أحمد بن منيع
بن عبد الرحمن الإمام الحافظ الثقة أبو جعفر البغوي ثم البغدادي وأصله من مرو الروذ رحل وجمع وصنف المسند.
حدث عن هشيم وعباد بن العوام وسفيان بن عيينة ومروان بن شجاع وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد الله بن المبارك وهذه الطبقة فمن بعدهم.
حدث عنه الستة لكن البخاري بواسطة وسبطه مسند وقته أبو القاسم البغوي وعبد الله بن ناجية ويحيى بن صاعد وإسحاق بن جميل وخلق سواهم.
وثقه صالح جزرة وغيره.
وكان مولده في سنة ستين ومئة.
قال البغوي أخبرت عن جدي أحمد بن منيع رحمه الله أنه قال أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث.
قال البغوي مات جدي في شوال سنة أربع وأربعين ومئتين.
أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا محمد بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن الزاغوني أخبرنا أبو نصر الزينبي أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي حدثني جدي حدثنا هشيم حدثني سفيان بن حسين عن الزهري إن لم أكن سمعته من الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء".
حاتم الأصم
الزاهد القدوة الرباني أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان بن يوسف البلخي الواعظ الناطق بالحكمة الأصم له كلام جليل في الزهد والمواعظ والحكم كان يقال له لقمان هذه الأمة.
روى عن شقيق البلخي وصحبه وسعيد بن عبد الله الماهياني وشداد بن حكيم ورجاء بن محمد وغيرهم ولم يرو شيئاً مسنداً فيما أرى.
روى عنه عبد الله بن سهل الرازي وأحمد بن خضرويه البلخي ومحمد بن فارس البلخي وأبو عبد الله الخواص وأبو تراب النخشبي وحمدان بن ذي النون ومحمد بن مكرم الصفار وآخرون واجتمع بالإمام أحمد ببغداد.
قيل له على ما بنيت أمرك في التوكل؟ قال على خصال أربعة علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به وعلمت أن الموت يأتي بغتة فأنا أبادره وعلمت أني لا أخلو من عين الله فأنا مستحي منه.
وعنه من أصبح مستقيماً في أربع فهو بخير التفقه ثم التوكل ثم الإخلاص ثم المعرفة.
وعنه تعاهد نفسك في ثلاث إذا عملت فاذكر نظر الله إليك وإذا تكلمت فاذكر سمع الله منك وإذا سكت فاذكر علم الله فيك.
قال أبو تراب سمعت حاتماً يقول لي أربعة نسوة وتسعة أولاد ما طمع شيطان أن يوسوس إلي في أرزاقهم سمعت شقيقاً يقول الكسل عون على الزهد. وقال أبو تراب قال شقيق لحاتم مذ صحبتني أي شيء تعلمت مني قال ست كلمات رأيت الناس في شك من أمر الرزق فتوكلت على الله قال الله تعالى "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها" هود: 6.
ورأيت لكل رجل صديقاً يفشي إليه سره ويشكو إليه فصادقت الخير ليكون معي في الحساب ويجوز معي الصراط.
ورأيت كل أحد له عدو فمن اغتابني ليس بعدوي ومن أخذ مني شيئاً ليس بعدوي بل عدوي من إذا كنت في طاعة أمرني بمعصية الله وذلك إبليس وجنوده فاتخذتهم عدواً وحاربتهم.
ورأيت الناس كلهم لهم طالب وهو ملك الموت ففرغت له نفسي.
ونظرت في الخلق فأحببت ذا وأبغضت ذا فالذي أحببته لم يعطني والذي أبغضته لم ياخذ مني شيئاً فقلت من أين أتيت؟ فإذا هو من الحسد فطرحته وأحببت الكل فكل شيء لم أرضه لنفسي لم أرضه لهم.
ورأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوى ورأيت مأواي القبر فكل شيء قدرت عليه من الخير قدمته لنفسي لأعمر قبري.
فقال شقيق عليك بهذه الخصال.
قال أبو عبد الله الخواص دخلت مع حاتم الأصم الري ومعنا ثلاث مئة وعشرون رجلاً نريد الحج عليهم الصوف والزربنانقات ليس معهم جراب ولا طعام.
قال الخطيب أسند حاتم بن عنوان الأصم عن شقيق وسمى جماعة.
ويروى عنه قال أفرح إذا أصاب من ناظرني وأحزن إذا أخطأ.
وقيل إن أحمد بن حنبل خرج إلى حاتم ورحب به وقال له كيف التخلص من الناس؟ قال أن تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم وتقضي حقوقهم ولا تستقضي أحداً حقك وتحتمل مكروهم ولا تكرههم على شيء وليتك تسلم.
وقال أبو تراب سمعت حاتماً يقول المؤمن لا يغيب عن خمسة عن الله والقضاء والرزق والموت والشيطان.
وعن حاتم قال لو أن صاحب خبر جلس إليك لكنت تتحرز منه وكلامك يعرض على الله فلا تحترز! قلت هكذا كانت نكت العارفين وإشاراتهم لا كما أحدث المتأخرون من الفناء والمحو والجمع الذي آل بجهلتهم إلى الاتحاد وعدم السوى.
قال أبو القاسم بن مندة وأبو طاهر السلفي توفي حاتم الأصم - رحمه الله - سنة سبع وثلاثين ومئتين.
أحمد بن خضرويه
الزاهد الكبير الرباني الشهير أبو حامد البلخي من أصحاب حاتم الأصم.
قال السلمي هو من جلة مشايخ خراسان سألته امرأته أن يحملها إلى أبي يزيد وتهبه مهرها ففعل فأنفقت مالها عليهما فلما أراد أن يرجع قال لأبي يزيد أوصني قال تعلم الفتوة من هذه.
وعن أبي يزيد قال بن خضرويه أستاذنا.
ويقال إن بن خضرويه صحب إبراهيم بن أدهم.
قلت لم يدركه أبداً.
وقد كان معمراً فإن السلمي روى عن منصور بن عبد الله سمع محمد بن حامد قال كنت عند بن خضرويه وهو ينزع فسئل عن شيء فقال باباً كنت أقرعه منذ خمس وتسعين سنة الساعة يفتح لا أدري يفتح بالسعادة أم بالشقاء ووفى عنه رجل سبع مئة دينار.
قال أبو حفص النيسابوري ما رأيت أكبر همة ولا أصدق حالاً من أحمد بن خضرويه له قدم في التوكل.
ومن كلامه القلوب جوالة فإما أن تجول حول العرش وإما أن تجول حول الحش.
قيل إنه توفي سنة أربعين ومئتين.
أبو خيثمة
زهير بن حرب بن شداد الحرشي النسائي ثم البغدادي الحافظ الحجة أحد أعلام الحديث مولى بني الحريش بن كعب بن عامر بن صعصعة وكان اسم جده أشتال فعرب وقيل شداد.
نزل بغداد بعد أن أكثر التطواف في العلم وجمع وصنف وبرع في هذا الشأن هو وابنه وحفيدة محمد بن أحمد وقل أن اتفق هذا لثلاثة على نسق.
ولد أبو خيثمة سنة ستين ومئة قال ابنه أبو بكر.
وحدث عن جرير بن عبد الحميد وهشيم وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي وعبدة بن سليمان والوليد بن مسلم وسفيان بن عيينة وأبي معاوية الضرير ووكيع ويحيى القطان وأبي سفيان محمد بن حميد ومروان بن معاوية ويزيد بن هارون وحفص بن غياث والقاسم بن مالك وبن فضيل وعبد الرزاق وبشر بن السري وروح وشبابة ومعن بن عيسى وبن علية وخلائق وينزل إلى عفان ومعلى بن منصور وكامل بن طلحة الجحدري ونحوهم.
روى عنه الشيخان وأبو داود وبن ماجة وروى النسائي عن رجل عنه وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا وبقي بن مخلد وأحمد بن علي المروزي وأبو يعلى الموصلي وموسى بن هارون وأبو القاسم البغوي وخلق.
وثقه يحيى بن معين.
وروى علي بن الحسين بن الجنيد عن يحيى بن معين قال أبو خيثمة يكفي قبيلة. وقال أبو حاتم صدوق.
وقال يعقوب بن شيبة هو أثبت من بن أبي شيبة كان في عبد الله - يعني بن أبي شيبة - تهاون في الحديث لم يكن يفصل هذه الأشياء - يعني الألفاظ -.
وقال جعفر الفريابي سألت محمد بن عبد الله بن نمير أيما أحب إليك أبو خيثمة أو أبو بكر بن أبي شيبة؟ فقال أبو خيثمة وجعل يطري أبا خيثمة ويضع من أبي بكر.
وقال أبو عبيد الآجري قلت لأبي داود أبو خيثمة حجة في الرجال؟ قال ما كان أحسن علمه.
وقال النسائي ثقة مأمون.
وقال الحسين بن قهم ثقة ثبت.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب كان ثقة ثبتاً حافظاً متقناً.
قلت من المكثرين عنه ولده وأبو يعلى ووقع لي من عواليه.
قال أبو بكر مات أبي في خلافة المتوكل ليلة الخميس لسبع خلون من شعبان سنة أربع وثلاثين ومئتين وهو بن أربع وسبعين سنة رحمه الله.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وأبو العباس أحمد بن محمد ومحمد بن إبراهيم النحوي وطائفة قالوا أخبرنا أبو المنجى عبد الله بن عمر العتابي وأخبرنا أحمد بن إسحاق الهمذاني أخبرنا زكريا بن علي قالا أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرتنا بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرني روح بن القاسم عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرز لحاجته فآتيه بماء يغتسل به.
أخرجه مسلم عن أبي خيثمة فوقع عالياً من الموافقات.
أخبرنا علي بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني قراءة عليه أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر الحافظ أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغواني أخبرنا محمد بن محمد بن علي الزينبي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص أخبرنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب وشجاع بن مخلد والحسن بن عرفة قالوا أخبرنا هشيم أخبرنا حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اعتدلوا في صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري" زاد شجاع والحسن قال أنس فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه فلو ذهبت أفعل هذا اليوم لنفر أحدكم كأنه بغل شموس.
هذا حديث صحيح غريب وقد وقع لنا شيء كثير من موافقات أبي خيثمة في مسند أبي يعلى الموصلي.
ذكر ولده: هو الحافظ الكبير المجود أبو بكر:
أحمد بن أبي خيثمة
صاحب التاريخ الكبير الكثير الفائدة.
سمع أباه وأبا نعيم وهوذة بن خليفة وعفان ومحمد بن سابق وأبا سلمة التبوذكي وأبا غسان النهدي وأحمد بن يونس وقطبة بن العلاء ومسلم بن إبراهيم وأحمد بن إسحاق الحضرمي وموسى بن داود الضبي وحسين بن محمد المروذي وسعيد بن سليمان وخالد بن خداش وسريج بن النعمان وسليمان بن حرب وأحمد بن حنبل وعلي بن الجعد وخلف بن هشام وأمما سواهم وهو أوسع دائرة من أبيه.
روى عنه ابنه محمد بن أحمد الحافظ وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وعلي بن محمد بن عبيد ومحمد بن مخلد ومحمد بن أحمد الحكيمي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو سهل بن زياد وقاسم بن أصبغ وأحمد بن كامل وخلق.
قال الخطيب كان ثقة عالماً متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس راوية للأدب أخذ علم الحديث عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلم النسب عن مصعب الزبيري وأخذ أيام الناس عن أبي الحسن علي بن محمد المدائني والأدب عن محمد بن سلام الجمحي وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته فلا أعرف أغزر فوائد منه.
وذكره الدارقطني فقال ثقة مأمون.
قلت يقع لنا كثير من روايته من طريق السلفي وشهدة.
وقال بن قانع مات في شهر جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومئتين وكذا أرخ بن المنادي وزاد وقد بلغ أربعاً وتسعين سنة وقيل بلغ أقل من ذلك وهو أشبه فإنه لو كان بن أربع وتسعين لكان مولده في سنة خمس وثمانين ومئة.
وهو من أولاد الحفاظ فكان أبوه يسمعه وهو حدث فيدرك به مثل يزيد بن هارون وأقرانه.
والظاهر أنه كان من أبناء الثمانين فالله أعلم.
وخلف أحمد ابنه الحافظ الإمام المحقق أبا عبد الله:
محمد بن أبي بكر أحمد بن زهير البغدادي
سمع أباه ونصر بن علي الجهضمي وعباد بن يعقوب الرواجني وعمرو بن علي الصيرفي وبنداراً وهذه الطبقة. روى عنه أحمد بن كامل وأبو القاسم الطبراني وبن مقسم المقرئ وآخرون.
قال أحمد بن كامل أربعة كنت أحب لقاءهم محمد بن جرير الطبري ومحمد بن موسى البربري وأبو عبد الله بن أبي خيثمة والمعمري فما رأيت أحفظ منهم.
وقال الخطيب كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التاريخ.
مات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومئتين.
قلت كان من أبناء السبعين.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن سنة أربع وتسعين وست مئة أخبرنا الإمام موفق الدين عبد الله بن قدامة سنة ست عشرة أخبرنا هبة الله بن الحسن أخبرنا عبد الله بن علي الدقاق أخبرنا علي بن محمد المعدل أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن زهير حدثنا حسين بن محمد وموسى بن داود قالا حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا حاضت أن تأتزر ثم يباشرها.
متفق عليه.