مجاهد بن موسى

مجاهد بن موسى

بن فروخ الحافظ الإمام الزاهد أبو علي الخوارزمي نزيل بغداد.

حدث عن هشيم وأبي بكر بن عياش وسفيان بن عيينة والوليد ن مسلم وإسماعيل بن علية وطبقتهم.

حدث عنه الجماعة سوى البخاري وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وموسى بن هارون وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وعدة.

روى أحمد بن محمد بن محرز عن يحيى بن معين قال ثقة لا بأس به.

وقال موسى بن هارون كان أسن من أحمد بن حنبل بست سنين.

قال الخطيب قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر حدثنا أبو يعلى الطوسي حدثنا محمد بن القاسم الأزدي قال قال لنا مجاهد بن موسى - وكان إذا حدث بالشيء رمى بأصله في دجلة أو غسله - فجاء يوماً ومعه طبق فقال هذا قد بقي وما أراكم تروني بعدها فحدث به ورمى به ثم مات بعد ذلك رحمه الله تعالى.

قال أبو القاسم البغوي مات في شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومئتين.

قلت عاش ستاً وثمانين سنة.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن عبد الله أخبرنا وجيه بن طاهر أخبرنا أبو القاسم القشيري ويعقوب بن أحمد وأحمد بن عبد الرحيم قالوا أخبرنا أبو الحسين الخفاف حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا يزيد أخبرنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر ويسمعنا الآية أحياناً ويطول في الركعة الأولى ويقصر في الثانية ويقرأ في الأوليين من صلاة العصر.

أبو حسان الزيادي

الإمام العلامة الحافظ مؤرخ العصر قاضي بغداد الحسن بن عثمان بن حماد البغدادي وعرف بالزيادي لكون جده تزوج أم ولد كانت للأمير زياد بن أبيه.

ولد القاضي أبو حسان في حدود سنة ستين ومئة.

وسمع إسماعيل بن جعفر وإبراهيم بن سعد وهشيم بن بشير وجرير بن عبد الحميد وشعيب بن صفوان ويحيى بن أبي زائدة والوليد بن مسلم ومحمد بن عمر الواقدي وعدة.

حدث عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وإسحاق الحربي ومحمد بن محمد الباغندي وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير وسليمان بن داود الطوسي وآخرون.

وولي قضاء الشرقية في دولة المتوكل وكان رئيساً محتشماً جواداً ممدحاً كبير الشأن.

قال سليمان الطوسي سمعت أبا حسان يقول أنا اعمل في التاريخ من ستين سنة.

وقد سئل أحمد بن حنبل عن أبي حسان فقال كان مع بن أبي دواد وكان من خاصته ولا أعرف رأيه اليوم.

وعن إسحاق الحربي قال حدثني أبو حسان الزيادي أنه رأى رب العزة في المنام فقال رأيت نوراً عظيماً لا أحسن أصفه ورأيت فيه رجلاً خيل إلي أنه النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يشفع إلى ربه في رجل من أمته وسمعت قائلاً يقول ألم يكفك أني أنزل عليك في سورة الرعد "وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم" الرعد: 6؟ ثم انتبهت.

قال الخطيب كان أبو حسان أحد العلماء الأفاضل الثقات ولي قضاء الشرقية وكان كريماً مفضالاً. قال يوسف بن البهلول الأزرق حدثنا يعقوب بن شيبة قال أظل العيد رجلاً وعنده مئة دينار لا يملك سواها فكتب إليه صديق يسترعي منه نفقة فأنفذ إليه بالمئة دينار فلم ينشب أن ورد عليه رقعة من بعض إخوانه يذكر أنه أيضاً في هذا العيد في إضاقة فوجه إليه بالصرة بعينها قال فبقي الأول لا شيء عنده فاتفق أنه كتب إلى الثالث وهو صديقه يذكر حاله فبعث إليه الصرة بختمها قال فعرفها وركب إليه وقال خبرني ما شأن هذه الصرة؟ فأخبره الخبر فركبا معاً إلى الذي أرسلها وشرحوا القصة ثم فتحوها واقتسموها.

قال بن البهلول الثلاثة يعقوب بن شيبة وأبو حسان الزيادي وآخر نسيته إسنادها صحيح.

قيل عاش الزيادي تسعاً وثمانين سنة مات في شهر رجب سنة اثنتين وأربعين ومئتين.

وفيها توفي أبو مصعب الزهري وبن ذكوان المقرئ والحسن بن علي الحلواني وزكريا بن يحيى كاتب العمري ومحمد بن أسلم الطوسي ومحمد بن رمح التجيبي ويحيى بن أكثم القاضي ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وأبو سلمة يحيى بن خلف.

محمد بن رمح

بن المهاجر الحافظ الثبت العلامة أبو عبد الله التجيبي مولاهم المصري.

ولد بعد الخمسين ومئة.

سمع الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة ومسلمة بن علي الخشني وحكى عن مالك بن أنس ولم يقع له عنه رواية حدث عنه مسلم وبن ماجة والحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قتيبة وعلي بن أحمد علان وأحمد بن عبد الوارث العسال ومحمد بن زبان وخلق سواهم.

وكان معروفاً بالإتقان الزائد والحفظ ولم يرحل.

قال النسائي ما أخطأ بن رمح في حديث واحد.

وقال أبو سعيد بن يونس ثقة ثبت كان أعلم الناس بأخبار بلدنا.

توفي في شوال سنة اثنتين وأربعين ومئتين.

وقال أبو عبد الرحمن النسائي لو كان كتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه يعني لحفظه وإتقانه.

قلت لم يتفق لي أن أورد بن رمح في كتاب تذكرة الحفاظ فذكرته هنا لجلالته وأنا أتعجب من البخاري كيف لم يرو عنه! فهو أهل لذلك بل هو أتقن من قتيبة بن سعيد رحمهما الله.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن زينب الشعرية والمؤيد بن محمد قالا أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن مظهر بن زعبل في سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي في أول عام إحدى وأربعين وأربع مئة أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان الحافظ حدثنا محمد بن رمح حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الدين النصيحة". قالوا لمن يا رسول الله؟ قال "لله ولكتابه ولأئمة المسلمين أو المؤمنين وعامتهم".

هذا حديث صحيح في صحيح مسلم.

فتأمل هذه الكلمة الجامعة وهي قوله "الدين النصيحة" فمن لم ينصح لله وللأئمة وللعامة كان ناقص الدين وأنت لو دعيت يا ناقص الدين لغضبت فقل لي متى نصحت لهؤلاء؟ كلا والله بل ليتك تسكت ولا تنطق أولا تحسن لإمامك الباطل وتجرئه على الظلم وتغشه.

فمن أجل ذلك سقطت من عينه ومن أعين المؤمنين فبالله قل لي متى يفلح من كان يسره ما يضره؟ ومتى يفلح من لم يراقب مولاه؟ ومتى يفلح من دنا رحيله وانقرض جيله وساء فعله وقيله؟ فما شاء الله كان وما نرجو صلاح أهل الزمان لكن لا ندع الدعاء لعل الله أن يلطف وأن يصلحنا آمين.