أبو همام

أبو همام

الإمام الحافظ الصدوق أبو همام الوليد بن الإمام أبي بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكوفي ثم البغدادي.

سمع أباه وإسماعيل بن جعفر وشريك بن عبد الله القاضي وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب والوليد بن مسلم وطبقتهم.

جال في الحديث وجمع وألف.

حدث عنه: مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وعباس الدوري وموسى بن هارون وعبد الله بن ناجية وأبو القاسم البغوي وأبو يعلى الموصلي ويحيى بن صاعد وخلق كثير.

قال يحيى بن معين: لا بأس به.

وقال أبو كريب: ما أخرج إلي الشيوخ كتاباً إلا وفيه: فرغ أبو همام فرغ أبو همام.

وقال محمد بن زكريا الغلابي: سمعت يحيى بن معين يقول :عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.

وقال النسائي: لا بأس به.

وقال أحمد بن حنبل: اكتبوا عنه

وقال سريج بن يونس: ما فعل ابن أبي بدر؟ كانوا يضعفونه.

وقال صالح جزرة: تكلموا في أبي همام.

وقال أبو حاتم: لا يحتج به.

قلت: قد احتج به مسلم وهو على سعة علمه قل أن تجد له حديثاً منكراً وهذه صفة من هو ثقة.

مات في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين في عشر التسعين.

وقع لي من عواليه.

أبو حذافة

الإمام المحدث الفقيه المعمر أبو حذافة أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نبيه السهمي القرشي المدني نزيل بغداد وبقية المسندين. حدث عن: مالك بن أنس الموطأ فكان خاتمة من روى عن مالك وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد ومسلم بن خالد الزنجي وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وحاتم بن إسماعيل وطائفة انفرد بالرواية عنهم وعاش مائة عام.

حدث عنه ابن ماجة ويحيى بن صاعد وعبد الوهاب بن أبي عصمة وإسماعيل بن العباس الوراق وابن خزيمة ثم تركه وأبو عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد وآخرون.

قال المحاملي: سمعت أبي يقول: سألت أبا مصعب عن أبي حذافة فقال: كان يحضر معنا العرض على مالك.

وقال الدارقطني: هو قوي السماع عن مالك.

وقال البرقاني: كان الدارقطني حسن الرأي في أبي حذافة وأمرني أن أخرج حديثه في الصحيح.

وقال الخطيب: قرأت بخط الدارقطني: أحمد بن إسماعيل أبو حذافة ضعيف الحديث كان مغفلاً روى الموطأ عن مالك مستقيماً وأدخلت عليه أحاديث عن مالك في غير الموطأ فقبلها لا يحتج به.

قال الخطيب: لم يكن ممن يتعمد الباطل.

قلت: مما نقموا عليه روايته عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: "أفطر الحاجم".

وبهذا السند حديث: "قضى باليمين مع الشاهد".

فهذا إسناد مركب ولم يأت أبو حذافة بمتن باطل.

وقد رماه بالكذب الفضل بن سهل الأعرج.

مات يوم الفطر سنة تسع وخمسين.

وقع لنا من عواليه.

الحسن بن عيسى بن ماسرجس

الإمام المحدث الثقة الجليل أبو علي النيسابوري.

حدث عن: أبي الأحوص سلام بن سليم وأبي بكر بن عياش وجرير بن عبد الحميد وعبد الله بن المبارك مولاه وعبد السلام بن حرب وسعير بن الخمس ونوح بن أبي مريم وأبي معاوية الضرير وطبقتهم.

روى عنه: مسلم وأبو داود وبواسطة النسائي والبخاري في غير صحيحه وزكريا خياط السنة وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي ويحيي بن صاعد وأبو العباس السراج وآخرون.

وقد حدث عنه أحمد بن حنبل مع تقدمه.

كان من كبراء النصارى فأسلم.

قال الحاكم: سمعت الحسين بن أحمد الماسرجسي يحكي عن جده وغيره قال: كان الحسن والحسين ابنا عيسى يركبان معاً فيتحير الناس من حسنهما وبزتهما فاتفقا على أن يسلما فقصدا حفص بن عبد الرحمن فقال: أنتما من أجل النصارى وابن المبارك قادم ليحج فإذا أسلمتما على يده كان ذلك أعظم عند المسلمين وأرفع لكما فإنه شيخ المشرق فانصرفا عنه فمرض الحسين فمات نصرانياً فلما قدم ابن المبارك أسلم الحسن على يده.

قلت: يبعد أن يأمرهما حفص بتأخير الإسلام فإنه رجل عالم فإن صح ذلك فموت الحسين مريداً للإسلام منتظراً قدوم ابن المبارك ليسلم نافع له.

قال الحاكم: حدثنا الحافظ أبو علي النيسابوري عن شيوخه أن ابن المبارك نزل مرة برأس سكة عيسى وكان الحسن بن عيسى يركب فيجتاز وهو في المجلس وكان من أحسن الشباب وجهاً فسأل ابن المبارك عنه فقيل: هو نصراني فقال: اللهم ارزقه الإسلام فاستجيب له.

قال أبو العباس السراج: حدثنا الحسن بن عيسى مولى عبد الله بن المبارك وكان عاقلاً: عد في مجلسه بباب الطاق اثنا عشر ألف محبرة.

ومات بالثعلبية منصرفه من مكة سنة تسع وثلاثين ومائتين.

وقال أحمد بن محمد بن بكر: مات سنة أربعين.

قال الحاكم: سمعت ابني المؤمل بن الحسن يقولان: أنفق جدنا في الحجة التي توفي فيها ثلاثمائة ألف.

قال الحاكم: فحججت مع ابني المؤمل وزرنا بالثعلبية قبر جدهما فقرأت على لوح قبره: "ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله".

هذا قبر الحسن بن عيسى بن ماسرجس مولى عبد الله بن المبارك توفي في صفر سنة أربعين.

وقال محمد بن المؤمل بن الحسن: سمعت أبا يحيى البزاز يقول لأبي رجاء القاضي: كنت فيمن حج مع الحسن بن عيسى وقت موته فاشتغلت بحفظ جملي عن شهوده فأريته في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ولكل من صلى علي قلت: فإني فاتني الصلاة عليك لغيبة عديلي فقال: لا تجزع وغفر لكل من يترحم علي. رحمه الله.

قلت: وفي ذريته وأقاربه محدثون وفضلاء.