لوين

لُوَيْن

الحافظ الصدوق الإمام شيخ الثغر أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي البغدادي نزيل المصيصة.

سمع مالك بن أنس وسليمان بن بلال وحديج بن معاوية وحماد بن زيد وزهير بن معاوية وأبا عوانة الوضاح وإسماعيل بن زكريا وعبد الرحمن بن أبي الزناد وشريك بن عبد الله وأبا عقيل يحيى بن المتوكل وعطاف بن خالد وسنان بن هارون وحبان بن علي وأبا الأحوص وعبيد الله بن عمرو الرقي ومعاوية بن عبد الكريم الضال وخالد بن عبد الله الوليد بن أبي ثور وإبراهيم بن سعد وعبد الحميد بن سليمان وهشيم بن بشير وإبراهيم بن عبد الملك القناد وبقية وبن عيينة وخلقاً وكان ذا رحلة واسعة وحديث عال. حدث عنه أبو داود والنسائي في سننهما وروى النسائي أيضاً عن رجل عنه وقال هو ثقة وروى عنه أبو القاسم البغوي وبن صاعد وبن أبي داود ومحمد بن إبراهيم الحزوري ومحمد بن شادل النيسابوري وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي وأبو عيسى أحمد بن محمد الغراد ومحمد بن يحيى بن مندة وخلق.

وحدث بالثغر وببغداد بأصبهان وطال عمره وتفرد.

قال محمد بن القاسم الأزدي قال لوين لقبتني أمي لويناً وقد رضيت.

وقال الخطيب وغيره كان يبيع الدواب فيقول هذا الفرس له لوين فلقب بذلك.

وقال أحمد بن القاسم بن نصر حدثنا لوين في سنة أربعين ومئتين فسأله أبي كم لك؟ قال مئة سنة وثلاث عشرة سنة.

قلت على هذا التقدير كان يمكنه السماع من هشام بن عروة وبن عون وبقايا التابعين ولعله إنما سمع وهو رجل كبير قد قارب الكهولة فالله أعلم.

وبلغنا أنه غضب من أولاده فتحول من المصيصة وسكن أذنة وبها مات في سنة خمس وأربعين ومئتين وقيل في سنة ست.

قال البغوي قدم لوين بغداد فاجتمع في مجلسه مئة ألف نفس حزروا بذلك في ميدان الأشنان.

أخبرنا أبو الحسن الغرافي أخبرنا أبو القطيعي أخبرنا أبو بكر بن الزاغوني أخبرنا أبو نصر الزينبي أخبرنا أبو طاهر الذهبي حدثنا يحيى بن محمد حدثنا لوين حدثنا إسماعيل بن زكريا عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن بن الزبير حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها "إن قومك استقصروا حين بنوا هذا البيت فتركوا بعضه في الحجر" فلما هدمه بن الزبير وجد القواعد داخلة في الحجر فدعا قريشاً فاستشارهم فقال كيف ترون هذه القواعد؟ قالوا ابن عليها فبنى عليها فأدخلها البيت وجعل له بابين فلما جاء الحجاج قال إن بن الزبير لم يدعه الشيطان حتى أدخل في البيت ما ليس منه فهدمه فبناه كما كان.

محمد بن حميد

بن حيان العلامة الحافظ الكبير أبو عبد الله الرازي.

مولده في حدود الستين ومئة.

وحدث عن يعقوب القمي وهو أكبر شيخ له وبن المبارك وجرير بن عبد الحميد والفضل بن موسى وحكام بن سلم وزافر بن سليمان ونعيم بن ميسرة وسلمة بن الفضل الأبرش وخلق كثير من طبقتهم.

وهو مع إمامته منكر الحديث صاحب عجائب.

حدث عنه أبو داود والترمذي والقزويني في كتبهم وأحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو بكر بن أبي الدنيا وصالح بن محمد جزرة والحسن بن علي المعمري وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن جرير الطبري وأبو القاسم البغوي وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي ومحمد بن هارون الروياني وخلق كثير.

قال أبو زرعة من فاته محمد بن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.

وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حياً.

وقال أبو قريش الحافظ قلت لمحمد بن يحيى ما تقول في محمد بن حميد فقال ألا تراني أحدث عنه.

وقال أبو قريش وكنت في مجلس محمد بن إسحاق الصاغاني فقال حدثنا بن حميد فقلت تحدث عنه فقال ومالي لا أحدث عنه وقد حدث عنه أحمد ويحيى بن معين؟ وأما البخاري فقال في حديثه نظر.

وقال صالح بن محمد كنا نتهم بن حميد.

قال أبو علي النيسابوري قلت لابن خزيمة لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه قال إنه لم يعرفه ولو عرفه كما عرفناه لما أثنى عليه أصلاً.

قالوا أبو أحمد العسال سمعت فضلك يقول دخلت على بن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون.

قلت آفته هذا الفعل وإلا فما اعتقد فيه أنه يضع متناً وهذا معنى قولهم فلان سرق الحديث.

قال يعقوب بن إسحاق الفقيه سمعت صالح بن محمد الأسدي يقول ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني ومحمد بن حميد الرازي وكان حديث محمد بن حميد كل يوم يزيد.

قال أبو إسحاق الجوزجاني وهو غير ثقة.

وقال أبو حاتم سمعت يحيى بن معين يقول قدم علينا محمد بن حميد بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ففرقنا الأوراق بيننا ومعنا أحمد بن حنبل فسمعناه ولم نر إلا خيراً فأي شيء تنقمون عليه؟ قلت يكون في كتابه شيء فيقول ليس هو كذا ويأخذ القلم فيغيره فقال بئس هذه الخصلة.

وقال النسائي ليس بثقة.

وقال العقيلي حدثني إبراهيم بن يوسف قال كتب أبو زرعة ومحمد بن مسلم عن محمد بن حميد حديثاً كثيراً ثم تركا الرواية عنه. قلت قد أكثر عنه بن جرير في كتبه ووقع لنا حديثه عالياً ولا تركن النفس إلى ما يأتي به فالله أعلم ولم يقدم إلى الشام وله ذكر في تاريخ الخطيب.

أخبرنا الشيخ عماد الدين أبو محمد عبد الحافظ بن بدران بنابلس وأبو الفضل يوسف بن أحمد بدمشق قالا أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا علي بن أحمد البندار أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن حميد حدثنا سلمة يعني بن الفضل حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي مليكة سمعت القاسم بن محمد يقول حدثني السائب قال قال لي سعد يا بن أخي هل قرأت القرآن؟ قلت نعم قال تغن بالقرآن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "تغنوا بالقرآن ليس منا من لم يتغن بالقرآن وابكوا فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا".

هذا حديث غريب.

مات بن حميد سنة ثمان وأربعين ومئتين.

وفيها توفي أحمد بن صالح وحسين الكرابيسي وعيسى زغبة وأبو هشام الرفاعي وأبو كريب ومحمد بن زنبور والقاسم الجوعي وطاهر بن عبد الله بن طاهر الأمير وعبد الجبار بن العلاء وعبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ومحمد بن موسى الحرشي والخليفة المنتصر.