محمد بن مصفى

محمد بن مصفى

ابن بهلول الحافظ الإمام عالم أهل حمص أبو عبد الله القرشي الحمصي العبد الصالح.

حدث عن سفيان بن عيينة وبقية بن الوليد ومحمد بن حرب والوليد بن مسلم وابن أبي فديك ومحمد بن حمير وطبقتهم.

حدث عنه أبو داود والنسائي وابن ماجة والحسن بن أحمد بن فيل وسعيد بن عبد العزيز الحلبي وعبدان الأهوازي ومحمد بن يوسف الهروي ومحمد بن تمام البهراني وأبو بكر بن أبي داود وعبد الغافر بن سلامة وبقي بن مخلد وخلق كثير.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال محمد بن عبيد الكلاعي: عادلته إلى مكة سنة ست وأربعين ومائتين فاعتل بالجحفة ومات بمكة بمنى وكان دخل مكة وهو لما به فدخل عليه أصحاب الحديث وهو في النزع فقرأوا عليه فما عقل.

قال محمد بن عوف الطائي: رأيت محمد بن مصفى في النوم فقلت: يا أبا عبد الله أليس قد مت؟ إلى ما صرت؟ قال: إلى خير ومع ذلك فنحن نرى ربنا كل يوم مرتين فقلت: يا أبا عبد الله صاحب سنة في الدنيا وصاحب سنة في الآخرة؟! فتبسم إلي.

قلت: قد روى ابن ماجة أيضاً عن مرار بن حمويه عنه.

وقال صالح جزرة: له مناكير وأرجو أن يكون صادقاً.

قلت: مات في ذي الحجة سنة ست وأربعين ومائتين. أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا أكمل بن أبي الأزهر أخبرنا سعيد بن أحمد أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد أخبرنا محمد بن عمر الوراق حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا محمد بن مصفى حدثنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة حدثني ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن عتبة بن عبد قال: كنت جالساً فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكاً منها يعني: الطلح فقال: "إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصية التيس الملبود يعني الخصي فيها سبعون لوناً من الطعام لا يشبه لون آخر" حديث حسن غريب.

العدني

الإمام المحدث الحافظ شيخ الحرم أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني.

حدث عن: فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وعبد العزيز بن محمد ومعتمر بن سلميان وسعيد بن سالم ووكيع بن الجراح ومروان بن معاوية وخلق كثير وصنف المسند.

حدث عنه: مسلم والترمذي وابن ماجة وبواسطة النسائي وإسحاق بن أحمد الخزاعي والحكم بن معبد وعبد الله بن صالح البخاري ومحمد بن إسحاق السراج وعلي بن عبد الحميد الغضائري والمفضل بن محمد الجندي وخلق سواهم.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كان رجلاً صالحاً وكانت به غفلة رأيت عنده حديثاً موضوعاً حدث به عن ابن عيينة وكان صدوقاً.

وروي عن الحسن بن أحمد بن الليث حدثنا ابن أبي عمر العدني وكان قد حج سبعاً وسبعين حجة وبلغني أنه لم يقعد من الطواف ستين سنة رحمه الله.

قال البخاري: مات بمكة لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

قلت: كان من أبناء التسعين رحمه الله تعالى.

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أبي روح أخبرنا زاهر أخبرنا أبو سعد أخبرنا أبو عمرو بن حمدان أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن معاذ النسوي حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا رأى أحدكم من هو فوقه في المال والجسم فلينظر إلى من هو دونه في المال والجسم".

رجاء بن مرجى

ابن رافع وقيل: رجاء بن مرجي بن رجاء بن رافع الإمام الحافظ الناقد المصنف أبو محمد المروزي ويقال: السمرقندي وقيل: كنيته أبو أحمد فلعله يكنى بهما.

مولده بعد الثمانين ومائة.

سمع النضر بن شميل ويزيد بن أبي حكيم وقبيصة وأبا نعيم وعلي بن الحسين بن واقد وسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء الغداني وأبا اليمان وخلقا كثيراً بخراسان والحجاز والعراق والشام.

حدث عنه: أبو داود وابن ماجة وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزاز وعمر بن بجير وأبو العباس السراج ويحيى بن صاعد ومحمد بن الفضل السقطي ومطين وآخرون وآخر من حدث عنه أبو عبد الله المحاملي.

قال الدارقطني: ثقة حافظ سمرقندي.

وقال النسائي: هو مروزي.

وقال الخطيب: سكن بغداد وكان ثقة ثبتاً إماماً في علم الحديث وحفظه والمعرفة به.

وذكر عمر بن حفص الأشقر قال: قدم علينا رجاء بن مرجي بخاري يريد الشاش فسمعنا منه ودخل على محمد بن إسماعيل البخاري فتذاكرا.

قال النسائي: حدثنا عبد الله بن أحمد يعني: الخفاف عن محمد بن إسماعيل قال: فيها مات رجاء يعني سنة تسع وأربعين ومائتين وفيها أرخه أبو العباس السراج وزاد أنه مات ببغداد وقال البخاري أيضاً: مات ببغداد في غرة جمادى الأولى سنة تسع.

أخبرنا سنقر الحلبي أخبرنا عبد اللطيف أخبرنا عبد الحق أخبرنا علي بن العلاف حدثنا أبو الحسن بن الحمامي حدثنا ابن قانع حدثنا محمد بن الفضل بن جابر حدثنا رجاء بن مرجى حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا سعيد بن سلمة عن مسلم بن أبي مريم عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوماً وعليه نمرة فقال لرجل: "هات نمرتك وخذ نمرتي" قال: يا رسول الله هي خير من نمرتي قال: "أجل ولكن عليها خيط أحمر فخشيت أن تفتنني في صلاتي".

قلت: أي: تشغلني عن كمال المراقبة والأنبياء مطالبون بما يسمح فيه لغيرهم فلذلك قايض بنمرته.

البيكندي

الإمام الحافظ الحجة محدث ما وراء النهر أبو زكريا يحيى بن جعفر بن أعين البخاري البيكندي.

ارتحل وسمع من سفيان بن عيينة ووكيع ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وطبقتهم.

حدث عنه: البخاري ومحمد بن أبي حاتم الوراق وعبيد الله بن واصل وجماعة. توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين رحمه الله.

لم يقع لي من عوالي هذا المحدث شيء إنما وقع لنا حديثه في الجامع المختصر.

البحراني

القاضي الإمام المحدث المتقن أبو الفضل العباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني البصري أحد الثقات.

حدث عن: يزيد بن زريع وسفيان بن عيينة وسفيان بن حبيب ومعتمر بن سليمان وزياد البكائي وابن إدريس ومحمد بن جعفر غندر ومروان بن معاوية وعبد الوهاب الثقفي وخلق.

وعنه: ابن ماجة وابن صاعد وعبد الرحمن بن أبي حاتم والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وإسماعيل الوراق وآخرون.

قال صالح بن أحمد الهمذاني: قدم البحراني همذان وحدث بها بمصنفاته.

وقال ابن أورمة: محله الصدق.

وقال الدارقطني: ثقة مأمون.

وقال أبو نعيم الحافظ: كان يلقب عباسويه وكان حافظاً.

قلت: ولي قضاء همذان مدة وحدث بأصبهان أيضاً.

قال ابن مخلد: توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين ويقال: فيه لين لا يضر وتكلم مرار بن حمويه في سماعه من يزيد بن زريع والرجل مأمون.

ابن حبيب

الإمام العلامة فقيه الأندلس أبو مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جاهمة بن الصحابي عباس بن مرداس السلمي العباسي الأندلسي القرطبي المالكي أحد الأعلام.

ولد في حياة الإمام مالك بعد السبعين ومائة.

وأخذ عن: الغاز بن قيس وزياد شبطون وصعصعة بن سلام ثم ارتحل في حدود سنة عشر ومائتين وحج وحمل عن: عبد الملك بن الماجشون ومطرف بن عبد الله اليساري وأسد بن موسى السنة وأصبغ بن الفرج وأبي صالح وإبراهيم بن المنذر الحزامي وعدة من أصحاب مالك والليث ورجع إلى قرطبة بعلم جم وفقه كثير.

وكان موصوفاً بالحذق في الفقه كبير الشأن بعيد الصيت كثير التصانيف إلا أنه في باب الرواية ليس بمتقن بل يحمل الحديث تهوراً كيف اتفق وينقله وجادة وإجازة ولا يتعانى تحرير أصحاب الحديث.

صنف كتاب الواضحة في عدة مجلدات وكتاب الجامع وكتاب فضائل الصحابة وكتاب غريب الحديث وكتاب تفسير الموطأ وكتاباً في حروب الإسلام وكتاب فضل المسجدين وكتاب سيرة الإمام فيمن الحد وكتاب طبقات الفقهاء وكتاب مصابيح الهدى.

قال أبو الوليد بن الفرضي: كان فقيهاً نحوياً شاعراً عروضياً أخبارياً نسابة طويل اللسان متصرفاً في فنون العلم حدث عنه: بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح ويوسف بن يحيى المغامي ومطرف بن قيس وخلق وآخر أصحابه موتاً المغامي.

سكن إلبيرة من الأندلس مدة ثم استقدمه الأمير عبد الرحمن بن الحكم فرتبه في الفتوى بقرطبة وقرر معه يحيى بن يحيى في النظر والمشاورة فتوفي يحيى بن يحيى وانفرد ابن حبيب برئاسة العلم.

وكان حافظاً للفقه نبيلاً إلا أنه لم يكن له علم بالحديث ولا يعرف صحيحه من سقيمه ذكر عنه أنه كان يتسهل في سماعه ويحمل على سبيل الإجازة أكثر روايته.

وعن محمد بن وضاح أن إبراهيم بن المنذر الحزامي قال له: أتاني صاحبكم عبد الملك بن حبيب بغرارة مملوءة كتباً فقال لي: هذا علمك تجيزه لي؟ فقلت له: نعم ما قرأ علي منه حرفاً ولا قرأته عليه.

وكان محمد بن عمر بن لبابة يقول: ابن حبيب عالم الأندلس ويحيى بن يحيى عاقلها وعيى بن دينار فقيهها.

قال أبو القاسم بن بشكوال: قيل لسحنون: مات ابن حبيب فقال: مات عالم الأندلس! بل والله عالم الدنيا.

حكى بعضهم قال: هاجت الريح فرأيت عبد الملك بن حبيب رافعاً يديه متعلقاً بحبال المركب يقول: اللهم إن كنت تعلم أني إنما أردت ابتغاء وجهك وما عندك فخلصنا قال: فسلم الله.

قال أبو عمر أحمد بن سعيد الصدفي: قلت لأحمد بن خالد: إن الواضحة عجيبة جداً وإن فيها علماً عظيماً فما يدخلها؟ قال: أول ذلك أنه حكى فيها مذاهب لم نجدها لأحد من أصحابه ولا نقلت عنهم. قال أبو عمر الصدفي في تاريخه: كان كثير الرواية كثير الجمع يعتمد على الأخذ بالحديث ولم يكن يميزه ولا يعرف الرجال وكان فقيهاً في المسائل قال: وكان يطعن عليه بكثرة الكتب وذكر أنه كان يستجيز الأخذ بلا رواية ولا مقابلة وأنه أخذ بالإجازة كثيراً قال: وأشير إليه بالكذب سمعت أحمد بن خالد يطعن عليه بذلك ويتنقصه غير مرة وقال: ظهر كذبه في الواضحة في غير شيء فسمعت محمد بن وضاح يقول: أخبرني ابن أبي مريم قال: كان ابن حبيب بمصر فكان يضع الطويلة وينسخ طول نهاره فقلت له: إلى كم ذا النسخ متى تقرؤه على الشيخ؟ قال: قد أجاز لي كتبه يعني: أسد بن موسى فأتيت أسداً فقلت: تمنعنا أن نقرأ عليك وتجيز لغيرنا؟ فقال: أنا لا أرى القراءة فكيف أجيز؟ فأخبرته فقال: إنما أخذ مني كتبي فيكتب منها ليس ذا علي.

وقال أحمد بن محمد بن عبد البر في تاريخه: ابن حبيب أول من أظهر الحديث بالأندلس وكان لا يفهم طرقه ويصحف الأسماء ويحتج بالمناكير فكان أهل زمانه ينسبونه إلى الكذب ولا يرضونه.

وممن ضعف ابن حبيب أبو محمد بن حزم ولا ريب أنه كان صحفياً وأما التعمد فكلا.

قال أحمد بن محمد بن عبد البر: وكان بينه وبين يحيى بن يحيى وحشة كان كثير المخالفة له لقي أصبغ بمصر فأكثر عنه فكان يعارض يحيى عند الأمر ويرد قوله فيغتم لذلك قال: فجمعهم القاضي مرة في الجامع فسألهم عن مسألة فأفتى فيها يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان بالرواية فخالفهما عبد الملك وذكر خلافهما رواية عن أصبغ وكان عبد الأعلى بن وهب شاباً قد حج ولحق أصبغ فحدثنا أحمد بن خالد عن ابن وضاح عن عبد الأعلى قال: دخلت على سعيد بن حسان فقال: ما تقول في كذا للمسألة المذكورة؟ هل يذكر فيها الأصبغ شيئاً؟ قلت: نعم يقول فيها بكذا وكذا فذكر موافقة سعيد ويحيى فقال لي سعيد: أنظر ما تقول أنت على يقين منها؟ قلت: نعم قال فأتني بكتابك فخرجت مسرعاً ثم ندمت فأخرجتها من قرطاس فسررت وأتيته بالكتاب قال: تمضي به إلى أبي محمد فمضيت به إلى يحيى بن يحيى فأعلمته فاجتمعا بالقاضي وقالا: هذا يخالفنا بالكذب فاردعه وكفه فجمعهم القاضي ثانياً فتكلموا فقال عبد الملك: قد أعلمتك بما يقول فيها أصبغ فبدر عبد الأعلى فقال: تكذب على أصبغ أنا رويت هذه المسألة عنه على وفق ما قالا وهذا كتابي فقرأه القاضي وقال لعبد الملك: ما ساءه وخرج عليه وقال: تفتينا بالكذب والخطأ وتخالف أصحابك بالهوى! لولا البقيا عليك لعاقبتك قال عبد الأعلى: فلما خرجت خطرت على دار ابن رستم الحاجب فرأيت عبد الملك خارجاً من عنده في وجهه البشر فقلت: لأدخلن على ابن رستم فدخلت فلم ينتظر جلوسي وقال: يا مسكين من غرك أو من أدخلك في هذا؟ تعارض مثل ابن حبيب وتكذبه؟ فقلت: أصلحك الله إنما سألني القاضي فأجبت بما عندي قال: وبعث الأمير إلى القاضي يقول: من أمرك أن تشاور عبد الأعلى فبعث يثني علي ويقول: لم أر نفسي في سعة من ترك مشاورة مثله فسأل الأمير وزراءه عن عبد الأعلى فأثنوا عليه ووصفوا علمه وولاءه.

قال سعيد بن فحلون: مات عبد الملك بن حبيب يوم السبت لأربع مضين من رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين بعلة الحصى رحمه الله ونقل آخر أنه مات في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين فالله أعلم.

عبد الملك بن حبيب

وقد روى محمد بن وضاح محدث الأندلس عن أبي مروان عبد الملك بن حبيب البزاز المصيصي.

شيخ يروي عن: ابن المبارك وأبي إسحاق الفزاري.

روى عنه: أبو داود في السنن وجعفر الفريابي في مصنفاته فاعرف.