القسم الثالث: من أمثال العرب

من أمثال العرب

التي ليست منسوبة إلى شخص معين وهي منقولة من أمثال أبي عبيدة


1: "ربما أعلم فأذر" أي أني قد أدع ذكر الشيء وأنا عالم به؛ لما أحاذر من غبه.؟

2: وقال أعرابي لرجل: "إياك أن يضرب لسانك عنقك".
3: "من أكثر أهجر".
والهجر: الخروج إلى الكلام الأقبح.
4: "عي صامت خير من عي ناطق".
5: "من حفنا أو رفنا فليقتصد".
6: وعرض رجل فرساً للبيع، فقال له آخر: أهذه فرسك التي كنت تصيد عليها الوحش؟ فقال له رب الفرس: "شاكه أبا فلان"؛ أي قارب.
7: ويقال في مثله: "دون ذا ينفق الحمار".
8: وقالوا: "لا تهرف بما لا تعرف".
9: وقالوا: "سبني واصدق".
10: وقالوا: "إذا سمعت بسري القين فإنه مصبح".
قال: وأصله أن القين - وهو الحداد - في البادية يتنقل في مياههم، [فيقيم في الموضع أياماً، فيكسد عليه عمله، فيقول لأهل الماء: إني راحل الليلة عنكم وإن لم يرد ذلك، ولكنه يشيعه ليستعمله من يريد استعماله، فكثر ذلك في قوله حتى صار لا يصدق].
11: وقالوا: "خير مالك ما نفعك".أي في دنياك أو في موعظة.
12: وقالوا: "ليس عليك نسجه فاسحب وجر".
13: وقالوا: "رب ساع لقاعد".
14: وقالوا: "ملك ذا أمر أمره".
15: وقالوا: "سوء حمل الفاقة يضع الشرف".

* وقالوا في تملك المال دون أهلية:

16: "عبد وخلي في يديه".

وقالوا في الإعطاء بعد الشبع.

17: "أتاك ريان بلبنه".
18: وقالوا: "خرقاء وجدت صوفاً".
19: وقالوا: "استكرمت فاربط".
20: وقالوا: "مرعى ولا أكولة".
21: و: "عشب ولا بعير".

وقالوا في التحريض:

 22: "أشدد يديك بغرزه".
23: وقالوا: "اطلب تظفر".
24: و: "ألق دلوك في الدلاء".
25: وقالوا: "كلب عس خير من كلب ربض".
26: وقالوا: "يا حرزا وأبتغي النوافلا".
أي أحرزت ما أريد، وأنا أبتغي الزيادة.
27: وقالوا: "كلاهما وتمرا".
 28: وقالوا: "احلب حلباً لك شطره".
29: وقالوا: "كفى قوماً بصاحبهم خبيرا".
30: ومثله: "أتعلمني بضب أنا حرشته".
31: ومثله: "أنا ابن بجدتها".
32: وتقول العامة في هذا: "أنت أعلم أم من غص بها".
33: وقالوا: "ليس الخبر كالعيان".
34: وقالوا: "على يدي دار الحديث".

وقالوا في الحذق بالأمور:

 35: "أنا منه كحاقن الإهالة".
والإهالة: الودك المذاب، وليس يحقنها الحاذق بها حتى يعلم أنها بردت لئلا تحرق السقاء.
36: وقالوا: "أعط القوس باريها".
37: وقالوا: "لا تعدم صناع ثلة".
والثلة: الصوف تغزله المرأة.
38: وقالوا: "قتل أرضاً عالمها، وقتلت أرض جاهلها".
39: ويقولون: "بلغ فلان من العلم أطوريه".
أي طرفيه.
40: وقالوا: "إن العالم كالحمة تأتيها البعداء ويزهد فيها القرباء".
41: وقالوا: "يا طبيب طب لنفسك".
42: وقالوا: "كالحادي وليس له بعير".
43: ومثله: "تجشأ لقمان من غير شبع".

وقالوا في علم الباطن بالأمور الظاهرة:

44: "أنجد من رأى حضناً".
وحضن: اسم جبل.
وقالوا في استدامة الشيء لاستحسانه: 45: "محسنة فهيلي".
وقالوا في الحاذق: 46: "هو يرقم الماء".
وقالوا في الأخذ بالأحوط: 47: "عش ولا تغتر".
48: ومثله: "أن ترد الماء بماء أكيس".
49: وقالوا: "برد غداة غر عبداً من ظمأ".
وأصل ذلك أن عبداً خرج في برد النهار، ولم يتزود الماء لما رأى من روح الغداة، فلما حميت الشمس بالفلاة هلك عطشاً.
50: وقالوا: "ليس بأول من غره السراب".
وقالوا في الحضن على التقدم في الأمر: 51: "شر الرأي الدبري".
52: وقالوا: "آخرها أقلها شرباً".
أي دل في الأول.
وقالوا في الاستعداد: 53: "قبل الرمي تراش السهام".
54: وقالوا: "دمث لنفسك قبل النوم مضطجعا".
55: وقالوا: "التقدم قبل التندم".
56: وقالوا: "خير الأمور أحمدها مغبة".
وقالوا في التحذير: 57: "لا تكن أدنى العيرين إلى السهم".
وقالوا في التوسط: 58: "لا تكن حلواً فتسترط، ولا مراً فتعقى".
59: وقالوا: "عاد غيث على ما أفسد".
وقالوا في المدافعة: 60: "جاحش فلان على خيط رقبته".
وقالوا في التحذير من الاستبداد: 61: "الذئب خالياً أشد".
62: وقالوا: "كل الحذاء يحتذى الحافي الوقع".
والوقع: الماشي في الوقع، وهي الحجارة.
63: وقالوا: "من يشتري سيفي وهذا أثره".
وقالوا في التحذير من إتباع الهوى: 64: "أمر مبكياتك لا أمر مضحاتك".
65: وقالوا: "أعور، عينك والحجر".
وقالوا في الموصوف بالحذر: 66: "العير أوقى لدمه".
67: وقالوا: "الليل وأهضام الوادي".
68: وقالوا: "إن السلامة منها ترك ما فيها".
69: وقالوا: "اتق خيرها بشرها، وشرها بخيرها".
ويقال: إن ذلك قيل في اللقطة أو الضالة؛ وقيل: إن ابن عمر قائله؛ وقد روي أن أحد حكماء الجاهلية قاله قبله.
70: وقالوا: "قد أعذر من أنذر".
71: وقالوا: "أجر الأمور على أذلالها".
أي على وجوهها.
وقالوا في حسن التدبير: 72: "قلب الأمر ظهراً لبطن".
73: وقالوا: "رب أكلة تمنع أكلات".
74: وقالوا: "ما هلك امرؤ عن مشورة".
75: وقالوا: "افعل ذلك وخلاك ذم".
أي إنما عليك أن تجتهد.
وقالوا في الاجتماع للأمر والمبالغة فيه: 76: "اجمع جراميزك".
77: و: "أشدد حيازيمك".
78: منه: "قرع له ساقه".
79: و: "شمر ذيلا وادرع ليلا".
80: وقالوا: "اتخذ الليل جملا".
81: وقالوا: "كذا وكذا ولو بقرطي مارية".
82: وقالوا: "جئ به من حيث [أيس] وليس".
83: وقالوا: "جاء فلان وفي رأسه خطة".
أي في نفسه حاجة قد عزم عليها.
84: وقالوا: "رب عجلة تهب ريثاً".
85: ومثله: "ضح رويداً".
86: ومثله: "الرشف أنقع".
وقالوا في طلب الحاجة المتعذرة: 87: "تسألني برامتين سلجما".
والمثل المشهور في هذا: 88: "من سأل صاحبه فوق طاقته فقد استوجب الحرمان".
وقالوا [في الاقتناع]: 89: "لم يحرم من فصد له".
وكانوا إذا لم يقدروا على قرى الأضياف فصدوا له بعيراً، وعالجوا ذلك حتى يمكن أكله.
90: وقالوا: "الثيب عجالة الراكب".
وقالوا في الاقتناع أيضاً:  
91: "خذ ما طف لك وما استطف".
92: و: "خذ من فلان العفو".
93: و: "ارض من المركب بالتعليق".
94: وقالوا: "اصنعه لي صنعة من طب لمن حب".
95: وقالوا: "أتبع الفرس لجامها".
وقالوا [في الرجل يعرف بالصدق ثم يحتاج إلى الكذب: 96: "عند النوى يكذبك الصادق".
وأصله أن رجلا كان عنده عبد لم يكذب قط، فبايعه رجل ليكذبنه، فبيت العبد عنده، فأطعمه لحم حوار، وسقاه لبناً حليباً في سقاء حازر، فلما أصبحوا تحملوا، وقال للعبد]: الحق بأهلك. فلما توارى عنهم نزلوا، فأتى العبد سيده، فسأله، فقال: أطعموني لحماً لا سميناً ولا غثاً، وسقوني لبناً لا محضاً ولا حقيناً، وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا، فساروا بعد أو حلوا، وعند النوى يكذبك الصادق، فأحرز سيده الخطر.
97: وقالوا: "صدرك أوسع لسرك".
98: وقالوا: "اجعل هذا في وعاء غير سرب".
99: وقالوا: "أملك الناس لنفسه من كتم سره من صديقه".
1: وقالوا: "سرك من دمك".
101: وقالوا: "صرح الحق عن محضه".
102: ومثله: "أبدى الصريح عن الرغوة".
103: وقالوا: "قد بدا نجيث القوم".
والنجيث: المدفون.
104: وقالوا: "قد بين الصبح لذي عينين".
105: "أفرخ القوم بيضتهم".
106: "برح الخفاء".
107: "أخبرته بعجري وبجري".
والعجر: العروق المتعقدة. والبجر: المعاء.
108: "كل أحد أعلم بشأنه".
109: "لعل له عذراً وأنت تلوم".
وأضاف رجل قوماً فاستقاهم لبناً فاعتذروا، وعندهم لبن قد حقنوه في وطب، فقال: 110: "أبى الحقين العذرة".
111: "وترك الذنب أيسر من الاعتذار".
والعامة تقول: 112: "ترك الذنب أيسر من طلب التوبة".
113: "لا يعدم مذنب عذراً".
ونزل رجل بقوم ليلاً، فأضافوه وغبقوه، فلما فرغ قال: إذا صبحتموني غداً كيف آخذ في حاجتي؟ فقالوا: 114: "عن صبوح ترقق".
115: ومثله: "يسر حسواً في ارتغاء".
116: "شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد".
117: "المنة تهدم الصنيعة".
وقال بعض العرب لبنيه: 118: يا بني "إذا اتخذتم عند رجل يداً فانسوها".
119: وقالوا: "كالممهورة إحدى خدمتيها".
وذلك أن رجلاً كانت له امرأة حمقاء، فطلبت مهرها منه فنزع إحدى خدمايها - وهما الخلخالان - فدفعها إليها، وقال: هذا مهرك! فرضيت.
120: "لا تحمدن أمة عام اشترائها، ولا حرة عام بنائها".
والبيت السائر: 121: "لا تحمدن امرأ حتى تجربه=ولا تذمنه من غير تجريب".
وفي الدعاء للقادم من السفر
122: "خير ما رد في أهل ومال".
123: "عرفتني نسأها الله".
أي أخر في أجلها. وأصل ذلك أن فرساً أخذت لرجل، ثم رأته بعد ذلك، فذكرته وحمحمت، فقال هذا القول.
وقالوا في النكاح
124: "بالرفاء والبنين".
125: و: "على بدء الخير واليمن".
126: "ذكرني فوك حماري أهلي".
وأصله أن رجلاً خرج يطلب حمارين كان قد أضلهما، فرأى امرأة منتقبة، فأعجبته حتى نسى الحمارين، فتبعها، فلم يزل كذلك حتى سفرت فإذا هي فوهاء، فقال تلك المقالة، وانصرف إلى طلب الحمارين.
 
وقالوا في الرمي بالمعضلات
127: "رماه بأقحاف رأسه".
128: "رماه بثالثة الأثافي".
وهي القطعة المتصلة بالجبل.
وقالوا إذا بهته بعظيمة
129: "يا للعضيهة".
130: و "يا للأفيكة".
131: و: "يا للبهيتة".
132: وقالوا: "كأنما أفرغ عليه ذنوباً".
إذا كلمه بما يسكته.
133: وقالوا: "لليدين وللفم".
134: وقالوا: "لا لعاً لفلان".
135: وقالوا: "إحدى حظيات لقمان".
والحظيات: المرامي.
136: وقالوا: "سبك من أبلغك".
137: "فتل في ذروته وغاربه".
138: "من يأت الحكم وحده يفلج".
139: "المعافى ليس بمخدوع".
أي من عوفي لم يضرره ما كان خودع به.
140: وقالوا: "جاء فلان بالترهات والأساطير".
141: وقالوا: "إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر".
وأصل ذلك أن رجلين تبايعا على غروب القمر صبيحة ثلاث عشرة: أيسبق غروبه طلوع الشمس أم يسبقه طلوعها؟ فمال قوم الذي ذكر أن غروب [القمر] يسبق مع صاحبهم، فقال الآخر: إنكم تبغون علي؛ فقيل له ذلك.
142: ويقولون: "إن البغاث بأرضنا يستنسر".
أي من جاورنا صار بنا عزيزاً.
 143: وقالوا: "ما يقعقع لي بالشنان".
144: ومثله: "ما يصطلى بناره".
145: "إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصارا".
146: "الحديد بالحديد يفلح".
147: "النبع يقرع بعضه بعضاً".
148: "رمي فلان بحجره".
أي بقرنه.
149: وقالوا: "هو قفا غادر شر".
وأصله أن رجلا من بني تميم أجار قوماً، فأرادوا أن يأكلوهم، فمنعهم، فقالت امرأة لأبيها: أرني هذا الوافي! فأراها إياه، فلما أبصرت دمامته قالت: لم أر كاليوم قفا واف! فقال ذلك لما سمعها.
وقالوا في الداهية
150: "إنه لصل أصلال".
151: و: "إنه لهتر أهتار".
152: و: "إنه لعضلة من العضل".
153: و: "إنه ليعلم من حيث تؤكل الكتف".
154: وقالوا: "حلب فلان الدهر أشطره".
155: وقالوا: "لا تغز إلا بغلام قد غزا".
156: "زاحم بعود أودع".
157: وقالوا: "إن العوان لا علم الخمرة".
158: "الفحل يحمي شوله معقولا".
159: "خل سبيل من وهى سقاؤه".
أي لا تصحب من لا يرى لك مثل ما ترى له.
160: وقالوا: "دع امرأ وما يختاره".
161: و: "ألق حبله على غاربه".
162: ويقولون: "حلبتها بالساعد الأشد".
أي حين لم أقدر على الرفق أخذته بالقوة.
163: ومثله: "مجاهرة إذ لم أجد مختلا".
164: وقالوا: "يركب الصعب من لا ذلول له".
165: وقالوا: "مخرنبق لينباع".
166: وقالوا: "تحسبها حمقاء وهي باخس".
وقالوا في الذي يوصى بركوب الأمر الشديد لقوته عليه
167: "أطري فانك ناعلة".
وأصله أن رجلا قال لراعية له جعلت ترعى في السهل وتترك الحزونة: أطري: أي خذي طرر الوادي، وهي نواحيه، فإن عليك نعلين.
قال: أحسبه يعني بالنعلين غلظ جلد قدميها.
وقالوا فيمن هان بعد العز.
168: "كان حماراً فأستأتن".
169: و: "أودى العير إلا ضرطاً".
170: وقالوا: "لقد كنت وما أخشى بالذئب".
وقالوا في الذي يتعذر ثم يلين
171: "تنزو وتلين".
172: وقالوا: "الحمى أضرعتني إليك".
وقالوا في الذي لم يبق من عمره إلى اليسير
173: "ما بقي منه إلا قدر ظمء الحمار".
قالوا: وليس شيء من الدواب أقصر ظمئاً منه.
وقالوا فيمن تعزز بعد الذل
174: "وكان كراعاً فصار ذراعاً".
وقالوا فيمن يحمد بعد الكبر
175: "عود يقلع".
أي تحسن أسنانه وتنقى.
176: ومثله: "ومن العناء رياضة الهرم".
177: وقالوا: "أعييتني بأشر فكيف بدردر؟".
أي لم تقبلي الأدب وأنت شابة ذات أشر في أسنانك، فكيف وقد كبرت وبدت درادرك، وهي مغارز الأسنان.
وقالوا في سوء الخلف
178: "بدل أعور".
وقالوا في استعانة الذليل
179: "مثفل استعان بذقنه".
وأصله البعير يحمل عليه الحمل فلا يقدر على النهوض، فيعتمد على الأرض بذقنه.
180: ومثله: "عبد صريخه أمة".
181: وقالوا: "معاداة العاقل خير من مصادقة الأحمق".
وإذا كان يبلغ حاجته مع حمقه قالوا: 182: "أحمق بلغ".
وقالوا في الخداع: 183: "خامري أم عامر".
وذلك يقال للضبع حين تخرج من بيتها فيقبض عليها.
184: وقالوا: "كيف بغلام قد أعياني أبوه؟".
185: ومثله: "لا تقتن من كلب سوء جرواً".
ومثله: 186: "ترجو الوليد وقد أعياك والده=وما رجاؤك بعد الوالد الولدا".
وقالوا في الامعة
187: "هو بنت الجبل".
وهي الصدى، أي من يجيب كل ذي صوت بمثل كلامه.
وقالوا في المخلط
188: "كل نجار إبل نجارها".
وقالوا فيمن له منظر بلا مخبر
189: "ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل".
ومن أمثالهم
190: "لن يزال الناس بخير ما تباينوا، فإذا تساووا هلكوا".
وقالوا: 191: "لقوم إخوان وشتى في الشيم".
وكلهم يجمعهم بيت الألم 192: وقالوا: "الناس أخياف".
أي متفرقون في أحسابهم وأخلاقهم.
وقالوا في الجماعة يأتون عن آخرهم
193: "جاءوا على بكرة أبيهم".
194: و: "جاءوا قضهم بقضيضهم".
وقالوا في التساوي
195: "هما زندان في وعاء".
ولا يكون هذا في المدح.
وقالوا في الاقتناع
196: "سداد من عوز".
وقالوا في التفضيل
 197: "في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار".
198: وقالوا: "كل مجر بالخلاء يسر".
199: وقالوا: "ساواك عبد غيرك".
2: وقالوا: "عبد غيرك حر مثلك".
201: وقالوا: "أضئ لنا أقدح لك".
202: وقالوا: "أسق رقاش إنها سقاية".
203: وقالوا: "هذه بتلك فهل جزيتك؟".
204: وقالوا: "لا تعدم من ابن عمك نصراً".
205: وقالوا: "الحفائظ تحلل الأحقاد".
206: وقالوا: "منك أنفك ولو كان أجدع".
207: وقالوا: "هو ألزم لك من شعرات قصك"؛ لأنه كلما حلق نبت.
208: وقالوا: "زين في عين والد ولده".
209: وقالوا: "العصا من العصية".
210: وقالوا: "العقوق ثكل من لم يثكل".
211: وقالوا: "الملك عقيم".
212: وقالوا: "إذا نزا بك الشر فاقعد".
213: وقالوا: "الحليم مطية الجهول".
214: و: "لا ينتصف حليم من جاهل".
وقالوا في صفة الحليم
215: "إنه لواقع الطير".
216: و: "إنه لساكن الريح".
317: و: "كأن الطير على رؤوسهم".
وقالوا في احتمال الإساءة
218: "طويت فلاناً على بلاله".
219: وقالوا: "ما كفى حرباً جانبها".
أي يصلح العقلاء ما أفسده السفهاء.
220: ومنه قولهم: "صار الأمر إلى النزعة".
إذا قام به أهل الإصلاح.
221: وقالوا: "إن المقدرة تذهب الحفظية".
وقالوا في العفو
222: "إذا ارجحن شاصياً فارفع يداً".
والشاصي: الرافع رجله، أي إذا خضع.
223: وقالوا: "إذا لم تغلب فأخلب".
224: وقالوا: "سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة".
225: وقالوا: "كل امرئ في بيته صبي".
226: وقالوا: "الحمد مغنم، والمذمة مغرم".
227: وقالوا: "المصيبة للصابر واحدة، وللجزع ثنتان".
وأصيب بعض حكماء العرب بولده، فبكاه حولا ثم سلا، فقيل له في ذلك، فقال: 228: "كان جرحاً فبرئ".
229: وقالوا: "إنما سميت هانئاً لتهنأ".
أي لتفضل على الناس؛ والهانئ: المعطي.
230: وقالوا: "لا ينفعك من زاد تبقي".
أي يصير إلى التغير فلا تدخره.
231: وقالوا: "من حقر حرم".
232: ومثله: "إن الرثيئة تفثأ الغضب".
وأصله أن رجلا كان غضبان على قوم، فسقوه رثيئة، فسكن غضبه. والرثيئة: اللبن الحامض يخلط بحلو.
233: وقالوا: "ما حللت ببطن تبالة لتحرم الأضياف".
وتبالة: من بلاد اليمن، وهي مشهورة بالخصب.
234: وقالوا: "هذا بيتي يبخل لا أنا".
235: وقالوا: "شغلت شعابي جدواي".
236: وقالوا: "بالساعد تبطش الكف".
237: وقالوا: "عند الصباح يحمد القوم السرى".
وقالوا في ترك المخالفة
238: "هو على حبل ذراعك".
239: وقالوا في مثله: "بين العصا ولحائها".
[وقالوا] في التسهيل
240: "هو على طرف الثمام".
لأنه لا يطوف فيشق على المتناول.
 
وقالوا في تسهيل الأمر من وجهين
241: "كلا جانبي هرشى لهن طريق".
وقالوا في الحزم والنظر في الشيء إذا فاته غيره
242: "لا يرسل الساق إلا ممسكاً ساقاً".
وأصل ذلك في الحرباء إذا اشتدت عليها الشمس استظلت بشجرة كانت قد أعدتها هي لتحويل الفيء.
243: وقالوا: "من خطب الحسناء يعط مهراً".
244: وقالوا: "من صانع بالمال لم يحتشم من طلب الحاجة".
245: وقالوا: "عمك خرجك".
وأصله أن رجلا سافر مع عمه من غير زاد اتكالا على ما في خرج عمه، فلما جاع قال: يا عم أطعمني مما في خرجك، فقال له ذلك.
وقالوا في الأمر إذا عرض فيه داخل
246: "قد علقت دلوك دلو أخرى".
247: وقالوا: "الأمر يحدث بعده الأمر".
248: وقالوا: "من لي بالسانح بعد البارح؟".
وأصل ذلك أن رجلا مرت به ظباء بارحة _ والعرب تتشاءم بها _ فكره ذلك، فقيل له: إنها ستمر بك سانحة؛ فقال ذلك.
والسانح: ما مر عن اليمين. والبارح: عن الشمال.
249: وقالوا: "رجع من سفره بخفي حنين".
 وقالوا: وكان حنين إسكافاً من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين، فاختلفا حتى أغضبه، فأراد غيظ الأعرابي: فلما ارتحل أخذ حنين الخف الواحد، فألقاه في طريقه، ثم ألقى الآخر في موضع آخر. فلما مر الأعرابي بأحدها قال: ما أشبه هذا بخف حنين! ولو كان معه أخوه لأخذته! مضى. فلما انتهى إلى الآخر ندم على ترك الأول، فأناخ راحلته عند الآخر، ورجع إلى الأول وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي عمد إلى راحلته وما عليها وذهب به! وأقبل الأعرابي وليس معه غير الخفين، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ فقال: جئتكم بخفي حنين.
250: وقالوا: "قد نفخت لو تنفخ في فحم".
251: وقالوا: "إن كنت بي تشد أزرك فأرخه".
252: وقالوا: "رمى برسن فلان على غاربه".
إذا خلي وما يريد.
253: وقالوا: "أرسل حليماً ولا توصه".
254: ومثله: "إن الموصين بنو سهوان".
وقالوا في الاعتناء
255: "جعلته نصب عيني".
256: و: "لم أجعلها بظهر".
257: وقالوا: "لا تسأل الصارخ وانظره ماله".
258: وقالوا: "عينه فراره".
وهو اختباره.
259: وقالوا: "جاء فلان من حاجته وقد لفظ لجامه".
إذا انصرف عنها مجهوداً.
فان جاء مستحييا قيل: 260: "جاء كخاصي العير".
فان جاء وقد قضى حاجته قيل: 261: "جاء ثانياً من عنانه".
فان جاء فارغاً قيل: 262: "جاء يضرب أصدريه".
بعني عطفيه.
وإن جاء بعد الشدة قيل: 263: "جاء بعد اللتيا والتي".
264: ومثله: "جاء بعد الهياط والمياط".
265: وقالوا: "لا أطلب أثراً بعد عين".
266: وقالوا: "ما قرعت عصاً على عصاً إلا حزن لها قوم، وسر بها آخرون".
267: وقالوا: "نعم كلب في بؤس أهله".
268: وقالوا: "الحرب غشوم".
لأنها تنال من لم يجنها.
269: وقالوا: "أحشفاً وسوء كيلة؟".
270: وقالوا: "أكسفاً وإمساكاً؟".
في البخيل الذي يلقاك بالعبوس.
271: وقالوا: "كالمستغيث من الرمضاء بالثأر".
وقالوا في المكروهين
272: عوير وكسير".
وقالوا في الزيادة على تحمل المكروه
273: "ضغث على إبالة".
والابالة: الحزمة من الحطب. والضغث: الجرزة التي فوقها.
274: وقالوا: "وقع القوم في أم جندب".
إذا ظلموا.
275: وقالوا: "مطله مطلا كنعاس الكلب".
لأنه دائم النعاس.
وقالوا في الأمر يبرم ولم يشهده صاحبه
276: "صفقة لم يشهدها حاطب".
277: وقالوا: "يجري بليق ويذم".
وهو اسم فرس كان يسبق الخيل، وهو مع ذلك يعاب.
278: ومثله: "السعير يؤكل ويذم".
279: وقالوا: "ابدأهم بالصراخ يفروا".
280: وقالوا: "لو ذات سوار لطمتني".
281: "اضربه ضرب غرائب الابل".
282: "ذل لو أجد ناصراً".
قاله رجل لطمه الحارث بن أبي شمر الغساني، ثم لطمه أخرى، فقال: 283: "لو نهيت الأولى لانتهت الأخرى".
284: "هذه بتلك والبادي أظلم".
285: "من حفر مهواة وقع فيها".
286: "كالباحث عن مدية".
287: "لو ترك القطا لنام".
وقالوا في البراءة
288: "أنا منه فالح بن خلاوة".
289: وقالوا: "لا ينفعك من سوء توق".
290: وقالوا: "أنت تئق، وأنا مئق، فكيف نتفق؟" والتئق: السريع إلى الشر، والمئع: السريع إلى البكاء.
ومن أمثالهم
291: "ويح الشجي من الخلي".
292: "هان على الأملس ما لاقي الدبر".
293: "عادة السوء شر من المغرم".
294: "عاد فلان في حافرته".
أي إلى طريقته الأولى.
295: وقيل "النقد عند الحافر".
296: ومن أمثالهم: "حياك من خلا فوه".
وأصله أن رجلا سلم عليه وهو يأكل، فلم يرد السلام، فلما فرغ قال هذه المقالة.
297: ومن أمثالهم: "الكلاب على البقر".
298: ومن أمثالهم: "اتخذ القوم فلاناً حمير الحاجات".
299: وقالوا: "كالفاخرة بحدج ربتها".
3: وقالوا: "ليس هذا بعشك فادرجي".
وقال بعض حكماء العرب
301: "شدة الحرص من سبل المتالف".
وقالوا في شدة الحرص: 302: "هذا يبعث الكلاب عن مرابضها".
أي طمعاً أن يجد تحتها ما يأكله.
وقال حكيم من العرب
302: "من استغنى كرم على أهله".
وقالوا في التحريض على مجانبة الناس
304: "من يسمع يخل".
 305: وقالوا: "عرف حميق جمله".
بضرب للرجل يأنس بالرجل حتى يجترئ عليه.
ومن أمثالهم
306: "كمستبضع التمر إلى هجر".
307: وقالوا: "من استرعى الذئب ظلم".
308: وقالوا: "خير حالبيك تنطحين".
 
 وقالوا في الخليط
309: "اختلط المرعي منها بالهمل".
310: ومثله: "ما يدري أيخثر أم يذيب".
311: وقالوا: "لا ماءك أبقيت، ولا درنك أنقيت".
312: وقالوا: "لا تنقش الشوكة بمثلها".
313: وقالوا: "أساء رعياً فسقى".
ومن أمثالهم
314: "لا مخبأ لعطر بعد عروس".
وقالوا في البخيل
315: "ما عنده خل ولا خمر".
316: "ما عنده خير ولا مير".
317: "سواء هو والعدم".
318: "سواء هو والقفر".
319: و: "هل بالرمل أو شال".
320: "ما يبض حجره".
321: "ما تبل إحدى يديه الأخرى".
وقالوا في البخيل مع السعة
322: "رب صلف تحت الراعدة".
والصلف: قلة النزل والخير.
والراعدة: السحابة ذات الرعد.
323: و: "إنه لنكد الحظيرة".
324: وقالوا: "الحر يعطي والعبد يألم قلبه".
325: و: "يمنع دره ودر غيره".
326: وقالوا: "رهباك خير من رغباك".
أي أن يعطيك فرقاً خير من حبه لك.
ومن أمثالهم
327: "قبل البكاء كان وجهك عابساً".
328: و: "قبل النفاس كنت مصفرة".
329: وقالوا: "إن ضج فزده وقراً".
330: و: "إن جرجر فزده نوطاً".
331: وقالوا: "دقك بالمنحاز حب الفلفل".
وقالوا في الاغتنام من البخيل
332: "خذ من الرضفة ما عليها".
والرضفة: هي الحجارة المحماة.
وقالوا في الاحتياج إلى البخيل
333: "شر ما أجاءك إلى مخة عرقوب".
334: وقالوا: "يا مهدي المال كل ما أهديت".
335: ومثله: "سمنكم هريق في أديمكم".
وقالوا في البخيل إذا مات موفوراً
336: "مات فلان عريض البطان".
وقالوا في الذي لا يرى منه الشيء إلا ندرة
337: "إنما هو كبارح الأروى".
لأن الأروى مسكنها أعالي الجبال ولا تكاد ترى.
وقالوا في الذي يتحاماه الناس
338: "من شر ما طرحك أهلك".
وقالوا في الذي يعطي مرة
339: "كانت بيضة الديك".
فان كان يعطي شيئاً ثم قطعه قيل للمرة الآخرة: 340: "إنما كانت بيضة العقر".
ومن أمثالهم
341: "عصا الجبان أطول".
وقالوا في الجبان إذا خاف: 342: "قد كاد يشرق بالريق".
وقالوا إذا أفلت بعد الاشفاء: 343: "أفلت وانحص الذنب".
وإذا أرادوا أنه نفر فلم يعد قالوا: 344: "ضرب في جهازه".
وأصله في البعير يسقط عن ظهره القتب بأداته، فيقع بين قوائمه، فينفر منه في مذهب في الأرض.
وقالوا في الجبان المتوعد بما لا يفعل
345: "الصدق ينبي عنك ولا الوعيد".
346: ومثله: "أسمع جعجعة ولا أرى طحناً".
وقالوا في توعد الرجل صاحبه وهو ضعيف
347: "لا تبق إلا على نفسك".
والعامة تقول: 348: "لا أبقى الله عليك إن أبقيت".
وقالوا في الموعد الذي يعرف بخلاف ذلك
349: "برق لمن لا يعرفك".
350: وقالوا: "جاؤنا ينفض مذرويه".
أي يتوعدنا. والمذروان: فرعا الأليتين.
351: ويقولون: "ارق على ظلعك".
وقالوا في الرضا بالحاضر ونسبان الغائب
352: "إن ذهب عير فعير في الرباط".
ومن أمثالهم
353: "من غاب غاب حظه".
354: وقالوا: "إذا جاء الحين غطى العين".
355: وقالوا: "استمسك فإنه معدو بك".
أي المقادير تسوقك إليها.
356: وقالوا: "كيف توقى ظهر ما أنت راكبه".
ومن أمثالهم
357: "لا تكن كالباحث عن المدية".
358: و: "لا تكن كالنازي بين القرينين".
وقالوا في الشماتة بالجاني على نفسه
359: "احس فذق".
360: "يداك أو كتاو وفوك نفخ".
قيل ذلك لرجل نفخ زقاً وسبح به، حتى إذا توسط اللجنة انفتح، فاستغاث.
361: وقالوا: "لاقى كما لقي يسار الكواعب".
 وكان من حديثه أنه كان عبداً لبعض العرب ولمولاه بنات، فجعل يتعرض لهن ويراودهن، فقلن له: يا يسار، اشرب من ألبان هذه اللقاح، ونم في ظلال هذه الخيام، ولا تتعرض لبنات الأحرار! فأبى، فلما أكثر عليهن واعدنه ليلا - وقد أعددن له موسى - فلما خلا بهن قبضن عليه، فجببن مذاكيره.
362: وقالوا: "على أهلها دلت براقش".
وهي كلبة نبحت على جيش مروا ولم يشعروا بالحي الذي كانت فيه الكلبة، فعطفوا عليهم واستباحوا.
363: ومثله: "عير عاره وتده".
364: كما يقال: "لا أدري أي الجراد عاره".
أي أتلفه.
وقالوا في دول الدهر
365: "مرة عيش، ومرة جيش".
ومثله: 366: "من ير يوماً ير به=والدهر لا تغتر به".
367: وقالوا: "إن تعش تر ما لم تر".
368: وقالوا: "من يجتمع تتقعقع عمده".
369: وقالوا: "انقطع السلى من البطن".
أي فات الأمر وانقضى.
370: وقالوا: "عش رجباً تر عجباً".
ومن أمثالهم في الشدائد
371: "رأى فلان الكواكب مظهراً".
372: وقالوا: "تركته على مثل قلع الصمغة".
373: و: "تركته على مثال ليلة الصدر".
يعني صدر الناس من حجهم.
374: و: "تركته على أنقى من الراحة".
وقالوا في الهلاك
375: "طارت بهم العنقاء".
376: وقالوا: "القوم في أمر لا ينادى وليده".
أي بلغ من الجهد أن تذهل المرأة عن صبيها أن تدعوه.
377: ومثله "وقع القوم في سلى جمل".
أي في شيء لا مثيل له؛ لأن السلى يكون للناقة لا للجمل.
378: وقالوا: "بلغ السيل الزبى".
379: و: "جاوز الحزام الطبيين".
380: و: "التقت حلقتا البطانين".
وقالوا في الأمر الذي انتهى فساده
381: "كدابغة وقد حلم الأديم".
382: و: "قد أخذ منه بالمخنق".
وقالوا في الإسراف في القتل: 383: "صمت حصاة بدم".
وأصله أن يكثر القتل وسفك الدماء، حتى إذا وقعت حصاة من يد راميها لم يسمع لها صوت".
ومن أمثالهم في الدواهي
384: "جاء بالداهية الدهياء".
385: و: "جاء بالعنقفير".
386: و: "جاء بالدردبيش".
387: و: "جاء بإحدى بنات طبق".
388: ويقولون: "صمي صمام".
389: و: "صمي ابنة الجبل".
وصمام: هي الداهية، أي اخرسي يا داهية.
390: ويقولون: "لقيت من فلان الأمرين".
391: والعرب تقول: "لقيت منه البرحين".
392: و"لقيت منه بنات برح".
393: وقالوا: "غادر وهية لا ترقع".
أي فتقاً لا يقدر على رتقه.
ويقال في الأمر الذي لا يصبر عليه
394: "هذا أمر لا تبرك عليه الابل".
395: وقالوا في مثله: "جرحه حيث لا يضع الراقي أنفه".
أي لا دواء له.
وإذا لقي الشدة بكاملها قالوا: 396: "لقيها بأصبارها".
وقالوا في العداة
397: "هم سود الأكباد".
398: و: "هم صهب السبال".
ومن أمثالهم في إظهار ما في النفس
399: "قشرت له العصا".
وقالوا في شدة العداوة والغيظ: 4: "هو يعض عليه الأرم".
أي الأصابع.
ويقولون في الشدة
401: "لقيت من فلان عرق القربة".
ومن الشدة قولهم: 402: "قد سيل به وهو لا يدري".
ويقولون للقوم إذا أوفوا على الشر والفساد
403: "قد ثار حابلهم على نابلهم".
وإذا شب الشر بينهم قيل: 404: "قد شرق ما بينهم بشر".
وإذا كان دائماً قيل: 405: "بينهم داء الضرائر".
406: وقالوا: "قبح الله معزى خيرها خطه".
وخطه: اسم عنز.
وقالوا في الشر العظيم: 407: "بينهم عطر منشم".
ومن أمثالهم: 408: "شاهد البغض اللحظ".
وقال زهير:
متى تك في صديق أو عدو
 
تخبرك العيون عن القلوب
وقالوا في الرجل إذا ثقل على صاحبه حتى لا يقدر أن ينظر إليه: 409: "إنما هو على حندر عينه".
والحندر: النقطة السوداء التي داخل العين.
وإذا ساء رأيه فيه قالوا: 410: "رمي منه في الرأس".
ويقولون في الوعيد الصادق
411: "لأرينك لمحاً باصراً".
412: ويقولون: "لأطعنن في حوصهم".
والحوص: الخياطة، أي ما أفسد ما أصلحوا.
وقالوا في معاشرة أهل اللؤم
413: "أجع كلبك يتبعك".
ومن أمثالهم في منتهى التشبيه
 414: "إنه لأحذر من غراب".
415: و: "أزهى من غراب".
416: و: "أبصر من غراب".
417: و: "أسمع من قراد".
418: و: "أسمع من فرس".
419: و: "أنوم من فهد".
420: و: "أخف رأساً من الذئب".
421: و: "أخف رأساً من الطير".
422: وقالوا: "أظلم من حية".
422: و: "أمسخ من لحم الحوار".
ليس له طعم.
423: و: "أعز من الأبلق العقوق".
في الشيء الذي لا يوجد لأن العقوق إنما هو في الاناث.
425: و: "أصدق من قطاة".
426: و: "أصنع من تنوط".
وهو طائر يبلغ من صنعته ورفقه أن يجعل عشه مدلى من الشجر.
427: و: "أصنع من سرفة".
وهي دودة.
428: و: "أجود من لافظة".
وهي الرحى، سميت بذلك لأنها تلفظ ما تطحنه.
429: و: "أخدع من ضب".
430: و: "أكذب من الشيخ الغريب".
431: و: "أكذب من أخيذ الجيش".
432: و: "أحمق من راعي ضأن ثمانين".
وذلك أن أعرابياً بشر كسرى ببشرى سر بها، فقال: سلني ما شئت، فقال: أسألك ضأناً ثمانين.
433: و: "أحمق من العقعق".
لأن ولده ابن ضائع.
434: و: "أحمق من رجلة".
435: و: "أخزق من حمامة".
436: و: "أذل من فقع القرقر".
437: و: "أذل من وتد".
438: و: "أجوع من كلبة حومل".
439: و: "أعيا من باقل".
وهو من ربيعة.
440: و: "أخيل من مذالة".
يضرب للمتكبر في نفسه، وهو عند الناس مهين.
والمذلة: الأمة المهانة، وهي في ذلك تتبختر.
441: و: "أحلم من فرخ الطائر".
442: و: "أبر من العملس".
وكان يحمل أمه على عاتقه.
443: و: "أعق من ضب".
لأنه يأكل ولده.
444: و: "أحيا من ضب".
لأنه يطول عمره.
445: و: "أصبر من عود بدفيه جلب".
وهي: آثار الدبر.
446: و: "أعرى من المغزل".
447: و: "أكسى من الكعبة".
448: و: "أكسى من البصل".
449: و: "أجبن من صافر".
450: و: "أنم من صبح".
451: و: "أبعد من بيض الأنوق".
452: و: "أسأل من فلحس".
وهو الطفيلي.
453: و: "أشجع من ليث عفرين".
قال الأصمعي: هو دابة مثل الحرباء تتعرض للراكب.
وعفرين: بلد.
454: و: "أشهر من فارس الأبلق".
455: و: "أروى من الضفدع".
456: و: "أحن من شارف".
وهي الناقة المسنة.
457: و: "أطيش من فراشة".
458: و: "أسرع من عدوى الثؤباء".
459: و: "أجرأ من خاصي الأسد".
ويقولون: 460: "لقيت فلاناً أول عين".
أي أول شيء.
وكذلك:" 461: "لقيت فلاناً أول وهلة".
فان هجمت عليه قلت.
462: "لقيته التقاطاً".
وفي المواجهة: 463: "لقيته صراحاً".
فان عرض لك من غير أن تذكره قلت: 464: رفع لي رفعاً".
فان لقيته بقفر قلت: 465: "لقيته بوحش إصمت".
466: و: "لقيته بين سمع الأرض وبصرها".
إذا لم يكن معه أحد.
وإن كنت تلقاه في اليومين فصاعداً إلى خمسة عشر يوماً قلت: 467: "لقيته في الفرط".
فان لقيته بعد شهر أو نحوه قلت: 468: "لقيته عن عفر".
فان لقيته بين الأعوام قلت: 469: "لقيته ذات العويم".
فان لقيته في الزمان قلت: 470: "لقيته ذات الزمين".
وقالوا: 471: "لا آتيك ما حنت النيب".
472: و: "لا آتيك ما أطت الابل".
473: و: "لا أفعل ذلك ما اختلف الملوان".
وهما الليل والنهار 474: و: "لا أفعل ذلك ما سمر ابنا سمير".
475: و: "لا آتيك السمر والقمر".
476: و: "لا آتيك سن الحسل".
وهو ولد الضب، ولا تسقط سنه حتى يموت.
477: و: "لا أفعله عوض العائضين".
478: و: "لا أفعله دهر الداهرين".
479: و: "لا أفعله أبد الآبدين".
480: و: "لا أفعله حتى يرجع السهم على فوقه".
481: و: "لا آتيك ما حملت عيني الماء".
وقالوا: 482: "ما بالدار عريب".
483: و: "ما بها دوري".
484: و: "ما بها طوري".
485: و: "ما بها صافر ولا ديار".
486: و: "ما بها نافخ ضرمة".
487: و: "ما بها إرم".
وقالوا: 488: "ماله سبد ولا لبد".
وهما الشعر والصوف.
وقالوا: 489: "ما ذقت عضاضاً، ولا مضاضاً، ولا قضاماً، ولا لماظاً".
وقالوا: 490: "ما اكتحلت غماضاً ولا حثاثاً".
وقالوا: 491: "ما يعرف هراً من بر".
وقالوا:  492: "ما يدري أي طرفيه أطول".
ومعناه: لا يدري أنسب أبيه أفضل أم أمه.
وقالوا: 493: "لا يدري أسعد الله أكثر أم جذام".
وذلك في الجاهل.
وقالوا: 494: "العاشية تهيج الآبية".