رأَيت في أَصل من أُصول الصحاح، مقروءٍ على الشيخ أَبي محمد بن بري، رحمه اللّه: زَلِبَ الصَّبيُّ بأُمه، يَزْلَبُ زلَباً: لَزِمَها ولم يُفارِقْها، عن الجرشي: الليث: ازْدَلَبَ في معنى اسْتَلَبَ، قال: وهي لغة رَدِيَّةٌ.
الزَّلْجُ والزَّلَجانُ: سَيْرٌ لَيِّنٌ. والزَّلْجُ: السُّرْعَةُ في المشي وغيره؛ زَلَجَ يَزْلِجُ زَلْجاً وزَلَجاناً وزَلِيجاً، وانْزَلَجَ؛ وأَنشد الأَزهري:
وكم هَجَعَتْ، وما أَطْلَقْتُ عنها، |
|
وكم زَلَجَتْ، وظِلُّ اللَّيلِ دَاني، |
وناقة زَلَجَى وزَلوجٌ: سريعة في السير؛ وقيل: سريعة الفَراغِ عند الحَلْبِ.
والزَّلِيجَةُ: الناقة السريعة. الليث: الزَّلَجُ سرعة ذهاب المشي ومضيه. يقال: زَلَجَتِ الناقةُ تَزْلِجُ زَلْجاً إذا مضت مسرعة كأَنها لا تحرّك قوائمها من سرعتها؛ وأَما قول ذي الرمّة:
حتى إذا زَلَجَتْ عن كلِّ حَنْجَرَةٍ |
|
إِلى الغَلِيلِ، ولم يَقْصَعْنَهُ، نُغَبُ |
فإِنه أَراد: انحدرت في حناجرها مسرعة لشدة عطشها. اللحياني: سِرْنا عَقَبَةً زَلوجاً وزَلوقاً أَي بعيدة طويلة. والزَّلَجانُ: التقدم في السرعة وكذلك الزَّبَجانُ. ومكان زَلْجٌ وزَلِيجٌ أَي دَحْضٌ. أَبو زيد: زَلَجَتْ رِجْلُه وزَبَجَتْ؛ وأَنشد:
قام عن مَرْتَبَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ |
ومَرَّ يَزْلِجُ، بالكسر، زَلْجاً وزَلِيجاً إذا خف على الأَرض.
وقِدْحٌ زَلوجٌ: سريع الانزلاج من القوس؛ قال:
فَقِدْحُه زَجْلٌ زَلوج |
والزِّلاجُ والمِزْلاجُ: مغلاق الباب، سمِّي بذلك لسرعة انزلاجه. وقد أَزْلَجْتُ البابَ أَي أَغلقته. والمِزْلاجُ: المِغْلاق إِلاَّ أَنه ينفتح باليد، والمغلاق لا يفتح إِلا بالمفتاح. غيره: المِزْلاجُ: كهيئة المغلاق ولا ينغلق، وانه يغلق به الباب. ابن شميل: مَزالِيجُ أَهل البصرة، إذا خرجت المرأَة من بيتها ولم يكن فيه راقب تثق به خرجت فردّت بابها، ولها مفتاح أَعْقَفُ مثل مفاتيح المزاليج من حديد، وفي الباب ثَقْبٌ فتزلج فيه المفتاح فتغلق به بابها. وقد زَلَجَتْ بابها زَلْجاً إذا أَغلقته بالمزلاج.
ومكان زَلْجٌ وزَلَجٌ أَيضاً، بالتحريك، أَي زَلَقٌ. والتَّزَلُّجُ: التزلُّقُ. ابن الأَثير في ترجمة زلخ، بالخاء المعجمة: في حديث المحاربيّ الذي أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي، صلى الله عليه وسلم، قال الخطابي: رواه بعضهم فزَلَجَ بين كتفيه، يعني بالجيم، قال: وهو غلط.
والسهم يَزْلِجُ على وجه الأَرض ويمضي مَضاءً زَلْجاً، فإِذا وقع السهم بالأَرض ولم يقصد إِلى الرَّمِيَّةِ، قلت: أَزْلَجْتَ السهم يا هذا.
وزَلَجَ السهمُ يَزْلِجُ زُلوجاً وزَلِيجاً: وقع على وجه الأَرض، ولم يقصد الرَّمِيَّةَ؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى:
مُرُوق نَبْلِ الغَرَضِ الزَّوالِجِ |
وسهم زَلْجٌ: كأَنه وصف بالمصدر، وقد أَزْلَجْتُه. قال أَبو الهيثم: الزَّالِجُ من السهام إذا رماه الرامي فقصر عن الهَدف، وأَصاب صخرة إِصابةً صُلْبَةً، فاستقلَّ من إِصابة الصخرة إِياه، فقوي وارتفع إِلى القِرْطاسِ، فهو لا يُعَدُّ مُقَرْطِساً، فيقال لصاحبه الحِتْنِيِّ: لا خير في سهم زَلْجٍ، وسهم زالِجٌ: يَتَزَلَّجُ عن القوس؛ وفي نسخة: يَنْزَلِجُ عن القوس.
والمِزْلاجُ من النساء: الرَّسْحاءُ.
والمُزَلَّجُ: البخيل. والمُزَلَّجُ من العَيْش: المُدافَعُ بالبُلْغَةِ؛ قال ذو الرمة:
عتْقُ النَّجاءِ، وعَيْشٌ فيه تَزْلِيجُ |
والمُزَلَّجُ: الدُّون من كل شيء. وحُبٌّ مُزَلَّجٌ: فيه تغرير؛ وقال مليح:
وقالت: أَلا قد طالَ ما قد غَرَرْتَنا |
|
بِخَدْعٍ، وهذا مِنْكَ حُبٌّ مُزَلَّـجُ |
، والمُزَلَّجُ: الذي ليس بتامِّ الحَزْمِ؛ قال:
مَخارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ، |
|
حينَ يَنامُ الوَرَعُ المُزَلَّجُ |
وقيل: هو الناقصُ الدُّونُ الضعيفُ؛ وقيل: هو الناقص الخَلْقِ؛ وقيل: المُزَلَّجُ المُلْزَقُ بالقوم وليس منهم؛ وقيل: الدَّعِيُّ. وعَطاءٌ مُزَلَّجٌ: مُدَبَّقٌ لم يَتِمَّ. وكل ما لم تبالغ فيه ولم تحكمه، فهو مُزَلَّجٌ. وعطاء مُزَلَّجٌ أَي وَتِحٌ قليل.
وزَلَجَ فلان كلامه تَزْلِيجاً إذا أَخرجه وسَيَّرَهُ؛ وقال ابن مقبل:
وصالِحَةِ العَهْدِ زَلَّجْتُـهـا |
|
لِواعِي الفُؤَادِ، حَفِيظِ الأُذُنْ |
يعني قصيدة أَو خطبة.
وتَزَلَّجَ النبيذَ والشرابَ: أَلَحَّ في شربه؛ عن اللحياني، كَتَسَلَّجَه.
والزَّالِجُ: الذي يشرب شرباً شديداً من كل شيء. وتركت فلاناً يَتَزَلَّجُ النبيذ أَي يُلِحُّ في شربه. والزَّالِجُ: الناجي من الغَمَراتِ؛ يقال زَلَجَ يَزْلِجُ فيهما جميعاً.
ابن الأَعرابي: الزُّلُجُ السِّراحُ من جميع الحيوان. والزُّلُجُ: الصُّخُورُ المُلْسُ.
الزَّلْحُ: الباطلُ.
وزَلَحَ الشيءَ يَزْلَحُه زَلْحاً، وتَزَلَّحه: تَطَعَّمَه. وخُبْزَةٌ زَلحْلَحَة، كذلك والزُّلُحُ: من قولك قصعة زَلَحْلَحَة أَي منبسطة لا قعر لها، وقيل: قريبة القعر؛ قال:
ثُمَّتَ جاؤُوا بقِصاعٍ مُلْسِ، |
زَلَحْلَحاتٍ ظاهراتِ اليُبْسِ، |
أُخِذْنَ في السُّوق بفَلْسِ فَلْسِ |
قال: وهي كلمة على فَعْلَلٍ، أَصله ثلاثي أُلحق ببناء الخماسي. وذكر ابن شميل عن أَبي خَيْرَةَ أَنه قال: الزَّلَحْلَحاتُ في باب القِصاع، واحدتها زَلَحْلَحَةٌ، وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال: الزُّلُحُ الصِّحافُ الكبار، حذف الزيادة في جمعها. ووادٍ زَلَحْلَحٌ: غيرُ عَمِيق.
ازْلَحَفَّ الرجل وازْحَلَفَّ، لغتان، مقلوب: تَنَحَّى وتأَخَّر، وقد ذكرناه في زَحْلَفَ. وفي حديث سعيد بن جبير: ما ازْلَحَفَّ ناكِحُ الأَمة عن الزّنا إلا قليلاً لأَن اللّه عز وجل يقول: وأَنْ تَصْبِرُوا خير لكم؛ أَي ما تَنَحّى وتباعد. ويقال: ازْلَحَفَّ وازْحَلَفَّ، على القلب، وتَزَحْلَفَ؛ قال الزمخشري: الصواب ازْلَحَفَّ كاقْشَعَرّ، وازَّلْحَف بوزن اظَّهَّرَ، على أَن أَصله ازْتَلْحَفَ فأُدغمت التاء في الزاي، واللّه أَعلم.
الزَّلْخُ: رَفْعُك يدك في رمي السهم إِلى أَقصى ما تَقدر عليه تريد بُعْدَ الغَلْوَةِ؛ وأَنشد: من مائةٍ زَلْخٍ بِمرِّيخٍ غال الأَزهري: وسئل أَبو الدُّقَيْش عن تفسير هذا البيت بعينه فقال: الزَّلْخُ أَقْصى غايةِ المُغالي. والزَّلْخ: غَلْوَةُ سَهْمٍ؛ قال الأَزهري: الذي قاله الليث إِنّ الزَّلْخَ رَفعك يدك في رمي السهم، حرف لم أَسمعه لغيره؛ قال: وأَرجو أَن يكون صحيحاً.
وزَلِخَتِ الإِبلُ تَزْلَخُ زَلَخاً: سمنت. وعَنَقٌ زَلاَّخٌ: شديد؛ قال:
يَرِدْنَ قَبلَ فُرَّطِ الفراخِ |
|
بِدَلَجٍ، وعَنَـقٍ زَلاَّخِ |
وناقة زَلُوخٌ: سريعة.
وقال خليفة الضبِّابيّ: الزَّلَجَانُ والزَّلخَان في المشي التَّقَدُّم في السُّرْعَة.
والزَّلْخُ: المَزَلَّة تَزِلُّ منها الأَقْدام لنَداوتِها لأَنها صَفَاةٌ مَلْساءُ. وعَقَبَةٌ زَلُوخٌ: طويلة بعيدة. ورَكِيَّة زَلُوخ وزَلْخٌ: ملساء أَعلاها مَزَلَّة يَزْلَقُ فيها من قام عليها؛ وقال الشاعر:
كأَنَّ رِماحَ القَوْمِ أَشْطانُ هُـوَّة |
|
زَلُوخِ النَّواحِي، عَرْشُها مُتَهَدِّمُ |
وبئر زلوخ وزَلُوجٌ: وهي المُتَزَلِّقَة الرأْس؛ ومكان زَلِخٌ، بكسر اللام، ويقال: زَلْخٌ، ومقَامٌ زَلْخٌ مثل زَلْجٍ أَي دَخْضٌ مَزِلَّة، وصف بالمصدر، ومَزِلَّة زَلْخٌ. كذلك؛ قال: قامَ على مَنْزَعةٍ زَلْخٍ فَزَلّ أَبو زيد: زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَتْ؛ قال الشاعر:
فَوارِسُ نازَلُوا الأَبْطال دِوني، |
|
غَداةَ الشِّعْبِ في زَلْخِ المقَامِ |
وزَلَخ رأْسَه زَلْخاً: شَجَّه؛ هذه عن كراع. والزُّلَّخَة، بتشديد اللام: وجع يَعْرِضُ في الظهر؛ وقال ابن سيده: هو داء يأْخذ في الظهر والجنب؛ قال:
كأَنَّ ظَهْرِي أَخَذَتْه زُلَّخَـه، |
|
لمَّا تَمَطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخه |
الزُّلَّخة: مثل القُبَّرة الزُّحْلُوقة يَتَزَلَّجُ منها الصبيان؛ وأَنشد أَبو عمرو:
وصِرْتُ من بعدِ القوامِ أَبْزَخا، |
|
وزَلَّخَ الدهرُ بظَهْري زُلَّخـا |
قال أَبو الهيثم: اعْتَلَّتْ أُمُّ الهيثم الأَعرابيةُ فزارها أَبو عبيدة وقال لها: عَمَّ كانت عِلَّتُكِ؟ فقالت: كنت وَحْمَى سَدِكَةً، فَشَهِدْتُ مأْدُبة، فأَكلتُ جُبْجُبَة، من صَفِيفٍ هِلَّعَة، فاعْتَرَتْني زُلَّخة؛ قلنا لها: ما تقولين يا أُم الهيثم؟ فقالت: أَوَللناس كلامان؟ وفي الحديث: إِن فلاناً المُحارِبيَّ أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي، صلى الله عليه وسلم، فلم يَشْعُرْ به إِلا وهو قائم على رأْسه ومعه السيف، فقال: اللهم اكْفِنِيه بما شئت، فانْكَبَّ لوجهه من زُلَّخة زُلِّخَها بين كتفيه ونَدَر سيفُه؛ يقال: رمى اللهُ فلاناً بالزُّلَّخة، بضم الزاي وتشديد اللام وفتحها، وهو وجع يأْخذ في الظهر لا يتحرّك الإِنسان من شدته، واشتقاقها من الزَّلْخِ، وهو الزَّلْقُ ويروى بتخفيف اللام؛ قال الخطابي: ورواه بعضهم فَزُلِجَ بين كتفيه، بالجيم، قال: وهو غلط.
وكانت صاحبةُ يوسف الصِّدِّيق، عليه السلام، تسمى زَلِيخا فيما زعم المفسرون.
زَلْدَبَ اللّقْمة: ابْتَلَعَها، حكاه ابن دريد؛ قال: وليس بثَبت.
الزَّلَزُ: الأَثاثُ والمتاع. ويقال: احتمل القومُ بِزَلَزِهِمْ.
الأَزهري: شمر: جَمِّعْ زَلِزَكَ أَي أَثاثك ومتاعك، نصب الزايين وكسر اللام، قال: وهذا هو الصحيح، قال: وفي كتاب الإِيادي: المَحاش المتاع والأَثاث؛ قال: والزَّلَزُ مثل المَحَاشِ ولم يذكر الزَّلَزِلَ، والصواب الزَّلِزُ المَحاشُ، ورجع على زَلَزِه أَي الطريق الذي جاء منه. والزَّلِزَةُ: الطَّيَّاشَةُ الخفيفة، وقيل: هي التي تَرُود في بيوت جاراتها أَي تصوف فيها. تقول العرب: تَوَقَّري يا زَلِزَةُ. والزَّلِزُ: الغَرِضُ الضَّجِرُ. وإِني لَزَلِزٌ بمجلسي هذا أَي قَلِقٌ نَغِل؛ عن ثعلب. وزَلِزَ الرجلُ أَي قَلِقَ وعَلِزَ. وجَمَعَ القومُ زَلُزاءَهُمْ أَي أَمرهم؛ قال أَبو علي: رواه محمد بن يزيد عن الرياشي.
الزَّلْطُ: المَشيُ السَّرِيعُ في بعض اللغات، قال ابن دريد: وليس بثبت.
زلقط: الزُّلُنْقُطةُ: القصيرة.
الزَّلْعُ: استِلابُ الشيء في خَتْلٍ. زلَع الشيءَ يَزْلَعُه زَلْعاً وازْدَلَعَه: اسْتَلَبَه في خَتْل. وزلَع الماءَ من البئر زَلْعاً: أَخرجه. وزَلَعْتُ له من مالي زَلْعةً أَي قَطَعْتُ له منه قِطْعةً.
وزَلِعَتِ الكفُّ والقَدمُ تَزْلَعُ زَلَعاً وتَزَلَّعتا: تَشَقَّقتا من ظاهر وباطن، وهو الزَّلَع، وقيل: الزَّلَع تَشَقُّق ظاهرهما، فأَما إذا كان في باطنهما فهو الكَلَعُ، وهي الزُّلُوعُ. وفي الحديث: إِنَّ المحرم إذا تَزَلَّعَتْ رجلُه فله أَن يَذْهُنَها، أَي تَشَقَّقَتْ. وفي حديث أَبي ذر: مرَّ به قوم وهم مُحْرِمون وقد تَزَلَّعَت أَيديهم وأَرجلهم فسأَلوه: بأَي شيء نُداوِيها؟ فقال: بالدُّهْن؛ ومنه: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يصلِّي حتى تَزْلَعَ قدماه. وشَفَة زَلْعاء مُتَزَلِّعة: لا تزال تَنْسَلِقُ، وكذلك الجلد؛ قال الراعي:
وغَمْلى نَصِيٍّ بالمِتانِ كأَنَّهـا |
|
ثَعالِبُ مَوْتى، جِلْدُها قد تَزَلَّعا |
ويروى تَسَلَّعا، والمعنى واحد. وتَزَلَّعَتْ يده: تشققت. وازْدَلَع فلان حقِّي: اقتطعه. وازْدَلَعْتُ الشجرة إذا قطعتها،وهو افتعال من الزَّلْع، والدال في ازدلعت كانت في الأَصل تاء. وَزَلَع جلده بالنار يَزْلَعُه زَلْعاً فَتَزَلَّع: أَحْرَقه. وزَلَع رأْسَه كسَلَعه؛ عن ابن الأَعرابي.
وقال أَبو عمرو: المُزَلَّع الذي قد انقشر جلد قدمه عن اللحم.
والزَّلَعةُ: جِراحةٌ فاسدةٌ، وقد زَلِعَتْ جِراحَتُه زَلَعاً أَي فَسَدَتْ. وتَزَلَّع رِيشه: ذهَب؛ أَنشد ثعلب:
كِلا قادِمَيْها تُفْضِلُ الكَفُّ نِصْفَه |
|
كَجِيدِ الحُبارى رِيشُه قد تَزَلَّعا |
وأَزلعتُ فلاناً في كذا أَي أَطْعَمْتُه.
والزُّلُوعُ والسُّلُوع: صُدُوعٌ في الجبل في عُرْضِه. والزَّيْلَعُ: ضرب من الوَدَع صغار، وقيل: هو خَرَز معروف تلبسه النساء. وزَيْلَع: موضع، وقد غلب على الجِيلِ وأَدخلوا اللام فيه على حدّ اليهود فقالوا الزَّيْلَعُ إِرادةَ الزَّيْلَعِيِّين.
ابن الأَعرابيّ: يقال زَلَعْتُه وسَلَقْتُه ودَثَثْتُه وعَصَوْتُه وهَرَوْتُه وفَأَوْته بمعنى واحد.
ازْلِعْبابُ السَّيْلِ: كثرتُه وتدافُعُه.
سَيْلٌ مُزْلَعِبٌّ: كثيرٌ قَمْشُه. والمُزْلَعِبُّ أَيضاً: الفَرْخ إذا طَلَع رِيشُه، والغين أَعلى.
وازْلَعَبَّ السَّحابُ: كَثُفَ؛ وأَنشد:
تَبْدُو، إذا رَفَعَ الضَّبابُ كُسُورَه، |
|
وإِذا ازْلَعَبَّ سَحابُه، لم تَبْدُ لي |
زَلَغَه بالعصا: ضربه؛ عن ابن الأَعرابي. الأَزهري: أَما زَلَغَ فهو عندي مهمل، قال: وذكر الليث أَنه مستعمل وقال: تَزَلَّغَتْ رجْلي إذا تَشَقَّقَتْ. والتَّزَلُّغُ: الشقاق قال الأَزهري: والمعروف تَزَلَّعَتْ يده ورِجله إذا تَشَقَّقَتْ، بالعين غير معجمة، ومن قال تَزَلَّغَتْ، بالغين المعجمة، فقد صحَّف.
ازْلَغَبَّ الطائرُ: شَوَّكَ رِيشُه قبل أَن يَسْوَدَّ.
والمُزْلَغِبُّ: الفَرْخ إذا طلع رِيشُه.
وازْلَغَبَّ الفَرْخُ: طَلَعَ رِيشُه، بزيادة اللام. وقال الليث: ازْلَغَبَّ الطيرُ والرِّيشُ، في كلٍّ يقال، إذا شَوَّكَ؛ وقال:
تُرَبِّبُ جَوْناً مُزْلَغِـبّـاً، تَـرَى لـه |
|
أَنابِيبَ، مِن مُسْتَعْجِلِ الرِّيش، جَمَّما |
وازْلَغَبَّ الشعَرُ: وذلك في أَوَّل ما يَنْبُتُ لَيِّناً.
وازْلَغَبَّ شعَرُ الشَّيخ: كازْغابَّ. وازْلَغَبَّ الشعَرُ إذا نَبَتَ بعد الحَلْقِ.
الزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى: القُربةُ والدَّرَجة والمَنزلةُ. وفي التنزيل العزيز: وما أَموالُكم ولا أَولادُكم بالتي تُقَرِّبكم عندنا زُلْفَى؛ قال: هي اسم كأَنه قال بالتي تقرِّبكم عندنا ازْدِلافاً؛ وقول العجاج:
ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا |
طَيُّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا |
سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوقَفا |
يقول: منزلةً بَعد منزلةٍ ودرجةً بعد درجةٍ.
وزَلَفَ إليه وازْدَلَفَ وتَزَلَّفَ: دنا منه؛ قال أَبو زبيد:
حتى إذا اعْصَوْصَبُوا، دون الرِّكابِ مَعاً |
|
دنا تَزَلُّفَ ذِي هِـدْمَـيْنِ مَـقْـرُورِ |
وأَزْلَفَ الشيءَ: قَرَّبَه. وفي التنزيل العزيز: وأُزْلِفَتِ الجنةُ للمتقين؛ أَي قُرِّبَتْ، قال الزجاج: وتأْويله أَي قَرُبَ دخولهم فيها ونَظَرُهُم إليها. وازْدَلَفَه: أَدْناه إلى هَلَكةٍ.
ومُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة: موضع بمكة، قيل: سميت بذلك لاقتراب الناس إلى مِنىً بعد الإفاضة من عرَفات. قال ابن سيده: لا أَدْري كيف هذا.
وأَزْلَفَه الشيء صار جميعه؛ حكاه الزجاج عن أَبي عبيدة، قال أَبو عبيدة: ومُزْدَلِفَةُ من ذلك.
وقوله عز وجلّ: وأَزْلَفْنا ثمَّ الآخرينَ؛ معنى أَزْلَفْنا جمعنا، وقيل: قَرَّبْنا الآخرين من الغَرَقِ وهم أَصحاب فرعون، وكلاهما حَسَن جميل لأَن جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم من بعض، ومن ذلك سميت مزدلفة جَمْعاً.
وأَصل الزُّلْفَى في كلام العرب القُرْبَى. وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: فلما رأَوْه زُلْفةً سِيئتْ وجُوهُ الذين كفروا أَي رأَوا العذاب قريباً. وفي الحديث إذا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إسلامه يُكَفِّرُ اللّه عنه كلَّ سيئة أَزْلَفَها أَي أَسْلَفَها وقدَّمها، والأَصل فيه القُرْبُ والتَّقدُّم.
والزُّلْفةُ: الطائفةُ من أَوّل الليل، والجمع زُلَفٌ وزُلَفاتٌ. ابن سيده: وزُلَفُ الليلِ: ساعات من أَوّله، وقيل: هي ساعاتُ الليل الآخذةُ من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل، واحدتها زُلْفةٌ، فأَما قراءة ابن مُحَيْصِنٍ: وزُلُفاً من الليل، بضم الزاي واللام، وزُلْفاً من الليل، بسكون اللام، فإنَّ الأُولى جمع زُلُفةٍ كبُسُرةٍ وبُسُرٍ، وأَما زُلْفاً فجمع زُلْفةٍ جمعها جمع الأَجناس المخلوقة وإن لم تكن جوهراً كما جمعوا الجواهر المخلوقة نحو دُرَّةٍ ودُرٍّ. وفي حديث ابن مسعود ذِكْرُ زُلَفِ الليلِ، وهي ساعاته، وقيل: هي الطائفة من الليل، قليلةً كانت أَو كثيرة. وفي التنزيل العزيز: وأَقم الصلاة طَرَفَي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛ فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ وعَشِيَّةٌ، وصلاةُ طَرَفي النهار: الصبحُ في أَحد الطرفين والأُولى، والعصرُ في الطرَف الأخير؛ وزلفاً من الليل، قال الزجاج: هو منصوب على الظرف كما تقول جئت طرفي النهار وأَوّل الليل، ومعنى زلفاً من الليل الصلاة القريبة من أَول الليل، أَراد بالزُّلَفِ المغربَ والعشاء الأَخيرة؛ ومن قرأَ وزُلْفاً فهو جمع زَلِيفٍ مثل القُرْب والقَريب.وفي حديث الضَّحِيّة: أُتي بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي يَقْرُبْنَ منه، وهو يَفْتَعِلْنَ من القُرْبِ فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي. ومنه الحديث: أَنه كتب إلى مُصْعبِ بن عمير وهو بالمَدينة: انظر من اليوم الذي تَتَجَهَّزُ فيه اليهود لسبتها، فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى اللّه بركعتين واخطب فيهما أَي تَقَرَّبْ. وفي حديث أَبي بكر والنَّسَّابة: فمنكم المزْدَلِفُ الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ؛ إنما سمي المُزْدَلِف لاقترابه إلى الأقْران وإِقْدامِه عليهم، وقيل: لأَنه قال في حرب كليب: ازْدَلِفُوا قَوْسي أَو قَدْرَها أَي تَقَدَّموا في الحرب بقدر قَوْسي. وفي حديث الباقِر: ما لَك من عَيْشِك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إلى حِمامك أَي تُقَرِّبُك إلى موتك؛ ومنه سمي المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه يتقرّب فيها.
والزَّلَفُ والزَّلِيفُ والتَّزَلُّفُ: التّقدم من مَوْضع إلى موضع.
والمُزْدَلِفُ: رجل من فُرْسان العرب، سمي بذلك لأَنه أَلْقى رُمْحَه بين يديه في حرْب كانت بينه وبين قوم ثم قال: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي.
وزَلَفْنا له أَي تَقَدَّمْنا. وزَلَفَ الشيءَ وزَلَّفَه: قَدَّمه؛ عن ابن الأَعرابي. وتَزَلَّفُوا وازْدَلفُوا أَي تَقَدَّموا.
والزَّلَفةُ: الصَّحْفةُ الممتلئة، بالتحريك، والزَّلَفةُ: الإجّانةُ الخَضْراء، والزَّلَفةُ: المِرآة؛ وقال ابن الأَعرابي: الزَّلَفةُ وجْه المِرآة. يقال: البِرْكَةُ تَطْفَح مثل الزَّلفة، والجمع من كل ذلك زَلَفٌ، والزَّلَفةُ المَصْنَعةُ، والجمع زَلَفٌ؛ قال لبيد:
حتى تَحَيَّرتِ الدِّبارُ كأَنـهـا |
|
زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزومُ |
وأَورد ابن بري هذا البيت شاهداً على الزَّلَفِ جمع زَلَفَةٍ وهي المَحارةُ. قال: وقال أَو عَمرو الزَّلَفُ في هذا البيت مَصانِعُ الماء؛ وأَنشد الجوهري للعُمانيّ:
حتى إذا ماءُ الصَّهاريجِ نَشَـفْ |
|
من بعدِ ما كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ |
قال: وهي المَصانِعُ؛ وقال أَبو عبيدة: هي الأَجاجِينُ الخُضْر، قال: وهي المَزالِفُ أَيضاً. وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: ثم يُرْسِلُ اللّه مطراً فيَغْسِل الأَرض حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ، وهي مَصْنَعةُ الماء؛ أَراد أَن المطر يُغَدِّرُ في الأَرض فتصير كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ الماء، وقيل: الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها ونَظافتها، وقيل: الزَّلَفةُ الرَّوْضةُ، ويقال بالقاف أَيضاً، وكل مُمْتَلئ من الماء زلفةٌ، وأَصبحت الأَرضُ زَلَفةً واحدة على التشبيه كما قالوا أَصبحت قَرْواً واحداً. وقال أَبو حنيفة: الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ؛ قال الشاعر:
جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُهـا |
|
هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفا |
وقال شمر في قوله: طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا، أَي قليلاً قليلاً؛ يقول: طوَى هذا البعيرَ الإعياءُ كما يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي شَّخْصَه قليلاً قليلاً حتى دَقَّ واسْتَقْوَس. وحكى ابن بري عن أَبي عمر الزاهد قال: الزَّلَفةُ ثلاثة أَشياء: البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة، قال: وزاد ابن خالويه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة من كثرة الأَمطار.
والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ: البلد، وقيل: القُرى التي بين البر والبحر كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ ونحوهما.
وزَلَّفَّ في حديثه: زاد كَزَرَّفَ، يقال: فلان يُزَلِّفُ في حديث ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ. وفي الصحاح: المَزالِفُ البَراغيلُ وهي البلاد التي بين الريف والبَر، الواحدة مَزلفة. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَن رجلاً قال له: إني حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ؛ رأْسُ هرّ وخارَكُ: موضعان من ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فيهما، والمَزالِفُ: قرى بين البر والرِّيف. وبنو زُلَيْفةَ: بَطْنٌ؛ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ:
مَنْ مُبْلغٌ مآلكي حُبْشيّا |
|
أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا |
الزَّلَقُ: الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هو. والزَّلَقُ:المكان المَزْلَقة. وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق: لا يثبت عليها قدم، وكذلك الزَّلاَّقة؛ ومنه قوله تعالى: فتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً؛ أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها أَو ملساء ليس بها شيء؛ قال الأَخفش: لا يثبت عليها القدمان. والزَّلَقُ: صَلا الدابة؛ قال رؤبة:
كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الـزَّلَـقْ، |
|
أَو حادِرُ الليِّتَينِ مَطويّ الحق |
والزَّلَقُ: العَجُز من كل دابة. وفي الحديث: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الحمامة؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَي لمَّا هدر الذكر ودار حول الأُنثى أَدارت إِليه مؤخرَها. ومكان زَلَقٌ، بالتحريك، أَي دَحْضٌ، وهو في الأَصل مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه.
وفي الحديث: كان اسْمُ تُرْسِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الزَّلوقَ أَي يَزْلَق عنه السلاح فلا يَخْرقه. وزَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه. وزَلَق رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه وهو من ذلك، وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَه تزليقاً ثلاث لغات. قال ابن بري: وقال علي بن حمزة إِنما هو زَبَقَه، بالباء، والزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق. والتَّزْلِيقُ: تمْلِيسُك الموضِعَ حتى يصير كالمَزْلَقةِ، وإِن لم يكن فيه ماء. الفراء: يقول للذي يحلِقُ الرأْس قد زَلَّقَه وأَزْلَقه. أَبو تراب: تَزَلَّقَ فلان وتَزَيَّقَ إذا تزَيَّن. وفي الحديث: أَن عليّاً رأَى رجُلين خرجا من الحمّام مُتزلِّقَين فقال: مَنْ أَنتما؟ قالا: من المهاجرين، قال: كذبتما ولكنكما من المُفاخِرين، تَزَلَّق الرجل إذا تنعم حتى يكون للونه بَرِيقٌ وبَصِيص.
والتزلُّق: صِبْغةُ البدن بالأَدهان ونحوها.
وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ: أَسْقَطت، وهي مُزْلِق، أَلْقَتْ لغير تمام، فإِن كان ذلك عادة لها فهي مِزلاق، والولد السقط زَلِيق؛ وفرس مِزْلاقٌ:كثير الإِزْلاق. الليث: أَزْلَقَت الفرسُ إذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً.الأَصمعي: إذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبين خَلْقُه وقبل الوقت قيل أَزْلَقَت وأَجهَضَت، وهي مُزْلِق ومُجْهِض، قال أَبو منصور: والصواب في الإِزْلاق ما قاله الأَصمعي لا ماقاله الليث.وناقة زَلوق وزَلوجٌ: سريعة. وريحٌ زَيْلَقٌ: سريعة المرّ؛ عن كراع.
والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه، وهو الذي يُغْلق به الباب ويفتح بلا مفتاح. وأَزْلَقَه ببصره: أَحدَّ النظر إِليه، وكذلك زَلَقه زَلَقاً وزَلَّقه؛ عن الزجاجي. ويقال: زَلَقَه وأَزْلَقَه إذا نحّاه عن مكانه. وقوله تعالى: وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم؛ أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك، قرأَ أَهل المدينة ليَزْلِقونك، بفتح الياء، من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم الياء؛ الفراء: لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم، كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير؛ قال أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك؛ يقال: نظر فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني، وقال القتيبي: أَراد أَنهم ينظرون إِليك إذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك؛ وأَنشد:
يَتقارَضونَ، إذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ، |
|
نظراً يُزِيلُ مَـواطِـئ الأَقْـدامِ |
وبعض المفسرين يذهب إِلى أَنهم يصيبونك بأَعينهم كما يُصِيب الغائنُ المَعِينَ؛ قال الفراء: وكانت العرب إذا أَراد أَحدهم أَن يَعْتانَ المالَ يجُوع ثلاثاً ثم يعرِض لذلك المال، فقال: تالله ما رأَيت مالاً أكثرَ ولا أَحسنَ فيتساقط، فأَرادوا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك فقالوا: ما رأَينا مثل حُجَجه، ونظروا إِليه ليَعِينوه.
ورجل زَلِقٌ وزُمَلِقٌ مثال هُدَبِد وزُمالِقٌ وزُمَّلِقٌ، بتشديد الميم: وهو الذي يُنْزِل قبل أَن يجامِعَ؛ قال القُلاخ بن حَزْن المِنْقَري:
إِن الحُصَيْنَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ، |
كذنبِ العَقْربِ شَوّال غَلِقْ، |
جاءَت به عنْسٌ من الشَّأْم تَلِقْ |
وقوله إِن الحصين، صوابه إِن الجُلَيد وهو الجُلَيد الكلابي؛ وفي رجزه:
يُدْعَى الجُلَيْدَ وهو فينا الزُّمَّلِقْ، |
لا آمِنٌ جلِيسهُ ولا أَنِقْ، |
مُجَوَّعُ البَطْنِ كِلابيُّ الخُلُقْ |
التهذيب: والعرب تقول رجل زَلِقٌ وزُمَّلِق، وهو الشَّكَّاز الذي يُنْزِل إذا حدّث المرأَة من غير جماع، وأَنشد الفراء هذا الرجز أَيضاً، والفعل منه زَمْلَقَ زَمْلَقة، وأَنشد أَبو عبيد هذا الرجز في باب فُعَّلِل.ويقال للخفيف الطيّاش: زُمَّلِق وزُمْلوق وزُمالِقٌ.
والزُّلَّيْقُ، بالضم والتشديد: ضَرْبٌ من الخَوخ أَمْلَس، يقال له بالفارسية شَبْتَهْ رَنْك.
الزُّلْقُوم: الحلقوم في بعض اللغات. والزُّلقوم: خُرْطوم الكلب والسبع. وزَلْقَمَ اللُّقْمَةَ: بلعها.
الأَصمعي: مِقَمَّةُ الشاة، ومنهم من يقول مَقَمَّة، وهي من الكلب الزُّلْقُوم. قال ابن الأَعرابي: زُلْقُوم الفيل خُرْطومه. ابن بري: الزَّلْقَمةُ الاتساع، ومنه سمي البحر زُلْقُماً وقُلْزُماً؛ عن ابن خالوَيْهِ.
زَلَّ السَّهْمُ عن الدِّرْع، والإِنسانُ عن الصَّخْرة يَزِلُّ ويَزَلُّ زَلاًّ وزَلِيلاً ومَزِلَّة: زَلِقَ، وأَزَلَّهُ عنها. وزَلَلْتَ يا فلان تَزِلُّ زَلِيلاً إذا زَلَّ في طِين أَو مَنْطِق. وقال الفراء: زَلِلْت، بالكسر، تَزَلُّ زَلَلاٌ، والاسم الزَّلَّة والزِّلِّيلى. وزَلَّ في الطين زَلاًّ وزَلِيلاً وزُلُولاً؛ هذه الثلاثة عن اللحياني؛ وزَلَّت قَدَمُه زَلاًّ وزَلَّ في مَنْطِقه زَلَّةً وزَلَلاً. التهذيب: إذا زَلَّت قَدَمُه قيل زَلَّ، وإِذا زَلَّ في مَقالٍ أَو نحوه قيل زَلَّ زَلَّة، وفي الخَطيئة ونحوها؛ وأَنشد:
هَلاْ على غَيْرِي جَعَلْتَ الزَّلَّه |
|
فَسَوْفَ أَعْلُو بالحُسَام القُلَّـه |
وزَلَّ في رَأْيِه ودِينِه يَزَلُّ زَلاًّ وزَلَلاً وزُلُولاً وزِلِّيلى تُمَدُّ وتقصر؛ عن اللحياني، وأَزَلَّه هو واسْتَزَلَّهُ غيرُه، وكذلك زَلَّ في المَزَلَّة وأَزَلَّ فلان فلاناً عن مكانه إِزْلالاً وأَزَالَه، وقرئ: فأَزَلَّهما الشيطانُ عنها، وقرئ: فأَزالَهُما، أَي فنَحّاهما، وقيل: أَزَلَّهما الشيطان أَي كَسَبَهما الزَّلَّة. وفسره ثعلب فقال: أَزَلَّهما في الرأْي، وقال اللحياني: أَزَلهما. وفي حديث عبد الله بن أَبي سَرْح: فأُزَلَّه الشيطانُ فلَحِق بالكُفَّار أَي حَمَله على الزَّلَلَ وهو الخَطَأ والذنب. ومَقامٌ زُلُّ: يُزَلُّ فيه، ومَقامةٌ زُلُّ كذلك.
وزُخْلُوقة زُلٌّ أَي زَلَقٌ؛ قال:
لِمَنْ زُحْلُوقةٌ زُلُّ |
|
بها العَيْنانِ تَنْهَلُّ؟ |
ويروى زُحْلُوفَةٌ؛ وقال الكميت:
ووَصْلُهُنَّ الصِّبَا إِنْ كُنْتَ فاعِلَه |
|
وفي مَقَام الصِّبَا زُحْلُوقَةٌ زَلَلُ |
والمَزَلَّة والمَزِلَّة، بكسر الزاي وفتحها: المكان الدَّحْضُ، وهو موضع الزَّلَل. والمَزَلَّة: الزَّلَل في الدَّحْض. والزَّلَل: مثل الزَّلَّة في الخَطَإِ؛ ومكان زَلُولٌ.
والمَزَلَّة: موضع الزَّلَل؛ قال الراعي:
بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَـزَلَّةٍ |
|
لا يستطيع بها القُرادُ مَقِيلا |
والمَزَلَّة: الزَّلَل، وقيل: المَزَلَّة والمَزِلَّة لغتان. وفي صفة الصراط: مَزِلَّة مَدْحَضَة؛ المَزَلَّة مَفْعَلة من زَلَّ يَزِلُّ إذا زَلِق، وتفتح الزاي وتكسر، أَراد أَنه تَزْلَق عليه الأَقدام ولا تثبت؛ وقوله أَنشده ثعلب:
بِسُلَّمٍ من دَفّةٍ مَزِلِّ |
قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مَزِلّ بدلاً من سُلَّم ولا يكون نعتاً لأَنَّ مَفْعِلاً لم يجئ صفة، ويجوز أَن تكون الرواية مُزِلّ، بضم الميم.
وزَلَّ عُمْرُه: ذَهَب، وزَلَّ منه الشيءُ كذلك؛ قال:
أَعُدُّ اللَّيالي، إِذ نَأَيْتَ، ولم يكن |
|
بما زَلَّ من عَيْشٍ أَعُدُّ اللَّياليا |
وقوس زَلاَّءُ: يَزِلُّ السَّهْمُ عنها لسرعة خروجه. وزَلَّت الدراهمُ تَزِلُّ زُلولاً: انْصَبَّت أَو نقصت في وَزْنها؛ يقال: دِرْهَم زالٌّ.
والزَّلُول: المكان الذي زِلُّ فيه القَدَم؛ قال:
بماءٍ زُلالٍ في زَلُولٍ بمعْرَكٍ |
|
يَخِرُّ ضَبابٌ، فوقه، وضَرِيبُ |
وأَزَلَّ إِليه نَعْمَةً أَي أَسداها. وفي الحديث: من أُزِلّت إِليه نعمةٌ فليَشْكُرْها. واتَّخَذَ عنده زَلَّة أَي صَنِيعة، وأَزْلَلْت إِليه نِعْمَةً أَي أَسْدَيْتها قال أَبو عبيد: قوله في الحديث من أُزِلّت إِليه نعمة معناه من أُسْدِيَتْ إِليه وأُعْطِيَها واصْطُنِعت عنده؛ قال ابن الأَثير: وأَصله من الزَّلِيل وهو انتقال الجسم من مكان إِلى مكان، فاستعير لانتقال النعمة من المُنْعِم إِلى المُنْعَم عليه. يقال: زَلَّت منه إِلى فلان نعمةٌ وأَزَلَّها إِليه وأَزْلَلْت إِلى فلان نِعْمةً فأَنا أُزِلُّها إِزْلالاً؛ قال كثيِّر يذكر امرأَة:
وإِني، وإِن صَدَّتْ، لَمُثْنٍ وصادقٌ |
|
عليها بما كانت إِلـينـا أَزَلَّـتِ |
والمُزَلِّل: الكثيرة الهَدايا والمعروف. وقال ابن شميل: كنا في زَلَّة فلان أَي عُرْسه؛ وأَزْلَلْت فلاناً إِلى القوم أَي قَدَّمْته.
وأَزْلَلْت إِليه من حقه شيئاً أَي أَعطيت. والزِّلِّيَّة: واحدة الزَّلاليِّ. وفي ميزانه زَلَلٌ أَي نقصان؛ هذه عن اللحياني. والزَّلَّة: من كلام الناس عند الطعام، يقال: اتَّخَذَ فلان زَلَّةً أَي صَنِيعاً للناس. قال الليث: الزَّلّة عِراقيّة اسم لما يُحْمَل من المائدة لقريب أَو صديق، وإِنما اشتق ذلك من الصنيع إِلى الناس. أَبو عمرو: يقال أَزْلَلْت له زَلّة، ولا يقال زَلَلْت.
والزَّلِيلُ: مَشْيٌ خفيف، وقد زَلَّ يَزِلُّ زَلِيلاً. والأَزَلُّ: السريع؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَزَلُّ إِن قِيدَ، وإِن قام نَصَب |
وقول أَبي محمد الحَذْلَمِيّ:
إِنَّ لها في العامِ ذي الفُتوق، |
وزَلَلِ النِّيَّة والتَّصْفِيق، |
رِعْيَةَ مَوْلىً ناصحٍ شَفيق |
فسر ابن الأَعرابي الزَّلَل ههنا فقال: زَلَلُ النِّيَّة تَباعُدها في النَّجْعة، وقال مرّة: يعني بزلَل النِّية أَن يَزِلُّوا من موضع إِلى موضع لطلب الكَلإِ، والنِّيَّةُ: الموضعُ الذي يَنْوون المسير إِليه. وزَلَّ يَزِلُّ زَلِيلاً وزُلُولاً إذا مَرَّ مَرّاً سريعاً. وغلامٌ زُلْزُلٌ وقُلْقُلٌ إذا كان خفيفاً. وزَلَّ الماءُ في حلقه يَزِلُّ زُلولاً: ذَهَب. وماءٌ زُلالٌ وزَلِيلٌ: سريع النزول والمَرّ في الحلق.
وماءٌ زُلالٌ: بارد، وقيل: ماءٌ زُلالٌ وزُلازِلٌ عَذْبٌ، وقيل صافٍ خالص، وقيل: الزُّلال الصافي من كل شيء؛ قال ذو الرُّمَّة:
كأَنّ جُلُودَهُنّ مُمَوَّهـات |
|
على أَشارها ذَهَبٌ زُلالُ |
ابن الأَعرابي عن ابي شنبل أَنه قال: ما زَلْزَلْت ماءً قَطُّ أَبردَ من ماء الثَّغوب، ففتح الثاء، أَي ما شرِبْتُ؛ قال أَبو منصور: أَراد ما جعلت في حلقي ماءً يَزِلُّ فيه زَلُولاً أَبردَ من ماء الثَّغْب، فجعله ثَغُوباً.
والزَّلَزِلُ: الأَثاثُ والمتاعُ، على فَعَلِل بفتح العين وكسر اللام.
قال شمر: وهو الزَّلَز أَيضاً. وفي كتاب الياقوت: الزَّلَزِلُ والقُثْرُد والخُنْثُر قماش البيت. والزُّلْزُل: الطَّبّال الحاذق. والزَّلْزَلة والزَّلْزال: تحريك الشيء، وقد زَلْزَله زَلْزَلةً وزِلْزالاً، وقد قالوا: إِن الفَعْلال والفِعْلال مُطَّرد في جميع مصادر المضاعف، والاسم الزَّلْزال. وزَلْزَلَ اللهُ الأَرْضَ زَلْزَلَةً وزِلْزالاً، بالكسر، فَتَزَلْزَلَتْ هي. وقال أَبو إِسحق في قوله عز وجل: إذا زُلْزِلَتِ الأَرضُ زِلْزالَها؛ المعنى إذا حُرِّكَت حركة شديدة، والقراءة زِلْزالَها، بكسر الزاي، ويجوز في الكلام زَلْزالَها، قال: وليس في الكلام فَعْلال، بفتح الفاء، إِلاَّ في المضاعف نحو الصِّلْصال والزَّلْزال، قال: والزِّلْزال، بالكسر، المصدر، والزَّلزال، بالفتح، الاسم، وكذلك الوِسواس المصدر، والوَسْواس الاسم. قال ابن الأَنباري في قولهم: أَصابت القومَ زَلْزَلةٌ، قال: الزَّلْزَلة التخويف والتحذير من قوله تعالى: وزُلْزِلوا حتى يقول الرسول؛ أَي خُوِّفوا وحُذِّروا. والزَّلازل: الشدائد.
والزَّلازِل: الأَهوال؛ قال عِمْرانُ بن حِطّان:
فقد أَظَلَّتك أَيام لهـا خـمـسٌ |
|
فيها الزَّلازِلُ والأَهوالُ والوَهَلُ |
وقال بعضهم: الزَّلْزلة مأْخوذة من الزَّلَل في الرأْي، فإِذا قيل زُلْزِل القومُ فمعناه صُرِفوا عن الاستقامة وأُوقِع في قلوبهم الخوفُ والحَذَر. وأُزِلَّ الرَّجُلُ في رأَيه حتى زَلَّ، وأُزِيلَ في موضعه حتى زال.
وفي الحديث: اللهم اهْزِم الأَحزاب وزَلْزِلْهم؛ الزَّلزلة في الأَصل: الحركة العظيمة والإِزعاج الشديد؛ ومنه زَلْزَلة الأَرض،وهو ههنا كناية عن التخويف والتحذير، أَي اجعل أَمرهم مضطرباً متقلقلاً غير ثابت. وفي حديث عطاء: لا دَقَّ ولا زَلْزَلة في الكَيْل أَي لا يُحَرَّك ما فيه ويُهَزُّ لينضمَّ ويسع أَكثر مما فيه. وفي حديث أَبي ذَرٍّ: حتى يَخْرج من حَلَمة ثدييه يَتَزَلْزَلُ.
وإِزِلْزِلْ: كلمةٌ تقال عند الزَّلْزَلة؛ قال ابن جني: ينبغي أَن تكون من معناها وقريباً من لفظها فلا تكون من حروف الزَّلْزَلة، قال: وإِنما حكمنا بذلك لأَنها لو كانت منها لكانت. فهو أَنه مثال فائت فيه بَلِيَّة من جهة أُخرى، وذلك أَن بنات الأَربعة لا تدركها الزيادة من أَولها إِلاَّ في الأَسماء الجارية على أَسمائها نحو مُدَحْرج، وليس إِزِلْزِل من ذلك، فيجب أَن يكون من لفظ الأَزْل ومعناه، ومثالُه فِعِلْعِل. وتَزَلْزَلت نفسُه: رَجَعَتْ عند الموت في صدره؛ قال أَبو ذؤيب:
وقالوا: تَرَكْناهُ تَزَلْزَلُ نفـسُـه |
|
وقد أَسْنَدوني، أَو كَذَا غيرَ سانِدِ |
كذا منصوبة الموضع بفعل مضمر تقديره قد أَسندوني أَو تركوني كذا مُضْجَعاً، وأَكثر ما تحذف العرب أَحد الفعلين لصاحبه إذا كانا متفقين نحو ضربت زيداً وعمراً أَي وضربت عمراً، وحذف الثاني لدلالة الأَول لفظاً ومعنى، فقد يجوز حذف أَحد الفعلين لصاحبه وإِن كانا مختلفين، فمن ذلك هذا البيت الذي نحن بصَدَده، وهو قوله أَسندوني أَو تركوني، فحذف تركوني وإِن كان مخالفاً لأَسندوني، وذلك أَن الشيء يجري مجرى نقيضه، كما يجري مجرى نظيره، وذلك قولهم طَوِيل كما قالوا قصِير، وقالوا ظَمْآن كما قالوا رَيّان، وقالوا كَثُرَ ما تقولنَّ كما قالوا قَلَّما تقولنَّ، ونحوه كثير، وإِذا ثبت هذا في المختلف كان حكماً يُرْجَع إِليه في المتفق.
ويقال: تَرَكْت القومَ في زُلْزُولٍ وعُلْعُولٍ أَي في قتال؛ قال شَمِر: ولم يعرفه أَبو سعيد.
والأَزَلُّ: الخفيف الوَرِكَين. والأَزَلُّ الأَرْسَح، وقيل: هو أَشد منه لا يَسْتَمْسِك إِزارُه، والأُنثى زَلاّء.
وقد زَلَّ زَلَلاً. وامرأَة زَلاّء: لا عَجِيزَة لها أَي رَسْحاء بَيِّنة الزَّلل؛ وقال:
لَيْسَتْ بكَرْواءَ ولكن خِدْلِمِ |
|
ولا بِزَلاّءَ ولكنْ سُتْهُـمِ، |
ولا بِكَحْلاءَ، ولكن زُرْقُمِ |
|
|
وسِمْعٌ أَزَلُّ: بين الضَّبُع والذئب؛ قال:
مُسْبِلٌ في الحَيِّ أَحْوَى رِفَلُّ |
|
وإِذا يَغْزُو فسِـمْـعٌ أَزَلُّ |
الجوهري: والسِّمْعُ الأَزَلُّ الذئب الأَرْسَح يتولد بين الذئب والضَّبُع، وهذه الصفة لازمة له كما يقال الضَّبْع العَرْجاء. وفي المثل: هو أَسْمَعُ من الذِّئب الأَزَلّ، وفي حديث علي، عليه السلام، كتب إِلى ابن عباس: اخْتَطَفْتَ ما قَدَرْتَ عليه من أَموال الأُمَّة اخْتِطافَ الذِّئب الأَزَلِّ دامِيَةَ المِعْزَى؛ قال ابن الأَثير: الأَزَلُّ في الأَصل الصغير العَجُز، وهو في صفات الذئب الخفيف، وقيل: هو من قولهم زَلَّ زَلِيلاً إذا عدا، وخَصَّ الداميةَ لأَن من طبع الذئب مَحَبَّة الدم حتى إِنه يرى ذئباً دامياً فيَثِب عليه ليأْكله. التهذيب: والزَّلَل مصدر الأَزَلّ من الذئاب وغيرها، والجمع الزُّلُّ؛ وقول الشاعر:
وعادية سَوْمَ الجَراد وَزَعْتها |
|
فكَلَّفتها سِيداً أَزَلَّ مُصَدَّرا |
قال: لم يَعْنِ بالأَزَلِّ الأَرْسَح ولا هو من صفة الفرس، ولكنه أَراد يَزِلُّ زَلِيلاً خفيفاً؛ قال ذلك ابن الأَعرابي فيما روى ثعلب له، وقال غيره: بل هو نعت للذئب، جعله أَزَلَّ لأَنه أَحق له شَبَّه به الفرس ثم نَعَتَه. ابن الأَعرابي: زُلَّ إذا دُقِّقَ، وزَلَّ إذا أَخطأَ. الفراء: الزِّلَّة الحجارة المُلْس.
الزُّلَمُ والزَّلَمُ: القِدْح لا ريش عليه، والجمع أَزْلام.
الجوهري: الزَّلَمُ، بالتحريك، القِدْحُ؛ قال الشاعر:
بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ، |
|
ليس بِراعي إبلٍ ولا غَنَمْ |
قال: وكذلك الزُّلَمُ، بضم الزاي، والجمع الأَزْلامُ وهي السهام التي كان أَهل الجاهلية يستقسمون بها.
وزَلَّمَ القِدْحَ: سوَّاه وليَّنه. وزَلَّمَ الرَّحَى: أَدارها وأَخذ من حروفها؛ قال ذو الرمة:
تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِراتٍ وَقِيعَةٍ، |
|
كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها الـمَـنـاقِـرُ |
شبه خُفِّ البعير بالرَّحَى أَي قد أَخذت المَناقِرُ والمعاوِلُ من حروفها وسوَّتْها. وزَلَّمْتُ الحجر أَي قطعته وأَصلحته للرَّحَى، قال: وهذا أَصل قولهم هو العبدُ زُلْمَةً، وقيل: كل ما حُذِقَ وأُخذ من حروفه فقد زُلِّم. ويقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ وقِدْحٌ زَلِيمٌ إذا طُرَّ وأُّجِيدَ قَدُّه وصنعته، وعَصاً مُزَلَّمَةٌ، وما أَحسن ما زَلَّمَ سهمه.
وفي التنزيل العزيز: وأَن تَسْتَقْسِموا بالأَزلامِ ذلكم فسق؛ قال الأَزهري، رحمه الله: الاستقسام مذكور في موضعه، والأَزْلامُ كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أَمر ونهي وافْعَلْ ولا تَفْعَلْ، قد زُلّمَتْ وسُوِّيَتْ ووضعتْ في الكعبة، يقوم بها سَدَنَةُ البيت، فإذا أَراد رجل سفراً أَو نكاحاً أَتى السادِنَ فقال: أَخْرِج لي زَلَماً، فيخرجه وينظر إليه، فإذا خرج قِدْحُ الأَمر مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قِدْحُ النهي قعد عما أَراده، وربما كان مع الرجل زَلَمانِ وضعهما في قِرابِه، فإِذا أَراد الاستقسام أَخرج أَحدهما؛ قال الحُطَيْئَةُ يمدح أَبا موسى الأَشعري:
لم يَزْجُرِ الطير، إن مَرَّتْ به سُنُحاً، |
|
ولا يُفِيضُ علي قِـسْـمٍ بـأَزْلامِ |
وقال طَرَفَةُ:
أَخَذَ الأَزْلامَ مُقْتَسِماً، |
|
فأتى أَغْواهما زَلَمَهْ |
ويقال: مرَّ بنا فلان يَزْلِم زَلَماناً ويَحْذِم حَذَماناً؛ وقال ابن السكيت في قوله:
رَبابِيحُ تَنْزُو أَو فُرارٌ مُزَلَّمُ |
قال: الربابيح القُرود العظام، واحدها رُبَّاح. والمُزَلَّمُ: القصير الذنب. ابن سيده: والمُزَلَّمُ من الرجال القصير الخفيف الظريف، شبه بالقِدْحِ الصغير. وفرس مُزَلَّمٌ: مُقْتَدِرُ الخَلْق. ويقال للرجل إذا كان خفيف الهيئة وللمرأة التي ليست بطويلة: رجل مُزَلَّمٌ وامرأَة مُزَلَّمَة مثل مُقذَّذَةٍ. وزَلَّمَ غِذاءه: أَساءه فصغُر جِرمه لذلك. وقالوا: هو العبد زُلْماً؛ عن اللحياني، وزُلْمَةً وزُلَمَةً وزَلْمَةً وزَلَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العَبد وحَذْوُهُ حَذوُهُ، وقيل: معناه كأَنه يشبه العبد حتى كأنه هو؛ عن اللحياني، قال: يقال ذلك في النكرة وكذلك في الأَمة، وفي الصحاح: أَي قُدَّ قَدَّ العبد. يقال: هذا العبد زُلْماً يا فتى أَي قَدّاً وحَذْواً، وقيل: معنى كل ذلك حَقّاً. وعطاء مُزَلَّم: قليل. وزَلَّمْتُ عطاءه: قللته. والمُزَلَّم: الرجل القصير. ابن الأَعرابي: المُزَلَّمُ والمُزَنَّمُ الصغير الجُثَّةِ، والمُزَلَّمُ السيِّء الغذاء.
والزَّلَمَةُ: هَنَةٌ معلقة في حلق الشاة، فإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، وقد زَنَّمْتُها؛ وأَنشد:
بات يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ |
وقال الليث: الزَّلَمَة تكون للمِعْزى في حلوقها متعلقة كالقُرْط ولها زَلَمتان، وإذا كانت في الأُذن فهي زَنَمَةٌ، بالنون، والنعت أَزْلَمُ وأَزْنَمُ، والأُنثى زَلْماء وزَنماء، والمُزَنَّمُ: المقطوع طرف الأُذن.
والمزَلَّمُ والمُزَنَّم من الإبل: الذي تقطع أُذنه وتترك له زَلَمَةٌ أَو زَنَمَةٌ؛ قال أَبو عبيد: وإنما يفعل ذلك بالكِرامِ منها. وشاة زَلْماء: مثل زَنْماء، والذكر أَزْلَمُ. ابن شميل: ازْدَلَم فلان رأْس فلان أَي قطعه، وزَلَم الله أَنفه.
وأَزْلامُ البقر: قوائمها، قيل لها أَزْلامٌ للطافتها، شبهت بأَزْلامِ القِداح. والزَّلَمُ والزُّلَمُ: الظِّلْفُ؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَزْلامٌ، وخص بعضهم به أَظلاف البقر.
والزَّلَمُ: الزَّمَعُ الذي خلف الأَظلاف، والجمع أَزْلام؛ قال:
تَزِلُّ على الأَرض أَزْلامُهُ، |
|
كما زَلَّتِ القَدَمُ الآزِحَـهْ |
الآزِحَةُ: الكثيرةُ لحم الأَخْمَص، شبهها بأَزْلامِ القِداحِ، واحدها زَلَمٌ، وهو القِدْح المَبْرِيّ؛ وقال الأَخْفش: واحد الأَزْلامِ زُلَم وزَلَم. وفي حديث الهجرة: قال سُراقَة فأَخرجت زُلَماً، وفي رواية: الأَزْلامَ، وهي القِداح التي كانت في الجاهلية، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أَراد سفراً أَو رَواحاً أَو أَمراً مُهِمّاً أَدخل يده فأَخرج منها زُلَماً، فإن خرج الأَمرُ مضى لشأْنه، وإن خرج النهي كَفَّ عنه ولم يفعله. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر، وقيل: الدهر الشديد، وقيل: الشديد المرّ، وقيل: هو المتعلق به البَلايا والمَنايا، وقال يعقوب: سمي بذلك لأَن المنايا مَنُوطة به تابعة له؛ قال الأَخطل:
يا بِشْرُ، لو لم أكُنْ منكم بمَنزلةٍ، |
|
أَلْقَى عليَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَـذَعُ |
وهو الأَزْنَمُ الجَذَعُ، فمن قالها بالنون فمعناه أَن المنايا منوطة به، أخذها من زَنَمَةِ الشاة، ومن قال الأَزْلَم أَراد خفتها؛ قال ابن بري: وقال عباس بن مرْداسٍ:
إني أَرَى لكَ أَكْلاً لا يَقومُ به، |
|
من الأَكولة، إلاَّ الأَزْلَمُ الجَذَع |
قال: وقيل البيت لمالك بن ربيعة العامِرِيّ يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أُبَيّ بن كِلاب، وأَصل الأَزْلَمِ الجَذَعِ الوَعِلُ.ويقال للوعِلِ: مُزَلَّم؛ وقال:
لو كان حَيٌّ ناجِياً لَنَـجَـا، |
|
من بومه، المُزَلَّمُ الأَعْصَمُ |
وقد ذكر أَن الوُعول والظّباء لا يسقط لها سنّ فهي جُذْعان أَبداً، وإنما يريدون أَن الدهر على حال واحدة. وقالوا: أَوْدَى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ أي أَهلكه الدهر، يقال ذلك لما ولَّى وفات ويُئِسَ منه. ويقال: لا آتيه الأَزْلَمَ الجَذَعَ أَي لا آتيه أَبداً، ومعناه أَن الدهر باقٍ على حاله لا يتغير على طول إناه فهو أَبداً جَذَعٌ لا يُسِنُّ.
والزَّلْماء: الأُرْوِيَّةُ، وقيل: أُنثى الصُّقور؛ كلاهما عن كراع.
وزَلَمَ الإناء: ملأه؛ هذه عن أَبي حنيفة. وزَلَمْتُ الحوض فهو مَزْلومٌ إذا ملأته؛ وقال:
حابية كالثَّغَبِ المَزْلوم |
أَبو عمرو: الأَزْلامُ الوِبارُ، واحدها زَلَمٌ؛ وقال قُحَيْفٌ:
يبيتُ مع الأَزْلامِ في رأْس حالقٍ، |
|
ويَرْتادُ ما لم تَحْتَرِزْه المَخـاوِفُ |
وفي حديث سَطِيحٍ:
أَم فاد فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَنْ |
قال ابن الأَثير: فازْلَمَّ أَي ذهب مسرعاً، والأَصل فيه ازْلأَمَّ فحذف الهمزة تخفياً، وقيل: أَصلها ازْلامَّ كأشْهابَّ، فحذف الأَلف تخفياً، وقيل: أزلَمَّ قبض، والعَنَنُ: الموت أي عرض له الموت فقبضه.
وزُلَيْم وزَلاَّمٌ: إسمان.
وازْلأَمَّ القومُ ازْلِئْماماً: ارتحلوا؛ قال العجاج:
واحتملوا الأُمور فازْلأَمُّوا |
والمُزْلَئِمُّ: الذاهب الماضي، وقيل: هوالمرتفع في سير أَو غيره؛ قال كُثَيِّر:
تَأَرَّض أَخْفافُ المُناخَةِ منهم |
|
مكان الي قد بُعِّدَتْ فازْلأَمَّت |
أَي ذهبت فمضت، وقيل: ارتفعت في سيرها. ويقال للرجل إذا نهض فانتصب: قد ازْلأَمَّ. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع. وزْلأَمَّت الضُّحى: انبسطت.
الجوهري: ازْلأَمَّ القومُ إزْلِئماماً أَي ولَّوا سِراعاً. وازْلأَمَّ الشيءُ: انتصب. وازْلأَمَّ النهار إذا ارتفع ضَحاؤه، وقيل في شَأْوِ العَنَنِ: إنه اعتراض الموت على الخَلْقِ.
التهذيب في الخماسي: روي عن مجاهد في تفسير قوله تعالى:أَفَتَتَّخِذُونَهُ وذُرِّيَّتَهُ أَولياء من دوني وهم لكم عدوٌّ؛ قال: ولد إِبليس خمسة: دَاسِمٌ وأَعور ومِسْوَطٌ وثَيْرٌ وزَلَنْبُورٌ. قال سفيان:زَلَنْبُورٌ يفرّق بين الرجل وأَهله ويُبَصِّرُ الرجل عيوب أَهله.
رجل زِلِنْباعٌ: مُنْدَرِئ بالكلام.
الأَزهري: الزَّلَنْقَحُ السَّيِّءُ الخُلُقِ.
زَلِه زَلَهاً: زَمِعَ وطَمِعَ.الأَزهري: الزَّلَهُ ما يصل إلى النَّفْسِ من غمّ الحاجة أَو همٍّ من غيرها؛ وأَنشد:
وقد زَلِهَتْ نفْسي من الجَهْدِ، والذي |
|
أُطالِبُه شَقْـنٌ، ولـكـنـه نَـذْلُ |
الشَّقْنُ: القليل الوَتِحُ من كل شيء. ابن الأَعرابي: الزَّلْهُ التحير. والزَّلْهُ نَوْرُ الريحان وحُسْنُه، والزَّلْهُ الصَّخْرة التي يقوم عليها الساقي.
المُزْلَهِمُّ: السريع؛ وقال ابن الأَنباري: المُزْلَهِمُّ الخفيف؛ وأَنشد:
من المُزْلَهِمِّين الـذين كـأَنَّـهُـمْ، |
|
إذا احْتَضَرَ القومُ الخِوانَ، على وِتْرِ |
الزَّمِيتُ والزِّمِّيتُ: الحليم الساكن، القليل الكلام، كالصِّمِّيتِ؛ وقيل: الساكتُ، والاسم الزَّماتَةُ، وقد تَزَمَّتَ، وما أَشدَّ تَزَمُّتَه.
ورجل مُتَزَمِّتٌ، وزِمِّيتٌ، وفيه زَماتة. ابن الأَعرابي: رجل زَمِيتٌ وزِمِّيتٌ إذا تَوَفَّر في مجلسه. الجوهري: الزِّمِّيتُ مثال الفِسِّيق، أَوقَرُ من الزِّمِيتِ. وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان من أَزْمَتِهم في المجلس أَي من أَرْزَنِهم وأَوْقَرِهم. قال ابن الأَثير: كذا ذكره الهروي في كتابه عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ والذي جاء في كتاب أَبي عبيد وغيره، قال في حديث زيد بن ثابت: كان من أَفْكه الناسِ إذا خَلا مع أَهله، وأَزْمَتِهم في المجلس؛ قال: ولعلهما حديثان؛ وقال الشاعر في الزِّمِّيت بمعنى الساكن:
والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ، |
|
ليس لمَنْ ضُمِّنَه تَـزْبِـيتٌ |
والزُّمَّتُ: طائر أَسود، أَحمر الرجلين والمِنْقار، يَتَلوَّن في الشمس أَلواناً، دون الغُدافِ شيئاً، ويَدْعُوه العامة: أَبا قَلَمُونَ.
ويقال: ازْمَأَتَّ يَزْمَئِتُّ ازْمِئْتاتاً، فهو مُزْمَئِتٌّ إذا تَلوَّن أَلواناً مُتَغايرة.
زَمَجَ قِرْبَتَه وسِقاءَه زَمْجاً إذا ملأَهما، لغة في جَزَمَها؛ قال ابن سيجه: وزعم يعقوب أَنه مقلوب، والمصدر يأْبى ذلك. وزَمَجَ الرجلُ زَمْجاً: دخل على القوم بغير دعوة فأَكل؛ ابن الأَعرابي: زَمَجَ على القوم ودَمَقَ ودَمَرَ، بمعنى واحد. والزَّمَجُ، بالتحريك: الغَضَبُ، وقد زَمِجَ، بالكسر.
الأَصمعي: قال سمعت رجلاً من أَشْجَعَ يقول: ما لي أَراك مُزْمَئِجّاً؟ أَي غَضْبَانَ. والزِّمِجَّى: مَنْبِتُ ذنب الطائر مثل الزِّمِكَّى. والزُّمَّجُ: طائر دون العُقاب يصاد به؛ وقيل: هو ذكر العِقْبانِ، وقد يقال: زُمَّجَةٌ؛ قال ابن سيده: زعم الفارسي عن أَبي حاتم أَنه معرَّب، قال: وذكر سيبويه الزَّمَّجَ في الصفات، ولم يفسره السيرافي؛ قال: والأَعرف أَنه الزُّمَّحُ، بالحاء. والزُّمَّجُ، مثل الخُرَّدِ: اسم طير يقال له بالفارسية دَهْ بِرادَرانْ. التهذيب: الزُّمَّجُ طائر دون العقاب في قِمَّتِهِ حُمْرةٌ غالبة، تسميه العجم دوبِرادَرانْ، وترجمته أَنه إذا عجز عن صيده أَعانه أَخوه على أَخذه. ابن سيده: يقال: رجل زُمَّجٌ وزُماجٌ، وهو الخفيف الرِّجْلَيْنِ. وجاءني القوم بِزَأْمَجِهمْ، مهموز، أَي بأَجمعهم.
وأَخذ الشيءَ بِزَأْمَجِه وزَأْبَجِهِ وزَأْبَرِهِ إذا أَخذه كله، ولم يدع منه شيئاً؛ وحكاه سيبويه غير مهموز عند ذكر العالم والناصر وقد همزا؛ وقيل: الهمزة فيهما أَصلية.
وازْمَأَجَّتِ الرُّطَبَةُ: انتفخت من حَرٍّ أَو ندىً أَو انتهاء؛ عن الهجري.
شمر: زَأَجَ بين القوم وزَمَجَ إذا حَرَّشَ.
الزَّمْجَرَةُ: الصوتُ وخص بعضهم به الصوت من الجَوْفِ، ويقال للرجل إذا أَكثر الصَّخَبَ والصياحَ والزَّجْرَ: سمعت لفلان زَمْجَرَةً وغَذْمَرَةً، وفلان زَماجِرَ وزَماجِيرَ؛ حكاه يعقوب. وزَمْجَرَ الرجل:سُمِعَ في صوته غِلَظٌ وجَفَاءٌ. وزَمْجَرَةُ الأَسد: زَئِيرٌ يُرَدِّدُه في نَحْرِه ولا يُفْصِحُ، وقيل: زَمْجَرَةُ كل شيء صوته. وسمع أَعرابيُّ هَدِيرَ طائِرٍ فقال: ما يَعْلَمُ زَمْجَرَتَهُ إِلاَّ اللهُ؛ قال أَبو حنيفة: الزَّماجِرُ من الصوت نحو الزَّمازِمِ، الواحد زَمْجَرَةٌ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:
لها زِمَجْرٌ فوقها ذو صَدْحِ |
فإِنه فسر الزَّمَجْرَ بأَنه الصوت؛ وقال ثعلب: إِنما أَراد زَمْجَرٌ فاحتاج فَحَوَّل البناء إِلى بناء آخر، وإِنما عنى ثعلب بالزَّمْجَرِ جمع زَمْجَرَةٍ من الصوت إِذ لا يعرف في الكلام زَمْجَرٌ إِلاَّ ذلك؛ قال ابن سيده: وعندي أَن الشاعر إِنما عنى بالزِّمَجْرِ المُزَمْجِرَ كأَنه رجل زِمَجْرٌ كسِبَطْرٍ، ابن الأَعرابي: الزَّماجِيرُ زَمَّاراتُ الرُّعْيانِ.
الزُّمَّحُ من الرجال: الضعيفُ، وقيل: القصير الدميم، وقيل: اللئيم. والزُّمَّحُ والزَّوْمَحُ من الرجال:الأَسودُ القبيحُ الشَّرِيرُ؛ وأَنشد شمر:
ولم تَكُ شِهْدارةَ الأَبْعَـدين، |
|
ولا زُمَّحَ الأَقْرَبين الشَّرِيرا |
وقيل: الزُّمَّحُ القصير السَّمْجُ الخِلْقَة السَّيِّءُ الأَدَمُّ المَشْؤُوم.
والزِّمَحْنُ والزِّمَحْنةُ: السيِّءُ الخُلْق.
والزَّامِحُ: الدُّمَّلُ، اسمٌ كالكاهِلِ والغارِبِ، لأَنَّا لم نجد له فِعْلاً.
والزُّمَّاحُ: طين يجعل على رأْس خشبة يرمى بها الطير، وأَنكرها بعضهم وقال: إِنما هو الجُمَّاحُ. والزُّمَّاحُ: طائر كان يَقِفُ بالمدينة في الجاهلية على أُطُمٍ فيقول شيئاً، وقيل: كان يسقط في بعض مَرابِدِ المدينة فيأْكل تَمْره، فَرَمَوْه فقتلوه فلم يأْكل أَحد من لحمه إِلا مات؛ قال:
أَعَلى العَهدِ أَصْبَحَتْ أُمُّ عَمْرِو، |
|
ليتَ شِعْرِي، أَم غالها الزُّمَّاحُ؟ |
الأَزهري: الزُّمَّاحُ طائر كانت الأَعراب تقول إِنه يأْخذ الصبي من مَهْدِه.
وزَمَّحَ الرجلُ إذا قتل الزُّمَّاحَ، وهو هذا الطائر الذي يأْخذ الصبي.
زَمَخَ الرجلُ بأَنفه زَمْخاً وشَمَخَ: تكبر وتاه. وأُنُوفٌ زُمَّخٌ: شُمَّخٌ.
وعَقَبة زَمُوخٌ: بعيدة، قال أَبو زيد: عَقَبَةٌ زَمُزخٌ وحَجُون شديدة؛ وقال ابن الأَعرابي: زَمُوخ وبَزُوخ أَي عَسِرَة نَكِدَة؛ وأَنشد:
أَبَتْ لي عِزَّةٌ بَزَرَى زَمُوخ |
ويروى بَزُوخ ومعناهما واحد. والزامِخُ: الشامخُ بأَنفه؛ وأَنشد:
أَجْوازُهُنَّ والأُنوفُ والزُّمَّخُ |
يعني بالأَجْواز أَوساطَ الجبال وأُنوفَها الطِّوالَ، والله أَعلم.
توخاً؛ وأَنشد في ترجمة زنخ:
فَقُمْنا، وزيدٌ راتِخٌ في خِبائِها، |
|
رُتوخَ القُرادِ، لا يَرِيمُ إذا زَنَخْ |
ويقال: رَتَخَ بالمكان رُتُوخاً إذا ثبت. وأَرْتَخَ الحَجَّامُ: لم يبالغ في الشَّرْط، والاسم الرَّتْخُ؛ قال: رَشْحاً من الشَّرْطِ ورَتْخاً واشِلا ابن الأَعرابي: التَّرْخُ الشرطُ اللَّيِّنُ؛ يقال: ارْتَخْ شَرْطِي واتْرَخْ شَرْطِي؛ قال الأَزهري: هما لغتان: التَّرْخُ والرَّتْخُ مثل الجَبْذِ والجَذْبِ. ورَتَخَ العجينُ رَتْخاً إذا رَقَّ فلم يَنْخَبِزْ، وكذلك الطين، فهو راتخٌ زَلِقٌ.
والرُّتُوخُ: اللُّصُوق.
الزَّمْخَرُ: المزمار الكبير الأَسودُ. والزَّمْخَرَةُ:الزَّمَّارَةُ، وهي الزانية. زَمْخَرَ الصوتُ وازْمَخَرَّ: اشتدَّ. وتَزَمْخَرَ النَّمرُ: غَضِبَ وصاح. والزَّمْخَرَةُ: كل عَظْمٍ أَجْوَفَ لا مُخَّ فيه، وكذلك الزَّمْخَرِيُّ. وظليم زَمْخَريُّ السواعد أَي طويلها؛ قال الأَعْلَمُ يصف ظَلِيماً:
على حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ ال |
|
سَّواعِدِ، ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ |
وأَراد بالسواعد هنا مجاري المخ في العظام؛ أَراد عظام سواعده أَنها جُوفٌ كالقَصَب. وزعموا أَن النعام والكَرَى لا مخ لها. الأَصمعي: الظليم أَجوف العظام لا مخ له، قال: ليس شيء من الطير إِلاَّ وله مخ غير الظليم، فإِنه لا مخ له، وذلك لأَنه لا يجد البرد. والزَّمْخَرُ: الشجر الكثير الملتف، وزَمْخَرَتُه: التفافه وكثرته. وزَمْخَرةُ الشَّبَاب: امتلاؤه واكتهاله. والزَّمْخَرَةُ: النُّشَّابُ. والزَّمْخَرُ: السِّهامُ، وقيل: هو الدقيق الطُّوالُ منها؛ قال أَبو الصلت الثقفي وفي التهذيب قال أُمية ابن أَبي الصلت في الزَّمَخرِ السَّهْم:
يَرْمُونَ عن عتلٍ، كأَنها غُبُـطٌ |
|
بِزَمْخرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا |
العتل: القسي الفارسية، واحدتها عتلة. والغبط: جمع غبِيط، والغُبُطُ:خشبُ الرحال، وشبه القسي الفارسية بها، وهذا البيت ذكره ابن الأَثير في كتابه قال: وفي حديث ابن ذي يَزَنٍ، أَبو عمرو: الزَّمْخَرُ السهمُ الرقيق الصوت النَّاقِزُ؛ وقال أَبو منصور: أَراد السهام التي عيدانها من قَصَبٍ، وقَصَبُ المزامير زَمْخَرٌ؛ ومنه قول الجعدي:
حَناجِرُ كالأَقْماعِ جـاء حَـنـينُـهـا، |
|
كما صَيَّحَ الزَّمَّارُ في الصُّبْحِ، زَمْخَرَا |
والزَّمْخَرِيُّ: النباتُ حين يطول؛ قال الجعدي:
فَتَعَالى زَمْـخَـرِيُّ وارِمٌ، |
|
مالَت الأَعْرَاقُ منه واكْتَهَلْ |
الوارم: الغليظ المنتفخ. وعُودٌ زَمْخَرِيُّ وزُماخِرٌ: أَجوف؛ ويقال للقصب: زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيُّ.
الزِّمَخْنُ والزِّمَخْنَةُ: السَّيِّءُ الخُلُق.
الزَّمْرُ بالمِزْمارِ، زَمَرَ يَزْمِرُ ويَزْمُرُ زَمْراً وزَمِيراً وزَمَراناً: غَنَّى في القَصَبِ. وامرأَة زامِرَةٌ ولا يقال زَمَّارَةٌ، ولا يقال رجل زامِرٌ إِنما هو زَمَّارٌ. الأَصمعي: يقال للذي يُغَنَّي الزّامِرُ والزِّمَّارُ، ويقال للقصبة التي يُزْمَرُ بها زَمَّارَةٌ، كما يقال للأَرض التي يُزْرَعُ فيها زَرّاعَةٌ. قال: وقال فلان لرجل: يا ابن الزِّمَّارَة، يعني المُغَنِّيَة. والمِزْمارُ والزَّمَّارَةُ: ما يُزْمَرُ فيه. الجوهري: المِزْمارُ واحد المَزامِيرِ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَبِمَزْمُورِ الشيطان في بيت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: مِزْمارَةِ الشيطان عند النبي، صلى الله عليه وسلم، المزمورُ، بفتح الميم وضمها، والمِزْمارُ سواء، وهو الآلة التي يُزْمَرُ بها.
ومَزامِيرُ داود، عليه السلام: ما كان يَتَغَنَّى به من الزَّبُورِ وضُروب الدعاء، واحدها مِزْمارٌ ومُزْمُورٌ؛ الأَخيرة عن كراع، ونظيره مُعْلُوقٌ ومُغْرُودٌ. وفي حديث أَبي موسى: سمعه النبي، صلى الله عليه وسلم، يقرأُ فقال: لقد أُعْطِيتَ مِزْماراً من مَزامِيرِ آلِ داودَ، عليه السلام؛ شَبَّهَ حُسْنَ صوتِه وحلاوةَ نَعْمَتِه بصوت المِزْمارِ، وداود هو النبي،صلى الله عليه وسلم، وإِليه المُنْتَهى في حُسْنِ الصوت بالقراءة، والآل في قوله آل داود مقحمة، قيل: معناه ههنا الشخص. وكتب الحجاج إِلى بعض عماله أَن أَبعث إِليَّ فلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً؛ فالمُسَمَّعُ:المُقَيَّدُ، والمُزَمَّرُ: المُسَوْجَرُ؛ أَنشد ثعلب:
ولي مُسْمِعانِ وزَمَّارَةٌ، |
|
وظِلُّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقّ |
فسره فقال: الزمارة الساجور، والمُسْمِعانِ القيدان، يعني قَيْدَيْنِ وغُلَّيْنِ، والحِصْنُ السجن، وكل ذلك على التشبيه، وهذا البيت لبعض المُحَبَّسِينَ كان مَحْبُوساً فمُسْمِعاهُ قيداه لصوتهما إذا مشى، وزَمَّارَتُه الساجور والظل، والحصن السجن وظلمته. وفي حديث ابن جبير: أَنه أَتى به الحجاج وفي عنقه زَمَّارَةٌ؛ الزمارة الغُلُّ والساجور الذي يجعل في عنق الكلب. ابن سيده: والزَّمَّارَةُ عمود بين حلقتي الغل.
والزِّمارُ بالكسر: صوت النعامة؛ وفي الصحاح: صوت النعام. وزَمَرَتِ النعامةُ تَزْمِرُ زِماراً: صَوَّتَتْ. وقد زَمَرَ النعامُ يَزْمِرُ، بالكسر، زِماراً. وأَما الظليم فلا يقال فيه إِلاَّ عارٌّ يُعارُّ. وزَمَرَ بالحديث: أَذاعه وأَفشاه. والزَّمَّارَةُ: الزانية؛ عن ثعلب، وقال: لأَنها تُشِيعُ أَمرها. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن كسب الزِّمَّارَةِ. قال أَبُو عبيد: قال الحجاج: الزَّمَّارَةُ الزانية، قال وقال غيره:إِنما هي الرَّمَّازَةُ، يتقديم الراء على الزاي، من الرَّمْزِ، وهي التي تومئ بشفتيها وبعينيها وحاجبيها، والزواني يفعلن ذلك، والأَول الوجه.
وقال أَبو عبيد: هي الزَّمَّارَةُ كما جاء الحديث؛ قال أَبو منصور: واعترض القتيب على أَبي عبيد في قوله هي الزَّمَّارة كما جاء في الحديث، فقال:الصواب الرَّمَّازَة لأَن من شأْن البَغِيِّ أَن تُومِضَ بعينها وحاجبها؛ وأَنشد:
يُومِضْنَ بالأَعْيُنِ والحواجِـبِ، |
|
إِيماضَ بَرْقِ في عَماءٍ ناصِبِ |
قال أَبو منصور: وقول أَبي عبيد عندي الصواب، وسئل أَبو العباس أَحمد بن يحيى عن معنى الحديث أَنه نهى عن كسب الزَّمِّارَة فقال: الحرف الصحيح رَمَّازَةٌ، وزَمَّارَةٌ ههنا خطأٌ. والزَّمَّارَةُ: البَغِيُّ الحسناء، والزَّمِيرُ: الغلام الجميل، وإِنما كان الزنا مع الملاح لا مع القباح؛ قال أَبو منصور: لِلزَّمَّارَةِ في تفسير ما جاء في الحديث وجهان: أَحدهما أَن يكون النهي عن كسب المغنية، كما روى أَبو حاتم عن الأَصمعي، أَو يكون النهي عن كسب البَغِيِّ كما قال أَبو عبيد وأَحمد بن يحيى؛ وإِذا روى الثقات للحديث تفسيراً له مخرج لم يجز أَن يُرَدَّ عليهم ولكن نطلب له المخارجَ من كلام العرب، أَلا ترى أَن أَبا عبيد وأَبا العباس لما وجدا لما قال الحجاجُ وجهاً في اللغة لم يَعْدُواهُ؟ وعجل القتيبي ولم يثبت ففسر الحرف على الخلاف ولو فَعَل فِعل أَبي عبيد وأَبي العباس كان أَولى به، قال: فإِياك والإِسراع إِلى تخطئة الرؤساء ونسبتهم إِلى التصحيف وتأَنَّ في مثل هذا غاية التَّأَنِّي، فإِني قد عثرت على حروف كثيرة رواها الثقات فغيَّرها من لا علم له بها وهي صحيحة. وحكي الجوهري عن أَبي عبيد قال:تفسيره في الحديث أَنها الزانية، قال: ولم أَسمع هذا الحرف إِلاَّ فيه، قال:ولا أَدري من أَي شيء أُخذ، قال الأَزهري: ويحتمل أَن يكون أَراد المغنية. يقال: غِنَاءٌ زَمِيرٌ أَي حَسَنٌ. وزَمَرَ إذا غنى والقصبة التي يُزْمَرُ بها: زَمَّارَةٌ. والزَّمِرُ: الحَسَنُ؛ عن ثعلب، وأَنشد:
دَنَّانِ حَنَّانانِ، بينـهـمـا |
|
رَجُلٌ أَجَشُّ، غِناؤُه زَمِرُ |
أَي غناؤه حسن. والزَّمِيرُ: الحسن من الرجال. والزَّوْمَرُ: الغلام الجميل الوجه. وزَمَرَ القربَةَ يَزْمُرُهَا زَمْراً وزَنَرَها: ملأَها؛ هذه عن كراع واللحياني. وشاة زَمِرَةٌ: قليلة الصوف. والزَّمِرُ: القليل الشعر والصوف والريش، وقد زَمِرَ زَمَراً. ورجل زَمِرٌ: قليل المُروءَةِ بَيِّنُ الزَّمَارَة والزُّمُورَةِ أَي قليلها، والمُسْتَزْمِرُ:المُنْقَبِضُ المتصاغر؛ قال:
إِنَّ الكَبِيرَ إذا يُشَـافُ رَأَيْتَـهُ |
|
مُقْرَنْشِعاً، وإِذا يُهانُ اسُتَزْمَرَا |
والزُّمْرَةُ: الفَوْجُ من الناس والجماعةُ من الناس، وقيلب: الجماعة في تفرقة. والزُّمَرٌ: الجماعات، ورجل زِمِرٌّ: شديد كَزِبِرٍّ. وزَمِيرٌ:قصير، وجمعه زِمَارٌ؛ عن كراع.
وبنو زُمَيْرٍ: بطن. وزُمَيْرٌ: اسم ناقة؛ عن ابن دريد. وزَوْمَرٌ:اسمٌ. وزَيْمَرانُ وزَمَّاراءُ: موضعان؛ قال حسان بن ثابت:
فَقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَى، |
|
إِلى بيتِ زَمَّاراءَ تَلْداً على تَلْـدِ |
الزُّمُرُّذُ، بالذال: من الجواهر، معروف، واحدته زُمُرُّذَةٌ.
الجوهري: الزمرذ، بالضم، الزبرجد، والراء مضمومة مشددة.
الزمَعةُ: الشعَرة التي خلف الثُّنَّةِ أَو الرُّسْغ. والزَّمعةُ: الهَنَةُ الزائدةُ الناتئةُ فوق ظِلْف الشاةِ، وقيل: الهَنةُ الزائدةُ وراء ظلف الشاة، وهي أَيضاً الشعرة المُدَلاَّةُ في مؤخر رجل الشاة والظَّبْي والأَرنب، والجمع زَمَع وزِماعٌ مثل ثَمَرة وثَمَر وثِمار؛ قال أَبو ذؤيب يصف ظبياً نَشِبَتْ فيه كُفَّةُ الصائدِ:
فَراغَ، وقدْ نَشِبَتْ في الـزّمـا |
|
ع، واسْتَحْكَمَتْ مِثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ |
في راغ ضمير الظبي، وفي نَشِبَتْ ضمير الكُفَّة.
وأَرْنَبٌ زَمُوعٌ: تمشي على زَمَعَتِها إذا دنت من موضعها لئلا يقتص أَثرها فتقارب خطوها وتعدو على زَمَعاتِها، وقيل: الزَّمُوعُ من الأَرانب النَّشِيطة السريعة، وقد زَمَعَت تَزْمَعُ زَمعاناً: أَسْرَعَتْ.
وأَزْمَعَتْ: عدت وخَفَّتْ؛ قال الشماخ:
فما تَنْفَكُّ، بَيْنَ عُوَيْرِضاتٍ |
|
تَمُدُّ بِرأْسِ عِكْرِشةٍ زَمُوعِ |
العِكْرِشةُ: أُنثى الثعالب. قال الليث: الزَّمَعُ هَناتٌ شبه أَظفار الغنم في الرُّسْغ في كل قائمة زَمَعَتان كأَنما خلقتا من قطع القرون، قال: وذكروا أَنَّ للأَرنب زَمَعاتٍ خلف قَوائِمها، ولذلك تنعت فيقال لها زَمُوعٌ. ورجل زَميعٌ وزَمُوعٌ بَيِّن الزَّماع أَي سَرِيعٌ عَجُولٌ؛ ومنه قول الشاعر:
وَدَعا بِبَيْنِهِم، غَداةَ تَحَمَّلُوا |
|
داعٍ بعاجِلةِ الفِراقِ زَمِيعُ |
والزَّمَعُ: رُذالُ الناس وأَتْباعُهم بمنزلة الزَّمَع من الظِّلْف، والجمع أَزْماع. يقال: هو من زَمَعِهم أَي من مآخِيرِهم. والزَّمَعُ والزَّماعُ: المَضاءُ في الأَمْر والعَزْمُ عليه. وأَزْمَعَ الأَمرَ وبه وعليه: مَضى فيه، فهو مُزْمِعٌ، وثَبَّت عليه عَزْمَه. وقال الكسائي: يقال أَزْمَعْتُ الأَمْرَ ولا يقال أَزْمَعْتُ عليه؛ قال الأَعشى:
أَأَزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلى ابْـتِـكـارا |
|
وشَطَّتْ على ذِي هَوىً أَنْ تُزارا؟ |
وقال الفراء: أَزْمَعْتُه وأَزْمَعْتُ عليه بمعنىً مثل أَجْمَعْتُه وأَجْمَعْتُ عليه.
والزَّمِيعُ: الشجاعُ المِقْدامُ الذي يُزْمِعُ الأَمْرَ ثم لا يَنْثَني عنه، وهو أَيضاً الذي إذا همّ بأَمْر مضى فيه بَيِّنَ الزَّماع، وقوم زُمَعاءُ في الجمع. ورجل زَمِيعُ الرأْي أَي جَيِّدُه؛ قال ابن بري شاهده قول الشاعر:
لا يَهْتَدِي فيه إِلاَّ كُلُّ مُنْصَـلِـتٍ |
|
مِنَ الرِّجالِ، زَمِيعِ الرَّأْي خَوَّاتِ |
وأَزمع النبتُ إذا لم يَسْتَوِ العُشْبُ كله وكان قطعاً متفرقة أَوَّل ما يظهر وبعضه أَفضل من بعض. والزَّمَعُ من النبات: شيء هَهُنا وشيء ههنا مثل القَزَع في السماء، والرَّشَمُ مثله. وفي نوادر الأَعراب: زُمْعةٌ من نَبْت وزُوعةٌ من نبت ولُمْعةٌ من نبت ورُقْعةٌ بمعنى واحد.
وقال الليث: الزَّمّاعةُ، بالزاي، التي تتحرك من رأْس الصبيّ في يافُوخِه، قال: وهي الرَّمّاعة واللَّمَّاعةُ؛ وقال الأَزهري: المعروف فيها الرَّمَّاعة، بالراء، قال: وما علمت أَحداً روى الزماعة، بالزاي، غير الليث.والزَّمَعةُ: أَصْغرُ من الرِّحاب بين كل رَحبَتَيْن زَمَعةٌ تقصُر عن الوادي، وجمعها زَمَعٌ. وفي الحديث، حديث أَبي بكر والنّسابة: إِنَّكَ من زَمَعاتِ قُرَيْش؛ الزَّمَعة، بالتحريك: التَّلْعةُ الصغيرة، أَي لست من أَشرافهم، وهي ما دُونَ مَسايلِ الماء من جانبي الوادي. والزَّمَعةُ: الطلعة في نَوامِي كرم العنب بعدما يَصُوفُ، وقيل: الزَّمَعةُ العُقْدة في مخرج العُنْقود، وقيل: هي الحبة إذا كانت مثل رأْس الدَّرّة، والجمع زَمَع. قال ابن شميل: والزَّمَعُ الأُبَنُ تَخْرُجُ في مَخارِجِ العَناقِيد.
وأَزمَعَت الحَبَلةُ: خرج زَمَعُها وعظمت ودنا خروجُ الحُجْنةِ منها، والحُجْنةُ والناميةُ شُعَبٌ، فإِذا عظمت الزمعة فهي البَنِيقةُ، وأَكْمَحَتِ البَنِيقةُ إذا ابْياضَّتْ وخرج عليها مثل القطن، وذلك الإِكْماحُ، والزَّمَعةُ: أَول شيء يخرج منه، فإِذا عظُم فهو بنيقة، وقيل: الزمع العِنَبُ أَول ما يَطْلُع. والزَّمَعُ الدَّهَشُ، والزَّمَعُ: رِعْدةٌ تعتري الإِنسان إذا هَمّ بأَمر.
وزَمِعَ الرجُل، بالكسر، زَمَعاً: خَرِقَ من خَوْفٍ وجَزِعَ.
والزَّمَعُ: القَلَقُ؛ عن اللحياني. وزَمَع، بالفتح، يَزْمَعُ زَمْعاً وزَمَعاناً: أَبْطَأَ في مِشْيَتِه. ويقال: قَزَعَ قَزْعاً وزَمَعَ زَمَعاناً، وهو مَشْي متقارِبٌ، والزمَعانُ: المشيُ البطِيءُ. والزَّمْعِيُّ: الخَسِيسُ.
والزَّمْعِيُّ: السريعُ الغضَب، وهو الداهيةُ من الرجال. يقال: جاء فلان بالأَزامِع أَي بالأُمور المُنْكَرات، والأَزامِعُ: الدواهِي، واحدها أَزْمَعُ؛ قال عبدالله بن سمعان التَّغْلَبيّ:
وعَدْتَ فلم تُنْجِزْ،وقِدْماً وعَدْتَني |
|
فأَخْلَفْتَني، وتِلْكَ إِحْدَى الأَزامِع |
وزُمَيْعٌ وزَمَّاعٌ وزَمْعةُ: أَسماء.
رجل زَمَعْلَق: سيّءُ الخُلُق.
الزَّمْق: لغة في الزَّبْقِ؛ زمَقَ لِحْيَته كزَبَقَها.
الزَّمَكُ: إدخال الشيء بعضه في بعض.
والزَّمِكَّى والزَّمِجَّى: أَصل ذَنَب الطائر، وقيل: هو منبته، وقيل:هو ذنبه كله، يمدّ ويقصر. وقال الليث: سمي الذَّنَبُ نفسه إذا قُصّ زِمِكّى.والزَّمَكَةُ: السريع الغضب. وقد أزْمَأَكّ فلان يَزْمَئِكّ إذا اشتدَّ غضبه، وقيل: المُزمَئِكْ الغضبانُ كان سريع الغضب أَو بَطيئه. وازْمَأَكّ الشيء: لغة في اصْمَأَكّ. ابن الأعرابي:زَمَكْتُ القرْبة وزَمَجْتها إذا ملأْتها.
زَمَلَ يَزْمِل ويَزْمُلُ زِمَالاً: عَدَا وأَسْرَعَ مُعْتَمِداً في أَحد شِقَّيْه رافعاً جنبه الآخر، وكأَنه يعتمد على رِجْل واحدة، وليس له بذلك تَمَكُّنُ المعتمِد على رجليه جميعاً. والزِّمَال: ظَلْع يصيب البعير. والزَّامِل من الدواب: الذي كأَنه يَظْلَع في سَيْره من نشاطه، زَمَلَ يَزْمُل زَمْلاً وزَمَالاً وزَمَلاناً، وهو الأَزْمَل؛ قال ذو الرمة:
راحَتْ يُقَحِّمُها ذو أَزْمَلٍ، وُسِقَتْ |
|
له الفَرائشُ والسُّلبُ الـقَـيادِيدُ |
والدابة تَزْمُل في مشيها وعَدْوِها زَمالاً إذا رأَيتها تتحامل على يديها بَغْياً ونَشاطاً؛ وأَنشد:
تراه في إِحْدى اليَدَيْن زامِلا |
الأَصمعي: الأَزْمَل الصوت، وجمعه الأَزامِل؛ ؤَنشد الأَخفش:
تَضِبُّ لِثاتُ الخَيْل في حَجَراتـهـا |
|
وتَسْمَع من تحت العَجاج لها آزْمَلا |
يريد أَزْمَل، فحذف الهمزة كما قالوا وَيْلُمِّه. والأَزْمَل: كل صوت مختلط. والأَزْمَلُ: الصوت الذي يخرج من قُنْب الدابة، وهو وِعاء جُرْدانه، قال: ولا فعل له. وأَزْمَلةُ القِسِيِّ: رَنِينُها؛ قال:
وللـقِـسِـيِّ أَهـازِيجٌ وأَزْمَـلةٌ |
|
حِسّ الجَنوب تَسوق الماء والبَرَدا |
والأُزْمُولة والإِزْمَوْلة: المُصَوَّت من الوُعول وغيرها؛ قال ابن مقبل يصف وَعِلاً مُسِنّاً:
عَوْداً أَحَمَّ القَرا أُزْمُولةً وَقِلاً |
|
على تُراث أَبيه يَتْبَع القُذَفا |
والأَصمعي يرويه: إِزْمَوْلة، وكذلك رواه سيبويه، وكذلك رواه الزبيدي في الأَبنية؛ والقُذَف: جمع قُذْفة مثل غُرْفة وغُرَف. ويقال: هو إِزْمَوْل وإِزْمَوْلة، بكسر الأَلف وفتح الميم؛ قال ابن جني: إِن قلت ما تقول في إِزْمَوْل أَمُلْحَق هو أَم غير مُلْحق، وفيه كما ترى مع الهمزة الزائدة الواوُ زائدة، قيل: هو مُلْحَق بباب جِرْدَحْلٍ، وذلك أَن الواو التي فيه ليست مَدّاً لأَنها مفتوح ما قبلها، فشابهت الأُصول بذلك فأُلْحِقت بها، والقول في إِدْرَوْنٍ كالقول في إِزمَوْلٍ، وهو مذكور في موضعه. وقال أَبو الهيثم: الأُزْمُولة من الأَوعال الذي إذا عَدا زَمَل في أَحد شِقَّيه، من زَمَلَتِ الدابةُ إذا فَعَلَتْ ذلك؛ قال لبيد:
فَهْوَ سَحَّاجٌ مُـدِلٌّ سَـنِـقٌ |
|
لاحق البطن، إذا يَعْدُو زَمَل |
والزِّمْل: الكَسْلان. والزُّمَل والزُّمِّل والزُّمَّيْلُ والزُّمَيْلة والزُّمَّال: بمعنى الضعيف الجَبان الرَّذْل؛ قال أُحَيْحة: ولا وأَبيك، ما يُغْني غَنائي، من الفِتْيانِ، وَمَّيْلٌ كَسُولُ وقالت أُمّ تأَبْط شَرّاً: واابناه، واابن اللَّيْل، ليس بزُمَّيْل، شَرُوبٌ للقَيْل، يَضْرب بالذَّيْل، كمُقْرَب الخَيْل. والزُّمَّيْلة: الضعيفة. قال سيبويه: غَلَب على الزُّمَّل الجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه مما تدخله الهاء. والزِّمْل: الحِمْل. وفي حديث أَبي الدرداء: لَئِن فَقَدْتموني لتَفْقِدُنَّ زِمْلاً عظيماً؛ الزَّمْل: الحِمْل، يريد حِمْلاً عظيماً من العلم؛ قال الخطابي: ورواه بعضهم زُمَّل، بالضم والتشديد، وهو خطأٌ.أَبو زيد: الزُّمْلة الرُّفْقة؛ وأَنشد:
لم يَمْرِها حالبٌ يوماً، ولا نُتِجَتْ |
|
سَقْباً، ولا ساقَها في زُمْلةٍ حادي |
النضر: الزَّوْمَلة مثل الرُّفْقة.
والإِزْمِيل: شَفْرة الحَذَّاء؛ قال عَبْدة بن الطبيب:
عَيْرانة يَنْتَحِي في الأَرض مَنْسِمُها |
|
كما انْتَحَى في أَدِيم الصِّرْف إِزْمِيلُ |
ورجل إِزْمِيلٌ: شديد الأَكل، شبه بالشَّفْرة، قال طرفة:
تَقُدُّ أَجوازَ الفَلاة، كمـا |
|
قُدَّ بإِزْمِيل المعين حَوَر |
والحَوَر: أَديمٌ أَحمر، والإِزْمِيل: حديدة كالهلال تجعل في طرف رُمح لصيد بقر الوحش، وقيل: الإِزْمِيل المِطْرَقة. ورَجُلٌ إِزْمِيلٌ: شديد؛ قال:
ولا بِغُسّ عَنِيد الفُحْشِ إِزْمِيل |
وأَخذ الشيء بزَمَلته وأَزْمَله وأَزْمُله وأَزْمَلته أَي بأَثاثه.
وتَرَك زَمَلة وأَزْمَلة وأَزْمَلاً أَي عيالاً. ابن الأَعرابي: خَلَّف فلان أَزْمَلَة من عِيال؛ وأَنشد
نَسَّى غُلامَيْك طِلابَ العِشْق |
|
زَوْمَلةٌ، ذات عَبَاء بُـرْق |
ويقال: عِيَالات أَزْمَلة أَي كثيرة. أَبو زيد: خرج فلان وخَلَّف أَزْمَلَة وخرج بأَزْمَلة إذا خَرَج بأَهله وإِبله وغنمه ولم يُخَلِّف من ماله شيئاً. وأَخذ الشيء بأَزْمَله أَي كُلَّه.
وازْدَمل فلان الحِمْل إذا حَمَله، والازْدِمال: احتمال الشيء كُلِّه بمَرَّة واحدة. وازْدَمَل الشيءَ: احتمله مَرَّة واحدة. والزِّمْل عند العرب: الحِمْل، وازْدَمل افتعل منه، أَصله ازْتَمله، فلما جاءت التاء بعد الزاي جعلت دالاً.
والزَّمَل: الرَّجَز؛ قال:
لا يُغْلب النازعُ ما دام الزَّمَل |
|
إِذا أَكَبَّ صامِتاً فقد حَمَـل |
يقول: ما دام يَرْجُز فهو قَوِيٌّ على السعي، فإِذا سكت ذهبت قوّته؛ قال ابن جني: هكذا رويناه عن أَبي عمرو الزَّمَل، بالزاي المعجمة، ورواه غيره الرَّمَل، بالراء أَيضاً غير معجمة، قال: ولكل واحد منهما صحة في طريق الاشتقاق، لأَن الزَّمَل الخِفَّة والسُّرْعة، وكذلك الرَّمَل بالراء أَيضاً، أَلا ترى أَنه يقال زَمَلَ يَزْمُل زِمالاً إذا عَدَا وأَسرع معتمداً على أَحد شِقَّيه، كأَنه يعتمد على رجل واحدة، وليس له تمكن المعتمد على رِجْليه جميعاً.
والزِّمَال: مشي فيه ميل إِلى أَحد الشِّقَّين، وقيل: هو التحامل على اليدين نشاطاً؛ قال مُتَمَّم بن نُوَيْرة:
فَهْيَ زَلُوجٌ ويَعْدُو خَلْفَها رَبِـدٌ |
|
فيه زِمَالٌ، وفي أَرساغه جَرَدُ |
ابن الأَعرابي: يقال للرجل العالم بالأَمر هو ابن زَوْمَلتها أَي عالِمُها. قال: وابن زَوْمَلة أَيضاً ابن الأَمَة. وزَامِل وزَمْلٌ وزُمَيْل: أَسماء، وقد قيل إِن زَمْلاً وزُمَيْلاً هو قاتل ابن دارة وإِنهما جميعاً اسمان له. وزُمَيْل بن أُمِّ دينار: من شعرائهم. وزَوْمَل: اسم رجل، وقيل اسم امرأَة أَيضاً. وزامِلٌ: فرس معاوية بن مِرْداس.
الزُّمَّلِقُ: الخفيف الطائش؛ وأَنشد:
إِن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ |
بتشديد الميم. والزُّمَّلِق من الرجال: الذي إذا أَراد امرأَة أَنزل قبل أَن يمسَّها، وهو الزُّمالِق والاسم الزَّمْلَقة. الأَزهري:والزِّهْلِقُ الحمار وهو الزُّمَّلِق، وقد ذكر عامة ذلك في زلق. قال الأَزهري: سمعت بعض العرب يقول للغلام النّزِّ الخَفِيفِ زُمْلوق وزُمالِق، لا يكاد يَقْبِضُ عليه مَن طلَبه لخفّتِه في عَدْوِه ورَوَغانِه.
زَمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمّاً فانْزَمَّ: شده. والزِّمامُ: ما زُمَّ به، والجمع أَزِمَّةٌ. والزِّمامُ: الحبل الذي يجعل في البُرَةِ والخشبة، وقد زمَّ البعير بالزِّمام. الليث: الزَّمُّ فعل من الزِّمام، تقول: زَمَمْتُ الناقة أَزُمُّها زَمّاً. ابن السكيت: الزَّمُّ مصدر زَمَمْتُ البعير إذا علَّقْت عليه الزِّمام. الجوهري: الزِّمام الخيط الذي يشد في البُرَةِ أَو في الخِشاشِ ثم يشد في طرفه المِقْوَد، وقد يسمى المِقوَد زِماماً. وزِمام النعل: ما يشد به الشِّسْع. تقول: زَمَمْتُ النعل.
وزَمَمْتُ البعير: خَطَمْته. وفي الحديث: لا زِمام ولا خِزام في الإسلام؛ أَراد ما كان عُبَّادُ بني إسرائيل يفعلونه من زمِّ الأُنوف، وهو أَن يُخْرَق الأَنفُ ويجعل فيه زِمام كزِمام الناقة ليُقاد به؛ وقول الشاعر:
يا عَجَباً، وقد رأَيتُ عَجَـبـا: |
|
حِمارَ قَبَّانٍ يَسُـوق أَرْنـبـا |
خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَـذْهـبـا، |
|
فقلت: أَرْدِفْني، فقال: مَرْحَبا، |
أَراد زامَّها فحرك الهمزة ضرورة لاجتماع الساكنين، كما جاء في الشعر اسْوأَدَّتْ. وزُمِّمَ الجِمال، شدد للكثرة؛ وقول أُمّ خَلَفٍ الخَثْعَمِيّة:
فليتَ سِماكِيّاً يَحارُ رَبابُـه، |
|
يُقادُ إلى أَهل الغَضَى بزِمامِ |
إنما أَرادت مِلْكَ الرِّيحِ السحابَ وصرفها إياه. ابن جحوش: حتى كأنَّ الريح تملك هذا السحاب فتصرفه بزمامٍ منها، ولو أَسقطتْ قولها بزِمام لنقص دعاؤها لأَنها إذا لم تكُفَّه .. أَمكنه أَن ينصرف إلى غير تِلْقاء أَهل الغَضى فتذهب شرقاً وغرباً وغيرهما من الجهات، وليس هنالك زِمامٌ البَتَّةَ إلاّ ضربَ الزِّمام مَثَلاً لمِلْكِ الريح إياه، فهو مستعار إذ الزِّمام المعروف مجسَّمٌ والريح غير مجسَّم.
وزَمَّ البعير بأَنفه زَمّاً إذا رفع رأْسه من أَلَمٍ يجده. وزَمَّ برأْسه زَمّاً: رفعه. والذئب يأْخذ السَّخْلةَ فيحملها ويذهب بها زامّاً أَي رافعاً بها رأْسه. وفي الصحاح: فذهب بها زامّاً رأْسه أَي رافعاً.
يقال:زَمَّها الذئب وازْدَمَّها بمعنى. ويقال: قد ازْدَمَّ سخلة فذهب بها.
ويقال: ازْدَمَّ الشيءَ إليه إذا مدَّه إليه. أَبوعبيد: الزَّمُّ فعل من التقدم، وقد زَمَّ يَزِمُّ إذا تقدم، وقيل:إذا تقدم في السير؛ وأَنشد:
أَن اخْضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأَنف بازِلُهْ |
وزَمَّ الرجلُ بأَنفه إذا شَمَخ وتكبر فهو زامّ. وزَمَّ وزامَّ وازْدَمَّ كله إذا تكبر. وقوم زُمَّمٌ أَي شُمَّخٌ بأُنوفهم من الكبر؛ قال العجاج:
إذ بَذَخَتْ أَرْكانُ عِزٍّ فَدْغَمِ، |
ذي شُرُفاتٍ دَوْسَرِيٍّ مِرْجَمِ، |
شَدَّاخَةٍ تَقْدَحُ هام الزُّمَّمِ |
وفي شعر: يَقْرَعُ، بالباء. وفي الحديث: أَنه تلا القرآن على عبد الله بن أُبَيٍّ وهو زامٌّ لا يتكلم أَي رافع رأْسه لا يُقْبِلُ عليه. والزَّمُّ: الكبر؛ وقال الحربي في تفسيره: رجل زامٌّ أَي فَزِعٌ. وزَمَّ بأَنفه يَزِمُّ زَمّاً: تقدم. وزَمَّت القربةُ زُموماً: امتلأَت.
وقالوا: لا والذي وجهي زَمَمَ بيتِهِ ما كان كذا وكذا أي قُبالتَه وتُجاهَه؛ قال ابن سيده: أَراه لا يستعمل إلا ظرفاً. وأَمْرُ بني فلان زَمَمٌ أَي هيَّن لم يجاوز القَدْرَ؛ عن اللحياني، وقيل أَي قَصْدٌ كما يقال أَمَمٌ. وأَمر زَمَمٌ وأَمَمٌ وصَدَرٌ أَي مقارب. وداري من داره زَمَمٌ أَي قريب.
والزُّمَّامُ، مشدّد: العُشَبُ المرتفع عن اللُّعاع.
وإزْمِيم: ليلة من ليالي المِحاقِ. وإزْمِيمٌ: من أَسماء الهلال؛ حكي عن ثعلب. التهذيب: والإزْمِيمُ الهلال إذا دَقَّ في آخر الشهر واسْتَقْوس؛ قال: وقال ذو الرُّمَّةِ أَو غيره:
قد أَقْطَعُ الخَرْقَ بالخَرْقاء لاهيةً، |
|
كأنما آلُهـا فـي الآلِ إزْمِـيمُ |
شبَّه شخصها فيما شَخَصَ من الآل بالهلال في آخر الشهر لضُمْرِها.
وإزْميم: موضع. والزَّمْزَمَةُ: تَراطُنُ العُلوج عند الأَكل وهم صُمُوت، لا يستعملون اللسان ولا الشَّفة في كلامهم، لكنه صوت تديره في خيَاشيمها وحلوقها فيَفْهم بعضُها عن بعض. والزَّمْزَمَة من الصدر إذا لم يُفْصِح. وزَمْزَمَ العِلْجُ إذا تكلف الكلام عند الأَكل وهو مطبق فمه؛ قال الجوهري: الزَّمْزَمَةُ كلام المجوس عند أكلهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: كتب إلى أَحد عُمّالِهِ في أمر المجوس: وانْهَهُم عن الزمْزَمَة؛ قال: هو كلام يقولونه عند أَكلهم بصوت خفيّ. وفي حديث قَباث بن أَشْيَمَ: والذي بعثك بالحق ما تحرك به لساني ولا تَزَمْزَمَتْ به شَفَتايَ؛ الزَّمْزَمَةُ: صوت خفي لا يكاد يُفهم. ومن أَمثالهم: حول الصِّلِّيان الزَّمْزَمَةُ؛ والصِّلِّيانُ من أَفضل المَرْعى، يضرب مثلاً للرجل يَحُوم حول الشيء ولا يُظهر مَرامَه، وأَصل الزَّمْزَمة صوت المَجوسيّ وقد حَجا، يقال: زَمْزَمَ وزَهْزَمَ، والمعنى في المثل أَن ما تسمع من الأَصوات والجَلَب لطلب ما يؤكل ويتمتع به. وزَمْزَمَ إذا حفظ الشيء، والرَّعْدُ يُزَمْزِمُ ثم يُهَدْهِدُ؛ قال الراجز:
يَهِدُّ بين السَّحْرِ والغَلاصِـمِ |
|
هَدّاً كهَدِّ الرَّعْدِ ذي الزِّمازِمِ |
والزَّمْزَمَةُ: صوت الرعد. ابن سيده: وزَمْزَمَةُ الرعد تتابُعُ صوته، وقيل: هو أَحسنه صوتاً وأَثْبَتُهُ مطراً. قال أَبو حنيفة: الزَّمْزَمَةُ من الرعد ما لم يَعْلُ ويُفْصِح، وسحاب زمزام. والزَّمْزَمَةُ: الصوت البعيد تسمع له دَوِيّاً. والعصفور يَزِمُّ بصوت له ضعيف، والعظام من الزنابير يفعلْنَ ذلك. أَبو عبيد: وفرس مُزَمْزِمٌ في صوته إذا كان يُطَرِّبُ فيه. وزَمازِمُ النار: أَصوات لهبها؛ قال أَبو صَخْرٍ الهذلي:
زَمازِمُ فَوَّار مِن النار شاصِب |
والعرب تحكي عَزيف الجن بالليل في الفَلَواتِ بزيزِيم؛ قال رؤبة:
تسمع للجن به زيزيما |
وزَمْزَمَ الأَسد: صوَّت. وتَزَمْزَمَتِ الإبل: هَدَرَتْ.
والزِّمْزِمة، بالكسر: الجماعة من الناس، وقيل: هي الخمسون ونحوها من الناس والإبل، وقيل: هي الجماعة ما كانت كالصِّمْصِمَة، وليس أحد الحرفين بدلاً من صاحبه، لأَن الأَصمعي قد أَثبتهما جميعاً ولم يجعل لأَحدهما مَزِيَّةً على صاحبه، والجمع زِمْزِمٌ؛ قال:
إذا تَدانى زِمْـزِمٌ لـزِمْـزِمِ، |
|
من كل جيش عَتِدٍ عَرَمْـرَمِ |
وحارَ مَوَّارُ العَجاج الأَقْتَـمِ، |
|
نضرب رأْس الأَبْلَجِ الغَشَمْشَمِ |
وفي الصحاح:
إذا تَدانى زِمزِمٌ من زِمْزِمِ |
قال ابن بري: هو لأَبي محمد الفَقْعَسي؛ وفيه:
من وَبِراتٍ هَبِراتِ الأَلْحُمِ |
وقال سيف بن ذي يَزَنَ:
قد صَبَّحَتْهُمْ من فارِسٍ عُصَبٌ، |
|
هِرْبِذُها مُعْلَمٌ وزِمْـزِمُـهـا |
والزِّمزِمةُ: القطعة من السباع أَو الجن. والزِّمْزِمُ والزِّمْزيمُ: الجماعة. والزِّمْزيمُ: الجماعة من الإبل إذا لم يكن فيها صِغار؛ قال نُصَيْبٌ:
يَعُلُّ بَنِيها المَحْض من بَكَرَاتها، |
|
ولم يُحْتَلَبْ زِمْزيمها المُتَجَرْثِمُ |
ويقال: مائة من الإبل زُمْزُومٌ مثل الجُرْجُور؛ وقال الشاعر:
زُمْزُومُها جِلَّتها الكِبارُ |
وماء زَمْزَمٌ وزُمازِمٌ: كثير. وزَمْزَمُ، بالفتح: بئر بمكة. ابن الأَعرابي: هي زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ، وهي الشُّباعةُ وهَزْمَةُ المَلَكِ ورَكْضَة جبريل لبئر زَمْزَمَ التي عند الكعبة؛ قال ابن بري: لزَمْزَم اثنا عشر اسماً: زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا، الرَّواءُ، رَكْضَةُ جبريل، هَزْمَةُ جبريل، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفيرة عبد المطلب. ويقال: ماء زَمْزَمٌ وزَمْزامٌ وزُوازِمٌ وزُوَزِمٌ إذا كان بين المِلْحِ والعَذْبِ، وزَمْزَمٌ وزُوَزِمٌ؛ عن ابن خالوَيْهِ، وزَمْزامٌ؛ عن القزّاز، وزاد: وزُمازِمٌ، قال: وقال ابن خالويه الزَّمْزامُ العيكث الرعَّادُ؛ وأَنشد:
سَقى أَثْلةً بالفِرْقِ فِرْقِ حَبَـوْنَـنٍ، |
|
من الصيف، زَمْزامُ العَشِيِّ صَدُوقُ |
وزَمْزَمٌ وعَيْطَلٌ: اسمان لناقة، وقد تقدم في اللام؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:
باتَتْ تباري شَعْشَعاتٍ ذُبَّلا، |
|
فهي تُسَمَّى زَمْزماً وعَيْطلا |
وزُمٌّ، بالضم: موضع؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:
كأَنَّ جيادَهُنَّ، برَعْنِ زُمٍّ، |
|
جَرادٌ قد أَطاعَ له الوَراقُ |
وقال الأَعشى:
ونَظْرَةَ عينٍ علـى غِـرَّةٍ |
|
محلَّ الخَليطِ بصَحْراء زُمّ |
يقول: ما كان هواها إِلا عقوبة؛ قال ابن بري: من قال ونظرةَ بالنصب فلأَنه معطوف على منصوب في بيت قبله وهو:
وما كان ذلك إِلاَّ الصَّبا، |
|
وإِلاَّ عِقاب امْرِئ قد أَثِمْ |
قال: ومن خفض النظرة، وهي رواية الأَصمعي، فعلى معنى رُبَّ نظرةٍ.
ويقال: زُمٌّ بئر بحفائر سعد بن مالك. وأَنشد بيت أَوس بن حَجَرٍ. التهذيب في النوادر: كَمْهَلْتُ المال كَمْهَلَةً، وحَبْكَرْتُهُ حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكلةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْته وكَرْكَرْتُه إذا جمعه ورددت أَطراف ما انتشر منه، وكذلك كَبْكَبْته.
الزَّمَنُ والزَّمانُ: اسم لقليل الوقت وكثيره، وفي المحكم: الزَّمَنُ والزَّمانُ العَصْرُ، والجمع أَزْمُن وأَزْمان وأَزْمِنة. وزَمَنٌ زامِنٌ: شديد. وأَزْمَنَ الشيءُ: طال عليه الزَّمان، والاسم من ذلك الزَّمَنُ والزُّمْنَة؛ عن ابن الأَعرابي. وأَزْمَنَ بالمكان: أَقام به زَماناً، وعامله مُزامنة وزَماناً من الزَّمَن؛ الأَخيرة عن اللحياني. وقال شمر: الدَّهْر والزَّمان واحد؛ قال أَبو الهيثم: أَخطأَ شمر، الزَّمانُ زمانُ الرُّطَب والفاكهة وزمانُ الحرّ والبرد، قال: ويكون الزمانُ شهرين إلى ستة أَشهر، قال: والدَّهْرُ لا ينقطع؛ قال أَبو منصور: الدَّهْرُ عند العرب يقع على وقت الزمان من الأزْمنة وعلى مُدَّة الدنيا كلها، قال: وسمعت غير واحد من العرب يقول أَقمنا بموضع كذا وعلى ماء كذا دهراً، وإن هذا البلد لا يحملنا دهراً طويلاً، والزمان يقع على الفَصْل من فصول السنة وعلى مُدّة ولاية الرجل وما أشبهه. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال لعَجوزٍ تَحَفَّى بها في السؤال وقال: كانت تأْتينا أَزْمانَ خديجة؛ أَراد حياتها، ثم قال: وإِنّ حُسْنَ العهد من الإيمان. واستأْجرته مُزامنة وزَماناً؛ عنه أَيضاً، كما يقال مُشاهرة من الشهر. وما لقيته مُذ زَمَنةٍ أَي زَمان. والزَّمَنة: البُرْهة. وأَقام زَمْنة، بفتح الزاي؛ عن اللحياني، أَي زَمَناً. ولقيته ذاتَ الزُّمَيْن أَي في ساعة لها أَعداد، يريد بذلك تَراخي الوقت، كما يقال: لقيته ذاتَ العُوَيْم أَي بين الأَعوام. والزَّمِنُ: ذو الزَّمانة. والزَّمانةُ: آفة في الحيوانات. ورجل زَمِنٌ أَي مُبْتَلىً بَيِّنُ الزَّمانة. والزَّمانة: العاهة؛ زَمِنَ يَزْمَنُ زَمَناً وزُمْنة وزَمانة، فهو زَمِنٌ، والجمع زَمِنونَ، وزَمِين، والجمع زَمْنَى لأَنه جنس للبلايا التي يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون، فطابق باب فعيل الذي بمعنى مفعول، وتكسيره على هذا البناء نحو جريح وجَرْحَى وكليم وكَلْمَى. والزَّمانة أَيضاً: الحُبُّ؛ وقد روي بيت ابن عُلْبَةَ.
ولكن عَرَتْني من هَواك زَمانَةٌ، |
|
كما كنتُ أَلْقَى منك إذْ أَنا مُطْلَقُ |
وقوله في الحديث: إذا تَقارب الزمانُ لم تَكَدْ رؤيا المؤْمن تكذب؛ قال ابن الأَثير: أَراد استواء الليل والنهار واعتدالهما، وقيل: أَراد قُرْبَ انتهاء أَمَدِ الدنيا. والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه. وزِمّانُ، بكسر الزاي: أَبو حيّ من بكر، وهو زِمّان بن تَيْمِ الله بن ثعلبة بن عُكَابة بن صَعْب بن عليّ بن بكر بن وائل، ومنهم الفِنْدُ الزِّمّاني قال ابن بري: زِمّان فِعْلان من زَمَمْتُ، قال: وحملها على الزيادة أَولى، فينبغي أَن تذكر في فصل زَمَمَ، قال: ويدلك على زيادة النون امتناع صرفه في قولك من بني زِمّان.
زَمِهَ يومُنا زَمَهاً: اشتدَّ حَرُّه كدَمِهَ.
الزَّمْهَرِيرُ: شدة البرد؛ قال الأَعشى:
من القَاصِراتِ سُجُوفَ الحِجا |
|
لِ، لم تر شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا |
والزمهرير: هو الذي أَعدّه الله تعالى عذاباً للكفار في الدار الآخرة، وقد ازْمَهَرَّ اليومُ ازْمِهْرَاراً. وزَمْهَرَتْ عينتاه وازْمَهَرَّتا:احْمَرَّتا من الغضب. والمُزْمَهِرُّ: الذي احمرّت عيناه، وازْمَهَرَّتِ الكواكب: لَمَحتْ. والمُزْمَهِرُّ: الشديد الغضب. وفي حديث ابن عبد العزيز قال: كان عمر مُزْمَهِرّاً على الكافر أَي شديد الغضب عليه. ووَجْهٌ مُزْمَهِرّ: كالح. وازْمَهَرَّتِ الكواكبُ: زَهَرَتْ ولمعت، وقيل: اشتد ضوءها. والمُزْمَهِرُّ: الضاحك السِّنَّ. والازْمِهْرَارُ في العين عند الغضب والشدة.
ماء مُزْمَهِلٌّ: صافٍ. الأَزهري: يقال ازْمَهَلَّ المطرُ ازْمِهْلالاً إذا وقع. وازْمَهَلَّ الثلجُ إذا سال بعد ذَوبَانه.