باب الضاد والميم، النون

ضلا

التهذيب: ضَلا إذا هَلَكَ.

ضلع

الضِّلَعُ والضِّلْعُ لغتان: مَحْنِيّة الجنب، مؤنثة، والجمع أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ؛ قال الشاعر:

وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ

 

إذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ

وتَضَلَّعَ الرجلُ: امْتَلأَ ما بين أَضْلاعِه شِبَعاً وريّاً؛ قال ابن عَنّابٍ الطائي:

دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْمـاءَ جَـلْـدةٍ

 

وأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا

ودابّةٌ مُضْلِعٌ: لا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْلِ. وحِمْلٌ مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ. والإِضْلاعُ: الإِمالةُ. يقال: حِمْلٌ مُضْلِعٌ أَي مُثقِلٌ؛ قال الأَعشى:

عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقْ

 

قِ وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقـال

وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ: تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها. والأَضْلَعُ: الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ. واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ: احْتَمَلَتْه أَضلاعُه؛ والضَّلَعُ أَيضاً في قول سُوَيْد:

جَعَلَ الرَّحْمنُ، والحَمْدُ لـه

 

سَعَةَ الأَخْلاقِ فينا، والضَّلَعْ

القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ؛ قاله الأَصمعي. والضَّلاعةُ: القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ، تقول منه: ضَلُعَ الرجل، بالضم، فهو ضليعٌ. وفرس ضلِيعٌ تامّ الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ الأَلْواحِ كثير العصب. والضَّلِيع: الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبين العظيم الصدر. وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل: فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بين أَضْلَعَ منهما أَي بين رجلين أَقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأَشدّ، وقيل: الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَيِّ الحيوان كان حتى من الجنّ. وفي الحديث: أَنَّ عمر، رضي الله عنه، صارَعَ جِنِّيّاً فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له: ما لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كلب؟ يَسْتَضْعِفُه بذلك، فقال له الجِنِّيّ: أَما إِني منهم لَضَلِيعٌ أَي إِني منهم لعَظيم الخَلْقِ. والضَّلِيعُ: العظيم الخلق الشديد. يقال: ضَلِيعٌ بَيِّنُ الضَّلاعةِ، والأَضْلَعُ يوصف به الشديد الغليظ. ورجل ضَلِيعُ الفمِ: واسِعُه عظِيمُ أَسْنانِه على التشبيه بالضِّلْع. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه، وقيل: واسِعُه؛ حكاه الهرويُّ في الغريبين، والعرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره؛ ومنه قولهم في صفة مَنْطِقِه، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان يفتتح الكلام ويختتمه بأَشْداقِه، وذلك لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ. قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي: ما الجَمالُ؟ فقال: غُؤُورُ العينين وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ. وقال شمر في قوله ضَلِيعُ الفم: أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها. ويقال: رجل ضَليع الثنايا غليظها. ورجل أَضْلَعُ: سِنُّه شبيهة بالضَّلع، وكذلك امرأَة ضَلْعاءُ، وقوم ضُلْعٌ. وضُلُوعُ كلِّ إِنسان: أَربع وعشرون ضِلعاً، وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقي أَطرافها في الصدر وتتصل أَطراف بعضها ببعض، وتسمى الجَوانِحَ، وخَلْفها من الظهر الكَتِفانِ، والكَتفانِ بجِذاء الصدر، واثنتا عشرة ضلعاً أَفَلَ منها في الجنبين، البطن بينهما لا تلتقي أَطْرافُها، على طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف، وبين الصدر والجنبين غُضْرُوفٌ يقال له الرَّهابةُ، ويقال له لِسانُ الصدر، وكل ضِلْع من أَضْلاعِ الجنبين أَقْصَرُ من التي تليها إِلى أَن تنتهي إِلى آخرتها، وهي التي في أَسفل الجنب يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ. وفي حديث غَسْلِ دَمِ الحَيْضِ: حُتِّيه بضِلَع، بكسر الضاد وفتح اللام، أَي بعود، والأَصل فيه الضِّلْع ضلع الجَنْبِ، وقيل للعود الذي فيه انْحِناء وعِرَضٌ: ضِلَع تشبيهاً بالضِّلْع الذي هو واحد الأَضْلاعِ، وهذه ضلع وثلاث أَضْلُع، قال ابن بري: شاهد الضِّلَعِ، بالفتح، قول حاجب بن ذُبْيان:

بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ، أَنْتَ تُقِيمُها

 

أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها

وشاهد الضِّلْع، بالتسكين، قول ابن مفرِّغ:

ورَمَقْتُهـا فَـوَجَـدْتُـهـا

 

كالضِّلْعِ، لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ

ويقال: شَرِبَ فلان حتى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة الشرب، ومثله: شرب حتى أَوَّنَ أَي صار له أَوْنانِ في جنبيه من كثرة الشرب.
وفي حديث زمزم: فأَخَذ بِعَراقِيها فشرب حتى تَضَلَّع أَي أَكثر من الشرب حتى تمدَّد جنبه وأَضلاعه. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يَتَضَلَّعُ من زمزم. والضِّلَعُ: خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرض ثم يُخَطُّ آخر ثم يبذر ما بينهما.
وثياب مُضَلَّعةٌ: مُخَطَّطة على شكل الضِّلع؛ قال اللحياني: هو المُوَشَّى، وقيل: المُضَلَّعُ من الثياب المُسَيَّر، وقيل: هو المُخْتَلِفُ النَّسْجِ الرقيق، وقال ابن شميل: المضلَّع الثوب الذي قد نُسِجَ بعضه وترك بعضه، وقيل: بُرد مُضَلَّع إذا كانت خطوطه عَريضة كالأَضْلاع.
وتَضْلِيعُ الثوب: جعلُ وشْيِه على هيئة الأَضلاع. وفي الحديث: أَنه أُهْدِيَ له، صلى الله عليه وسلم، ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعةٌ بقَزٍّ؛ المضلع الذي فيه سيُور وخُطوط من الإِبْرَيْسَمِ أَو غيره شِبْهُ الأَضْلاع. وفي حديث علي: وقيل له ما القَسِّيّةُ؟ قال: ثياب مُضَلَّةٌ فيها حرير أَي فيها خطوط عريضة كالأَضْلاعْ.
ابن الأَعرابي: الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى. والضِّلَعُ من الجبل: شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ، وقيل: هو الجُبَيْلُ الصغير الذي ليس بالطويل، وقيل: هو الجبيل المنفرد، وقيل: هو جبل ذلِيلٌ مُسْتَدِقٌّ طويل، يقال: انزل بتلك الضِّلع. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما نظر إِلى المشركين يوم بدر قال: كأَني بكم يا أَعداءَ اللهِ مُقَتَّلِين بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ؛ قال الأَصمعي: الضِّلَع جبيل مستطيل في الأَرض ليس بمرتفع في السماء. وفي حديث آخر: إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم. والضِّلَعُ. الحَرَّةُ الرَّجِيلةُ. والضَّلَعُ: الجَزيرةُ في البحر، والجمع أَضلاع، وقيل: هو جزيرة بعينها.
والضَّلْعُ: المَيْلُ. وضَلَعَ عن الشيء، بالفتح، يَضْلَعُ ضَلْعاً، بالتسكين: مالَ وجَنَفَ على المثل. وضَلَعَ عليه ضَلْعاً: حافَ. والضالِعُ: الجائِرُ. والضالِعُ: المائِلُ؛ ومنه قيل: ضَلْعُك مع فلان أَي مَيْلُكَ معه وهَواك. ويقال: هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ، وتسكين اللام فيهما جائز.
وفي حديث ابن الزبير: فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مع مَرْوانَ أَي مَيْلَه. وفي المثل: لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَي مَيْلَها؛ وهو حديث أَيضاً يضرب للرجل يخاصم آخرَ فيقول: أَجْعَلُ بيتي وبيتك فلاناً لرجل يَهْوَى هَواه. ويقال: خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ أَي مَيْلُكَ. أَبو زيد: يقال هم عليَّ أَلْبٌ واحد، وصَدْعٌ واحد، وضَلْعٌ واحد، يعني اجتماعَهم عليه بالعَداوة. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم إِني أَعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال؛ قال ابن الأَثير: أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ، قال: والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ، أَي يُثْقِلُه حتى يميل صاحبُه عن الاستواءِ والاعتدالِ لثقله. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: وارْدُدْ إِلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك.
والضَّلَعُ، بالتحريك: الاعْوِجاجُ خِلْقةً يكون في المشي من المَيْلِ؛ قال محمد بن عبد الله الأَزديّ:

وقد يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّـه

 

على ضَلَعٍ في مَتْنِه، وهْوَ قاطِعُ

فإِن لم يكن خلقة فهو الضَّلْعُ، بسكون اللام، تقول منه: ضَلعَ، بالكسر، يَضْلَعُ ضَلَعاً، وهو ضَلِعٌ. ورُمْحٌ ضَلِعٌ: مُعَوَّجٌ لم يُقَوَّمْ؛ وأَنشد ابن شميل: بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ، فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ يصف إِبلاً تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق، والفَلِيقُ: المطمئِنُّ في عنق البعير الذي فيه الحُلْقُوم. وضَلِعَ السيفُ والرمْحُ وغيرهما ضَلَعاً، فهو ضَلِيعٌ: اعْوَجَّ. ولأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك. وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة: في عُودها عَطَفٌ وتقيومٌ وقد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للمتنخل الهذلي:

واسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ

 

نَوَّقَها الباري ولم يَعْجَـلِ

وضَلِيعٌ:القَوْسُ.
ويقال: فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَي قويٌّ عليه، وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعةِ. قال: ولا يقال مُطَّلِعٌ، بالإِدغام. وقال أَبو نصر أَحمد بن حاتم: يقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر ومُطَّلِعٌ له، فالاضْطلاعُ من الضَّلاعةِ وهي القوَّة، والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ الثَّنِيَةَ أَي عَلَوْتُها أَي هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له. قال الليث: يقال إنِّي بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضاد تدغم في التاء فتصير طاء مشددة، كما تقول اظنَّنَّي أَي اتّهَمَني، واظَّلَمَ إذا احتَمَلَ الظُّلْمَ. واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه. وقال ابن السكية: يقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ على حَمْلِه، وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّلاعة، قال: ولا يقال هو مُطَّلِع بحَمْله؛ وروى أَب الهيثم قول أَبي زبيد:

أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ

 

للنَّئباتِ، ولو أُضْلِعْنَ مُطَّـلِـعٌ

أُضْلِعْنَ: أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ؛ مُطَّلِعٌ: وهو القويُّ على الأَمرِ المُحْتَمِلُ؛ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم، هكذا رواه بخطه، قال: ويروى مُضْطَلِعٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك؛ اضْطَلَعَ افتَعَلَ من الضَّلاعةِ وهي القوةُ. يقال: اضطَلَعَ بحمله أَي قَوِيَ عليه ونَهَضَ به. وفي الحديث: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا ينقطع إِظهارُ البدع؛ المُضْلِعُ: المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئ على الأَضْلاعِ، ولو روي بالظاء من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً.

ضلفع

الضَّلْفَع والضَّلْفَعَةُ من النساء: الواسعةُ الهَنِ. وقال ابن بري: الضلفع المرأَة السمينة مثل الللُّباخِيّةِ. قال الأَزهري: قال ابن السكيت في الأَلفاظ إن صح له: الضَّلْفَعُ والضَّلْفَعةُ من النساء الواسعةُ؛ وأَنشد:

أَقْبَلْنَ تَقْرِيباً وقامَت ضَلْفَعا،

فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبَبلً أَبْقَعا،

عندَ اسْتِها مِثْلَ اسْتِها وأَوْسَعا

وضَلْفَعٌ: موضع؛ أَنشد الأَزهري:

بِعَمايَتَينِ إلى جوانِبِ ضَلْفَعِ

وأَنشد ابن بري لطفيل:

عَرَفْت لسلمى، بَيْنَ وَقْطٍ فضَلْفَعِ

 

مَنازِلَ أَقْوَتْ من مَصِيفٍ ومَرْبَعِ

وأَنشد لابن جِذْل الطَّعان:

أَتَنْسَى قُشَيراً والشَّريدَ ومالِـكـاً

 

وتَذكُرُ مَن أَمْسَى سَلِيماً بَضَلْفَعا؟

الأَزهري: ضَلْفَعَه وصَلْفَعه وصَلْمَعه إذا حَلَقَه.

ضلل

الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً؛ وقال كراع: وبنو تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ وقال اللحياني: أَهل الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ، قال وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على نفسي؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ، وهو ضالٌّ تالٌّ، وهي الضَّلالة والتَّلالة؛ وقال الجوهري: لغة نجد هي الفصيحة. قال ابن سيده: وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا، بكسر اللام، ورَجُلٌ ضالٌّ. قال: وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ، بهمز الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف لالتقائهما فانقلبت همزة، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحمَّل الحركة، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه وهو الهمزة؛ قال: وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة؛ وأَنشدوا:

يا عَجَبا، لقد رأَيْتُ عَجَبا:

حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا،

خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا

يريد زَامَّها. وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال: سمعت عمرو بن عبيد يقرأُ: فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا جأَنٌّ، بهمز جانٍّ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة ومأَدَّة؛ قال أَبو العباس: فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك؟ قال: لا ولا أَقبله.
وضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قال:

لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي

 

بَنِيَّ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ

وأَضَلَّه: جعله ضَالاًّ. وقوله تعالى: إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ، وقرئت: لا يُهْدى من يُضِلُّ؛ قال الزَّجّاج: هو كما قال تعالى: من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له. قال أَبو منصور: والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد. يقال: أَضْلَلْت فلاناً إذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق؛ وإِياه أَراد لبيد:

مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى

 

ناعِمَ البالِ، ومن شاءَ أَضَلّ

قال لبيد: هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز: يُضِلُّ من يشاء ويَهْدِي من يشاء؛ قال أَبو منصور: والأَصل في كلام العرب وجه آخر يقال: أَضْلَلْت الشيءَ إذا غَيَّبْتَه، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته. وفي الحديث: سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم، يريد بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه. وقوله في التنزيل العزيز: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل، وهذا كما تقول: قد أَفْتَنَتْني هذه الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها؛ وقول أَبي ذؤيب:

رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُـه

 

نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل

قال السُّكَّري: طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ جُنونُه، ونِيافاً أَي طويلة، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل، والمستعمل أَناف؛ وقال ابن جني: نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية القلب لقوله رآها الفُؤَاد. ويقال: ضَلَّ ضَلاله، كما يقال جُنَّ جُنونُه؛ قال أُمية:

لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا

 

ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَـنُـوأَدُ

وقال أَوس بن حَجَر:

إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْـرُقٍ

 

إِلى حَكَمٍ بَعْدي، فضَلَّ ضَلالُها

وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إذا لم تعرف موضعهما، وضَلَلْت الدارَ والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له، وضَلَّ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً؛ قال ابن بري: قال أَبو عمرو بن العلاء إذا لم تعرف المكانَ قلت ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال: يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه، وإِذا سَقَطَت الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك، تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته، وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته؛ قال الفرزدق:

ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً

 

كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ

وفي الحديث: ضالَّة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: وهي الضائعة من كل ما يُقْتَنَى من الحيوان وغيره. الجوهري: الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر والأُنثى، يقال: ضَلَّ الشيءُ إذا ضاع، وضَلَّ عن الطريق إذا جار، قال: وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة، وتقع على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع، وتُجْمَع على ضَوالَّ؛ قال: والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم؛ والضّالَّة من الإِبل: التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء. وسُئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ضَوالِّ الإِبل فقال: ضالَّةُ المؤمن حَرَقُ النار، وخَرَجَ جوابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها، ثم قال، عليه السلام: ما لَكَ ولَها، مَعها حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب في الأَرض طويلة الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها، قال: وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني، ومنه الكلمة الحكيمةُ: ضالَّةُ المؤمن، وفي رواية: ضالَّةُ كل حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته. وضَلَّ الشيءُ: خَفِيَ وغاب. وفي الحديث: ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله، يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني، وقيل: لَعَلِّي أَغيب عن عذابه. يقال: ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إذا جعلتَه في مكان ولم تَدْرِ أَين هو، وأَضْلَلْته إذا ضَيَّعْته. وضَلَّ الناسي إذا غاب عنه حفظُ الشيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيء إذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً. ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير مُهْتدِين إِلى الحَقِّ، ومعنى الحديث من قوله تعالى: أَإِذا ضَلَلْنا في الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا. وقال ابن قتيبة في معنى الحديث: أَي أَفُوتُه، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه. والمُضِلُّ: السَّراب؛ قال الشاعر:  

أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كـلَّ فَـقِـيدةٍ

 

أُنُفٍ، كلائحة المُضِلِّ، جَرُور

وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تقول: إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي المُتَضالَّ. ويقال: ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني؛ وأَنشد:

والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها

 

يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي

أَي تذهب عني. ويقال: أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يَثْبُت. وقوله في التنزيل العزيز: لا يَضِلُّ رَبي ولا يَنْسى؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه، وقيل: معناه لا يَغِيب عن شيء ولا يَغِيب عنه شيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيءَ إذا ضاع منك مثل الدابّة والناقة وما أَشبهها إذا انفَلَت منك، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته، ولا تقل أَضْلَلْته. قال محمد بن سَلام: سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب: لا يُضِلُّ ربي ولا يَنْسى، فسأَلت عنها يونس فقال: يَضِلُّ جَيِّدةٌ، يقال: ضَلَّ فلان بَعيرَه أَي أَضَلَّه؛ قال أَبو منصور: خالفهم يونس في هذا. وفي الحديث: لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً؛ قال ابن الأَثير: أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع؛ ومنه قوله تعالى: ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا. وأَضَلَّه أَي أَضاعه وأَهلكه. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ؛ أَي في هلاك.
والضَّلال: النِّسْيان. وفي التنزيل العزيز: مِمَّنْ تَرْضَوْن من الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى؛ أَي تَغِيب عن حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها، وقرئ: إِنْ تَضِلَّ، بالكسر، فمن كَسَر إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه؛ قال الزجاج: المعنى في إِنْ تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة، قال: وتُذْكِر وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ لا غير، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر، وهي قراءة أَكثر الناس، قال: وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قال سيبويه: فإِن قال إِنسان: فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار؟ فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ، قال: ومثله أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا للميل، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه سبب الإِذكار، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله. ومنه قوله تعالى: قال فَعَلْتُها إذا وأَنا من الضّالِّين؛ وضَلَلْت الشيءَ: أُنْسِيتُه. وقوله تعالى: وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى. وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ: ذهَبا عنه.
أَبو عمرو: أَضْلَلْت بعيري إذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه، وأَضْلَلْته إِضْلالاً إذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ. وكلُّ ما جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته، وما جاء من المفعول به قلت أَضْلَلْته. قال أَبو عمرو: وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة، يقال ضَلَّ الماءُ في اللبن إذا غاب، وضَلَّ الكافرُ إذا غاب عن الحُجَّة، وضَلَّ الناسي إذا غابَ عنه حِفْظه، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إذا ذهَب منك، وقوله تعالى: أَضَلَّ أَعمالهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا من خير؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه: قد ضَلَّ سَعْيُك. ابن سيده: وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا

وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً: ضاع. وتَضْلِيل الرجل: أَن تَنْسُبَه إِلى الضَّلال. والتضليل: تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال؛ قال الراعي:

وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُـوَيْمِـرٍ

 

أَبْغي الهُدى، فيَزِيدني تَضْليلا

 قال ابن سيده: هكذا قاله الراعي بالوَقْص، وهو حذف التاء من مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته: ولمَا أَتيتُ، على الكمال.
والتَّضْلالُ: كالتَّضْلِيل. وضَلَّ فلان عن القَصْد إذا جار. ووقع في وادي تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل. قال الجوهري: وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل تُخُيِّبَ وتُهُلِّك، كله لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قال عمرو بن شاس الأَسدي:

تَذَكَّرْت ليلى، لاتَ حينَ ادِّكارِهـا

 

وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال

قال ابن بري: حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب؛ قال ومثله للعَجَّاج:

يَنْشُدُ أَجْمالاً، وما مِنْ أَجمال

 

يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْـلال

والضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ. وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ: يُضَلّ فيها ولا يُهْتَدى فيها للطريق. وفلان يَلومُني ضَلَّةً إذا لم يُوَفَّق للرشاد في عَذْله. وفتنة مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، وكذلك طريق مَضَلٌّ.
الأَصمعي: المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ. غيره: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ الناس فيها، والمَجْهَلُ كذلك. يقال: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً ومَضَلَّة، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ؛ وأَنشد:

أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها

 

لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق

وقال بعضهم: أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة، وهو اسم، ولو كان نعتاً كان بغير الهاء. ويقال: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر والأُنثى والجمع سواء، كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ؛ وقيل: أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ. أَبو زيد: أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ ومَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابن السكيت: قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ عنك فذَهب فلا تَضِلُّ. قال: وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا تَمَلَّ. ورجل ضِلِّيل: كثير الضَّلال. ومُضَلَّلٌ: لا يُوَفَّق لخير أَي ضالٌّ جدّاً، وقيل: صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع للضَّلال. والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة، وكان امرؤ القيس يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل. وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر الشعراء فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل، يعني امْرَأَ القيس، كان يُلَقَّب به. والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال والكثيرُ التَّتبُّع له. والأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قال كعب بن زهير:

كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً

 

وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِـيلُ

وفلان صاحب أَضَالِيلَ، واحدتها أُضْلُولةٌ؛ قال الكميت:

وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْ

 

رِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال

الفراء: الضُّلَّة، بالضم، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر.
والضَّلَّة: الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ. والضِّلَّة: الضَّلالُ. وقال ابن الأَعرابي: أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه، وأَنشد:

إِنِّي، إذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَـنـي

 

يُريدُ مالي، أَضَلَّني عَلِلي

أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها. ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل والضُّلَضِلة قاله ابن الأَعرابي: وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك، والاسم الضُّلُّ، بالضم؛ ومنه قولهم: فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في الضَّلال، وقيل: هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه، وقيل: هو الذي لا خير فيه، وقيل: إذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو، وهو الضَّلالُ بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بهذا المعنى.
يقال: فلان ضُلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ بالضاد والصاد إذا كان داهية. وفي المثل: يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه، يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ، فقال له قَصِيرٌ: ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه. وفعل ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال. وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ؛ عن أَبي زيد. وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب. وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لم يُثْأَرْ به. وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مضاف، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده؛ عن ثعلب، وكذلك رواه ابن الكوفي؛ وقال ابن الأَعرابي: إِنما هو تِبْعٌ ضِلَّةٌ، على الوصف، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب؛ وقال مُرَّة: هو تِبْعُ ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه، وقيل: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصاد. وضَلَّ الرَّجُلُ: مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه. وفي التنزيل العزيز: أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا.
وأَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قال المُخَبَّل:

أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِـيدَهـا

 

وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم

وأُضِلَّ المَيِّتُ إذا دُفِنَ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ:

فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي، وإِن تَمُتْ

 

فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِـك طـائلُ

فآبَ مُضِـلُّـوهُ بـعَـيْنٍ جَـلِـيَّةٍ

 

وغُودِرَ بالجَـوْلانِ حَـزْمٌ ونـائلُ

يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ صادقٍ أَنه مات، والجَوْلانُ: موضع بالشام، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان الحَزْمُ والعطاءُ. وأَضَلَّتْ به أُمُّه: دَفَنتْه، نادر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَتىً، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه

 

من القَوْم، لَيْلَة لا مُدَّعَم

قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة. والضَّلَلُ: الماء الذي يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس، يقال: ماءٌ ضَلَلٌ، وقيل: هو الماء الذي يجري بين الشجر. وضَلاضِلُ الماء: بقاياه، والصادُ لُغةٌ، واحدتها ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة. وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ وضُلاضِلٌ: غليظة؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهي أَيضاً الحجارة التي يُقِلُّها الرجلُ، وقال سيبويه: الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل. التهذيب: الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون في بطون الأَودية؛ قال: وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها. الجوهري: الضُّلَضِلة، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية، حَجَرٌ قَدْر ما يُقِلُّه الرجل، قال: وليس في الكلام المضاعف غيره؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر الغَيِّ:

أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَـه

 

وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله؟

وقال الفراء: مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ، وهو الشديد ذو الحجارة؛ قال: أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء.
الجوهري: الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ؛ عن الأَصمعي، قال: كأَنه قَصْر الضَّلاضِل.
ومُضَلَّل، بفتح اللام: اسم رجل من بني أَسد؛ وقال الأَسود بن يعْفُر:

وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُمـا:

 

عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ

قال ابن بري: صواب إِنشاده فَقَبْلي، بالفاء، لأَن قبله:

فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا، وإِخالُه

 

كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل

والخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل.

ضمج

ضَمِج الرجلُ بالأَرض وأَضْمَج: لَزِقَ به.
والضَّمْجة: دُوَيْبَّة منتنة الرائحة تَلْسَعُ، والجمع ضَمْجٌ.
والضَّامِجُ: اللازم.
قال الأَزهَري في ترجمة خعم: قال أَبو عمرو: الضَّمَجُ هَيَجان الخَيْعامة، وهو المأْبُون المَجْبُوس، وقد ضَمج ضَمَجاً؛ ويقال: ضَمَجَه إذا لَطَخَه؛ وقال هميان:

أَبِعْت قَرْماً بالهَدِير عـاجِـجـا

 

ضُباضِبَ الخَلْقِ، وَأيً، دُهامِجا

يُعْطِي الزِّمامَ عَنقاً عَمَـالِـجـا

 

كأَن حِنَّاء علـيه ضـامِـجـا

أَي لاصِقاً؛ وقال أَعرابي من بني تميم يذكر دوابَّ الأَرض، وكان من بادية الشام:

وفي الأَرض أَحْناشٌ وسَبْعٌ وخاربُ

 

ونحن أُسارَى، وسْطهم نتقـلَّـبُ

رُتَيْلا وطَبُّوعٌ وشبـثَـانُ ظـلـمة

 

وأَرْقَطُ حُرْقُوصٌ وضَمْجٌ وعَنْكَبُ

والضَّمْجُ: من ذوات السموم. والطَّبُّوع: من جنس القُراد.

ضمحل

اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ، على البدل؛ عن يعقوب، وامْضَحَلَّ، على القلب، كُلُّ ذلك: ذَهَب، والدليل على القلب أَن المصدر إِنما هو على اضْمَحَلَّ دون امْضَحَلَّ، وهو الاضْمِحْلال، ولا يقولون امْضِحْلال.

ضمحن

اضْمَحَلَّ الشيءُ واضْمَحَنَّ: على البدل عن يعقوب، وقد تقدم في حرف اللام.

ضمخ

الضَّمْخُ: لطخ الجسد بالطيب حتى كأَنما يقطر؛ وأَنشد:

تَضَمَّخْنَ بالجاديّ حتى كأَنمـا الأُ

 

نوفُ، إذا اسْتعْرَضْتَهُنَّ، رواعِفُ

ابن سيده: ضَمَخَه بالطيب يضمَخُه ضَخْماً وضمءخه تضميخاً: لطخه.
وتضمخ به: تلطخ به؛ وفي الحديث: كان يُضَمِّخ رأْسه بالطيب؛ التضمخ: التلطخ بالطيب وغيره والإِكثار منه. وفي الحديث: كان متضمخاً بالخَلوق؛ واضَّمخ واضطمخ والمضخ لغة شنعاء في الضمخ.
وضخَ عينه ووجهه وأَنفه يضمخه ضخماً: ضربه بجمعه. وقيل: الضمخ ضرب الأَنف، رعَفَ أَو لم يرعُفْ؛ وقيل: هو كل ضرب مؤثر في أَنف أَو عين أَو وجه،.
وضمخه فلان: أَتعبه.

ضمخر

الضُّمَّخْرُ: العظيم من الناس المتكبر وفي الإِبل؛ مثل به سيبويه وفسره السيرافي. وفحل ضُمَّخْرٌ: جَسيم. وامرأَة ضُمَّخْرَةٌ؛ عن كراع.
ويقال: رجل شُمَّخْرٌ ضُمَّخْرٌ إذا كان متكبراً؛ قال الشاعر:

مِثْل الصَّفَايا ذُمِّمَتْ بهابرِ،

 

تَأْوِي إِلى عَجَنَّسٍ ضُماخِرِ

ضمد

ضَمَدْتُ الجرح وغيره أَضْمِدُه ضَمْداً، بالإِسكان: شَدَدْتُه بالضِّمادِ والضَّمادَة، وهي العِصابَةُ، وعَصَّبْتُه وكذلك الرأْس إذا مَسَحْت عليه بِدُهْن أَو ماء ثم لففت عليه خِرْقَة، واسم ما يلزق بهما الضماد؛ وقد تَضَمَّد. الليث: ضَمَّدْت رأْسه بالضِّماد، وهي خرقة تُلَفُّ على الرأْس عند الاذدّهانِ والغَسْل ونحو ذلك، وقد يوضع الضِّمادُ على الرأْس للصُّداع يُضَمَّد به، والمِضَدُّ لغة يمانية. وضَمَّدَ فلان رأْسَه تَضْمِيداً أَي شَدَّه بعصابة أَو ثوب ما خلا العمامة، وقد ضُمِّدَ به فَتَضَمَّد. وفي حديث طلحة: أَنه ضَمَّدَ عَيْنَيْه بالصَّبِرِ وهو مُحْرم أَي جعله عليهما وداواهما به. وأَ صل الضَّمْد الشَّدُّ مِنْ ضَمَدَ رأْسَه وجُرْحَه إذا شدّه بالضِّماد، وهي خرقة يُشَدّ بها العُضْو المَؤُوفُ، ثم قيل لِوَضْع الدواءِ على الجُرح وغيره، وإِنْ لم يُشدّ. ويقال: ضَمَّدْت الجرح إذا جعلت عليه الدواء. قال: وضَمَّدْتُه بالزَّعْفَران والصَّبِرِ أَي لَطَخْتُه. وضَمَّدت رأْسه إذا لفَفْته بخرقة. وقال ابن هانئ: هذا ضِماد، وهو الدواء الذي يُضَمَّدُ به الجرحُ، وجمعه ضَمائِدُ.
ويقال: ضَمِدَ الدّمُ عليه أَي يبس وَقَرَتَ؛ وقول النابغة أَنشده ابن الأَعرابي:

وما هُريقَ على غَرِيِّكَ الضَّمَدُ

فقد فسره فقال: الضَّمَدُ الذي ضُمِّدَ بالدم؛ وقال الهروي: يقال ضَمدَ الدمُ على حلق الشاة إذا ذُبحت فسالَ الدمُ ويَبِس على جِلْدها. ويقال:رأَيت على الدابة ضَمَداً من الدَّم، وهو الذي قَرَتَ عليه وجَفَّ، ولا يقال الضَّمَدُ إِلا على الدابة لأَنه يجيء منه فَيَجْمُد عليه. قال: والغَرِيُّ في بيت النابغة مُشَبَّه بالدابة. أَبو مالك: اضْمِدْ عليك ثيابَك أَي شُدَّها. وأَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ. وضَمَدْتُ رأْسَه بالعصا: ضربته وعَمَّمْتُه بالسيف.
والضَّمْدُ: الظُّلْم. والضَّمَدُ، بالتحريك: الحِقْدُ اللازِقُ بالقلب، وقيل: هو الحِقْدُ ما كان. وقد ضَمِدَ عليه، بالكسر، ضَمَداً أَي أَحِنَ عليه؛ قال النابغة:

ومَنْ عَصاكَ فَعاقِبْـهُ مُـعـاقَـبَة

 

تَنْهى الظَّلومَ، ولا تَقْعُدْ على الضَّمَد

وأَنشده الجوهري: ولا تَقْعُدْ على ضَمَد، بغير تعريف. وفي حديث علي، رضي الله عنه، وقيل له: أَنت أَمَرْتَ بقتلِ عثمان، رضي الله عنه، فَضَمِدَ أَي اغتاظ. يقال: ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً، بالتحريك، إذا اشتدّ غَيْظُه وغضبه. وفَرَق قوم بين الضَّمَد والغَيْظِ فقالوا: الضَّمَد أَن يغتاظ على مَنْ يَقْدِر عليه، والغيظُ أَن يَغتاط على مَنْ يَقْدِرُ عليه ومن لا يقدِرُ. يقال: ضَمِدَ عليه إذا غَضِبَ عليه؛ وقيل: الضَّمَدُ شدّة الغيظ. وأَنا على ضِمادَةٍ من الأَمْر أَي أَشْرَفْتُ عليه.
والضَّمْدُ: المُداجاةُ. والضَّمْدُ: رَطْبُ الشجر ويابسُه قَديمُه وحَديثُه؛ وقيل: الضَّمْدُ رطب النبت ويابسه إذا اختلطا. يقال: الإِبل تأْكل من ضَمْدِ الوادي أَي من رَطْبِه ويابسهِ إذا اخْتَلَطا. وفي صفة مكة، شرفها الله تعالى: من خُوضٍ وضَمْدٍ؛ الضَّمدُ، بالسكون، رَطْبُ الشجر ويابسُه. وقال رجل لآخر: فِيمَ تَرَكْتَ أَرْضَكَ؟ قال: تَرَكْتُهمْ في أَرض قد شَبِعَتْ غَنَمُها من سَوادِ نَبْتها، وشبِعت إِبلُها من ضَمْدها ولَقِحَ نَعَمُها؛ قوله ضَمْدها قال: ليس فيها عُود إِلاَّ وقد ثَقَبَه النبْت أَي أَوْرَق. وأَضْمَدَ العَرْفَجُ: تَجَوَّفَتْه الخُوصَةُ ولم تَبْدُرْ منه أَي كانت في جوفه ولم تظهر. والضَّمْدُ: خِيارُ الغَنمِ ورُذَلْها. وأُعطيكَ مِنْ ضَمْدِ هذه الغنم أي من صَغيرَتِها وكبيرتِها وصالِحَتها وطالِحَتَها ودَقِيقها وجَلِيلها. والضَّمْدُ: أَنْ يُخالَّ الرجلُ المرأَة ومعها زوج؛ وقد ضَمَدَتْه تَضْمِدُه وتَضْمُده. والضَّمْد أَيضاً: أَن يُخالَّها خَلِيلانِ، والفِعْل كالفِعل؛ قال أَبو ذؤيب:

تُريدينَ كَيْما تَضْمُدينـي وخـالـداً،

 

وهل يُجْمَعُ السَّيْفانِ ويْحَكِ في غِمْدِ؟

والضِّمادُ كالضَّمْد. قال: والضَّمْد أَن تُخالَّ المرأَةُ ذاتُ الزوج رجلاً غير زوجها أَو رجلين؛ عن أَبي عمرو؛ قال مدرك:

لا يُخْلِصُ، الدَّهْرَ، خَلِيلٌ عَشْرَا

ذاتَ الضِّماد أَو يَزُورَ القَبْرا،

إِني رَأَيْتُ الضَّمْدَ شيئاً نُكْرا

قال: لا يَدومُ رجل على امرأَته ولا أَمرأَةٌ على زوجها إِلا قَدْرَ عَشْرَ ليال للعُذْر في الناس في هذا العام، فوصف ما رأَى لأَنه رأَى الناس كذلك في ذلك العام؛ وأَنشد:

أَرَدْتِ لِكَيْما تَضْمُديني وصاحِبي،

 

أَلا لا، أَحِبَّي صاحِبي ودَعِينـي

الفراء: الضِّمادُ أَن تُصادِقَ المرأَةُ اثنين أَو ثلاثة في القحط لتأْكل عند هذا وهذا لتشبع. قال أَبو يوسف: سمعت منتجعاً الكلابّي وأَبا مَهْدِيّ يقولان: الضَّمَدُ الغابر الباقي من الحق؛ تقول: لنا عند بني فلان ضَمَد أَي غابِرٌ من حقٍّ من مَعْقُلَةٍ أَو دَيْن.
والمِضْمَدَةُ: خَشَبَة تجعل على أَعْناقِ الثَّوْرَيْنِ في طَرَفِها ثَقبانِ، في كل واحدة منها ثُقْبَة بينهما فرض في ظهرها ثم يجعل في الثقبين خيط يُخْرج طرفاه من باطن المِضْمَدَة، ويُوثَقُ في طَرفِ كلِّ خَيْطٍ عُودٌ يُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْرِ بَيْنَ العُودَيْنِ.
والضَّامِدُ: اللازم؛ عن أَبي حنيفة.
وعَبْدٌ ضَمَدَة: ضَخْمٌ غلِيظٌ؛ عن الهَجَريِّ.
وفي الحديث: أَن رجلاً سأَل رَسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، عن البَداوَة، فقال: اتَّقِ اللهَ ولا يَضُرُّك أَن تَكُونَ بجانِب ضَمَدٍ؛ هو بفتح الضاد والميم: موضع باليمن.

ضمر

الضُّمْرُ والضُّمُر، مثلُ العُّسْر والعُسُر: الهُزالُ ولَحاقُ البطنِ، وقال المرّار الحَنْظليّ:

قد بَلَوْناه علـى عِـلاَّتِـه،

 

وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ

ذُو مِراحٍ، فـإِذا وقَّـرْتَـه،

 

فذَلُولٌ حَسنٌ الخُلْـق يَسَـرْ

التَّيْسورُ: السِّمَنُ وذو مِراح أَي ذو نَشاطٍ. وذَلولٌ: ليس بصَعْب. ويَسَر: سَهْلٌ؛ وقد ضَمَرَ الفرسُ وضَمُرَ؛ قال ابن سيده: ضَمَرَ، بالفتح، يَضْمُر ضُموراً وضَمُر، بالضم، واضْطَمَر؛ قال أَبو ذؤيب:

بَعِيد الغَزَاة، فـمـا إِن يَزا

 

لُ مُضْطَمِراً طُرّتاه طَلِيحا

 وفي الحديث: إذا أَبْصَرَ أَحدُكم امرأَةً فَلْيأْت أَهْلَه فإِن ذلك يُضْمِرُ ما في نفسه؛ أَي يُضْعِفه ويُقَلّلُه، من الضُّمور، وهو الهُزال والضعف. وجمل ضامِرٌ وناقة ضامِرٌ، بغير هاء أَيضاً، ذَهبوا إِلى النَّسَب، وضامِرةٌ. والضَّمْرُ من الرجال: الضامرُ البَطْنِ، وفي التهذيب:المُهَضَّمُ البطن اللطيفُ الجِسْم، والأُنثى ضَمْرَةٌ. وفرس ضَمْرٌ: دقيق الحِجاجَينِ؛ عن كراع. قال ابن سيده: وهو عندي على التشبيه بما تقدم.
وقَضِيب ضامرٌ ومُنْضَمِرٌ وقد انْضَمَرَ إذا ذهب ماؤُه. والضَّمِيرُ:العِنبُ الذابلُ. وضَمَّرْتُ الخيلَ: عَلْفتها القُوتَ بعد السِّمَنِ.
والمِضْمارُ: الموضع الذي تُضَمَّرُ فيه الخيلُ، وتَضْميرُها: أَن تُعْلَف قُوتاً بعد سِمَنها. قال أَبو منصور: ويكون المِضْمارُ وقتاً للأَيام التي تُضَمِّر فيها الخيلُ للسِّباقِ أَو للرَّكضِ إِلى العَدُوِّ، وتَضْميرُها أَن تُشَدّ عليها سُروجُها وتُجَلَّل بالأَجِلَّة حتَّى تَعْرق تحتها، فيذهب رَهَلُها ويشتدّ لحمها ويُحْمل عليها غِلمانٌ خِفافٌ يُجْرُونها ولا يَعْنُفونَ بها، فإِذا فُعل ذلك بها أُمِنَ عليها البُهْرُ الشديد عند حُضْرها ولم يقطعها الشَّدُّ؛ قال: فذلك التَّضْميرُ الذي شاهدتُ العرب تَفْعله، يُسمّون ذلك مِضْماراً وتَضْمِيراً. الجوهري: وقد أَضْمَرْتُه أَنا وضَمَّرْتُه تَضْمِيراً فاضْطَمَرَ هو، قال: وتَضْمِيرُ الفرس أَيضاً أَن تَعْلِفَه حتى يَسْمَن ثم تردّه إِلى القُوت، وذلك في أَربعين يوماً، وهذه المدّة تسمى المِضْمَارَ، وفي الحديث: من صامَ يوماً في سبيل الله باعَدَه اللهُ من النار سَبْعين خَريفاً للمُضَمِّرِ المُجِيدِ؛ المُضَمِّرُ: الذي يُضَمِّرُ خيلَه لغَزْوٍ أَو سِباقٍ. وتَضْمِيرُ الخيلِ:هو أَن يُظاهِرَ عليها بالعَلفِ حتى تَسْمَنَ ثم لا تُعْلف إِلاَّ قُوتاً. والمُجيدُ: صاحبُ الجِيادِ؛ والمعنى أَن الله يُباعِدُه من النار مسافةَ سبعين سنة تَقْطعُها الخيل المُضَمَّرةُ الجِيادُ رَكْضاً. ومِضْمارُ الفرس: غايتُه في السِّباق. وفي حديث حذيفة: أَنه خطب فقال: اليَومَ المِضْمارُ وغداً السِّباقُ، والسابقُ من سَبَقَ إِلى الجنّة؛ قال شمر: أَراد أَن اليوم العملُ في الدنيا للاسْتِباق إِلى الجنة كالفرس يُضَمَّرُ قبل أَن يُسابَقَ عليه؛ ويروي هذا الكلام لعليّ، كرم الله وجهه. ولُؤُلؤٌ مُضْطَمِرٌ: مُنْضَمّ؛ وأَنشد الأَزهري بيت الراعي:

تَلأْلأَتِ الثُّرَيَّا، فاسْتنارَتْ،

 

تَلأْلُؤَ لُؤْلُؤٍ فيه اضْطِمارُ

واللؤلؤ المُضْطَمِرُ: الذي في وسطه بعضُ الانضمام. وتَضَمّرَ وجهُه: انضمت جِلْدتُه من الهزال.
والضَّمِيرُ: السِّرُّ وداخِلُ الخاطرِ، والجمع الضمَّائرُ. الليث: الضمير الشيء الذي تُضْمِره في قلبك، تقول: أَضْمَرْت صَرْفَ الحرف إذا كان متحركاً فأَسْكَنْته، وأَضْمَرْتُ في نفسي شيئاً، والاسم الضَّمِيرُ، والجمع الضمائر. والمُضْمَرُ: الموضعُ والمَفْعولُ؛ وقال الأَحْوص بن محمد الأَنصاري:

سيَبْقَى لها، في مُضْمَرِ القَلْب والحَشا،

 

سَرِيرَةُ وُدٍ، يوم تُبْـلـى الـسَّـرائِرُ

وكـلُّ خَـلِـيطٍ لا مَـحـالَةَ أَنـه،

 

إِلى فُرقةٍ، يوماً من الدَّهْرِ، صـائرُ

ومَنْ يَحْذَرِ الأَمرَ الذي هـو واقـعٌ،

 

يُصِبْهُ، وإِن لـم يَهْـوَه مـا يُحـاذِرُ

وأَضْمَرْتُ الشيء: أَخْفَيته. وهَوىً مُضْمَرٌ وضَمْرٌ كأَنه اعْتُقد مَصدراً على حذف الزيادة: مَخْفِيٌّ؛ قال طُريحٌ:

به دَخِيلُ هَوىً ضَمْرٍ، إذا ذُكِـرَتْ

 

سَلْمَى له جاشَ في الأَحشاءِ والتَهبا

وأَضْمَرَتْه الأَرضُ: غَيَّبَتْه إِما بموت وإِما بسَفَرٍ؛ قال الأَعشى:

أُرانا، إذا أَضْمَرَتْك الـبِـلا

 

دُ، نُجْفى، وتُقْطَعُ مِنا الرَّحِم

أَراد إذا غَيَّبَتْكَ البلادُ. والإِضْمارُ: سُكونُ التاء من مُتَفاعِلن في الكامل حتى يصير مُتْفاعلن، وهذا بناءٌ غير مَعْقولٍ فنُقِل إِلى بناءٍ مَقُولٍ، مَعْقولٍ، وهو مُسْتَفْعِلن، كقول عنترة:

إِني امْرُؤٌ من خيرِ عبْسٍ مَنْصِبـاً

 

شَطْرِي، وأَحْمِي سائري بالمُنْصُلِ

فكلُّ جزء من هذا البيت مُسْتَفْعلن وأَصْلُه في الدائرة مُتَفاعلن، وكذلك تسكينُ العين من فَعِلاتُنْ فيه أَيضاً فَيْبقى فَعْلاتن فيُنْقَل في التقطيع إِلى مفعولن؛ وبيته قول الأَخطل:

ولقد أَبِيتُ من الفَتاة بمَنْزِلِ،

 

فأَبِيتُ لا حَرِجٌ ولا مَحْرُوم

وإِنما قيل له مُضْمَرٌ لأَن حركته كالمُضْمَر، إِن شئت جئت بها، وإِن شئت سَكَّنْته، كما أَن أَكثر المُضْمَر في العربية إِن شئت جئت به، وإِن شئت لم تأْتِ به.
والضِّمارُ من المال: الذي لا يُرْجَى رُجوعُه والضَّمَارُ من العِدَات: ما كان عن تسْوِيف. الجوهري: الضِّمَارُ ما لا يُرْجى من الدَّين والوَعْد وكلِّ ما لا تَكون منه على ثِقةٍ؛ قال الراعي:

وأَنْضاء أُنِخْنَ إِلى سَعِـيدٍ

 

طُرُوقاً، ثم عَجَّلْن ابْتِكارا

حَمِدْنَ مَزارَه، فأَصَبْنَ منه

 

عَطاءً لم يكن عِدَةً ضِمارا

والضِّمَارُ من الدَّينِ: ما كان بلا أَجَل معلوم. الفراء: ذَهَبُوا بمالي ضِماراً مثل قِمَاراً، قال: وهو النَّسِيئةُ أَيضاً. والضِّمارُ:خِلافُ العِيَانِ؛ قال الشاعر يذمّ رجلاً:

وعَيْنُه كالكَالِئ الضِّمَارِ

يقول: الحاضرُ من عَطِيّتِه كالغائب الذي لا يُرْتجى؛ ومنه قول عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، في كتابه إِلى ميمون بن مِهْرانَ في أَموال المظالم التي كانت في بيت المال أَن يَرُدّها ولا يَأْخذَ زكاتَها: فإِنه كان مالاً ضِماراً لا يُرجى؛ وفي التهذيب والنهاية: أَن يَرُدَّها على أَرْبابها ويأْخُذَ منها زكاةَ عامِها فإِنه كان مالاً ضِماراً؛ قال أَبو عبيد:المالُ الضِّمارُ هو الغائب الذي لا يُرْجَى فإِذا رُجِيَ فليس بِضمارٍ من أَضْمَرْت الشيء إذا غَيَّبْتَه، فِعَالٌ بمعنى فاعِلٍ أَو مُفْعَلٍ، قال: ومثلُه من الصفات ناقةٌ كِنازٌ، وإِنما أَخذَ منه زكاة عامٍ واحد لأَن أَربابَه ما كانوا يَرْجون رَدَّه عليهم، فلم يُوجِبْ عليهم زكاةَ السِّنِينَ الماضية وهو في بيت المال.
الأَصمعي: الضَّمِيرةُ والضَّفِيرة الغَدِيرةُ من ذوائب الرأْس، وجمعها ضَمائرُ. والتَّضْمِيرُ؛ حُسْنُ ضَفْرِ الضَّميرة وحُسْنُ دَهْنِها.
وضُمَيرٌ، مُصَغّرٌ: جَبَلٌ بالشام. وضَمْرٌ: رمْلة بعَيْنِها؛ أَنشد ابن دريد:

من حَبْلِ ضَمْرٍ حينَ هابا ودَجا

والضُّمْرانُ والضَّمْرانُ: من دِقِّ الشجر، وقيل: هو من الحَمْض؛ قال أَبو منصور: ليس الضُّمْران من دِقِّ الشجر له هَدَبٌ كَهَدبِ الأَرْطى؛ ومنه قول عُمر بن لَجَإٍ:

بِحَسْبِ مُجْتَلِّ الإِماءِ الخُـرَّمِ،

 

من هَدَبِ الضَّمْرانِ لم يُحَزَّمِ

وقال أَبو حنيفة: الضَّمْرانُ مثل الرِّمْثِ إِلاَّ أَنه أَصغر وله خَشَب قليل يُحْتَطَبُ؛ قال الشاعر:

نحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ الحَلِـيِّ،

 

ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والنَّصِيِّ

والضِّيْمُرانُ والضَّوْمَرانُ ضرب من الشجر؛ قال أَبو حنيفة: الضَّوْمَرُ والضَّوْمَرانُ والضَّيْمُرانُ من رَيحانِ البر، وقال بعضُ الرُّواة: هو الشَّاهِسْفَرَمْ، وقيل: هو مثلُ الحَوْكِ سواء، وقيل: هو طيِّب الريح؛ قال الشاعر:

أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ،

 

وشُرْبَ العَتِيقَةِ بالسِّنْجِلاطْ

وضُمْرانُ وضَمْرانُ: من أَسماء الكلاب؛ وقال الأَصمعي فيما روى ابن السكيت أَنه قال في قول النابغة:

فهابَ ضَمْرانُ منهُ حيث يُوزِعُهُ

قال: ورواه أَبو عبيد ضُمْرانُ، وهو اسم كلب في الروايتين معاً. وقال الجوهري: وضُمْرانُ، بالضم، الذي في شعر النابغة اسمن كلبة. وبنو ضَمْرَةَ:من كنانة رَهْطُ عمرو بن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ.

ضمرز

ناقة ضِمْرِزٌ: مسنة، وهي فوق العَوْزَمِ، وقيل: كبيرة قليلة اللبن. والضَّمْرَزُ من النساء: الغليظة؛ قال:

ثَنَّتْ عُنُقاً لم ثَـتْـنِـهـا حَـيْدَرِيَّة

 

عَضادٌ، ولا مَكْنُوزَةُ اللحم ضَمْرَزُ

وضَمْرَزُ: اسم ناقة الشَّماخ؛ قال:

وكلُّ بَعيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَـه

 

وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْرَزا

وبعير ضُمارِزٌ: صُلب شديد؛ قال:

وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ

أَراد ضُمازِراً فقلب. أَبو عمرو: فحل ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ غليظ؛ وأَنشد:

ترد شِعْبَ الجُمَّحِ الجَوامِزِ

 

وشِعْبَ كُلّ باجِحٍ ضُمارِزِ

الباجِجُ: الفَرِح كأَنه الذي هو فيه. ويقال: في خُلُقه ضَمْرَزَةٌ وضُمارِز أَي سوء وغلظ، وعد يعقوب قوله ناقة ضِمْرزٌ ثلاثياً واشتقه من الرجل الضِّرِزّ، وهو البخيل، والميم زائدة، قال: وقياسه أَن يكون رباعيّاً.وناقة ضِمْرزٌ أَي قوية.

ضمرط

الضُّمْرُوطُ: الضُّمْرُ وضِيقُ العيشِ. والضُّمْرُوط أَيضاً: مَسِيل ضيِّق في وَهْدةٍ بين جبلين. ابن الأَعرابي: يقال لخُطوط الجَبِين الأَسارِيرُ والضَّمارِيطُ، واحدها ضُمْرُوطٌ، قال: والضُّمْروط في غير هذا موضع يُخْتَبَأُ فيه.

ضمز

ضَمَزَ البعيرُ يَضْمِزُ ضَمْزاً وضُمازاً وضُموزاً: أَمسكَ جِرَّتَه في فِيهِ ولم يَجْتَرّ من الفزع، وكذلك الناقة. وبعير ضامِزٌ: لا يَرْغُو. وناقة ضامِزٌ: لا تَرْغو. وناقة ضامِزٌ وضَمُوز: تضم فاها لا تَسْمَع لها رُغاء. والحمار ضامِزٌ: لأَنه لا يَجْتَرّ؛ قال الشماخ يصف عَيْراً وأُتُنَه:

وهنَّ وقُوفٌ يَنْتَظِرْنَ قَـضـاءَه

 

بِضاحِي غَداةٍ أَمْرُه، وهو ضامِزُ

وقال ابن مقبل:

وقد ضَمَزَتْ بِجِرَّتِها سُلَـيمٌ

 

مَخافَتَنا، كما ضَمَز الحِمارُ

ونسب الجوهري هذا البيت إِلى بشر بن أَبي خازم الأَسدي؛ معناه قد خضعت وذلَّت كما ضَمَزَ الحمار لأَن الحمار لا يَجْتَرُّ وإِنما قال ضَمَزَتْ بِجِرَّتها على جهة المَثَل أَي سكتوا فما يتحركون ولا ينطقون. ويقال: قد ضَمَزَ بِجِرَّته وكَظَم بِجِرَّتِهِ إذا لم يَجْتَرّ، وقَصَعَ بِجِرَّته إذا اجْتَرَّ، وكذلك دَسَعَ بِجِرَّته. وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: أَفواههم ضامِزَةٌ وقلوبهم قَرِحَةٌ؛ الضامِزُ: المُمْسِك؛ ومنه قول كعب:

منه تَظَلُّ سِباع الجَوِّ ضامِزَةً

 

ولا تَمَشَّى بِوَادِيهِ الأَراجِيلُ

أَي ممسكة من خوفه؛ ومنه حديث الحجاج: إِن الإِبل ضُمُز خُنُسٌ أَي ممسكة عن الجِرّةِ، ويروى بالتشديد، وهما جمع ضامِزٍ. وفي حديث سُبَيْعَة: فَضَمَزَ لي بعضُ أَصحابه؛ قال ابن الأَثير: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة، فقيل هي بالضاد والزاي، من ضَمَزَ إذا سكت وضَمَزَ غيره إذا سَكَّته، قال: ويروى فَضَمَّزَني أَي سَكَّتَني، قال: وهو أَشبه، قال: وقد روي بالراء والنون والأَوّل أَشْبَهُهُما. وضَمَزَ يَضْمِزُ ضَمْزاً فهو ضامزٌ: سكت ولم يتكلم، والجمع ضُمُوز، ويقال للرجل إذا جَمَع شِدْقيه فلم يتكلم: قد ضَمَزَ. الليث: الضَّامِزُ الساكت لا يتكلم. وكل من ضَمَزَ فاهُ، فهو ضامزٌ، وكلُّ ساكتٍ ضامِزٌ وضَمُوزٌ. ضَمَزَ فلانٌ على مالي جَمَدَ عليه ولَزِمه.
والضَّمُوز من الحيَّات: المُطْرِقة، وقيل الشديدة، وخص بعضهم به الأَفاعي؛ قال مُساوِرُ بن هند العَنْسِي ويقال هو لأَبي حَيَّان الفَقْعَسِي:

يا رَيَّها، يوم تُلاقي أَسْلَـمـا،

يومَ تُلاقِي الشَّيْظَم المُقَـوَّمـا

عَبْلَ المُشاشِ فَتَراهُ أَهْضَمـا،

تَحْسَبُ في الأُذْنَيْنِ منه صَمَما

قد سَالَمَ الحَيَّاتُ منه القَدَمـا،

الأُفْعُوانَ والشُّجاعَ الشَّجْعَمـا

وذاتَ قَرنَيْنِ ضمُوزاً ضِرْزَما

قوله: يا رَيَّها نادى الرَّيَّ كأَنه حاضر على جهة التعجب من كثرة استقائه. وأَسْلم: اسم راعٍ. والشيظم: الطويل والمقوَّم الذي ليس فيه انحناء.
وعبل المشاش: غليظ العظام. والأَهضم: الضامر البطن، ونسبه إِلى الصمم أَي لا يكادُ يجيب أَحداً في أَوّل ندائه لكونه مشتغلاً في مصلحة الإِبل فهو لا يسمع حتى يكرر عليه النداء. ومسالمة الحيات قدمَه لغلظها وخشونتها وشدة وطئها. والأُفْعُوان: ذكر الأَفاعي، وكذلك الشجاع هو ذكر الحيات، ويقال هو ضرب معروف من الحيات. والشجعم: الجريء. والضِّرزم: المسنة، وهو أَخبث لها وأَكثر لِسَمِّها. وامرأَة ضَمُوز: على التشبيه بالحية الضَّمُوز.والضَّمْزَة: أَكَمَةٌ صغيرة خاشعة، والجمع ضَمْز، والضُّمَّز من الآكام؛ وأَنشد:

مُوفٍ بها على الإِكام الضُّمَّزِ

 ابن شميل: الضَّمْزُ جبل من أَصاغر الجبال منفرد وحجارته حُمْر صِلاب وليس في الضَّمْز طين، وهو الضَّمْزَز أَيضاً. والضَّمْز من الأَرض: ما ارتفع وصَلُبَ، وجمعه ضُمُوز. والضَّمْز: الغلظ من الأَرض؛ قال رؤبة:

كم جاوَزَتْ من حَدَبٍ وفَرْزِ

 

ونَكَّبَتْ من جُوءَةٍ وضَمْـزِ

أَبو عمرو: الضَّمْزُ المكان الغليظ المجتمع. وناقة ضَمُوز: مُسِنَّة.
وضَمَز يَضْمِز ضَمْزاً: كَبَّر اللُّقَم. والضَّمُوز: الكَمَرة.

ضمزر

ناقة ضِمْزِرٌ: مُسِنَّة وهي فوق العَوْزَمِ، وقيل: كبيرة قليلة اللبن. والضَّمْزَرُ من النساء: الغليظة؛ قال:

ثنَتْ عُنُقاً لم تَـثْـنِـهـا حَـيْدَرِيَّةٌ

 

عَضادٌ، ولا مَكْنوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ

وضَمْزَر: اسم ناقة الشَّمَّاخ؛ قال:

وكلُّ بَعِيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَهُ،

 

وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْزَرا

وبعير ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ: صُلْبٌ شديد؛ قال:

وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ

الأَصمعي: أَراد ضُمازِراً فقلب. ويقال: في خُلُقِهِ ضَمْزَرَةٌ وضُمازِرٌ أَي سُوء وغِلَظ؛ قال جندلٌ:

إِني امْرُؤٌ في خُلُقِي ضُمازِرُ

 

وعَجْرَفِيَّاتٌ، لهـا بَـوادِرُ

والضَّمْزَرُ: الغليظ من الأَرض؛ قال رؤبة:

كأَن حَـيْدَيْ رَأْسِـهِ الـمُـذَكَّــرِ

 

صَمْدانِ في ضَمْزَين فَوْقَ الضَّمْزَرِ

ضمس

ضَمَسَه يَضْمِسُه ضَمْساً: مَضَغَه مَضْغاً خَفِيّاً. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه، عن الزبير: ضَرِسٌ ضَمِسٌ؛ قال ابن الأَثير والرواية ضَبِسٌ، قال: والميم قد تبدل من الباء، وهما بمعنى الصَّعْب العَسِر.

ضمطر

الضَّماطيرُ: أَذنابُ الأَودِيَةِ.

ضمعج

الضَّمْعَجُ: الضخمة من النوق. وامرأَة ضَمْعَج: قصيرة ضخمة؛ قال الشاعر:

يا رُبَّ بيضاءَ ضَحُوك ضَمْعَج

وفي حديث الأَشتر يصف امرأَة أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُبّاً. الضَّمْعَج: الغليظة، وقيل: القصيرة، وقيل: التامة الخلق؛ ولا يقال ذلك للذكر؛ وقيل: الضَّمْعَج من النساء الضَّخْمَة التي تمّ خلْقها واسْتَوْثَجَتْ نَحْواً من التمام؛ وكذلك البعير والفرس والأَتان؛ قال هميان بن قحافة السعدي:

يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَها الضَّماعِجَا

 

والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَوائِجا

وقيل: الضَّمْعَج الجارية السَّريعة في الحوائج. والضَّمْعَج: الناقة السريعة. والضَّمْعَج: الفحجاء الساقين.

ضمغ

أَضْمَغَ شِدْقَه: كَثَّرَ لُعابَه؛ قال:

وأَضْمَغَ شِدْقَه يَبْكي عليهـا

 

يُسِيلُ على عَوارِضِه البُطاقا

قال: لم يحكها إلا صاحب العين.

ضمك

اضْمَأَكَّت الأرضُ اضمِئْكاكاً: كاضْبأَكَّتْ إذا خرج نبتها.
والمُضْمَئِكُّ: الزرع الأَخضر كالمُضْبَئِكّ، عن كراع. أبو زيد: اضمأكَّ النبت إذا رَوِيَ واخْضَرَّ. واضْمَأَكَّ السحاب: لم يُشَك في مطره؛ هذه عن أبي حنيفة.

ضمل

التهذيب: أَهمله الليث. وروى عمرو عن أَبيه أَنه قال: الضَّمِيلة المرأَة الزَّمِنَة، قال: وخَطَبَ رجلٌ إِلى معاوية بِنْتاً له عَرْجاء، فقال: إِنَّها ضَمِيلةٌ، فقال: إِنِّي أَردت أَن أَتشَرَّف بمُصاهَرَتِك ولا أُريدها للسِّباق في الحَلْبة، فَزوَّجه إِيَّاها؛ الضَّمِيلُ: الزَّمِن، والضَّميلة الزَّمِنة؛ قال الزمخشري: إِن صحت الرواية فاللام بدل من النون من الضَّمَانة، وإِلا فهي بالصاد المهملة، قيل لها ذلك ليُبْسٍ وجُسُوءٍ في ساقها، وكُلُّ يابسٍ ضامِلٌ وصَمِيلٌ.

ضمم

الضَّمُّ: ضَمُّكَ الشيءَ إلى الشيء، وقيل: قَبْضُ الشيء إلى الشيء، وضَمَّه إليه يَضُمُّه ضَمّاً فانضمَّ وتَضامَّ. تقول: ضَمَمْتُ هذا إلى هذا، فأَنا ضامُّ وهو مَضْموم. الجوهري: ضمَمْتُ الشيءَ إلى الشيء فانْضَمَّ إليه وضامَّهُ. وفي حديث عمر: يا هُنَيُّ ضُمَّ جَناحَك عن الناس أَي أَلِنْ جانِبَك لهم وارْفُقْ بهم. وفي حديث زُبَيْبٍ العَنْبَرِيّ: أَعْدِني على رجُلٍ من جُنْدِك ضَمَّ مني ما حَرَّمَ اللهُ ورسولهُ أي أَخذَ من مالي وضَمَّه إلى مالِه. وضامَّ الشيءُ الشيءَ: انْضَمَّ معه. وتَضامَّ القومُ إذا انضَمَّ بعضُهم إلى بعض. وفي حديث الرؤية: لا تَضامُّون في رؤيته، يعني رؤية الله عز وجل، أَي يَنْضَمُّ بعضُكم إلى بعضٍ، فيقول واحدٌ لآخر أَرِنِيه كما تَفعلون عند النظر إلى الهلال، ويروى: لا تُضامُّونَ، على صيغة ما لم يسم فاعله. قال ابن سيده: ولم أرَ ضامّ متعدياً إلاّ فيه، ويروى: تُضامُونَ، من الضَّيْم، وهو مذكور في موضعه؛ قال ابن الأَثير: يروى هذا الحديث بالتشديد والتخفيف، فالتشديد معناه لا يَنْضَمُّ بعضكم إلى بعض وتَزْدحمون وقتَ النظر إليه، قال: ويجوز ضم التاء وفتحها على تُفاعَلون وتَفاعَلون، ومعنى التخفيف لا يَنالكم ضَيمٌ في رؤْيته فيراه بعضُكم دون بعض. والضَّيْمُ: الظُّلْم؛ فأما قول أبي ذؤيب:

فألْفَى القومَ قد شَرِبُوا، فَضَمُّوا،

 

أمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَـسِـيفُ

أَراد أنهم اجتمعوا وضَمُّوا إليهم دوابهَّم ورِحالَهُم، فحذف المفعول وحَذْفُه كثير.
واضْطَمَمْتُ الشيءَ: ضَمَمْتُه إلى نفسي، واضْطَمَّ فلانٌ شيئاً إلى نفسه، وقال الأَزهري في آخر الضاد والطاء والميم: وأما الاضْطِمام فهو افْتِعالٌ من الضّمِّ. وفي الحديث: كان نبي الله، صلى الله عليه وسلم، إذا اضْطَمَّ عليه الناس أَعْنَقَ أي ازْدحموا، وهو افْتَعَلَ من الضم، فقلبت التاء طاء ولأجل لفظة الضاد. وفي حديث أبي هريرة: فدنا الناس واضْطَمَّ بعضهم إلى بعض. واضْطَمَّتْ عليه الضُّلُوعُ أي اشْتَملت.
والضُّمامُ: كلُّ ما ضُمَّ به شيءٌ إلى شيء وأَصْبَحَ مُنْضَمّاً أَي ضامِراً كأَنه ضُمَّ بعضُه إلى بعض.
وضامَمْتُ الرجلَ: أقمت معه في أَمر واحد مُنْضَمّاً إليه.
والإضْمامَةُ: جماعةٌ من الناس ليس أَصلهم واحداً ولكنهم لَفيفٌ، والجمع الأَضامِيمُ؛ وأَنشد:

حَيٌّ أَضامِيمُ وأَكْوارُ نَعَمْ

ويقال للفرس: سَبَّاقُ الأَضامِيمِ أَي الجماعات؛ قال ابن بري: ومنه قول ذي الرمة:

والحُقْبُ تَرْفَضُّ مِنْهنَّ الأَضامِيمُ

وفي كتابه لوائل بن حُجْرٍ: ومن زنى من ثَيِّبٍ فضَرِّجُوه بالأَضاميم؛ يريد الرَّجْمَ، والأَضامِيمُ: الحجارةُ، واحدتها إضْمامةٌ. قال: وقد يُشَبَّه بها الجماعاتُ المختلفةُ من الناس. وفي حديث يحيى بن خالد: لنا أَضاميمُ من ههنا وههنا أَي جماعاتٌ ليس أَصلهم واحداً كأَنَّ بعضَهم ضُمَّ إلى بعض. والإضْمامة من الكُتب: ما ضمَّ بعضُه إلى بعض. الجوهري: الإضْمامَةُ من الكُتُب الإضْبارة، والجمع الأَضامِيمُ. يقال: جاء فلان بإضمامَةٍ من كُتُبٍ. وفي حديث أَبي اليَسَرِ: ضِمامةٌ من صُحُفٍ أَي حُزْمَةٌ، وهي لغة في الإضمامة.
والضِّمُّ والضِّمامُ: الداهية الشديدة. قال أَبو منصور: العرب تقول للداهية صَمِّي صَمامِ، بالصاد، قال: وأَحسب الليثَ رآه في بعض الصُّحُفِ فصحَّفه وغيَّر بناءه، والضَّمْضَمُ مثله. وقال أَبو حنيفة: إذا سَلَكَ الوادي بين أكمتين طويلتين سمي ذلك الموضعُ الموضِعَ المَضْمومَ.
والضُّماضِمُ: من أَسماء الأَسد. وأَسَدٌ ضُماضِمٌ: يضُمُّ كلَّ شيء، وضَمْضَمَتُه: صَوْتُه، وضَمْضَمٌ: من أَسمائه. وضَمْضَمٌ: اسم رجل. ورجل ضُمَضِمٌ وضُماضِمٌ: جريءٌ ماضٍ. وضَمْضَمَ الرجلُ إذا شَجَّعَ قَلْبَه.
والضُّماضِمُ: الأَكُولُ النَّهِمُ المُسْتأْثِرُ، وقيل: الكثير الأَكل الذي لا يشبع. وضَمَّ على المال وضَمْضَمَ: أَخَذَه كُلَّه. الأُمَوِيُّ: يقال للرجل البخيل الضِّرزُّ، بتشديد الزاي، والضُّماضِمُ والعَضَمَّرُ كُلُّه من صفة البخيل، قال: وهو الصُّوَتِنُ على فُعَلِنٍ أَيضاً. ابن الأعرابي: الضَّمْضَمُ الجَسيمُ الشُّجاعُ، بالضاد، والصَّمْصَمُ البخيل النهاية في البُخْل، بالصاد. وروي عن الحسن أنه قال: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ قد مَضِضْنا فوَجَدْنا عاقبته مُرّاً؛ يخاطب الدنيا. والضُّمَضِمُ: الغَضْبانُ، والله أَعلم.

ضمن

الضَّمِينُ: الكفيل. ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل به. وضَمَّنَه إياه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابي: فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ. يقال: ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وهو مَضْمون. وفي الحديث: من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله؛ قال الأَزهري: وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل: ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله؛ قال: هكذا خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي هريرة بمعناه، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو غنيمة. وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني: مثل غَرَّمْتُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ،

 

من البُعْدِ، ما يَضْمَنَّ فهـو أَداءُ.

فسره ثعلب فقال: معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه، ثم قال: ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه. وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ: أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد تضَمَّنه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً:

أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها،

 

كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا.

عليه: على الجنين. وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه. الليث: كل شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه؛ وأَنشد:

ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ

ضُمِّنَه: أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ.
وروي عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن يزيد في الضرع وينقص، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمّىً؛ قال شمر: قال أَبو معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه، يقال: شَرَابُك مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء. والمَضامِينُ: ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن تضَمَّنَّه؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن بيع المَلاقيح والمَضامين، وقد مضى تفسير المَلاقيح، وأَما المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال: هي ما في أَصلاب الفحول، وهي جمع مَضْمُون؛ وأَنشد غيره:

إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْـبِ

 

ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ.

ويقال: ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه؛ ومنه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب كذا وكذا، والمَلاقِيحُ: جمع مَلْقُوح، وهو ما في بطن الناقة. قال ابن الأَثير: وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ، والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة. وناقة ضامِنٌ ومِضْمان: حامل، من ذلك أَيضاً. ابن الأَعرابي: ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما أَغنى شيئاً ولا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَةُ من كل بلد: ما تَضَمَّنَ وسَطَه. والضامِنَةُ: ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنى مفعولة؛ قال ابن دريد: وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بن عبد الملك، وفي التهذيب: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وفي الصحاح: أَنه، صلى الله عليه وسلم، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ والبُورَ والمَعامِيَ، ولكم الضَّامِنةُ من النخل والمَعِينُ. قال أَبو عبيد: الضَّاحية من الضَّحْل ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل، والبَعْلُ الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ. والضَّامِنَة من النخل: ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة؛ قال أَبو منصور: سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها، فهي ذاتُ ضَمانٍ كما قال الله عز وجل: في عِيشةٍ راضية؛ أَي ذاتِ رِضاً، والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة. وفي الحديث: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه كقوله:

يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى، أَما

 

واللهِ لو عُلِّقْتَ منـه كـمـا

عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ، لـمـا

 

لُمْتَ على الحُبِّ، فَدَعْني وما

قال: وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ على نصف؛ وفي المحكم: المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا في البيت الذي بعده، قال: وليس بعيب عند الأَخفش، وأَن لا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان قول الشاعر:

سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً،

 

ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُـزَوِّدِ

رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه، قال: فليس التضمين بعيب كما أَن هذا ليس برديء، وقال ابن جني: هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين: أَحدهما السماع، والآخر القياس، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين، وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين عندهم؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاري:

أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ الـسـلاحَ، ولا

 

أَملك رأْس البعـيرِ، إن نَـفَـرا

والذئبَ أَخْشاه، إن مَـرَرْتُ بـه

 

وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا.

فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل، وهي قوله لا أَملك، يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعاً مجرى قولهم: ضربت زيداً وعمراً لقيته، فكأَنه قال: ولقيت عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب، ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها على بعض، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة، هذا وجه القياس في حسن التضمين، إلا أَن بإِزائه شيئاً آخر يقبح التضمين لأَجله، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا: إِن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه، فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً، ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة؛ قال: فمن أَشدَّ التضمين قول الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره:

وليس المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ

 

من الأَقْـوامِ إلا لـلَّـذِيِّ

يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِـنْـهُ

 

لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِّ.

فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه؛ وقال النابغة:  

وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ،

 

وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ، إنِّي

شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ،

 

أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّـدْرِ مِـنِّـي

وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ:

ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى

إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على

أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا

والمُضَمَّنُ من الأَصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. قال الأَزهري: والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إلى الحركة. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة والعاهة؛ قال الشاعر:

بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فـيهـمـا

 

ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس.

والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الداء في الجسد من بلاء أَو كِبر؛ رجل ضَمَنٌ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث: مريض، وكذلك ضَمِنٌ، والجمع ضَمِنُون، وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول؛ قال سيبويه: كُسِّر هذا النحو على فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون.
وقد ضَمِنَ بالكسر، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً.
والضَّمانة: الزَّمانة. وفي حديث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به، بعثه الله يوم القيامة زَمِناً، واكتتب: سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته.
والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به. والضَّمِنُ: الذي به ضَمانة في جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره، تقول منه: رجل ضَمِنٌ؛ قال الشاعر:

ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً،

 

أَشكو إليكم حُمُـوَّة الأَلَـمِ.

والاسم الضَّمَن، بفتح الميم، والضَّمان؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ بطنُه:

إليك، إلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي

 

عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا

وكان قد أَصابه بعض ذلك، فالضَّمان هو الداء نفسه، ومعنى الحديث: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً، ومعى يَكتتِب يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه. الفراء: ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة. ورجل مَضْمون اليد: مثل مَخْبون اليد. وقوم ضَمْنى أَي زَمْنى. الجوهري: والضُّمْنة، بالضم، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وفي حديث ابن عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذبحت لغير علة. وفي الحديث: أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ. وفي الحديث: كانوا يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون: إن احتجتم فكُلوا؛ الضَّمْنى: الزَّمْنى، جمع ضَمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة:

ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ،

 

كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ.

ورجل ضَمِنٌ: عاشق. وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو زيد: يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد. وإني لفي غَفَلٍ عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد؛ قال لبيد:

يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً،

 

حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِـه الـزَّهَـرُ.

كأَنه قال مضمونة؛ ومثله:

أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه.

يريد مأْشورة أَي مقطوعة. ومثله: أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف، والراحلةُ: بمعنى المَرْحولة، وتطليقة بائنة أَي مُبانة. وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه. وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في طَيّه.

ضمي

ثعلب عن ابن الأَعرابي: ضَمى إذا ظَلَمَ؛ قال أَبو منصور: كأَنه مقلوبٌ من ضامَ، قال: وكذلك بَضَى إذا أَقام، مقلوب من باضَ.

ضنأ

ضَنَأَتِ المرأَةُ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءاً وأَضْنَأَتْ: كثر ولدها، فهي ضانِئُ وضانِئة. وقيل: ضَنَأَتْ تَضْنَأُ ضَنْأً وضُنُوءاً إذا ولَدت.
الكسائي: امْرأَةٌ ضانِئةٌ وماشِيةٌ معناهما أَن يكثر ولدها. وضَنَأَ المال: كَثُر، وكذلك الماشيةُ. وأَضْنَأَ القومُ إذا كَثُرت مَواشِيهم.
والضَنْءُ: كثرة النَّسْل. وضَنَأَتِ الماشيةُ: كَثُر نِتاجُها. وضَنْءُ كلِّ شيءٍ: نَسْلُه. قال:

أَكْرَم ضَـنْءٍ وضِـئْضِـئ عـنْ

 

ساقَيِ الحَوْض ضِئْضِئها ومَضْنَؤُها

والضَّنْءُ والضِّنْءُ، بالفتح والكسْر مهموز ساكن النون: الولد، لا يفرد له واحد، إِنما هو من باب نَفَرٍ ورَهْطٍ، والجمع ضُنُوءٌ.
التهذيب، أَبو عمرو: الضَّنْءُ الولد، مهموز ساكن النون. وقد يقال له: الضِّنْءُ. والضِّنْءُ، بالكسر: الأَصْلُ والمعْدِن. وفي حديث قُتَيلة بنت النضر بن الحرث أَو أُخته:

أَمُحَمَّدٌ، ولأَنْتَ ضِنْءُ نَـجِـيبَةٍ

 

مِنْ قَوْمِها والفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ

الضِّنْءُ، بالكسر: الأَصل. ويقال: فلان في ضِنْءِ صِدْقٍ وضِنْءِ سَوْءٍ.
واضْطَنَأَ لَه ومنه: اسْتَحْيا وانْقَبَضَ. قال الطِّرِمَّاحُ:

إذا ذُكِرَتْ مَسْعاةُ والده اضْطَـنـا،

 

ولا يَضْطَني مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضائِلِ

أَراد اضْطَنَأَ فأَبْدَلَ. وقيل: هو من الضَّنَى الذي هو المَرضُ، كأَنَّه يَمْرَضُ من سَماع مَثالِب أَبيه. وهذا البيت في التهذيب:

ولا يُضْطَنا مِن فِعْلِ أَهْلِ الفَضائِلِ

وقال:

تَزاءَكَ مُضْطَنِئ آرِمٌ،

 

إذا ائتَبهُ الإدُّ لا يَفْطَؤُهْ

التزاؤُك: الاسْتِحْياءُ.
وضَنَأَ في الأَرض ضَنْأً وضُنُوءاً، اخْتَبَأَ. وَقَعَدَ مَقْعَدَ ضُنْأَةٍ أَي مَقْعَدَ ضَرُورَةٍ، ومعناه الأَنَفَة.
قال أَبو منصور: أَظن ذلك من قولهم اضْطَنَأْتُ أَي اسْتَحْيَيْتُ.

ضنا

الضَّنَى: السَّقِيمُ الذي قد طالَ مَرَضُه وثَبَتَ فيه، بعضُهم لا يُثَنِّيه ولا يَجْمَعُه، يذهب به مذْهَب المصدر، وبعضهم يُثنيه ويجمعه؛ قال عوف ابن الأَحوص الجعفري:

أَوْدَى بَنِيَّ، فما بَرحْلي مِنهُمُ

 

إلاَّ غُلاما بِيئَةٍ ضَـنَـيانِ

قال ابن سيده: هكذا أَنشده أَبو علي الفارسي، بفتح النون، وقد ضَنِيَ ضَنىً، فهو ضَنٍ. وأَضْناهُ المرضُ أَي أَثْقَلَه. والضَّنَى: المرضُ.
ضَنِيَ الرجلُ، بالكسر، يَضْنى ضَنىً شديداً إذا كان به مرضٌ مُخامرٌ، ظُنَّ أَنه قد بَرَأَ نُكِسَ. الفراء: العرب تقول رجلٌ ضنَىً وقوم دنَفٌ وضَنىً لأَنه مصدر، كقولهم قوم زَوْرٌ وعَدْل وصَوْم. وقال ابن الأَعرابي: رجلٌ ضَنىً وامرأَة ضنَىً، وهو المُضْنَى من المرضَ؛ وقال:

إذا ارْعَوَى عادَ إلى جَهْلِه،

 

كَذِي الضَّنَى عادَ إلى نُكْسِه

الجوهري: رجلٌ ضَنىً وضَنٍ مثلُ حَرىً وحَرٍ. يقال: تَرَكْته ضَنىً وضَنِياً، فإذا قلت ضَنىً اسْتَوى فيه المُذَكَّر والمُؤنَّث والجمع لأَنه مصدر في الأَصل، وإذا كسرتَ النونَ ثنَّيْت وجمَعْ كما قُلْناه في حَرٍ.
ويقال: تَضَنِّي الرجلُ إذا تمارَضَ، وأَضْنى إذا لَزِمَ الفِراشَ من الضَّنَى. وفي الحديث في الحُدودِ: إن مريضاً اشتكى حتى أَضْنى أَي أَصابه الضَّنى، وهو شِدَّةُ المَرض، حتى نَحَلَ جِسمُه. وفي الحديث: لا تَضْطَني عَنِّي أَي لا تَبْخَلي بانْبِساطك إليَّ، وهو افْتِعالٌ من الضَّنى المرضِ، والطاءُ بدلٌ من التاء. ويقال: رجلٌ ضَنٍ ورجُلانِ ضَنِيانِ وامرأَة ضَنِيَةٌ وقومٌ أَضْناءٌ. والمُضاناةُ: المُعاناة: وضنَت المرأَةُ تَضْني ضَنىً وضَناءً، ممدود: كَثُرَ ولَدُها، يُهْمَزُ ولا يُهمز؛ وقال غيره: ضَنَت المرأَةُ تَضْنُو وتَضْني ضَنىً إذا كثُرَ ولَدُها، وهي الضانِيَة، وقيل: ضَنَت وضَنَأَتْ وأَضْنأَتْ إذا كثُرَ أَولادُها. أَبو عمرو: الضِّنْءُ الوَلَدُ، مهموزٌ ساكِنُ النونِ، وقد يقال الضَّنءُ. قال أَبو المُفَضَّل:أعرابيٌّ من بني سَلامة من بني أَسَد قال الضَّنْءُ الوَلَد والضِّنْءُ الأَصل؛ قال الشاعر:

ومِيراث ابنِ آجَرَ حيثُ أَلْـقَـى

 

بأَصْلِ الضِّنْءِ ضِئْضِئه الأَصيل

ابن الأَعرابي: الضُّنَى الأَولاد. أَبو عمرو: الضَّنْو والضِّنْو الوَلَد، بفتح الضاد وكسرها بلا هَمْز. وفي حديث ابن عمر: قال له أَعرابيٌّ إنِّي أَعْطَيْتُ بعضَ بَيَّ ناقةً حَياتَه وإنها أَضْنَتْ واضْطَرَبَتْ، فقال هي له حَياتَه ومَوْتَه؛ قال الهَرَوي والخطَّابي: هكذا روي والصواب ضَنَتْ أَي كثُر أَولادُها، يقال: امرأَةٌ ماشِيةٌ وضانِيةٌ، وقد مَشَتْ وضَنَتْ أَي كثر أَولادها. والضِّنى، بالكسر:الأَوجاعُ المُخِيفة.

ضنب

ضَنَبَ به الأَرضَ ضَنْباً: ضَرَبها بِهِ، وضَبَنَ به ضَبْناً: قبَضَ عليه؛ كلاهما عن كراع.

ضنبر

ضَنْبَرٌ: اسم.

ضنبس

الضَّنْبِسُ: الرِّخْوُ اللئيم. ورجل ضِنْبِسٌ: ضعيف البَطْشِ سريع الانكسار، واللَّه أَعلم.

ضنط

الضَّنْطُ: الضِّيقُ. والضِّناطُ: الزِّحامُ على الشيء؛ قال رؤبة:

إِنِّي لوَرّادٌ على الضِّناطِ

وفي نوادر أَبي زيد: ضَنِطَ فلان من الشحْمِ ضَنَطاً؛ قال الشاعر:

أَبو بَناتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطا

ضنفس

الضِّنْفِسُ: الرِّخْوُ اللئيم.

ضنفط

التهذيب في الرباعي: رجل ضَنْفَطٌ سَمِين رخْو ضَخْم البطن بَيِّنُ الضَّفاطةِ.

ضنك

الضَّنْكُ: الضِّيقُ من كل شيء، الذكر والأُنثى فيه سواء، ومعيشة ضَنْكٌ ضَيِّقة. وكل عيش من غيرِ حلِّ ضَنْك وإن كان واسعاً. وفي التنزيل العزيز: ومن أَعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً؛ أي غير حَلال؛ قال أبو إسحق: الضَّنْك أَصله في اللغة الضِّيقُ والشدَّة، ومعناه، والله أعلم، أن هذه المعيشة الضَّنْك في نار جهنم، قال: وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب القبر؛ وقال قَتادة: معيشةً ضَنْكاً جهنم، وقال الضحاك: الكسب الحرام، وقال الليث في تفسيره: أَكلُ ما لم يكن من حلال فهو ضَنْكٌ وإن كان مُوَسَّعاً عليه، وقد ضَنُك عيشُه. والضَّنْك: ضَيق العيش. وكلُّ ما ضاق فهو ضنْك. والضَّنيكُ: العيش الضَّيِّقُ، والضَّنيك المقطوع. وقال أَبو زيد: يقال للضعيف في بدنه ورأيه ضَنِيك. والضَّنِيك: التابع الذي يَعْمَل بخُبْزِه.
وضَنُك الشيءُ ضَنْكاً وضَنَاكة وضُنُوكة: ضاق. وضَنُك الرجلُ ضناكة، فهو ضنيك: ضَعُف في جسمه ونفسه ورأيه وعقله.
والضُّنْكَة والضُّنَاك، بالضم: الزُّكام، وقد ضُنِكَ، على صيغة ما لم يسم فاعله، فهو مَضْنُوك إذا زُكِمَ، والله أَضْنَكه وأَزْكِمه. وفي الحديث: أَنه عَطَسَ عنده رجل فشَمَّته رجل ثم عَطَس فشَمَّته رجل ثم عَطَس فأَراد أَن يُشَمِّته، فقال: دَعْه فإنه مَضْنُوك أَي مزْكوم؛ قال ابن الأثير: والقياس أَن يقال فهو مُضْنَك ومُزْكَم، ولكنه جاء على أُضْنِك وأُزْكِم. وفي الحديث: أَيضاً: فإنك مَضْنُوك؛ وقال العجاج يصف جارية:

فهي ضِنَاكٌ كالكَثِيبه المُنْهالْ

عَزَّزَ منه، وهو مُعْطي الإسْهالْ،

ضَرْبُ السَّواري مَتْنَه بالتَّهْتالْ

الضِّنَاكُ: الضَّخْمة كالثيب الذي ينهال، عزز منه أَي سَدَّد من الكثيب، ضَرْبُ السواري أَي أَمطار الليل فلزم بعضُه بعضاً، شبه خلقها بالكثيب وقد أَصابه المطر، وهو معْطي الإِسْهال أَي يعطيك سُهولة ما شئت.
والضِّنَاك: المُوَثَّقُ الخَلْق الشديد، يكون ذلك في الناس والإبل، الذكر والأُنثى فيه سواء.
والضِّنَاك: المرأة الضَّخمة. وقال الليث: الضَّنَاك التّارَّة المُكْتَنزة الصُّلْبة الللحم. وامرأَة ضِناك: ثقيلة العجيزة ضَخْمة؛ أَنشد ثعلب:

وقد أُناغي الرَّشأَ المُحَبَّبَا،

 

خَوْداً ضِناكاً لا تَمُدُّ العُقبَا

خَوْداً هنا: إما بدل وإما حال، أَراد أَنها لا تسير مع الرجال. وناقة ضِنَاك: غليظة المؤخر، وكذلك هي من النخل والشجر. وفي كتابه لوائل بن حُجْر: في التِّيعة شاةٌ لا مُقَوَّرةُ الألْياطِ ولا ضِناكٌ؛ الضِّناك، بالكسر: الكثير اللحم، ويقال للذكر والأنثى بغير هاء. قال ابن بري: قال الجوهري الضِّنَاك، بالفتح، المرأة المكتنزة، قال: وصابه الضَّناك، بالكسر.ورجل ضُنأَكُ، على فُعْلَلٍ مهموز الألف: وهو الصُّلْب المعصوب اللحم، والمرأة بعينها على هذا اللفظ ضُنْأَكَة.

ضنن

الضِّنَّة والضِّنُّ والمَضَنَّة والمَضِنَّة، كل ذلك. من الإِمساك والبُخْل، ورجل ضَنينٌ. قال الله عز وجل: وما هو على الغيب بضَنينٍ؛ قال الفراء: قرأَ زيد بن ثابت وعاصم وأَهل الحجاز بضَنِينٍ، وهو حَسَن، يقول: يأْتيه غَيْبٌ وهو مَنْفوس فيه فلا يبخل به عليكم ولا يَضِنُّ به عنكم، ولو كان مكان على عن صَلَح أَو الباء كما تقول: ما هو بضنين بالغيب، وقال الزجاج: ما هو على الغيب ببخيل أَي هو، صلى الله عليه وسلم، يُؤَدِّي عن الله ويُعَلِّم كتابَ الله أَي ما هو ببخيل كَتُومٍ لما أُوحي إليه، وقرئ: بظَنينٍ، وتفسيره في مكانه. ابن سيده: ضَنِنْتُ بالشيء أَضَنُّ، وهي اللغة العالية، وضَنَنْتُ أَضِنُّ ضَنّاً وضِنّاً وضِنَّةً ومَضَنَّة ومَضِنَّة وضَنانة بَخِلْت به، وهو ضَنين به. قال ثعلب: قال الفراء سمعت ضَنَنْتُ ولم أَسمع أَضِنُّ، وقد حكاه يعقوب، ومعلوم أَن من روى حجة على من لم يرو؛ وقول قَعْنَب بن أُمِّ صاحب:

مَهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ من خُلُقي

 

أَني أَجُودُ لأَقوامٍ، وإِن ضَنِنُـوا.

فأَظهر التضعيف ضرورة. وعِلْقُ مَضِنَّةٍ ومَضَنَّة، بكسر الضاد وفتحها، أَي هو شيء نفيس مَضْنون به ويُتَنافَس فيه. والضّنُّ: الشيء النفيس المَضْنُون به؛ عن الزجاجي. ورجل ضَنِينٌ: بخيل؛ وقول البعيث:

أَلا أَصْبَحَتْ أَسماءُ جاذِمةَ الحَبْـلِ،

 

وضَنَّتْ علينا، والضَّنِينُ من البُخْلِ.

أَراد: الضَّنينُ مخلوقٌ من البخل، كقولهم مجبول من الكرم، ومَطينٌ من الخير، وهي مخلوقة من البخل، وكل ذلك على المجاز لأَن المرأَة جوهر والبخل عَرَض، والجوهرُ لا يكون من العَرض، إنما أَراد تمكين البخل فيها حتى كأَنها مخلوقة منه، ومثله ما حكاه سيبويه من قولهم: ما زيد إلاَّ أَكْلٌ وشُرْبٌ، ولا يكون أَكلاً وشرباً لاختلاف الجهتين، وهذا أَوفق من أَن يحمل على القلب وأَن يراد به والبخلُ من الضَّنِين لأَن فيه من الإِعْظام والمبالغة ما ليس في القلب؛ ومثله قوله:

وهُنَّ من الإِخْلافِ والوَلَعانِ

وهو كثير. ويقال: فلان ضِنِّتي من بين إخواني وضِنِّي أَي أَختص به وأَضِنُّ بمودَّته. وفي الحديث: إن لله ضنائن من خَلْقِه، وفي رواية: ضِنّاً من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية أَي خصائص، واحدهم ضَنِينَة، فعيلة بمعنى مفعولة، من الضِّنِّ وهو ما تختصه وتَضَنُّ به أَي تبخل لمكانه منك ومَوْقِعِه عندك؛ وفي الصحاح: فلان ضِنِّي من بين إخواني، وهو شِبْه الاختصاص. وفي حديث الأَنصار: لم نَقُلْ إلاّ ضِنّاً برسول الله أَي بُخْلاً وشُحّاً أَن يُشارِكنا فيه غيرُنا. وفي حديث ساعة الجمعة: فقلت أَخْبِرني بها ولا تَضْنَنْ عليَّ أَي لا تَبْخَل. ويقال اضْطَنَّ يَضْطَنُّ أَي بَخِلَ يبْخَلُ، وهو افْتِعال من الضَّنِّ، وكان في الأَصل اضْتَنَّ، فقلبت التاء طاء. وضَنِنْتُ بالمنزل ضِنّاً وضَنَانَةً: لم أَبْرَحْه، والاضْطِنانُ افْتِعال من ذلك. وأَخَذْتُ الأَمْر بضَنانَتِه أَي بطَراوَتِه لم يتغير، وهَجَمْتُ على القوم وهم بضَنانَتِهم لم يتفرَّقوا. ورجل ضَنَنٌ: شجاع؛ قال:

إِني إذا ضَنَنٌ يَمْشي إلى ضَنَنٍ،

 

أَيْقَنْتُ أَنَّ الفَتى مُودٍ به الموتُ.

والمَضْنُون: الغالية، وفي المحكم: المَضْنُونُ دُهْنُ البانِ: قال الراجز:

قد أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لِينِ،

وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ،

وهَمَّتا بالصَّبْرِ والمُرُونِ.

والمَضْنون والمَضْنونة: الغالِيةُ؛ عن الزجاج. الأَصمعي: المَضْنُونةُ ضرب من الغِسْلَةِ والطِّيب؛ قال الراعي:

تَضُمُّ على مَضْـمُـونَةٍ فـارِسـيَّةٍ

 

ضَفَائِرَ لا ضاحي القُرُونِ، ولا جَعْدِ

وتُضْحي، وما ضَمَّتْ فُضُولَ ثِيابِهـا

 

إلى كَتِفَيْها بـائْتِـزَارٍ، ولا عَـقْـدِ

كأَنَّ الخُزامى خالَطَتْ، في ثيابهـا،

 

جَنِيّاً من الرَّيْحانِ، أَو قُضُبِ الرَّنْدِ.

والمَضْنونة: اسم لزمزم، وابن خالويه يقول في بئر زمزم المَضنُون، بغير هاء. وفي حديث زمزم: قيل له احْفِرِ المَضْنُونة أَي التي يُضَنُّ بها لنَفاستها وعِزَّتِها، وقيل للخَلُوقِ والطِّيبِ المَضْنُونة لأَنه يُضَنُّ بهما. وضِنَّهُ: اسم أَبي قبيلة، وفي العرب قبيلتان: إِحداهما تنسب إلى ضِنَّة بن عبد الله بن نُمَيْرٍ، والثانية ضِنَّة ابن عبد الله بن كبير بن عُذْرَة، والله أَعلم.