جعفر بن سليمان

ابن علي بن حبر الأمة عبد الله بن عباس الأمير سيد بني هاشم أبو القاسم العباسي ابن عم المنصور. روى عن أبيه. وعنه: ابناه: قاسم ويعقوب وعمر بن عامر والأصمعي.

وكان من نبلاء الملوك جوداً وبذلاً وشجاعة وعلماً وجلالة وسؤدداً ولي المدينة ثم مكة معها ثم عزل فولي البصرة للرشيد.

قال عبد السميع بن علي: لا نعرف في بني هاشم أغبط منه حصل له الشرف والإمرة والمال الجم والأولاد الزهر والعبيد.

مات عن ثمانين ولداً لصلبه منهم ثلاث وأربعون ذكراً. وولي ابنه أيوب اليمن في حياته.

وله مآثر كثيرة ووقف على المنقطعين.

قال الأصمعي: ما رأيت أكرم أخلاقاً ولا أشرف أفعالاً منه.

وفيه يقول حبيب بن شوذب:

يا أيها السائل عن هاشـم

 

هل لك في سيدها جعفر

هل لك في أشبههم غرة

 

إذا بدا بالقمر الأزهـر

 

ولي المدينة سنة ست وأربعين ومئة بعد عبد الله بن الربيع الحارثي.


وقال الأصمعي: ركب جعفر بن سليمان في زي عجيب من التجمل وكان بالبصرة فقيه صالح غلب على عقله فخرج إلى طريق جعفر فقال له: يا جعفر انظر أي رجل تكون إذا خرجت من قبرك وحملت على الصراط وهذا الجمع والزي لا يساوي غداً حبة ولا يغنون عنك من الله شيئاً إنك تموت وحدك وتدخل قبرك وحدك وتقف بين يدي الله وحدك وتحاسب وحدك فانظر لنفسك فقد نصحتك.


ذكر ابن الفوطي جعفراً فلقبه بسيد بني هاشم وقال: كان له بالبصرة كل يوم غلة ثمانين ألف درهم.


وقال حماد بن زيد: غسلت جعفر بن سليمان وزررت عليه قميصه حين ألبسته الكفن ثم جاء عمه عبد الصمد بتسعة أثواب ليكفنه فيها فما كفن إلا في ثلاثة أثواب عملاً بالسنة.


وقد امتدحه جماعة وأخذوا جوائزه.


توفي سنة أربع وسبعين ومئة وقيل سنة خمس.

 

أخوه محمد بن سليمان

 

ولي البصرة أيضاً وكان فارس بن هاشم قتل إبراهيم بن عبد الله الخارج على المنصور.


وولي أيضاً مملكة فارس وكان جواداً ممدحاً.


قيل: إن الرشيد احتاط على تركته فكانت خمسين ألف ألف درهم.


وقال الخطيب: كان عظيم قومه ويقال: إنه قال عند الموت: يا ليت أمي لم تلدني ويا ليتني كنت حمالاً وكان رقيق القلب. توفي سنة ثلاث وسبعين ومئة.