أحمد بن نصر

أحمد بن نصر

ابن زياد الإمام القدوة شيخ نيسابور ومقرئها ومفتيها وزاهدها الشيخ أبو عبد الله القرشي النيسابوري.

ارتحل وحدث عن: عبد الله بن نمير والنضر بن شميل وابن أبي فديك وأبي أسامة وطبقتهم.

روى عنه أبو نعيم أحد شيوخه والترمذي والنسائي في كتابيهما وسلمة بن شبيب وابن خزيمة وأبو عروبة الحراني وعدد كثير.

قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره كثير الرحلة والحديث رحمه الله.

وقيل: إنه ارتحل إلى أبي عبيد على كبر السن متفقها فأخذ عنه وكان يفتي بمذهبه وعليه تفقه ابن خزيمة أولاً قبل أن يرحل إلى المزني وكان ثقة مأموناً صاحب سنة كبير الشأن.

توفي في سنة خمس وأربعين ومائتين.

وفيها مات إمام أهل سمرقند القدوة العابد الثقة أبو بكر:

أحمد بن نصر العتكي السمرقندي

يروي عن ابن عينية وجماعة.

حمل عنه: أبو محمد الدارمي وطائفة.

عبد الله بن الصباح

الإمام الحافظ الثقة أبو محمد الهاشمي مولاهم البصري العطار.

حدث عن: هشيم بن بشير ومعتمر بن سلميان ومحمد بن سواء وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ويزيد بن هارون ويحيى القطان وطبقتهم.

حدث عنه: الجماعة سوى ابن ماجه وإمام الأئمة ابن خزيمة وأحمد بن عمرو البزار وأبو بكر بن أبي داود وأبو محمد بن صاعد ومحمد بن هارون الروياني وطائفة سواهم.

وثقه النسائي وغيره.

قيل: مات سنة خمسين.

وقرأت بخط الإمام أبي محمد بن تيمية أن السراج قال: توفي في سنة ثلاث وخمسين.

علي بن سهل

ابن موسى وقيل: علي بن سهل بن قادم الإمام الحجة أبو الحسن النسائي ثم الرملي أخو موسى بن سهل.

قال النسائي: هو نسائي سكن الرملة.

قلت: سمع الوليد بن مسلم ومروان بن معاوية وضمرة بن ربيعة وجماعة.

حدث عنه: أبو داود في سننه والنسائي في اليوم والليلة ووثقه وابن جوصا وأبو عوانة وأبو بكر بن أبي داود وابن جرير والعباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة وعدد كثير.

مات سنة إحدى وستين ومائتين.

وأخوه

الإمام أبو عمران موسى بن سهل بن قادم الرملي وهو الصغير.

سمع آدم بن أبي إياس وعلي بن عياش.

وعنه أبو داود في سننه وابن خزيمة وابن أبي حاتم والأرغياني وجماعة.

ثقة.

مات في جمادى الأول سنة 262.

وسوف يأتي علي بن سهل الرملي نزيل بغداد.

عبد الرحمن رسته

هو الإمام المحدث المتقن أبو الفرج عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري المديني الأصبهاني ولقبه رسته.

سمع يحيى القطان وعبد الوهاب الثقفي وعبد الرحمن بن مهدي وخلقاً سواهم.

حدث عنه: ابن ماجة في سننه ومحمد بن يحيى بن مندة وعبد الله بن أحمد بن أسيد وابن أخيه عبد الله بن محمد بن عمر الزهري وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أحمد الهمذاني عبدوس والحسن بن محمد الداركي وخلق كثير. وكان عنده عن ابن مهدي ثلاثون ألفاً.

وروى إبراهيم بن محمد بن الحارث الأصبهاني عن أحمد بن حنبل قال: ما ذهبت يوما إلى ابن مهدي إلا وجدت الأخوين الأزرقين عنده يعني: عبد الرحمن وعبد الله.

وقال أبو الشيخ: غرائب حديث رسته تكثر.

قال ابن أخيه محمد بن عبد الله: توفي عمي سنة خمسين ومائتين.

أخوه

الإمام المحدث أبو محمد بن عمر الزهري.

سمع يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر غندر وابن مهدي وحماد بن مسعدة وعبد الوهاب الثقفي.

قال أبو الشيخ: وله مصنفات كثيرة خرج قاضياً على الكرخ فمات بها.

قلت: روى عنه محمد بن يحيى بن مندة وأحمد بن عبد الكريم الزعفراني وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن محمد بن عمر وسلم بن عصام وعدة.

وله غرائب كأخيه.

مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

أحمد بن سنان

ابن أسد بن حبان الإمام الحافظ المجود أبو جعفر الواسطي القطان.

ولد بعد السبعين ومائة.

سمع أبا معاوية الضرير ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان ويزيد بن هارون وهذه الطبقة وصنف المسند.

حدث عنه: البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابنه جعفر بن أحمد وابن خزيمة والنسائي في جمعه لحديث مالك ويحيى بن صاعد وعلي بن عبد الله بن مبشر وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخلق سواهم.

وقال فيه ابن أبي حاتم: هو إمام أهل زمانه.

وقال أبوه أبو حاتم: ثقة صدوق.

وقال إبراهيم بن أورمة: ما كتبناه عن أبي موسى وبندار أعدناه عن أحمد بن سنان وما كتبناه عن أحمد لم نعده عن غيره.

قال جعفر بن أحمد بن سنان: سمعت أبي يقول: ليس في الدنيا مبتدع إلا يبغض أصحاب الحديث وإذا ابتدع الرجل بدعة نزعت حلاوة الحديث من قلبه.

قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: توفي أحمد بن سنان سنة ست وخمسين ويقال: سنة ثمان وخمسين ويقال: سنة تسع وخمسين ومائتين.

أخبرنا أحمد بن يوسف وعلي بن محمد وابن الظاهري قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا سعيد بن البناء حضوراً أخبرنا محمد بن محمد أنبأنا محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يزيد أخبرنا شريك عن محمد بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمس مائة عام".

مؤمل به إهاب

ابن عبد العزيز بن قفل الإمام الحافظ الصدوق أبو عبد الرحمن الربعي الكوفي ثم الرملي وقيل: ابن قفل بن سدل بحركات.

ولد في حدود الثمانين ومائة أو قبلها.

وسمع ضمرة بن ربيعة ويزيد بن هارون وأيوب بن سويد وسيار بن حاتم الزاهد ومالك بن سعير ويحيى بن آدم وعبد الرزاق بن همام وطبقتهم وكان من علماء المحدثين.

حدث عنه أبو داود والنسائي وسعيد بن هاشم الطبراني وابن جوصا ومحمد بن تمام البهراني وأحمد بن عبد الله بن هلال وخلق سواهم.
وله رحلة طويلة في شبيبته ثم في شيخوخته فحدث ببغداد ودمشق وحلب وحمص والرملة فعن علي بن أبي سليمان قدم مؤمل الرملة فاجتمعوا عليه وكان زعراً متمنعاً فألحوا فامتنع فمضوا إلى الوالي وألفوا منهم اثنين فقالا: لنا عبد له علينا حق صحبة وتربية آل بنا الحال إلى بيعه فامتنع قال: وكيف أعلم صحة هذا؟ قال: معنا جماعة محدثون يعلمون ذلك فسمع قولهم وطلب المؤمل بالشرط فتعزز فجروه وقالوا: أخبرنا بأنك تطعمت بالآفاق فلما دخل قال: ما يكفيك إباقك حتى تعزز على سلطانك؟ الحبس فحبسوه وكان طوالاً أصفر خفيف اللحية يشبه عبيد أهل الحجاز فلم يزل في الحبس أياماً حتى علم إخوانه فمضوا إلى الوالي وقالوا: هذا مؤمل بن يهاب في حبسك مظلوم قال: ما أعرف هذا ومن مؤمل؟ قالوا: الذي اجتمع عليه جماعة قال: أهو الآبق؟ قالوا: بل هو إمام من أئمة المسلمين فأخرجه وطلب أن يحله فهذه حكاية منكرة فالله أعلم.

مات في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين.

وفيها مات إبراهيم بن مجشر وسلم بن جنادة وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وزياد بن يحيى الحساني ومحمد بن منصور الطوسي العابد ومحمد بن هاشم البعلبكي والمرار بن حمويه وعلي بن محمد بن علي الكاظم الحسيني أحد الاثني عشر وأحمد بن عبد الواحد بن عبود بدمشق.

محمد بن مسعود

ابن يوسف الإمام القدوة الحافظ أبو جعفر بن العجمي الطرسوسي شيخ الثغر في زمانه. حدث عن عيسى بن يونس ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب وعبد الرزاق وطبقتهم.

حدث عنه: أبو داود في سننه وابنه أبو بكر بن أبي داود وجعفر الفريابي ومحمد بن وضاح حافظ الأندلس وحاجب بن أركين وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبو العباس السراج وخلق سواهم.

وثقه أبو بكر الخطيب وغيره.

وكان ابن وضاح يتغالى فيه.

قال أبو عمر بن عبد البر: قال ابن وضاح: ما رأيت أعلم بالحديث من محمد بن مسعود.

وقال ابن وضاح أيضاً: هو رفيع الشأن فاضل ليس بدون أحمد بن حنبل.

قلت: لم نظفر بتاريخ وفاته وقد بقي إلى حدود سنة خمسين وسمع منه أحمد بن علي الجزري في سنة سبع وأربعين ومائتين.

أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد أخبرنا سعيد بن حسين الريوندي في سنة 544 أخبرنا الفضل بن المحب أخبرنا الحسين الخفاف أخبرنا أبو العباس السراج حدثنا محمد بن مسعود الطرسوسي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أنه كان يقنت في الركعة الآخرة من الظهر والعشاء والصبح ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله.

هذا حديث نظيف الإسناد ولم يخرجه الجماعة.

خشيش بن أصرم

ابن الأسود الإمام الحافظ الحجة مصنف كتاب الاستقامة أبو عاصم النسائي.

سمع روح بن عبادة وأبا عاصم وعبد الرزاق وعبد الله بن بكر السهمي وطبقتهم.

وكان صاحب سنة واتباع.

حدث عنه أبو داود والنسائي في سننهما وعلان وأحمد بن عبد الوارث العسال وأبو بكر بن أبي داود ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي وآخرون.

وثقه النسائي.

وله رحلة واسعة إلى الحرمين ومصر والشام واليمن والعراق.

توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين بمصر.

علي بن حرب

ابن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة الإمام المحدث الثقة الأديب مسند وقته أبو الحسن الطائي الموصلي.

اتفق مولده بأذربيجان في سنة خمس وسبعين ومائة وكان أبوه يتجر.

رأى علي المعافى بن عمران ونشأ بالموصل.

وسمع سفيان بن عيينة وحفص بن غياث وعبد الله بن إدريس وأبا معاوية وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ومحمد بن بشر ومحمد بن فضيل ووكيع بن الجراح ويحيى بن يمان وعبد الله بن نمير وزيد بن الحباب وعمرو بن عبد الجبار والقاسم بن يزيد الجرمي ويزيد بن هارون ووهب بن جرير وشبابة بن سوار ويعلى بن عبيد وأسباط بن محمد وأبا داود الحفري وأنس بن عياض الليثي وزيد بن أبي الزرقاء وخلقاً سواهم بالموصل والحجاز والكوفة وبغداد والبصرة وواسط.

حدث عنه: النسائي وقال صالح ويحيى بن صاعد والمحاملي ومحمد بن مخلد وأحمد بن إبراهيم البلدي الإمام ويوسف بن يعقوب الأزرق وابن أبي حاتم وأبو عوانة ومحمد بن جعفر المطيري وعلي بن إسحاق المادرائي وأحمد بن سليمان العباداني ونافلته أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب وخلق كثير.

قال أبو حاتم: صدوق.

وقال الدارقطني: ثقة.

وقال يزيد بن محمد في تاريخ الموصل: رحل علي مع أبيه وسمع وصنف وخرج المسند وكان عالماً بأخبار العرب وأنسابها أديباً شاعراً وفد على المعتز بالله في سنة أربع وخمسين ومائتين وكتب عنه المعتز بخطه ودقق الكتابة فقال: يا أمير المؤمنين أخذت في شؤم أصحاب الحديث فضحك المعتز وأطلق له ضياعاً.

مات علي في شوال سنة خمس وستين ومائتين بالموصل وقد كمل التسعين وصلى عليه أخوه معاوية بن حرب.

أخوه: المحدث الثقة العابد المجاهد أبو بكر.

أحمد بن حرب الطائي

سمع مع أخيه من سفيان بن عيينة وأبي معاوية وعبد الله بن إدريس وطبقتهم.

حدث عنه النسائي وقال: هو أحب إلي من أخيه وأبو بكر ابن أبي داود ومكحول البيروتي وأحمد بن محمد بن صدقة وآخرون.

قال يزيد الأزدي: في تاريخه كان ورعاً فاضلاً رابط بأذنة وبها توفي في سنة ثلاث وستين ومائتين رحمه الله.

أخوهما:

محمد بن حرب

مات كهلاً في سنة ثلاث وخمسين ومائتين فرثاه علي فقال:

 

تقول لي المليحة إذ رأتنـي

 

لدمعي من مآقيه وكـيف

وبين جوانحي زفرات حزن

 

يضيق بحملها بدن ضعيف

أبعد محمد ألهـو بـأمـر

 

يلذ به المجاور والمطـيف

 

قال الأزدي: حدثني صدقة بن محمد بن علي بن حرب قال: قلت لجدي: لم لم ترث عمي الحسن؟ قال: يا بني ما رثيت أحداً إلا ذهب حزنه فأحببت أن يبقى حزني عليه.


ولعلي يرثي ابن ابنه:

 

أرى أفرخي يمضون قصداً إلى البلى

 

وأصبح مثل النسر في جانب الوكـر

أشيع منـهـم واحـداً بـعـد واحـد

 

وأرجع قد أودعته ظلمة الـقـبـر

فمن كان محزوناً بفقـد مـنـغـص

 

فقد أوجع الأحشاء فقد أبي نـصـر

بني كأن الـبـدر أشـبـه وجـهـه

 

يشب شباب الحول في مدة الشهـر

وكان إذا ما ضاق صدري لـحـادث

 

نظرت إليه فانجلت كربة الـصـدر

فيا دهر قد أوجعت قلبـي لـفـقـده

 

فمن ذا الذي يعدي مصاباً على الدهر

سأستعمل التسليم لـلـه والـرضـى

 

وأجبر ثلم النقص في الأهل بالصبر

 

قال يزيد بن محمد الأزدي: حدثني عبد الله بن محمد القرشي سمعت علي بن حرب يقول: كنا عند سفيان بن عيينة فجعل رجل يقول له: يا أبا محمد حديث: "ويل للعرب من شر قد اقترب".


فأعرض عنه فجعل يكرر ذلك عليه وسفيان يعرض عنه فألح عليه فقال له: ويحك! كم تولول للعرب منذ اليوم ويل للنبط من شر قد هبط.


وقع لي من عوالي علي بن حرب أربعة أجزاء: واحد عند أبي القاسم بن صصرى وثلاثة عند أبي القاسم السبط.


أخوهم الشيخ العالم المحدث أبو سفيان:

 

معاوية بن حرب بن محمد الطائي الموصلي

 

ولد سنة مائتين أو بعيدها.


وسمع عبيد الله بن موسى وقبيصة وخلاد بن يحيى وأبا نعيم.


وعنه: القاضي يزيد بن محمد وقال: توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين وله ثمانون سنة.

 

سلمة بن شبيب

 

الإمام الحافظ الثقة أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي النسائي نزيل مكة.


سمع يزيد بن هارون وزيد بن الحباب وأبا داود الطيالسي وحجاج بن محمد وعبد الرزاق وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري ومحمد بن يوسف الفريابي وأبا المغيرة الخولاني وخلقاً كثيراً من هذا الضرب فمن بعدهم.


حدث عنه: مسلم وأرباب السنن وأبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد وعلي بن أحمد علان ومحمد بن هارون الروياني والحسن بن دكة الأصبهاني وحاتم بن محبوب الهروي وعدة وحدث عنه من شيوخه الإمام أحمد.


قال النسائي: ليس به بأس.


وقال أبو نعيم: قدم أصبهان وحدث في سنة اثنتين وأربعين.


وعن سلمة بن شبيب قال: بعت داري بنيسابور وأردت التحول إلى مكة بعيالي فقلت: أصلي أربع ركعات وأودع عمار الدار فصليت وقلت: يا عمار الدار سلام عليكم فإنا خارجون نجاور بمكة فسمعت هاتفاً يقول: عليك السلام يا سلمة ونحن خارجون من الدار فإنه بلغنا أن الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق.


قال ابن أبي داود: توفي سلمة من أكلة فالوذج.


وقال ابن يونس: قدم مصر وحدث سنة ست ومات في رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين.


قال أبو حاتم: صدوق.


أخبرنا شيخان قالا: أخبرنا موسى الجيلي أخبرنا ابن البناء أخبرنا ابن البسري أخبرنا المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الحميد الحماني حدثنا أبو سعد عن أنس قال: أرسلني أبو طلحة أدعو النبي صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا ومن معي"؟ قلت: نعم.......... الحديث.

 

الكوسج

 

الإمام الفقيه الحافظ الحجة أبو يعقوب إسحاق بن منصور بن بهرام المروزي نزيل نيسابور ولد بعد السبعين ومائة.


وسمع سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح والنضر بن شميل ويحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن هشام وأبا أسامة وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن نمير ومحمد بن بكر البرساني وعبد الرزاق ومحمد بن يوسف الفريابي وعفان وخلقاً كثيراً.


وطلب العلم ودونه وبرع واشتهر.


حدث عنه: الجماعة سوى أبي داود وأبو زرعة الرازي وأبو بكر بن خزيمة وأبو العباس السراج ومؤمل بن الحسن الماسرجسي وأحمد بن حمدون الأعمشي ومحمد بن أحمد بن زهير وخلق سواهم.


قال الحاكم أبو عبد الله: أبو يعقوب الكوسج مولده بمرو ومنشؤه بنيسابور وأعقب وبها توفي وهو أحد الأئمة من أصحاب الحديث من الزهاد والمتمسكين بالسنة اعتمداه في الصحيحين أي اعتماد. وهو صاحب المسائل عن أحمد بن حنبل الذي يستهزئ به المبتدعة والمتجرئون سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول: سمعت مشايخنا يذكرون أن إسحاق بن منصور بلغه أن أحمد بن حنبل رجع عن بعض تلك المسائل التي علقها عنه فحملها في جراب على ظهره وخرج راجلاً إلى بغداد وعرض خطوط أحمد عليه في كل مسألة استفتاه عنها فأقر له بها ثانياً وأعجب به.


قال مسلم: هو ثقة مأمون.


وقال النسائي: ثقة.


قلت: قد يروي عنه البخاري فيقول: حدثنا إسحاق لم ينسبه فيشتبه بابن راهويه فلنا قرائن ترجح أحدهما وبكل تقدير فلا يضر ذلك فكل منهما حجة.


قال الحسين بن محمد القباني: مات إسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج بنيسابور يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لعشر بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين.


وفيها مات حميد بن زنجويه وعمرو بن عثمان الحمصي وأبو التقي اليزني ومحمد بن سهل بن عسكر.

 

زيد بن أخزم

 

الحافظ المجود أبو طالب الطائي البصري.


سمع يحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن هشام وابن مهدي وعبد القاهر بن شعيب وسعيد بن عامر وطبقتهم.


وعنه: البخاري وأرباب السنن الأربعة وأبو عروبة الحراني والبغوي وعبد الله بن وهب الدينوري وابن صاعد والمحاملي وآخرون.


وثقه النسائي وكان ممن قتلته الزنج والأوباش الواثبون على البصرة مع الخبيث في سنة سبع وخمسين ومائتين.


أخبرنا علي بن أحمد العلوي أخبرنا ابن القطيعي أخبرنا ابن الزاغوني أخبرنا أبو نصر الزينبي أخبرنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا زيد بن أخزم حدثنا عبد القاهر بن شعيب حدثنا ابن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال العبد في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه".

 

الزعفراني

 

الإمام العلامة شيخ الفقهاء والمحدثين أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي الزعفراني يسكن محله الزعفراني.


ولد سنة بضع وسبعين ومائة وحج.


وسمع من سفيان بن عيينة وأبي معاوية الضرير وإسماعيل بن علية وعبيدة بن حميد ووكيع بن الجراح وعبد الوهاب الثقفي ومحمد بن أبي عدي ويزيد بن هارون وحجاج بن محمد وأبي عبد الله الشافعي وخلق كثير.


وقرأ على الشافعي كتابه القديم وكان مقدماً في الفقه والحديث ثقة جليلاً عالي الرواية كبير المحل.


حدث عنه: البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي والقزويني وزكريا الساجي وأبو العباس بن سريج وإمام الأئمة ابن خزيمة وأبو عوانة الإسفراييني وعمر بن بجير وأبو القاسم البغوي وأبو محمد بن صاعد وأبو بكر بن زياد ومحمد بن مخلد والقاضي المحاملي وأبو سعيد بن الأعرابي وعدد كثير.


قال النسائي: ثقة.


قال إبراهيم بن يحيى: سمعت الزعفراني يقول: ما على وجه الأرض قوم أفضل من أصحاب هذه المحابر يتبعون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكتبونها كي لا تندرس.


وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل وأبو ثور يحضران عند الشافعي وكان الحسن بن محمد الزعفراني هو الذي يتولى القراءة عليه.


قال زكريا الساجي: سمعت الزعفراني يقول: قدم علينا الشافعي واجتمعنا إليه فقال: التمسوا من يقرأ لكم فلم يجترئ أحد أن يقرأ عليه غيري وكنت أحدث القوم سناً ما كان بعد في وجهي شعرة وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي رحمه الله وأعجب من جسارتي يومئذ قلت: كان الزعفراني من الفصحاء البلغاء قال: فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين: كتاب المناسك وكتاب الصلاة.


قال أحمد بن محمد بن الجراح: سمعت الحسن الزعفراني يقول: لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي قال لي: من أي العرب أنت؟ قلت: لست بعربي وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية قال: فأنت سيد هذه القرية.


قال علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري حدثنا أبو عمر الزاهد قال: سمعت الفقيه أبا القاسم بن بشار الأنماطي يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطياً ينتحي علي حتى كأنه عربي وأنا نبطي فقيل له: من هو؟ قال: الزعفراني.


توفي أبو علي ببغداد في سلخ شعبان سنة ستين ومائتين وهو في عشر التسعين. وفيها مات عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وعبيد الله بن سعد الزهري وأحمد بن عثمان بن حكيم وأيوب بن سافري ومالك بن طوق منشئ الرحبة والحسن بن علي بن محمد بن الرضى العلوي أحد الاثني عشر الذين تدعي الرافضة عصمتهم.

 

المخرمي

 

محمد بن عبد الله بن المبارك الإمام العلامة الحافظ الثبت أبو جعفر القرشي مولاهم البغدادي المخرمي المدائني قاضي حلوان.
ولد سنة نيف وسبعين ومائة.


وحدث عن وكيع ويحيى بن سعيد وأبي معاوية الضرير وعبد الرحمن بن مهدي وأبي أسامة ومعاذ بن هشام وإسحاق بن يوسف الأزرق وشبابة ومظفر بن مدرك الحافظ ويحيى بن آدم ويحيى بن عيسى الرملي ويزيد بن هارون وأبي عامر العقدي وخلق وينزل إلى مصعب بن عبد الله ويحيى بن معين ويحيى بن أيوب المقابري.


حدث عنه: البخاري وأبو داود والنسائي وأبو حاتم والفسوي وابن أبي الدنيا وإبراهيم الحربي وأبو بكر أحمد بن المروزي وعمر بن بجير وابن خزيمة وابن صاعد والقاضي المحاملي ومحمد بن محمد الباغندي وخلق سواهم.


قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: كتبت حديث عبيد الله عن نافع عن ابن عمر كنا نغسل الميت منا من يغتسل ومنا من لم يغتسل؟ قلت: لا قال: في المخرم شاب يقال له: محمد بن عبد الله يحدث به عن أبي هشام المخزومي عن وهيب فاكتبه عنه.


قال أبو بكر الباغندي: كان المخرمي حافظاً متقناً.


وقال ابن عقدة: سمعت نصر بن أحمد بن نصر قال: كان محمد بن عبد الله المخرمي من الحفاظ المتقنين المأمونين.


قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وهو ثقة صدوق سئل أبي عنه فوثقه.


قال النسائي: ثقة.


وقال الدارقطني: كان حافظاً ثقة.


الإسماعيلي: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني قال: سمعتهم يقولون: قدم علي بن المديني بغداد واجتمع إليه الناس فلما تفرقوا قيل له: من وجدت أكيس القوم؟ قال: هذا الغلام المخرمي.


الإسماعيلي: حدثنا الفرهياني: سمعت المخرمي يقول: ذكر أبو خيثمة يوماً فقال: كم تحفظون لابن جريج عن أبيه؟ وكان يحيى بن معين ثمة فما أجاب البتة في واحد واندفعت أنا فقلت ثم قال الفرهياني: كنا نصف المخرمي بالمعرفة فذكرناه لصاحب حديث يقال له: عمر بن إسماعيل الأبيوردي فقال: إن كيلجة أفادني أبواباً وقال: الحديث فيا عزيز وأنا أذكر لكم بعض تلك الأبواب حتى تسألوا عنها المخرمي فذكر الرجل يدرك الوتر من قال: يتشهد ومن قال: لا يتشهد؟ فلما أتيناه سألناه؟ فقال: ليس ذا من صناعتكم ما حاجتكم إليه؟ وذاك أنه كان يرانا نتبع المسند فقلنا: تحدثنا بما عندك فيه فحدثنا على المكان بستة أحاديث فرجعنا إلى الذي قال لنا فقلنا: أملى علينا فيه ستة أحاديث فقال: ذا هول من الأهوال.


قال عبد الباقي بن قانع: مات سنة أربع وخمسين ومائتين.


وقال ابن حبان: مات سنة ستين ومائتين أو قبلها بقليل أو بعدها
.


أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز أخبرنا عمي محمد بن عبد العزيز أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا أبو عمر بن مهدي أخبرنا الحسين بن إسماعيل حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يونس عن قتادة عن أنس قال: "ما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق" قلت لقتادة: على أي شيء كانوا يأكلون؟ قال: على السفر.

 

أبو حاتم السجستاني

 

الإمام العلامة أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني ثم البصري المقرئ النحوي اللغوي صاحب التصانيف.


أخذ عن: يزيد بن هارون ووهب بن جرير وأبي عبيدة بن المثنى وأبي زيد الأنصاري وأبي عامر العقدي والأصمعي ويعقوب الحضرمي وقرأ عليه القرآن وتصدر للإقراء والحديث والعربية.


حدث عنه: أبو داود والنسائي في كتابيهما وأبو بكر البزار في مسنده ومحمد بن هارون الروياني وابن صاعد وأبو بكر بن دريد وأبو روق الهزاني وعدد كثير.


وتخرج به أئمة منهم أبو العباس المبرد وكان جماعة للكتب يتجر فيها وله باع طويل في اللغات والشعر والعروض واستخراج المغمى وقيل: لم يكن باهراً بالنحو.


وله كتاب "إعراب القرآن" وكتاب "ما يلحن فيه العامة" وكتاب "المقصور والممدود" وكتاب "المقاطع والمبادئ" وكتاب "القراءات" وكتاب "الفصاحة" وكتاب "الوحوش" وكتاب "اختلاف المصاحف" وغير ذلك. وكان يقول: قرأت: "كتاب" سيبويه على الأخفش مرتين.
قلت: عاش ثلاثاً وثمانين سنة ومات في آخر سنة خمس وخمسين ومائتين وقيل: مات سنة خمسين.

 

المازني

 

إمام العربية أبو عثمان بكر بن محمد بن عدي البصري صاحب التصريف والتصانيف.


أخذ عن: أبي عبيدة والأصمعي.


روى عنه: الحارث بن أبي أسامة وموسى بن سهل الجوني ومحمد بن يزيد المبرد ولازمه واختص به وقد دخل المازني على الواثق بالله فوصله بمال جزيل.


قال المبرد: لم يكن أحد بعد سيبويه أعلم بالنحو من المازني قال: وذكر لنا المازني أن رجلاً قرأ عليه "كتاب" سيبويه في مدة طويلة فلما بلغ آخره قال: أما إني ما فهمت منه حرفاً وأما أنت فجزاك الله خيراً.


وقال المازني: قرأت القرآن على يعقوب فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه ليس لك مثل.


وقيل: كان المازني ذا ورع ودين بلغنا أن يهودياً حصل النحو فجاء ليقرأ على المازني "كتاب" سيبويه فبذل له مائة دينار فامتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيف فلا أمكن منها ذمياً.


قال القاضي بكار بن قتيبة: ما رأيت نحوياً يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال والمازني.


وقال المبرد: كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بالنحو وإذا ناظر النحاة لم يستعن بالكلام.


وعن المازني قال: قلت لابن السكيت: ما وزن "نكتل" قال: "نفعل" قلت: اتئد ففكر وقال: نفتعل قلت: فهذه خمسة أحرف فسكت فقال المتوكل: ما وزنها؟ قلت: وزنها في الأصل نفتعل لأنها نكتيل فتحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلب ألفاً فصار نكتال فحذفت ألفه للجزم فبقي نكتل.


مات المازني سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائتين.