صاعد بن مخلد

صاعد بن مخلد

الوزير الكبير أبو العلاء الكاتب: أسلم وكتب للموفق ثم وزر للمعتمد وهو من نصارى كسكر وله صدقات وبر وقيام ليل لكنه نزر الأدب. وزر سنة ست وستين ولقب ذا الوزارتين.

قال الصولي: قبض عليه الموفق سنة ثمان وسبعين فحدثوني أن الذي أخذ منه نحو ألفي ألف دينار وخمسة آلاف رأس وأخذ ذلك الموفق منه بلين وملاطفة ولم يؤذه ومما أخذ له من المماليك البيض والسود ثلاثة آلاف مملوك وحبسه مكرماً وترك له من ضياعه مغل عشرين ألف دينار.

وقال أحمد بن أبي ظاهر: المقبوض منه من العين ألف ألف دينار وأخذ له مخيم قوم بمئة وعشرين ألفي ألف دينار فيه من الخز ثمانية عشر ألف ثوب وأربعون رطل ذهب وأخذ منه جوهر يساوي خمسين ألف دينار وآنية بمئتي ألف درهم وثلاثة آلاف ثوب حرير وستة بسط خز أكبرها طول خمسة وأربعين ذراعاً في عرض ستة وعشرين ذراعاً وأكثر من مئة ألف قطعة صيني وسرد أشياء من هذا الضرب مما لم يوجد الملوك. ذكره ابن النجار في تاريخه وقال: توفي في صفر سنة ست وسبعين ومئتين. وكان يتردد إليه أبو العيناء فيقولون: هو الساعة يصلي فقال: كل جديد له لذة.

البياني

الإمام المجتهد الحافظ عالم الأندلس أبو محمد القاسم ابن محمد بن القاسم بن محمد بن سيار مولى الخليفة الوليد بن عبد الملك الأموي الأندلسي القرطبي البياني أحد الأعلام.

غطى معرفته بالحديث براعته في الفقه والمسائل وفاق أهل العصر وضرب بإمامته المثل وصار إماماً مجتهداً لا يقلد أحداً مع قوة ميله إلى مذهب الشافعي وبصره به فإنه لازم التفقه على الإمامين: أبي إبراهيم المزني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. مولده بعد سنة عشرين ومئتين فيما أرى. وروى عن: إبراهيم بن محمد الشافعي وأبي الطاهر بن السرح وإبراهيم بن المنذر الحزامي والحارث بن مسكين ويونس بن عبد الأعلى والمزني والربيع وابن عبد الحكم وخلق.

وأدرك بقايا أصحاب الليث ومالك. تفقه به علماء قرطبة. وحدث عنه: سعيد بن عثمان الأعناقي وأحمد بن خالد بن الجباب ومحمد بن عمر بن لبابة وابنه محمد بن قاسم ومحمد بن عبد الملك بن أيمن وآخرون. قال ابن الفرضي في تاريخه: لزم قاسم البياني ابن عبد الحكم للتفقه والمناظرة وصحبه وتحقق به والمزني وكان يذهب مذهب الحجة والنظر وترك التقليد ويميل إلى فقه الشافعي لم يكن بالأندلس أحد مثله في حسن النظر والبصر بالحجة. وقال أحمد بن الجباب: ما رأيت مثل قاسم في الفقه ممن دخل الأندلس من أهل الرحل. وقال محمد بن عبد الله بن قاسم الزاهد: سمعت بقي بن مخلد يقول: قاسم بن محمد أعلم من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قال أسلم بن عبد العزيز: سمعت ابن عبد الحكم يقول: لم يقدم علينا من الأندلس أحد أعلم من قاسم بن محمد ولقد عاتبته حين رجوعه إلى الأندلس قلت: أقم عندنا فإنك تعتقد هنا رئاسة ويحتاج الناس إليك فقال: لابد من الوطن. قال ابن الفرضي: ألف قاسم في الرد على يحيى بن مزين والعتبي وعبد الله بن خالد كتاباً نبيلاً يدل على علمه قال: وله كتاب شريف في خبر الواحد وكان يلي وثائق الأمير محمد يعني ملك الأندلس طول أيامه. قلت: وصنف كتاب الإيضاح في الرد على المقلدين وكان ميالا إلى الآثار. قال أبو علي الغساني: سمعت ابن عبد البر يقول: لم يكن أحد ببلدنا أفقه من قاسم بن محمد وأحمد بن الجباب. مات في آخر سنة ست وسبعين ومئتين هو وبقي بن مخلد في عام وما خلفا مثلهما.

سهل بن عبد الله

ابن يونس: شيخ العارفين أبو محمد التستري الصوفي الزاهد. صحب خاله محمد بن سوار ولقي في الحج ذا النون المصري وصحبه. روى عنه الحكايات: عمر بن واصل وأبو محمد الجريري وعباس ابن عصام ومحمد بن المنذر الهجيمي وطائفة. له كلمات نافعة ومواعظ حسنة وقدم راسخ في الطريق. روى أبو زرعة الطبري عن ابن درستويه صاحب سهل قال: قال سهل ورأى أصحاب الحديث فقال: اجهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر. وروي في كتاب ذم الكلام: سئل سهل إلى متى يكتب الرجل الحديث قال: حتى يموت ويصب باقي حبره في قبره.
أخبرنا أبو علي بن الخلال: أخبرنا ابن اللتي أخبرنا أبو الوقت أخبرنا أبو إسماعيل الأنصاري أخبرنا عبد الرحمن بنيسابور حدثنا الحسن ابن أحمد الأديب بتستر حدثنا علي بن الحسين الدقيقي سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة. وقيل: إن سهل بن عبد الله أتى أبا داود فقال: أخرج لي لسانك هذا الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله فأخرجه له. ومن كلام سهل: لا معين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله ولا زاد إلا التقوى ولا عمل إلا الصبر عليه. وعنه قال: الجاهل ميت والناسي نائم والعاصي سكران والمصر هالك. وعنه قال: الجوع سر الله في أرضه لا يودعه عند من يذيعه.
قال إسماعيل بن علي الأبلي: سمعت سهل بن عبد الله بالبصرة في سنة ثمانين ومئتين يقول: العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث نصبه الحق دلالة وعلماً لنا لتهتدي القلوب به إليه ولا تتجاوزه ولم يكلف القلوب علم ماهية هويته فلا كيف لاستوائه عليه ولا يجوز أن يقال: كيف الاستواء لمن أوجد الاستواء وإنما على المؤمن الرضى والتسليم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إنه على عرشه". وقال: إنما سمي الزنديق زنديقاً لأنه وزن دق الكلام بمخبول عقله وقياس هوى طبعه وترك الأثر والاقتداء بالسنة وتأول القرآن بالهوى فسبحان من لا تكيفه الأوهام في كلام نحو هذا.
قال أبو نعيم في الحلية: حدثنا أبي حدثنا أبو بكر الجوربي سمعت سهل بن عبد الله يقول: أصولنا ستة: التمسك بالقرآن والإقتداء بالسنة وأكل الحلال وكف الأذى واجتناب الآثام والتوبة وأداة الحقوق. عن سهل: من تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق ومن اشتغل بالفضول حرم الورع ومن ظن ظن السوء حرم اليقين ومن حرم هذه الثلاثة هلك. وعنه قال: من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله وأن لا يغتابوا ولا يغتاب عندهم وأن لا يشبعوا وإذا وعدوا لم يخلفوا ولا يمزحون أصلاً. قال ابن سالم الزاهد شيخ البصرة: قال عبد الرحمن لسهل بن عبد الله: إني أتوضأ فيسيل الماء من يدي فيصير قضبان ذهب فقال: الصبيان يناولون خشخاشة. قيل: توفي سهل بن عبد الله في سنة ثلاث وسبعين وليس بشيء بل الصواب: موته في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومئتين ويقال: عاش ثمانين سنة أو أكثر. سميه: الزاهد المحدث:

أبو طاهر

سهل بن عبد الله بن الفرخان الأصبهاني أحد الثقات. ارتحل وأخذ عن: سليمان بن بنت شرحبيل وصفوان بن صالح وهشام بن عمار ومحمد بن أبي السري العسقلاني وحرملة بن يحيى وطبقتهم. وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزهري ومحمد بن عبد الله الصفار وأبو علي الصحاف وأحمد بن إبراهيم بن أفرجة وآخرون. وكان من حملة الحجة كبير القدر ويقال: كان من الأبدال رحمة الله عليه.
قال أبو نعيم: لقيت أصحابه وكان مجاب الدعوة كان أهل بلدنا مفزعهم إلى دعائه عند النوائب والمحن له آثار مشهورة في إجابة الدعاء وأما رفيع حاله من إدمان الذكر والمشاهدة والحضور والتعري من حظوظ النفس فشائع ذائع وهو أول من حمل مختصر حرملة من علم الشافعي إلى أن قال: ومات في سنة ست وسبعين ومئتين. لم يذكر مولده.
وفيها مات: أحمد بن حازم بن أبي غرزة وبقي بن مخلد وأبو محمد بن قتيبة الدينوري وأبو قلابة الرقاشي ومحمد بن إسماعيل الصائغ ومحمد بن سعد العوفي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ومحمد بن أحمد بن أبي العوام.

ابن أبي عمران

الإمام العلامة شيخ الحنفية أبو جعفر أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى البغدادي الفقيه المحدث الحافظ. ولد في حدود المئتين وسكن مصر. وحدث عن: عاصم بن علي ومحمد بن عبد الله بن سماعة وسعدويه الواسطي وبشر بن الوليد الكندي وجماعة. وتفقه على بشر وابن سماعة وأصحاب أبي يوسف ومحمد. لازمه أبو جعفر الطحاوي وتفقه به وولي قضاء مصر مدة بعد بكار ابن قتيبة وكان من بحور العلم يوصف بحفظ وذكاء مفرط. قال الإمام أبو عبد الله الصيمري الحنفي: كان شيخ أصحابنا بمصر في زمانه أخذ عن أصحاب أبي يوسف. قلت: روى شيئاً كثيراً من الحديث من حفظه. وتوفي في المحرم سنة ثمانين ومئتين.

الديرعاقولي

الإمام الحافظ الحجة أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم بن زياد ابن عمران الديرعاقولي ثم البغدادي القطان. ولد بعد التسعين ومئة وطوف وكتب الكثير. سمع: أبا نعيم وأبا اليمان الحمصي وأبا بكر الحميدي ومسلم ابن إبراهيم وسليمان بن حرب وعلي بن عياش وطبقتهم. حدث عنه: موسى بن هارون ويحيى بن صاعد وعثمان بن السماك وأحمد بن كامل وأبو سهل بن زياد وآخرون.
قال أحمد بن كامل القاضي: كتبنا عنه وكان ثقة مأموناً. وقال الخطيب: كان الدير عاقولي ثقة ثبتاً مات في شعبان سنة ثمان وسبعين ومئتين.
قلت: وفيها مات: محدث طبرية هاشم بن مرثد الطبراني ومحدث حمص موسى بن عيسى بن المنذر ومسندا بغداد موسى بن سهل الوشاء صاحب ابن علية ومحمد بن شداد أبو يعلى المسمعي صاحب يحيى القطان وأحمد بن عبيد بن ناصح النحوي وإبراهيم بن الهيثم البلدي وولي العهد أبو أحمد الموفق.

المغامي

العلامة المفتي شيخ المالكية أبوعمرو يوسف بن يحيى الأزدي الأندلسي القرطبي المالكي المعروف بالمغامي أحد الأعلام. وقد نسبه بعض الأئمة فقال: هو يوسف بن يحيى بن يوسف بن محمد بن منصور بن السمح الأزدي ثم الدوسي من ولد أبي هريرة رضي الله عنه. سمع: يحيى بن يحيى الليثي الفقيه وسعيد بن حسان وعبد الملك بن حبيب فأكثر عنه وحمل عنه تصانيفه وارتحل في الشيخوخه وسمع وبث علمه بمصر. وسمع من: إسحاق الدبري وعلي بن عبد العزيز البغوي ويوسف بن يزيد القراطيسي. وكان رأساً في الفقه لا يجارى بصيراً بالعربية فصيحاً مدركاً مصنفاً أقام بمكة وروى بها الواضحة لابن حبيب وعظم قدره هناك.
وروى تميم بن محمد القيرواني عن أبيه قال: كان أبو عمرو المغامي ثقة إماماً جامعاً لفنون العلم عالماً بالذب عن مذاهب أهل الحجاز فقيه البدن عاقلاً وقوراً قل من رايت مثله في عقله وأدبه وخلقه رحمه الله رحل في الحديث وهو شيخ رأيته وقد جاءته كتب كثيرة نحو المئة من أهل مصر يسألونه الإجازة وبعضهم يسأل منه الرجوع إليهم سألته عن مولده فأبى أن يخبرني وعندنا توفي بالقيروان في سنة ثمان وثمانين ومئتين. قلت: قد ألف هذا في الرد على الإمام الشافعي كتاباً في عشرة أجزاء وصنف كتاب فضائل مالك. تفقه به خلق منهم: سعيد بن فحلون ومحمد بن فطيس وقيل: يكنى أبا عمر نقله الحميدي. ومغامة: قربة من ناحية طليطلة. وقال الحميدي: قيل: مات سنة ثلاث وثمانين وقيل: مات سنة خمس وثمانين ومئتين.

ابن أخت غزال

الإمام الحافظ المجود أبو بكر محمد بن علي بن داود بن عبد الله البغدادي نزيل مصر ويعرف بابن أخت غزال. حدث عن: سعيد بن داود الزنبري وأحمد بن عبد الملك الحراني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعدة. وعنه: أبوجعفر الطحاوي وعلي بن أحمد الصيقل وغيرهما.
قال أبو سعيد بن يونس: كان يحفظ الحديث ويفهم حدث بمصر وخرج إلى قرية من أسفل بلاد مصر فتوفي بها في ربيع الأول سنة أربع وستين ومئتين قال: وكان ثقة حسن الحديث. قلت: وذكره الخطيب في تاريخه وساق له حديثاً غريباً.

إسماعيل القاضي

الإمام العلامة الحافظ شيخ الإسلام أبوإسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن محدث البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري المالكي قاضي بغداد وصاحب التصانيف. مولده سنة تسع وتسعين ومئة واعتنى بالعلم من الصغر.
وسمع من: محمد بن عبد الله الأنصاري ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعبد الله بن رجاء الغداني وحجاج بن منهال وإسماعيل بن أبي أويس وسليمان بن حرب وعارم ويحيى الحماني ومسدد بن مسرهد وأبي مصعب الزهري وقالون عيسى وتلا عليه بحرف نافع. وأخذ الفقه عن أحمد بن المعذل وطائفة وصناعة الحديث عن علي ابن المديني وفاق أهل عصره في الفقه. روى عنه: أبو القاسم البغوي وابن صاعد والنجاد وإسماعيل الصفار وأبو سهل بن زياد وأبو بكر الشافعي والحسن بن محمد بن كيسان وأبو بحر محمد بن الحسن البربهاري وعدد كثير. وقد روى النسائي في كتاب الكنى عن إبراهيم بن موسى عنه وتفقه به مالكية العراق. قال أبو بكر الخطيب: كان عالماً متقناً فقيهاً شرح المذهب واحتج له وصنف المسند وصنف علوم القرآن وجمع حديث أيوب وحديث مالك. ثم صنف الموطأ وألف كتاباً في الرد على محمد بن الحسن يكون نحو مئتي جزء ولم يكمل. استوطن بغداد وولي قضاءها إلى أن توفي وتقدم حتى صار علماً ونشر مذهب مالك بالعراق. وله كتاب أحكام القرآن لم يسبق إلى مثله وكتاب معاني القرآن وكتاب في القراءات.
قال ابن مجاهد: سمعت المبرد يقول: إسماعيل القاضي أعلم مني بالتصريف. وعن إسماعيل القاضي قال: أتيت يحيى بن أكثم وعنده قوم يتناظرون فلما رآني قال: قد جاءت المدينة.
قال نفطويه: كان إسماعيل كاتب محمد بن عبد الله بن طاهر فحدثني أن محمداً سأله عن حديث: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" وحديث:" من كنت مولاه" فقلت: الأول أصح والآخر دونه قال: فقلت لإسماعيل: فيه طرق رواه البصريون والكوفيون فقال: نعم وقد خاب وخسر من لم يكن علي مولاه. قال محمد بن إسحاق النديم: إسماعيل هو أول من عين الشهادة ببغداد لقوم ومنع غيرهم وقال: قد فسد الناس. قال أبو سهل القطان: حدثنا يوسف القاضي قال: خرج توقيع المعتضد إلى وزيره: استوص بالشيخين الخيرين الفاضلين خيراً إسماعيل بن إسحاق وموسى بن إسحاق فانهما ممن إذا أراد الله بأهل الأرض عذاباً صرف عنهم بدعائهما. قلت: ولي قضاء بغداد ثنتين وعشرين سنة وولي قبلها قضاء الجانب الشرقي في سنة ست وأربعين ومئتين وكان وافر الحرمة ظاهر الحشمة كبير الشأن يقع حديثه عالياً في الغيلانيات. توفي فجأة في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومئتين. قال عوف الكندي: خرج علينا إسماعيل القاضي لصلاة العشاء وعليه جبة وشي يمانية تساوي مئتي دينار.
وفيها مات: جعفر بن أبي عثمان الطيالسي والحارث بن أبي اسامة وخمارويه صاحب مصر والفضل بن محمد الشعراني ومحمد بن الفرج الأزرق ومحمد بن القاسم أبو العيناء ومحمد بن مسلمة الواسطي ويحيى بن عثمان بن صالح.

الختلي

الإمام المحدث مصنف كتاب الديباج الذي يرويه أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن خازم بن سنين الختلي نزيل بغداد. حدث عن: علي بن الجعد وأبي نصر التمار وكامل بن طلحة وداود بن عمر الضبي وهشام بن عمار وطبقتهم بالعراق والشام والجزيرة. حدث عنه: أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز وأبو سهل بن زياد وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعي وغيرهم. قال الدارقطني: ليس بالقوي. قلت: مات في شوال سنة ثلاث وثمانين ومئتين وقد بلغ الثمانين. وفي كتابه الديباج أشياء منكرة. قال الحاكم: ضعيف وقال مرة: ليس بالقوي.

الجبلي

الحافظ أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن الجبلي وجبل: بليدة من سواد العراق. سمع: منصور بن أبي مزاحم وطبقته. روى عنه: أبو سهل بن زياد. قال الخطيب: كان يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ ولم يحدث إلا بشيء يسير. وقال ابن المنادي: كان في أكثر عمره بالجانب الشرقي وكان بوجهه وبدنه وضح وكان يفتي بالحديث ويذاكر ولا يحدث مات في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين ومئتين عن سبعين سنة. قلت ذكرته للتمييز ولأنه من أئمة الأثر وسأكشف ان كان وقع لنا من روايته من جهة أبي سهل القطان إن شاء الله.

إسماعيل بن قتيبة

ابن عبد الرحمن: الإمام القدوة المحدث الحجة أبو يعقوب السلمي النيسابوري.
سمع: يحيى بن يحيى وسعد بن يزيد الفراء ويزيد بن صالح الفراء ويحيى الحماني وأحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد المسندي وابا بكر بن أبي شيبة والقواريري وطبقتهم. حدث عنه: إبراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وأبو العباس السراج ومحمد بن صالح بن هانئ وأحمد بن إسحاق الصبغي وخلق كثير.
قال الحاكم: إسماعيل بن قتيبة البشتنقاني وهي: قرية على نصف فرسخ من البلد سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول: أول من اختلفت إليه في سماع الحديث إسماعيل بن قتيبة وذلك سنة ثمانين وكان الإنسان إذا رآه يذكر السلف لسمته وزهده وورعه كنا نختلف إلى بشتنقان فيخرج فيقعد على حصباء النهر والكتاب بيده فيحدثنا وهو يبكي وإذا قال: حدثنا يحيى بن يحيى يقول: رحم الله أبا زكريا. قال الحاكم: قرأ إسماعيل على ابن أبي شيبة المصنفات كلها وهي أجل رواية عندنا لابن أبي شيبة. قال ابن هانىء: توفي ابن قتيبة في رجب سنة أربع وثمانين ومئتين وشهدت جنازته. قلت: لعله جاوز الثمانين وكان من حملة الحجة ومن سالكي المحجة رحمه الله.

مقدام بن داود

ابن عيسى بن تليد: الفقيه العلامة المحدث أبو عمرو الرعيني المصري. حدث عن: عمه عيسى بن تليد وأسد بن موسى وعبد الله بن محمد بن المغيرة وخالد بن نزار الأيلي ويحيى بن بكير وعبد الله بن يوسف وعدة. حدث عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم وأحمد بن الحسن بن عتبة الرازي وعلي بن أحمد البغدادي ومحمد بن أحمد بن أبي الأصبغ وأبو القاسم الطبراني وآخرون.
قال النسائي في الكنى: ليس بثقة. وقال أبو عمرو محمد بن يوسف الكندي: كان فقيهاً مفتياً لم يكن بالمحمود في الرواية. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن يونس: تكلموا فيه مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين ومئتين. وقال غيره: كان من كبار المالكية.
حدث أبو العباس بن دلهاث العذري: حدثنا محمد بن نوح الأصبهاني بمكة حدثنا الطبراني حدثنا المقدام بن داود حدثنا عبد الله ابن يوسف عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً طعام البخيل داء وطعام السخي شفاء. فهذا باطل ما حدث به ابن يوسف أبداً.

جعفر بن محمد بن أبي عثمان

الإمام الحافظ المجود أبو الفضل الطيالسي البغدادي أحد الأعلام. سمع: عفان بن مسلم وسليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم ومحمد بن الفضل عارماً وإسحاق بن محمد الفروي ويحيى بن معين وخلقاً كثيراً. حدث عنه: ابن صاعد وإسماعيل الصفار وأبو بكر النجاد ومحمد بن العباس بن نجيح وأبو سهل بن زياد وأبو بكر الشافعي وآخرون. قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتاً صعب الأخذ حسن الحفظ. وقال أبو الحسين بن المنادي: كان مشهوراً بالإتقان والحفظ والصدق. قال: وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين ومئتين. قلت: توفي في عشر التسعين.

أبو الموجه

الشيخ الإمام محدث مرو أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري المروزي اللغوي الحافظ. سمع: عبدان بن عثمان وعلي بن الجعد وسعدويه الواسطي وسعيد بن منصور وصدقة بن الفضل وسعيد بن هبيرة وأمثالهم. وعنه: الحسن بن محمد بن حليم وعبد الرحمن بن أبي حاتم وعلي بن محمد الحبيبي وأبو بكر بن أبي نصر المروزيان وعدة. توفي سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
قال ابن الصلاح: قيده بكسر الجيم أبو سعد السمعاني بخطه في مواضع وهو بلديه ويقال: بالفتح قال: وهو محدث كبير أديب كثير الحديث صنف السنن والأحكام رحمه الله.

علي بن عبد العزيز

ابن المرزبان ابن سابور: الإمام الحافظ الصدوق أبو الحسن البغوي نزيل مكة. ولد سنة بضع وتسعين ومئة. وسمع: أبا نعيم وعفان والقعنبي ومسلم بن إبراهيم وموسى ابن إسماعيل وأبا عبيد وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وعاصم بن علي وطبقتهم. وجمع وصنف المسند الكبير وأخذ القراءات عن أبي عبيد وغيره. سمع منه الحروف: أحمد بن التائب وإبراهيم بن عبد الرزاق وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو إسحاق بن فراس ومحمد بن عيسى بن رفاعة وأحمد بن خالد بن الجباب. وحدث عنه أيضاً: علي بن محمد بن مهرويه القزويني وأبو علي حامد الرفاء وعبد المؤمن بن خلف النسفي وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان وأبو القاسم الطبراني وخلق كثير من الرحالة والوفد. وكان حسن الحديث. قال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بحديث أبي عبيد وكان صدوقاً.

وقال أبو بكر بن السني سمعت النسائي يسأل عن علي بن عبد العزيز فقال قبحه الله ثلاثاً فقيل أتروي عنه قال لا فقيل أكان كاذباً قال لا ولكن قوماً اجتمعوا ليقرؤوا عليه شياً وبروه بما سهل وكان فيهم إنسان غريب فقير لم يكن في جملة من بره فأبى أن يحدث بحضرته فذكر الغريب انه ليس معه إلا قصعة فأمره بإحضارها وحدث. ثم قال ابن السني بلغني أنهم عابوه على الأخذ فقال يا قوم أنا قوم بين الأخشبين إذا خرج الحاج نادى أبو قبيس قعيقعان يقول من بقي فيقول بقي المجاورون فيقول أطبق. مات سنة ست وثمانين ومئتين وقيل سنة سبع.

 الكشوري

المحدث العالم المصنف أبو محمد عبد الله بن محمد ويقال له: عبيد الكشوري الصنعاني. حدث عن: عبد الله بن أبي غسان وبكر بن الشرود ومحمد بن عمر السمسار وعبد الحميد بن صبيح ولم يلحق عبد الرزاق. حدث عنه: خيثمة الأطرابلسي ومحمد بن أحمد بن مسعود البذشي وأبو القاسم الطبراني ومحمد بن محمد بن حمزة الجمال وآخرون من الرحالين. وكان يقال له: تاريخ اليمن وقد جمعه. قال أبو يعلى الخليلي: هو عالم حافظ له مصنفات مات سنة ثمان وثمانين. وقال: غيره بل مات في سنة أربع وثمانين ومئتين.

ابن رزين

العلاء بن أيوب بن رزين: الإمام المجود الحافظ أبو الفضل الموصلي صاحب المسند والسنن وغير ذلك. حدث عن: محمد بن عبد الله بن عمار وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش ويعقوب الدورقي وأبي سعيد الأشج وخلق. وكان عابداً خاشعاً مخبتاً من أحسن الناس صوتاً بالقرآن قاله يزيد بن محمد الأزدي وحدث عنه.

البوسي

المسند المعمر أبو محمد الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبيد الله الأبناوي اليمني الصنعاني البوسي صاحب عبد الرزاق سمع منه نحو خمسين حديثاً قاله الخليلي. قال أبو الحسن بن سلمة القطان عنه: ولدت سنة أربع وتسعين ومئة وسمعت من عبد الرزاق سنة عشر ومئتين.

قلت: روى عنه أبو عوانة في صحيحه وأحمد بن شعيب الأنطاكي وأبو جعفر محمد بن محمد الجمال نزيل بخارى وحفيده عبد الأعلى بن محمد بن حسن البوسي وأبو الحسن بن سلمة وأبو القاسم الطبراني وعدة وما علمت به بأساً. والبوسي: بباء مفتوحة وسين مهملة. قال أبو القاسم بن مندة: توفي سنة ست وثمانين ومئتين.

ابن برة

إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني. سمع من: عبد الرزاق وهو احد الشيوخ الأربعة الذين لقيهم الطبراني من أصحاب عبد الرزاق. توفي أيضاً في سنة ست باليمن.

الشبامي

وشبام: على مرحلة من صنعاء. أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد الشبامي. ولد سنة تسعين ومئة. وسمع من: عبد الرزاق. توفي سنة ست أيضاً. روى عنه: محمد بن محمد الجمال والطبراني وجماعة.

بشر بن موسى

ابن صالح بن شيخ بن عميرة: الإمام الحافظ الثقة المعمر أبو علي الأسدي البغدادي. ولد سنة تسعين ومئة. وسمع من: روح بن عبادة حديثاً واحداً ومن حفص بن عمر العدني والأصمعي وهوذة بن خليفة والحسن بن موسى الأشيب وأبي عبد الرحمن المقرئ وعمرو بن حكام وعبد الصمد بن حسان وأبي نعيم ويحيى بن إسحاق السيلحيني وسعيد بن منصور والحميدي وخلق كثير. حدث عنه: إسماعيل الصفار وابن نجيح وأبو عمر الزاهد وأبو علي بن الصواف وأبو بكر الشافعي وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر القطيعي وخلائق. وهو من بيت حشمة وأصالة. قال الخطيب: كان ثقة أميناً عاقلاً ركيناً. قال ابن المقرئ: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي خبزة سمعت بشر بن موسى يقول: سمعت أبا أسامة يقول: حدثنا هشام بن عروة فلم أحفظ عنه غير هذا. وقال إسماعيل الخطبي: سمعت بشر بن موسى يقول: ذهب بي خالي حيان بن بشر الأسدي إلى يحيى بن آدم وصليت خلف أبي عمرو الشيباني النحوي فقرأ سورة السجدة فسجد. قال أبو بكر الخلال الفقيه: كان أحمد بن حنبل يكرم بشر بن موسى وكتب له إلى الحميدي إلى مكة. وقال الدارقطني: ثقة.
قال إسماعيل الخطبي: مات لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومئتين. قلت: عمر ثمانياً وتسعين سنة وفي القطيعيات والغيلانيات جملة من عواليه. وفيها توفي: إسحاق بن إسماعيل الرملي بأصبهان وجعفر بن محمد بن سوار النيسابوري ومعاذ بن المثنى العنبري وعثمان بن سعيد بن بشار شيخ الشافعية.

يحيى بن عثمان

ابن صالح بن صفوان: العلامة الحافظ الأخباري أبو زكريا السهمي المصري.
حدث عن: أبيه عثمان بن صالح وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح ونعيم بن حماد وأصبغ بن الفرج والنضر بن عبد الجبار وإسحاق بن بكر بن مضر وطبقتهم من أصحاب الليث وابن لهيعة. حدث عنه: ابن ماجة وعبد المؤمن بن خلف النسفي وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الجمال وعلي بن محمد المصري الواعظ ومحمد بن جعفر بن كامل وعلي بن حسن بن قديد وأبو القاسم الطبراني وخلق كثير. قال ابن يونس: كان عالماً بأخبار مصر وبموت العلماء حافظاً للحديث وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وكتب عنه أبي وتكلموا فيه. قلت: هذا جرح غير مفسر فلا يطرح به مثل هذا العالم. قال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومئتين.

إبراهيم بن نصر

ابن عبد العزيز: الحافظ الإمام المجود أبو إسحاق الرازي محدث نهاوند. يروي عن: أبي نعيم وعمرو بن مرزوق وعبد الله بن رجاء وحجاج بن منهال وأبي الوليد وأبي حذيفة والتبوذكي وخلق. وعنه: أحمد بن محمد بن أوس والقاسم بن أبي صالح وعبد الرحمن بن حمدان. قال جعفر بن أحمد: سألت أبا حاتم عن إبراهيم بن نصر فقال: كان معنا عند أبي سلمة بالبصرة وكان يورق. وقيل: أن إبراهيم بن نصر لطول مقامه بالبصرة فتح بها دكاناً وقد صنف المسند وقدم همدان وحدث بها وكان كبير الشأن عالي الإسناد. توفي في حدود الثمانين ومئتين.
قال الخليلي: مسنده نيف وثلاثون جزءاً وهو صدوق سمع منه: أبو الحسن القطان وعلي بن مهرويه وسليمان بن يزيد الفامي وجدي أحمد بن إبراهيم وغيرهم.

إبراهيم الحربي

هو: الشيخ الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير البغدادي الحربي صاحب التصانيف. مولده في سنة ثمان وتسعين ومئة.
وطلب العلم وهو حدث فسمع من: هوذة بن خليفة وهو أكبر شيخ لقيه وعفان بن مسلم وأبي نعيم وعمرو بن مرزوق وعبد الله بن صالح العجلي وأبي عمر الحوضي وعمر بن حفص وعاصم بن علي ومسدد بن مسرهد وموسى بن إسماعيل المنقري وشعيب بن محرز وأبي عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن حنبل وأحمد بن شبيب وابن نمير والحكم بن موسى وأبي معمر المقعد وأبي الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب وسريج بن النعمان وعلي بن الجعد ومحمد بن الصباح وخلف بن هشام وأبي بكر بن أبي شيبة وبندار وخلق كثير. حدث عنه خلق كثير منهم: أبو محمد بن صاعد وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر النجاد وأبو بكر الشافعي وعمر بن جعفر الختلي وأبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي وعبد الرحمن بن العباس والد المخلص وسليمان بن إسحاق الجلاب ومحمد بن مخلد العطار وجعفر الخلدي ومحمد بن جعفر الأنباري وأبو بحر محمد بن الحسن البربهاري وأمثالهم. قال أبو بكر الخطيب: كان إماماً في العلم رأساً في الزهد عارفاً بالفقه بصيراً بالأحكام حافظاً للحديث مميزاً لعلله قيماً بالأدب جماعة للغة صنف غريب الحديث وكتباً كثيرة وأصله من مرو.
روى المخلص عن أبيه قال: كان إسماعيل القاضي يشتهي ان يلتقي إبراهيم فالتقيا يوماً وتذاكرا فلما افترقا سئل إبراهيم عن إسماعيل فقال: إسماعيل جبل نفخ فيه الروح وقال إسماعيل: ما رأيت مثل إبراهيم. قلت: إسماعيل هو ابن إسحاق القاضي عالم العراق.
ويروي أن أبا إسحاق الحربي لما دخل على إسماعيل القاضي بادر أبو عمر محمد بن يوسف القاضي إلى نعله فأخذها فمسحها من الغبار فدعا له وقال: أعزك الله في الدنيا والآخرة فلما توفي أبو عمر رؤى في النوم فقيل: ما فعل الله بك قال: أعزني في الدنيا والاخرة بدعوة الرجل الصالح.
قال محمد بن مخلد العطار: سمعت إبراهيم الحربي يقول: لا أعلم عصابة خيراً من أصحاب الحديث إنما يغدو أحدهم ومعه محبرة فيقول: كيف فعل النبي صلى الله عليه وسلم وكيف صلى إياكم ان تجلسوا إلى أهل البدع فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح.
وقال أبو أيوب الجلاب سليمان بن إسحاق: قال لي إبراهيم الحربي: ينبغي للرجل إذا سمع شيئاً من أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمسك به قال: فقيل لإبراهيم: إنهم يقولون: صاحب السوداء يحفظ قال: لا هي أخت البلغم صاحبها لا يحفظ شيئاً إنما يحفظ صاحب الصفراء.
وقال عثمان بن حمدويه البزاز: سمعت إبراهيم الحربي يقول: خرج أبو يوسف القاضي يوماً وأصحاب الحديث على الباب فقال: ما على الأرض خير منكم قد جئتم أو بكرتم تسمعون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هبة الله اللالكائي: سمعت أحمد بن محمد بن الصقر سمعت أبا الحسن بن قريش يقول: حضرت إبراهيم الحربي وجاءه يوسف القاضي ومعه ابنه أبو عمر فقال له: يا أبا إسحاق لو جئناك على مقدار واجب حقك لكانت أوقاتنا كلها عندك فقال: ليس كل غيبة جفوة ولا كل لقاء مودة وإنما هو تقارب القلوب.
الحاكم: سمعت محمد بن عبد الله الصفار سمعت إبراهيم الحربي وحدث عن حميد بن زنجويه عن عبد الله بن صالح العجلي بحديث فقال: اللهم لك الحمد ورفع يديه فحمد الله ثم قال: عندي عن عبد الله بن صالح قمطر وليس عندي عن حميد غير هذا الطبق وأنا أحمد الله على الصدق زادني فيه بعض أصحابنا: عن الصفار فقال رجل: يا أبا إسحاق لو قلت فيما لم تسمع: سمعت لما اقبل الله بهذه الوجوه عليك. ثم قال الحاكم: وسمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد ثم ذكر له كتاباً في غريب الحديث لم يسبق إليه.
قال القاضي أبو المطرف بن فطيس: سمعت أبا الحسن المقرئ سمعت محمد بن جعفر بن محمد بن بيان البغدادي سمعت إبراهيم الحربي ولم يكن في وقته مثله يقول وقد سئل عن الاسم والمسمى: لي مذ أجالس أهل العلم سبعون سنة ما سمعت أحداً منهم يتكلم في الاسم والمسمى. عمر بن عراك المقرئ: حدثنا إبراهيم بن المولد حدثنا أحمد بن عبد الله بن خالد حدثني إبراهيم الحربي قال: كنا عند عبيد الله بن عائشة في مسجده إذ طرقه سائل فسأله شيئاً فلم يكن معه ما يعطيه فدفع إليه خاتمه فلما أن ولى السائل دعاه فقال له: لا تظن أني دعوتك ضنة مني بما أعطيتك إن هذا الفص شراؤه علي خمس مئة دينار فانظر كيف تخرجه فضرب السائل بيده إلى الخاتم فكسره ورمى بالفص إليه وقال: بارك الله لك في فصك هذه الفضة تكفيني لقوتي وقوت عيالي اليوم. قال أبو العباس ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو من خمسين سنة. قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدار قطني عن إبراهيم الحربي فقال: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه. وقيل: إن المعتضد نفذ إلى إبراهيم الحربي بعشرة آلاف فردها ثم سير له مرة أخرى ألف دينار فردها. وروى أبو الفضل عبيد الله الزهري عن أبيه عبد الرحمن عن إبراهيم الحربي قال: ما أنشدت بيتاً قط إلا قرأت بعده:" قل هو الله أحد" ثلاثاً. قال أبو الحسن الدارقطني: وإبراهيم إمام بارع في كل علم صدوق.
أبو ذر الهروي: سمعت أبا طاهر المخلص سمعت أبي: سمعت إبراهيم الحربي وكان وعدنا أن يمل علينا مسألة في الاسم والمسمى وكان يجتمع في مجلسه ثلاثون ألف محبرة وكان إبراهيم مقلاً وكانت له غرفة يصعد فيشرف منها على الناس فيها كوة إلى الشارع فلما اجتمع الناس أشرف عليها فقال لهم: قد كنت وعدتكم أن أملي عليكم في الاسم والمسمى ثم نظرت فإذا لم يتقدمني في الكلام فيها إمام يقتدى به فرأيت الكلام فيه بدعه فقام الناس وانصرفوا فلما كان يوم الجمعة أتاه رجل وكان إبراهيم لا يقعد إلا وحده فسأله عن هذه المسألة فقال ألم تحضر مجلسنا بالأمس قال: بلى فقال: أتعرف العلم كله قال: لا قال: فاجعل هذا مما لم تعرف.
وبالإسناد: قال إبراهيم: ما انتفعت من علمي قط إلا بنصف حبة وقفت على إنسان فدفعت إليه قطعة اشتري حاجة فأصاب فيها دانقاً إلا نصف حبة فسألني عن مسألة فأجبته ثم قال للغلام: أعط أبا إسحاق بدانق ولا تحطه بنصف حبة. وسمعته يقول: أقمت ثلاثين سنة كل ليلة إذا أويت إلى فراشي لو أعطيت رغيفي جارتي لاحتجت إليهما.
ويروى: أن إبراهيم لما صنف غريب الحديث وهو كتاب نفيس كامل في معناه قال ثعلب: ما لإبراهيم وغريب الحديث رجل محدث ثم حضر مجلسه فلما حضر المجلس سجد ثعلب وقال: ما ظننت أن على وجه الأرض مثل هذا الرجل.
قال أبو ذر الهروي: حكى لي بعض أصحابنا ببغداد أن إبراهيم الحربي كان سمع مسائل ابن القاسم علي بن الحارث بن مسكين وحصل سماعه مع رجل ثم مال إلى طريقة الكلام فلم يستعرها منه إبراهيم ورجع فسمعها من الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ابن أبي الغمر عن ابن القاسم. قلت: نعم يظهر في تصانيف الحربي أنه ينزل في أحاديث ويكثر منها وهذا يدل على أنه لم يزل طلابة للعلم.
وروى المخلص عن أبيه: أن المعتضد بعث إلى إبراهيم الحربي بمال فرده عليه أوحش رد وقال: ردها إلى من أخذتها منه وهو محتاج إلى فلس وكان لا يغسل ثوبه إلا في كل أربعة أشهر مرة ولقد زلق مرة في الطين فلقد كنت أرى عليه أثر الطين في ثوبه إلى أن غسله.
قال عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي الحنبلي: أخبرنا أبو الحسين العتكي قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول لجماعة عنده: من تعدون الغريب في زمانكم فقال رجل: الغريب: من نأى عن وطنه وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه فقال إبراهيم: الغريب في زماننا رجل صالح عاش بين قوم صالحين إن أمر بمعروف آزروه وإن نهى عن منكر أعانوه وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه ثم ماتوا وتركوه.
قال أحمد بن مروان الدينوري: أتينا إبراهيم الحربي وهو جالس على باب داره فسلمنا وجلسنا فجعل يقبل علينا فلما أكثرنا عليه حدثنا حديثين ثم قال لنا: مثل أصحاب الحديث مثل الصياد الذي يلقي شبكته في الماء فيجتهد فإن أخرج سمكة وإلا أخرج صخرة. قال أحمد بن جعفر بن سلم: حدثنا شيخ لنا قال: قيل لإبراهيم الحربي: هل كسبت بالعلم شيئاً قال: كسبت به نصف فلس: كانت أمي تجري علي كل يوم رغيفين وقطيعة فيها نصف دانق فخرجت في يوم ذي طين وأجمع رأيي على أن آكل شيئاً حلواً فلم أر شيئاً أرخص من الدبس فأتيت بقالاً فدفعت إليه القطيعة فإذا فيها قيراط إلا نصف فلس وتذاكرنا حديث السخاء والكرم فقال البقال: يا أبا إسحاق أنت تكتب الأخبار والحديث حدثنا في السخاء بحديث قلت: نعم حدثني أبو بكر عبد الله بن الزبير حدثنا أبي عن شيخ له قال: خرج عبد الله ابن جعفر إلى ضياعه ينظر إليها فإذا في حائط لنسيب له عبد أسود بيده رغيف وهو يأكل لقمة ويطرح لكلب لقمة فلما رأى ذلك استحسنه فقال: يا أسود لمن أنت قال: لمصعب بن الزبير قال: وهذه الضيعة لمن قال: له قال: لقد رأيت منك عجباً تأكل لقمة وتطرح للكلب لقمة قال: إني لأستحيي من عين تنظر إلي أن أوثر نفسي عليها قال: فرجع إلى المدينة فاشترى الضيعة والعبد ثم رجع وإذا بالعبد فقال: يا أسود إني قد اشتريتك من مصعب فوثب قائماً وقال: جعلني الله عليك ميمون الطلعة قال: وإني اشتريت هذه الصنيعة فقال: أكمل الله لك خيرها قال: وإني أشهد أنك حر لوجه الله قال: أحسن الله جزاءك قال: وأشهد الله أن الضيعة مني هدية إليك قال: جزاك الله بالحسنى ثم قال العبد: فأشهد الله وأشهدك أن هذه الضيعة وقف مني على الفقراء. فرجع وهو يقول: العبد أكرم منا.
قال سليمان بن إسحاق الجلاب: سمعت الحربي يقول: الأبواب تبنى على أربع طبقات: طبقة المسند وطبقة الصحابة وطبقة التابعين فيقدم كبارهم كعلقمة والأسود وبعدهم من هو أصغر منهم وبعدهم تابع التابعين مثل سفيان ومالك والحسن بن صالح وعبيد الله بن الحسن وابن أبي ليلى وابن شبرمة والأوزاعي.
وروي عن إبراهيم الحربي قال: الناس على أربع طبقات: مليح يتملح ومليح يتبغض وبغيض يتملح وبغيض يتبغض فالأول: هو المنى الثاني: يحتمل وأما بغيض يتملح فإني أرحمه وأما البغيض الذي يتبغض فأفر منه.
قال ابن بشكوال في أخبار إبراهيم الحربي: نقلت من كتاب ابن عتاب: كان إبراهيم الحربي رجلاً صالحاً من أهل العلم بلغه أن قوماً من الذين كانوا يجالسونه يفضلونه على أحمد بن حنبل فوقفهم على ذلك فأقروا به فقال: ظلمتموني بتفضيلكم لي على رجل لا أشبهه ولا ألحق به في حال من أحواله فأقسم بالله لا أسمعكم شيئاً من العلم أبدا فلا تأتوني بعد يومكم. مات الحربي ببغداد فدفن في داره يوم الاثنين لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومئتين في أيام المعتضد. قال المسعودي: كانت وفاة الحربي المحدث الفقيه في الجانب الغربي وله نيف وثمانون سنة وكان صدوقاً عالماً فصيحاً جواداً عفيفاً زاهداً عابداً ناسكاً وكان مع ذلك ضاحك السن ظريف الطبع ولم يكن معه تكبر ولا تجبر وربما مزح مع أصدقائه بما يستحسن منه ويستقبح من غيره وكان شيخ البغداديين في وقته وظريفهم وزاهدهم وناسكهم ومسندهم في الحديث وكان يتفقه لأهل العراق وكان له مجلس في المسجد الجامع الغربي يوم الجمعة فأخبرني إبراهيم بن جابر قال: كنت أجلس في حلقة إبراهيم الحربي وكان يجلس إلينا غلامان في نهاية الحسن والجمال من الصورة والبزة وكأنهما روح في جسد إن قاما قاما معاً وإن حضرا فكذلك فلما كان في بعض الجمع حضر أحدهما وقد بان الأصفرار بوجهه والانكسار في عينيه فلما كانت الجمعة الثانية حضر الغائب ولم يحضر الذي جاء في الجمعة الاولى منهما وإذ الصفرة والانكسار بين في لونه وقلت: إن ذلك للفراق الواقع بينهما وذلك للألفة الجامعة لهما فلم يزالا يتسابقان في كل جمعة إلى الحلقة فأيهما سبق صاحبه إلى الحلقة لم يجلس الآخر فلما كان في بعض الجمع حضر أحدهما فجلس إلينا ثم جاء الآخر فأشرف على الحلقة فوجد صاحبة قد سبق وإذا المسبوق قد أخذته العبرة فتبينت ذلك منه في دائرة عينيه وإذا في يسراه رقاع صغار مكتوبة فقبض بيمينه رقعة منها وحذف بها في وسط الحلقة وانساب بين الناس مستخفياً وأنا أرمقه وكان ثم أبو عبيدة بن حربويه فنشر الرقعة وقرأها وفيها دعاء أن يدعو لصاحبها مريضاً كان أو غير ذلك ويؤمن على الدعاء من حضر فقال الشيخ: اللهم اجمع بينهما وألف قلوبهما واجعل ذلك فيما يقرب منك ويزلف لديك وأمنوا على دعائه ثم طوى الرقعة وحذفني بها فتأملت ما فيها فإذا فيها مكتوب:

عفا الله عن عبد أعان بـدعـوة

 

لخلين كانا دائمين عـلـى الـود

إلى أن وشى واشي الهوى بنميمة

 

إلى ذاك من هذا فحالا عن العهد

 

فلما كان في الجمعة الثانية حضرا جميعاً وإذا الاصفرار والانكسار قد زال فقلت لابن حربويه: إني أرى الدعوة قد أجيبت وأن دعاء الشيخ كان على التمام فلما كان في تلك السنة كنت فيمن حج فكأني أنظر إلى الغلامين محرمين بين منى وعرفة فلم أزل أراهما متآلفين إلى أن تكهلا.


قال القفطي في تاريخ النحاة له: كان إبراهيم الحربي رأساً في الزهد عارفاً بالمذاهب بصيراً بالحدث حافظاً له له في اللغة كتاب: غريب الحديث وهو من أنفس الكتب وأكبرها في هذا النوع. أبو الحسن بن جهضم واه: حدثنا جعفر الخلدي حدثنا أحمد ابن عبد الله بن ماهان: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: اجمع عقلاء كل ملة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه.


وكان يقول: قميصي أنظف قميص وإزاري أوسخ إزار ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط وفرد عقبي صحيح والآخر مقطوع ولا أحدث نفسي أني أصلحهما ولا شكوت إلى أهلي وأقاربي حمى أجدها لا يغم الرجل نفسه وعياله ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت به أحداً وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين إن جاءتني بهما أمي أو أختي وإلا بقيت جائعاً إلى الليلة الثانية وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة إن جاءتني امرأتي أو بناتي به وإلا بقيت جائعاً والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة وقام إفطاري في رمضان هذا بدرهم ودانقين ونصف. قال أبو القاسم بن بكير: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئاً كنت أجيء من عشي إلى عشي وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية أو لعقة بن أو باقة فجل.


محمد بن أيوب العكبري: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما تروحت ولا روحت قط ولا أكلت من شيء في يوم مرتين.


 قال أبو الحسين بن سمعون: حدثنا أحمد بن سليمان القطيعي قال: أضقت إضاقة فأتيت إبراهيم الحربي لأبثه فقال لي: لا يضيق صدرك فان الله من وراء المعونة فإني أضقت مرة حتى انتهى أمري إلى ان عدم عيالي قوتهم فقالت الزوجة: هب أني أنا وأنت نصبر فكيف بالصبيتين هات شيئاً من كتبك نبيعه أو نرهنه فضننت بذلك وقلت: أقترض غداً فلما كان الليل دق الباب فقلت: من ذا قال: رجل من الجيران فقلت: ادخل فقال: فأطفئ السراج حتى أدخل فكببت شيئاً على السراج فدخل وترك شيئاً وقام فإذا هو منديل فيه أنواع من المآكل وكاغد فيه خمس مئة درهم فأنبهنا الصغار وأكلوا ثم من الغد إذا جمال يقود جملين عليهما حملان ورقاً وهو يسأل عن منزلي فقال: هذان الجملان أنفذهما لك رجل من خراسان واستحلفني أن لا أقول من هو. إسنادها مرسل. قال الحسين بن فهم الحافظ: لا ترى عيناك مثل إبراهيم الحربي إمام الدنيا لقد رأيت وجالست العلماء فما رأيت رجلاً أكمل منه. قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الأدب والفقه والحديث والزهد. قلت: يريد من اجتمع فيه هذه الأمور الأربعة. قال سليمان بن الخليل: سمعت الحربي يقول: في كتاب أبي عبيد غريب الحديث ثلاثة وخمسون حديثاً ليس لها أصل. قال أبو الحسن الدارقطني: الحربي إمام مصنف عالم بكل شيء بارع في كل علم صدوق.
قال أبو بكر الشافعي: سمعت إبراهيم الحربي يقول: عندي عن علي ابن المديني قمطر ولا أحدث عنه بشيء لأني رأيته المغرب وبيده نعله مبادراً فقلت: إلى أين قال: ألحق الصلاة مع أبي عبد الله فظننته يعني أحمد بن حنبل ثم قلت: من أبو عبد الله قال: ابن أبي دؤاد.


وقيل: إن المعتضد لما نفذ إلى الحربي بالعشرة آلاف فردها فقيل له: ففرقها فأبى ثم لما مرض سير إليه المعتضد ألف دينار فلم يقبلها فخاصمته بنته فقال: أتخشين إذا مت الفقر قالت: نعم قال: في تلك الزاوية اثنا عشر ألف جزء حديثية ولغوية وغير ذلك كتبتها بخطي فبيعي منها كل يوم جزءاً بدرهم وأنفقيه. نقل الخطيب وطائفة: إن الحربي توفي لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومئتين وكانت جنازته مشهودة صلى عليه يوسف القاضي صاحب كتاب السنن وقبره يزار ببغداد. وفيها مات: إسحاق الدبري صاحب عبد الرزاق وعبيد بن عبد الواحد البزار وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد.


أخبرتنا أم عبد الله زينب بنت علي الصالحية سنة ثلاث وتسعين وست مئة أخبرنا أبو محمد عبد الله بن قدامة في سنة إحدى عشرة وست مئة أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبوالفضل بن خيرون أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي أخبرنا عمر بن جعفر الختلي أخبرنا إبراهيم ابن إسحاق الحربي حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء ابن يزيد عن أبي أيوب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث يلتقيان: فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام". وبه: قال الحربي حدثناه أبو مصعب أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". أخبرنا عيسى بن عبد المنعم أخبرنا عبد الغفار بن شجاع ح: وأخبرنا محمد بن أبي العز والحسن بن علي القلانسي قالا: أخبرنا أبو الوفاء عبد الملك بن الحنبلي وأخبرنا علي بن محمد الجذامي أخبرنا يوسف بن عبد المعطي وأخبرنا عمر بن نصير السهمي و عبد الرحمن بن سليمان: أخبرنا أبو الحسن بن الجميزي وأخبرنا سنقر الزيني وعبد الرحمن ومحمد ابنا سليمان قالوا: أخبرنا علي بن محمود وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصواف أخبرنا جدي وأخبرنا عبد الولي بن رافع وعثمان بن موسى وفاطمة بنت إبراهيم قالوا: أخبرنا أبو القاسم بن رواحة وأخبرنا عبد الواحد بن كثير وجماعة قالوا: أخبرنا علي بن محمد المفسر قالوا جميعاً: أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا حمد بن إسماعيل الزكي بمكة ح: وأخبرنا ابن قدامة وعدة إجازة قالوا: أخبرنا عمر بن طبرزد أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قالا: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد البزاز أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا سليمان بن داود الهاشمي حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن القاسم عن عائشة قالت:" كنت اغتسل معه صلى الله عليه وسلم من الإناء الواحد".

 

أحمد بن سلمة

ابن عبد الله الحافظ الحجة العدل المأمون المجود أبو الفضل النيسابوري البزاز رفيق مسلم في الرحلة. سمع: قتيبة وإسحاق بن راهوية ومحمد بن مهران الجمال وعبد الله بن معاوية وعثمان بن أبي شيبة وأبا كريب وابن حميد وأحمد بن منيع وخلقاً كثيراً وجمع وصنف.
حدث عنه: ابن وارة وأبو زرعة وأبو حاتم وهو من صغار شيوخه وأبو حامد بن الشرقي ويحيى بن منصور القاضي وسليمان بن محمد بن ناجية وعلي بن عيسى وأبو الفضل محمد بن إبراهيم وعدة. قال أبو القاسم النصر آباذي: رأيت أبا علي الثقفي في النوم وهو يقول: عليك بصحيح أحمد بن سلمة. قال أبو الفضل الهاشمي: توفي ابن سلمة في غرة جمادة الآخرة سنة ست وثمانين ومئتين رحمه الله.