هارون بن إسحاق

هارون بن إسحاق

الإمام الحافظ الثبت المعمر أبو القاسم الهمداني الكوفي.

ولد سنة نيف وستين ومائة.

وسمع المطلب بن زياد ومعتمر بن سليمان التيمي وسفيان بن عيينة وحفص بن غياث وأبا معاوية وطبقتهم.

حدث عنه: الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة وبدر.

ابن الهيثم وابن أبي حاتم والقاضي المحاملي وابن صاعد وخلق كثير.

قال علي بن الحسين بن الجنيد: كان محمد بن عبد الله بن نمير يجله.

وقال النسائي وغيره: ثقة.

قلت: توفي في رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين وكان قد نيف على التسعين.

قرأت على عبد الخالق بن عبد السلام الفقيه أخبركم الإمام عبد الله بن أحمد في سنة إحدى عشر وستمائة أخبرنا أبو المعالي أحمد بن عبد الغني أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد أخبرنا عبد الله بن عبيد الله حدثنا أبو عبد الله المحاملي إملاء حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا أبو خالد الأحمر عن سعد بن طارق عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المعروف كله صدقة وإن الله صانع كل صانع وصنعته وإن آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت" رواه مسلم.

السكري

الشيخ الفقيه العالم قاضي دمشق أبو الحسن وأبو عبد الله إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد القرشي العبدري الرقي المعروف بالسكري.

حدث عن أبي المليح الحسن بن عمر وعبيد الله بن عمرو الرقيين ويعلي بن الأشدق وأبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك وبقية وعيسى بن يونس وجماعة وكان صاحب حديث وإتقان.

حدث عنه: ابن ماجة ومحمد بن سعد وجماهر الزملكاني وأبو العباس بن مسروق وأبو يعلى الموصلي ومحمد بن محمد بن الباغندي ومحمد بن هشام بن ملاس وآخرون.

وثقه الدارقطني.

وقال أبو حاتم: صدوق.

قال محمد بن الفيض: ولى أحمد بن أبي دواد على قضاء دمشق إسماعيل السكري في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين فأقام إلى أن ولي القضاء للمتوكل يحيى بن أكثم فعزل السكري بمحمد بن هاشم. قال إبراهيم بن أيوب الحوراني: قلت لإسماعيل بن عبد الله القاضي: بلغني أنك كنت صوفياً من أكل من جرابك كسرة افتخر بها فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل.

قال الحسن بن علي علان: مات إسماعيل السكري بعد الأربعين ومائتين قال: وكان يرمى بالتجهم.

قلت: فأما:

إسماعيل بن عبد الله بن زرارة

الرقي فآخر توفي سنة تسع وعشرين ومائتين ما لحقه ابن ماجة ووهم صاحب النبل وزعم أن ابن ماجة روى عن ابن زرارة.

أحمد بن إبراهيم

ابن كثير الدورقي الحافظ الإمام المجود المصنف أبو عبد الله العبدي أخو الحافظ يعقوب ووالد المحدث الثقة عبد الله بن أحمد وهذه نسبة إلى بيع القلانس الدورقية وقد كان والدهم إبراهيم بن كثير من النساك العباد فقيل: كان في ذلك الوقت كل من تنسك يقال له: دورقي.

سمع أحمد من: هشيم بن بشير ويزيد بن زريع وجرير بن عبد الحميد وحفص بن غياث وابن علية ووكيع وابن فضيل ويزيد بن هارون وإسحاق الأزرق وبهز بن أسد وخلق كثير وينزل في الرواية إلى عفان وأبي سلمة التبوذكي وإبراهيم بن المنذر الحزامي.

حدث عنه: مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة والهيثم بن خلف الدوري ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي وأبو القاسم البغوي وابن صاعد وبقي بن مخلد وأبو يعلى الموصلي وابن أبي الدنيا وكان حافظاً يقظاً حسن التصنيف.

قال أبو حاتم: صدوق.

ذكره الخطيب وورخ وفاته في شعبان سنة ست وأربعين ومائتين وله ثمانون سنة.

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم سنة سبعمائة أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الحضرمي أخبرنا محمد بن أحمد المعدل أخبرنا عبد الرحمن بن مظفر الكحال أخبرنا أحمد بن محمد المهندس أخبرنا محمد بن محمد الباهلي أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثنا أبو عامر القيسي حدثنا محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه أن سعد بن معاذ حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى وأن تقسم أموالهم وذراريهم فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لقد حكم فيهم اليوم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات".

تفرد بإخراجه النسائي فرواه عن أصحاب أبي عامر العقدي.

أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الهاشمي وأحمد بن محمد الحافظ قالا: أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عفيف أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي حدثنا أبو داود هو الطيالسي عن شعبة قال: كان أيوب يمشي إلى مسجد بني ضبيعة يسأل عن الحديث فحدث أيوب يوماً بحديث قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن امرأة أرادت الحج فقال أيوب: هاتوا إسناداً مثل هذا.

أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد الله أنبأنا محمد بن عمر ومحمد بن أحمد الطرائفي ومحمد بن علي قالوا: أخبرنا محمد بن أحمد أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرنا جعفر بن محمد حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن مالك بن دينار قال: قرأت في الزبور: بكبرياء المنافق يحترق المسكين قال: وقرأت في الزبور: إني أنتقم للمنافق من المنافق ثم أنتقم من المنافقين جميعاً فذلك قول الله عز وجل: "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" وذكر الحديث.

نصر بن علي

ابن نصر بن علي بن صهبان بن أبي الحافظ العلامة الثقة أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري الصغير وهو حفيد الجهضمي الكبير.

ولد سنة نيف وستين.

وحدث عن: يزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان ونوح بن قيس الحداني وعبد ربه بن بارق ويحيى بن أبي زائدة وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وسفيان بن عيينة ودرست بن زياد وبشر بن المفضل والحارث بن وجيه وعبد العزيز العمي وعبد العزيز الدراوردي وعمر بن علي وابن علية وعيسى بن يونس ومرحوم بن عبد العزيز وخلق كثير.

وعنه: ابنه علي بن نصر وأصحاب الكتب الستة والذهلي وابن أبي الدنيا وأبو بكر أحمد بن علي المروزي وبقي بن مخلد وزكريا السجزي وزكريا الساجي وعبد الله بن أحمد وعبدان الأهوازي وابن خزيمة وابن صاعد وأبو حامد الحضرمي ومحمد بن منصور الشيعي ومحمد بن الحسين بن مكرم وأمم سواهم.

وكان من كبار الأعلام.

قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فقال: ما به بأس ورضيه. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن نصر بن علي وعمرو بن علي الصيرفي: من أيهما أحب إليك؟ قال: نصر أحب إلي وأوثق وأحفظ نصر ثقة.

وقال النسائي وابن خراش: ثقة.

وقال عبد الله بن محمد الفرهياني: نصر عندي من نبلاء الناس.

وقال إبراهيم بن عبد الله الزبيبي: سمعت نصر بن علي يقول: دخلت على المتوكل فإذا هو يمدح الرفق فأكثر فقلت يا أمير المؤمنين أنشدني الأصمعي:

لم أر مثل الرفق في لينـه

 

أخرج للعذراء من خدرها

من يستعن بالرفق في أمره

 

يستخرج الحية من جحرها

 

فقال: يا غلام الدواة والقرطاس فكتبهما.


عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن علي أخبرني علي بن جعفر بن محمد حدثني أخي موسى عن أبيه عن أبيه عن علي بن حسين عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال: "من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة".


قلت: هذا حديث منكر جداً ثم قال عبد الله بن أحمد: لما حدث نصر بهذا أمر المتوكل بضربه ألف سوط فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: الرجل من أهل السنة ولم يزل به حتى تركه وكان له أرزاق فوفرها عليه موسى.


قال أبو بكر الخطيب عقيبه: إنما أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضياً.


قلت: والمتوكل سني لكن فيه نصب وما في رواة الخبر إلا ثقة ما خلا علي بن جعفر فلعله لم يضبط لفظ الحديث وما كان النبي صلى الله عليه وسلم من حبه وبث فضيلة الحسنين ليجعل كل من أحبهما في درجته في الجنة فلعله قال: فهو معي في الجنة وقد تواتر قوله عليه السلام: "المرء مع من أحب" ونصر بن علي فمن أئمة السنة الأثبات.


أخبرنا المسلم بن علان وغيره إذناً قالوا: أخبرنا الكندي أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب أخبرنا الحسن بن عثمان الواعظ أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء فدعاه عبد الملك أمير البصرة وأمره بذلك فقال: أرجع وأستخير الله تعالى فرجع إلى بيت نصف النهار فصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني فنام فأنبهوه فإذا هو ميت.


قال السراج وجماعة: مات سنة خمسين ومائتين قال البخاري: في ربيع الآخر زاد السراج: رأيته أبيض الرأس واللحية كان لا يخضب رأيته ببغداد ولم يحدثنا قلت: فأما جده الثقة:

 

نصر بن علي الجهضمي الكبير

فروى عن: جده لأمه أشعث بن عبد الله الحداني والنضر بن شيبان وعبد الله بن غالب الحداني.


وعنه: ابنه علي ووكيع وعبيد الله بن موسى ومسلم بن إبراهيم وعبد الصمد وجماعة.


مات في أيام شعبة.


وأما ابن حبان فوثقه وقال: مات في خلافة أبي جعفر.


أجاز لنا علي بن أحمد أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا أبو بكر الأنصاري أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا إبراهيم بن أحمد الخرقي أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن نصر بن علي أخبرنا النضر بن شيبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله فرض صيام شهر رمضان وسننت لكم قيامه فمن صام وقام إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".


أخرجه ابن ماجة عن الثقة عن وكيع.


وعندي هذا الحديث أعلى بدرجة من طريق القاسم بن الفضل الحداني عن النضر وأخرجه النسائي من الوجهين لكن قال النسائي: هذا خطأ والصواب حديث أبي سلمة عن أبي هريرة.
وأما ولده:

 

علي بن نصر بن علي

الإمام الثقة الحافظ أبو الحسن الجهضمي الكبير.


فيروي عن: هشام الدستوائي وإسماعيل بن مسلم العبدي وحمزة الزيات وشعبة والمثنى بن سعيد وقرة بن خالد ومهدي بن ميمون وصخر بن جويرية وخالد بن قيس الحداني وإبراهيم بن نافع والقاسم بن معن وخلق سواهم.


وعنه: ابنه نصر ومحمد بن عبد الله الأنصاري وأبو نعيم وهما من أقرانه ووكيع وهو أقدم منهما ومعلى بن أسد.


قال أبو عبد الله بن حنبل: صالح الحديث أثبت من أبي معاوية.


وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة.


وقال صالح بن محمد: صدوق.


قال مطين وغيره: مات سنة سبع وثمانين ومائة.


وأما ولد صاحب الترجمة فهو:

علي بن نصر بن علي

ابن نصر بن علي بن صهبان بن أبي الحافظ الإمام الثبت أبو الحسن الجهضمي الصغير. روى عن: حرمي بن عمارة ووهب بن جرير وعبد الصمد بن عبد الوارث وأبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون وأبي علي الحنفي وأخيه أبي بكر الحنفي وأبي عاصم وسليمان بن حرب والمقرئ وطبقتهم ولم يلحق جده.


حدث عنه: مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري في تاريخه وأحمد بن يحيى التستري ومحمد بن هارون الحضرمي وعمر البجيري وابن صاعد وأبو بكر بن أبي داود وعلي بن العباس البجلي وخلق.


قال أبو زرعة: كنت أرجو أن يكون خلفاً يعني: مات ولم يعمر.


وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فوثقه وأطنب في ذكره والثناء عليه.


وقال صالح بن محمد: ثقة صدوق.


وقال الترمذي: كان حافظاً صاحب حديث.


وقال النسائي: هو وأبوه ثقتان.


قال النسائي أيضاً وغيره: توفي سنة خمسين ومائتين فقيل: في شعبانها ومات أبوه قبله بأربعة أشهر.


أخبرنا أحمد بن إسحاق بن محمد أخبرنا أكمل بن أبي الأزهر ببغداد أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء وأخبرنا علي بن محمد وأحمد بن عبد الحميد وأحمد بن محمد وعبد المنعم بن عساكر والحسن بن علي وسليمان بن قدامة وسنقر الزيني وأحمد بن عبد الرحمن وعيسى بن عبد الرحمن وأحمد بن يوسف قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا سعيد بن أحمد حضوراً أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الزينبي أخبرنا محمد بن عمر الوراق حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا محمد بن بشار ونصر بن علي قالا: أخبرنا أبو عبد الصمد العمي حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن".
أخرجه مسلم عنهما.