الصابىء الشقي الحراني فيلسوف عصره. كان صيرفياً فصحب ابن شاكر وكان يتوقد ذكاء فبرع في علم الأوائل وصار منجم المعتضد فكان يجلس مع الخليفة ووزيره واقف ونال من الرئاسة والأموال فنوناً.
قال ابن أبي أصيبعة: لم يكن في زمانه من يماثله في الطب وجميع الفلسفة. وتصانيفه فائقة أقطعه المعتضد ضياعاً جليلة. من تلامذته:عيسى بن أسيد النصراني المشهور.
قلت: كان عجباً في الرياضي إليه المنتهى في ذلك وكان ابنه إبراهيم رأس الأطباء وكذلك حفيده ثابت بن سنان الطبيب صاحب التاريخ المشهور ماتوا على ضلالهم ولهم عقب صائبة فابن قرة هو أصل رئاسة الصابئة المتجددة بالعراق فتنبه الأمر.
مات سنة ثمان وثمانين ومئتين.
شاعر الوقت وصاحب الديوان المشهور أبو عبادة الوليد بن عبيد ابن يحيى بن عبيد الطائي البحتري المنبجي. مدح الخلفاء والوزراء وصاحب مصر خمارويه.
حكى عنه: القاضي المحاملي والصولي وأبو الميمون راشد وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي.
وعاش نيفاً وسبعين سنة ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام الطائي وأراه شعره فأعجب به وقال: أنت أمير الشعر بعدي قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره ونسيج وحده أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له فقال: نعيت إلي نفسي.
وقيل: سئل أبو العلاء المعري: من أشعر الثلاثة: أبو تمام والبحتري والمتنبي فقال: حكيمان والشاعر: البحتري. للبحتري حماسة ك حماسة أبي تمام وكتاب معاني الشعر. مات بمنبج وقيل: بحلب سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومئتين. وله أملاك بمنبج وحفيدان هما: أبو عبادة وعبيدالله ابنا يحيى ابن البحتري اللذان مدحهما المتنبي وكانا رئيسين في زمانهما. مات معه: شاعر زمانه أبو الحسن علي بن أبو العباس بن الرومي صاحب التشبيهات البديعة.
صاحب المغرب أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بن تميم التميمي الأغلبي القيرواني ابن أمراء القيروان. ولي سنة إحدى وستين ومئتين.
وكان ملكاً حازما صارماً مهيباً كانت التجار تسير في الأمن من مصر إلى سبتة لا تعارض ولا تروع.
ابتنى الحصون والمحارس بحيث كانت توقد النار فتتصل في ليلة إذا حدث أمر من سبتة إلى الإسكندرية بحيث إنه يقال: قد أنشىء في البلاد من بنائه وبناء آبائه ثلاثون ألف معقل وهو الذي مصر مدينة سوسة.
وقد دونت أيامه وعدله جوده وكان سديد السيرة شهماً ظفر بامرأة متعبدة قادت قودة فدفنها حية وشنق سبعة أجناد أخذوا لتاجر ثلاثة آلاف دينار بعد أن قررهم وأخذ الذهب لم ينقص سوى سبعة دنانير فوزنها من عنده.
وقيل: جاءه رجل فقال: قد عشقت جارية وثمنها خمسون ديناراً وما معي إلا ثلاثون فوهبه مئة دينار فسمع به آخر فجاء وقال: إني عاشق قال: فما تجد قال: لهيباً قال: اغمسوه في الماء فغمسوه مرات وهو يصيح: ذهب العشق فضحك وأمر له بثلاثين ديناراً.
ثم إنه تسودن وقتل إخوته ثم عوفي وتاب وتصدق. ثم ظهر عليه الشيعي داعي عبيد الله المهدي وحاربه وجرت أمور طويلة بعضها في تاريخ الإسلام. توفي غازياً بصقلية في ذي القعدة سنة تسع وثمانين ومئتين. وتملك ابنه عبد الله فكان ديناً عالماً بطلاً شجاعاً شاعراً فقتله غلمانه غيلة بعد عام وتملك بعده ابنه زيادة الله
أبو عبد الله الكندي الحلبي. سمع: أبا نعيم وأبا اليمان ويحيى الوحاظي والحميدي ومحمد بن عيسى بن الطباع وزهير بن عباد وطبقتهم. وكان صاحب رحلة ومعرفة وطال عمره. روى عنه: علي بن أحمد المصيصي وأحمد بن مروان الدينوري وأبو القاسم الطبراني وآخرون. ما علمت به بأساً.
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج شيخ إمام ثقة نيسابوري سكن بغداد.
وحدث عن: يحيى بن يحيى ويزيد بن صالح الفراء وأحمد بن حنبل ويحيى الحماني.
وعنه: أخوه أبو العباس وأحمد بن المنادي وأبو سهل بن زياد وأبو بكر الشافعي. وثقه الدارقطني. وكان الإمام أحمد يأنس به وينبسط في منزلة وهو من تلامذة أحمد. توفي سنة ثلاث وثمانين ومئتين. أخوه: الإمام أبو محمد.
الإمام الولي أبو بكر بن المنذر المغازلي البغدادي العابد صاحب الإمام أحمد. أسمه: بدر وقيل: أحمد. حدث عن: معاوية بن عمرو الأزدي وغيره. وعنه: النجاد وأحمد بن يوسف العطار وأبو بكر الشافعي: وكان ثقة ربانياً قانعاً بكسرة. قال أبو نعيم الحافظ: أطبقت الألسنة من الحنابلة والمحدثين أنه كان من البدلاء له أحوال عجيبة. وكان الخلال يقول: كان أبو عبد الله يقدم بدراً ويكرمه وكنت إذا رأيته ورأيت منزلة شهدت له بالصبر والصلاح. وقيل: كان أحمد يتعجب منه ويقول: من مثله قد ملك لسانه. ويقال: باعت زوجة بدر بيتها بثلاثين ديناراً فأشار عليها فتصدقت بها وصبرا على قوت يوم بيوم. توفي سنة اثنتين وثمانين ومئتين. كان يتقوت من كسبه.
الإمام الخير الصادق أبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمارة بن القعقاع الضبي الكوفي ثم البغدادي المقرىء. سمع من: سعدويه الواسطي وعاصم بن علي وسعيد بن محمد الجرمي وطبقتهم. حدث عنه: ابن السماك وأبو بكر الشافعي والخطبي وآخرون. قال الدارقطني: لا بأس به. وروى الخطيب عن الحسن بن أبي طالب عن يوسف القواس: حدثنا إسماعيل الخطبي: سألت أبا قبيصة الضبي وكان من أدرس من رأيناه للقرآن عن أكثر ما قرأ في يوم وكان يوصف بسرعة القراءة فامتنع أن يخبرني فلم أزل به حتى قال: قرأت في يوم من أيام الصيف أربع ختم وبلغت في الخامسة إلى براءة وأذنت العصر قال: وكان من أهل الصدق. قال: وتوفي في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
ابن السندي: الإمام الحافظ أبو بكر الإسفراييني مصنف الصحيح المخرج على كتاب مسلم. سمع: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني وأبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وأقرانهم. وأكثر الترحال وبرع في هذا الشأن. حدث عنه: أبو عوانة الحافظ وابن الشرقي وابن الأخرم وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه ومحمد بن صالح بن هانىء وآخرون. ذكره الحاكم فقال: كان ديناً ثبتاً مقدماً في عصره سمع من جده رجاء بن السندي ثم سمى طائفة قال بشر بن أحمد الإسفراييني: مات أبو بكر في سنة ست ثمانين ومئتين وكان من أبناء الثمانين رحمه الله.
ابن الحجاج: الإمام الحافظ الفقيه القاضي أبو إسحاق النسفي قاضي مدينة نسف التي يقال لها أيضاً: نخشب. سمع: قتيبة بن سعيد وجبارة بن المغلس وهشام بن عمار وأبا كريب وأحمد بن منيع وطبقتهم وله رحلة واسعة. حدث عنه: علي بن إبراهيم الطغامي وخلف بن محمد الخيام وعبد المؤمن بن خلف ومحمد بن زكريا وولده سعيد بن إبراهيم. قال أبو يعلى الخليلي: هو ثقة حافظ مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومئتين. قلت: له المسند الكبير والتفسير وغير ذلك وحدث بصحيح البخاري عنه وكان فقيهاً مجتهداً
الإمام الحافظ المصنف أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن الغسيل الأنصاري البغدادي الغسيلي. سمع: أبا إبراهيم الترجماني ومحمد بن سليمان لويناً وأحمد بن منيع ومجاهد بن موسى وطبقتهم وخرج وجمع. حدث عنه: أبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن الأخرم وحسان ابن محمد الفقيه وآخرون ومحمد بن يحيى البوشنجي. وحدث بهراة ونيسابور بتصانيفه. وحضر أجله ببوشنج في سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
الشيخ الزاهد الجليل الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق البغدادي شيخ الصوفية. يروي عن: علي بن الجعد وخلف بن هشام وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني ومن بعدهم. وعنه: أبو بكر الشافعي وجعفر الخلدي وحبيب القزاز ومخلد الباقرحي وابن عبيد العسكري وأبو بكر الإسماعيلي وآخرون. سمعنا القناعة من تأليفه. قال أبو نعيم: صحب الحارث المحاسبي ومحمد بن منصور الطوسي والسري السقطي. وهو القائل: التصوف: خلو الأسرار مما منه بد وتعلقها بما لا بد منه. وقد كان الجنيد يحترم ابن مسروق ويعتقد فيه. قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقيل: إنه قال لضيف: الضيافة ثلاث فما زاد فهو صدقة علي. توفي في صفر سنة ثمان وتسعين ومئتين وعاش أربعاً وثمانين سنة رحمه الله.
شاعر زمانه مع البحتري أبوالحسن علي بن العباس بن جريج مولى آل المنصور.
له النظم العجيب والتوليد الغريب رتب شعره الصولي وكان رأساً في الهجاء وفي المديح وهو القائل:
آراؤكم ووجوهكم وسيوفـكـم |
|
في الحادثات إذا دجون نجوم |
منها معالم للهدى ومصـابـح |
|
تجلو الدجى والأخريات رجوم |
مولده: سنة إحدى وعشرين ومئتين. ومات لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وقيل: سنة أربع.
قيل: إن القاسم بن عبيد الله الوزير كان يخاف من هجو ابن الرومي فدس عليهمن أطعمه خشكناكة مسمومة فأحسن بالسم فوثب فقال الوزير: إلى أين قال: إلى موضع بعثتني إليه قال: سلم على أبي قال: ما طريقي على النار فبقي أياماً ومات.
الحافظ الإمام الجوال الثقة أبو عبد الرحمن الطوسي صاحب المسند الكبير على الرجال. طوف وسمع من: شيبان بن فروخ وهدبة بن خالد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وإبراهيم بن الحجاج السامي ومحمد بن رمح وحرملة وعيسى بن حماد وأبي الربيع الرشديني والحارث بن مسكين وسليمان بن سلمة الخبائري وطبقتهم بخراسان والحجاز ومصر والشام والعراق. حدث عنه: الحسن بن سفيان رفقية وعلي بن حمشاذ وأبو عبد الله بن الأخرم نعم سهوت وإنما حدث الحسن بن سفيان عن ولده أبي بكر بن الحسن عن تميم.
قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: هو محدث ثقة مصنف جمع المسند الكبير ولم يذكر له وفاة: وممن روى عنه: أبو النضير الفقيه. ولعله توفي في حدود الثمانين أو التسعين ومئتين. وطمغاج: بضم أوله.
ابن وهب: الوزير الكبير أبو القاسم وزير المعتضد. كان شهماً مهيباً شديد الوطأة قوي السطوة ناهضا بأعباء الأمور متمكناً من المعتضد. مات في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ومائتين. وهو ولد الوزير الكبير الذي مات أيام المعتمد ووالد الوزير الكبير القاسم بن عبيد الله.
وقد عمل الوزارة لأبي العباس قبل أن يستخلف فوجده فوق ما في النفس فرد أعباء الأمور إليه وبلغ من الرتبة ما لم يبلغه وزير وكان عديم النظير في السياسة والتدبير والإعتناء بالصديق اختفى مرة عند تاجر فلما وزر وصله في يوم بمئة ألف دينار من غلة عظيمة باعة إياها برخص فربح فيها مئة ألف دينار. وقد علم لإسماعيل القاضي في ساعة على ستين قصة. وكان مولده سنة ست وعشرين ومئتين. وعند دفنه قال ابن المعتز:
هذا أبو القاسـم فـي لـحـده |
|
قفوا انظروا كيف تزول الجبال |
وقال أيضا فيه:
وما كان ريح المسك ريح حنوطه |
|
ولكنه هذا الثناء الـمـخـلـف |
وليس صرير النعش ما تسمعونه |
|
ولكنه أصلاب قوم تـقـصـف |
الإمام الحافظ الثقة شيخ المحدثين بخراسان أبو علي الحسين بن محمد بن زياد النيسابوري.
أخبرنا العز بن الفراء أخبرنا الإمام موفق الدين بن قدامة أخبرنا ابن البطي أخبرنا أبو الفضل بن خيرون وقرأت على التاج عبد الخالق: أخبرنا البهاء عبد الرحمن وأخبرنا إسماعيل بن عميرة أخبرنا محمد بن خلف بن راجح قالا: أخبرتنا فخر النساء شهدة أخبرنا محمد بن عبد السلام قالا: أخبرنا أبو بكر البرقاني قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم الحسين بن محمد بن زياد حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا النضر بن شميل حدثنا شعبة عن الحكم: سمعت ذراً عن ابن عبد الرحمن بن أبزى قال الحكم وقد سمعت من ابن عبد الرحمن ابن أبزى عن أبيه: أن رجلاً أتى عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد الماء قال: لا تصل حتى تغتسل فقال عمار: أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فأجنبنا فلم نجد ماء فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب فصليت فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال:" إنما كان يكفيك" وضرب بيديه إلى الأرض ثم نفخ فيهما ومسح بهما وجهه وكفيه فقال عمر. اتق الله يا عمار فقال: يا أمير المؤمنين إن شئت لما جعل الله علي من حقك لا أحدث فيه أحداً.
رواه البخاري من حديث شعبة ثم قال: وقال النضر عن شعبة عن الحكم وذكره فقد وصله الحسين أحد الأثبات. ذكره الحاكم فقال: أحد أركان الحديث وحفاظ الدنيا رحل وأكثر السماع وصنف المسند والأبواب والتاريخ والكنى ودونت في الدنيا. قلت: ولد سنة بضع عشرة ومئتين.
وسمع: إسحاق بن راهويه وسهل بن عثمان ومنصور بن أبي مزاحم وعمرو بن زرارة والحسين بن الضحاك وسريج بن يونس وأبا مصعب وأبا معمر الهذلي وأبا بكر بن أبي شيبة وإبراهيم بن المنذر الحزامي ومحمد بن عباد المكي وعبيد الله بن عمر القواريري وإبراهيم ابن محمد الشافعي وطبقتهم بخراسان والحرمين والعراق وتقدم في هذا الشأن.
حدث عنه: محمد بن إسماعيل البخاري شيخه وزكريا بن محمد ابن بكار وأحمد محمد بن عبيدة وأبو حامد بن الشرقي وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي ويحيى بن محمد العنبري ومحمد بن يعقوب الشيباني وآخرون.
قال البخاري في الطب من صحيحه: حدثنا حسين حدثنا أحمد بن منيع فذكر حديثاً فقال أبو نصر الكلاباذي والحاكم: هو القباني.
وقال أحمد بن محمد بن عبيدة: سمعت الحسين بن محمد يقول: كان لزياد جدي قبان ولم يكن وزاناً ولم يكن بنيسابور إذا ذاك كبير قبان وكان الناس إذا أرادوا أن يزنوا شيئاً استعاورا قبان جدي فشهر بالقباني وكان حمل القبان معه من بلاد فارس إلى نيسابور. قلت: كان أبو علي القباني قد سمع مسند أحمد بن منيع منه وكان ملازماً للبخاري في إقامته يرجح أنه هو وقيل: بل هو الحسين بن يحيى بن جعفر البيكندي. وممن روى عنه: دعلج السجزي. قال أبو عبد الله بن الأخرم: كان أبو علي مجمع أهل الحديث عنده بعد مسلم بن الحجاج. وقال محمد بن صالح بن هانىء: سمعت الحسين القباني يقول: حدثت البخاري بحديث عن سريج بن يونس فرأيت في كتاب بعض الطلبة: قد سمعه من البخاري عني. قال ابن الأخرم: سمعت أبا علي القباني وسئل عن محمد بن قيس شيخ أبي معشر فقال: هو والد أبي زكير.
الحاكم: سمعت الحسين بن يعقوب سمعت القباني يقول: أبو الزعراء الكبير: عبد الله بن عبد الوهاب وأبو الزعراء الجمشي: عمرو بن عمرو وقيل: عمرو بن عامر عن عمه أبي الأحوص وأبو الزعراء يحيى ابن الوليد الطائي: كوفي يروي عنه ابن مهدي.
قلت: ورابعهم: أبو الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس المقرىء تلميذ الدوري وخامسهم: محمد بن عبدوس بن كامل السراج صاحب علي بن الجعد. الحاكم: سمعت عبد الله بن علي الحضرمي يقول: توفي جدي الحسين بن محمد سنة تسع وثمانين ومئتين وقيل: صلى عليه أبو عبد الله البوشنجي.
قاضي خوارزم ومحدثها رحال حافظ. سمع: أحمد بن يونس اليربوعي وسعيد بن منصور وسليمان بن عبد الرحمن وإسحاقبن راهوية وقتيبة بن سعيد وطبقتهم. حدث عنه: البخاري ومحمد بن علي الساني الحساني الخوارزمي وأبو العباس بن حمدان الحيري وهما من مشيخة البرقاني.
وقد روى البخاري عن ابن أبي في كتاب الضعفاء أحاديث رواية وتعليقاً فإنه مر بخوارزم فنزل على هذا الرجل فقول البخاري في الصحيح: حدثنا عبد الله حدثنا سليمان بن عبد الرحمن فذكر حديثاً فهو عبد الله بن أبي.
وكذلك قوله: حدثنا عبد الله حدثنا يحيى بن معين حدثنا أسماعيل بن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام قال: قال عمار: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. وقيل: بل عبد الله هذا هو ابن حماد الآملي والأرجح عندي: أنه ابن أبي. وأخبرنا الأبرقوهي أخبرنا الفتح وأحمد بن صرما قالا: أخبرنا الأرموي أخبرنا ابن النقور أخبرنا الحربي حدثنا أحمد الصوفي حدثنا يحيى فذكره.
عاش ابن أبي نحواً من تسعين سنة وبقي إلى حدود التسعين ومئتين وإلى بعدها والله أعلم.
المحدث العالم الثقة أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي الدمشقي مسند وقته بدمشق. سمع: أبا مسهر الغساني ويحيى بن صالح الوحاظي وزهير بن عباد وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني وهشام بن عمار وعبد الله ابن ذكوان وخالة إبراهيم بن أيوب الحوراني وطائفة.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مروان وأبو بكر بن أبي دجانة وأبو عمر ابن فضالة وعلي بن أبي العقب وأبو أحمد بن عدي وجمح بن القاسم وعلي بن أبي العقب وأبو أحمد بن الناصح والفضل بن جعفر المؤذن وخلق. قال جمح: سمعت ابن الرواس يقول سمعت من أبي مسهر وأنا ابن إحدى عشرة سنة. قلت: لم أظفر لابن الرواس بوفاة لكن رحلة ابن عدي كانت إلى الشام في سنة سبع وتسعين ومئتين فأدركه وهو راوي نسخة أبي مسهر.
الشيخ الصدوق المحدث أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن أسيد الخزاعي الأصبهاني. حدث عن: القعنبي ومسلم بن إبراهيم وقرة بن حبيب وأبي الوليد الطيالسي وأبي عمر الحوضي وعدة. حدث عنه: القاضي وأحمد العسال وعبدالرحمن بن سياه وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ بن حيان وآخرون. قال أبو الشيخ: هو ثقة مأمون توفي في صفر سنة إحدى وتسعين ومئتين.
وفيها مات: أبو العباس ثعلب وعثمان بن عمر الضبي وأحمد ابن سهل الأهوازي ومحمد بن علي الصائغ وأحمد بن إبراهيم بن كيسان الثقفي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وعلي بن الحسين بن الجنيد وعلي بن رسته والقاضي محمد بن محمد الجذوعي وعبدالرحمن بن محمد بن سلم الرازي.
الشيخ المحدث المعمر الثقة أبو بكر أحمد بن عمرو بن حفص بن عمر بن النعمان القريعي البصري القطراني. سمع: القعنبي وعمرو بن مرزوق وأبا الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب وهدبة بن خالد وطبقتهم. حدث عنه: أبو القاسم الطبراني وقاضي مصر أبو الطاهر الذهلي وآخرون. وذكره ابن حبان في ديوان الثقات. توفي في شوال سنة خمس وتسعين ومئتين.
الإمام الحافظ المجود الرحال أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى ابن إياس بن سلمة السجزي نزيل دمشق ويعرف: بخياط السنة. ولد سنة خمس وتسعين ومئة.
وسمع: بشر بن الوليد وشيبان بن فروخ وقتيبة بن سعيد وصفوان بن صالح وإسحاق بن راهويه وحكيم بن سيف الرقي وأبا مصعب وإبراهيم بن يوسف البلخي وهشام بن عمار وسويد بن سعيد وخلقاً كثيراً. وكان واسع الرحلة متبحراً في الحديث. روى عنه: النسائي فأكثر وإسحاق المنجنيقي وابن صاعد وابن جوصا وأبو علي بن هارون وعلي بن أبي العقب ومحمد بن إبراهيم بن زوران وأبو القاسم الطبراني. وثقة النسائي و غيره. وقال الحافظ عبد الغني بن سعيد: كان ثقة حافظاً حدثناً عنه أحمد وإسحاق ابنا إبراهيم بن الحداد. مات خياط السنة سنة تسع وثمانين ومئتين أرخه ابن زير وعاش أربعاً وتسعين سنة.
ومن غرائبه: قال حدثنا سعيد بن كثير حدثنا إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة عن صفوان بن سليم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعباً ولا جاداً".
الحافظ الناقد البارع أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش المروزي ثم البغدادي.
روى عن: خالد بن يوسف السمتي وعبد الجبار بن العلاء وأبي عمير بن النحاس الرملي وأبي حفص الفلاس ونصر بن علي وأبي التقي هشام بن عبد الملك اليزني وعلي بن خشرم ويعقوب الدروقي وطبقتهم. وعنه: ابن عقدة وبكر بن محمد الصيرفي وأبو سهل بن زياد وآخرون. قال بكر بن محمد: سمعته يقول: شربت بولي في هذا الشأن يعني الحديث خمس مرات. قال أبو نعيم بن عدي: ما رأيت أحداً أحفظ من ابن خراش.
وقال ابن عدي: قد ذكر بشيء من التشيع وأرجو أنه لا يتعمد الكذب سمعت ابن عقدة يقول: كان ابن خراش عندنا إذا كتب شيئاً في التشيع يقول: هذا لا ينفق إلا عندي وعندك وسمعت عبدان يقول: حمل ابن خراش إلى بندار عندنا جزءين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفي درهم بنى له بها حجرة ببغداد ليحدث فيها فمات حين فرغ منها. وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الحافظ: خرج ابن خراش مثالب الشيخين وكان رافضياً. وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش حديث: ما تركنا صدقة فقال: باطل أتهم مالك بن أوس. قال عبدان: وقد حدث بمراسيل وصلها ومواقيف رفعها. قلت: هذا معثر مخذول كان علمه وبالاً وسعيه ضلالاً نعوذ بالله من الشقاء. قال ابن المنادي: مات في رمضان سنة ثلاث وثمانين ومئتين.
الإمام الحافظ المجود البارع محدث العراق أبو علي الحسن بن علي بن شبيب البغدادي المعمري. ولد في حدود سنة عشر ومئتين.
سمع: شيبان بن فروخ وأبا نصر التمار وعلي بن المديني وخلف بن هشام وهدبة بن خالد وسعيد بن عبد الجبار وسويد بن سعيد وجبارة بن المغلس وعيسى بن زغبة ودحيماً وطبقتهم بالشام ومصر والعراق وجمع وصنف وتقدم.
حدث عنه: أبو بكر النجاد وأبو سهل بن زياد وأحمد بن كامل القاضي وابن قانع وأحمد بن عيسى التمار ومحمد بن أحمد المفيد وأبو القاسم الطبراني وخلق. قال الخطيب: كان من أوعية العلم يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها. قال الدارقطني: صدوق حافظ جرحه موسى بن هارون وكانت العداوة بينهما وكان أنكر عليه أحاديث أخرج أصوله بها ثم إنه ترك روايتها. وقال عبدان الأهوازي: ما رأيت صاحب حديث في الدنيا مثل المعمري. وقال موسى بن هارون: استخرت الله سنتين حتى تكلمت في المعمري وذلك أني كتبت معه في الشيوخ وما افترقنا فلما رأيت تلك الأحاديث قلت: من أين أتى بها. رواها أبو عمرو بن حمدان عن أبي طاهر الجنابذي عنه. ثم قال الجنابذي: كان المعمري يقول: كنت أتولى لهم الانتخاب فإذا مر حديث غريب قصدت الشيخ وحدي فسألته عنه. قلت: فعوقب بنقيض قصده ولم ينتفع بتلك الغرائب بل جرت إليه شراً فقبح الله الشره. قال ابن عقدة: سألت عبد الله بن أحمد عن المعمري فقال: لا يتعمد الكذب ولكن أحسب أنه صحب قوماً يوصلون يعني المراسيل.
قال الحاكم: سمعت الحافظ أبا بكر بن أبي دارم يقول: كنت ببغداد لما أنكر موسى بن هارون على المعمري تلك الأحاديث وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسط بينهما فقال موسى بن هارون: هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات لا بد من إخراج الأصول بها فقال المعمري: قد عرف من عادتي أني كنت إذا رأيت حديثاً غريباً عند شيخ ثقة لا أعلم عليه إنما كنت أقرأ من كتاب الشيخ وأحفظه فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.
قال علي بن حمشاذ: كنت ببغداد حنيئذ فأخرج نيفاً وسبعين حديثاً ذكر أنه لم يشركه فيها أحد ورفض المعمري مجلسه فصار الناس حزبين: حزب للمعمري وحزب لموسى فكان من حجة المعمري: أن هذه أحاديث حفظتها عن الشيوخ لم أنسخها ثم اتفقوا بأجمعهم على عدالة المعمري وتقدمه.
قال أبو أحمد بن عدي: كان المعمري كثير الحديث صاحب حديث بحقه كما قال عبدان: إنه لم يرو مثله وما ذكر عنه أنه رفع أحاديث وزاد في متون قال: هذا شيء موجود في البغداديين خاصة وفي حديث ثقاتهم وانهم يرفعون الموقوف ويصلون المرسل ويزيدون في الإسناد. قلت: بئست الخصال هذه وبمثلها ينحط الثقة عن رتبه الإحتجاج به فلو وقف المحدث المرفوع أو أرسل المتصل لساغ له كما قيل: أنقص من الحديث ولا تزد فيه. قال أحمد بن كامل القاضي: مات أبو علي المعمري لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة خمس وتسعين ومئتين. قال: وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إماماً ربانياً وقد شد أسنانه بالذهب ولم يغير شيبه.
وقيل: عاش اثنتين وثمانين سنة وقد كان ناب في القضاء عن البرتي بالقصر وأعمالها وشهر بالمعمري لأنه ابن أم الحسن بنت سفيان بن الشيخ أبي سفيان محمد بن حميد المعمري وكان أبو سفيان ارتحل إلى اليمن إلى معمر فلذا قيل له: المعمري والله أعلم.
أخبرنا أبو سعيد الثغري بحلب أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف أخبرنا عبد الحق بن يوسف أخبرنا علي بن محمد أخبرنا أبو الحسن الحمامي أخبرنا ابن قانع حدثنا الحسن بن علي المعمري حدثنا هشام ابن عمار حدثنا عمرو بن واقد عن موسى بن يسار عن مكحول عن جنادة بن أبي أمية عن حبيب بن مسلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل السلب للقاتل.
الحافظ الإمام المتقن أبو العباس أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري. سمع: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وداود بن رشيد وعبد الله بن معاوية الجمحي والقواريري وهشام بن عمار وحرملة وطبقتهم. وله رحلة واسعة ومعرفة جيدة. حدث عنه: أبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن الأخرم وأبو عمرو الحيري.
قال الحاكم: ليس في مشايخ بلدنا من أقرانه أكثر سماعا بالشام منه وهو مجود في الشاميين وسمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: سمعت أحمد بن سهل يقول: دخلت على أحمد بن حنبل في المحنة فسمعته يقول: كان وكيع إمام المسلمين في وقته وكان ابن يعقوب يعتمد أحمد بن سهل أي اعتماد. قلت: يقع حديثه في تصانيف البيهقي. وتوفي في سنة اثنتين وثمانين ومئتين رحمه الله. ومن الرواة عن ابن سهل: علي بن حمشاذ ومحمد بن صالح بن هانىء. وله ترجمه في تاريخ دمشق.
الإمام المحدث الكبير أبو بكر محمد بن علي بن سهل الأنصاري البغدادي ثم المروزي. ولد سنة مئتين. حدث عن: عمرو بن مرزوق وأبي عمر الحوضي ويحيى بن يحيى وعلي بن الحسن بن شقيق ومسدد وعلي بن الجعد وقتيبة. وعنه: أحمد بن سعيد ومحمد بن يوسف البخاريان وابن عدي والإسماعيلي. وكان إماماً في التفسير. لينه ابن عدي ثم قال: أرجو أنه لا بأس به. قيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
ابن محمد بن حنبل بن هلال: الإمام الحافظ الناقد محدث بغداد أبو عبدالرحمن ابن شيخ العصر أبي عبد الله الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي.
ولد سنة ثلاث عشرة ومئتين فكان أصغر من أخيه صالح بن أحمد قاضي الأصبهانيين.
روى عن أبيه شيئاً كثيراً من جملته المسند كله والزهد وعن يحيى بن عبدويه صاحب شعبة وامتنع من الأخذ عن علي بن الجعد لوقفه في مسألة القرآن وعن: شيبان بن فروخ وحوثرة بن أشرس وسويد بن سعيد ويحيى بن معين ومحمد بن الصباح الدولابي والهيثم ابن خارجة وعبدالأعلى بن حماد وأبي الربيع الزهراني وأبي بكر بن أبي شيبة وإبراهيم بن الحجاج السامي وعبيدالله القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن جعفر الوركاني وأحمد بن محمد بن أيوب وأحمد بن إبراهيم الموصلي وإسحاق بن موسى الخطمي وأبي معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة والحكم بن موسى القنطري وخلف بن هشام البزار وداود بن رشيد وداود بن عمرو الضبي وروح بن عبد المؤمن وأبي خيثمة وسريج بن يونس وعباد بن يعقوب وعبدالله بن عون الخراز وعبيدالله بن معاذ وكامل بن طلحة ومحمد بن أبان الواسطي ومحمد بن أبان البلخي ومحمد بن عباد المكي ومحمد بن عبد الله بن عمار ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ومنصور بن أبي مزاحم ووهب بن بقية وخلق كثير.
حدث عنه: النسائي حديثين في سننه والبغوي وابن صاعد وأبو عوانة الإسفراييني والخضر بن المثنى الكندي وأبو بكر بن زياد ومحمد بن مخلد والمحاملي ودعلج وإسحاق بن أحمد الكاذي وأبو بكر النجاد وسليمان الطبراني وأبو علي بن الصواف وأبو أحمد العسال وقاسم بن أصبغ وأحمد بن كامل وأبو بكر الشافعي وأبو بكر القطيعي وخلق كثير.
قال إبراهيم بن محمد بن بشير: سمعت عباساً الدوري يقول: كنت يوماً عند أحمد بن حنبل فدخل ابنه عبد الله فقال لي أحمد: يا عباس إن أبا عبد الرحمن قد وعى علماً كثيراً.
ومن شيوخه: أحمد الدورقي وأحمد بن أيوب بن راشد وأحمد ابن بديل وأحمد بن جناب وأحمد بن الحسن بن جنيدب وأحمد بن الحسن بن خراش وأحمد بن خالد الخلال وأحمد بن سعيد الدارمي وأحمد بن حميد وأحمد بن حاتم وأحمد بن عبدة البصري وأحمد بن عمر الوكيعي وابن عيسى التستري وأحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي وأحمد بن محمد بن يحيى القطان وإبراهيم بن الحسن الباهلي وإبراهيم بن زياد سبلان وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم ابن عبدالله بن بشار واسطي وإبراهيم بن نصر وهو ابن أبي الليث وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني وإسحاق الكوسج وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني وأبو معمر الهذلي وإسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة وإسماعيل بن محمد المعقب وإسماعيل بن مهدي وإسماعيل بن موسى وحميد وجعفر بن محمد بن فضيل وجعفر بن مهران بن السباك وجعفر بن أبي هريرة وحجاج بن الشاعر والحسن بن قزعة والحسن بن أبي الربيع وحوثرة بن أشرس وأبو مسلم الخليل بن سلم لقي عبد الوارث وخلاد بن أسلم وروح بن عبد المؤمن وزكريا بن يحيى زحمويه وزكريا بن يحيى الرقاشي وزياد بن أيوب وسعيد بن أبي الربيع السمان وسعيد بن محمد الجرمي وسعيد بن يحيى الأموي وسفيان بن وكيع وسليمان بن أيوب صاحب البصري وأبو الربيع الزهراني وسليمان ابن محمد المبارك وشجاع بن مخلد وصالح بن عبدالله الترمذي والصلت بن مسعود وعاصم بن عمر المقدمي وعباس العنبري وعباس الدوري والعباس بن الوليد النرسي وعبدالله بن أبي زياد وعبدالله بن سالم المفلوج وعبد الله بن سعد الزهري وعبد الله بن صندل عن الفضيل بن عياض وعبد الله بن عامر بن زرارة وعبدالله مشكدانة وعبد الله بن عمران الرازي وعبد الواحد بن غياث والقواريري وعثمان بن أبي شيبة وعقبة بن مكرم العمي وعلي بن إشكاب وأبو الشعثاء علي ابن الحسن وعلي بن حكيم وعلي بن مسلم وعمران بن بكار الحمصي وعمرو الفلاس وعمرو الناقد وعيسى بن سالم وأبو كامل الفضيل الجحدري وفطر بن حماد وقاسم بن دينار وقتيبة بن سعيد كتابة وقطن بن نسير وكثير بن يحيى الحنفي وليث بن خالد البلخي وأبو بكر الصاغاني ومحمد بن إسحاق المسيبي وبندار ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن بكار مولى بن هاشم ومحمد بن تميم النهشلي ومحمد بن ثعلبة بن سواء ومحمد بن حسان السمتي ومحمد ابن إشكاب ومحمد لوين ومحمد بن صدران ومحمد بن عبدالله جار لهم يكنى أبا بكر ومحمد بن عبدالله المخرمي ومحمد بن عبدالله بن نمير ومحمد بن عبدالله الرزي ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ومحمد بن عبيد بن حسان ومحمد بن عبيد المحاربي ومحمد بن عثمان العثماني ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق ومحمد بن عمرو الباهلي وأبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن أبي غالب ومحمد بن المثنى ومحمد بن المنهال أخو حجاج ومحمد بن يحيى بن سعيد القطان ومحمد بن يحيى بن أبي سمينة ومحمد بن يزيد العجلي ومحمد بن يعقوب أبو الهيثم سمع: معتمراً ومحرز بن عون ومخلد بن الحسن ومصعب الزبيري ومعاوية بن عبدالله بن معاوية الزبيري عن سلام أبي المنذر ونصر بن علي ونوح بن حبيب وهارون بن معروف وهدبة بن خالد وهدية بن عبدالوهاب وهريم بن عبد الأعلى وهناد ويحيى بن أيوب البلخي ويحيى بن عثمان الحربي ويعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد ويوسف بن يعقوب الصفار وأبو عبدالله البصري العنبري كأنه محمد بن عبد الرحمن وأبو عبيدة بن الفضيل وأبو موسى الهروي إسحاق بن إبراهيم وسائر هؤلاء حدث عنهم في مسند أبيه سوى بعض الأحمدين.
قال أبو يعلى بن الفراء: وجدت على ظهر كتاب رواه أبو الحسين السوسنجردي عن إسماعيل الخطبي قال: بلغني عن أبي زرعة أنه قال: قال لي أحمد بن حنبل: ابني عبدالله محظوظ من علم الحديث الخطبي يشك لا يكاد يذاكرني إلا بما لا أحفظ.
قال أبو علي بن الصواف: قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: كل شيء أقول: قال أبي فقد سمعته مرتين وثلاثة وأقله مرة.
قال ابن أبي حاتم: كتب إلي عبدالله بمسائل أبيه وبعلل الحديث.
وقال أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه من عبدالله بن أحمد لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفاً والتفسير وهو مئة ألف وعشرون ألفاً سمع منه ثمانين ألفاً والباقي وجادة وسمع الناسخ والمنسوخ والتاريخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر في كتاب الله وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ قال: ومازلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال وعلل الحديث والأسماء والكنى والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك حتى إن بعضهم أسرف في تقريظه إياه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه. قلت: ما زلنا نسمع بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه وهو كبير قد سمع من جده وعباس الدوري ومن عبدالله بن أحمد لكن ما رأينا أحدا أخبرنا عن وجود هذا التفسير ولا بعضه ولا كراسة منه ولو كان له وجود أو لشيء منه لنسخوه ولاعتني بذلك طلبة العلم ولحصلوا ذلك ولنقل إلينا ولاشتهر ولتنافس أعيان البغداديين في تحصيله ولنقل منه ابن جرير فمن بعده في تفاسيرهم ولا والله يقتضي أن يكون عند الإمام أحمد في التفسير مئة ألف وعشرون ألف حديث فإن هذا يكون في قدر مسنده بل أكثر بالضعف ثم الإمام أحمد لو جمع شيئاً في ذلك لكان يكون منقحاً مهذباً عن المشاهير فيصغر لذلك حجمه ولكان يكون نحوا من عشرة آلاف حديث بالجهد بل اقل ثم الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف وهذا كتاب المسند له لم يصنفه هو ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخاً وأجزاءاً ويأمره: أن ضع هذا في مسند فلان وهذا في مسند فلان وهذا التفسير ولا جود له وأنا أعتقد أنه لم يكن فبغداد لم تزل دار الخلفاء وقبة الإسلام ودار الحديث ومحلة السنن ولم يزل أحمد فيها معظماً في سائر الأعصار وله تلامذة كبار وأصحاب أصحاب وهم جراً إلى بالأمس حين استباحها جيش المغول وجرت بها من الدماء سيول وقد اشتهر ببغداد تفسير ابن جرير وتزاحم على تحصيله العلماء وسارت به الركبان ولم نعرف مثله في معناه ولا ألف قبله أكبر منه وهو في عشرين مجلدة وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث بل لعله خمسة عشر ألف إسناد فخذه فعده إن شئت.
قال أبو أحمد بن عدي: نبل عبدالله بن أحمد بأبيه وله في نفسه محل في العلم أحيا علم أبيه من مسنده الذي قرأ عليه أبوه خصوصاً قبل أن يقرأه على غيره ومما سأل أباه عن رواة الحديث فأخبره به ما لم يسأله غيره ولم يكتب عن أحد إلا من أمره أبوه أن يكتب عنه. قال بدر بن أبي بدر البغدادي: عبدالله بن أحمد جهبذ ابن جهبذ. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتاً فهماً. قال أبو علي: بن الصواف ولد سنة ثلاث عشرة ومات سنة تسعين ومئتين. قلت: عاش في عمر أبيه سبعاً وسبعين سنة.
قال إسماعيل الخطبي: مات يوم الأحد ودفن في آخر النهار لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة تسعين وصلى عليه ابن أخيه زهير بن صالح ودفن في مقابر باب التبن وكان الجمع كثيراً فوق المقدار. وقيل: إن عبدالله أمرهم أن يدفنوه هناك وقال: بلغني أن هناك قبر نبي ولأن أكون في جواز نبي أحب إلي أن أكون في جوار أبي. ولعبدالله كتاب: الرد على الجهمية في مجلد وله كتاب: الجمل.
وكان صيناً ديناً صادقاً صاحب حديث واتباع وبصر بالرجال لم يدخل في غير الحديث وله زيادات كثيرة في مسند والده واضحة عن عوالي شيوخه ولم يحرر ترتيب المسند ولا سهله فهو محتاج إلى عمل وترتيب رواه عنه جماعة وسمع أبو نعيم الحافظ كثيراً منه من أبي علي بن الصواف وعامته من أبي بكر القطيعي وحدث القطيعي مرات وقرأه عليه أبو عبدالله الحاكم وغيره ولم يكن القطيعي من فرسان الحديث ولا مجوداً بل أدى ما تحمله إن سلم من أوهام في بعض الأسانيد والمتون.
وآخر من روى المسند كاملا عنه سوى نزر يسير منه اسقط من النسخ الشيخ الواعظ أبو علي بن المذهب ولم يكن صاحب حديث بل احتيج إليه في سماع هذا الكتاب فرواه في الجملة وعاش بعده عشرة أعوام الشيخ أبو محمد الجوهري فكان خاتمة أصحاب القطيعي وتفرد عنه بعدة أجزاء عالية وبسماع مسند العشرة من المسند. ثم حدث بالكتاب كله آخر أصحاب ابن المذهب وفاة: الشيخ الرئيس الكاتب ابو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني بن الحصين شيخ جليل مسند انتهى إليه علو الإسناد بمثل قبة الإسلام بغداد وكان عرياً من معرفة هذا الشأن أيضاً روى الكتاب عنه خلق كثير من جملتهم: أبو محمد بن الخشاب إمام العربية والحافظ أبو الفضل بن ناصر والإمام ذو الفنون أبو الفرج بن الجوزي والحافظ الكبير أبو موسى المديني والحافظ العلامة شيخ همذان ابو العلاء العطار والحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر والقاضي أبو الفتح بن المندائي الواسطي والشيخ عبد الله بن أبي المجد الحربي والمبارك بن المعطوش والشيخ المبارك حنبل بن عبدالله الرصافي في آخرين. فأما الحافظ أبو موسى: فروى منه الكثير في تآليفه ولم يقدم على ترتيبه ولا تحريره. وأما ابن عساكر: فألف كتاباً في أسماء الصحابة الذين فيه على المعجم ونبه على ترتيب الكتاب. وأما ابن الجوزي: فطالع الكتاب مرات عدة وملأ تآليفه منه ثم صنف جامع المسانيد وأودع فيه أكثر متون المسند ورتب وهذب ولكن ما استوعب.
فلعل الله يقيض لهذا الديوان العظيم من يرتبه ويهذبه ويحذف ما كرر فيه ويصلح ما تصحف ويوضح حال كثير من رجاله وينبه على مرسله ويوهن ما ينبغي من مناكيره ويرتب الصحابة على المعجم وكذلك أصحابهم على المعجم ويرمز على رؤوس الحديث بأسماء الكتب الستة وإن رتبه على الأبواب فحسن جميل ولولا أني قد عجزت عن ذلك لضعف البصر وعدم النية وقرب الرحيل لعملت في ذلك.
أخبرنا عبدالرحمن بن محمد الفقيه والمسلم بن محمد الكاتب كتابة قالا: أخبرنا حنبل بن عبدالله أخبرنا هبة الله بن الحصين أخبرنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا ابن نمير حدثنا سفيان عن سمي عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً".
وبه: حدثني أبي أخبرنا محمد بن جعفر عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن طارق بن مرقع عن صفوان بن أمية: أن رجلاً سرق بردة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه فقال: يا رسول الله قد تجاوزت عنه. قال:" فلولا كان هذا قبل أن تأتيني به يا أبا وهب" فقطعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجهما النسائي في سننه عن عبدالله بن أحمد فوقعا عاليين.
ابن معاذ بن معاذ العنبري أبو محمد أخو معاذ: من نبلاء الثقات. سمع: عفان وأبا حذيفة النهدي وعدة. وعنه: الطبراني يوسف البختري وجماعة. وكان ورعاً عابداً يمتنع من الرواية ثم أمر في النوم بالرواية. مات في رجب سنة أربع وتسعين. وولد سنة مئتين. أخوه:
أبو المثنى: ثقة متقن. سمع: القعنبي ومحمد بن كثير ومسلم بن إبراهيم وعدة. وعنه: أبو بكر الشافعي وجعفر المؤدب والطبراني وآخرون. عاش ثمانين سنة توفي سنة ثمان وثمانين ومئتين.
الإمام الحافظ القاضي أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم الأموي المروزي قاضي حمص. ولد بعد المئتين. حدث عن: علي بن الجعد وأبي نصر التمار وإبراهيم بن الحجاج السامي ويحيى بن معين وكامل بن طلحة وسويد بن سعيد ومنصور بن أبي مزاحم وعبيد الله القواريري وطبقتهم. حدث عنه: النسائي وقال: لا بأس به وأبو عوانة وابن جوصا وأبو علي بن معروف وأبو القاسم الطبراني وأبو أحمد بن الناصح وأحمد بن عبيد الحمصي وأبو عبد الله بن مروان وخلق كثير.
قال أبو علي بن معروف: حدثنا أبو بكر أحمد بن علي القرشي وكان قاضياً على دمشق وحمص وهو من بني أمية بن عبد شمس. قلت: ناب بدمشق عن قاضيها أبي زرعة محمد بن عثمان. وقال الخطيب: بلغني أنه بغدادي وأصله من مرو. وقال النسائي أيضاً: ثقة. وقال أبو أحمد بن الناصح: توفي في نصف ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومئتين. وقيل: بلغ التسعين أو دونها بيسير. وله تصانيف منها: العلم ومسند عائشة وغير ذلك. وكان إماماً أكثر عنه النسائي.
الإمام الكبير حافظ بلخ أبو علي عبد الله بن محمد بن علي البلخي. سمع: قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن يوسف الفقيه وعلي بن حجر وهدية بن عبد الوهاب وطبقتهم. حدث عنه: أبو حامد بن الشرقي وأبو بكر أحمد بن علي وأهل نيسابور وابن قانع والجعابي وأبو بكر الشافعي والبغاددة. وجمع وصنف: كتاب العلل وكتاب التاريخ. عظمه الحاكم وفخمه. وقال الخطيب: كان أحد أئمة الحديث حفظاً وإتقاناً وثقة وإكثاراً وله تصانيف.
قال أحمد بن الخضر الشافعي: لما قدم عبد الله بن محمد البلخي نيسابور عجزوا عن مذاكراته فذكراه جعفر بن أحمد بن نصر بأحاديث الحج فكان عبد الله يسردها فقال له جعفر: تحفظ للتيمي عن أنس: أن رسول الله لبى بحجة وعمرة فبهت فقال جعفر: حدثناه يحيى ابن حبيب حدثنا معتمر عن أبيه. استشهد أبو علي رحمه الله على يد القرامطة في سنة أربع وتسعين ومئتين. وأما أبو عبدالله الحاكم فقال: توفي في سلخ سنة خمس وتسعين.
الحافظ المجود العلامة المفسر أبو يحيى عبدالرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثم الأصبهاني إمام جامع أصبهان. حدث عن: سهل بن عثمان وعبد العزيز بن يحيى والحسين بن عيسى الزهري وعدة وينزل عن أصحاب يزيد بن هارون وأبي دواد.
حدث عنه: القاضي أبو أحمد العسال وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ بن حيان و عبد الرحمن بن سياه وآخرون. وكان من أوعية العلم صنف المسند والتفسير وغير ذلك. مات في سنة إحدى وتسعين ومئتين وهو من أبناء الثمانين.
الإمام الحجة الحافظ أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل السراج السلمي البغدادي صديق عبد الله بن أحمد وقيل: اسم أبيه: عبد الجبار ولقبه: عبدوس. سمع: علي بن الجعد وأحمد بن جناب وداود بن عمرو الضبي وأبا بكر بن أبي شيبة وخلقاً كثيراً روى عنه: جعفر الخلدي وأبو بكر النجاد ودعلج والطبراني وابن ماسي وآخرون. قال أبو الحسين بن المنادي: كان من المعدوين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث أكثر الناس عنه لثقته وضبطه قال: وكان كالأخ لعبد الله ابن أحمد بن حنبل. مات في آخر رجب أو أول شعبان سنة ثلاث وتسعين ومئتين رحمه الله.