السَّهوُ والسَّهْوةُ: نِسْيانُ الشيء والغفلة عنه وذَهابُ القلب عنه إلى غيره، سَها يَسْهُو سَهْواً وسُهُوّاً، فهو ساهٍ وسَهْوانُ، وإنَّهُ لساهٍ بَيِّنُ السَّهْوِ والسُّهُوِّ. وفي المثل: إن المُوَصَّيْنَ بنو سَهْوانَ؛ قال زِرُّ بنُ أَوْفى الفُقَيْمي يصف إبِلاً:
لم يَثْنِها عن هَمِّها قَيْدانِ، |
ولا المُوَصُّوْنِ من الرُّعْيانِ، |
إنَّ المُوَصَّيْنَ بَنُو سَهْوانِ |
أَي أَن الذين يُوصَّوْنَ بَنُو من يَسْهُو عن الحاجة فأَنت لا تُوصَّى لأَنك لا تَسْهُو، وذلك إذا وَصَّيْت ثِقةً عند الحاجة. وقال الجوهري:معناه أَنك لا تحتاج إلى أَن تُوَصِّيَ إلا من كان غافِلاً ساهِياً.والسَّهْوُ في الصلاة: الغفلة عن شيء منها، سها الرجلُ في صلاتِه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، سها في الصلاة؛ قال ابن الأَثير: السَّهْوُ في الشيء تَرْكُه عن غير عِلْمٍ، والسَّهْوُ عنه تَرْكُه مع العِلْم، ومنه قوله تعالى: الذين هُمْ عن صلاتِهم ساهُونَ. أَبو عمرو: ساهاهُ غافَلَه، وهاساهُ إذا سَخِرَ منه. ومَشْيٌ سَهْوٌ: ليِّنٌ. والسَّهْوة من الإبل: اللَّيِّنة السَّيْر الوَطِيئة؛ قال زهير:
تُهَوِّنُ بُعْدَ الأَرضِ عَنِّـي فَـريدةٌ، |
|
كِنازُ البَضِيعِ، سَهْوةُ المَشْيِ، بازِلُ |
وهي اللَّيِّنة السَّيْرِ لا تُتْعِبُ راكِبها كأَنها تُساهِيهِ، وعَدَّى الشاعر تُهَوِّنُ بِعَنِّي لأَنَّ فيه معْنى تخَفِّفُ وتُسَكِّنُ.وجمَلٌ سهْوٌ بيِّن السَّهاوةِ: وطِيءٌ. ويقال: بعيرٌ ساهٍ راهٍ، وجِمالٌ سَواهٍ رَواهٍ لَواهٍ؛ ومنه الحديث: آتِيكَ به غَداً رَهْواً أَي ليِّناً ساكِناً. وفي الحديث: وإنَّ عَمَلَ أَهلِ النارِ سَهْلةٌ بسَهوةٍ؛ السَّهْوةُ الأَرضُ اللَّيِّنة التُّرْبة، شَبَّه المعصية في سُهولتِها على مُرْتَكِبِها بالأَرض السَّهْلةِ التي لا حُزُونة فيها، وقيل: كلُّ ليِّنٍ سَهْوٌ، والأُنثى سَهْوٌ. والسَّهْو: السُّكونُ واللِّينُ، والجمع سِهاءٌ مثلُ دَلْوٍ ودِلاءٍ؛ قال الشاعر:
تَناوَحَتِ الرِّياحُ لِفَقْد عَمروٍ، |
|
وكانتْ قَبْلَ مَهْلَكِه سِهـاءَا |
أَي ساكنة ليِّنة. الأَزهري: والأَساهِيُّ والأَساهيج ضُروبٌ مختلفة من سير الإِبل، وبَغْلةٌ سَهْوةُ السير، وكذلك الناقةُ، ولا يقال للبغل سَهْوٌ. وروي عن سلْمان أَنه قال: يُوشِكُ أَن يَكْثُرَ أَهلُها، يعني الكوفة، فتَمْلأَ ما بين النَّهْرين حتى يغْدُوَ الرجلُ على البَغْلةِ السَّهْوة فلا يُدْرِكَ أَقْصاها؛ السَّهْوة: الليِّنة السَّيْرِ لا تُتْعِبُ راكِبَها. ويقال: افعلْ ذلك سَهْواً رَهْواً أَي عَفواً بِلا تقَاض.
والسَّهْوُ: السَّهْلُ من الناس والأُمور والحوائجِ. وماءٌ سَهْوٌ: سَهْلٌ، يعني سَهْلاً في الحَلْقِ. وقَوْسٌ سَهْوةٌ: مُواتِيَةٌ؛ قال ذو الرمة:
قليل نِصاب المالِ إلاَّ سِهامَـهُ، |
|
وإلاَّ زَجُوماً سَهْوةً في الأَصابِع |
التهذيب: المُعَرَّسُ الذي عُمِلَ له عَرْسٌ، وهو الحائِطُ يُجْعَل بين حائِطَي البيت لا يُبلَغ به أَقصاهُ، ثم يُجْعَل الجائز من طرَف العَرْسِ الداخل إلى أَقصى البيت، ويُسَقَّفُ البيت كلُّه، فما كان بين الحائطَين فهو السَّهوَة، وما كان تحت الجائز فهو المُخْدَع؛ قال ابن سيده: السَّهْوةُ حائطٌ صغيرٌ يُبنى بين حائطَي البيت ويُجعَلُ السقفُ على الجميع، فما كان وسَط البيت فهو سَهْوةٌ، وما كان داخِلَه فهو المُخْدَع، وقيل: هي صُفَّة بين بيتين أَو مُخْدَع بين بيتين تَسْتَترُ بها سُقاةُ الإبل من الحرِّ، وقيل: هي كالصُّفَّة بين يَدَي البيت، وقيل: هي شَبيهٌ بالرَّفِّ والطاقِ يوضع فيه الشيءُ، وقيل: هي بيت صغيرٌ منحَدِرٌ في الأَرض سَمْكُه موتَفِعٌ في السماء شبيهٌ بالخِزانة الصغيرة يكون فيها المَتاعُ، وذكر أَبو عبيد أَنه سمِعَه من غير واحد من أَهل اليمن، وقيل: هي أَربعةُ أَعوادٍ أَو ثلاثةٌ يعارَضُ بعضُها على بعضٍ، ثم يوضعُ عليه شيء من الأَمتعة. والسَّهْوة: الكُنْدُوجُ. والسَّهوة:الرَّوْشَنُ. والسَّهْوة: الكَوَّةُ بين الداريْن. ابن الأَعرابي: السَّهْوة الجَحَلةُ أَو مثل الحجلةِ. والسَّهوةُ: بيتٌ على الماءِ يستَظِلُّون به تَنْصِبه الأَعراب. أَبو ليلى: السَّهوة سُتْرَةٌ تكون قدَّامَ فِناء البيتِ، ربما أَحاطت بالبيت شِبهَ سورٍ حوْلَ البيت.
وفي الحديث: أَنه دخل على عائشة وفي البيت سَهْوةٌ عليها سِترٌ، هو من ذلك، وقيل: هو شبيهٌ بالرَّفِّ أَو الطاقِ يوضع فيه الشيءُ. والسَّهْوة: الصخرةُ، طائِيَّةٌ، لا يسمون بذلك غير الصخرة، وخصصه في التهذيب فقال: الصخرة التي يقوم عليها الساقي، وجمع ذلك كلِّه سِهاءٌ. والمُساهاة: حُسْن المُخالقة والعِشرة؛ قال العجاج:
حُلْو المُساهاة وإن عادى أَمَرُّ |
وحُلْو المُساهاة أَي المُياسَرة والمُساهَلةِ. والمُساهاةُ في العِشْرة: تَرْكُ الاستِقصاءِ.
والسَّهْواءُ: ساعة من الليل وصَدْرٌ منه.وحَمَلتِ المرأَةُ سَهْواً إذا حَبِلَت على حَيْضٍ. وعليه من المال ما لا يُسهَى وما لا يُنهى أَي ما لا تُبلغ غايَتُه، وقيل: معناه أَي لا يُعَدُّ كَثْرة، وقيل: معنى لا يُسْهى لا يُحْزَرُ، وذهبَت تميمُ فما تُسْهى ولا تُنْهى أَي لا تُذْكَر.
والسُّها: كُوَيكِبٌ صغير خَفِيٌّ الضَّوء في بنات نَعْش الكبرى، والناس يَمْتَحِنون به أَبصارَهم، يقال: إنه الذي يُسَمَّى أَسْلَم مع الكوكبِ الأَوسط من بنات نعْشٍ؛ وفي المثل:
أُرِيها السُّها وتُرِيني القمر |
وأَرْطاةُ بن سُهَيَّة: من فُرْسانِهم وشعرائهم. قال ابن سيده: ولا نحمِلُه على الياء لعدم س ه ي.
والأَساهِيُّ: الأَلوانُ، لا واحد لها؛ قال ذو الرمة:
إذا القوم قالوا: لا عَرامَةَ عندها، |
|
فسارُوا لقُوا منها أَساهيَّ عُرَّما |
السَّهْبُ، والمُسْهَبُ، والمُسْهِبُ: الشديدُ الجَرْيِ، البَطِيءُ العَرَقِ من الخَيْل؛ قال أَبو داود:
وقد أَغْدُو بِطِرْفٍ هَيْ |
|
كَلٍ، ذِي مَيْعَةٍ، سَهْبِ |
والسَّهْبُ: الفرسُ الواسعُ الجَرْيِ.
وأَسْهَبَ الفرسُ: اتَّسَعَ في الجَرْيِ وسَبَقَ.
والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الكثيرُ الكلامِ؛ قال الجعْدِيُّ:
غَيْرُ عَيِيٍّ، ولا مُسْهِب |
ويروى مُسْهَب. قال: وقد اختُلف في هذه الكلمة، فقال أَبو زيد: المُسْهِبُ الكثير الكلام؛ وقال ابن الأَعرابي: أَسْهَب الرجلُ أَكثرَ الكلام، فهو مُسْهَب، بفتح الهاءِ، ولا يقال بكسرها، وهو نادر. قال ابن بري: قال أَبو علي البغدادي: رجل مُسْهَبٌ، بالفتح، إذا أَكثر الكلام في الخطإِ، فإِن كان ذلك في صواب، فهو مُسْهِبٌ، بالكسر لا غير؛ ومما جاءَ فيه أَفْعَلَ فهو مُفْعَلٌ: أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، وأَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ إذا أَفْلَس، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ؛ وفي حديث الرُّؤْيا: أَكَلُوا وشَرِبُوا وأَسْهَبُوا أَي أَكثَروا وأَمْعَنُوا. أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، بفتح الهاءِ، إذا أَمْعَنَ في الشيءِ وأَطال، وهو من ذلك.
وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: قيل له: ادْعُ اللّهَ لنا، فقال: أَكْرَه أَن أَكونَ من المُسْهَبِين، بفتح الهاءِ، أَي الكَثِيري الكلام؛ وأَصله من السَّهْب، وهو الأَرضُ الواسِعةُ، ويُجمع على سُهُبٍ. وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: وفرَّقَها بسُهُبِ بِيدِها.
وفي الحديث: أَنه بعث خيلاً، فأَسْهَبَتْ شَهْراً؛ أَي أَمْعَنَتْ في سَيْرِها. والمُسْهِبُ والمُسْهَبُ: الذي لا تَنْتَهِي نَفْسُه عن شيءٍ، طَمَعاً وشَرَهاً. ورَجل مُسْهَبٌ: ذاهِبُ العَقْلِ من لَدْغِ حَيَّةٍ أَو عَقْرَبٍ؛ تقول منه أُسْهِبَ، على ما لم يُسمَّ فاعله؛ وقيل هو الذي يَهْذي من خَرَفٍ.
والتَّسْهِيبُ: ذَهابُ العقل، والفعلُ منه مُماتٌ؛ قال ابن هَرْمةَ:
أَمْ لا تَذَكَّرُ سَلْمَى، وهْيَ نازِحةٌ، |
|
إِلاَّ اعْتَراكَ جَوَى سُقْمٍ وتَسْهِيبِ |
وفي حديث علي، رضي اللّه عنه: وضُرِبَ على قَلْبِه بالإِسْهابِ؛ قيل: هو ذَهابُ العقل.
ورجُل مُسْهَبُ الجسْمِ إذا ذَهَبَ جِسمُهُ مِن حُبٍّ، عن يعقوب. وحكى اللحياني: رجل مُسْهَبُ العقل، بالفتح، ومُسْهَمٌ على البدل؛ قال: وكذلك الجسْم إذا ذَهَبَ مِن شِدّةِ الحُبِّ. وقال أَبو حاتم: أُسْهِبَ السَّلِيمُ إِسْهاباً، فهو مُسْهَبٌ إذا ذهب عَقْلُه وعاشَ؛ وأَنشد:
فباتَ شَبْعانَ، وبات مُسْهَبَا |
وأَسْهَبْتُ الدَّابَّةَ إِسْهاباً إذا أَهْمَلْتَها تَرْعَى، فهي مُسْهَبةٌ؛ قال طفيل الغنوي:
نَزائِعَ مَقْذُوفاً على سَرَواتِهـا، |
|
بِما لَمْ تُخالِسْها الغُزاةُ، وتُسْهَبُ |
أَي قد أُعْفِيَتْ، حتى حَمَلَتِ الشَّحْمَ على سَرَواتِها.
قال بعضهم: ومن هذا قيل للمِكْثارِ: مُسْهَبٌ، كأَنه تُرِكَ والكلام، يتكلم بما شاءَ كأَنه وُسِّعَ عليه أَن يقول ما شاءَ.
وقال الليث: إذا أَعْطَى الرجلُ فأَكثرَ، قيل: قد أَسْهَبَ.
ومَكانٌ مُسْهِبٌ: لا يَمْنَع الماءَ ولا يُمْسِكُه.
والمُسْهَبُ: المُتَغَيِّرُ اللَّوْنِ مِن حُبٍّ، أَو فَزَعٍ، أَو مَرَضٍ.
والسُّهْبُ مِن الأَرضِ: المُسْتَوي في سُهُولَةٍ، والجمع سُهُوبٌ.
والسَّهْبُ: الفَلاةُ؛ وقيل: سُهُوبُ الفَلاةِ نَواحِيها التي لا مَسْلَكَ فيها. والسَّهْبُ: ما بَعُدَ من الأَرضِ، واسْتَوَى في طُمَأْنِينَةٍ، وهي أَجْوافُ الأَرضِ، وطُمَأْنِينَتُها الشيءَ القَلِيلَ تَقُودُ الليلةَ واليومَ، ونحو ذلك، وهو بُطُونُ الأَرضِ، تكون في الصَّحارِي والمُتُونِ، وربما تَسِيلُ، وربما لا تَسِيلُ، لأَنَّ فيها غِلَظاً وسُهُولاً، تُنْبِتُ نَباتاً كثيراً، وفيها خَطَراتٌ مِنْ شَجَرٍ أَي أَماكِنُ فيها شَجَرٌ، وأَماكِنُ لا شجر فيها. وقيل: السُّهُوبُ المُسْتَوِيَةُ البَعِيدَةُ. وقال أَبو عمرو: السُّهُوبُ الواسِعةُ من الأَرضِ؛ قال الكميت:
أَبارِقُ، إِن يَضْغَمْكُمُ اللَّيْثُ ضَغْمةً،يَدَعْ بارِقاً، مِثْلَ اليَبابِ مِنَ السَّهْبِ |
وبِئْرٌ سَهْبةٌ: بَعِيدَةُ القَعْر، يخرج منها الريحُ، ومُسْهَبةٌ أَيضاً، بفتح الهاءِ. والمُسْهَبةُ من الآبارِ: التي يَغْلِبُكَ سِهْبَتُها، حتى لا تَقْدِرَ على الماءِ وتُسْهِلَ. وقال شمر: المُسْهَبةُ من الرَّكايا: التي يَحْفِرُونَها، حتى يَبْلُغوا تُراباً مائقاً، فيَغْلِبُهم تَهَيُّلاً، فيَدَعُونَها. الكسائي: بئر مُسْهَبةٌ التي لا يُدْرَكُ قَعْرُها وماؤُها.
وأَسْهَبَ القومُ: حَفَروا فهَجَمُوا على الرَّمْلِ أَو الرِّيحِ؛ قال الأَزهري: وإِذا حَفَر القومُ، فهَجَمُوا على الرِّيحِ، وأَخْلَفَهُم الماءُ، قيل: أَسْهَبُوا؛ وأَنشد في وصْفِ بِئر كثيرة الماءِ:
حَوْضٌ طَوِيٌّ، نِيلَ من إِسْهابِها، |
|
يَعْتَلِجُ الآذِيُّ مِنْ حَـبـابِـهـا |
قال: وهي المُسْهَبةُ، حُفِرت حتى بَلَغَتْ عَيْلَم الماءِ. أَلا ترى أَنه قال: نِيلَ مِن أَعْمَقِ قَعْرِها. وإِذا بلغَ حافِرُ البئرِ إِلى الرَّمْل، قيل: أَسْهَبَ. وحَفَر القومُ حتى أَسْهَبُوا أَي بَلَغُوا الرَّمْل ولم يَخْرُجِ الماءُ، ولم يُصِيبوا خيراً، هذه عن اللحياني.
والمُسْهِبُ: الغالب المُكْثِرُ في عَطائِه.
ومَضى سَهْبٌ من الليل أَي وَقْتٌ.
والسَّهْباءُ: بِئر لبني سعد، وهي أَيضاً رَوْضةٌ مَعْروفة مَخْصوصة بهذا الاسم. قال الأَزهري: ورَوْضةٌ بالصَّمَّان تسمى السَّهْباءَ.
والسَّهْبى: مفازةٌ؛ قال جرير:
سارُوا إِليكَ مِنَ السَّهْبى، ودُونَـهُـمُ |
|
فَيْجانُ، فالحَزْنُ، فالصَّمَّانُ، فالوَكَفُ |
والوَكَفُ: لبني يَرْبُوعٍ.
السَّهْبَرَةُ: من أَسماء الرَّكايا.
السَّهْبَلُ: الجَريء.
سَهَجَ القومُ ليلتهم سَهْجاً: ساروا سيراً دائماً؛ قال الراجز:
كيفَ تَرَاها تَغْتَلي يا شَـرْجُ، |
|
وقد سَهَجْناها، فطالَ السَّهْجُ؟ |
والسَّهُوجُ: العُقابُ لدُؤُوبها في طيرانها.
وسَهَجَتِ المرأَةُ طيبَها تَسْهَجُه سَهْجاً: سحقته؛ وقيل: كلُّ دَقٍّ سَهْجٌ. وسَهَجَتِ الريحُ الأَرضَ: قشرت وجهها؛ قال منظور الأَسدي:
هل تَعْرِفُ الدَّارَ لأُمِّ الحَشْرَجِ، |
|
غيَّرَها سافي الرِّياحِ السُّهَّجِ؟ |
وسَهَجَتِ الريحُ سَهْجاً: هَبَّتْ هُبُوباَ دائماً واشتدت، وقيل: مرت مروراً شديداً. وريحٌ سَيْهَجٌ وسَيْهَجَةٌ وسَهُوجٌ وسَيْهُوجٌ: شديدة؛ أَنشد يعقوب لبعض بني سَعْدَةَ:
يا دارَ سَلْمى بين داراتِ العُوجْ، |
|
جَرَّتْ عليها كلُّ ريحٍ سَيْهُـوجْ |
الجوهري: سَهَجْتُ الطيب سحقته.
والمَسْهَجُ: ممرُّ الريح؛ قال الشاعر:
إِذا هَبَطْنَ مُسْتَحاراً مَسْهَجا |
أَبو عمرو: المِسْهَجُ الذي ينطلق في كل حق وباطل. أَبو عبيد: الأَسَاهِيُّ والأَساهِيجُ ضروب مختلفة من السير،وفي نسخة: سير الإِبل. الأَزهري: خَطيب مِسْهَجٌ ومِسْهَكٌ، وريح سَيْهُوكٌ وسَيْهُوجٌ، وسَيْهَكٌ وسَيْهَجٌ، قال: والسَّهْكُ والسَّهْجُ: مَرُّ الريح؛ وزعم يعقوب أَن جيم سَيْهَج وسَيْهُوج بدل من كاف سيهك وسيهوك.
الليث: السُّهْدُ والسُّهادُ نَقيضُ الرُّقاد؛ قال الأَعشى:
أَرِقتُ وما هذا السُّهادُ المُؤَرِّقُ |
الجوهري: السُّهادُ الأَرَقُ. والسُّهُدُ، بضم السين والهاء: القليل من النوم.
وسَهِدَ، بالكسر، يَسْهَدُ سَهَداً وسُهْداً وسُهاداً: لم يَنَمْ. ورجل سُهُدٌ: قليلُ النوم؛ قال أَبو كبير الهذلي:
فَأَتَتْ به حُوشَ الفُؤادِ مُبَطَّناً، |
|
سُهُداً، إذا ما نامَ ليلُ الهَوْجَلِ |
وَعَينٌ سُهُدٌ كذلك. وقد سَهَّدَه الهمُّ والوجعُ. وما رأَيتُ من فلان سَهْدَةً أَي أَمراً أَعْتَمِدُ عليه من خير أَو بركة أَو خَبرٍ أَو كلام مُقْنِع. وفلان ذُو سَهْدَةٍ أَي ذُو يَقَظَةٍ. وهو أَسْهَدُ رَأْياً منك. وفي باب الإِتباع: شيءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ أَي حَسَن.
والسَّهْوَدُ: الطويلُ الشديد؛ شمر: يقال غلام سَهْوَدٌ إذا كان غَضّاً حَدَثاً؛ وأَنشد:
ولَيْتَه كان غلاماً سَهْوَدا، |
|
إِذا عَسَت أَغصانُه تَجدّدا |
وسَهَّدْتُه أَنا فهو مُسَهَّدٌ. وفلان يُسَهَّدُ أَي لا يُتْرَكُ أَن ينام؛ ومنه قول النابغة:
يُسَهَّدُ من نومِ العشاءِ سَليمُها، |
|
لِحَلْيِ النساءِ في يديه قَعاقَعُ |
ابن الأَعرابي: يقال للمرأَة إذا ولَدَت ولَدَها بزَحْرة واحدة: قد أَمْصَعَتْ به وأَخْفَدَتْ به وأَسْهَدَتْ به وأَمْهَدَتْ به وحَطَأَتْ به. وسُهْدُد: اسم جبل لا ينصرف كأَنهم يذهبون به إِلى الصخرة أَو البقعة.
السَّهَرُ: الأَرَقُ. وقد سَهِرَ، بالكسر، يَسْهَرُ سَهَراً، فهو ساهِرٌ: لم ينم ليلاً؛ وهو سَهْرَانُ وأَسْهَرَهُ غَيْرُه. ورجل سُهَرَةٌ مثال هُمَزَةٍ أَي كثيرُ السَّهَرِ؛ عن يعقوب. ومن دعاء العرب على الإِنسان: ما له سَهِرَ وعَبِرَ. وقد أَسْهَرَني الهَمُّ أَو الوَجَعُ؛ قال ذو الرمة ووصف حميراً وردت مصايد:
وقد أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً، |
|
له فَوْقَ زُجَّيْ مِرْفَقَيْهِ وَحاوِحُ |
الليث: السَّهَرُ امتناع النوم بالليل. ورجل سُهَارُ العين: لا يغلبه النوم؛ عن اللحياني. وقالوا: ليل ساهر أَي ذو سَهَرٍ، كما قالوا ليل نائم؛ وقول النابغة:
كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَيْنِ ساهرا، |
|
وهَمَّيْنِ: هَمّاً مُسْتَكِنّاً وظاهرا |
يجوز أَن يكون ساهراً نعتاً لليل جعله ساهراً على الاتساع، وأَن يكون حالاً من التاء في كتمتك؛ وقول أَبي كبير:
فَسْهِرْتُ عنها الكالِئَيْنِ، فَلَـمْ أَنَـمْ |
|
حتى التَّفَتُّ إِلى السِّمَاكِ الأَعْزَلِ |
أَراد سهرت معهما حتى ناما. وفي التهذيب: السُّهارُ والسُّهادُ، بالراء والدال.
والسَّاهرَةُ: الأَرضُ، وقيل: وَجْهُها. وفي التنزيل: فإِذا هم بالسَّاهِرَة؛ وقيل: السَّاهِرَةُ الفلاة؛ قال أَبو كبير الهذلي:
يَرْتَدْن ساهِرَةً، كَأَنَّ جَمِيمَا |
|
وعَمِيمَها أَسْدافُ لَيْلٍ مُظْلِمِ |
وقيل: هي الأَرض التي لم توطأْ، وقيل: هي أَرض يجددها الله يوم القيامة.
الليث: الساهرة وجه الأَرض العريضة البسيطة. وقال الفراء: الساهرة وجه الأَرض، كأَنها سميت بهذا الاسم لأَن فيها الحيوان نومهم وسهرهم، وقال ابن عباس: الساهرة الأَرض؛ وأَنشد:
وفيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وبَحْرٍ، |
|
وما فاهوا به لَهُمُ مُقِيمُ |
وساهُورُ العين: أَصلها ومَنْبَعُ مائها، يعني عين الماء؛ قال أَبو النجم:
لاقَتْ تَمِيمُ المَوْتَ في ساهُورِها، |
|
بين الصَّفَا والعَيْسِ من سَدِيرها |
ويقال لعين الماء ساهرة إذا كانت جارية. وفي الحديث: خير المال عَيْنٌ ساهِرَةٌ لِعَيْنٍ نائمةٍ؛ أَي عين ماء تجري ليلاً ونهاراً وصاحبها نائم، فجعل دوام جريها سَهَراً لها. ويقال للناقة: إِنها لَساهِرَةُ العِرْقِ، وهو طُولُ حَفْلِها وكثرةُ لبنها.
والأَسْهَرَانِ: عِرْقان يصعدان من الأُنثيين حتى يجتمعا عند باطن الفَيْشَلَةِ، وهما عِرْقا المَنِيِّ، وقيل: هما العرقان اللذان يَنْدُرانِ من الذكر عند الإِنعاظ، وقيل: عرقان في المَتْنِ يجري فيهما الماء ثم يقع في الذكر؛ قال الشماخ:
تُوائِلُ مِنْ مِصَكٍّ أَنْصَبَتْه |
|
حَوَالِبُ أَسْهَرَيْهِ بِالذَّنِينِ |
وأَنكر الأَصمعي الأَسهرين، قال: وإِنما الرواية أَسهرته أَي لم تدعه ينام، وذكر أَن أَبا عبيدة غلط. قال أَبو حاتم: وهو في كتاب عبد الغفار الخزاعي وإِنما أَخذ كتابه فزاد فيه أَعني كتاب صفة الخيل، ولم يكن لأَبي عبيدة علم بصفة الخيل. وقال الأَصمعي: لو أَحضرته فرساً وقيل وضع يدك على شيء منه ما درى أَين يضعها. وقال أَبو عمرو الشيباني في قول الشماخ: حوالب أَسهريه، قال: أَسهراه ذكره وأَنفه. قال ورواه شمر له يصف حماراً وأُتنه: والأَسهران عرقان في الأَنف، وقيل: عرقان في العين، وقيل: هما عرقان في المنخرين من باطن، إذا اغتلم الحمار سالا دماً أَو ماء.
والسَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إذا كَسَفَ فيما تزعمه العرب؛ قال أُمية بن أَبي الصَّلْت:
لا نَقْصَ فيه، غَيْرَ أَنَّ خَبِيئَهُ |
|
قَمَرٌ وساهُورٌ يُسَلُّ ويُغْمَدُ |
وقيل: الساهور للقمر كالغلاف للشيء؛ وقال آخر يصف امرأَة:
كَأَنَّها عِرْقُ سامٍ عِنْـدَ ضـارِبِـهِ، |
|
أَو فَلْقَةٌ خَرَجَتْ من جَوفِ ساهورِ |
يعني شُقَّةَ القمر؛ قال القتيبي: وقال الشاعر:
كَأَنَّها بُهْثَةٌ تَـرْعَـى بِـأَقْـرِبَةٍ، |
|
أَو شُقَّةٌ خَرَجَتْ مِن جَنْبِ ساهُورِ |
البُهْثَة: البقرة. والشُّقَّةُ: شُقَّةُ القمر؛ ويروى: من جنب ناهُور.
والنَّاهُورُ: السَّحاب. قال القتيبي: يقال للقمر إذا كَسَفَ: دَخَلَ في ساهُوره، وهو الغاسقُ إذا وَقَبَ. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لعائشة، رضي الله عنها، وأَشار إِلى القمر فقال: تَعَوَّذِي بالله من هذا فإِنه الفاسِق إذا وَقَبَ؛ يريد: يَسْوَدُّ إذا كَسَفَ. وكلُّ شيء اسْوَدَّ، فقد غَسَقَ.
والسَّاهُورُ والسَّهَرُ: نفس القمر. والسَّاهُور: دَارَةُ القمر، كلاهما سرياني. ويقال: السَّاهُورُ ظِلُّ السَّاهِرَةِ، وهي وجْهُ الأَرض.
السُّهْرِيز والسِّهْريز: ضرب من التمر، معرب، وسهر بالفارسية الأَحمر، وقيل هو بالفارسية شهْريز، بالشين المعجمة، ويقال سِهْرِيز وشِهْرِيز، بالسين والشين جميعاً، وهو بالسين أَعْرَب، وإِن شئت أَضفت مثل ثوبُ خَزٍّ وثوبٌ خَزٌّ، وقال أَبو عبيد: لا تضف.
السَّهَفُ والسُّهافُ: شِدَّةُ العَطَش، سَهِفَ سَهَفاً، ورجل ساهِفٌ ومَسْهوفٌ: عطشان. ورجل ساهِفٌ وسافِهٌ: شديدُ العطَشِ. وناقةٌ مِسْهافٌ: سريعة العطش. والسَّهْفُ: تَشَحُّط القتيل في نَزْعِه واضْطِرابُه؛ قال الهُذَليّ:
ماذا هنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَـئِبٍ |
|
وساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ قَصِمِ؟ |
وسَهَفَ القتيلُ سَهْفاً: اضْطَرَب. وسَهَفَ الدُّبُّ سَهِيفاً: صاح.
وسَهفَ الإنسان سَهَفاً: عَطِشَ ولم يَرْوَ، وإذا كَثُرَ: سُهافاً.
والسَّهْفُ: حَرْشَفُ السمك خاصَّة.
والمَسْهَفَةُ: المَمَرُّ كالمَسْهَكَةِ؛ قال ساعدة بن جؤية:
بِمَسْهَفَةِ الـرِّعـاء إذا |
|
هُمُ راحُوا، وإن نَعَقوا |
ابن الأعرابي: يقال طعامٌ مَسْفَهَةٌ وطعامٌ مَسْهَفَةٌ إذا كان يَسْقي الماء كثيراً. قال أَبو منصور: وأَرى قول الهذلي وساهِفٍ ثَمِلٍ من هذا الذي قاله ابن الأَعرابي. الأَصمعي: رجل ساهِفٌ إذا نُزِفَ فأُغْمِي عليه، ويقال: هو الذي أَخذه العطش عند النَّزْعِ عند خروج رُوحه؛ وقال ابن شميل: هو ساهِفُ الوجه وساهِمُ الوجه مُتَغَيِّره؛ وأَنشد لأَبي خراش الهُذَليّ:
وإن قد تَرى مني، لِما قد أَصابَـنـي |
|
من الحُزْنِ، أَني ساهِفُ الوجه ذو هَمِّ |
وسَيْهَف: اسم.
السَّهُوَق والسَّوْهَق: الريح الشديدة التي تَنْسِج العَجاجَ أَي تَسْفي؛ الأخيرة عن كراع. والسَّهْوَق: الرِّيّان من كل شيء قبل النماء.
الليث: السَّهْوَق كل شيء تَرَّ وارْتوَى من سُوق الشجر؛ وأَنشد:
وَظِيف أَزجّ الخطْوِ رَيْان سَهْوَق |
أَزجّ الخطو: بَعيد ما بين الطرفين مُقَوَّس. والسَّهْوَق: الطويل من الرجال ويستعمل في غيرهم؛ قال المرَّار الأَسدي:
كأَنَّني فـوقَ أَقَـبَّ سَـهْـوَقٍ |
|
جَأبٍ، إذا عَشَّرَ، صاتي الإرْنان |
وأنشد يعقوب:
فهي تُباري كلَّ سارٍ سَهْوَقِ، |
|
أَبَدَّ بَـيْنَ الأُذُنَـيْنِ أَفْـرَقِ |
مؤجَّدِ المَتْنِ مِتَلٍّ مُطْـرِقِ، |
|
لا يُؤدِمُ الحيَّ إذا لم يُغْبَـقِ |
وخص بعضهم به الطويل الرجلين. والسَّهَوَّق كالسَّهْوق؛ عن الهجري؛ وأَنشد:
منهن ذات عُنُقٍ سَهَوَّق |
وشجرة سَهْوَق: طويلة الساق. ورجل قَهْوَسٌ: طويل ضخم، والألفاظ الثلاثة بمعنى واحد في الطول والضَّخَم، والكلمة واحدة، إلا أنها قُدِّمَت وأخِّرت كما قالوا في كلامهم عَبَنْقاة وعَقَنْباة وبَعَنْقاة. والسَّوْهَق:الطويل كالسَّهْوَقِ. والسَّهْوَق: الكَذّاب.وساهُوق: موضع.
السَّهَكُ: ريح كريهة تجدها من الإنسان إذا عَرِقَ، تقول: إنه لَسَهِكُ الريح، وقد سَهِكَ سَهَكاً، وهو سَهِكٌ؛ قال النابغة:
سهَكِينَ من صَدَإِ الحديد كأنهم، |
|
تَحْتَ السَّنَوَّرِ، جِنَّةُ البَـقَّـارِ |
ولولا لبسهم الدروع التي صَدِئَتْ ما وصفهم بالسَّهَكِ. والسَّهْكُ والسَّهَكَةُ: قبحُ رائحة اللحم إذا خَنِزَ. وسَهكَتِ الريحُ، وسَهَكَتِ الدابةُ سُهُوكاً: جَوَتْ جَرْياً خفيفاً، وقيل سمعوكُها استِنانِها يميناً وشمالاً، وأساهيكها ضُروب جريها واستِنانُها يميناً وشمالاً، وأساهيكها ضُروب جديها واستِنانِها، أَنشد ثعلب:
أَذْرَى أَساهِيكَ عَتِيقٍ أَلَّ |
أَراد ذي أَلٍّ وهو السرعة، وإن شئت قلت إنه وصفه بالمصدر. والمَسْهكُ: مَمَرُّ الريح. وفرس مَسْهَكٌ أي سريع الجري. الجوهري: والسَّهَكُ، بالتحريك، ريح السمك وصَدَأ الحديد. يقال: يدي من السمك وصَدَإ الحديد سَهِكة، كما يقال يدي من اللبن والزُّبْد وَضِرةٌ، ومن اللحم غَمِرة.وسَهْوَكْتُه فَتَسَهْوَك أَي أَدبر وهلك.
وسَهَكه يَسْهَكه: لغة في سَحقَه. وسَهَك الشيء يَسْهَكه سَهْكاً:سَحقه، وقيل: السَّهْك الكَسْر والسَّحْق بعد السَّهْك. وسَهَكَتِ الريحُ الترابَ عن وجه الأَرض تَسْهَكه سَهْكاً: كسحقته، وذلك التراب سَيْهَكٌ.ويقال: سَهَكَتِ الريحُ إذا أَطارتْ ترابَها؛ قال الكُمَيْت:
رَماداً أَطارَتْهُ السَّواهِكُ رِمْدَدا |
وريح ساهِكة وسَهُوك وسَيْهَكٌ وسَيْهُوكٌ وسَهُوج وسَيْهجٌ وسَيْهُوجٌ ومَسْهَكة: عاصف قاشرة شديدة المرور؛ وأَنشد:
بساهكاتِ دُقَقٍ وجَلْجال |
وقال النَّمِر بن تَوْلَبٍ:
وبَوارحُ الأَرْواحِ كلَّ عَشِيَّةٍ، |
|
هَيْفٌ تَرُوحُ وسَيْهَكٌ تَجْرِي |
وسَهَكَتِ الريح أَي مَرَّتْ مَرّاً شديداً، والمَسْهكةُ: مَمَرُّها؛ قال أَبو كَبير الهُذَليّ:
ومَعابِلاً صُلْعَ الظُّباتِ، كأَنهـا |
|
جَمْرٌ بمَسْهَكَةٍ تُشَبُّ لمُصْطَلي |
وفي الصحاح: بمعابل صلع الظباتِ. وبعَيْنِه ساهكٌ مثلُ العائر أَي رَمَد وحكة، ولا فعل له إنما هو من باب الكاهل والغارب. وخَطيب سَهَّاك: بليغ؛ عن كراع. والسَّهُوكُ: العُقابُ. والسَّهْوَكَة: الصَّرْعُ، وقد تَسَهْوَكَ. وفي النوادر: يقال سُهاكَةٌ من خَبَرٍ وَلُهاوَة أَي تَعِلَّة كالكَذِب. وتقول: سَهَكْتُ العِطْرَ ثم سَحَقْتُه، فالسَّهْكُ كسرك إياه بالفِهْر ثم تَسْحَقه؛ وقول الأَعشى:
وحَثَثْنَ الجِمالَ، يَسْهَكن بالبـا |
|
غِزِ والأُرْجُوانِ خَمْلَ القَطيفِ |
أَراد أَنهن يطأن خَمْلَ القطائف حتى يَتَحات الخَمْلُ.
السَّهْلُ: نَقيضُ الحَزْن، والنسبة إِليه سُهْلِيٌّ. ونَهَرٌ سَهِلٌ: ذو سِهْلَةٍ. والسُّهولة: ضد الحُزُونة، وقد سَهُل الموضعُ، بالضم.
ابن سيده: السَّهْلُ كل شيء إِلى اللِّين وقِلة الخشونة، والنسب إِليه سُهْلِيٌّ، بالضم، على غير قياس. والسَّهِلُ: كالسَّهْل؛ قال الجعدي يصف سحاباً:
حتى إذا هَبَط الأَفْلاحَ وانْقَطَعَـتْ |
|
عنه الجَنوبُ، وحَلَّ الغائطَ السَّهِلا |
وقد سَهُلَ سُهولةً. وسَهَّله: صَيَّره سَهْلاً. وفي الدعاء: سَهَّل اللهُ عليك الأَمرَ ولك أَي حَمَل مؤنَته عنك وخَفَّفَ عليك. والسَّهْل من الأَرض: نقيض الحَزن، وهو من الأَسماء التي أُجريت مُجْرى الظروف، والجمع سُهول. وأَرض سَهْلة، وقد سَهُلَتْ سُهولةً، جاؤوا به على بناء ضده، وهو قولهم حَزُنَتْ حُزُونةً. وأَسْهَلَ القومُ: صاروا في السَّهْل.
وأَسْهَلَ القومُ إذا نزلوا السَّهْل بعدما كانوا نازلين بالحَزْن. وفي حديث رمي الجمار: ثم يأْخذ ذاتَ الشِّمال فيُسْهِل فيقوم مُسْتقبلَ القبلة؛ أَسْهَلَ يُسْهِل إذا صار إِلى السَّهْل من الأَرض، وهو ضد الحَزْن، أَراد أَنه صار إِلى بطن الوادي. وأَسْهَلوا إذا استعملوا السُّهولة مع الناس، وأَحْزَنوا إذا استعملوا الحُزونة؛ قال لبيد:
فإِن يُسْهِلوا فالسَّهْلُ حَظِّي وطُرْقَتي |
|
وإِن يُحْزِنوا أَرْكَبْ بهم كُلَّ مَرْكَب |
وقول غَيْلان الرَّبَعي يَصف حَلْبة:
وأَسْهَلوهُنَّ دُقاقَ البَطْحا |
إِنما أَراد أَسْهَلوا بهنَّ في دُقاق البطحاء فحذف الحرف وأَوْصَل.
وبعيرٌ سُهْليٌّ: يَرْعى في السُّهولة. والتسهيل: التيسير. والتَّساهُل: التسامُح. واسْتَسْهَلَ الشيءَ: عَدَّه سَهْلاً. وفي الحديث: من كَذَبَ عليّ مُتَعَمِّداً فقد اسْتَهَلَ مكانَه من جهنم أَي تَبَوَّأَ واتخذ مكاناً سَهْلاً من جهنَّم، وهو افْتَعَل من السَّهْل، وليس في جهنم سَهْلٌ أَعاذنا الله منها برحمته.
ورَجُلٌ سَهْلُ الوجه؛ عن اللحياني ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه يُعْنى بذلك قلة لحمه وهو ما يُسْتَحْسَن. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه سَهْل الخَدَّين صَلْتُهُما أَي سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين، ورَجُلٌ سَهْلُ الخُلُق.
والسِّهْلة والسِّهْل: تراب كالرمل يجيء به الماء. وأَرض سَهِلةٌ: كثيرة السِّهْلة، فإِذا قلت سَهْلة فهي نقيض حَزْنة. قال أَبو منصور: لم أَسمع سَهِلة لغير الليث. ابن الأَعرابي: يقال لرَمْل البحر السِّهْلة؛ هكذا قاله بكسر السين. أَبو عمرو بن العلاء: ينسب إِلى الأَرض السَّهْلة سُهْلِيٌّ، بضم السين. الجوهري: السِّهْلة، بكسر السين، رَمْلٌ ليس بالدُّقاق.
وفي حديث أُم سلمة في مَقْتَل الحسين، عليه السلام: أَن جبريل، عليه السلام، أَتاه بسِهْلة أَو تراب أَحمر؛ السِّهْلة: رمل خَشِن ليس بالدّقاق الناعم.
وإِسْهالُ البَطْن: كالخِلْفَة، وقد أُسْهِل الرَّجُلُ وأُسْهِل بطنُه، وأَسْهَله الدَّواءُ، وإِسْهالُ البطن: أَن يُسْهِله دَواءٌ، وأَسْهَل الدواءُ طبيعتَه. والسَّهْل: الغُرابُ.
وسَهْلٌ وسُهَيْلٌ: اسمان. وسُهَيْلٌ: كوكبٌ يَمانٍ. الأَزهري: سُهَيْلٌ كوكب لا يُرى بخُراسان ويُرى بالعراق؛ قال الليث: بَلَغَنا أَن سُهَيْلاً كان عَشَّاراً على طريق اليمن ظَلوماً فمسَخَه الله كوكباً. وقال ابن كُناسة: سُهَيْلٌ يُرى بالحجاز وفي جميع أَرض العرب ولا يُرى بأَرض أَرمِينِيَة، وبين رُؤية أَهل الحجاز سُهَيْلاً ورؤية أَهل العراق إِيَّاه عشرون يوماً؛ قال الشاعر:
إِذا سُهَيْلٌ مَطْلَعَ الشَّمْسِ طَلَـعْ |
|
فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ، والحِقُّ جَذَعْ |
ويقال: إِنه يَطْلُع عند نَتاج الإِبل، فإِذا حالَتِ السَّنَةُ تَحَوَّلَت أَسنانُ الإِبل.
السَّهْمُ: واحد السِّهام. والسَّهْمُ: النصيب. المحكم: السَّهْم الحظُّ، والجمع سُهْمان وسُهْمة؛ الأَخيرة كأُخْوة. وفي هذا الأَمر سُهْمة أَي نصيب وحظّ من أَثَر كان لي فيه. وفي الحديث: كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، سَهْم من الغنِيمة شَهِد أَو غاب؛ السَّهْم في الأَصل: واحد السِّهام التي يُضْرَب بها في المَيْسِر وهي القِداح ثم سُمِّيَ به ما يفوز به الفالِجُ سَهْمُهُ، ثم كثر حتى سمي كل نصيب سَهْماً، وتجمع على أَسْهُمٍ وسِهام وسُهمان، ومنه الحديث: ما أَدري ما السُّهْمانُ. وفي حديث عمر: فلقد رأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانها، وحديث بُرَيْدَةَ: خرج سَهْمُك أَي بالفَلْجِ والظَّفَرِ. والسَّهْم: القِدْح الذي يُقارَع به، والجمع سِهام. واسْتَهَمَ الرجلان: تقارعا. وساهَمَ القومَ فسهَمَهُمْ سَهْماً: قارعهم فَقَرَعَهُمْ. وساهَمْتُهُ أَي قارعته فَسَهَمْتُهُ أَسْهَمُه، بالفتح، وأَسْهَمَ بينهم أَي أَقْرَعَ. واسْتَهَمُوا أَي اقترعوا. وتَساهَمُوا أَي تقارعوا. وفي التنزيل: فساهَمَ فكان من المُدْحَضِين؛ يقول: قارَعَ أَهْلَ السفينة فَقُرِعَ. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، لرجلين احْتَكما إِليه في مواريث قد دَرَسَت: اذهبا فَتَوخَّيا، ثم اسْتَهِما، ثم ليأْخذ كلُّ واحد منكما ما تخرجه القسمةُ بالقُرْعةِ، ثم لِيُحْلِلْ كلُّ واحد منكما صاحبَه فيما أَخَذ وهو لا يَسْتَيْقِنُ أَنه حقه؛ قال ابن الأَثير: قوله اذهَبا فتَوَخَّيا ثم اسْتَهِما أَي اقْتَرِعا يعني ليظهر سَهْمُ كلِّ واحدٍ منكما. وفي حديث ابن عمر: وقع في سَهْمِي جاريةٌ، يعني من المَغْنَم. والسُّهْمَةُ: النصيب. والسَّهْمُ: واحد النَّبْلِ، وهو مَرْكَبُ النَّصْلِ، والجمع أَسْهُمٌ وسِهامٌ. قال ابن شميل: السَّهْمُ نفس النَّصْل، وقال: لو التَقَطْت نَصْلاً لقلت ما هذا السَّهْمُ معك، ولو التقطت قِدْحاً لم تقل ما هذا السَّهْمُ معك، والنَّصْلُ السَّهْم العريض الطويل يكون قريباً من فِتْرٍ والمِشْقَص على النصف من النَّصْل، ولا خير فيه، يَلْعَبُ به الوِلْدانُ، وهو شر النَّبْلِ وأَحرضه؛ قال: والسَّهْمُ ذو الغِرارَيْنِ والعَيْرِ، قال: والقُطْبَةُ لا تُعَدُّ سَهْماً، والمِرِّيخُ الذي على رأْسه العظيمة يرمي بها أَهل البصرة بين الهَدَفَيْنِ، والنَّضِيُّ متن القِدْح ما بين الفُوق والنَّصْل. والمُسَهَّمُ: البُرْدُ المخطط؛ قال ابن بري: ومنه قول أَوْسٍ:
فإِنا رأَينا العِرْضَ أَحْوَجَ، سـاعةً، |
|
إِلى الصَّوْنِ، من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ |
وفي حديث جابر: أَنه كان يصلي في بُرْدٍ مُسَهَّمٍ أَي مُخَطَّطٍ فيه وَشْيٌ كالسِّهامِ. وبُرْدٌ مُسَهَّمٌ: مخطط بصور على شكل السِّهام؛ وقال اللحياني: إِنما ذلك لوَشْيٍ فيه؛ قال ذو الرُّمَّةِ يصف داراً:
كأَنَّها بعد أَحْوالٍ مَضَيْنَ لها، |
|
بالأَشْيَمَيْنِ، يَمانٍ فيه تَسْهِيمُ |
والسَّهْمُ: القِدْحُ الذي يُقارَعُ به. والسَّهْمُ: مقدار ست أَذرع في معاملات الناس ومِساحاتِهم. والسَّهْمُ: حجر يجعل على باب البيت الذي يبنى للأَسد ليُصاد فيه، فإِذا دخله وقع الحجر على الباب فسدَّه.
والسُّهْمَةُ، بالضم: القرابة؛ قال عَبِيدٌ:
قد يُوصَلُ النازِحُ النَّائي، وقد |
|
يُقْطَعُ ذو السُّهْمَةِ القـريبُ |
وقال:
بَنى يَثْرَبيٍّ، حَصِّنوا أَيْنُـقـاتِـكُـم |
|
وأَفْراسَكُمْ من ضَرْبِ أَحْمَرَ مُسْهَمِ |
ولا أُلْفِيَنْ ذا الشَّفِّ يَطْلُبُ شِـفَّـهُ، |
|
يُداوِيهِ منْكُمْ بالأَدِيم الـمُـسَـلَّـمِ |
أَراد بقوله أَيْنُقاتِكُمْ وأَفْراسكم نساءهم؛ يقول: لا تُنْكِحُوهُنّ غير الأَكفاء، وقوله من ضَرْب أَحْمر مُسْهَمِ يعني سِفاد رجل من العجم، وقوله بالأَديم المُسَلَّمِ أَي يَتَصَحَّحُ بكم. والسُّهام والسَّهامُ: الضُّمْرُ وتَغَيُّر اللون وذُبولُ الشَّفَتين. سَهَمَ، بالفتح، يَسْهَمُ سُهاماً وسُهوماً وسَهُمَ أَيضاً، بالضم، يَسْهُمُ سُهوماً فيهما وسُهِمَ يُسْهَمُ، فهو مَسْهومٌ إذا ضَمُرَ: قال العجَّاجُ:
فهي كرِعْدِيدِ الكَثِيبِ الأَهْيَمِ |
ولم يَلُحْها حَزَنٌ على ابْنِمِ |
ولا أَبٍ ولا أَخٍ فتَسْهُمِ |
وفي الحديث: دخل عليَّ ساهِمَ الوَجْهِ أَي مُتَغَيِّره. يقال: سَهَمَ لونُهُ يَسْهَمُ إذا تَغير عن حالهِ لعارض. وفي حديث أُم سلمة: يا رسول الله، ما لي أَراك ساهِمَ الوَجْهِ؟ وحديث ابن عباس في ذكر الخوارج: مُسَهَّمةٌ وُجُوهُهُمْ؛ وقول عَنْترَة:
والخَيْلُ ساهِمَةُ الوُجُوهِ، كأَنَّما |
|
يُسْقى فَوارِسُها نَقِيعَ الحَنْظَلِ |
فسره ثعلب فقال: إِنما أَراد أَن أَصحاب الخيل تغيرت أَلوانُهم مما بهم من الشدّة، أَلا تراه قال يُسْقَى فَوارِسُها نَقيعَ الحَنْظَلِ؟ فلو كان السُّهام للخيل أَنْفُسِها لقال كأَنَّما تُسْقَى نَقيعَ الحَنْظَلِ.
وفرس ساهِمُ الوَجْه: محمول على كريهة الجَرْي، وقد سُهِمَ، وأَنشد بيت عنترة: والخيل ساهِمَةُ الوجوهِ؛ وكذا الرجل إذا حُمِلُ على كرِيهةٍ في الحرب وقد سُهِمَ. وفرس مُسْهَمٌ إذا كان هجيناً يُعْطَى دون سَهْمِ العَتِيقِ من الغنيمة.
والسُّهومُ: العُبوس عُبوسُ الوجهِ من الهمِّ؛ قال:
إِن أَكُنْ مُوثَقاً لكِسرَى، أَسيراً |
|
في هُمومٍ وكُرْبَةٍ وسُهـومِ |
رَهْنَ قَيْدٍ، فما وَجَدْتُ بـلاءً |
|
كإِسارِ الكريم عند الـلَّـئيمِ |
والسُّهامُ: داء يأْخذ الإِبل؛ يقال: بعير مَسْهومٌ وبه سُهامٌ، وإِبل مُسَهَّمَةٌ؛ قال أَبو نُخَيْلَةَ:
ولم يَقِظْ في النَّعَمِ المُسَّهَمِ |
والسَّهام: وَهَجُ الصَّيْفِ وغَبَراتُهُ؛ قال ذو الرمة:
كأَنَّا على أَولاد أَحْقَبَ لاحَها، |
|
ورَمْيُ السَّفَا أَنْفاسَها بسَهامِ |
وسُهِمَ الرجلُ أَي أَصابه السَّهامُ. والسَّهامُ: لُعاب الشيطان؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازِمٍ:
وأَرْض تَعْزِفُ الجِنَّانُ فِيها، |
|
فيافِيها يَطِيرُ بها السِّهـامُ |
ابن الأَعرابي: السُّهُمُ غَزْلُ عَيْنِ الشمس، والسُّهُمُ: الحرارة الغالبةُ. والسَّهامُ، بالفتح: حَرُّ السَّمُومِ. وقد سُهِمَ الرجلُ، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، إذا أَصابته السَّمُومُ. والسَّهامُ: الريح الحارَّة، واحدها وجمعها سواء؛ قال لبيد:
ورَمَى دَوابِرَها السَّفَا، وتَهَيَّجَتْ |
|
رِيحُ المَصايِفِ سَوْمُها وسَهامُها |
والسَّهُومُ: العُقابُ. وأَسْهَمَ الرجلُ، فهو مُسْهَمٌ، نادر، إذا كثر كلامه كأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ، والميم بدل من الباء. والسُّهُمُ والشُّهُمُ، بالسين والشين: الرجال العقلاء الحُكماءُ العُمَّالُ. ورجل مُسْهَمُ العقلِ والجسمِ: كمُسْهَبٍ، وحكى يعقوب أَن ميمه بدل، وحكى اللحياني: رجل مُسْهَمُ العقلِ كمُسْهَبٍ، قال: وهو على البدل أَيضاً، وكذلك مُسْهَمُ الجسمِ إذا ذهب جسمُه في الحُبِّ.
والساهِمَةُ: الناقة الضامرةُ؛ قال ذو الرُّمَّة:
أَخا تَنائِفَ أَغْفَى عند سـاهِـمَةٍ |
|
بأَخْلَقِ الدفِّ، في تَصديره جُلَبُ |
يقول: زار الخَيالُ أَخا تَنائِفَ نام عند ناقة ضامرة مهزولة بجنبها قُروحٌ من آثار الحِبال، والأَخْلَقُ: الأَملس. وإِبل سَواهِمُ إذا غيرها السفر.
وسَهْمُ البيتِ: جائِزُهُ. وسَهْمٌ: قبيلة في قريش. وسَهْمٌ أَيضاً: في باهِلَة. وسَهْمٌ وسُهَيمٌ: اسمان. وسَهامٌ: موضع؛ قال أُميَّةُ بن أَبي عائِذٍ:
تَصَيَّفْتُ نَعْمانَ، واصَّيَفَتْ |
|
جُنُوبَ سَهامٍ إِلى سُرْدَدِ |
ابن الأَعرابي: الأَسْهان الرِّمالُ اللَّيِّنة؛ قال أَبو منصور: أُبدلت النون من اللام، والله أعلم.
حكى اللحياني: سِهِنْساهُ ادْخُلْ معنا، وسِهِنْساهُ اذْهَبْ معنا، وإذا لم يكن بعده شيء قلت سِهِنْساهِ قد كان كذا وكذا. الفراء: افْعَلْ هذا سِهِنْساهِ وسِهِنْساهُ افْعَلْه آخِرَ كل شيء؛ ثعلب: ولا يقال هذا إلا في المستقبل، لا يقال فعلته سِهِنْساهِ ولا فَعَلْتُه آثِرَ ذي أَثِيرٍ.
روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: العَيْنانِ وِكاءُ السَّهِ فإذا نامتا اسْتَطْلَقَ الوِكاءُ؛ قال أَبو عبيد: السَّهُ حَلْقَةُ الدبر، قال الأَزهري: السَّهُ من الحروف الناقصةِ، وقد تقدّم ذلك في ترجمة سته لأَن أَصلها سَتَهٌ، بوزن فرس، وجمعها أَسْتاه كأَفراس، فحذفت الهاء وعوّض منها الهمزة، فقيل اسْتٌ، فإذا رَدَدْتَ إليها الهاء وهي لامها وحذفت العين التي هي التاء انحذفت الهمزة التي جيءَ بها عِوَضَ الهاء، فتقول سَهٌ، بفتح السين. ويروى في الحديث: وِكاءُ السَّتِ، بحذف الهاء وإِثبات العين، والمشهور الأَول، ومعنى الحديث: أَن الإنسان مهما كان مستيقظاً كانت اسْتُه كالمشدودةِ المَوْكِيّ عليها، فإذا نام انْحَلَّ وِكاؤُها، كنى بهذا اللفظ عن الحَدَثِ وخروج الريح، وهو من أَحسن الكناياتِ وأَلطفها.