النخعي

النخعي

المحدث العالم أبو علي الحسين بن علي بن محمد بن مصعب النخعي البغدادي.

سمع سليمان بن بنت شرحبيل وداود بن رشيد وعبد الله بن خبيق وسويد بن سعيد وطائفة.

وعنه: الطستي وأبو بكر بن خلاد والطبراني وأبو الشيخ وأبو بكر الإسماعيلي وقال: كان شيخاً كبيراً قد غلب عليه البلغم ثم روى عنه حديثاً تابعه عليه أبو الجهم المشغرائي عن العباس بن الوليد الخلال: حدثنا مروان بن محمد حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس مرفوعاً: "فضلت على الناس بأربع: بالسخاء والشجاعة وكثرة الجماع وشدة البطش".

البرديجي

الإمام الحافظ الحجة أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي البرذعي نزيل بغداد.

ولد بعد الثلاثين ومئتين أو قبلها.

حدث عن: أبي سعيد الأشج ونصر بن علي الجهضمي والفضل الرخامي وعلي بن إشكاب وهارون بن إسحاق وبحر بن نصر الخولاني والربيع بن سليمان وسليمان بن سيف الحراني والعباس بن الوليد البيروتي ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ومحمد بن عوف الطائي ويزيد ابن عبدالصمد وطبقتهم بالشام والحرمين والعجم ومصر والعراق والجزيرة وجمع وصنف وبرع في علم الأثر.

حدث عنه: أبو علي بن الصواف وأبو بكر الشافعي وأبو أحمد العسال وأبو أحمد بن عدي وأبو القاسم الطبراني وعلي بن لؤلؤ الوراق وآخرون.

ذكره الحاكم في "تاريخه" فقال: قدم على محمد بن يحيى الذهلي فاستفاد وأفاد وكتب عنه مشايخنا في ذلك الوقت وقد قرأت بخط أبي عمرو المستملي سماعه من أحمد بن هارون البرديجي في مسجد الذهلي سنة خمس وخمسين ومئتين وقد سمع منه شيخنا أبو علي الحافظ بمكة وأظنه جاور بها حتى مات إلى أن قال: لا أعرف إماماً من أئمة عصره في الآفاق إلا وله عليه انتخاب يستفاد.

قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عن أبي بكر البرديجي فقال: ثقة مأمون جبل.

وقال الخطيب: كان ثقة فاضلاً فهماً حافظاً.

قال أبو الشيخ الأصبهاني: مات سنة إحدى وثلاث مئة ببغداد.

وقال أحمد بن كامل: مات في شهر رمضان سنة إحدى.

كتب إلينا عبد الرحمن بن محمد الفقيه ومسلم بن محمد الكاتب قالا: أخبرنا عمر بن محمد المعلم أخبرنا هبة الله بن الحصين أخبرنا محمد بن محمد أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا أحمد بن هارون البرديجي حدثنا يزيد بن جهور حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا الشافعي أخبرنا مسلم بن خالد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "قضى أن الخراج بالضمان" هذا حديث حسن غريب.

قرأت على الحسن بن علي أخبركم جعفر بن علي أخبرنا السلفي أخبرنا أبو الفتح عمر بن محمد بن علكويه أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن إملاء حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن هارون البرديجي حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة أخبرني أبو قتادة البدري حدثني ابن أخي الزهري عن عمه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن علي بن أبي طالب: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحب الناس إلى الله؟ قال: "أنفع الناس للناس".

النسائي

الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب السنن.

ولد بنسا في سنة خمس عشرة ومئتين وطلب العلم في صغره فارتحل إلى قتيبة في سنة ثلاثين ومئتين فأقام عنده ببغلان سنة فأكثر عنه.

وسمع من إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار ومحمد بن النضر بن مساور وسويد بن نصر وعيسى بن حماد زغبة وأحمد بن عبدة الضبي وأبي الطاهر بن السرح وأحمد بن منيع وإسحاق بن شاهين وبشر بن معاذ العقدي وبشر بن هلال الصواف وتميم بن المنتصر والحارث بن مسكين والحسن بن الصباح البزار وحميد بن مسعدة وزياد بن أيوب وزياد بن يحيى الحساني وسوار بن عبد الله العنبري والعباس بن عبد العظيم العنبري وأبي حصين عبد الله بن أحمد اليربوعي وعبد الأعلى بن واصل وعبد الجبار بن العلاء العطار وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ابن أخي الإمام وعبد الملك بن شعيب بن الليث وعبدة بن عبد الله الصفار وأبي قدامة عبيد الله بن سعيد وعتبة بن عبد الله المروزي وعلي ابن حجر وعلي بن سعيد بن مسروق الكندي وعمار بن خالد الواسطي وعمران بن موسى القزاز وعمرو بن زرارة الكلابي وعمرو بن عثمان الحمصي وعمرو بن علي الفلاس وعيسى بن محمد الرملي وعيسى بن يونس الرملي وكثير بن عبيد ومحمد بن أبان البلخي ومحمد بن آدم المصيصي ومحمد بن إسماعيل بن علية قاضي دمشق ومحمد بن بشار ومحمد بن زنبور المكي ومحمد بن سليمان لوين ومحمد بن عبد الله بن عمار ومحمد بن عبد الله المخرمي ومحمد بن عبدالعزيز بن أبي رزمة ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ومحمد بن عبيد المحاربي ومحمد بن العلاء الهمداني ومحمد بن قدامة المصيصي الجوهري ومحمد بن مثنى ومحمد بن مصفى ومحمد بن معمر القيسي ومحمد بن موسى الحرشي ومحمد بن هاشم البعلبكي وأبي المعافى محمد بن وهب ومجاهد بن موسى ومحمود بن غيلان ومخلد بن حسن الحراني ونصر بن علي الجهضمي وهارون بن عبد الله الحمال وهناد بن السري والهيثم بن أيوب الطالقاني وواصل بن عبد الأعلى ووهب بن بيان ويحيى بن درست البصري ويحيى بن موسى خت ويعقوب الدورقي ويعقوب بن ماهان البناء ويوسف بن حماد المعني ويوسف بن عيسى الزهري ويوسف بن واضح المؤدب وخلق كثير وإلى أن يروي عن رفقائه.

وكان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف.

جال في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يبق له نظير في هذا الشأن.

حدث عنه: أبو بشر الدولابي وأبو جعفر الطحاوي وأبو علي النيسابوري وحمزة بن محمد الكناني وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس النحوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد الشافعي وعبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي والحسن بن الخضر الأسيوطي وأبو بكر أحمد بن محمد بن السني وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي والحسن بن رشيق ومحمد بن عبد الله بن حيوية النيسابوري ومحمد بن موسى المأموني وأبيض بن محمد بن أبيض وخلق كثير.

وكان شيخاً مهيباً مليح الوجه ظاهر الدم حسن الشيبة.

قال: قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي أخبرنا إسحاق بن راهويه حدثنا محمد بن أعين قال قلت: لابن المبارك إن فلاناً يقول: من زعم أن قوله تعالى: "إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني" "طه: 14"مخلوق فهو كافر فقال: ابن المبارك صدق قال النسائي: بهذا أقول.

وعن النسائي: قال: أقمت عند قتيبة بن سعيد سنة وشهرين.

وكان النسائي يسكن بزقاق القناديل بمصر.

وكان نضر الوجه مع كبر السن يؤثر لباس البرود النوبية والخضر ويكثر الاستمتاع له أربع زوجات فكان يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك من سرية وكان يكثر أكل الديوك تشترى له وتسمن وتخصى.

قال مرة بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه.

وقال آخر: ليت شعري ما يرى في إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: فسئل عن ذلك فقال: النبيذ حرام ولا يصح في الدبر شيء لكن حدث محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال: اسق حرثك حيث شئت". فلا ينبغي أن يتجاوز قوله. قلت: قد تيقنا بطرق لا محيد عنها نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أدبار النساء وجزمنا بتحريمه ولي في ذلك مصنف كبير0.

وقال الوزير ابن حنزابة: سمعت محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي قال: سمعت قوماً ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب "الخصائص" لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب "الخصائص" رجوت أن يهديهم الله تعالى ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة فقيل: له وأنا أسمع ألا تخرج فضائل معاوية رضي الله عنه فقال: أي شيء أخرج حديث اللهم لا تشبع بطنه فسكت السائل.

قلت: لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية لقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة".

قال مأمون المصري المحدث: خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء فاجتمع جماعة من الأئمة: عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان وكيلجة فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ؟ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه.

قال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث كثير ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه.

قال ابن الأثير في أول "جامع الأصول" كان شافعياً له مناسك على مذهب الشافعي وكان ورعاً متحرياً قيل: إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره عليه قلنسوة وقباء وكان الحارث خائفاً من أمور تتعلق بالسلطان فخاف أن يكون عيناً عليه فمنعه فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ولذلك ما قال: حدثنا الحارث وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.

قال ابن الأثير: وسأل أمير أبا عبد الرحمن عن سننه أصحيح كله؟ قال: لا قال: فاكتب لنا منه الصحيح فجرد المجتنى.

قلت: هذا لم يصح بل المجتنى اختيار ابن السني.

قال الحافظ أبو علي النيسابوري: أخبرنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.

وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة - يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة قال: فما حدث بها.

قال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.

قال الحافظ ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت: قد ضعفه النسائي فقال: يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.

قلت: صدق فإنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.

قال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.

قال الدارقطني: كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى.
قال الطبراني في "معجمه" حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي القاضي بمصر فذكر حديثاً.

وقال أبو عوانة في "صحيحه": حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قاضي حمص حدثنا محمد بن قدامة فذكر حديثاً.

روى أبو عبد الله بن مندة عن حمزة العقبي المصري وغيره أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها عن معاوية وما جاء في فضائله فقال: لا يرضى رأساً برأس حتى يفضل قال: فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها كذا قال: وصوابه إلى الرملة.

قال الدارقطني: خرج حاجاً فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال: احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاث مئة قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال.

قال أبو سعيد ابن يونس في "تاريخه": كان أبو عبد الرحمن النسائي إماماً حافظاً ثبتاً خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاث مئة وتوفي بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث.

قلت: هذا أصح فإن ابن يونس حافظ يقظ وقد أخذ عن النسائي وهو به عارف ولم يكن أحد في رأس الثلاث مئة أحفظ من النسائي هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم ومن أبي داود ومن أبي عيسى وهو جار في مضمار البخاري وأبي زرعة إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي كمعاوية وعمرو والله يسامحه.

وقد صنف مسند علي وكتاباً حافلاً في الكنى وأما كتاب خصائص علي فهو داخل في سننه الكبير وكذلك كتاب عمل يوم وليلة وهو مجلد هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ وله كتاب التفسير في مجلد وكتاب الضعفاء وأشياء والذي وقع لنا من سننه هو الكتاب المجتنى منه انتخاب أبي بكر بن السني سمعته ملفقاً من جماعة سمعوه من ابن باقا بروايته عن أبي زرعة المقدسي سماعا لمعظمه وإجازة لفوت له محدد في الأصل قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني قال: أخبرنا القاضي أحمد بن الحسين الكسار حدثنا ابن السني عنه.

ومما يروى اليوم في عام أربعة وثلاثين وسبع مئة من السنن عاليا جزآن الثاني من الطهارة والجمعة تفرد البوصيري بعلوهما في وقته وقد أنبأني أحمد بن أبي الخير بهما عن البوصيري فبيني وبين النسائي فيهما خمسة رجال.

وعندي جزء من حديث الطبراني عن النسائي وقع لنا بعلو أيضاً.

ووقع لنا جزء كبير انتخبه السلفي من السنن سمعناه من الشيخ أبي المعالي بن المنجا التنوخي: أخبرنا جعفر الهمداني أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا الدوني وبدر بن دلف الفركي بسماعهما من الكسار قال: أخبرنا أبو بكر بن السني أخبرنا أحمد بن شعيب أخبرنا قتيبة أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنه نهى عن البول في الماء الراكد".

أخبرنا علي بن حجر: أخبرنا عبيدة بن حميد عن يوسف بن صهيب عن حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يأخذ شاربه فليس منا".

قال أبو علي الحافظ: سألت النسائي: ما تقول في بقية؟ فقال: إن قال: حدثنا وأخبرنا فهو ثقة.

وقال جعفر بن محمد المراغي: سمعت النسائي يقول: محمد بن حميد الرازي كذاب.

قرأت على علي بن محمد وشهدة العامرية: أخبرنا جعفر أخبرنا السلفي أخبرنا محمد بن طاهر بهمذان أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق قال: قال لي أبو عبد الله بن مندة: الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي.

وممن مات معه: المحدث أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير ببغداد.
والمفسر أبو جعفر أحمد بن فرح البغدادي الضرير المقرئ.
والمفسر أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النيسابوري الأنماطي الحافظ.
والمسند أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الجوزي.
والمحدث إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري البشتي.
والحافظ جعفر بن أحمد بن نصر الحصيري.
والحسن بن سفيان الحافظ.
والمحدث أبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني.
والمحدث عمر بن أيوب السقطي ببغداد.
ورأس المعتزلة أبو علي الجبائي.
والحافظ محمد بن المنذر الهروي شكر.

ابن مجاشع

الإمام المحدث الحجة الحافظ أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني السختياني.
ولد سنة بضع عشرة ومئتين.

وسمع من هدبة بن خالد وشيبان بن فروخ وإبراهيم بن المنذر الحزامي وابني أبي شيبة وسويد بن سعيد وأبي الربيع الزهراني وطبقتهم.

حدث عنه: رفيقه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبو عبد الله بن الأخرم والحافظ أبو علي النيسابوري وأبو عمرو بن نجيد وأبو عمرو بن حمدان وأبو بكر الإسماعيلي وأبو حامد الغطريفي وخلق كثير وحدث بنيسابور قديما فأخذ عنه أبو حامد بن الشرقي والكبار.

قال الحاكم: هو محدث ثبت مقبول كثير التصنيف والرحلة روى عنه أحمد بن خالد الدامغاني والهسنجاني وهما من أقرانه سمعت يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت عمران بن موسى الجرجاني يقول: سمعت سويد بن سعيد يقول سمعت مالكا وشريكا وحماد بن زيد وابن عيينة والفضيل بن عياض ومسلم بن خالد وابن إدريس وجميع من حملت عنه العلم يقولون.

الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.

والقرآن كلام الله من صفة ذاته غير مخلوق من قال: إنه مخلوق فهو كافر.

قال عمران: بهذا أدين وما رأيت محدثا إلا وهو يقوله. قلت: مات بجرجان في رجب سنة خمس وثلاث مئة وهو في عشر المئة.

أخبرنا ابن عساكر: أنبأنا أبو روح أخبرنا ابن طاهر أخبرنا أبو سعد أخبرنا أبو عمرو الحيري حدثني عمران بن موسى أخبرنا إبراهيم ابن المنذر أخبرنا معن أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حمل علينا السلاح فليس منا".

قال حمزة السهمي" كان قد صنف المسند وحدثنا عنه جماعة وحدثني الإسماعيلي قال أبو إسحاق عمران بن موسى جرجاني صدوق محدث البلد في زمانه.

محمد بن علي بن مخلد

ابن فرقد الشيخ المعمر الصدوق أبو جعفر الأصبهاني.
الداركي خاتمة أصحاب إسماعيل بن عمرو البجلي وسمع أيضاً من سليمان الشاذكوني وما علمت به بأساً.
حدث عنه الطبراني وأبو الشيخ بن حيان وأبو بكر بن المقرئ وجماعة.
مات في سنة سبع وثلاث مئة.
ومات قبله بعامين:

محمد بن نصير

ابن أبان أبو عبد الله المديني.
يروي أيضاً عن إسماعيل بن عمرو والشاذكوني.
حدث عنه: أبو الشيخ والطبراني وابن المقرئ أيضاً.
وثقه أبو نعيم الحافظ.

الوكيعي

الإمام المعمر الثقة أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة الذهلي الوكيعي الكوفي نزيل مصر.
ولد سنة أربع ومئتين وسمع عاصم بن علي ومحمد بن الصباح الدولابي وأحمد بن حنبل وعلي بن الجعد وعلي بن المديني وأحمد ابن صالح وعدة وكان من أئمة الحديث.
روى عنه: ابن عدي وحمزة الكناني والطبراني والحسن الأسيوطي وابن حيوية النيسابوري وابن يونس والحسن بن رشيق وأبو إسحاق بن شعبان المالكي وعدة.
قال ابن يونس: كان ثقة ثبتاً توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث مئة.

البسامي

أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن نصر بن بسام الشاعر.
من كبار الشعراء بارع في الثناء والهجاء عاش نيفا وسبعين سنة ومات في صفر سنة اثنتين وثلاث مئة.
وله تصانيف أدبية أورد له ابن خلكان مقطعات.

البشتي

الإمام الحافظ المجود الرحال أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نصر البشتي النيسابوري من رستاق بشت.
سمع من: إسحاق بن راهويه وقتيبة بن سعيد وإبراهيم بن يوسف وأبي كريب وعبد الله بن عمران العابدي وهشام بن عمار ومحمد بن مصفى وحميد بن مسعدة وابن أبي عمر العدني وخلق كثير.
وصنف المسند وغير ذلك.
روى عنه: محمد بن صالح بن هانئ وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن أحمد بن يحيى وآخرون.
وحدث في سنة ثلاث وثلاث مئة لم أقع بوفاته.
سميه: المحدث:

إسحاق بن إبراهيم البستي

بمهملة.
سمع محمد بن الصباح البزار وطبقته وهو منسوب إلى مدينة بست من إقليم سجستان وراء ناحية هراة.
حدث عنه أبو حاتم بن حبان البستي وغيره.
عاش إلى نحو الثلاث مئة.

المنجنيقي

الإمام المحدث الثقة المعمر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي الوراق نزيل مصر وعرف بالمنجنيقي لكونه كان يجلس بقرب منجنيق كان بجامع مصر.

مولده بعد سنة عشر ومئتين.

حدث عن محمد بن بكار بن الريان وعبد الأعلى بن حماد النرسي وداود بن رشيد وأبي إبراهيم الترجماني وسويد بن سعيد ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وكثير بن عبيد وعمرو بن عثمان وأحمد بن منيع وعبد الله بن مطيع وابن أبي عمر العدني وخلق كثير.

حدث عنه النسائي وجعفر الخلدي وأبو سعيد بن يونس ومحمد بن علي التنيسي النقاش وابن عدي والطبراني والحسن بن رشيق والحسن بن خضر السيوطي وأحمد بن محمد الخياش وآخرون.

قال ابن عدي: أخبرني بعض أصحابنا: أن النسائي انتقى على أبي يعقوب المنجنيقي مسنده فكان يمنع النسائي أن يجيء إليه وكان يذهب إلى منزل النسائي حتى سمع منه النسائي ما انتقاه حسبة في ذلك وكان شيخاً صالحاً قال له النسائي يوماً: يا أبا يعقوب لا تحدث عن سفيان بن وكيع.

فقال: اختر لنفسك يا أبا عبد الرحمن ما شئت وأنا فكل من كتبت عنه فإني أحدث عنه.

قال النسائي: هو صدوق.

وقال ابن عدي: ثقة كان في جامع مصر منجنيق يوقد فيه القوام ثريا وكان هذا يجلس قريبا منه فنسب إليه.
وقال الدارقطني: ثقة.

وقال ابن يونس: صدوق رجل صالح.

مات سنة أربع وثلاث مئة في جمادى الآخرة.

ابن متويه

الإمام المأمون القدوة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متويه الأصبهاني إمام جامع أصبهان كان من العباد والسادة يسرد الصوم وكان حافظاً حجة من معادن الصدق ويعرف أيضاً بأبه وبابن فيرة الطيان.

سمع بالشام والعراق والحرم ومصر سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وبشر بن معاذ وأحمد بن منيع ومحمد بن هاشم البعلبكي وعبد الجبار بن العلاء العطار وهشام بن خالد الأزرق ومحمد بن إسماعيل بن علية وهناد بن السري وأبا همام الوليد بن شجاع ويونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان وطبقتهم فأكثر وجود.

حدث عنه: أبو الشيخ بن حيان وأبو القاسم الطبراني وأبو علي بن هارون وأبو أحمد العسال وأحمد بن بندار الشعار وأبو بكر بن المقرئ وقال: هو أول شيخ كتبت عنه الحديث.

وقال أبو الشيخ: كان من معادن الصدق.

وقال أبو نعيم: كان من العباد الفضلاء مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاث مئة.

قلت: نيف على الثمانين رحمه الله.

ابن زنجويه

الإمام المحدث أبو بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري النيسابوري.

سمع أبا مصعب الزهري وعبدالعزيز بن يحيى وابن راهويه وعمرو بن زرارة وأبا مروان العثماني وأبا كريب ويحيى بن أكثم وطبقتهم.

روى عنه علي بن حمشاذ وأبو الفضل محمد بن إبراهيم وعبد الله بن سعد وأبو عمرو بن حمدان والشيوخ وما علمت به بأساً.

قال الحاكم: توفي سنة اثنتين وثلاث مئة.

الرسعني

الإمام المحدث الحجة المجود الرحال أبو صالح القاسم بن الليث بن مسرور العتابي الرسعني نزيل مدينة تنيس.

سمع المعافى بن سليمان وهشام بن عمار وعبد الله بن معاوية الجمحي وابن أبي الشوارب وعمرو بن علي الصيرفي وبشر بن هلال وطبقتهم.

حدث عنه النسائي في كتاب الكنى وأبو علي بن شعيب وعلي ابن محمد المصري ويوسف بن يعقوب الموصلي ومحمد بن علي النقاش الحافظ وابن عدي والطبراني ومحمد بن الحارث بن أبيض ومحمد بن عبد الله بن حيوية النيسابوري وعدة.
قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال ثقة مأمون.

وقال ابن يونس: توفي بتنيس في سنة أربع وثلاث مئة ثقة.

ابن الأخرم

الإمام الكبير الحافظ الأثري أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب ابن الأخرم الأصبهاني الفقيه.
ارتحل وأخذ عن أبي كريب والمفضل بن غسان الغلابي وزياد بن يحيى الحساني وعلي بن حرب وعمار بن خالد وعدة.
وعنه أبو أحمد العسال وأبو الشيخ وأحمد بن إبراهيم بن أفرجة وعبد الله بن محمد بن عمر وآخرون.
وله وصية أكثرها على قواعد السلف يقول فيها: من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر فكأنه عنى باللفظ الملفوظ لا التلفظ.
توفي سنة إحدى وثلاث مئة.

علي بن سعيد

ابن بشير بن مهران الحافظ البارع أبو الحسن الرازي عليك نزيل مصر.

حدث عن عبد الأعلى بن حماد النرسي وجبارة بن المغلس وبشر ابن معاذ العقدي ونوح بن عمرو السكسكي ومحمد بن هاشم البعلي وعبد الرحمن بن خالد بن نجيح ونصر بن علي الجهضمي والهيثم بن مروان وعدة.

حدث عنه: أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي وعبد الله بن جعفر بن الورد ومحمد بن أحمد بن خروف وأبو القاسم الطبراني والحسن بن رشيق وأبو منصور محمد بن سعيد الأبيوردي وآخرون.

قال حمزة السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: لم يكن بذاك في حديثه سمعت بمصر أنه كان والي قرية وكان يطالبهم بالخراج فما كانوا يعطونه قال: فجمع الخنازير في المسجد قلت: فكيف هو في الحديث؟ قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها وتكلم فيها أصحابنا بمصر.

وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ مات بمصر في ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومئتين.

قلت: الكاف في عليك هي علامة التصغير في علي بالفارسية.

أما علي بن سعيد العسكري - مؤلف كتاب "السرائر" فآخر مات سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.

الفرهياني

الإمام الحافظ الناقد أبو محمد عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاذاني ويقال فيه: الفرهياني.

سمع هشام بن عمار وقتيبة بن سعيد وأبا كريب ودحيماً ومحمد ابن وزير وحرملة بن يحيى وعبد الملك بن شعيب وطبقتهم وكان ذا رحلة واسعة وعلوم نافعة.

حدث عنه: أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المفسر وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وبشر بن أحمد الإسفراييني وأبو عمرو بن حمدان وجماعة. قال ابن عدي: كان رفيق النسائي وكان ذا بصر بالرجال وكان من الأثبات سألته أن يملي علي عن حرملة فقال: يا بني وما تصنع بحرملة؟ إنه ضعيف ثم أملى علي عنه ثلاثة أحاديث لم يزدني.

قرأت على أحمد بن هبة الله وزينب بنت عمر عن عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا أبو عمرو ابن حمدان أخبرنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاذاني أخبرنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء حدثنا أبي حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رضى الله في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد".
لم أظفر لهذا الحافظ بوفاة توفي سنة نيف وثلاث مئة.

الوشاء

الشيخ الثقة العالم أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد الوشاء البغدادي.

سمع من سويد بن سعيد موطأ مالك ومن محمد بن بكار بن الريان وعبد الأعلى بن حماد وأبي معمر الهذلي وجماعة.

حدث عنه: أبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وأبو بكر محمد ابن غريب البزاز وآخرون.

سمعنا الموطأ من طريقه.

وقد قال الدارقطني: لا بأس به.

قلت: توفي في سنة إحدى وثلاث مئة وهو في عشر التسعين.

أبو معشر الدارمي

المحدث الثقة أبو معشر الحسن بن سليمان بن نافع الدارمي شيخ بصري معمر سكن بغداد وحدث عن أبي الربيع الزهراني وهدبة بن خالد وطبقتهما.

حدث عنه ابن قانع وعبدالصمد الطستي ومخلد بن جعفر الباقرحي وعلي بن لؤلؤ الوراق.

وثقه الدارقطني.

توفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاث مئة.

المطرز

الإمام العلامة المقرئ المحدث الثقة أبو بكر القاسم بن زكريا ابن يحيى البغدادي المعروف بالمطرز.

مولده في حدود العشرين والمئتين أو قبل ذلك.

تلا على أبي حمدون الطيب وعلى أبي عمر الدوري وحدث عن سويد بن سعيد ومحمد بن الصباح الجرجرائي وإسحاق بن موسى الأنصاري وأبي همام الوليد بن شجاع وأبي كريب وعباد بن يعقوب الرواجني وطبقتهم.

حدث عنه: أبو بكر الجعابي وعبدالعزيز بن جعفر الخرقي ومحمد ابن المظفر وأبو حفص الزيات وعدد كثير.

وصنف المسند والأبواب وتصدر للإقراء.

وكان ثقة ماموناً أثنى عليه الدارقطني وغيره وذكر علي بن الحسين الغضائري شيخ لأبي علي الأهوازي أنه تلا عليه ختمة بالإدغام الكبير والإبدال في سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة فافتضح في دعواه لأن المطرز رحمه الله توفي في صفر سنة خمس وثلاث مئة وهو في عشر التسعين.

طريف

الشيخ أبو الوليد طريف بن عبيد الله الموصلي مولى بني هاشم.
رحل وروى عن علي بن الجعد ويحيى بن بشر الحريري ويحيى الحماني.
وعنه: أبو بكر الجعابي وأبو الفتح بن بريدة الأزدي وأبو أحمد بن عدي وآخرون.
ضعفه الدارقطني.

توفي سنة أربع وثلاث مئة.

حمزة بن محمد

ابن عيسى الشيخ المعمر أبو علي الجرجاني ثم البغدادي الكاتب لم يكن محدثاً وإنما حبس في شأن التصرف فصادف في الحبس الحافظ نعيم بن حماد فأملى عليه جزءاً واحداً وهو جزء عال طبرزدي يعرف بنسخة نعيم بن حماد.

حدث عنه محمد بن عمر الجعابي وأبو حفص بن الزيات وأبو الحسن بن لؤلؤ وغيرهم.

وثقه الخطيب.

توفي في شهر رجب سنة اثنتين وثلاث مئة وقد نيف على التسعين.

عباد بن علي

ابن مرزوق المعمر الكبير أبو يحيى السيريني مولاهم البصري نزيل بغداد فيه ضعف.

ولد سنة أربع ومئتين وحدث عن بكار بن محمد السيريني ومحمد بن جعفر المدائني.

روى عنه أبو جعفر بن البختري وأبو بكر الشافعي وأبو حفص بن الزيات وعلي بن عمر السكري وأبو الفتح الأزدي وضعفه وأبو بكر بن المقرئ وآخرون.

مات في سنة تسع وثلاث مئة وله مئة وخمس سنين ولولا تأخر وفاته لذكر مع أبي بكر بن أبي عاصم ونظرائه.

الصوفي

الشيخ المحدث الثقة المعمر أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد البغدادي الصوفي الكبير احترازاً من أحمد بن الحسين الصوفي الصغير.

ولد في حدود سنة عشر ومئتين وسمع في سنة سبع وعشرين ومئتين من علي بن الجعد ويحيى بن معين والهيثم بن خارجة وأبي نصر التمار وأحمد بن جناب وسويد بن سعيد وعدة. حدث عنه: أبو الشيخ بن حيان وأبو حاتم بن حبان وأبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي وأبو حفص ابن الزيات ومحمد بن المظفر وعلي بن عمر الحربي السكري.

مات في عشر المئة في شهر رجب سنة ست وثلاث مئة ببغداد.

وثقه أبو بكر الخطيب وغيره وكان صاحب حديث وإتقان.

روى عن: يحيى بن معين نسخة وقعت لنا بعلو باهر.

قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق القرافي أخبرنا أحمد بن أبي الفتح والفتح بن عبدالسلام ببغداد قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي أخبرنا أحمد بن محمد البزاز أخبرنا علي بن عمر الحربي سنة خمس وثمانين ثلاث مئة في ذي القعدة حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: حدثني أبو زكريا يحيى بن معين في شعبان سنة سبع وعشرين ومئتين حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد الله بن المثنى بن أنس حدثنا ثمامة عن أنس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بالكلمة رددها ثلاثاً وإذا أتى قوماً فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثاً".

هذا من غرائب صحيح البخاري رواه عن ثقة عن عبد الصمد بن عبد الوارث.

الصوفي الصغير

الشيخ العالم المحدث أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق البغدادي الصوفي الصغير.

سمع بشر بن الوليد والربيع بن ثعلب العابد وأبا بكر بن أبي شيبة وابن أبي الشوارب وإسماعيل بن موسى الفزاري وأبا إبراهيم الترجماني وسويد بن سعيد ومحمد بن حميد وأبا كريب وموسى بن إسحاق الخطمي وداود بن رشيد وعبد الأعلى بن حماد وعدة وله رحلة ومعرفة.

حدث عنه: أبو بكر الشافعي وأبو حفص عمر بن محمد الزيات وأبو أحمد بن عدي وطائفة سواهم.

وثقه أبو عبد الله الحاكم وغيره وبعضهم لينه.

توفي في آخر سنة اثنتين وثلاث مئة.

روى ابن بوش جزءاً من حديثه.

وقيل: توفي سنة ثلاث.

صاحب خراسان

الأمير أبو إبراهيم إسماعيل بن الملك أحمد بن أسد بن سامان بن نوح.

كان ملكاً فاضلاً عالماً فارساً شجاعاً ميمون النقيبة معظماً للعلماء يلقب بالأمير الماضي.

سمع من أبيه ومن محمد بن نصر المروزي عامة تصانيفه.

أخذ عنه ابن خزيمة وغيره.

قال ابن قانع: سمعت عيسى بن محمد الطهماني: سمعت الأمير إسماعيل يقول: جاءنا أبونا بمؤدب فعلمنا الرفض فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال لي: لم تسب صاحبي؟ فوقفت فقال لي بيده: فنفضها في وجهي فانتبهت فزعاً أرتعد من الحمى فكنت على الفراش سبعة أشهر وسقط شعري فدخل أخي فقال: أيش قصتك فأخبرته فقال: اعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت وتبت فما مر لي إلا جمعة حتى نبت شعري.

قلت: كان هو وآباؤه ملوك بخارى وسمرقند وله غزوات في الترك وهو الذي ظفر بعمرو بن الليث وأسره فجاءه من المعتضد التقليد بولاية خراسان وما يليها وكانت سلطنته مدة سبع سنين.

توفي ببخارى في صفر سنة خمس وتسعين ومئتين فتملك بعده ابنه أحمد.

ومات ابنه السلطان أبو نصر أحمد في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاث مئة قتله مماليكه ثم ملكوا ولده نصراً فدام ثلاثين عاماً فأحسن السيرة وعظمت هيبته.

صاحب الأندلس

وابن ملوكها الأمير أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن الداخل عبد الرحمن بن معاوية بن الخليفة هشام بن عبد الملك المرواني الأندلسي.

تملك بعد أخيه المنذر سنة خمس وسبعين وامتدت دولته وكان من أمراء العدل مثابراً على الجهاد ملازماً للصلوات في الجامع له مواقف مشهودة منها: ملحمة بلي كان ابن حفصون قد حاصر حصن بلي ومعه ثلاثون ألفاً فسار عبد الله في أربعة عشر ألفاً فالتقوا فانهزم ابن حفصون واستحر بجمعه القتل فقل من نجا وكانوا على رأي الخوارج.

وكان عبد الله ذا فقه وأدب.

ونقل ابن حزم أن الأمير عبد الله استفتى بقي بن مخلد في الزنديق فأفتى أنه لا يقتل حتى يستاب وذكر حديثاً في ذلك.
مات في أول ربيع الآخر سنة ثلاث مئة ثم قام بعده ابن ابنه الناصر لدين الله فدام خمسين سنة وتلقب بإمرة المؤمنين وهذا وآباؤه ذكرتهم مجتمعين في المئة الثانية في عصر هشيم.

الحسن بن سفيان

ابن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الإمام الحافظ الثبت أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي صاحب المسند. ولد سنة بضع وثمانين ومئتين وهو أسن من بلديه الإمام أبي عبد الرحمن النسائي وماتا معاً في عام.

ارتحل إلى الآفاق وروى عن أحمد بن حنبل وإبراهيم بن يوسف البلخي وقتيبة بن سعيد ويحيى بن معين وشيبان بن فروخ وهدبة بن خالد وعبد الله بن محمد بن أسماء وعبد الأعلى بن حماد ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وسهل بن عثمان وإسحاق بن راهويه وسعد بن يزيد الفراء وحبان بن موسى وهشام بن عمار وصفوان بن صالح وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني وعيسى ابن حماد ومحمد بن رمح وإبراهيم بن الحجاج السامي وعبدالواحد ابن غياث وأبي كامل الجحدري وسويد بن سعيد وعبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الله بن عمار وخلق كثير.

وهو من أقران أبي يعلى ولكن أبو يعلى أعلى إسنادا منه وأقدم.

لقاء فإنه سمع من علي بن الجعد وقد سمع الحسن تصانيف الإمام أبي بكر بن أبي شيبة منه وسمع السنن من أبي ثور الفقيه وتفقه به ولازمه وبرع وكان يفتي بمذهبه.

حدث عنه إمام الأئمة ابن خزيمة ويحيى بن منصور القاضي ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وأبو علي الحافظ ومحمد بن الحسن النقاش المقرئ وأبو عمرو بن حمدان وأبو بكر الإسماعيلي وأبو حاتم ابن حبان وحفيده إسحاق بن سعد النسوي ومحمد بن إبراهيم الهاشمي وعبد الله بن محمد النسوي وخلق سواهم رحلوا إليه وتكاثروا عليه.

قال محمد بن جعفر البستي: سمعت الحسن بن سفيان يقول: لولا اشتغالي بحبان بن موسى لجئتكم بأبي الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب يعني أنه تعوق بإكبابه على تصانيف ابن المبارك عند حبان.
قال أبو علي الحافظ: سمعت الحسن بن سفيان يقول: إنما فاتني يحيى بن يحيى بالوالدة لم تدعني أخرج إليه قال: فعوضني الله بأبي خالد الفراء وكان أسند من يحيى بن يحيى.

قال الحاكم: كان الحسن بن سفيان محدث خراسان في عصره مقدماً في الثبت والكثرة والفهم والفقه والأدب.

وقال أبو حاتم بن حبان: كان الحسن ممن رحل وصنف وحدث على تيقظ مع صحة الديانة والصلابة في السنة.

وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الرازي: ليس للحسن في الدنيا نظير.

قال الحاكم: سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول: كنا عند الحسن بن سفيان فدخل ابن خزيمة وأبو عمرو الحيري وأحمد بن علي الرازي وهم متوجهون إلى فراوة فقال الرازي: كتبت هذا الطبق من حديثك قال: هات فقرأ عليه ثم أدخل إسنادا في إسناد فرده الحسن ثم بعد قليل فعل ذلك فرده الحسن فلما كان في الثالثة قال له الحسن ما هذا قد احتملتك مرتين وأنا ابن تسعين سنة فاتق الله في المشايخ فربما استجيبت فيك دعوة فقال له ابن خزيمة: مه لا تؤذ الشيخ قال: إنما أردت أن تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه.

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: الحسن بن سفيان سمع حبان بن موسى وقتيبة وابن أبي شيبة كتب إلي وهو صدوق.

قال أبو الوليد حسان بن محمد: كان الحسن بن سفيان أديباً فقيهاً أخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل والفقه عن أبي ثور وكان يفتي بمذهبه.

وقال غيره: سمع الحسن من ابن راهويه أكثر مسنده وسمع من محمد بن أبي بكر المقدمي تفسيره قال ابن حبان: حضرت دفنه في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاث مئة.

مات بقريته بالوز وهي على ثلاثة فراسخ من مدينة نسا رحمه الله تعالى.

أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء بأربعين الحسن سماعا عن المؤيد بن محمد الطوسي وزينب بنت عبد الرحمن بن حسن الشعري قال: أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن زعبل سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة أخبرنا أبو الحسين عبدالغافر بن محمد الفارسي سنة إحدى وأربعين وأربع مئة أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان في صفر سنة أربع وسبعين وثلاث مئة حدثنا أبو العباس الحسن بن سفيان الحافظ حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة". أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن قتيبة فوافقناهم يعلو. وبه: إلى الحسن بن سفيان حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري حدثنا هشيم عن شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر". أخرجه ابن ماجة عن عبد الحميد فوافقناه بعلو.

روى بشرويه بن محمد المغفلي: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد الإسفراييني قال: حدثنا أبو الحسن الصفار الفقيه قال: كنا عند الحسن بن سفيان وقد اجتمع إليه طائفة من أهل الفضل ارتحلوا إليه فخرج يوماً فقال: اسمعوا ما أقول لكم قبل الإملاء قد علمنا أنكم من أبناء النعم هجرتم الوطن فلا يخطرن ببالكم أنكم رضيتم بهذا التجشم للعلم حقاً فإني أحدثكم ببعض ما تحملته في طلب العلم ارتحلت من وطني فاتفق حصولي بمصر في تسعة من أصحابي طلبة العلم وكنا نختلف إلى شيخ أرفع أهل عصره في العلم منزلة فكان يملي علينا كل يوم قليلاً حتى خفت النفقة وبعنا أثاثنا فطوينا ثلاثاً وأصبحنا لا حراك بنا فأحوجت الضرورة إلى كشف قناع الحشمة وبذل الوجه فلم تسمح أنفسنا فوقع الاختيار على قرعة فوقعت علي فتحيرت وعدلت فصليت ركعتين ودعوت فلم أفرغ حتى دخل المسجد شاب معه خادم فقال: من منكم الحسن بن سفيان؟ قلت: أنا قال: إن الأمير طولون يقرئكم السلام ويعتذر من الغفلة عن تفقد أحوالكم وقد بعث بهذا وهو زائركم غداً ووضع بين يدي كل واحد مئة دينار فتعجبنا وقلنا ما القصة قال: دخلت عليه بكرة فقال: أحب أن أخلو اليوم فانصرفنا فبعد ساعة طلبني فأتيته فإذا به يده على خاصرته لوجع ممض اعتراه فقال لي: تعرف الحسن بن سفيان وأصحابه؟ قلت: لا قال: اقصد المسجد الفلاني واحمل هذه الصرر إليهم فإنهم منذ ثلاثة أيام جياع ومهد عذري لديهم فسألته فقال: انفردت فنمت فرأيت فارساً في الهواء في يده رمح فنزل إلى باب هذا البيت ووضع سافلة رمحه على خاصرتي وقال: قم فأدرك الحسن بن سفيان وأصحابه قم فأدركهم فإنهم منذ ثلاث جياع في المسجد الفلاني فقلت له: من أنت؟ قال: أنا رضوان صاحب الجنة فمنذ أصاب رمحه خاصرتي أصابني وجع شديد فعجل إيصال هذا المال إليهم ليزول هذا الوجع عني.

قال الحسن: فعجبنا وشكرنا الله وخرجنا تلك الليلة من مصر لئلا نشتهر وأصبح كل واحد منا واحد عصره وقريع دهره في العلم والفضل.
قال: فلما أصبح الأمير طولون فأحس بخروجنا أمر بابتياع تلك المحلة ووقفها على المسجد وعلى من ينزل به من الغرباء وأهل الفضل نفقة لهم لئلا تختل أمورهم وذلك كله من قوة الدين وصفاء العقيدة.

رواها الحافظ عبدالغني في الرابع من الحكايات عن أبي زرعة إذناً عن الحسن بن أحمد السمرقندي عن بشرويه فالله أعلم بصحتها ولم يل طولون مصر وأما ابنه أحمد بن طولون فيصغر عن الحكاية ولا أعرف ناقلها وذلك ممكن.