المستملي

المستملي

الحافظ العالم الزاهد العابد المجاب الدعوة أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي النيسابوري عرف بحمكويه. سمع: يزيد بن صالح الفراء وأحمد بن حنبل وقتيبة بن سعيد وسهل بن عثمان العسكري وعبيد الله القواريري وإسحاق بن راهويه وأبا مصعب وسريج بن يونس وطبقتهم ومن بعدهم. وكتب الكثير وما زال يعالج هذا الفن حتى توفي.

حدث عنه: أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف وجعفر بن محمد بن سوار وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري وأبو حامد بن الشرقي وزنجويه بن محمد ومحمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وأبو الطيب بن المبارك ومحمد بن داود الزاهد وغيرهم.

قال الحاكم: كان مجاب الدعوة راهب عصره حدثنا محمد بن صالح قال: كنا عند أبي عمرو المستملي فسمع جلبة فقال: ما هذا قالوا: أحمد بن عبد الله يعني الخجستاني في عسكره فقال: اللهم مزق بطنه فما تم الأسبوع حتى قتل.

وسمعت علي بن محمد الفامي يقول: حضرت مجلس أبي عثمان الزاهد ودخل أبو عمرو المستملي وعليه أثواب رثة فبكى أبو عثمان فلما كان يوم مجلس الذكر قال: دخل عليه رجل من مشايخ العلم فاشتغل قلبي برثاثة حاله ولولا أني اجله لسميته قال: فرمى الناس بالخواتيم والدراهم والثياب بين يديه فقام أبو عمرو على رؤوس الناس وقال: أنا الذي عنى أبو عثمان ولولا أني كرهت أن يتهم به غيري لسكت ثم إنه أخذ جميع ذلك وحمل معه فما بلغ باب الجامع حتى وهب جميعه للفقراء. قد استملى أبو عمرو على جماعة عاشوا بعده وأول ما استملى كان في سنة ثمان وعشرين ومئتين.

قال الحاكم: وسمعت أبا بكر الصبغي يقول: كان أبو عمرو يصوم النهار ويحيى الليل ثم قال الصبغي: فأخبرني غير واحد أن الليلة التي قتل فيها أحمد بن عبد الله يعني الظالم الذي استولى على نيسابور صلى أبوعمرو العتمة ثم صلى طول ليله وهو يدعو على أحمد بصوت عال: اللهم شق بطنه اللهم شق بطنه. مات محدث نيسابور أبو عمرو في جمادى الاخرة سنة أربع وثمانين ومئتين.

ابن عاصم

الإمام الحافظ المصنف الثقة أبو العباس أحمد بن محمد ابن عاصم الرازي. سمع: أباه احد من رحل إلى عبد الرزاق وسمع: علي بن المديني وإبراهيم بن الحجاج السامي وأبا الربيع الزهراني وهدبة بن خالد وقتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وطبقتهم. وهو من أقران أبي عيسى الترمذي. حدث عنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان وعمر بن إسحاق والقاضي أبو أحمد العسال وأبو جعفر النفيلي. توفي سنة تسع وثمانين ومئتين.

الحمار

الإمام المحدث الصدوق أبو جعفر أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي الكوفي الحمار البزاز.

حدث عن: أبي نعيم وقطبة بن العلاء ووضاح بن يحيى ومخبول بن إبراهيم والحسن بن الربيع وعلي بن ثابت الدهان وطائفة. حدث عنه: أحمد بن عمرو بن جابر الرملي وأبو الحسن بن سلمة القزويني القطان ومحمد بن أحمد بن يوسف وأبو العباس بن عقدة وابن أبي دارم وآخرون كثيرون. وما علمت به باساً مات في شهر رمضان سنة ست وثمانين ومئتين وهو في عشر التسعين. وقال الخليلي في إرشاده: سنة خمس والأول أصح وللخليلي أوهام كثيرة في كتابه كأنه أملاه من حفظه.

العنبري

الإمام القدوة الرباني الحافظ المجود أبوإسحاق إبراهيم ابن إسماعيل العنبري الطوسي: محدث طوس وأزهدهم بعد محمد بن اسلم وأخصهم بصحبته وأكثرهم رحلة.

سمع يحيى بن يحيى التميمي وابن راهويه وعلي بن حجر وابن حميد والحسين بن حريث وعبيد الله القواريري وهناد بن السري وأبا مصعب ومحمد بن رمح وهشام بن عمار وقتيبة بن سعيد وإبراهيم ابن يوسف الفقيه ومحمد بن أسلم وطبقتهم. حدث عنه: أبو النضر الفقيه وأبو الحسن بن زهير ومحمد بن صالح بن هانئ وآخرون. ذكره الحاكم ولم يذكر تاريخاً لموته وكذلك مؤرخ حلب الصاحب كمال الدين العقيلي. قال أبو النضر الفقيه: كتبت عنه مسنده بخطي في مئتين وتسعين جزءاً. قلت: موته تخميناً بعد الثمانين ومئتين وكان من أبناء الثمانين أو دونها بيسير وهو من أئمة الهدى رضي الله عنه.

الجلاجلي

المحدث المقرئ أبو السري موسى بن الحسن بن عباد النسائي ثم البغدادي الملقب بالجلاجلي لطيب صوته. سمع روح بن عبادة وعبد الله بن بكر السهمي ومحمد بن مصعب القرقساني وأبا نعيم وعدة. وعنه: ابن البختري والنجاد وابن قانع وعمر بن سلم وعبد الصمد الطستي. قال الدارقطني: لا بأس به. قال ابن المنادي: قيل إن القعنبي قدم الجلاجلي في التراويح فأعجبه صوته وقال: كأنه صوت جلاجل. قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومئتين.

عثمان بن خرزاذ

هو: الحافظ الثبت شيخ الإسلام أبو عمرو بن أبي أحمد وهو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ الطبري ثم البصري نزيل أنطاكية وعالمها. ولد قبل المئتين.

وسمع من: عفان بن مسلم وقرة بن حبيب وعمرو بن مرزوق وعمرو بن خالد الحراني وفروة بن أبي المغراء وأبي الوليد الطيالسي وسعيد بن منصور وعبد السلام بن مطهر وموسى بن إسماعيل ويحيى ابن بكير ويحيى الحماني وإبراهيم بن الحجاج السامي وإبراهيم بن محمد بن عرعرة وأحمد بن جناب وأحمد بن يونس وأمية بن بسطام وبكار بن محمد السيريني والحكم بن موسى وسعيد بن كثير بن عفير وسهل بن بكار وشيبان بن فروخ وسليمان بن بنت شرحبيل وأبي معمر المقعد وعبيد الله بن عائشة وعمرو بن عون الواسطي ومحمد بن سنان العوقي ومسدد وعدة وجمع وصنف.

حدث عنه: النسائي وأبو حاتم الرازي مع تقدمه وأبو عوانة في صحيحه ومحمد بن المنذر شكر وحاجب بن أركين وأحمد بن عمرو ابن جابر الرملي وأبو الحسن بن جوصا وخيثمة الأطرابلسي وعلي بن الحسن بن العبد البصري صاحب أبي داود وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه الأهوازي ومحمد بن إسماعيل الفارسي ومحمد بن علي بن حمزة الأنطاكي وهشام بن محمد بن جعفر الكندي وأبو القاسم الطبراني بالإجازة وخلق كثير. قال عبد الغني بن سعيد الحافظ: عثمان بن خرزاذ هو عثمان بن عبد الله كذا يقول أبو عبد الرحمن وهو عثمان بن صالح كما حدثني أبو طاهر السدوسي: حدثنا أبي حدثنا عثمان بن صالح ويعرف صالح بخرزاذ. وقال ابن أبي حاتم: كان رفيق أبي في كتابة الحديث في بعض الجزيرة والشام وهو صدوق أدركته ولم أسمع منه. وقال أبو بكر بن محمويه الأهوازي: أحفظ من رأيت عثمان بن خرزاذ. قال ابن مندة: كان أحد الحفاظ. وقال الحاكم: ثقة مأمون.

قال محمد بن بركة الحلبي: سمعت عثمان بن خرزاذ يقول: يحتاج صاحب الحديث إلى خمس فإن عدمت واحدة فهي نقص يحتاج إلى عقل جيد ودين وضبط وحذاقة بالصناعة مع أمانة تعرف منه.

قلت: الأمانة جزء من الدين والضبط داخل في الحذق فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقياً ذكياً نحوياً لغوياً زكياً حيياً سلفياً يكفيه أن يكتب بيده مئتي مجلد ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مئة مجلد وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة وتواضع وإلا فلا يتعن. قال سليمان بن أحمد الطبراني: أخبرنا عثمان بن خرزاذ في كتابه وقد رأيته: دخلنا عليه بأنطاكية وهو عليل مسبوت فلم أسمع منه شيئاً وعاش بعد خروجي من أنطاكية ثلاث سنين ونيفاً.

وقال أبو يعقوب الأذرعي: توفي عثمان بن خرزاذ بأنطاكية في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين ومئتين. وأما أبو سعيد بن يونس فقال: مات في المحرم سنة اثنتين وثمانين وكذا أرخه عمرو بن دحيم.

أخبرنا عمر بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن عذير الدمشقي مرات أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي سنة تسع وست مئة وأنا في الرابعة أخبرنا علي بن المسلم الفقيه أخبرنا الحسين بن طلاب أخبرنا محمد بن أحمد الغساني أخبرنا إبراهيم بن محمد بن صدقة حدثنا عثمان بن خرزاذ حدثنا المشرف بن أبان حدثنا عمرو بن جرير عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خير موضع في المسجد خلف الإمام".

عمرو بن جرير: هو أبو سعيد البجلي كذبة أبو حاتم.

عمرو بن منصور

الحافظ المجود المصنف أبو سعيد النسائي أحد من يضرب به المثل في الحفظ وهو قديم الوفاة.

حدث عن: أبي مسهر الغساني وأبي نعيم وأبي اليمان وآدم بن أبي إياس ومسلم بن إبراهيم وطبقتهم. حدث عنه: النسائي كثيراً وعبد الله بن محمد بن سيار وقاسم بن زكريا المطرز وآخرون. قال النسائي: ثقة مأمون ثبت. وقال ابن سيار الفرهياني: سمعت عباساً العنبري يقول: ما قدم علينا مثل عمرو بن منصور وأبي بكر الأثرم فقلت له: تقرن صاحبنا بالأثرم يعني أن هذا فوق الأثرم. قلت: لم أقع له بتاريخ وفاة وينبغي أن يذكر مع البخاري.

عبد العزيز بن معاوية

ابن عبد العزيز بن محمد بن أمية: الإمام الصدوق المسند أبو خالد القرشي الأموي العتابي البصري من ولد عتاب بن أسيد أمير مكة. حدث عن: أبي عاصم النبيل وأزهر السمان وأشهل بن حاتم وجعفر بن عون والأنصاري وبدل بن المحبر وطبقتهم.

وعنه: أبو العباس السراج وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو علي الحصائري وخيثمة الأطرابلسي وأبو عمرو بن السماك وإبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء وفاروق بن عبد الكبير الخطابي وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. وقال أبو أحمد الحاكم: روى عن أبي عاصم ما لا يتابع عليه. قال أبو سعيد بن يونس: حدث بمصر ومات بالبصرة في ربيع الأول سنة أربع وثمانين ومئتين. قلت: كان من المعمرين مات في عشر المئة.

محمد بن المغيرة

ابن سنان الضبي الهمذاني السكري الحنفي الفقيه ويلقب بحمدان شيخ المحدثين بهمذان وأهل الرأي. حدث عن: القاسم بن الحكم العرني وهشام بن عبيد الله الرازي وعبيد الله بن موسى ومكي بن إبراهيم وقبيصة وطائفة. وعنه: أبو الحسن بن سلمة القطان وعبد السلام بن محمد وأبو جعفر أحمد بن عبيد وحامد الرفاء وآخرون. قال صالح بن أحمد: صدوق. وقال السليماني: فيه نظر. قلت: يشير إلى أنه صاحب رأي. توفي سنة أربع وثمانين ومئتين.

أحمد بن أصرم

ابن خزيمة بن عباد بن عبد الله بن حسان بن الصحابي عبد الله بن مغفل المزني المغفلي البصري ثم الهمذاني. حدث عن: أحمد بن حنبل وابن معين وعبد الأعلى بن حماد والقواريري وسريج وأبي إبراهيم الترجماني وعدة. وعنه: أبو عوانة في صحيحه وابن أبي حاتم والقاسم بن أبي صالح وأبو جعفر العقيلي وأبو عبد الله بن مروان الدمشقي وأبو بكر النجاد وآخرون. وثقه أبو بكر الخلال وقال: حدثنا أبو بكر المروذي عنه. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وسمعت موسى بن إسحاق القاضي يعظم شأنه ويرفع منزلته. وقال صالح بن أحمد الحافظ: كان ثبتاً شديداً على أصحاب البدع. قلت: توفي في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين ومئتين وهو من طبقة الفريابي ونحوه وإنما قدمته لقدم وفاته مات في عشر الثمانين.

عبيد بن عبد الواحد

ابن شريك: المحدث المفيد أبو محمد البغدادي البزار. سمع: سعيد بن أبي مريم وأبا صالح وآدم بن أبي إياس وأبا الجماهر الكفرسوسي ونعيم بن حماد وعدة. وعنه: عثمان بن السماك وابن نجيح والطستي والنجاد وأبو بكر الشافعي وآخرون. قال الدارقطني: صدوق. وقال الخطيب: مات في رجب سنة خمس وثمانين ومئتين. قلت: يقع من عواليه في الغيلانيات.

الباغندي

الإمام المحدث العالم الصادق أبو بكر محمد بن سليمان ابن الحارث الواسطي المعروف بالباغندي والد الحافظ الكبير محمد بن محمد. حدث عن: عبيد الله بن موسى وأبي عاصم ومحمد بن عبد الله الأنصاري وأبي نعيم وقبيصة وحجاج بن منهال وعبد الله بن رجاء وخلاد بن يحيى والقعنبي وغيرهم. حدث عنه: ابنه الحافظ أبو بكر والقاضي المحاملي وإسماعيل الصفار وأبو بكر النجاد وابن مقسم وأبو بكر الشافعي وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا وآخرون. وقيل: إن أبا داود جلس بين يديه وحمل عنه. قال الخطيب: سمعت أبا الفتح بن أبي الفوارس يقول: هو ضعيف.

وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: لا بأس به. وقال الخطيب: رواياته كلها مستقيمة مات في آخر سنة ثلاث وثمانين ومئتين. قلت: كان من أبناء التسعين.

وفيها مات: إسحاق بن إبراهيم الختلي وسهل بن عبد الله التستري الزاهد وتمتام ومقدام بن داود الرعيني وعلي بن محمد بن أبي الشوارب وعبد الرحمن بن خراش والعباس بن الفضل الأسفاطي.

أخبرنا سنقر الأسدي بحلب أخبرنا علي بن محمود أخبرنا أحمد بن محمد بن سلفة الحافظ أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز أخبرنا عبد الملك بن بشران أخبرنا عبد الخالق بن الحسن حدثنا محمد ابن سليمان الواسطي حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن أبي إسحاق: سمعت سليمان بن صرد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب:" الآن نغزوهم ولا يغزونا".

الحارث بن محمد

ابن أبي أسامة واسم أبي أسامة: داهر: الحافظ الصدوق العالم مسند العراق أبو محمد التميمي مولاهم البغدادي الخصيب صاحب المسند المشهور ولم يرتبه على الصحابة ولا على الأبواب.

ولد في سنة ست وثمانين ومئة.

وسمع من: عبد الوهاب بن عطاء وبشر بن عمر الزهراني ويزيد ابن هارون وروح بن عبادة وكثير بن هشام وعبد الله بن بكر السهمي ومحمد بن عمر الواقدي وسعيد بن عامر الضبعي وأبي النضر وعثمان ابن عمر بن فارس وأبي نوح قراد وعبيد الله بن موسى ويحيى بن أبي بكير الكرماني وأبي جابر محمد بن عبد الملك ومحمد بن عبد الله بن كناسة والأسود بن عامر شاذان ومحمد بن مصعب القرقساني وقبيصة وأبي نعيم وعفان ومسلم بن إبراهيم وأبي عبيد وخلق سواهم.

روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن جرير الطبري ومحمد ابن مخلد وأبو بكر النجاد وعبد الصمد الطستي وأبو بكر الشافعي وأبو بكر بن خلاد النصيبي وعبد الله بن الحسين النضري المروزي وخلق. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدارقطني: صدوق.

قال غنجار البخاري: حدثنا محمد بن موسى الرازي: سمعت الحارث بن أبي أسامة يقول: لي ست بنات أصغرهن بنت ستين سنة ما زوجت واحدة منهن لأنني فقير وما جاءني إلا فقير وكرهت أن أزيد في عيالي وها كفني على الوتد من ثلاثين سنة خفت أن لا يجدوا لي كفناً. ورواها غير غنجار عن الرازي. وقال محمد بن محمد بن مالك الإسكافي: سألت إبراهيم الحربي عن الحارث بن محمد وقلت: إنه يأخذ الدراهم فقال: اسمع منه فإنه ثقة. وقال أبو الفتح الأزدي: هو ضعيف لم أر في شيوخنا من يحدث عنه. قلت: هذه مجازفة ليت الأزدي عرف ضعف نفسه. وقال البرقاني: أمرني الدارقطني أن أخرج حديث الحارث في الصحيح. وقال ابن حزم في المحلى: ضعيف.

قلت: لا بأس بالرجل وأحاديثه على الاستقامة وهو الذي روى كتاب العقل عن ابن المحبر وقيل: إنه سمع من علي بن عاصم وأظنني رأيت ذلك له وكذا قيل: إنه روى عن أبي بدر السكوني وقد سمعنا جملة من مسنده وذنبه أخذه على الرواية فلعله وهو الظاهر أنه كان محتاجاً فلا ضير ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المرزبان الأخباري هذه القطعة:

أبلغ الحارث المحـدث قـولاً

 

عن أخ صادق شديد المحـبة

ويك قد كنت تعتزي سالف الده

 

ر قديماً إلى قبـائل ضـبـه

وكتبت الحديث عن سائر النـا

 

س وحاذيت في اللقاء ابن شبه

عن يزيد والـواقـدي وروح

 

وابن سعد والقعنبي وهـدبـه

ثم صنفت من أحاديث سـفـيا

 

ن وعن مالك ومسند شعـبـه

وعن ابن المديني فمـا زلـت

 

قديماً تبث في الناس كتـبـه

أفعنهم أخذت بيعك للـعـلـم

 

وإيثـار مـن يزيدك حـبـه

 

في أبيات أخر فلما وصلت الأبيات إليه قال: أدخلوه فضحني قاتله الله. توفي الحارث يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين ومئتين في عشر المئة.

تمتام

الإمام المحدث الحافظ المتقن أبو جعفر محمد بن غالب ابن حرب الضبي البصري التمار التمتام نزيل بغداد. ولد سنة ثلاث وتسعين ومئة. وسمع: أبا نعيم ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعفان بن مسلم وعبد الصمد بن النعمان وابا حذيفة النهدي وعمرو بن مرزوق ومسداداً والحوضي وطبقتهم. حدث عنه: أبو جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وعثمان بن السماك وأبو سهل القطان وابن كوثر البربهاري وأبو بكر الشافعي وخلق كثير.


قال الدارقطني: ثقة مأمون إلا أنه كان يخطئ وقال في موضع آخر: ثقة مجود سمعت أبا سهل بن زياد سمعت موسى بن هارون يقول في حديث محمد بن غالب عن الوركاني عن حماد الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شيبتني هود وأخواتها": إنه حديث موضوع. قلت: يريد موضوع السند لا المتن.


قال أبو سهل: فحضرنا مجلس إسماعيل القاضي موسى عنده والمجلس غاص بأهله فدخل محمد بن غالب فلما بصر به إسماعيل قال: إلي يا أبا جعفر إلي ووسع له معه على السرير فلما جلس أخرج كتاباً فقال: أيها القاضي تأمله وعرض عليه الحديث وقال: أليس الجزء كله بخط واحد قال: نعم قال: هل ترى شيئاً على الحاشية قال: لا قال: فترضى هذا الأصل قال: إي والله قال: فلم أوذى وينكر علي فصاح موسى بن هارون وقال: الحديث موضوع قال: فحدث به محمد بن غالب بحضرة القاضي وهو ساكت وما زال القاضي يذكر من فضل محمد بن غالب وتقدمه.


وفي رواية أخرى قال الدارقطني: فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة فلو تركته لم يضرك قال: لا أرجع عما في أصلي . قال الدارقطني: كان يتقى لسان تمتام. والصواب: أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين مرفوعاً: "لا طاعة لمخلوق" وحدث على أثره الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس:" شيبتني هود".


قلت: مات في شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين ومئتين وله تسعون عاماً.
وقع لنا حديثه كثيراً وبالإجازة في الغيلانيات.

البرلسي

الشيخ الإمام الحافظ المجود أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود الأسدي الشامي الصوري المولد. البرلسي بفتحتين ثم لام مضمومة. سمع: آدم بن أبي إياس وسعيد بن أبي مريم وأبا مسهر الغساني وطبقتهم. وكان من أوعية العلم. قال ابن جوصا: ذاكرته وكان من أوعية الحديث. قلت: روى عنه: محمد بن يوسف الهروي وأبو جعفر الطحاوي وأبو العباس الأصم وأبو الفوارس السندي وجماعة. قال أبو سعيد بن يونس: هو أحد الحفاظ المجودين الإثبات توفي بمصر في شعبان سنة سبعين ومئتين. قال ابن عساكر: سمع أبا مسهر ورواد بن الجراح وبكار بن عبد الله السيريني ويحيى الوحاظي ويزيد بن عبد ربه وسمى عدة.


قال أبو أحمد الحاكم: سمعت ابن جوصا يقول: ذاكرت أبا إسحاق البرلسي وكان من أوعية الحديث فذكر حكاية. أبو إسحاق أبوه كوفي وولد هو بصور وقيل توفي سنة اثنتين وسبعين ومئتين.

 

الأزرق

المحدث العالم المسند أبو بكر محمد بن الفرج بن محمود الأزرق البغدادي.


حدث عن: حجاج بن محمد الأعور ومحمد بن عمر الواقدي وأبي النضر هاشم بن القاسم ومحمد بن يحيى بن كناسة وعبيد الله بن موسى وعبد الله بن بكر السهمي ومحمد بن مصعب القرقساني والأسود بن عامر شاذان ويونس بن محمد المؤدب وكثير بن هشام وحفص بن عمر الحبطي وخلف بن تميم وجماعة.


حدث عنه: عبد الصمد بن علي الطستي ومحمد بن العباس بن نجيح وأبو بكر الشافعي وأحمد بن يوسف بن خلاد العطار وآخرون. قال الحاكم: سمعت الدارقطني يقول: لا بأس به وهو من أصحاب حسين الكرابيسي يطعن عليه في اعتقاده. قال الخطيب: أما أحاديثه فصحاح.


قلت: له أسوة بخلق كثير من الثقات الذين حديثهم في الصحيحين أو أحدهما ممن له بدعة خفيفة بل ثقيلة فكيف الحيلة نسأل الله العفو والسماح. مات الأزرق في آخر سنة إحدى وثمانين ومئتين.


أنبأني أحمد بن سلامة وحدثني عنه أبو سليمان بن إبراهيم الوراق قال: أنبأنا محمد بن أبي عيسى التيمي: وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز الفقيه أخبرنا إسماعيل بن ظفر أخبرنا التيمي أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن يوسف النصيبي حدثنا محمد بن الفرج حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان عن نافع عن ابن عمر عن حفصة قالت: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحل في حجته التي حج".

محمد بن مسلمة

ابن الوليد: المحدث المعمر أبو جعفر الواسطي الطيالسي. ولد سنة ثمان وسبعين ومئة.


وحدث ببغداد عن: يزيد بن هارون وأبي جابر محمد بن عبد الملك وأبي عبد الرحمن المقرئ وموسى الطويل الذي زعم أنه سمع من أنس بن مالك. حدث عنه: أبو جعفر بن البختري ومحمد بن مخلد العطار وأبو بكر الشافعي وأحمد بن ثابت الواسطي وعدة. روى الحاكم عن الدارقطني: لا بأس به. قال الخطيب: رأيت أبا القاسم اللالكائي والحسن بن محمد الخلال يضعفانه. وقال الخطيب: له مناكير.


توفي سنة اثنتين وثمانين ومئتين وقد نيف على المئة فإنه ذكر أنه سمع من موسى الطويل مولى أنس بواسط سنة إحدى وتسعين ومئة قال: وكان لي ثلاث عشرة سنة.


وقال ابن عدي في كامله: أخبرنا عبد الحميد الوراق قال: قاطعنا محمد بن مسلمة على أجزاء فقرأنا عليه وفيها حديث طويل فقال: ما أحسن هذا والله إن سمعت هذا الحديث قط إلا الساعة وقال له رجل: قل عن هشام بن عروة فقال: بدرهمين صحاح ثم ساق له ابن عدي مناكير. وحديثه عال في الغيلانيات.

ابن أبي الدنيا

عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولاهم البغدادي المؤدب صاحب التصانيف السائرة من موالي بني أمية. ولد سنة ثمان ومئتين. وأقدم شيخ له سعيد بن سليمان سعدويه الواسطي. وسمع من: علي بن الجعد وخالد بن خداش وعبد الله بن خيران صاحب المسعودي وطبقتهم. وقد جمع شيخنا أبو الحجاج الحافظ أسماء شيوخه على المعجم وهم خلق كثير فمنهم: أحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن جناب وأحمد بن حاتم الطويل وأحمد بن عبدة الضبي وأحمد بن عمران الأخنسي وأحمد بن عيسى المصري وأحمد بن محمد بن أيوب وأحمد بن محمد البرتي وأحمد بن منيع وأحمد بن زياد سبلان وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن عبد الله الهروي وإبراهيم بن محمد بن عرعرة وإبراهيم بن أورمة وهو أصغر منه وإسحاق بن أبي اسرائيل وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني وإسماعيل القاضي وتأخر بعده وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة وإسماعيل بن عيسى العطار وبسام بن يزيد النقال وبشار بن موسى وبشر بن الوليد الكندي وحاجب بن الوليد والحارث بن سريج النقال والحارث بن أبي أسامة رفيقه والحكم بن موسى وخالد بن خداش وخلف بن سالم المخرمي وخلف بن هشام البزار وداود بن رشيد وداود بن عمرو الضبي والربيع بن ثعلب وزهير بن حرب وسريج بن يونس وسعيد بن زنبور الهمداني وسعيد بن سليمان المخرمي الأحول وسعيد بن سليمان سعدويه وسعيد بن محمد الجرمي وسليمان بن أيوب صاحب البصري وسويد بن سعيد وعبد الله بن خيران وعبد الله بن عون الخراز وعبد الله بن معاوية الجمحي وعبد الأعلى بن حماد وعبد الصمد بن يزيد مردويه وعبد العزيز بن بحر وعبد المتعالي بن طالب وأبي نصر بن عبد العزيز التمار وعبيد الله القواريري وعبيد الله العيشي وعلي بن الجعد وعمار بن نصر وأبو عبيد القاسم بن سلام وهو من قدماء شيوخه وكامل بن طلحة ومحمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ومحمد بن بكار بن الريان ومحمد بن جعفر المدائني عن حمزة الزيات في اصطناع المعروف ومحمد بن زياد بن الأعرابي ومحمد بن سعيد الكاتب ومحمد بن سلام الجمحي ومحمد ابن الصباح الدولابي ومحمد بن الصباح الجرجرائي ومحمد بن عاصم صاحب الخان حدثه عن: حريز بن عثمان وعن كثير بن سليم ومحمد ابن عباد المكي ومحمد بن عبد الواهب الحارثي ومحمد بن عبيد والده ومحمد بن عمران بن أبي ليلى الأنصاري ومحمد بن يونس الكديمي ومحمود بن الحسن الوراق من نظمه ومحمود بن محمد بن محمود بن عدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم الظفري ومنصور بن أبي مزاحم ومهدي بن حفص وموسى بن محمد بن حيان البصري والنضر بن طاهر البصري ونعيم بن الهيصم وهارون بن معروف والهيثم بن خارجة ويحيى بن أيوب العابد ويحيى بن درست القرشي ويحيى بن عبد الحميد الحماني ويحيى بن عبدويه صاحب شعبة ويحيى بن يوسف الزمي وأبو بلال الأشعري مرداس وأبو عبيدة بن فضيل بن عياض.


ويروي عن خلق كثير لا يعرفون وعن طائفة من المتأخرين كيحيى ابن أبي طالب وأبي قلابة الرقاشي وأبي حاتم الرازي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وعباس الدوري لأنه كان قليل الرحلة فيتعذر عليه رواية الشيء فيكتبه نازلاً وكيف اتفق.


وتصانيفه كثيرة جداً فيها مخبآت وعجائب.


حدث عنه: الحارث بن أبي أسامة أحد شيوخه وابن أبي حاتم وأحمد بن محمد اللنباني وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد والحسين بن صفوان البرذعي وأحمد بن خزيمة وأبو جعفر عبد الله بن برية الهاشمي وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وعيسى بن محمد الطوماري وأبو علي أحمد بن محمد الصحاف وأبو العباس بن عقدة وأبو سهل بن زياد وأحمد بن مروان الدينوري وعثمان بن محمد الذهبي وعلي بن الفرج بن أبي روح وإبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي وإبراهيم بن عثمان الخشاب بصري وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ومات قبله وأبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي وابن أبي حاتم وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب ومحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الصفار وأبو بشير الدولابي وأبو جعفر بن البختري ومحمد بن أحمد بن خنب البخاري وابن المرزبان ومحمد بن خلف وكيع وآخرون. وقد روى عنه ابن ماجة في تفسيره. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وقال أبي: هو صدوق. وقال الخطيب: كان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء. وقال غيره: كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحداً إن شاء أضحكه وإن شاء أبكاه في آن واحد لتوسعه في العلم والأخبار. قال أحمد بن كامل: كان أبي الدنيا مؤدب المعتضد.


قال أبو بكر بن شاذان البزاز: حدثنا أبو ذر القاسم بن داود حدثني ابن أبي الدنيا قال: دخل المكتفي على الموفق ولوحه بيده فقال: مالك لوحك بيدك قال: مات غلامي واستراح من الكتاب قال: ليس هذا من كلامك كان الرشيد أمر أن تعرض عليه ألواح أولاده فعرضت عليه فقال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه قال: مات واستراح من الكتاب قال: وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب قال: نعم قال: فدع الكتاب قال: ثم جئته فقال: كيف محبتك لمؤدبك قلت: كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك وإذا شئت أبكاك قال: يا راشد أحضر هذا فأحضرني فابتدأت في أخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديداً ثم ابتدأت فذكرت نوادر الأعراب فضحك ضحكاً كثيراً ثم قال لي: شهرتني شهرتني.


وقع لي من تصانيف ابن أبي الدنيا: القناعة قصر الأمل مجابي الدعوة التوكل الوجل ذم الملاهي الصمت الفرج بعد الشدة قرى الضيف من عاش بعد الموت والمحتضرين المدارة بفوت محاسبة النفس ذم المسكر اليقين التوبة الشكر الموت القبور العزلة وأشياء.


ترتيب مصنفاته على المعجم: كتاب الأدب اصطناع المعروف الأشراف أخبار ضيغم إصلاح المال الأنواء أخبار الملوك الأخلاق الإخوان الانفراد أخبار الثوري الألوية الأولياء الأمر بالمعروف الألحان الأحزان أخبار أويس أخبار معاوية الأضحية الإخلاص الأيام والليالي أهوال القيامة أعلام النبوة إنزال الحاجة بالله أخبار قريش أخبار الأعراب إعطاء السائل انقلاب الزمان أعقاب السرور والأحزان والبكاء. التوبة التهجد التفكر والاعتبار التعازي تاريخ الخلفاء التاريخ تغيير الإخوان تغير الزمان التقوى تعبير الرؤيا التشمس التوكل. الجوع الجهاد الجفاة عند الموت الجيران. حسن الظن الحذر والشفقة حلم الحكماء الحلم حلم الأحنف حروف خلف الحوائج. الخلفاء الخافقين الخمول الخبز الخاتم. دلائل النبوة الدين والوفاء الدعاء ذم الدنيا ذم الشهوات ذم المسكر ذم البغيذم الغيبة ذم الحسد ذم الفقر ذم الرياء ذم الربا ذم الضحك ذم البخل الذكر. الرهبان الرخصة في السماع الرمي الرهائن الرضا الرقة. الزهد الزفير السنة السخاء الشكر الشيب شرف الفقر. الصمت الصدقة صدقة الفطر الصبر صفة الجنة صفة النار صفة النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الطبقات الطواعين. العزلة العزاء عقوبة الأنبياء العقل العوائد العقوبات العيال العباد العوذ العيدين العلم عاشوراء العفو عطاء السائل العمر والشباب. فضل العباس الفتوى الفرج بعد الشدة فضل العشر فضل رمضان فضائل علي فضل لا إله إلا الله الفوائد الفتون فضائل القرآن. القصاص قضاء الحوائج قصر الأمل قرى الضيف القبور القناعة. كرامات الأولياء.
المدارة من عاش بعد الموت المحتضرين المرض والكفارات الموت المتمنين مكائد الشيطان المطر المنامات مقتل علي مقتل عثمان مقتل الحسين مقتل طلحة مقتل الزبير مقتل ابن الزبير مقتل ابن جبير كتاب المروءة المجوس معارض الكلام المملوكين المغازي المنتظم المناسك مكارم الأخلاق مجابي الدعوة محاسبة النفس المعيشة. النوادر النوازع. الهم والحزن الهدايا. الورع الوصايا الوقف والابتداء الوجل اليقين.

المنجم

الأديب الأخباري أبو عبدالله هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجم البغدادي النديم. مصنف كتاب: البارع في الشعراء المولدين فبدأ ببشار وختم بابن الزيات وهم مئة وستون شاعراً فالعماد في الخريدة والحظيري والباخرزي والثعالبي نسجوا على منواله وفرعوا عليه. وله كتاب النساء وما فيهن وغير ذلك. وهو من بيت أدب ومجالسة للخلفاء. توفي سنة ثمان وثمانين ومئتين ولم يطل عمره. وكان أبوه أبو الحسن أديباً شاعراً. وكان جده منجماً واصلاً عند المأمون ومات بحلب سنة بضع عشرة ومئتين. وكان جدهم أبو منصور منجم أبي جعفر المنصور وكان مجوسياً شقياً وأسلم ابنه يحيى على يد المأمون وصار مولاه ونديمه وأنيسه. ولعلي بن هارون بن علي ترجمة في تاريخ ابن خلكان. أخوه: العلامة النديم أبو أحمد:

يحيى بن علي بن يحيى المنجم

نادم جماعة آخرهم المكتفي وصنف كتباً عدة وعلت رتبته. وكان معتزلياً مبتدعاً رأساً في ذلك. وله كتاب: الباهر في شعراء الدولتين ثم تممه ولده أحمد بن يحيى وله كتاب: الإجماع في الفقه.كان من كبار تلامذة محمد بن جرير وله مع المعتضد وقائع ونوادر وحرد عليه المكتفي مرة فألزمه بصيد الأسد فعمل أبياتاً منها:

كلفونا صيد السباع وإنـا

 

لبخير إن لم تصدنا السباع

عاش تسعاً وخمسين سنة وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث مئة.

سنجة

الإمام المحدث الصادق شيخ الرقة أبو عمر حفص بن عمر ابن الصباح الرقي الجزري ويلقب بسنجة ألف. ارتحل وسمع: أبا نعيم وقبيصة بن عقبة وعبدالله بن رجاء الغداني وفيض بن الفضل وطبقتهم. حدث عنه: أبو عوانة الإسفراييني ويحيى بن صاعد والعباس بن محمد الرافقي وأبو القاسم الطبراني وآخرون وأكثر عنه الطبراني. قال أبو أحمد الحاكم: حدث بغير حديث لم يتابع عليه. قلت: احتج به أبو عوانة. وتوفي سنة ثمانين ومئتين. وهو صدوق في نفسه وليس بمتقن.

رافع بن هرثمة

الأمير: ولي خراسان من قبل محمد بن طاهر في سنة إحدى وسبعين ومئتين عندما عزل الموفق عمرو بن الليث الصفار عن إمرة خراسان ثم وردت كتب الموفق على رافع بقصد جرجان وهي للحسن بن زيد فحاصرها رافع سنتين واستولى رافع على طبرستان في سنة سبع وسبعين ثم استخلف المعتضد فعزل عن خراسان رافعاً وأعاد عمرو بن الليث فحشد رافع واستعان بملوك فالتقى عمراً في سنة ثلاث وثمانين فهزمه عمرو وساق وراءه أياماً وضايقه إلى أن تفرق جنده وقتل رافع في شوال من سنة ثلاث ونفذ رأسه إلى المعتضد. وقيل: لم يكن هرثمة أباه بل كان زوج أمه وإنما هو رافع بن نومرد. وقد امتدحه البحتري فبعث إليه بألف دينار إلى بغداد. وكان ملكاً جواداً عالي الهمة واسع الممالك وتمكن بعده الصفار.

البرتي

القاضي العلامة الحافظ الثقة أبو العباس أحمد بن محمد ابن عيسى بن الأزهر البرتي البغدادي الحنفي العابد. ولد سنة نيف وتسعين ومئة.


سمع: أبا نعيم والقعنبي وعفان وعاصم بن علي وأبا الوليد الطيالسي ومسلم بن إبراهيم وأبا سلمة وسليمان بن حرب وأبا حذيفة النهدي وأبا عمر الحوضي وأبا حذيفة وأبا غسان مالك بن إسماعيل ومسدد بن مسرهد ومحمد بن كثير ويحيى الحماني وعدة.


وتفقه بأبي سليمان الجوزجاني الفقيه صاحب محمد بن الحسن. وجمع وصنف وتفقه به أئمة وعلماء. حدث عنه: أبو محمد بن صاعد وابن مخلد وإسماعيل الصفار النحوي وأبو سهل بن زياد وأبو بكر النجاد وجماعة سواهم. قال الخطيب: ولي قضاء بغداد بعد أبي هشام الرفاعي لما توفي في سنة تسع وأربعين ومئتين.


قال طلحة بن محمد بن جعفر: وكان البرتي من خيار المسلمين ديناً عفيفاً على مذهب أهل العراق وكان من أصحاب يحيى بن أكثم وكان قبل ذلك يتقلد قضاء واسط روى تآليف محمد عن الجوزجاني وحدث بحديث كثير.


قال الخطيب: كان ثقة ثبتاً حجة يذكر بالصلاح والعبادة إلى أن قال: أخبرنا القاضي الصميري أخبرنا القاضي أبو عبدالله الضبي أخبرنا القاضي قال: ركبت يوماً مع إسماعيل القاضي إلى أحمد بن محمد البرتي وهو ملازم لبيته فرأيت شيخا مصفاراً أثر العبادة عليه ورأيت إسماعيل أعظمه إعظاماً شديداً وسأله عن نفسه وأهله وعجائزه وجلسنا عنده ساعة وانصرفنا فقال لي إسماعيل: يا بني تدري من هذا الشيخ قلت: لا قال: هذا القاضي البرتي لزم بيته واشتغل بالعبادة هكذا تكون القضاة لا كما نحن.


عن العلاء بن صاعد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخل عليه القاضي البرتي فقام إليه وصافحه وقال: مرحباً بالذي يعمل بسنتي وأثري فذهبت وبشرته بالرؤيا. قال الدارقطني: ثقة. وقال أحمد بن كامل: كان إسماعيل القاضي يقدم البرتي على كافة أقرانه في القضاء والرواية والعدالة. قلت: مات في ذي الحجة سنة ثمانين ومئتين. وقع لنا من عواليه في الغيلانيات. قرأت على عبد الحافظ بن بدران أخبرنا ابن قدامة أخبرنا ابن البطي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا الحسن بن أحمد أخبرنا أبو سهل بن زياد حدثنا أحمد بن محمد حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم بخمس وعشرين جزءاً".


ومات معه: عثمان بن سعيد الدارمي وأبو إسماعيل الترمذي وهلال بن العلاء الرقي وحفص بن عمر الرقي سنجة وجعفر بن محمد القلانسي بالرملة وأحمد بن عبيد الله النرسي وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي.

الحربي

الإمام الحافظ الصدوق أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون البغدادي الحربي. ولد سنة نيف وتسعين ومئة. سمع هوذة بن خليفة وحسين بن محمد المروذي وموسى بن داود وعفان بن مسلم وأبا نعيم وأبا حذيفة موسى بن مسعود والقعنبي. وسمعنا الموطأ من روايته عنه. حدث عنه محمد بن مخلد وأبو بكر النجاد وأبو سهل بن زياد وأبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وأبو بكر القطيعي وخلق كثير. قال الدارقطني قال لنا أبو بكر الشافعي سئل إبراهيم الحربي عن إسحاق بن الحسن فقال هو ينبغي أن يسأل عنا. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل هو ثقة وقد سئل إبراهيم الحربي مرة عنه فقال هو أكبر مني بثلاث سنين وأنا قد لقيت حسين بن محمد أفلا يلقاه هو لو أن الكذب حلال ما كذب إسحاق. قلت كان من العلماء السادة. مات في شوال سنة أربع وثمانين ومئتين وقد جاوز التسعين. وقع حديثه عالياً لابن طبرزد. وفيها مات أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي وعبد العزيز ابن معاوية القرشي ومحمود بن الفرج الأصبهاني ويزيد بن الهيثم الباداء وهشام بن علي السيرافي ورافع بن هرثمة مقتولاً.

البلدي

المحدث الرحال الصادق أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم البلدي نزيل بغداد.
سمع: أبا اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش وأبا صالح الكاتب وطبقتهم.
وعنه: إسماعيل الصفار والنجاد وأبو بكر الشافعي وأبو عبدالله ابن مخرم وآخرون.
قال ابن عدي: أحاديثه مستقيمة سوى حديث الغار فنالوا منه.
قال الخطيب: هو ثقة ثبت عندنا. توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين.

علي بن محمد بن عبد الملك

ابن أبي الشوارب: الحافظ الإمام قاضي القضاة أبو الحسن الأموي البصري.
سمع: أباه وأبا الوليد الطيالسي وأبا سلمة المنقري وأبا عمر الحوضي وسهل بن بكار وطبقتهم. حدث عنه: يحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر النجاد وإسحاق ابن أحمد الكاذي وعبد الباقي بن قانع وأبو بكر الشافعي وآخرون. وثقة الخطيب وغيره.
وقال طلحة الشاهد: لما مات إسماعيل القاضي مكثت بغداد ثلاثة أشهر ونصف بغير قاض حتى ولي القضاء علي بن أبي الشوارب مضافاً إلى قضاء سامراء وكان ولي سامراء بعد أخيه الحسن قال: وكان علي بن محمد رجلاً صالحاً عظيم الخطر كثير الطلب للحديث ثقة أميناً بقي على قضاء بغداد أشهراً.
مات في شوال سنة ثلاث وثمانين ومئتين رحمه الله.

خير بن عرفة

المحدث الصدوق أبو طاهر المصري.
روى عن: عبدالله بن صالح الكاتب ويحيى بن بكير ويزيد بن عبد ربه وحيوة بن شريح وسليمان بن عبد الرحمن وعدة.
روى عنه: علي بن محمد الواعظ وأبو يعقوب الأذرعي والطبراني وآخرون.
وعمر طويلاً ومن قدماء شيوخه: عروة بن مروان. ومات في أول سنة ثلاث وثمانين ومئتين.

الحسين بن الفضل

ابن عمير: العلامة المفسر الإمام اللغوي المحدث أبو علي البجلي الكوفي ثم النيسابوري عالم عصره. ولد قبل الثمانين ومئة.
وسمع: يزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي والحسن بن قتيبة المدائني وشبابة بن سوار وأبا النضر هاشم بن القاسم وهوذة بن خليفة وإسماعيل بن أبان وطائفة.


حدث عنه: أبو الطيب محمد بن عبد الله بن المبارك ومحمد بن صالح بن هانىء ومحمد بن القاسم العتكي ومحمد بن علي العدل وعمرو بن محمد بن منصور وأحمد بن شعيب الفقيه ومحمد بن يعقوب ابن الأخرم وآخرون. قال الحاكم: الحسين بن الفضل بن عمير بن قاسم بن كيسان البجلي المفسر: إمام عصره في معاني القرآن أقدمه ابن طاهر معه نيسابور وابتاع له دار عزرة فسكنها وهذا في سنة سبع عشرة ومئتين فبقي يعلم الناس ويفتي في تلك الدار إلى أن توفي ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ في سنة اثنتين وثمانين ومئتين وهو ابن مئة وأربع سنين وقبره مشهور يزار وشيعه خلق عظيم وسمعت محمد بن أبي القاسم المذكر يقول: سمعت أبي يقول: لو كان الحسين بن الفضل في بني إسرائيل لكان ممن يذكر في عجائبهم وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول ما رأيت أفصح لساناً من الحسين بن الفضل.


قال محمد بن يعقوب الكرابيسي: كان الحسين بن الفضل في آخر عمره يأمرنا أن نبسط بحذاء سكة عمار فكنا نحمله في المحفة فمر به جماعة من الفرسان على زي أهل العلم فرفع حاجبه ثم قال لي: من هؤلاء قلت: هذا أبو بكر بن خزيمة وجماعة معه فقال: يا سبحان الله بعد أن كان يزورنا في هذه الدار إسحاق بن راهوية ومحمد بن رافع يمر بنا ابن خزيمة فلا يسلم.


الحاكم: سمعت إبراهيم بن مضارب سمعت أبي يقول: كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهاماً من الله فإنه كان قد تجاوز حد التعليم. قال: وكان يركع في اليوم الليلة ست مئة ركعة ويقول: لولا الضعف والسن لم أطعم بالنهار.


وسمعت أبا زكريا العنبري: سمعت أبي يقول: لما قلد المأمون عبد الله بن طاهر خراسان قال: يا أمير المؤمنين حاجة قال: مقضية قال: تسعفني بثلاثة: الحسين بن الفضل وأبو سعيد الضرير وأبو إسحاق القرشي قال: أسعفناك وقد أخليت العراق من الأفراد.


ثم إن الحاكم ساق في ترجمته بضعة عشر حديثاً غرائب فيها حديث باطل رواه عن محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فرج عن مؤمن كربة جعل الله له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بهما من لا يحصيهم إلا رب العزة" قال محمد بن صالح بن هانىء: توفي الحسين في شعبان سنة اثنتين وثمانين ومئتين وهو ابن مئة وأربع سنين وصلى عليه محمد بن النضر الجارودي.

الدبري

الشيخ العالم المسند الصدوق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الصنعاني الدبري: راوية عبدالرزاق سمع تصانيفه منه في سنة عشر ومئتين باعتناء أبيه به وكان حدثاً فإن مولده على ما ذكره الخليلي في سنة خمس وتسعين ومئة وسماعه صحيح.
حدث عنه: أبو عوانة الإسفراييني في صحيحه وخيثمة بن سليمان ومحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الحمال ومحمد بن عبد الله النقوي وأبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي وأبو القاسم الطبراني وخلق كثير من المغاربة والرحالة.


قال ابن عدي: استصغر في عبدالرزاق أحضره أبوه عنده وهو صغير جداً فكان يقول: قرأنا علىعبدالرزاق أي قرأ غيره وهو يسمع قال: وحدث عنه بأحاديث منكرة.


قلت: ساق له ابن عدي حديثاً واحداً من طريق ابن أنعم الإفريقي يحتمل مثله فأين المناكير والرجل فقد سمع كتباً فأداها كما سمعها ولعل النكارة من شيخه فإنه أضر بأخرة فالله أعلم.


قال الحاكم: سألت الدارقطني عن إسحاق الدبري: أيدخل في الصحيح قال: إي والله هو صدوق ما رأيت فيه خلافاً. قلت: مات بصنعاء في سنة خمس وثمانين ومئتين وله تسعون سنة. وألف القاضي أبو عبدالله بن مفرج كتاباً في الحروف التي أخطأ فيها الدبري وصحف في جامع عبدالرزاق. وقد كان المغاربة يدعون للدبري ويعدونه بأنهم يطوفون عنه إذا أتوا مكة ويعتمرون عنه فيسر بذلك.

محمد بن يحيى بن المنذر

المحدث المعمر أبو سليمان البصري القزاز. حدث عن: سعيد بن عامر الضبعي وأبي عاصم النبيل ويزيد بن بيان العقيلي ومسلم بن إبراهيم وطائفة. وطال عمره وتفرد.
روى عنه: محمد بن علي بن مسلم العقيلي وفاروق الخطابي وأبو القاسم الطبراني وآخرون. ما عملت بعد فيه جرحاً. مات في رجب سنة تسعين ومئتين.

الخزاز

الشيخ الإمام المقرىء المحدث أبو جعفر أحمد بن علي البغدادي الخزاز.


سمع: هوذة بن خليفة وسريج بن النعمان وعاصم بن علي وسعدوية وأحمد بن يونس وأسيد بن زيد الجمال وطبقتهم. وتلا على هبيرة التمار صاحب حفص.


أخذ عنه الحروف: ابن مجاهد وابن شنبوذ وأحمد بن عجلان. وحدث عنه: ابن صاعد وجعفر الخلدي وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعي وأبو بكر بن خلاد وآخرون. وثقة الدارقطني وغيره.
توفي في المحرم سنة ست وثمانين ومئتين. وكان بدمشق سنة نيف وستين ومئتين من المشايخ.

أحمد بن علي

الدمشقي الخراز بالراء ثم الزاي أبو بكر المري. حدث عن: الفريابي وأبي المغيرة الحمصي وجماعة. حدث عنه: ابن جوصا وأبو عوانة وجماعة.