سمويه

سمويه

الإمام الحافظ الثبت الرحال الفقيه أبو بشر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود بن جبير العبدي الأصبهاني سمويه صاحب تلك الأجزاء الفوائد التي تنبىء بحفظه وسعة علمه. ولد في حدود التسعين ومئة. وسمع بالكوفة من: أبي نعيم الملائي وطبقته وبدمشق من: أبي مسهر الغساني وأقرانه وبحمص من: علي بن عياش وأبي اليمان وعدة وبمكة من: الحميدي وبتنيس من: عبدالله بن يوسف وبمصر من: سعيد بن أبي مريم وأمثاله وبأصبهان من: بكر بن بكار والحسين بن حفص. حدث عنه: محمد بن يحيى بن مندة ومحمد بن أحمد بن يزيد وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن فارس وخلق سواهم. قال ابن أبي حاتم: سمعنا منه وهو ثقة صدوق. وقال أبو الشيخ: كان حافظاً متقناً. وقال أبو نعيم الأصبهاني: كان من الحفاظ والفقهاء. قال أبو الشيخ : كان يذاكر بالحديث. مات سنة سبع وستين ومئتين. قرأت على إسحاق الصفار أخبرنا ابن خليل أخبرنا مسعود بن سعد الخياط وأنباني أحمد بن سلامة عن الخياط أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العين حق وأن كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا". أخرجه مسلم عن حجاج بن الشاعر عن مسلم بن إبراهيم وفيه: ولو كان.

الترقفي

الإمام القدوة المحدث الحجة أبو محمد عباس بن عبد الله ابن أبي عيسى الباكسائي الترقفي: أحد الرحالين في السنن. سمع: زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي وأبا عاصم النبيل ومروان ابن محمد الطاطري وأبا عبد الرحمن المقرىء ومحمد بن يوسف الفريابي وعبد الأعلى بن مسهر وحفص بن عمر العدني وأبا المغيرة ورواد بن الجراح ومحمد بن كثير المصيصي ويحيى بن يعلي ويسرة بن صفوان. حدث عنه: ابن ماجة وأبو العباس بن سريج وأبو العباس السراج وأبو بكر بن مجاهد وأبو بكر الخرائطي وأبو عوانة الإسفراييني والقاضي المحاملي وإسماعيل الصفار وآخرون. قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة صالحاً عابداً وقال محمد بن مخلد: ما رأيته ضحك ولا تبسم. ووثقه الدارقطني. وله جزء معروف. مات في آخر سنة سبع وستين ومئتين وهو من أبناء الثمانين رحمه الله تعالى. قرأت على عبد الحافظ بن بدران أخبرك عبد الله بن أحمد الفقيه أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن مبادر أخبرنا الحسين بن علي أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا إسماعيل بن محمد حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثنا رواد بن الجراح أبو عصام حدثنا أبو سعد الساعدي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم في المئتين كل خفيف الحاذ" قالوا: يا رسول الله وما الخفيف الحاذ قال: "الذي لا اهل له ولا ولد". غريب جداً تفرد به رواد.

يحيى بن معاذ

الرازي الواعظ: من كبار المشايخ له كلام جيد ومواعظ مشهورة. وعنه قال: لست أبكي على نفسي أن ماتت أنما أبكي على حاجتي أن فاتت. لا يفلح من شممت رائحة الرياسة منه. مسكين ابن آدم قلع الاحجار أهون عليه من ترك الأوزار. لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طريقها بالذنوب. الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضه وهو يسألك عن جناح بعوضة. وعنه قال: الدرجات سبع: التوبة ثم الزهد ثم الرضى ثم الخوف ثم الشوق ثم المحبة ثم المعرفة. قلت: وقد حدث عن: علي بن محمد الطنافسي وغيره. روى عنه: الحسن بن علويه وأحمد بن محمد البذشي وأبو العباس بن حمكويه.

حماد بن إسحاق

ابن إسماعيل بن الإمام حماد بن زيد: الحافظ العلامة القاضي أبو إسماعيل الأزدي البغدادي المالكي أخو إسماعيل القاضي كان أكبر من إسماعيل فيما أرى. حدث عن: مسلم بن إبراهيم والقعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وعدة. وصنف في المذهب وتفقه بأحمد بن المعذل. حدث عنه: ابنه إبراهيم والقاضي المحاملي وأبو بكر الخرائطي. وثقه الخطيب. وكان يصحب الخلفاء فغضب عليه المهتدي بالله وضربه وطوف به لأمر وعزل أخاه عن القضاء. مات بالسوس سنة سبع وستين ومئتين وقد ولي مرة قضاء بغداد وقارب سبعين سنة.

إبراهيم بن هانئ

النيسابوري: الإمام الحافظ القدوة العابد أبو إسحاق الأرغياني الفقيه نزيل بغداد. ولد بعد الثمانين ومئة. وارتحل فسمع من: محمد ويعلي ابني عبيد وعبيد الله بن موسى وعبد الله بن داود الخريبي وأبي المغيرة عبد القدوس وعلي بن عياش وعفان ويسرة بن صفوان ومحمد بن بكار بن بلال وخلاد بن يحيى وسعيد بن عفير وأصبغ بن الفرج وطبقتهم. حدث عنه: أبو القاسم البغوي وابن صاعد وأبو نعيم بن عدي وابن مخلد والمحاملي وإسماعيل الصفار وأبو سعيد بن الأعرابي ومحمد بن سفيان بن بيأن وابن أبي حاتم وآخرون. قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق. وقال الحاكم ثقة مأمون روى عنه: عبد الله بن أحمد ومحمد ابن عبدوس. وقال الخطيب: كان أحد الأبدال رحل إلى الشام والعراق ومصر والحجاز. قال ابن زياد النيسابوري: حدثني أبو موسى الطرسوسي في جنازة إبراهيم بن هانئ: سمعت ابن زنجويه يقول: قال أحمد ابن حنبل: أن كان ببغداد أحد من الأبدال فأبو إسحاق النيسابوري. الخلال: أخبرنا ابن هارون أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال: كان أحمد بن حنبل مختفيا عندنا هاهنا فقال لي: ما أطيق ما يطيق أبوك من العبادة. وعن أحمد بن حنبل قال: أبو إسحاق النيسابوري ثقة. وقال الدارقطني: ثقة فاضل. وكان أحمد بن حنبل يغشاه ويحترمه ويجله. قال أبو بكر بن زياد: حضرت إبراهيم بن هانئ عند وفاته فقال: أنا عطشان فجاءه ابنه بماء فقال: أغابت الشمس قال: لا فرده وقال: "لمثل هذا فليعمل العاملون" -الصافات:61- ثم مات. قال أبو الحسين بن المنادي: مات في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومئتين. قلت: كان من كبار تلامذة أحمد في الفقه والفضل. وابنه:

إسحاق بن إبراهيم

النيسابوري الفقيه: من أصحاب الإمام أحمد له عنه سؤالات في مجلدة. حدث عنه: أبو بكر بن زياد النيسابوري ومحمد بن أبي هارون الوارق وعبد الله بن سليمان الفامي. وكان من العلماء العاملين. مات سنة خمس وسبعين ومئتين.
أخبرنا محمد بطيخ وجماعة قالوا: أخبرنا عبد الرحمن بن نجم: وأخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا نصر بن عبد الرزاق القاضي قالا: أخبرتنا شهدة الكاتبة أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي وأخبرنا أحمد بن إسحاق أيضاً أخبرنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري أخبرنا عمي أبو بكر محمد أخبرنا عاصم بن الحسن قالا: أخبرنا عبد الوأحد بن محمد أخبرنا الحسين بن إسماعيل أخبرنا إبراهيم بن هانئ أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية عن أبي مريم عن أبي هريرة سمعه يقول: "من لقي أخاه فليسلم عليه أن حال بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه". وبه قال: وحدثني معاوية عن عبد الوهاب بن بخت عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك. معاوية هو: ابن صالح ثقة.

محمد بن عيسى بن حيان

المحدث المقرئ الإمام أبو عبد الله المدائني بقية الشيوخ. حدث عن: سفيان بن عيينة ومحمد بن الفضل بن عطية وشعيب بن حرب وعلي بن عاصم ويزيد بن هارون وجماعة. حدث عنه: أبو بكر بن أبي داود وأبو بكر بن مجاهد وإسماعيل الصفار وخيثمة الأطرابلسي وعثمان بن السماك وحمزة العقبي وأحمد بن عثمان الأدمي وأبو سهل القطان وآخرون. قال البرقاني: لا بأس به. وقال الدار قطني: ضعيف. قلت: توفي في سنة أربع وسبعين ومئتين من أبناء المئة. يقع من عواليه للمؤتمن بن قميرة: أخبرنا أبو جعفر عبد الرحمن بن عبد الله بن المقير وأبو المعالي محمد بن علي الشاهد ومحمد بن أحمد بن القزاز وعلي بن جعفر المؤذن وبيبرس المجدي قالوا: أخبرنا مؤتمن بن أبي السعود وقرأت على محمد بن علي السلمي: أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم قالا: أخبرتنا شهده بنت أحمد أخبرنا محمد بن الحسن الباقلاني أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا حمزة وعثمان بن السماك وأبو سهل بن زياد قالوا: أخبرنا محمد بن عيسى أخبرنا شعيب بن حرب أخبرنا إبراهيم بن طهمان أخبرنا بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع لم يصوب رأسه ولم يشخصه". هذا حديث حسن. ومات معه: الحسن بن مكرم وعلي بن إبراهيم الواسطي وأبو غسان مالك بن يحيى بمصر وآخرون وأبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني وخلف بن محمد كردوس بواسط.

إبراهيم بن الحارث

ابن إسماعيل: الحافظ الثقة أبو إسحاق البغدادي نزيل نيسابور. سمع: يزيد بن هارون وحجاج بن محمد وأبا النضر ويحيى بن أبي بكير وعبد العزيز بن أبان. حدث عنه: البخاري وإبراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وأبو بكر محمد بن الحسين القطان وجماعة. يقع لنا حديثه بعلو من طريق السلفي. توفي في أول سنة خمس وستين ومئتين ولعله جاوز الثمانين رحمه الله.

معاوية بن صالح

ابن الوزير أبي عبيد الله: معاوية بن يسار الأشعري مولاهم الحافظ الإمام المجود أبو عبيد الله الدمشقي. رحل وعني بهذا الشان. وأخذ عن: أبي مسهر الغساني وأبي غسان النهدي وخالد بن مخلد وأبي عبد الرحمن المقرئ وعبيد الله بن موسى وأبي الوليد الطيالسي وعبد الله بن جعفر الرقي وعدة. وسأل يحيى بن معين عن الرجال. قال النسائي: لا بأس به. قلت: حدث عنه: النسائي وأبو حاتم وأبو زرعة الدمشقي وابن جوصا وأبو عوانة وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان الدمشقي وعدة. قال الطحاوي وغيره: توفي بدمشق في سنة ثلاث وستين ومئتين. قلت: شاخ وجاوز السبعين.

ابن عفان

المحدث الثقة المسند أبو محمد الحسن بن علي بن عفان العامري الكوفي أخو محمد. سمع: عبد الله بن نمير وأبا يحيى عبد الحميد الحمأني وأسباط ابن محمد وأبا أسامة وجعفر بن عون وطائفة ولم يرحل. حدث عنه: ابن ماجة في سننه وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق وعلي بن محمد بن كاس القاضي وإسماعيل بن محمد الصفار وعلي بن محمد بن الزبير القرشي وآخرون. وله بضعة وعشرون شيخاً كوفيون. سمعنا من طريقه كتاب الخراج ليحيى بن آدم وسمعنا جزءاً من حديثه أنفرد به ابن اللتي. فأما قول الحافظ ابن عساكر في شيوخ النبل أن أبا داود روى عن هذا فوهم قديم والذي في النسخ القديمة بالسنن: أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا يزيد بن هارون وأبو عاصم عن أبي الأشهب عن عبد الرحمن عن عرفجة: أنه أصيب أنفه يوم الكلاب ورواه ابن داسة وحده فقال فيه: حدثنا الحسن بن علي بن عفان ولا ريب أن الأنفصال عن مثل هذا صعب لكن أجزم بأن قوله: ابن عفان زيادة من كيس ابن داسة وقد خالفه جماعة وحذفوا ذلك ولا نعلم لأبي داود عن ابن عفان رواية ولا علمنا أن ابن عفان رحل إلى يزيد ولا إلى أبي عاصم وأنما هو الحسن بن علي الحلواني الحافظ الرحال. قال الدار قطني: الحسن بن علي بن عفان وأخوه محمد ثقتان. وقال ابن عقدة: توفي الحسن لليلة خلت من صفر سنة سبعين ومئتين. أخبرنا الحسن بن علي ومحمد بن قيماز الدقيقي وجماعة قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر أخبرنا مسعود بن محمد بن شنيف سنة -551- أخبرنا الحسين بن محمد السراج وأبو غالب محمد بن محمد العطار قالا: أخبرنا الحسن بن أحمد البزاز أخبرنا علي بن محمد القرشي حدثنا الحسن بن علي بن عفان سنة خمس وستين ومئتين حدثنا جعفر بن عون أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: إذا أعتق الرجل وليدته فله أن يطأها ويستخدمها وينكحها وليس له أن يبيعها أو يهبها وولدها بمنزلتها. أخوه.

أبو جعفر

المحدث الثقة: محمد بن علي بن عفان العامري الكوفي المقرئ. تلا على: عبيد الله بن موسى.
وحدث عن: الحسن بن عطية وغيره. حدث عنه: ابن عقدة علي بن كاس القاضي وابن الزبير القرشي وآخرون. مات في صفر سنة سبع وسبعين ومئتين. وثقة الدار قطني. وبالإسناد الماضي إلى علي بن محمد القرشي: أخبرنا أبو محمد الحسن وأبو جعفر محمد ابنا علي بن عفان قالا: حدثنا الحسن بن عطية القرشي عن الحسن بن صالح سمعت عبد الله بن دينار سمعت ابن عمر قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته".

ابن وارة

محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله: الحافظ الإمام المجود أبو عبد الله بن واره الرازي أحد الأعلام. ارتحل إلى الآفاق. وحدث عن: أبي عاصم النبيل والأنصاري والفريابي ومحمد بن عرعرة وهوذة بن خليفة وأبي نعيم وأبي مسهر وعبيد الله بن موسى والهيثم بن جميل وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن يوسف وحجاج بن أبي منيع والأصمعي وعلي ابن عياش وعارم ومسلم بن إبراهيم وخلق كثير وينزل إلى أحمد بن صالح المصري ونحوه. وكان يضرب به المثل في الحفظ على حمق فيه وتيه. ولقد اجتمع بالري ثلاثة يعز وجود مثلهم: أبو زرعة وابن وارة وأبو حاتم. حدث عنه: النسائي ومحمد بن يحيى الذهلي وهو أكبر منه وأبو بكر بن عاصم وعبد الرحمن بن خراش وابن ناجية وأبو عوانة وابن صاعد ومحمد بن المسيب الأرغيأني وأبو عمر محمد بن يوسف القاضي وابن مجاهد المقرئ وابن أبي داود ومحمد بن مخلد والمحاملي والحسن بن محمد الداركي وعبدالله بن محمد الحامض ومحمد بن المنذر شكر وأبو عمرو بن حكيم المديني وعبد الله بن محمد بن أخي أبي زرعة الرازي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخلق سواهم. وكان مولده في حدود عام تسعين ومئة. قال النسائي: هو ثقة صاحب حديث. وقال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق وجدت أبا زرعة يبجله ويكرمه. وقال عبد المؤمن بن أحمد: كان أبو زرعة لا يقوم لأحد ولا يجلس أحداً في مكانه إلا ابن واره. وقال فضلك الرازي: سمعت أبا بكر بن أبي شيبه يقول: أحفظ من رأيت أحمد بن ألفرات وابن واره وأبو زرعة. قال أبو جعفر الطحاوي: ثلاثة من علماء الزمان بالحديث اتفقوا بالري لم يكن في الأرض مثلهم في وقتهم فذكر ابن واره وأبا حاتم وأبا زرعة. وعن عبد الرحمن بن خراش قال: كان ابن واره من أهل هذا الشان المتقنين الأمناء كنت ليلة عنده فذكر أبا إسحاق السبيعي فذكر شيوخة فذكر في طلق وأحد سبعين ومئتين من شيوخه ثم قال: كان غاية شيئاً عجباً. وقال عثمان بن خرزاذ: سمعت الشاذكوني يقول: جاءني محمد بن مسلم فقعد يتقعر في كلامه فقلت له: من أي بلد أنت قال: من أهل الري ألم يأتك خبري ألم تسمع بنبئي أنا ذو الرحلتين قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن من الشعر حكمة" فقال: حدثني بعض أصحابنا قلت: من قال: أبو نعيم وقبيصة قلت: يا غلام ائتني بالدرة فأتأني بها فأمرته فضربه بها خمسين وقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول: حدثني بعض غلمأننا.


قال زكريا الساجي: جاء ابن واره إلى أبي كريب وكان في ابن واره بأو فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري ألم يأتك نبئي أنا ذو الرحلتين أنا محمد بن مسلم بن واره فقال: واره وما واره وما أدراك ما واره قم فوالله لا حدثتك ولا حدثت قوماً أنت فيهم. قال أبو العباس بن عقدة: دق ابن واره على ابن كريب فقال: من قال: ابن واره أبو الحديث وأمه. وقد زلق الحافظ أبو أحمد الحاكم وذكر أن ابن واره سمع من سفيان ابن عيينة ويحيى القطان. كما أخطأ ابن المنادي في الوفيات فقال: توفي ابن واره سنة خمس وستين ومئتين. بل الصواب في وفاته ما قاله ابن مخلد وغيره: أنها في رمضان سنه سبعين ومئتين. أخبرنا بلال بن عبد الله الخادم أخبرنا عبد الوهاب بن رواج وأخبرنا الحسن بن علي بن الخلال أخبرنا محمد بن عبد الوأحد الحافظ قالا: أخبرنا أبو طاهر السلفي فالأول سماعاً والثاني إجازة أخبرنا محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني قالا: أخبرنا علي بن محمد ألفرضي أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا محمد ابن مسلم بن وارة حدثنا عبد الغفار الكريزي حدثنا صالح بن أبي الأخضر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: "لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع أبو بكر الثوب عن وجهه فقبله ثم قال مت والله الذي لا إله إلا هو موتة لا تموت بعدها أبداً.

سهل بن عمار

القاضي العلامة أبو يحيى العتكي النيسابوري الحنفي شيخ أهل الرأي بخرسان وقاضي هراة.
ارتحل في الحديث وسمع من: يزيد بن هارون وشبابة بن سوار وجعفر بن عون وعبد الرحمن بن قيس والواقدي وعبيد الله بن موسى وعدة. حدث عنه: العباس بن حمزة وأبو يحيى البزاز وإبراهيم بن محمد ابن سفيان الفقيه ومحمد بن سليمان بن فارس وأحمد بن شعيب الفقيه ومحمد بن علي بن عمر المذكر وآخرون. قال الحاكم: قلت لمحمد بن صالح بن هانئ: لم لم تكتب عن سهل قال: كانوا يمنعون من السماع منه. وسمعت ابن الأخرم يقول: كنا نختلف إلى إبراهيم بن عبد الله السعدي وسهل بن عمار مطروح في سكته فلا نتقدم إليه. وعن إبراهيم السعدي أنه اتهم سهلاً. وقال الحاكم: مختلف في عدالته. توفي سنة سبع وستين ومئتين.

أبو البختري

الشيخ المحدث الثقة أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري البغدادي المقرئ. سمع حروف عاصم من يحيى بن آدم ورواها عنه. وسمع: أبا أسامة ومحمد بن بشر العبدي وحسين بن علي الجعفي وعدة. حدث عنه: القاضي المحاملي وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد ابن مخلد وأبو جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وأبو بكر بن مجاهد وآخرون. قال الدراقطني: ثقة صدوق. قلت: توفي في ذي الحجة سنة سبعين ومئتين. أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن أحمد أخبرنا هبة الله بن الحسن أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن علي أخبرنا علي بن محمد المعدل أخبرنا محمد بن عمرو الرزاز حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر حدثنا أبو أسامة حدثنا الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمأن فينظرأيمن منه فلا يرى إلا شيئاً قدمه وينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئاً قدمه فينظر أمامه فلا يرى إلا النار فأتقوا النار ولو بشق تمرة.

عمار بن رجاء

الحافظ الثقة الإمام أبو ياسر التغلبي الأستراباذي صاحب المسند الكبير رحل وجمع وصنف. حدث عن: يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وزيد بن الحباب ويحيى بن آدم وحسين بن علي الجعفي ومعاوية بن هشام وعبيد الله بن موسى وطبقتهم. حدث عنه: أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي وأحمد بن محمد بن مطرف الأستراباذي ومحمد بن الحسين الأديب وطائفة سواهم. ترجمة أبو سعد الإدريسي وقال: كان شيخاً فاضلاً ديناً كثير العبادة والزهد ثقة في الحديث رحل وهو ابن ثمأن وعشرين سنة ومات سنة سبع وستين ومئتين على الصحيح. قال وقبره يزار رحمة الله عليه.

ابن السرماري

الإمام الثقة أبو صفوان إسحاق ابن البطل الكرار فارس العصر أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر السلمي البخاري السرماري. سمع في حداثته باعتناء أبيه من: أشهل بن حاتم وأبي عاصم وعبيد الله ومكي بن إبراهيم والمقرئ. وعنه: صالح جزرة وعمر بن محمد بن بجير وآخرون.
وكان يقول: سئل المقرئ فقيل له: إن رجلاً ببخارى يقال له: أحمد بن حفص يقول: الإيمان قول فقال: مرجئ وكنت قدامه فقلت: وأنا أقول ذلك فأخذ برأسي ونطحني برأسه نطحه وقال: أنت مرجئ يا خرساني. توفي سنة ست وسبعين ومئتين. أبوه:

أحمد بن إسحاق

الإمام الزاهد العابد المجاهد فارس الإسلام أبو إسحاق: من أهل سرمارى من قرى بخارى. سمع من: يعلى بن عبيد: وعثمان بن عمر بن فارس وأبي عاصم وطبقتهم. حدث عنه: ابنه وأبو عبد الله البخاري في صحيحه وإدريس بن عبدك وآخرون. وكان أحد الثقات وبشجاعته يضرب المثل.


قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنت عند أبي عبد الله البخاري فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم في الإسلام مثله فخرجت فإذا أحيد رئيس المطوعة فأخبرته فغضب ودخل على البخاري وسأله فقال: ما كذا قلت: بل: ما بلغنا أنه كان في الإسلام ولا الجاهلية مثله. سمعها إسحاق بن أحمد بن خلف من ابن عفان. قال أبو صفوان: دخلت على أبي يوماً وهو يأكل وحده فرأيت في مائدته عصفوراً يأكل معه فلما رآني طار. وعن أحمد بن إسحاق قال: ينبغي لقائد الغزاة أن يكون فيه عشر خصال: أن يكون في قلب الأسد: لا يجبن وفي كبر النمر: لا يتواضع  وفي شجاعة الدب: يقتل بجوارحه كلها وفي حملة الخنزير: لا يولي دبره وفي غارة الذئب :إذا أيس من وجه أغار من وجه وفي حمل السلاح كالنملة: تحمل أكثر من وزنها وفي الثبات كالصخرة وفي الصبر كالحمار وفي الوقاحة كالكلب: لو دخل صيده النار لدخل خلفه وفي التماس الفرصة كالديك. غنجار: سمعت أبا بكر محمد بن خالد المطوعي سمعت محمد بن إدريس المطوعي البخاري سمعت إبراهيم بن شماس يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري فكتب إلي: إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزية في شراء الأسرى فاكتب إلي فكتبت إليه فقدم سمرقند فخرجنا فلما علم جعبويه استقبلنا في عدة من جيوشه فأقمنا عنده فعرض يوماً جيشه فمر رجل فعظمه وخلع عليه فسألني عنه السرماري فقلت: هذا رجل مبارز يعد بألف فارس قال: أنا أبارزه فسكت فقال جعبويه: ما يقول هذا قلت: يقول كذا وكذا قال: لعله سكران لا يشعر ولكن غدا نركب فلما كان الغد ركبوا فركب السرماري معه عمود في كمه فقام بإزاء المبارز فقصده فهرب أحمد حتى باعده من الجيش ثم كر وضربه بالعمود قتله وتبع إبراهيم بن شماس لأنه كان سبقه فلحقه وعلم جعبويه فجهز في طلبه خمسين فارساً نقاوة فأدركوه فثبت تحت تل مختفياً حتى مروا كلهم وأحداً بعد وأحد وجعل يضرب بعموده من ورائهم إلى أن قتل تسعة وأربعين وأمسك وأحداً قطع أنفه وأذنيه وأطلقه ليخبر ثم بعد عامين توفي أحمد وذهب ابن شماس في ألفداء فقال له جعبويه: من ذاك الذي قتل فرسأننا قال: ذاك أحمد السرماري قال: فلم لم تحمله معك قلت: توفي فصك في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكنت أعطيه خمس مئة برذون وعشرة آلاف شاة.


وعن بكر بن منير قال: رأيت السرماري أبيض الرأس واللحية ضخماً مات بقريته فبلغ كراء الدابة إليها عشرة دراهم وخلف ديوناً كثيرة فكان غرماؤه ربما يشترون من تركته حزمة القصب بخمسين درهماً إلى مئة حباً له فما رجعوا حتى قضي دينه.


عن عمران بن محمد المطوعي: سمعت أبي يقول: كان عمود المطوعي السرماري وزنه ثمانية عشر مناً فلما شاخ جعله اثني عشر مناً وكان به يقاتل.


قال غنجار: سمعت محمد بن خالد وأحمد بن محمد قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير سمعت عبيد الله بن واصل سمعت أحمد السرماري يقول وأخرج سيفه فقال: أعلم يقينا أني قتلت به ألف تركي وإن عشت قتلت به ألفاً أخرى ولولا خوفي أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي.


وعن محمود بن سهل الكاتب قال: كانوا في بعض الحروب يحاصرون مكاناً ورئيس العدو قاعد على صفة فرمى السرماري سهماً فغرزه في الصفة فأومأ الرئيس لينزعه فرماه بسهم آخر خاط يده فتطاول الكافر لينزعه من يده فرماه بسهم ثالث في نحره فأنهزم العدو وكان الفتح. قلت: اخبار هذا الغازي تسر قلب المسلم.


قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ومئتين رحمه الله تعالى فإنه كان مع فرط شجاعته من العلماء العاملين العباد.


قال ولده أبو صفوان: وهب المأمون لأبي ثلاثين ألفاً وعشرة أفراس وجارية فلم يقبلها.

أحمد بن الفرج

ابن عبد الله: المحدث المعمر أبو علي الجشمي البغدادي المقرئ. حدث عن: عباد بن عباد المهلبي وسويد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن نمير وطائفة. روى عنه: إسحاق بن سنين الختلي ومحمد بن جعفر القماطري وأبو جعفر بن البختري وآخرون. يقع لنا من عواليه. قال الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ: هو ضعيف. قلت: توفي قبل السبعين ومئتين.

أبو الليث

الإمام الحافظ محدث وقته أبو الليث عبد الله بن سريج بن حجر بن عبد الله بن الفضل الشيبأني البخاري والد أبي عبيده البخاري. سمع: عبدان بن عثمان وأحمد بن حفص الفقيه ومحمد بن سلام البيكندي ووهب بن زمعة وحبان بن موسى وهذه الطبقة ولا أكاد أعرف هذا. قال سهل بن بشر: سمعت أبا الليث يقول: حفظت عشرة آلاف حديث من غير تكرير.
وقال محمد ابن يزيد المروزي: رأيت أبا الليث الحافظ جالساً مع عبدان على سريره ورأيت عبدان يجله يعني عبدان بن عثمان هكذا ترجمه غنجار ولم يؤرخ وفاته رحمه الله.

أحمد بن عصام

العالم الصادق المحدث أبو يحيى الأنصاري مولاهم الأصبهاني هو ابن أخت محمد بن يوسف الزاهد وهو: أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة. سمع: أبا داود الطيالسي ومعاذ بن هشام وأبا أحمد الزبيري وطبقتهم. حدث عنه: أبو بكر بن أبي داود وأحمد بن جعفر السمسار وعبد الله بن جعفر بن فارس وآخرون. وما علمت فيه ليناً. توفي في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومئتين وكان من أبناء التسعين رحمه الله.

أحمد بن ملاعب

الإمام المحدث الحافظ أبو الفضل البغدادي المخرمي. سمع: عبد الله بن بكر السهمي وأبا نعيم وعبد الصمد بن النعمان وعفان ومسلم بن إبراهيم وطبقتهم. وعنه: يحيى بن صاعد وإسماعيل الصفار وأبو بكر النجاد وعثمان ابن السماك وأبو جعفر بن البختري وخلق. قال ابن عقدة: سمعت أحمد بن ملاعب يقول: ما أحدث إلا بما أحفظه كحفظي القرآن قال: ورأيته يفصل بين ألفاء والواو. قال ابن خراش وغيره: ثقة. قلت: توفي في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومئتين وقع لي جزء صغير من حديثه.
وفيها مات: أبو بكر المروزي والحسين بن محمد بن أبي معشر ويحيى بن أبي طالب وأبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق البزوري.

إبراهيم بن عبد الله

ابن عمر بن أبي الخيبري: المحدث المعمر الصادق أبو إسحاق العبسي الكوفي القصار. سمع: وكيع بن الجراح وهو خاتمة أصحابه وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى والعباس بن الوليد الضبي وطائفة.
حدث عنه: أبو الحسن محمد بن أحمد الأسواري وعلي بن عبد الرحمن بن ماتي وقاسم بن أصبغ الأندلسي وأبو العباس الأصم وأبو سعيد بن الأعرابي وخيثمة بن سليمان وآخرون.
وهو صدوق جائز الحديث. مات سنة تسع وسبعين ومئتين بالكوفة.

إبراهيم بن عبد الله بن يزيد

السعدي: الإمام الحافظ الثقة أبو إسحاق التميمي النيسابوري ابن أخت بشر بن القاسم الفقيه.
سمع: معاوية بن هشام وجعفر بن عون ويعلى بن عبيد ومحمد ابن عبيد بالكوفة وروح بن عبادة ووهباً وأبا عاصم والأصمعي بالبصرة ويحيى بن الضريس بالري والحسين بن الوليد وحفص بن عبد الله بنيسابور وسلماً الخواص بمكة في حياة ابن عيينة.
حدث عنه: محمد بن نصر المروزي وإبراهيم بن أبي طالب والحسن بن سفيان وابن خزيمة ومحمد بن الحسين القطان ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وعدة وبنته فاطمة السعدية.
قال الحاكم: هو محدث كبير أديب كثير الرحلة وكان يؤذن على راس المربعة ذكر مولده تقريباً سنة خمس وسبعين ومئة. توفي سنة سبع و ستين و مئتين يوم عاشوراء.

محمش

المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله النيسابوري المقرئ الزاهد المعروف محمش. سمع من: حفص بن عبد الله وجماعة بنيسابور ومن يعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى وطائفة بالكوفة. روى عنه: أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي والعباس بن حمزة وجماعة. محله الصدق. مات سنة اثنتين وستين ومئتين.

الخشك

إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين السلمي النيسابوري. سمع: حفص بن عبد الله ويعلى بن عبيد وعدة. وعنه: ابن خزيمة ومحمد بن عمر بن حفص وابن الأخرم وأحمد ابن علي بن حسنويه وعدة. مات سنة ست وستين ومئتين.

أخطل بن الحكم

المسند المعمر أبو القاسم القرشي الدمشقي. سمع من: بقية بن الوليد والوليد بن مسلم. وروى عنه: أبو عوانة الحافظ ومكحول البيروتي وعلي بن أحمد شيخ لتمام الرازي وغيرهم. توفي سنة أربع وستين ومئتين.
أخبرنا ابن تاج الأمناء عن عبد الرحيم بن السمعاني أخبرنا عبد الله بن محمد أخبرنا أبو عمرو المحمي أخبرنا أبو نعيم الأزهري حدثنا يعقوب بن إسحاق الحافظ حدثني الأخطل بن الحكم حدثنا بقية حدثنا شعبة عن خالد وابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة:" أن رسول ا لله صلى الله عليه وسلم سجد في وهم بعد التسليم".

ابن البرقي

الإمام الحافظ الثقة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد الزهري مولاهم المصري ابن البرقي مؤلف كتاب:"الضعفاء".
سمع: عمرو بن أبي سلمة التنيسي وأسد بن موسى ومحمد بن يوسف الفريابي وأبا عبد الرحمن المقرئ وعبد الملك بن هشام وطبقتهم وأخذ معرفة الرجال عن يحيى بن معين. حدث عنه: أبو داود والنسائي ومحمد بن المعافى وعمر بن بجير وجماعة ومات قبل أوان الرواية كهلاً. قال ابن مؤنس: ثقة حدث بالمغازي ثم قالك وإنما عرف بالبرقي لأنهم كانوا يتجرون إلى برقة. مات محمد في سنة تسع وأربعين ومئتين. أخوه:

أحمد بن عبد الله بن البرقي

المحدث الحافظ الصادق أبو بكر: سمع من: عمرو بن أبي سلمة وأسد السنة وابن هشام وأبي صالح وعدة. وله كتاب في معرفة الصحابة وأنسابهم وكان من أئمة الأثر. حدث عنه: أحمد بن علي المدائني والطحاوي وخلق.
رفسته دابة فمات في شهر رمضان سنة سبعين ومئتين وكان من أبناء الثمانين وهو الذي استمر فيه الوهم على الطبراني ويقول كثيراً في كتبه: حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي ولم يلقه أصلاً وإنما وهم الطبراني ولقي أخاه عبد الرحيم وأكثر عنه واعتقد أن اسمه أحمد فغلط في اسمه. أخوهما:

عبد الرحيم بن عبد الله

ابن عبد الرحيم بن سعيد بن البرقي: المحدث أبو سعيد راوي السيرة عن عبد الملك بن هشام. حدث أيضاً عن: عبد الله بن يوسف التنيسي وطائفة.
حدث عنه بالسيرة: أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد وحدث عنه بالكثير: أبو القاسم الطبراني لكنه يغلط فيه ويسميه أحمد فقال في معجمه حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا عبد الله ابن يوسف فذكر حديثاً وأيضاً فما ذكر عبد الرحيم في حرف العين وقد قدمنا أن أحمد مات سنة سبعين.
ومات عبد الرحيم في ذي القعدة سنة ست وثمانين ومئتين وكان صدوقاً مسناً من أهل العلم.

ابن قريش

الحافظ المحدث الرحال أبو عمران موسى بن قريش بن نافع التميمي البخاري. حدث عن: أبي نعيم وعلي بن عياش الحمصي ومسلم بن إبراهيم وإسحاق بن بكر بن مضر وعبد الله بن صالح الكاتب وطبقتهم. وعنه: مسلم في صحيحه والحسين بن الحسن الوضاحي وعلي ابن الحسن بن عبدة وإسحاق بن أحمد بن خلف وآخرون. تعب وجمع وصنف. أرخ ابن ماكولا وفاته في سنة أربع وخمسين ومئتين.

حمدان الوراق

الحافظ المجود العالم أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن مهران البغدادي الوراق حمدان العبد الصالح. سمع: عبيد الله بن موسى وأبا نعيم وقبيصة ومعاوية بن عمرو وعبد الله بن رجاء وعفان وطبقتهم.حدث عنه: يحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد وإسماعيل الصفار وأبو الحسين بن بويان المقرئ وعدة.قال الخطيب: كان فاضلا حافظا ثقة عارفاً. وروى أبو حفص بن شاهين قال: كان من نبلاء أصحاب أحمد. وقال أحمد بن المنادي: حمدان بن علي مشهود له بالصلاح والفضل بلغنا أنه قال في علة الموت: ما لصق جلدي بجلد ذكر ولا أنثى قط. وقال الدارقطني: ثقة. قلت: هكذا حكيت لشيخنا ابن تيمية قول الشيخ علي بن النفيس المحدث: عمري ما رأيته في أنثى ولا ذكر فدعا له الشيخ وعظمه. وتوفي حمدان في سنة اثنتين وسبعين ومئتين.

حمدون القصار

شيخ الصوفية أبو صالح حمدون بن أحمد بن عمارة النيسابوري. قدوة الملامتية: وهو تخريب الظاهر وعمارة الباطن مع التزام الشريعة وكان سفيانياً. سمع: محمد بن بكار بن الريأن وابن راهويه وأبا معمر الهذلي. وصحب أبا تراب وأبا حفص النيسابوري وكان من الأبدال. روى عنه: ابنه الحافظ أبو حامد الأعمشي ومكي بن عبدان وأبو جعفر بن حمدان وآخرون. ومن كلامه قال: لا يجزع من المصيبة إلا من اتهم ربه. وسئل عن الملامة فقال: خوف القدرية ورجاء المرجئة. وقد جمع السلمي جزءاً من حكايات حمدون وأنه مات سنة أحدى وسبعين وأنه شيخ الزاهد عبد الله بن منازل.

حنبل

ابن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد: الإمام الحافظ المحدث الصدوق المصنف أبو علي الشيباني ابن عم الإمام أحمد وتلميذه. ولد قبل المئتين.
وسمع: محمد بن عبد الله الأنصاري وسليمان بن حرب وأبا نعيم وعفان بن مسلم والحميدي وأبا الوليد الطيالسي وحجاج بن منهال ومسلم بن إبراهيم وقبيصة بن عقبة وأبا سلمة وعاصم بن علي وسريج بن النعمان وعلي بن الجعد وأباه وابن عمه وخلقاً كثيراً.
حدث عنه: ابن صاعد وأبو بكر الخلال ومحمد بن مخلد وأبو جعفر ابن البختري وعثمان بن السماك وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً. قلت: له مسائل كثيرة عن أحمد ويتفرد ويغرب. قال أحمد بن المنادي: كان حنبل قد خرج إلى واسط فجاءنا نعيه منها في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ومئتين. قلت: كان من أبناء الثمانين. ومات أبوه في سنة ثلاث وخمسين ومئتين وله ثنتان وتسعون سنة. وقد حدث عن: يزيد بن هارون وغيره. وقع لي جزء حنبل وجزء فيه الرابع من الفتن لحنبل وكتاب المحنة لحنبل وله تاريخ مفيد رأيته وعلقت منه.

ابن عطية

الإمام أبو بكر أحمد بن القاسم بن عطية الرازي البزاز: أحد الحفاظ الرحالة. روى عن: محمد بن أبي بكر المقدمي وهشام بن عمار وأبي الربيع الزهراني وابن سهم. وعنه: الوليد بن أبان وعبد الرحمن بن أبي حاتم وعبد الرحمن ابن حمدان الجلاب وآخرون. قال ابن أبي حاتم: ثقة.

ابن أنس

الإمام الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن أنس القربيطي. حدث عن: محمد بن أبي بكر المقدمي وإبراهيم بن زياد سبلان ووهب بن بقية وطبقتهم. روى عنه: أبو حاتم الرازي مع تقدمه وابنه عبد الرحمن وابن مخلد العطار ومحمد بن نوح الجنديسابوري وروى عنه من شيوخه: محمد بن سعد في الطبقات ثم ساق أبو بكر الخطيب حديثاً في السابق واللاحق من طريق ابن فهم قال: حدثنا محمد بن سعد أخبرنا أحمد بن محمد بن أنس أخبرنا أبو حفص الفلاس وذكره.
قال الخطيب: ثقة. قال ابن مخلد: مات في شوال سنة أربع وستين ومئتين.

الجرجاني

الإمام الجوال أبو إسحاق إسماعيل بن زيد الجرجاني الحافظ ليس بالمشهور لقدم وفاته. سمع: أحمد بن يونس ويوسف بن عدي والشاذكوني وحمل كتب الشافعي عن حرملة. قال أبو أحمد بن عدي: كان إسماعيل هذا يكتب في الليلة تسعين ورقة بخط دقيق. قلت: هذا كان يمكنه أن يكتب صحيح مسلم في أسبوع.

ابن سميع

الإمام الحافظ المتقن أبو القاسم محمود بن إبراهيم بن المحدث محمد بن عيسى بن سميع الدمشقي مؤلف كتاب الطبقات. سمع: إسماعيل بن أبي أويس ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبا جعفر النفيلي وصفوان بن صالح وطبقتهم. حدث عنه: أبو حاتم وأبو زرعة الدمشقي وابن جوصا وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق ما رأيت بدمشق أكيس منه. وقال عمرو بن دحيم: مات بدمشق في جمادى الآخر سنة تسع وخمسين ومئتين. قلت: مات كهلاً رحمه الله.

العطاردي

الشيخ المعمر المحدث أبو عمر أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد التميمي العطاردي الكوفي. ولد سنة سبع وسبعين وبكر بالسماع باعتناء والده. حدث عن: أبي بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس وأبي معاوية الضرير وحفص بن غياث ويونس بن بكير ووكيع بن الجراح وابن فضيل وجماعة. وحدث بالمغازي لابن إسحاق عن يونس بن بكير عنه.


حدث عنه: ابن أبي الدنيا ويحيى بن صاعد وأبو بكر بن أبي داود ورضوان الصيدلاني والقاضي المحاملي وأبو سهل بن زياد وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو العباس الأصم وعثمان بن أحمد السماك وميمون بن إسحاق وأبو جعفر بن بريد الهاشمي وحمزة بن محمد العقبي وأحمد بن يحيى الأدمي وخلق سواهم.


قال ابن عدي: رأيتهم مجمعين على ضعفه ولم أر له حديثاً منكراً إنما ضعفوه بأنه لم يلق أولئك.


قلت: قد لقيهم وله بضع عشرة سنة وقد قال الأصم: سمعت أبا عبيدة السري بن يحيى وسأله أبي عن العطاردي فوثقه. وقال أبو كريب: قد سمع من أبي بكر بن عياش. وقال الدارقطني: لا بأس به قد أثنى عليه أبو كريب.


وقال محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع عن أبيه قال: ابتدأ أبو كريب يقرأ علينا المغازي ليونس بن بكير فقرأ علينا مجلساً أو مجلسين فلغط بعض أصحاب الحديث فقطع قراءته وحلف لا يقرأه علينا فعدنا إليه نسأله فأبى وقال: امضوا إلى عبد الجبار العطاردي فإنه كان يحضر سماعه معنا من يونس قلنا: قد مات قال: اسمعوه من ابنه أحمد فإنه كان يحضر معنا قال: فدلنا إلى منزله وكان أحمد يلعب بالحمام فقال لنا: مذ سمعناه ما نظرت فيه ولكن هو في قماطر فيها كتب فاطلبوه فقمت فطلبته فوجدته وعليه ذرق الحمام وإذا سماعه مع أبيه بالخط العتيق فسألته أن يدفعه إلي ويجعل وراقته لي ففعل. قلت: جرى هذا سنة نيف وأربعين ومئتين ثم عاش بعد ذلك بضعاً وعشرين سنة وتكاثر عليه المحدثون. وقال مطين الحضرمي: كان أحمد العطاردي يكذب. قلت: يعني في لهجته لا أنه يكذب في الحديث فإن ذلك لم يوجد منه ولا تفرد بشيء ومما يقوي أنه صدوق في باب الرواية: أنه روى أوراقاً من المغازي بنزول عن أبيه عن يونس بن بكير وقد أثنى عليه الخطيب وقواه واحتج به البيهقي في تصانيفه.


وقع حديثه عالياً للمؤتمن بن قميرة وللسبط. قال عثمان بن السماك: مات بالكوفة في شعبان سنة اثنتين وسبعين ومئتين.


وفيها مات: أحمد بن عصام بأصبهأن وأبو عتبة الحجازي وأحمد بن مهدي بن رستم ومحمد بن عوف الطائي وسليمان بن سيف الحراني وأبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء وأبو جعفر ابن المنادي.


قرأت على أبي جعفر محمد بن علي أخبرنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرتنا شهدة بنت أحمد أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي وحمزة بن محمد الدهقان وأحمد بن محمد بن زياد وعثمان بن أحمد قالوا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الدين عزيزة إلى يوم القيامة".


وفي تهذيب الكمال أن أبا داود روى عن العطاردي ولم يصح ذلك بل ذلك من زيادات أبي سعيد بن الأعرابي عن العطاردي.

 

الجوهري

الإمام الحافظ العابد الرباني أبو عبد الله محمد بن يوسف البغدادي الجوهري صاحب بشر الحافي. رحل وجال وحدث عن: عبيد الله بن موسى وأبي غسان مالك بن إسماعيل ومعلي بن أسد وعبد العزيز الأويسي وطبقتهم. حدث عنه: عمر بن شبة النميري وهو أكبر منه وابن صاعد وابن أبي حاتم ومحمد بن مخلد العطار وجماعة. قال ابن أبي حاتم: ثقة. وقال الخطيب: كان موصوفاً بالدين والستر. قال ابن قأنع: توفي في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومئتين.

ابن سحنون

فقيه المغرب محمد أبو عبد الله ابن فقيه المغرب عبد السلام سحنون ابن سعيد التنوخي القيروأني شيخ المالكية. تفقه بأبيه. وروى عن: أبي مصعب الزهري وطبقته. وكان محدثاً بصيراً بالآثار واسع العلم متحرياً متقناً علامة كبير القدر وكان يناظر أباه. وقيل لعيسى بن مسكين: من خير من رأيت في الغلمة قال: ابن سحنون. قلت: له مصنف كبير في فنون من العلم وله كتاب: السير عشرون مجلداً وكتاب: التاريخ ومصنف في الرد على الشافعي والعراقيين. وقيل: لما مات ضربت الخيام حول قبره فأقاموا شهراً وأقيمت هناك أسواق الطعام ورثته الشعراء وتأسفوا عليه.


توفي سنة خمس وستين ومئتين.


ثم رأيت له ترجمة طويلة في تاريخ أبي بكر عبد الله بن محمد المالكي قال: قال أبو العرب: كان ابن سحنون إماماً ثقة عالماً بالفقه عالماً بالآثار لم يكن في عصره أحد أجمع لفنون العلم منه ألف في جميع ذلك كتباً كثيرة نحو مئتي كتاب في العلوم والمغازي والتواريخ وكان أبوه يقول: ما أشبهه إلا بأشهب وكانت له حلقة غير حلقة أبيه ولد سنة ثنتين ومئتين وتوفي سنة ست وخمسين ومئتين.


سمع من: أبيه وموسى بن معاوية وعبد العزيز بن يحيى المدني. وارتحاله إلى المشرق في سنة خمس وثلاثين فلقي أبا المصعب الزهري ويعقوب بن كاسب. وقيل: إن المزني صاحب الشافعي أتاه فلما خرج قيل له كيف رأيته فقال لم أر أعلم منه ولا أحد ذهناً على حداثة سنه. وألف كتاب: الإمامة فقيل: كتبوه ونفذوه إلى المتوكل. وكان ذا تعبد وتواضع ورباط وصدع بالحق. وناظر شيخاً معتزلياً فقال: يا شيخ المخلوق يذل لخالقه فسكت فقال: إن قلت بالذلة على القرآن فقد خالفت قوله تعالى:" وإنه لكتاب عزيز".-فصلت:41-.


و سئل ابن عبدوس عن الإيمان: أمخلوق هو أم غير مخلوق فلم يدر ودل على محمد بن سحنون فقال محمد:" الإيمان بضع وسبعون درجة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله " فالإقرار غير مخلوق وما سواه من الأعمال مخلوقة يريد كلمة الإقرار وأما حقيقة الإقرار الذي هو التصديق فهو نور يقذفه الله في قلب عبده وهو خلق لله قال: أحمد بن أبي مسعود: فمضت إلى العراق فسألت عنها فكان جوابه كجواب محمد. وقيل: لما توفي محمد رثي بثلاث مئة قصيدة.