باب الضاد والألف، الباء، التاء، الثاء

ضأب

الضَّيْأَبُ: الذي يَقْتَحِمُ في الأُمور؛ عن كُراع؛ وهو الضَّيْأَزُ. وفي بعض نسخ الصحاح: الضَّيْأَنُ. وجَمَلٌ ضُؤْبان: سمين شديد؛ قال زِيادٌ المِلْقَطِيُّ:  

على كلِّ ضُؤْبانٍ، كأَنَّ صَرِيفَه

 

بِنابَيْهِ، صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَغَرِّدِ

وقول الشاعر:

لما رأَيتُ الهَمَّ قد أَجْفاني،

قَرَّبْتُ للرَّحْلِ وللظِّعانِ،

كُلَّ نِيافِيِّ القَرَى ضُؤْبانِ

أَنشده أَبو زيد. ضُؤْبان: بالهمز والضاد.

ضأبل

الأَزهري في الثلاثي الصحيح قال: أَهمله الليث، قال: وفيه حرف زائد، وذكر أَبو عبيد عن الأَصمعي: جاء فلان بالضِّئْبِل والنِّئْطِل وهُما الداهية؛ قال الكميت:

أَلا يَفْزَعُ الأَقْوامُ مِمّا أَظَلَّـهُـم

 

ولَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَينِ ضِئْبِلُ؟

قال: وإِن كانت الهمزة أَصلية فالكلمة رُباعِيَّة. ابن سيده: الضِّئْبِل، بالكسر والهمز، مثل الزِّنْبِر، والضِّئْبلُ الداهية؛ حكى الأَخيرة ابن جني، والأَكثر ما بَدَأْنا به، بالكسر؛ قال زِيادٌ المِلْقَطِيُّ:

تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لجارِك ضِئْبِلا

 

وتُلْفَى لَئِيماً لِلْوِعاءَيْن صامِلا

قال: ولغة بني ضَبَّة الصِّئْبِل، بالصاد، والضادُ أَعرف؛ قال الجوهري: وربما جاءَ ضَمُّ الباء في الضِّئْبُل والزِّئبُر؛ قال ثعلب: لا نعلم في الكلام فِعْلُل، فإِن كان هذان الحرفان مسموعين بضم الباء فيهما فهو من النوادر؛ وقال ابن كيسان: هذا إذا جاء على هذا المثال شَهِد للهمزة بأَنها زائدة، وإِذا وقعت حروف الزيادة في الكلمة جاز أَن تخرج عن بناء الأُصول، فلهذا ما جاءت هكذا؛ قال الكميت:

ولم تَتَكَأْدْهُمُ المُعْضِلات

 

ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ

وزاد ابن بري على هاتين الكلمتين نِئْدُل، وقال هو الكابوس.

ضأد

الضُّؤْد والضُّؤْدة: الزكام. ضُئِدَ الرجلُ ضُؤْاداً وضؤْوداً: زُكِمَ، والاسْم الضّؤْدَةُ. وقد أَضْأَدَه الله أَي أَزْكَمَه، فهو مَضْؤُودٌ ومُضْأَدٌ؛ قال ابن سيده: وأُرى مَضْؤُوداً على طَرْحِ الزَّائِدِ أَو كأَنه جعل فيه ضَأَدَ. قال: وأَباها أَبو عبيد، وحكى أَبو زيد ضَأَدْتُ الرجلَ ضَأْداً إذا خَصَمْتَه.
وضَئِدَةُ: اسم موضع؛ قال الراعي:

جَعَلْنَ حُبَيّا باليَمِينِ، ونَكَّـبَـت

 

كُبَيْشاً لِوِرْدٍ، من ضَئِيدَةَ، باكر

ضأز

ضَأَزَه حقه يَضْأَزُه ضَأْزاً وضَأَزاً: منعه. وقسمة ضُؤْزَى وضَأْزَى مقصوران: جائرة غير عَدْل وضَازَ يَضِيزُ وضَأَزَ يَضْأَزُ: مثله؛ وأَنشد أَبو زيد:

إِن تَنْأَ عَنَّا نَنْتَقِصْكَ، وإِن تُقِـمْ

 

فَحَظُّك مَضْؤُوز، وأَنْفُك رَاغِم

ابن الأَعرابي: تقول العرب قسمة ضُؤْزَى، بالضم والهمز، وضُوزَى، بالضم بلا همز، وضِئْزَى، بالكسر والهمز، وضِيزَى، بالكسر وترك الهمز، قال: ومعناها كلها الجَوْر. الأَزهري في ترجمة ضوز قال: والضُّوزَة من الرجال الحقير الصغير الشأْن، قال: وأَقْرأَنِيه المنذري عن أَبي الهثيم: الضُّؤْزَة، بالزاي مهموزة، قال: وكذلك ضبطته عنه. قال أَبو منصور: وكلاهما صحيح.والضَّيْأَزُ: المقتحم في الأُمور.

ضأضأ

الضِّئْضِئ والضُّؤْضُؤُ: الأَصل والمَعْدِنُ. قال الكميت:

وَجَدْتُك في الضِّنْءِ من ضِئْضِئ،

 

أَحَلَّ الأَكابِرُ منه الـصِّـغـارا

وفي الحديث: أَن رجلاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم، وهو يَقْسِم الغنائم، فقال له: اعْدِلْ فإِنك لم تَعْدِل. فقال: يخرج من ضِئْضِئي هذا قوم يَقْرَؤُون القرآن لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقون من الدِّين كما يَمْرُق السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ.
الضئْضِئ: الأَصْلُ. وقال الكميت:

بأَصل الضِّنْوِ ضئْضِئِه الأَصِيل

وقال ابن السكيت مثله، وأَنشد:

أَنا من ضِئْضِئ صِدْقٍ،

 

بَخْ وفي أَكْرَمِ جِـذْلِ

ومعنى قوله يَخْرُج من ضِئْضِئي هذا أَي من أَصلِ ونَسْلِه. قال الراجز:

غَيْران من ضِئْضِئ أَجْمالٍ غُيُرْ

تقول: ضِئْضِئ صِدقٍ وضُؤْضُؤُ صِدقٍ. وحكي: ضِئْضِيءٌ مثل قِنْدِيلٍ؛ يريد أَنَه يخرج من نَسْلِه  وعَقِبه. ورواه بعضهم بالصاد المهملة وهو بمعناه. وفي حديث عمر، رضي اللّه تعالى عنه: أَعطَيْتُ ناقةً في سبيل اللّه، فأَردتُ أَن أَشترِيَ من نسْلِها، أَو قال: من ضِئْضِئها، فسأَلْتُ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: دعْها حتى تَجيءَ يومَ القيامة هي وأَولادُها في ميزانِكَ. والضِّئْضِئ: كثرة النَسْل وبرَكَتُه، وضِئْضِئ الضَّأْنِ من ذلك.
أَبو عمرو: الضَّأْضاءُ صَوْتُ الناسِ، وهو الضَّوْضاءُ. والضُّؤْضُؤُ: هذا الطائرُ الذي يسمى الأَخْيَلَ. قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته.

ضأط

ضَئِطَ ضَأَطاً: حرَّك مَنْكِبَيْه وجسَدَه في مَشْيِه؛ عن أَبي زيد.

ضأك

رجل مَضْؤُوك مَزْكُوم.

ضأل

الضَّئِيلُ: الصغير الدَّقيق الحَقير. والضِّئِيل: النَّحيف، والجمع ضُؤَلاء وضِئالٌ؛ قال النابغة الجعدي:

لا ضِئالٌ ولا عَواوِيرُ حَمَّـا

 

لُون، يَوْمَ الخِطابِ، للأَثقال

والأُنثى ضَئيلةٌ، وقد ضَؤُلَ ضَآلةً وتَضاءَل؛ قال أَبو خِراش:

وما بَعْدَ أَنْ قد هَدَّني الدَّهْـرُ هَـدَّةً

 

تَضالَ لها جِسْمي، ورَقَّ لها عَظْمي

أَراد تَضاءَل فحذف، وروى أَبو عمرو تَضاءلْ لها، بالإِدْغام والمُضْطَئلُ: الضَّئيل؛ قال:

رأَيتُك يا ابنَ قُرْمَةَ حين تَسْمو

 

مع القَرِمَيْن، تَضْطئِل المَقاما

أَراد تَضْطَئِل للمَقام فحدف وأَوْصَل، وفي التهذيب: مُضْطَئِل المقام.
وضاءَل شَخْصَه: صَغَّره؛ قال زهير:

فبَيْنا نَذُودُ الوَحْشَ، جاء غُلامُنا

 

يَدِبُّ ويُخْفي شَخْصَه، ويُضائِلُه

وتَضاءَلَ الرجلُ: أَخْفى شخصَه قاعداً وتَصاغَر. وفي الحديث: إِن العَرْش على مَنْكِب إسْرافِيل وإِنَّه لَيَتَضاءَلُ من خشية الله حتى يَصير مثل الوَصَع؛ يريد يَتَصاغر ويَدِقُّ تواضُعاً. أَبو زيد: ضَؤُلَ رأْيُه ضَآلةً إذا صَغُر وفالَ رَأْيُه. ورجل مُتضائلٌ أَي شَخْتٌ؛ وقال العُجَير السَّلولي، وقيل زينب أُخت يزيد بن الطَّثَرِيَّة:

فَتىً قُدَّ السَّيفِ لا مُتضائلٌ

 

ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُـهْ

وقال مالك بن نُوَيرة:

نُعِدُّ الجِيادَ الحُوَّ والكُمْتَ كالقَنا

 

وكُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائلُ

أَي دَقيقٌ. ورَجُل ضُؤَلةٌ أَي نحيف. وتَضاءَلَ الشيءُ إذا تَقَبَّضَ وانضمَّ بعضُه إِلى بعض. وفي حديث عمر: قال للجِنِّيِّ إِني أَراك ضَئيلاً شَخيتاً. وفي حديث الأَحْنَف: إِنَّك لضَئيلٌ أَي نحيف ضعيف. واستعمل أَبو حنيفة التَّضاؤل في البَقْل فقال: إِن الكُرُنْبَ إذا كان إِلى جَنْب الحَبَلة تَضاءَل منها وذَلَّ وساءت حالُه. وهو عليه ضُؤْلانٌ أَي كَلٌّ. وحسَبُه عليه ضُؤْلانٌ إذا عِيب به؛ وأَنشد ابن جني:

أَنا أَبو المِنْهالِ، بَعْضَ الأَحْيان

 

ليسَ عَلَيَّ حَسَبي بضُـؤْلان

أَراد بضئيل أَي القائم مقامَه والمُغْنِي غَناءَه، وأَعْمَل في الظرف معنى التشبيه أَي أُشْبِهُ أَبا المنهال في بعض الأَحيان، وأَنا مثل أَبي المِنْهال. أَبو منصور: ضَؤُلَ الرجل يضْؤُل ضَآلةً وضُؤُولةً إذا قالَ رَأْيُه، وضَؤُل ضَآلةً إذا صَغُر. وقال الليث: الضَّئيل نعت للشيء في ضَعْفه وصِغَره ودِقَّته، وجَمْعه ضُؤَلاءُ وضَئيلُون، والأُنثى ضَئيلة.
والضُّؤُولة: الهُزال. الجوهري: رَجُلٌ ضَئيل الجسم إذا كان صغير الجسم نحيفاً.
والضَّئيلة: الحَيَّة الدقيقة. المحكم: الضَّئيلة حَيَّة كأَنها أَفْعَى. والضَّئيلة: اللَّهاة؛ عن ثعلب.

ضأن

الضّائنُ من الغنم: ذو الصوفِ، ويُوصَفُ به فيقال: كَبْش ضائنٌ، والأُنثى ضائنة. والضّائنُ: خلافُ الماعز، والجمع الضّأْنُ والضّأَنُ مثل المَعْزِ والمَعَزِ. والضَّئِينُ والضِّئينُ: تميمية. والضَّيْن والضِّينُ، غير مهموزين؛ عن ابن الأَعرابي: كلها أَسماء لجمعهما، فالضأْن كالرَّكْب، والضَّأَنُ كالقَعَد، والضَّئِين كالغَزِيّ والقَطِين، والضِّئِين داخل على الضِّئِين، أَتبعوا الكسر الكسر، يطرد هذا في جميع حروف الحلق إذا كان المثال فَعِلاَ أَو فَعِيلاَ، وأَما الضِّينُ والضَّيْنُ فشاذ نادر، لأَن ضائناً صحيح مهموز، والضِّين والضَّين معتلّ غير مهموز، وقد حكي في جمع الضّأْنِ أَضْؤُنٌ؛ وقوله أَنشده يعقوب في المبقلوب:

إذا ما دَعا نَعْمانُ آضُنَ سالِمٍ،

 

عَلَنَّ، وإن كانت مَذانِبُه حُمْرَا

أَراد: أَضْؤُناً، فقلب، ودُعاؤه أَن يكثر الحشيش فيه فيصير فيه الذُّبابُ، فإِذا تَرَنَّم سمع الرِّعاءُ صوْتَه فعلموا أَن هناك رَوْضة فساقوا إِبلهم ومواشيهم إليها فَرَعَوْا منها، فذلك دُعاء نَعْمَانَ إياهم. قال أَبو الهيثم: جمع الضائن ضَأَنٌ، كما يقال ماعِزٌ ومَعَز، وخادِم وخَدَم، وغائب وغَيَب، وحارس وحَرَس، وناهِل ونَهَلٌ. قال: والضّانُ أَصله ضَأْن، فخفف. والضّأْنُ: جمع الضائن، ويُجْمَع الضَّئِينَ، والأُنثى ضائنة، والجمع ضَوائن. وفي حديث شَقيق: مَثَلُ قُرّاءِ هذا الزمان كَمَثل غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوف عِجاف؛ الضوائن جمع ضائنة وهي الشاة من الغنم خلاف المعز. ومِعْزَى ضِئْنيَّةٌ: تأْلف الضّأْنَ، وسِقاءٌ ضِئْنِيٌّ على ذلك اللفظ إذا كان من مَسْكِ ضائنةٍ وكان واسعاً، وكل ذلك من نادر معدول النسب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إذا ما مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُه،

 

كما اهْتَزَّ ضِئْنِيٌّ لفَرْعـاء يُؤْدَلُ.

عنى بالضِّئْنِيِّ هذا النوع من الأَسْقية. التهذيب: الضِّئْنيّ السقاء الذي يُمْخَضُ به الرائب، يسمى ضِئْنِيّاً إذا كان ضَخْماً من جلد الضّأْن؛ قال حُميد:

وجاءتْ بضِئْنِيٍّ، كأَنَّ دَوِيّهُ

 

تَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ.

وأَضْأَنَ القومُ: كثرَ ضأْنهم. ويقال: اضْأَنْ ضأْنك وامْعَزْ مَعَزَك أَي اعْزِلْ ذا من ذا. وقد ضأَنْتُها أَي عزَلْتها. ورجل ضائنٌ إذا كان ضعيفاً، ورجل ماعِزٌ إذا كان حازماً مانعاً ما وراءه. ورجل ضائنٌ: لَيِّنٌ كأَنه نعجة، وقيل: هو الذي لا يزال حسن الجسم مع قلة طُعْمٍ، وقيل: هو اللَّيِّنُ البطن المُسْترْخِية. ويقال: رملة ضائنةٌ، وهي البيضاء العريضة؛ وقال الجَعْدِي:

إلى نَعّجٍ من ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا

وفي حديث أَبي هريرة: قال له أَبانُ بن سعيد وَبْرٌ تدَلَّى من رأْسِ ضالٍ؛ ضالٌ، بالتخفيف: مكان أَو جبل بعينه، يريد به تَوْهِينَ أَمره وتحقير قدره، ويروى بالنون، وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ، وقيل: أَراد به الضأْن من الغنم، فتكون أَلفه همزة.

ضأي

ابن الأَعرابي: ضأَى الرَّجُلُ إذا دَقَّ جِسمُه.

ضبأ

ضَبَأَ بالأَرض يَضْبَأُ ضَبْأً وضُبُوءاً وضَبَأَ في الأَرض، وهو ضَبِيءٌ: لَطِئَ واخْتَبأَ، والموضع: مَضْبَأٌ. وكذلك الذئب إذا لَزِقَ بالأَرض أَو بشجرة أَو استَتَر بالخَمَر لِيَخْتِلَ الصَيْد. ومنه سُمِّي الرجلُ ضابِئاً، وهو ضابئ بن الحَرَثِ البُرْجُمِيُّ. وقال الشاعر في الضابِئ المُخْتَبِئ الصَّيَّادِ:

إِلاّ كُمَيْتاً، كالقَناةِ وضابِئاً

 

بالفَرْجِ بَيْنَ لَبانِـه وَيَدِهْ

يَصِفُ الصَّيَّادَ أَنه ضَبَأَ في فُروج ما بين يدي فرسه لِيَخْتِلَ به الوَحْشَ، وكذلك الناقةُ تُعَلَّم ذلك، وأَنشد:

لَمَّا تَفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِـه،

 

آواه في ضِبْنِ مَضْبَإٍ به نَضَبُ

قال: والمَضْبَأُ: الموضع الذي يكون فيه. يقال للناس: هذا مَضْبَؤُكم أَي مَوْضِعُكم، وجمعه مَضابِئ.
وضَبَأَ: لَصِقَ بالأَرضِ. وضَبَأْتُ به الأَرضَ، فهو مَضْبوءٌ به، إذا أَلْزَقه بها. وضَبَأْتُ إليه: لَجأْت. وأَضْبَأَ على الشيءِ إِضْبَاءً: سَكَتَ عليه وكَتَمه، فهو مُضْبِئ عليه. ويقال: أَضْبَأَ فلان على داهيةٍ مثل أَضَبَّ. وأَضْبَأَ على ما في يَدَيْه: أَمْسَكَ. اللحياني: أَضْبَأَ على ما في يديه، وأَضْبَى، وأَضَبَّ إذا أَمسك، وأَضْبَأَ القومُ على ما في أَنفُسهم إذا كتموه.
وضَبَأَ: اسْتَخْفَى. وضَبَأَ منه: اسْتَحْيا. أَبو عبيد: اضْطَبَأْتُ منه أَي اسْتَحْيَيْتُ، رواه بالباءِ عن الأُموي. وقال أَبو الهيثم: إِنما هو اضْطَنَأْتُ، بالنون، وهو مذكور في موضعه. وقال الليث: الأَضْباءُ: وَعْوعة جَرْوِ الكلب إذا وَحْوَحَ، وهو بالفارسية فحنحه. قال أَبو منصور: هذا خطأٌ وتصحيف وصوابه: الأَصْياءُ، بالصاد، من صَأَى يَصْأَى، وهو الصَّئِيُّ. وروى المنذري بإسناده عن ابن السكيت عن العُكْليِّ: أَنَّ أَعرابيّاً أَنشده:

فَهاؤُوا مُضابِئَةً، لَم يَؤُلَّ

 

بادِئَها البَدْءُ، إِذ تَبْـدَؤُهْ

قال ابن السّكيت: المُضابِئةُ: الغِرارةُ المُثْقَلَةُ تُضْبِئ من يحْمِلُها تحتها أَي تُخْفِيه.
قال: وعنى بها هذه القصيدة المبتورة. وقوله: لم يَؤُلَّ أَي لم يُضْعِفْ. بادئها: قائِلَها الذي ابْتَدأَها. وهاؤُوا أَي هاتوا.
وضَبَأَتِ المرأَةُ إذا كَثُرَ ولدها. قال أَبو منصور: هذا تصحيف والصواب ضَنَأَت المرأَة، بالنون والهمزة، إذا كثر ولدها.
والضَّابِئ: الرَّمادُ.

ضبا

ضَبَتْهُ الشمسُ والنارُ تَضْبُوهُ ضَبْياً وضَبْواً: لَفَحَتْه ولَوَّحَتْه وغَيَّرَتْه، وكذلك ضَبَحَتْه ضَبْحاً. وضَبَتْه النار ضَبْواً: أَحْرَقَتْه وشَوَتْهُ، وبعضُ أَهلِ اليَمَن يُسَمُّونَ خُبْزَة المَلَّةِ مَضْباةً من هذا؛ قال ابن سيده:ولا أَدري كيفَ ذلك إِلاَّ أَن تُسَمَّى باسم المَوْضِعِ.
وأَضَبْى الرجلُ على ما في يَدَيْهِ: أَمْسَك، لغةٌ في أَضْبَأَ؛ عن اللحياني. وأَضْبَى بِهِمُ السَّفَر: أَخْلَفَهُم ما رَجَوْا فيه مِنْ رِبْحٍ ومَنْفَعةٍ؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد:

لا يَشْكُرونَ إذا كنَّا بمَـيْسَـرَةٍ،

 

ولا يَكُفُّونَ إِنْ أَضْبَى بنا السَّفَر

الكسائي: أَضْبَيْتُ على الشيء أَشْرَفْتُ عليه أَنْ أَظْفَرَ به.
والضَّابي: الرَّمادُ. وأَضْبَى يُضْبِي إذا رَفَع؛ قال رؤْبة:

تَرَى قَناتي كقَنـاة الاضْـهـابْ

 

يُعْمِلُها الطَّاهِي، ويُضْبِيها الضَّابْ

يُضْبيها أَي يَرْفَعُها عن النارِ كي لا تَحْتَرِقَ، والضّابْ: يريد الضّابِيَ، وهو الرافِعُ، والطّاهي هنا: المُقَوِّم للقِسِيِّ والرِّماحِ على النّارِ.

ضبب

الضَّبُّ: دُوَيْبَّة من الحشرات معروف، وهو يشبه الوَرَلَ؛ والجمع أَضُبٌّ مثل كَفٍّ وأَكُفٍّ، وضِبابٌ وضُبَّانٌ، الأَخيرة عن اللحياني. قال: وذلك إذا كَثُرَتْ جِدّاً؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا الفرق، لأَنَّ فِعَالاً وفُعْلاناً سواء في أَنهما بناءَان من أَبنية الكثرة، والأُنثى: ضَبَّة.
وأَرض مَضَبَّةٌ وضَبِبَةٌ: كثيرةُ الضِّباب. التهذيب: أَرضٌ ضَبِبَةٌ؛ أَحدُ ما جاءَ على أَصله. قال أَبو منصور: الوَرَلُ سَبْطُ الخَلْق، طويلُ الذَّنَب، كأَنَّ ذَنبه ذنبُ حَيَّة؛ ورُبَّ وَرَلٍ يُرْبي طُولُه على ذراعين. وذَنَبُ الضَّبِّ ذو عُقَد، وأَطولُه يكون قَدْرَ شِبْر.
والعرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وتستقذره ولا تأْكله، وأَما الضَّبُّ فإِنهم يَحْرِصُون على صَيْده وأَكله؛ والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَب، خَشِنُه، مُفَقَّرُه، ولونُه إِلى الصُّحْمَةِ، وهي غُبْرَة مُشْرَبةٌ سواداً؛ وإِذا سَمِنَ اصفَرَّ صَدْرُه، ولا يأْكل إِلاَّ الجَنادِبَ والدَّبى والعُشْبَ، ولا يأكل الهَوامَّ؛ وأَما الوَرَلُ فإِنه يأْكل العقارب، والحيات، والحَرابِيَّ، والخنافس، ولحمه دُرْياق، والنساء يَتَسَمَّنَّ بلحمه.
وضَبِبَ البلدُ وأَضَبَّ: كثُرَت ضِبابُه؛ وهو أَحدُ ما جاءَ على الأَصْل من هذا الضرب. ويقال: أَضَبَّتْ أَرضُ بني فلانٍ إذا كثر ضِبابُها. وأَرضٌ مُضِبَّةٌ ومُرْبِعةٌ: ذات ضِبابٍ ويَرابِيعَ. ابن السكيت: ضَبِبَ البلدُ كثُرَتْ ضِبابُه؛ ذكره في حروف أَظهر فيها التضعيف، وهي متحركة، مثل قَطِطَ شعرُه ومَشِشَتِ الدابةُ وأَلِلَ السِّقاءُ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً أَتى النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فقال: إِني في غَائطٍ مُضِبَّةٍ. قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في الرواية، بضم الميم وكسر الضاد، والمعروف بفتحهما، وهي أَرْضٌ مَضَبَّة مثل مَأْسَدَة ومَذْأَبة ومَرْبَعَة أَي ذات أُسود وذِئاب ويَرابِيعَ؛ وجمع المَضَبَّة مَضَابُّ. فأَما مُضِبَّة: فهو اسم فاعل من أَضَبَّ، كأَغَدَّتْ، فهي مُغِدَّة. فإِن صحت الرواية فهي بمعناها. قال: ونحوُ هذا البناء الحديثُ الآخر: لم أَزَلْ مُضِبّاً بَعْدُ؛ هو من الضَّبِّ: الغَضَب والحِقْد أَي لم أَزل ذا ضَبٍّ.
ووقعنا في مَضابَّ مُنْكَرةٍ: وهي قِطَع من الأَرض كثيرةُ الضَّباب، الواحدة مَضَبَّة. قال الأَصمعي: سمعت غيرَ واحدٍ من العربِ يقول: خرجنا نصطاد المَضَبَّة أَي نَصيدُ الضِّبابَ، جمعوها على مَفْعَلة، كما يقال للشُّيوخ مَشْيَخة، وللسُّيوف مَسْيَفَةٌ.
والمُضَبِّبُ: الحارِشُ الذي يَصُبُّ الماء في جُحْرِه حتى يَخرُجَ ليأْخذَه.
والمُضَبِّبُ: الذي يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرة الضِّبَاب حتى يُذْلِقَها فَتَبرُزَ فيَصِيدَها؛ قال الكميت:

بغَبْيَةِ صَيْفٍ لا يُؤَتِّي نِطافَهـا

 

لِيَبْلُغَها، ما أَخْطَأْتْهُ، المُضَبِّبُ

يقول: لا يحتاج المُضَبِّبُ أَن يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرتها حتى يستخرج الضِّبابَ ويَصِيدَها، لأَن الماءَ قد كثر، والسيلُ قد عَلاَ الزُّبى، فكفاه ذلك.
وضَبَّبْتُ على الضَّبِّ إذا حَرَشْتَه، فخرَجَ إِليك مُذَنِّباً، فأَخَذْتَ بذَنَبه.
والضَّبَّةُ: مَسْكُ الضَّبِّ يُدْبَغُ فيُجْعَلُ فيه السَّمْن. وفي المثل: أَعَقُّ من ضَبٍّ، لأَنه ربما أَكل حُسُولَه.
وقولهم: لا أَفْعَلُه حتى يَحنَّ الضَّبُّ في أَثَر الإِبل الصَّادِرَة، ولا أَفْعَلُه حتى يَرِدَ الضَّبُّ الماءَ؛ لأَن الضبَّ لا يَشْرَبُ الماءَ. ومن كلامهم الذي يَضَعُونه على أَلسنة البهائم، قالت السمكةُ:وِرْداً يا ضَبُّ؛ فقال:

أَصْبَحَ قلبي صَرِدا،

 

لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا،

إِلاَّ عَراداً عَـرِدا،

 

وصِلِّيانـاً بَـرِدَا،

وعَنْكَثاً مُلْتَـبِـدَا

 

 

والضَّبُّ يكنى أَبا حِسْلٍ؛ والعرب تُشَبِّه كَفَّ البخيل إذا قَصَّرَ عن العطاءِ بكفِّ الضَّبِّ؛ ومنه قول الشاعر:

مَناتِينُ، أَبْرامٌ، كأَنَّ أَكُـفَّـهُـم

 

أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبائِلِ

وفي حديث أَنس: أَن الضَّبَّ لَيَموتُ هُزالاً في جُحْرِه بذَنْبِ ابن آدم أَي يُحْبَسُ المطر عنه بشُؤْم ذنوبهم. وإِنما خص الضَّبَّ، لأَنه أَطْوَلُ الحيوان نَفَساً وأَصْبَرُها على الجُوع. ويروى: أَن الحُبارَى بَدَل الضَّب لأَنها أَبعدُ الطير نَجْعَةً.
ورجل خَبٌّ ضَبٌّ: مُنْكَرٌ مُراوِغٌ حَرِبٌ. والضَّبُّ والضِّبُّ: الغَيْظُ والحِقْدُ؛ وقيل: هو الضِّغْن والعَداوة، وجَمْعه ضِباب؛ قال الشاعر:

فما زالتْ رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْني،

 

وتُخْرِجُ، من مَكامِنها، ضِبابي

وتقول: أَضَبَّ فلانٌ على غِلٍّ في قلبه أَي أَضْمره. وأَضَبَّ الرجلُ على حِقْدٍ في القلب، وهو يُضِبُّ إِضْباباً.
ويقال للرجل إذا كان خَبّاً مَنُوعاً: إِنه لَخَبٌّ ضَبٌّ.
قال: والضَّبُّ الحِقْد في الصَّدْر. أَبو عمرو: ضَبَّ إذا حَقَد. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه: كلٌّ منهما حاملُ ضَبٍّ لصاحبه. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: فغَضِبَ القاسمُ وأَضَبَّ عليها.
وضَبَّ ضَبّاً، وأَضَبَّ به: سَكَتَ مثلُ أَضْبَأَ، وأَضَبَّ على الشيءِ، وضَبَّ: سكت عليه. وقال أَبو زيد: أَضَبَّ إذا تكلم، وضَبَّ على الشيءِ وأَضَبَّ وضَبَّبَ: احْتواه. وأَضَبَّ الشيءَ: أَخفاه. وأَضَبَّ على ما في يديه: أَمسكه. وأَضَبَّ القومُ: صاحوا وجَلَّبُوا؛ وقيل: تكلموا أَو كَلَّم بعضُهم بعضاً. وأَضَبُّوا في الغارة: نَهَدوا واسْتَغارُوا. وأَضَبُّوا عليه إذا أَكثروا عليه؛ وفي الحديث: فلما أَضَبُّوا عليه أَي أَكثروا. ويقال: أَضَبُّوا إذا تكلموا متتابعاً، وإِذا نَهَضُوا في الأَمر جميعاً. وأَضَبَّ فُلانٌ على ما في نفسه أَي سكت. الأَصمعي: أَضَبَّ فلانٌ على ما في نفسه أَي أَخرجه. قال أَبو حاتم: أَضَبَّ القومُ إذا سكتوا وأَمسكوا عن الحديث، وأَضَبُّوا إذا تَكَلَّموا وأَفاضُوا في الحديث؛ وزعموا أَنه من الأَضداد.
وقال أَبو زيد: أَضَبَّ الرَّجلُ إذا تكلم، ومنه يقال: ضَبَّتْ لِثَتُه دماً إذا سالتْ، وأَضْبَبْتُها أَنا إذا أَسَلْتُ منها الدم، فكأَنه أَضَبَّ الكلام أَي أَخرجه كما يُخْرجُ الدَّمَ. وأَضَبَّ النَّعَمُ: أَقبلَ وفيه تَفَرُّقٌ.
والضَّبُّ والتَّضْبيبُ: تغطية الشيء ودخول بعضه في بعض.
والضَّبابُ: نَدىً كالغيم.
وقيل: الضَّبابةُ سحابة تُغَشِّي الأَرضَ كالدخان، والجمع: الضَّبابُ.
وقيل: الضَّبابُ والضَّبابةُ نَدىً كالغُبار يُغشِّي الأَرضَ بالغَدَواتِ.
ويقال: أَضَبَّ يَومُنا، وسماءٌ مُضِبَّةٌ. وفي الحديث: كنتُ مع النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في طريق مكة، فأَصابَتْنا ضَبابة فَرَّقت بين الناس؛ هي البُخار المُتَصاعِدُ من الأَرض في يوم الدَّجْنِ، يصير كالظُّلَّة تَحْجُبُ الأَبْصارَ لظلمتها. وقيل: الضَّبابُ هو السحاب الرقيق؛ سمي بذلك لِتَغطيته الأُفُق، واحدتُه ضَبابة.
وقد أَضَبَّتِ السَّماءُ إذا كان لها ضَبَابٌ. وأَضَبَّ الغيمُ: أَطْبَقَ. وأَضَبَّ يومُنا: صار ذا ضَبابٍ. وأَضَبَّتِ الأَرضُ: كثر نباتُها.
ابن بُزُرْج: أَضَبَّتِ الأَرضُ بالنبات: طَلَعَ نباتُها جميعاً.
وأَضَبَّ القومُ: نَهَضوا في الأَمر جميعاً. وأَضَبَّ الشَّعَر: كَثُرَ.
وأَضَبَّ السِّقاءُ: هُريقَ ماؤُه من خَرْزَةٍ فيه، أَو وَهْيَةٍ. وأَضْبَبْتُ على الشيءِ: أَشْرَفْتُ عليه أَن أَظْفَرَ به. قال أَبو منصور: وهذا من ضَبَأَ يَضْبَأُ، وليس من باب المضاعف. وقد جاءَ به الليث في باب المضاعف. قال: والصواب الأَول، وهو مرويّ عن الكسائي. وأَضَبَّ على الشَّيءِ:لَزِمَه فلم يُفارقْه، وأَصلُ الضَّبِّ اللُّصُوق بالأَرض. وضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها: جَمَعَ خِلْفَيْها في كَفِّه للحَلْب؛ قال الشاعر:

جَمَعْتُ له كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طـاعِـنـاً،

 

كما جَمَعَ الخِلْفَينِ، في الضَّبِّ، حالِبُ

ويقال: فلان يَضُبُّ ناقَتَه، بالضم، إذا حَلبَها بِخَمْسِ أَصابعَ.
والضَّبُّ أَيضاً: الحَلْبُ بالكَفِّ كلها؛ وقيل: هذا هو الضَّفُّ، فأَما الضَّبُّ فأَن تَجْعَل إِبْهامَكَ على الخِلْفِ، ثم تَرُدَّ أَصابعك على الإِبهام والخِلْفِ جميعاً؛ هذا إذا طالَ الخِلْفُ، فإِن كان وَسَطاً، فالبَزْمُ بمَفْصِل السبَّابة وطَرَفِ الإِبهام، فإِن كان قَصيراً، فالفَطْرُ بطَرفِ السبَّابة والإِبهام. وقيل: الضَّبُّ أَنْ تَضُمَّ يَدَكَ على الضَّرْع وتُصَيِّر إِبهامَك في وَسَطِ راحتك.
وفي حديث موسى وشُعَيب، عليهما السلام: ليس فيها ضَبُوبٌ ولا ثَعُولٌ. الضَّبُوب: الضَّيِّقَة ثَقْبِ الإِحْليل. والضَّبَّةُ: الحَلْبُ بِشِدَّةِ العصر.
وقوله في الحديث: إِنما بَقِيَتْ من الدُّنْيا مِثْلُ ضَبَابةٍ؛ يعني في القِلَّةِ وسُرعَةِ الذهاب. قال أَبو منصور: الذي جاء في الحديث: إِنما بَقِيَتْ من الدنيا صُبَابةٌ كصُبابة الإِناء، بالصاد غير معجمة، هكذا رواه أَبو عبيد وغيره.
والضَّبُّ: القَبْضُ على الشيء بالكَف. ابن شميل: التَّضْبيب شِدَّةُ القبض على الشيء كيلا يَنْفَلِتَ من يده؛ يقال: ضَبَّبْتُ عليه تَضبيباً.
والضَّبُّ: داء يأْخذ في الشفة، فترمُ، أَو تَجْسَأُ، أَو تَسيلُ دماً؛ ويقال تَجْسَأُ بمعنى تَيْبَسُ وتَصْلُب.
والضَّبِيبَةُ: سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَل للصبي في العُكَّةِ يُطْعَمُه.
وضَبَّبْتُه وضَبَّبْتُ له: أَطْعَمْتُه الضَّبيبةَ؛ يقال: ضَبِّبُوا لصَبيِّكم. وضَبَّبْتُ الخَشَبَ ونحوه: أَلْبَسْته الحَديدَ. والضَّبَّةُ: حديدةٌ عَريضةٌ يُضَبَّبُ بها البابُ والخَشَبُ، والجمع ضِبابٌ؛ قال أَبو منصور: يقال لها الضَّبَّةُ والكتيفةُ، لأَنها عَريضَة كهيئة خَلْقِ الضَّبِّ؛ وسميت كَتيفة لأَنها عُرِّضَتْ على هيئة الكَتِفِ. وضَبَّ الشيءُ ضَبّاً: سالَ كَبَضَّ. وضَبَّتْ شفَتُه تَضِبُّ ضَبّاً وضُبوباً: سالَ منها الدمُ، وانحلبَ رِيقُها. وقيل: الضَّبُّ دون السَّيلانِ الشديد.
وضَبَّتْ لثته تَضِبُّ ضَبّاً: انْحَلَبَ رِيقُها؛ قال:

أَبَيْنا، أَبَيْنا أَنْ تَضِبَّ لِثاتُـكُـمْ،

 

على خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّباءِ، وجامِلِ

وجاء: تَضِبُّ لِثَتُه، بالكسر، يُضْرَبُ ذلك مثلاً للحريص على الأَمر؛ وقال بِشْرُ بن أَبي خازِم:

وبَني تميمٍ، قد لَقِينا منْهُـمُ

 

خَيْلاً، تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ

وقال أَبو عبيدة: هو قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسِيلُ وتَقْطُر. وتَرَكْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِيباً من الدَّمِ إذا سالتْ. وفي الحديث: ما زال مُضِبّاً مُذِ اليومِ أَي إذا تكلم ضَبَّتْ لِثاتُه دماً.
وضَبَّ فَمُه يَضِبُّ ضَبّاً: سال ريقه. وضَبَّ الماءُ والدَّمُ يَضِبُّ،بالكسر، ضَبِيباً: سالَ. وأَضْبَبْتُه أَنا، وجاءَنا فلانٌ تَضِبُّ لِثَتُه إذا وُصِفَ بشِدَّةِ النَّهَمِ للأَكل والشَّبَقِ للغُلْمة، أَو الحِرْصِ على حاجته وقضائها؛ قال الشاعر:

أَبينا، أَبينا أَن تَضِبَّ لِثـاتُـكـم،

 

على مُرْشِقات، كالظِّباءِ، عَواطِيا

يُضْرَبُ هذا مثلاً للحريص النَّهِم. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يُفْضِي بيديه إِلى الأَرض إذا سجد، وهما تَضِبَّانِ دَماً أَي تَسِيلان؛ قال: والضَّبُّ دون السَّيَلانِ، يعني أَنه لم يَرَ الدَّمَ القاطرَ ناقِضاً للوضوء.
يقال: ضَبَّتْ لِثاتُه دماً أَي قَطَرَتْ. والضَّبُوبُ من الدَّوابِّ: التي تَبُول وهي تَعْدو؛ قال الأَعشى:

متى تَأْتِنا، تَعْدُو بِسَرجِكَ لَقْوةٌ

 

ضَبُوبٌ، تُحَيِّينا، ورأْسُك مائل

وقد ضَبَّتْ تَضِبُّ ضُبوباً. والضَّبُّ: وَرَمٌ في صَدْرِ البعير؛ قال:

وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّـهـا،

 

فإِذا تَحَزْحَزُ عن عِدَاءٍ، ضَجَّتِ

وقيل: هو أَن يحزَّ مِرْفَقُ البعير في جِلْدِه؛ وقيل: هو أَن يَنْحَرِفَ المِرفَقُ حتى يَقع في الجنب فيَخْرِقَه؛ قال:

ليس بِذي عَرْكٍ، ولا ذِي ضَبِّ

والضَّبُّ أَيضاً: وَرَمٌ يكون في خُفِّ البعير، وقيل: في فِرْسِنه؛ تقول منه: ضَبَّ يَضَبُّ؛ بالفتح، فهو بعير أَضَبُّ، وناقة ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ.
والتَّضَبُّب: انْفِتاقٌ من الإِبطِ وكثرةٌ من اللحم؛ تقول: تَضَبَّبَ الصبيُّ أَي سَمِنَ، وانْفَتَقَتْ آباطُه وقَصُرَ عُنُقه.
الأُمَوِيُّ: بعير أَضَبُّ وناقة ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ، وهو وجَع يأْخذ في الفِرْسِنِ. وقال العَدَبَّسُ الكِنانِيُّ: الضاغِطُ والضَّبُّ شيءٌ واحد، وهما انْفِتاقٌ من الإِبط وكثرةٌ من اللحم.
والتَّضَبُّبُ: السِّمَنُ حين يُقْبِلُ؛ قال أَبو حنيفة يكون في البعير والإِنسان.
وضَبَّبَ الغلامُ: شَبَّ.
والضَّبُّ والضَّبَّةُ: الطَّلْعةُ قبلَ أَن تَنْفَلِقَ عن الغَريضِ، والجمعُ ضِبابٌ؛ قال البَطِينُ التَّيْمِيُّ، وكان وصَّافاً للنَّحل:

يُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِـبـابَـهُ

 

بُطُونُ المَوالي، يومَ عِيدٍ، تَغَدَّتِ

يقول: طَلْعُها ضَخْمٌ كأَنه بُطونُ موالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا.
وضَبَّةُ: حَيٌّ من العرب.
وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ: عَمُّ تَميم بن مُرٍّ.
الأَزهري، في آخر العين مع الجيم: قال مُدرِكٌ الجَعْفَريّ: يقال فَرِّقُوا لِضَوالِّكُم بُغْياناً يُضِبُّونَ لها أَي يَشْمَعِطُّونَ؛ فسُئِل عن ذلك، فقال: أَضَبُّوا لفُلانٍ أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبه؛ وقد أَضَبَّ القومُ في بُغْيَتِهم أَي في ضالَّتِهم أَي تفَرَّقوا في طلبها.
وضَبٌّ: اسم رجل. وأَبو ضَبٍّ: شاعر من هُذَيْل.
والضِّبابُ: اسم رجل، وهو أَبو بطن، سمي بجمع الضَّبِّ؛ قال:

لَعَمْري، لقَد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوهُ،

 

وبعضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعالُ

والنَّسَبُ اليه ضِبابيٌّ، ولا يُرَدُّ في النَّسَب إِلى واحده لأَنه جُعِل اسماً للواحد كما تقول في النسب إِلى كِلابٍ: كِلابيّ. وضَبابٌ والضَّبابُ: اسم رجل أَيضاً، الأَول عن الأَعرابي؛ وأَنشد:

نَكِدْتَ أَبَا زَبِينةَ، إِذ سأَلْنا

 

بحاجَتِنا، ولم يَنْكَدْ ضَبابُ

وروى بيت امرئِ القيس:

وعَلَيْكِ، سَعْدَ بنَ الضَّبابِ، فسَمِّحِي

 

سَيْراً إِلى سَعْدٍ، عَلَيْكِ بـسَـعْـدِ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده ابن جني، بفتح الضاد. وأَبو ضَبٍّ من كُناهم.
والضُّبَيْبُ: فرسٌ معروف من خيل العرب، وله حديث. وضُبَيْبٌ: اسم وادٍ.
وامرأةٌ ضِبْضِبٌ: سمينة.
ورجلٌ ضُباضِبٌ، بالضم: غليظ سمين قصيرٌ فَحَّاش جَرِيءٌ. والضُّباضِبُ: الرجلُ الجَلْد الشديد؛ وربما استعمل في البعير. أَبو زيد: رجل ضِبْضِبٌ، وامرأَةٌ ضِبْضِبةٌ، وهو الجريءُ على ما أَتى؛ وهو الأَبلَخُ أَيضاً، وامرأَة بَلْخاءُ: وهي الجَرِيئَة التي تَفْخَرُ على جيرانها.
وضَبٌّ: اسم الجَبَل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أَصْلِه، واللّه أَعلم.

ضبث

ضَبَثْتُ بالشيء ضَبْثاً، واضْطَبَثْتُ به إذا قَبَضْتَ عليه بكفك. والضَّبْثُ: قَبْضُك بكَفِّك على الشيء. والضَّبْثُ: القاؤُك يَدَك بجدَّ فيما تعمله؛ وقد ضَبَثَ به يَضْبِثُ ضَبْثاً.
ومَضابِثُ الأَسَد: مَخالِبُه. وضُباثٌ: اسمُ الأَسَدِ، مِن ذلك؛ وقيل: ضُباثُ الأَسَدِ كالظُّفْر للإِنسان. والضَّبْثُ: الضَّرْبُ. وقد ضُبِثَ عليه، على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعله. وقال شمر: ضَبثَ به إذا قَبَضَ عليه وأَخذه.
ورجل ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثة أَي القَبْضةِ. وأَسدٌ ضُباثيٌّ أَي شديدُ الضَّبْثةِ أَي القَبْضة؛ وقال رؤْبة:

وكم تَخَطَّتْ من ضُباثيٍّ أَضِمْ

وفي حديث سُمَيْطٍ: أَوْحَى اللهُ تعالى إِلى داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: قل للملإِ من بني إِسرائيل لا يَدْعُوني، والخَطايا بين أَضْباثِهم أَي في قَبْضاتِهم. والضَّبْثَةُ: القَبْضة؛ يقال: ضَبَثْتُ على الشيء إذا قَبَضْتَ عليه؛ أَي هم مُحْتَقِبُونَ للأَوْزار، مُحْتَمِلوها غير مُقْلِعِين عنها؛ ويروى بالنون، وهو مذكور في موضعه.
وفي حديث المُغِيرة: فُضُلٌ ضَباثٌ أَي مُخْتالَة مُعْتَلِقَةٌ بكُلِّ شيء مُمْسِكَة له؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية؛ والمشهور: مِئْناثٌ أَي تَلِدُ الإِناثَ. وضَبَثَه بيدِه: جَسَّه.
والضَّبُوثُ من الإِبل: التي يُشَكُّ في سِمَنِها وهُزالها، فتُضْبَثُ باليد أَي تُجَسُّ. والضَّبْثَة: من سِماتِ الإِبل، إِنما هي حَلقة، ثم لها خُطوط من ورائها وقُدَّامها.
يقال: بعير مَضْبُوثٌ، وبه الضَّبْثة، وقد ضَبَثْتُه ضَبْثاً؛ ويكون الضَّبْثُ في الفَخِذِ في عُرْضِها، والله أَعلم.

ضبثم

ضَبْثَمٌ: من أَسماء الأَسد.

ضبج

ضَبَجَ الرجلُ: أَلقى نفسه في الأَرض من كَلال أَو ضَرْب؛ قال ابن دريد: وليس بثبت.

ضبح

ضَبَحَ العُودَ بالنار يَضْبَحُه ضَبْحاً: أَحرق شيئاً من أَعاليه، وكذلك اللحم وغيره؛ الأَزهري: وكذلك حجارةُ القَدَّاحةِ إذا طلعت كأَنها مُتَحَرِّقةٌ مَضْبوحةٌ. وضَبَحَ القِدْحَ بالنار: لَوَّحَه.
وقِدْحٌ ضَبِيحٌ ومَضْبوحٌ: مُلَوَّح؛ قال:

وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظَرْتُ حِـوارَه

 

على النارِ، واسْتَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ

أَصفر: قِدْحٌ، وذلك أَن القِدْحَ إذا كان فيه عَوَجٌ ثُقِّفَ بالنار حتى يستوي. والمَضْبوحةُ: حجارة القَدّاحَةِ التي كأَنها محترقة؛ قال رؤبة بن العجاج يصف أُتُناً وفَحْلَها:

يَدَعْنَ تُرْبَ الأَرضِ مَجْنُونَ الصِّيَقْ،والمَرْوَ ذا القَدَّاحِ مَضْبُوحَ الفِلَقْ

والصِّيَقُ: الغُبار. وجنونه: تطايره. والمَضْبُوحُ: حجر الحَرَّة لسواده.
والضِّبْحُ: الرَّمادُ، وهو من ذلك؛ الأَزهري: أَصله من ضَبَحته النار.
وضَبَحَتْه الشمسُ والنار تَضْبَحُه ضَبْحاً فانْضَبَحَ: لَوَّحته وغيَّرته؛ وفي التهذيب: وغَيَّرَتْ لونَه؛ قال:

عُلِّقْتُها قبلَ انْضِباحِ لَوْني،

 

وجُبْتُ لَمَّاعاً بعيدَ البَوْنِ

والانْضِباحُ: تغير اللون؛ وقيل: ضَبَحَتْهُ النارُ غيرته ولم تبالغ فيه؛ قال مُضَرِّسٌ الأَسديُّ:

فلما أَن تَلَهْوَجْـنـا شِـواءً،

 

به اللَّهَبانُ مَقْهوراً ضَبِيحا،

خَلَطْتُ لهم مُدامةَ أَذْرِعـاتٍ

 

بماءٍ سَحابةٍ، خَضِلاً نَضُوحا

والمُلَهْوَجُ من الشواء: الذي لم يَتِمَّ نُضْجُه. واللَّهَبانُ: اتِّقادُ النار واشْتِعالُها.
وانْضَبَحَ لونُه: تغير إلى السواد قليلاً. وضَبَحَ الأَرنبُ والأَسودُ من الحيات والبُومُ والصَّدَى والثعلبُ والقوسُ يَضْبَحُ ضُباحاً: صَوَّت؛ أَنشد أَبو حنيفة في وصف قوس:

حَنَّانةٌ من نَـشَـمٍ أَو تَـوْلَـبِ،

 

تَضْبَحُ في الكَفِّ ضُباح الثَّعلبِ

قال الأَزهري: قال الليث الضُّباح، بالضم، صوت الثعالب؛ قال ذو الرمة:

سَباريتُ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتازِ رَكْبِهـا

 

من الصوتِ، إِلا من ضُباحِ الثعالبِ

وفي حديث ابن الزبير: قاتل اللهُ فلاناً، ضَبَح ضَبْحَة الثعلب وقَبَعَ قَبْعةَ القُنْفُذِ؛ قال: والهامُ تَضْبَح أَيضاً ضُباحاً؛ ومنه قول العَجَّاج:

من ضابِحِ الهامِ وبُومٍ بَوَّام

وفي حديث ابن مسعود: لا يَخْرُجَنَّ أَحدُكم إِلى ضَبْحةٍ بليل أَي صَيْحة يسمعها فلعله يصيبه مكروه، وهو من الضُّباحِ صوت الثعلب؛ ويروى صيحة، بالصاد المهملة والياء المثناة تحتها؛ وفي شعر أَبي طالب:

فإِني والضَّوابحِ كلَّ يومٍ

جمع ضابح. يريد القَسَمَ بمن رفع صوته بالقراءة، وهو جمع شاذ في صفة الآدمي كفَوارس.
وضَبَحَ يَضْبَحُ ضَبْحاً وضُباحاً: نَبَحَ. والضُّباحُ: الصَّهيل.
وضَبَحَت الخيلُ في عَدْوِها تَضْبَحُ ضَبْحاً: أَسْمَعَتْ من أَفواهها صوتاً ليس بصهيل ولا حَمْحَمَة؛ وقيل: تَضْبَحُ تَنْحِمُ، وهو صوت أَنفاسها إذا عدون؛ قال عنترة:

والخيلُ تَعْلَـمُ، حـين تَـضْ

 

بَحُ في حِياضِ الموتِ ضَبْحا

وقيل: هو سير، وقيل: هو عَدْوٌ دون التقريب؛ وفي التنزيل: والعادياتِ ضَبْحاً؛ كان ابن عباس يقول: هي الخيل تَضْبَحُ، وكان، رضوان الله عليه، يقول: هي الإِبل؛ يذهب إِلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إِلاَّ فرس كان عليه المِقْداد. والضَّبْح في الخيل أَظهر عند أَهل العلم؛ قال ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما: ما ضَبَحَتْ دابة قط إِلا كَلْبٌ أَو فرس؛ وقال بعض أَهل اللغة: من جعلها للإِبل جعل ضَبْحاً بمعنى ضَبْعاً؛ يقال: ضَبَحَت الناقة في سيرها وضَبَعَتْ إذا مَدَّتْ ضَبْعَيها في السير؛ وقال أَبو إِسحق: ضَبْحُ الخيل صوت أَجوافها إذا عَدَت؛ وقال أَبو عبيدة: ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ إذا عدت، وهو السير؛ وقال في كتاب الخيل: هو أَن يَمُدَّ الفرسُ ضَبْعَيْه إذا عدا حتى كأَنه على الأَرض طولاً؛ يقال: ضَبَحَتْ وضَبَعَتْ؛ وأَنشد:

إِنَّ الجِيادَ الضَّابِحاتِ في العَدَدْ

وقال ابن قتيبة في حديث أَبي هريرة: تَعِسَ عبدُ الدينار والدرهم الذي إِن أُعْطِيَ مَدَحَ وضَبَحَ، وإِن مُنع قَبَحَ وكَلَحَ، تَعِسَ فلا انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَش؛ معنى ضَبَحَ: صاح وخاصم عن مُعْطيه، وهذا كما يقال: فلان يَنْبَحُ دونك، ذهب إِلى الاستعارة؛ وقيل: الضَّبْحُ الخَضِيعة تُسْمَعُ من جوف الفرس؛ وقيل: الضَّبْحُ شدّةُ النَّفَس عند العَدْو؛ وقيل: هو الحَمْحَمة؛ وقيل: هو كالبَحَحِ؛ وقيل: الضَّبْحُ في السير كالضَّبْعِ.
وضُبَيْح ومَضْبوحٌ: اسمان.

ضبد

الضَّبَدُ: الغَيْظ. وضَبَدْتُه: ذكرته بما يَغِيظُه.

ضبر

ضَبَرَ الفَرَسُ يَضْبُر ضَبْراً وضَبَراناً إذا عَدَا، وفي المحكم: جَمَع قوائمه ووَثَبَ، وكذلك المقيَّد في عَدْوه. الأَصمعي: إذا وثَب الفرسُ فوقع مجوعةً يداه فذلك الضَّبْر؛ قال العجاج يمدح عمر بن عبيدالله بن معمر القرشي:

لَقَدْ سَمَا ابن مَعْمَرٍ حين اعْتَمَرْ

مَغْزىً بَعيداً مِنْ بَعيد وضَبَرْ،

تَقَضِّيَ البَازِي إذا البَازِي كَسَرْ

يقول: ارتفع قَدْرُه حين غَزَا موضعاً بعيداً من الشام وجمع لذلك جيشاً. وفي حديث سعد بن أَبي وقَّاصٍ: الضَّبْر ضَبر البَلْقاء والطعن طعن أَبي مِحْجَنٍ؛ البَلْقاء: فرس سعد، واكن أَبو مِحْجن قد حبسه سعدٌ في شرب الخمر وهم في قتال الفُرْس، فلما كان يوم القَادِسِيَّة رأَى أَبو محْجن الثقفي من الفُرْس قوّة، فقال لامرأَة سعد: أَطلقيني ولكِ اللهَ عليَّ أَن أَرجع حتى أَضع رِجْلي في القيد؛ فحلته، فركب فَرَساً لسعد يقال لها البَلْقاء، فَجَعَل لا يَحْمِل على ناحية من نواحي العدوّ إِلا هزمهم، ثم رجع حتى وضع رِجْله في القيد ووَفى لها بذمَّته، فلما رجع سعد أَخبرته بما كان من أَمره فخلى سبيله.
وفرس ضِبِرٌّ، مثال طِمِرٍّ، فِعِلٌّ منه، أَي وثَّاب، وكذلك الرجل.
وضَبَّر الشيءَ: جمعه. والضَّبْر والتَّضْبِير: شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم؛ جَمَلٌ مَضْبُور ومُضَبَّر، وفرس مُضَبَّر الخلق أَي مُوَثَّقُ الخلق، وناقة مُضَبَّرة الخَلْق. ورجل ضِبِرٌّ: شديد. ورجل ذو ضَبَارَةٍ في خلقه: مجتمع الخلق، وقيل: وَثِيقُ الخلق؛ وبه سمي ضَبَارَةُ، وابن ضَبَارة كان رجلاً من رؤساء أَجناد بني أُمية. والمَضْبُور: المجتمع الخلق الأَملس؛ ويقال للمِنْجل: مَضْبُور. الليث: الضَّبْر شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم، وجمل مُضَبَّر الظهر؛ وأَنشد:

مُضَبَّر اللَّحْيَيْن نَسْراً مِنْهَسا

وأَسد ضُبَارِم وضُبَارِمَة منه فُعالم عند الخليل.
والإِضْبَارَةُ: الحُزْمة من الصُّحُف، وهي الإِضْمَامَة. ابن السكيت:يقال جاء فلان بإِضْبَارَةٍ من كُتب وإِضْمامةٍ من كُتب، وهي الأَضَابِير والأَضَامِيم. الليث: إِضْبارَةٌ من صُحُف أَو سهام أَي حُزْمة، وضُبَارَةُ لغة، وغير الليث لا يجيز ضُبَارة من كُتُب، ويقول: أَضْبَارة وإِضْبارة. وضَبَّرت الكُتب وغيرها تضبِيراً: جمعتها. الجوهري: ضَبَرت الكُتب أَضْبُرُها ضَبْراً إذا جعلتها إِضْبارَة. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه ذكر قوماً يخرجون من النار ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، كأَنها جمع ضِبَارَةٍ مثل عِمَارَةٍ وعَمائِر. وكل مجتمع: ضِبَارَة.
والضَّبَائِر: جماعات الناس. يقال: رأَيتهم ضَبائرَ أَي جماعات في تَفْرقة. وفي حديثٍ آخر: أَتَتْه الملائكةُ بحريرة فيها مِسْك ومن ضَبائِر الريحان. والضُّبَار: الكُتُب، لا واحد لها؛ قال ذو الرمة:

أَقولُ لِنَفْسي واقِفاً عند مُشْـرِفٍ،

 

على عَرَصَاتٍ، كالضبَارِ النَّوَاطق

والضَّبْر: الجماعة يغزون على أَرجلهم؛ وقال في موضع آخر: الجماعة يغزون. يقال: خرج ضَبْرٌ من بني فلان؛ ومنه قول ساعدة بن جؤية الهذلي:

بَيْنا هُمُ يَوْماً كذلك رَاعَهُـمْ

 

ضَبْرٌ، لباسُهُمُ القَتيرُ مُؤَلَّبُ

القَتِير: مسامير الدروع وأَراد به ههنا الدروع. ومؤلب: مُجمَّع، ومنه تَأَلَّبُوا أَي تجمَّعوا. والضَّبْر: الرَّجَّالة. والضَّبْر: جلد يُغَشَّى خَشَباً فيها رجال تُقَرَّبُ إِلى الحُصون لقتال أَهلها، والجمع ضُبُورٌ، ومنه قولهم: إِنا لا نأْمَنُ أَن يأْتوا بضُبُور؛ هي الدَّبَّابات التي تُقَرَّب للحصون لتنقب من نحتها، الواحدة ضَبْرة. وضَبَرَ عليه الصَّخْر يَضْبُره أَي نَضَّدَه؛ قال الراجز يصف ناقة:

ترى شُؤُون رأْسِها العَوارِدا

مَضْبُورَةً إِلى شَباً حَـدائِدا،

ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِـدا

والضَّبْرُ والضَّبِر: شجر جَوْز البرّ ينوّر ولا يعقد؛ وهو من نبات جبال السَّرَاةِ، واحدته ضَبِرَة؛ قال ابن سيده: ولا يمتنع ضَبْرَة غير أَني لم أَسمعه. وفي حديث الزهري: أَنه ذكر بني إِسرائيل فقال: جعل الله عِنَبَهُمُ الأَرَاكَ وجَوْزَهم الضَّبْرَ ورُمَّانهم المَظَّ؛ الأَصمعي: الضَّبْر جَوْز البر، الجوهري: وهو جوز صلب، قال: وليس هو الرُّمان البري، لأَن ذلك يسمى المَظّ. والضُّبَّار: شجر طيّب الحَطَب؛ عن أَبي حنيفة. وقال مرة: الضُّبَّار شجر قريب الشبه من شجر البَلُّوط وحَطَبه جيد مثل حطب المَظّ، وإِذا جمع حطبه رطباً ثم أُشعلت فيه النار فَرْقَعَ فَرْقَعَة المَخَاريق، ويفعل ذلك بقرب الغيَاض التي تكون فيها الأُسْد فتهرب، واحدته ضُبَّارة. ابن الأَعرابي: الضَّبْر الفقر، والضَّبْر الشد، والضَّبْر جمع الأَجزاء؛ وأَنشد:  

مضبورةً إِلى شباً حدائدا،

 

ضبر براطيلَ إِلى جلامدا

وقول العجاج يصف المنجنيق:

وكل أُنثى حَمَلَتْ أَحْجـارا،

 

تُنْتَجُ حين تَلْقَح ابْـتِـقـارا

قد ضُبِرَ القومُ لها اضْطبارا،

 

كأَنما تجمَّـعـوا قُـبّـارا

أَي يخرج حجرها من وسطها كما تُبْقر الدابة. والقُبّار من كلام أَهل عمان: قومٌ يجتمعون فيحوزون ما يقع في الشِّباك من صَيْد، البحر، فشبه جَذْب أُولئك حِبالَ المنْجَنِيق بجذب هؤُلاء الشباك بما فيها. ابن الفرج: الضِّبْر والضِّبْن الإِبْط؛ وأَنشد لجندل:

ولا يَؤُوبُ مُضْمَراً في ضِبْرِي

 

زادِي، وقد شَوَّلَ زَادُ السَّفْـرِ

أَي لا أَخْبَأُ الطعام في السفر فَأَؤُوب به إِلى بيتي وقد نفد زاد أَصحابي ولكني أُطعمهم إِياه. ومعنى شَوَّلَ أَي خف، وقلَّما تُشَوِّلُ القِرْبةُ إذا قلّ ماؤها. وعامر بن ضَبارة، بالفتح وضُبَيْرَة: اسم امرأَة؛ قال الأَخطل:

بَكْرِيَّةٌ لم تكُنْ دَارِي لها أَمَماً،

 

ولا ضُبَيْرَةُ مِمَّن تَيَّمَت صَدَدُ

ويروى صُبَيْرَةُ. وضَبَّار: اسم كلب؛ قال:

سَفَرَتْ فَقُلْت لَها: هَجٍ، فَتَبَرْقَعَتْ،

 

فَذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ ضَـبَّـارا

ضبرك

الضِّبْراكُ والضُّبارِك: الشديد الطولِ الضَّخْمُ الثقيل، وقد يقال ذلك للثقيل الكثير الأَهل؛ قال الفرزدق:

ورَدُوا أُراقَ بجَحْفَلٍ من تَغْلِبٍ،

 

لَجِبِ العَشِيِّ ضُبارِكِ الأَركانِ

ابن السكيت: يقال للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارك، وهما من الرجال الشجاع.الجوهري: رجل ضِبْراكٌ أَي ضخم، وكذلك الضُّبارِك؛ قال الراجز:

أَعْدَدْتُ فيها بازلاً ضُبارِكـا،

 

يَقْصُر يَمْشي، ويَطُولُ بارِكا

قال: والجمع الضَّبارِكُ بالفتح.

ضبرم

الضُّبارِمُ، بالضم: الشديدُ الخَلْق من الأُسْد. الضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ: الأَسد الوَثيق. والضُّبارِمُ والضُّبارِمةُ: الجريءُ على الأَعْداء، وهو ثلاثي عند الخليل. ابن السكيت: يقال للأَسد ضُبارِمٌ وضُبارِك، وهما من الرجال الشجاع.

ضبز

الضَّبْز: شدّة اللحظ يعني نظراً في جانب. وذئب ضَبِيزٌ: حديد اللحظ، وهو منه. الليث: الضَّبِيزُ الشديد المحتال من الذئابِ؛ وأَنشد:

وتَسْرِق مالَ جارِكَ باحْتِيالٍ

 

كَحَوْلِ ذُؤَالَةٍ شَرِسٍ ضَبِيز

ضبس

الضَّبْسُ: البخيلُ. والضَّبِيسُ والضَّبِيسُ: الحريصُ الشَّرِسُ الخُلُق. ورجل ضَبِسٌ وضَبِيسٌ أَي شَرِسٌ عَسِرٌ شَكِسٌ. وفي حديث طَهْفَة: والفَلُوّ الضَّبِيس؛ الفَلُوُّ: المُهْرُ والضَّبِيسُ: الصَّعْبُ العَسِرُ. والضَّبيسُ: القليل الفِطْنة الذي لا يهتدي للحيلة. والضَّبِيسُ: الجَبانُ. وذكر شمر في حديث عمر، رضي اللَّه عنه، أَنه قال في الزبير: هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ. وقال عدنانُ: الضَّبِسُ في لغة تميم الخَبُّ، وفي لغة قَيْس الداهية، قال: ويقال ضِبْسٌ وضَبِيسٌ؛ وقال الأَصمعي في أُرجوزة له:

بالجارِ يَعْلُو حَيْلَه ضِبسٌ شَبِث

أَبو عمرو: الضَّبْسُ والضِّبْسُ الثقيل البدن والروح. وقال ابن الأَعرابي: الضَّبْسُ إِلحاحُ الغريم على غريمه. يقال: ضَبَسَ عليه والضِّبْسُ: الأَحْمَقُ الضعيف البدن. وضَبِسَتْ نَفْسُه، بالكسر، أَي لَقِسَت وخَبُثَتْ.

ضبط

الضَّبْطُ: لزوم الشيء وحَبْسُه، ضَبَطَ عليه وضَبَطَه يَضْبُط ضَبْطاً وضَباطةً، وقال الليث: الضّبْطُ لزومُ شيء لا يفارقه في كل شيء، وضَبْطُ الشيء حِفْظُه بالحزم، والرجل ضابِطٌ أَي حازِمٌ.
ورجل ضابِطٌ وضَبَنْطى: قويٌّ شديدٌ، وفي التهذيب: شديد البطش والقُوَّةِ والجسم. ورجل أَضْبَطُ: يعمل بيديه جميعاً. وأَسَدٌ أَضْبَطُ: يعمل بيَساره كعمله بيمينه؛ قالت مُؤَبِّنةُ رَوْحِ بن زنباع في نَوْحِها:

أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشِي

 

بين قَصْباءٍ وغِيلِ

والأُنثى ضَبْطاء، يكون صِفة للمرأَة واللَّبُؤة؛ قال الجُمَيْحُ الأَسَدِي:

أَمّا إذا أَحْرَدَتْ حَرْدَى فمُـجْـرِيةٌ

 

ضَبْطاء، تَسْكُنُ غِيلاً غيرَ مَقروبِ

وشبّه المرأَة باللبؤة الضبْطاء نَزَقاً وخِفّة وليس له فِعل. وفي الحديث: أَنه سئل عن الأَضْبطِ؛ قال أَبو عبيد: هو الذي يعمل بيديه جميعاً، يعمل بيساره كما يعمل بيمينه، وكذلك كل عامل يعمل بيديه جميعاً؛ وقال مَعْن بن أَوْس يصف ناقة:

عُذافِرة ضَبْطاء تَخْدِي، كـأَنـهـا

 

فَنِيقٌ، غَدا يَحْمي السَّوامَ السَّوارِحا

وهو الذي يقال له أَعْسَرُ يَسَرٌ. ويقال منه: ضَبِطَ الرجل، بالكسر، يَضْبَطُ، وضَبَطَه وجَع: أَخَذه. وتَضَبَّطَ الرجلَ: أَخذه على حَبْسٍ وقَهْر. وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه: سافَر ناسٌ من الأَنصار فأَرْمَلوا فمَرُّوا بحَيٍّ من العرب فسأَلوهم القِرى فلم يَقْرُوهم، وسأَلوهم الشِّراء فلم يَبيعُوهم، فتَضَبَّطوهم فأَصابوا منهم. وتضَبَّطَ الضأْنُ أَي أَسرَع في المرْعى وقَوِيَ. وتضَبَّطَتِ الضأْنُ: نالت شيئاً من الكَلإِ.
تقول العرب: إذا تضَبَّطَتِ الضأْنُ شَبعت الإِبلُ، قال: وذلك أَن الضأْن يقال لها الإِبل الصغرى لأَنها أَكثر أَكلاً من المِعْزى، والمِعْزى أَلْطَفُ أَحْناكاً وأَحسن إِراغة وأَزْهَدُ زُهْداً منها، فإِذا شبعت الضأْنُ فقد أَحْيا الناسُ لِكثرة العُشب، ومعنى قوله تضَبَّطَتْ قَوِيَت وسَمِنت.
وضُبِطَتِ الأَرضُ: مُطرت؛ عن ابن الأَعرابي.
والضَّبَنْطَى: القَوي، والنون والياء زائدتان للإلحاق بسَفَرْجَل. وفي الحديث: يأْتي على الناس زمانٌ وإِنَّ البعِيرَ الضابِطَ والمَزادَتَيْنِ أَحبُّ إِلى الرجل مما يَمْلِكُ؛ الضابِطُ: القويّ على عمَلِه. ويقال: فلان لا يَضْبُطُ عمَله إذا عجَز عن وِلايةِ ما وَلِيَه. ورجل ضابِطٌ: قويّ على عمَلِه.
ولعبةٌ للأَعراب تسمّى الضَّبْطةَ والمَسَّةَ، وهي الطَّرِيدةُ.
والأَضْبطُ: اسم رجل.

ضبطر

الضِّبَطْر، مثال الهِزَبْر: الضخم المكتَنِزُ الشديد الضابط؛ أَسد ضِبَطْرٌ وجمل ضِبَطْرٌ؛ وأَنشد:

أَشبه أَركانه ضِبَطْرَا

الضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: من نعت الأَسد بالمَضَاء والشدة.

ضبع

الضَّبْعُ، بسكون الباء: وسَطُ العَضُدِ بلحمه يكون للإِنسان وغيره، والجمع أَضْباعٌ مثلُ فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وقيل: العَضُدُ كلُّها، وقيل: الإِبْطُ، وقال الجوهري: يقال للإِبْط الضَّبْعُ لمُجاوَرةِ، وقيل: ما بين الإِبط إِلى نصف العضد من أَعلاه، تقول: أَخَذ بضَبْعَيْه أَي بعَضُدَيْه. وفي الحديث: أَنه مَرَّ في حَجِّه على امرأَة معها ابن صغير فأَخَذَتْ بضَبْعَيْه وقالت: أَلِهذا حَجٌّ ؟ فقال: نعم ولك أَجر. والمَضْبَعةُ: اللحمة التي تحتَ الإِبط من قُدُمٍ.
واضْطَبَعَ الشيءَ: أَدخَله تحت ضَبْعَيْه. ولاضطِباعُ الذي يُؤْمَر به الطائفُ بالبيت: أَن تُدْخِلَ الرِّداءَ من تحت إِبْطِك الأَيمَنِ وتُغَطِّيَ به الأَيسر كالرجل يريد أَن يُعالِجَ أَمْراً فيتهيأَ له. يقال: قد اضْطَبَعْتُ بثوبي وهو مأْخوذ من الضَّبْع وهو العَضُدُ؛ ومنه الحديث: إِنه طافَ مُضْطَبِعاً وعليه بُرْد أَخضر؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يأْخذ الإِزارَ أَو البرد فيجعل وسطه تحت إِبطه الأَيمن ويُلْقِيَ طَرَفَيْهِ على كتفه اليسرى من جهتي صدره وظهره، وسمي بذلك لإِبْداءِ الضبْعَيْنِ، وهو التأَبط أَيضاً؛ عن الأَصمعي وضَبَعَ البعيرُ البعيرَ إذا أَخذ بضبْعيه فصَرَعَه. وضَبَعَ الفرسُ يَضْبَعُ ضَبْعاً: لَوى حافِرَه إِلى ضَبْعِه؛ قال الأَصمعي: إذا لَوى الفرسُ حافِرَه إِلى عضُده فذلك الضبْعُ، فإِذا هَوى بحافره إِلى وَحْشِيَّة فذلك الخِنافُ. قال لأَصمعي: مرت النّجائِبُ ضَوابِعَ، وضَبْعُها: أَن تَهْوِي بِأَخْفافِها إِلى العَضُدِ إذا سارَتْ.
والضَّبْعُ والضِّباعُ: رفعُ اليدين في الدعاء. وضَبَعَ يَضْبَعُ على فلان ضَبْعاً إذا مدَّ ضَبْعَيْه فَدَعا. وضَبَعَ يده إِليه بالسيف يَضْبَعُها: مدّها به؛ قال رؤْبة:

وما تَني أَيْدٍ عَلَيْنا تَضْـبَـعُ

 

بما أَصَبْناها، وأُخْرَى تَطْمَعُ

 معناه تَمُدُّ أَضْباعَها بالدعاء علينا. وضضبَعَتِ الخيلُ والإِبل تَضْبَعُ ضَبْعاً إذا مدّت أَضْباعَها في سيرها، وهي أَعْضادُها، والناقةُ ضابِعٌ. وضَبَعتِ الناقةُ تَضْبَعُ ضَبْعاً وضُبُوعاً وضَبَعاناً وضَبَّعَتْ تَضْبيعاً: مدّتْ ضَبْعَيها في سيرها واهتزت. وضَبَعَتْ أَيضاً: أَسْرَعَتْ. وفرس ضابِعٌ: شديدُ الجَرْيِ، وجمعه ضَوابِعُ. وضَبَعَتِ الخيلُ كَضَبَحَتْ. وضَبَعْتُ الرجلَ: مَدَدْتُ إِليه ضَبْعِي للضَّرْبِ. وضَبَعَ القومُ للصُّلْحِ ضَبْعاً: مالُوا إِليه وأَرادوه يقال: ضابَعْناهم بالسُّيوفِ أَي مَدَدْنا أَيْدِيَنا إِليهم بالسُّيوفِ ومَدُّوها إِلينا، وهذا القول من نوادر أَبي عمرو؛ قل عمرو بن شاس:

نَذُودُ المُلُوكَ عَـنْـكُـمُ وتَـذُودُنـا

 

ولا صُلْحَ حَتَّى تَضْبَعُونا ونَضْبَعـا

نَذُودُ المُلُوكَ عَـنْـكُـمُ وتَـذُودُنـا

 

إِلى المَوْتِ، حتى تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعا

أَي تمدّون أَضباعكم إِلينا بالسيوف ونَمُدّ أَضْباعنا إِليكم. وقال أَبو عمرو: أَي تَضْبَعُون للصلح والمُصافَحة. وضَبَعُوا لنا من الشيء ومن الطريق وغيره يَضْبَعُونَ ضَبْعاً: أَسْهَموا لنا فيه وجعلوا لنا قسماً كما تقول ذَرَعُوا لنا طريقاً. والضَّبْعُ: الجَوْرُ. وفلان يَضْبَعُ أَي يجور.
والضَّبَعُ، بالتحريك، والضَّبَعةُ: شِدّة شَهْوة الفحلِ الناقةَ.
وضَبِعَتِ الناقةُ، بالكسر، تَضْبَعُ ضَبْعاً وضَبَعةً وضَبَعَتْ وأَضْبَعَتْ، بالأَلف، واسْتَضْبَعَتْ وهي مُضْبِعةٌ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، والجمع ضِباعَى وضَباعى، وقد اسْتُعْمِلَت الضَّبَعةُ في النِّساءِ، قال ابن الأَعرابي: قيل لأَعرابي أَبامْرأَتِك حَمْلٌ ؟قال: ما يُدْرِيني والله ما لَها ذَنَب فَتَشُول به، ولا آتيها إِلاَّ على ضَبَعَةٍ.
والضَّبُعُ والضَّبْعُ: ضَرْبٌ من السِّباعِ، إُنثى، والجمع أَضْبُعٌ وضِباعٌ وضُبُعٌ وضُبْعٌ وضَبُعاتٌ ومَضْبَعةٌ؛ قال جرير:

مِثْل الوِجَار أَوَتْ إِلَيْهِ الأَضْبُعُ

والضِّبْعانةُ: الضَّبُع، والذكر ضِبْعانٌ. وفي قصة إِبراهيم، عليه السلام، وشفاعته في أَبيه: فَيَمْسَخُه الله ضِبْعاناً أَمْدَر؛ الضِّبْعانُ: ذكر الضِّباع، لا يكون بالنون والأَلف إِلا للمذكر؛ قال ابن بري: وأَما ضِبْعانةٌ فليس بمعروف، والجمع ضِبْعاناتٌ وضَباعِينُ وضِباعٌ، وهذا الجمع للذكر والأُنثى مثل سَبُعٍ وسِباعٍ؛ وقال:

وبُهْلُولٌ وشِيعَتُه تَرَكْنا

 

لِضِبْعاناتِ مَعْقُلةٍ مَنابا

جمع بالتاء كما يقال فلان من رِجالاتِ العَرَب، وقالوا: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ويقال للذكر والأُنثى ضَبْعَانث، يُغلِّبون التأْنيث لخفته هنا، ولا تَقُلْ ضَبُعةً؛ وقوله:

يا ضَبُعاً أَكَـلَـتْ آيارَ أَحْـمِـرةٍ

 

فَفي البُطُونِ، وقَدْ راحَتْ، قَراقِيرُ

هَلْ غَيْرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ، ولا

 

يُنْكِي عَدُوَّكُمُ مِنْكُـمْ أَظـافِـيرُ؟

حمله على الجنس فأَفْرَدَه، ويروى: يا أَضْبُعاً، ورواه أَبو زيد: يا ضُبُعاً أَكَلَتْ؛ الفارسي: كأَنه جمع ضَبْعاً على ضِباعٍ ثم جمع ضِباعاً على ضُبُعٍ، قال الأَزهري: الضَّبُعُ الأُنثى من الضِّباع، ويقال للذكر.
وجارُّ الضَّبُعِ: المطَرُ الشديد لأَن سَيْلَه يُخْرِج الضِّباعَ من وُجُرِها. وقولهم: ما يخفى ذلك على الضَّبُع، يذهبون إِلى اسْتِحْماقِها.
والضَّبُعُ: السَّنةُ الشديدة المُهْلِكة المُجْدبة، مؤنث؛ قال عباس بن مرداس:

أَبا خُراشةَ أَمَّا أَنْتَ ذا نَفَـرٍ

 

فإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ

قال الأَزهري: الكلام الفصيح في إِمّا وأَما أَنه بكسر الأَلف من إِمّا إذا كان ما بعده فعلاً، كقولك إِما أَن تمشي وإِما أَن تركب، وإِن كان ما بعده اسماً فإِنك تفتح الأَلف من أَما، كقولك أَما زيد فَحَصيفٌ وأَما عمرو فأَحْمَقُ، ورواه سيبويه بفتح الهمزة، ومعناه أَن قَوْمِي ليسوا بِأَذلاَّءَ فتأْكلهم الضَّبُع ويَعْدُو عليهم السبُع، وقد روي هذا البيت لمالك ابن ربيعة العامري، ورُوِيَ أَبا خُباشةَ، يقوله لأَبي خُباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أَبي بكر ابن كلاب. قال ثعلب: جاء أَعرابي إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أَكلتنا الضبع، فدعا لهم؛ قال ابن الأَثير: هو في الأَصل الحيوان المعروف والعرب تكني به عن سَنة الجَدْب؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: خَشِيتُ أَن تأْكلهم الضَّبُعُ. والضبع: الشرّ؛ قال ابن الأَعرابي: قالت العُقَيْلِيّة كان الرجل إذا خفنا شره فتحوّل عنا أَوْقَدْنا ناراً خلفه، قال: فقيل لها ولم ذلك ؟قالت: لتَتَحَوَّلَ ضَبُعُه معه أَي ليذهب شره معه. وضَبُعٌ: اسم رجل وهو والد الربيع بن ضبع الفَزاريّ. وضَبُعٌ: اسم مكان؛ أَنشد أَبو حنيفة:

حَوَّزَها مِنْ عَقبٍ إِلى ضَبُعْ

 

في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَـفِـعْ

وضُباعة: اسم امرأَة؛ قال القطامي:

قِفي قَبْلَ التَّفَرُّق يا ضُباعـا

 

ولا يَكُ مَوْقِفٌ مِنْكِ الوَداعا

وضُبَيْعةُ: قبيلة وهو أَبو حيّ من بكر، وهو ضُبَيْعةُ بن قيس بن ثعلبة بن عُكابةَ بن صَعْب بن بكر بن وائل، وهم رهط الأَعشى ميمون بن قيس؛ قال الأَزهري: وضُبَيْعةُ قبيلة في ربيعة. والضَّبْعانِ: موضع؛ وقوله أَنشده ثعلب:

كساقِطةٍ إِحْدَى يَدَيْهِ، فَجانِبٌ

 

يُعاشُ به مِنْه، وآخَرُ أَضْبَعُ

إِنما أَراد أَعْضَب فقلب، وبهذا فسره.
والضُّبْعُ: فِناءُ الإِنسان. وكُنّا في ضُبْعِ فلان، بالضم، أَي في كَنَفِه وناحيته وفِنائهِ.
وضِبْعانٌ أَمْدَرُ أَي منتفخ الجنبين عظيم البطن، ويقال: هو الذي تَتَرَّبَ جنباه كأَنه من المدَارِ والتراب. ابن الأَعرابي: الضَّبْعُ من الأَرض أَكَمَةٌ سَوداءُ مستطيلة قليلاً.
وفي نوادر الأَعراب: حِمارٌ مَضْبُوعٌ ومَخْنُوقٌ ومَذْؤُوبٌ أَي بها خناقة وذِئْبةٌ، وهما داءَانِ، ومعنى المَضْبوعِ دعاءٌ عليه أَن تأْكلَه الضَّبُع؛ قال ابن بري: وأَما قوله الشاعر وهو مما يُسْأَلُ عنه:

تَفَرَّقَتْ غَنَمِي يَوْماً فَقُلْتُ لَها:يا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيْها الذِّئْبَ والضَّبُعا

فقيل: في معناه وجهان: أَحدهما أَنه دعا عليها بأَن يقتل الذئب أَحياءها وتأْكل الضبع موتاها، وقيل: بل دعا لها بالسلامة لأَنهما إذا وقعا في الغنم اشتغل كل واحد منهما بصاحبه فتسلم الغنم؛ وعلى هذا قولهم: اللهم ضَبْعاً وذِئْباً، فدعا بأَن يكونا مجتمعين لتسلم الغنم، ووجه الدعاء لها بعيد عندي لأَنها أَغضبته وأَحْرَجَتْه بتفرقها وأَتعبته فدعا عليها. وفي قوله أَيضاً: سلط عليها، إِشعار بالدعاء عليها لأَن من طلب السلامة بشيء لا يدعو بالتسليط عليه، وليس هذا من جنس قوله اللهم ضَبُعاً وذئباً، فإِن ذلك يؤذن بالسلامة لاشتغال أَحدهما بالآخر، وأَما هذا فإِن الضَّبُع والذئب مُسَلَّطانِ على الغنم، والله اعلم.

ضبعط

الضَّبَغْطى والضَّبَعْطى، بالعين والغين: شيء يُفَزَّعُ به الصبيّ.

ضبغط

الضَّبَغْطى: الأَحمق، وهي كلمة أَو شيء يُفَزَّع بها الصِّبيان؛ وأَنشد ابن دريد:

وزَوْجُها زَوَنْزَكٌ زَوَنْزَى،

 

يَفْزَعُ إِن فُزِّعَ بالضَّبَغْطَى

أَشْبَهُ شيءٍ هُو بالحَبَرْكَى،

 

إِذا حَطَأْتَ رأْسَهُ تَشَكَّـى

وإِن قَرَعْتَ أَنْفَهُ تَبَكَّـى،

 

شَرُّ كَمِيعٍ ولَدَتْهُ أُنْـثَـى

والأَلف في ضَبَغْطَى للإِلحاق، وهذا الرجز أَورده الأَزهري ونسبه لمنظور الأَسدي:

وبَعْلُـهـا زَوَنَّـكٌ زَوَنْـزَى،

 

يُحْصِفُ إِنْ خُوِّفَ بالضَّبَغْطى

وقال ابن بزرج: ما أَعطيتني إِلا الضبغْطى مُرْسَلة أَي الباطلَ. ويقال: اسكُت لا يأْكُلكَ الضبغطى؛ قال ابن دريد: هو الضَّبَغْطى والضَّبَعطى، بالغين والعين، وقال أَبو عمرو: الضبغطى ليس شيء يُعرف ولكنها كلمة تستعمل في التخويف. ويقال: الضبغْطى فَزَّاعةُ الزَّرْعِ.

ضبغطر

الضَّبَغْطَرَى: كلمة يُفَزَّع بها الصبيانُ. والضَّبَغْطَرى:الشديد والأَحمق؛ مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي. ورجل ضَبَغْطَرَى إذا حَمَّقْتَه ولم يُعْجبك، وتَثْنية الضَّبَغْطَرَى ضَبَغْطَرَانِ، ورأَيت ضَبَغْطَرَين. ابن الأَعرابي: الضَّبَغْطَرَى ما حملته على رأْسك وجعلت يديك فوقه على رأْسك لئلاَّ يقع. والضَّبَغْطَرَى أَيضاً: اللعين الذي يُنصب في الزرع يُفَزَّع به الطيرُ.

ضبك

ضَبَكَ الرجلَ وضَبَّكه: غمز يديه، يمانية. والضَّبِيك: أَوّل مصة يمصها الصبي من ثدي أُمه. واضْبَأَكَّتِ الأرضُ واضْمَأَكَّتْ: خرج نباتها، بالضاد، وهو الصحيح، وقيل: إذا اخضرت وطلع نباتها. وزرع مُضْبَئِكٌّ:أَخضر؛ عن كراع.

ضبن

الضِّبْنُ: الإِبْطُ وما يليه. وقيل: الضِّبْنُ، بالكسر، ما بين الإِبط والكَشْح، وقيل: ما تحت الإِبط والكَشْح، وقيل: ما بين الخاصرة ورأْس الورك، وقيل: أَعلى الجَنْب. وضَبَنَ الرجلَ وغيره يَضْبُنُه ضَبْناً: جعله فوق ضِبْنِه. واضْطَبَنَ الشيءَ: حمله في ضِبْنِه أَو عليه، وربما أَخذه بيده فرفعه إلى فُوَيْقِ سُرَّته، قال: فأَوّل الحَمْلِ الأَبْطُ ثم الضَّبْنُ ثم الحَضْنُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للكميت:

لما تفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَـتِـه،

 

آواه في ضِبْنِ مَضْبُوٍّ به نَصَب

قال ابن الأَعرابي: أَي تفَلَّق عن فرخ الظليم قَيْضُ بيضته آواه الظليمُ ضِبْنَ جناحه. وضَبَأَ الظليمُ على فرخه إذا جَثَمَ عليه؛ وقال غيره: ضِبْنه الذي يكون فيه؛ وقال:

ثم اضْطَبَنْتُ سلاحي تحت مَغْرضِها،

 

ومِرْفَقٍ كرِئاسِ السَّيفِ إذا شَسَفَـا

أَي احتَضَنْتُ سلاحي. وأَضْبَنْتُ الشيءَ واضْطبَنتُه: جعلته في ضِبْني. أَبو عبيد: أَخذه تحت ضِبْنِه إذا أَخذه تحت حِضْنِه. وفي الحديث: فدعا بمِيضأَة فجعلها في ضِبْنِه أَي حِضْنه. وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَن الكعبة تَفِيءُ على دار فلان بالغَداة وتَفيءُ على الكعبة بالعَشِيِّ، وكان يقال لها رَضِيعة الكعبة، فقال: إن داركم قد ضَبَنتِ الكعبةَ ولا بُدَّ لي من هَدْمها أَي أَنها لما صارت الكعبة في فَيْئها بالعَشِيِّ كانت كأَنها قد ضَبَنَتْها، كما يَحْمِل الإنسانُ الشيءَ في ضِبْنه.
وأَخذَ في ضِبْنٍ من الطريق أَي في ناحية منه؛ وأَنشد:

فجاءَ بخُبْزٍ دَسَّه تـحـتَ ضِـبْـنِـه،

 

كما دَسَّ راعي الذَّوْدِ في حِضْنِه وَطبَا

وقال أَوس:

أُحَيْمِرَ جَعْداً عليه النُّـسُـو

 

رُ، في ضِبْنِه ثعلبٌ مُنْكَسِرْ

أَي في جَنْبه. وفي حديث ابن عمر: يقول القبرُ يا ابنَ آدم قد حُدِّرتَ ضِيقي ونَتْني وضِبْني أَي جنبي وناحيتي، وجمع الضِّبْن أَضبان؛ ومنه حديث شُمَيط: لا يَدْعُوني والخطايا بين أَضبانهم أَي يَحْمِلون الأَوزار على جُنُوبهم، ويروى بالثاء المثلثة، وهو مذكور في موضعه. وفلان في ضِبْنِ فلان وضَبينته أَي ناحيته وكنَفِه. والضُّبْنة: أَهل الرجل لأَنه يَضْبِنُها في كنَفِه، معناه يُعانقها؛ وفي التهذيب: لأَنه يَضْطَبِنُها في كنَفِه. وضَبِنَهُ الرجل: حَشَمُه. وعليه ضِبْنةٌ من عيال، بكسر الضاد وسكون الباء، أَي جماعة. ابن الأَعرابي: ضُبْنة الرجل وضَبْنَتُه وضَبِنَتُه خاصَّتُه وبِطانَتُه وزافِرَتُه، وكذلك ظاهِرَته وظِهارتُه. قال الفراء: نحن في ضُبْنه وفي حَريمه وظِلِّه وذِمَّتِه وخُفارته وخْفْرته وذَراه وحِماه وكَنَفِه وكَنَفَتِه بمعنى واحد. وفي حديث ابن عباس: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا سافر قال اللهم إني أَعوذ بك من الضِبُّنْة في السَّفَر والكآبة في المُنْقَلَب، اللهم اقْبِضْ لنا الأَرضَ وهَوِّنْ علينا السَّفَر، اللهم أَنت الصاحبُ في السَّفر والخليفةُ في الأَهل؛ الضِّبْنةُ: ما تحت يَدِك من مالٍ وعيالٍ تهتم به ومن تلزمك نفقته، سُمُّوا ضُبْنةً لأَنهم في ضِبنَ من يَعُولهم، تَعَوَّذَ بالله من الضِّبْنة كثرة العيال والحَشَم في مَظِنَّة الحاجة، وهو السفر، وقيل: تَعوَّذ من صُحْبة من لا غَناء فيه ولا كِفاية من الرِّفاق، إنما هو كَلٌّ وعِيالٌ على من يُرافِقُه. وضِبْنةُ الرجل: خاصته وبِطانتُه وعياله، وكذلك الضَّبِنة، بفتح الضاد وكسر الباء. والضَّبَنُ: الوَكْسُ؛ قال نوح بن جرير:

وهو إلى الخَيراتِ مُنْبَتُّ القَرَنْ،

 

يَجْري إليه اسابِقاً لا ذا ضَبَـنْ

والضَّبْنةُ: الزَّمانة. ورجل ضَبِنٌ: زَمِنٌ. وقد أَضْبَنَه الداء: أَزمنه؛ قال طُرَيْحٌ:

وُلاةٌ حُماة، يَحْسِمُ اللهُ ذو القُـوَى

 

بهم كُلَّ داءٍ يُضْبِنُ الدِّينَ مُعْضِلِ

والمضْبُون: الزَّمِنُ، ويشبه قلب الباء من الميم. وضَبَنَه يَضْبِنُه ضَبْناً: ضربه بسيف أَو عصا أَو حَجَر فقطع يده أَو رجله أَو فقأَ عينه.
قال اللحياني: وحكى لي رجل من بني سعد عن أَبي هِلال ضَبَنْت عنا هَدِيَّتَك وعادَتك أَو ما كان من معروف تَضْبِنها ضَبْناً كَصَبَنْتَها، والصاد أَعلى، وهو قول الأَصمعي. قال: وحقيقة هذا صَرَفْتَ هديَّتَك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم، وفي النوادر: ماء ضَبْنٌ ومَضْبون ولَزْنٌ ومَلزون ولَزِنٌ وضَبِنٌ إذا كان مَشْفوهاً لا فضل فيه. ومكان ضَبْن أَي ضيق. وضَبِينةُ: اسم. وبنو ضابِنٍ وبنو مُضابِنِ: حيَّان. قال ابن بري: ضَبِينةُ حيّ من قيس؛ وأَنشد سيبويه للبيد:

فَلَتَصْلُقَنَّ بني ضَبِينةَ صَلْقةً

 

تُلْصِقْنَهُمْ بخَوالِفِ الأَطنابِ.

وذكر الأَزهري في هذه الترجمة: الضَّوْبانُ الجَمل المُسنّ القوي، ومنهم من يقول ضُوبانُ. قال أَبو منصور: من قال ضُوبان جعله من ضابَ يَضُوبُ.

ضبه

الضَّبْهُ: موضع؛ وأَنشد ثعلب للحَذْلَمِيِّ:

مَضارِب الضَّبْهِ وذي الشُّجونِ

ضتع

الضَّتْع: دُوَيْبّةٌ. والضَّوْتَعُ: دويبة أَو طائر، وقيل: الضَّوْتَعُ الأَحمق، وقيل: هو الضَّوْكَعةُ، قال: وهذا أَقرب للصواب.

ضثم

الضَّيْثَمُ: من أَسماء الأَسد، فَيْعَل من ضَثَم. الجوهري: الضَّيْثَمُ الأَسدُ مثل الضَّيْغَم، أُبدِلَ غَيْنُه ثاءً، وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول: هو الضَّبْثمُ، بالباء. قال أَبو منصور: لم أَسمع ضَيْثَم في أَسماء الأَسد، بالياء، وقد سمعت ضَبْثَم، بالباء، والميم زائدة، أصله من الضَّبْث، وهو القَبْضُ على الشيء، هذا هو الصحيح.