علي بن صالح بن حي

الإمام القدوة الكبير أبو الحسن.

حدث عن: سلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وسماك بن حرب وعدة.

وكان طلبه للعلم هو وأخوه معاً ومات كهلاً قبل أخيه بمدة.

حدث عنه: أخوه الحسن ووكيع وعبيد الله بن موسى وعبد الله بن داود وأبو نعيم وخالد بن مخلد القطواني وإسماعيل بن عمرو البجلي وآخرون.

ولم يشتهر حديثه لقدم موته. وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين كما قدمنا في سيرة أخيه.

قال عبد الله بن موسى: سمعت الحسن بن صالح يقول: لما احتضر أخي رفع بصره ثم قال: "مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً" النساء: 69. ثم خرجت نفسه فنظرنا فإذا ثقب في جنبه قد وصل إلى جوفه وما علم به أحد.

قلت: وكانا مقرئين مجودين للأداء. تلا علي على عاصم ثم على حمزة وتصدر للإقراء فقرأ عليه عبيد الله بن موسى وغيره. ولعلي حديث واحد في صحيح مسلم في حسن الخلق.

مات سنة أربع وخمسين ومئة.

ولم يدخل هذا في رأي أخيه من ترك جمعة ولا غيره.

وأما قول محمد بن مثنى الزمن: ما رأيت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن علي بن صالح بشيء. فهذا لا يدل على ضعفه بل لم يدرك عبد الرحمن علياً فيما أظن.

فأما أبوهما:

صالح بن صالح

فصدوق موثق من أصحاب الشعبي.

وثقه النسائي وغيره وحديثه في الكتب الستة.

مات قبل الأعمش وقد قال فيه أحمد بن عبد الله العجلي: ليس بقوي.

فأما سميه:

صالح بن حيان

القرشي الكوفي أيضاً فقد يشتبه بصالح بن حي وليس هو به بل هذا يروي عن ابن بريدة وأبي وائل ونافع وسويد بن غفلة وعدة.

روى عنه: علي بن مسهر وعبدة بن سليمان وطائفة.

وهو واه. قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ.

وقال يحيى بن معين: ضعيف.

وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي. ليس بثقة. وقد كان شيخنا أبو العباس اعتمد في كتاب: الصارم المسلول له على حديث لصالح بن حيان هذا وقواه وتم عليه الوهم في ذلك.

رواه حجاج بن الشاعر وهو حافظ عن الحافظ زكريا بن عدي عن علي بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: كان حي من بني ليث على ميلين من المدينة وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فلم يزوجوه فأتاهم وعليه حلة فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساني هذه وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم ثم انطلق فنزل على المرأة التي كان خطبها فأرسل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كذب عدو الله". ثم أرسل رجلاً فقال: "إن وجدته حياً وما أراك تجده حياً فاضرب عنقه وإن وجدته ميتاً فأحرقه". فجاء فوجده قد لدغته أفعى فمات فحرقه. فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

وساقه شيخنا من طريق أبي القاسم البغوي عن يحيى الحماني عن علي بن مسهر. وهذا حديث منكر ولم يأت به سوى صالح بن حيان القرشي هذا الضعيف.