أبو العتاهية

رأس الشعراء الأديب الصالح الأوحد أبوإسحاق إسماعيل بن قاسم بن سويد بن كيسان العنزي مولاهم الكوفي نزيل بغداد .

لقب بأبي العتاهية لاضطراب فيه وقيل كان يحب الخلاعة فيكون مأخوذاً من العتو.

سار شعره لجودته وحسنه وعدم تقعره. وقد جمع أبو عمر بن عبد البر شعره وأخباره تنسك بأخرة وقال في المواعظ والزهد فأجاد.

وكان أبو نواس يعظمه ويتأدب معه لدينه ويقول ما رأيته إلا توهمت أنه سماوي وأني أرضي.

مدح أبو العتاهية المهدي والخلفاء بعده والوزراء وما أصدق قوله:

إن الشباب والفـراغ والـجـدة

 

مفسدة للمـرء أي مـفـسـدة

حسبك مما تبتـغـيه الـقـوت

 

ما أكثر القوت لـمـن يمـوت

هي المقادير فلمـنـي أو فـذر

 

إن كنت أخطأت فما أخطا القدر

 

وهو القائل:

 

حسناء لا تبتغي حلياً إذا بـرزت

 

لأن خالقها بالحسـن حـلاهـا

قامت تمشى فليت الله صيرنـي

 

ذاك التراب الذي مسته رجلاها

 

وقال:

 

الناس في غفلاتهـم

 

ورحى المنية تطحن

 

وقال:

 

إذا ما بدت والـبـدر لـيلة تـمـه

 

رأيت لها وجهاً يدل علـى عـذري

وتهتز من تحت الثـياب كـأنـهـا

 

قضيب من الريحان في ورق خضر

أبى الـلـه إلا أن أمـوت صـبـابة

 

بساحرة العينين طـيبة الـنـشـر

 

توفي أبو العتاهية في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومئتين وقيل سنة ثلاث عشرة ومئتين وله ثلاث وثمانون سنة أو نحوها ببغداد.


واشتهر بمحبة عتبة فتاة المهدي بحيث إنه كتب إليه هذين البيتين:

 

نفسي بشيء من الدنيا معلقة

 

الله والقائم المهدي يكفيهـا

إني لأيأس منها ثم يطعمني

 

فيها احتقارك للدنيا وما فيها

 

فهم بدفعها إليه فجزعت واستعفت وقالت أتدفعني إلى سوقة قبيح المنظر فعوضه بذهب.


وله في عمر بن العلاء:

 

إني أمنت من الزمان وصرفه

 

لما علقت من الأمير حبـالا

لو يستطيع الناس من إجلالـه

 

تخذوا له حر الخدود نعـالا

إن المطايا تشتكـيك لأنـهـا

 

قطعت إليك سباسباً ورمـالا

فإذا وردن بنا وردن خفائفـاً

 

وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا

 

فخلع عليه وأعطاه سبعين ألفاً.


وتحتمل سيرة أبي العتاهية أن تعمل في كراريس.