محمد بن أسلم

محمد بن أسلم

ابن سالم بن يزيد الإمام الحافظ الرباني شيخ الإسلام أبو الحسن الكندي مولاهم الخراساني الطوسي.

مولده في حدود الثمانين ومائة.

وسمع يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وأخاه محمد بن عبيد وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى وأبا عبد الرحمن المقرئ وحسين بن الوليد النيسابوري وقبيصة وأبا نعيم وعبد الحكم بن ميسرة صاحب ابن جريج والنضر بن شميل ومحاضر بن المورع ويحيى بن أبي بكير ومسلم بن إبراهيم وصنف المسند والأربعين وغير ذلك.

حدث عنه: إبراهيم بن أبي طالب والحسين بن محمد القباني وإمام الأئمة ابن خزيمة وأبو بكر بن أبي داود ومحمد بن وكيع الطوسي ومحمد بن أحمد بن زهير الطوسي وزنجويه بن محمد اللباد وعلي بن عبد الله والحسن بن علي بن نصر الطوسي وخلق.

وحدث عنه من أقرانه: علي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء.

قال أبو عبد الله الحاكم: كان من الأبدال المتتبعين للآثار.

قال فيه محمد بن رافع: دخلت على محمد بن أسلم فما شبهته إلا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الحاكم: سمعت محمد بن أحمد بن بالويه سمعت ابن خزيمة يقول: حدثنا من لم تر عيناي مثله أبو عبد الله محمد بن أسلم.

وقال قبيصة: كان ابن مسعود أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: في هديه وسمته وكان علقمة يشبه بابن مسعود في ذلك ويشبه بعلقمة إبراهيم وبإبراهيم منصور وبمنصور سفيان وبسفيان وكيع.

قال الحاكم: قام محمد بن أسلم مقام وكيع وأفضل من مقامه لزهده وورعه وتتبعه للأثر. أخبرنا إسحاق بن طارق أخبرنا ابن خليل أخبرنا اللبان أخبرنا الحداد إجازة أخبرنا أبو نعيم حدثنا أبي حدثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف حدثنا أبي قال: قرأت على محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن أسلم سمعت إسحاق بن راهويه يقول في حديث: "إن الله لا يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم" فقال رجل: يا أبا يعقوب من السواد الأعظم؟ قال: محمد بن أسلم وأصحابه ومن تبعه ثم قال إسحاق: لم أسمع عالماً منذ خمسين سنة كان أشد تمسكاً بأثر النبي صلى الله عليه وسلم من محمد بن أسلم.

قال محمد بن القاسم: وسمعت أبا يعقوب المرزوي ببغداد وقلت له: قد صحبت محمد بن أسلم وأحمد بن حنبل أيهما كان أرجح وأكبر وأبصر بالدين؟ فقال: يا أبا عبد الله لم تقول هذا؟ إذا ذكرت محمداً في أربعة أشياء فلا تقرن معه أحداً: البصر بالدين واتباع الأثر والزهد في الدنيا وفصاحته بالقرآن والنحو ثم قال لي: نظر أحمد في كتاب "الرد على الجهمية" لابن أسلم فتعجب منه ثم قال أبو يعقوب: رأت عيناك مثل محمد؟ قلت: لا.

وبه قال محمد بن قاسم: سألت يحيى بن يحيى عن ست مسائل فأفتى فيها وقد كنت سألت محمد بن أسلم فأفتى فيها بغير ذلك فاحتج فيها بحديث النبي صلى الله عليه في كل مسألة وليس ذاك عندنا وسمعت ابن راهويه ذات يوم روى في ترجيع الأذان أحاديث كثيرة ثم روى حديث عبد الله بن زيد الأنصاري ثم قال: يا قوم قد حدثتكم بهذه الأحاديث في الترجيع وليس في غير الترجيع إلا حديث واحد حديث عبد الله بن زيد وقد أمر محمد بن أسلم الناس بالترجيع فقلتم: هذا مبتدع عامة أهل بلده بالكوفة غوغاء ثم قال: احذروا الغوغاء فإنهم قتلة الأنبياء فلما كان الليل دخلت عليه فقلت: يا أبا يعقوب حدثت هذه الأحاديث بالترجيع فما لك لا تأمر مؤذنك بالترجيع. قال: يا مغفل ألم تسمع ما قلت في الغوغاء إنما أخاف الغوغاء فأما أمر محمد بن أسلم فإنه سماوي كلما أخذ في شيء تم له ونحن عبيد بطوننا لا يتم لنا أمر نأخذ فيه نحن عند محمد بن أسلم مثل السراق.

قال محمد: وكتب إلي أحمد بن نصر: اكتب إلي بحال محمد بن أسلم فإنه ركن من أركان الإسلام.

وكنت يوماً عند أحمد بن نصر بعد موت ابن أسلم بيوم فدخل عليه جماعة من أصحاب الحديث وقال: جئنا من عند أبي النضر وهو يقرئك السلام ويقول: ينبغي لنا أن نجتمع فنعزي بعضنا بعضاً بموت رجل لم نعرف من عهد عمر بن عبد العزيز مثله.

وقيل لأحمد بن نصر: يا أبا عبد الله صلى عليه ألف ألف من الناس وقال بعضهم: ألف ألف ومائة ألف يقول صالحهم وطالحهم: لم نعرف لهذا الرجل نظيراً.

قال محمد بن القاسم: ودخلت على ابن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور فقال: يا أبا عبد الله تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير قد نزل بي الموت وقد من الله علي أنه مالي درهم يحاسبني الله عليه ثم قال: أغلق الباب ولا تأذن لأحد حتى أموت وتدفنون كتبي واعلم أني أخرج من الدنيا وليس أدع ميراثاً غير كسائي ولبدي وإنائي الذي أتوضأ فيه وكتبي هذه فلا تكلفوا الناس مؤنة وكان معه صرة فيها نحو ثلاثين درهماً فقال: هذا لابني أهداه قريب له ولا أعلم شيئاً أحل لي منه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنت ومالك لأبيك" وقال: "أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه" فكفنوني منها فإن أصبتم لي بعشرة ما يستر عورتي فلا تشتروا بخمسة عشر وابسطوا على جنازتي لبدي وغطوا عليها كسائي وأعطوا إنائي مسكيناً يا أبا عبد الله إن هؤلاء قد كتبوا رأي فلان وكتبت أنا الأثر فأنا عندهم على غير الطريق وهم عندي على غير الطريق أصل الفرائض في حرفين: ما قال الله ورسوله: افعل فهو فريضة ينبغي أن يفعل وما قال الله ورسوله: لا تفعل فينبغي أن ينتهي عنه وتركه فريضة وهذا في القرآن وفي فريضة النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقرؤونه ولكن لا يتفكرون فيه قد غلب عليهم حب الدنيا. صحبت محمد بن أسلم أكثر من عشرين سنة لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة وسمعته كذا وكذا مرة يحلف: لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفاً من الرياء وكان يدخل بيتاً له ويغلق بابه ولم أدر ما يصنع حتى سمعت ابناً له صغيراً يحكي بكاءه فنهته أمه فقلت لها: ما هذا؟ قالت: إن أبا الحسن يدخل هذا البيت فيقرأ ويبكي فيسمعه الصبي فيحكيه وكان إذا أراد أن يخرج غسل وجهه واكتحل فلا يرى عليه أثر البكاء وكان يصل قوماً ويكسوهم ويقول للرسول: انظر أن لا يعلموا من بعثه ولا أعلم منذ صحبته وصل أحداً بأقل من مائة درهم إلا أن لا يمكنه ذلك وكان يقول لي: اشتر لي شعيراً أسود فإنه يصير إلى الكنيف ولا تشتر لي إلا ما يكفيني يوما بيوم واشتريت له مرة شعيراً أبيض ونقيته وطحنته فرآه فتغير لونه وقال: إن كنت تنوقت فيه فأطعمه نفسك لعل لك عند الله أعمالاً تحتمل أن تطعم نفسك النقي وأما أنا فقد سرت في الأرض ودرت فيها فبالله ما رأيت نفساً تصلي أشر عندي من نفسي فبما أحتج عند الله إن أطعمتها النقي؟ خذ هذا الطعام واشتر لي كل يوم بقطعة شعيراً رديئاً واشتر لي رحى فجئني به حتى أطحن بيدي وآكله لعلي أبلغ ما كان فيه علي وفاطمة رضي الله عنهما.

وولد له ابن فدفع إلي دراهم فقال: اشتر كبشين عظيمين وغال بهما واشتر بعشرة دقيقاً واخبزه ففعلت ونخلته فأعطاني عشرة أخر وقال: اشتر به دقيقاً ولا تنخله ثم قال: إن العقيقة سنة ونخل الدقيق بدعة ولا ينبغي أن يكون في السنة بدعة.

قال: وأما كلامه في النقض على المخالفين من المرجئة والجهمية فشائع ذائع.

الحاكم: سمعت محمد بن صالح سمعت أبا سعيد محمد شاذان سمعت محمد بن رافع يقول: دخلت على محمد بن أسلم وقبلت بين عينيه وما شبهته إلا بالصحابة فقال لي: يا أبا عبد الله جزاك الله عن الإسلام خيراً.

وسمعت أبا إسحاق المزكي سمعت ابن خزيمة يقول: حدثنا رباني هذه الأمة محمد بن أسلم الطوسي.

أحمد بن سلمة: حدثنا محمد بن أسلم قال: لما أدخلت على عبد الله بن طاهر ولم أسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رجل من أهل القبلة فكفرتموه فقيل: قد كان ما أنهي إلى الأمير فقال ابن طاهر: شراك نعلي عمر بن الخطاب خير منك وكان يرفع رأسه إلى السماء وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء؟ وهل أرجو الخير إلا ممن في السماء؟! ولكني سمعت مؤمل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان يقول: النظر في وجوهكم معصية فقال بيده هكذا يحبس.

قال ابن أسلم: فأقمنا وكنا أربعة عشر شيخاً فحبست أربعة عشر شهراً ما أطلع الله على قلبي أني أردت الخلاص قلت: الله حبسني وهو يطلقني وليس لي إلى المخلوقين حاجة فأخرجت وأدخلت عليه وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة فقال: ما تقول في السجود على كور العمامة؟ فقلت: حدثنا خلاد بن يحيى عن عبد الله بن المحرر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد على كور العمامة فقال ابن طاهر: هذا إسناد ضعيف فقلت: أستعمل هذا حتى يجيء أقوى منه ثم قلت: وعندي أقوى منه: حدثنا يزيد حدثنا شريك عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها هذا الدليل على السجود على كور العمامة ثم قال: ورد كتاب أمير المؤمنين ينهى عن الجدل والخصومات فتقدم إلى أصحابك أن لا يعودوا فقلت: نعم ثم خرجت من عنده وهذا كان مقدراً علي.

قال أحمد بن سلمة: فقلت له: أخبرني غير واحد أن جل أصحاب الحديث صاروا إلى يحيى بن يحيى فكلموه أن يكتب إلى عبد الله بن طاهر في تخليتك فقال يحيى: لا أكاتب السلطان وإن كتب على لساني لم أكره حتى يكون خلاصه فكتب بحضرته على لسانه فلما وصل الكتاب إلى ابن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك قال: نعم.

أحمد بن سلمة: حدثنا ابن أسلم سمعت المقرئ يقول: الشكاية والتحذير ليست من الغيبة.


محمد بن العباس السلطي: سمعت ابن أسلم ينشد:

إن الطبـيب بـطـبـه ودوائه

 

لا يستطيع دفاع مقـدور أتـى

ما للطيب يموت بالـداء الـذي

 

قد كان يبري مثله فيما مضى

هلك المداوي والمداوى والـذي

 

جلب الدواء وباعه ومن اشترى

 

قال أحمد بن سلمة: مرض محمد بن أسلم في بيت رجل من أهل طوس فقال له: لا تفارقني الليل فإني يأتيني أمر الله قبل أن أصبح فإذا مت فلا تنتظر بي أحداً واغسلني للوقت وجهزني قال: فمات في نصف الليل قال: فأتاهم صاحب الأمير طاهر بن عبد الله وأمرهم أن يحملوه إلى مقبرة الساذياخ ليصلي عليه طاهر قال: فوضعت الجنازة والناس يؤذنون لصلاة الصبح وما نادى على جنازته أحد ولا روسل بوفاته أحد وإذا الخلق قد اجتمع بحيث لا يذكر مثله فأمهم طاهر ودفن بجنب إسحاق بن راهويه.


وقال محمد بن موسى الباشاني: مات محمد بن أسلم لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين بنيسابور.


الحاكم: سمعت أبا النضر الفقيه سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول: كنت بمصر وأنا أكتب بالليل كتب ابن وهب وذلك لخمس يقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين فهتف بي هاتف يا إبراهيم مات العبد الصالح محمد بن أسلم فتعجبت من ذلك وكتبته على ظهر كتابي فإذا به قد مات في تلك الساعة.


قال أحمد بن نصر النيسابوري: قيل لي: صلى على محمد بن أسلم ألف ألف إنسان.


قلت: هذا ليس بممكن الوقوع ولا سيما أنه إنما علموا بموته في الليل وصلي عليه بعيد الفجر فالله أعلم.


أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله وزينب بنت عمر قالا: أنبأنا عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا محمد بن وكيع الطوسي حدثنا محمد بن أسلم حدثنا محمد بن عبيد حدثنا سليمان بن يزيد المحاربي عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم".


تابعه أبو معاوية الضرير عن سليمان أبي إدام وهو ضعيف.


أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن مسعود بن أبي منصور وقرأته على إسحاق الأسدي أخبركم ابن خليل أخبرنا مسعود أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن محمد بن عبيد الله حدثنا محمد بن أحمد بن زهير الطوسي حدثنا محمد بن أسلم حدثنا يعلى حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".


وبه قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي حدثنا ابن خزيمة حدثنا محمد بن أسلم حدثنا عبد الحكم بن ميسرة حدثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال: ما رأيته ماداً رجليه بين أصحابه.
غريب.


أخبرنا إسحاق أخبرنا ابن خليل أخبرنا اللبان أنبأنا الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن جعفر المؤدب حدثنا أحمد بن بطة حدثنا إسماعيل بن أحمد المديني حدثنا أبو عبد الله بن طوسي بمكة وهو محمد بن القاسم خادم محمد بن أسلم وصاحبه قال: سمعت محمد بن أسلم يقول: زعمت الجهمية أن القرآن خلق وقد أشركوا في ذلك وهم لا يعلمون لأن الله تعالى قد بين أن له كلاماً فقال: "إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي" وقال "وكلم الله موسى تكليماً" وقال: "يا موسى إني أنا ربك" وقال: "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني".

 

وعن بعض أهل العلم قال: كان محمد بن أسلم في وقته يشبه بابن المبارك وكان زنجويه بن محمد إذا حدث عن محمد بن أسلم يقول: حدثنا الزاهد الرباني.

الرباطي

الإمام الحافظ الحجة أمير الرباط أبو عبد الله أحمد بن سعيد ابن إبراهيم المروزي الرباطي الأشقر نزيل نيسابور.


سمع وكيعاً وعبد الرزاق ووهب بن جرير وسعيد بن عامر الضبعي وإسحاق السلولي وأبا عاصم وطبقتهم.


وعنه: البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وإبراهيم بن أبي طالب والحسين بن محمد القباني وأبو بكر بن خزيمة وأبو العباس الثقفي وآخرون.


روي عن الرباطي قال: جئت إلى أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي فقلت: يا أبا عبد الله إنه يكتب عني الحديث بخراسان فإن عاملتني بهذا رموا بحديثي فقال: يا أحمد هل بد أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه فانظر أين تكون منه؟! قلت: إنما ولاني أمر الرباط فجعل يردد قوله علي.


توفي الرباطي سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة ثلاث وأربعين. أخبرنا ابن عساكر أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد أخبرنا سعيد بن الحسين أخبرنا الفضل بن المحب أخبرنا أبو الحسين الخفاف حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن سعيد الرباطي حدثنا محبوب بن الحسن حدثنا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: فرضت صلاة الحضر والسفر ركعتين ركعتين فلما أقام رسول الله بالمدنية زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة الفجر لطول القراءة والمغرب لأنها وتر النهار.


قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: كان الرباطي والله من الأئمة المقتدى بهم.


وقال الخليلي: كان حافظاً متقناً.


وقال محمد بن علي الصفار: لو كان الحسن البصري حياً لاحتاج إلى إسحاق بن راهويه ولم أر بعده مثل أحمد الرباطي.

 

فضل بن سهل

 

ابن إبراهيم الحافظ البارع الثقة أبو العباس الأعرج البغدادي الرام.


ولد في حدود الثمانين ومائة أو قبلها.


حدث عن يزيد بن هارون وحسين الجعفي وأبي أحمد الزبيري وزيد بن الحباب ومحمد بن بشر العبدي وعبد الوهاب بن عطاء وأبي نوح قراد وأبي عاصم والحسن بن موسى وشبابة وعفان ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبي النضر ويحيى بن غيلان ويونس بن محمد وخلق لا ينحصرون وكان من أعيان الحفاظ.


حدث عنه الأئمة الستة سوى ابن ماجه وأحمد بن عمرو البزار وابن أبي عاصم والبغوي وعبدان الجواليقي وابن صاعد وعمر بن بجير وأبو العباس السراج والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد العطار وعدة.


قال عبدان: سمعت أبا داود يقول: أنا لا أحدث عن فضل الأعرج قلت: لم؟ قال: لأنه كان لا يفوته حديث جيد.


قلت: ما بهذا الخيال يغمز الحافظ ثم هذا أبو داود قائل هذا قد روى عنه في سننه.


وقال النسائي: ثقة.


وقال أبو حاتم: صدوق.


وذكره ابن حبان في الثقات.


قال محمد بن إسحاق السراج: مات الفضل بن سهل ببغداد يوم الإثنين لثلاث بقين من صفر سنة خمس وخمسين ومائتين عن نيف وسبعين سنة وفي اليوم المذكور أرخه أيضاً أبو عبيد بن حربويه وكان ذا غرائب.


أخبرنا علي بن محمد بن أحمد وعبد الولي بن رافع وأحمد بن هبة الله وعيسى بن بركة وجماعة قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء وأنا في الرابعة سنة تسع وأربعين وخمس مائة أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الهاشمي أخبرنا محمد بن عمر زنبور حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا عبدة الصفار حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن منصور والأعمش وحدثنا الفضل بن سهل حدثنا الأسود بن عامر أخبرنا إسرائيل عن منصور والأعمش وحدثنا زهير بن محمد وابن كرامة واللفظ له قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا اسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة أو غار وقال يحيى بن آدم في غار فأنزلت عليه: "والمرسلات عرفا" فإنا لنتلقاها من فيه إذ خرجت علينا حية فابتدرناها فسبقتنا فدخلت جحرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقيت شركم ووقيتم شرها".


أخرجه البخاري عن عبدة.


ومات معه أبو محمد الدارمي بسمرقند وعبد الله بن هاشم الطوسي وعتيق بن محمد بنيسابور وعبد الله بن أبي زياد القطواني وعبد الغني بن رفاعة بمصر والمعتز بالله قتلوه ومحمد بن حرب النشائي وأبو يحيى صاعقة وموسى بن عامر المري ومحمد بن كرام شيخ الكرامية والجاحظ وأبو حاتم بخلف فيهما.

 

محمد بن منصور

 

ابن داود بن إبراهيم الإمام الحافظ القدوة شيخ الإسلام أبو جعفر الطوسي ثم البغدادي العابد.


سمع سفيان بن عيينة ومعاذ بن معاذ وإسماعيل بن علية ويعقوب بن إبراهيم الزهري ويحيى القطان وطبقتهم.


حدث عنه: أبو داود النسائي في سننهما وأبو جعفر مطين وابن صاعد ومحمد بن هارون الحضرمي وأبو عبد الله المحاملي وآخرون.


قال أبو بكر المروذي: سألت أبا عبد الله عن محمد بن منصور فقال: لا أعلم إلا خيراً صاحب صلاة.


وقال النسائي: ثقة. قال أبو حفص بن شاهين: حدثنا أحمد بن محمد المؤذن سمعت محمد بن منصور الطوسي وحواليه قوم فقالوا: يا أبا جعفر أيش اليوم عندك قد شك الناس فيه؟ أيوم عرفة هو أو غيره؟ فقال: اصبروا فدخل البيت ثم خرج فقال: هو يوم عرفة فاستحيوا أن يقولوا له: من أين ذلك فعدوا الأيام فكان كما قال فسمعت أبا بكر بن سلام الوراق يقول له: من أين علمت؟ قال: دخلت فسألت ربي فأراني الناس في الموقف! قلت لا أعرف هذا المؤذن ولم يبعد وقوع هذا لمثل هذا الولي ولكن الشأن في ثبوت ذلك.


قال الحافظ أبو سعيد النقاش في كتاب طبقات الصوفية: محمد بن منصور الطوسي أستاذ أبي سعيد الخراز وأبي العباس بن مسروق كتب الحديث الكثير ورواه.


قلت: متى رأيت الصوفي مكباً على الحديث فثق به ومتى رأيته نائياً عن الحديث فلا تفرح به لا سيما إذا أنضاف إلى جهله بالحديث عكوف على ترهات الصوفية ورموز الباطنية نسأل الله السلامة كما قال ابن المبارك:

 

وهل أفسد الدين إلا الملوك

 

وأحبار سوء ورهبانـهـا

 

وعن أبي سعيد الخراز: سألت محمد بن منصور عن حقيقة الفقر فقال: السكون عند كل عدم والبذل عند كل وجود.


وعن محمد بن منصور أنه سئل: إذا أكلت وشبعت فما شكر تلك النعمة قال: أن تصلي حتى لا يبقى في جوفك منه شيء.


قال الحسين بن مصعب: حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: مرني بشيء حتى ألزمه قال: عليك باليقين.


وعنه قال: يعرف الجاهل بالغضب في غير شيء وإفشاء السر والثقة بكل أحد والعظة في غير موضعها.


مات رحمه الله في شوال سنة أربع وخمسين ومائتين وعاش ثمانياً وثمانين سنة.


أخبرنا محمد بن بطيخ وجماعة قالوا: أخبرنا الناصح أخبرتنا شهدة أخبرنا ابن طلحة أخبرنا أبو عمر بن مهدي حدثنا المحاملي حدثنا محمد بن منصور حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن طلحة بن يزيد عن إبراهيم بن سعد عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي هذه المقالة حين استخلفه: "ألا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".

 

محمد بن رافع

 

ابن أبي زيد واسمه سابور الإمام الحافظ الحجة القدوة بقية الأعلام أبو عبد الله القشيري مولاهم النيسابوري.


ولد سنة نيف وسبعين ومائة في أيام مالك الإمام ورحل سنة نيف وتسعين.


وسمع ما لا يوصف كثرة وجمع وصنف.


قال فيه الحاكم في تاريخه: شيخ عصره بخراسان في الصدق والرحلة.


سمع بالحجاز سفيان بن عيينة ومعن بن عيسى وابن أبي فديك وأبا بكر بن أبي أويس وطبقتهم بالحجاز وعبد الله بن إدريس ووكيعاً وابن نمير وأبا معاوية وأبا أسامة ويونس بن بكير والحسين الجعفي وعدة بالكوفة وعبد الرزاق وأخاه عبد الوهاب ويزيد بن أبي حكيم وعبد الله الوليد وإسماعيل بن عبد الكريم باليمن وأبا داود ووهب بن جرير وأبا قتيبة وأبا علي الحنفي وحماد بن مسعدة وعدة بالبصرة.


ومن يزيد بن هارون وطبقته بواسط ومن شبابة بالمدائن ومن أبي النضر وعدة ببغداد ومن النضر بن شميل ومكي بن إبراهيم وطبقتهما بخراسان وعني بالسنن علماً وعملاً وعمر وارتحل الناس إليه.


حدث عنه: البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي في تصانيفهم ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن سلمة وأبو زرعة وإبراهيم بن أبي طالب وأبو بكر بن خزيمة وأبو بكر بن أبي داود ومحمد بن عقيل البلخي وجعفر بن أحمد بن نصر ومحمد بن إسحاق الثقفي وزنجويه بن محمد وخلق آخرهم موتاً حاجب بن أحمد الطوسي.


ومن طريقه يقع حديثه عالياً في الثقفيات.


قال الحاكم: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب سمعت أبا عمرو المستملي سمعت محمد بن رافع يقول: كنت مع أحمد بن حنبل وإسحاق عند عبد الرزاق فجاءنا يوم الفطر فخرجنا مع عبد الرزاق إلى المصلى ومعنا ناس كثير فلما رجعنا من المصلى دعانا عبد الرزاق إلى الغداء فجعلنا نتغدى معه فقال لأحمد وإسحاق: رأيت اليوم منكما شيئاً عجباً لم تكبرا!! قالا: يا أبا بكر نحن ننظر إليك هل تكبر فنكبر فلما رأيناك لم تكبر أمسكنا قال: وأنا كنت أنظر إليكما هل تكبران فأكبر. قال جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ: ما رأيت من المحدثين أهيب من محمد بن رافع كان يستند إلى الشجرة الصنوبر في داره فيجلس العلماء بين يديه على مراتبهم وأولاد الطاهرية ومعهم الخدم كأن على رؤوسهم الطير فيأخذ الكتاب ويقرأ بنفسه ولا ينطق أحد ولا يتبسم إجلالاً له وإذا تبسم واحد أوراطن صاحبه قال: وصلى الله على محمد ويأخذ الكتاب فلا يقدر أحد يراجعه أو يشير بيده ولقد تبسم خادم من خدم الطاهرية يوماً فقطع ابن رافع مجلسه فانتهى الخبر بذلك إلى طاهر بن عبد الله فأمر بقتل الخادم حتى احتلنا لخلاصه.


قال زكريا بن دلويه: بعث طاهر بن عبد الله إلى ابن رافع بخمسة آلاف درهم مع رسول فدخل عليه بعد العصر وهو يأكل الخبز مع الفجل فوضع الكيس فقال: بعث الأمير إليك بهذا المال فقال: خذ خذ لا أحتاج إليه فإن الشمس قد بلغت رأس الحيطان إنما تغرب بعد ساعة وقد جاوزت الثمانين إلى متى أعيش؟ فرد قال: فدخل ابنه وقال: يا أبة ليس لنا الليلة خبز قال: فبعث ببعض أصحابه خلف الرسول ليرد المال إلى طاهر فزعاً من ابنه أن يذهب خلفه فيأخذ المال.


قال زكريا: ربما كان يخرج إلينا محمد بن رافع في الشتاء وقد لبس لحافه.


أحمد بن سلمة: حدثنا محمد بن رافع رأيت أحمد بن حنبل بين يدي يزيد بن هارون ببغداد وفي يده كتاب لزهير عن جابر وهو يكتبه فقلت: يا أبا عبد الله تنهونا عن جابر وتكتبونه؟ قال: نعرفه.


الحاكم: أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر سمعت أحمد بن سلمة سمعت محمد بن رافع يقول: أنا أفدت أحمد بن حنبل عن يزيد بن مسلم الصنعاني الراوي عن وهب ونزلت أنا وأحمد ومات الشيخ وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة.


قال أحمد بن عمر بن يزيد: حدثنا محمد بن رافع سمعت عبد الرزاق سمعت معمراً يقول: رأيت باليمن عنقود عنب وقر بغل تام.
قال مسلم والنسائي: ابن رافع ثقة مأمون.


قال زنجويه بن محمد: مات محمد بن رافع في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين وغسله أحمد بن نصر العابد وصلى عليه محمد بن يحيى.


الحاكم: أخبرنا أحمد بن بالويه العفصي حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم سمعت أبا بكر المدني يعني: محمد بن نعيم يقول: رأيت محمد بن رافع في المنام بعد موته بثلاث في حجره مصحف يقرأ فقلت له: أليس قد مت؟ فنظر إلى نظرة منكرة فقلت: سألتك بالله إلا ما حدثتني ما فعل بك ربك؟ قال: بشرني بالروح والراحة.


أخبرنا أبو الحسين الحافظ أخبرنا جعفر بن علي وعلي بن هبة الله وأحمد بن محمد وعبد الله بن رواحة قالوا: أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أبو القاسم بن الفضل حدثنا ابن محمش أخبرنا حاجب بن أحمد حدثنا محمد بن رافع حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة أن أبا هريرة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يسوق بدنة وهو يمشي فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنها بدنة فأمره أن يركبها.

 

أحمد بن المقدام

 

ابن سليمان بن أشعث الإمام المتقن الحافظ أبو الأشعث العجلي البصري.


سمع حماد بن زيد وحزم بن أبي حزم وعبد الله بن جعفر المديني ويزيد بن زريع وخالد بن الحارث وفضيل بن عياض وعثمان بن علي ومعتمر بن سليمان وجماعة.


حدث عنه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة والبغوي وابن أبي داود ويحيى بن صاعد وعلي بن عبد الله بن مبشر وأحمد بن علي الجوزجاني والقاضي أبو عبد الله المحاملي وابن خزيمة والحسين بن يحيى القطان وخلق كثير.


قال النسائي: ثقة.


وقال ابن خزيمة: كان صاحب حديث.


وقال أبو حاتم: محله الصدق.


قال أبو الأشعث: ولدت قبل موت المنصور بسنتين.


قال أبو داود: لا أحدث عنه كان يعلمهم المجون كان بالبصرة مجان يلقون صرة الدراهم ثم يرقبونها فإذا جاء من يرفعها صاحوا به وخجلوه فعلمهم أبو الأشعث أن يتخذوا صرة فيها زجاج فإذا أخذوا صرة الدراهم فصاح صاحبها وضعوا بدلها في الحال صرة الزجاج.


قلت: مات في صفر سنة ثلاث وخمسين ومائتين.


يقع حديثه عالياً في جزء الحفار وفي الثقفيات وغير ذلك وعاش بضعاً وتسعين سنة وكان أسند من بقي بالبصرة. أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن غالية قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن البناء أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني قال: كتب إلي عبد الله بن رباح سمعت عبد الله بن عمرو يقول: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج إلينا نعرف في وجهه الغضب فقال: "ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب".


هذا حديث صحيح وهو دال على تحريم الجدال والاختلاف في الكتاب مع أنه عليه الصلاة والسلام كان يمكنه أن يوضح الحق لهما في تلك الآية ويبين أن أحدهما مصيب ومع هذا فلم يفعل بل سد الباب ولو كان تبيين ذلك مما تمس إليه الحاجة لأوضحه فعلم بهذا أن كل نص ألقاه إلى أمته ولم يزدهم فيه تفسيراً ولا هم سألوه بل ولا فسروه لمن بعدهم فإن قراءته تفسيره فلا يزاد عليه ولا يبحث فيه ولا سيما إذا كان في أسماء الله وصفاته المقدسة.


وفيها مات أحمد بن سعيد الهمداني بمصر وأحمد بن سعيد الدارمي وخشيش بن أصرم والسري السقطي وعلي بن مسلم الطوسي وعلي بن شعيب السمسار ومحمد بن عبد الله بن طاهر الأمير ومحمد بن يحيى القطعي وهارون بن سعيد الأيلي ويوسف بن موسى القطان ومحمد بن عيسى التيمي مقرئ الري ووصيف الأمير وأبو العباس القلوري.

 

يوسف بن موسى

 

ابن راشد الإمام المحدث الثقة أبو يعقوب الكوفي القطان نزيل بغداد.


ولد سنة نيف وستين ومائتين وحدث عن: جرير بن عبد الحميد وأبي خالد الأحمر وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس وأبي بكر بن عياش ووكيع وعبد الله بن نمير وحكام بن سلم وأحمد بن يونس وعبيد الله بن موسى وأبي أسامة وعدة.


حدث عنه: البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة وإبراهيم الحربي وقاسم المطرز وأبو القاسم البغوي وابن صاعد والنسائي خارج سننه والقاضي المحاملي وخلق سواهم.


وكان من أوعية العلم قد كتب عنه يحيى بن معين والكبار.


قال النسائي: لا بأس به.


وروى أبو سعيد السكري عن يحيى بن معين: صدوق.


وقيل: يتجر إلى الري فسمع من جرير.


قال ابن زولاق: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الحداد يقول: قرأت على أبي عبيد بن حربويه جزءاً عن يوسف بن موسى القطان فلما فرغت قلت: كما قرأت على القاضي قال: نعم إلا الإعراب فإنك تعرب وكان يوسف لا يعرب.


قلت: توفي يوسف بن راشد وكذا نسبه البخاري إلى جده في صفر سنة ثلاث وخمسين ومائتين.


ويقع من عواليه في المحامليات وغير ذلك.

 

محمود بن غيلان

 

الإمام الحافظ الحجة أبو أحمد العدوي مولاهم المروزي من أئمة الأثر.


حدث عن: سفيان بن عيينة والفضل بن موسى والوليد بن مسلم وأبي معاوية ووكيع ويحيى بن سليم الطائفي وعبد الرزاق وطبقتهم فأكثر وجود وكان من فرسان الحديث.


حدث عنه: الجماعة سوى أبي داود وأبو زرعة وأبو حاتم ومطين والحسن بن سفيان والهيثم بن خلف وأبو القاسم البغوي وإبراهيم بن أبي طالب وأبو العباس السراج وجعفر بن أحمد بن نصر ومحمد بن شاذان وابن خزيمة وخلق.


قال أحمد بن حنبل: أعرفه بالحديث صاحب سنة قد حبس بسبب القرآن.


وقال النسائي: ثقة.


قال محمود بن غيلان: سمع مني إسحاق بن راهويه حديثين.


وقال الحاكم: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بمرو حدثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه قال: خرج محمود بن غيلان إلى الحج سنة ست وأربعين ومائتين ثم رد إلى مرو وتوفي لعشر بقين من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين كذا وقع في تاريخ الحاكم والصحيح وفاته في رمضان سنة تسع وثلاثين ومائتين.


وقع لي من عوالي محمود بن غيلان.

 

الدارمي

 

عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الله الحافظ الإمام أحد الأعلام أبو محمد التميمي ثم الدارمي السمرقندي ودارم هو ابن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم طوف أبو محمد الأقاليم وصنف التصانيف. وحدث عن: يزيد بن هارون ويعلي بن عبيد وجعفر بن عون وبشر بن عمر الزهراني وأبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي وأخيه أبي بكر عبد الكبير ومحمد بن بكر البرساني ووهب بن جرير والنضر بن شميل وهو أقدمهم موتاً وأبي النضر هاشم بن القاسم وعثمان بن عمر بن فارس وسعيد بن عامر الضبعي والأسود بن عامر وأحمد بن إسحاق الحضرمي وأبي عاصم وعبيد الله بن موسى وأبي المغيرة الخولاني وأبي مسهر الغساني ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الصمد بن عبد الوارث وأبي نعيم وعفان وأبي الوليد ومسلم وزكريا بن عدي ويحيى بن حسان وخلق وينزل إلى دحيم وخليفة بن خياط.


حدث عنه: مسلم وأبو داود والترمذي وعبد بن حميد وهو أقدم منه ورجاء بن مرجى والحسن بن الصباح البزار ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن يحيى وهم أكبر منه وقد روي الترمذي أيضاً عن محمد بن إسماعيل عنه وبقي بن مخلد وأبو زرعة وأبو حاتم وصالح بن محمد جزرة وإبراهيم بن أبي طالب وجعفر بن أحمد بن فارس وجعفر الفريابي وعبد الله بن أحمد وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن النضر الجارودي وعيسى بن عمر السمرقندي راوي مسنده عنه وآخرون.


قال عبد الصمد بن سليمان البلخي سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني فقال: تركناه لقول عبد الله بن عبد الرحمن لأنه إمام.


وقال إسحاق بن داود السمرقندي: قدم قريب لي من الشاش فقال: أتيت أحمد بن حنبل فجعلت أصف له أبا المنذر وجعلت أمدحه فقال: لا أعرف هذا فقد طالت غيبة إخواننا عنا لكن أين أنت عن عبد الله بن عبد الرحمن؟ عليك بذاك السيد عليك بذاك السيد.


روى نعيم بن ناعم قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع.


قال إسحاق بن إبراهيم الوراق: سمعت محمد بن عبد الله المخرمي يقول: يا أهل خراسان مادام عبد الله بن عبد الرحمن بين أظهركم فلا تشتغلوا بغيره.


قال: وسمعت أبا سعيد الأشج يقول: عبد الله بن عبد الرحمن إمامنا.


وسمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: أمر عبد الله بن عبد الرحمن أظهر من ذلك فيما يقولون من البصر والحفظ وصيانة النفس عافاه الله.


وقال محمد بن بشار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري ومسلم بنيسابور وعبد الله بن عبد الرحمن بسمرقند ومحمد بن إسماعيل ببخارى.


قلت: كان بندار يفتخر بكونهم حملوا عنه.


وروى إسحاق بن أحمد بن زبرك عن أبي حاتم الرازي قال: محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق ومحمد بن يحيى أعلم من بخراسان اليوم ومحمد بن أسلم أورعهم وعبد الله بن عبد الرحمن أثبتهم.


وروى عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه قال: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه.


وقال أبو حامد بن الشرقي: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة محمد بن يحيى ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن ومسلم بن الحجاج وإبراهيم بن أبي طالب.


وقال محمد بن إبراهيم بن منصور الشيرازي: كان عبد الله على غاية من العقل والديانة من يضرب به المثل في الحلم والدراية والحفظ والعبادة والزهادة أظهر علم الحديث والآثار بسمرقند وذب عنها الكذب وكان مفسراً كاملاً وفقيهاً عالماً.


وقال أبو حاتم بن حبان: كان الدارمي من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممن حفظ وجمع وثقفه وصنف وحدث وأظهر السنة ببلده ودعا إليها وذب عن حريمها وقمع من خالفها.


وقال أبو بكر الخطيب: كان أحد الرحالين في الحديث والموصوفين بحفظه وجمعه والإتقان له مع الثقة والصدق والورع والزهد واستقضي على سمرقند فأبى فألح السلطان عليه حتى يقلده وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي وكان على غاية العقل ونهاية الفضل يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة والاجتهاد والعبادة والزهادة والتقلل وصنف المسند والتفسير والجامع.


قال إسحاق بن إبراهيم الوراق: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: ولدت في سنة مات ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة.


وقال أحمد بن سيار المروزي الحافظ: كان الدارمي حسن المعرفة قد دون المسند والتفسير.


مات في سنة خمس وخمسين ومائتين يوم التروية بعد العصر ودفن يوم عرفة يوم الجمعة وهو ابن خمس وسبعين سنة.


وقال الحافظ مكي بن محمد بن أحمد بن ماهان البلخي تلميذه في تاريخ وفاته نحو ذلك ووهم من قال: وفاته في سنة خمسين فقد أرخه جماعة على الأول. قال إسحاق بن أحمد بن خلف: كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري فورد عليه كتاب فيه نعي عبد الله بن عبد الرحمن فنكس رأسه ثم رفع واسترجع وجعل تسيل دموعه على خديه ثم أنشأ يقول:

 

إن تبق تفجع بالأحبة كلهـم

 

وفناء نفسك لا أبا لك أفجع

 

ثم قال إسحاق: ما سمعناه ينشد إلا يجيء في الحديث.


قلت: قد كان الدارمي ركناً من أركان الدين قد وثقه أبو حاتم الرازي والناس وحدث عنه بندار والكبار وبلغنا عن أحمد بن حنبل وذكر الدارمي فقال: عرضت عليه الدنيا فلم يقبل.


قال رجاء بن مرجى: رأيت سليمان الشاذكوني وإسحاق بن راهويه وسمي جماعة فما رأيت أحفظ عن عبد الله الدارمي.


ومن حديثه: أخبرنا عمر بن محمد الفارسي والحسن بن علي وهدية بنت علي بن عسكر وجماعة وابن الحبوبي قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر الحريمي أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا عبد الله بن حمويه أخبرنا عيسى بن عمر بن العباس حدثنا عبد الله الدارمي حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نعم الإدام الخل".


هذا حديث صحيح غريب فرد على شرط الشيخين وانفرد مسلم به ورواه أيضاً أبو عيسى في جامعه كلاهما عن أبي محمد الدارمي فوقع موافقة بعلو.


وقد كان الدارمي يقصد في رواية هذا الحديث لتفرده به قال: فكان يدق علي الباب وأنا ببغداد فأقول: من ذا؟ فيقال: يحيى بن حسان: "نعم الإدام الخل".


وبهذا الإسناد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجوع أهل بيت عندهم التمر" أخرجه مسلم والترمذي جميعاً عن الدارمي وبه إلى الدارمي من سوى ابن الحبوبي.


أخبرنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أيوب وإسماعيل بن أمية وعبيد الله وموسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجن قيمته ثلاثة دراهم رواه مسلم عن الدارمي.


وبه: أخبرنا أبو علي الحنفي حدثنا مالك عن أبي الزبير أن أبا الطفيل أخبره أن معاذ بن جبل أخبره قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة يصلي الظهر والعصر جميعاً ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعاً مسلم عن الدارمي.


أخبرنا عمر بن محمد وسليمان بن قدامة وأحمد بن مكتوم ومحمد بن عبد الغني الذهبي ومحمد بن حمزة وسنقر الزيني وعبد العالي بن عبد الملك ومحمود بن يوسف وعبد الحميد بن أحمد وإسماعيل بن يوسف وعبد الأحد التيمي وإبراهيم بن صدقة وأحمد بن محمد الحافظ وأحمد بن نعمة وحسن بن علي وهدية بنت علي وعيسى بن أبي محمد وعبد الرحمن بن عقيل الخطيب قالوا: أخبرنا أبو المنجى عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرنا أبو الحسن الداوودي أخبرنا أبو محمد بن حمويه أخبرنا عيسى بن عمر حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف ورأى عليه أثراً من صفرة: "مهيم"؟ قال: تزوجت قال: "أولم ولو بشاة" أخرجه البخاري وغيره.


أخبرنا عمر بن محمد وسليمان بن أبي عمر وهدية بنت علي قالوا: أخبرنا أبو المنجي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن حمويه أخبرنا عيسى بن عمر حدثنا أبو محمد الدارمي أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد حدثني عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب أخبرني نافع بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الأيم أملك بأمرها من وليها والبكر تستأمر في نفسها وصمتها إقرارها".


هذا حديث حسن الإسناد غريب عال جداً وقد أخرجه الجماعة سوى البخاري من حديث جماعة عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير بن مطعم.

 

أحمد بن سعيد

 

ابن بشر الحافظ أبو جعفر الهمداني المصري صاحب ابن وهب.


ويروي أيضاً: عن بشر بن بكر والشافعي وإسحاق بن الفرات وطائفة.


وعنه: أبو داود وزكريا الساجي وعمر بن بجير ومحمد بن أحمد بن كسا الواسطي وعلي علان وابن أبي داود وآخرون.


قال النسائي: لو رجع عن حديث الغار من طريق بكير بن الأشج لرويت عنه وقال مرة: ليس بالقوي.


قيل: مات في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

 

الدارمي

 

الإمام العلامة الفقيه الحافظ الثبت أبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان الدارمي السرخسي. ولد سنة نيف وثمانين ومائة.


وسمع النضر بن شميل وجعفر بن عون وروحاً وعبد الصمد بن عبد الوارث وأحمد بن إسحاق الحضرمي وأبا عاصم النبيل وحبان بن هلال ووهب بن جرير وعلي بن الحسين بن واقد وطبقتهم وأكثر التطواف وتوسع في العلم وبعد صيته.


حدث عنه الجماعة الستة سوى النسائي وروى الترمذي أيضاً عن رجل عنه وأحمد بن سلمة وعبد الواحد بن هانئ وأبو العباس السراج وابن خزيمة وخلق وقد حدث عنه من القدماء محمد بن المثنى الزمن.


أقدمه أمير خراسان عبد الله بن طاهر إلى نيسابور ليحدث بها فأقام بها ملياً ثم ولي قضاء سرخس ثم رد إلى نيسابور وبها مات.
قال أبو عمرو المستملي: دخلنا عليه في مرضه فأوصى بعشرة آلاف درهم وبغلة يتصدق بها وقال: إن مت فرقيقي عنبر وفتح وحمدان وعلان أحرار لوجه الله.


قال الإمام أحمد بن حنبل: ما قدم علينا خراساني أفقه بدناً من أحمد بن سعيد الدرامي.


وذكر مؤرخ لا أستحضر اسمه أن أحمد الدارمي قدم هراة على متوليها هارون بن الحسين بن مصعب يتعرض لمعروفه فأنزله داره ووصله بأربعة آلاف درهم وكان عالماً بالرجال والعلل والتاريخ ومنه تعلم أصحابنا بهراة معرفة الحديث.


قلت: كان ينظر بأبي زرعة وابن وارة.


قلت: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين.


وقد مر أحمد بن سعيد الرباطي وسيأتي عثمان بن سعيد الدارمي.

 

عبد

 

هو الإمام الحافظ الحجة الجوال أبو محمد عبد بن حميد بن نصر الكسي ويقال له: الكشي بالفتح والإعجام يقال: اسمه عبد الحميد ولد بعد السبعين ومائة.


وحدث عن: علي بن عاصم الواسطي ومحمد بن بشر العبدي وابن أبي فديك ويزيد بن هارون ويحيى بن آدم وأبي علي الحنفي وأبي داود الحفري وعبد الرزاق وجعفر بن عون وأبي أسامة وأبي داود الطيالسي وأبي بدر السكوني وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي وسلم بن قتيبة وزيد بن الحباب وعبد الله بن بكر وعمر بن يونس اليمامي والواقدي ومحاضر بن المورع ومصعب بن المقدام وأبي عاصم وخلق كثير مذكورين في تفسيره الكبير وفي مسنده الذي وقع لنا المنتخب منه.


حدث عنه: مسلم والترمذي والبخاري تعليقاً في دلائل النبوة من صحيحه فقال: وقال عبد الحميد: حدثنا عثمان بن عمر حدثنا معاذ بن العلاء عن نافع عن ابن عمر في حنين الجذع فقيل: هذا هو عبد وروى أيضاً ولده محمد عنه وبكر بن المرزبان وشريح بن أبي عبد الله النسفي الزاهد والمكي بن نوح المقرئ وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن عبد بن عامر السمرقندي وإبراهيم بن خزيم بن قمير الشاشي وأبو معاذ العباس بن إدريس بن الفرج الكسي وأبو سعيد حاتم بن حسن الشاشي والحسن بن الفضل بن أبي البزاز وأبو عمر حفص بن بوخاش وسلمان بن إسرائيل بن جابر الخجندي وسهل بن شاذويه البخاري وأبو سعيد الشاه بن جعفر بن حبيب النسف وأبو بكر محمد بن عمر بن منصور الكشي ومحمد بن موسى بن الهذيل النسفي ومحمود بن عنبر بن نعيم الأزدي النسفي وغيرهم من أهل ما وراء النهر ممن لا نعرف أحوالهم.


قال أبو حاتم البستي في كتاب الثقات: عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي وهو الذي يقال له: عبد بن حميد وكان ممن جمع وصنف مات سنة تسع وأربعين ومائتين.


قلت: فأما قول من قال: إنه توفي بدمشق فإنه خطأ فاحش فإن الرجل ما رأى دمشق لا في ارتحاله ولا في شيخوخته.


وقد وقع لنا المنتخب عالياً ثم لصغار أولادنا. أخبرنا أبو الحسين اليونيني وجماعة قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا أبو الوقت أخبرنا أبو الحسن الداوودي أخبرنا ابن حمويه أخبرنا إبراهيم بن خزيم حدثنا عبد بن حميد أخبرنا علي بن عاصم عن الجريري عن أبي نضرة حدثني أبو سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة فقال له الناس: يا رسول الله قد كثر الناس وإنهم يحبون أن يروك فلو اتخذت منبراً تقوم عليه قال: "من يجعل لنا هذا"؟ فقال رجل: أنا ولم يقل: إن شاء الله فقال: "وما اسمك"؟ قال: فلان قال: "اقعد" ثم عاد فقال كقوله فقام رجل فقال: "تجعله"؟ قال: نعم إن شاء الله قال: "ما اسمك"؟ قال: إبراهيم قال: اجعله فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبي صلى الله عليه وسلم من آخر المسجد فلما صعد المنبر فاستوى عليه واستقبل الناس حنت النخلة حتى أسمعتني وأنا في آخر المسجد قال: فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فاعتنقها فلم يزل حتى سكنت ثم عاد إلى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن هذه النخلة إنما حنت شوقاً إلى رسول الله لما فارقها فوالله لو لم أنزل إليها فأعتنقها لما سكنت إلى يوم القيامة".


هذا حديث متصل الإسناد غريب.


ومات معه في العام عمرو بن علي الفلاس وهشام بن خالد الأزرق ومحمود بن خالد الدمشقي ورجاء بن مرجي الحافظ وخلاد بن أسلم وسعيد بن يحيى الأموي وآخرون.