحكى بعضهم الزَّبَعْرَى، بفتح الزاي، فإِذا كان ذلك فأَلفه ملحقة له بِسَفَرْجَلٍ وأُذن زَبعْرَاةٌ وزِبَعْراةٌ: غليظة كثيرة الشعر. قال الأَزهري: ومن آذان الخيل زِبَعْراةٌ، وهي التي غلظت وكثر شعرها. الجوهري:الزِّبَعْرَى الكثير شعر الوجه والحاجبين واللِّحيَيْنِ. وجَمَلٌ زِبَعْرَى كذلك. والزَّبْعَرُ: ضرب من المَرْوِ وليس بعريض الورق، وما عَرُضَ ورَقُه منه فهو ماحُوزٌ. والزِّبَعْرِيُّ: ضرب من السهام منسوب.
رجل زَبَعْبَقٌ وزَبَعْبَقِيٌّ وزِبِعْباق إذا كان سيِّءَ الخُلق؛ وأَنشد:
شِنْفِيرةٍ ذي خُلُقٍ زَبَعْبَقِ |
وأَنشده ابن بري:
فلا تُصَلِّ بِهِدانٍ أَحْمَـقِ |
|
شِنْظِيرةٍ ذي خُلُقٍ زَبَعْبَقِ |
الزَّبْغَرُ: بفتح الزاي وتقديم الباء على الغين: المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ أَو هو الذي يقال له مَرْوُ ماحُوز أَو غيره، ومن قال ذلك فقد خالف أَبا حنيفة لأَنه يقول: إِنه الزَّغْبَر، بتقديم الغين على الباء.
زَبَقَهُ في السِّجْن زَبْقاً: حبَسه. وزَبقَه زَبْقاً: ضيّق عليه؛ أَنشد ثعلب:
ومَوْضِع زَبْقٍ لا أُرِيدُ مَبِيتَـه، |
|
كأَنّي به، مِن شدَّةِ الرَّوْعِ، آنِسُ |
وزَبَقَ الشعَرَ يَزْبِقُهُ ويزبُقُه زَبْقاً: نَتَفَه، وفي المصنف: يَزْبِقُه بالكسر لا غير. ولحية زَبِيقةٌ: مَزْبوقة. قال ابن بري: قال شمر بن حمدوية الصواب عندي زَنَقَه يَزْنِقُه، بالنون. وقال الوزير ابن المغربي: الأَزْبَقُ الذي يَنْتِف شعر لحيته لحماقته؛ يقال: أَحْمَقُ أَزْبَقُ، فهذا القول يُصَحِّحُ قولَ الجوهري وغيره.
وانْزَبَقَ: دخل، لغة في انْزَقَبَ. وانْزَبَقَ في الحِبالة: نشِبَ؛ عن اللحياني. ابن بزرج: زَبَقَت المرأَةُ بولدها أَي رَمَتْ به.
والزابُوقَةُ: شِبْه دَغَلٍ في بناء أَو بيت يكون له زوايا مُعْوَجَّة. وزابُوقةُ البيت: ناحيتُه. وانْزَبَقَ في البيت: انْكَرَس فيه؛ قال رؤبة:
وقد بَنى بَيْتاً خَفِيَّ المُنْزَبَقْ |
الانْزِباقُ: الاستخفاءُ. والزابوقةُ: موضع قريب من البصرة كانت فيه الوقعة يوم الجمل أَول النهار، وقد ذكرت في الحديث. قال ابن بري: قال ابن خالويه ليس من كلام العرب زبق إِلا في ثلاثة أَشياء: زَبَقْت فلاناً في الشيء أَدْخَلْته فيه، وزَبَقْتُه في البيت وانْزَبَق هو، وزَبَقْتُ الشاةَ والبَهْمَ مثل رَبَقْتُه بِحَبْل، وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي: زَبَقْتُه في السجن حَبَسْته؛ قال علي بن عبد العزيز صاحِبُه: ثم قرأْناه عليه بعدُ فقال: رَبَقْتُه، بالراء؛ قال ابن حمزة: هذا غلط من أَبي عبيد، إِنما رَبَقْته شددته بالرِّيْقِ أَي بالحبل، فأَما إذا حبسته فزَبقْته، بالزاي، كما روي عن الأَصمعي. وزَبَقَ الشيءَ: كَسَرَه؛ ومنه قوله:
ويَزْبِقُ الأَقْفالَ والتابُونا |
والزَّنْبَقُ: دُهْنُ الياسمين. والزئبَقُ: الزاوُوق؛ فارسي معرب، وقد أُعرب بالهمز، ومنهم من يقوله زِئبِق، بكسر الباء، فيُلْحِقه بالزِّئْبِر والضئْبِل. ودِرْهم مُزَأْبَقٌ: مَطْلِيّ بالزِّئْبق، والعامة تقول مُزَبَّق، ورأَيت في نسخة: الزئْبُقُ الزاوُوق، ونظيره زِئْبُرُ الثوب لغة في زِئْبِره.
الزَّبْل، بالكسر: السِّرْقِين وما أَشبهه، وحكى اللحياني: أَخذوا زَبَلاتهم. قال ابن سيده: فلا أَدري أَيّ شيء جمع. وفي الحديث: أَن امرأَة نَشَزَت على زوجها فَحَبسها في بيت الزِّبْل؛ هو بالكسر السِّرْجِين، وبالفتح مصدر زَبَلْت الأَرض إذا أَصلحتها بالزِّبْل. وزَبَل الأَرضَ والزرعَ يَزْبِله زَبْلاً: سَمَّدَه. والمَزْبَلة والمُزْبُلة، بالفتح والضم: مُلْقاه. والزِّبال، بالكسر: ما تَحْمِل النَّمْلة بفيها، وما أَصاب منه زِبالاً وزُبَالاً أَي شيئاً؛ قال ابن مقبل يصف فَحْلاً:
كَريم النِّجار حَمَى ظَهْرَهُ |
|
فلم يُرْتَزأْ بركوب زِبَالا |
وما أَغْنَى عنه زَبَلة أَي زِبالاً. وما في السِّقَاء والإِناء والبئر زُبَالة أَي شيء، وبها سُمِّيت زُبَالة: منزلة من مناهل طريق مكة.
والزَّبِيل والزِّنْبِيل: الجِراب، وقيل الوِعاء يُحْمل فيه، فإِذا جَمَعوا قالوا زَنابيل، وقيل: الزِّنْبِيل خطأ وإِنما هو زَبِيل، وجمعه زُبُل وزُبْلان.
والزَّأْبَل: القصير؛ قال:
حَزَنْبَل الحِضْنَيْن فَدْم زَأْبَل |
والزَّبِيل: القُفَّة، والجمع زُبُل. الجوهري: الزَّبِيل معروف فإِذا كسَرته شدَّدت فقلت زِبِّيل أَو زِنْبِيل، لأَنه ليس في الكلام فَعْليل، بالفتح. وزَبَلْت الشيءَ وازْدَبَلْته: احتملته، وكذلك زَمَلْته وازْدَمَلْته.
والزُّبْلة: اللُّقمة. والزُّبْلة: النَّيْلة وزُبْلان وزُبَالة: موضع. وزُبَالة بن تميم: أَخو عمرو بن تميم؛ قال ابن الأَعرابي: لهم عَدَدٌ وليسوا بكثير؛ قال أَبو ذؤيب:
لا تأْمَنَنَّ زُبَالِـيّاً بـذِمَّـتِـه |
|
إِذا تَقَنَّع ثوبَ الغَدْر وأْتَزرا |
الزَّبْنُ: الدَّفْع. وزَبَنَتِ الناقة إذا ضربت بثَفِناتِ رجليها عند الحلب، فالزَّبْنُ بالثَّفِنات، والركض بالرجْل، والخَبْط باليد. ابن سيده وغيره: الزَّبْنُ دفع الشيء عن الشيء كالناقة تَزْبِنُ ولدها عن ضرعها برجلها وتَزْبِنُ الحالب. وزَبَن الشيءَ يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ به وزَبَنَت الناقة بثَفناتِها عند الحلب: دَفَعَتْ بها. وزَبَنَتْ ولدها: دفعته عن ضرعها برجلها. وناقة زبُون: دَفُوع، وزُبُنَّتاها رجلاها لأَنها تَزْبِنُ بهما؛ قال طُرَيْحٌ:
غُبْسٌ خَنابِسُ كلُّهنَّ مُصَدَّرٌ، |
|
نَهْدُ الزُّبُنَّةِ، كالعَرِيشِ، شَتِيمُ. |
وناقة زَفُون وزَبُونٌ: تضرب حالبها وتدفعه، وقيل: هي التي إذا دنا منها حالبها زَبَنَتْه برجلها. وفي حديث علي، عليه السلام: كالنَّاب الضَّرُوسِ تَزْبِنُ برجلها أَي تدفع. وفي حديث معاوية: وربما زَبَنَتْ فكسرت أَنف حالبها. ويقال للناقة إذا كان من عادتها أَن تدفع حالبها عن حَلبها: زَبُون. والحرب تَزْبِنُ الناسَ إذا صدَمتهم. وحرب زَبُون: تَزْبِنُ الناس أَي تَصْدِمِهُم وتدفعهم، على التشبيه بالناقة، وقيل: معناه أَن بعض أَهلها يدفع بعضها لكثرتهم. وإنه لذو زَبُّونة أَي ذو دفع، وقيل أَي مانعٌ لجنبه؛ قال سَوَّار بن المُضَرِّب:
بِذَبِّي الذَّمَّ عن أَحْسابِ قومي، |
|
وزَبُّوناتِ أَشْوَسَ تَـيَّحـانِ |
والزَّبُّونَةُ من الرجال: الشديد المانع لما وراء ظهره. ورجل فيه زَبُّونة، بتشديد الباء، أَي كِبْر. وتَزابَن القومُ: تدافعوا. وزابَنَ الرجلَ: دافعه؛ قال:
بمِثْلِي زابَنِي حِلْماً ومَجْـداً، |
|
إذا الْتَقَتِ المَجامعُ للخُطوبِ |
وحَلَّ زَبْناً من قومه وزِبْناً أَي نَبْذَةً، كأَنه اندفع عن مكانهم، ولا يكاد يستعمل إلا ظرفاً أَو حالاً. والزَّابِنَة: الأَكمة التي شَرَعَتْ في الوادي وانعَرَج عنها كأَنها دفعته. والزِّبْنِيَةُ: كل متمرّد من الجن والإِنس. والزِّبْنِيَة: الشديد؛ عن السيرافي، وكلاهما من الدافع.
والزَّبانِية: الذين يَزْبِنون الناسَ أَي يدفعونهم؛ قال حسان:
زَبـانِـيَةٌ حـولَ أَبـياتـهـم، |
|
وخُورٌ لدى الحربِ في المَعْمَعه |
وقال قتادة: الزَّبانِية عند العرب الشُّرَطُ، وكله من الدَّفْع، وسمي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أَهل النار إليها. وقوله تعالى: فلْيَدْعُ نادِيَه سَنَدْعُو الزَّبانية؛ قال قتادة: فليدع ناديه حَيَّه وقومه، فسندعو الزبانية قال: الزَّبانية في قول العرب الشُّرَط؛ قال الفراء: يقول الله عز وجل سندعو الزبانية وهم يعملون بالأَيْدي والأَرجل فهم أَقوى؛ قال الكسائي: واحد الزَّبانية زِبْنيٌّ، وقال الزجاج: الزَّبانية الغلاظ الشداد، واحدهم زِبْنية، وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله تعالى: عليها ملائكة غلاظ شِدادٌ، وهم الزَّبانية. وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: سندعو الزَّبانية، قال: قال أَبو جهل لئن رأَيت محمداً يصلي لأَطَأَنَّ على عنقه، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو فعله لأَخذته الملائكة عِياناً؛ وقال الأَخفش: قال بعضهم واحد الزبانية زَبانيّ، وقال بعضهم: زابنٌ، وقال بعضهم: زِبْنِيَة مثل عِفْرية، قال: والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي لا واحد له مثل أَبابيلَ وعَبادِيد. والزِّبِّين: الدافع للأَخْبَثَينِ البول والغائط؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: هو الممسك لهما على كُرْه.
وفي الحديث: خمسة لا تقبل لهم صلاة: رجلٌ صلى بقوم وهم له كارهون، وامرأَةٌ تبيت وزوجها عليها غضبان، والجاريةُ البالغةُ تصلي بغير خِمار، والعبدُ الآبق حتى يعود إلى مولاه، والزِّبِّينُ؛ قال الزِّبِّين الدافع للأَخبثين وهو بوزن السِّجِّيل، وقيل: بل هو الزِّبِّين، بنونين، وقد روي بالوجهين في الحديث، والمشهور بالنون. وزَبَنْتَ عنا هَدِيَّتك تَزْبِنُها زَبْناً: دفعتها وصرفتها؛ قال اللحياني: حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم. وزُباني العقرب: قرناها، وقيل: طرف قرنها، وهما زُبانَيانِ كأَنها تدفع بهما. والزُّباني: كواكبُ من المنازل على شكل زُبانى العقرب. غيره: والزُّبانَيانِ كوكبان نَيِّرانِ، وهما قرنا العقرب ينزلهما القمر. ابن كُناسة: من كواكب العقرب زُبانَيا العقرب، وهما كوكبان متفرّقان أَمام الإِكليل بينهما قِيدُ رُمْح أَكبر من قامة الرجل، والإِكْليل ثلاثة كواكب معترضة غير مستطيلة. قال أَبو زيد: يقال زُباني وزُبانَيانِ وزُبَانيات للنجم، وزُبانى العقرب وزُبانَياها، وهما قرناها، وزُبانَيات؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
فِداك نِكْسٌ لا يَبِض حَجَـرُهْ، |
مُخَرَّقُ العِرْضِ حديدٌ مِمْطَرُهْ، |
في ليلِ كانونٍ شَديدٍ خَصَـرُهْ |
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
عَضَّ بأَطرافِ الزُّبانى قَمَرُهْ |
يقول: هو أَقْلف ليس بمختون إلا ما قَلَّص منه القَمرُ، وشبه قلْفته بالزُّباني، قال: ويقال من ولد والقمر في العقرب فهو نحس؛ قال ثعلب: هذا القول يقال عن ابن الأَعرابي، وسأَلته عنه فأَبى هذا القول وقال: لا، ولكنه اللئيم الذي لا يطعم في الشتاء، وإذا عَضَّ القمرُ بأَطرافِ الزُّبانَى كان أَشد البرد؛ وأَنشد:
وليلة إِحْدَى اللَّيالي العُرَّمِ، |
بين الذِّراعَيْنِ وبين المِرْزَمِ، |
تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن المُزابنة ورَخَّصَ في العَرايا؛ والمُزابنة: بيع الرُّطَب على رؤوس النخل بالتمر كيلاً، وكذلك كل ثمر بيع على شجره بثمر كيلاً، وأَصله من الزَّبْنِ الذي هو الدفع، وإنما نهى عنه لأَن الثمر بالثمر لا يجوز إلا مثلاً بمثل، فهذا مجهول لا يعلم أَيهما أَكثر، ولأَنه بيع مُجازفة من غير كيل ولا وزن، ولأَن البَيِّعَيْن إذا وقفا فيه على الغَبْن أَراد المغبون أَن يفسخ البيع وأَراد الغابن أَن يُمْضيه فتَزابَنا فتدافعا واختصما، وإن أَحدهما إذا ندم زَبَنَ صاحبه عما عقد عليه أَي دفعه؛ قال ابن الأَثير: كأَنَّ كل واحد من المتبايعين يَزْبِنُ صاحبَه عن حقه بما يزداد منه، وإنما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة، وروي عن مالك أَنه قال: المُزابنة كل شيء من الجِزافِ الذي لا يعلم كيله ولا عدده ولا وزنه بيع شيء مسمى من الكيل والوزن والعدد. وأَخذت زِبْني من الطعام أَي حاجتي. ومَقام زَبْنٌ إذا كان ضيقاً لا يستطيع الإنسان أَن يقوم عليه في ضيقه وزَلِقِه؛ قال:
ومَنْهَلٍ أَوْردَنيهِ لَزْنِ |
غيرِ نَميرٍ، ومَقامٍ زَبْنِ كَفَيْتُه، ولم أَكُنْ ذا وَهْنِ.
وقال مُرَقّش:
ومنزلِ زَبْنٍ ما أُريد مَبـيتَـه، |
|
كأَني به، من شِدَّة الرَّوْعِ، آنِسُ |
ابن شُبْرُمَة: ما بها زَبِينٌ أَي ليس بها أَحد. والزَّبُّونة والزُّبُّونة، بفتح الزاي وضمها وشدّ الباء فيهما جميعاً: العُنُق؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ويقال خُذْ بقَرْدنِه وبَزَبُّونَتِه أَي بعُنقه. وبنو زَبِينَةَ: حيّ، النسب إليه زَباني على غير قياس؛ حكاه سيبويه كأَنهم أَبدلوا الأَلف مكان الياء في زَبِينِيٍّ. والحَزِيمَتانِ والزَّبينتانِ: من باهلة ابن عمرو بن ثعلبة، وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ؛ قال أَبو مَعْدان الباهلي:
جاء الحَزائمُ والزَّبـائِنُ دُلْـدُلاً، |
|
لا سابقينَ ولا مع القُـطَّـانِ |
فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ، |
|
وتَجِيءُ عَوْفٌ آخر الرُّكْبـانِ |
قال الجوهري: وأَما الزَّبُون للغبيِّ والحَرِيف فليس من كلام أَهل البادية. وزَبَّانُ: اسم رجل.
التهذيب في الخماسي: ابن السكيت: الزَّبَنْتَرُ من الرجال المُنكَرُ الداهية إِلئى القِصَرِ ما هو؛ وأَنشد:
تَمَهْجَرُوا، وأَيُّما تَمَهْجُـرِ، |
|
بَني اسْتِها، والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ |
الزُّبْيةُ: الرابِيةُ التي لا يعلوها الماء، وفي المثل: قد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى. وكتبَ عثمانُ إِلى علي، رضي الله عنه لما حُوصِر: أَمَّا بعد فقد بلغَ السَّيْلُ الزُّبَى وجاوَزَ الحِزامُ الطُّبْيَيْنِ، فإِذا أَتاك كِتابي هذا فأَقْبِلْ إِليَّ، عليَّ كنتَ أَمْ لي؛ يضرب مثلاً للأَمر يتَفاقَمُ أَو يتَجاوَزُ الحدَّ حتى لا يُتَلافَى. والزُّبَى: جمع زُبْية وهي الرابية لا يعلوها الماء، قال: وهي من الأَضداد، وقيل: إِنما أَراد الحفرة التي تُحْفَرُ للأَسد ولا تحفرُ إِلا في مكان عالٍ من الأَرض لئلا يبلغها السيل فتَنْطَمَّ. والزُّبْيةُ: حُفرة بتَزَبَّى فيها الرجل للصيد وتُحْتَفَرُ للذئب فيُصْطاد فيها. ابن سيده: الزُّبْية حُفْرة يَستتر فيها الصائد.والزُّبْية: حَفِيرة يُشْتَوىَ فيها ويُخْتَبَزُ، وزَبَّى اللحمَ وغيره: طَرَحه فيها؛ قال:
طارَ جَرادي بَعْدَما زَبَّيْتُـه، |
|
لو كانَ رأْسي حَجراً رَمَيْتُه |
والزُّبْية: بئر أَو حُفْرة تُحْفَر للأَسد، وقد زَباها وتَزَبَّاها؛ قال:
فكانَ، والأَمرَ الذي قَد كِيدا، |
|
كاللَّذْ تَزَبَّى زُبْيةً فاصْطِيدا |
وتَزَبَّى فيها: كتَزَبَّاها؛ وقال علقمة:
تَزَبَّى بذي الأَرْطى لها، ووراءَها |
|
رِجالٌ فَبدَّتْ نَبْلَهـم وكَـلِـيبُ |
ويروى: وأَرادها رجال. وقال الفراء: سميت زُبْيةُ الأَسدِ زُبْية لارتفاعها عن المَسِيل، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يحْفِرونها في موضع عالٍ.ويقال قد تَزَبَّيْت زُبْيةً؛ قال الطرماح:
يا طَيِّءَ السَّهْلِ والأَجْبالِ، مَوْعِدُكمكمُبْتَغى الصَّيدِ أَعْلى زُبْيةِ الأَسَدِ |
والزُّبْيةُ أَيضاً: حُفْرة النمل، والنملُ لا تفعل ذلك إِلا في موضع مرتفع. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن مَزابي القُبُور؛ قال ابن الأَثير: هي ما يُنْدَبُ به الميتُ ويُناحُ عليه به، من قولهم: ما زَباهُم إِلى هذا أَي ما دَعاهم، وقيل: هي جمع مِزْباةٍ من الزُّبْيةِ وهي الحُفْرة، قال: كأَنه، والله أَعلم، كَرِهَ أَن يُشَقَّ القَبرُ ضريحاً كالزُّبْية ولا يُلْحَد، قال: ويُعَضِّدُه قوله اللَّحْدُ لنا والشَّقُّ لغيرنا، قال: وقد صَحِّفَه بعضُهم فقال نَهى عن مَراثي القُبور. وفي حديث علي، كرم الله وجهَه: أَنه سئل عن زُبْيةٍ أَصْبَحَ الناسُ يتدافَعُون فيها فَهَوَى فيها رجل فتَعَلَّقَ بآخر، وتعلق الثاني بثالث والثالثُ برابع فوَقَعُوا أَربعَتُهم فيها فخدَشَهم الأَسد فماتوا، فقال: على حافِرِها الدّيةُ: للأَول ربعها، وللثاني ثلاثة أَرباعها، وللثالث نصفها، وللرابع جميع الدية، فأُخْبِرَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، فأَجاز قضاءه؛ الزُّبْيةُ: حُفَيْرَةٌ تُحْفَر للأَسَدِ والصَّيْدِ ويُغَطَّى رأْسُها بما يسترها لِيَقَع فيها، قال: وقد رُوِي الحُكم فيها بغير هذا الوجه.
والزابِيانِ: نَهَرانِ بناحية الفُرات، وقيل: في سافِلة الفُرات، ويسمى ما حَولَهمامن الأَنهار الزَّوابي: وربما حذفوا الياء فقالوا الزّابانِ والزّابُ كما قالوا في البازي بازٌ.
والأُزْبِيُّ: السُّرْعةُ والنَّشاطُ في السير، على أُفْعول. واستثقل التشديد على الواو، وقيل: الأُزْبِيُّ العَجَبُ من السير والنَّشاط؛ قال منظور بن حَبَّةَ:
بِشَمَجَى المَشْيِ عَجُولِ الوَثْبِ، |
أَرْأَمْتُها الأَنْساعَ قَبْلَ السَّقْبِ، |
حتى أَتَى أُزْبِيُّها بالأَدْبِ |
والأُزبيُّ: ضَرْبٌ من سير الإِبل. والأَزَابِيُّ: ضُروب مختلفة من السَّير، واحدها أُزْبِيٌّ. وحكى ابن بري عن ابن جني قال: مَرَّ بنا فلان وله أَزابِيُّ منكرة أَي عَدْوةٌ شديد، وهو مُشْتَقٌ من الزُّبْية.والأُزْبِيُّ: الصَّوْت؛ قال صخر الغيّ:
كأَنَّ أُزْبِيَّهـا، إذا رُدِمَـتْ، |
|
هَزْمُ بُغاةٍ في إِثْرِ ما فَقَدُوا |
وزَبَى الشّيءَ يَزْبِيهِ: ساقَه؛ قال:
تِلْكَ اسْتَفِدْها، وأَعْطِ الحُكْمَ والِيَهَا،فَإِنَّها بَعْضُ ما تَزْبي لَكَ الرَّقِمُ |
وفي حديث كعب بن مالك: جَرَتْ بينه وبين رَجل مُحاوَرةٌ قال كعب: فقلت له كَلِمةً أُزْبِيهِ بها أَي أُزْعِجُه وأُقْلِقُه، من قولهم أَزْبَيْتُ الشَّيءَ أُزْبِيه إذا حَمَلْتَه، ويقال فيه زَبَيْتُه لأَن الشَّيءَ إذا حُمِل أُزْعِجَ وأُزِيلَ عن مكانه. وزَبَى الشَّيءَ: حمله: قال الكميت:
أَهَمْدانُ مَهْلاً، لا تُصَبِّحْ بُيُوتَكُمْ،بِجَهْلِكُمْ، أُمُّ الدُّهَيْمِ وما تَزْبي |
يُضرب الدُّهَيْمُ وما تَزْبي للدّاهِية إذا عَظُمَت وتَفَاقَمَتْ.وزَبَيْتُ الشَّيءَ أَزْبِيه زَبْياً: حَمَلْتُه. وازْدَباهُ: كزَباه.وتَزابى عنه: تَكَبَّر؛ هذه عن ابن الأَعرابي؛ قال: وأَنشدني المفضل:
يا إِبِلي ما ذامُه فَتِيبَيْهْ |
ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلِيْهْ، |
هَذا بأَفْواهِك حتَّى تَأْبَيْهْ، |
حتى تُرُوحِي أُصُلاً تَزابَيْهْ |
تَزابيَ العانةِ فَوْقَ الزَّازَيْهْ |
قال: تَزابَيْه تَرَفَّعي عنه تكبراً أَي تكَبَّرِين عنه فلا تُريدينَه ولا تَعْرِضِينَ له لأَنكِ قد سَمِنْتِ، وقوله: فوق الزَّازَيْهْ المكانُ المرتفع، أَراد على الزَّيْزاءَةِ فغيَّره. والتَّزابي أَيضاً: مِشْيَةٌ فيها تَمَدُّد وبُطْءٌ؛ قل رؤْبة:
إِذَا تَزَابى مِشيةً أَزائِبَا |
أَراد بالأَزائِبِ الأَزَابيَّ، وهو النَّشاطُ. ويقال: أَزَبَتْه أَزْبَةٌ وأَزَمَتْه أَزْمة أَي سَنَة. ويقال: لَقِيتُ منه الأَزابيَّ؛ واحدُها أُزْبيٌّ، وهو الشرُّ والأَمرُ العظيم.
زَتَّ المرأَة والعَرُوسَ زَتّاً: زَيَّنَها.
وتَزَتَّتَتْ هي: تَزَيَّنَتْ؛ قال:
بني تَميمٍ، زَهْنِعُوا فَتاتَكُمْ، |
|
إِنَّ فَتاتَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ |
أَبو عمرو: الزَّتَّةُ تَزْيينُ العَروس ليلةَ الزِّفافِ. وتَزَتَّتَ للسَّفَر: تَهَيَّأَ له. وأَخَذَ زَتَّته للسَّفَر أَي جِهازَه؛ لم يستعمل الفعل من كل ذلك إِلاَّ مَزيداً، أَعني أَنهم لم يقولوا: زَتَّ. قال شمر: لا أَعرف الزاي مع التاء موصولة، إِلاّ زتت. فأَما أَن يكون الزايُ مَفْصُولاً من التاء، فكثير.
الزَّيتون: معروف، والنون فيه زائدة، وهو مثل قَيْعُون من القاع، كذلك الزيتون شجر الزيت، وهو الدُّهْن، وأَرض كثيرة الزيتون على هذا فيعول مادّة على حِيالها، والأَكثر فَعْلون من الزيت، وهو مذكور في بابه.