باب العين واللام

علا

عُلْو كلّ شيء وعِلْوه وعَلْوُه وعُلاوَتُه وعالِيه وعالِيَتُه: أَرْفَعُه، يَتَعَدَّى إليه الفعلُ بحَرْف وبغير حَرْف كقولك قَعَدْتُ عُلْوه وفي عُلْوِه. قال ابن السكيت: سِفْلُ الدار وعِلْوُها وسُفْلُها وعُلْوُها، وعلا الشيءُ عُلُوّاً فهو عَليٌّ، وعَلِيَ وتَعَلَّى؛ وقال بعض الرُّجَّاز:

وإنْ تَقُلْ: يا لَيْتَه اسْتَبلاَّ

مِن مَرَضٍ أَحْرَضَه وبَلاَّ

تَقُلْ لأَنْفَيْهِ ولا تَعَلَّى

وفي حديث ابن عباس: فإذا هو يَتَعَلَّى عنِّي أَي يَتَرَفَّع عليَّ.
وعَلاه عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْلَوْلاه، وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّهُ وعالاه وعالَى به؛ قال:

كالثِّقْلِ إذ عالَى به المُعَلِّي

ويقال: عَلا فلانٌ الجَبَلَ إذا رَقِيَه يَعْلُوه عُلُوّاً، وعَلا فلان فلاناً إذا قَهَرَه. والعَليُّ: الرَّفيعُ. وتَعالَى: تَرَفَّع؛ وقول أبي ذؤيب:

عَلَوْناهُمُ بالمَشْرَفيِّ، وعُـرِّيَت

 

نِصالُ السُّيوفِ تَعْتَلي بالأَماثِلِ

تَعْتَلي: تَعْتَمِد، وعدّاه بالباء لأَنه في معنى تَذهَب بهم. وأَخذَه من عَلِ ومن عَلُ؛ قال سيبويه: حَرَّكوه كما حَرَّكوا أَوَّلُ حين قالوا ابْدَأْ بهذا أَوَّلُ، وقالوا: من عَلا وعَلْوُ، ومن عالٍ ومُعالٍ؛ قال أَعْشى باهِلَة:

إنِّي أَتَتْني لِسـانٌ لا أُسَـرُّ بـهـا

 

مِنْ عَلْوُ لا عَجَبٌ منها، ولا سَخَرُ

ويُرْوَى: من عَلْوِ وعَلْوَ أَي أَتاني خَبرٌ من أَعْلى؛ وأَنشد يعقوب لدُكَيْن بنِ رجاءٍ في أَتيتُه من عالٍ:

يُنْجِيِه، مِنْ مثلِ حَمامِ الأَغْلالْ

وَقْعُ يَدٍ عَجْلى ورِجْلٍ شِمْلالْ

ظَمأَى النَّسَامِنْ تَحْتُ رَيَّا منْ عالْ

يعني فرساً؛ وقال ذو الرمَّة في مِن مُعال:

فَرَّجَ عنه حَلَقَ الأَغلالِ

جَذْبُ العُرىَ وجِرْيةُ الجِبالِ

ونَغَضانُ الرَّحْلِ من مُعالِ

أَراد فَرَّج عن جَنِين الناقة حَلَقَ الأَغْلالِ، يعني حَلَق الرحِمِ، سَيرُنا، وقيل: رَمَى به من عَلِ الجبَل أَي من فَوْقِه؛ وقول العجلي:

أَقَبُّ من تَحْتُ عَرِيضٌ مِن عَلِي

إنما هو محذوف المضاف إليه لأَنه معرفة وفي موضِع المبنِيِّ على الضمّ، أَلا تراه قابَل به ما هذه حالُه وهو قوله: مِنْ تَحْتُ، وينبغي أَن تُكْتَب عَلي في هذا الموضِع بالياء، وهو فَعِلٌ في معنى فاعِلٍ، أَي أَقَبُّ من تحتِه، عريضٌ من عالِيه: بمعنى أَعْلاه. والعا والسافلُ: بمنزلة الأَعْلى والأَسْفل؛ قال:

ما هو إلا المَوتُ يَغْلي غالِيهْ

مُخْتَلِطاً سافِلُه بعالِيهْ

لا بُدَّ يوماً أَنَّني مُلاقِيه

وقولهم: جئتُ من عَلُ أَي من أَعْلى كذا. قال ابن السكيت: يقال أَتَيْته مِنْ عَلُ، بضم اللام، وأَتَيته من عَلُو، بضم اللام وسكون الواو، وأَتيته مِن علي بياء ساكنة، وأَتيته من عَلْوُ، بسكون اللام وضم الواو، ومن عَلْوَ ومن عَلْوِ. قال الجوهري: ويقال أَتيتُه من عَلِ الدارِ، بكسر اللام، أَي من عالٍ؛ قال امرؤ القيس:

مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِـلٍ مُـدْبِـرٍ مـعـاً

 

كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّه السَّيلُ من عَلِ

وأَتيتُه من عَلا؛ قال أَبو النجم:

باتَتْ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِن عَلا

 

نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْـوازَ الـفَـلا

وأَتَيْتُه من عَلُ، بضم اللامِ؛ أَنشد يعقوب لعَدِيّ ابن زيد:

في كِناسٍ ظاهِـرٍ يَسْـتُـرُه

 

من عَلُ الشَّفَّان، هُدَّابُ الفَنَنْ

وأَما قول أَوس:

فَمَلَّكَ باللِّيطِ الذي تحتَ قِشْـرِهـا

 

كغِرْقئ بَيْضٍ كَنَّه القَيْضُ مِنْ عَلُو

فإن الواو زائدة، وهي لإطلاقِ القافية ولا يجوزُ مثلُه في الكلام. وقال الفراء في قوله تعالى: عالِيَهُم ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ؛ قرئ عالِيَهُم بفتح الياء، وعالِيهِم بسكونها، قال: فمَن فتَحها جَعَلها كالصفة فوقَهم، قال: والعرب تقول قَوْمُك داخِلَ الدارِ، فيَنْصِبون داخلَ لأنه محَلٌ، فعالِيَهُم من ذلك، وقال الزجاج: لا نعرف عالِيَ في الظروف، قال: ولعلَّ الفراء سمع بِعا في الظروف، قال: ولو كان ظرفاً لم يَجُزْ إسكان الياء، ولكنه نَصَبه على الحال من شيئين: أَحدُهما من الهاء والميم في قوله تعالى: يَطُوفُ عليهم، ثم قال: عالِيَهُمْ ثيابُ سندس؛ أي في حالِ عُلُوِّ الثياب إياهم، قال ويجوز أن يكون حالاً من الوِلْدان، قال: والنصب في هذا بَيِّنٌ، قال: ومن قرأَ عالِيِهم فرفْعُه بالابتداء والخبر ثياب سندس، قال: وقد قرئ عالِيَتَهُمْ، بالنصب، وعالِيَتُهم، بالرفع والقراءة بهما لا تجوز لخلافهما المصحف، وقرئ: عَلَيْهم ثيابُ سندس، وتفسير نصب عالِيَتَهُم ورفعها كتفسير عالِيَهُم وعالِيهم.
والمُسْتَعْلي من الحروف سبعة وهي: الخاءُ والغين والقاف والضاد والصاد والطاء والظاء، وما عدا هذه الحروفَ فمنخفِض، ومعنى الاستعْلاء أَن تَتَصَعَّد في الحَنَك الأَعلى، فأَربعةٌ منها مع استعلائها إطْباقٌ، وأَما الخاء والغينُ والقاف فلا إطباق مع استعلائها.
والعَلاءُ: الرِّفْعَة. والعلاءُ: اسم سُمِّيَ بذلك، وهو معرفة بالوضع دون اللام، وإنما أُقِرَّت اللامُ بعد النَّقل وكونه علَماً مراعاةً لمذهب الوصف فيها قبلَ النَّقْلِ، ويدلُّ على تَعَرُّفِه بالوضع قولُهُم أَبو عمرو بنُ العَلاء، فطَرْحُهم التنوينَ من عَمْرو إنما هو لأَنَّ ابناً مضافٌ إلى العَلَم، فجرَى مَجْرَى قولِك أَبو عمرِو بنُ بكر، ولو كان العَلاء مُعَرَّفاً باللامِ لوجب ثبوت التنوين كما تُثْبته مع ما تعرَّف باللام، نحو جاءَني أَبو عمرٍ وابن الغُلامِ وأَبو زيدٍ ابنُ الرجلِ، وقد ذهَب عَلاءً وعَلْواً.
وعَلا النهارُ واعْتَلى واسْتَعْلى: ارْتَفَعَ. والعُلُوُّ: العَظَمة والتَّجَبُّر. وقال الحسن البصري ومسلم البَطِين في قوله تعالى: تِلْكَ الدارُ الآخِرةُ نجْعَلها للذين لا يريدون عُلُوّاً في الأَرض ولا فَساداً؛ قال: العُلُو التكبُّر في الأَرض، وقال الحسن: الفَسادُ المَعاصي، وقال مسلم: الفَسادُ أَخذ المال بغير حق، وقال تعالى: إن فِرْعَوْنَ عَلا في الأرض؛ جاء في التفسير أَن معناه طَغَى في الأَرض. يقال: عَلا فلانٌ في الأرض إذا اسْتَكْبَرَ وطَغَى. وقوله تعالى: ولَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كبيراً؛ معناه لَتَبْغُنّ ولَتَتَعَظَّمُنّ. ويقال لكل مُتَجَبِّر: قد عَلا وتَعَظَّمَ. واللهُ عز وجل هو العَليّ المُتعالي العا الأَعْلَى ذُو العُلا والعَلاء والمَعا، تَعالى عَمَّا يقول الظالمون عُلُوّاً كبيراً، هو الأَعْلى سبحانه بمعنى العا، وتفسير تَعالَى جلَّ ونَبَا عن كلِّ ثناءٍ فهو أَعظم وأَجلُّ وأَعْلى مما يُثنى عليه لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ قال الأزهري: وتفسير هذه الصفات سبحانه يَقْرُب بعضُها من بعض، فالعَلِيُّ الشريف فَعِيل من عَلا يَعْلُو، وهو بمعنى العالِي، وهو الذي ليس فوقه شيء. ويقال: هو الذي عَلا الخلقَ فَقَهَرهم بقدرته. وأَما المُتعا: فهو الذي جَلَّ عن إفْكِ المُفْتَرِين وتَنَزَّه عن وَساوس المتحيِّرين، وقد يكون المُتعا بمعنى العا. والأَعْلى: هو الله الذي هو أَعْلى من كل عالٍ واسمه الأَعْلى أَي صفته أَعْلى الصفات، والعَلاءُ: الشرفُ، وذو العُلا: صاحب الصفات العُلا، والعُلا: جمع العُلْيا أَي جمع الصفة العُليا والكلمة العلْيا، ويكون العُلى جمع الاسم الأَعْلى، وصفةُ الله العُلْيا شهادةُ أَنْ لا إله إلا الله، فهذه أَعلى الصفات، ولا يوصف بها غير الله وحده لا شريك له، ولم يزل الله عَلِيّاً عالياً متعالياً، تعالى اللهُ عن إِلحاد المُلْحدِين، وهو العَليُّ العظيم. وعَلا في الجبَل والمَكان وعلى الدابَّةِ وكلِّ شيء وعَلاهُ عُلُوّاً واسْتَعْلاه واعْتلاه مثلُه، وتَعلَّى أَي عَلا في مُهْلة. وعَلِيَ، بالكسر، في المَكارِم والرِّفْعة والشَّرَف يَعْلَى عَلاءً، ويقال أَيضاً: عَلا، بالفتح، يَعْلى؛ قال رؤبة فَجَمَع بين اللغتين:  

لَمَّا عَلا كَعْبك لي عَلِيتُ

 

دَفْعك دَأْداني وقد جَوِيتُ

قال ابن سيده: كذا أَنشده يعقوب وأَبو عبيد: عَلا كَعْبُك؛ ووجهه عندي عَلا كَعْبُكَ بي أَي أَعْلاني، لان الهمزة والباء يَتَعاقبان، وحكى اللحياني عَلا في هذا المعنى.
ويقال: فلان تَعْلو عنه العَينُ بمعنى تَنْبو عنه العَين، وإذا نَبا الشيءُ عن الشيء ولم يَلْصَقْ به فقد عَلا عنه. وفي الحديث: تَعْلو عنهُ العين أَي تَنْبو عنه ولا تَلْصَق به؛ ومنه حديث النجاشي: وكانوا بِهِمْ أَعْلى عَيْناً أَي أَبصَرَ بهم وأَعْلَم بحالِهِم. وفي حديث قيلة: لا يزالُ كعْبُكِ؛ عالِياً أَي لا تزالِين شريفة مرتَفِعة على من يعادِيكِ. وفي حديث حمنَةَ بنت جَحْشٍ: كانت تَجْلِسُ في المِرْكَنِ ثم تَخْرُج وهي عالية الدَّمِ أَي يَعْلُو دَمُها الماءَ. واعْلُ على الوِسادة أَي اقْعُد عليها، وأَعْلِ عنها أَي انْزِلْ عنها؛ أَنشد أَبو بكر الإياديّ لامرَأة من العرب عُنِّنَ عَنْها زوجُها:

فَقَدْتُك مِنْ بَعْلٍ، عَلامَ تَـدُكُّـنـي

 

بصَدْرِكَ؟ لا تُغْني فَتِيلاً ولا تُعْلي

أَي لا تَنْزِل وأَنت عاجزٌ عن الإِيلاجِ. وعالِ عنِّي وأَعْلِ عَنِّي: تَنَحَّ. وعالِ عَنَّا أَي اطْلُبْ حاجَتك عندَ غيرنا فإِنَّا نَحْن لا نَقْدِرُ لك عليها، كأَنك تقول تَنَحَّ عنَّا إِلى مَن سِوانا. وفي حديث ابن مسعود: فلما وضَعْتُ رِجْلي على مُذَمَّر أَبي جَهْل قال أَعْلِ عَنِّجْ أَي تَنَحَّ عني، وأَراد بِعَنِّجْ عني، وهي لغة قوم يقلبون الياء في الوَقْف جيماً.وعالِ عليَّ أَي احْمِلْ؛ وقول أُميَّة بن أَبي الصَّلْت:

سَلَعٌ مَّا، ومْثْلُه عُشَرٌ مَّـا

 

عائِلٌ مَّا، وعالَتِ البَيْقُورا

أَي أَنَّ السَّنَة الجَدْبة أَثْقَلَت البَقَر بما حُمِّلَتْ من السَّلَع والعُشَر. ورجل عالي الكَعْبِ: شريفٌ ثابتُ الشَرف عالي الذِّكْر. وفي حديث أُحدٍ: قال أَبو سيفان لمَّا انْهزَم المسلمون وظَهروا عليهم: اعْلُ هُبَلُ، فقال عُمَر، رضي الله عنه: اللهُ أَعْلى وأَجَلّ، فقال لعُمَر: أَنْعَمَتْ، فَعالِ عنها؛ كان الرجلُ من قريشٍ إذا أَراد ابْتِداءَ أَمْرٍ عمَد إِلى سَهْمَيْن فكَتَب على أَحدِهما نَعَمْ، وعلى الآخر لا، ثم يتَقَدَّم إِلى الصَّنَم ويُجِيلُ سِهامَه، فإِن خَرج سَهْمُ نَعَمْ أَقْدَم، وإِن خَرَج سَهْم لا امْتَنَع، وكان أَبو سيفان لَمَّا أَراد الخُروجَ إِلى أُحدٍ اسْتَفْتى هُبَلَ فخَرَج له سَهْمُ الإِنْعامِ، فذلك قوله لعُمَر، رضي الله عنه: أَنْعَمَتْ فَعالِ أَي تَجافَ عَنْها ولا تَذْكُرْها بسُوءٍ، يعني آلهَتَهم. وفي حديثٍ: اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلى، العُلْيا المَتَعَفِّفة والسُّفْلى السائلة؛ روي ذلك عن ابن عمر، رضي الله عنهما، ورُوِيَ عنه أَنها المُنْفِقة، وقيل: العُلْيا المُعْطِيَة والسُّفْلى الآخِذة، وقيل:السُّفْلى المانِعة.
والمَعْلاة: كَسْبُ الشَّرَف؛ قال الأَزهري: المَعْلاة مَكْسَبُ الشَّرَف، وجمعها المَعالي. قال ابن بري: ويقال في واحدة المَعالي مَعْلُوَة.
ورَجُلٌ عَليٌّ أَي شريف، وجمعه عِلْيةٌ. يقال: فلان مِنْ عِلْية الناس أَي من أَشرافهم وجِلَّتِهم لا من سِفْلَتهم، أَبدلوا من الواو ياءً لضعف حَجْز اللام الساكنة، ومثله صبيٌّ وصبِيْة، وهو جمع رجُل عَليٍّ أَي شَريف رَفيعٍ. وفلانٌ من عِلِّيَّةِ قَوْمِه وعِلِيِّهم وعُلِيِّهِم أَي في الشَّرَفِ والكَثْرة. قال ابن بري: ويقال رَجلٌ عَليٌّ أَي صُلْبٌ؛ قال الشاعر:

وكلّ عَليٍّ قُصَّ أَسْفَـل ذَيْلِـه

 

فشَمَّرَ عَنْ ساقٍ وأَوْظِفَةٍ عُجْرِ

ويقال: فَرَسٌ عَلِيٌّ.
والعِلِّيَّة والعُلِّيَّة جميعاً: الغُرفة على بناء حُرِّية، قال: وهي في التصريف فُعُّولةٌ، والجمع العَلاليُّ؛ قال الجوهري: هي فُعِّيلة مثلُ مُرِّيقةٍ، وأَصلُه عُلِّيْوَة، فأُبْدِلَت الواوُ ياءً وأُدغمت لأَنَّ هذه الواو إذا سَكَن ما قبلها صَحَّت، كما يُنْسب إِلى الدَّلْوِ دَلْوِيٌّ، قال: وبعضهم يقول هي العِلِّيَّة، بالكسر، على فِعِّيلة، وبعضهم يَجْعَلُها من المُضاعف، قال: وليس في الكلام فُعِّيلة. وقال الأَصمعي: العِلِّيُّ جمع الغُرَفِ، واحدتها عِلِّيَّة؛ قال العجاج:

وبِيعَة لِسُورها عِلِيٌّ

وقال أَبو حاتم: العَلاليُّ من البيوت واحدتها عِلِّيَّة، قال: ووزن عِلِّيَّة فِعِّيلة، العين شديدة. قال الأَزهري: وعِلِّيَّة أَكثر من عُلِّيَّة. وفي حديث عمر رضي الله عنه: فارْتَقَى عُلِّيَّة، هو من ذلك، بضم العين وكسرها.
وعَلا به وأَعْلاهُ وعَلاَّه: جَعَلَه عالياً.
والعالية: أَعْلى القَناةِ، وأَسْفَلُها السافِلةُ، وجمعها العَوالي، وقيل: العالية القَناة المستقيمة، وقيل: هو النصفُ الذي يَلي السِّنانَ، وقيل: عالِية الرُّمْح رأْسُه؛ وبه فَسَّرَ السُّكَّري قول أَبي ذُؤيْب:

أَقَبَّا الكُشُوحِ أَبْيَضانِ كِلاهما

 

كعالِية الخَطِّيِّ واري الأَزانِدِ

أَي كلُّ واحدٍ منهما كرأْسِ الرُّمْح في مُضِيِّه. وفي حديث ابن عمر: أَخذت بعالِيهِ رُمْحٍ، قال: وهي ما يَلي السِّنانَ من القَناةِ. وعَوالي الرماح: أَسِنَّتُها، واحدتُها عاليةٌ؛ ومنه قول الخَنْساءِ حين خَطَبَهَا دُرَيْدُ بن الصِّمَّة: أَتَرَوْنَني تارِكةً بَني عَمِّي كأَنهم عَوالي الرِّماح ومُرْتَثَّةً شَيْخَ بني جُشَم؛ شَبَّهَتْهم بعَوالي الرِّماح لطَراءة شَبابهم وبريق سَحْنائهم وحُسْن وجوههم، وقيل: عالية الرُّمْحِ ما دَخَل في السِّنانِ إِلى ثُلُثِه، والعالِيةُ: ما فوق أَرض نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامَةَ وإِلى ما وراء مكة، وهي الحجاز وما وَالاها، وفي الحديث ذكر العالِية والعَوالي في غير موضع من الحديث، وهي أَماكِنُ بأَعْلى أَراضي المدينة وأَدْناها من المدينة على أَربعةِ أَمْيالٍ، وأَبعَدُها من جهة نَجْدٍ ثمانية، والنسب إِليها عاليٌّ على القياس، وعُلْوِيٌّ نادر على غير قياس؛ وأَنشد ثعلب:

أَأَنْ هَبَّ عُلْوِيٌّ يُعَلِّـل فِـتْـيَةً

 

بنخلة وَهْناً، فاض منك المَدامعُ

وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: وجاء أَعرابيٌّ عُلْويٌّ جافٍ. وعالوا: أَتَوُا العالِيَة. قال الأَزهري: عالِية الحجاز أَعلاها بلداً وأَشرفُها موضعاً،وهي بلاد واسعة، وإِذا نَسَبُوا إِليها قيل عُلْوِيٌّ، والأُنثى عُلْوِيَّة. ويقال: عالى الرجلُ وأَعْلى إذا أَتى عالِية الحجاز ونَجْدٍ؛ قال بشر بن أَبي خازم:

مُعالِيَة لا هَمَّ إِلاَّ مُـحَـجَّـرٌ

 

وحَرَّة لَيلى السَّهْلُ منها فَلُوبُها

وحَرَّة لَيْلى وحَرَّة شَوْران وحَرَّة بني سُلَيم في عالِية الحجاز، وعلى السطحَ عَلْياً وعِلْياً،. وفي حرف ابن مسعود، رضي الله عنه: ظُلْماً وعِلْياً؛ كل هذا عن اللحياني.
وعلى: حرف جَرٍّ، ومعناه اسْتِعْلاء الشيءِ، تقول: هذا على ظهر الجبل وعلى رأْسه، ويكون أَيضاً أَن يَطْوي مُسْتَعْلِياً كقولك: مَرَّ الماءُ عليه وأَمْررْت يدي عليه، وأَما مَرَرْت على فلان فَجَرى هذا كالمثل.
وعلينا أَميرٌ: كقولك عليه مالٌ لأَنه شيء اعْتَلاهُ، وهذا كالمثَل كما يَثْبُت الشيءُ على المكان كذلك يَثْبُت هذا عليه، فقد يَتَّسِع هذا في الكلام، ولا يريد سيبويه بقوله عليه مال لأَنه شيء اعْتَلاه أَنَّ اعْتَلاه من لفظ على، إِنما أَراد أَنها في معناها وليست من لفظها، وكيف يظن بسيبويه ذلك وعَلى من ع ل ي واعْتَلاه من ع ل و؟وقد تأْتي على بمعنى في؛ قال أَبو كبير الهُذَلي:

ولَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلامِ بِمِغْشَم

 

جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُهَبَّـل

أَي في الظلام. ويجيء عَلى في الكلام وهو اسم، ولا يكون إِلا ظرفاً، ويَدُلُّك على أَنه اسم قول بعض العرب نَهَضَ من عَلَيْه؛ قال مزاحم العُقَيْلي:

غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بَعْدَما تَمَّ ظِمْؤُها

 

تَصِلُّ وعَنْ قَيْضٍ بزِيزاء مَجْهَل

وهو بمعنى عِنْد؛ وهذا البيت معناه غَدَتْ مِنْ عِنْدِهِ. وقوله في الحديث: فإِذا انْقَطَعَ مَنْ عَلَيها رَجع إِليه الإِيمانُ أَي منْ فَوْقها، وقيل منْ عندها. وقالوا: رَمَيْتُ عَلى القوس ورَمَيْت عنها، ولا يقال رَمَيْتُ بها؛ قال:

أَرْمِي عَلَبْها وهي فَرْعٌ أَجْمَع

وفي الحديث: مَنْ صامَ الدَّهْرَ ضُيِّقَتْ عليه جَهَنَّم؛ قال ابن الأَثير: حَمَل بعضهم هذا الحديث على ظاهِره وجعله عُقوبةً لصائم الدَّهْرِ، كأَنه كَرِه صومَ الدَّهْرِ، ويشهد لذلك منعُه عبدَ الله بنَ عَمْرو عن صومِ الدهرِ وكَراهيتُه له، وفيه بُعدٌ لأَنَّ صومَ الدَّهر بالجُمْلة قُرْبة، وقد صامه جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، والتابِعين، رحمهم الله، فما يَسْتَحِقُّ فاعلُه تضييقَ جهَنَّم عليه؛ وذهب آخرون إِلى أَن على هنا بمعنى عن أَي ضُيِّقت عَنْه فلا يدخُلُها، وعن وعلى يَتداخلان؛ ومنه حديث أَبي سيفان: لولا أَن يأْثُروا عليَّ الكَذِبَ لكَذَبْتُ أَي يَروُوا عنِّي.
وقالوا: ثَبَتَ عليه مالٌ أَي كثر، وكذلك يقال: عَلَيْه مالٌ، يريدون ذلك المعنى، ولا يقال له مالٌ إِلا من العين كما لا يقال عليه مالٌ إِلاَّ من غير العَين؛ قال ابن جني: وقد يستعمل عَلى في الأَفعال الشاقة المستثقلة، تقول: قد سِرْنا عَشْراً وبَقِيَتْ عَلَيْنا ليلتان، وقد حَفِظْتُ القرآن وبَقِيَت عليَّ منه سورتان، وقد صُمْنا عِشْرين من الشهر وبَقِيَتْ علينا عشر، كذلك يقال في الاعتداد على الإِنسان بذنوبه وقُبح أَفعاله، وإنما اطَّرَدَتْ على في هذه الأَفعال من حيث كانت على في الأَصل للاسْتِعْلاءِ والتَّفَرُّع، فلما كانت هذه الأَحوال كُلَفاً، ومَشاقً تَخْفِضُ الإِنسانَ وتَضَعُه وتَعْلُوه وتَتَفَرَّعُه حتى يَخْنَع لها ويَخْضع لما يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع على، أَلا تراهم يقولون هذا لك وهذا عَلَيْك، فتستعمل اللامَ فيما تُؤْثِره وعَلى فيما تكرهه؟ وقالت الخنساء:

سأَحْمِلُ نَفْسي عَلى آلةٍ

 

فإِمّا عَليْها وإِمَّا لَهـا

وعَلَيْكَ: من أَسماء الفعل المُغْرى به، تقول عَلَيْك زيداً أَي خُذْه، وعَلَيكَ بزيد كذلك؛ قال الجوهري: لما كثر استعماله صار بمنزلة هَلُمَّ، وإِن كان أَصله الارتفاع، وفسر ثعلب معنى قوله عَلَيْكَ بزيد فقال: لم يجيء بالفعل وجاء بالصفة فصارت كالكناية عن الفعل، فكأَنك إذا قلت عَلَيْك بزيد قلت افْعَلْ بزيد مثل ما تكني عن ضربت فتقول فعلتُ به. وفي الحديث: عليكم بكذا أَي افْعَلُوه، وهو اسمٌ للفعل بمعنى خذ، يقال: عَلَيْك زيداً وعليك بزيدٍ أَي خذه. قال ابن جني: ليس زيداً من قولك عَلَيْك زيداً منصوباً بخُذ الذي دلت عليه عَليْك، إِنما هو منصوبٌ بنفسِ عَليْك من حيث كان اسماً لفعلٍ متعدٍّ. قال الأَزهري: عَلى لها معانٍ والقُرَّاء كلهم يُفَخِّمونها لأَنها حرف أَداة. قال أَبو العباس في قوله تعالى: عَلى رجل منكم؛ جاء في التفسير: مَعَ رجل منكم، كما تقول جاءني الخَيْرُ على وجهك ومع وجهك. وفي حديث زكاة الفِطْر: على كلِّ حُرٍّ وعبدٍ صاعٌ، قال: على بمعنى مع لأَن العبد لا تجب عليه الفطرة وإِنما تجب على سيّده. قال ابن كيسان: عَلَيك ودونكَ وعندك إذا جُعِلْنَ أَخباراً فعن الأَسماء، كقولك: عليك ثوبٌ وعندَك مالٌ ودونك مالٌ، ويُجْعَلْنَ إِغْراءً فتُجْرى مُجْرى الفعل فيَنْصِبْنَ الأَسماء، كقولك: عليكَ زيداً ودونَك وعندك خالداً أَي الزَمْه وخُذُه، وأَما الصفاتُ سواهُنَّ فيرفعن إذا جُعِلَت أَخباراً ولا يغْري بها. ويقولون: عَلَيْه دَيْن، ورأَيته على أَوْفازٍ كأَنه يريد النُّهُوض. وتَجِيء على بمعنى عن؛ قال الله عز وجل: إذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ معناه إذا اكتالوا عَنْهُم. قال الجوهري: عَلى لها ثلاثةُ مواضعَ؛ قال المبرّد: هي لفظة مشتَرَكة للاسم والفعل والحرف لا أَن الاسم هو الحرف أَو الفعل، ولكن يَتَّفِق الاسمُ والحرف في اللفظ، أَلا تَرى أَنك تقول على زيدٍ ثوبٌ، فعلى هذه حرفٌ، وتقول عَلا زيداً ثوبٌ، فعلا هذه فعلٌ من عَلا يَعْلُو؛ قال طرَفة:

وتَساقى القَوْمُ كأْساً مُـرَّةً

 

وعَلا الخَيْلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ

ويروى: على الخيل، قال سيبويه: أَلف عَلا زيداً ثوبٌ منقلبةٌ من واو، إِلا أَنها تقلب مع المضمر ياءً، تقول عليكَ، وبعضُ العرب يتركها على حالها؛ قال الراجز:

أَيّ قَلُوصِ راكبٍ تَـراهـا

 

فاشْدُدْ بمَثْنَيْ حَقَبٍ حَقْواها

نادِيَةً ونـادِياً أَبــاهـــا

 

طارُوا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاها

ويقال: هي بلغة بلحرث بن كعب؛ قال ابن بري: أَنشده أَبو زيد:

ناجِيةً وناجِياً أَباها

قال: وكذلك أَنشده الجوهري في ترجمة نجا. وقال أَبو حاتم: سأَلت أَبا عبيدة عن هذا الشعر فقال لي: انْقُطْ عليه، هذا من قول المفضل. وعلى: حرف خافض، وقد تكون اسماً يدخل عليه حرف؛ قال يزيد بن الطَّثَرِيَّة:

غَدَتْ مِنْ عَلِيْه تَنْقُضُ الطَّلَّ، بعدَمارأَتْ حاجِبَ الشمسِ اسْتَوَى فَتَرَفَّعَا

أَي غدت من فوقه لأَن حرف الجرّ لا يدخل على حرف الجرّ، وقولهم: كانَ كذا على عهد فلان أَي في عهده، وقد يوضع موضع من كقوله تعالى: إذا اكْتالُوا على الناسِ يَسْتَوْفُون؛ أَي من الناس. وتقول: عَليَّ زيداً وعَليَّ بزيد؛ معناه أَعْطِني زيداً؛ قال ابن بري: وتكون علَى بمعنى الباء؛ قال أَبو ذؤيب:

وكـأَنَّـهـنّ ربَـابةٌ، وكـأَنـه

 

يَسَرٌ يَفِيضُ علَى القِداحِ ويَصْدَعُ

أَي بالقِداحِ. وعلَى: صفةٌ من الصِّفاتِ، وللعَرَب فيها لغتانِ: كُنْت على السَّطْح وكنت أَعْلَى السَّطْح؛ قال الزجاج في قوله عليهم وإِليهم: الأَصل عَلاهُم وإِلاهُم كما تقول إِلى زَيْد وعَلَى زَيدٍ، إِلا أَنَّ الأَلف غُيِّرَت مع المضمر فأُبْدلت ياءً لتَفْصِل بينَ الأَلف التي في آخر المُتَمَكِّنة وبَيْنَ الأَلف في آخر غير المتمكنة التي الإِضافة لازمة لها، أَلا تَرَى أَنّ عَلَى وَلَدي وإِلى لا تَنْفَرِدُ من الإِضافة؟ ولذلك قالت العرب في كِلا في حال النصب والجر: رأَيْتُ كِلَيْهما وكِلَيْكُما ومررت بكِلَيْهما، ففَصَلت بين الإِضافة إِلى المُظْهرِ والمُضْمر لما كانت كِلا لا تَنْفَرِد ولا تكون كلاماً إِلا بالإِضافة.
والعِلاوَة: أَعْلَى الرَّأْسِ، وقيل: أَعْلَى العُنُق. يقال: ضربت عِلاوَتَه أَي رأْسه وعُنُقه. والعِلاوة أَيضاً: رأْسُ الإِنسانِ ما دامَ في عُنُقهِ. والعِلاوة: ما يُحْمَل على البعير وغيره، وهو ما وُضِع بين العِدْلَيْنِ، وقيل: عِلاوَة كلِّ شيءٍ ما زاد عليه. يقال: أَعطاه أَلفاً وديناراً عِلاوةً، وأَعطاه أَلفين وخمسمائةٍ عِلاوةً، وجمع العِلاوة عَلاوَى مثل هِراوَة وهَرَاوَى. وفي حديث معاوية: قال للبيد الشاعِر كم عَطاؤك؟ فقال: أَلفان وخمسمائة، فقال: ما بالُ العِلاوَةِ بينَ الفَوْدَيْنِ؟ العِلاوَة: ما عُوليَ فوقَ الحِمْلِ وزِيدَ عليه، والفَودانِ: العِدْلانِ.
ويقال: عَلِّ عَلاواكَ على الأَحْمال وعالِها. والعِلاوَةُ: كلُّ ما عَلَّيْتَ به على البعير بعد تمامِ الوِقْرِ أَو عَلَّقْته عليه نحو السِّقاءِ والسَّفُّودِ، والجمع العَلاوَى مثلُ إِداوَة وأَداوَى.
والعَلْياءُ: رأْسُ الجَبَل، وفي التهذيب: رأْسُ كلّ جَبَلٍ مشرفٍ، وقيل: كلُّ ما عَلا من الشيءِ؛ قال زهير:

تَبَصَّرْ خَلِيلي، هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ

 

تَحَمَّلْنَ بالعَلْياءِ، من فوقِ جُرْثُـم؟

والعَلْياءُ: السماءُ اسمٌ لها، وليس بصفةٍ، وأَصله الواو إِلا أَنه شَذَّ. والسَّموات العُلَى: جمع السماء العُلْيا، والثَّنايا العلْيا والثَّنايا السُّفْلى. يقال للجماعة: عُلْيَا وسُفْلَى، لتأْنيث الجماعة؛ ومنه قوله تعالى: لِنُرِيَكَ من آياتنا الكُبْرَى، ولم يقل الكُبَر، وهو بمنزلة الأَسماء الحُسْنَى، وبمنزلة قوله تعالى: وليَ فيها مآرِبُ أُخرى.
والعَلْياءُ: كل مكانٍ مُشْرِفٍ؛ وفي شعر العباس يمدَح النّبي،صلى الله عليه وسلم:

حتى احْتَوَى بيتُك المُهَيْمِنُ مِنْ

 

خِنْدِفَ عَلْيَاءَ، تَحتَها النُّطُـقُ

قال: عَلياء اسمُ المكان المرتَفعِ كاليفاعِ، وليست بتأْنيثِ الأَعْلَى لأَنها جاءت منكرَّة، وفَعْلاءُ أَفْعَل يلزَمها التعريف. والعلْيا: اسمٌ للمكان العالي، وللفَعْلة العالية على المَثَل، صارت الواو فيها ياءً لأَن فَعلَى إذا كانت اسماً من ذوات الواو أُبْدِلَت واوُه ياءً، كما أَبدلوا الواوَ مكان الياء في فُعْلى إذا كانت اسماً فأَدْخَلوها عليها في فعْلَى لتتكافآ في التغير؛ قال ابن سيده: هذا قول سيبويه. ويقال: نزل فلان بعالِيَة الوادِي وسافِلَته، فعالِيَتُه حيث يَنْحَدِرُ الماءُ منه، وسافِلتُه حيث يَنْصَبُّ إِليه. وعَلا حاجتَه واسْتَعْلاها: ظَهَر عليها، وعَلا قِرْنَه واسْتَعْلاهُ كذلك. ورجل عَلُوٌّ للرجال على مثال عَدُوّ؛ عن ابن الأَعرابي، ولم يستثنها يعقوب في الأَشياء التي حصرها كَحَسُوّ وفَسُوّ، وكل من قَهَر رجلاً أَو عَدُوّاً فإِنه يقال عَلاه واعْتَلاه واسْتَعْلاه، واسْتعْلى عليه، واسْتَعْلَى على الناس: غَلَبَهم وقَهَرَهُم وعَلاهُم. قال الله عز وجل: وقد أَفْلَح اليومَ مَن اسْتَعْلى؛ قال الليث: الفرسُ إذا بَلَغَ الغاية في الرِّهانِ يقال قد اسْتَعْلَى على الغاية. وعَلَوْت الرجل: غَلَبْته، وعَلَوته بالسيف: ضَرَبْته.
والعُلْو: ارْتِفاعُ أَصل البناءِ. وقالوا في النداءِ: تَعالَ أَي اعل، ولا يُسْتَعْمَلُ في غير الأَمر.
والتَّعالي: الارْتِفاعُ. قال الأَزهري: تقول العرب في النداء للرجل تَعالَ، بفتح اللام، وللاثنين تَعالَيا، وللرجال تَعالَوْا، وللمرأَة تَعالَي، وللنساء تَعالَيْنَ، ولا يُبالُون أَين يكون المدعوّ في مكان أَعْلى من مكان الداعي أَو مكان دونه، ولا يجوز أَن يقال منه تعالَيْت ولا يُنْهى عنه. وتقول: تَعالَيْت وإِلى أَي شيء أَتَعالَى. وعَلا بالأَمْرِ: اضْطَلَع به واسْتَقَلَّ؛ قال كعب بن سعد الغَنَوي يُخاطِبُ ابنَه عليّ بن كعب، وقيل هو لعليّ بن عديٍّ الغَنَوي المعروف بابن العرير:

اعْمِدْ لِما تَعْلُو فما لكَ، بالذِي

 

لا تَسْتَطِيع مِنَ الأُمورِ، يَدانِ

هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري: صوابه فاعْمِد بالفاءِ لأَنّ قبله:

وإذا رأيتَ المرْءَ يَشْعَبُ أَمْـرَه

 

شَعْبَ العَصا، ويَلِجُّ في العِصيان

يقول: إذا رأيت المَرْءَ يَسعَى في فَسادِ حاله ويَلِجُّ في عِصْيانِك،مُخالَفَة أَمْرِك فيما يُفْسدُ حاله فدَعْه واعْمِدْ لِما تَسْتَقِلُّ به من الأَمْر وتَضْطَلِعُ به، إِذ لا قُوَّة لك على مَنْ لا يُوافِقُك.
وعَلا الفَرَسَ: رَكِبَه. وأَعْلَى عنه: نَزَلَ. وعَلَّى المَتاعَ عن الدابَّة: أَنْزَله، ولا يقال أَعْلاهُ في هذا المَعْنى إِلاَّ مُسْتَكْرَهاً. وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَروهُ؛ عن ابن الأَعرابي، قال: ولا يقال أَعْلَوْه ولا عَلَّوه. ابن الأَعرابي: تَعَلَّى فلانٌ إذا هَجَمَ على قوم بغير إِذن، وكذلك دَمَقَ ودَمَرَ. ويقال: عالَيْتُه على الحمار وعَلَّيْتُه عليه؛ وأَنشد ابن السكيت:

عالَيْتُ أَنْساعي وجِلبَ الكُور

 

عَلَى سَراةِ رائحِ مَمْطُـورِ

وقال:

فَإِلاَّ تَجلَّلْها يُعالُـوك فَـوْقَـهـا

 

وكَيْفَ تُوَقَّى ظَهْرَ ما أَنتَ راكِبُه

أَي يُعْلُوك فوقها؛ وقال رؤبة:

وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا

 

لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ لَـعـا

أَبو سعيد: عَلَوْتُ على فلان الرِّيحَ أَي كنت في عُلاوَتِها. ويقال: لا تَعْلُ الريحَ على الصَّيْدِ فَيراحَ رِيحَكَ ويَنْفِرَ.
ويقال: كُنْ في عُلاوةِ الرِّيحِ وسُفالَتِها، فعُلاوَتُها أَن تكون فوق الصيدِ، وسُفالَتُها أَن تكون تحتَ الصيدِ لئَلاَّ يَجِدَ الوَحْش رائِحَتَك.
ويقال: أَتَيْتُ الناقةَ من قِبَل مُسْتَعْلاها أَي من قِبَل إِنْسِيِّها.
والمُعَلَّى، بفتح اللام: القِدْحُ السابِعُ في المَيْسِر، وهو أَفْضَلُها، إذا فازَ حازَ سبعةَ أَنْصباء من الجَزُور؛ وقال اللحياني: وله سبعة فُروض وله غُنْمُ سبعة أنصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ سبعة أَنصباء إِن لم يَفُزْ.
والعَلاةُ: الصَّخْرة، وقيل: صَخْرة يُجْعَلُ لها إِطار من الأَخْثاء ومن اللَّبِنِ والرماد ثم يطبخ فيها الأَقِطُ، وتجمع علاً؛ وأَنشد أَبو عبيد:

وقالُوا: عَلَيْكُمْ عاصِماً نَسْتَغِثْ به

 

رُوَيْدَكَ حَتَّى يَصْفِقَ البَهْمَ عاصمُ

وحَتَّى تَرَى أَن العَلاةَ تَمُـدُّهـا

 

جُخادِيَّةٌ، والرائحـاتُ الـرَّوائِمُ

يريد: أَن تلك العَلاة يَزيدُ فيها جُخادِيَّة، وهي قِرْبةٌ مَلأَى لَبَناً أَو غِرارةٌ مَلأَى تَمْراً أَو حِنْطَةً، يُصَبُّ منها في العَلاة للتأْقيط، فذلكَ مَدُّها فيها. قال الجوهري: والعَلاةُ حَجَرٌ يُجْعَل عليه الأَقِطُ؛ قال مبَشِّر بن هُذَيل الشمجي:

لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُه

 

وَلا حِمارَاه ولا عَلاتُـه

والعَلاة: الزُّبْرة التي يَضْرِب عليها الحدَّاد الحديدَ. والعلاة: السَّنْدان. وفي حديث عَطاءٍ في مَهْبَطِ آدَمَ: هَبَطَ بالعَلاةِ، وهي السَّنْدانُ، والجمع العَلا. ويقال للناقة: عَلاةٌ، تُشَبَّه بها في صَلابَتِها، يقال: ناقَةٌ عَلاةُ الخَلْقِ؛ قال الشاعر:

ومَتْلَفٍ، بينَ مَوْماةٍ، بمَهْلَكَة

 

جاوَزْتُها بعَلاةِ الخَلْقِ علْيان

أَي طَوِيلَة جَسِيمة. وذكر ابن بري عن الفراء أَنه قال: ناقة عِلْيان، بكسر العين، وذكر أَبو علي أَنه يقال: رجل عِلْيان وعِلِّيان، وأَصلُ الياءِ واوٌ انقلبت ياءً كما قالوا صبية وصِبْيان؛ وعليه قول الأَجلح:

تَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيان

ويقال: رجلٌ عَلْيانُ مثلُ عَطْشانَ، وكذلك المرأَة، يستَوي فيه المذكَّر والمؤنّث. وفي التنزيل: وأَنْزَلْنا الحديدَ فيه بأْس شديد؛ قيل في تفسيره: أَنْزَل العَلاةَ والمَرّ.
وعلَّى الحَبْلَ: أَعادَه إِلى مَوْضِعِه من البَكَرة يُعَلِّيه، ويقالُ للرجُل الذي يَرُدُّ حَبْلَ المُسْتَقي بالبَكَرة إِلى موضعه منها إذا مَرِسَ المُعَلِّي والرِّشاء المُعَلَّى. وقال أَبو عمرو: التَّعْلِية أَن يَنْتَأَ بعضُ الطَّيِّ أَسفَل البئر فينزل رجل في البئر يُعلِّي الدَّلوَ عن الحجر الناتِئ؛ وأَنشد لعديّ:

كَهُوِيِّ الدَّلْوِ نَزَّاها المُعَلْ

أَراد المُعَلِّي وقال:

لَوْ أَنَّ سَلْمى أَبْصَرَتْ مَطَلِّي

 

تَمْتَحُ، أَو تَدْلِجُ، أَو تُعَـلِّـى

وقيل: المُعَلِّي الذي يرفَعُ الدَّلْوَ مملوءة إِلى فوق يُعين المُسْتَقيَ بذلك.
وعُلْوان الكتاب: سِمَتُه كعُنْوانِه، وقد عَلَّيْتُه، هذا أَقيس.
ويقال: عَلْوَنْته عَلْوَنةً وعُلْواناً وعنْوَنْتُه عَنْوَنَةً وعُنْواناً.
قال أَبو زيد: عُلْوانُ كل شيء ما عَلا منه، وهو العُنْوانُ؛ وأَنشد:

وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سَمَحْتُ بها

 

جَعَلْتُها للَّذي أَخْفَيْتُ عُـنْـوانـا

أَي أَظْهَرْتُ حاجةً وكتمت أُخرى وهي التي أُريغُ فصارت هذه عُنْواناً لما أَرَدْتُ. قال الأَزهري: العرب تبدل اللام من النون في حروف كثيرة مثل لعَلَّك ولَعَنَّك، وعَتَلَه إِلى السِّجن وعَتَنَه، وكأَنَّ عُلْوان الكتاب اللام فيه مبدَلة من النون، وقد مَضى تفسيره.
ورجل عِلْيانٌ وعِلِّيانٌ: ضَخْم طويل، والأُنثى بالهاء. وناقة عِلْيان: طويلَة جسِيمة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَنشد من خَوَّارةٍ عِلْـيان

 

مَضْبُورة الكاهِلِ كالبُنْيان

وقال اللحياني: ناقة عَلاةٌ وعَلِيَّة وعِلِّيان مُرْتَفِعة السير لا تُرى أَبداً إِلاَّ أَمام الرِّكاب. والعِلْيان: الطويل من الضِّباع، وقيل: الذَّكَر من الضِّباعِ، قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما يقال لذكر الضباع عِثْيَان، بالثاء، فصحَّفه الليث وجعل بدل الثاء لاماً، وقد تقدم ذكره.
وبَعِيرٌ عِلْيانٌ: ضَخْمٌ؛ وقال اللحياني: هو القديم الضخم. وصوت عِلْيانٌ: جَهِيرٌ؛ عنه أَيضاً، والياء في كلِّ ذلك منقلِبة عن واو لقرب الكسْرة وخفاء اللامِ بمشابَهَتِها النون مع السكون.
والعَلايَه: موضِعٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

فَما أُمُّ خِشْفٍ، بالـعَـلايةِ، فـارد

 

تَنُوشُ البَرير، حَيْثُ نال اهْتِصارها

قال ابن جني: الياء في العَلاية بدل عن واو، وذلك أَنَّا لا نعرف في الكلام تصريف ع ل ي، إنما هو ع ل و، فكأَنه في الأَصل علاوة، إِلاَّ أَنه غُيِّر إِلى الياء من حيث كان عَلَماً، والأَعلام مما يكثرُ فيها التغيير والخلاف كمَوْهَب وحَيْوَة ومَحْبَب، وقد قالوا الشِّكاية، فهذه نظير العَلاية، إِلاَّ أَن هذا ليس بعَلَمٍ. وفي الحديث ذكْر العُلا، بالضَّمِّ والقَصْر: هو مَوْضِعٌ من ناحِيةِ وادي القُرى نزلَه سيِّدُنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم، في طَرِيقِه إِلى تَبُوكَ وبه مَسْجِد.
واعْتَلى الشيء: قَوِيَ عليه وعَلاه؛ قال:

إِني، إذا ما لم تَصِلْني خلَّتـي

 

وتَباعَدَتْ مِني، اعْتَلَيْتُ بِعادَها

أَي عَلَوْتُ بعادَها ببعاد أَشدَّ منه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لبعض ولد بلال بن جرير:

لَعَمْرُكَ، إِني يَوْمَ فَيْدَ لـمُـعْـتَـل

 

بما ساء أَعْدائي، على كَثْرَة الزَّجْر

فسره فقال: مُعْتَلٍ عالٍ قادرٌ قاهرٌ. والعَلِيُّ: الصُّلْب الشديدُ القَويُّ.
وعالِيَةُ تميمٍ: هم بَنُو عَمْرو بن تميم، وهم بَنُو الهُجَيم والعَنْبَر ومازنٍ. وعُلْيا مُضَر: أَعْلاها، وهم قُرَيْش وقَيْس.والعَلِيَّة من الإِبل والمُعْتَلِيَةُ والمُسْتَعْلِية: القويَّة على حِمْلِها. وللناقة حالِبانِ: أَحدُهما يُمْسِك العُلْبَة من الجانب الأَيمن، والآخر يَحْلُب من الجانب الأَيسر، فالذي يَحْلُبُ يُسمَّى المُعَلِّيَ والمُسْتَعْليَ، والذي يُمْسِك يُسَمَّى البائِنَ؛ قال الأَزهري: المُسْتَعْلي هو الذي يقوم على يَسار الحَلُوبة، والبائن الذي يقوم على يمينها، والمُسْتَعْلي يأْخذ العُلْبة بيَده اليُسْرى ويَحْلُب باليمنى؛ وقال الكميت في المُسْتَعْلي والبائن:

يُبَشِّرُ مُسْـتَـعْـلِـياً بـائِنٌ

 

من الحالِبَيْنِ، بأَنْ لا غِرارا

والمُسْتَعْلي: الذي يَحْلُبها من شِقِّها الأَيْسر، والبائن من الأَيمن. قال الجوهري: المُعَلِّي، بكسر اللام، الذي يأْتي الحَلُوبة من قِبَل يَمِينها. والعَلاة أَيضاً: شبيه بالعُلْبة يُجْعَل حَوالَيْها الخِثْي،يُحْلَب بها. وناقة عَلاةٌ: عالِيةٌ مُشْرِفة؛ قال:

حَرْف عَلَنْداة عَلاة ضَمْعَج

ويقال: عَلِيَّة حَلِيَّة أَي حُلْوة المَنْظَر والسير عَلِيَّة فائقة.
والعَلاةُ: فرسُ عمرو بن جَبَلة، صفة غالِبة.
وعُولِيَ السمن والشَّحْم في كل ذي سمن: صُنِعَ حتى ارتفع في الصَّنْعة؛ عن اللحياني؛ وأَنشد غيره قول طَرَفة:

لها عَضُدانِ عُوليَ النَّحْضُ فيهما

 

كأَنهما بابا مُـنِـيفٍ مُـمـرَّدِ

وحكى اللحياني عن العامِريَّة: كان لي أَخٌ هَنِيُّ عَلِيّ أَي يَتَأَنَّثُ للنساء. وعلِيٌّ: اسم، فإِمَّا أَن يكون من القُوَّة، وإِما أَن يكون من عَلا يَعْلُو. وعِلِّيُّون: جماعة عِلِّيٍّ في السماء السابعة إليه يُصْعَدُ بأَرواح المؤمنين. وقوله تعالى: كلا إِنَّ كتابَ الأَبرارِ لَفي عِلِّيِّين أَي في أَعلى الأَمكنة. يقول القائل: كيف جُمِعَتْ عِلِّيُّون بالنون وهذا من جمع الرجال؟ قال: والعرب إذا جَمَعَتْ جَمْعاً لا يذهبون فيه إِلى أَن له بناءً من واحدٍ واثنين، وقالوا في المذكر والمؤنث بالنون: من ذلك عِلِّيُّون، وهو شيءٌ فوق شيءٍ غير معروف واحده ولا اثناه. قال: وسمِعْتُ العربَ تقول أَطْعمنا مَرَقةَ مَرَقِينَ؛ تريد اللُّحْمان إذا طُبِخَتْ بماءٍ واحدٍ؛ وأَنشد:

قد رَوِيَتْ إِلاَّ دُهَيْدِهِينا

 

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينـا

فجمع بالنون لأنه أَراد العَدَد الذي لا يُحَدُّ آخره؛ وكذلك قول الشاعر:

فأَصْبَحَتِ المَذاهِبُ قد أَذاعَتْ

 

بها الإعْصارُ، بَعْدَ الْوابِلِينـا

أَراد المَطَر بعد المَطَر غير محدود، وكذلك عِلِّيُّون ارتفاعٌ بعد ارتفاعٍ. قال أبو إسحق في قوله جل وعز: لفي عِلِّيِّين؛ أَي في أَعلى الأَمكنة، وما أَدراك ما عِلِّيُّون، قال: وإعراب هذا الاسم كإعرابِ الجَمْع لأَنه على لفظِ الجَمْعِ كما تَقُول هذه قِنِّسْرُون ورأَيت قِنَّسْرينَ، وعِلِّيُّون السماءُ السابعة؛ قال الأَزهري: ومنه قولُ النبي،صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَهل الجنة ليَتَراءَوْن أَهلَ عِلِّيِّن كما تَراءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماء؛ قال ابن الأَثير: عِلِّيُّون اسم للسماء السابعة، وقيل: هو اسم لدِيوانِ الملائكة الحَفَظَة يُرفع إليه أَعمال الصالحين من العِبادِ، وقيل: أَرادَ أَعْلى الأَمكنة وأَشرف المراتب وأَقربها من الله في الدارِ الآخرة، ويُعْرَب بالحروفِ والحركات كقِنِّسْرين وأَشباهِها، على أَنه جمعٌ أَو واحد؛ قال أَبو سعيد: هذه كلمة معروفةٌ عند العرب أَن يقولوا لأَهل الشَّرَف في الدنيا والثَّرْوَة والغِنى أَهل عِلِّيِّين، فإذا كانوا مَتَّضِعين قالوا سِفْلِيُّون.
والعِلِّيُّون في كلام العرب: الذين يَنزلون أَعاليَ البلاد، فإذا كانوا ينزلون أَسافِلهَا فهم سِفْلِيُّون.
ويقال: هذه الكلمة تَسْتَعْلي لساني إذا كانت تَعْتَرُّه وتَجْري عليه كثيراً.
وتقول العرب: ذهب الرجل عَلاءً وعُلْواً ولم يذهب سُفْلاً إذا ارْتَفع.
وتَعَلَّتِ المرأَةُ: طهرت من نِفاسِها. وفي حديث سُبَيْعة: أَنها لما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من نفاسها وسَلِمَت، وقيل: تَشَوَّفَتْ لخُطَّابها، ويروى: تعالت أَي ارْتَفَعَت وظهرت، قال: ويجوز أَن يكون من قولهم تَعَلَّى الرجلُ من عِلَّتِه إذا برأَ؛ ومنه قول الشاعر:

ولا ذات بَعْلٍ من نفاس تَعَلَّتِ

وتَعَلَّى المريضُ من عِلَّتِه: أَفاق منها.
ويَعْلى: اسمٌ؛ فأَما قوله:

قدْ عَجِبَتْ مِني ومن يُعَيلِيا

 

لَمّا رأَتْني خلقاً مُقْلولـيا

فإنه أَراد من يُعَيْلي فردّه إلى أَصله بأَن حَرَّك الياءَ ضرورة، وأَصل الياءَات الحركة، وإنما لم يُنَوَّن لأَنه لا ينصرف. قال الجوهري: ويُعَيْلي مُصَغَّر اسم رجل، قال ابن بري: صوابه يُعَيْلٍ، وإذا نُسِبَ الرجلُ إلى عليِّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه، قالوا عَلَوِيٌّ، وإذا نسبوا إلى بني عَليٍّ وهم قبيلة من كنانة قالوا هؤُلاء العَلِيُّون؛ وروي عن ابن الأَعرابي في قوله:

بَنُو عَلِيٍّ كلُّهم سواء

قال: بَنُو عَلِيٍّ من بني العَبَلات من بني أُمَيَّة الأَصغر، كان وَلِيَ من بعد طَلْحة الطَّلَحات لأن أُمّهم عَبْلة بنت حادل من البراجم، وهي أُمّ ولد بن أُمية الأصْغر. وعَلْوان ومُعَلّىً: اسمان، والنسب إلى مُعَلّىً مُعَلّوِيٌّ. وتِعْلى: اسم امْرَأَة وأَخَذَ ما عَلْوةً أَي عَنْوَة؛ حكاها اللحياني عن الرُّؤاسي.وحكى أَيضاً أَنه يقال للكثير المال: اعْل به أَي ابْقَ بعده، قال ابن سيده: وعندي أنه دعاء له بالبَقاء؛ وقول طُفَيل الغَنَوي:

ونَحْنُ مَنَعْنا، يَوْمَ حَرْسٍ، نِساءَكُم

 

غَداةَ دَعانا عامِرٌ غَيْرَ مُعْتَـلِ

إنما أَراد مُؤْتَلي فحوّل الهمزة عيْناً. يقال: فلانٌ غير مُؤْتَلٍ في الأَمْر وغير مُعْتَلٍ أَي غير مُقَصِّر. والمعتلي: فرس عقبة بن مُدْلجٍ.
والمُعَلِّي أَيضاً: اسم فَرَسِ الأَشْعرِ الشاعر. وعَلْوَى: اسم فَرَس سُلَيكٍ. وعَلْوَى: اسم فرس خُفَاف بن نُدْبة، وهي التي يقول فيها:

وَقَفْتُ له عَلْوَى، وقد خامَ صُحْبَتِي

 

لأَبْنيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هـالِـكـا

وقيل: عَلْوَى فَرَس خُفافِ بن عُمَيْر. قال الأَزهري: وعَلْوى اسم فرس كانت من سَوابق خَيْل العَرَب.

علب

عَلِبَ النباتُ عَلَباً، فهو عَلِبٌ: جَسَأَ؛ وفي الصحاح: عَلِبَ، بالكسر.
واسْتَعْلَبَ البَقْلَ: وجَدَه عَلِباً. واسْتَعْلَبَتِ الماشيةُ البَقْلَ إذا ذَوَى، فأَجَمَتْه واسْتَغْلَظَته. وعَلِبَ اللحمُ عَلَباً، واسْتَعْلَب: اشتَدَّ وغَلُظَ. وعَلَبَ أَيضاً، بالفتح، يَعْلُبُ: غَلُظَ وصَلُبَ، ولم يكن رَخْصاً. ولحمٌ عَلِبٌ وعَلْبٌ: وهو الصُّلْبُ. وعَلِبَ عَلَباً تَغَيَّرَتْ رائحتُه، بعد اشتداده. وعَلِبَتْ يَدُه: غَلُظَتْ. واسْتَعْلَبَ الجلدُ: غَلُظَ واشْتدَّ.
والعَلِبُ: المكانُ الغليظُ الشَّديدُ الذي لا يُنْبِتُ البَتَّةَ.
وفي التهذيب: العِلْبُ من الأَرض المكانُ الغليظُ الذي لو مُطِرَ دهراً، لم يُنْبِتْ خَضراء. وكلّ موضع صُلْبٍ خَشنٍ من الأَرض: فهو عِلْبٌ.
والاعْلِنْباءُ: أَن يُشرِفَ الرَّجُلُ، ويُشْخِصَ نفسَه، كما يفعلُ عند الخُصومة والشَّتم.
يقال: اعْلَنْبَى الديكُ والكلبُ والهِرُّ وغيرُها إذا انتَفَشَ شَعَرُه، وتَهَيَّأَ للشَّرِّ والقتال. وقد يُهْمزُ، وأَصله من عِلْباءِ العُنُق، وهو مُلحَقٌ بافْعَنْلَلَ، بياء. والعُلْبُ والعَلِبُ: الضَّبُّ الضَّخْمُ المُسِنُّ لشدَّته. وتيْسٌ عَلِبٌ، ووَعْلٌ عَلِبٌ أَي مُسِنٌّ جاسِئٌ.
ورجل عِلْبٌ: جافٍ غَليظٌ. ورجل عِلْبٌ: لا يُطْمَع فيما عنده من كلمة أَو غيرها. وإِنه لَعِلْبُ شَرٍّ أَي قويّ عليه، كقولك: إِنه لَحِكُّ شَرٍّ. ويقال: تَشَنَّجَ عِلْباءُ الرجُل إذا أَسنَّ؛ والعِلباءُ، ممدود: عَصَبُ العُنُق؛ قال الأَزهري: الغليظُ، خاصة؛ قال ابن سيده: وهو العَقَبُ.
وقال اللحياني: العِلباءُ مذكر لا غير.
وهما عِلْباوانِ، يميناً وشمالاً، بينهما مَنْبِتُ العُنُق؛ وإِن شئت قلت: عِلْباءَان، لأَنهما همزة مُلحقةٌ شُبهت بهمزة التأْنيث التي في حمراء، أَو بالأَصلية التي في كساء، والجمع: العَلابيُّ.
وعَلَبَ السيفَ والسِّكِّينَ والرُّمْحَ، يَعْلُبه ويَعْلِبُه عَلْباً، فهو مَعْلُوبٌ، وعَلَّبَه: حَزَمَ مَقْبِضَه بعِلْباءِ البعير، فهو مُعَلَّبٌ. ومنه الحديث: لقد فَتَحَ الفُتُوحَ قومٌ، ما كانتْ حِلْية سُيوفِهم الذَّهَبَ والفضةَ، إِنما كانت حِلْيتُها العَلابيَّ والآنكَ؛ هو جمعُ العِلْباء، وهو العَصَبُ؛ وبه سُمِّي الرجلُ عِلْباءً. ابن الأَثير: هو عَصَبٌ في العُنق، يأْخذ إِلى الكاهل، وكانت العربُ تَشُدُّ على أَجْفانِ سُيوفها العَلابيَّ الرَّطْبةَ، فَتَجِفُّ عليها وتَشُدُّ بها الرِّماح إذا تَصَدَّعَتْ فتَيْبَسُ، وتَقْوَى عليه؛ ومنه قول الشاعر:

فظَلَّ، لثِيرانِ الصَّريم، غَماغِمٌ

 

يُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِيِّ المُعَلَّـبِ

ورمح مُعَلَّبٌ: إذا جُلِزَ ولُوِيَ بعَصَبِ العِلْباء. قال القُتَيْبي: وبلغني أَن العَلابيَّ الرَّصاصُ؛ قال: ولستُ منه على يقين. قال الجوهري: العَلابيُّ الرَّصاصُ أَو جنس منه؛ قال الأَزهري: ما علمت أَحداً قاله، وليس بصحيح. وفي حديث عُتْبة: كنت أَعْمِدُ إِلى البَضْعَةِ أَحْسِبُها سَناماً، فإِذا هي عِلْباءُ عُنُقٍ. وعَلِبَ البعيرُ عَلَباً، وهو أَعْلَبُ وعَلِبٌ: وهو داءٌ يأْخذه في عِلْباوَيِ العُنُقِ، فتَرِمُ منه الرَّقَبةُ، وتَنْحنِي.
والعِلابُ: سمة في طُول العُنق على العِلْباءِ؛ وناقة مُعَلَّبة.
وعَلْبَى عَبْدَه إذا ثَقَبَ عِلْباءَه، وجَعَل فيه خيطاً. وعَلْبَى الرجلُ: انْحَطَّ عِلْباواهُ كِبَراً؛ قال:

إِذا المَرْءُ عَلْبَى ثم أَصبَح جِلْدُه

 

كرَحْضِ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّن أَرْوَحُ

التَّيَمُّنُ: أَن يُوضَع على يمينه في القبر.
وعِلْباء: اسم رجل، سُمِّيَ بِعِلْباءِ العُنُق؛ قال:

إِنّي، لِمَنْ أَنْكرنِي، ابنُ اليَثْرِبِ،

قَتَلْتُ عِلْباءً وهِنْدَ الجَملِ،

وابْناً لِصَوْحانَ على دِينِ علِي

أَراد: ابنَ اليَثْرِبِيِّ، والجَمَلِيِّ، وعلِيّ، فخفف بحذف الياءِ الأَخيرة.
والعُلْبةُ: قَدَحٌ ضخْم من جلود الإِبل. وقيل: العُلْبة من خشب، كالقَدَحِ الضَّخْمِ يُحْلَبُ فيها. وقيل: إِنها كهيئةِ القَصْعَةِ مِن جِلد، ولها طَوْق من خشب. وقيل: مِحْلَبٌ من جلد. وفي حديث وفاة النبي، صلى اللّه عليه وسلم: وبين يديه رَكْوَة أَو عُلْبةٌ فيها ماءٌ؛ العُلْبة: قدحٌ من خشب؛ وقيل: من جلدٍ وخشبٍ يُحْلَبُ فيه. ومنه حديث خالد: أَعطاهم عُلْبَةَ الحالبِ أَي القَدَحَ الذي يُحْلَبُ فيه؛ والجمعُ: عُلَبٌ وعِلابٌ.
وقيل: العِلابُ جِفانٌ تُحْلَبُ فيها الناقةُ؛ قال:

صاحِ، يا صاحِ، هل سمعْـتَ بِـراعٍ

 

ردَّ في الضَّرْعِ ما قَرَى في العِلابِ؟

ويُرْوى: في الحِلاب.
والمُعَلِّب: الذي يَتَّخِذُ العُلْبة؛ قال الكُمَيْتُ، يصف خيلاً:

سَقَتْنا دِماءَ القَوْمِ طَوْراً، وتـارةً

 

صَبُوحاً، له أَقتارُ الجلُودِ المُعَلَّبِ

قال الأَزهري: العُلْبةُ جِلدة تُؤْخَذُ من جَنْبِ جِلْدِ البعير إذا سُلِخَ وهو فَطِيرٌ، فتُسَوَّى مستديرةً، ثم تُمْلأُ رَمْلاً سهلاً، ثم تُضَمُّ أَطرافُها، وتُخَلّ بخلالٍ، ويُوكَى عليها مقبوضةً بحَبْل، وتُتْرَكُ حتى تَجِفَّ وتَيْبَسَ، ثم يُقْطَعُ رأْسُها، وقد قامت قائمةً لجَفافِها، تُشْبِه قصعةً مُدَوَّرَةً، كأَنها نُحِتَتْ نَحْتاً، أَو خُرِطَتْ خَرْطاً، ويُعَلِّقُها الراعي والراكبُ فَيَحْلُب فيها، ويَشْرَبُ بها، وللبَدَوِيِّ فيها رِفْقُ خِفَّتِها، وأَنها لا تنكسر إذا حَرَّكها البعيرُ أَو طاحت إِلى الأَرض.
وعَلَبَ الشيءَ يَعْلُبه، بالضم، عَلْباً وعُلُوباً: أَثرَ فيه ووسَمَه، أَو خَدَشَه. والعَلْبُ: أَثَرُ الضَّرْبِ وغيره، والجمع عُلُوبٌ.
يقال ذلك في أَثر المِيسَمِ وغيره؛ قال ابن الرِّقاعِ يصف الرِّكاب:

يَتْبَعْنَ نـاجِـيةً، كـأَنَّ بـدَفِّـهـا

 

من غَرْضِ نَسْعَتِها، عُلُوبَ مَواسِمِ

وقال طَرَفة:

كأَنَّ عُلُوبَ النِّسْعِ فـي دَأَياتِـهـا

 

مَوارِدُ، من خَلْقاءَ، في ظَهر قَرْدَدِ

وكذلك التَّعْلِيبُ.
قال الأَزهَري: العَلْبُ تأْثير كأَثرِ العِلابِ. قال وقال شمر: أَقْرَأَني ابن الأَعرابي لطُفَيْلٍ الغَنَويّ:

نهُوضٌ بأَشْناقِ الدِّياتِ وحَمْلِها،

 

وثِقْلُ الذي يَجْنِي بمَنْكِبِه لَعْبُ

قال ابن الأَعرابي: لَعْبٌ أَراد به عَلْبٌ، وهو الأَثَرُ. وقال أَبو نصر: يقول الأَمْرُ الذي يَجنِي عليه، وهو بمنكبه، خَفيفٌ.
وفي حديث ابن عمر: أَنه رأَى رجُلاً بأَنْفه أَثر السُّجود، فقال: لا تَعْلُبْ صورتَك؛ يقول: لا تُؤَثر فيها أَثراً، بشِدّةِ اتْكائِك على أَنفِك في السُّجود.
وطريقٌ مَعْلوبٌ: لاحِبٌ؛ وقيل: أَثرَ فيه السابلةُ؛ قال بشر:

نَقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِـراءَهـا

 

على كُلِّ مَعْلُوبٍ، يَثُورُ عَكُوبُها

العَكوب، بالفتح: الغُبارُ. يقول: كنا مقتدرين عليهم، وهم لنا أَذِلاَّء، كاقتدار الكلاب على جرائها. والمَعْلوبُ: الطريق الذي يُعْلَبُ بجَنْبَتَيْه، ومثله المَلْحُوبُ.
والعِلْبةُ: غُصنٌ عظيم تُتَّخَذ منه مِقْطَرةٌ؛ قال:

في رِجْلِه عِلْبةٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ،

 

قد تَيَّمَتْه، فَبالُ المَرْءِ مَتْـبُـولُ

ابن الأَعرابي: العُلَبُ جمع عُلْبة، وهي الجَنْبة والدَسْماءُ والسَّمْراءُ. قال: والعِلْبة، والجمع عِلَبٌ، أُبْنَةٌ غليظة من الشجر، تُتَّخَذ منها المِقْطرة.
وقال أَبو زيد: العُلُوبُ مَنابِتُ السِّدْرِ، والواحِدُ عِلْبٌ.
وقال شمر: يقال هؤُلاء عُلْبُوبةُ القومِ أَي خِيارُهم. وعَلِبَ السيفُ عَلَباً: تَثَلَّمَ حَدُّه.
والمَعْلُوب: اسمُ سَيْفِ الحَرِثِ بن ظالم المُرِّيِّ، صفةٌ لازمَة.
فإِما أَن يكون من العَلْبِ الذي هو الشَّدُّ، وإِما أَن يكون من التَّثَلُّم، كأَنه عُلِبَ؛ قال الكميت:

وسَيْفُ الحَرِث المَعْلُوبُ أَرْدَى

 

حُصَيْناً في الجَبابِرة الرَّدِينـا

ويقال: إِنما سماه مَعْلُوباً لآثار كانت في مَتْنِه؛ وقيل: لأَنه كان انْحَنَى من كثرة ما ضَرَبَ به، وفيه يقول:

أَنا أَبو لَيْلى، وسَيْفِي المَعْلُوبْ

وعِلْباءٌ: اسم رجل؛ قال امرؤُ القيس:

وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَـرِيضـاً،

 

ولو أَدْرَكْتُه صَفِرَ الوِطابُ

وعُلَيْبٌ وعِلْيَبٌ: وادٍ معروفٌ، على طريق اليمن؛ وقيل: موضع، والضم أَعلى، وهو الذي حكاه سيبويه. وليس في الكلام فُعَيْلٌ، بضم الفاءِ وتسكين العين وفتح الياء غيره؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

والأَثْل من سَعْيَا وحَلْيةَ مَنْـزِلٍ

 

والدَّوْمَ جاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْيَبُ

واشْتَقَّه ابنُ جني من العَلْبِ الذي هو الأَثَرُ والحَزُّ، وقال: أَلا ترى أَن الوادِيَ له أَثَرٌ؟

علبط

غَنمٌ عُلَبِطةٌ: أَوّلها الخَمسون والمائة إِلى ما بلغت من العِدّةِ، وقيل: هي الكثيرة، وقال اللحياني: عليه عُلَبِطةٌ من الضأْنِ أَي قِطْعة فخَصّ به الضأْنَ. ورجل عُلَبِطٌ وعُلابِطٌ: ضَخْم عظيم. وناقة عُلَبِطة: عظيمة. وصدْر عُلَبِطٌ: عريض. ولبن عُلَبِطٌ: رائب مُتَكَبِّدٌ خاثِرٌ جدّاً، وقيل كل غليظٍ عُلَبِطٌ، وكل ذلك محذوف من فُعالِلٍ، وليس بأَصل لأَنه لا تتوالى أَربع حركات في كلمة واحدة. والعُلَبِطُ والعُلابِطُ: القَطِيعُ من الغنم؛ وقال:

ما راعَنِي إِلا خَيالٌ، هابِطـاً

 

على البُيوت قَوْطَه العُلابِطا

خيال: اسم راعٍ.

علث

عَلَثَ الشيءَ يَعْلِثُه عَلْثاً، وعَلَّثه، واعْتَلَثَه: خَلَطَه.
والمَعْلُوثُ، بالعين: المخلوطُ؛ قال الفراء: وقد سمعناه بالغين مَغْلُوث، وهو معروف.
وطعام عَلِيثٌ وغَلِيثٌ، ويقال: فلانٌ يأْكل العَلِيثَ والغَلِيثَ، بالعين والغين، إذا كان يأْكل خُبْزاً من شعير وحِنطَةٍ.
وكل شيئين خُلِطا: فهما عُلاثَةٌ؛ ومنه اشتق عُلاثةُ: اسم رجل، وهو الذي يَجْمَعُ من ههنا وههنا، وقد عَلَثَ. والعَلَث: ما خُلِطَ في البُرِّ وغيره مما يُخْرَجُ فيُرْمَى به. وفي الحديث: ما شَبِعَ أَهلُه من الخَمير العَلِيثِ أَي الخُبْزِ المَخْبوز من الشَّعير والسُّلْتِ. والعَلْثُ والعُلاثَةُ: الخَلْطُ. والعَلَثُ والعَلِيثة: الطعامُ المخلوط بالشعير.
والعَلْثُ: أَن تَخْلِطَ البُرَّ بالشعير. أَبو زيد: إذا خُلِطَ البُرُّ بالشعير، فهو عَلِيثٌ. وعَلَثُوا البُرَّ بالشعير أَي خَلَطُوه. وقال أَبو الجَرّاح: العَلِيثُ أَن يُخْلَط الشعيرُ بالبُرِّ للزراعة، ثم يُحْصَدانِ ويُجْمَعانِ معاً. والجِرْبة المَزْرَعَةُ: وأَنشد:

جَفَاهُ ذواتُ الدَّرِّ، واجْتَرَّ جِرْبة

 

عَلِيثاً، وأَعْيا دَرُّ كلِّ عَـتُـومِ

والعُلاثةُ: الأَقِطُ المَخْلُوطُ بالسمن، أَو الزيتُ المخلوطُ بالأَقِطِ.
والتَّعْلِيثُ: اخْتِلاطُ النَّفْس؛ وقيل: بَدْءُ الوَجع. وقُتِلَ النَّسْرُ بالعَلْثَى، مقصوراً، أَي خُلِط له في طعامه ما يَقْتُله، حكاه كراع مقصوراً، في باب فَعْلى، والغين في كل ذلك لغة.
وعَلَثَ الزَّنْدُ واعْتَلَثَ: لم يُورِ واعْتاصَ، والاسم العُلاثُ؛ ومنه قيل: عُلاثَةُ؛ وأَنشد:

فإِني غيرُ مُعْتَلِثِ الزِّناد

أَي غير صَلْدِ الزِّنادِ. واعْتَلَثَ زَنْداً: أَخذه من شَجر لا يَدرِي أَيُوري أَم يَصْلِدُ؟ وقال أَبو حنيفة: اعْتَلَثَ زَنْدَه إذا اعْتَرَضَ الشَّجرَ اعتراضاً، فاتَّخذه مما وَجَدَ، والغين لغة عنه أَيضاً.
وفلان يَعْتَلِثُ الزِّنادَ إذا لم يَتَخَيَّر مَنْكِحَه.
والأَعْلاثُ: قِطَعُ الشجر المُخْتَلِطَةُ مما يُقْدَحُ به، مِن المَرْخِ واليَبيسِ.
والمُعْتَلِثُ من السهام: الذي لا خَيْرَ فيه. واعْتَلَثَ السهمَ: أَخَذَه من عُرْضِ الشجر. واعْتَلَثه أَيضاً: لم يُحْكِمْ صَنْعَته.
والعَلْثُ: الطَّرْفاء، والأَثْلُ، والحاجُ، واليَنْبُوتُ، والعِكْرِشُ، والجمع أَعْلاثٌ، وحكاه أَبو حنيفة بالغين معجمة.
وعَلِثَ به عَلَثاً: لزمه. ورجلٌ عَلِثٌ: مُلازم لمن يُطالِبُ في قتال أَو غيره. والعَلَثُ، بالتحريك: شِدَّة القتال، واللزومُ له، بالعين والغين جميعاً. وعَلِثَّ الذئبُ بالغنم: لَزِمَها يَفْرِسُها. وعَلِثَ القومُ عَلَثاً: تَقاتَلُوا. وعَلِثَ بعضُ القوم ببعض. ورجلٌ عَلِثٌ: ثَبْثٌ في القتال.
وعُلاثة: اسم رجل من بني الأَحْوَصِ بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر.

علج

العِلْج: الرجل الشديد الغليظ؛ وقيل: هو كلُّ ذي لِحْية، والجمع أَعْلاج وعُلُوج؛ ومَعْلُوجَى، مقصور، ومَعْلُوجاء، ممدود: اسم للجمع يُجري مَجْرَى الصفة عند سيبويه.
واسْتَعْلَج الرجل: خرجت لحيته وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بدنه. وإِذا خرج وجهُ الغلام، قيل: قد اسْتَعْلَج. واسْتَعْلَج جلد فلان أَي غلُظ. والعِلْج: الرجل من كفَّار العجم، والجمع كالجمع، والأُنثى عِلْجة، وزاد الجوهري في جمعه عِلَجة. والعِلْج: الكافر؛ ويقال للرجل القويّ الضخم من الكفار: عِلْج. وفي الحديث فَأْتِني بأَربعة أَعْلاج من العدوّ؛ يريد بالعلْج الرجل من كفار العجم وغيرهم. وفي حديث قَتْل عمر قال لابن عباس: قد كنت أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ العُلُوج بالمدينة. والعِلْج: حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه؛ ويقال للعَيْرِ الوحشي إذا سَمِن وقَوِيَ: عِلْج. وكلُّ صُلْب شديد: عِلْج.
والعِلْج: الرَّغيف؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.
ويقال: هذا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل؛ وما تَلَوَّكْت بأَلوك، وما تَعَلَّجْت بِعَلُوج؛ ويقال للرغيف الغليظ الحُروف: عِلْج.
والعِلاج: المِرَاس والدِّفاع.
واعْتَلَج القوم: اتَّخَذُوا صراعاً وقتالاً؛ وفي الحديث: إِنَّ الدُّعاء ليَلْقى البلاء فيَعْتَلِجان أَي يَتصارعان. وفي حديث سعد بن عُبادة: كَلاَّ والذي بعثك بالحق إِنْ كنتُ لأُعالِجُه بالسيف قبل ذلك أَي أَضربه.
واعْتَلَجتِ الوَحْشُ: تضاربت وتَمارَسَتْ، والاسم العلاج؛ قال أَبو ذؤيب يصف عَيْراً وأُتُناً:

فَلَبِثْن حيناً يَعْتَلِجْـنَ بِـرَوْضَةٍ

 

فتَجِدُّ حيناً في المَراح، وتَشْمَعُ

واعْتلَجَ المَوْجُ: التَطم، وهو منه؛ واعْتَلَجَ الهَمُّ في صدره، كذلك على المَثل. واعتلجتِ الأَرض: طال نباتها. والمُعْتَلِجَة: الأَرض التي اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر؛ وفي الحديث: ونَفى مُعْتَلِج الرّيب؛ هو من اعْتَلَجَت الأَمواج إذا التطَمتْ أَو من اعتلَجت الأَرض.
والعُلَّج: الشديد من الرجال قِتالاً ونِطاحاً. ورجل عُلَّج: شديد العلاج. ورجل عَلِج، بكسر اللام، أَي شديد، وفي التهذيب عُلَجٌ وعُلَّجٌ. وتَعَلَّجَ الرَّمل: اعتلَج.
وعالِج: رِمالٌ معروفة بالبادِيَة، كأَنه منه بعد طرْح الزائد؛ قال الحرث بن حِلِّزة:

قلتُ لعَمْروٍ حين أَرْسَلْتُه

 

وقد حَبا من دُوننا عالِجُ:

لا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها

 

إِنك لا تدرِي مَنِ الناتجُ

وعالِج: موضع بالبادية بها رَمْل. وفي حديث الدُّعاء: وما تحويه عَوَالِجُ الرِّمال؛ هي جمع عالِج، وهو ما ترَاكَم من الرمل ودخل بعضه في بعض.
وعالَج الشيءَ مُعالجة وعلاجاً: زاوله؛ وفي حديث الأَسْلميّ: إِني صاحِب ظَهْرٍ أُعالِجُه أَي أُمارِسُه وأُكاري عليه. وفي الحديث: عالَجْتُ امرأَةً فأَصَبْتُ منها؛ وفي الحديث: من كسْبِه وعلاجِه. وعالَج المريضَ مُعالجة وعِلاجاً: عاناه.
والمُعالِجُ: المُداوي سواء عالَجَ جَريحاً أَو عَليلاً أَو دابَّة؛ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن عبد الرحمن بن أَبي بكر تُوُفِّيَ بالحُبْشِيّ على رَأْسِ أَمْيال من مكَّة، فجاءه فنقلَه ابن صَفْوان إِلى مَكَّة، فقالت عائشة: ما آسَى على شيء من أَمْره إِلاَّ خَصْلتين: أَنه لم يُعالِجْ، ولم يُدفنْ حيث مات؛ أَرادت انه لم يُعالِجْ سَكرة الموْت فيكون كفَّارة لذنوبه؛ قال الأَزهري: ويكون معناه انَّ عِلَّته لم تمتدَّ به فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت، وقد رُوي لم يُعالَجْ، بفتح اللام، أَي لم يمرَّض فيكون قد نالَهُ من أَلمِ المَرَض ما يكَفِّر ذنوبه.
وعالَجه فَعَلَجه عَلْجاً إذا زاوَله فغلَبه. وعالَجَ عنه: دافع. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: انه بعَث رجُلَين في وجه، وقال: إِنَّكما عِلْجانِ فعالِجا عن دينِكُما؛ العِلْج: الرَّجُل القويّ الضخم؛ وعالجا أَي مارِسَا العمَل الذي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا به وزاوِلاه. وكل شيء زاوَلْتَه ومارَسْتَه: فقد عالجتَه. والعَلَجُ، بالتحريك: من النخل أَشاؤه؛ عن أَبي حنيفة.
وناقة علجَة: كثيرة اللحم. والعَلَج والعَلَجان: نَبْت، وقيل: شجر أَخضر مُظلِم الخُضرة، وليس فيه ورَق وإِنما هو قُضْبان كالانسان القاعِد، ومَنْبِته السَّهل ولا تأْكله الإِبل إِلا مُضطرَّة؛ قال أَبو حنيفة: العَلَج عند أَهل نَجْد: شجر لا ورَق له إِنما هو خِيطانٌ جُرْدٌ، في خُضرتها غُبْرَة، تأْكله الحمير فتصفرُّ أَسنانها، فلذلك قيل للأَقْلَح: كأَن فاه فُو حِمار أَكل عَلَجَاناً، واحدته عَلَجانة؛ قال عبد بَني الحَسْحاسِ:

فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَلَـجـانَةٍ

 

وحِقْفٍ، تَهاداه الرِّياحُ تَهادِيا

قال الأَزهري: العَلَجانُ شجر يُشبه العَلَنْدَى، وقد رأَيتهما بالبادية، وتجمع عَلَجات وقال:

أَتاك منها علَـجـاتٌ نـيبُ

 

أَكَلْنَ حَمْضاً، فالوجوه شِيبُ

وقال أَبو دواد:

عَلَجاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْ

 

داقِ، كُلْفٌ كأَنها أَفْـهـارُ

وذكر الجوهري في هذه الترجمة العَلْجَن، بزيادة النون: الناقة الكِنازُ اللحم؛ قال رؤبة:

وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ

 

تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ

وبعير عالِج: يأْكل العَلَجان. وتَعَلَّجَت الإِبل: أَصابت من العَلَجان. وعلَّجتها أَنا: عَلَفْتها العَلَجان. ويقال: فلان عِلْجُ مال، كما يقال: إِزاءُ مالٍ، ورجل عَلِج، بكسراللام، أَي شديد.

علجم

العَلْجَمُ: الغدير الكثير الماء. والعُلْجومُ: الماء الغَمْر الكثير؛ قال ابن مقبل:

وأَظهَرَ في غُلاَّنِ رَقْدٍ وسَـيْلُـهُ

 

عَلاجِيمُ، لا ضَحْلٌ ولا مُتَضَحْضِح

والعُلْجُومُ: الضِّفدَع عامَّة، وقيل: هو الذَّكَرُ منها؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة:

فما انجَلى الصُّبْحُ حتى بَيَّنَتْ غَلَلاً،

 

بَيْنَ الأَشاءِ جَرَتْ فيه العَلاجِـيمُ

وقيل: العُلْجُوم البَطُّ الذَّكَر، وعمَّ به بعضهم ذكَرَ البطّ وأُنثاه؛ أَنشد الأزهري:

حتى إذا بَلَغَ الحَوْماتُ أَكْرُعَها،

 

وخالَطَتْ مُسْتَنِيماتِ العَلاجِيمِ

والعُلْجُم والعُلْجوم جميعاً: الشديد السواد. والعُلْجُوم: الظُّلْمة المتراكمة، وخصصها الجوهري فقال: ظلمة الليل؛ أنشد ابن بري لذي الرمة:

أو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غَوَارِبَها

 

تَبَوُّجُ البَرْقِ، والظَّلْماءُ عُلْجومُ

والعُلْجُوم: التَّامُّ المُسِنُّ من الوحش، ومنه قيل للناقة المسنة عُلْجُوم. والعُلْجُومُ: موج البحر والعُلْجُومُ: الأَجَمَةُ. والعُلْجُومُ: البستان الكثير النخل، وهو الظُّلْمة الشديدة. والعُلْجُومُ: الظَّبْيُ الآدَمُ. والعُلْجُومُ من الإبل: الشديدةُ. وقال الأزهري: العُرْجُوم والعُلْجُومُ الناقة الشديدة.
وقال الكلابي: العَلاجِيمُ شِدادُ الإبل وخِيارُها. والعُلْجومُ: الأَتانُ الكثيرة اللحم. والعَلاجِيمُ من الظِّباء: الوادِقَةُ المُرِيدة للسِّفاد، واحدها عُلْجومٌ. والعَلاجِيمُ: الطِّوال؛ قال أَبو ذؤيب:

إذا ما العَلاجِيمُ الخَلاجِيمُ نَكَّلوا،

 

وطالَ عَليهِمْ ضَرْسُها وسُعارُها

وأَراد الخَلاجِمَ فأَشبع الكسرة فنشأَت بعدها ياء. أَبو عمرو: العَلاجِيمُ طِوالُ الإبل والحُمُرِ؛ قال الراعي:

فَعُجْنَ عَلَيْنا مِن عَلاجيِمَ جلَّةٍ،

 

لِحَاجَتِنا مِنْها رَتُوكٌ وفاسِـجُ

يعني إبِلاً ضِخاماً. والعُلْجُومُ: الجماعة من الناس. ورَمْلٌ مُعْلَنْجِمٌ: متراكبٌ؛ قال أَبو نُخَيلة:

كأَنَّ رَمْلاً غيرَ ذِي تَهَيُّمِ،

مِنْ عالِجٍ ورَمْلِها المُعْلَنْجِمِ،

بِمُلْتَقَى عَثاعِثٍ ومَأْكِمِ

علجن

ناقة عَلْجَنٌ: صُلْبَةٌ كِنَازُ اللحم؛ قال رؤبة ابن العجاج:

وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ

 

تَخْلِيطَ خَرْقاءِ اليَدَيْن خَلْبَنِ

وامرأَة عَلْجَنٌ: ماجِنَة؛ قال:

يا رُبَّ أُمٍّ لصَغِيرٍ عَلْـجَـنِ

 

تَسْرِقُ بالليلِ، إذا لم تَبْطَـنِ

يَنْبُعُ، من ذُعْرَتِها والمَغْبِـنِ،

 

كَرَزَغِ الحَمْأَةِ فوقَ المَعْطِنِ

ذُعْرَتُها: اسْتُها. الأَزهري في باب ما زادت فيه العرب النون من الحروف: ناقة عَلْجَنٌ، وهي الغليظة المستعلية الخلق المكتنزة اللحم، ونونه زائدة. الأَزهري: ناقة عُلْجُومٌ وعَلْجُونٌ أَي شديدة، وهي العَلْجَنُ.
قال: وقال أَبو مالك ناقة عَلْجَنٌ غليظة. الجوهري: العَلْجَنُ المرأَة الحمقاء، واللام زائدة.

علد

العَلْدُ: عَصَبُ العُنُق، وجمعه أَعلادٌ. والأَعْلاد: مَضائغُ في العُنُقِ من عَصَبٍ، واحدها عَلْدٌ؛ قال رؤْبة يصف فحلاً:

قَسْبُ العَلابيِّ جُراز الأَعْلاد

ْ قال ابن الأَعرابي: يريد عصَبَ عنقه. والقَسْبُ: الشديدُ اليابس.
قال أَبو عبيدة: كان مجاشِعُ بن دارمٍ عِلْودَّ العُنق. قال أَبو عمرو: العِلْوَدُّ من الرجال الغليظ الرقَبَة. والعَلْدُ: الصُّلْبُ الشديدُ من كل شيءٍ كأَن فيه يُبساً من صلابته، وهو أَيضاً: الراسي الذي لا يَنقادُ ولا يَنْعِطفُ، وقد عَلِدَ عَلَداً. ورجل عِلْوَدٌّ وامرأَة عِلْوَدَّةٌ: وهو الشديد ذو القَسْوة. والعِلْوَدُّ والعَلْوَدُّ من الرجال والإِبل: المُسِنُّ الشديد، وقيل: الغليظ؛ قال الدُّبَيْرِيُّ يصف الضب:

كأَنَّهما ضَبَّانِ ضَبَّـا عَـرادَةٍ،

 

كَبيران عِلْوَدَّانِ صُفْراً كُشاهُما

علْوَدَّان: ضَخْمان. واعْلَوَّدَ الرجلُ إذا غلط. والعِلْوَدُّ، بتشديد الدال: الكبير الهرم؛ ووصف الفرزدق بَظْرَ أُم جرير بالعلودّ فقال

:بِئْسَ المُدافِعُ عنكمُ عِلْوَدُّهـا،

 

وابنُ المَراغَةِ كانَ شَرّ مُجِير

وإِنما عنى به عِظَمَه وصَلابَتَه. وناقة عِلْوَدَّة: هَرِمة. وسيد عِلْوَدٌّ: رزين ثخين؛ ووقع في بعض نسخ الكتاب: العِلوَدُ، بالتخفيف، فزعم السيرافي أَنها لغة. واعْلَوَّدَ: لَزِمَ مَكانه فلم يُقْدَر على تحريكه؛ قال رؤبة:

وعِزُّنا عِزٌّ إذا تَوَحَّدا،

 

تَثاقلتْ أَركانُه واعْلَوَّدا

وعَلْوَدَ يُعَلْوِدُ إذا لزم مكانه فلم يُقْدَرْ على تحريكه.
قال ابن شميل: العِلْوَدَّةُ من الخيل التي تَنْقادُ بقوائمها وتَجْذِبُ بِعُنُقِها القائد جَذْباً شديداً، وقلما يقودها حتى يسوقها سائق من ورائها، وهي غير طَيِّعَةِ القِيادة ولا سَلِسَةٍ؛ وأَما قول الأَسود بن يعفر:

وغُودِرَ عِلْوَدٌّ لهَا مُتَطاوِلٌ،

 

نَبيلٌ كَجُثْمانِ الجُرادَةِ ناشِرُ

فإِنه أَراد بِعِلْوَدِّها عُنُقَها، أَراد الناقة. والجُرادَةُ: اسم رملةٍ بعينها؛ وقال الراجز:

أَيُّ غُلامٍ لَشَ عِلَوَدِّ العُنُق

 

ليس بِكَبَّاسٍ ولا جَجٍّ حَمِقْ

قوله لَشَ أَراد لك، لغة لبعض العرب.
والعُلادى والعَلَنْدى والعُلَنْدى: البعير الضخم الشديد، وقيل: الضخم الطويل وكذلك الفرس، وقيل: هو الغليط من كل شيء، والأُنثى عَلَنْداة، والجمع عَلادى، وحكى سيبويه عَلَدْنى. وفي التهذيب: عَلانِدُ على تقدير قَلانِسَ. وقال النضر: العَلَنْداة من الإِبل العظيمة الطويلة، ولا يقال جمَلٌ عَلَنْدى؛ قال: والعَفَرْناة مثلها ولا يقال جمل عَفَرْنى، وربما قالوا جمل عُلُنْدى؛ قال أَبو السَّمَيْدَع: اعْلَنْدى الجملُ واكْلَنْدى إذا غلظ واشتدّ.
والعَلَنْدَدُ: الفرس الشديد. وما لي عنه عَلَنْدَدٌ ومُعْلَنْدَدٌ أَي بدٌّ. وقال اللحياني: ما وجدت إِلى ذلك مَعْلَنْدَداً ومُعْلَنْدَداً أَي سبيلاً؛ وحكى أَيضاً: ما لي عن ذلك مُعْلُنْدُدٌ ومُعُلَنْدَدٌ أَي مَحِيص. والعَلَنْدَى، بالفتح: الغليظ من كل شيء. والعَلَنْدى: ضرب من شجر الرمل وليس بحَمْض يهيج له دخان شديد؛ قال عنترة:

سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي، وإِنْ كنتُ نائياً،

 

دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتَي مِذْوَدُ

أَي سيأْتي مذْوَدٌ يذودكم يعني الهجاء. وقوله: دخان العَلَنْدى دون بيتي أَي منابتُ العلندى بيني وبينكم. قال الأَزهري: قال الليث: العَلَنْداةُ شجرة طويلة لا شوك لها من العِضاه؛ قال الأَزهري: لم يصب الليث في وصف العلنداة لأَن العلنداة شجرة صلبة العيدان جاسيَة لا يجهدها المال، وليست من العضاه، وكيف تكون من العضاه ولا شوك لها؟ والعضاهُ من الشجر: ما كان له شوك صغيراً كان أَو كبيراً، والعلنداة ليست بطويلة وأَطولها على قدر قِعْدة الرجل، وهي مع قصرها كثيفة الأَغصان مجتمعة.

علذم

العَلْذَمِيُّ من الرجال: الحريصُ الذي يأْكل ما قَدَر عليه.

علز

العَلَزُ: الضَّجَرُ. والعَلَزُ: شِبْهُ رِعْدة تأْخذ المريض أَو الحريص على الشيءِ كأَنه لا يستقرُّ في مكانه من الوجع، عَلِزَ يَعْلَزُ عَلَزاً وعَلَزاناً، وهو عَلِزٌ، وأَعْلَزَه الوجع؛ تقول: ما لي أَراك عَلِزاً وأَنشد:

عَلَزان الأَسِيرِ شُدَّ صِفادا

والعَلَزُ أَيضاً: ما تَبَعَّثَ من الوجع شيئاً إِثر شيءْ كالحُمَّى يدخل عليها السُّعال والصُّداع ونحوهُما. والعَلَزُ: القَلَقُ والكَرْبُ عند الموت؛ قالت أَعرابية تَرْثِي ابنها:

وإِذا له عَلَزٌ وحَشْـرَجَةٌ

 

مما يَجِيشُ به من الصَّدْرِ

وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: هل يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَةِ الشَّبابِ إِلاَّ عَلَزَ القَلِقف قال: العَلَزُ، بالتحريك، خفة وقَلقٌ وهَلَعٌ يصيب الإِنسانَ، ويروى بالنون من الإعْلان وهو الإِظهارُ، ويقال: مات فلان عَلِزاً أَي وَجِعاً قَلِقاً لا ينام. قال الأَزهري: والذي ينزل به الموت يُوصَف بالعَلَز وهو سِياقُه نَفْسَه. يقال: هو في عَلَزِ الموت؛ وقوله:

إِنَّك مِنِّي لاجِئ إِلى وَشَـزْ

 

إِلى قَوافٍ صَعْبَةٍ فيها عَلَزْ

أَي فيها ما يُورِثُكَ ضِيقاً كالضيق الذي يكون عند الموت.
والعِلَّوْزُ: الموتُ. وعَلِزَ عَلَزاً: حَرَصَ وغَرضَ؛ قال الأزهري: معنى قوله غَرِضَ ههنا أَي قَلِقَ. والعَلَزُ: المَيْلُ والعُدولُ، والفعل كالفعل والعِلَّوْزُ: البَشَمُ. قال الجوهري: العِلَّوْزُ لغة في العِلَّوْصِ، وهو الوجع الذي يقال وله الَّلوَى من أَوجاع البطن.
وعالِزٌ: موضع.

علس

العَلْسُ: سَواد الليل. والعَلْسُ: الشُّرْب. وعَلَسَ يَعْلِس عَلْساً: شرِب، وقيل: أَكل. وعَلَسَتِ الإِبلُ تَعْلِس إذا أَصابت شيئاً تأْكله. والعَلْسُ: الأَكل، وقَلَّما يُتكلم بغير حرف النفي. وما ذاق عَلُوساً أَي ذَواقاً، وما ذاق عَلُوساً ولا أَلُوساً، وفي الصحاح ولا لوُوساً أَي ما ذاق شيئاً.
وعَلَّس داؤه أَي اشتدَّ وبرَّح. وما عَلَسَ عنده عَلُوساً أَي ما أَكل.
وقال ابن هانئ: ما أَكلت اليوم عُلاساً. وما عَلَّسُوا ضيفَهم بشيء أَي ما أَطعموه. والعَلَس: شِواءُ مَسْمُونٌ. وشواء مَعْلُوس: أُكل بالسَّمْن.
والعَلِيسُ: الشِّواء السَّمين؛ هكذا حكاه كراع. والعَلِيسُ: الشِّواء مع الجِلْد. والعَليس: الشواء المُنْضَج. ورجل مُجَرَّس ومُعَلَّس ومُنَقَّح ومُقَلَّح أَي مُجرَّب.
والعَلَس: حَب يؤْكل، وقيل: هو ضرْب من الحِنطة، وقال أَبو حنيفة: العَلَسُ ضرْب من البُرِّ جيّد غير أَنه عَسِرُ الاستِنْقاء، وقيل: هو ضرْب من القَمْح يكون في الكِمام منه حَبتان، يكون بناحية اليمن، وهو طعام أَهل صَنْعاء. ابن الأَعرابي: العَدَس يقال له العَلَس.
والعَلَسِيّ: شجرة المَقِرِ، وهو نبات الصَّبرِ وله نَوْر حَسن مثل نَوْرِ السَّوْسَنِ الأَخضر؛ قال أَبو وَجْزَة السَّعدي:

كأَن النُّقْدَ والعَلَسيّ أَجْنى

 

ونَعَّم نَبْتَه وادٍ مَطِـيرُ

ورجل مُعَلَّس: مُجرَّب. وعَلَس يَعْلِسُ عَلْساً وعَلَّس: صَخِبَ؛ قال رؤبة:

قد أَعْذُبُ العاذِرَة المَؤُوسـا

 

بالجِدّ، حتى تَخْفِضَ التَّعْلِيسا

والعَلَس: القُراد، ويقال له العَلُّ والعَلَس، وجمعه أَعْلالٌ وأَعْلاسٌ.
والعَلَسَة: دُوَيْبَّة شبيهة بالنَّملة أَو الحَلَمَةُ.
وعَلَسٌ وعُلَيْس: اسمان. وبنو عَلَسٍ: بَطْن من بني سَعْد، والإِبل العَلَسِيَّة منسوبة إِليهم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

في عَلَسِيَّاتٍ طِوال الأَعْناقْ

ورجل وجمل عَنَسِيّ أَي شديد؛ قال المرار:  

إِذا رآها العَلَسِيُّ أَبْلَسـا

 

وعَلَّقَ القومُ إِداوى يُبَّسا

علسط

العَسْلَطةُ والعَلْسَطة: كلام غيرُ ذي نِظام. وكلام مُعَلْسطٌ:لا نظام له.

علش

العِلَّوْشُ: الذِّئب؛ حِمْيريَّة، وقيل ابنُ آوى. قال الخليل: ليس في كلام العرب شين بعد لام ولكن كلها قبل اللام، قال الأَزهري: وقد وُجِد في كلامهم الشين بعد اللام، قال ابن الأَعرابي وغيره: رجل لَشْلاشٌ، وسنذكره.

علص

العِلَّوْصُ: التُّخَمةُ والبَشَمُ، وقيل: هو الوجعُ الذي يقال له اللَّوَى الذي ليس في المعدة. قال ابن بري: وكذلك العلص. قال: والعِلَّوْصُ وجعُ البطن. مثل العِلَّوْزِ، وقال ابن الأَعرابي: العِلَّوْصُ الوجعُ، والعِلَّوْزُ الموتُ الوَحِيُّ، ويكون العِلَّوْزُ اللَّوَى. ويقال: رجل عِلَّوْصٌ به اللَّوَى، وإِنه لَعِلَّوْصٌ مُتَّخِمٌ، وإِن به لَعِلَّوْصاً. وفي الحديث: من سَبَقَ العاطِسَ إِلى الحمد أَمِنَ الشَّوْصَ واللَّوْصَ والعِلَّوْصَ؛ قال ابن الأَثير: هو وجعُ البطن، وقيل: التُّخَمةُ، وقد يوصف به فيقال: رجل عِلَّوْصٌ، فهو على هذا اسم وصفة، وعَلَّصَت التُّخَمةُ في معدته تَعْلِيصاً. ويقال: إِنه لمَعْلُوصٌ يعني بالتُّخَمة، وقيل: بل يُرادُ به اللَّوَى الذي هو العِلَّوص. والعِلَّوْصُ: الذئب.

علض

عَلَضَ الشيءَ يَعْلِضُه عَلْضاً: حرَّكه ليَنْزِعَه نحو الوتد وما أَشْبهه.
والعِلَّوْضُ: ابنُ آوَى، بلغة حمير.

علط

العِلاطُ: صفْحة العُنق من كل شيء. والعِلاطانِ: صفحتا العنق من الجانبين. والعِلاطُ: سِمة في عُرْض عنق البعير والناقة، والسِّطاعُ بالطُّولِ. وقال أَبو علي في التذكرة من كتاب ابن حبيب: العِلاط يكون في العنق عَرْضاً، وربما كان خطّاً واحداً، وربما كان خطَّين، وربما كان خُطوطاً في كل جانب، والجمع أَعْلِطةٌ وعُلُطٌ. والإِعْلِيطُ: الوَسْمُ بالعِلاطِ.وعَلَطَ البعيرَ والناقةَ يَعْلِطُهما ويَعْلُطُهما عَلْطاً وعَلَّطَهما: وسَمهما بالعِلاطِ، شُدّد للكثرة، وربما سمي الأَثر في سالِفتِه عَلْطاً كأَنه سمي بالمصدر؛ قال:

لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ،

 

بِلِيتِه عند بُذُوحِ الشَّرْطِ

البُذُوحُ: الشُّقوقُ. وحَرْزَمٌ: اسم بعير. وعَلَطه بالقول أَو بالشرِّ يَعْلُطُه عَلْطاً: وسمَه على المثل، وهو أَن يرميه بعلامة يعرف بها، والمعنيان متقاربان. والعِلاطُ: الذكر بالسُّوء، وقيل: عَلَطه بشرّ ذكره بسوء؛ قال الهذلي ونسبه ابن بري للمتنخل:

فَلا واللّهِ نادَى الحَيُّ ضَيْفِي،

 

هُدُوءاً، بالمَساءةِ والعِـلاطِ

والمَساءةُ: مصدر سُؤْتُه مَساءة. وعَلَطه بسَهْم عَلْطاً: أَصابه به.
وناقة عُلُطٌ: بلا سمة كعُطُلٍ، وقيل: بلا خِطام؛ قال أَبو دواد الرُّؤاسي:

هلاَّ سأَلتِ، جَـزاك الـلّـه سَـيِّئةً،

 

إِذ أَصْبحَت ليس في حافاتِها قَزَعَهْ

وراحت الشَّول كالشَّنّات شـاسِـفةً،

 

لا يَرْتجي رِسْلَها راعٍ ولا رُبَـعَـهْ

واعرَورتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَركُضُه

 

أُمُّ الفَوارِسِ بالـدِّئْداء والـرَّبَـعَـهْ

وجمعها أَعْلاطٌ؛ قال بِقادةُ الأَسدي:

أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْـلاطـا،

 

أَصفرَ مثل الزيت لما شاطا

والعِلاط: الحبل الذي في عنق البعير. وعَلَّطَ البعير تَعْليطاً: نزع عِلاطَه من عُنقه؛ هذه حكاية أَبي عبيد. والعُلُطُ: الطِّوال من النوق.
والعُلُط أَيضاً: القِصار من الحَمير. وقال كراع: عَلَّط البعير إذا نزَع عِلاطَه من عُنقه، وهي سِمةٌ بالعَرْض. قال: وقول أَبي عبيد أَصح؛ وبعير علط من خِطامه. وعِلاط الإِبرة: خَيْطُها. وعِلاطُ الشمسِ: الذي تراه كالخيط إذا نظرت إِليها. وعِلاطُ النجوم: المُعَلَّقُ بها، والجمع أَعْلاط؛ قال:

وأَعْلاطُ النُّجومِ مُعَـلَّـقـاتٌ،

 

كحَبْلِ الفَرْقِ ليس له انْتِصابُ

الفَرْقُ: الكَتّان. قال الأَزهري: ورأَيت في نسخة: كحبل القَرْق، قال: الكتان. قال الأَزهري: ولا أَعرف القَرْق بمعنى الكتان. وقيل: أَعْلاطُ الكواكب هي النُّجومُ المُسَمّاة المعروفة كأَنها مَعْلوطة بالسِّماتِ، وقيل: أَعلاطُ الكواكبِ هي الدَّرارِي التي لا أَسماء لها من قولهم ناقة عُلُطٌ لا سِمةَ عليها ولا خِطام. ونُوق أَعْلاط، والعِلاطانِ والعُلْطتانِ: الرَّقْمتانِ اللتان في أَعْناقِ القَمارِي؛ قال حميد بن ثور:

مِنَ الوُرْقِ حَمَّاء العِلاطَيْنِ، باكَـرَتْ

 

قَضِيبَ أَشاء، مَطْلَع الشمْسِ، أَسْحَما

وقيل: العُلْطتان الرَّقْمَتان اللتان في أَعناق الطير من القماري ونحوها. وقال ثعلب: العُلْطتان طَوْقٌ، وقيل سِمة، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا. وقال الأَزهري: عِلاطا الحَمامةِ طَوْقُها في صفحتي عُنقها، وأَنشد ببيت حميد بن ثور. والعُلْطة: القِلادة. والعُلْطتان: ودَعتان تكونان في أَعْناق الصبيان؛ قال حُبَيْنةُ بن طَرِيف العُكْلِيّ يَنْسُبُ بليلى الأَخْيَلِيَّة:

جارية من شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ،

حَيَّاكة تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ،

قد خَلَجَت بحاجِبٍ وعَيْنِ،

يا قَوْمِ، خَلُّوا بينها وبَيْني،

أَشَدَّ ما خُلِّيَ بَيْنَ اثْنَيْنِ

وقيل: عُلْطتاها قُبلها ودُبرها، وجعلهما كالسِّمَتين. والعُلْطة والعَلْطُ: سواد تخُطُّه المرأَة في وجهها تَتزيّن به، وكذلك اللُّعْطةُ.
ولُعْطةُ الصَّقْر: صُفْعةٌ في وجهه. ونعجةٌ عَلْطاء: بِعُرض عنقها عُلْطةُ سوادٍ وسائرها أَبيض. والعِلاطُ: الخُصومة والشرّ والمُشاغَبةُ؛ قال المتنخل:

فلا واللّهِ نادَى الحَيُّ ضَيْفي

وأَورد البيت المقدّم، وقال: أَي لا نادَى.
والإِعْلِيطُ: ما سقط ورقه من الأَغْصان والقُضْبانِ، وقيل: هو ورق المَرْخِ، وقيل: هو وعاء ثَمَر المرخ؛ قال امرؤ القيس:

لَها أُذُنٌ حَشْـرةٌ مَـشْـرةٌ،

 

كإِعْلِيطِ مَرْخ، إذا ما صَفِرْ

واحدته إِعْلِيطةٌ، شبه به أُذن الفرس. قال ابن بري: البيت للنمر بن تَوْلَب.
والعِلْيَطُ: شجر بالسَّراةِ تُعمل منه القِسِيُّ؛ قال حميد بن ثور:

تكادُ فُروعُ العِلْيَط الصُّهْبُ، فَوْقَنا،

 

به وذُرَى الشَّرْيانِ والنِّيمِ تَلْتَقِـي

واعْلوَّطَنِي الرجلُ: لَزِمني، واشتقّه ابن الأَعرابي فقال: كما يلزم العِلاطُ عنق البعير، وليس ذلك بمعروف.
والاعْلِوَّاطُ: ركوبُ الرأْس والتَّقَحُّمُ على الأُمور بغير رَوِيّةٍ.
يقال: اعْلوَّط فلان رأْسه: وقيل: الاعْلوّاط ركوبُ العنق والتقحُّمُ على الشيء من فوق. واعْلَوّط الجملُ الناقة: ركب عُنقها وتقَحَّمَ من فوقها. واعْلَوّط الجملُ الناقة يَعْلَوِّطُها إذا تسدّاها ليَضْرِبَها، وهو من باب الافْعِوّال مثل الاخْرِوّاطِ والاجْلوّاذِ. واعْلَوَّطَ بعيرَه اعْلِوّاطاً إذا تعلّق بعُنقه وعَلاه، وانما لم تنقلب الواو ياء في المصدر كما انقلبت في اعْشَوْشَبَ اعْشِيشاباً لأَنها مشدّدة. والاعْلِوَّاطُ: الأَخذ والحَبْس. والاعلوّاطُ: رُكوب المركوب عُرْياً؛ قال سيبويه: لا يتكلم به إِلا مزيداً.
والمَعْلُوط: اسم شاعر. وعِلْيَطٌ: اسم.

علطبس

العَلْطَبِيسُ: الأَمْلَسُ البرَّاق؛ وأَنشد الرَّجَز الذي يأْتي في علطمس بعدها.

علطس

العِلْطَوْسُ، مثال الفِرْدَوْسِ: الناقة الخِيار الفارِهَة، وقيل: هي المرأَة الحسناء، مثَّل به سيبويه وفسره السيرافي.

علطمس

العَلْطَمِيسُ: الناقة الضخمة ذات أَقطار وسَنام. والعَلْطَمِيس: الضَّخْم الشديد؛ قال الراجز:

لَمَّا رأَتْ شَيْبَ قَذالي عِيسا،

وهامَتي كالطَّسْتِ عَلْطَمِيسا،

لا يَجِدُ القمْلُ بها تَعْـريسـا

وهذه الترجمة في الصحاح علطبس، بالباء، وقال: العَلْطَبِيسُ الأَمْلَسُ البَرَّاق، وأَنشد هذا الرجز بعينه، وفيه:

وهامَتِي كالطِّسْتِ عَلْطَبِيسا

بالباء.

علف

العَلَفُ للدّواب، والجمع عِلافٌ مثل جبَل وجِبال. وفي الحديث: وتأْكلون عِلافَها؛ هو جمع علَف، وهو ما تأْكله الماشية. قال ابن سيده: العَلَفُ قَضِيمُ الدَّابةِ، عَلَفها يَعْلِفُها عَلْفاً، فهي مَعْلُوفة وعَلِيفٌ؛ وأَنشد الفراء:  

عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بـارِداً

 

حتى شَتَتْ هَمَّالةً عَيْناها

أَي وسَقَيْتُها ماء؛ وقوله:

يَعْلِفُها اللحمَ، إذا عزَّ الـشـجَـرْ

 

والخَيْلُ في إطْعامِها اللحمَ ضَرَرْ

إنما يعني أَنهم يَسقون الخَيلَ الأَلبان إذا أَجدَبت الأَرض فَيُقِيمُها مُقامَ العلَف. والمِعْلَفُ: موضع العلَف. والدابةُ تَعْتَلِف: تأْكل، وتَسْتَعْلِفُ: تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة. والعَلُوفَةُ: ما يَعْلِفُون، وجمعها عُلُفٌ وعَلائفُ؛ قال:

فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ وجامِـلاً

 

قد عُدْنَ مِثْلَ عَلائفِ المِقْضابِ

وحكى أَبو زيد: كبش عَلِيفٌ في كِباش عَلائفَ؛ قال اللحياني: هي ما رُبِط فعُلِف ولم يُسَرَّحْ ولا رُعِيَ، قال: وإن شئت حذفت الهاء، وكذلك كل فَعُولة من هذا الضرب من الأَسماء، إن شئت حذَفت منه الهاء، نحو الرَّكُوبة والحَلُوبةِ والجَزُوزَةِ وما أَشبه ذلك.
والعَلُوفَة والعَلِيفةُ والمُعَلَّفةُ، جميعاً: الناقة أَو الشاة تُعْلَفُ للسِّمَنِ ولا تُرْسَل للرَّعْي. قال الأَزهري: تُسَمَّن بما يُجْمَع من العَلَف، وقال اللحياني: العَلِيفَةُ المَعْلوفة، وجمعها عَلائِفُ فقط. وقد عَلَّفْتها إذا أَكثرت تَعَهُّدها بإلقاء العلف لها.
والعُلْفُى، مقصور: ما يجعله الإنسان عند حَصاد شعيره لِخَفير أَو صديق وهو من العلَف؛ عن الهَجَريّ.
والعُلَّفُ: ثمَر الطلْح، وقيل: أَوْعِيةُ ثمَره. وقال أَبو حنيفة: العُلَّفَةُ ثمرة الطلح كأَنها هذه الخَرُّوبة العظيمة السامِيةُ إلا أَنها أَعْبَلُ، وفيها حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السائمة ولا يأْكله الناس إلا المضْطر، الواحدة عُلَّفةٌ، وبها سمي الرجل. والعُلَّف: ثمر الطلح وهو مثل الباقِلاء الغَضِّ يخرج فترعاه الإبل، الواحدة عُلَّفة مثال قُبَّر وقُبَّرة. ابن الأَعرابي: العُلَّف من ثمر الطلح ما أخَلف بعد البَرَمة، وهو شبيه اللُّوبياء، وهو الحُلْبةُ من السَّمُر وهو السّنْفُ من المَرْخ كالإصبع؛ وأَنشد للعجاج:

بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا

وأَعْلَفَ الطلْحُ: بدا عُلَّفُه وخرج. والعِلْف: الكثير الأَكل.
والعَلْفُ: الشّرْب الكثير. والعِلْفُ: شجر يكون بناحية اليمن ورقه مثل ورق العنب يُكبَس في المَجانِب ويُشْوى ويُجَفَّف ويرفع، فإذا طبخ اللحم طرح معه فقام مَقام الخلّ. وعِلافٌ: رجل من الأَزد، وهو زَبّانُ أَبو جَرْمٍ من قُضاعة كان يَصْنعُ الرّحال، قيل: هو أَول من عَمِلها فقيل لها عِلافِيّة لذلك، وقيل: العِلافيّ أَعظم الرّحال أَخَرَةً وواسطاً، وقيل: هي أَعظم ما يكون من الرحال وليس بمنسوب إلا لفظاً كعُمَرِيّ؛ قال ذو الرمة:

أَحَمّ عِلافيّ وأَبيْض صـارِم

 

وأَعْيَس مَهْرِيّ وأَرْوَع ماجِد

وقال الأَعشى:

هي الصاحِبُ الأَدْنَى، وبَيني وبينها

 

مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْـرُقُ

والجمع عِلافِيَّاتٌ؛ ومنه حديث بني ناجِيةَ: أَنهم أَهْدَوْا إلى ابن عوف رِحالاً عِلافِيَّةً؛ ومنه شعر حميد ابن ثور:

تَرى العُلَيْفِيّ عَلَيْها مُوكَدا

العُلَيْفيّ: تصغير ترخيم للعِلافيّ وهو الرحل المنسوب إلى عِلاف.
ورجل عُلْفُوف: جافٍ كثير اللحم والشعر. وتيس عُلْفوف: كثير الشعر. وشيخ عُلْفوف: كبير السن؛ ومنه قول الشاعر:

مَأْوى اليَتِيم، ومأْوى كلِّ نَهْبَـلةٍ

 

تَأْوي إلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفوفِ

وقال عمر بن الجعد الخُزاعي:

يَسَرٍ، إذا هَبَ الشِّتاء وأَمْحَلُوا

 

في القَوْمِ، غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ

قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري يسرٌ وصوابه يَسَرٍ، بالخفض، وكذلك غَيْر؛ وقبله:

أَأُمَيْمُ، هل تَدْرينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ

 

فارَقْتُ يومَ خَشاشَ غيرِ ضَعِيفِ

قال: يومُ خَشاشٍ يومٌ كان بينهم وبين هُذَيل قتلتهم فيه هذيل وما سَلِم إلا عُمَير بن الجعد، وأُميم: ترخيم أُمية، وقوله يَسَر أَي ياسِر، والعُلْفوف: الجافي من الرجال والنساء، وقيل: هو الذي فيه غِرّة وتَضْيِيع؛ قال الأَعشى:

حُلْوة النَّشْر والبَديهة والعلْ

 

لات، لا جَهْمة ولا عُلْفُوف

علفت

 في الرباعي: العِلْفِتانُ الضَّخْم مِن الرجال الشديد؛ وأَنشد:

يَضْحَكُ مني مَنْ يَرَى تَكَرْكُسِي

مِنْ فَرَقي، من عِلْفِتانٍ أَدْبَسِ،

أَخْبَثِ خَلْقِ اللهِ عِنْدَ المَحْمِس

التَّكَرْكُسُ: التَّلَوُّثُ والتَّرَدُّدُ. والمَحْمِسُ: موضِع القِتالِ، والله أَعلم.

علفص

الأَزهري: قال شُجاع الكلابي فيما رَوى عنه عَرّام وغيره: العَلْهَصةُ والعَلْفَصةُ والعَرْعَرةُ في الرأْي والأَمرِ، وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم.

علفق

ابن سيده: العُلْفُوق الثقيل الوَخِمُ.

علق

عَلِقَ بالشيءِ عَلَقاً وعَلِقَهُ: نَشِب فيه؛ قال جرير:

إِذا عَلِقَتْ مُخَالبُـهُ بِـقْـرْنٍ،

 

أَصابَ القَلْبَ أَو هَتَك الحِجابا

وفي الحديث: فَعَلِقَت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعلقوا، وقيل طَفِقُوا؛ وقال أَبو زبيد:

إِذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطَاطـيفُ كَـفِّـهِ،

 

رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا

وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه. وقال اللحياني: العَلَقُ النُّشوب في الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها. وأَعْلَقَ الحابلُ: عَلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب. ويقال للصائد: أَعْلَقْتَ فأَدْرِكْ أَي عَلِقَ الصيدُ في حِبالتك. وقال اللحياني: الإِعْلاقُ وقوع الصيد في الحبل. يقال: نَصَب له فأَعْلقه. وعَلِقَ الشيءَ عَلَقاً وعَلِقَ به عَلاقَةً وعُلوقاً: لزمه. وعَلِقَتْ نفُسه الشيءَ، فهي عَلِقةٌ وعَلاقِيةٌ وعَلِقْنَةٌ: لَهِجَتْ به؛ قال:

فقلت لها، والنَّفْسُ منِّي عَلِقْنَةٌ

 

عَلاقِيَةٌ تَهْوَى، هواها المُضَلَّلُ

ويقال للأَمر إذا وقع وثبت:

عَلِقَتْ مَعَالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ

وهو كما يقال: جفَّ القلم فلا تَتَعَنَّ؛ قال ابن سيده: وفي المثل:

عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدب

يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِتَكَ. وقالوا: عَلِقَتْ مَراسِبها بذي رَمْرامِ، وبذي الرَّمْرَام؛ وذلك حين اطمأَنت الإبل وقَرَّت عيونها بالمرتع، يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه، وأَصله أَنَّ رجلاً انتهى إِلى بئر فأَعْلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب البئر فادَّعَى جِوارَه، فقال له: وما سبب ذلك؟ قال: عَلَّقْت رِشائي برِشائكَ، فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل؛ فقال:

عَلِقَتْ مَعالقَها صَرَّ الجُنْدب

أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل. ويقال للشيخ: قد عَلِقَ الكِبَرُ مَعَالقَهُ؛ جمع مِعْلَقٍ وفي الحديث: فَعَلِقتْ منه كلَّ معْلق أَي أَحبها وشُغِفَ بها. يقال: عَلِقَ بقليه عَلاقةً، بالفتح. وكلُّ شيءٍ وقع مَوْقِعه فقد عَلِقَ مَعَالِقَه، والعَلاقة: الهوى والحُبُّ اللازم للقلب.
وقد عَلِقَها، بالكسر، عَلَقاً وعَلاقةً وعَلِقَ بها عُلوقاً وتَعَلَّقها وتَعَلَّقَ بها وعُلِّقَها وعُلِّق بها تَعْلِيقاً: أَحبها، وهو مُعَلِّقُ القلب بها؛ قال الأَعشى:

عُلِّقْتُها عَرَضاً، وعُلِّـقَـتْ رجـلاً

 

غَيْري، وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ

وقول أَبي ذؤَيب:

تَعَلَّقَهُ منهـا دَلالٌ ومُـقْـلَةٌ،

 

تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها

أَراد تَعَلَّقَ منها دَلالاً ومُقْلةً فقلب. وقال اللحياني: العَلَقُ الهوى يكون للرجل في المرأَة. وإنه لذو عَلَقٍ في فلانة: كذا عدَّاه بفي.
وقالوا في المثل: نَظْرةٌ من ذي عَلَقٍ أَي من ذي حُبّ قد عَلِقَ بمن هويه؛ قال كثيِّر:

ولقد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ، فعاقَني

 

عَلَقٌ بقَلْبي، من هَواكِ، قـديمُ

وعَلِقَ حبُّها بقلبه: هَوِيَها. وقال اللحياني عن الكسائي: لها في قلبي عِلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ، قالك ولم يعرف الأَصمعي عِلْق حب ولا عِلاقةَ حبٍّ، إِنما عرف عَلاقَةَ حُب، بالفتح، وعَلَق حبٍّ، بفتح العين واللام، والعَلاقَةُ، بالفتح؛ قال المرار الأَسدي:

أَعَلاقَةً، أُمَّ الوُلَيِّدِ، بـعـدمـا

 

أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس؟

واعْتَلَقَهُ أَي أَحبه. ويقال: عَلِقْتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها، وعَلِقَتْ هي بقلبي: تشبثت به؛ قال ذو الرمة:

لقد عَلِقَتْ مَيٌّ بقلبـي عَـلاقةً،

 

بَذطِيئاً على مَرِّ الليالي انْحِلالُها

ورجل علاقِيَةٌ، مثل ثمانية، إذا عَلِقَ شيئاً لم يُقْلِعْ عنه.
وأَعْلَقَ أَظفارَه في الشيء: أَنشَبها. وعَلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه تَعْليقاً: ناطَهُ. والعِلاقةُ: ما عَلَّقْتَه به. وتَعَلَّقَ الشيءَ:عَلقَهُ من نفسه؛ قال:

تَعَلَّقَ إِبريقاً، وأَظْهَرَ جَعْبةً،

 

ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجَامِلِ

وقيل: تَعَلَّق هنا لزمه، والصحيح الأَول، وتَعَلَّقَهُ وتَعَلَّق به بمعنى. ويقال: تَعَلَّقْتَهُ بمعنى عَلَّقْتُهُ؛ ومنه قول عبيد الله بن زياد لأَبي الأَسود: لو تَعَلَّقْتَ مَعَاذَةً لئلا تصيبك عين. وفي الحديث: من تَعَلَّق شيئاً وكِلَ إِليه أَي من عَلَّقَ على نفسه شيئاً من التعاويذ والتَّمائم وأَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِليه نفعاً أَو تدفع عنه ضرّاً.
وفي الحديث أَنه قال: أَدُّوا العَلائِقَ، قالوا: يا رسول الله، وما العَلائِقُ؟ وفي رواية في قوله تعالى: وأَنكحوا الأَيامَى منكم والصالحين، قيل: يا رسول الله فما العَلائِقُ بينهم؟ قال: ما تَرَاضَى عليه أَهْلُوهُم؛ العَلائِقُ: المُهُور، الواحدة عَلاقَةٌ، قال وكلُّ ما يُتَبَلَّغُ به من العيش فهو عُلْقةٌ؛ قال ابن بري في هذا المكان: والعِلْقةُ، بالكسر، الشَّوْذَرُ؛ قال الشاعر:

وما هي إِلاَّ في إزارٍ وعِلْـقَةٍ،

 

مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ على حَيٍّ خثعما

وقد تقدم الاستشهاد به.
ويقال: لم تبق لي عنده عُلْقةٌ أَي شيءٌ. والعَلاقةُ: ما يُتبلغ به من عيش. والعُلْقةُ والعَلاقُ: ما فيه بُلْغة من الطعام إِلى وقت الغذاء.وقال اللحياني: ما يأْكل فلان إِلا عُلْقَةً أَي ما يمسك نفسه من الطعام.وفي الحديث: وتَجْتَزِئ بالعُلْقَةِ أَي تكتفي بالبُلْغةِ من الطعام. وفي حديث الإفك: وإِنما يأْكلْنَ العُلْقةَ من الطعام. قال الأَزهري:والعُلْقةُ من الطعام والمركبِ ما يُتَبَلَّغُ به وإِن لم يكن تامّاً، ومنه قولهم: ارْضَ من المَرْكب بالتَّعْلِيقِ؛ يضرب مثلاً للرجل يُؤْمَرُ بأَن يقنع ببعض حاجته دون تمامها كالراكب عَلِيقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة؛ ويقال: هذا الكلام لنا فيه عُلْقةٌ أي بلغة، وعندهم عُلْقةٌ من متاعهم أَي بقية.
وعَلَقَ عَلاقاً وعَلوقاً: أَكل، وأَكثرما يستعمل في الجحد، يقال: ما ذقت عَلاقاً ولا عَلوقاً. وما في الأَرض عَلاقٌ ولا لَماقٌ أَي ما فيها ما يتبلغ به من عيش، ويقال: ما فيها مَرْتَع؛ قال الأَعشى:

وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُـرْسٍ،

 

ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ

الرجيع: الجِرَّةُ؛ يقول لا تجد الإِبل فيها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من جِرَّتها. وفي المثل: ليس المُتَعَلِّق كالمُتَأَنِّق؛ يريد ليس مَنْ عَيشُه قليل يَتَعَلَّق به كمن عيشه كثير يختار منه، وقيل: معناه ليس من يَتَبَلَّغ بالشيء اليسير كمن يتأَنَّق يأْكل ما يشاء. وما بالناقة عَلُوق أَي شيء من اللبن. وما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إذا لم يَدَعْ في ضرعها شيئاً. والبَهْمُ تَعْلُق من الوَرَق: تصيب، وكذلك الطير من الثمر. وفي الحديث: أَرواح الشهداء في حواصل طير خُضْرٍ تَعْلُقُ من ثمار الجنة؛ قال الأَصمعي: تَعْلُق أَي تَناوَل بأَفواهها، يقال: عَلَقَتْ تَعْلُق عُلوقاً؛ وأَنشد للكميت يصف ناقته:

أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة،

 

إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْلُق

يقول: كأَن قُتُودي فوق بقرة وحشية؛ قال ابن الأَثير: هو في الأَصل للإِبل إذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلى الطير، وروءاه الفراء عن الدبيريين تَعْلَق من ثمار الجنة. وقال اللحياني: العَلْق أَكل البهائم ورق الشجر، عَلَقَتْ تَعْلُق عَلْقاً. والصبي يَعْلُقُ: يَمُصُّ أَصابعه. والعَلوقُ: ما تَعْلُقه الإِبل أَي ترعاه، وقيل هو نبت؛ قال الأَعشى:

هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفا

 

ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا

أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها؛ وقيل: إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب؛ ويقال: أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها، وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند اللَّقْحِ. وقال أَبو الهيثم: العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإِبل إذا عَلِقَتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت، فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى:

بأَجْوَدَ مـنـه بِـأْدْمِ الـرِّكـا

 

بِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا

قال: وذلك أَن الإِبل إذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهبُ أَحمر؛ وأَما عَجُزُ البيت الذي صدره:

هو الواهبُ المائة المُصْطَفا

 

ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا

فإِنه:

إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا

والعَلْقَى: شجر تدوم خضرته في القَيْظ ولها أَفنان طوالِ دقاق وورق لِطاف، بعضهم يجعل أَلفها للتأنيث، وبعضهم يجعلها للإلحاق وتنون؛ قال الجوهري: عَلْقَى نبت، وقال سيبويه: تكون واحدة وجمعاً؛ قال العجاج يصف ثوراً:

فَحَطَّ في عَلْقَى وفي مُكورِ،

 

بين تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ

وفي المحكم:

يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكورِ

وقال: ولم ينونه رؤبة، واحدته عَلْقاة، قال ابن جني: الأَلف في عَلْقاة ليست للتأْنيث لمجيء هاء التأْنيث بعدها، وإِنما هي للإِلحاق ببناء جعفر وسلهب، فإِذا حذفوا الهاء من عَلْقاة قالوا عَلْقَى غير منون، لأَنها لو كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطىً، أَلا ترى أَن مَنْ أَلحق الهاء في عَلْقاةٍ اعتقد فيها أَن الأَلف للإلحاق ولغير التأْنيث؟ فإِذا نزع الهاء صار إِلى لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنيث فلم ينوِّنها كما لم ينونها، ووافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَلْقاة على ما يذهبون إِليه من أَن أَلف عَلْقَى للتأْنيث.
وبعير عَالِقٌ: يرعى العَلْقَى. والعالِقُ أَيضاً: الذي يَعْلُقُ العِضاه أَي ينتِف منها، سمي عالقاً لأَنه يَعْلُق العضاه لطولها.وعَلَقَت الإِبلُ العِضاه تَعْلُق، بالضم، عَلْقاً إذا تَسنَّمتها أَي رعتها من أَعلاها وتناولتها بأَفواهها، وهي إِبل عَوالق.ورجل ذو مَعْلَقَةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْلَقُ بكل شيء أَصابه؛ قال:

أَخاف أَن يَعْلَقَها ذو مَعْلَقَهْ

وجاء بعُلَقَ فُلَقَ أَي الداهية، وقد أَعْلَقَ وأَفْلَقَ. وعُلَقُ فُلَقُ: لا ينصرف؛ حكاه أَبو عبيد عن الكسائي. ويقال للرجل: أَعْلَقْتَ وأَفْلَقْتَ أَي جئت بعُلَقَ فُلَقَ، وهي الداهية، لا يجري مجرى عمر. ويقال: العُلَقُ الجمع الكثير.
والعَوْلَقُ: الغُول، وقيل: الكلبة الحريصة، قال: وكلبة عَوْلَقٌ حريصة؛ قال الطرماح:

عَوْلقُ الحِرْصِ إذا أَمْشَرَتْ،

 

ساوَرَتْ فيه سُؤورَ المُسامِي

وقولهم: هذا حديث طويل العَوْلَقِ أَي طول الذَّنَب. وقال كراع: إِنه لطول العَوْلَقِ أَي الذنب، فلم يَخصَّ به حديثاً ولا غيره.
والعَليقةُ: البعير أَو الناقة يوجهه الرجل مع القوم إذا خرجوا مُمْتارين ويدفع إِليهم دراهم يمتارون له عليها؛ قال الراجز:

أَرسلها عَلِيقةً، وقد عَلِـمْ

 

أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ

يعني أَنهم يُودِعُون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها. ويقال:عَلَّقْتُ مع فلان عَلِيقةً، وأَرسلت معه عليقَةً، وقد عَلَّقها معه أَرسلها؛ وقال الراجز:

إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العـلائِقِ،

 

فيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ

وقيل: يقال للدابة عَلوق. وقال ابن الأَعرابي: العَلِيقةُ والعَلاقةُ البعير يضمه الرجل إِلى القوم يمتارون له معهم؛ قال الشاعر:

وقائلةٍ لا تَرْكَبَـنَّ عَـلِـيقةً،

 

ومِنْ لذَّة الدنيا رُكوبُ العَلائِقِ

شمر: عَلاقةُ المَهْر ما يَتَعَلَّقون به على المتزوج؛ وقال في قول امرئ القيس:

بِأَيّ عَلاقَـتِـنـا تَـرْغَـبُـو

 

نَ عَنْ دمِ عَمْروِ، على مَرْثَدِ؟

قال: العَلاقةُ النَّيْل، وما تعلقوا به عليهم مثلَ عَلاقةِ المهر. والعِلاقةُ: المِعْلاق الذي يُعَلَّقُ به الإِناء. والعِلاقةُ، بالكسر:عِلاقةُ السيفِ والسوط، وعِلاقةُ السوط ما في مَقْبِضه من السير، وكذلك عِلاقةُ القَدَحِ والمصحف والقوس وما أَشبه ذلك. وأَعْلَقَ السوطَ والمصحف والسيف والقدح: جعل لها عِلاقةً، وعَلَّقهُ على الوَتدِ، وعَلَّقَ الشيءَ خلفه كما تُعَلَّق الحقِيبةُ وغيرها من وراء الرَّحل. وتَعَلَّقَ به وتَعَلَّقَه، على حذف الوَسيط، سواء. ويقال: لفلان في هذه الدار عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ، والدَّعْوى له عَلاقةٌ. وعَلِقَ الثوبُ من الشجر عَلَقاً وعُلوقاً: بقي متعلقاً به. وفي حديث أَبي هريرة:رُئِيَ وعليه إزار فيه عَلَقٌ وقد خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ؛ العَلَقُ: الخرق، وهو أَن يَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْلَقَ بثوبه فتخرقه. والعَلْقُ: الجذبة في الثوب وغيره، وهو منه. والعَلَقُ: كل ما عُلِّقَ. وقال اللحياني وهي العَلوق والمَعالِق بغير ياءٍ.
والمِعْلاقُ والمُعْلوق: ما عُلِّقَ من عنب ولحم وغيره، لا نظير له إِلا مُغْرود لضرب من الكمأَة، ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ في مُغْثور ومُزْمور لواحد مزامير داود، عليه السلام؛ عن كراع. ويقال للمِعْلاق مُعْلوق وهو ما يُعَلَّق عليه الشيء. قال الليث: أَدخلوا على المُعلوقِ الضمة والمدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل والمُدْهُن، ثم أَدخلوا عليه المدة.
وكلُّ شيء عُلِّقَ به شيء، فهو مِعْلاقه. ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف: ما يجعل فيها من كل ما يحْسُن، وفي المحكم: ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ يجعل فيها من كل ما يحسن فيه. والأَعالِيقُ كالمَعالِيقِ، كلاهما: ما عُلِّقَ، ولا واحد للأَعالِيقِ. وكل شيء عُلِّقَ منه شيء، فهو مِعْلاقه. ومِعْلاقُ الباب: شء يُعَلَّقُ به ثم يُدْفع المِعْلاقُ فينفتح، وفرق ما بين المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يفتح بالمِفْتاح، والمِعْلاق يُعْلَّقُبه البابُ ثم يُدْفع المِعْلاق من غير مفتاح فينفتح، وقد عَلَّق الباب وأَعلَقه. ويقال: عَلِّق الباب وأَزْلِجْهُ. وتَعْلِيق البابِ أَيضاً:نَصْبه وترْكِيبُه، وعَلِّق يدَه وأَعْلَقها؛ قال:

وكنتُ إذا جاوَرْتُ، أَعْلَقْتُ في الذُّرى

 

يَدَيَّ، فلم يُوجَدْ لِجَنْبَـيَّ مَـصْـرَعُ

والمِعْلَقة: بعض أَداة الراعي؛ عن اللحياني.
والعُلَّيْقُ: نبات معروف يتعلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه. وقال أَبو حنيفة: العُلَّيق شجر من شجر الشوك لا يعظم، وإِذا نَشِب فيه شيء لم يكد يتخلَّص من كثرة شوكه، وشَوكُه حُجَز شداد، قال: ولذلك سمِّي عُلَّيْقاً، قال: وزعموا أَنها الشجرة التي آنَسَ موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فيها النارَ، وأَكثر منابتها الغِياضُ والأَشَبُ. وعَلِقَ به عَلَقاً وعُلوقاً: تعلق.والعَلوق: ما يعلق بالإنسان؛ والمنيّةُ عَلوق وعَلاَّقة. قال ابن سيده: العَلوق المنيَّة، صفة غالبة؛ قال المفضل البكري:

وسائلة بثَعْلبةَ بنِ سَـيْرٍ،

 

وقد عَلِقَتْ بثعلبةَ العَلوقُ

يريد ثعلبة بن سَيَّار فغيره للضرورة. والعُلُق: الدواهي. والعُلُق:المَنايا. والعُلُق: الأَشغال أَيضاً. وما بينهما عَلاقةٌ أَي شيءٌ يتَعَلَّقُ به أَحدُهما على الآخر. ولي في الأَمر عَلوق ومُتعلَّق أَي مُفْتَرض؛ فأَما قوله:

عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بن لُؤَيٍّ،

 

عَلِقَتْ مِلْ أُسامةَ العَلاَّقَهْ

فإِنه عنى الحية لتَعَلّقها لأَنها عَلِقَتْ زِمام ناقته فلدغعته، وقيل: العَلاَّقة، بالتشديد المنية وهي العَلوق أَيضاً. ويقال: لفلان في هذا الأَمر عَلاقة أَي دعوى ومُتعَلَّق؛ قال الفرزدق:

حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي،

 

كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَـلائِقِ

أَي مستقلاً بما يُعَلَّقُ به من الدِّيات. والعَلَق: الذي تُعَلَّق به البَكَرةُ من القامة؛ قال رؤبة:

قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ

يقال: أَعرني عَلَقَك، أَي أَدة بَكَرتك، وقيل: العَلَقُ البَكَرة، والجمع أَعْلاق؛ قال:

عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ

وقيل: العَلَقُ القامةُ، والجمع كالجمع، وقيل: العَلَق أَداة البَكَرة، وقيل: هو البَكَرةُ وأَداتها، يعني الخُطَّاف والرِّشاءَ والدلو، وهي العَلَقةُ. والعَلَق:الحبل المُعَلَّق بالبَكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

كلاَّ زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ،

 

وفَوْق رأْسي عَلَقٌ مَلْوِيُّ

وقيل: العَلَقُ الحبل الذي في أَعلى البكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً:

بِئْسَ مَقامُ الشيخ بالكرامهْ،

مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ،

وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ

قال: لما كانت القامةُ مُعَلَّقة في الحبل جعل الزُّقاء له وإِنما الزُّقاء للبَكرة، وقال اللحياني: العَلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور والبَكرة؛ قال: يقولون أَعيرونا العَلَق فيُعارون ذلك كله، قال الأَصمعي:العَلَق اسم جامع لجميع آلات الاسْتِقاء بالبكرة، ويدخل فيها الخشبتان اللتان تنصبان على رأْس البئر ويُلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل، ثم يُوتَدانِ على الأَرض بحبل آخر يُمدّ طرفاه للأَرض، ويُمَدَّان في وَتِدَينِ أُثْبتا في الأَرض، وتُعَلَّق القامةُ وهي البَكَرة في أَعلى الخشبتين ويُسْتَقى عليها بدلوين يَنْزِع بهما ساقيان، ولا يكون العَلَقُ إِلا السَّانَيَة، وجملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وحبالها؛ كذلك حفظته عن العرب. وعَلَقُ القربة: سير تُعَلَّقْ به، وقيل: عَلَقُها ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن به. ويقال: كَلِفْتُ إِليك عَلَقَ القربة، لغة في عَرَق القربة، فأَما عَلَقُ القربة فالذي تشد به ثم تُعَلَّق، وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من جهدها، وقد تقدم، وإِنما قال كَلِقْتُ إِليك عَلَق القربة لأَن أَشد العمل عندهم السقي. وفي الحديث: خَطَبَنَا عمر،رضي الله عنه، فقال: أَيها الناس، أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ، فإِنه لو كان مَكْرُمَةً في الدنيا وتقوى عند الله كان أَوْلاكُم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أَصْدَقَ امرأَةً من نسائه ولا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتي عشرة أُوقيّةً، وإِن الرجل ليُغَالي بصَداق امرأَته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوةً حتى يقول قد كَلِفْتُ عَلَقَ القربةِ، وفي النهاية يقول: حتى جَشِمْتُ إِليكِ عَلَقَ القربةِ؛ قال أَبو عبيدة: عَلَقُها عِصَامُها الذي تُعَلَّقُ به، فيقول: تَكَلَّفْت لكِ كل شيء حتى عِصَامَ القربة. والمُعَلَّقة من النساء: التي فُقِد زَوجُها، قال تعالى: فَتَذَرُوَها كالمُعَلَّقِة، وفي التهذيب: وقال تعالى في المرأَة التي لا يُنْصِفُها زوجها ولم يُخَلِّ سبيلَها: فَتَذَرُوها كالمُعَلّقة، فهي لا أَيِّم ولا ذات بَعْل. وفي حديث أُم زرع: إِن أَنْطق أُطَلَّقْ، وإِن أَسكت أُعَلَّقْ أَي يتركْني كالمعَلَّقة لا مُمْسَكةً ولا مطلقةً.والعَلِيقُ: القَضِييمُ يُعَلَّق على الدابة، وعَلّقها: عَلَّق عليها.
والعَليقُ: الشراب على المثل. قال الأَزهري: ويقال للشراب عَلِيق؛ وأَنشد لبعض الشعراء وأَظن أَنه لبيد وإِنشاده مصنوع:

اسْقِ هذا وذَا وذاكَ وعَلِّقْ،

 

لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا

والعَلاقة: بالفتح: عَلاقة الخصومة. وعَلِقَ به عَلَقاً: خاصمه. يقال: لفلان في أَرض بني فلان عَلاقةٌ أَي خصومة. ورجل مِعلاقٌ وذو مِعْلاق:خصيم شديد الخصومة يتعلَّق بالحجج ويستَدْركها؛ ولهذا قيل في الخصيم الجَدِل:

لا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً

ساقَا أَي لا يَدَع حُجة إِلا وقد أَعَدّ أُخرى يتعلَّق بها. والمِعْلاق:اللسان البليغ؛ قال مِهَلْهِلٌ:

إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً،

 

وخَصِيمـاً أَلَـدَّ ذا مِـعْـلاقِ

ومعْلاق الرجل: لسانه إذا كان جَدِلاً. والعَلاقَى، مقصور: الأَلقاب، واحدتها عَلاقِيَة وهي أَيضاً العَلائِقُ، واحدَتها عِلاقةٌ، لأَنها تُعَلَّقُ على الناس.والعَلَقُ: الدم، ما كان وقيل: هو الدم الجامد الغليظ، وقيل: الجامد قبل أَن ييبس، وقيل: هو ما اشتدت حمرته، والقطعة منه عَلَقة. وفي حديث سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ: فإِذا الطير ترميهم بالعَلَقِ أَي بقطع الدم، الواحدة عَلَقةٌ. وفي حديث ابن أَبي أَوْفَى: أَنه بَزَقَ عَلَقَةٌ ثم مضى في صلاته أَي قطعة دمٍ منعقد. وفي التنزيل: ثم خلقنا النُّطْفَة عَلَقةً؛ ومنه قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَلَقةٌ لأَنها حمراء كالدم، وكل دم غليظ عَلَقٌ، والعَلَقُ: دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَلَقةٌ.وعَلِق الدابةُ عَلَقاً: تعلَّقَتْ به العَلَقَة. وقال الجوهري: عَلِقَت الدابةُ إذا شربت الماءَ فعَلِقَت بها العَلَقة. وعَلِقَتْ به عَلَقاً:لزمته. ويقال: عَلِقَ العَلَقُ بحَنَك الدابة عَلَقاً إذا عَضّ على موضع العُذّرة من حلقه يشرب الدم، وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان ويُرْسل عليه العَلَقُ حتى يمص دمه. والعَلَقَةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم، والجمع عَلَق. والإعْلاقُ: إِرسال العَلَق على الموضع ليمص الدم. وفي الحديث: اللدُود أَحب إِليّ من الإعْلاقِ. وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ العَلَقُ والحجامة؛ العَلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْلَقُ بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحلق والأَورام الدَّمَوِيّة لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان. والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ العَلَقُ بحلقه عند الشرب.
والعَلوقُ: التي لا تحب زوجها، ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا تَرْأَمُ الولد، وكلاهما على الفأْل، وقيل: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا تَدِرُّ، وفي المثل: عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ؛ قال:

وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَـفِـيقةٍ

 

عَلوقاً، وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها

وقيل: العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه؛ وقال اللحياني: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها؛ قال أُفْنُون التغلبي:

أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِهِ

 

رئْمانُ أَنْفٍ، إذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ

وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي:

وما نَحَني كمِنَاح الـعَـلُـو

 

قِ، ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ

قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ، برفع الباء، وصوابه بالخفض لأَنه جواب الشرط؛ وقبله:

وكان الخليلُ، إذا رَابَني

 

فعاتَبْتُه، ثم لم يُعْتِـبِ

يقول: أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه. والمَعَالق من الإِبل: كالعَلُوق. ويقال: عَلَّق فلان راحلته إذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَلقاه عن غاربها ليَهْنِئَها.
والعِلْق: المال الكريم. يقال: عِلْقُ خير، وقد قالوا عِلْق شرٍّ، والجمع أَعْلاق. ويقال: فلان عِلْقُ علمٍ وتِبْعُ علمٍ وطلْب علمٍ. ويقال: هذا الشيءُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به، وجمعه أَعْلاق. ويقال: عِرْق مَضِنَّةٍ، بالراء، وقد تقدم. وقال اللحياني:العِلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف، قال: وكذا الشيءُ الواحد الكريم من غير الروحانيين، ويقال له العَلوق. والعِلْق، بالكسر: النفيس من كل شيءٍ. وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي نفائس أَموالنا، الواحد عِلْق، بالكسر،سمي به لتَعَلُّقِ القلب به. والعِلْقُ أَيضاً: الخمر لنفاستها، وقيل: هي القديمة منها؛ قال:

إِذا ذُقْت فاهَا قُلت: عِلْقٌ مُدَمَّسٌ

 

أُرِيدَ به قَيْلٌ، فَغُودِرَ في سَابِ

أَراد سأْباً فخفف وأَبدل، وهو الزِّقّ أَو الدَّنّ. والعَلَق في الثوب: ما عَلِق به. وأَصاب ثوبي عَلْقٌ، بالفتح، وهو ما عَلِقَهُ فجذبه. والعِلْقُ والعِلْقةُ: الثوب النفيس يكون للرجل. والعِلْقةُ: قميص بلا كمين، وقيل: هو ثوب صغير يتخذ للصبي، وقيل:هو أَول ثوب يلبسه المولود؛ قال:

وما هي إِلاَّ في إِزارٍ وعِـلْـقةٍ،

 

مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما

ويقال: ما عليه عِلْقة، إذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة، ويقال: العِلْقة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها؛ قال امرؤ القيس:

بأَيِّ عَلاقَتِـنـا تَـرْغَـبُـو

 

ن عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ؟

وقد تقدم الاستشهاد به في المهر؛ قال أَبو نصر: أَراد أَيَّ عَلاقتنا ثم أَقحم الباء، والعَلاقة: التباعد؛ فأَراد أَيَّ ذلك تكرهون، أَتأْبون دم عمرو على مرثد ولا ترضون به؟ قال: والعَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال أَو عِلْقةٌ أَيضاً، وعِلْق للنفيس من المال، وقيل: كان مرثد قتل عمراً فدفعوا مرثداً ليُقْتل به فلم يرضوا، وأَرادوا أَكثر من رجل برجل، فقال: بأَيِّ ضعف وعجز رأَيتم منا إِذ طمعتم في أَكثر من دم بدم؟ والعُلْقة: نبات لا يَلْبَثُ. والعُلْقةُ: شجر يبقى في الشتاء تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتى تُدْرك الربيع. وعَلَقَت الإِبل تَعْلُق عَلْقاً، وتَعَلَّقت: أَكلت من عُلْقةِ الشجر. والعَلَقُ: ما تتبلغ به الماشية من الشجر، وكذلك العُلْقةُ، بالضم. وقال اللحياني: العَلائِقُ البضائع. وعَلِقَ فلانٌ يفعل كذا، ظَلَّ، كقولك طَفِقَ يفعل كذا؛ فال الراجز:

عَلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ،

 

إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُـبُّ

أَي طَفِقَ يرِدهُ، ويقال: أَحبه واعتاده. وفي الحديث: فَعَلِقُوا وجهه ضرباً أَي طفقوا وجعلوا يضربونه. والإِعْلاقُ: رفع اللَّهاةِ. وفي الحديث: أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد أَعْلَقَتْ عنه من العُذْرةِ فقال: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُلُق؟ عليكم بكذا، وفي حديث:بهذا الإِعْلاق، وفي حديث أُم قيس: دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، بابنٍ لي وقد أَعلقتُ عليه؛ الإِعْلاقُ: معالجة عُذْرةِ الصبي، وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أُمه بأُصبعها هي أَو غيرها. يقال: أَعْلَقَتْ عليه أُمُّه إذا فعلت ذلك وغَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها ودفعته. أَبو العباس: أَعْلَقَ إذا غَمَزَ حلق الصبي المَعْذور وكذلك دَغَر، وحقيقة أَعْلقتُ عنه أَزلتُ العَلُوقَ وهي الداهية. قال الخطابي: المحدثون يقولون أَعْلَقَت عليه وإِنما هو أَعْلَقَتْ عنه أَي دفَعت عنه، ومعنى أَعْلَقَتْعليه أَوْرَدَتْ عليه العَلُوقَ أَي ما عذبته به من دَغْرها؛ ومنه قولهم: أَعْلَقْتُ عَليَّ إذا أَدخلت يدي في حلقي أَتَقَيَّأُ، وجاءَ في بعض الروايات العِلاق، وإِما المعروف الإِعْلاق، وهو مصدر أَعْلَقَتُ، فإِن كان العِلاقُ الاسمَ فيَجُوز، وأَما العُلُق فجمع عَلُوق، والإعْلاق: الدَّغْر.
والمِعْلَقُ: العُلْبة إذا كانت صغيرة، ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من جَنْب الناقة، ثم الحَوْأَبة أَكبرهن. والمِعْلَقُ: قدح يعلقه الراكب معه، وجمعه مَعَالق. والمَعَالقُ: العِلاب الصغار، واحدها مِعْلَق؛ قال الفرزدق:

وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا،

 

إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ

والمِعْلَقة: متاع الراعي؛ عن اللحياني، أَو قال: بعض متاع الراعي.وعَلَقَه بلسانه: لَحاهُ كَسَلَقَةُ؛ عن اللحياني. ويقال سَلَقَه بلسانه وعَلَقَه إذا تناوله؛ وهو معنى قول الأَعشى:

نهارُ شَرَاحِيلَ بن قَيْسَ يَرِيبنُي،

 

ولَيْل أَبي عيس أَمَرُّ وأَعَلـق

ومَعَاليق: ضرب من النخل معروف؛ قال يذكر نخلاً:

لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِـيقْ

 

من الدَّبَى، إِني إذا لَمَرْزُوقْ

والعُلاَّقُ: شجر أَو نبت. وبنو عَلْقَةَ: رهط الصِّمَّةِ، ومنهم العَلَقاتُ، جمعوه على حد الهُبَيْراتِ. وعَلَقَةُ: اسم. وذو عَلاقٍ: جبل. وذو عَلَقٍ: اسم جبل؛ عن أَبي عبيدة؛ وأَنشد ابن أَحمر:

ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاء ذي عَلَقٍ،

 

يَنْفِي القَراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقِلُ

وفي حديث حليمة: ركبت أَتاناً لي فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتى ما يَعْلَقُ بها أَحد منهم أَي ما يتصل بها ويلحقها. وفي حديث ابن مسعود: إنَّ امرَأً بمكة كان يسلم تسليمتين فقال: أَنَّى عَلِقَها فإِن رسول الله، صلى عليه وسلم، كان يفعلها؟ أَي من أَين تعلَّمها وممن أَخذها؟ وفي حديث المِقْدام: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن الرجل من أَهل الكتاب يتزوج المرأَة وما يَعْلَقُ على يديها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا هَرَماً؛ قال الحربي: يقول من صغرها وقلَّةِ رِفْقها فيصبر عليها حتى يموتا هَرَماً، والمراد حثُّ أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن أَي أَن أَهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم. وعَلِقَت المرأَة أَي حَبِلَتْ.
وعَلِقَ الظَّبْيُ في الحبالة. والعُلَّيْقُ، مثال القُبَّيْط: نبت يتعلق بالشجر يقال له بالفارسية سَبرَنْدوربما قالوا العُلَّيْقَى مثال القُبَّيْطَى. وفي التهذيب في هذه الترجمة: روي عن عليّ، رضي الله عنه، أَنه قال:لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه، وإِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل؛ قال الأَزهري: معنى قوله نركب أَعجاز الإِبل أَي نرضى من المركب بالتَّعْلِيق، لأَنه إذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضي بعَجُزِ البعير، وهو التَّعْليق، والأَولى بهذا أَن يذكر في ترجمة عجز، وقد تقدم.

علقط

العِلْقِطُ: الإِتْبُ؛ قال ابن دريد: أَحْسَبه العِلْقةَ.

علقم

العَلْقَمُ: شجر الحَنْظَل، والقطعة منه عَلْقَمَةٌ، وكُلُّ مُرٍّ عَلْقَمٌ، وقيل: هو الحنظل بعينه أَعني ثمرته، الواحدة منها عَلْقَمَةٌ.
وقال الأزهري: هو شَحْمُ الحنظل، ولذلك يقال لكل شيء فيه مرارة شديدة: كأَنه العَلْقَم. ابن الأَعرابي: العَلْقَمَة النَّبِقة المُرَّةُ، وهي الحَزْرة. والعَلْقَمة: المَرارة. وعَلْقَمَ طعامَه: أَمَرَّه كأَنه جعل فيه العَلْقَم. وطعام فيه عَلْقَمَةٌ أي مرارة. والْعَلْقَمُ: أشدُّ الماء مرارة. وقال ابن دريد: العَلْقَمةُ اختلاط الماء وخُثُورَتُه. الجوهري: العَلْقَمُ شجر مر. وعَلْقَمَةُ ابن عَبَدَة الشاعر، وهو الفَحْلُ، وعَلْقَمَةُ الخَصِيُّ وهما جميعاً من رَبيعةِ الجُوعِ، وأَما عَلْقَمةُ بن عُلاثَة فهو من بني جعفر.

علك

علكت الدابة اللجام تعلكه علكا: لاكته وحركته في فيها، قال النابغة الذبياني:

خيل صيام وخيل غـير صـائمة

 

تحت العجاج وأخرى تلك اللجما

وعلك نابيه: حرق أحدهما بالآخر فحدث بينهما صوت، قال العجير السلولي:

فجئت وخصمي يعلكون نيوبهـم

 

كما وضعت تحت الشفار عزوز

وعلك الشيء يعلكه ويعلكه علكا: مضغه ولجلجه. وطعام عالك وعلك: متين الممضغة. والعلك: ضر من صمغ الشجر كاللبان يمضغ فلا ينماع، والجمع علوك وأعلاك، وقد علكه، وبائعه علاك. وما ذقت علاكا أي مايعلك. وفي الحديث: أنه مر برجل وبرمته تفور على النار فتناول منها بضعة فلم يزل يعلكها حتى أحرم في الصلاة أي يمضغها وعلك القربة، بالتشديد: أجاد دبغها، عن أبي حنيفة، وعلك ماله: أحسن القيام عليه، قال:

وكائن من فتى سوء تراه

 

يعلك هجمة حمرا وجونا

وشيء علك أي لزج. وعلك يديه على ماله: شدهما من بخله فلم يقر ضيفا ولاأعطى سائلا. والعلكة: شقشقة الجمل عند الهدير، قال رؤبة:

يجمعن رارا وهديرا محضا

 

في علكات يعتلين النهضا

والعلك والعلاك: شجر ينبت بالحجاز، قال أبو حنيفة: هو شجر لم أسمع له بحلية. وفي حديث لجرير بن عبد الله: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سأله عن منزله ببيشة فوصفها جرير فقال: سهل ودكداك، وسلم وأراك، وحمض وعلاك، العلاك: شجر ينبت بناحية الحجاز، ويروى بالنون وسنذكره في موضعه، ويقال له العلك أيضا، قال لبيد:

لتبقطت علك الحجاز مقيمة

 

فجنوب ناصفة لقاح الحوأب

والعولك: عرق في رحم الشاة، وهو أيضا عرق في الخيل والحمر والغنم، يكون غامضا في البظارة داخلا فيها، والبظارة بين الأسكتين وهما جانبا الحياء،واستعار بعض الرجاز ذلك للنساء فقال:

يا صاح ما أصبر ظهر غنام

خشيت أن تظهر فيه أورام

من عولكين غلبـا بـالإيلام

وذلك أن امرأتين كانتا ركبتا هذا البعير الذي يقال له غنام. وجمع العولك: عوالك. وفي الصحاح: العولك: عرق في الرحم، ولم يخصص، ثم قال ما قلناه وذكر الرجز ونسبه إلى العدبس الكناني وقال: إن البعير المركوب أيضا له. وشعر معلنكك: كثير متراكب. واعلنكك أي أعلنكدا واجتمع. قال ابن بري: والمعلاك شيء كالسهم يرمى به

علكد

العِلْكِدُ والعُلَكِدُ والعَلْكَدُ والعُلاكِدُ والعِلَّكْد، كله: الغليظ الشديد العنق والظهر من الإِبل وغيرها، وقيل: هي المرأَة القصيرة اللَّجِيمةُ الحقيرة القليلة الخير؛ وأَنشد الأَزهري:

وعِلْكِدٍ خَثْلَتُها كالجُفِّ،

قالت وهي تُوعِدُني بالكَفِّ:

أَلا امْلأَنَّ وَطْبَنا وكَفِّي

قال أَبو الهيثم: العِلْكِدُ الداهية؛ وأَنشد الليث: أَعْيَسَ مَضْبُورَ القَرا عِلْكَدَّا قال: شدد الدال اضطراراً. قال: ومنهم من يشدد اللام. وقال النضر: في فلان عَلْكَدَةٌ وجَساةٌ في خَلْقه أَي غِلَظٌ. الأَزهري: العَلاكِدُ الإِبل الشداد؛ قال دكين:

يا دِيلُ ما بِتَّ بِلَيْلٍ جاهِدا،

 

ولا رَحَلْتَ الأَيْنُقَ العَلاكِدا

علكز

العِلْكِزُ: الشديدُ الضخمُ العظيمُ.

علكس

ليلة مُعْلَنْكِسَة: كَمُعْرَنْكِسَة. وشعر عِلَّكْسٌ وعَلَنْكَس ومُعْلَنْكِس: كثير متراكِب، وكذلك الرَّمل ويَبِيسُ الكَلإِ.
واعْلَنْكَسَت الإِبلُ في الموضع: اجتمعتْ. وعَلْكَسَ البَيضُ واعْلَنْكَس: اجتمع.
واعْلَنْكَس الشعَر: اشتدّ سواده، وقال الفرّاء: شعَر مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِكٌ الكَثِيف المجتمع الأَسود. قال الأَزهري: عَلْكَس أَصل بناء اعْلَنْكَسَ الشعَر إذا اشتدّ سواده وكثر؛ قال العجاج:

بِفاحِمِ دُووِيَ حتى اعْلَنْكَسا

ويقال: اعْلَنْكَس الشيءُ أَي تردَّد. والمُعَلْكِسُ والمُعْلَنْكِس من اليَبِيسِ: ما كثُر واجتمع. وعَلْكَسٌ: اسم رجُل من أَهل اليمن.

علكم

العُلْكُمُ والعُلْكُوم والعُلاكِمُ والمُعَلْكَمُ: الشديدُ الصُّلْبُ من الإبل وغيرها، والأنثى عُلْكُومٌ؛ قال لبيد:

بَكَرَتْ بها جُرَشِيَّةٌ مَقْطُـورَةٌ

 

تُرْوِي المَحاجِرَ، بازِلٌ عُلْكُومُ

قال ابن بري: المَحاجرِ الحَدِيقة؛ وأنشد ابن بري لمالك العُلَيْمي:

حَتَّى تَرى الْبُوَيْزِلَ الْعُلْكُوما

 

مِنْها تُوَلِّي العِرَكَ الحَيْزُوما

وقال العِرَك، يريد العِرَاك. ويقال: ناقة عُلاكِمَةٌ؛ قال أَبو الأَسود العجلي:

عُلاكِمَة مِثْل الفَنيقِ شِـمِـلَّة،

 

وحافِزَة في ذلك المِحْلَبِ الجَبْلِ

والجَبْلُ: الضَّخْمُ؛ وفي قصيد كعب يصف الناقة:

غَلْباءُ وَجَنْاءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ،

 

في دَفِّها سَعَةٌ، قُدَّامَها مِيلُ

العُلْكُومُ: القويَّة الصُّلبة، والعَلْكَمُ: الرَّجُل الضَّخْم، وقيل: ناقة عُلْكُومٌ غليظة الخَلْقِ مُوَثَّفةِ، وقيل: الجسيمة السمينة، وعَلْكَمَتُها: عِظَمُ سَنامها. أبو عبيد: العَلاكِمُ العِظام من الإبل.
والعَلْكَمةُ: عِظَمُ السَّنام. ورجل مُعَلْكَمٌ: كثير اللحم.
وعَلْكَمٌ: اسم رجل؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد عن ابن قَنان:

يُمْسِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلى، ونِسْوَتُه

 

وعَلْكَمٌ مِثْل فَحْلِ الضأْن فُرْفُورُ

وعَلْكَمٌ: اسم ناقة؛ قال الشاعر:

أَقُولُ والنَّاقَةُ بي تَـقَـحَّـمُ:

 

وَيْحَكِ ما اسْمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ،

الجوهري: العُلْكُومُ الشديد من الإبل مثل العُلْجُوم، الذكرُ والأُنثى فيه سواء.

علل

العَلُّ والعَلَلُ: الشَّرْبةُ الثانية، وقيل: الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً، يقال: عَلَلٌ بعد نَهَلٍ.
وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إذا سقاه السَّقْيَة الثانية، وعَلَّ بنفسه، يَتعدَّى ولا يتعدَّى. وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً، وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية. ابن الأَعرابي: عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ من المرض، وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب. قال ابن بري: وقد يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد؛ قال ابن مقبل:  

غَزَال خَلاء تَصَدَّى له

 

فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا

واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال:

ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا فَصَلَّى

 

على النَّبيّ، نَهَلاً وعَـلاَّ

وعَلَّتِ الإِبِلُ، والآتي كالآتي والمصدر كالمصدر، وقد يستعمل فَعْلى من العَلَل والنَّهَل.
وإِبِلٌ عَلَّى: عَوَالُّ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِعَاهَانَ بن كعب:

تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً

 

ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم

تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها، ورواه ابن جني: عَلاَّها ونَهْلى، أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها، وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ وعَلَلاً وأَعَلَّها. الأَصمعي: إذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل، والثانية العَلَل.
وأَعْلَلْت الإِبلَ إذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها، وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش، والأَوَّل هو المسموع. أَبو عبيد عن الأَصمعي: أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إذا أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف، والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ، بالغين، وهي إِبل غالَّةٌ. وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال: صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ، وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش، وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها، لأَن معنى أَعْلَلتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء، وإِذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ؛ وقوله:

قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّـي تَـحِـيَّةً

 

لنا، أَو تُثِيبي قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق

إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة، كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: من جَزيل عَطائك المَعْلول؛ يريد أَن عطاء الله مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى؛ ومنه قصيد كعب:

كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول

وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إذا عَرَض عليك الطَّعامَ وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه، بمعنى قول العامَّة: عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ، لأَن العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على الناهِلة. وأَعَلَّ القومُ: عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل؛ واسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين، أَنشد ابن الأَعرابي:

فباتُوا ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ

 

يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال

وأُرَى أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت، فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين؛ وقوله:

وأَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ

جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب، وإِن كان الرَّغْم عَرَضاً، كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين، وقد يكون هذا بحذف الوَسِيط كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم، فلما حَذَف الباء أَوْصَلَ الفعل، والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد أُخرى. وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إذا تابَع عليه الضربَ؛ ومنه حديث عطاء أَو النخعي في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال: إذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي إذا تابع عليه الضربَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرب.
والعَلَلُ من الطعام: ما أُكِلَ منه؛ عن كراع. وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة:

خَلِيلَيَّ، هُبَّـا عَـلِّـلانـيَ وانْـظُـرا

 

إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى، كَيْفَ يَصْنَع

فَسَّرَه فقال: عَلَّلاني حَدَّثاني، وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى، وفَرْيُه عَمَلُه؛ وكذلك قوله:

خَلِيلَيَّ، هُبَّا عَلِّلانـيَ وانْـظُـرَا

 

إِلى البرق ما يَفْرِي سَنىً وتَبَسَّما

وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ: تَشاغَل؛ قال:

فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان

 

تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان

أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها. وعَلَّلَه بطعام وحديث ونحوهما: شَغَلهُ بهما؛ يقال: فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ. وتَعَلَّل به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ، وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو ليَجْزأَ به عن اللَّبن؛ قال جرير:

تُعَلِّل، وهي ساغَبَةٌ، بَنِيها

 

بأَنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ

يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ قال له: لا أَرْوى الله عَيْمَتَها، وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت. وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر: تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف. والتَّعِلَّةُ والعُلالة: ما يُتَعَلَّل به. وفي الحديث: أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها، أَي بَقِيَّة لحمها. والعُلُل أَيضاً: جمع العَلُول، وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من الطعام الخفيف، فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول.
ويقال لبَقِيَّة اللبن في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ: عُلالة، وقيل: عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب؛ ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب: قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ. والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة: ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية؛ عن ابن الأَعرابي. ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس: بُداهَته، وللذي يكون بعده: عُلالته؛ قال الأَعشى:

إِلاَّ بُـداهة، أَو عُـلا

 

لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره

والعُلالة: بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه. حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة، ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة.
ويقال: تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها. وتَعالَلْت الناقةَ إذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر؛ وقال:

وقد تَعالَلْتُ ذَمِيل العَنْس

وقيل: العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ؛ قال:

أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله،

تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله،

ولا يُجازى والدٌ فَعَالَه

وقيل: العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره، وتُحْلَب وسط النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة، وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً. وقد عالَلْتُ الناقة، والاسم العِلال. وعالَلْتُ الناقة عِلالاً: حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ النهار. قال أَبو منصور: العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن، وقال بعض الأَعراب:

العَنْزُ تَعْلَمُ أَنـي لا أَكَـرِّمُـهـا

 

عن العِلالِ، ولا عن قِدْرِ أَضيافي

والعُلالة، بالضم: ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به. وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً: لَهَوْت بها. والعَلُّ: الذي يزور النساء. والعَلُّ: التَّيْس الضَّخْم العظيم؛ قال:

وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً

والعَلُّ: القُراد الضَّخْم، وجمعها عِلالٌ وقيل: هو القُراد المَهْزول، وقيل: هو الصغير الجسم. والعَلُّ: الكبير المُسِنُّ. ورَجُلٌ عَلٌّ: مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة، شُبِّه بالقُراد فيقال: كأَنه عَلُّ؛ قال المُتَنَخِّل الهذلي:

لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبـابَ لـه

 

لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجْهِ مُقْتَبَل

أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب، وقيل: العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم من كل شيء.
والعَلَّة: الضَّرَّة. وبَنُو العَلاَّتِ: بَنُو رَجل واحد من أُمهات شَتَّى، سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من هذه؛ قال ابن بري: وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها، من العَلَل؛ قال:

عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ، إذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً

 

طَوَتْه نُجومُ اللَّيل، وهي بَلاقِـع

إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب، ويقال: هما أَخَوانِ من عَلَّةٍ. وهما ابْنا عَلَّة: أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد، وهم بَنُو العَلاَّت، وهُمْ من عَلاَّتٍ، وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ، كُلُّ هذا من كلامهم. ونحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ، وهو أَخي من عَلَّةٍ، وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن، ولم يقولوا من ضَرَّةٍ؛ وقال ابن شميل: هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة؛ وأَنشد:

وهُمْ لمُـقِـلِّ الـمـالِ أَولادُ عَـلَّةٍ

 

وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا

ابن شميل: الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة، وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ واحد. وفي الحديث: الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ؛ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم واحد؛ كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير،أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة. ومنه حديث علي، رضي الله عنه: يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب، وهم الأَعيان، دون الإِخوة للأَب إذا اجتمعوا معهم. قال ابن بري: يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت، ويقال لبني الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ، ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين، وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في الجماعة المختلفين؛ قال عبد المسيح:

والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ، فَمَنْ عَلِمُوا

 

أَنْ قَدْ أَقَلَّ، فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُـور

وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ

 

فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور

وقال آخر:

أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِـدة

 

وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت؟

وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة، والعِلَّة المَرَضُ. عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ أَي مَرِض، فهو عَلِيلٌ، وأَعَلَّه اللهُ، ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة. واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إذا اعتاقه عن أَمر. واعْتَلَّه تَجَنَّى عليه. والعِلَّةُ: الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته، كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول. وفي حديث عاصم بن ثابت: ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابلٌ؟ أَي ما عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال، فوضع العِلَّة موضع العذر. وفي المثل: لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً، يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر وهو يَقْدِر.
والمُعَلِّل: دافع جابي الخراج بالعِلَل، وقد، اعْتَلَّ الرجلُ. وهذا عِلَّة لهذا أَي سبَب. وفي حديث عائشة: فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة الراحلة أَي بسببها، يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله وإِنما يَضْرِبُ رِجْلي. وقولُهم: على عِلاَّتِه أَي على كل حال؛ وقال:

وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّتِ، أَجَّتْ

 

أَجِيجَ الهِقْلِ من خَيْطِ النَّـعـام

وقال زهير: إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ، ولَ كِنَّ الجَوَادَ، على عِلاَّتِهِ، هَرِم والعَلِيلة: المرأَة المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب؛ قال وهو من قوله:

ولا تُبْعِدِيني من جَنَاكِ المُعَلَّل

أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى، ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق؛ وقال ابن الأَعرابي: المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ بعد البرِّ.
وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ: الأَلفُ والياءُ والواوُ، سُمِّيت بذلك لِلينها ومَوْتِها. واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض فقال: وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير مَعْلُول، وكذلك استعمله في المضارع فقال: أُخِّر المضارِع في الدائرة الرابعة، لأَنه وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل، وليس في أَول الدائرة بيت مَعْلولُ الأَول، وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم يُلْفَظ به، وإِلا فلا وجه له، والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا كثيراً؛ قال ابن سيده: وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ، لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ، اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب إِليه سيبويه من قولهم مَجْنُون ومَسْلول، من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته، وإِن لم يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت؛ قال: وإِذا قالُوا جُنَّ وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ.
ومُعَلِّل: يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه يُعَلِّل الناسَ بشيء من تخفيف البرد، وهي: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر، وقيل: إِنما هو مُحَلِّل؛ وقد قال فيه بعضُ الشعراء فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر:

كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر

 

أَيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْـر

فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنـا

 

صِنٌّ وصِنْبرٌ مع الوَبْر

وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَـمِـر

 

ومُعَلِّل وبمُطْفِئ الجَمْر

ذَهب الشِّتاءُ مولِّياً هَرَباً

 

وأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر

ويروى: مُحَلِّل مكان مُعَلِّل، والنَّجْر الحَرُّ.. واليَعْلُول.
الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد. واليَعَالِيل: حَبَابُ الماء. واليَعْلُول: الحَبَابة من الماء، وهو أَيضاً السحاب المُطَّرِد، وقيل: القِطْعة البيضاء من السحاب. واليَعَالِيل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد يَعْلُولٌ؛ قال الكميت:

كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَـوْقَـه

 

كما انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب

ومنه قول كعب:

مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ يَعالِيل

ويقال: اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر، والياء زائدة. واليَعْلُول: المَطرُ بعد المطر، وجمعه اليَعالِيل. وصِبْغٌ يَعْلُولٌ: عُلَّ مَرَّة بعد أُخرى. ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ: يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ.
وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ: خَرَجَتْ منه وطَهُرت وحَلَّ وَطْؤُها.
والعُلْعُل والعَلْعَل؛ الفتح عن كراع: اسمُ الذَّكر جميعاً، وقيل: هو الذَّكر إذا أَنْعَظ، وقيل: هو الذي إذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ. وقال ابن خالويه: العُلْعُل الجُرْدَان إذا أَنْعَظَ، والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس. ويقال: العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة، والجمع عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ، وقيل: العُلْعُل، بالضم، الرَّهابة التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ.والعَلْعَل والعَلْعالُ: الذَّكَر من القَنَابِر، وفي الصحاح: الذَّكر من القنافِذ. والعُلْعُول: الشَّرُّ؛ الفراء: إِنه لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب.
والعِلِّيَّة، بالكسر: الغُرْفةُ، والجمع العَلالِيُّ، وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ.
أَبو سعيد: والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل.
وامرأَة عَلاَّنةٌ: جاهلة، وهي لغة معروفة؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد.
وتَعِلَّةُ: اسمُ رجل؛ قال:

أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ

 

ما دامَ يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ

وعَلْ عَلْ: زَجْرٌ للغنم؛ عن يعقوب. الفراء: العرب تقول للعاثر لَعاً لَكَ، وتقول: عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد؛ قال العَبْدي:وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه، أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد للفرزدق:

إِذا عَثَرَتْ بي، قُلْتُ: عَلَّكِ، وانتهَى

 

إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد كَلالُـهـا

وأَنشد الفراء:

فَهُنَّ على أَكْتافِها، ورِمَاحُـنـا

 

يقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ: تَعْساً ولا لَعَا،

شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك، وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك، قال الكسائي: العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ، وأَنشد في ذلك البيتَ، أَراد ولا لَعَلْ، ومعناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة؛ وقال في قوله:

عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها

 

يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَـمَّـاتِـهـا

معناه عاً لِصُروف الدهر، فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً، لقرب مخرج النون من اللام، هذا على قول من كَسَر صروف، ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر، ومعنى لَعاً لك أَي ارتفاعاً؛ قال ابن رُومان: وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر، فسأَلته: لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ؟ فقال: إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر ودَوْلاتها، فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها، أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات؛ قال: دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من المكروه، قال: وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها، وقال: يُدِلْنَنا فأَلقى اللام وهو يريدها كقوله:

لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني

أَراد لَيَقْتُلني. ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق، ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف؛ قال العجاج:

يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا

وهما كَعَلَّ؛ قال بعض النحويين: اللام زائدة مؤَكِّدة، وإِنما هو عَلَّ، وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد، وحكى أَبو زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ، بكسر اللام، من لَعَلِّ وجَرِّ زيد؛ قال كعب بن سُوَيد الغَنَوي:

فقلت: ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً

 

لَعَلِّ أَبي المِغْـوارِ مـنـك قَـرِيب

وقال الأَخفش: ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر:

لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني علـيهـا

 

جِهاراً من زُهَيرٍ أَو أَسيد

وقوله تعالى: لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى؛ قال سيبويه: والعِلم قد أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما، وقال ثعلب: معناه كي يتَذَكَّر. أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى: فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك، قال: معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا، قال: ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب، ومن ذلك قوله: لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر، قال: معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا، كقولك ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها، بمعنى كي أَرْكَبَها، وتقول: انطَلِقْ بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث؛ قال ابن الأَنباري: لعَلَّ تكون تَرَجِّياً، وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين؛ وينشدون:

فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَـعَـلِّـي

 

أُصالِحُكُم، وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا

وتكون ظَنّاً كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ، ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ، كقول امرئ القيس:

لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا

أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ أَبؤُسا؛ وكقول صخر الهذلي:

لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّـا غُـلامٌ

 

تَبَوَّأَ مَنْ شَمَنْصِيرٍ مَقاما

وتكون بمعنى عَسى كقولك: لعَلَّ عبدَ الله يقوم، معناه عَسى عبدُ الله؛ وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم:

لعَلَّكَ يَوْماً أَن تُـلِـمَّ مُـلِـمَّةٌ

 

عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا

وتكون بمعنى الاستفهام كقولك: لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك؟ معناه هل تشْتُمني، وقد جاءت في التنزيل بمعنى كَيْ، وفي حديث حاطب: وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم؛ ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من جهة الظَّن والحِسْبان، وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى، وعَسى ولعَلَّ من الله تحقيق. ويقال: عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ، وربما قالوا: عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني؛ وأَنشد أَبو زيد:

أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً، لعَلَّني

 

أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا

قال ابن بري: ذكر أَبو عبيدة أَن هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر، وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد، وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة مشهورة. وعَلَّ ولَعَلَّ: لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما تفعل كان وأَخواتها من الأَفعال، وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول: لعَلَّ زيدٍ قائمٌ؛ سمعه أَبو زيد من عُقَيل. وقالوا لَعَلَّتْ، فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء، ولم يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ، لأَنه ليس للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه، وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك؛ كل ذلك على البدل، قال يعقوب: قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول:

أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهان نُرْسِلُه

أَراد لعَلَّنا، وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا؛ قال: وسمعت أَبا الصِّقْر ينشد:

أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً، لأَنَّنِي

 

أَرَى ما تَرَيْنَ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا

وبعضهم يقول: لَوَنَّني.

علم

من صفات الله عز وجل العَلِيم والعالِمُ والعَلاَّمُ؛ قال الله عز وجل: وهو الخَلاَّقُ العَلِيمُ، وقال: عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ، وقال: عَلاَّم الغُيوب، فهو اللهُ العالمُ بما كان وما يكونُ قَبْلَ كَوْنِه، وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ بعْدُ قَبْل أن يكون، لم يَزَل عالِماً ولا يَزالُ عالماً بما كان وما يكون، ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى، أحاطَ عِلْمُه بجميع الأشياء باطِنِها وظاهرِها دقيقِها وجليلِها على أتمّ الإمْكان. وعَليمٌ، فَعِيلٌ: من أبنية المبالغة.
ويجوز أن يقال للإنسان الذي عَلَّمه اللهُ عِلْماً من العُلوم عَلِيم، كما قال يوسف للمَلِك: إني حفيظٌ عَلِيم. وقال الله عز وجل: إنَّما يَخْشَى اللهَ من عبادِه العُلَماءُ: فأَخبر عز وجل أن مِنْ عبادِه مَنْ يخشاه، وأنهمَ هم العُلمَاء، وكذلك صفة يوسف، عليه السلام: كان عليماً بأَمْرِ رَبِّهِ وأَنه واحد ليس كمثله شيء إلى ما عَلَّمه الله من تأْويل الأَحاديث الذي كان يَقْضِي به على الغيب، فكان عليماً بما عَلَّمه اللهُ. وروى الأزهري عن سعد بن زيد عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى: وإنه لذُو عِلْمٍ لما عَلَّمْناه، قال: لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه، فقلت: يا أبا عبد الرحمن مِمَّن سمعت هذا؟ قال: من ابن عُيَيْنةَ، قلتُ: حَسْبي. وروي عن ابن مسعود أنه قال: ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية؛ قال الأزهري: ويؤيد ما قاله قولُ الله عز وجل: إنما يخشى اللهَ من عباده العُلَماءُ. وقال بعضهم: العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم، قال: وهذا يؤيد قول ابن عيينة.
والعِلْمُ: نقيضُ الجهل، عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه، ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ فيهما جميعاً. قال سيبويه: يقول عُلَماء من لا يقول إلاّ عالِماً. قال ابن جني: لمَّا كان العِلْم قد يكون الوصف به بعدَ المُزاوَلة له وطُولِ المُلابسةِ صار كأنه غريزةٌ، ولم يكن على أول دخوله فيه، ولو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً، فلما خرج بالغريزة إلى باب فَعُل صار عالمٌ في المعنى كعَليمٍ، فكُسِّرَ تَكْسيرَه، ثم حملُوا عليه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء، وصار عُلَماء كَحُلَماء لأن العِلمَ محْلَمةٌ لصاحبه، وعلى ذلك جاء عنهم فاحشٌ وفُحشاء لَمَّا كان الفُحْشُ من ضروب الجهل ونقيضاً للحِلْم، قال ابن بري: وجمعُ عالمٍ عُلماءُ، ويقال عُلاّم أيضاً؛ قال يزيد بن الحَكَم:

ومُسْتَرِقُ القَصائدِ والمُضاهِي،

 

سَواءٌ عند عُـلاّم الـرِّجـالِ

وعَلاّمٌ وعَلاّمةٌ إذا بالغت في وصفه بالعِلْم أي عالم جِداً، والهاء للمبالغة، كأنهم يريدون داهيةً من قوم عَلاّمِين، وعُلاّم من قوم عُلاّمين؛ هذه عن اللحياني. وعَلِمْتُ الشيءَ أَعْلَمُه عِلْماً: عَرَفْتُه. قال ابن بري: وتقول عَلِمَ وفَقِهَ أَي تَعَلَّم وتَفَقَّه، وعَلُم وفَقُه أي سادَ العلماءَ والفُقَهاءَ. والعَلاّمُ والعَلاّمةُ: النَّسَّابةُ وهو من العِلْم. قال ابن جني: رجل عَلاّمةٌ وامرأة عَلاّمة، لم تلحق الهاء لتأْنيث الموصوفِ بما هي فيه، وإنما لَحِقَتْ لإعْلام السامع أن هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بلَغ الغايةَ والنهايةَ، فجعل تأْنيث الصفة أَمارةً لما أُريدَ من تأْنيث الغاية والمُبالغَةِ، وسواءٌ كان الموصوفُ بتلك الصفةُ مُذَكَّراً أو مؤنثاً، يدل على ذلك أن الهاء لو كانت في نحو امرأة عَلاّمة وفَرُوقة ونحوه إنما لَحِقت لأن المرأة مؤنثة لَوَجَبَ أن تُحْذَفَ في المُذكَّر فيقال رجل فَروقٌ، كما أن الهاء في قائمة وظَريفة لَمَّا لَحِقَتْ لتأْنيث الموصوف حُذِفت مع تذكيره في نحو رجل قائم وظريف وكريم، وهذا واضح. وقوله تعالى: إلى يَوْمِ الوَقْتِ المَعْلومِ الذي لا يَعْلَمُه إلا الله، وهو يوم القيامة. وعَلَّمه العِلْم وأَعْلَمه إياه فتعلَّمه، وفرق سيبويه بينهما فقال: عَلِمْتُ كأَذِنْت، وأَعْلَمْت كآذَنْت، وعَلَّمْته الشيءَ فتَعلَّم، وليس التشديدُ هنا للتكثير. وفي حديث ابن مسعود: إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم أي مُلْهَمٌ للصوابِ والخيرِ كقوله تعالى: مُعلَّم مَجنون أي له مَنْ يُعَلِّمُه.
ويقالُ: تَعلَّمْ في موضع اعْلَمْ. وفي حديث الدجال: تَعَلَّمُوا أن رَبَّكم ليس بأَعور بمعنى اعْلَمُوا، وكذلك الحديث الآخر: تَعَلَّمُوا أنه ليس يَرَى أحدٌ منكم رَبَّه حتى يموت، كل هذا بمعنى اعْلَمُوا؛ وقال عمرو بن معد يكرب:

تَعَلَّمْ أنَّ خيْرَ الناسِ طُرّاً

 

قَتِيلٌ بَيْنَ أحْجارِ الكُلاب

قال ابن بري: البيت لمعد يكرِب بن الحرث بن عمرو ابن حُجْر آكل المُرار الكِنْدي المعروف بغَلْفاء يَرْثي أخاه شُرَحْبِيل، وليس هو لعمرو بن معد يكرب الزُّبَيدي؛ وبعده:

تَداعَتْ حَوْلَهُ جُشَمُ بنُ بَكْرٍ،

 

وأسْلَمَهُ جَعاسِيسُ الرِّباب

قال: ولا يستعمل تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ إلا في الأمر؛ قال: ومنه قول قيس بن زهير:

تَعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ الناسِ مَيْتاً

وقول الحرث بن وَعْلة:

فَتَعَلَّمِي أنْ قَدْ كَلِفْتُ بِكُمْ

قال: واسْتُغْني عن تَعَلَّمْتُ. قال ابن السكيت: تَعَلَّمْتُ أن فلاناً خارج بمنزلة عَلِمْتُ. وتعالَمَهُ الجميعُ أي عَلِمُوه. وعالَمَهُ فَعَلَمَه يَعْلُمُه، بالضم: غلبه بالعِلْم أي كان أعْلَم منه. وحكى اللحياني: ما كنت أُراني أَن أَعْلُمَه؛ قال الأزهري: وكذلك كل ما كان من هذا الباب بالكسر في يَفْعلُ فإنه في باب المغالبة يرجع إلى الرفع مثل ضارَبْتُه فضربته أضْرُبُه.
وعَلِمَ بالشيء: شَعَرَ. يقال: ما عَلِمْتُ بخبر قدومه أي ما شَعَرْت.
ويقال: اسْتَعْلِمْ لي خَبَر فلان وأَعْلِمْنِيه حتى أَعْلَمَه، واسْتَعْلَمَني الخبرَ فأعْلَمْتُه إياه. وعَلِمَ الأمرَ وتَعَلَّمَه: أَتقنه.
وقال يعقوب: إذا قيل لك اعْلَمْ كذا قُلْتَ قد عَلِمْتُ، وإذا قيل لك تَعَلَّمْ لم تقل قد تَعَلَّمْتُ؛ وأنشد:

تَعَلَّـمْ أنَّـهُ لا طَـيْرَ إلا

 

عَلى مُتَطَيِّرٍ، وهي الثُّبُور

وعَلِمْتُ يتعدى إلى مفعولين، ولذلك أَجازوا عَلِمْتُني كما قالوا ظَنَنْتُني ورأَيْتُني وحسِبْتُني. تقول: عَلِمْتُ عَبْدَ الله عاقلاً، ويجوز أن تقول عَلِمْتُ الشيء بمعنى عَرَفْته وخَبَرْته. وعَلِمَ الرَّجُلَ: خَبَرَه، وأَحبّ أن يَعْلَمَه أي يَخْبُرَه. وفي التنزيل: وآخَرِين مِنْ دونهم لا تَعْلَمُونَهم الله يَعْلَمُهم. وأحب أن يَعْلَمه أي أن يَعْلَمَ ما هو. وأما قوله عز وجل: وما يُعَلِّمانِ مِنْ أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة تَكْفُرْ. قال الأزهري: تكلم أهل التفسير في هذه الآية قديماً وحديثاً، قال: وأبْيَنُ الوجوه التي تأوَّلوا أن الملَكين كانا يُعَلِّمانِ الناسَ وغيرهم ما يُسْأَلانِ عنه، ويأْمران باجتناب ما حرم عليهم وطاعةِ الله فيما أُمِروا به ونُهُوا عنه، وفي ذلك حِكْمةٌ لأن سائلاً لو سأل: ما الزنا وما اللواط؟ لوجب أن يُوقَف عليه ويعلم أنه حرام، فكذلك مجازُ إعلام المَلَكين الناسَ السحرَ وأمْرِهِما السائلَ باجتنابه بعد الإعلام. وذكر عن ابن الأعرابي أنه قال: تَعَلَّمْ بمعنى اعْلَمْ، قال: ومنه وقوله تعالى وما يُعَلِّمان من أحد، قال: ومعناه أن الساحر يأتي الملكين فيقول: أخْبراني عما نَهَى اللهُ عنه حتى أنتهي، فيقولان: نَهَى عن الزنا، فَيَسْتَوْصِفُهما الزنا فيَصِفانِه فيقول: وعمَّاذا؟ فيقولان: وعن اللواط، ثم يقول: وعَمَّاذا؟ فيقولان: وعن السحر، فيقول: وما السحر؟ فيقولان: هو كذا، فيحفظه وينصرف، فيخالف فيكفر، فهذا معنى يُعلِّمان إنما هو يُعْلِمان، ولا يكون تعليم السحر إذا كان إعْلاماً كفراً، ولا تَعَلُّمُه إذا كان على معنى الوقوف عليه ليجتنبه كفراً، كما أن من عرف الزنا لم يأْثم بأنه عَرَفه إنما يأْثم بالعمل. وقوله تعالى: الرحمن عَلَّم القرآن؛ قيل في تفسيره: إنه جلَّ ذكرُه يَسَّرَه لأن يُذْكَر، وأما قوله عَلَّمَهُ البيانَ فمعناه أنه عَلَّمَه القرآن الذي فيه بَيانُ كل شيء، ويكون معنى قوله عَلَّمَهُ البيانَ جعله مميَّزاً، يعني الإنسان، حتى انفصل من جميع الحيوان.
والأَيَّامُ المَعْلُوماتُ: عَشْرُ ذي الحِجَّة آخِرُها يومُ النَّحْر، وقد تقدم تعليلها في ذكر الأَيام المعدودات، وأورده الجوهري منكراً فقال: والأيام المعلوماتُ عَشْرُ من ذي الحجة ولا يُعْجِبني. ولقِيَه أَدْنَى عِلْمٍ أي قبلَ كل شيء.
والعَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة: الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا، وقيل: في أحد جانبيها، وقيل: هو أَن تنشقَّ فتَبينَ. عَلِمَ عَلَماً، فهو أَعْلَمُ، وعَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً، مثل كَسَرْته أكْسِرهُ كَسْراً: شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا، وهو الأَعْلمُ. ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في مِشْفَرِه الأعلى، وإن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ، وفي الأنف أَخْرَمُ، وفي الأُذُن أَخْرَبُ، وفي الجَفْن أَشْتَرُ، ويقال فيه كلِّه أَشْرَم. وفي حديث سهيل بن عمرو: أنه كان أَعْلمَ الشَّفَةِ؛ قال ابن السكيت: العَلْمُ مصدر عَلَمْتُ شَفَتَه أَعْلِمُها عَلْماً، والشفة عَلْماء. والعَلَمُ: الشَّقُّ في الشفة العُلْيا، والمرأَة عَلْماء.
وعَلَمَه يَعْلُمُه ويَعْلِمُه عَلْماً: وَسَمَهُ. وعَلَّمَ نَفسَه وأَعْلَمَها: وَسَمَها بِسِيما الحَرْبِ. ورجل مُعْلِمٌ إذا عُلِم مكانهُ في الحرب بعَلامةٍ أَعْلَمَها، وأَعْلَمَ حمزةُ يومَ بدر؛ ومنه قوله:

فَتَعَرَّفونـي، إنَّـنـي أنـا ذاكُـم

 

شاكٍ سِلاحِي، في الحوادِثِ، مُعلِمُ

وأَعْلَمَ الفارِسُ: جعل لنفسه عَلامةَ الشُّجعان، فهو مُعْلِمٌ؛ قال الأخطل:

ما زالَ فينا رِباطُ الخَيْلِ مُعْلِمَةً،

 

وفي كُلَيْبٍ رِباطُ اللُّؤمِ والعارِ

مُعْلِمَةً، بكسر اللام. وأَعْلَم الفَرَسَ: عَلَّقَ عليه صُوفاً أحمر أو أبيض في الحرب. ويقال عَلَمْتُ عِمَّتي أَعْلِمُها عَلْماً، وذلك إذا لُثْتَها على رأْسك بعَلامةٍ تُعْرَفُ بها عِمَّتُك؛ قال الشاعر:

ولُثْنَ السُّبُوبَ خِمْرَةً قُرَشـيَّةً

 

دُبَيْرِيَّةً، يَعْلِمْنَ في لوْثها عَلْما

وقَدَحٌ مُعْلَمٌ: فيه عَلامةٌ؛ ومنه قول عنترة:

رَكَدَ الهَواجِرُ بالمَشُوفِ المُعْلَمِ

والعَلامةُ: السِّمَةُ، والجمع عَلامٌ، وهو من الجمع الذي لا يفارق واحده إلاَّ بإلقاء الهاء؛ قال عامر بن الطفيل:

عَرَفْت بِجَوِّ عارِمَةَ المُقامـا

 

بِسَلْمَى، أو عَرَفْت بها عَلاما

والمَعْلَمُ مكانُها. وفي التنزيل في صفة عيسى، صلوات الله على نبينا وعليه: وإنَّهُ لَعِلْمٌ للساعة، وهي قراءة أكثر القرّاء، وقرأَ بعضهم: وإنه لَعَلَمٌ للساعة؛ المعنى أن ظهور عيسى ونزوله إلى الأرض عَلامةٌ تدل على اقتراب الساعة. ويقال لِما يُبْنَى في جَوادِّ الطريق من المنازل يستدل بها على الطريق: أَعْلامٌ، واحدها عَلَمٌ. والمَعْلَمُ: ما جُعِلَ عَلامةً وعَلَماً للطُّرُق والحدود مثل أَعلام الحَرَم ومعالِمِه المضروبة عليه. وفي الحديث: تكون الأرض يوم القيامة كقْرْصَة النَّقيِّ ليس فيها مَعْلَمٌ لأحد، هو من ذلك، وقيل: المَعْلَمُ الأثر.
والعَلَمُ: المَنارُ. قال ابن سيده: والعَلامةُ والعَلَم الفصلُ يكون بين الأرْضَيْنِ. والعَلامة والعَلَمُ: شيء يُنْصَب في الفَلَوات تهتدي به الضالَّةُ. وبين القوم أُعْلُومةٌ: كعَلامةٍ؛ عن أبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وقوله تعالى: وله الجَوارِ المُنْشآتُ في البحر كالأَعلامِ؛ قالوا: الأَعْلامُ الجِبال. والعَلَمُ: العَلامةُ. والعَلَمُ: الجبل الطويل.
وقال اللحياني: العَلَمُ الجبل فلم يَخُصَّ الطويلَ؛ قال جرير:

إذا قَطَعْنَ عَلَمـاً بَـدا عَـلَـم،

 

حَتَّى تناهَيْنَ بنا إلى الـحَـكَـم

خَلِيفةِ الحجَّاجِ غَيْرِ المُتَّـهَـم،

 

في ضِئْضِئ المَجْدِ وبُؤْبُؤِ الكَرَم

وفي الحديث: لَيَنْزِلَنَّ إلى جَنْبِ عَلَم، والجمع أَعْلامٌ وعِلامٌ؛ قال:

قد جُبْتُ عَرْضَ فَلاتِها بطِمِرَّةٍ،

 

واللَّيْلُ فَوْقَ عِلامِه مُتَقَـوَّضُ

قال كراع: نظيره جَبَلٌ وأَجْبالٌ وجِبالٌ، وجَمَلٌ وأَجْمال وجِمال، وقَلَمٌ وأَقلام وقِلام. واعْتَلَمَ البَرْقُ: لَمَعَ في العَلَمِ؛ قال:

بَلْ بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُـبُـه،

 

بَلْ لا يُرى إلاَّ إذا اعْتَلَمَا

خَزَمَ في أَوَّل النصف الثاني؛ وحكمه:

لا يُرَى إلا إذا اعْتَلَما

والعَلَمُ: رَسْمُ الثوبِ، وعَلَمهُ رَقْمُه في أطرافه. وقد أَعْلَمَه: جَعَلَ فيه عَلامةً وجعَلَ له عَلَماً. وأَعلَمَ القَصَّارُ الثوبَ، فهو مُعْلِمٌ، والثوبُ مُعْلَمٌ. والعَلَمُ: الراية التي تجتمع إليها الجُنْدُ، وقيل: هو الذي يُعْقَد على الرمح؛ فأَما قول أَبي صخر الهذلي:

يَشُجُّ بها عَرْضَ الفَلاةِ تَعَسُّـفـاً،

 

وأَمَّا إذا يَخْفى مِنَ ارْضٍ عَلامُها

فإن ابن جني قال فيه: ينبغي أن يحمل على أَنه أَراد عَلَمُها، فأَشبع الفتحة فنشأَت بعدها ألف كقوله:

ومِنْ ذَمِّ الرِّجال بمُنْتزاحِ

يريد بمُنْتزَح. وأَعلامُ القومِ: ساداتهم، على المثل، الوحدُ كالواحد.
ومَعْلَمُ الطريق: دَلالتُه، وكذلك مَعْلَم الدِّين على المثل. ومَعْلَم كلِّ شيء: مظِنَّتُه، وفلان مَعلَمٌ للخير كذلك، وكله راجع إلى الوَسْم والعِلْم، وأَعلَمْتُ على موضع كذا من الكتاب عَلامةً. والمَعْلَمُ: الأثرُ يُستَدَلُّ به على الطريق، وجمعه المَعالِمُ.
والعالَمُون: أصناف الخَلْق. والعالَمُ: الخَلْق كلُّه، وقيل: هو ما احتواه بطنُ الفَلك؛ قال العجاج:

فخِنْدِفٌ هامةَ هذا العالَمِ

جاء به مع قوله:

يا دارَ سَلْمى يا اسْلَمي ثمَّ اسْلَمي

فأَسَّسَ هذا البيت وسائر أبيات القصيدة غير مؤسَّس، فعابَ رؤبةُ على أبيه ذلك، فقيل له: قد ذهب عنك أَبا الجَحَّاف ما في هذه، إن أَباك كان يهمز العالمَ والخاتمَ، يذهب إلى أَن الهمز ههنا يخرجه من التأْسيس إذ لا يكون التأْسيس إلا بالألف الهوائية. وحكى اللحياني عنهم: بَأْزٌ، بالهمز، وهذا أَيضاً من ذلك. وقد حكى بعضهم: قَوْقَأَتِ الدجاجةُ وحَلأْتُ السَّويقَ ورَثَأَتِ المرأَةُ زوجَها ولَبَّأَ الرجلُ بالحج، وهو كله شاذ لأنه لا أصل له في الهمز، ولا واحد للعالَم من لفظه لأن عالَماً جمع أَشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ اسماً منها صار جمعاً لأشياء متفقة، والجمع عالَمُون، ولا يجمع شيء على فاعَلٍ بالواو والنون إلا هذا، وقيل: جمع العالَم الخَلقِ العَوالِم. وفي التنزيل: الحمد لله ربِّ العالمين؛ قال ابن عباس: رَبِّ الجن والإنس، وقال قتادة: رب الخلق كلهم.
قال الأزهري: الدليل على صحة قول ابن عباس قوله عز وجل: تبارك الذي نَزَّلَ الفُرْقانَ على عبده ليكون للعالمينَ نذيراً؛ وليس النبي، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للبهائم ولا للملائكة وهم كلهم خَلق الله، وإنما بُعث محمد، صلى الله عليه وسلم، نذيراً للجن والإنس. وروي عن وهب بن منبه أنه قال: لله تعالى ثمانية عشر ألفَ عالَم، الدنيا منها عالَمٌ واحد، وما العُمران في الخراب إلا كفُسْطاطٍ في صحراء؛ وقال الزجاج: معنى العالمِينَ كل ما خَلق الله، كما قال: وهو ربُّ كل شيء، وهو جمع عالَمٍ، قال: ولا واحد لعالَمٍ من لفظه لأن عالَماً جمع أشياء مختلفة، فإن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشياء متفقة. قال الأزهري: فهذه جملة ما قيل في تفسير العالَم، وهو اسم بني على مثال فاعَلٍ كما قالوا خاتَمٌ وطابَعٌ ودانَقٌ.والعُلامُ: الباشِق؛ قال الأزهري: وهو ضرب من الجوارح، قال: وأما العُلاَّمُ، بالتشديد، فقد روي عن ابن الأعرابي أَنه الحِنَّاءُ، وهو الصحيح، وحكاهما جميعاً كراع بالتخفيف؛ وأما قول زهير فيمن رواه كذا:

حتى إذا ما هَوَتْ كَفُّ العُلامِ لها

 

طارَتْ، وفي كَفِّه من ريشِها بِتَكُ

فإن ابن جني روى عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي الحسين أحمد بن سليمان المعبدي عن ابن أُخت أَبي الوزير عن ابن الأَعرابي قال: العُلام هنا الصَّقْر، قال: وهذا من طَريف الرواية وغريب اللغة. قال ابن بري: ليس أَحد يقول إن العُلاَّمَ لُبُّ عَجَم النَّبِق إلاَّ الطائي؛ قال:

عن حاجةِ الحَيِّ عُلاَّمٌ وتَحجِيلُ

وأَورد ابن بري هذا البيت مستشهداً به على الباشق بالتخفيف.
والعُلامِيُّ: الرجل الخفيف الذكيُّ مأْخوذ من العُلام. والعَيْلَمُ: البئر الكثيرة الماء؛ قال الشاعر:

من العَيالِمِ الخُسُف

وفي حديث الحجاج: قال لحافر البئر أَخَسَفْتَ أَم أَعْلَمْتَ؛ يقال: أعلَمَ الحافرُ إذا وجد البئر عَيْلَماً أي كثيرة الماء وهو دون الخَسْفِ، وقيل: العَيْلَم المِلْحة من الرَّكايا، وقيل: هي الواسعة، وربما سُبَّ الرجلُ فقيل: يا ابن العَيْلَمِ، يذهبون إلى سَعَتِها. والعَيْلَم: البحر.
والعَيْلَم: الماء الذي عليه الأرض، وقيل: العَيْلَمُ الماء الذي عَلَتْه الأرضُ يعني المُنْدَفِن؛ حكاه كراع. والعَيْلَمُ: التَّارُّ الناعِمْ.
والعَيْلَمُ: الضِّفدَع؛ عن الفارسي. والعَيْلامُ: الضِّبْعانُ وهو ذكر الضِّباع، والياء والألف زائدتان. وفي خبر إبراهيم، على نبينا وعليه السلام: أنه يَحْمِلُ أَباه ليَجوزَ به الصراطَ فينظر إليه فإذا هو عَيْلامٌ أَمْدَرُ؛ وهو ذكر الضِّباع.
وعُلَيْمٌ: اسم رجل وهو أبو بطن، وقيل: هو عُلَيم بن جَناب الكلبي.
وعَلاَّمٌ وأَعلَمُ وعبد الأَعلم: أسماء؛ قال ابن دريد: ولا أَدري إلى أي شيء نسب عبد الأعلم. وقولهم: عَلْماءِ بنو فلان، يريدون على الماء فيحذفون اللام تخفيفاً. وقال شمر في كتاب السلاح: العَلْماءُ من أَسماء الدُّروع؛ قال: ولم أَسمعه إلا في بيت زهير بن جناب:

جَلَّحَ الدَّهرُ فانتَحى لي، وقِدْماً

 

كانَ يُنْحِي القُوَى على أَمْثالي

وتَصَدَّى لِيَصْرَعَ البَطَـلَ الأَرْ

 

وَعَ بَيْنَ العَلْماءِ والسِّـرْبـالِ

يُدْرِكُ التِّمْسَحَ المُوَلَّعَ في اللُّـجْ

 

جَةِ والعُصْمَ في رُؤُوسِ الجِبالِ

وقد ذكر ذلك في ترجمة عله.

علمص

جاء بالعُلَمِص أَي الشيءِ يُعْجَبُ به أَو يُعْجَبُ منه كالعُكَمِص.وقرب عليص: شديد متعب، وأنشد:

ما ان لهم مـن مـحـيص،

 

سوى نجاء القرب العلميص

علن

العِلانُ والمُعالَنة والإِعْلانُ: المُجاهرة. عَلَن الأَمْرُ يَعْلُنُ عُلُوناً ويَعْلِنُ وعَلِنَ يَعْلَنُ عَلَناً وعَلانية فيهما إذا شاع وظهر، واعْتَلَنَ؛ وعَلَّنه وأَعْلَنه وأَعْلَن به؛ وأَنشد ثعلب:

حتى يَشُكَّ وُشاةٌ قد رَمَوْك بنا،

 

وأَعْلَنُوا بك فينا أَيَّ إِعْـلانِ

وفي حديث المُلاعنة: تلك امرأَة أَعْلَنَتْ؛ الإِعْلانُ في الأَصل: إِظهار الشيء، والمراد به أَنها كانت قد أَظهرت الفاحشة. وفي حديث الهجرة: لا يَسْتَعْلِنُ به ولسنا بمُقِرِّين له؛ الاسْتِعْلانُ أَي الجهرِ بدِينه وقِراءته. واسْتَسَرَّ الرجلُ ثم اسْتَعْلَنَ أَي تَعَرَّض لأَنْ يُعْلَنَ به. وعالَنَه: أَعْلَنَ إِليه الأَمْرَ؛ قال قَعْنَبُ بن أُمِّ صاحب:

كلٌّ يُداجِي على البَغْضاءِ صاحِبَه،

 

ولَنْ أُعالِنَهُمْ إلا كما عَـلَـنُـوا.

والعِلانُ والمُعالَنة إذا أَعْلَن كل واحد لصاحبه ما في نفسه؛ وأَنشد:

وكَفِّي عن أَذَى الجِيرانِ نَفْسِي،

 

وإِعْلاني لمن يَبْغِي عِلانـي

وأَنشد ابن بري للطّرِمّاحِ:

أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني بَشِـيراً

 

عَلانِيةً، ونِعْمَ أَخُو العِلانِ

ويقال: يا رجل اسْتَعْلِنْ أَي أَظْهِرْ. واعْتَلَنَ الأَمرُ إذا اشتهر.
والعَلانية، على مِثال الكَراهِيَة والفَرَاهِية: خلافُ السِّهر، وهو ظهور الأَمر. ورجل عُلَنَةٌ: لا يَكْتُم سِرَّه ويَبُوح به. وقال اللحياني: رجل عَلانِيَة وقوم عَلانُونَ، ورجل عَلانيٌّ وقوم عَلانِيُّونَ، وهو الظاهر الأَمر الذي أَمره عَلانيَة. وعَلْوَانُ الكتاب: يجوز أَن يكون فِعْلُه فَعْوَلْتُ من العَلانِيَة. يقال: عَلْوَنْتُ الكتاب إذا عَنْوَنْته.
وعُلْوَانُ الكتاب: عُنْوانُه.

علنب

التهذيب في الخماسي: اعْلَنْبأَ بالحِمْلِ أَي نَهَضَ به.
ابن سيده: واعْلَنْبَى الديك والكلبُ والهِرُّ: تَهَيَّأَ للشر، وقد يهمز.

علند

العَلَنْدى: البَعِير الضخم الطويل، والأُنثى عَلَنداة، والجمع العَلانِدُ والعَلادى والعَلَنْداةُ أَو العلاند. والعلنداة: العظيمة الطويلة، ورجل عَلَنْدى والعَفَرْناة مثلها. واعْلَنْدى البعير إذا غلظ.
ويقال: ما لي عنه مُعْلَنْدِدٌ، بكسر الدال، أَي ليس دونه مُناخٌ ولا مَقِيلٌ إِلا القصد نحوه؛ قال الشاعر:

كم دونَ مَهْدِيَّةَ مِنْ مُعْلَنْدِدِ

قال: المُعْلَنْدِدُ البلد الذي ليس به ماءٌ ولا مرْعى. ويقال: ما لي عنه عُنْدُدٌ ولا مُعْلَنْدَدٌ ولا احتيال أَي ما لي عنه بُدٌّ. وقال اللحياني: ما وجدت إِلى ذلك عُنْدُداً وعَنْدَداً ومُعْلَنْدداً أَي سبيلاً، وقد مر أَكثر هذه الترجمة في علد.

علندس

الأَزهري: العَلَنْدَسُ والعَرَنْدَسُ: الصُّلب الشديد.

علنكد

الأَزهري: رجل عَلَنْكَدٌ صلب شديد.

عله

العَلَهُ: خُبْثُ النَّفْس وضَعْفُها، وهو أَيضاً أَذَى الخُمارِ والعَلَهُ الشَّرَهُ. والعَلَهُ: الدَّهَشُ والحَيْرة. والعَلِهُ: الذي يتَرَدَّدُ متحيراً، والمُتَبَلِّدُ مثله؛ أَنشد لبيد:

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهاء صُعائِدٍ،

 

سَبْعاً تُؤاماً كامِلاً أَيَّامُهـا

وفي الصحاح: عَلِهَتْ تَرَدَّدُ؛ قال ابن بري: والصواب تَبَلَّدُ. والعَلَهُ أَن يذهب ويجيء من الفَزَع.
أَبو سعيد: رجل عَلْهانُ عَلاَّنٌ، فالعَلْهانُ الجازع، والعَلاَّنُ الجاهل. وقال خالد بن كُلْثُوم: العَلْهاءُ: ثوبانِ يُنْدَفُ فيهما وَبرٌ الإبل، يَلْبَسُهما الشجاعُ تحت الدرع يَتَوَقَّى بهما الطِّعْنَ؛ قال عمرو بن قَمِيئَةَ:

وتَصَدَّى لِتَصْرَعَ البَطَلَ الأَرْ

 

وَعَ بين العَلْهاءِ والسِّرْبـالِ

تَصَدَّى: يعني المنية لتصيب البطل المتحصن بدرعه وثيابه. وفي التهذيب: قرأْت بخط شمر في كتابه في السلاح: من أَسماء الدروع العَلْماء، بالميم، ولم أَسمعه إلاَّ في بيت زهير بن جَنابٍ. والعَلَهُ: الحُزْنُ.
والعَلَهُ: أَصله الحِدَّة والانْهماك؛ وأَنشد:

وجُرْدٍ يَعْلَهُ الدَّاعـي إِلـيهـا،

 

مَتَى رَكِبَ الفَوارِسُ أَو مَتَى لا

والعَلَهُ: الجُوعُ. والعَلْهانُ: الجائع، والمرأَة عَلْهَى مثل غَرْثانَ وغَرْثَى أَي شديد الجوع، وقد عَلِهَ يَعْلَهُ، والجمع عِلاهٌ وعَلاهَى. ورجل عَلْهانُ: تُنازِعُه نفسه إلى الشيء، وفي التهذيب: إلى الشر، والفعل من كل ذلك عَلِهَ عَلَهاً فهو عَلِهٌ. وامرأَة عالِهٌ: طَيَّاشَةٌ.
وعَلِهَ عَلَهاً: وقع في مَلامَة. والعَلْهَانُ: الظَّلِيمُ. والعالِهُ: النَّعامَةُ. وفرس عَلْهَى: نشيطة نَزِقَةٌ، وقيل: نشيطة في اللجام.
والعَلَهانُ: اسم فرس أَبي مُلَيْل. عبدِ الله ابن الحرث. وعَلْهانُ: اسم رجل، قيل: هو من أَشراف بني تميم.

علهب

العَلْهَبُ: التَّيْسُ من الظباءِ، الطويلُ القَرْنَيْن من الوَحْشيَّة والإِنْسِيَّة؛ قال:

وعَلْهَباً من التُّيُوسِ عَلاَّ

عَلاًّ أَي عَظِيماً. وقد وُصِفَ به الظَّبْيُ والثورُ الوَحْشِي؛ وأَنشد الأَزهري:

مُوَشَّى أَكارِعُه عَلْهَبا

والجمعُ عَلاهِبةٌ، زادوا الهاءَ على حَدِّ القَشاعِمَةِ؛ قال:

إِذا قَعِسَتْ ظُهورُ بَناتِ تَيْمٍ،

 

تَكَشَّفُ عن عَلاهِبةِ الوُعُولِ

يقولُ: بطونُهن مثل قُرونِ الوُعُول. ابن شميل: يقال للذكر من الظِّباء: تَيْسٌ، وعَلْهَبٌ، وهَبْرَجٌ.
والعَلْهَبُ: الرجلُ الطويلُ؛ وقيل: هو المُسِنُّ من الناس والظِّباءِ، والأُنثى بالهاءِ.

علهج

ابن الأَعرابي: المُعَلْهَج: أَن يؤخذ الجلْد فيقدَّم إِلى النار حتى يَلين فيمضَغ ويبلَع، وكان ذلك من مأْكل القوم في المَجاعات؛ وقال الليث: المُعَلْهَجُ: الرجل الأَحمق الهَذْر اللَّئيم؛ وأَنشد:

فكيف تُساميني، وأَنت مُعَلْهَجٌ

 

هُذارِمَةٌ جَعْدُ الأَنامِل، حَنْكَلُ؟

والمُعَلْهَج: الدَّعِيّ. والمُعَلْهَج: الذي وُلِدَ من جنسين مختلفين.
قال ابن سيده: المُعَلْهَج الذي ليس بخالص النسب. الجوهري: المُعَلْهَجُ الهَجينُ، بزيادة الهاء عمج: عَمَجَ في سَيره يَعْمِجُ، وتَعَمَّج: تَلَوّى. وعَمَجَ في سيره إذا سار في كل وجه وذلك من النشاط. والتَعَمُّجُ: التلوِّي في السير والاعوِجاجُ. وتَعَمَّجَ السَّيْل في الوادي: تَعَوَّجَ في مَسيره يَمْنَةً ويَسرة؛ قال العجاج:

مَيَّاحة تَميحُ مَشْياً رَهْوَجا

 

تَدافُعَ السَّيْل، إذا تَعَمَّجا

وتَعَمَّجَتِ الحيَّة: تلوَّت؛ قال:

تَعَمُّجَ الحَيَّة في انْسِيابِه

وقال يصف زمام الناقة ويُشَبِّهُهُ بالحية في تلوِّيه:

تُلاعِبُ مَثْنى حَضْرَميٍّ، كأَنه

 

تَعَمُّجُ شَيْطان بذي خِرْوَعٍ قَفْرِ

ويقال: حيَّة عَوْمَجٌ لتعمُّجه في انْسيابه أَي تلوِّيه. والعَوْمَجُ: الحية لتلوِّيها؛ عن كراع، حكاها في باب فَوْعَلَ؛ قال رؤبة

حَصْب الغُوَاة العَوْمَجَ المَنْسُوسا

وكذلك العُمَّجُ، بالضم والتشديد؛ وقال:

يَتْبَعْنَ مِثلَ العُمَّجِ المَنْسُـوسِ

 

أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَة المَأْلُوسِ

وقيل: هو العَمَجُ على وزن السَّببِ. وناقة عُمْجة وعَمْجة: مُتلوِّية.
وفرسٌ عَمُوجٌ: لا يستقيم في سيره. وعَمَجَ يَعْمِجُ، بالكسر، قَلْبُ مَعَجَ، إذا أَسرع في السير. وسهْمٌ عَمُوجٌ: يتلوَّى في مَسيره.
والعَمُوج: السابِح في شعر أَبي ذؤيب. وعَمَجَ في الماء: سَبَحَ.

علهد

عَلْهَدْت الصبي: أَحسنت غذاءَه.

علهز

العِلْهِزُ: وَبَرٌ يخلط بدماءِ الحَلَمِ كانت العرب في الجاهلية تأْكله في الجَدْب، وفي حديث عِكْرِمَة: كان طعام أَهل الجاهلية العِلْهِزَ. الأَزهري: العِلْهِزُ الوَبَرُ مع دَمِ الحَلَمِ، وإِنما كان ذلك في الجاهلية يعالج بها الوَبَرُ مع دماء الحَلَم يأْكلونه؛ وأَنشد ابن شميل:

وإِنَّ قِرَى قَحْطانَ قِرْفٌ وعِلْهِزٌ

 

فأَقْبِحْ بهذا، وَيْحَ نفسِكَ من فِعْلِ،

وقال أَبو الهيثم: العِلْهِزُ دم يابسٌ يُدَقُّ به أَوْبار الإِبل في المجاعات ويؤْكل؛ وأَنشد:

عن أَكْلِيَ العِلْهِزَ أَكْلَ الحَيْسِ

وفي الحديث في دعائه، عليه السلام، على مُضَرَ: اللهم اجعلها عليهم سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فابْتُلُوا بالجوع حتى أَكلوا العِلْهِزَ؛ قال ابن الأَثير: هو شيءٌ يتخذونه في سني المجاعة يخلطون الدم بأَوبار الإِبل ثم يَشْوُونه بالنار ويأْكلونه، قال: وقيل كانوا يخلطون فيه القِرْدانَ.
ويقال للقُراد الضخم: عِلْهِزٌ، وقيل: العِلْهِزُ شيءٌ ينبت ببلاد بني سُلَيم له أَصل كأَصل البَرْدِيِّ؛ ومنه حديث الاستسقاء:

ولا شيءَ مما يأْكلُ الناسُ عـنـدنـا

 

سِوَى الحَنْظَلِ العاميّ والعِلْهِزِ الفَسْلِ

ولـيسَ لـنـا إِلاَّ إِلـيكَ فِـرارُنـا

 

وأَينَ فِرارُ الناسِ إِلا إِلى الرُّسْـل؟

ابن الأَعرابي: العِلْهِزُ الصوفُ يُنْفَشُ ويُشْرَبُ بالدماءِ ويُشْوَى ويؤْكل، قال: ونابٌ عِلْهِزٌ ودِرْدِحٌ، قال ابن شميل: هي التي فيها بقيةٌ وقد أَسَنَّتْ.
قال ابن سيده: المُعَلْهَزُ الحَسَنُ الغِذاءِ كالمُعَزْهَل. الجوهري: لحم مُعَلْهَزٌ إذا لم يَنْضَجْ.

علهص

ذكر الأَزهري في ترجمة علهص بعد شرح هذه اللفظة قال: العِلْهاصُ صِمامُ القارُورة. وفي نوادر اللحياني: عَلْهَصَ القارورةَ، بالصاد أَيضاً، إذا استخرجَ صِمامَها. وقال شجاع الكلابي فيما رَوى عنه عَرّام وغيره: العَلْهَصةُ والعَلْفَصةُ والعَرْعَرةُ في الرأْي والأَمر وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم.

علهض

الأَزهري: قال الليث عَلْهَضْتُ رأْس القارورةِ إذا عالَجْتَ صِمامَها لِتَسْتَخْرِجَه، قال: وعَلْهَضْتُ العين عَلْهَضَةً إذا استخرجتها من الرأْس، وعلهضتُ الرجل إذا عالَجْتَه عِلاجاً شديداً. قال: وعلهضتُ منه شيئاً إذا نِلْتَ منه شيئاً. قال الأَزهري: علهضت رأَيته في نسخ كثيرة من كتاب العين مقيداً بالضاد، والصواب عندي الصاد، وروي عن ابن الأَعرابي قال: العِلْهاصُ صِمامُ القارورةِ؛ قال: وفي نوادر اللحياني عَلْهَصَ القارورةَ، بالصاد أَيضاً، إذا استخرج صمامها. وقال شجاع الكلابي فيما روى عنه عرّام وغيره: العَلْهَصَة والعَلْفَصَة والعَرْعَرَةُ في الرأْي والأَمر، وهو يُعَلْهِصُهم ويُعَنِّفُ بهم ويَقْسِرُهم. وقال ابن دريد في كتابه: رجل عُلاهِضٌ جُرافِضٌ جُرامِضٌ، وهو الثقيل الوَخِمُ؛ قال الأَزهري: قوله رجل علاهض منكر وما أَراه محفوظاً. وقال ابن سيده: عَضْهَلَ القارورة وعَلْهضَها صَمَّ رأْسَها، قال: وعَلْهَضَ الرجلَ عالَجه عِلاجاً شديداً وأَدارَه. وعَلْهَضْتُ الشيءَ إذا عالجته لتَنزِعَه نحو الوَتِدِ وما أَشبهه.

علهف

المُعَلْهِفةُ، بكسر الهاء: الفَسِيلة التي لم تَعْلُ؛ عن كراع.

علهم

الأزهري: الْعِلْهَمُّ الضَّخْم العظيم من الإبل وغيرها؛ وأنشد:

لَقَدْ غَدَوْتُ طَارِداً وقانِصاً

أَقُودُ عِلْهَمّاً أَشَقَّ شاخِصا

أُمْرِجَ في مَرْجٍ وفي فَصافِصا

ونَهَرٍ تَرى لَهُ بَصابِصا

حَتَّى نَشا مُصامِصاً دُلامِصا

قال: ويجوز عِلَّهْمٌ، بتشديد اللام.