باب العين والتاء، الثاء

عتا

عَتَا يَعْتُو عُتُوّاً وعِتِيّاً: اسْتَكْبَرَ وجاوَزَ الحَدَّ، فأَما قوله:

أَدْعُوكَ يا رَبِّ، من النارِ التي

 

أَعْدَدْتَها للظَّالِمِ العاتي العَتي

فقد يجور أن يكون أَراد العَتيَ على النَّسَبِ كقولك رَجلٌ حَرِحٌ وسَتِهٌ، وقد يجوز أَن يكون أراد العَتِيَّ فخَفَّفَ لأنَ الوزن قد انتهى فارتَدَعَ. ويقال: تَعَتَّتِ المرأةُ وتَعَتَّى فلانٌ؛ وأَنشد:

بأَمْرِهِ الأرض فما تَعَتَّتَ

أي فما عَصَتْ. وقال الأزهري في ترجمة تَعا: والعُتَا العِصْيانُ.
والعاتي: الجَبَّار، وجمعه عُتاةٌ. والعاتي: الشديد الدُّخُولِ في الفَساد المُتَمَرِّدُ الذي لا يقبلُ موعِظَة. الفراء: الأَعْتاءُ عِتِيّاً الدُّعَّارُ من الرجالِ، الواحدُ عَاتٍ.
وتَعَتَّى فلانٌ: لم يُطِعْ. وعَتا الشيخُ عُتِيّاً وعَتِيّاً، فتح العين: أَسَنَّ وكَبِرَ ووَلَّى. وفي التنزيل: وقد بَلَغْتُ من الكِبَرِ عُتِيّاً، وقرئَ: عِتيَّا. وقول أبي إسحق: كلُّ قد انتهى فقد عَتَا يَعْتُو عِتْياً وعُتُوْاً، وعَسَا يَعْسو عُسُوّاً وعُسِيّاً، فأَحبَّ زكرياءُ، سلام الله عليه، أَن يَعْلَم من أَيِّ جِهْةٍ يكونُ له ولدٌ، ومِثْلُ امْرَأَته لا تَلِدُ ومِثْلُه لا يُولَدُ له، قال الله عز وجل: كَذلك، معناه، واللهُ أَعلم، الأَمرُ كما قيلَ لك. ويقال للشيخ إذا ولَّى وكَبِرَ: عَتَا يَعْتُو عُتُوّاً وعَسا يَعْسُو مثلُه، الجوهري: يقال عَتَوْتَ يا فلانُ تَعْتُو عُتُوّاً وعُتِيّاً وعِتِيّاً، والأَصل عُتُوٌّ ثم أَبْدَلُوا إحدى الضمتين كسرةً فانْقَلَبَتْ الواوُ ياءً فقالوا عُتِيّاً، ثم أَتْبَعُوا الكسرةَ الكسرةَ فقالوا عِتيّاً ليُؤَكدُوا البَدَل، ورجلٌ عاتٍ وقومٌ عُتِيٌّ، قَلَبوا الواوَ ياءً؛ قال محمد بن السَّرِي: وفُعولٌ إذا كانت جَمْعاً فحَقُّها القلبُ، وإذا كانت مصدَراً فحقُّه التصحيح لأن الجمعَ أَثْقَل عندهم من الواحدِ. وفي الحديث: بِئْسَ العبدُ عبدٌ عَتا وطَغى؛ العُتُوُّ: التجبُّر والتكبُّر. وتَعَتَّيتُ: مثلُ عَتَوْتُ، قال: ولا تَقُل عَتَيْتُ. وقال ابن سيده: عَتِيتُ لغة في عَتَوْتُ.
وعَتَّى: بمعنى حتَّى، هُذَلِيَّةٌ وثَقَفِيَّة، وقرأَ بعضهم: عَتَّى حينٍ؛ أَي حتى حينٍ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: بَلَغَه أَنَّ ابنَ مسعودٍ، رضي الله عنه، يُقْرِئُ الناسَ عتَّى حينٍ، يُرِيدُ حتى حينٍ فقال:القرُنَ لمْ يَنْزِلْ بلُغَة هُذَيْلٍ، فأَقْرِئ الناسَ بلُغَةِ قريشٍ، كلُّ العربِ يَقُولون حتى إلاّ هُذَيلاً وثَقِيفاً فإنهم يقولون عَتَّى.
وعَتْوَةُ: اسمُ فرسٍ.

عتب

العَتَبَةُ: أُسْكُفَّةُ البابِ التي تُوطأُ؛ وقيل: العَتَبَةُ العُلْيا. والخَشَبَةُ التي فوق الأَعلى: الحاجِبُ؛ والأُسْكُفَّةُ: السُّفْلى؛ والعارِضَتانِ: العُضادَتانِ، والجمع: عَتَبٌ وعَتَباتٌ. والعَتَبُ: الدَّرَج. وعَتَّبَ عَتَبةً: اتخذها. وعَتَبُ الدَّرَجِ: مَراقِيها إذا كانت من خَشَب؛ وكلُّ مِرْقاةٍ منها عَتَبةٌ. وفي حديث ابن النَّحّام، قال لكعب بن مُرَّة، وهو يُحدِّثُ بدَرَجاتِ المُجاهد. ما الدَّرَجةُ؟ فقال: أَما إِنَّها ليستْ كعَتَبةِ أُمك أَي إِنها ليست بالدَّرَجة التي تَعْرِفُها في بيتِ أُمكَ؛ فقد رُوِيَ أَنَّ ما بين الدرجتين، كما بين السماء والأَرض.
وعَتَبُ الجبالِ والحُزون: مَراقِيها. وتقول: عَتِّبْ لي عَتَبةً في هذا الموضع إذا أَردت أَنْ تَرْقى به إلى موضع تَصعَدُ فيه.
والعَتَبانُ: عَرَجُ الرِّجْل. وعَتَبَ الفحلُ يَعْتِبُ ويَعْتُبُ عَتْباً وعَتَباناً وتَعْتاباً: ظَلَع أَو عُقِلَ أَو عُقِرَ، فمشى على ثلاثِ قوائمَ، كأَنه يَقْفِزُ قَفْزاً؛ وكذلك الإِنسانُ إذا وثَبَ برجل واحدة، ورفع الأُخرى؛ وكذلك الأَقْطَع إذا مشى على خشبة، وهذا كله تشبيه، كأَنه يمشي على عَتَب دَرَج أَو جَبَل أَو حَزْنٍ، فيَنْزُو من عَتَبةٍ إِلى أُخرى. وفي حديث الزهري في رجل أَنْعَلَ دابةَ رجل فعَتِبَتْ أَي غَمَزَتْ؛ ويروى عَنِتَتْ، بالنون، وسيذكر في موضعه.
وعَتَبُ العُودِ: ما عليه أَطراف الأَوْتار من مُقَدَّمِه، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد قول الأَعشى:

وثَنَى الكَفَّ على ذِي عَتَـبٍ،

 

صَحِلِ الصَّوْتِ بذي زِيرٍ أَبَحّ

العَتَبُ: الدَّسْتاناتُ: وقيل: العَتَبُ: العِيدانُ المعروضة على وجْه العُودِ، منها تمدُّ الأَوتار إِلى طرف العُودِ.
وعَتَبَ البرقُ عَتَباناً: بَرَق بَرْقاً وِلاءً.
وأُعْتِبَ العظمُ: أُعْنِتَ بعدَ الجَبْرِ، وهو التَّعْتابُ. وفي حديث ابن المسيب: كلُّ عظمٍ كُسِر ثم جُبِرَ غير منقوصٍ ولا مُعْتَبٍ، فليس فيه إِلا إِعْطاءُ المُداوِي، فإِن جُبِرَ وبه عَتَبٌ، فإِنه يُقَدَّر عَتَبُهُ بقيمة أَهل البَصر. العَتَب، بالتحريك: النقصُ، وهو إذا لم يُحْسِنْ جَبْره، وبقي فيه ورَم لازم أَو عَرَجٌ. يقال في العظم المجبور: أُّعْتِبَ، فهو مُعْتَبٌ. وأَصلُ العَتَبِ: الشدَّة؛ وحُمِلَ على عَتَبٍ من الشَّرِّ وعَتَبةٍ أَي شدَّة؛ يقال: حُمِلَ فلانٌ على عَتَبةٍ كريهةٍ، وعلى عَتَبٍ كريهٍ من البلاءِ والشرِّ؛ قال الشاعر:

يُعْلى على العَتَبِ الكَريهِ ويُوبَسُ

ويقال: ما في هذا الأَمر رَتَبٌ، ولا عَتَبٌ أَي شِدَّة. وفي حديث عائشة، رضي اللّه تعالى عنها: إِنَّ عَتَبات الموتِ تأْخُذُها، أَي شدائدَه.
والعَتَبُ: ما دَخَلَ في الأَمر من الفَساد؛ قال:

فما في حُسْنِ طاعَتِنا،

 

ولا في سَمْعِنا عَتَبُ

وقال:

أَعْدَدْتُ، للحَرْبِ، صارِماً ذكَراً،

 

مُجَرَّبَ الوَقْعِ، غير ذِي عَتَبِ

أَي غيرَ ذِي التواءٍ عند الضَّريبة، ولا نَبْوة. ويقال: ما في طاعةِ فلان عَتَبٌ أَي التِواءٌ ولا نَبْوةٌ؛ وما في مَوَدَّته عَتَبٌ إذا كانت خالصة، لا يَشُوبها فسادٌ؛ وقال ابن السكيت في قول علقمة:

لا في شَظاها ولا أَرْساغِها عَتَبُ

أَي عَيْبٌ، وهو من قولك: لا يُتَعَتَّبُ عليه في شيءٍ.
والتَّعَتُّبُ: التَّجَنِّي؛ تَعَتَّبَ عليه، وتَجَنَّى عليه، بمعنى واحدٍ؛ وتَعَتَّبَ عليه أَي وَجَدَ عليه.
والعَتْبُ: المَوْجِدَةُ. عَتَبَ عليه يَعْتِبُ ويَعْتُبُ عَتْباً وعِتاباً ومَعْتِبة ومَعْتَبَةً ومَعْتَباً أَي وجد عليه. قال الغَطَمَّشُ الضَّبِّيُّ، وهو من بني شُقْرة بنِ كعب بن ثَعْلبة بن ضَبَّة، والغَطَمَّشُ الظالِمُ الجائر:

أَقُولُ، وقد فَاضَتْ بعَيْنِيَ عَبْرةٌ:أَرَى الدَّهْرَ يَبْقَى، والأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ

 

أَخِلاَّيَ، لو غَيْرُ الحِمام أَصابَكُمْ،

 

عَتَـبْـتُ، ولـكـنْ لـيسَ لـلـدَّهْـرِ مَــعْــتَــبُ

وقَصَرَ أَخِلاَّيَ ضرورةً، ليُثْبِتَ باءَ الإِضافة، والرواية الصحيحة: أَخِلاَّءَ، بالمد، وحذف ياء الإِضافة، وموضع أَخِلاَّءَ نصبٌ بالقول، لأَن قوله أَرى الدهر يبقى، متصلٌ بقوله أَقول وقد فاضت؛ تقديره أقول وقد بَكَيْتُ، وأَرى الدهرَ باقياً، والأَخِلاَّءَ ذاهبين، وقوله عَتَبْتُ أَي سَخِطْتُ، أَي لو أُصبْتُمْ في حَرْب لأَدْركنا بثأْركم وانتصرنا، ولكن الدهرَ لا يُنْتَصَرُ منه. وعاتَبهُ مُعاتَبَةً وعِتاباً: كلُّ ذلك لامه؛ قال الشاعر:

أُعاتِبُ ذا المَودَّةِ من صَديقٍ،

 

إِذا ما رَابَني منه اجْتِنـابُ

إِذا ذَهَبَ العِتابُ، فليس وُدٌّ،

 

ويَبْقَى الوُدُّ ما بَقِيَ العِتابُ

ويقال: ما وَجَدْتُ في قوله عُتْباناً؛ وذلك إذا ذكر أَنه أَعْتَبَكَ، ولم تَرَ لذلك بَياناً. وقال بعضهم: ما وَجَدْتُ عنده عَتْباً ولا عِتاباً؛ بهذا المعنى. قال الأَزهري: لم أَسمع العَتْبَ والعُتْبانَ والعِتاب بمعنى الإِعْتابِ، إِنما العَتْبُ والعُتْبانُ لومُك الرجلَ على إِساءَة كانت له إِليك، فاسْتَعْتَبْتَه منها. وكلُّ واحد من اللفظين يَخْلُصُ للعاتِب، فإِذا اشتركا في ذلك، وذَكَّرَ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه ما فَرَط منه إِليه من الإِساءَة، فهو العِتابُ والمُعاتَبة.
فأَما الإِعْتابُ والعُتْبَى: فهو رُجوعُ المَعْتُوب عليه إِلى ما يُرْضِي العاتِبَ.
والاسْتِعْتابُ: طَلَبُك إِلى المُسِيءِ الرُّجُوعَ عن إِساءَته.
والتَّعَتُّبُ والتَّعاتُبُ والمُعاتَبَةُ: تواصف الموجِدَة. قال الأَزهري: التَّعَتُّبُ والمُعاتَبَةُ والعِتابُ: كل ذلك مُخاطَبَةُ الإِدْلالِ وكلامُ المُدِلِّينَ أَخِلاَّءَهم، طالبين حُسْنَ مُراجعتهم، ومذاكرة بعضِهم بعضاً ما كَرِهُوه مما كسبَهم المَوْجِدَةَ.
وفي الحديث: كان يقول لأَحَدِنا عند المَعْتِبَة: ما لَهُ تَرِبَتْ يمينُه؟ رويت المعْتَبَة، بالفتح والكسر، من المَوْجِدَة.
والعِتْبُ: الرجلُ الذي يُعاتِبُ صاحِبَه أَو صديقَه في كل شيءٍ، إِشفاقاً عليه ونصيحة له.
والعَتُوبُ: الذي لا يَعْمَلُ فيه العِتابُ.
ويقال: فلانٌ يَسْتَعْتِبُ من نَفْسه، ويَسْتَقِيلُ من نفسه، ويَسْتَدْرِك من نفسه إذا أَدْرَكَ بنفسه تَغْييراً عليها بحُسْن تقدير وتدبير. والأُعْتُوبةُ: ما تُعُوتِبَ به، وبينهم أُعْتُوبة يَتَعاتَبُون بها. ويقال إذا تَعاتَبُوا أَصْلَحَ ما بينهم العتابُ.
والعُتْبَى: الرِّضا.
وأَعْتَبَه: أَعْطاه العُتْبَى ورَجَع إِلى مَسَرَّته؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:

شابَ الغُرابُ، ولا فُؤادُك تارِكٌ

 

ذِكْرَ الغَضُوبِ، ولا عِتابُك يُعْتَبُ

أَي لا يُسْتَقْبَلُ بعُتْبَى. وتقول: قد أَعْتَبني فلانٌ أَي تَرَكَ ما كنتُ أَجد عليه من أَجلِه، ورَجَع إِلى ما أَرْضاني عنه، بعد إِسْخاطِه إِيَّايَ عليه. وروي عن أَبي الدرداءِ أَنه قال: مُعاتَبة الأَخِ خيرٌ من فَقْدِه. قال: فإِن اسْتُعْتِبَ الأَخُ، فلم يُعْتِبْ، فإِنَّ مَثَلَهم فيه، كقولهم: لك العُتْبَى بأَنْ لا رَضِيتَ؛ قال الجوهري: هذا إذا لم تُرِدِ الإِعْتابَ؛ قال: وهذا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن موضعه، لأَن أَصْلَ العُتْبَى رجوعُ المُسْتَعتِبِ إِلى مَحبَّةِ صاحبه، وهذا على ضدِّه.
تقول: أُعْتِبُكَ بخلاف رِضاكَ؛ ومنه قول بِشْر بن أَبي خازمٍ.

غَضِبَتْ تَميمٌ أَنْ تَقَتَّلَ عامِرٌ،

 

يومَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ

أَي أَعْتَبْناهم بالسَّيْف، يعني أَرْضَيْناهم بالقَتْل؛ وقال شاعر:

فَدَعِ العِتابَ، فَرُبَّ شَرٍّ

 

هاجَ، أَوَّلهُ، العِتـاب

والعُتْبَى: اسم على فُعْلى، يوضع موضع الإِعْتاب، وهو الرجوعُ عن الإِساءَة إِلى ما يُرْضِي العاتِبَ.
وفي الحديث: لا يُعاتَبُونَ في أَنفسهم، يعني لعِظَمِ ذُنُوبهم وإِصْرارِهم عليها، وإِنما يُعاتَبُ من تُرْجَى عنده العُتْبَى أَي الرُّجوعُ عن الذنب والإِساءَة. وفي المثل: ما مُسِيءٌ من أَعْتَبَ.
وفي الحديث: عاتِبُوا الخَيْلَ فإِنها تُعْتِبُ؛ أَي أَدِّبُوها ورَوِّضُوها للحَرْبِ والرُّكُوبِ، فإِنها تَتَأَدَّبُ وتَقْبَلُ العِتابَ. واسْتَعْتَبَه: كأَعْتَبه. واسْتَعْتَبه: طَلب إِليه العُتْبَى؛ تقول: اسْتَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِي أَي اسْتَرْضَيْته فأَرْضاني.
واسْتَعْتَبْتُه فما أَعْتَبَني، كقولك: اسْتَقَلْته فما أَقالَني.
والاستِعتابُ: الاستِقالة.
واسْتَعْتَب فلانٌ إذا طَلب أَن يُعْتَبَ أَي يُرْضَى والمُعْتَبُ: المُرْضَى. وفي الحديث: لا يَتَمَنَّيَن أَحدُكم الموتَ، إِما مُحْسِناً فلَعَلَّه يَزْداد، وإِمّا مُسِيئاً فلعله يَسْتَعْتِبُ؛ أَي يرْجِعُ عن الإِساءَة ويَطْلُبُ الرضا. ومنه الحديث: ولا بَعْدَ الموْتِ من مُسْتَعْتَبٍ؛ أَي ليس بعد الموت من اسْتِرْضاءٍ، لأَن الأَعمال بَطَلَتْ، وانْقَضَى زَمانُها، وما بعد الموْت دارُ جزاءٍ لا دارُ عَمَلٍ؛ وقول أَبي الأَسْود:

فأَلْفَيْتُه غيرَ مُسْتَعْتِبٍ،

 

ولا ذَاكِرَ اللّهِ إِلا قليلا

يكون من الوجهين جميعاً. وقال الزجاج قال الحسن في قوله تعالى: وهو الذي جعلَ الليل والنهارَ خِلْفَةً لمن أَراد أَن يَذَّكَّر أَو أَرادَ شُكوراً؛ قال: من فاتَهُ عَمَلُه من الذِّكْر والشُّكْر بالنهار كان له في الليل مُسْتَعْتَبٌ، ومن فاته بالليل كان له في النهار مُسْتَعْتَبٌ. قال: أُراه يَعْنِي وقتَ اسْتِعْتابٍ أَي وقتَ طَلَبِ عُتْبى، كأَنه أَراد وقت اسْتِغفار. وفي التنزيل العزيز: وإِن يُسْتَعْتبُوا فما هم من المُعْتِبين؛ معناه: إِن أَقالَهُم اللّهُ تعالى، وردَّهم إِلى الدنيا لم يُعْتِبُوا؛ يقول: لم يَعْمَلُوا بطاعةِ اللّهِ لِما سَبَقَ لهم في عِلْمِ اللّهِ من الشَّقاءِ. وهو قوله تعالى: ولو رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهوا عنه وإِنَّهم لكاذبون؛ ومن قرأَ: وإِن يَسْتَعْتِبُوا فما هم من المُعْتَبِين؛ فمعناه: إِن يَسْتَقِيلُوا ربهم لم يُقِلْهم. قال الفراءُ: اعْتَتَبَ فلانٌ إذا رَجعَ عن أَمر كان فيه إِلى غيره؛ من قولهم: لك العُتْبَى أَي الرجوعُ مما تَكْرَهُ إِلى ما تُحِبُّ.
والاعْتِتابُ: الانْصِرافُ عن الشيءِ. واعْتَتَبَ عن الشيءِ: انْصَرَف؛ قال الكميت:

فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ عن فُؤَادِيَ، وال

 

شِّعْرُ إِلى مَنْ إِليه مُعْتَـتَـبُ

واعْتَتَبْتُ الطريقَ إذا تركتَ سَهْلَهُ وأَخَذْتَ في وَعْرِه.
واعْتَتَبَ أَي قَصَدَ؛ قال الحُطَيْئةُ:

إِذا مَخارِمُ أَحْناءٍ عَرَضْـنَ لـه،

 

لم يَنْبُ عنها وخافَ الجَوْرَ فاعتَتَبا

معناه: اعْتَتَبَ من الجبل أَي رَكِبَهُ ولم يَنْبُ عنه؛ يقول: لم يَنْبُ عنها ولم يَخَفِ الجَوْرَ. ويقال للرجل إذا مَضَى ساعةً ثم رَجَع: قد اعْتَتَبَ في طريقه اعْتِتاباً، كأَنه عَرَضَ عَتَبٌ فتَراجَعَ.
وعَتيبٌ: قبيلة. وفي أَمثال العرب: أَوْدَى كما أَوْدَى عَتِيبٌ؛ عَتِيبٌ: أَبو حيٍّ من اليمن، وهو عَتِيبُ بنُ أَسْلَمَ بن مالك بن شَنُوءَةَ بن تَديلَ، وهم حَيٌّ كانوا في دِينِ مالكٍ، أَغارَ عليهم بعضُ الملوكِ فَسَبَى الرجالَ وأَسَرَهم واسْتَعْبَدَهُم، فكانوا يقولون: إذا كَبِرَ صِبيانُنا لم يتركونا حتى يَفْتَكُّونا، فما زالوا كذلك حتى هلكوا، فضَرَبَتْ بهم العربُ مثلاً لمن ماتَ وهو مغلوب، وقالت: أَوْدَى عَتيبٌ؛ ومنه قول عَدِيّ بن زيد:

تُرَجِّيها، وقد وقَعَت بقُـرٍّ،

 

كما تَرْجو أَصاغِرَها عَتِيبُ

ابن الأَعرابي: الثُّبْنة ما عَتَّبْتَه من قُدَّام السراويل. وفي حديث سَلْمان: أَنه عَتَّبَ سراويلَه فتَشَمَّرَ. قال ابن الأَثير: التَّعْتِيبُ أَن تُجْمَعَ الحُجْزَةُ وتُطْوى من قُدَّام.
وعَتَّبَ الرجلُ: أَبْطَأَ؛ قال ابن سيده: وَأُرى الباءَ بدلاً من ميم عَتَّمَ.
والعَتَبُ: ما بين السَّبَّابة والوُسْطَى؛ وقيل: ما بين الوسطى والبِنْصَر. والعِتْبانُ: الذكر من الضِّباع، عن كراع. وأُمُّ عِتْبانٍ وأُمُّ عَتَّابٍ: كلتاهما الضَّبُعُ، وقيل: إِنما سميت بذلك لعَرَجها؛ قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه.
وعَتَبَ من مكانٍ إِلى مكانٍ، ومن قولٍ إِلى قولٍ إذا اجتاز من موضع إِلى موضع، والفعل عَتَبَ يَعْتِبُ. وعَتَبَةُ الوادي: جانبه الأَقصى الذي يَلي الجَبَلَ. والعَتَبُ: ما بين الجبلين. والعربُ تَكْنِي عن المرأَة بالعَتَبةِ، والنَّعْلِ، والقارورة، والبيت، والدُّمْيةِ، والغُلِّ، والقَيْدِ.
وعَتِيبٌ: قبيلة.
وعَتَّابٌ وعِتْبانٌ ومُعَتِّبٌ وعُتْبة وعُتَيْبةُ: كلُّها أَسماءٌ.
وعُتَيْبَةُ وعَتَّابةُ: من أَسماءِ النساءِ.
والعِتابُ: ماءٌ لبني أَسدٍ في طريق المدينة؛ قال الأَفوه:

فأَبْلِغْ، بالجنابةِ، جَمْعَ قَوْمِـي،

 

ومَنْ حَلَّ الهِضابَ على العِتابِ

عتبد

عُتابِدٌ: موضع.

عتت

العَتُّ: غَطُّ الرجلِ بالكلامِ وغيره. وعَتَّه يَعُتُّه عَتّاً: رَدَّدَ عليه الكلامَ مرَّة بعد مرَّة، وكذلك عاتَّه. وفي حديث الحسن: أَن رجلاً حَلَف أَيماناً، فجعلوا يُعاتُّونَه، فقال: عليه كفَّارة أَي يُرادُّونه في القول ويُلِحُّونَ عليه فيه، فيُكَرِّرُ الحَلِف. وعتَّه بالمسأَلة إذا أَلَحَّ عليه. وعَتَّه بالكلام، يَعُتُّه عَتّاً: وَبَّخَه ووَقَمَه، والمعنيان متقاربان، وقد قيل بالثاء؛ وما زِلْتُ أُعاتُّه مُعاتَّةً وعِتاتاً، وهي الخُصُومة. أَبو عمرو: ما زِلْتُ أُعاتُّه وأُصاتُّه عِتاتاً وصِتاتاً، وهي الخُصومة.
وتَعَتَّتَ في كلامه تَعَتُّتاً: تَردَّد فيه، ولم يَسْتَمِرَّ في كلامه. والعَتَتُ: شبيه بغِلَظٍ في كلامٍ أَو غيره.
والعُتْعُتُ: الطويلُ التامُّ من الرجال؛ وقيل: هو الطويل المُضْطَرِبُ.
أَبو عمرو: يقال للشابِّ القويِّ الشديد عُتْعُتٌ؛ وأَنشد:

لما رأَتْهُ مُودَناً عِظْـيَرَّا،

 

قالت: أُرِيدُ العُتْعُتَ الذِّفِرَّا

فلا سَقاها الوابلَ الجـوَرَّا

 

إِلهُها، ولا وَقاها العَـرَّا

والعُتْعُتُ: الجَدْي؛ وقيل: العَتْعَتُ، بالفتح؛ وقال ابن الأَعرابي: هو العُتْعُتُ، والعُطْعُطُ، والعَريضُ، والإِمَّرُ، والهِلَّعُ، والطَّلِيُّ، واليَعْرُ، واليَعْمورُ، والرَّعَّامُ، والقَرَّامُ،والرَّغَّالُ، واللَّسادُ. وعَتْعَتَ الراعي بالجَدْي: زَجَرَه؛ وقيل: عَتْعَتَ به دعاه، وقال له: عَتْعَتْ. وقرأَ ابن مسْعود: عَتَّى حينٍ، في معنى حَتَّى حين.
عرت: عَرِتَ الرُّمْحُ يَعْرَتُ عَرْتاً: صَلُبَ. ورُمْحٌ عَرَّاتٌ وعَرَّاصُ: شديد الاضطراب؛ وقد عَرِتَ يَعْرَتُ وعَرِصَ يَعْرَصُ. وعَرِتَ الرُّمْحُ إذا اضْطَرَب، وكذلك البَرْقُ إذا لَمع واضْطَرَب؛ ويقال: بَرْقٌ عَرَّاتٌ.
قال الأَزهري في ترجمة عتر: قد صح عَتَر وعَرَتَ، ودلَّ اختلاف بنائهما على أَن كل واحدٍ منهما غيرُ الآخر، ولم أَره ترجم في كتابه على عرت.
والعَرْتُ: الدَّلْكُ.
وعَرَتَ أَنْفَه يَعْرُتُه ويَعْرِتُه عَرْتاً: تناوَلَه بيده فَدَلَكه.

عتد

عَتُدَ الشيءُ عَتاداً، فهو عَتِيدٌ: جَسُمَ. والعَتِيدَةُ: وعاءُ الطِّيب ونحوهُ، منه. قال الأَزهري: والعَتِيدَةُ طَبْلُ العَرائس أُعْتِدَتْ لِما تحتاج إِليه العَرُوسُ من طيب وأَداة وبَخُور ومِشْط وغيره، أُدخل فيها الهاء على مذهب الأَسماء. وفي حديث أُم سليم: فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَها؛ هي كالصندوق الصغير الذي تترك فيه المرأَة ما يَعِزُّ عليها من متاعها.
وأَعْتَدَ الشيءَ: أَعَدَّه؛ قال الله عز وجل: وأَعتدَت لهن مُتَّكَأً أَي هَيَّأَتْ وأَعَدَّت. وحكى يعقوب أَن تاء أَعْتَدْتُه بدل من دال أَعْدَدْتُه. يقال: أَعْتَدْتُ الشيءَ وأَعْدَدْتُه، فهو مُعْتَدٌ وعَتِيدٌ؛ وقد عَتَّدَه تَعْتِيداً. وفي التنزيل: إِنا أَعْتَدْنا للظالمين ناراً؛ وقال الشاعر:

أَعْتَدْتُ للغُرَماءِ كَلْـبـاً ضـارِيا

 

عِنْدي، وفَضْلَ هِراوَةٍ مِن أَزرَقِ

وشيء عَتِيدٌ: مُعَدٌّ حاضِرٌ. وعَتُدَ الشيءُ عَتادَةً، فهو عَتِيدٌ: حاضر. قال الليث: ومن هناك سُمِّيَتِ العَتِيدَةُ التي فيها طِيبُ الرجل وأَدْهانُه.
وقوله عز وجل: هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ؛ في رفعها ثلاثة أوجه عند النحويين: أَحدها أَنه على إِضمار التكرير كأَنه قال: هذا ما لدي هذا عتيد، ويجوز أَن ترفعه على أَنه خبر بعد خبر، كما تقول هذا حلو حامض، فيكون المعنى هذا شيء لديّ عتيد، ويجوز أَن يكون بإِضمار هو كأَنه قال: هذا ما لديّ هو عتيد، يعني ما كتبه من عمله حاضر عندي، وقال بعضهم قريب.
والعَتادُ: العُدَّةُ، والجمع أَعْتِدَةٌ وعُتُدٌ. قال الليث: والعتاد الشيء الذي تُعِدُّه لأَمْرٍ ما وتُهَيِّئُه له، يقال: أَخذ للأَمر عُدَّتَه وعَتادَه أَي أُهْبَتَه وآلته. وفي حديث صفته، عليه السلام: لكل حالٍ عنده عَتادٌ أَي ما يَصْلُحُ لكلّ ما يقع من الأُمور. ويقال: إِنَّ العُدَّةَ إِنما هي العُتْدَةُ، وأَعَدَّ يُعِدُّ إِنما هو أَعْتَدَ يُعْتِدُ، ولكن أُدغمت التاء في الدال؛ قال: وأَنكر الآخرون فقالوا اشتقاق أَعَدَّ من عين ودالين لأَنهم يقولون أَعددناه فيظهرون الدالين؛ وأَنشد:  

أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صارماً ذَكَراً،

 

مُجَرَّبَ الوقْع، غيرَ ذي عَتَبِ

ولم يقل أَعْتَدْتُ. قال الأَزهري: وجائز أَن يكون عَتَدَ بِناءً على حِدَةٍ وعَدَّ بناء مضاعفاً؛ قال: وهذا هو الأَصوب عندي. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نَدَب الناسَ إِلى الصَّدقةِ فقيل له: قد مَنَعَ خالدُ بنُ الوليدِ والعباسُ عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَمّا خالد فإِنهم يَظْلِمون خالداً، إِنَّ خالداً جَعَل رقيقَه وأَعْتُدَه حُبُساً في سبيل الله، وأَما العباس فإِنها عليه ومثلُها معها؛ الأَعْتُدُ: جمع قلة للعَتاد، وهو ما أَعدّه الرجل من السلاح والدواب وآلة الحرب للجهاد، ويجمع على أَعْتِدَةٍ أَيضاً.
وفي رواية: أَنه احْتَبَسَ أَدْراعَهُ وأَعْتادَه؛ قال الدارقطني، قال أَحمد بن حنبل، قال علي بن حفص: وأَعْتادَه وأَخطأَ فيه وصحَّف وإِنما هو أَعْتُدَه، وجاء في رواية أَعْبُدَه، بالباء الموحدة، جمع قلة للعبد؛ وفي معنى الحديث قولان: أَحدهما انه كان قد طولب بالزكاة عن أَثمان الدروع والأَعْتُدِ على معنى أَنها كانت عنده للتجارة فأَخبرهم النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه لا زكاة عليه فيها وأَنه قد جعلها حُبساً في سبيل الله، والثاني أَن يكون اعتذر لخالد ودافع عنه؛ يقول: إذا كان خالد قد جعل أَدراعه وأَعتاده في سبيل الله تبرعاً وتقرباً إِلى الله، وهو غير واجب عليه، فكيف يستجيز منع الصدقة الواجبة عليه؟ وفرس عَتَدٌ وعَتِدٌ، بفتح التاء وكسرها: شديد تامّ الخلق سريع الوثبة مُعَدٌّ للجَرْيِ ليس فيه اضطِرابٌ ولا رَخاوَةٌ، وقيل: هو العتيد الحاضر المُعَدُّ للركوب، الذكر والأُنثى فيهما سواء؛ قال الأَشْعَرُ الجُعْفِيُّ:

راحُوا بَصائِرُهُم على أَكتافِهِمْ،

 

وبَصِيرَتي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى

وقال سلامة بن جندل:

بِكُلِّ مُجَنَّب كالسِّيدِ نَهْدٍ،

 

وكلِّ طُوالَةٍ عَتَدٍ نِزاقِ

ومثله رجل سَبِطٌ وسَبَطٌ، وشعَرٌ رَجِلٌ ورَجَلٌ، وثَغْرٌ رَتِلٌ ورَتَلٌ أَي مُفَلَّج.
والعَتُودُ: الجَدْيُ الذي استَكْرَشَ، وقيل: هو الذي بلغ السِّفادَ، وقيل: هو الذي أَجْذَعَ. والعَتُودُ من أَولاد المَعَز: ما رَعى وقَوِيَ وأَتى عليه حَوْل. وفي حديث الأُضحية: وقد بقي عندي عَتُودٌ. وفي حديث عمر وذكَرَ سِياسَتَهُ فقال: وَأَضُمُّ العَتُودَ أَي أَرُدُّه إذا نَدَّ وشَرَدَ، والجمع أَعْتِدَةٌ وعِدَّانٌ، وأَصله عِتْدانٌ إِلا أَنه أُدغم؛ وأَنشد أَبو زيد:

واذْكُرْ غُدانَةَ عِدّانـاً مُـزَنَّـمَة

 

من الحَبَلَّقِ، تُبْنى حَوْلها الصِّيَرُ

وهو العَريضُ أَيضاً. ابن الأَعرابي: العَتادُ القَدَحُ، وهو العَسْفُ والصَّحْنُ، والعَتادُ: العُسُّ من الأَثل؛ عن أَبي حنيفة. قال الجوهري: وربما سَمَّوُا القَدَحَ الضَّخْم عَتاداً؛ وأَنشد أَبو عمرو:

فكُلْ هَنِيّاً ثم لا تُزَمِّـلِ،

 

وادْعُ هُديتَ بِعَتادٍ جُنْبُلِ

قال شمر: أَنشد ابن عدنان وذكر أَن أَعرابيّاً مِنْ بَلْعَنْبَرِ أَنشده هذه الأُرجوزة:

يا حمزُ، هل شَبِعْتَ من هذا الخَبَطْ؟

أَو أَنتَ في شَكٍّ فهذا مُنْتَفَدْ،

صَقْبٌ جَسِيمٌ وشَديدُ المُعْتَمَدْ:

يَعْلُو به كلُّ عَتُودٍ ذاتِ وَدْ،

عرُوقُها في البحر تَرْمي بالزَّبَد

ْ قال: العَتُودُ السِّدْرَة أَو الطَّلْحَةُ. وعَتائِد: موضع، وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي. وعَتْيَدٌ وعِتْوَدٌ: واد أَو موضع؛ قال ابن جني: عَتْيَدٌ مصنوع كَصَهْيَدٍ، وعِتْوَدٌ دُوَيْبَّةٌ مثل بها سيبويه وفسرها السيرافي. وَعَتْوَدٌ على بِناء جَهْورٍ مَأْسَدَةٌ؛ قال ابن مقبل:

جُلوساً به الشُّمُّ العِجافُ كأَنَّه

 

أُسودٌ بِتَرْجٍ، أَو أُسودٌ بَعَتْوَدا

وعِتْوَدٌ: اسم واد، وليس في الكلام فِعْوَلٌ غيره، وغير خِرْوَعٍ.

عتر

عتَرَ الرُّمْحُ وغيره يَعْتِر عَتْراً وعتَراناً: اشتدّ واضطرب واهتز؛ قال:

وكلّ خَطِّيٍّ إذا هُزَّ عَتَرْ

والرُّمْحُ العاترُ: المضطرب مثل العاسِل، وقد عَتَرَ وعَسَلَ وعَرَتَ وعَرَصَ. قال الأَزهري: قد صح عَتَر وعرتَ ودلَّ اختلافُ بنائها على أَن كل واحد منها غير الآخر. وعَتَر الذكَرُ يَعْتِر عَتْراً وعُتُوراً:اشتدّ إِنعاظُه واهتز؛ قال:

تقول إِذْ أَعْجَبَها عُتُورُه،

وغابَ في فقْرتِها جُذْمورُه:

أَسْتَقْدِرُ اللهَ وأَسْتَخِيرُه

والعُتُر: الفروجُ المُنْعِظة، واحدها عاتِرٌ وعَتُور. والعَتْر والعِتْر: الذَّكَر.
ورجل مُعَتَّر: غليظٌ كثير اللحم. والعَتَّار: الرجل الشجاع، والفرس القوي على السير، ومن المواضع الوَحْش الخشن؛ قال المبرد: جاء فِعْوَل من الأَسماء خِرْوعَ وعِتْوَر، وهو الوادي الخشن التربة. والعِتْر: العَتِيرة، وهي شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم مثل ذِبح وذَبِيحة. وعَتَرَ الشاةَ والظبية ونحوهما يَعْتِرُها عَتْراً، وهي عَتِيرة: ذَبَحها.
والعَتِيرةُ: أَول ما يُنْتَج كانوا يذبحونها لآلهتهم؛ فأَما قَوله:

فخرّ صَرِيعاً مثلَ عاتِرَة النُّسُكْ

فإِنه وضع فاعلاً موضع مفعول، وله نظائر، وقد يكون على النسب؛ قال الليث: وإنما هي مَعْتُورةٌ، وهي مثل عِيشَة راضية وإِنما هي مَرْضِيّة.
والعِتْر: المذبوح. والعِتْر: ما عُتِرَ كالذِّبْح. والعِتْرُ: الضم يُعْتَرُ له؛ قال زهير:

فَزَلّ عنها وأَوْفى رأْس مَرْقَـبَةٍ،

 

كناصِبِ العِتْر دَمىً رأْسَه النُّسُكُ

ويروى: كمَنْصِب العِتْر؛ يريد كمنصب ذلك الصنم أَو الحجر الذي يُدَمَّى رأْسُه بدم العَتِيرة، وهذا الصنم كان يُقَرَّب له عِتْرٌ أَي ذِبْح فيذبح له ويُصيب رأْسه من دم العِتْر؛ وقول الحرث بن حِلِّزة يذكر قوماً أَخذوهم بذنب غيرهم:

عَنَناً باطلاً وظُلْماً، كمـا تُـعْ

 

تَرُ عن حَجْرة الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ

معناه أَن الرجل كان يقول في الجاهلية: إِن بَلَغَتْ إِبلي مائة عَتَرْت عنها عَتِيرةً، فإِذا بلغت مائةً ضَنَّ بالغنم فصاد ظبياً فذبحه؛ يقول فهذا الذي تَسَلُوننا اعتراضٌ وباطل وظلم كما يُعْتَر الظبيُ عن رَبِيض الغنم. وقال الأَزهري في تفسير الليث: قوله كما تُعْتَر يعني العَتِيرة في رجب، وذلك أَن العرب في الجاهلية كانت إذا طلب أَحدُهم أَمراً نَذَرَ لئن ظَفِرَ به ليذبَحَنَّ من غنمه في رجب كذا وكذا، وهي العَتائر أَيضاً ظَفر به فربما ضاقت نفسُه عن ذلك وضَنّ بغنمه، وهي الرَّبِيض، فيأْخذ عددَها ظباءً، فيذبحها في رجب مكان تلك الغنم، فكأَن تلك عتائرُه، فضرب هذا مثلاً، يقول: أَخَذْتمونا بذنبِ غيرِنا كما أُخِذَت الظباءُ مكانَ الغنم.
وفي الحديث أَنه قال: لا فَرَعةَ ولا عَتِيرَلآ؛ قال أَبو عبيد: العَتِيرة هي الرَّجَبِيَّة، وهي ذبيحة كانت تُذْبَح في رجب يتَقَرَّب بها أَهلُ الجاهلية ثم جاء الإِسلام فكان على ذلك حتى نُسخَ بعد؛ قال: والدليل على ذلك حديث مخنف ابن سُلَيم قال: سمعت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يقول إِنّ على كل مسلم في كل عام أَضْحاةً وعَتِيرَةً؛ قال أَبو عبيد: الحديث الأَول أَصح، يقال منه: عَتَرْت أَعْتِرُ عَتْراً، بالفتح، إذا ذَبح العَتِيرة؛ يقال: هذه أَيام تَرْجِيبٍ وتَعْتارٍ. قال الخطابي: العَتيرةُ في الحديث شاة تُذْبَح في رجب، وهذا هو الذي يُشْبِه معنى الحديث ويَلِيق بحكم الدِّين، وأَما العَتِيرة التي كانت تَعْتِرُها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تُذْبَح للأَصنام ويُصَبُّ دَمُها على رأْسها.
وعِتْرُ الشيء: نصابُه، وعِتْرةُ المِسْحاة: نِصابُها، وقيل: هي الخشبة المعترضة فيه يعتمد عليها الحافِرُ برجله، وقيل: عِتْرتُها خشبتُها التي تسمى يَدَ المِسْحاة. وعِتْرةُ الرجل: أَقْرِباؤه من ولدٍ وغيرهِ، وقيل: هم قومُهُ دِنْياً، وقيل: هم رهطه وعشيرته الأَدْنَون مَنْ مَضى منهم ومَن غَبَر؛ ومنه قول أَبي بكر، رضي الله عنه: نحن عِتْرةُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، التي خرج منها وبَيْضَتُه التي تَفَقَأَتْ عنه، وإِنما جِيبَت العرَبُ عنّا كما جِيَبت الرحى عن قُطْبها؛ قال ابن الأَثير: لأَنهم من قريش؛ والعامة تَظُنُّ أَنها ولدُ الرجل خاصة وأَن عترة رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ولدُ فاطمة، رضي الله عنها؛ هذا قول ابن سيده، وقال الأَزهري، رحمه الله، وفي حديث زيد بن ثابت قال: قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إِني تارك فيكم الثَّقَلَينِ خَلْفي: كتابَ الله وعتْرتي فإِنهما لن يتفرّقا حتى يَرِدا عليّ الحوض؛ وقال: قال محمد بن إِسحق وهذا حديث صحيح ورفعَه نحوَه زيدُ بن أَرقم وأَبو سعيد الخدري، وفي بعضها: إِنِّي تاركٌ فيكم الثَّقَلْين: كتابَ الله وعِتْرَتي أَهلَ بيتي، فجعل العترة أَهلَ البيت. وقال أَبو عبيد وغيره: عِتْرةُ الرجل وأُسْرَتُه وفَصِيلتُه رهطه الأَدْنَون.
ابن الأَثير: عِتْرةُ الرجل أَخَصُّ أَقارِبه. وقال ابن الأَعرابي:العِتْرة ولدُ الرجل وذريته وعِقُبُه من صُلْبه، قال: فعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، وولدُ فاطمة البَتُول، عليها السلام. وروي عن أَبي سعيد قال: العِتْرةُ ساقُ الشجرة، قال: وعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، عبدُ المطلب ولده، وقيل: عِتْرتُه أَهل بيته الأَقربون وهم أَولاده وعليٌّ وأَولاده، وقيل: عِتْرتُه الأَقربون والأَبعدون منهم، وقيل: عِتْرةُ الرجل أَقرباؤُه من ولد عمه دِنْياً؛ ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، حين شاوَرَ أَصحابَه في أَسَارَى بدر: عتْرتُك وقَوْمُك؛ أَراد بِعِتْرتِه العباسَ ومن كان فيهم من بني هاشم، وبقومه قُرَيشاً. والمشهور المعروف أَن عتْرتَه أَهلُ بيته، وهم الذين حُرّمَت عليهم الزكاة والصدقة المفروضة، وهم ذوو القربى الذين لهم خُمُسُ الخُمُسِ المذكور في سورة الأَنفال.
والعِتْرُ، بالكسر: الأَصل، وفي المثل: عادَتْ إِلى عِتْرِها لَمِيس أَي رجعت إِلى أَصلها؛ يُضْرَب لمن رجع إِلى خُلُق كان قد تركه. وعِتْرة الثغر: دِقَّةٌ في غُروبِه ونقاءٌ وماءٌ يجري عليه. يقال: إِن ثغرها لذو أُشْرة وعِتْرةٍ. والعِتْرةُ: الرِّيقةُ العذبة. وعِتْرةُ الأَسنان: أُشَرُها. والعِتْرُ: بَقْلَةٌ إذا طالت قطع أَصلها فخرج منه اللَّبن؛ قال البُرَيْق الهذلي:

فما كنتُ أَخْشَى أَن أُقِيمَ خِلافَهم،

 

لِستّة أَبياتٍ، كما نَبَتَ العِـتْـرُ

يقول: هذه الأَبيات متفرقة مع قلتها كتفرق العِتْر في مَنْبِته، وقال: لستة أَبيات كما نبت، لأَنه إذا قُطع نبتَ من حواليه شُعَبٌ ست أَو ثلاث؛ وقال ابن الأَعرابي: هو نبات متفرق، قال: وإِنما بَكَى قومَه فقال: ما كنت أَخشى أَن يموتوا وأَبقى بين ستة أَبيات مثل نبت العِتْر؛ قال غيره: هذا الشاعرُ لم يَبْكِ قوماً ماتُوا كما قال ابن الأَعرابي، وإِنما هاجروا إِلى الشام في أَيام معاوية فاستأْجرهم لقتال الروم، فإِنما بَكَى قوماً غُيَّباً متباعدين؛ أَلا ترى أَن قبل هذا:

فإِن أَكُ شيخاً بالرَّجِيع وصِبْـية،

ويُصْبِحُ قومِي دُونَ دارِهمُ مِصْر

فمـا كـنـت أَخـشـى......

والعِتْر إِنما ينبت منه ست من هنا وست من هنالك لا يجتمع منه أَكثر من ست فشبّه نفسَه في بقائه مع ستة أَبيات مع أَهله بنبات العِتْر وقيل:العِتْر الغَضّ، واحدته عِتْرة، وقيل: العِتْرُ بقلةٌ، وهي شجرة صغيرة في جِرْم العرفج شاكةٌ كثيرة اللَبن، ومنَبْتُها نجدٌ وتهامة، وهي غُبَيراء فَطحاء الورق كأَن ورقها الدراهمُ، تنبت فيها جِراءٌ صغارٌ أَصغر من جِراء القطن، تؤكل جراؤها ما دامت غَضَّةً؛ وقيل: العِتْر ضرب من النبت، وقيل:العِتْر شجرِ صِغَار، واحدتها عِتْرةٌ، وقيل: العِتْر نبت ينبت مثل المَرْزَنْجوش متفرقاً، فإِذا طال وقُطِعَ أَصله خرج منه شَبِيهُ اللبن، وقيل:هو المَرْزَنْجوش، قيل: إِنه يُتَداوَى به؛ وفي حديث عطاء: لا بأْس للمُحْرِم أَن يَتَداوى بالسَّنا والعِتْر؛ وفي الحديث: أَنه أُهْدِي إِليه عتْرٌ فَسُرَّ بهذا النبت؛ وفي الحديث: يُفْلغُ رأْسي كما تُفْلغُ العِتْرةُ؛ هي واحدة العِتْرُ؛ وقيل: هو شجرة العرفج؛ قال أَبو حنيفة: العِتْرُ شجر صغار له جِرَاء نحو جِراء الخَشْحَاش، وهو المَرزَنجوش. قال: وقال أَعرابي من ربيعة: العِتْرةُ شُجَيرة تَرْتفعُ ذراعاً ذات أَغصان كثيرة وورق أَخضر مُدَوّر كورق التَّنُّوم، والعِتْرة: قثَّاء اللَّصَف، وهو الكَبَر، والعِتْرة: شجرة تنبت عند وِجَارِ الضّب فهو يُمَرّسُها فلا تَنْمِي، ويقال: هو أَذلُّ من عِتْرة الضّب. والعِتْر المُمَسَّكُ: قلائدُ يُعْجَنَّ بالمسك والأَفاويهِ، على التشبيه بذلك. والعِتْرةُ والعِتُوارةُ: القطعة من المسك.
وعِتْوَارة وعُتْوارة؛ الضمُّ عن سيبويه: حَيٌّ من كنانة؛ وأَنشد:

مِن حَيٍّ عِتْوارٍ ومَنْ تَعَتْوَرا

قال المبرد: العَتْوَرةُ الشدة في الحرب، وبنو عِتْوارة سميت بهذا لقوتها في جميع الحيوان، وكانوا أُولِي صبر وخُشونةٍ في الحرب. وعِتْر: قبيلة.
وعاتِرُ: اسم امرأَة. ومِعْتَر وعُتَير: اسمان. وفي الحديث ذكرُ العِتْر، وهو جبل بالمدينة من جهة الفِبْلة.

عترس

العَتْرَسَةُ: الغَصْب والغَلَبَة والأَخذ بشدِّة وعُنْفٍ وجَفاء وغِلْظَةٍ، وقيل: الغَلَبَةُ والأَخْذُ غَصْباً. يقال: أَخَذَ مالَه عَتْرَسَةً. وعَتْرَسَه مالَه، متعدّ إِلى مفعولين: غَصَبَهُ إِياه وقهره.
وعَتْرَسَهُ: أَلزقه بالأَرض، وقيل: جذبه إِليها وضَغَطَهُ ضَغْطاً شديداً.
وفي حديث ابن عمر قال: سُرِقَتْ عَيْبَةٌ لي ومعنا رجل يُتَّهَمُ فاسْتَعْدَيْتُ عليه عُمَرَ وقلت: لقد أَردتُ أَن آتي به مَصْفُوداً، فقال: تأْتيني به مصفوداً تُعَتْرِسُه؟ أَي تَقْهَرُه من غير حُكْمٍ أَوجب ذلك؛ وقال الأَزهري في الحديث: إِن رجلاً جاء إلى عمر برجل قد كَتَفَهُ فقال: أَتُعَتْرِسُه؟ يعني أَتَقْهَرُه وتظلمه دون حُكْمِ حاكمٍ؛ قال شمر: وقد روي هذا الحرف مصحَّفاً عن عمر، فقال: قال عمر بغير بينة، وهي تصحيف تُعَتْرِسُه؛ قال: وهذا محال لأَنه لو أَقام عليه البينة لم يكن له في الحكم أَن يكتفه. وفي حديث عبد اللَّه: إذا كان الإِمامُ تَخاف عَتْرَسَتَه فقل: اللهم رَبَّ السموات السبع ورَبَّ العرش العظيم كُنْ لي جاراً من فلان.والعَتْرَسُ والعَتَرَّسُ والعِتْريسُ، كله: الضابط الشديد، وقيل: هو الجَبَّار الغَضْبان.
والعِتْريسُ والعَنْتَريسُ: الداهية. والعِتْريسُ: الذَّكَرُ من الغِيلانِ، وقيل: هو اسم للشيطان. والعَنْتَريسُ: الناقة الصُّلْبَةُ الوثيقةُ الشديدة الكثيرةُ اللحم الجواد الجريئة، وقد يوصف به الفرس؛ قال سيبويه: هو من العَتْرَسَةِ التي هي الشدة، لم يَحْكِ ذلك غَيْرهُ؛ قال الجوهري: النون زائدة لأَنه مشتق من العترسة.
أَبو عمرو: يقال للديك العُتْرُسانُ والعِتْرِسُ، وقيل: العِتْرِسُ الرجل الحادِرٌ الخَلْقِ العظيمُ الجِسمِ العَبْلُ المفاصلِ، ومثله العردس؛ قال العجاج:

ضَخْم الخُباساتِ إذا تَـخَـبَّـسـا

 

عَصْباً، وإِن لاقى الصِّعابَ عَتْرَسا

يقال: عَتْرَسَ أَخذ بجفاء وخُرْقٍ. والعَنْتَريسُ: الشجاع؛ وأَنشد قول أَبي دُواد يصف فرساً:

كلُّ طِرْفٍ مُوَثَّقٍ عَنْتَريسٍ

 

مُسْتَطِيلِ الأَقْرابِ والبُلْعُومِ

وعنى بالبلعوم جَحْفَلَتَه، أَراد بياضاً سائلاً على جَحْفَلَتِه.

عترف

العِتْرِيف: الخبيث الفاجر الذي لا يبالي ما صنع، وجمعه عَتارِيف.
وفي الحديث: أَنه ذكر الخلفاء بعده فقال: أَوَّهْ لفِراخِ محمد من خَلِيفةٍ يُسْتَخلَف عِتْرِيفٍ مُتْرَف، يقتل خَلَفِي وخَلَفَ الخَلَف؛ العِتْرِيفُ: الغاشم الظالم، وقيل: الدّاهي الخبيث، وقيل: هو قلب العِفريت الشيطان الخبيث، قال الخطابي: قوله خلفي يُتأَوَّل على ما كان من يزيد ابن معاوية إلى الحسين بن علي بن أَبي طالب وأَولاده، عليهم السلام، الذين قتلوا معه؛ وخَلَفُ الخَلفِ: ما تم يوم الحَرَّةِ على أَولاد المهاجرين والأَنصار. وجَمَل عِترِيفٌ وناقة عِتْريفة: شديدة؛ قال ابن مقبل:

من كل عِتْريفةٍ لم تَعْدُ أن بَزَلَتْ

 

لم يَبْغِ دِرَّتَهـا داعٍ ولا رُبَـعُ

الجوهري: رجل عِتْريف وعُتروف أَي خبيث فاجر جَرِيءٌ ماضٍ.
والعُتْرُفانُ، بالضم: الديك؛ وأَنشد ابن بري لعدي ابن زيد:

ثلاثةَ أَحْوال وشهراً مُـحَـرَّمـاً

 

تُضِيءُ كعَينِ العُتْرُفان المُحارب

ويقال للديك: العُتْرُفانُ والعُتْرُفُ والعُتْرُسان والعَتْرَس؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي دواد في العُترُفان الديك:

وكأَنَّ أَسآدَ الجِـيادِ شَـقـائق

 

أَو عُتْرُفانٌ قد تَحَشْحَشَ للبِلى

يريد ديكاً قد يَبِسَ ومات. والعُتْرُفانُ: نبت عَريضٌ من نبات الربيع.

عتش

عَتَشَهُ يَعْتِشُه عَتْشاً: عَطَفه، قال: وليس بثت.

عتف

ابن الأعرابي: العُتوفُ النَّتْفُ. ويقال: مَضَى عِتفٌ من الليل وعِدْفٌ من الليل أَي قطعة.

عتق

العِتْقُ: خلاف الرِّق وهو الحرية، وكذلك العَتاقُ، بالفتح، والعَتاقةُ؛ عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ عِتْقاً وعَتْقاً وعَتاقاً وعَتاقَةً، فهو عَتيقٌ وعاتِقٌ، وجمعه عُتَقاء، وأَعْتَقْتُه أَنا، فهو مُعْتَقٌ وعَتيقٌ، والجمع كالجمع، وأَمَةٌ عَتيقٌ وعَتيقَةٌ في إِماءٍ عَتائِق. وفي الحديث: لن يَجْزي ولدٌ والده إِلاَّ أَن يجده مملوكاً فيشتريه فيَعْتِقَه؛ قال ابن الأَثير: وقوله فيَعْتِقَه ليس معناه استئناف العِتْقِ فيه بعد الشراء لأَن الإجماع منعقد أَن الأَب يَعْتقُ على الابن إذا ملكه في الحال وإِنما معناه أَنه إذا اشتراه فدخل في ملكه عتق عليه، فلما كان الشِّراءُ سبباً لعَتقِه أُضيف العِتقُ إِليه، وإِنما كان هذا جَزاء له لأَن العِتْقَ أَفضل ما يُنْعِم به أَحدٌ على أَحد، إِذ خلصه بذلك من الرقِّ وجَبَر به النقص الذي له وتكمل له أَحكام الأَحرار في جميع التصرفات.
وفلان مَولى عَتاقَةٍ ومَوْلىً عَتيقٌ ومَوْلاةٌ عتيقةٌ ومَوالٍ عُتَقاء ونساء عَتائق: وذلك إذا أُعْتِقْنَ. وحلف بالعَتاقِ أَي الإِعْتاق.وعَتيقٌ: اسم الصدِّيق، رضي الله عنه، قيل: سمي بذلك لأَن الله تبارك وتعالى أَعْتَقَه من النار، واسمه عبد الله بن عثمان؛ روت عائشة أَن أَبا بكر دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أَبا بكر أَنت عَتيقُ الله من النار، فمِنْ يومئذ سُمِّي عَتيقاً. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه سمي عَتيقاً لأَنه أُعْتِقَ من النار؛ سماه به النبي، صلى الله عليه وسلم، وقيل: كان يقال له عَتيقٌ لجماله.
وعَتَقَتْ عليه يمينٌ تَعْتِقُ: سبقت وتقدمت، وكذلك عَتُقَتْ، بالضم، أَي قَدُمت ووجبت كأَنه حفظها فلم يحنث. وعَتَقَتْ منِّي يمين أَي سبقت؛ وأَنشد لأَوس بن حجر:

عليّ أَليَّةٌ عَتَقَـتْ قـديمـاً،

 

فليس لها، وإِن طُلِبَتْ، مَرامُ

أَي لزمتني، وقيل أَي ليس لها حيلة وإِن طُلِبَتْ. أَبو زيد: أَعْتَقَ يمينَه أَي ليس لها كفارة. وعَتَقَت الفرسُ تَعْتِقُ وعَتُقتِ عِتْقاً:سبقت الخيل فَنَجَتْ. وفرس عاتِقٌ: سابق. ورجل مِعْتاقُ الوَسيقَة إذا طَرَدَ طَريدةً سبق بها، وقيل: سَبَقَ بها وأَنجاها؛ قال أَبو المثلم يرثي صخراً:

حامِي الحَقيقَةِ نسَّالُ الوَدِيقة، مِعْ

 

تاقُ الوَسيقَةِ، لا نِكْسٌ ولا واني

قال: ولا يقال مِعْناق.والعاتِقُ: الناهض من فِراخ القطا. قال أَبو عبيد: ونرى أَنه من السبق على أَنه يَعْتقُ أَي يسبق. يقال: هذا فرخ قطاة عاتِقٌ إذا كان قد اسْتَقَلّ وطار. وعِتاقُ الطير: الجوارح منها، والأَرْحَبِيَّاتُ العِتاقُ: النجائب منها، وقيل:العاتِقُ من الطير فوق الناهض، وهو في أَول ما يَتَحَسَّرُ ريشه الأَول وينبت له ريش جُلْذِيّ أَي شديد، وقيل: العاتِقُ من الحمام ما لم يُسِنّ ويَسْتَحْكِم، والجمع عُتَّق. وجارية عاتِقٌ: شابة، وقيل: العاتِقُ البكر التي لم تَبِنْ عن أَهلها، وقيل: هي التي بين التي أَدركت وبين التي عَنَسَتْ: والعاتِقُ: الجارية التي قد أَدركت وبلغت فخُدِّرَتْ في بيت أَهلها ولم تتزوج، سمّيت بذلك لأنها عَتَقَتْ عن خدمة أَبويها ولم يملكها زوج بعدُ، قال الفارسي: وليس بقوي؛ قال الشاعر:

أَقِيدي دَماً، يا أُمَّ عمرو، هَرَقْتِه

 

بكفَّيْك، يوم الستر، إِذ أَنْتِ عاتِقُ

وقيل: العاتِقُ الجارية التي قد بلغت أَن تَدَرَّعَ وعَتَقَتْ من الصِّبا والاستعانة بها في مِهْنَةِ أَهلها، سمِّيت عاتِقاً بها، والجمع في ذلك كله عَواتِق؛ قال زهير بن مسعود الضبي:

ولم تَثِقِ العَواتِقُ من غيورٍ

 

بغَيْرَتِه، وخَلَّيْنَ الحِجـالا

وفي الحديث: خرجب أُم كلثوم بنت عقبة وهي عاتِقٌ قبل هجرتها؛ قال ابن الأَثير: العاتِقُ الشابة أَول ما تُدْرِكُ، وقيل: هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تتزوج وقد أَدركت وشَبَّت، ويجمع على العُتَّقِ، ومنه حديث أُم عطية: أُمِرْنا أَن نخرج في العيدين الحُيَّض والعُتَّق، وفي رواية: العَواتِق؛ يقال: عَتَقَتِ الجارية، فهي عاتِقٌ، مثل حاضَتْ، فهي حائضٌ. وكل شيء بلغ إِناهُ فقد عَتَقَ.والعَتقُ: الكريم الرَّائعُ من كل شيء والخيارُ من كل شيء التمر والماء والبازي والشَّحْم. والعِتْقُ: الكَرَمُ؛ يقال:ما أَبْيَنَ العِتْقَ في وجه فلان، يعني الكرم. والعِتْقُ: الجمال. وفرس عَتقٌ: رائع كريم بَيِّن العِتْقِ، وقد عَتُقَ عَتاقَةً، والاسم العِتْقُ، والجمع العِتاقُ. وامرأَة عَتِيقةٌ: جميلة كريمة؛ وقوله:

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْمن الحُسْنِ سِرْبالاً عَتِيقَ البَنائقِ

يعني حَسَن البنائق جميلها. والعُتُقُ: الشجر التي يتخذ منها القسيّ العربية؛ عن أَبي حنيفة، قال: يراد به كَرَمُ القوس لا العِتْق الذي هو القِدَم. وقال مُرَّة عن أَبي زياد: العِتْق الشجر التي تعمل منها القِسِيُّ، قال: كذا بلغني عن أَبي زياد والذي نعرفه العُتُق. والعَتيقُ: فحل من النخل معروف لا تَنْفُضُ نخلته. وعَتيقُ الطير: البازي؛ قال لبيد:

فانْتَضَلْنا، وابنُ سَلْمى قاعدٌ،

 

كعَتيقِ الطير يُغْضى ويُحَلّ

ابن سلمى: النعمان، وإِنما ذكر مقامته مع الربيع بين يدي النعمان. ابن الأَعرابي: كلُّ شيء بلغ النهاية في جودةٍ أَو رداءة أَو حسن أَو قبح، فهو عَتيقٌ، وجمعه عَتُقٌ. والعاتِقةُ من القوس: مثل العاتِكَةِ، وهي التي قَدُمت واحْمَرّت. والعَتيقُ: القديم من كل شيء حتى قالوا رجل عَتيقٌ أَي قديم. وفي الحديث: عليكم بالأَمر العَتيقِ أَي القديم الأَول، ويجمع على عِتاقٍ كشريف وشِرافٍ. ومنه حديث ابن مسعود: إِنهنَّ من العِتاقِ الأُوَلِوهنِّ من تلادي؛ أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السور اللاتي أُنْزِلت أَولاً بمكة وأَنها من أَول ما تعلَّمه من ا لقرآن. وقد عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً أَي قَدُم وصار عَتيقاً، وكذلك عَتَقَ يَعْتُقُ مثل دَخَل يدخُل، فهو عاتِقٌ، ودنانير عُتُقٌ، وعتَّقْتُه أَنا تَعْتيقاً. وفي التنزيل: ولْيَطَّوَّفوا بالبيت العَتيقِ. وفي حديث ابن الزبير أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إِنما سَمَّى الله البيتَ العَتيقَ لأَن الله أَعْتَقَه من الجبابرة فلم يَظْهر عليه جَبَّار قط، والبيت العَتيقُ بمكة لقدمه لأَنه أَول بيت وضع للناس؛ قال الحسن: هو البيت القديم، دليله قوله تعالى: إن أَول بيت وُضِعَ للناس للَّذِي بِبَكَّة مباركاً؛ وقيل: لأَنه أُعْتِقَ من الغرق أَيام الطوفان، دليله قوله تعالى: وإُذْ بوَّأْنا لإِبراهيم مكان البيت؛ وهذا دليل على أَن البيت رُفِع وبقي مكانُه، وقيل: إِنه أُعْتِقَ من الجبابرة ولم يَدَّعِهِ منهم أُحد، وقيل: سمي عَتيقاً لأَنه لم يملكه أَحد، والأَول أَولى. وقال بعض حُذَّاق اللغويين. العِتْقُ للمَوَات كالخمر والتمر، والقِدَمُ للمَوَات والحيوانِ جميعاً. وخمر عَتِيقةٌ: قديمة حُبست زماناً في ظرفها؛ فأَما قول الأَعشى:

وكأَنَّ الخَمْر العَتيقَ من الإِسْ

 

فَنْطِ مَمْزوجةٌ بمـاءٍ زُلالٍ

فإِنه قد يُوِجَّه على تذكير الخمر، فإِما أَن يكون تذكير الخمر معروفاً. وإِما أَن يكون وَجهَّهَا على إِرادة الشراب، ومثله كثير، أَعني الحمل على المعنى، قال أَبو حنيفة: وإِن شئت جعلت فَعيلاً هنا في معنى مفعول كما تقول عينٌ كحيلٌ، فتكون الخمر مؤنثة على اللغة المشهورة. ويقال لجَيَّدِ الشراب عاتقٌ، والعاتِقُ: الخمر القديمة؛ قال حسان:

كالمِسْكِ تَخْلِطُه بماء سَحابةٍ

 

أَو عاتِقٍ، كدم الذَّبيحِ مُدَامِ

وقد عَتَقَت الخمرُ وعَتَّقَها. والمُعَتَّقَةُ: من أَسماء الطِّلاء والخمر؛ قال الأَعشى:

وسَبيئَة مما تُعَتِّقُ بابِـلٌ،

 

كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها

والمُعَتَّقَةُ: الخمر التي عَتِّقَتْ زماناً حتى عَتُقَتْ. والعاتِقُ:كالعَتِيقَةِ، وقيل: هي التي لم يَفُضَّ أَحدٌ ختامها كالجارية العاتِقِ، وقيل: هي لم تُفْتَضَّ؛ قال لبيد:

أُغْلي السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ،

 

أَو جَونةٍ قُدِحَت وفُضَّ خِتامُها

وبَكْرَةٌ عَتيقَةٌ إذا كانت نجيبة كريمة. وقال أَعرابي: لا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حتى تَسْلم من القَرْحة والعُرَّة، فإِذا منهما فقد عَتُقَتْ وثبتت، ويروى نبتت. وعَتُقت: قدُمت؛ وكل ذلك عن ابن الأَعرابي. وقال ثعلب:قد عَتَقَتْ، بالفتح، تَعْتِق عِتْقاً أَي نَجَتْ فسبقت. وأعْتقها صاحبها أَي أَعجلها وأَنجاها. وعَتَق السمن وعَتْق: يعني قَدُم؛ عن اللحياني.
والعَتيقُ: الماء، وقيل: الطِّلاء والخمر، وقيل: اللبن. وعَتَّقَ بِفِيه يُعَتِّقُ إذا بَزَمَ وعض.
والعِتْقُ: صلاح المال. وعَتَقَ المال عِتْقاً: صلح، وعَتَقَه وأَعْتَقه فَعَتَق: أَصلحه فصلح، وعَتُقَ فلان بعد استعلاج يَعْتُق، فهو عَتيقٌ:رقَّ وصار عَتيقاً، وهو رقة الجلد، أَي رَقَّت بَشَرته بعد الغلظ والجفاء، وعَتَقَ التمر وغيره وعَتُقَ، فهو عَتيقٌ: رقَّ جلده، وعَتُقَ يَعْتُق إذا صار قديماً. وقال أَبو حنيفة: العَتيقُ اسم للتمر عَلَم؛ وأَنشد قول عنترة:

كَذَب العَتيقُ وماءُ شَنّ بـاردٌ،

 

إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهبي

قيل: إِنه أَراد بالعَتيق التمر الذي قد عَتُق؛ خاطب امرأَته حين عاتبته على إِيثار فرسه بأَلبان إِبله فقال لها: عَلَيك بالتمر والماء البارد وذَرِي اللبن لفرسي الذي أَحميك على ظهره، وقال: هو الماء نفسه؛ وهذه الأَبيات قيل إِنها لعنترة، وقال ابن خالويه: إِنها لخُزَز بن لَوْذَان السدوسي، وهي:

كَذَب العتيقُ وماء شنّ بـاردٌ،

 

إِن كنت سائِلَتي غَبوقاً فاذهبي

لا تُنْكِري فرسي وما أَطعمْتُه،

 

فيكونَ لونُكِ مثلَ لون الأَجْرَبِ

إِني لأَخْشَى أَن تَقول حَليلَتـي:

 

هذا غُبار ساطعٌ فَتَـلَـبَّـبِ

إنَّ الرجالَ لهُمْ إِلـيك وسِـيلةٌ

 

أَن يأْخذوك تَكَحَّلي وتخَضَّبـي

ويكون مَرْكَبُكِ القَلوصَ وظِلَّهُ،

 

وابنُ النَّعامَةِ يوم ذلك مَرْكَبي

قال: والعَتيقُ التمر الشهْريزُ، وجمعه عَتُق.والعاتِقُ: ما بين المَنْكب والعُنُقِ، مذكر وقد أُنث وليس بثبت؛ وزعموا أَن هذا البيت مصنوع وهو:

لا نَسَبَ الـيومَ ولا خُـلَّةٌ،

 

اتِّسَعَ الفَتْقُ على الراتِـقِ

لا صُلْحَ بيني، فاعْلَموهُ، ولا

 

بينكُمُ، ما حَمَلَتْ عاتِـقـي

سيفي وما كنَّا بنَجْدٍ، ومـا

 

قَرْقَر قُمْرُ الوادِ بالشاهِقِ

قال ابن بري: والعاتِقُ مؤنثة، واستشهد بهذه الأَبيات ونسبها لأبي عامر جدِّ العباس بنِ مِرْداس وقال: ومن روى البيت الأَول:

اتَّسَعَ الخرقُ على الراقِع

فهو لأَنس بن العباس بن مرداس؛ قال اللحياني: هو مذكر لا غير، وهما عاتِقانِ والجمع عُتْق وعُتَّق وعواتِقُ. ورجل أَمْيَلُ العاتِقِ: معْوَجُّ موضع الرداء. والعاتِقُ: الزِّقُّ الواسع الجيد؛ وبه فسر بعضهم قول لبيد:

أَغْلى السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ

وقد تقدم؛ قال الأَزهري: جعل العاتِقَ زقاًّ لما رآه نعتاً للأَدْكن وإِنما أراد بالعاتِقِ جيّدَ الخمر وهو كقوله: أَو جَوْنةٍ قُدِحَتْ، وإِنما قدح ما فيها، والجَونة: الخابية، والقَدْح الغَرْف. وقال الجوهري: هو الزِّقّ الذي طابت رائحته، وقوله بِكُلّ يعني من كل، والسِّباء: اشتراء الخمر. والعاتِقُ أَيضاً: المزادة الواسعة. والمُعَتَّقةُ: ضرب من العطر.وأَبو عَتيقٍ: كنية، ومنه ابن أَبي عَتيقٍ هذا الماجِنُ المعروف، وإِنما قيل قَنْطرة عَتيقَةٌ، بالهاء، وقنطرة جَديدٌ، بلا هاء، لأَن العَتيقَةَ بمعنى الفاعلة والجديد بمعنى المفعولة ليُفْرَقَ بين ما له الفعل وبين ما الفعل واقع عليه.

عتك

عَتَكَ يَعْتِكُ عَتْكاً: كَرَّ، وفي التهذيب: كرَّ في القتال.
وعَتَكَ عَتْكَةً مُنْكَرة إذا حمل. وعَتَك الفرسُ: حَمَل للعَضِّ؛ قال:

نُتْبِعهُم خَـيْلاً لـنـا عَـواتِـكَـا،

 

في الحرب، حُرْداً تَركَبُ المَهالكا

أَي مُغْتاظة عليهم، ويروى عَوانكا. وعَتَك في الأرض يَعْتِك عُتُوكاً:ذهب وحده. وعَتَك عليه يضربه: حَمَلَ عليه حَمْلةَ بَطْش. وعَتَك عليه بخير أَو شرّ: اعترض. وعَتَك على يمين فاجرة. أَقْدَم. والعاتِك: الراجع من حال إلى حال. وعَتَكَ فلان بفلان يَعْتِك به إذا لزمه. وعَتَكتِ المرأةُ على زوجها: نَشَزَت. وعَتَكَتْ على أَبيها: عصته وغلبته، وقال ثعلب:إنما هو عَنَكت،بالنون، والتاء تصحيف. وعَتَكَ القومُ إلى موضع كذا إذا عدلوا إليه؛ قال جرير:

سارُوا فلستُ، على أَني أُصِبْتُ بهم،

 

أَدْري على أَيِّ صَرْفَيْ نِيَّةٍ عَتَكوا

ورجل عاتك: لَجُوجٌ لا يَنْتَهي ولا يَنْثَني عن أَمر؛ وأَنشد الأَزهري هنا:

نُتْبعهم خيلاً لنا عواتِكا

وعَتَكَتِ القَوْسُ تَعْتِك عَتْكاً وعُتوكاً، وهي عاتِك: احْمَرَّت من القِدَم وطول العهد. والعاتِكة: القوس إذا قَدُمَتْ واحْمَرَّت. وامرأة عاتكة: مُحْمَرَّة من الطِّيب، وقيل: بها رَدْعُ طِيبٍ، وسميت المرأَة عاتكة لصفائها وحُمْرتها. وفي الحديث: قال، صلى الله عليه وسلم، يوم حنين: أَنا ابن العَواتك من سُلَيْم؛ العواتك: جمع عاتكة، وأَصل العاتكة المُتَضَمِّخة بالطيب. ونخلة عاتكة: لا تأتَبِر أَي لا تقبل الإبار وهي الصَّلُودُ تحمل الشِّيصَ. والعواتك من سُلَيم: ثلاث يعني جداته، صلى الله عليه وسلم، وهنّ عاتكة بنت هِلال بن فالَج بن ذَكْوان أم عبد مناف بن قصيّ جدّ هاشم، وعاتكة بنت مُرّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم هاشم بن عبد مناف، وعاتكة بنت الأَوْقَص بن مُرَّة بن هلال بن فالَج بن ذكوان أُم وهب بن عبد مناف بن زُهْرة جد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَبي أُمه آمنة بنت وهب، فالأُولى من العواتك عَمَّةُ الوُسْطَى والوُسطى عمةُ الأُخرى، وبنو سليم تَفْخَرُ بهذه الولادة؛ ولبني سُلَيم مَفاخِر: منها أَنها أَلَّفَتْ معه يوم فتح مكة أَي شهده منهم أَلفٌ، وأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قَدَّم لواءَهم يومئذ على الألْوِية وكان أحمر، ومنها أَن عمر كتب إلى أهل الكوفة والبصرة ومصر والشام أن ابعثوا إلي من كل بلد أَفضلَه رجلاً، فبعث أَهل الكوفة عُتْبة بن فَرْقَدٍ السُّلَمي، وبعث أَهل البصرة مُجاشِعَ بن مسعود السُّلَمي، وبعث أهل مصر مَعْنَ بن يزيد السُّلَمِي، وبعث أَهل الشام أَبا الأعْوَر السُّلَمِي، وسائر العَواتك أُمهاتِ النبي، صلى الله عليه وسلم، من غير بني سُلَيْم.
قال ابن بَرِّي: والعواتك اللاَّتي ولدنه، صلى الله عليه وسلم، اثنتا عشرة: اثنتان من قريش، وثلاث من سُليم هن اللواتي أسميناهن، واثنتان من عَدْوان، وكنانية وأسدية وهُذَلية وقُضاعية وأَزْدية. وأَحمر عاتك: شديد الحُمْرة. والعَتِيك: الأَحمَر من القِدَم، وهو نعت. وأَحمر عاتكٌ وأَحمر أَقْشَر إذا كان شديد الحُمْرة. ولون عاتك: خالص أَيّ لون كان. والعاتك:الخالص من كل شيءٍ ولون. وعِرْقٌ عاتِك: أَصفر. وعَتَكَ اللبنُ والنبيذ يَعْتِكُ عُتوكاً: اشتدت حُموضته. ونبيذ عاتك إذا صفا. أَبو عبيد في باب لُزوق الشيء: عَسِقَ وعَبِقَ وعَتَكَ، والعاتِك من اللبن الحازِرُ. وعَتَكَ اللبنُ والشيءُ يَعْتِكُ عَتْكاً: لَزِقَ. وعَتَكَ به الطيبُ أَي لَزِقَ به. وعَتَك البولُ على فخذ الناقة أَي يَبِسَ. وكلُّ كريم عاتِك. وأَقام عَتْكاً أَي دَهْراً؛ عن اللحياني؛ والمعروف عَنْكاً. وعَتِيكٌ: أَبو قبيلة من اليمن، وقيل: العَتِيك بالألف واللام فَخِذٌ من الأزد؛ عن كراع، والنسبة إليها عَتَكِيٌّ. وعَتِيك: حيٌّ من العرب. والعَتْكُ: اسم جبل؛ قال ذو الرمة:

فَلَيْتَ ثَنايا العَتْكِ قبل احْتِمالِـهـا

 

شَواهِقُ، يَبلُغْنَ السَّحابَ، صِعابُ

عتل

العَتَلةُ: حَدِيدة كأَنَّها رأْس فأْس عَرِيضةٌ، في أَسْفلها خَشَبةٌ يُحْفَر بها الأَرْضُ والحِيطانُ، ليست بمُعَقَّفَة كالفأْس ولكنها مستقيمة مع الخشبة، وقيل: العَتَلة العَصا الضَّخْمة من حَدِيد لها رأْس مُفَلْطَحٌ كقَبِيعة السَّيْف تكون مع البَنَّاء يَهْدِم بها الحيطانَ. والعَتَلة أَيضاً: الهِراوة الغليظة من الخشب، وقيل: هي المِجْثاث وهي الحديدة التي يُقْطَع بها فَسِيلُ النخل وقُضُبُ الكَرْم، وقيل: هي بَيْرَمُ النَّجَّارِ والمُجْتَابِ، والجمع عَتَلٌ. والعَتَلة: المَدَرة الكبيرة تَتَقَلَّع من الأَرض إذا أُثِيرت. وفي الحديث: أَنه قال لعُتْبة بن عَبْدٍ: ما اسْمُكَ؟ قال: عَتَلة، قال: بل أَنت عُتْبة؛ قيل في تفسيره كأَنه كَرِه العَتَلة لِمَا فيها من الغِلْظة والشِّدَّة، وهي عَمودُ حدِيدٍ يُهْدَمُ به الحِيطانُ، وقيل: حديدة كبيرة يُقْلَع بها الشجرُ والحجرُ. وفي حديث هَدْم الكعبة: فأَخذ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلة؛ ومنه اشْتُقَّ العُتُلُّ، وهو الشديد الجافي والفَظُّ الغَلِيظ من الناس. والعُتُلُّ: الشديد، وقيل: الأَكُول المَنُوع، وقيل: هو الجافي الغليظ، وقيل: هو الجافي الخُلُق اللئيم الضَّرِيبة، وقيل: هو الشديد من الرجال والدواب. وفي التنزيل: عُتُلٍّ بعد ذلك زَنِيمٍ؛ قيل: هو الشديد الخُصومَةِ، وقيل هو ما تقدم. والعَتَلة: واحدة العَتَل، وهي القِسِيُّ الفارسيَّة؛ قال أُميَّة:

يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنَّها غُـبُـطٌ

 

بِزَمْخَرٍ، يُعْجِلُ المَرْمِيَّ إِعْجالا

وعَتَلَه يعتِلُه ويَعْتُله عَتْلاً فانْعَتَل: جَرَّه جَرّاً عَنِيفاً وجَذَبَه فحَمَله. وفي التنزيل: خُذُوه فاعْتِلُوه إِلى سَواءِ الجحيم؛ قرأَ عاصم وحمزة والكسائي وأَبو عمرو فاعْتِلُوه، بكسر التاء، وقرأَ ابن كثير ونافعٌ وابن عامر ويعقوبُ فاعْتُلوه، بضم التاء؛ قال الأَزهري: وهما لغتان فصيحتان، ومعناه خُذُوه فاقْصِفُوه كما يُقْصَف الحَطَبُ.
والعَتْلُ: الدَّفْع والإِرْهاقُ بالسَّوْق العَنِيف. ابن السكيت: عَتَلْته إِلى السِّجْن وعَتَنْتُه أَعْتِلُه وأَعْتُله وأَعْتِنُه وأَعْتُنُه إذا دَفَعْته دَفْعاً عنيفاً. ابن السكيت: عَتَلَه وعَتَنَه، باللام والنون جميعاً، وقيل: العَتْلُ أَن تأْخُذَ بتَلْبيبِ الرَّجُل فتَعْتِله أَي تَجُرّه إِليك وتَذْهَب به إِلى حَبس أَو بَلِيَّة. ورَجُلٌ مِعْتَلٌ، بالكسر: قَوِيٌّ على ذلك؛ قال أَبو النجم يَصف فرساً:

طارَ عن المُهْرِ نَسِيلٌ يَنْسُلُه،

عن مُفْرَع الكَتِفَيْن حُرٍّ عَطَلُه،

نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُه

وأَخَذَ فلان بِزمَام الناقة فَعَتَلَها إذا قادَها قَوْداً عنِيفاً.
ويقال: لا أَتَعَتَّلُ مَعَك ولا أَنْعَتِلُ معك شِبْراً أَي لا أَبْرَح مكاني ولا أَجيء معك. وإِنَّه لَعَتِلٌ إِلى الشرِّ أَي سريع. وعَتِلَ إِلى الشَّرِّ عَتَلاً، فهو عَتِلٌ: سَرُعَ؛ قال:

وعَتِلٍ داوَيْتُه من العَتَل

والعَاتِل: الجِلْوازُ، وجمعه عُتُل. وداء عَتِيل: شديد. والعَتِيلُ: الخادمُ. وجَبَلٌ عُتُلٌّ: صُلْبٌ شديد؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ثلاثةٌ أَشْرَفْنَ في طَوْدٍ عُتُلّ

والعَتِيل: الأَجيرُ، بلُغَةِ جَدِيلة طَيِّءٍ، والجمع عُتُلٌ وعُتَلاء.
والعَتَلة: التي لا تُلْقَح فهي أَبداً قَوِيَّةٌ. والعُتُلُّ: الرُّمْح الغليظ. والعُنْتُل والعُنْتَل: البَظْر؛ عن اللحياني، والمعروف العُنْبُل؛ وأَنشد:

بَدَا عُنْبُلٌ لو تُوضَعُ الفَأْسُ فَوْقه

 

مُذَكَّرةً، لانْفَلَّ عنها غُرابُهـا

عتلب

بالتاءِ المثناة. جبل مُعَتْلَبٌ: رِخْوٌ؛ قال الراجز:

مُلاحِمُ القارةِ لم يُعَتْلَبِ

عتم

عَتَم الرجلُ عن الشيء يَعْتِمُ وعَتَّم: كَفَّ عنه بعد المُضِيِّ فيه؛ قال الأَزهري: وأَكثر ما يقال عَتَّم تَعْتِيماً، وقيل: عَتَّم احْتَبَسَ عن فِعْل الشيء يريده. وعتَم عن الشيء يَعْتِمُ وأَعْتَم وعَتَّم: أَبْطأَ، والاسم العَتَمُ: وعَتَم قِراهُ: أَخَّره. وقِرىً عاتِمٌ ومُعَتِّمٌ: بطيءٌ مُمْسٍ، وقد عَتَم قِرَاه. وأَعْتَمه صاحبُه وعَتَّمه أَي أَخَّره.
ويقال: فلانٌ عاتِمُ القِرَى؛ قال الشاعر:

فلما رأيْنا أَنه عاتِـمُ الـقِـرَى

 

بَخِيلٌ، ذَكَرْنا ليلةَ الهَضْمِ كَرْدَما

قال ابن بري: ويقال جاءنا ضَيْفٌ عاتِمٌ إذا جاء ذلك الوقتَ؛ قال الراجز:

يَبْني العُلى ويَبْتَني المَكارِما،

 

أَقْراهُ للضَّيْفِ يؤُوب عاتِمَا

وأَعْتَمْتَ حاجَتك أَي أَخَّرْتَها. وقد عَتَمَتْ حاجتُك، ولغةٌ أُخرى: أَعْتَمَتْ حاجتُك أَي أَبْطأَتْ؛ وأنشد قوله:

مَعاتِيمُ القِرَى، سُرُفٌ إذا ما

 

أَجَنَّتْ طَخْيَةُ الليلِ البَهِـيمِ

وقال الطِّرِمّاحُ يمدح رجلاً:

متى يَعِدْ يُنْجِزْ، ولا يَكْتَبِلْ

 

منه العَطايا طُولُ إعْتامِها

وأَنشد ثعلب لشاعر يهجو قوماً:

إذا غابَ عنْكُمْ أَسوَدُ العَينِ كُنْتُـمُ

 

كِراماً، وأَنْتمْ، مـا أَقـامَ، أَلائِمُ

تحَدَّث رُكْبانُ الحَجِيجِ بلُؤْمِـكـمْ،

 

ويَقْرِي به الضَّيْفَ اللِّقاحُ العَواتِمُ

يقول: لا تكونون كراماً حتى يَغِيبَ عنكم هذا الجبلُ الذي يقال له أَسْوَدُ العَينِ وهو لا يَغِيبُ أَبداً، وقوله: يقري به الضيفَ اللقاحُ العواتم، معناه أَن أَهل البادية يتَشاغَلون بذكر لُؤْمِكُمْ عن حَلْبِ لِقاحِهم حتى يُمْسُوا، فإذا طَرَقَهم الضيفُ صادفَ الأَلْبانَ بحالها لم تُحْلَبْ فنال حاجَته، فكان لُؤمُكم قِرى الأَضيافِ. قال ابن الأَعرابي: العُتُم يكون فَعالُهم مَدْحاً ويكون ذَمّاً جمعُ عاتِمٍ وعَتُومٍ، فإذا كان مَدْحاً فهو الذي يَقْري ضِيفانَه الليلَ والنهارَ، وإذا كان ذَمّاً فهو الذي لا يَحْلُب لبَنَ إبِله مُمْسِياً حتى ييْأَسَ من الضيف. وحكى ابن بري؛ العَتَمةُ الإبْطاءُ أَيضاً؛ قال عمرو بن الإطْنابة:

وجِلاداً إنْ نَشِطْت لهُ

 

عاجِلاً ليسَتْ له عَتَمه

وحمَل عليه فما عَتَّمَ أَي ما نَكَلَ ولا أَبْطأَ. وضرَبَ فلانٌ فلاناً فما عَتَّم ولا عَتَّبَ ولا كَذَّبَ أَي لم يَتَمَكَّثْ ولم يتَباطأْ في ضرْبه إياه. وفي حديث عمر: نَهى عن الحَريرِ إلا هكذا وهكذا فما عَتَّمْنا أَنه يَعْني الأعْلامَ أَي أَبْطأْنا عن معرفةِ ما عَنى وأَراد؛ قال ابن بري: شاهدُه قولُ الشاعر:

فمَرَّ نَضِيُّ السَّهمِ تحتَ لَبانِه،

 

وجالَ على وَحْشِيِّه لم يُعَتِّمِ

قال الجوهري: والعامَّةُ تقولُ ضرَبَهُ فما عَتَّبَ. وفي الحديث في صفة نَخْلٍ: أَنَّ سَلْمانَ غرَس كذا وكذا وَدِيَّةً والنبيُّ، صلى الله عليه وسلم، يُناوِلُه وهو يَغْرِسُ فما عَتَّمَتْ منها وَدِيَّةٌ أَي ما لَبِثَتْ أَن عَلِقَتْ. وعَتَمَتِ الإبلُ تَعْتِمُ وتَعْتُمُ وأَعْتَمَتْ واسْتَعْتَمَتْ: حُلِبَتْ عِشاءً وهو من الإبْطاء والتَّأَخُّرِ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ:

فيها ضَوىً قد رُدَّ من إعْتامِها

والعَتَمَةُ: ثلثُ الليلِ الأولُ بعد غَيْبوبةِ الشَّفَقِ. أَعْتَم الرجلُ: صار في ذلك الوقت. ويقال: أَعْتَمنا من العَتَمَةِ كما يقال أَصْبَحْنا من الصُّبْحِ. وأَعْتَم القومُ وعَتَّمُوا تَعْتِيماً: ساروا في ذلك الوقت، أَو أَوْرَدُوا أو أَصْدَروا، أَو عَمِلوا أَيَّ عَمَلٍ كان، وقيل: العَتَمةُ وقتُ صلاةِ العشاء الأَخيرةِ، سميت بذلك لاسْتِعْتامِ نَعَمِها، وقيل: لِتَأخُّر وقتِها. ابن الأَعرابي: عَتَم الليلُ وأَعْتَم إذا مَرَّ قِطْعةٌ من الليل، وقال: إذا ذَهب النهارُ وجاء الليل فقد جَنَح الليلُ. وفي الحديث: لا يَغْلِبَنَّكُم الأَعرابُ على اسْمِ صَلاتِكم العشاءِ؛ فإن اسْمها في كتاب الله العِشاءُ، وإنما يُعْتَمُ بحِلابِ الإبل؛ قوله: إنما يُعْتَمُ بِحلابِ الإبل، معناه لا تُسَمُّوها صلاةَ العَتَمة فإن الأَعرابَ الذين يَحْلُبُونَ إبلَهم إذا أَعْتَموا أَي دخلوا في وقت العَتَمة سَمَّوْها صلاةَ العَتَمة، وسَمَّاها اللهُ عز وجل في كتابه صلاةَ العشاء، فسَمُّوها كما سَمَّاها اللهُ لا كما سماها الأَعرابُ، فنهاهم عن الاقتداء بهم، ويُستحَبُّ لهم التَّمَسُّكُ بالاسم الناطق به لسانُ الشريعةِ، وقيل: أراد لا يَغُرَّنَّكُمْ فعْلُهم هذا فَتُؤَخِّروا صلاتكم ولكن صَلُّوها إذا حانَ وقْتُها. وعَتَمةُ الليلِ: ظلامُ أَوَّلهِ عند سقوطِ نور الشفقِ. يقال: عَتَم الليلُ يَعْتِمُ. وقد أَعْتَم الناسُ إذا دَخَلوا في وقت العَتَمة، وأَهلُ البادِية يُرِيحون نَعَمَهم بُعَيْدَ المَغْرِب ويُنِيخُونَها في مُراحِها ساعةً يَسْتَفِيقونها، فإذا أَفاقَت وذلك بعد مَرِّ قطعة من الليلِ أَثارُوها وحَلَبوها، وتلك الساعةُ تُسَمَّى عَتَمةً، وسمعتهم يقولون: اسْتَعْتِمُوا نَعَمَكم حتى تُفِيقَ ثم احْتَلِبوها. وفي حديث أَبي ذَرٍّ: واللِّقاحُ قد رُوِّحَتْ وحُلِبتْ عَتَمتُها أَي حُلِبَتْ ما كانت تُحْلَبُ وقتَ العَتَمةِ، وهم يُسَمُّون الحِلاب عَتَمةً باسم الوقت. ويقال: قَعَدَ فلان عندنا قَدْرَ عَتَمة الحَلائبِ أَي احْتَبَس قدر احْتِباسها للإفاقَةِ. وأَصلُ العَتْمِ في كلام العرب المُكْثُ والاحْتِباسُ. قال ابن سيده: والعَتَمةُ بقِيَّةُ اللبنِ تُفيقُ بها النَّعَمُ في تلك الساعةِ. يقال: حَلَبْنا عَتَمةً. وعَتَمةُ الليلُ: ظَلامُه. وقوله: طَيْفٌ أَلَمّْ بذِي سَلَمْ، يَسْرِي عَتَمْ بينَ الخِيَمْ، يجوز أَن يكون على حذف الهاء كقولهم هو أَبو عُذْرِها؛ وقوله:

أَلا ليتَ شِعْرِي، هل تَنَظَّرَ خـالِـدٌ

 

عِيادِي على الهِجْرانِ أَم هو يائِسُ؟

قد يكون من البُطْءِ أَي يَسْري بطِيئاً، وقد عَتَم الليلُ يَعْتِمُ.
وعَتَمَةُ الإبلِ: رُجوعُها من المَرْعى بعدما تُمْسي. وناقةٌ عَتُومٌ: وهي التي لا تَزالُ تَعَشَّى حتى تَذْهَبَ ساعةٌ من الليل ولا تُحْلَبُ إلا بعد ذلك الوقت؛ قال الراعي:

أُدِرُّ النَّسا كيْلا تَدِرَّ عَتُومُها

والعَتُومُ: الناقةُ التي لا تَدِرُّ إلا عَتَمَةً. قال ابن بري: قال ثعلب العَتُومة الناقةُ الغزيرةُ الدَّرّ؛ وأَنشد لعامر بن الطُّفَيْلِ:

سُودٌ صَناعِيَةٌ، إذا مـا أَوْرَدُوا

 

صَدَرَتْ عَتُومَتُهمْ، ولَمَّا تُحْلَبِ

صُلْعٌ صَلامعةٌ، كأَنَّ أُنُوفَهُـمْ

 

بَعَرٌ يُنَظِّمهُ الوَلِيدُ بِمَلْـعَـب

لا يَخْطُبونَ إلى الكرامِ بنَاتِهمْ،

 

وتَشِيبُ أَيِّمُهُمْ ولما تُخْطَـبِ

ويروى:

يُنَظّمُه وَليدٌ يَلْعَبُ

سُودٌ صَناعِيَةٌ: يَصْنعونَ المالَ ويُسَمّنُونَه، والصَّلامِعَةُ: الدِّقاقُ الرُّؤُوس. قال الأزهري: العَتُوم ناقةٌ غَزِيرَةٌ يُؤخَّرُ حِلابُها إلى آخر الليل. وقيل: ما قَمْراءُ أَرْبَع  فقيل: عَتَمةُ رُبَع أَي قَدْر ما يَحْتَبِسُ في عشَائه؛ قال أَبو زيد الأَنصاري: العرب تَقول للقَمَرِ إذاكان ابن لَيْلَةٍ: عَتَمَةُ سُخَيْلة حَلَّ أَهلُها برُمَيْلة أَي قَدْرُ احْتِباسِ القَمَرِ إذا كان ابن ليلة، ثم غُروبِه قدْر عَتَمةِ سَخْلَةٍ يَرْضَعُ أُمَّه، ثم يَحْتَبِسُ قليلاً، ثم يعودُ لرَضاعِ أُمِّه، وذلك أَن يُفَوِّقَ السِّخْلُ أمَّه فُواقاً بعدَ فُواقٍ يَقْرُبُ ولا يَطولُ، وإذا كان القمرُ ابنَ لَيْلَتَيْن قيل له: حديثُ أَمَتَيْن بكَذِبٍ ومَيْنٍ، وذلك أَن حَدِيثَهما لا يَطولُ لشُغْلِهما بمَهْنَةِ أَهْلِهما، وإذا كان ابنَ ثلاث قيل: حدِيثُ فَتَياتٍ غيرِ مُؤْتَلفاتٍ، وإذا كان ابنَ أَرْبَع قيل: عَتَمةُ رُبَع غير جائع ولا مُرْضَع؛ أَرادوا أَن قدرَ احتباسِ القَمَرِ طالعاً ثم غُروبه قدرُ فُواقِ هذا الرُّبَعِ أَو فُواق أُمِّه. وقال ابن الأَعرابي: عَتَمَةُ أُمِّ الرُّبَع، وإذا كان ابنَ خَمْسٍ قيل: حديثٌ وأُنْس، ويقال: عَشاءُ خَلفاتٍ قُعْسٍ، وإذا كان ابنَ سِت قيل: سِرْ وبِتْ، وإذا كان ابنَ سَبْع قيل: دُلْجَةُ الضَّبُعُ، وإذا كان ابنَ ثَمان قيل: قَمَرٌ إضْحِيان، وإذا كان ابنَ تِسْع قيل: يُلْقَطُ فيه الجِزْعُ، وإذا كان ابنَ عَشْر قيل له: مُخَنِّقُ الفَجْر؛ وقول الأَعشى:

نُجُومَ الشِّتاء العَاتماتِ الغَوامِضا

يعني بالعاتماتِ التي تُظْلِمُ من الغَبَرة التي في السماء، وذلك في الجَدْب لأن نجومَ الشِّتاء أَشدُّ إضاءةً لنَقاء السماء. وضَيْفٌ عاتِمٌ: مُقِيمٌ. وعَتَّمَ الطائرُ إذا رَفْرَفَ على رَأْسِكَ ولم يَبْعُدْ، وهي بالغين والياء أَعلى. وعَتَم عَتْماً: نَتَفَ؛ عن كراع.
والعُتْم والعُتُم: شجر الزيتون البَرِّي الذي لا يَحْمِلُ شيئاً، وقيل: هو ما يَنْبتُ منه بالجبال. وفي حديث أَبي زَيْدٍ الغَافِقيِّ: الأَسْوِكَةُ ثلاثةٌ أَراكٌ فإن لم يكنْ فَعَتَمٌ أَو بُطْمٌ؛ العَتَمُ، بالتحريك: الزَّيْتونُ، وقيل: شيء يُشْبِههُ يَنْبُت بالسَّراة؛ وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّة الهُذَليُّ:

من فَوْقِه شُعَبٌ قُرٌّ، وأَسْفَلُه

 

جَيءٌ تَنَطَّقَ بالظَّيَّانِ والعَتَم

وثَمَرُه الزَّغْبَجُ، والجَيْءُ: الماءُ الذي يَخْرُجُ من الدُّور فيجتمع في موضع واحد، ومنه أُخِذَ هذه الْجَيْئَةُ المعروفة؛ وقال أمية:

تِلْكُمْ طَرُوقَتُه، واللهُ يَرْفَعها،

 

فيها العَذاةُ، وفيها يَنْبُتُ العَتَمُ

وقال الجَعْدِيّ:

تَسْتَنُّ بالضِّرْوِ من بَراقِشَ أَوْ

 

هَيْلانَ، أو ناضِرٍ منَ العُتُم

وقوله:

ارْمِ على قَوْسِكَ ما لم تَنْهَزِمُ،

 

رَمْيَ المَضَاءِ وجَوادِ بنِ عُتُمْ

يجوز في عُتُمٍ أَن يكون اسم رجل وأَن يكون اسم فرسٍ.

عتن

عَتَلَه إلى السجْن وعَتَنَه يَعْتِنُه ويَعْتُنه عَتْناً إذا دفعه دفعاً عنيفاً، وقيل: حمله حملاً عنيفاً ورجل عَتِنٌ: شديد الحملة. وحكى يعقوب: أَن نون عتَن بدل من لام عَتَل. ابن الأَعرابي: العُتُن الأَشِدَّاء، جمع عَتُون وعاتِن. وأَعْتَنَ إذا تشدد على غريمه وآذاه.

عته

التَّعَتُّه: التَّجَنُّنُ والرُّعُونةُ؛ وأَنشد لرؤبة:

بعدَ لَجاجٍ لا يَكادُ يَنْتَهـي

 

عن التَّصابي، وعن التَّعَتُّهِ

وقيل: التَّعَتُّه الدَّهَشُ، وقد عُتِهَ الرجلُ عَتْهاً وعُتْهاً وعُتَاهاً. والمَعْتُوه: المَدْهُوشُ من غير مَسِّ جُنُونٍ. والمَعْتُوه والمَخْفُوقُ: المجنونُ، وقيل: المَعْتُوه الناقصُ العقل. ورجل مُعَتَّهٌ إذا كان مجنوناً مضطرباً في خَلْقِه. وفي الحديث: رُفِعَ القَلمُ عن ثلاثة:الصبي والنائم والمَعْتُوه؛ قال: هو المجنون المُصاب بعقله، وقد عُتِهَ فهو مَعْتُوه. ورجل مُعَتَّه إذا كان عاقلاً معتدلاً في خَلْقِه. وعُتِهَ فلانٌ في العلم إذا أُولِعَ به وحَرَصَ عليه. وعُتِهَ فلانٌ في فلان إذا أُولِعَ بإِيذائه ومُحاكاة كلامه، وهو عَتِيهُهُ، وجمْعُه العُتَهاءُ، وهو العَتاهةُ والعَتاهِيَة: مصدر عُتِهَ مثل الرَّفاهَةِ والرَّفاهِيَة. والعَتاهَةُ والعَتاهِيَةُ: ضُلاَّلُ الناس من التَّجَنُّنِ والدَّهَشِ. ورجل مَعْتُوه بيِّنُ العَتَهِ والعُتْهِ: لا عقل له؛ ذكره أَبو عبيد في المصادر التي لا تُشْتَق منها الأَفعال، وما كان مَعْتُوهاً ولقد عُتِهَ عَتْهاً. وتعَتَّه: تَجاهل. وفلانٌ يتَعَتَّهُ لك عن كثير مما تأْتيه أَي يتغافل عنك فيه. والتَّعتُّه: المبالغة في المَلْبَس والمأْكل.
وتعَتَّه فلانٌ في كذا وتأَرَّعبَ إذا تَنَوَّقَ وبالَغَ. وتعَتَّهَ: تنَظَّف؛ قال رؤبة:

في عُتَهِيِّ اللُّبْس والتَّقَيُّنِ

بنى منه صيغة على فُعَلِيٍّ كأَنه اسم من ذلك.
ورجل عَتاهِيَةٌ: أَحمق. وعَتاهِيَةُ: اسم. وأَبو العَتاهِيَة: كنية.
وأَبو العَتاهِيَة: الشاعر المعروف، ذكر أَنه كان له ولد يقال له عَتاهِيَةُ، وقيل: لو كان الأَمر كذلك لقيل له أَبو عَتاهية بغير تعريف، وإِنما هو لقب له لا كنية، وكنيته أَبو إِسحق، واسمه إِسمعيل ابن القاسم، ولقب بذلك لأَن المَهْدِيَّ قال له: أَراك مُتَخلِّطاً مُتَعتِّهاً، وكان قد تعَتَّه بجارية للمهدي واعتُقِلَ بسببها، وعَرَضَ عليها المهديُّ أَن يزوِّجها له فأَبت، واسم الجارية عَيْنَةُ، وقيل:لقب بذلك لأَنه كان طويلاً مضطرباً، وقيل: لأَنه يُرْمى بالزَّنْدقة. والعَتاهةُ: الضلالُ والحُمْقُ.

عثا

العَثَا: لَونٌ إلى السَّوادِ مع كَثْرَةِ شَعَر. والأعْثى: الكثيرُ الشَّعَرِ الجافي السَّمِجُ، والأُنثى عَثْواءٌ. والعُثْوَةُ: جُفوفُ شَعَرِ الرأَس والتبادُهُ وبُعْدُ عَهْده بالمَشْطِ. عَثِيَ شعرهُ يَعْثَى عثواً وعَثاً، وربما قيل للرجل الكثير الشعر أَعْثَى، وللعجوز عَثْواء، وضِبْعانٌ أَعْثَى: كثيرُ الشَّعَرِ، والأُنثى عَثْواء، والجمع عُثْوٌ وعُثْيٌ مُعاقبَة.
وقال أبو عبيد: الذكر من الضِّباعِ يقال له عِثْيانٌ؛ قال ابن سيده: والعِثيْانُ الذكر من الضِّباعِ؛ قال ابن بري: ويقال للضَّبُع غَثْواء، بالغين المعجمة أَيضاً، وسنذكره في موضعه. وقال أَبو زيد: في الرأْس العُثْوة، وهو جُفوف شعره والتِبادُه مَعاً. ورجل أَعْثى: كثير الشعر. ورجل أعْثى: كثيف اللحْية؛ وأَنشد ابن بري في الأَعْثى الكَثيِر الشَّعَر لشاعر:

عَرَضَتْ لنا تَمْشِي فيَعْرِضُ، دُونَها

 

أَعثَى غَيُورٌ فاحِشٌ مُـتَـزَعِّـمُ

ابن السكيت: يقال شابَ عُثَا الأَرضِ إذا هاج نَبْتُها، وأَصل العُثَا الشَّعَر ثم يُستَعار فيما تَشَعَّثَ من النبات مثل النَّصِيِّ والبُهْمى والصِّلِّيان؛ وقال ابن الرقاع:

بِسَرارة حَفَشَ الرَّبِيعُ غُـثَـاهـا

 

حوَّاءَ يَزْدَرِعُ الغَمِـيرَ ثَـراهـا

حَتَّى اصْطَلى وَهَجَ المَقِيظ، وخانَه

 

أَنْقَى مَشارِبِه، وشابَ عُـثـاهـا

أَي يَبِسَ عُشْبُها.
والأَعث: لونٌ إلى السواد. والأَعْثَى: الضَّبُع الكبير. أَبو عمرو: العَثْوة والوَفْضةَ والغُسْنة هي الجُمَّة من الرأس وهي الوَفْرة. وقال ابن الأَعرابي: العُثى اللِّمَم الطِّوال؛ وقول ابن الرقاع:

لولا الحَياءُ، وأَنَّ رأْسِيَ قد عَثا

 

فيه المَشِيبُ، لَزُرْتُ أَمَّ القاسم

عَثا فيه المَشيبُ أَي أَفسد. قال ابن سيده: عَثا عُثُواً وعَثِيَ عُثُوّاً أَفْسَدَ أَشَدَّ الإِفسادِ، وقال: وقد ذكرت هذه الكلمة في المعتل بالياء على غير هذه الصيغة من الفعل، وقال في الموضع الذي ذكره: عَثِيَ في الأرضِ عُثِيّاً وعِثيِّاً وعِثَياناً وعَثى يَعْثَى؛ عن كراع نادرٌ، كلُّ ذلك أَفسد. وقال كراع: عَثَى يَعْثَى مَقلوبٌ من عاث يَعيثُ، فكان يجب على هذا يَعْثي إلاَّ أَنه نادرٌ، والوجه عَثِيَ في الأَرض يَعْثَى.
وفي التنزيل: ولا تَعْثَوْا في الأرض مُفسِدين؛ العُّرَاء كلُّهم قرؤوا ولا تَعْثَوْا، بفتح الثاء، من عَثِيَ يَعْثَى عُثُوّاً وهو أَشدُّ الفساد، وفيه لغتان أُخْرَيان لم يُقْرأْ بواحدة منهما: إحداهما عَثَا يَعْثُو مثل سمَا يَسْمُو؛ قال ذلك الأخفش وغيره، ولو جازت القراءة بهذه اللغة لقرئ ولا تَعْثُوا، ولكن القراءة سُنَّة ولا يُقْرأُ إلاَّ بما قَرأَ به القرَّاء، واللغة الثانية عاثَ يَعِيثُ، وتفسيره في بابه. ابن بزرج: وهم يَعْثَوْنَ مثْل يَسْعَوْن، وعَثَا يَعْثُو عُثُوّاً. قال الأزهري: واللغة الجيدة عَثِيَ يَعْثَى لأن فَعَل يَفْعَل لا يكون إلاَّ فيما ثانيه أو ثالثُه أحدُ حروف الحلق؛ أَنشد أَبو عمرو:

وحاصَ مِنِّي فَرَقاً وطَحْرَبا

فأَدْرَكَ الأَعْثَي الدَّثُّورَ الخُنْتُبا

فَشَدّ شَدّاً ذا نَجاءٍ مُلْهبا

ابن سيده: الأَعْثَى الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ، لامُه ياءٌ لقولهم في جَمْعِه عُثْيٌ؛ قال ابن بري: شاهده قول الراجز:

فوَلَدتْ أَعْثَى ضَروطاً عُنْبُجا

والعَثَوْثَى: الجافي الغليظ.

عثب

عَوْثَبانُ: اسم رجل.

عثث

العُثَّة والعَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ، وجمعُها عِثَاثٌ. ويقال للمرأَة البَذِيَّةِ: ما هي إِلاّ عُثَّة. وقال بعضهم: امرأة عَثَّةٌ، بالفتح، ضَئِيلَةُ الجِسْمِ.
ورجل عَثٌّ؛ قال يصف امرأَةً جَسِيمةً:

عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ، ليْسَتْ بعَثَّةٍ،

 

ولا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ خِمارُها

الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء. وقوله يَطْبي الكِلابَ خِمارُها: يريد أَنها لا تَتَوَقَّى على خِمارِها من الدَّسَم، فهو زَهِمٌ، فإِذا طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه.
والعِثَاثُ: الأَفاعي التي يأْكل بعضُها بعضاً في الجَدْب. ويقال للحَيَّةِ: العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ.
وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه ولم تَنْهَشْه، فسَقَط لذلك شَعَرُه.
والعِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فيه.
وعاثَّ في غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً، وعَثَّثَ: رَجَّعَ؛ وكذلك القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قال كثير يصف قَوساً:

هَتُوفاً، إذا ذاقَها النازِعُـون،

 

سمِعْتَ لها، بعد حَبْضٍ، عِثاثا

وقال بعضهم: هو شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إذا ضُرِبَ. وعَثَّه يَعُثُّه عَثّاً: رَدَّ عليه الكلامَ، أَو وَبَّخَه به، كعَتَّه. ويقال: أَطْعَمَني سَويقاً حُثّاً وعُثّاً إذا كان غير مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ. والعُثَّةُ: السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ التي تَلْحَسُ الصُّوفَ، والجمع عُثٌّ وعُثَثٌ. وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثّاً: أَكَلَتْه. وعُثَّ الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ. والعُثُّ: دُويبة تأْكل الجُلودَ؛ وقيل: هي دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هذا قول ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بـفـاحِـمٍ

 

غُدَافٍ،وتَصْطادينَ عُثّاً وجُدْجُدا

والجُدْجُد أَيضاً: دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ وقال ابن دريد: العُثُّ، بغير هاء: دَوابُّ تَقَعُ في الصُّوف، فدلَّ على أَن العُثَّ جَمعٌ، وقد يجوز أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ، وعَبَّر عنه بالدَّوابِّ، لأَنه جنس معناه الجمع، وإِن كان لفظه واحداً. وسئل أَعرابي عن ابنه، فقال: أُعْطِيه كلّ يومٍ من مالي دانِقاً، وإِنه فيه لأَسْرَعُ من العُثِّ في الصُّوف في الصَّيْفِ.
والعَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِيب الذي لا نَبات فيه. والعَثْعَثَة: اللَّيِّنُ من الأَرض؛ وقيل: العَثْعَثُ الكَثِيبُ السَّهْلُ، أَنْبَتَ أَو لم يُنْبِتْ؛ وقيل: هو الذي لا يُنْبِتُ خاصةً، والأَوَّل الصحيحُ، لقول القَطَامِيّ:  

كأَنَّها بيْضةٌ غَـرّاءُ، خُـدَّ لـهـا

 

في عَثْعَثٍ، يُنْبِتُ الحَوْذان والعَذَما

وروايةُ أَبي حنيفة: خُطَّ لها؛ وقيل: هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فيه الرِّجْلُ، فإِن كان حارّاً، أَحْرَقَ الخُفَّ، يعني خُفَّ البعير، والجمع: العَثاعِثُ؛ قال رؤبة:

أَقْفَرَتِ الوَعْساء والعَثاعِثُ

قال أَبو حنيفة: العَثْعَثُ من مَكارم المَنابت. والعَثْعَثُ أَيضاً: التُّرابُ، وعَثْعَثَه: أَلقاه في العَثْعَثِ. وعَثْعَثَ الرجلُ بالمكان: أَقام به. ويقال: عَثْعَث مَتاعَه، وحَثْحَثَه، وبَثْبَثَهُ إذا بَذَره وفرَّقَه. وعَثْعَثَ مَتاعَه: حَرَّكَه. والعَثْعَثُ: الفَسادُ والعَثْعَثُ: الشدائد. وفي الحديث: ذُكِرَ لعليٍّ، عليه السلام، زمانٌ، فقال: ذاك زمانُ العَثاعِثِ أَي الشدائدِ، مِن العَثْعَثَةِ والإِفساد. وفي المثل: عُثَيْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: بَلَغَه أَن رجلاً يَغْتابُه، فقال: عُثَيْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا؛ عُثَيْثةٌ: تصغير عُثَّةٍ، وهي دُوَيْبَّة تَلْحَسُ الثيابَ والصُّوفَ، وأَكثر ما تكون في الصُّوفِ، والجمع: عُثَثٌ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجل يَجْتَهِدُ أَن يُؤثِّرَ في الشيءِ، فلا يَقْدِرُ عليه، ويروى: تَقْرُمُ، بالميم، وهو بمعنى تَقْرِضُ.
وربما قيل للعجوز: عُثَّة. وفلانٌ عُثُّ مال، كما يقال: إِزاءُ مالٍ.
وفي النوادر: تَعاثَثْتُ فلاناً وتَعالَلْتُه. ويقال: اعْتَثَّه عِرْقُ سَوْءٍ واغْتَثَّه إذا تَعَقَّلَه عن بُلُوغ الخير والشَّرَف.
وبالمدينة جبل يقال له: عَثْعَثٌ، ويقال له أَيضاً: سُلَيْع، تصغير سَلْعٍ، وعَثْعَثٌ: اسم، وبنو عَثْعَثٍ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ.

عثج

عَثَجَ يَعْثِجُ عَثْجاً، وعَثِجَ، كلاهما: أَدمَنَ الشُّرْب شيئاً بعد شيء.
والعُثْجَة: كالجُرْعة. والعَثْجُ والعَثَجُ: جماعة الناس في السفر؛ وقيل: هما الجماعات؛ وفي تلبية بعض العرب في الجاهلية:

لا هُمَّ، لولا أَن بَكْراً دُونَكا،

يَعْبُدُك الناسُ ويَفْجُرونَكا،

ما زالَ مِنَّا عَثَجٌ يَأْتُونَكا

ويقال: رأَيت عَثْجاً وعَثَجاً من الناس أَي جماعة. ويقال للجماعة من الإِبل تجتمع في المرعى: عَثَجٌ؛ يقال الراعي يصف فحلاً:

بناتُ لَبُونه عَثَـجٌ إِلـيه

 

يَسُقْنَ اللِّيتَ فيه والقَذالا

قال ابن الأَعرابي: سألت المفضل عن معنى هذا البيت؛ فأَنشد:

لم تَلْتَفِتْ لِلِـدَاتِـهـا

 

ومَضَتْ على غُلَوَائِها

فقلت: أُريد أَبْيَنَ من هذا؛ فأَنشأَ يقول:

خُمْصانَةٌ، قَلِقٌ مُوَشَّحُـهـا

 

رُؤْدُ الشَّبابِ، غَلاَ بِها عَظْمُ

يقول: من نَجابة هذا الفحل ساوَى بناتُ اللَّبون من بناته قَذَاله لحسن نَباتِها.
والعَثْجَجُ: الجمع الكثير.
والعَثَوْثَجُ والعَثَوْجَجُ: البعير الصخم السريع المجتمع الخلْق.
وقد اعْثَوْثَجَ واعْثَوْجَجَ اعْثيجاجاً؛ ومرَّ عَثْجٌ من الليل وعَثَجٌ أَي قطعة.
واثْعَنْجَجَ الماءُ والدَّمعُ: سالا.

عثجل

العَثْجَل: الواسع الضَّخْم من الأَوْعِيَة والأَسْقِية ونحوها.
والعَثْجَل والعُثاجِل: العظيم البطن مثل الأَثْجَل. وعَثْجَل الرجُلُ: ثَقُل عليه النُّهُوض من هَرَمٍ أَو عِلَّة.

عثر

عَثَر يعِثرُ ويَعْثُرُ عَثْراً وعِثَاراً وتَعَثَّرَ: كَبا؛ وأَرى اللحياني حكى عَثِرَ في ثوبه يعْثَرُ عِثَاراً وعَثُر وأَعْثَره وعَثَّره؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

فخرجْتُ أُعْثَرُ في مَقادِم جَبَّتِي،

 

لولا الحَياءُ أَطَرْتُها إِحْضـارا

هكذا أَنشده أُعْثَر على صيغة ما لم يسم فاعله. قال: ويروى أَعْثُر، والعَثْرةُ: الزلَّةُ، ويقال: عَثَرَ به فرسُهُ فسقط، وتَعَثَّرَ لِسانُه: تَلَعْثَم. وفي الحديث: لا حَلِيم إِلاَّ ذُو عَثْرةٍ؛ أَي لا يحصل له الحِلم ويوصف به حتى يركب الأُمور وتَنْخَرِقَ عليه ويَعْثُر فيها فيعتبر بها ويَسْتَبين مواضع الخطإِ فيجتنبها، ويدل عليه قوله بعده: لا حليمَ إِلاَّ ذو تَجْرِبة. والعَثْرة: المرة من العِثار في المشي. وفي الحديث: لا تَبْدَأْهم بالعَثْرة؛ أَي بالجهاد والحرب لأَن الحرب كثيرةُ العِثَار، فسماها بالعَثْرة نفسِها أَو على حذف المضاف، أَي بذي العَثْرة، يعني:ادْعُهم إِلى الإِسلام أَوّلاً أَو الجزْيةِ، فإِن لم يُجيبُوا فبالجها. وعَثَرَ جَدُّه يَعْثُر ويَعْثِر: تَعِسَ، على المثل.
وأَعْثَره الله: أَتْعَسَه، قال الأَزهري: عَثرَ الرجل يَعْثُرُ عَثْرَةً وعَثَر الفرس عِثَاراً، قال: وعُيوب الدواب تجيء على فِعَال مثل العِضَاضِ والعِثَار والخِرَاط والضِّرَاح والرِّمَاح وما شاكلها.
ويقال: لقيت منه عاثوراً أَي شدة. والعِثَارُ والعاثورُ: ما عُثِر به.
ووقعوا في عاثورِ شّرٍ أَي في اختلاط من شرٍّ وشدة، على المثل أَيضاً.
والعاثورُ: ما أَعدّه ليُوقع فيه آخرَ. والعاثُور من الأَرضين: المَهْلَكة؛ قال ذو الرمة:

ومَرْهوبةِ العاثورِ تَرْمي بِرَكْبِها

 

إِلى مِثْله، حَرْف بَعِيد مَناهِلُـه

وقال العجاج:

وبَلْدَةَ كَثيرَة العَاثُورِ

يعني المَتَالفَ، ويروى: مَرْهُوبة العاثُور، وهذا البيت نسبه الجوهري لرؤبة؛ قال ابن بري: هو للعجاج، وأَول القصيدة:

جَاريَ لا تَسْتَنكِرِي عَذِيرِي

وبعده:

زَوْرَاء تَمْطُو في بلادٍ زُورِ

والزَّوْرَاءُ: الطريق المُعْوَجّة، وذهب يعقوب إِلى أَن الفاء في عَافُور بدل من الثاء في عَاثُور، وللذي ذهب إِليه وجه، قال: إِلاَّ أَنَّا إذا وجدنا للفاء وجهاً نحملها فيه على أَنه أَصل لم يجز الحكم بكونها بدلاً فيه إِلاَّ على قُبْحٍ وضَعْفِ تجويزٍ وذلك أَنه يجوز أَن يكون قولهم وقعوا في عَافُور. فَاعُولاً من العَفْر، لأَن العفر من الشدة أَيضاً، ولذلك قالوا عِفْرِيتٌ لشدته. والعَاثُورُ: حفرة تحفر للأَسد ليقع فيها للصيد أَو غيره. والعَاثُورُ: البئر، وربما وصف به؛ قال بعض الحجازيين:

أَلاَ لَيْتَ شِـعْرِي، هل أَبِيتَـنَّ لـيلةً،

 

وذكْـرُكِ لا يَسْـرِي إِلـيَّ كَـما يَسْـرِي؟

وهل يَدَعُ الوَاشونَ إِفْسَادَ بَيْنِنَا،وحَفْرَ الثَّأَى العَاثُورِ من حَيْثُ لا نَدْرِي؟

 

 

وفي الصحاح: وحَفْراً لَنَا العَاثُورَ؛ قال ابن سيده: يكون صفة ويكون بدلاً. الأَزهري: يقول هل أَسْلُو عنك حتى لا أَذكرك لَيْلاً إذا خَلَوْتُ وأَسْلَمْتُ لما بي؟ والعَاثُورُ ضربه مَثَلاً لما يوقعه فيه الواشِي من الشر؛ وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فَهَلْ تَفْعَلُ الأَعداءُ إِلاَّ كَفِعْلِهِمْ،

 

هَوَان السَّرَاة وابتغَاء العَواثِرِ؟

فقد يكون جمع عَاثُورٍ وحذف الياء للضرورة، ويكون جمع خَدٍّ عَاثر.
والعَثْرُ: الإِطلاع على سِرّ الرجل. وعَثَر على الأَمر يَعْثُرُ عَثْراً وعُثُوراً: اطّلع. وأَعْثَرْتُه عليه: أَطلعته. وفي التنزيل العزيز:وكذلك أَعْثَرنَا عليهم؛ أَي أَعْثَرْنَا عليهم غيرَهم، فحذف المفعول؛ وقال تعالى: فإِن عُثِرَ على أَنهما اسْتَحَقَّا إِثماً؛ معناه فإِن اطّلعَ على أَنهما قد خانا. وقال الليث: عَثَرَ الرجلُ يَعْثُرُ عُثُوراً إذا هجم على أَمر لم يَهْجِمْ عليه غيره. وعَثَرَ العِرْقُ، بتخفيف الثاء: ضَرَب؛ عن اللحياني. والعِثْيَرُ، بتسكين الثاء، والعِثْيَرَةُ: العَجَاجُ الساطع؛ قال:

تَرَى لهم حَوْلَ الصِّقَعْلِ عِثْيرَه

يعني الغبار، والعِثْيَرَاتُ: التراب؛ حكاه سيبويه. ولا تنل في العِثْيَر التراب عَثْيَراً لأَنه ليس في الكلام فَعْيَل، بفتح الفاء، إِلاَّ ضَهْيَد، وهو مصنوع، معناه الصُّلْب الشديد. والعَيْثَر: كالعِثْيَر، وقيل:هو كلُّ ما قَلَبْتَ من تراب أَو مَدَرٍ أَو طين بأَطراف أَصابع رجليك، إذا مشيت لا يُرَى من القدم أَثر غيره، فيقال: ما رأَيت له أَثَراً ولا عَيْثَراً. والعَيْثَرُ والعَثْبيَرُ: الأَثر الخفي، مثال الغَيْهَب. وفي المثل:ماله أَثَرٌ ولا عَثْيَرٌ، ويقال: ولا عَيْثَرٌ، مثال فَيْعَلٍ، أَي لا يعرف رَاجِلاً فيتبين أَثره ولا فارساً فيُثِيرُ الغبارَ فَرَسُهُ، وقيل: العَيْثَر أَخفى من الأَثر. وعَيْثَرَ الطيرَ: رآها جارية فزجرها؛ قال المغيرة بن حَبْنَاء التيمي:

لَعَمْرُ أَبيك يا صَخْرُ بنَ لَيْلى،

 

لقد عَيْثَرْتَ طَيركَ لو تَعِيفُ

يريد: لقد أَبصرتَ وعاينتَ. وروى الأَصمعي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال: بُنِيَتْ سَلْحُون مدينة باليمن في ثمانين لأَأَو سبعين سنة، وبُنِيَتْ بَرَاقش ومَعِين بغسالة أَيديهم، فلا يرى لسَلْحِين أَثر ولا عَيْثَرٌ، وهاتان قائمتان؛ وأَنشد قول عمرو بن معد يكرب:

دَعانا مِنْ بَراقِشَ أَو مَعينٍ،

 

فَأَسْمَعَ واتْلأَبَّ بِنَا مَلِـيعُ

ومَليعٌ: اسم طريق. وقال الأَصمعي: العَيْثَرُ تبع لأَثَرٍ. ويقال:العَيْثَرُ عين الشيء وشخصه في قوله: ما له أَثَرٌ ولا عَيْثر. ويقال: كانت بين القوم عَيْثَرَةٌ وغَيْثَرَةٌ وكأَن العَيْثَرة دون الغَيْثرةِ. وتركت القوم في عَيْثرَةٍ وغَيْثرةٍ أَي في قتال دون قتال.
والعُثْر: العُقَاب؛ وقد ورد في حديث الزكاة: ما كان بَعْلاً أَو عَثَريّاً ففيه العُشْر؛ قال ابن الأَثير: هو من النخل الذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة، وقيل: هو العِذْي، وقيل: ما يُسْقَى سَيْحاً، والأَول أَشهر، قال الأَزهري: والعَثْرُ والعَثَرِيَّ العِذْيُ، وهو ما سقته السماء من النخل، وقيل: هو من الزرع ما سقي بماء السيل والمطر وأُجري إِليه من المَسَايل وحُفر له عاثور في أَتِيَّ يجري فيه الماء إِليه، وجمع العاثور عَواثير؛ وقال ابن الأَعرابي: هو العَثَّرِي، بتشديد الثاء، وردَّ ذلك ثعلب فقال: إِنما هو بتخفيفها، وهو الصواب؛ قال الأَزهري: ومن هذا يقال فلان وقع في عَاثورِ شرٍّ وعَافور شر إذا وقع في وَرْطة لم يحتسبها ولا شعرَ بها، وأَصله الرجل يمشي في ظلمة الليل فيَتَعَثَّر بِعاثور المَسِيل أَو في خَدٍّ خَدَّه سيلُ المطر فربما أَصابه منه وَثءٌ أَو عَنَتٌ أَو كَسْر. وفي الحديث: إِن قريشاً أَهل أَمانة مَنْ بَغاها العَوَاثيرَ كبَّه الله لمُنْخُرَيْه، ويروى: العَواثر، أَي بغى لها المكايد التي يُعْثَر بها كالعاثور الذي يَخُدُّ في الأَرض فَيَتَعَثَّر به الإِنسان إذا مَرَّ ليلاً وهو لا يشعر به فربما أَعْنَتَهُ. والعَواثِر: جمع عاثور، هو المكان الوعْث الخَشِن لأَنه يُعْثَر فيه، وقيل: هو الحفرة التي تُحْفَر للأَسد، واستعير هنا للوَرْطة والخُطَّة المُهْلِكة. قال ابن الأَثير:وأَما عَواثِر فهي جمع عاثِرٍ، وهي حِبالَة الصائد، أَو جمع عاثرة، وهي الحادثة التي تَعْثُر بصاحبها، من قولهم: عَثَر بهم الزمانُ إذا أَخْنَى عليهم. والعُثْر والعَثَر: الكذب؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: وَعثَرَ عَثْراً: كَذَب؛ عن كراع. يقال: فلان في العَثْر والبائن؛ يريد في الحق والباطل. والعَاثِر: الكَذّاب.
والعَثَرِيّ: الذي لا يَجِدّ في طلب دنيا ولا آخرة، وقال ابن الأَعرابي: هو العَثَّرِيُّ على لفظ ما تقدم عنه. وفي الحديث: أَبغض الناس إِلى الله تعالى العَثَرِيّ؛ قيل: هو الذي ليس في أَمر الدنيا ولا في أَمر الآخرة. يقال: جاء فلان عَثَرِيّاً إذا جاء فارغاً، وجاء عَثَريّاً أَيضاً، بشد الثاء، وقيل: هو من عَثَرِيّ النخل، سمي به لأَنه لا يحتاج في سقيه إِلى تعب بدالِيَة وغيرها، كأَنه عَثَر على الماء عَثْراً بلا عمل من صاحبه، فكأَنه نسب إِلى العَثْر، وحركةُ الثاء من تغييرات النسب. وقال مرة: جاء رائِقاً عَثَّرِيّاً أَي فارغاً دون شيء. قال أَبو العباس: وهو غير العَثَرِي الذي جاء في الحديث مخففَ الثاء، وهذا مشدد الثاء.
وفي الحديث: أَنه مَرَّ بأَرض تسمى عَثِرةً فسماها خَضِرةً؛ العَثِرةُ من العِثْيَرِ، وهو الغُبار، والياء زائدة، والمراد بها الصعيد الذي لا نبات فيه. وورد في الحديث: هي أَرض عِثْيَرةٌ.
وعَثَّر: موضع باليمن، وقيل: هي أَرض مَأْسَدَةٌ بناحية تَبَالَةَ على فَعَّل، ولا نظير لها إِلاَّ خَضَّمٌ وبَقَّمٌ وبَذَّرٌ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:  

من خادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُهُ

 

بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِـيلٌ دونَـه غِـيلُ

وقال زهير بن أَبي سُلْمى:

لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرجـالَ، إِذا

 

ما الليثُ كَذّبَ عن أَقرانه صَدَقا

وعَثْر، مخففة: بلد باليمن؛ وأَنشد الأَزهري في آخر هذه الترجمة للأَعشى:

فبَاتَتْ، وقد أَوْرَثَتْ في الفُؤا

 

د صَدْعاً يُخَالِط عَثَّـارَهـا

عثرب

العُثْرُبُ: شجر نحوُ شجر الرُّمَّان في القدرِ، وورقُه أَحمر مثلُ ورق الحُمّاضِ، تَرِقُّ عليه بطونُ الماشية أَوَّل شيءٍ، ثم تَعْقِدُ عليه الشَّحْمَ بعد ذلك، وله عسالِيجُ حُمْرٌ، وله حَبٌّ كحَبِّ الحُمَّاضِ، واحدته عُثْرُبة؛ كل ذلك عن أَبي حنيفة.

عثق

العَثَقُ: شجر نحو القامة وورقة شبيه بورق الكَبَر إِلا أَنه كثيف غليظ، ينبت في الشواهق كما ينبت الكَتَمُ، لا يأْكله شيء ويُجَفَّفُ ورقه ويُدَقُّ ويُوخَفُ بالماء كما يُوخَفُ الخِطْمِيُّ فيطلى به في موضع كَنينٍ، فإِذا جفَّ أُعيدَ فحَلَقَ الشعر حَلْق النُّورة.
أَبو عمرو: سحاب مُنْعَثِقٌ إذا اختلط بعضه ببعض.
وفي لغات هذيل: أَعْثَقَت الأَرضُ إذا أَخصبت.

عثك

كالعَثَكُ والعُثَكُ والعُثُكُ: عِرْق النخل خاصةً.

عثكل

العِثْكالُ والعُثْكول والعُثْكُولة: العِذْق. وعِذْقٌ مُعَثْكَلٌ ومُتَعَثْكِلٌ: ذو عَثاكِيل. والعُثْكُولُ والعُثْكُولة: ما عُلِّق من عِهْنٍ أَو صُوف أَو زِينة فَتَذَبْذَب في الهواء؛ وأَنشد:

تَرى الوَدْعَ فيها والرَّجائزَ زِينةً

 

بأَعْناقِها مَعْقُودةً كالعَثـاكـل

وعَثْكَلَه: زَيَّنه بذلك. والعَثْكَلة: الثَّقِيل من العَدْو.
والعُثْكُول والعِثْكال: الشِّمْراخ، وهو ما عليه البُسْرُ من عِيدانِ الكِباسة، وهو في النخل بمنزلة العُنْقود من الكَرْم؛ وقول الراجز:

لو أَبْصَرَتْ سُعْدى بها كَتائِلي

 

طَوِيلَة الأَقْناءِ والأَثـاكِـلِ

أَراد العَثاكِلَ فَقَلَبَ العين همزة. وتَعَثْكل العِذْقُ أَي كَثُرَتْ شَمارِيخُه. وعُثْكِلَ الهَوْدَجُ أَي زُيِّن. وفي الحديث: أَن سَعْد بن عُبادة جاء برجل في الحَيِّ مُخَدَّج إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وُجِد على أَمَةٍ يَخْبُث بها، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: خُذُوا له عِثْكالاً فيه مائة شِمْراخٍ فاضْرِبُوه بها ضَرْبةً؛ العِثْكالُ: العذْق من أَعْذاق النخل الذي يكون فيه الرُّطَب، ويقال إِثْكالٌ وأُثْكُول؛ وأَنشد الأَزهري لامرئ القيس:

أَثِيثٍ كقِنْوِ النَّخلة المُتَعَثْكِل

والقِنْوُ: العِثْكال أَيضاً، وشَمارِيخُ العِثْكال: أَغْصانُه، واحدها شِمْراخ.

عثل

العَثَلُ والعَثِلُ: الكثير من كل شيء؛ قال الأَعْشَى:

إِنِّي لَعَمْرُ الذي حَطَّتْ مَناسِمُها

 

تَهْوِي، وسِيقَ إِليه الباقِرُ العَثَلُ

وقد عَثِلَ عَثَلاً. والعِثْوَلُّ من الرجال: الجافي الغليظُ.
والعِثْوَلُّ والعَثَوْثَلُ: الكثيرُ اللحم الرِّخْوُ. ونَخْلة عَثُولٌ: جافيةٌ غليظةٌ. ورَجُلٌ عِثْوَلٌّ أَي عَيٌّ فَدْمٌ ثَقِيلٌ مُسْتَرْخٍ مثل القِثْوَلِّ؛ وأَنشد ابن بري للراجز:

هاجَ بعِرْس حَوْقَلٍ عِثْوَلِّ

قال أَبو الهيثم: قال لي أَعرابي ولصاحب لي كان يَسْتَثْقِله وكُنَّا معاً نختلف إِليه فقال لي: أَنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ، وصاحبُك هذا عِثْوَلٌّ قِثْوَلٌّ. والعَثُولُ: الأَحْمق، وجمعه عُثُلٌ. والعِثْوَلُّ: الكثيرُ شَعَر الجسد والرأْس. ولِحْيَةٌ عِثْوَلَّة: ضَخْمة؛ قال:

وأَنْتَ في الحَيِّ قَلِيلُ العِلَّه،

 

ذو سَبَلاتٍ ولِحىً عِثْوَلَّـه

الفراء: عَثَمَتْ يدُه وعَثَلَتْ تَعْثُل إذا جَبَرتْ على غير استواء؛ وأَنشد:

تَرَى مُهَجَ الرِّجالِ على يَدَيْه

 

كأَنَّ عِظامَهُ عَثَلَتْ بجَبْـر

وقد رُوي حديثٌ للنخعي في الأَعضاء: إذا انْجَبَرَت على غير عَثْلٍ صُلْحٌ باللام، وأَصله عثْم بالميم. والعَثَل: ثَرْبُ الشاة وهو الخِلْمُ والسِّمْحاق. قال الجوهري ويقال للضَّبُع أُمُّ عِثْيَل. قال ابن بري: الذي في كتاب سيبويه أُمُّ عَنْثَل. ويقال للضَّبُع عَنْثَل، وكذا ذكره أَهل اللغة أُمُّ عَنْثَل لا غير، وقال: قد وسع القَزَّاز في هذا الفصل

عثلب

عَثْلَب زَنْدَهُ: أَخَذَه من شجرة لا يَدرِي أَيُصْلِدُ أَم يُوري. وعَثْلَبَ الحَوْضَ وجِدارَ الحَوْضِ ونحوَه: كسَرَه وهَدَمَه؛ قال النابغة:

وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مَعَثْلَبُ

أَي مَهْدومٌ. وأَمْرٌ مُعَثْلِبٌ إذا لم يُحْكَم. ورُمْح مُعَثْلِبٌ: مكسور. وقيل: المُعَثْلِبُ المكسور من كل شيءٍ. وعَثْلَبَ عَمَلَه: أَفْسَدَه. وعَثْلَبَ طَعامَه: رَمَّدَه أَو طَحَنَه، فَجَشَّشَ طَحْنَه.
وعَثْلَبٌ: اسم ماء؛ قال الشَّمَّاخ:

وصَدَّتْ صُدوداً عن شريعةِ عَثْلَبٍ،

 

ولابْنَيْ عِياذٍ، في الصُّدُورِ، حَوامِزُ

وشَيْخ مُعَثْلِبٌ إذا أَدْبَرَ كِبَراً.

عثلط

العُثَلِطُ: اللبنُ الخاثر. الأَصمعي: لبن عُثَلِطٌ وعُجَلِطٌ وعُكَلِطٌ أَي ثَخِينٌ خاثِر، وأَبو عمرو مثله، وهو قَصْرُ عُثالِطٍ وعُجالِطٍ وعُكالِطٍ، وقيل: هو المُتَكَبِّد الغَليظُ؛ وأَنشد:

أَخْرَس في مَخْرمه عُثالِط

عثلم

عَثْلَمةُ: موضع.

عثم

العَثْمُ: إساءَةُ الجَبْر حتى يبقى فيه أَوَدٌ كهيئة المَشَشِ.
عَثَمَ العظمُ يَعْثِمُ عَثْماً وعَثِمَ عَثَماً، فهو عَثِمٌ: ساء جَبْرُه وبقي فيه أَوَدٌ فلم يَسْتَوِ. وعَثَمَ العظمُ المكسورُ إذا انجَبر على غير استواء، وعَثَمْتُه أَنا، يتعدّى ولا يتعدّى. وعَثَمه يَعْثِمُه عَثْماً وعَثَّمه، كلاهما: جَبَره، وخص بعضُهم به جَبْرَ اليد على غير استواء.
يقال: عَثَمَتْ يدُه تَعْثِمُ وعَثَمْتُها أنا إذا جَبرْتَها على غير استواء. وقال الفراء: تَعْثُم، بضم الثاء، وتَعْثُل مثله؛ قال ابن جني: هذا ونحوه من باب فَعَلَ وفعَلْتُه شاذٌّ عن القياس، وإن كان مطرداً في الاستعمال، إلا أن له عندي وجهاً لأَجله جاز، وهو أَن كل فاعل غيرَ القديم سبحانه فإنما الفِعْلُ فيه شيءٌ أُعِيرَه وأُعْطِيَه وأُقدِرَ عليه، فهو وإن كان فاعِلاً فإنه لما كان مُعاناً مُقْدَراً صار كأَنَّ فعله لغيره، ألا ترى إلى قوله سبحانه: وما رَمَيْتَ إذ رَمَيتَ ولكنَّ الله رَمى؟ قال:وقد قال بعضُ الناس إن الفعلَ لله وإن العبدَ مُكْتَسِبٌ، قال: وإن كان هذا خطأ عندنا فإنه قولٌ لقوم، فلما كان قولُهم عَثَم العظمُ وعَثَمْتُه أنَّ غيره أعانه وإنْ جرى لفظُ الفعل له تجاوَزَتِ العربُ ذلك إلى أن أَظهرت هناك فِعْلاً بلفظ الأَوَّلِ مُتَعدِّياً، لأنه كان فاعِلُه في وقت فعلِه إياه، إنما هو مُشاءٌ إليه أَو مُعانٌ عليه، فخَرج اللفظان لما ذكرنا خُروجاً واحداً، فاعْرِفْه، وربما استعمل في السيف على التشبيه؛ قال:

فقد يُقْطَعُ السيفُ اليَماني وجَفْنُه

 

شَباريقَ أَعشارٍ عُثِمْنَ على كَسْرِ

قال ابن شميل: العَثْمُ في الكَسْر والجُرْحِ تَداني العَظمِ حتى هَمَّ أَن يَجْبُر ولم يجْبُرْ بعدُ كما ينبغي. يقال: أَجَبَر عظمُ البعير؟ فيقال: لا، ولكنه عَثَم ولم يجْبُر. وقد عَثَم الجرحُ: وهو أَن يَكْنُبَ ويَجْلُبَ ولم يَبرأْ بعدُ. وفي حديث النَّخَعي: في الأَعضاء إذا انجبرَتْ على غير عَثْمٍ صُلحٌ، وإذا انجبرتْ على عَثْمٍ الدِّيةُ. يقال: عَثَمْت يَدَه فعَثَمَتْ إذا جَبرتَها على غير استواء وبقي فيها شيءٌ لم يَنحَكِمْ، ومثله من البناء رَجَعْتُه فرَجَع ووقَفْته فوَقَفَ، ورواه بعضهم عَثَلَ، باللام، وهو بمعناه؛ وأَما قول عمرو بن الإطنابَةِ لأُحيحة بن الجُلاحِ:

فِيمَ تَبْغِي ظُلْمَنا ولِمَـه

 

في وُسوقٍ عَثْمةٍ قَنِمه؟

فإن ثعلباً قال: عَثْمة فاسدة وأَظن أَنها ناقصة مشتق من العَثْمِ، وهو ما قدَّمْنا من أَن يجْبَر العَظمُ على غير استواء، وإن شئتَ قلتَ إن أَصل العَثْمِ الذي هو جَبر العظمِ الفسادُ أَيضاً، لأَن ذلك النوعَ من الجبْر فسادٌ في العظم ونقصانٌ عن قوّته التي كان عليها أَو عن شكله. ابن الأَعرابي: العُثُم جمع عاثِمٍ وهم المُجَبِّرون، عَثَمَه إذا جَبَرَه. وحكى ابن الأعرابي عن بعض العرب: إني لأَعثِمف شيئاً من الرَّجَز أَي أَنتِفُ.والعَيْثومُ: الضخم الشديد من كل شيء. وجمل عَيْثُومٌ: ضَخم شديد؛ وأَنشد لعلقمة بن عَبْدة:

يَهْدي بها أَكلَفُ الخَدَّينِ مُخْتَبَرٌ،

 

من الجِمالِ، كثيرُ اللحمِ عَيْثُومُ

والعَيْثُوم: الفيلُ، وكذلك الأُنثى؛ قال الأَخطل:

ومُلَحَّبٍ خَضِلِ النَّباتِ، كأَنما

 

وَطِئَتْ عليه، بخُفِّها، العَيْثومُ

مُلَحَّبٌ: مُجَرَّحٌ؛ وقال الشاعر:

وقد أَسِيرُ أَمامَ الحَيِّ تَحْمِلُني

 

والفَضْلَتَينِ كِنازُ اللحمِ عَيثُومُ

وجمعه عَياثِمُ. وقال الغَنويُّ: العَيْثوم الأُنثى من الفِيَلة؛ وأَنشد الأَخطل:

ترَكُوا أُسامة في اللِّقاءِ، كأَنَّما

 

وَطِئَتْ عليه بخُفِّها العَيْثُـومُ

والعَيْثُوم أَيضاً: الضَّبُعُ.
وبعير عَيْثَمٌ: ضخم طويل. وامرأة عَيثَمةٌ: طويلة. وبعير عَثَمْثَم: قويّ طويل في غِلَظ، وقيل: شديد عظيم، وكذلك الأَسد. وناقةٌ عَثَمْثمة: شديدة عَلِيَّة، وقيل: شديدة عظيمة، والذكر عَثَمْثم. والعَثَمْثَم من الإبل: الطويلُ في غِلظٍ، والجمع عَثَمْثمات؛ وفي حديث ابن الزبير: أَن نابغةَ بني جَعدة امتدحه فقال يصف جملاً:

أَتاكَ أَبو لَيلى يَجُوبُ به الدُّجى،

 

دُجى الليلِ، جَوَّابُ الفَلاةِ عَثَمْثَمُ

هو الجمَل القويُّ الشديد. وبَغْل عَثَمْثم: قويّ. والعَثَمْثم: الأَسدُ، ويقال ذلك من شدة وطئه؛ وقال:

خُبَعْثِنٌ مِشْيَتُه عَثَمْثَمُ

ومَنكِبٌ عَثَمْثمٌ: شديد؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:

إلى ذراع مَنْكِبٍ عَثَمْثمِ

والعَيْثامُ: الدُّلبُ، واحدتُه عَيثامةٌ، وهي شجرة بيضاء تَطولُ جدَّاً، وقيل: العَيْثامُ شجر.
أَبو عمرو: العُثْمانُ الجانُّ في أَبواب الحيّات، والعُثمان فَرْخ الثُّعبان، وقيل: فَرْخ الحية ما كانت، وكنية الثُّعبان أَبو عثمان؛ حكاه علي بن حمزة، وبه كُنِّيَ الحَنَشُ أَبا عُثمان. فَرْخ الحُبارى.
وعُثمانُ والعَثَّامُ وعَثَّامةُ وعَثْمةُ: أَسماء؛ وقال سيبويه: لا يُكَسَّر عُثمانُ لأَنك إن كَسَّرْته أَوجبت في تحقيره عُثَيْمِين، وإنما تقول عُثمانون فتُسلِّم كما يجب له في التحقير عُثَيمان، وإنما وجب له في التحقير ذلك لأَنا لم نسمعهم قالوا عَثامِينُ، فحملنا تحقيره على باب غَضْبان لأَن أَكثر ما جاءَت في آخره الأَلف والنون إنما هو على باب غَضبان.
وعُثمانُ: قبيلة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَلقَتْ إليه، على جَهْدٍ، كَلاكِـلَـهـا

 

سَعدُ بنُ بَكْرٍ، ومن عُثمانَ من وَشَلا

دوعَثَمتِ المرأَةُ المَزادةَ وأَعْثَمَتْها إذا خرَزَتْها خَرْزاً غير مُحْكَمٍ؛ وفي المثل:

إلا أَكُنْ صَنَعاً فإني أَعْتَثِمْ

أَي إن لم أَكن حاذِقاً فإني أَعمل على قدر معرفتي ويقال: خُذْ هذا فاعْتَثِمْ به أَي فاستَعِنْ به. وقال ابن الفرَج: سمعتُ جماعةً من قَيْس يقولون: فلان يَعْثِمُ ويَعْثِنُ أَي يَجْتَهِدُ في الأَمر ويُعْمِل نفْسَه فيه. ويقال: العُثمان فَرْخ الحُبارى.

عثن

العثان والعثن: الدخان، والجمع عواثن على غير قياس، وكذلك جمع الدخان دواخن، والعواثن والدواجن لا يعرف لهما نظير، وقد عثن يعثن عثنا وعثانا. وفي حديث الهجرة وسراقة بن مالك: أنه طلب النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر حين خرجا مهاجرين، فلما بصر به دعا عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، فساخت قوائم فرسه في الأرض فسألهما أني خليا عنه فخرجت قوائمها ولها عثان، قال ابن الأثير: أي دخان، قال الأزهري: وقال أبو عبيد العثان أصله الدخان، وأراد بالعثان ههنا الغبار شبهه بالدخان، قال: كذلك قال أبو عمرو ابن العلاء، قال الجوهري: وربما سموا الغبار عثانا. وعثنت النار تعثن بالضم عثانا وعثونا وعثنت إذا دخنت. وعثن الشيء: دخنه بريح الدخنة. وعثن هو: عبق. وطعام معثون وعثن ومدخون ودخن إذا فسد لدخان خالطه. ويقال للرجل إذا استوقد بحطب رديء ذي دخان: لا تعثن علينا. وعثن في الجبل يعثن عثنا: صعد مثل عفن، أنشد يعقوب:

حلفت بمن أرسى ثبيرا مكانه

 

أزوركم ما دام للطود عائن

يريد: لا أزوركم ما دام للجبل صاعد فيه، وروي مادام للطود عافن يقال: عثن وعفن بمعنى، قال يعقوب: هو على البدل. وعثنت ثوبي بالبخور تعثينا.
والعثنون من اللحية: ما نبت على الذقن وتحته سفلا، وقيل: هو كل ما فضل من اللحية بعد العارضين من باطنهما، ويقال لها ظهر منها السبلة، وقد يجمع بين السبلة والعثنون فيقال لهما عثنون وسبلة، وقيل: اللحية كلها، قيل: عثنون اللحية طولها وما تحتها من شعرها، عن كراع، قال ابن سيده: ولا يعجبني، وقيل: عثنون اللحية طرفها. ورجل معثن: ضخم العثنون. وفي الحديث: وفروا العثانين، هي جمع عثنون وهو اللحية. والعثنون: شعيرات عند مذبح البعير والتيس، ويقال للبعير ذو عثانين على قوله: والعثنون: شعيرات طوال تحت حنك البعير يقال:بعير ذو عثانينن كما قالوا لمفرق الرأس مفارق. أبو زيد: العثانين المطر بين السحاب والأرض مثل السبل، واحدها عثنون، وعثنون السحاب: ما وقع على الأرض منها، قال:

بتنا نراقبه وبات يلفنـا

 

عند السنام مقدما عثنونا

يصف سحابا. وغثانين السحاب: ما تدلى من هيدبها. وعثنون الريح: هيدبها إذا أقبلت تجر الغبار جرا، قال أبوحنيفة: وعثنون الريج والمطر اولهما، وعثنانينها اوائلها، ومنه قول جران العود:

وبالخط نضاح العثانين واسع

ويقال: عثنت المرأة بدخنتها إذا استجمرت. وعثنت الثوب بالطيب إذا دخنته عليه حتى عبق به. وفي الحديث: أن مسيملة لما أراد الإعراس بسجاح قال عثنوا لها أي بخروا لها البخورز والعثن: الصنم الصغير والوثن الكبير، والجماعة الأعثان والأوثان، وعثن فلان تعثينا أي خلط وأثار الفساد. وقال أبو تراب: سمعت زائدة البكري يقول: العرب تدعو ألوان الصوف العهن غير بني جعفر فإنهم يدعونه العثن، بالثاء، قال: وسمعت مدرك بن غزوان الجعفري وأخاه يقولان: العثن ضرب من الخوصة يرعاه المال إذا كان رطبا، فإذا يبس لم ينفع، وقال مبتكر: هي العهنة، وهي شجرة غبراء ذات زهر أحمر.

عثنج

العَثْنَجُ، بتخفيف النون: الثَّقيلُ من الإِبل، والعَثَنَّجُ، بشدها: الثَّقيل من الرجال؛ وقيل: الثقيل ولم يُحَدَّ من أَي نوع؛ عن كراع. والعَثَنْثَجُ: الضَّخْم من الإِبل، وكذلك العَثَمْثَمُ والعَبَنْبَلُ.