دحيم

الطبقة الثالثة عشر

دحيم

القاضي الإمام الفقيه الحافظ محدث الشام أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون الدمشقي قاضي مدينة طبرية قاعدة الأردن وأما اليوم فأم الأردن بلد صفد.

ولد في شوال سنة سبعين ومئة قاله ابنه عمرو.

حدث عن سفيان بن عيينة ومروان بن معاوية والوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز وإسحاق بن يوسف الأزرق ومحمد بن شعيب وعمر بن عبد الواحد وشعيب بن إسحاق وأبي ضمرة أنس بن عياض وعمرو بن أبي سلمة وأبي مسهر وخلق كثير بالحجاز والشام ومصر والكوفة والبصرة وعني بهذا الشأن وفاق الأقران وجمع وصنف وجرح وعدل وصحح وعلل.

حدث عنه البخاري وأبو داود والنسائي والقزويني وأبو محمد الدارمي وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وأبو زرعة الدمشقي وبقي بن مخلد وإبراهيم الحربي وأحمد بن المعلى وولداه عمرو وإبراهيم ابنا دحيم ومحمد بن محمد الباغندي وأحمد بن أيوب والد الطبراني وزكريا خياط السنة ومحمد بن خريم العقيلي وبن قتيبة العسقلاني وعبد الله بن عتاب الزفتي وجعفر الفريابي ومحمد بن بشر بن مامويه وخلق كثير.
قال بن أبي حاتم كان يعرف بدحيم اليتيم فسمعت أبي يقول كان دحيم يميز ويضبط وهو ثقة.

وقال النسائي ثقة مأمون.

وقال أبو أحمد الحاكم ولي دحيم قضاء الرملة زماناً.

روى عنه محمد بن يحيى الذهلي والحسن بن شبيب المعمري.

وقال أبو بكر الخطيب حدث ببغداد قديماً فروى عنه من أهلها الحسن الزعفراني والرمادي وحنبل وعباس الدوري وإبراهيم الحربي وكان ينتحل مذهب الأوزاعي.

قال عبدان سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة ومئتين فرأيت أبي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وخلف بن سالم بين يديه كالصبيان قعوداً.

قلت هؤلاء أكبر منه ولكن أكرموه لكونه قادماً واحترموه لحفظه.

قال أحمد العجلي دحيم ثقة كان يختلف إلى بغداد فذكروا الفئة الباغية هم أهل الشام فقال من قال هذا فهو بن الفاعلة فنكب عنه الناس ثم سمعوا منه.

قلت هذه هفوة من نصب أو لعله قصد الكف عن التشغيب بتشعيث.

قال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول دحيم حجة لم يكن بدمشق في زمانه مثله.

قال المروذي سمعت أحمد بن حنبل يثني على دحيم ويقول هو عاقل ركين.

وقال الدارقطني ثقة.

وقال أبو أحمد بن عدي هو أوثق من حرملة.

قلت ومن رفاقه سليمان بن عبد الرحمن وسليمان بن أحمد الواسطي وهشام بن عمار ومحمد بن أبي السري العسقلاني.

ويقع لي من عالي حديثه في صفة المنافق.

ذكر محمد بن يوسف الكندي أن كتاب المتوكل ورد على دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم مولى يزيد بن معاوية وهو على قضاء فلسطين يأمره بالانصراف إلى مصر ليليها فتوفي بفلسطين في يوم الأحد في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومئتين وكذا أرخ وفاته ابنه عمرو بن دحيم وجماعة. وقد كان المتوكل لما سكن بدمشق بعد عام أربعين ومئتين وأنشأ القصر المشهور بين المزة وداريا وسكنه عرف بفضيلة دحيم ومعرفته بالسنن فأمر بتوليته قضاء الديار المصرية فحان الأجل مات في سابع عشر رمضان.

كتب إلي يحيى بن أبي منصور الفقيه أخبرنا عمر بن محمد ببغداد أخبرنا محمد بن عبد الملك المقرئ مؤلف المفتاح ويحيى بن علي وعبد الخالق بن عبد الصمد وأبو غالب بن البناء وأخبرنا المقداد بن هبة الله القيسي أخبرنا سعيد بن محمد بن الرزاز وأخبرنا المسلم بن محمد القيسي وإبراهيم بن علي الزاهد قالا أخبرنا داود بن ملاعب قالا أخبرنا أبو الفضل الأرموي وأخبرنا علي بن أحمد في كتابه أخبرتنا نعمة بنت علي أخبرنا جدي يحيى بن الطراح وأخبرنا أحمد بن إسحاق الأبرقوهي أنبأنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبو غالب محمد بن علي ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا سبعتهم أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري سنة ثمانين وثلاث مئة حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الحافظ سنة ثمان وتسعين ومئتين حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم والوليد بن عتبة الدمشقيان قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد هو بن عبد العزيز وعبد الغفار بن إسماعيل عن إسماعيل بن عبيد الله سمع أبا عبد الله الأشعري يقول سمع أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليكفرن أقوام بعد إيمانهم" فبلغ ذلك أبا الدرداء فأتاه فقال يا رسول الله بلغني أنك قلت "ليكفرن أقوام بعد إيمانهم" قال "نعم ولست منهم".

وبه حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي سمعت بلال بن سعد يقول لا تكن ولياً لله في العلانية وعدوه في السر.

دعبل

بن علي شاعر زمانه أبو علي الخزاعي له ديوان مشهور وكتاب طبقات الشعراء وكان من غلاة الشيعة وله هجو مقذع.

رأى مالكاً الإمام يروي عنه محمد بن موسى البربري وغيره.

بلغت جوائز عبد الله بن طاهر له ثلاث مئة ألف درهم وقيل كان أحدب أصم.

وقيل هجا المأمون والكبار وكان خبيث اللسان والنفس حتى إنه هجا قبيلته خزاعة.

ويقال هجا مالك بن طوق فدس عليه من طعنه في قدمه بحربة مسمومة فمات من الغد سنة ست وأربعين ومئتين.

يقال لامة صاحب له في هجاء الخلفاء فقال دعني من فضولك أنا والله أستصلب مذ سبعين سنة ما وجدت من يجود بخشبة.

أحمد بن المعذل

بن غيلان بن حكم شيخ المالكية أبو العباس العبدي البصري المالكي الأصولي شيخ إسماعيل القاضي تفقه بعبد الملك بن الماجشون ومحمد بن مسلمة وكان من بحور الفقه صاحب تصانيف وفصاحة وبيان.

حدث عن بشر بن عمر الزهراني وطبقته.

أخذ عنه إسماعيل القاضي وأخوه حماد ويعقوب بن شيبة.

قال أبو بكر النقاش قال لي أبو خليفة أحمد بن المعذل أفضل من أحمدكم يعني أحمد بن حنبل.

قال أبو إسحاق الحضرمي كان بن المعذل من الفقه والسكينة والأدب والحلاوة في غاية وكان أخوه عبد الصمد الشاعر يؤذيه فكان أحمد يقول له أنت كالأصبع الزائدة إن تركت شانت وإن قطعت آلمت وقد كان أهل البصرة يسمون أحمد الراهب لتعبده ودينه.

قال أبو داود كان ينهاني عن طلب الحديث يعني زهادة.

قلت كان يقف في خلق القرآن.

وروى المعافى الجريري عن يعقوب بن محمد الكريزي عن عبد الجليل بن الحسن قال كان أحمد بن المعذل في مجلس أبي عاصم فمزح أبو عاصم يخجل أحمد فقال يا أبا عاصم إن الله خلقك جداً فلا تهزلن فإن المستهزئ جاهل قال تعالى "قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين" البقرة: 67،فخجل أبو عاصم ثم كان يقع أحمد بن المعذل إلى جنبه. وروى يموت بن المزرع عن المبرد عن أحمد بن المعذل قال كنت عند بن الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال يا أبا مروان أعجوبة خرجت إلى حائطي بالغابة فعرض لي رجل فقال اخلع ثيابك قلت لم؟ قال لأني أخوك وأنا عريان قلت فالمواساة؟ قال قد لبستها برهة قلت فتعريني؟ قال قد روينا عن مالك أنه قال لا بأس للرجل أن يغتسل عرياناً قلت ترى عورتي قال لو كان أحد يلقاك هنا ما تعرضت لك قلت دعني أدخل حائطي وأبعث بها إليك قال كلا أردت أن توجه عبيدك فأمسك قلت أحلف لك قال لا تلزم يمينك للص فحلفت له لأبعثن بها طيبة بها نفسي فأطرق ثم قال تصفحت أمر اللصوص من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا فلم أجد لصاً أخذ بنسيئة فأكره أن أبتدع فخلعت ثيابي له.

لم أر له وفاة.

زيد بن بشر

العلامة فقيه المغرب أبو البشر الأزدي ويقال الحضرمي المالكي.

رأى بن لهيعة وسمع بن وهب ورشدين بن سعد وأشهب.

وعنه أبو زرعة وسليمان بن سالم ويحيى بن عمر وسعيد بن إسحاق الإفريقيون وكان من أكبر تلامذة بن وهب.

قال أبو زرعة رجل صالح عاقل خرج إلى المغرب فمات هناك وهو ثقة.

وقال أبو عمر الكندي كان من صليبة الأزد وجدته مولاة لحضرموت نشأ في حجر بن لهيعة وما سمع منه.

قلت وكان ذا كرم وجود وفرط شجاعة قيل كان سبب فراقه مصر محنة القرآن.

قال بن يونس توفي بتونس سنة اثنتين وأربعين ومئتين.