باب الزاي والنون

زنأ

زَنَأَ إلى الشيءِ يَزْنَأُ زَنْأً وزُنوءاً: لَجأَ اليه. وأَزنأَه إلى الأَمْر: أَلجَأَه.
وزَنَّأَ عليه إذا ضَيَّقَ عليه، مُثَقّلةٌ مهموزة.
والزَّنْءُ: الزُّنُوءُ في الجبل.
وزَنَأَ في الجَبل يَزْنَأُ زَنْأً وزُنُوءاً: صَعِدَ فيه. قال قيس بن عاصِم المِنْقَرِي وأَخَذ صَبِيَّاً من أُمِّه يُرَقِّصُه، وأَمُّه مَنْفُوسةُ بنت زَيْدِ الفَواسِ، والصبيُّ هو حُكيم ابنه:

أَشْبِهْ أَبا أُمِّكَ، أَو أَشْـبِـهْ حَـمَـلْ

 

ولا تَكُونَـنَّ كـهِـلَّـوْفٍ وَكَـلْ

يُصْبِحُ في مَضْجَعِه قَـدِ انْـجَـدَلْ

 

وارْقَ إلى الخَيْراتِ، زَنْأً في الجَبَل

الهِلَّوْفُ: الثَّقِيلُ الجافي العَظِيمُ اللِّحْيةِ. والوَكَلُ: الذي يَكِلُ أَمْرَه إلى غَيره. وزعم الجوهري أَنَّ هذا الرجز للمرأَة قالته تُرَقِّصُ ابْنَها، فَردَّه عليه أَبو محمد ابن بري، ورواه هو وغيره على هذه الصورة. قال وقالت أُمه تَرُدُّ على أَبيه:

أَشْبِه أَخِي، أَو أَشْبِهَنْ أَباكَا،

أَمَّا أَبِي، فَلَنْ تَنالَ ذَاكا،

تَقْصُرُ أَنْ تَناله يَدَاكَا

وأَزْنَأَ غَيْرَه: صَعَّدْه.
وفي الحديث: لا يُصَلِّي زانِئ، يعني الذي يُصَعِّدُ في الجَبَل حتى يَسْتَتِمَّ الصُعُودَ إُمَّا لأَنه لا يَتَمَكَّنُ، أَو مِمَّا يقع عليه من البُهْرِ والنَّهيجِ، فيَضِيق لذلك نَفَسُه، من زَنَأَ في الجبل إذا صَعَّدَ.
والزَّناءُ: الضَّيْقُ والضِّيقُ جميعاً، وكلُّ شيءٍ ضَيِّق زَناءٌ. وفي الحديث: أَنه كان لا يُحِبُّ من الدنيا إلاَّ أَزْنأَها أَي أَضْيَقَها.
وفي حديث سعد بن ضَمُرَةَ: فَزَنَؤُوا عليه بالحجارة أَي ضَيَّقُوا. قال الأَخطل يَذكُر القبر:

وإذا قُذِفْتُ إلى زَناءٍ قَعْرُها،

 

غَبْراءَ، مُظْلِمةٍ مَنَ الأَحْفارِ

وزَنَّأَ عليه تَزْنِئةً أَي ضَيَّقَ عليه. قال العَفِيفُ العَبْدِيُّ:

لا هُمَّ، إنَّ الحَرثَ بنَ جَبَلَهْ،

زَنَّا على أَبيه ثمّ قَتَلَهْ

ورَكِبَ الشَّادِخةَ المُحَجَّلَهْ،

وكان في جاراتِه لا عَهْدَ لَهْ

وأَيُّ أَمْرٍ سَيِّءٍ لا فَعَلَهْ

قال: وأَصله زَنَّأَ على أَبيه، بالهمز. قال ابن السكيت: إنما ترك همزه ضرورةً. والحَرِثُ هذا هو الحَرِث بن أَبي شمر الغَسَّانِيِّ. فقال: إنه كان إذا أَعجبته امرأَة من بني قَيْسٍ بَعَثَ اليها واغْتَصَبها، وفيه يقول خويْلِدُ بن نَوْفَلٍ الكِلابي، وأَقْوَى:

يا أَيها المَلِكُ المَخُوفُ، أَما تَرَى

 

لَيْلاَ وصُبْحاً كَيْفَ يَخْتَلِـفـان؟

هَلْ تَستَطيعُ الشَّمْسَ أَنْ تَـأْتِـي

 

بها ليلاً، وهَلْ لكَ بالمَلِيك يَدانِ؟

يا حارِ، إنَّكَ مَيِّتٌ ومُحـاسَـبٌ،

 

واعْلَمْ بِأَنَّ كمـا تَـدِينُ تُـدانُ

وزَنَأَ الظِّلُّ يَزْنأُ: قَلَص وقَصُر ودَنا بعضُه من بعض. قال ابن مقبل يصف الإبل:

وتُولِجُ في الظِّلِّ الزَّناءِ رُؤُوسَها،

 

وتَحْسَبُها هِيماً، وهُنَّ صَحـائح

وزَنَأَ إلى الشيءِ يَزْنأُ: دَنا منه.
وزَنَأَ للخَمْسِين زَنْأً: دَنا لها.
والزَّناءُ بالفتح والمد القَصِيرُ المُجْتمِعُ. يقال رجل زَناءٌ وظلٌّ زَناءٌ.
والزَّناءُ: الحاقِنُ لبَوْلِه. وفي الحديث: أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو زنَاءٌ أَي بوزن جبَان. ويقال منه: قد زَنَأَ بَوْلُه يَزْنأُ زَنْأً وزُنُوءاً: احْتَقَنَ، وأَزْنَأَه هو إزْناءً إذا حَقَنَه، وأَصله الضِّيقُ. قال: فكأَنَّ الحاقِنَ سُمِّي زَناءً لأَنَّ البول يَحْتقِنُ فيُضَيِّقُ عليه، واللّه أَعلم.

زنا

الزِّنا يمد ويقصر، زَنَى الرجلُ يَزْني زِنىً، مقصور، وزناءً ممدود، وكذلك المرأَة. وزانى مُزاناةً وزَنَّى: كَزَنى؛ ومنه قول الأَعشى:

إمَّا نِكاحاً وإِمَّا أُزَنُّ

يريد: أُزَنِّي، وحكى ذلك بعض المفسرين للشعر. وزانى مُزاناةً وزِناء، بالمد؛ عن اللحياني، وكذلك المرأَة أَيضاً؛ وأَنشد:

أَما الزّناء فإنِّي لستُ قـارِبَـه،

 

والمالُ بَيْني وبَيْنَ الخَمْرِ نصْفانِ

والمرأَة تُزانِي مُزاناةً وزِناء أَي تُباغِي. قال اللحياني: الزِّنى، مقصور، لغة أَهل الحجاز. قال الله تعالى: ولا تَقْرَبُوا الزِّنى، بالقصر، والنسبة إلى المقصور زِنَوِيٌّ، والزناء ممدود لغة بني تميم، وفي الصحاح: المدّ لأَهل نجد؛ قال الفرزدق:

أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُه،ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوم يُصْبِحْ مُسَكَّرا

ومثله للجعدي:

كانت فَرِيضة ما تقولُ، كما

 

كانَ الزِّناء فَريضةَ الرَّجْم

والنسبة إلى الممدود زِنائِيٌّ. وزَنَّاهُ تزْنِيةً: نسبه إلى الزِّنا وقال له يا زاني. وفي الحديث: ذِكر قُسْطَنْطِينيَّةَ الزانية، يريد الزاني أَهلُها كقوله تعالى: وكَمْ قصَمْنا من قَرْيةٍ كانت ظالمة؛ أَي ظالمة الأَهْل. وقد زانى المرأَة مُزناةً وزناءً. وقال اللحياني: قيل لابنةِ الخُسِّ ما أَزْناكِ؟ قالت: قُرْبُ الوِسادِ وطُولُ السِّوادِ؛ فكأَنَّ قوله ما أَزْناكِ ما حَمَلَكِ على الزِّنا، قال: ولم يسمع هذا إلا في حديث ابنةِ الخُسِّ.
وهو ابنُ زَنْيةٍ وزِنْيةٍ، والفتح أَعلى، أَي ابن زِناً، وهو نقِيضُ قولك لِرِشدةٍ ورَشْدة. قال الفراء في كتاب المصادر: هو لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ وهو لغَيْر رَشْدةٍ، كلُّه بالفتح. قال: وقال الكسائي ويجوز رَشْدة وزِنْية، بالفتح والكسر، فأَما غَيَّة فهو بالفتح لا غير. وفي الحديث: أَنه وفد عليه مالك بن ثعلبة فقال من أَنتم؟ فقالوا: نحن بنو الزَّنْية فقال: بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ. والزنْية، بالفتح والكسر: آخِرُ وَلدِ الرجل والمرأَة كالعجْزة، وبنو مَلِكٍ يُسَمَّوْنَ بَني الزَّنْية والزِّنْية لذلك، وإنما قال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم، بل أَنتم بنو الرِّشْدةِ نَفْياً لهم عما يوهمه لفظ الزنْية من الزِّنا، والرَّشْدةُ أَفصح اللغتين. ويقال للولد إذا كان من زِناً: هو لِزَنْية. وقد زَنَّاه. من التَّزْنِية أَي قَذَفَه. وفي المثل:

لا حِصْنُها حِصْنٌ ولا الزِّنا زِنا

قال أَبو زيد: يضرب مثلاً للذي يكُفُّ عن الخَيْر ثم يُفَرِّط ولا يَدومُ على طريقة.
وتسمَّى القِرْدة زنَّاءةً، والزَّناءُ: القصيرُ؛ قال أَبو ذؤيب:

وتُولِجُ في الظِّلِّ الزَّناءِ رؤُوسها،

 

وتَحْسِبُها هِيماً، وهُنَّ صَحـائحُ

وأَصل الزَّناء الضيقُ، ومنه الحديث: لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم وهو زَناءٌ أَي مُدافِعٌ للِبَوْل؛ وعليه قول الأَخطل:

وإذا بَصُرْتَ إلى زَناءٍ قَعْرُها

 

غَبْراءَ مُظْلِمَةٍ من الأَحْفـارِ

وزَنا الموضعُ يَزْنُو: ضاق، لغة في يَزْنأُ. وفي الحديث: كان النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لا يُحِبُّ من الدُّنْيا إلا أَزْنَأَها أَي أَضيقها. ووِعاءٌ زَنِيٌّ: ضيِّق؛ كذا رواه ابن الأَعرابي بغير همز. والزَّنْءُ:الزُّنُوُّ في الجَبَل. وزَنَّى عليه: ضَيَّق؛ قال:

لاهُمَّ، إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهْ.

 

زَنَّى على أَبِيهِ ثم قَتَـلَـهْ

قال: وهذا يدل على أَن همزة الزناء ياءٌ.وبَنُو زِنْيَة: حَيٌّ.

زنب

زُنابةُ العَقْرب وزُناباها: كلتاهما إِبْرتُها التي تَلْدَغُ بها.
والزُّنابى: شِبْهُ المُخاطِ يقع من أُنوف الإِبل، فُعالى، هكذا رواه بعضهم، والصواب الذُّنابى، وقد تقدّم. وزَنْبةُ وزَيْنَبُ: كلتاهما امرأَة. وأَبو زُنَيبةَ: كُنيةٌ من كُناهم؛ قال:  

نَكِدْتَ أَبا زُنَيْبةَ، أَن سَأَلْنا

 

بحاجَتنا، ولم يَنْكَدْ ضَبابُ

وهو تصغير زَيْنَبَ، بعد الترخيم. فأَما قوله بعد هذا:

فَجُنِّبْتَ الجُيُوشَ، أَبا زُنَيْبٍ،

 

وجادَ على مَنازِلِكَ السَّحابُ

فإِنما أَراد أَبا زُنَيْبةَ، فرَخَّمه في غير النداءِ اضطراراً، على لغة من قال يا حارُ. أَبو عمرو: الأَرْنَبُ القصير السمين، وبه سميت المرأَة زَيْنَبَ.
وقد زَنِبَ يَزْنَبُ زَنَباً إذا سَمِنَ.
والزَّنَبُ: السِّمَنُ.
ابن الأَعرابي: الزَّيْنَبُ شجر حَسَنُ المَنْظَر، طَيِّبُ الرائحة، وبه سميت المرأَة، وواحد الزَّيْنَبِ للشجر زَيْنَبة.

زنبر

أَخذ الشيء بزَنَوْبَرِهِ أَي بجميعه، كما يقال بِزَوْبَرِهِ.
وسفينة زَنْبَرِيَّةٌ: ضخمة: وقيل: الزَّنْبَرِيَّةُ ضرب من السفن ضخمة.
والزَّنْبَرِيُّ:الثقيل من الرجال والسفن؛ وقال:

كالزَّنْبَرُيِّ يُقادُ بالأَجْلالِ

وزَنَبْرٌ: من أَسماء الرجال. والزُّنْبُورُ والِزَّنبارُ والزُّنْبُورَةُ: ضرب من الذباب لسَّاع. التهذيب: الزُّنْبُورُ طائر يلسع. الجوهري: الزُّنْبُورُ الدَّبْرُ، وهي تؤنث، والزِّنْبارُ لغة فيه؛ حكاها ابن السكيت، ويجمع الزَّنابِيرَ. وأَرض مَزْبَرَةٌ: كثيرة الزَّنابِير، كأَنهم رَدُّوه إِلى ثلاثة أَحرف وحذفوا وحذفوا الزيادات ثم بنوا عليه، كما قالوا: أَرض مَعْقَرَةٌ ومَثْعَلَةٌ أَي ذات عقارب وثعالب. والزُّنْبُورُ: الخفيف. وغلام زُنْبُورٌ أَي خفيف.
قال أَبو الجَرَّاحِ: غلام زُنْبُورٌ وزُنْبُرٌ إذا كان خفيفاً سريع الجواب. قال: وسأَلت رجلاً من بني كلاب من الزُّنْبُورِ، فقال: هو الخفيف الظريف. وتَزَنْبَرَ علينا: تكبر وقَطَّبَ. وزَنابِيرُ: أَرض بقرب جُرَش؛ وإِياها عنى ابن مقبل بقوله:

تهدي زنابير أَرواح المصيف لها،

 

ومن ثنايا فروج الغور تهـدينـا

والزُّنْبُورُ: شجرة عظيمة في طول الدُّلْبَةِ ولا عَرْضَ لها، ورقها مثل ورق الجَوْزِ في مَنْظَرهِ وريحه، ولها نَوْرٌ مثل نور العُشَرِ أَبيض مُشْرَب، ولها حَمْلٌ مثل الزيتون سواء، فإِذا نَضِجَ اشتدّ سواده وحلا جدّاً، يأْكله الناس كالرُّطَبِ، ولها عَجَمَةٌ كعجمة الغُبَيْراءِ، وهي تَصْبُغُ الفَمَ كما يصبغه الفِرْصادُ، تُغْرَسُ غَرْساً. قال ابن الأَعرابي: من غريب شجر البر الزَّنابِيرُ، واحدتها زِنْبِيرَةٌ وزِنْبَارَةٌ وزُنْبُورَةٌ، وهو ضرب من التِّين، وأَهل الحَضَرِ يسمونه الحُلْوانيَّ.
والزُّنْبُورُ من الفأْر: العظيمُ، وجمعه زَنابِرُ؛ وقال جُبَيْهَا:

فأَقْنَعَ كَفْيّهِ وأَجْنَـحَ صَـدْرَهُ

 

بِجَزْعٍ، كإِنتاج الزَّبابِ الزَّنابِرِ

زنبق

الزِّنْبَقُ: دُهْنُ الياسمين، وخصّصه الأَزهري بالعراق قال: وأَهل العراق يقولون لدُهْن الياسمين دهن الزَّنْبَق؛ وأَنشد ابن بري لعمارة:

ذو نَمَشٍ لم يَدَّهِنْ بالزَّنْبَقِ

وقال الأَعشى:

له ما اشْتَهى راحٌ عتِيقٌ وزَنْبَقُ

التهذيب: أَبو عمرو الزَّنْبَقُ الزَّمَّارة. وقال أَبو مالك:الزَّنْبَقُ المِزْمار؛ وأَنشد للمَعْلوط:

وحَنَّتْ بِقاعِ الشأْمِ، حتى كأَنَّمـا

 

لأَصْواتِها في مَنْزِل القوم زَنْبَقُ

ابن الأَعرابي: أُمّ زَنْبَق من كُنى الخَمْر، وهي الزرْقاءُ والقِنْدِيد.

زنبل

التهذيب في الرباعي: زَنْبَل اسم، وهو القَصِير من الرجال.
والزَّنْبِيل والزِّنْبِيْل: لغة في الزَّبِيل.

زنتر

الزَّنْتَرَةُ: الضِّيقُ. وقعوا في زَنْتَرَةٍ من أَمرهم أَي ضيق وعُسْرٍ. وتَزَنْتَرَ: تَبَخْتَرَ والزَّبَنْتَرُ: القصير فقط؛ قال:

تَمَهْجَرُوا وأَيُّما تَمَهْـجُـرِ،

وهم بنو العَبْدِ اللئيم العُنْصُرِ،

بنو اسْتها والجُنْدُعِ الزَّبَنْتَـرِ

وقيل: الزَّبَنْتَرُ القصير المُلَزَّزُ الخَلْقِ.

زنج

الزِّنْجُ والزَّنْجُ، لغتان: جِيلٌ من السُّودانِ وهم الزُّنُوجُ، واحدهم زِنْجِيٌّ وزَنْجِيٌّ؛ حكاه ابن السكيت وأَبو عبيد مثل رُومِيٍّ ورُومٍ وفارِسِيٍّ وفُرْسٍ، لأَن ياء النَّسب عديلة هاء التأْنيث في السقوط؛ قال ابن سيده: فأَما قوله:

تَرَاطُن الزِّنجِ بِزَجْلِ الأَزْنُجِ

فزعم الفارسي أَنه كُسر على إِرادة الطوائف والأَبْطُنِ. ويقال في النداء: يا زَنَاجِ، للزِّنْجِيِّ، صرح الفارسي بفتح أَوله وكسر آخره.
والزَّنَجُ: شِدَّةُ العطش. وزنِجَت الإِبل زَنَجاً: عَطِشَتْ مرة بعد مرة فضاقت بطونها؛ وكذلك زنِج الرجلُ من ترك الشرب؛ عن كراع. التهذيب: زَنِجَ زَنَجاً وصَرَّ صَريراً وصَرِيَ وصَدِيَ، بمعنى واحد.
أَبو عمرو: الزِّنَاجُ المُكافَأَةُ بخير أَو شر. ابن بزرج: الزَّنَجُ والحَجَزُ واحد.
يقال: حَجِزَ الرجلُ وزَنِجَ، وهو أَن تَقَبَّضَ أَمعاء الرجل ومصارينه من الظمإِ، فلا يستطيع أَن يكثر الشرب أَو الطعم. ابن الأَثير: وفي حديث زياد: قال عبد الرحمن بن السائب: فَزَنَجَ شيءٌ أَقْبَلُ طويلُ العُنُقِ، فقلت: ما أَنت؟ فقال: أَنا النَّقَّاد ذُو الرَّقَبَةِ؛ قال: لا أَدري ما زَنَجَ، لعله بالحاء؛ والزَّنْحُ: الدفع كأَنه يريد هجوم هذا الشخص وإِقباله؛ قال: ويحتمل أَن يكون زَلَجَ، باللام، وهو سرعة ذهاب الشيء ومضيه، وقيل: هو بالحاء بمعنى سَنَحَ وعَرَضَ.
وتَزَنَّجَ عليَّ فلانٌ: تَطاوَلَ.

زنجب

أَبو عمرو: الزُّنْجُبُ والزَّنْجُبانُ المِنْطَقة. والزُّنْجُبُ ثَوْبٌ تَلْبَسُه المرأَة تحت ثيابها إذا حاضت.

زنجبيل

الزَّنْجَبِيل: مما ينبت في بلاد العرب بأَرض عُمَان، وهو عروق تسري في الأَرض، ونباته شبيه بنبات الرَّاسَن وليس منه شيء بَرِّيّاً، وليس بشجر، يؤكل رطْباً كما يؤكل البَقْلُ، ويستعمل يابساً، وأَجوده ما يؤتى به من الزِّنْج وبلاد الصِّين، وزعم قوم أَن الخَمْر يسمى زَنْجَبيلاً؛ قال:

وزَنْجَبِيل عاتِق مُطَيَّب

وقيل: الزَّنْجَبِيل العود الحِرِّيف الذي يَحْذِي اللسان. وفي التنزيل العزيز في خَمْر الجَنَّة: كان مِزَاجُها زَنْجَبِيلاً. والعرب تصف الزَّنْجَبِيل بالطيب وهو مستطاب عندهم جِدّاً؛ قال الأَعشى يذكر طعم ريق جارية:

كأَن القَرنْفُلَ والزَّنْجَـبِـي

 

لَ باتا بِفيها، وأَرْياً مَشُورا

قال: فجائز أَن يكون الزَّنْجَبيل في خَمْر الجَنَّة، وجائز أَن يكون مِزَاجَها ولا غائلة له، وجائز أَن يكون اسْماً للعَين التي يؤخذ منها هذا الخَمْر، واسمه السَّلْسَبِيل أَيضاً.

زنجر

الليث: زَنْجَرَ فلان لك إذا قال بظفر إِبهامه ووضعها على ظُفْر سَبَّابته ثم قرع بينهما في قوله: ولا مثل هذا، واسم ذلك الزِّنْجِيرُ؛ وأَنشد:

فأَرسلتُ إِلى سَلْمى

 

بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ

فما جادَتْ لنا سَلْمى

 

بِزِنْجِيرٍ، ولا فُوفَهْ

والزِّنْجِير: قَرْعُ الإِبهام على الوسطى بالسبابة. ابن الأَعرابي:الزِّنْجِيرَةُ ما يأْخذ طَرَفُ الإِبهام من رأْس السّنّ إذا قال: ما لك عندي شيء ولا ذه. أَبو زيد: يقال للبياض الذي على أَظفار الأَحداث الزِّنْجِيرُ والزِّنجيرة والفُوفُ والوَبْشُ.

زنجل

الأُموي وابن الأَعرابي: الزِّنْجِيل الضَّعيف، بالنون، وقال الفراء: الزِّئجِيل مهموز، وهو الزُّؤَاجِل. والزِّنْجِيل: القويُّ الضَّخْم.

زنح

أَبو خَيْرَةَ: إذا شرب الرجلُ الماء في سُرْعةِ إِساغةٍ، فهو التَّزْنِيحُ؛ قال الأَزهري: وسماعي من العرب التَّزَنُّحُ.
يقال: تَزَنَّحْتُ الماءَ تَزَنُّحاً إذا شربته مرة بعد أُخرى.
وتَزَنَّح الرجل إذا ضايق إِنساناً في معاملة أَو دَيْن.
وزَنَحه يَزْنَحُه زَنْحاً: دَفَعه. وفي حديث زياد: قال عبد الرحمن بن السائب: فَزَنَجَ شيءٌ، أَقبل، طويلُ العُنُقِ، فقلت: ما أَنتَ؟ فقال: أَنا النَّقَّادُ ذو الرَّقَبة، قال: لا أَدري ما زَنَجَ، لعله بالحاء؛ والزَّنْحُ: الدفعُ، كأَنه يريد هجومَ هذا الشخص وإِقبالَه، ويحتمل أَن يكون زَلَج، باللام والجيم، وهو سرعةُ ذهاب الشيء ومُضِيُّه؛ وقيل: هو بالحاء بمعنى سَنَحَ وعَرَضَ. والتَّزَنُّحُ: التَّفَتُّحُ في الكلام ورَفْعُ الإِنسان نفْسَه فوق قَدْرِه؛ قال أَبو الغَريبِ:

تَزَنّحُ بالكلام عليَّ جَهْلاً،

 

كأَنك ماجدٌ من أَهلِ بَدْرِ

والتَّزَنُّحُ في الكلام: فوق الهَذْرِ. والزُّنُح: المكافئونَ على الخير والشر زوح: التهذيب: الزَّوْحُ تفريق الإِبل، ويقال: الزَّوْحُ جَمْعُها إذا تفرّقت؛ والزَّوْحُ: الزَّوَلانُ. شمر. زاحَ وزاخَ، بالحاء والخاء، بمعنى واحد إذا تَنَحَّى؛ ومنه قول لبيد:

لو يقومُ الـفِـيلُ أَو فَـيَّالُـه

 

زاحَ عن مثلِ مَقامي وزَحَلْ

قال: ومنه زاحتْ علَّته، وأَزَحْتُها أَنا. وزاحَ الشيءَ زَوْحاً، وأَزاحَه: أَزاغه عن موضعه ونَحَّاه. وزاحَ هو يَزُوحُ، وزاحَ الرجلُ زَوْحاً: تباعد. والزَّواحُ: الذهابُ؛ عن ثعلب: وأَنشد:

إِنـي زعـيمٌ يا نُـــوَيْ

 

قَةُ، إِنْ نَجَوْتِ من الزَّواحْ

زند

الزَّنْدُ والزَّنْدَةُ: خشبتان يستقدح بهما، فالسفلى زَنْدَةٌ والأَعلى زَنْدٌ؛ ابن سيده: الزَّنْدُ العود الأَعلى الذي يقتدح به النار، والجمع أَزْنُدٌ وأَزْنادٌ وزُنودٌ وزِنادٌ، وأَزانِدُ جمع الجمع؛ قال أَبو ذؤيب:

أَقَبَّا الكُشُوح أَبيضانِ، كلاهما

 

كَعَالِيَةِ الخَطِّيِّ، وارى الأَزانِدِ

والزَّنْدَةُ: العود الأَسفل الذي فيه الفُرْضَة، وهي الأُنثى، وإِذا اجتمعا قيل زَندان ولم يقل زندتان. والزِّناد: كالزَّنْدِ؛ عن كراع. وإِنه لواري الزَّنْدِ ووَرِيُّه: يكون ذلك في الكرَم وغيره من الخصال المحمودة؛ قال ابن سيده: وقول الشاعر:

يا قاتَلَ اللهُ صبياناً، نباتُـهُـم

 

أُمُّ الهُنَيْدِيِّ من زَنْدٍ لها واري

عن رحمها وإِنما هو على المثل. وتقول لمن أَنجدك وأَعانك: ورَتْ بِكَ زِنادي. وملأَ سقاءه حتى صار مثل الزَّنْدِ أَي امتلأَ.
وزَنَدَ السِّقَاءَ والإِناءَ زَنْداً وزَنَّدَهُما: ملأَهما، وكذلك الحوض.
وزَنَدَتِ الناقةُ زَنْداً، وذلك أَن تخرج رحمها عند الولادة. والزَّندُ أَيضاً: حجر تلف عليه خرق ويحشى به حياءُ الناقة وفيه خيط، فإِذا أَخذها لذلك كرب جروه فأَخرجوه فتظن أَنها ولدت، وذلك إذا أَرادوا أَن يَظْأَرُوها على ولد غيرها، فإِذا فعل ذلك بها عطفت. أَبو عبيدة: يقال للدُّرْجَةِ التي تدس في حياء الناقة الزَّنْدُ والبَداهُ. ابن شميل: زندت الناقة إذا كان في حيائها قَرَنٌ فثقبوا حياءها من كل ناحية، ثم جعلوا في تلك الثقب سيوراً وعقدوها عقداً شديداً فذلك التزنيد؛ وقال أَوس:

أَبَني لُبَـيْنَـى، إِنَّ أُمَّـكُـم

 

دَحَقَتْ، فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّنْدُ

وثوب مُزَنَّدٌ: قليل العَرْضِ. وأَصل التزنيد: أَن تخلّ أَشاعر الناقة بأَخلة صغار ثم تشد بشعر، وذلك إذا اندحقت رحمها بعد الولادة؛ عن ابن دريد بالنون والباء. وثوب مُزَنَّدٌ: مضيق. ورجل مُزَنَّدٌ إذا كان بخيلاً ممسكاً. ورجل مُزنَّد: لئيم، وقيل: هو الدَّعِيُّ. وعطاءٌ مُزَنَّدٌ:قليل.
وزَنَّدَ على أَهله: شَدَّ عليهم.
ابن الأَعرابي: زَنَدَ الرجلُ إذا كذب، وزَنَدَ إذا بخل، وزَنَدَ إذا عاقب فوق ما لَهُ. أَبو عمرو: ما يُزْنِدُك أَحد على فضل زِند، ولا يُزْنِدُك ولا يُزَنِّدُك أَيضاً، بالتشديد، أَي لا يَزِيدُك.
ويقال: تَزَنَّد فلان إذا ضاق صدره.
ورجل مُزَنَّدٌ: سريع الغضب. والمُزَنَّدُ: الضيق البخيل. والتَّزَنُّد: التَّحَزُّق والتَّغَضُّب؛ قال عدي:

إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرجال فلا تَلَعْ،

 

وقُلْ مِثلَ ما قالوا، ولا تَتَزَنَّـدِ

وقد روي بالياء وسيأْتي ذكره. والزَّنْدان: طرفا عظمي الساعدين مذكران.
غيره: والزندان عظما الساعد أَحدهما أَدق من الآخر، فطرف الزند الذي يلي الإِبهام هو الكوع، وطرف الزند الذي يلي الخنصر كرسوع، والرسغ مجتمع الزندين ومن عندهما تقطع يد السارق. والزند: موصل طرف الذراع في الكف وهما زندان: الكوع والكرسوع.
وزِنادٌ: اسم. وفي حديث صالح بن عبد الله بن الزبير: أَنه كان يعمل زَنَداً بمكة؛ الزنَد، بفتح النون، المُسَنَّاةُ من خشب وحجارة يضم بعضها إِلى بعض؛ قال ابن الأَثير: وقد أَثبته الزمخشري بالسكون وشبهها بِزَنْدِ الساعد، ويروى بالراء والباء، وقد تقدم. وفي الحديث ذكر زَنْدَوَرْدَ، هو بسكون النون وفتح النون والراء: ناحية في أَواخر العراق، ولها ذكر كبير في الفتوح.

زندبيل

الزَّنْدَبِيل: الفِيل؛ ابن الأَعرابي: هو الفِيلُ والكُلْثُوم والزَّنْدَبِيل. زندق

الزِّنْدِيقُ: القائل ببقاء الدهر، فارسي معرب، وهو بالفارسية:زَنْدِ كِرَايْ، يقول بدوام بقاء الدهر. والزَّنْدَقةُ: الضِّيقُ، وقيل:الزِّنْدِيقُ منه لأنه ضيّق على نفسه. التهذيب: الزِّنْدِيقُ معروف، وزَنْدَقَتُه أنه لا يؤمن بالآخرة ووَحْدانيّة الخالق. وقال أحمد بن يحيى: ليس زِنْدِيق ولا فَرْزِين من كلام العرب، ثم قال؛ ولكن البَياذِقةُ هم الرّجّالة، قال: وليس في كلام العرب زِنْدِيق، وإنما تقول العرب رجل زَنْدَق وزَنْدَقِيّ إذا كان شديد البخل، فإذا أرادت العرب معنى ما تقوله العامة قالوا: مُلْحِد ودَهْرِيّ، فإذا أرادوا معنى السِّنِّ قالوا: دُهْرِيّ، قال: وقال سيبويه الهاء في زَنادِقة وفَرازِنة عوض من الياء في زِنْدِيق وفَرْزِين، وأصله الزَّنادِيق. الجوهري: الزِّنْدِيقُ من الثَّنَوِيَّة وهو معرب، والجمع الزَّنادِقة، وقد تَزَنْدَقَ، والاسم الزَّنْدَقة.

زنر

زَنَرَ القِرْبَةَ والإِناء: ملأَه. وتَزَنَّرَ الشيءُ: دَقَّ.
والزُّنَّارُ والزُّنَّارَةُ: ما على وسط المجوسي والنصرانيّ، وفي التهذيب: ما يَلْبَسُه الذَّمِّيُّ يشدّه على وسطه، والزُّنَّيْرُ لغة فيه؛ قال بعض الأَغفال:

تَحْزِمُ فوقَ الثوبِ بالزُّنَّيْرِ،

 

تَقْسِمُ اسْتِيّاً لَهَـا بِـنَـيْرِ

وامرأَة مُزَنَّرَةٌ: طويلة عظيمة الجسم. وفي النوادر: زَنَّرَ فلان عينَه إِليَّ إذا شد نظره إِليه.
والزَّنانِيرُ: ذُبابٌ صِغَار تكون في الحُشُوشِ، واحدها زُنَّارٌ وزُنَّيْرٌ. والزَّنانِيرُ: الحَصَى الصِّغارُ؛ قال ابن الأَعرابي: الزَّنانير الحصى فعم بها الحصى كله من غير أَن يُعَيِّنَ صغيراً أَو كبيراً؛ وأَنشد:

تَحِنَّ لِلظِّمْءِ مما قد أَلَـمَّ بـهـا

 

بالهَجْلِ منها، كأَصواتِ الزَّنانِيرِ

قال ابن سيده: وعندي أَنها الصغار منها لأَنه لا يصوّت منها إِلاَّ الصغار، واحدتها زُنَّيْرَةٌ وزُنَّارَةٌ، وفي التهذيب: واحدها زُنَّيْرٌ.
والزَّنانِيرُ: أَرض باليمن؛ عنه، ويقال لها أَيضاً زَنانِير بغير لام، قال: وهو أَقيس لأَنه اسم لها عام؛ وأَنشد:

تُهْدِي زَنانِيرُ أَرْواحَ المَصِيفِ لها،

 

ومن ثنايا فُرُوجِ الغَوْرِ تهـدينـا

والزنانير: أَرض بقرب جُرَش. الأَزهري: في النوادر فلان مُزَنْهِرٌ إِليَّ بعينه ومُزَنِّرٌ ومُحَلِّقٌ وجاحِظٌ ومُجَحِّظٌ ومُنْذِرٌ إِليَّ بعينه وناذِرٌ، وهو شدة النظر وإِخراج العين.

زنط

الزِّناطُ: الزِّحامُ. وقد تَزانَطُوا إذا تَزاحَمُوا.

زنفل

الزَّنْفَلة: أَن يتحرَّك في مشيه كأَنه مُثْقَل بِحِمْل.
وزَنْفَل في مشيه: تَحَرَّك كالمُثْقَل بالحِمْل. وزَنْفَلٌ: من أَسماء العرب، وهو اسم رجل، ومنه زَنْفَلٌ العرَفيُّ أَحد فُقَهاء مكة. وأُمُّ زَنْفَل: الداهيةُ؛ حكاها ابن دريد عن أَبي عثمان، قال: ولم أَسمعها إِلا منه. ابن الأَعرابي: زَنْفَلَ الرجلُ إذا رَقَصَ رَقْصَ النَّبَط.

زنفلج

الزَّنْفَلِيجَةُ والزِّنْفِلِيجَةُ: الكِنْفُ. الجوهري: والزِّنْفِيلَجَةُ، بكسر الزاي والفاء وفتح اللام: شبيه بالكِنْفِ؛ قال: وهو معرَّب، وأَصله بالفارسية: زِين بِيلَهْ، فإِن قدمت اللام على الياء كسرتها وفتحت ما قبلها، فقلت: الزَّنْفَلِيجَة.

زنق

الزِّناقُ: جبل تحت حنك البعير يُجْذَب به. والزِّناقة: حلقة تجعل في الجُلَيدة هناك تحت الحنك الأَسفل، ثم يجعل فيها خيط يشد في رأْس البغل الجَمُوح، زَنَقه يَزْنُقه زَنْقاً؛ قال الشاعر:

فإِن يَظْهَرْ حَدِيثك، يُؤْتَ عَدْواً

 

برأْسِك في زِناقٍ أَو عِران

الزِّناقُ تحت الحنك. وكل رِباط تحت الحنك في الجلد فهو زِناقٌ، وما كان في الأَنف مثْقوباً فهو عِران؛ وبغل مَزْنوق. وفي حديث أَبي هريرة: وإِن جهنم يُقادُ بها مَزْنوقة؛ المَزْنوقُ: المربوط بالزِّناق وهو حلقة توضع تحت حنك الدابة ثم يجعل فيها خيط يشد برأْسه يمنع بها جماحه. والزِّناقُ: الشِّكالُ أَيضاً. وفي حديث مجاهد في قوله تعالى: لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَه إِلا قليلاً، قال: شِبْه الزِّناق. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه ذكر المَزْنوق فقال: المائل شقُّه لا يذكر الله؛ قيل: أَصله من الزَّنَقةِ وهو ميل في جِدارٍ في سِكَّة أَو عُرْقوب وادٍ. وفي حديث عثمان: مَنْ يَشْتَرِي هذه الزَّنَقَةَ فَيَزِيدَها في المسجد؟ وزَنَقَ الفَرسَ يَزْنِقُه ويَزْنُقه: شكَّله في أَربعة. والزَّنَقُ: موضع الزِّناق؛ ومنه قول رؤبة:

أَو مُقْرَعِ من رَكْضِها دامي الزَّنَقْ،

كأَنه مُسْتَنْشِقٌ من الشَّرَقْ،

حَرّاً من الخَرْدَل مَكْروه النَّشَقْ

مُقْرَع: رافِع رأْسه. يقال: أَقْرَعْت الدابة باللجام إذا كبَحْته به فرفَع رأْسه. ورَأْيٌ زَنِيقٌ: مُحْكَم رَصِينٌ. وأَمر زَنِيق: وَثِيق.ابن الأَعرابي: الزُّنُق العقولُ التامّة.
ويقال: أَزْنَقَ وزَنَقَ وزَنَّقَ وزَهَدَ وأَزْهَدَ وزهَّدَ وقاتَ وقَوَّتَ وأَقاتَ وأَقْوَتَ كلُّه إذا ضيّق على عياله، فقراً أَو بخلاً.
والزِّناقُ: ضَرْبٌ من الحُلِيّ وهو المِخْنقة. وزَنِيق: اسم رجل؛ قال الأَخطل:

ومِنْ دُونِه يَخْتاطُ أَوْسُ بنُ مُدْلجٍ،

 

وإِيّاه يَخْشَى طـارِقٌ وزَنِـيقُ

والزَّنَقةُ: السِّكَّة الضيّقة. والمَزْنوقُ: اسم فرس عامر بن الطفيل؛ وقال عامر بن الطفيل:

وقد عَلِمَ المَزْنوقُ أَنـي أَكُـرُّه،

 

على جَمْعِهم، كَرَّ المَنِيحِ المُشَهَّر

والزَّنَقة: ميل في جدار أَو سكة أَو ناحية دار أَو عُرْقوب وادٍ، يكون فيه التواء كالمَدْخَل، والالتواء اسم لذلك بلا فعل.

زنقب

زُنْقُبٌ: ماءٌ بعينه؛ قال:

شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما، وزُنْقُبُ،

 

والنَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَـقَّـبُ

النَّبَوانُ: ماءٌ أَيضاً. والقَصَب هنا: مَخارجُ ماءِ العُيونِ. ومُثَقَّبٌ: مفتوحٌ، يَخْرُجُ منه الماءُ؛ وقيل يَتَثَقَّبُ بالماءِ، وهو تعبير ضعيف، لأَن الراجز إِنما قال مُثَقَّب لا مُتَثَقِّبٌ، فالحُكْمُ أَن يُعَبَّر عن اسم المفعول بالفعل المصوغ للمفعُول.

زنقر

التهذيب في الرباعي: قالوا الزِّنْقِيرُ هو قُلامَةُ الظفر، ويقال له الزِّنْجِير أَيضاً، وكلاهما دخيلان.

زنك

الزَّنَكتانِ من الكَتَد: زَنَمَتَانِ خارجتا الأطراف عن طرفها، وأَصلاهما ثابتان في أَعلى الكَتَد وهما زائدتاها. والزَّوَنَّكُ من الرجال: القصير اللحيم الحَيَّاك في مِشْيَته. وقال ابن الأعرابي: هو المختال في مِشْيته الرافع نفسه فوق قدرها، الناظر في عِطْفَيْه الرائي أن عنده خيراً وليس عنده ذلك؛ وأَنشد:

تَرْكَ النساء العاجِزَ الزَّوَنَّكا

ورجل زَوَنَّكٌ إذا كان غليظاً إلى القِصَر ما هو؛ قال منظور الدُّبَيْري:

وبعلُـهـا زَوَنَّـك زَوَنْـزَى،

 

يَخْضِفُ، إِن فُزِّعَ، بالضَّبَغْطَى

ويروى: بَلْ زَوْجُها. ويروى: زَوَنْزَكٌ وزَوَنَّك، ويروى: زَوَنْكى وزَوَنْزَى، ويَخْضِفُ ويَفْرَقُ، ويروى: بالضَّبَغْطَى أَيضاً، بالغين والعين، كلٌّ يروى في هذاالبيت باختلاف هذه الألفاظ على اختلاف الروايات. ابن الأعرابي: الزَّوَنَّزى ذو الأبَّهَةِ والكِبْر. الجوهري: والزَّوَنَّكُ القصير الدميم، وربما قالوا الزَّوَنْزَكُ؛ قالت امرأَة ترثي زوجها:

ولَسْتَ بوَكْوَاكٍ ولا بـزَوَنَّـكٍ،

 

مَكَانَكَ حتى يَبْعَثَ الخلقَ باعثُهْ

ويروى: ولا بزوَنْزَكٍ. ابن بري: قال الزُّبَيْدِي زَوَنَّك وزنه فَعَنَّلٌ، وصرَّف له يعقوب فعلاً فقال: زَاكَ يَزُوك زَوْكاً وزَوَكَاناً، قال: وحكى ابن السكيت الزَّوْك مشية الغراب؛ قال حسان بن ثابت:

أَجْمَعْتُ أَنك أنت الأمُ من مَشَى

 

في فُحْشِ زانيةٍ، وزَوْكِ غُرابِ

ومنه زَوَنَّكٌ وهو القصير؛ قال ابن بري: ووزنه عنده فَعَنَّلٌ؛ قال الزبيدي: لأنه جعله من زاك يزوك إذا قارب خَطْوَه وحَرَّك جسدَه، قال: فعلى هذا كان ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل زوك لا فصل زنك، قال: ولا يجوز أن يكون وزنه فعَلَّلاً لأَنه لا يكون الواو أَصلاً في بنات الأَربعة فلم يبق إلا فَعَنَّلٌ، ويقوّي قول الجوهري إنه من زنك قولهم زَوَنْزَكٌ لغة أخرى على فَوَعْلَلٍ مثل كَوَألَلٍ، فالنون على هذا أَصل والواو زائدة، فوزن زَوَنَّك على هذا فوعَّلٌ، ويقوّي قول ابن السكيت قولهم زَوَنْكَى لغة ثالثة، ووزنها فَعَنْلى،وقال أَبو علي: زَوَنَّك فَوَنْعَل، الواو زائدة لأنها لا تكون زائدة في بنات الأربعة، قال: وأَما الزَّوَنْزَكُ فهو فَوَنْعَلٌ أَيضاً، وهو من باب كوكَبٍ، قال: وقال ابن جني سألت أبا عليّ عن زَوَنَّكٍ فاستقرّ الأمر فيما بيننا جميعاً أن الواو فيه زائدة، ووزنه فَوَعَّلٌ لا فَوَنْعَل، قلت له: فإن أَبا زيد قد ذكر عقيب هذا الحرف من كتابه الغرائب زَاكَ يزُوكُ زَوْكاً وهذا يدل على أن الواو أَصلية، فقال: هذا تفسير المعنى من غير اللفظ، والنون مضاعفة حشو فلا تكون زائدة، فقلت: قد حكى ثعلبِ شنْقَمّ، وقال: هو من شَقَم، فقال هذا ضعيف، قال: وهذا أيضاً يقوّي قول الجوهري إن الزَّوَنَّكَ من فصل زَنَكَ، وأما الزَّوَنْزك فقد تقدم قول أبي عليّ فيه إن وزنه فَوَنْعَلٌ، وهو من باب كَوْكَبٍ، فيكون على هذا اشتقاقه من ززنك على حدّ ككب. وقال ابن جني: زَوَنْزَك فَوَنْعَلٌ، ولا يجوز أن تجعل الواو أصلاً والزاي مكررة لأنه يصير فَعَنْفَلاً، وهذا ما ليس له نظير، وأيضاً فإنه من باب ددن مما تضاعفت الفاء والعين من مكان واحد فثبت أنه فَوَنْعَل والنون زائدة لأنها ثالثة ساكنة فيما زاد عدّته على أربعة كَشَرنْبَثِ وحَرَنْفشٍ، والواو زائدة لأنها لا تكون أصلاً في بنات الأربعة، فعلى قوله وقول أبي علي ينبغي أن يذكره الجوهري في فصل ززك.

زنكل

الزَّوَنْكَلُ: القَصِير، وكذلك الزَّوَنَّكُ، وقد تقدم؛ قال الشاعر:

وبَعْلُها زَوَنَّـكٌ زَوَنْـزَى

 

يَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى

زنكم

الزَّنْكَمَةُ: الزَّكْمَةُ.

زنم

زَنَمَتا الأُذن: هنتان تليان الشحمة، وتقابلان الوَتَرَةَ.
وزَنَمَتا القُوقِ وزُنْمتاه والأَول أَفصح: أَعلاه وحرفاه. الزَّنَمَتان: زَنَمَتا الفُوق، وهما شَرَجا الفُوق، وهما ما أَشرف من حرفيه.
والمُزَنَّمُ والمُزَلَّمُ: الذي تقطع أُذنه ويترك له زَنَمَةٌ. ويقال: المُزَلَّم والمُزَنَّمُ الكريم. والمُزَنَّمُ من الإِبل: المقطوع طرف الأُذن؛ قال أَبو عبيد: وإِنما يفعل ذلك بالكرام منها؛ والتَّزْنيمُ: اسم تلك السِّمَةِ اسم كالتَّنْبيت. الأَحمر: من السِّمات في قطع الجلد الرَّعْلة، وهو أَن يُشَقَّ من الأُذن شيء ثم يترك معلَّقاً، ومنها الزَّنَمةُ، وهو أَن تَبِين تلك القطعة من الأُذن، والمُفْضاة مثلها. الجوهري: الزَّنَمَةُ شيء يقطع من أُذن البعير فيترك معلقاً، وإِنما يفعل ذلك بالكِرام من الإِبل. يقال: بعير زَنِمٌ وأَزْنَمُ ومُزَنَّم وناقة زَنِمَةٌ وزَنْماء ومُزَنَّمَةٌ. والزَّنَمُ: لغة في الزَّلَمِ الذي يكون خلف الظِّلْفِ، وفي حديث لقمان: الضائنة الزَّنِمَةُ أَي ذات الزَّنَمَةِ، وهي الكريمة، لأَن الضأْن لا زَنَمَةَ لها وإِنما يكون ذلك في المعز؛ قال المُعَلَّى بن حَمّال العبدي:

وجاءت خُلْعَةٌ دُهْس صَفايا،

 

يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ

يُفَرِّقُ بينها صَـدْعٌ رَبـاع،

 

له ظَأْبٌ كما صَخِبَ الغَريمُ

والخَلْعَةُ: خيار المال. والزَّنِيمُ: الذي له زَنَمَتان في حلقه، وقيل: المُزَنَّمُ صغار الإِبل، ويقال: المُزَنَّمُ اسم فحل؛ وقول زهير:

فأَصْبَحَ يَجرِي فيهمُ، من تِلادِكُمْ،

 

مَغانم شَتَّى من إِفالٍ مُـزَنَّـمِ

قال ابن سيده: هو من باب السِّمام المُزْعِف والحِجال المُسَجَّف لأَن معنى الجماعة والجمع سواء، فحمل الصفة على الجمع، ورواه أَبو عبيدة: من إِفال المُزَنَّمِ، نسبه إِليه كأَنه من إِضافة الشيء إِلى نفسه. وقوله تعالى: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل: موسوم بالشر لأَن قطع الأُذن وَسْمٌ.
وزَنَمَتا الشاة وزُنْمتها هنة معلقة في حَلْقها تحت لِحْيتها، وخص بعضهم به العنز، والنعت أَزْنَمُ، والأُنْثى زَلْماء وزَنْماءُ؛ قال ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ النَّهْشَليّ يهجو الأَسود بن مُنْذر بن ماء السماء أَخا النُّعْمان بن المُنْذِرِ:

تَرَكْتَ بني ماء السماءِ وفِعْلَهُمْ،

 

وأَشْبَهْتَ تَيْساً بالحِجازِ مُزَنَّما

ولَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إِلاَّ بصالحٍ،

 

فإِنَّ له عِنْدي يُدِيّاً وأَنْـعُـمـا

قال: ومن كلام بعض فِتْيانِ العرب يَنْشُدُ عَنْزاً في الحَرَمِ: كأَنَّ زَنَمَتَيْها تَتْوا قُلَيْسِيَّة. الليث: وزَنَمتا العنز من الأُذن.
والزَّنَمَةُ أَيضاً: اللحمة المُتَدَلِّيَةُ في الحلق تسمى ملاده والزَّنِيمُ: ولد العَيْهَرَةِ. والزَّنِيمُ أَيضاً: الوكيل.
والزُّنْمةُ: شجرة لا وَرَقَ لها كأَنها زُنْمةُ الشاة. والزَّنَمةُ: نَبْتَة سُهَيلية تنبت على شكل زَنَمَةِ الأُذن، لها ورق وهي من شر النبات؛ وقال أَبو حنيفة: الزَّنَمَةُ بَقْلة قد ذكرها جماعة من الرواة، قال: ولا أَحفظ لها عنهم صفة.
والأَزْنَمُ الجَذَعُ: الدهر المعلَّق به البلايا، وقيل: لأَن البلايا مَنُوطةٌ به متعلقة تابعة له، وقيل: هو الشديد المرّ، وقد تقدم عامة ذلك في ترجمة زلم. ويقال: أَوْدى به الأَزْلَمُ الجَذَعُ والأَزْنَمُ الجَذَعُ؛ قال رؤبة يصف الدهر:

أَفْنى القُرونَ وهو باقي زَنَمَهْ

وأَصل الزَّنَمَةِ العلامة. والزَّنِيمُ: الدَّعِيُّ. والمُزَنَّمُ: الدَّعيُّ؛ قال:

ولكنَّ قَوْمي يَقْتنون المُزَنَّما

أَي يستعبدونه؛ قال أَبو منصور: قوله في المُزَنَّمِ إِنه الدَّعِيُّ وإِنه صغار الإِبل باطل، إِنما المُزَنَّمُ من الإِبل الكريم الذي جعل له زَنَمةٌ علامة لكَرَمِهِ، وأما الدَّعِيُّ فهو الزَّنِيمُ، وفي التنزيل العزيز: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنيم؛ وقال الفراء: الزَّنِيمُ الدَّعِيُّ المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم، وقيل: الزَّنِيمُ الذي يُعْرَفُ بالشر واللُّؤْم كما تعرف الشاة بزَنَمَتِها. والزَّنَمَتانِ: المعلقتان عند حُلوق المِعْزَى، وهو العبد زُنْماً وزَنْمَةَ وزُنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي قَدُّه قَدُّ العبد. وقال اللحياني: هو العبد زُنْمَةً وزَنْمَةً وزَنَمَةً وزُنَمَةً أَي حَقّاً. والزَّنِيمُ والمُزَنَّمُ: المُسْتَلْحَقُ في قوم ليس منهم لا يحتاج إِليه فكأَنه فيهم زَنَمَةٌ؛ ومنه قول حَسَّان:

وأَنت زَنِيمٌ نِيطَ فـي آلِ هـاشِـمٍ،

 

كما نِيطَ خَلْفَ الراكب القَدَحُ الفَرْدُ

وأَنشد ابن بري للخَطِيم التميمي، جاهلي:

زَنِيمٌ تَـداعـاه الـرِّجـالُ زِيادةً،

 

كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وجدت حاشية صورتها: الأَعْرَفُ أَن هذا البيت لحَسَّان؛ قال: وفي الكامل للمبرد روى أَبو عبيد وغيره أَن نافِعاً سأَل ابن عباس عن قوله تعالى عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ: ما الزَّنِيمُ؟ قال: هو الدَّعِيُّ المُلْزَقُ، أَما سمعت قول حَسَّان بن ثابت:

زَنِيمٌ تَـداعـاه الـرِّجـالُ زِيادةً،

 

كما زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكارِعُ

وورد في الحديث أَيضاً: الزَّنِيمُ وهو الدَّعِيُّ في النَّسَب؛ وفي حديث علي وفاطمة، عليهما السلام:

بِنْتُ نَبيٍّ ليس بالزَّنِيمِ

وزُنَيْمٌ وأَزْنَمُ: بطنان من بني يَرْبوعٍ. الجوهري: وأَزْنَمُ بطن من بني يَرْبُوعٍ؛ وقال العَوَّامُ بن شَوْذَبٍ الشَّيْبانيّ:

فلو أَنَّها عُصْفُورَةٌ لَحَسِبْتُها

 

مُسَوَّمَةً تَدْعُو عُبَيْداً وأَزْنَمَا

وقال ابن الأَعرابي: بنو أَزْنَمَ بن عُبَيْد بن ثَعْلبَةَ بن يَرْبُوعٍ، والإِبل الأَزْنَمِيَّةُ منسوبة إِليهم؛ وأَنشد:

يَتْبَعْنَ قَيْنَيْ أَزْنَمِيٍّ شَرْجَبِ،

 

لا ضَرَع السِّنِّ ولم يُثَلَّـبِ

يقول: هذه الإِبل تَرْكَبُ قَيْنَيْ هذا البعير لأَنه قُدَّام الإِبل.
وابن الزُّنَيْمِ، على لفظ التصغير: من شعرائهم.

زنن

زَنَّه بالخير زَنّاً وأَزَنّه: ظَنَّه به أَو اتَّهَمه. وأَزْنَنْتُه بشيء: اتِّهَمْتُه به؛ وقال حَضْرَميّ بن عامر:

إن كنتَ أَزْنَنْتَني بها كَذِبـاً

 

جَزْءُ، فلاقَيْتَ مثلَها عَجِلا.

وقال اللحياني: أَزْنَنْتُه بمال وبعلمٍ وبخير أَي ظننته به، قال: وكلام العامة زَنَنْتُه، وهو خطأٌ. ويقال: فلان يُزَنُّ بكذا وكذا أَي يُتَّهم به، وقد أَزْنَنْتُه بكذا من الشرِّ، ولا يكون الإزْنان في الخير، قال: ولا يقال زَنَنْتُه بكذا بغير أَلف. وفي حديث ابن عباس يصف عليّاً، رضي الله عنهما: ما رأَيت رئيساً مِحْرَباً يُزَنُّ به، أَي يتهم بمشاكلته.
يقال: زَنِّه بكذا وأَزَنَّه إذا اتَّهمه وظنَّه فيه. وفي حديث الأَنصار وتسويدهم جَدَّ بنَ قَيْس: إنا لنَزُنُّه بالبخل أَي نَتَّهِمُه به. وفي الحديث الآخر: فَتىً من قريش يُزَنُّ بشرب الخمر؛ وفي شعر حسان في عائشة، رضي الله عنها:

حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بريبةٍ

ويقال: ماءٌ زَنَنٌ أَي ضيق قليل، ومياه زَنَنٌ؛ قال الشاعر:

ثم اسْتغاثُوا بماءٍ لا رِشاءَ لـه

 

من ماء لينَةَ، لا مِلْحٌ ولا زَنَنُ.

ويقال الماءُ الزَّنَنُ الظَّنُونُ الذي لا يُدْرَى أَفيه ماءٌ أَم لا.
والزَّنَنُ والزَّنِيُّ والزَّنَاءُ: الضَّيِّق. وزَنَّ عصَبُه إذا يبس؛ وأَنشد:

نَبَّهْتُ مَيْمُوناً لها فـأَنّـا،

 

وقامَ يَشْكُو عَصَباً قد زَنّا

وأَنشد ابن بري هذا البيت مستشهداً به على زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله.
والزِّنُّ: الدَّوْسَرُ. عن أَبي حنيفة. ابن الأَعرابي: التَّزْنينُ الدوامُ على أَكل الزِّنِّ، وهو الخُلَّرُ؛ والخُلّرُ: الماشُ. وفي الحديث: لا يقبل الله صلاة العبد الآبق ولا صلاة الزِّنِّين؛ قال ابن الأَعرابي: هو الحاقنُ. يقال: زَنَّ فذَنَّ أَي حَقَنَ فقَطَر، وقيل: هو الذي يدافع الأَخْبَثَين، وفي رواية: لا يُصَلِّ أَحدكم وهو زِنِّين. وفي الحديث الآخر: لا يَؤُمَّنَّكُمْ أَنْصَرُ ولا أَزَنُّ ولا أَفْرَعُ. ويقال: زَنَّ الرجلُ استرخت مفاصله؛ قال الراجز:

حَسَّبَه من اللّبَنْ

 

إذ رآه قَلَّ وزَنّ

اللّبن: مصدر لَبِنَتْ عُنُقه من الوِسادةِ، وحَسَّبَه: وضع تحت رأْسه مِحْسَبَةً، وهي وِسادة من أَدَم.
وأَبو زَنَّةَ: كنية القرد.

زنهر

التهذيب: في النوادر فلان مُزَنْهِرٌ إِلَيَّ بعينه ومُزَنِّرٌ ومُبَنْدِقٌ وحالقٌ إِلَيَّ بعينه ومُحَلِّقٌ وجاحظٌ ومُجَحِّظٌ ومُنْذِرٌ إِليَّ بعينه وناذِرٌ، وهو شدة النظر وإِخراج العين.