بن أخي الإمام

بن أخي الإمام

الحافظ المحدث الإمام الرحال مسند حلب وإمام جامعها أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد الله بن حكيم الأسدي الحلبي ويعرف بابن أخي الإمام.

حدث عن أبي المليح الحسن بن عمر الرقي وعبيد الله بن عمرو الرقي وخلف بن خليفة وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد العزيز بن محمد وأقرانهم بالحجاز والشام والعراق والجزيرة وكان محدث حلب مع أبي نعيم عبيد بن هشام.

حدث عنه أبو داود والنسائي وبقي بن مخلد والحسين بن إسحاق والتستري وسعيد بن عبد العزيز الحلبي وعبدان الأهوازي وعلي بن عبد الحميد الغضائري والحسن بن سفيان وعمر بن سعيد المنبجي وعبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن أخي الإمام الصغير وخلق كثير.

قال أبو حاتم صدوق.

وقال النسائي لا بأس به.

قلت مات سنة بضع وأربعين ومئتين.

أما:

بن أخي الإمام الصغير

فهو المحدث الصادق المعدل عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد العزيز بن الفضل الهاشمي العباسي الحلبي.

حدث عن صاحب الترجمة وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن قدامة المصيصي وبركة بن محمد الحلبي وحاجب بن سليمان وأحمد بن حرب الطائي وعدة.

وعنه أبو أحمد بن عدي وأبو بكر محمد بن سليمان الربعي وأبو بكر بن المقرئ والقاضي علي بن محمد بن إسحاق الحلبي وعدة.

يكنى أبا محمد وقيل أبا القاسم عاش إلى بعد سنة عشر وثلاث مئة ما أظن به بأساً.

ذكره الحافظ بن عساكر في تاريخه وأنه حدث بدمشق وما ذكر الكبير لأنه ليس من شرط كتابه.

محمد بن كرام

السجستاني المبتدع شيخ الكرامية كان زاهداً عابداً ربانياً بعيد الصيت كثير الأصحاب ولكنه يروي الواهيات كما قال بن حبان.

خذل حتى التقط من المذاهب أرداها ومن الأحاديث أوهاها ثم جالس الجويباري وبن تميم ولعلهما قد وضعا مئة ألف حديث وأخذ التقشف عن أحمد بن حرب.

قلت كان يقول الإيمان هو نطق اللسان بالتوحيد مجرد عن عقد قلب وعمل جوارح وقال خلق من الأتباع له بأن الباري جسم لا كالأجسام وأن النبي تجوز منه الكبائر سوى الكذب.

وقد سجن بن كرام ثم نفي وكان ناشفاً عابداً قليل العلم.

قال الحاكم مكث في سجن نيسابور ثماني سنين ومات بأرض بيت المقدس سنة خمس وخمسين ومئتين.

قلت طولنا ترجمته في تاريخ الإسلام.

وكانت الكرامية كثيرين بخراسان ولهم تصانيف ثم قلوا وتلاشوا نعوذ بالله من الأهواء.

يعقوب بن كعب

بن حامد الحافظ أبو يوسف الأنطاكي أصله من حلب.

سمع عطاء بن مسلم وشعيب بن إسحاق وعيسى بن يونس وبن وهب وأبا معاوية وطبقتهم وكان ذا رحلة وفضل.

روى عنه أبو داود ويزيد بن جهور وأحمد بن أبي خيثمة وأبو بكر بن أبي عاصم ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وآخرون.

وثقه أبو حاتم.

وقال العجلي ثقة رجل صالح صاحب سنة.

علي بن مسلم

بن سعيد الإمام المحدث الثقة مسند العراق أبو الحسن الطوسي ثم البغدادي.

سمع جرير بن عبد الحميد ويوسف بن يعقوب الماجشون وهشيم بن بشير وعبد الله بن المبارك ويحيى بن أبي زائدة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وأبا يوسف القاضي وخلقاً كثيراً وعني بهذا الشأن وجمع وصنف.

حدث عنه البخاري وأبو داود والنسائي ويحيى بن معين رفيقه وأبو بكر الأثرم وبن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد وأبو محمد بن صاعد والقاضي المحاملي والحسين بن عياش القطان وآخرون.

وروى النسائي أيضاً عن رجل عنه وقال لا بأس به.

قلت مات لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين ومئتين عن ثلاث وتسعين سنة.

أخبرنا أبو المعالي بن إسحاق أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد أخبرنا عمي محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمس مئة أخبرنا عاصم بن الحسن وأخبرنا أحمد بن عبد الحميد ومحمد بن بطيخ وعبد الحميد بن أحمد وأحمد بن عبد الرحمن قالوا أخبرنا عبد الرحمن بن نجم الواعظ وأخبرتنا خديجة بنت الرضى أخبرنا البهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد أخبرنا أبو عبد الله بن طلحة قال هو وعاصم أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا علي بن مسلم حدثنا عباد بن العوام حدثنا حجاج بن أرطاة عن سماك عن جابر بن سمرة قال كان في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة وكان لا يضحك إلا تبسماً وكنت إذا نظرت إليه أكحل العينين وليس بأكحل.

هذا حديث غريب.

الجاحظ

العلامة المتبحر ذو الفنون أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري المعتزلي صاحب التصانيف أخذ عن النظام.

وروى عن أبي يوسف القاضي وثمامة بن أشرس.

روى عنه أبو العيناء ويموت بن المزرع بن أخته وكان أحذ الأذكياء.

قال ثعلب ما هو بثقة.

وقال يموت كان جده جمالاً أسود.

وعن الجاحظ نسيت كنيتي ثلاثة أيام حتى عرفني أهلي.

قلت كان ماجناً قليل الدين له نوادر.

قال المبرد دخلت عليه فقلت كيف أنت؟ قال كيف من نصفه مفلوج ونصفه الآخر منقرس؟ لو طار عليه ذباب لآلمه والآفة في هذا أني جزت التسعين وقيل طلبه المتوكل فقال وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل؟!! قال بن زبر مات سنة خمسين ومئتين وقال الصولي مات سنة خمس وخمسين ومئتين.

قلت كان من بحور العلم وتصانيفه كثيرة جداً قيل لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته حتى إنه كان يكتري دكاكين الكتبيين ويبيت فيها للمطالعة وكان باقعة في قوة الحفظ.

وقيل كان الجاحظ ينوب عن إبراهيم بن العباس الصولي مدة في ديوان الرسائل.

وقال في مرضه للطبيب اصطلحت الأضداد على جسدي إن أكلت بارداً أخذ برجلي وإن أكلت حاراً أخذ برأسي.

ومن كلام الجاحظ إلى محمد بن عبد الملك المنفعة توجب المحبة والمضرة توجب البغضة والمضادة عداوة والأمانة طمأنينة وخلاف الهوى يوجب الاستثقال ومتابعته توجب الألفة العدل يوجب اجتماع القلوب والجور يوجب الفرقة حسن الخلق أنس والانقباض وحشة التكبر مقت والتواضع مقة الجود يوجب الحمد والبخل يوجب الذم التواني يوجب الحسرة والحزم يوجب السرور والتغرير ندامة ولكل واحدة من هذه إفراط وتقصير وإنما تصح نتائجها إذا أقيمت حدودها فإن الإفراط في الجود تبذير والإفراط في التواضع مذلة والإفراط في الغدر يدعو إلى أن لا تثق بأحد والإفراط في المؤانسة يجلب خلطاء السوء.

وله - وما كان حقي وأنا واضع هذين الكتابين في خلق القرآن وهو المعنى الذي يكثره أمير المؤمنين ويعزه وفي فضل ما بين بني هاشم وعبد شمس ومخزوم - إلا أن أقعد فوق السماكين بل فوق العيوق أو أتجر في الكبريت الأحمر وأقود العنقاء بزمام إلى الملك الأكبر.

وله كتاب الحيوان سبع مجلدات وأضاف إليه كتاب النساء وهو فرق ما بين الذكر والأنثى وكتاب البغال وقد أضيف إليه كتاب سموه كتاب الجمال ليس من كلام الجاحظ ولا يقاربه.

قال رجل للجاحظ ألك بالبصرة ضيعة؟ قال فتبسم وقال إنما إناء وجارية ومن يخدمها وحمار وخادم أهديت كتاب الحيوان إلى بن الزيات فأعطاني ألفي دينار وأهديت إلى فلان فذكر نحواً من ذلك يعني أنه في خير وثروة. قال يموت بن المزرع سمعت خالي يقول أمليت على إنسان مرة أخبرنا عمرو فاستملى أخبرنا بشر وكتب أخبرنا زيد.

قلت يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق.

قال إسماعيل الصفار حدثنا أبو العيناء قال أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك فأدخلناه على الشيوخ ببغداد فقلبوه إلا بن شيبة العلوي فإنه قال لا يشبه آخر هذا الحديث أوله ثم قال الصفار كان أبو العيناء يحدث بهذا بعدما تاب.

قيل للجاحظ كيف حالك؟ قال يتكلم الوزير برأيي وصلات الخليفة متواترة إلي وآكل من الطير أسمنها وألبس من الثياب ألينها وأنا صابر حتى يأتي الله بالفرج قيل بل الفرج ما أنت فيه قال بل أحب أن ألي الخلافة ويختلف إلي محمد بن عبد الملك يعني الوزير وهو القائل:

سقام الحرص ليس له دواء

 

وداء الجهل ليس له طبيب

 

وقال أهديت إلى محمد بن عبد الملك كتاب الحيوان فأعطاني خمسة آلاف دينار وأهديت كتاب البيان والتبيين إلى أحمد بن أبي داود فأعطاني كذلك وأهديت كتاب الزرع والنخل إلى إبراهيم الصولي فأعطاني مثلها فرجعت إلى البصرة ومعي ضيعة لا تحتاج إلى تحديد ولا إلى تسميد.


وقد روى عنه بن أبي داود حديثاً واحداً.


وتصانيف الجاحظ كثيرة جداً منها الرد على أصحاب الإلهام و الرد علىالمشبهة والرد على النصارى الطفيلية فضائل الترك الرد على اليهود الوعيد الحجة والنبوة المعلمين البلدان حانوت عطار ذم الزنى وأشياء.


أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن أحمد بن طارق أخبرنا السلفي أخبرنا المبارك بن الطيوري حدثنا محمد بن علي الصوري إملاء حدثنا خلف بن محمد الحافظ بصور أخبرنا أبو سليمان بن زبر حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال أتيت الجاحظ فأستأذنت عليه فاطلع علي من كوة في داره فقال من أنت؟ فقلت رجل من أصحاب الحديث فقال أو ما علمت أني لا أقول بالحشوية؟ فقلت إني بن أبي داود فقال مرحباً بك وبأبيك ادخل فلما دخلت قال لي ما تريد؟ فقلت تحدثني بحديث واحد فقال اكتب حدثنا حجاج بن المنهال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على طنفسة فقلت زدني حديثاً آخر فقال ما ينبغي لابن أبي داود أن يكذب.


قلت كفانا الجاحظ المؤونة فما روى من الحديث إلا النزر اليسير ولا هو بمتهم في الحديث بلى في النفس من حكاياته ولهجته فربما جازف وتلطخه بغير بدعة أمر واضح ولكنه أخباري علامة صاحب فنون وأدب باهر وذكاء بين عفا الله عنه.