أبو إبراهيم الزهري

أبو إبراهيم الزهري

الإمام الرباني الثقة أبو إبراهيم أحمد بن سعد بن الإمام إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف الزهري العوفي البغدادي أخو عبيد الله بن سعد وعبد الله بن سعد. ولد سنة ثمان وتسعين ومئة. ولم يلحق أخذ العلم عن أبيه ولا عن عمه يعقوب بن إبراهيم. سمع من عفان وعلي بن الجعد ويحيى بن بكير ويحيى بن سليمان الجعفي وعلي بن بحر القطان ومحمد بن سلام الجمحي وعدة. روى عنه: ابن صاعد وأبو عبد الله المحاملي وأبو عوانة في صحيحه في مواضع فقال في بعضها: وكان من الأبدال وآخر من روى عنه: إسماعيل الصفار.


قال الخطيب: كان مذكوراً بالعلم والفضل موصوفا بالصلاح والزهد من أهل بيت كلهم علماء ومحدثون.


قال عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري: حدثني أبي قال: مضى عمي أبو إبراهيم إلى أحمد بن حنبل فلما رآه وثب وقام إليه وأكرمه فلما أن مضى قال له ابنه عبد الله: يا أبه شاب تعمل به هذا وتقول إليه قال:لا تعارضني في مثل هذا ألا أقوم إلى ابن عبد الرحمن بن عوف. قال ابن صاعد: كان ثقة. وقال ابن المنادي: توفي في المحرم سنة ثلاث وسبعين ومئتين. رحمه الله.

 

قلت وإنما احترمه الإمام أحمد لشرفه ونسبه ولتقواه وفضله فمن جمع العمل والعلم فناهيك به. أبو يونس الجمحي

 

مفتي المدينة الإمام أبو يونس محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله بن يزيد القرشي الجمحي المدني الفقيه المالكي. تفقه بأصحاب مالك.


وحدث عن إسحاق بن محمد الفروي وإسماعيل بن أبي أويس وإبراهيم بن المنذر وأبي مصعب وبشر بن عبيس العطار وعدة. روى عنه: زكريا الساجي ويحيى بن الحسن العلوي النسابة وأبو بشر الدولابي وأبو عوانة الإسفراييني وابن أبي حاتم ومحمد بن إبراهيم الديبلي وآخرون.


قال أبو حاتم: صدوق كان مفتي المدينة. توفي في حدود السبعين ومئتين.


وقيل: أن أبا داود روى عنه عن الحميدي ولم يصح ذلك بل شيخ أبي داود هو: محمد بن أحمد بن أنس القرشي النيسابوري لقي أبا عبد الرحمن المقرئ واقرأنه بمكة.

ومحمد بن أحمد بن حسين

ابن مدوية القرشي الترمذي يكنى أبا عبد الرحمن. حدث عن القاسم بن الحكم العرني وعبيد الله بن موسى وأسود ابن شاذان. روى عنه: الترمذي ومحمد بن المنذر شكر وأبو بكر بن أبي داود وآخرون. وثقة ابن حبان. ذكرته للتمييز وإلا فهو أكبر من الجمحي.

المنتظر

الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن علي بن الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب العلوي الحسيني.
خاتمة الاثني عشر سيداً الذين تدعي الإمامية عصمتهم ولا عصمة إلا لنبي ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة وأنه صاحب الزمان وأنه صاحب السرداب بسامراء وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً فوددنا ذلك والله وهم في أنتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل والإنصاف عزيز فنعوذ بالله من الجهل والهوى.
فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق. وابناه الحسن والحسين: فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة لو استخلفا لكانا اهلاً لذلك.
وزين العابدين: كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية. وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة. وكذا ولده جعفر الصادق: كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور. وكان ولده موسى: كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون وله نظراء في الشرف والفضل. وابنه علي بن موسى الرضا: كبير الشأن له علم وبيان ووقع في النفوس صيره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين. وابنه محمد الجواد: من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه وكذلك ولده الملقب بالهادي: شريف جليل. وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى. فأما محمد بن الحسن هذا: فنقل أبو محمد بن حزم: أن الحسن مات عن غير عقب قال: وثبت جمهور الرافضة على أن للحسن ابناً أخفاه. وقيل: بل ولد له بعد موته من أمه اسمها: نرجس أو سوسن والأظهر عندهم أنها صقيل وادعت الحمل بعد سيدها فأوقف ميراثه لذلك سبع سنين ونازعها في ذلك أخوه جعفر بن علي فتعصب لها جماعة وله آخرون ثم انفش ذلك الحمل وبطل فأخذ ميراث الحسن أخوه جعفر وأخ له وكان موت الحسن سنة ستين ومئتين إلى أن قال: وزادت فتنة الرافضة بصقيل وبدعواها إلى أن حبسها المعتضد بعد نيف وعشرين سنة من موت سيدها وجعلت في قصره إلى أن ماتت في دولة المقتدر. قلت: ويزعمون أن محمداً دخل سرداباً في بيت أبيه وأمه تنظر إليه فلم يخرج إلى الساعه منه وكان ابن تسع سنين وقيل دون ذلك.
قال ابن خلكان: وقيل: بل دخل وله سبع عشره سنة في سنة خمس وسبعين ومئتين وقيل: بل في سنة خمس وستين وأنه حي.
نعوذ بالله من زوال العقل فلو فرضنا وقوع ذلك في سالف الدهر فمن الذي رآه ومن الذي نعتمد عليه في إخباره بحياته ومن الذي نص لنا على عصمته وأنه يعلم كل شيء هذا هوس بين إن سلطناه على العقول ضلت وتحيرت بل جوزت كل باطل أعاذنا الله وإياكم من الاحتجاج بالمحال والكذب أو رد الحق الصحيح كما هو ديدن الإمامية. وممن قال: أن الحسن العسكري لم يعقب: محمد بن جرير الطبري ويحيى بن صاعد وناهيك بهما معرفة وثقة.

يوسف بن بحر

الإمام الرحال أبو القاسم التميمي البغدادي ثم الطرابلسي قاضي حمص ثم نزل جبلة. سمع: علي بن عاصم ويزيد بن هارون وأبا النضر وحجاج بن محمد والأسود بن عامر ومروان بن محمد.
وعنه: ابن صاعد ومحمد بن المسيب الأرغياني ومحمد بن سليمان اخو خيثمه وابن أبي حاتم وآخرون. وروى الكثير. وجاء عن خيثمة: أنه ارتحل اليه بعيد سنه سبعين ومئتين إلى جبلة. فاسره الفرنج. قال ابن عدي: ليس هو بالقوي رفع أحاديث أتى عن الثقات بمناكير. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال الدارقطني: ضعيف وقال مرة: ليس بالقوي.

الخصاف

العلامة شيخ الحنفية أبو بكر أحمد بن عمرو بن مهير الشيباني الفقيه الحنفي المحدث. حدث عن: وهب بن جرير وأبي عامر العقدي والواقدي وأبي نعيم وعمرو بن عاصم وعارم ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وخلق كثير. ذكره ابن النجار في تاريخه. وقال محمد بن إسحاق النديم: كان فاضلاً صالحاً فارضاً حاسباً عالماً بالرأي مقدما عند المهتدي بالله حتى قال الناس: هو ذا يحيى دوله أحمد بن أبي دواد ويقدم الجهمية. صنف للمهتدي كتاب: الخراج فلما قتل المهتدي نهبت دار الخصاف وذهبت بعض كتبه. صنف كتاب: الحيل وكتاب: الشروط الكبير ثم اختصره والرضاع و أدب القاضي و العصير وأحكامه و أحكام الوقوف و ذرع الكعبة والمسجد والقبر. ويذكر عنه زهد وورع وأنه كان يأكل من صنعته رحمه الله وقل ما روى وكان قد قارب الثمانين. مات ببغداد سنه أحدى وستين ومئتين.

ابن المدبر

الوزير الكبير أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر الضبي. أحد البلغاء والشعراء وزر للمعتمد وهو أخو أحمد بن المدبر ومحمد. حكى عنه: علي الأخفش وجعفر بن قدامه وأبو بكر الصولي وغيرهم. ولم يكن أحد من كتاب الترسل يقاربه في فنه وتوسعه ولم يزل عالي المكانة إلى أن ندب إلى الوزارة في سنة ثلاث وستين ومئتين فاستعفي لكثرة المطالبة بالمال.
وكان وافر الحشمة كثير البذل وفيه يقول أبو هفان:

 

يا ابن المدبر أنت علمت الورى

 

بذل النوال وهم به بـخـلاء

لو كان مثلك في البرية وأحـد

 

في الجود لم يك فيهم فقـراء

 

وله أخبار طويلة في تاريخ ابن النجار. مات سنة تسع وسبعين ومئتين. ومات اخوه أحمد بن المدبر أبو الحسن الكاتب السامري سنة سبعين قبله وكان ولي مساحة الشام للمتوكل وكان بليغا مترسلاً صاحب فنون يصلح للقضاء وللبحتري فيه مدائح. ثم ولي خراج مصر مع دمشق ثم قبض عليه أحمد بن طولون وسجنه وعذبه ثم طلبه وقال: كيف حالك فقال: أخذك الله من مأمنك يا عدو الله فأمر بقتله وقيل: بل هلك في السجن. ولإبراهيم أخبار مع عريب المغنية في تعشقه لها وأنها بعد أن عجزت زارته يوماً في جواريها فوصلها بنحو من ألفي دينار ذلك اليوم.

السكري

العلامة البارع شيخ الأدب أبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي صفرة بن الأمير المهلب بن أبي صفرة الأزدي المهلبي السكري النحوي صاحب التصانيف.
سمع من: يحيى بن معين وجماعة. وأخذ العربية عن أبي حاتم السجستاني والرياشي وعمر بن شبة. روى عنه: محمد بن أحمد الحكيمي ومحمد بن عبد الملك التاريخي وأبو سهل بن زياد وصنف التصانيف. قال الخطيب: كان ثقة ديناً صادقاً يقريء القرآن وأنتشر عنه شيء كثير من كتب الأدب. له كتاب الوحوش وكتاب النبات. وكان عجباً في معرفة أشعار العرب ألف لجماعة منهم دواوين فجمع شعر أبي نواس وشرحه في ثلاث مجلدات ودون شعر امريء القيس وشعر النابغتين وديوان قيس بن الخطيم وديوان تميم وديوان هذيل وديوان الأعشى وديوان زهير وديوان الأخطل وديوان هدبة بن خشرم وأشياء سوى ذلك. مولده سنة اثنتي عشرة ومئتين وتوفي سنة خمس وسبعين ومئتين.

سلميان بن وهب

ابن سعيد بن عمرو بن حصين: الوزير الكبير أبو أيوب الحارثي الكاتب. مولده بسواد واسط.
وتأدب في صغره وكتب للمأمون وهو حدث وتنقلت به الأيام إلى أن وزر للمهتدي سنة ست وخمسين ثم وزر بعد في سنة للمعتمد فعزل بعد سنة.وهو أخو الحسن بن وهب وكان جدهما سعيد نصرانياً يكتب في دواوين الخراج ثم استخدم الفضل بن سهل وهباً ونوه بذكره وولاه نظر فارس فولد سليمان في سنة تسعين ومئة وأخوه أسن منه. وسمع سليمان حديثاً كبيراً وكتب المنسوب. قال حسين بن علي الكاتب: سمعت سليمان بن وهب يقول: اطلع أبو تمام وأنا أكتب فقال لي: يا أبا أيوب كلامك ذوب شعري. قال جرير بن أحمد بن أبي داود: كلنا في مجلس المهتدي بالله فدفع إلى سليمان بن وهب كتاباً وقال: أجب عنه فلما قام قال المهتدي: ما في صناعته له نظير غير أنه يفسد نفسه بشره فيه على المال. وفي تاريخ الوزراء لأبي عبد الله الجهشياري قال: كان سليمان حسن الخلق كريم الطبع لين العشرة.وقال أبو العباس بن الفرات: كان سليمان بن وهب أكتب خلق الله يداً ولساناً. قلت: إلا أنه قليل الخير ذكر محمد بن الضحاك بن الخصيب أنه رآه يقرأ في مصحف:" من كان يريد حرث الأخرة".-: الشورى10 :- فقال: اللهم ائتني حرثي في الدنيا ولا تجعل لي في الآخرة من نصيب. فأجيب دعاؤه. وقال محرز الكاتب: كان لسيلمان غلام يحبه فاستهتر به فألحت عليه امرأته فأبعده. قال الصولي: نكبه الموفق وصادره فلم يوجد معه ما ظن فيه وجرت له بعد نكبات فمات محبوساً في صفر سنة اثنتين وسبعين ومئتين في وزارة صاعد بن مخلد. وهو والد الوزير عبيد الله وجد الوزير القاسم بن عبيد الله وأبو جد الوزير الحسين.

الخبيث

هو طاغية الزنج علي بن محمد بن عبد الرحمن العبدي من عبد القيس. افترى وزعم أنه من ولد زيد بن علي العلوي وكان منجماً طرقياً ذكياً حرورياً ماكراً داهية منحلاً على رأي فجرة الخوارج يتستر بالأنتماء إليهم وإلا فالرجل دهري فيلسوف زنديق.
ظهر بالبصرة واستغوى عبيد الناس وأوباشهم فتجمع له كل لص ومريب وكثروا فشد بهم أهل البصرة وتم له ذلك واستباحوا البلد واسترقوا الذرية ومكوا فنتدب لحربهم عسكر المعتمد فالتقى الفريقان وانتصر الخبيث واستفحل بلاءه وطوى البلاد وأباد العباد وكاد أن يملك بغداد وجرت بينه وبين الجيش عدة مصافات وأنشأ مدينة سماها: المختارة في غاية الحصانة وزاد جيشه على مئة ألف ولولا زندقتة ومروقة لاستولى على الممالك. وقد سقت من فتنته في دولة المعتمد وكانت أيامه أربع عشرة سنة.
قال نفطويه: كان أولاً بواسط وربما كتب العوذ فأخذه محمد بن أبي عون فحبسه ثم أطلقه فما لبث أن خرج واستغوى الزنج يعني: عبيد الناس والذين يكسحون ويزبلون فصار من أمره ما صار وخافته الخلفاء ثم أظفرهم الله به بعد حروب تشيب النواصي. وقتل ولله الحمد في سنة سبعين ومئتين في صفر وله ثمأن وأربعون سنة. ولو أفردت أخباره ووقائعه لبلغت مجلداً وكان مفرط الشجاعة جرياً داهية قد استوعب ابن النجار سيرته. رئي أبوه أنه بال في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بولة أحرقت نصف الدنيا. وكانت أم الخبيث تقول: لم يدع ابني أحدا عنده علم بالري حتى خالطهم ثم خرج إلى خراسان فغاب عني سنتين وجاء ثم غاب عني غيبته التي خرج فيها فورد علي كتابه من البصرة وبعث إلي بمال فلم أقبله لما صح عندي من سفكه للدماء وخرابه للمدن. قلت: وكان أبوه داهية شيطاناً كولده فقال علي: مرضت وأنا غلام فجلس أبي يعودني وقال لأمي: ما خبره قالت: يموت قال: فإذا مات من يخرب البصرة قال: فبقي ذاك في قلبي. وقيل: مات أبوه بسامراء سنة أحدى وثلاثين ومئتين فقال علي الشعر ومدح به وصار كاتباً ودخل في ادعاء الإمامة وعلم المغيبات وخاف فنزح من سامراء إلى الري لميراث في سنة تسع وأربعين.
قلت: بعد مصرع المتوكل وابنه وأولئك الخلفاء المستضعفين المقتولين نقض أمر الخلافة جداً وطمع كل شيطان في التوثب وخرج الصفار بخراسان واتسعت ممالكه وخرج هذا الخبيث بالبصرة وفعل ما فعل وهاجت الروم وعظم الخطب. ثم بعد سنوات ثارت القرامطة والأعراب وظهر بالمغرب عبيد الله الملقب بالمهدي وتملك ثم دامت الدولة في ذرية الباطنية إلى دولة نور الدين رحمه الله.
فادعى بعد الخمسين هذا الخبيث بهجر أنه علي بن محمد بن الفضل بن حسين زيد عبد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب ودعا إلى نفسه فمال إليه رئيس هجر ونابذه قوم فاقتتلوا فتحول إلى الأحساء واعتصم ببني الشماس وأنما قصد البحرين لغباوة أهلها ورواج المخاريق عليهم فحل منهم محل نبي وصدقوه بمرة ثم تنكروا له لدبره فشخص إلى البادية يستغوي الأعاريب بنفوذ حيله وشعوذته واعتقدوا فيه أنه يعلم منطق الطير وجعل يغير على النواحي ثم تمت له وقعة كبيرة هزم فيها وقتل كبراء أتباعه وكرهته العرب فقصد البصرة فنزل في بني ضبيعة والتف عليه جماعة في سنة أربع وخمسين وطمع في ميل البصريين اليه فأمر أربعة فدخلوا الجامع يدعونهم إلى طاعته فلم يجبه أحد بل وثب الجند إليهم فهرب وأخذ أتباعه وابنه الكبير وأمه وبنته فحبسوا.
وذهب إلى بغداد فأقام سنة يستغوي الناس ويضلهم فاستمال عدة من الحاكة بمخاريقه والجهلة اسبق شيء إلى أرباب الأحوال الشيطانية ومات متولي البصرة وهاجت الأعراب بها وفتحوا السجون فتخلص قومه فبادر إلى البصرة في رمضان سنة خمس وحوله جماعة واستجاب له عبيد زنوج للناس فأفسدهم وجسرهم وعمد إلى جريدة فكتب على خرقة عليها" أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"-: التوبة111:- وكتب اسمه وخرج بهم في السحر لليلتين بقيتا من رمضان في ألف نفس فخطبهم وقال: أنتم الأمراء وستملكون ووعدهم ومناهم ثم طلب أستاذيهم وقال أردت ضرب أعناقكم لأذيتكم لهؤلاء الغلمان قالوا: هؤلاء أبقوا ولا يبقون عليك ولا علينا فأمر غلمانهم فبطحوهم وضربوا كل واحد خمس مئة وحلفهم بالطلاق أن لا يعلموا أحداً بموضعه.
وقيل: كان ثم خمسة عشر ألف عبد يعملون في أموال مواليهم فأنذروا ساداتهم بما جرى فقيدوهم فأقبل حزبه فكسروا قيودهم وضموهم إليه فلما كان يوم الفطر ركز علمه وصلى بهم العيد وخطبهم وأعلمهم أن الله يريد أن يمكن لهم ويملكهم وحلف لهم على ذلك ثم نزل فصلى بهم. ثم لم يزل ينهب ويغير ويكثر جمعه من كل مائق وقاطع طريق حتى استفحل أمره وعظمت فتنته وغنم الخيول والسلاح والأمتعة والأموال والمواشي وصار من الملوك وصار كلما حاربه عسكر وأنهزموا فر إليه غلمان فحشد له أهل البصرة في ذي القعدة من العام والتقوا فهزمهم وقتل منهم مقتلة ووقع رعبه في النفوس فوجه الخليفة جيشا فما نفعوا. ثم أوقع بأهل الأبلة في سنة ست وأحرقها فسلم أهل عبادان بأيديهم وسالموه فأخذ عبيدهم وسلاحهم. ثم أخذ الأهواز فخافه أهل البصرة وأنجفلوا فأخذها بالسيف في شوال سنة سبع وخمسين وقت صلاة الجمعة وهرب جندها فأحرق الجامع بمن حوى ولم تزل الحرب بينه وبين الموفق سجالاً. واستباح واسط في سنة أربع وستين وحصل للخبيث جواهر وأموال فاستأثر بها فأنكر عليه المتقشفون من أصحابه وذكروا له سيرة أبي بكر وعمر فقال: ليس فيهما قدوة. وادعى أنه هو عبد الله المذكور في:" قل أوحي"-: الجن1 :-وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم ما يمتاز عليه إلا بالنبوة. وزعم أنه تكلم في المهد صيح به: يا علي فقال: يا لبيك. وكان يجمع اليهود والنصارى يسألهم عما في التوراة والأنجيل من ذكره وهم يسخرون منه ويقرؤون له فصولاً فيدعي أنها فيه وزاد من الإفك فنفرت منه قلوب خلق من أتباعه ومقتوه. ولم يجد لجيشه لما كثروا بدا من أرزاق فقرر للجندي في الشهر عشرة دنانير فحسد قواده الفرسان وشغل بأنشاء الأبنية وفتر عن الزنج فهموا بالفتك به.


وأنشأ القائد الشعراني مدينة منيعة فأخذت وهرب الشعراني. وأنشأ سليمان بن جامع مدينة سماها: المنصورة وحصنها بخمسة خنادق وطولها فرسخ فأخذت ونجا ابن جامع.


وبقي الموفق يكرم كل من فر إليه ويخلع عليهم وكتب إلى الخبيث يدعوه إلى التوبة من ادعاء مخاطبة الملائكة ومن تحريفه القرآن وضلالته فما أجاب بشيء وحصن مدينته المختارة التي بنهر أبي الخصيب حتى بقيت يضرب بها المثل ونصب فيها المجانيق والأسلحة بما بهر العقول وبها نحو مئتي ألف مقاتل فما قدر عليها الجيش إلا بالمطاولة وأنشأ تلقاءها الموفق مدينة وسكنها ولم يزل إلى أن أخذ المختارة فهرب الخبيث إلى مضائق في نهر أبي الخصيب لا تصل إليها سفينة ولا فارس ثم برز في أبطاله وقاتل أشد قتال وهو يقول:

 

وعزيمتي مثل الحسام وهمتي

 

نفس أصول بها كنفس القسور

وإذا تنازعني أقول لها اسكتي

 

قتل يريحك أو صعود المنبـر

 

قال أحمد بن داود بن الجراح الكاتب: وصاحب الزنج: هو علي بن محمد بن عبد الرحيم بن رجب من أهل الري له حظ من الأدب وهو القائل:

أما والذي أسرى إلى ركن بـيتـه

 

حراجيج بالركبأن مقورة حـدبـا

لأدرعن الحرب حتـى يقـال لـي

 

قضيت ذمام الحرب فاعتجر الحربا

وله إلى الخليفة:

بني عمنا أنا وأنـتـم أنـامـل

 

تضمنها من راحتيها عقودهـا

بني عمنا لا توقدوا نار فـتـنة

 

بطيء على مر الزمان خمودها

بني عمنا وليتم التـرك أمـرنـا

 

ونحن قديما أصلها وعـديدهـا

الزيدي

الأمير صاحب جرجان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب العلوي فجده إسماعيل هو أخو الست نفيسة. ظهر هذا في سنة خمسين ومئتين وكثر جيشه واستولى على جرجان وتلك الناحية واستفحل أمره وهزم جيوش الخلفاء ثم أخذ الري وصاهر الديلم وتمكن وعظم وامتدت أيامه إلى أن توفي في شهر شعبان سنة سبعين ومئتين. فتملك بعده أخوه محمد بن زيد فطالت أيامه وظلم وعسف إلى أن قتل رحمه الله قبل التسعين ومئتين.

خالد بن أحمد

الأمير أبو الهيثم الذهلي صاحب ما وراء النهر: له آثار حميدة ببخارى أكرم بها المحدثين وأعطاهم وطلب من البخاري أن يحدث بقصره بالصحيح ليسمعه أولاده فأبى فتألم وأخرجه من بخارى. ثم أنه والى يعقوب الصفار وخرج على ابن طاهر ثم حج سنة تسع وستين فأخذ وسجن ببغداد حتى مات. روى عن: ابن راهويه وعبيد الله القواريري وجماعة. روى عنه: سهل بن شاذويه وابن أبي حاتم وابن عقدة وأحمد بن محمد المنكدري وجماعة آخرهم عبد الرحمن بن حمدان الجلاب. وكان يمشي في الطلب ولا يركب وأنفق في ذلك ألف ألف درهم. مات سنة سبعين ومئتين.

كربزان

المحدث المعمر البقية أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي البصري ثم البغدادي ولقبه كربزان بتقديم الراء. سمع: يحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن هشام وسالم بن نوح ووهب بن جرير وطائفة. حدث عنه ابن صاعد ومحمد بن مخلد وإسماعيل الصفار وحمزة الهاشمي وأبو جعفر بن البختري وعبد الله بن إسحاق الخرساني وعدة. قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي تكلموا فيه وسألت أبي عنه فقال: شيخ. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: مات يوم الأضحى سنة أحدى وسبعين ومئتين من أبناء التسعين. وكربزان بضم الكاف ثم راء ساكنة ثم موحدة مضمومة ثم زاي. وقع لي من عواليه وقد روى عنه أبو عوانة في صحيحه.
أخبرنا عز الدين إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي أخبرنا الإمام عبد الله بن أحمد سنة ست عشرة وست مئة أخبرنا هبة الله بن الحسن الدقاق أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا سليمان التيمي عن أبي العلاء أراه عن مطرف عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أو لغيره:" هل صمت من سرار هذا الشهر" قال: لا قال:" فإذا افطر الناس أو أفطرت فصم يومين".

محمد بن أحمد بن أبي المثنى

يحيى بن عيسى بن هلال: الحافظ المفيد شيخ الموصل أبو جعفر التميمي الموصلي نسيب أبي يعلى الموصلي وخاله. ولد سنة نيف وثمانين ومئة. وسمع: أبا بكر السكوني وعبد الوهاب بن عطاء وجعفر بن عون ومحمد بن عبيد وأخاه يعلى بن عبيد وأبا النضر ومحمد بن القاسم الأسدي وينزل إلى أحمد بن حنبل ونحوه. حدث عنه: ابن أخته أبو يعلى ومحمد بن العباس بياع الطعام ويزيد ابن محمد ابن اياس الحافظ وعبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري وآخرون. وعامة جزء الجابري عنه.
قال ابن إياس: كان من أهل الفضل وألفقه ومن آدب من رأينا من المحدثين كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يكرمونه إلى أن قال: وكانت الرحلة إليه بالموصل بعد علي بن حرب سمعته يقول: خرج أحمد بن حنبل يوماً فقمت فقال: أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من احب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار" فقلت: أنما قمت إليك ولم أقم لك فاستحسن ذلك. توفي في شوال سنة سبع وسبعين ومئتين. أخبرنا ابن الخلال: أخبرنا ابن المقير أخبرنا عبد الحق أخبرنا ابن العلاف أخبرنا أبو الحسن الحمامي حدثنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى حدثنا قبيصة عن سفيان عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه". متفق عليه.

علان

الإمام الحافظ المتقن النبيل أبو الحسن علي بن عبد الرحمن ابن محمد بن المغيرة المخزومي المصري علان. سمع: آدم بن أبي اياس وخلاد بن يحيى وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن يوسف التنيسي وأبا صالح. وعنه: أبو جعفر الطحاوي وزكريا خياط السنة وأبو علي بن حبيب الحصائري وأبو بكر بن زياد وأبو علي بن فضالة وأحمد بن مسعود الزنبري ومحمد بن يوسف الهروي وآخرون. قال الطحاوي: توفي في شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين. قلت: أغفله ابن يونس.قال النسائي في اليوم والليلة: حدثنا زكريا السجزي حدثنا علي ابن عبد الرحمن فذكر حديثا وهو من أنزل ما للنسائي.

النفيلي الصغير

الإمام المحدث أبو محمد علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن نفيل النفيلي الحراني نسيب أبي جعفر الحافظ النفيلي. سمع يعلى بن عبيد وعلي بن عياش وخالد بن مخلد القطوأني وأبا مسهر الغساني وعدة. وعنه النسائي وقال لا بأس به ومحمود بن محمد الرافعي وابن صاعد وأبو عوانة والقاضي أبو محمد بن زبر وآخرون. توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين. الكلاعي س

الشيخ المحدث الحافظ أبو موسى عمران بن بكار بن راشد الكلاعي البراد الحمصي المؤذن. سمع محمد بن حمير السليحي وأبا المغيرة الخولاني وأحمد ابن خالد الوهبي وعتبة بن السكن وأبا اليمأن ولم يرحل في الحديث. حدث عنه النسائي وقال ثقة وأبو بكر بن أبي عاصم وأبو عوانة وأبو محمد بن زبر وخيثمة بن سليمان وآخرون. توفي أيضا سنة اثنتين وسبعين ومئتين.

 

القنطري

الإمام المحدث أبو الحسن علي بن داود بن يزيد التميمي البغدادي القنطري الأدمي الحافظ سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وآدم بن أبي إياس وعبد الله بن صالح الكاتب وسعيد بن أبي مريم وطبقتهم. حدث عنه: ابن ماجة وإبراهيم الحربي رفيقه والهيثم الشاشي ومحمد بن أحمد الحكمي وإسماعيل الصفار وآخرون. وثقه أبو بكر الخطيب. توفي سنة اثنتين أيضا وسبعين ومئتين.

الوراق

الإمام الحجة الورع الغازي فارس الإسلام عيسى بن جعفر الوراق البغدادي سمع: أبا بدروشبابة.
وعنه: المحاملي وابن المنادي وإسماعيل الصفار. توفي سنة اثنتين ايضاً.

العطار

الشيخ المحدث الحجة أبو علي الحسن بن إسحاق بن يزيد البغدادي العطار. يروي عن: عمر بن شبيب المسلي وزيد بن الحباب والحسن بن موسى الأشيب ومحمد بن بكير الحضرمي وأبي نعيم وعدة. روى عنه: محمد بن مخلد وأبو العباس الأصم وإسماعيل الصفار. قال الخطيب: ثقة.
قال ابن قانع: مات في صفر سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
الخطيب: أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال: حدثنا الأصم حدثنا الحسن بن إسحاق العطارقال: سمعت عبد الرحمن بن هارون يقول: كنا في البحر سائرين إلى إفريقية قال: فركدت علينا الريح فأرسينا إلى موضع يقال له: البرطون ومعنا صبي صقلبي يقال له: أيمن معه شص يصطاد به السمك فاصطاد سمكة نحواً من شبر أو أقل فكان على صنيفته اليمنى مكتوب لا إله إلا الله وعلى قذالها وصنيفة أذنها اليسرى مكتوب محمد رسول الله وكان أبين من نقش على حجر وكانت السمكة بيضاء والكتابة سوداء كأنه كتب بحبر قال: فقذفناها في البحر ومنع الناس أن يصيدوا من ذلك الموضع حتى أوغلنا. أنبأنا المسلم بن محمد: أخبرنا الكندي أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب فذكرها.

إبراهيم بن أورمة

الإمام الحافظ البارع أبو إسحاق الأصبهاني مفيد الجماعة ببغداد. حدث عن: محمد بن بكار بن الريان وصالح بن حاتم بن وردان وعاصم بن النضر وعبيد الله بن معاذ وعباس العنبري وعمرو بن علي الفلاس وطبقتهم. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن يحيى بن مندة وأبو بكر ابن الباغندي وآخرون. قال الدارقطني هو ثقة حافظ نبيل وقال أبو الحسين: بن المنادي: ما رأينا في معناه مثله مرض وكان ينتخب على عباس الدوري. قال أبو نعيم الحافظ: فاق إبراهيم بن أورمة أهل عصره في المعرفة والحفظ وأقام بالعراق يكتبون بفائدته. قلت: لم ينتشر حديثه لأنه مات قبل محل الرواية عاش خمساً وخمسين سنة. قال ابن المنادي: مات في أواخر سنة ست وستين ومئتين رحمه الله.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أخبرنا ابن الحرستاني أخبرنا ابن المسلم أخبرنا ابن طلاب أخبرنا ابن جميع حدثنا طاهر بن محمد بالبصرة حدثنا الحسن بن علي السراج حدثنا إبراهيم بن أورمة حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم" نهى عن الوصال".

سليمان بن سيف

ابن يحيى بن درهم: الحافظ الكبير أبو داود الحراني الطائي مولاهم محدث حران. سمع: يزيد بن هارون وجعفر بن عون وسعيد بن عامر وبكر بن عبد الله السهمي والحسن بن محمد بن أعين ووهب بن جرير ومحاضر ابن المورع ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وطبقتهم. وعني بالعلم الشريف وبرع فيه وجوده.
روى عنه: النسائي كثيراً وقال: ثقة وأبو عروبة وأبو عوانة ومكحول البيروتي وأبو نعيم بن عدي ومحمد بن المسيب الأرغياني وأبو علي محمد بن سعيد الحراني وأحمد بن عمرو الرملي وهاشم بن أحمد بن مسرور وحفيده أحمد بن محمد بن سليمان وعدة. قال ابن عقدة: مات في شعبان سنة اثنتين وسبعين ومئتين. أخبرنا عمر بن عبد المنعم أخبرنا عبد الصمد بن محمد حضورا أخبرنا علي بن المسلم أبو نصر بن طلاب أخبرنا أبو الحسن بن جميع حدثنا هاشم بن أحمد أبو الوليد النصيبي حدثنا سليمان بن سيف حدثنا أبو عتاب بن سهل بن حماد حدثنا عزرة بن ثابت عن عمرو ابن دينار: حدثني ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد". هذا حديث حسن عال من الموافقات أخرجه النسائي عن سليمان ابن سيف. ومات فيها: أحمد بن عبد الجبار العطاردي وأحمد بن عصام وأبو عتبة الحجازي وأحمد بن مهدي بن رستم ومحمد ابن عبد الوهاب الفراء ومحمد بن عبيد المنادي ومحمد بن عوف الطائي.

محمد بن شداد

ابن عيسى: الشيخ المعمر المسند أبو يعلى المسمعي البصري ثم البغدادي المتكلم المعتزلي الملقب بزرقان آخر من حدث عن يحيى بن سعيد القطان وأبي زكير يحيى بن محمد المدني. وحدث عن: عباد بن صهيب وروح بن عبادة وجماعة. حدث عنه: الحسين بن صفوان ومكرم بن أحمد القاضي وأبو بكر الشافعي وغيرهم. قال أبو بكر البرقاني: ضعيف جداً كان الدار قطني يقول: لا يكتب حديثه. قال أبو بكر الشافعي: مات سنة ثمان وسبعين ومئتين. وقال أبو العباس بن عقدة: توفي سنة تسع وسبعين.
قلت: حديثه عال في الغيلانيات بالمرة فمن بلاياه: قال: حدثنا أبو الهذيل العلاف قال: أخذت ما أنا عليه من العدل والتوحيد عن عثمان الطويل وأخبرني أنه أخذه عن واصل بن عطاء وأخذه عن عبد الله ابن محمد بن الحنفية وأخذه من أبيه وأخبره أنه أخذه عن أبيه علي وأنه أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره أن جبريل نزل به عن الله تعالى. رواه جماعة عن زرقان فهو متهم به.

موسى بن سهل بن كثير

المحدث المعمر أبو عمران البغدادي الحرفي الوشاء أحد الضعفاء الذين يحتمل حالهم. سمع: إسماعيل بن علية وإسحاق الأزرق فكان آخر من حدث عنهما وسمع أيضا: من أبي بدر السكوني وعلي بن عاصم ويزيد بن هارون وجماعة. روى عنه: عثمان بن أحمد السماك وأحمد بن عثمان الأدمي وعمر بن الحسن الأشناني وأبو بكر الشافعي وآخرون. ضعفه الدار قطني. وقال البرقاني: ضعيف جداً. قلت: حديثه أعلى شيء في الغيلانيات. مات في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ومئتين.

ابن منيب- ق-

الإمام الحافظ محدث مرو أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب ابن سلام المروزي. حدث عن: عبيد الله بن موسى وعثمان بن الهيثم المؤذن وأبي عبد الرحمن المقريء وعلي بن الحسين بن واقد وعبدان بن عثمان وأصبغ بن الفرج ويحيى بن بكير وخلق. وعنه: النسائي في اليوم والليلة وابن ماجه فيما قاله ابن عساكر ولم نره والحسن بن سفيان ومحمد بن عقيل البلخي والحسين المحاملي وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق. قيل: توفي بعد سنة سبع وستين ومئتين وقيل: توفي فيها.

ابن عبد الصمد- د س-

الإمام المحدث المتقن أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي مولى بني هاشم سمع أبا مسهر وأبا بكر الحميدي وأبا اليمان وأبا الجماهر وعبد الله بن يزيد بن راشد المقريء وآدم بن أبي إياس وسليمان بن حرب ويحيى الوحاظي ويسرة بن صفوان وطبقتهم. وعنه: أبو داود النسائي وأبو حاتم وهو من أقرانه وأبو زرعة النصري رفيقه وأبو علي الحصائري وابن جوصا وأبو عوانة وأبو العباس الأصم وابن حذلم وخلق وابن أبي حاتم وقال: صدوق ثقة.
وقد اجتمع بالربيع المرادي فأكرمه وأجلسه معه على سريره وألقى عليه مسألة في الفقه من كلام الشافعي فأجابه بغير قول الشافعي فقال: يا أبا القاسم ينبغي لك أن تنظر في الفقه. قلت: مولده سنة ثمان وتسعين ومئة.وتوفي بدمشق في شوال سنة -276 - ابنه: محمد بن يزيد هو صاحب الجزء العالي الذي رواه ابن غالب القواس. توفي سنة تسع وتسعين ومئتين.

الحوطي

المحدث العالم أبو عبد الله أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي الحمصي نزيل مدينة جبلة.
سمع: أباه وأحمد بن خالد الوهبي وجنادة بن مروان وأبا المغيرة الخولاني وعلي بن عياش وجماعة. روى عنه: النسائي في اليوم والليلة وعلي بن سراج وعبد الصمد بن سعيد القاضي وأبو القاسم الطبراني وجماعة. لقيه الطبراني في سنة تسع وسبعين ومئتين فأكثر عنه. و:  أحمد بن عبد الرحيم بن يزيد بن فصيل

المحدث أبو عبد الله الحوطي نسيب الذي قبله سكن أيضاً جبلة. وروى عن: أبي المغيرة وأبي اليمان ومحمد بن مصعب القرقساني وعلي ين عياش وجماعة. وعنه: أبو القاسم الطبراني وجعفر بن محمد بن هشام وجماعة. كان حياً في سنة تسع وسبعين أيضاً

ابن الدورقي

عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير: الإمام المحدث أبو العباس ابن الحافظ الدورقي. حدث عن عفان ومسلم وابن الوليد وأحمد بن نصر الخزاعي وطائفة. وعنه: محمد بن نجيح وأحمد بن خزيمة وعبد الله بن إسحاق الخرساني وابن قانع وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي قال ابن أبي حاتم: كتب إلي بجزء من حديثه وكان صدوقاً. وثقة الدارقطني. توفي سنة ورخه جماعة في ربيع الأول منها.

أبو معين

الحافظ الإمام الحسين بن الحسن الرازي.
سمع: سعيد بن أبي مريم وأبا سلمة موسى بن إسماعيل وأبا توبة وأحمد بن يونس ونعيم بن حماد ويحيى بن معين وطبقتهم وسمع الموطأ من يحيى بن بكير. أخذ عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو نعيم بن عدي ومحمد ابن الفضل المحمد أباذي وأحمد بن قشمرد ويوسف بن إبراهيم الهمذاني وحفص بن عمر الأردبيلي وآخرون. قال أبو عبد الله الحاكم: وهو من كبار حفاظ الحديث. وسماه ابن أبي حاتم كما قلنا وسماه أبو أحمد الحاكم في الكنى: محمد بن الحسين والأول اصح. توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين.
أخبرنا عيسى بن أبي محمد أخبرنا جعفر بن علي أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا علي بن أحمد بسراي أخبرنا عبد الله بن علي السفني بأردبيل أخبرنا يحيى بن محمد البزار حدثنا حفص بن عمر الحافظ حدثنا أبو معين الرازي حدثنا عبد السلام بن مطهر حدثنا حفص عن هشام عن الحسن قال: قال صفوان: إذا أكلت رغيفا سد بطني وشربت كوزا من ماء فعلى الدنيا وأهلها العفاء.

القومسي

الإمام المحدث الجوال أبو عبد الله أحمد بن الخليل بن حرب القرشي النوفلي مولاهم القومسي.
حدث بأصبهان عن أبي النضر وعبيد الله بن موسى وأبي عبد الرحمن المقرئ ومعلى بن أسد.
وعنه: محمد بن إبراهيم بن يزيد الزهري والفضل بن الخصيب وعمر بن عبد الله بن حسن وآخرون. كذبه أبو زرعة وأبو حاتم جميعاً وادعى لقي جماعة. قال ابن مردويه: فيه لين.

أبو الأحوص

الإمام الحافظ الثبت قاضي عكبرى أبو عبد الله محمد ابن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم البغدادي المشهور بأبي الأحوص. حدث: عن أبي نعيم ومسلم بن إبراهيم وعبد الله بن رجاء وسعيد بن أبي مريم وعبد العزيز الأويسي وموسى بن داود الضبي ومحمد بن كثير الصنعأني وعارم والقعنبي وأبي الوليد وسعيد بن عفير وأبي جعفر النفيلي ومحمد بن عائذ الكاتب وطبقتهم.
وله رحلة واسعة ومعرفة تامة.
روى عنه: ابن ماجة حديثاً وأحداً في الاستسقاء وموسى بن هارون وابن صاعد وأبو عوانة وعثمان بن السماك وأبو بكر النجاد وأبو بكر الشافعي وأبو بكر بن مالك الإسكافي وآخرون.
قال أبو الحسن الدارقطني: كان من الحفاظ الثقات. قلت: توفي بعكبرى في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومئتين. رحمه الله.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا القاسم بن أبي سعد أخبرنا أبو الأسعد القشيري أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن ح:وأخبرنا أحمد عن ابن السمعاني أخبرنا عبد الله بن الفراوي أخبرنا عثمان بن محمد قالا: أخبرنا أبونعيم المهرجاني أخبرنا أبو عوانة الحافظ حدثنا أبو الأحوص قاضي عكبري ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا الحسن ابن الربيع حدثنا ابن ادريس حدثنا حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راع ولا يخطر لهم فحل فصعد المنبر فحمد الله ثم قال:" اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً مرياً طبقاً غدقاً عاجلاً غير رائث" ثم نزل فما يأتيه أحد من وجه من الوجوه إلا قال قد أحيينا.أخرجه ابن ماجه عن أبي الأحوص.

الصائغ

العلامة الثقة أبو محمد القاسم بن الحسن الهمداني البغدادي المتكلم ويعرف بالصائغ. سمع يزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي. وعنه ابن مجاهد والهيثم الشاشي وعلي بن إسحاق المادرائي وآخرون. وثقه الخطيب. وتوفي بمصر في سنة اثنتين وسبعين ومئتين. هذا لا أعرفه. القزويني

كثير بن شهاب القزويني: أحد علماء الحديث. روى عن: محمد بن سابق القزويني وعبد الله بن الجراح. وعنه: محمد بن مخلد وإسماعيل الصفار وأبو جعفر بن البختري وأبو الحسن القطان.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: صدوق كتبت عنه بقزوين. قلت: مات أيضاً سنة اثنتين وسبعين ومئتين.

ترنجة

الإمام الحافظ أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سهل القرشي مولاهم الكوفي نزيل مصر. حدث عن: جعفر بن عون ومحمد بن القاسم الأسدي وأبي نعيم وطلق بن غنام وإسحاق السلولي وسعيد بن أبي مريم وخلق. روى عنه: ابن خزيمة والطحاوي وابن زياد النيسابوري وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: هو صدوق. وقال ابن يونس: أصابه فالج ثم مات بعد يسير في جمادى الأولى سنة سبعين ومئتين.

علي بن سهل

ابن المغيرة: المحدث الإمام الثقة أبو الحسن النسائي ثم البغدادي البزاز. سمع: أبا بدر السكوني وعبد الوهاب بن عطاء ومحمد بن عبيد ويحيى بن أبي بكير وعبيد الله بن موسى وعدة. وعنه: ابن صاعد وعلي بن عبيد الحافظ ومحمد بن أحمد الحكيمي وإسماعيل الصفار وجماعة. قال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: توفى في صفر سنة أحدى وسبعين ومئتين. ومر: علي بن سهل الرملي وأخوه.

ابن الطباع

المحدث الصادق المسند أبو بكر محمد بن يوسف بن عيسى ابن الطباع. حدث عن: يزيد بن هارون ومحمد بن مصعب القرقساني وعبيد الله ابن موسى وطبقتهم. وعنه: القاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وأحمد بن عثمان الأدمي ومحمد بن العباس بن نجيح وآخرون. وثقه الخطيب.
وقال الدارقطني: صدوق.
توفي سنة ست وسبعين وقيل: سنة خمس وسبعين ومئتين.

أبو معشر

المنجم جعفر بن محمد البلخي صاحب التصانيف في النجوم والهندسة. قيل: كان محدثاً فمكر به ودخل في النجوم وقد صار ابن نيف وأربعين ثم جاوز المئة. ومات في رمضان سنة اثنتين وسبعين ومئتين. وقد ضربه المستعين لكونه أصاب في أمر قبل أن يقع. وصنف كتاب: الزيج وكتاب المواليد وكتاب القرآنات وكتاب: طبائع البلدان وأشياء كثيرة من كتب الهذيان.

الصائغ

الإمام المحدث الثقة شيخ الحرم أبو جعفر محمد بن إسماعيل ابن سالم القرشي العباسي مولى المهدي البغدادي نزيل مكة. سمع: أباه وأبا اسامة وأبا داود الحفري وروح بن عبادة وحجاج ابن محمد الأعور وعدة. حدث عنه: أبو داود وابن صاعد وابن أبي حاتم وخلق آخرهم عبد الله بن الحسن بن بندار شيخ أبي نعيم الحافظ. قال ابن أبي حاتم: صدوق. قلت: كان من أبناء التسعين.
مات في جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومئتين. وكان والده الحافظ أبو محمد إسماعيل بن سالم بن دينار من شيوخ مسلم الذين روى عنهم في صحيحه لقي عباد بن عباد وهشيماً

البلاذري

العلامة الأديب المصنف أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي البلاذري الكاتب صاحب التاريخ الكبير. سمع: هوذة بن خليفة وعبد الله بن صالح العجلي وعفان وأبا عبيد وعلي بن المديني وخلف بن هشام وشيبان بن فروخ وهشام بن عمار وعدة وجالس المتوكل ونادمه. روى عنه: يحيى بن المنجم وأحمد بن عمار وجعفر بن قدامة ويعقوب بن نعيم قرقارة وعبد الله بن أبي سعد الوراق. وكان كاتباً بليغاً شاعراً محسناً وسوس بأخرة لأنه شرب البلاذر للحفظ. وله مدائح في المأمون وغيره. وقد ربط في البيمارستان وفيه مات. وقيل: كان يكنى أبا الحسن وقيل: أبا جعفر. توفي بعد السبعين ومئتين رحمه الله. وكان جده كاتبا للخصيب امير مصر.

محمد بن الجهم

الإمام العلامة الأديب أبو عبد الله السمري الكاتب تلميذ يحيى الفراء وراويه. سمع: يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء وجعفر بن عون ويعلى بن عبيد وطبقتهم. حدث عنه: موسى بن هارون وأبو بكر بن مجاهد وإسماعيل الصفار وأبو العباس الأصم وأبو سهل بن زياد وأبو بكر الشافعي وخلق سواهم. قال الدارقطني: ثقة. وقال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن عائذ بن أبي عائذ صاحب حمزة الزيات وسمع الحروف من خلف بن هشام وسليمان الهاشمي أخذ عنه القراءة: ابن مجاهد وجماعة وكان من أئمة العربية العارفين بها. قلت: مات في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومئتين وعاش تسعاً وثمانين سنة. يقع حديثه عالياً في الغيلانيات.