السعدي

السعدي

الشيخ العالم الحافظ محدث مرو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن عبد الله السعدي المروزي.


سمع حبان بن موسى وعلي بن حجر وعتبة بن عبد الله ومحمود بن غيلان وعمر بن شبة وعدة.


حدث عنه: أبو منصور الأزهري والفقيه أحمد بن سعيد المعداني وأبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي وآخرون وقد سمع منه إمام الأئمة ابن خزيمة وماتا في عام سنة إحدى عشرة.


قال أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون.


وقال الخليلي: حافظ عالم بهذا الشأن كان أبوه قد سمع من سفيان بن عيينة.


قرأت على أبي الفضل بن عساكر عن أبي روح الهروي: أخبرنا محمد بن محمد بن الحسين وأبو النضر الفامي قالا: أخبرنا الحسين بن محمد الكتبي أخبرنا أبو نصر محمد بن بكر الخلال المروزي أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي أخبرنا عبد الله بن محمود حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى أخبرنا عبد الله بن سعيد عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ".
وقع هذا لنا في الصحيح عالياً من رواية مكي بن إبراهيم.

ابن وهب

العالم الحافظ البارع الرحال أبو محمد عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري.
سمع أبا عمير بن النحاس الرملي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبا سعيد الأشج ومحمد بن الوليد البسري وأحمد بن أخي ابن وهب ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم بمصر والشام والعراق والحجاز وصنف وخرج.
حدث عنه: جعفر الفريابي وهو أكبر منه والحافظ أبو علي النيسابوري والقاضي يوسف الميانجي والقاضي أبو بكر الأبهري وعمر بن سهل الدينوري وعبد الله بن سعيد البروجردي وهو آخر من حدث عنه.
قال الحافظ أبو علي: بلغني أن أبا زرعة الرازي كان يعجز عن مذاكرة ابن وهب الدينوري.
وقال أبو أحمد بن عدي: كان ابن وهب يحفظ وسمعت عمر ابن سهل يرميه بالكذب وسمعت أبا العباس بن عقدة يقول: كتب إلي ابن وهب الدينوري جزءين من غرائبه عن سفيان الثوري فلم أعرف منهما إلا حديثين وكنت أتهمه.
وقال الدارقطني: متروك الحديث. قال أبو علي الحافظ: سمعت ابن وهب الدينوري يقول حضرت أبا زرعة وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل والرجل يضحك ويقول: كل مالا تحفظه تقول: باطل فقلت: يا هذا! ما مذهبك؟ قال: حنفي قلت: ما أسند أبو حنيفة عن حماد؟ فوقف فقلت: يا أبا زرعة! ما تحفظ لأبي حنيفة عن حماد؟ فسرد له أحاديث فقلت للعلج: ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات وأنت لا تحفظ حديثاً لإمامك؟! قال: فأعجب ذلك أبا زرعة وقبلني.
قال الحافظ ابن عدي: وقد قبل قوم ابن وهب الدينوري وصدقوه.
وقال الحاكم: سألت أبا علي الحفاظ عن ابن وهب الدينوري فقال: كان حافظاً.
وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: كان يضع الحديث.
وقال ابن أبي الفوارس والبرقاني عن الدارقطني: متروك.
قلت: هو عبد الله بن حمدان بن وهب وما عرفت له متنا يتهم به فأذكره أما في تركيب الإسناد فلعله مات سنة ثمان وثلاث مئة.
حدثنا أحمد بن إسحاق: أخبرنا عمر بن كرم أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا عبد الوهاب بن أحمد حدثنا محمد بن الحسين السلمي حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الحافظ حدثنا عبد الله بن حمدان بن وهب حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد الأصم حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن زياد بن سعد: أن ابن شهاب أخبره عن عروة عن عائشة:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل فيما بين صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين ويوتر بركعة واحدة "غريب.

ابن بجير

الإمام الحافظ الثبت الجوال مصنف المسند أبو حفص عمر بن محمد بن بجير الهمداني السمرقندي محدث ما وراء النهر ومصنف التفسير أيضاً والصحيح وغير ذلك.
كان من أوعية العلم ولد سنة ثلاث وعشرين ومئتين وكان أبوه صاحب حديث ومن أصحاب عارم وطبقته فرحل بابنه عمر إلى الأقاليم.
حدث عن: عيسى بن حماد زغبة وبشر بن معاذ العقدي وعمرو ابن علي الفلاس ومحمد بن معاوية خال الدارمي وأحمد بن عبدة الضبي وأبي الأشعث أحمد بن المقدام وبندار وطبقتهم.
حدث عنه: محمد بن محمد بن صابر ومحمد بن بكر الدهقان ومحمد بن أحمد بن عمران الشاشي ومحمد بن علي المؤدب ومعمر ابن جبريل الكرميني وأعين بن جعفر السمرقندي وعيسى بن موسى الكسائي وآخرون.
ولما أن وصل إلى مصر صادفته جنازة الحافظ أحمد بن صالح فشيعها وتألم لفواته.
قال أبو سعد الإدريسي: كان فاضلاً خيراً ثبتاً في الحديث له الغاية في طلب الآثار والرحلة.
قلت: لم يقع لي حديثه عالياً وهو تفرد - مع صدقه - بحديث غريب صالح الإسناد فقال: أخبرنا العباس بن الوليد الخلال حدثنا مروان بن محمد حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعاً قال:" إن الله زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر".
توفي ابن بجير في سنة إحدى عشرة وثلاث مئة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد الرحيم بن أبي سعيد أخبرنا عثمان بن علي أخبرنا علي بن محمد بن خذام الواعظ حدثنا جدي القاضي أبو علي النسفي أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن بجير أخبرنا جدي أبو حفص حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا فليح عن هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كل أمتي تدخل الجنة إلا من أبى قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى".

ابن معدان

الإمام الحافظ المصنف أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الثقفي مولاهم الأصبهاني.
سمع سلم بن جنادة وموسى بن عامر الدمشقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري والربيع المرادي وأحمد بن الفرات وعدة.
وعنه: أبو الشيخ والطبراني وأبو بكر بن المقرئ وأهل بلده.

قال أبو الشيخ هو محدث ابن محدث كثير التصانيف توفي بكرمان سنة تسع وثلاث مئة. الماسرجسي.

الإمام المحدث العالم الثقة أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين بن عيسى الماسرجسي سبط الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري.
سمع جده وإسحاق بن راهويه وشيبان بن فروخ والربيع بن ثعلب ووهب بن بقية وعمرو بن زرارة وطبقتهم.
حدث عنه: الحافظ أبو علي النيسابوري وأبو إسحاق المزكي وأبو سهل الصعلوكي وأبو أحمد الحاكم وآخرون. مات في صفر سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة وهو في عشر المئة وكان من وجوه أهل بلده وعلمائهم رحمه الله.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء بقراءتي أخبرنا عبد المعز بن محمد في كتابه أخبرنا تميم بن أبي سعيد أخبرنا محمد ابن عبد الرحمن الكنجروذي سنة تسع وأربعين وأربع مئة أخبرنا محمد ابن محمد الحافظ أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي حدثنا إسحاق الحنظلي أخبرنا عبد العزيز بن محمد حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أشرك بالله فليس بمحصن".
قال أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ: لا أعلم حدث به غير إسحاق عن الدراوردي.

جماهر بن محمد

ابن أحمد بن حمزة الشيخ الثقة المحدث أبو الأزهر الغساني الزملكاني الدمشقي.
حدث عن: هشام بن عمار وأحمد بن أبي الحواري وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ومحمود بن خالد وطائفة.
حدث عنه: أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة وأبو بكر بن السني وحمزة الكناني وأبو سليمان بن زبر وجمح بن القاسم وأبو بكر بن المقرئ ومحمد بن سليمان الربعي وآخرون.
وثقه حمزة الكناني.
مات في المحرم سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.

الغازي

الإمام الثقة الحافظ أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الجرجاني الغازي.
سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن حميد الرازي ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ومحمد بن يحيى الذهلي والبخاري وأبا زرعة الرازي.
وعنه: أبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد الحاكم وجماعة.
لم أقع بتاريخ وفاته وهي سنة نيف عشرة.
قرأنا على ابن تاج الأمناء عن عبد المعز بن محمد: أخبرنا تميم المؤدب أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا محمد بن محمد الحافظ أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي حدثنا محمد هو ابن حميد حدثنا الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس الملائي عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا كان رمضان تفتح أبواب الجنة جميعاً وتغلق أبواب النار كلها وتغل مردة الشياطين".

ابن عبدة

قاضي القضاة أبو عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب العباداني البصري.
حدث عن: علي بن المديني وهدبة بن خالد وعبد الأعلى بن حماد وكامل بن طلحة وعدة.
حدث عنه: عبد العزيز بن جعفر الخرقي وعلي بن لؤلؤ الوراق وأبو حفص بن الزيات وعلي بن عمر الحربي وآخرون وهو واه.
قال الحسن بن زولاق: أقامت مصر بعد بكار بن قتيبة بغير قاض ثلاثة أعوام ثم ولي خمارويه - يعني صاحب مصر - أبا عبيد الله محمد بن عبدة المظالم بمصر فنظر بين الناس إلى آخر سنة سبع وسبعين ومئتين ثم ولاه القضاء فأخبرنا محمد بن الربيع قال: ثم ولي محمد بن عبدة فأظهر كتابه من قبل المعتمد وكان جباراً متملكاً جواداً مفضلاً وذكر أنه كان له مئة مملوك ما بين خصي وفحل وكان يذهب إلى قول أبي حنيفة وكان عارفاً بالحديث استكتب أبا جعفر الطحاوي واستخلفه وأغناه وكان الشهود يرهبون أبا عبيد الله ويخافونه وأنشأ داراً قيل: أنفق عليها مئة ألف دينار سوى ثمن مكانها وكان يقول: السعيد من قضى لي حاجة.
وكان خمارويه يعظمه ويجله ويجري عليه في الشهر ثلاثة آلاف دينار.
وكان ينظر في القضاء، والمظالم، والمواريث، والحسبة، والأوقاف.
وكان له مجلس في الفقه، ومجلس للحديث.
وحدثني إبراهيم بن أحمد المعدل: أن أبا عبيد الله وهب رجلاً اختلت حاله - لا يعرفه - في ساعة واحدة ما مبلغه ألف دينار.
وكان يطعم الناس في داره في العيد فقل من يتأخر عنه من الكبار. وتأخر شاهد عن مجلسه فأمر بحبسه.
وكان أبو جعفر الطحاوي يكتب له ويقول بحضرته للخصوم: من مذهب القاضي - أيده الله - كذا وكذا ومن مذهبه كذا وكذا حاملاً عنه المؤنة إلى أن قال: وأحس أبو عبيد الله تيهاً من الطحاوي فقال: ما هذا الذي أنت فيه؟! وقد حدث بمصر وببغداد وكانت له ببغداد لوثة مع أصحاب الحديث. وكان قوي القلب واللسان رأى من خمارويه انكساراً فقال: ما الخبر؟ قال ضيق مال واستئثار القواد بالضياع فخرج إليهم القاضي وكلمهم في مكان من الدار - لبدر وفائق وصافي وجماعة - وقال: ما هذا الذي يلقاه الأمير!؟ والله أشد السيف والمنطقة وأحمل عنه ثم وافقهم على أمور رضيها خمارويه وشكره عليها.
ولم يزل أمر أبي عبيد الله يقوى إلى أن زالت أيامه وانحرف أهل البلد عن أصحابه وشنؤوهم بالطهماني ولم يزل على حاله حتى قتل خمارويه بدمشق ووصل تابوته فصلى عليه أبو عبيد الله ثم جرت أمور واختفى القاضي في داره مدة سنتين فكانت مدة ولايته سبع سنين سوى أشهر ثم ظهر وتغيرت الدولة وولي قضاء مصر ثانياً في سنة اثنتين وتسعين فحكم شهرين ثم ذهب إلى بغداد.
قلت رماه ابن عدي بالكذب.
وقال أبو بكر البرقاني: هو من المتروكين.
وحدث أيضاً بالموصل وعمر وبقي إلى سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة وعاش نيفاً وتسعين سنة وبقي بطالاً عشرين سنة.
قال إبراهيم بن المعدل: قال ابن عبدة للطحاوي: ما هذا والله لئن أرسلت بقصبة فنصبت في حارتك لترين الناس يقولون: قصبة القاضي يعني: يعظمونها قلت إلى صرامته المنتهى وهو في باب الرواية تالف متهم.

ابن عبيدة

الإمام الحافظ الرحال الثقة أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد النيسابوري الشعراني المستملي.
سمع علي بن خشرم ومحمد بن رافع وعمر بن شبة ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم.
روى عنه محمد بن الأخرم ويحيى العنبري وأبو بكر الصبغي ومحمد بن صالح بن هانئ والجعابي وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي وعدة من البغدادين والنيسابوريين.
وثقه الخطيب وما ذكر له وفاة.

ابن سلم

الحافظ العالم الثبت أبو الحسن علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني.
سمع محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن الأزهر ومحمد بن الوليد البسري ويحيى بن حكيم المقوم وأحمد بن الفرات ومحمد ابن عاصم وإسماعيل بن يزيد بن القطان وطبقتهم.
حدث عنه القاضي أبو أحمد العسال وأبو الشيخ والحافظ أبو علي النيسابوري وأبو بكر بن المقرئ وجماعة.
قال الحاكم: توفي بالري سنة تسع وثلاث مئة.
قرأت على فاطمة بنت سليمان أخبرنا المسلم بن أحمد سنة ثمان وعشرين وست مئة أخبرنا علي بن الحسن الحافظ سنة ثمان وأربعين وخمس مئة أخبرنا أبو القاسم النسيب أخبرنا محمد بن عبد الرحمن التميمي أخبرنا يوسف القاضي أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي كريب عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" ويل للعراقيب من النار" قال الحافظ أبو علي النيسابوري: خرجت إلى الري وبها علي بن الحسن بن سلم وكان من أحفظ مشايخنا فأفادني عن إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وغيره.

ابن حيون

الإمام البارع المتقن أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حيون الأندلسي الحجاري - بالراء نسبة إلى مدينة وادي الحجارة. كان من الحفاظ النقاد.
سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وإسحاق ابن إبراهيم الدبري اليمني وعلي بن عبد العزيز البغوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقتهم.
فأكثر وجود وفيه تشيع بلا غلو.
حدث عنه قاسم بن أصبغ ووهب بن مسرة وأبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي وخالد بن سعد وآخرون.
قال خالد بن سعد: لو كان الصدق إنساناً لكان ابن حيون.
وقال ابن الفرضي في تاريخه: لم يكن بالأندلس قبله أبصر بالحديث منه.
قلت: قد كان قبله مثل بقي بن مخلد وابن وضاح وما قال ابن الفرضي هذا القول إلا وابن حيون رأس في الحفظ.
مات في آخر الكهولة في سنة خمس وثلاث مئة وهو من أقران الطبراني وإنما قدمه إلى هنا كونه مات قبل أوان الرواية ولقد كان من فرسان الحديث رحمه الله.
وأما الطبراني فقد عاش إلى سنة ستين وثلاث مئة وصار شيخ الإسلام.

السنجي

الإمام الحافظ الكبير أبو علي الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق المروزي السنجي.
حدث عن علي بن خشرم ويحيى بن حكيم المقوم وأبي سعيد الأشج ومحمد بن الوليد البسري ويونس بن عبد الأعلى والربيع ومحمد بن عبد الله بن قهزاذ وطبقتهم فأكثر حتى قيل: ما كان بخراسان أحد أكثر حديثاً منه قاله ابن ماكولا.
وكف بصره بأخرة. وكان لا يكاد يحدث أهل الرأي لأنهم يسمعون الحديث ويعدلون عنه إلى القياس.
حدث عنه أبو حاتم البستي في كتبه وزاهر بن أحمد السرخسي وأبو حامد أحمد بن عبد الله النعيمي وطائفة.
مات سنة خمس عشرة وثلاث مئة.
أخبرنا أبو بكر بن أحمد أخبرنا محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرنا عبد المعز بن محمد وأخبرنا ابن هبة الله أخبرنا عبد المعز في كتابه أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا سعيد بن محمد البحيري أخبرنا زاهر بن أحمد الفقيه أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن مصعب بسنج حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام الأنصاري عن عائشة قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة وما رأيت رسول الله قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهراً متتابعاً إلا رمضان" مسلم عن علي بن خشرم.
وقيل: مات ابن مصعب في رجب سنة ست عشرة وثلاث مئة.

محمد بن عقيل

ابن الأزهر بن عقيل، الحافظ الإمام، الثقة الأوحد، أبو عبد الله البلخي، محدث بلخ، وصاحب المسند الكبير، والتاريخ، والأبواب.
سمع علي بن خشرم وحم بن نوح وعباد بن الوليد الغبري وعلي بن إشكاب ومحمد بن الفضل وطبقتهم بخراسان والعراق.
حدث عنه: محمد بن عبد الله الهندواني وعبد الرحمن بن أبي شريح وجماعة من أهل تلك الديار.
وكان من أوعية الحديث. لم تتصل بنا أخباره كما ينبغي.
توفي في شوال سنة ست عشرة وثلاث مئة من أبناء الثمانين رحمه الله.
ومن حديثه: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وأحمد بن محمد ومحمد بن إبراهيم النحوي وجماعة قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر وأخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا زكريا بن علي العلبي قالا: أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرتنا بيبى بنت عبد الصمد أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد حدثنا محمد بن عقيل حدثنا علي بن إشكاب حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن زبيد عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قتال المسلم كفر وسبابه فسوق".

ابن أسيد

الإمام المجود الحافظ الرحال صاحب المسند الكبير أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني.
سمع نصر بن علي الجهضمي وسلم بن جنادة وعبد الرحمن بن عمر رسته وابن الفرات.
وعنه: الطستي وعثمان بن السماك وأحمد بن بندار وأبو الشيخ وأبو بكر الطلحي وآخرون.
توفي سنة عشر وثلاث مئة.

أبو عوانة

الإمام الحافظ الكبير الجوال أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري الأصل الإسفراييني صاحب المسند الصحيح الذي خرجه على صحيح مسلم وزاد أحاديث قليلة في أواخر الأبواب.
مولده بعد الثلاثين ومئتين، وسمع بالحرمين، والشام، ومصر، واليمن، والثغور، والعراق، والجزيرة، وخراسان، وفارس، وأصبهان، وأكثر الترحال، وبرع في هذا الشأن، وبذ الأقران. سمع يونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب وشعيب بن حرب الضبعي وزكريا بن يحيى بن أسد المروزي وسعد بن مسعود المروزي وسعدان بن نصر وعمر بن شبة وعيسى بن أحمد البلخي وعلي بن إشكاب وعبد السلام بن أبي فروة النصيبي - صاحباً لابن عيينة وعطية بن بقية بن الوليد وأبا ثور عمرو بن سعد بن عمرو الشعباني صاحباً لابن وهب ومحمد بن سليمان بن بنت مطر وأبا زرعة الرازي وأبا جعفر بن المنادي ومحمد بن عقيل النيسابوري ومحمد بن إسماعيل الأحمسي ومحمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني وموسى بن نصر الرازي وأبا سلمة المسلم بن محمد بن المسلم بن عفان الصنعاني الفقيه حدثه عن عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري وموهب بن يزيد بن موهب الرملي: حدثني ابن وهب وأحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي وأحمد بن يوسف السلمي وأحمد بن سعيد الدارمي وأحمد بن شيبان الرملي وأحمد بن محمد بن عثمان الثقفي: عن الوليد بن مسلم وأخطل بن الحكم: عن بقية وإسماعيل بن عباد الأرسوفي: عن ضمرة وأحمد بن ملاعب وأحمد ابن الجبار العطاردي وأحمد بن حسن بن عبد القاسم رسول نفسه - من أصحاب ابن عيينة وبحر بن نصر الخولاني والربيع المرادي وبشر بن مطر والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وخلقاً كثيراً وينزل إلى أن يروي عن عبد الله بن أحمد وعبد الرحمن بن خراش وعبدان.
حدث عنه: أحمد بن علي الرازي الحافظ وأبو علي النيسابوري الحافظ ويحيى بن منصور وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وحسينك بن علي التميمي وولده أبو مصعب محمد بن أبي عوانة وأبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي وجماعة خاتمتهم ابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن الحسن.
وقد دخل دمشق مرات.
قال أبو عبد الله الحاكم: أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم سمعت ابنه محمداً يقول: إنه توفي سنة ست عشرة وثلاث مئة.
وقال ابن أخت أبي عوانة المحدث الحسن بن محمد الإسفراييني: توفي أبو عوانة في سلخ ذي الحجة سنة ست عشرة.
وقال غيره: بني على قبر أبي عوانة مشهد بإسفرايين يزار وهو في داخل المدينة وكان رحمه الله أول من أدخل إسفرايين مذهب الشافعي وكتبه حملها على الربيع المرادي والمزني.
ومن عبارة الحاكم في تاريخه: أبو عوانة سمع محمد بن يحيى ومسلم بن الحجاج وأحمد بن سعيد الدارمي وأبا زرعة وأبا حاتم وابن وارة ويعقوب بن سفيان وسعدان وابن عبد الحكم والمزني وصالح بن أحمد بن حنبل وعمرو بن عبد الله الأودي ومحمد بن المقرئ وأحمد بن سنان وأسيد بن عاصم وهارون بن سليمان وسمى جماعة ثم أثنى عليه.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد قراءة عليه عن القاسم بن أبي سعيد الصفار أخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري وأخبرنا أحمد عن أبي المظفر بن السمعاني أخبرنا عبد الله بن محمد الصاعدي أخبرنا عثمان بن محمد المحمي قالا: أخبرنا عبد الملك بن الحسن أخبرنا أبو عوانة الحافظ حدثنا بشر بن مطر حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر:" أن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان ملك مئة سهم من خيبر اشتراها حتى استجمعها فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: قد أصبت مالاً لم أصب مثله قط وقد أردت أن أتقرب إلى الله؟ "قال فاحبس الأصل وسبل الثمر".
وبه أخبرنا أبو عوانة: حدثنا عبد الرحمن بن بشر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرنا يحيى بن سعيد وسهيل سمعا النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من صام يوماً في سبيل الله باعده الله عن النار سبعين خريفاً ". أخرجه مسلم عن عبد الرحمن.
وبه: أخبرنا أبو عوانة أخبرنا الزعفراني أخبرنا عبيدة بن حميد حدثني منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة:" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يباشر وهو صائم وأظنه قال: وكان يقبل وهو صائم وكان أملككم لإربه" أخرجه النسائي عن الزعفراني.
ومات معه أبو بكر بن أبي داود السجستاني وقد مر مع والده.
وزاهد مصر أبو الحسن بنان بن محمد بن حمدان الحمال.
وصالح بن أبي مقاتل أحمد القيراطي ببغداد.
ومحدث دمشق أبو بكر محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك العقيلي.
وشيخ العربية أبو بكر محمد بن السري البغدادي السراج. وحافظ بلخ أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي.
ومسند هراة أبو جعفر محمد بن معاذ الماليني.

الأرغياني

محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله بن إسماعيل بن إدريس الحافظ الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الله النيسابوري ثم الأرغياني الإسفنجي العابد.
قال ولده المسيب: سمعت أبي يقول: ولدت سنة ثلاث وعشرين ومئتين.
سمع إسحاق بن شاهين وعبد الجبار بن العلاء ومحمد بن هاشم البعلبكي والهيثم بن مروان العنسي وأبا سعيد الأشج وإبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن بشار وزيد بن أخزم وسهل بن صالح الأنطاكي ومحمد بن المثنى الزمن ومحمد بن رافع وإسحاق الكوسج وعبد الله بن محمد الزهري ويونس بن عبد الأعلى وأحمد ابن عبد الرحمن الوهبي وسعيد بن رحمة المصيصي والحسين بن سيار الحراني - صاحب إبراهيم بن سعد - وأمماً سواهم بخراسان والعراق والحجاز والشام ومصر والجزيرة.
وصنف التصانيف الكبار وكان ممن برز في العلم والعمل.
حدث عنه إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة مع سنه وفضله وأبو حامد بن الشرقي ومحمد بن يعقوب بن الأخرم والحافظ أبو علي النيسابوري وأبو إسحاق المزكي وأبو أحمد الحاكم وأبو عمرو بن حمدان وحسينك بن علي التميمي وزاهر بن أحمد السرخسي وأبو الحسين الحجاجي وأحمد بن محمد البالوبي وخلق سواهم.
قال أبو عبد الله الحاكم: كان من الجوالين في طلب الحديث على الصدق والورع وكان من العباد المجتهدين سمعت أبا الحسين بن يعقوب الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يقرأ علينا فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه قال: وسمعت محمد بن علي الكلابي يقول: بكى محمد بن المسيب الأرغياني حتى عمي وسمعت أبا إسحاق المزكي سمعت محمد بن المسيب سمعت الحسن بن عرفة يقول: رأيت يزيد بن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين ثم رأيته بعين واحدة ثم رأيته وقد عمي فقلت له: يا أبا خالد! ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال ذهب بهما بكاء الأسحار.
سمعت أبا علي الحافظ: سمعت محمد بن المسيب الأرغياني سمعت أبا علي الضرير يقول: قلت لأحمد بن حنبل: كم يكفي الرجل من الحديث للفتوى؟ مئة ألف؟ قال: لا قلت: مئتا ألف؟ قال: لا قلت: ثلاث مئة ألف؟ قال: لا قلت: أربع مئة ألف؟ قال: لا قلت: خمس مئة ألف؟ قال: أرجو.
وسمعت أبا أحمد الحافظ بطوس وحدثني به عنه علي بن حمشاد في سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة ثم حدثني أبو أحمد قال: حدثنا محمد ابن المسيب حدثنا إسحاق بن الجراح الأذني حدثنا الحسن بن زياد قال: أخذ الفضيل بن عياض بيدي فقال: يا حسن: ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: كذب من ادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني.
سمعت المزكي: سمعت محمد بن المسيب سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: كتب الخليفة إلى ابن وهب في قضاء مصر يليه فجنن نفسه ولزم البيت فاطلع عليه رشدين بن سعد من السطح فقال: يا أبا محمد! ألا تخرج إلى الناس فتحكم بينهم كما أمر الله ورسوله؟ قد جننت نفسك ولزمت البيت! قال إلى ها هنا انتهى عقلك؟ ألم تعلم أن القضاة يحشرون يوم القيامة مع السلاطين ويحشر العلماء مع الأنبياء؟! قال الحاكم: سمعت غير واحد من مشايخنا يذكرون عن الأرغياني أنه قال: ما أعلم منبراً من منابر الإسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث.
أقول: هذا يقوله الرجل على وجه المبالغة وإلا فهو لم يدخل الأندلس ولا المغرب ولا أظن أنه عنى إلا المنابر التي بحضرتها رواية الحديث.
قال: وسمعت أبا إسحاق المزكي سمعت محمد بن المسيب يقول: كنت أمشي بمصر وفي كمي مئة جزء في كل جزء ألف حديث.
قلت: هذا يدل على دقة خطه وإلا فألف حديث بخط مفسر تكون في مجلد والكم إذا حمل فيه أربع مجلدات فبالجهد.
قال الحاكم: وسمعت أبا علي الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يمشي بمصر وفي كمه مئة ألف حديث كانت أجزاؤه صغاراً بخط دقيق في الجزء ألف حديث معدودة وصار هذا كالمشهور من شأنه وسمعت أبا عمر المسيب بن محمد يقول: توفي أبي يوم السبت النصف من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وثلاث مئة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
قلت: مات معه في العام: محدث دمشق أبو الحسن محمد بن الفيض الغساني عن ست وتسعين سنة.
ومحدث الكوفة أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي الأشناني.
والأخفش الصغير علي بن سليمان النحوي البغدادي. والمحدث القاضي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني.
والحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الرازي ثم النيسابوري.
والحسين بن محمد بن عفير.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أخبرنا أبو القاسم المستملي أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البالويي حدثنا محمد بن المسيب حدثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد بن عبد الله حدثنا أبو بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً وسلفاً بين يديها وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره".
وبالإسناد: قال ابن المسيب: كتب عني هذا الحديث ابن خزيمة ويقال: إن إبراهيم الجوهري تفرد به.

السجستاني

المحدث الإمام أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني نزيل دمشق.
حدث عن نصر بن علي ومحمد بن المثنى ومحمد بن المقرئ وعبد الله الدارمي والبخاري وخلق.
وعنه: جمح المؤذن وأبو بكر الربعي وأبو بكر بن المقرئ وابن حبان وأبو أحمد الحاكم وآخرون.
توفي في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وثلاث مئة.

محمد بن الفيض

ابن محمد بن الفياض المحدث المعمر المسند أبو الحسن الغساني الدمشقي.
ولد سنة تسع عشرة ومئتين.
وحدث عن: صفوان بن صالح المؤذن وهشام بن عمار وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني ودحيم ومحمد بن يحيى بن حمزة والوليد بن عتبة وأحمد بن أبي الحواري وجده محمد بن فياض وأحمد بن عاصم الأنطاكي وعدة.
حدث عنه: موسى بن سهل الرملي مع تقدمه وأبو عمر بن فضالة وجمح بن القاسم وأبو سليمان بن زبر ومحمد بن سليمان الربعي وأبو بكر بن المقرئ وأبو أحمد الحاكم وآخرون.
وهو صدوق إن شاء الله ما علمت فيه جرحاً.
مات في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاث مئة وكان صاحب حديث ومعرفة وجده ليس بمشهور يحدث عن أبي مسهر فقط.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد أخبرنا زاهر بن طاهر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم أخبرنا محمد بن الفيض الغساني حدثنا هشام - يعني ابن خالد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز: أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار وقال: لا تعد لمثلها تدان قال: يا أمير المؤمنين! حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا يلسع المؤمن من جحر مرتين" غريب تفرد به الوليد.

محمد بن خريم

ابن محمد بن عبد الملك بن مروان الإمام المحدث الصدوق مسند دمشق أبو بكر العقيلي الدمشقي.
حدث عن: هشام بن عمار وعبد الرحمن دحيم وأحمد بن أبي الحواري ومحمد بن يحيى الزماني وهشام بن خالد الأزرق ومحمود ابن خالد ومؤمل بن يهاب وعدة.
حدث عنه: حميد بن الحسن الوراق وأحمد بن عتبة وأبو أحمد بن عدي وابن حبان وأبو سليمان بن زبر وأبو علي النيسابوري ومحمد بن موسى السمسار والقاضي محمد بن عبد الله الأبهري والفضل بن جعفر المؤذن وعلي بن الحسين الأنطاكي وأبو بكر بن المقرئ وأبو أحمد الحاكم وعبد الوهاب الكلابي وخلق كثير وقد كان أبو أحمد الحاكم يغلط في نسبه وينسبه إلى جد جده.
مات لست بقين من جمادى الآخرة سنة ست عشرة وثلاث مئة وهو من أبناء التسعين.
قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد: أخبرنا تميم بن أبي سعيد المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الرحمن سنة تسع وأربعين وأربع مئة أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد أخبرنا أبو بكر محمد بن مروان البزاز بدمشق حدثنا هشام بن عمار حدثنا علي بن سليمان حدثني هشام بن حسان عن ثابت عن أنس قال:" خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فلم يقل لشيء فعلته: مالك فعلت كذا وكذا أو لشيء لم أفعله: لم لم تفعل كذا وكذا "غريب لم يروه عن هشام غير أبي نوفل علي بن سليمان الكيساني.

المقانعي

الشيخ المحدث الصدوق أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي الكوفي سمع إسماعيل بن موسى السدي وعباد بن يعقوب الرواجني ويحيى بن حسان بن سهيل - من أصحاب ابن عيينة وأبا كريب وهشام بن يونس وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن بشار وأبا سعيد الأشج ومحمد بن معمر القيسي وأبا موسى الزمن وعدة.
حدث عنه: أبو بكر النقاش المفسر وأبو بكر الإسماعيلي وأبو الطيب محمد بن الحسين التيملي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ومحمد بن أحمد بن حماد الحافظ وآخرون.
توفي سنة عشر وثلاث مئة.
أنبأني علي بن عثمان البربري وحدثني عنه محمد بن إبراهيم الخلاطي: أخبرنا محمد بن إبراهيم الإربلي أخبرنا عبد الحق اليوسفي أخبرنا أبو الغنائم النرسي أخبرنا محمد بن علي العلوي ومحمد ومحمد ابنا محمد بن عيسى الحذاء قالوا: أخبرنا أبو الطيب التيملي حدثنا علي بن العباس البجلي حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سفيان بن عيينة عن قعنب عن رجل قال: بارز الزبير رجلاً وهما على جبل فاعتنقا فتهدهدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيهما يعلو صاحبه فهو الذي... فعلا الزبير فقتله فلما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فداك عمي وخالي" غريب.

ابن صاحب

الإمام الحافظ الجوال أبو علي الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي.
سمع علي بن خشرم وأبا زرعة الرازي وابن وارة ومحمد بن عوف الطائي وإسحاق الدبري ويونس بن إبراهيم العدني وطبقتهم بخراسان والعراق والشام والحرمين واليمن ومصر.
حدث عنه: أبو علي النيسابوري ومحمد بن علي القفال الشاشي وأبو بكر الجعابي وأبو الحسين بن المظفر وآخرون وأبو بكر الشافعي.
وثقه الخطيب وقال: توفي سنة أربع عشرة وثلاث مئة وهو في عشر الثمانين.
أخبرنا الحسن بن علي: حدثنا جعفر الهمداني أخبرنا السلفي أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار أخبرنا أبو يعلى الخليلي حدثني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرنا أبو بكر محمد بن علي القفال حدثنا الحسن بن صاحب الشاشي أخبرنا يونس بن إبراهيم بعدن حدثنا عبد الحميد بن صالح حدثنا صالح بن عبد الجبار الحضرمي حدثني محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تعلموا الشعر فإن فيه حكماً وأمثالاً".هذا حديث واهي الإسناد.

الغضائري

الإمام الثقة العابد أبو الحسن علي بن عبدالحميد بن عبد الله ابن سليمان الغضائري محدث حلب ومسند الشام.
حدث عن: عبد الأعلى بن حماد النرسي وبشر بن الوليد وعبد الله بن معاوية الجمحي وأبي إبراهيم الترجماني و عبيد الله بن عمر القواريري وبندار وعدة.
حدث عنه: عبد الله بن عدي وأبو بكر بن المقرئ والقاضي علي بن محمد بن إسحاق الحلبي وخلق سواهم.
وثقه الخطيب.
وقد ورد عنه أنه قال: حججت على رجلي ذاهبا من حلب وراجعا أربعين حجة.
توفي في شوال سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.
وقع لي من عواليه.

الأستراباذي

المحدث المعمر أبو بكر محمد بن يوسف بن حماد الأستراباذي.
حدث عن: عبد الأعلى بن حماد وأبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن حميد وطبقتهم وعني بالحديث.
روى عنه: أبو نعيم بن عدي ومحمد بن الحسن بن حمويه وغيرهما.
قال حمزة السهمي: مات بجرجان في رمضان سنة ثماني عشرة وثلاث مئة قال: وكان عنده كتب أبي بكر بن أبي شيبة عنه.
قلت: وفيها أرخه أيضاً أبو القاسم بن مندة وأظنه بلغ المئة أو جاوزها.

الرياني

الحافظ المحدث الثقة أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي الرياني بالتخفيف وقيده الأمير أبو نصر بالتثقيل وقيل: الرذاني وهو أصح ورذان بذال معجمة قرية من أعمال نسا.
سمع علي بن حجر وأحمد بن إبراهيم الدورقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وحميد بن زنجويه وطبقتهم.
وقيل: إنه سمع من أبي مصعب وحدث عن: ابن زنجويه بكتاب "الترغيب والترهيب".
حدث عنه: يحيى بن منصور القاضي وعبد الباقي بن قانع وعبد الله بن سعد وأبو الفضل محمد بن إبراهيم وسليمان الطبراني وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد الغطريف ومحمد بن محمد بن سمعان وآخرون.
وثقه الخطيب.
وقال الحاكم: سألت ابن ابنه ونحن بالرذان عن وفاة جده فقال: في سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة وقولنا: إن الطبراني روى عنه ذكره الخطيب وأنا فلم أجده.
وقال الحاكم: حدث غير مرة بنيسابور بكتاب الترغيب. قرأت على أحمد بن هبة الله: أخبرنا المسلم بن أحمد أخبرنا علي بن الحسن الحافظ في سنة ببعلبك أخبرنا محمد بن الفضل أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمر الهروي أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبدالجبار حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا عثمان بن صالح حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو أنه قال: "الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة". وذكر الحديث.
قيل: إن أبا جعفر هذا هو صاحب الترجمة وإن جده هو أبو عون عبد الجبار وقيل: بل هو آخر فإن صح موت صاحب الترجمة كما ذكرنا فما أظنه إلا آخر لأن سماعات ابن أبي شريح بعد ذلك والله أعلم.

ابن قديد

الإمام المحدث الثقة المسند أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد المصري.
سمع محمد بن رمح وحرملة بن يحيى وطبقتهما.
حدث عنه: أبو سعيد بن يونس وأبو بكر بن المقرئ وابن عدي وخلق كثير.
مات في سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة وله ثلاث وثمانون سنة.

ابن المجدر

الشيخ المحدث أبو بكر محمد بن هارون بن حميد البغدادي ابن المجدر.
سمع بشر بن الوليد وعبد الأعلى بن حماد وأبا الربيع الزهراني وداود بن رشيد ومحمد بن أبي عمر العدني وعدة.
حدث عنه محمد بن المظفر وأبو عمر بن حيوية وأبو الفضل عبيد الله الزهري وأبو بكر بن المقرئ وآخرون.
وثقه الخطيب وقيل: كان فيه انحراف بين عن الإمام علي ينقم أموراً.
مات في ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة.

عبد الله بن زيدان

ابن بريد بن رزين بن ربيع بن قطن الإمام الثقة القدوة العابد أبو محمد البجلي الكوفي.
سمع أبا كريب وهناد بن السري ومحمد بن طريف ومحمد ابن عبيد المحاربي وإبراهيم بن يوسف الصيرفي وجماعة.
حدث عنه: أبو القاسم الطبراني ويوسف الميانجي وأبو بكر بن المقرئ وأبو أحمد الحاكم وخلق كثير.
قال الحافظ محمد بن أحمد بن حماد: توفي ابن زيدان في يوم الجمعة وقت الزوال لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة وله إحدى وتسعون سنة حضرته وحضره من الناس أمر عظيم وكان ثقة حجة كثير الصمت وكان أكثر كلامه منذ يقعد إلى أن يقوم: يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على طاعتك لم تر عيني مثله وولد سنة اثنتين وعشرين ومئتين قال: وأخبرت أنه مكث ستين سنة أو نحوها لم يضع جنبه على مضربة صاحب صلاة بالليل وكان حسن المذهب صاحب جماعة رحمه الله.

المدائني

الشيخ المحدث الثقة أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني الأنماطي نزيل بغداد سمع محمد بن بكار بن الريان والصلت بن مسعود وعثمان بن أبي شيبة وأبا كامل الجحدري وطبقتهم.
وثقه الدارقطني.
حدث عنه: أبو بكر الجعابي ومحمد بن المظفر ومحمد بن الشخير وأبو عمر بن حيوية ومحمد بن إسماعيل الوراق وآخرون.
مات سنة إحدى عشرة وثلاث مئة.

عبدوس

ابن أحمد بن عباد الإمام الحافظ الأوحد أبو محمد الثقفي الهمذاني واسمه: عبد الرحمن محدث همذان.
حدث عن: محمد بن عبيد الأسدي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبي سعيد الأشج وزياد بن أيوب وحميد بن الربيع وعبد الرحمن بن عمر رسته ومحمود بن خداش والعباس بن يزيد البحراني وطبقتهم.
حدث عنه: أحمد بن عبيد الأسدي وأحمد بن محمد بن صالح ومحمد بن حيوية الكرجي والقاسم بن حسن الفلكي وعلي بن الحسن بن الربيع وجبريل العدل وأبو أحمد بن الغطريف وأبو أحمد الحاكم وآخرون.
قال شيرويه الديلمي في "تاريخه": روى عنه عامة أهل الحديث ببلدنا وكان ثقة متقناً يحسن هذا الشأن.
وقال صالح بن أحمد الحافظ: سمعت أبي يقول: كان عبدوس ميزان بلدنا في الحديث ثقة يحسن هذا الشأن مات عبدوس في صفر سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة وداره في مدنية: الساجي. أخبرنا أحمد بن هبة الله: أنبأنا أبو روح أخبرنا تميم بن أبي سعيد أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أخبرنا محمد بن محمد الحافظ حدثنا عبدوس بن أحمد الحافظ حدثنا محمد بن عبيد الهمذاني حدثنا الربيع بن زياد حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه". الحديث حديث غريب جداً تفرد به محمد بن عبيد وهو صدوق.

ابن سيف

الإمام المقرئ الكبير أبو بكر عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي صاحب أبي يعقوب الأزرق وكان خاتمة من تلا عليه وحدث أيضا عن محمد بن رمح وغيره.
قرأ عليه: إبراهيم بن محمد بن مروان ومحمد بن عبد الرحمن الظهراوي وأبو عدي عبد العزيز بن علي بن الإمام وشيخ للأهوازي اسمه محمد بن عبد الله بن القاسم الخرقي وآخرون.
وسماه طاهر بن غلبون محمداً.
توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاث مئة.
وقعت لنا روايته بحرف ورش بإسناد عال.

البغوي

عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه الحافظ الإمام الحجة المعمر مسند العصر أبو القاسم البغوي الأصل البغدادي الدار والمولد.
منسوب إلى مدينة بغشور من مدائن إقليم خراسان وهي على مسيرة يوم من هراة كان أبوه وعمه الحافظ علي بن عبد العزيز البغوي منها.
وهو أبو القاسم بن منيع نسبة إلى جده لأمه الحافظ أبي جعفر أحمد ابن منيع البغوي الأصم صاحب المسند ونزيل بغداد ومن حدث عنه: مسلم وأبو داود وغيرهما.
ولد أبو القاسم يوم الاثنين أول يوم من شهر رمضان سنة أربع عشرة ومئتين هكذا أملاه أبو القاسم على عبيد الله بن محمد بن حبابة البزاز وأخبره أنه رآه بخط جده يعني أحمد بن منيع.
حرص عليه جده وأسمعه في الصغر بحيث إنه كتب بخطه إملاء في ربيع الأول سنة خمس وعشرين ومئتين فكان سنه يومئذ عشر سنين ونصفاً ولا نعلم أحداً في ذلك العصر طلب الحديث وكتبه أصغر من أبي القاسم فأدرك الأسانيد العالية وحدثه جماعة عن صغار التابعين.
سمع من: أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعلي بن الجعد وأبي نصر التمار وخلف بن هشام البزار وهدبة بن خالد وشيبان بن فروخ ومحمد بن عبدالواهب الحارثي ويحيى بن عبد الحميد الحماني وبشر بن الوليد الكندي و عبيد الله بن محمد العيشي وحاجب بن الوليد وأبي الأحوص محمد بن حيان البغوي ومحرز بن عون وسويد بن سعيد وداود بن عمرو الضبي وداود بن رشيد وأبي بكر بن شيبة ومحمد بن حسان السمتي وأبي الربيع الزهراني و عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن جعفر الوركاني وهارون بن معروف وسريج بن يونس وأبي خيثمة وعبد الجبار بن عاصم ومحمد بن أبي سمينة وجده أحمد بن منيع ومصعب بن عبد الله الزبيري ومحمد بن بكار بن الريان وإبراهيم بن الحجاج السامي وعمرو بن محمد الناقد والعلاء ابن موسى الباهلي وطالوت بن عباد الصيرفي ونعيم بن الهيصم وقطن بن نسير الغبري وكامل بن طلحة وعبد الأعلى بن حماد وعبيد الله بن معاذ وإسحاق بن أبي إسرائيل المروزي وعمار بن نصر وخلق كثير حتى إنه كتب عن أقرانه وصنف كتاب معجم الصحابة وجوده وكتاب الجعديات وأتقنه وكان علي بن الجعد أكبر شيخ له وهو ثبت فيه مكثر عنه. حدث عنه: يحيى بن صاعد وابن قانع وأبو علي النيسابوري وأبو حاتم بن حبان وأبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الشافعي ودعلج السجزي والطبراني وأبو بكر الجعابي وأبو علي بن السكن وأبو بكر بن السني وأبو أحمد حسينك النيسابوري وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن المظفر وأبو حفص بن الزيات وأبو عمر بن حيوية وأبو الحسن الدارقطني وأبو بكر بن شاذان وأبو حفص ابن شاهين وأبو القاسم بن حبابة وأبو بكر بن المهندس المصري لقيه بمكة سنة عشر وثلاث مئة وأبو الفتح القواس وأبو عبد الله بن بطة وزاهر بن أحمد السرخسي وأبو بكر محمد بن محمد الطرازي وأبو القاسم عيسى بن علي الوزير وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الهروي وأبو حفص الكتاني وأبو طاهر المخلص وأبو بكر بن المقرئ الأصبهاني وأبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق وأبو سليمان ابن زبر وأبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي محدث الأهواز والمعافى بن زكريا الجريري وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب بمصر خاتمة أصحابه وخلق كثير إلى الغاية وبقي حديثه عالياً بالاتصال إلى سنة خمس وثلاثين وست مئة عند أبي المنجا بن اللتي وبعد ذلك بالإجازة العالية عند أبي الحسن بن المقير ثم كان في الدور الآخر المعمر شهاب الدين أحمد بن أبي طالب الحجار فكان خاتمة من روى حديثه عاليا بالسماع بل وبالإجازة كان بينه وبينه أربعة أنفس نعم وبعده يمكن اليوم أن يسمع حديثه بعلو بثلاث إجازات متواليات لا بل بإجازتين فإن عجيبة الباقدارية لها إجازة هبة الله بن الشبلي والله أعلم.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب أخبرنا هبة الله بن أبي شريك أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قال: حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي بن الجعد أخبرنا زهير هو ابن معاوية عن سماك وزياد بن علاقة وحصين كلهم عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يكون بعدي اثنا عشر أميراً. ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت أبي وقال بعضهم في حديثه: فسألت القوم فقالوا: قال: كلهم من قريش". هذا حديث صحيح من العوالي لنا ولصاحب الترجمة.
أخبرنا أبو محمد عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد بقراءتي قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر أخبرنا سعيد بن أحمد بن الحسن أخبرنا علي بن أحمد بن البسري أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد أخبرنا أحمد بن محمد بن حنبل و عبيد الله بن عمر القواريري قالا: حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله إني شيخ كبير شق علي القيام فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر فقال: عليك بالسابعة قال البغوي: لفظ أحمد بن حنبل ولا أعلمه روى هذا الحديث بهذا الإسناد غير معاذ.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن العلوي بالثغر أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر المؤرخ أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبيد الله بن الزاغوني وأخبرنا أبو المعالي أحمد بن أبي محمد الزاهد أخبرنا شيخنا أبو حفص عمر بن محمد السهروردي أخبرنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد القصار قالا: أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن الذهبي وقال الشيخ رشيد الدين أحمد بن مسلمة: أنبأنا أبو الفتح بن البطي عن أبي نصر الزينبي أخبرنا الذهبي حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة أخبرني أبو جمرة سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالإيمان بالله وقال: "تدرون ما الإيمان بالله قالوا: الله ورسوله أعلم قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم". متفق على ثبوته أخرجه أبو داود عن الإمام أحمد. أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد اليونيني وأبو العباس أحمد بن محمد الحلبي ومحمد بن إبراهيم النحوي وسليمان بن قدامة الحاكم وأخوه داود وعبدالمنعم بن عبد اللطيف وعبد الرحمن بن عمر وعيسى بن أبي محمد وعبد الحميد بن أحمد وإبراهيم بن صدقة وعيسى بن حمد قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر وأخبرنا أحمد بن إسحاق الأبرقوهي أخبرنا زكريا بن حسان قالا: أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرتنا أم الفضل بيبى بنت عبد الصمد أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري أخبرنا عبد الله محمد البغوي حدثنا مصعب بن عبد الله حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الولاء لمن أعتق".
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الحسيني وأحمد بن محمد الحافظ قالا: أخبرنا أبو المنجا عبد الله بن عمر الحريمي أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد البوشنجي أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الهروي أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر قال: سمعت أنا وحمزة الزيات من أبان ابن أبي عياش خمس مئة حديث أو ذكر أكثر فأخبرني حمزة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضتها عليه فما عرف منها إلا اليسير خمسة أو ستة أحاديث فتركت الحديث عنه أخرجها مسلم في مقدمة صحيحه عن سويد فوافقناه بعلو.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن بقاء وجماعة قالوا: أخبرنا الحسين بن المبارك وعبد الله بن عمر وأخبرنا علي بن عثمان وجماعة قالوا: أخبرنا الحسين بن المبارك وأخبرنا عبد الحافظ بن بدران أخبرنا موسى بن عبد القادر وأخبرنا أحمد بن بيان الديرمقري وخلق قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر وأخبرنا أحمد بن المؤيد أخبرنا عبد اللطيف بن عسكر ونفيس بن كرم وحسن بن أبي بكر اليمني قالوا جميعاً: أخبرنا أبو الوقت السجزي أخبرنا محمد بن أبي مسعود أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا العلاء بن موسى الباهلي حدثنا الليث عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة".
هذا حديث صحيح متفق عليه وإسناده كالشمس وضوحاً.
قال الحافظ أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي: سمعت أحمد بن يعقوب الأموي يقول: سمعت ابن منيع يقول: رأيت أبا عبيد القاسم بن سلام إلا أني لم أسمع منه شيئاً وشهدت جنازته في سنة أربع وعشرين ومئتين قلت: الأموي كذبه أبو بكر البيهقي وقال أبو بكر بن شاذان: سمعت البغوي يقول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومئتين. قال الخطيب: وقال ابن شاهين: سمعته يقول: ولدت سنة أربع عشرة قال الخطيب: وابن شاهين أتقن.
قال ابن شاهين: وسمعته يقول: أول ما كتبت الحديث سنة خمس وعشرين عن إسحاق بن إسماعيل الطالقاني.
قال أبو محمد الرامهرمزي: لا يعرف في الإسلام محدث وازى البغوي في قدم السماع.
قلت أما إلى وقته فنعم وأما بعده فاتفق ذلك لطائفة منهم عبد الواحد الزبيري مسند ما وراء النهر ولأبي علي الحداد وبالأمس لأبي العباس بن الشحنة.
قال أبو أحمد الحاكم: قال لي البغوي: ما خبر شيخكم ذاك؟ قلت: عن أي الشيخين تسأل؟ قال: الذي يحدث عن قتيبة - يعني أبا العباس السراج - قلت: خلفته حياً قال: كم عنده عن قتيبة؟ قلت: جملة قال: كم عنده عن إسحاق بن راهويه؟ قلت: كثير قال: عمن كتب من مشايخنا؟ ففكرت قلت: إن ذكرت له شيخاً كتب عنه يزري به قلت: كتب عن محمد بن إسحاق المسيبي ومحفوظ بن أبي توبة وعيسى بن مساور الجوهري قال: أي سنة دخل بغداد؟ قلت: سنة أربع وثلاثين ومئتين أظن فاهتز لذاك وقال: أمرت أن يثبت لي أسماء مشايخي الذين لا يحدث عنهم غيري اليوم فبلغوا سبعة وثمانين شيخاً قال الحاكم: وكان إذ ذاك ببغداد الباغندي وأبو الليث الفرائضي والحسين بن محمد بن عفير وعلي بن المبارك المسروري وغيرهم.
قلت عاش البغوي بعد قوله ستة أعوام وتفرد عن خلق سوى من ذكر.
وقيل: إنه لم يرو عن يحيى بن معين غير قوله لما خرج من عند يحيى بن عبدالحميد فقلنا: ما تقول في الرجل؟ فقال: الثقة وابن الثقة. قال أحمد بن عبدان الحافظ: سمعت أبا القاسم البغوي يقول: كنت يوماً ضيق الصدر فخرجت إلى الشط وقعدت وفي يدي جزء عن يحيى بن معين أنظر فيه فإذا بموسى بن هارون فقال لي: أيش معك؟ قلت: جزء عن ابن معين فأخذه من يدي فرماه في دجلة وقال: تريد أن تجمع بين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني.
قلت: بئس ما صنع موسى عفا الله عنه.
وروينا عن البغوي قال: حضرت مع عمي مجلس عاصم بن علي.
أخبرنا أبو الغنائم القيسي ومؤمل بن محمد ويوسف الشيباني إجازة قالوا: أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الحافظ قال: حدثنا علي بن أبي علي المعدل حدثنا علي بن الحسن بن جعفر البزاز حدثني البغوي قال: كنت أورق فسألت جدي أحمد بن منيع أن يمضي معي إلى سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي يسأله أن يعطيني الجزء الأول من المغازي عن أبيه حتى أورقه عليه فجاء معي وسأله فأعطاني فأخذته وطفت به فأول ما بدأت بأبي عبد الله ابن مغلس أريته الكتاب وأعلمته أني أريد أن أقرأ المغازي على الأموي فدفع إلي عشرين ديناراً وقال: اكتب لي منه نسخة ثم طفت بعده بقية يومي فلم أزل آخذ من عشرين ديناراً وإلى عشرة دنانير وأكثر وأقل إلى أن حصل معي في ذلك اليوم مئتا دينار فكتبت نسخاً لأصحابها بشيء يسير وقرأتها لهم واستفضلت الباقي.
وبه: إلى الحافظ أبي بكر: حدثني أبو الوليد الدربندي: سمعت عبدان بن أحمد الخطيب سبط أحمد بن عبدان الشيرازي سمعت جدي يقول: اجتاز أبو القاسم البغوي بنهر طابق على باب مسجد فسمع صوت مستمل فقال: من هذا؟ فقالوا: ابن صاعد قال: ذاك الصبي قالوا: نعم قال: والله لا أبرح حتى أملي ها هنا فصعد دكة وجلس ورآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد ثم قال: حدثنا أحمد بن حنبل قبل أن يولد المحدثون وحدثنا طالوت قبل أن يولد المحدثون وحدثنا أبو نصر التمار فأملى ستة عشر حديثاً عن ستة عشر شيخا ما بقي من يروي عنهم سواه.
وبه: أخبرنا أحمد بن أحمد بن محمد القصري سمعت أبا زيد الحسين بن الحسين بن عامر الكوفي يقول: قدم البغوي إلى الكوفة فاجتمعنا مع ابن عقدة اليه لنسمع منه فسألنا عنه فقالت الجارية: قد أكل سمكاً وشرب فقاعاً ونام فعجب ابن عقدة من ذلك لكبر سنه ثم أذن لنا فدخلنا فقال: يا أبا العباس حدثتني أختي أنها كانت نازلة في بني حمان وكان في الموضع طحان فكان يقول لغلامه: اصمد أبا بكر فيصمد البغل إلى أن يذهب بعض الليل ثم يقول: اصمد عمر فيصمد الآخر فقال له ابن عقدة: يا أبا القاسم لا تحملك عصبيتك لأحمد بن حنبل أن تقول في أهل الكوفة ما ليس فيهم ما روى: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" عن علي إلا أهل الكوفة ولكن أهل المدينة رووا: "أن علياً لم يبايع أبا بكر إلا بعد ستة أشهر" فقال له أبو القاسم: يا أبا العباس لا تحملك عصبيتك لأهل الكوفة على أن تتقول على أهل المدينة ثم بعد ذلك أخرج الكتب وانبسط وحدثنا.
وبه: حدثني علي بن محمد سمعت حمزة بن يوسف سمعت أبا الحسين يعقوب الأردبيلي يقول: سألت أحمد بن طاهر قلت: أيش كان موسى بن هارون يقول في ابن بنت منيع فقال: أيش كان يقول ابن بنت منيع في موسى بن هارون قلت: كيف هذا؟ قال: لأنه كان يرضى منه رأساً برأس.
قال الخطيب: المحفوظ عن موسى توثيق البغوي وثناؤه عليه ومدحه له قال عمر بن الحسن الأشناني: سألت موسى بن هارون عن البغوي فقال: ثقة صدوق لو جاز لإنسان أن يقال له: فوق الثقة لقيل له قلت: يا أبا عمران إن هؤلاء يتكلمون فيه فقال: يحسدونه سمع من ابن عائشة ولم نسمع ابن منيع لا يقول إلا الحق.
وبه: إلى أبي بكر: حدثني العلاء بن أبي المغيرة الأندلسي أخبرنا علي بن بقاء أخبرنا عبد الغني بن سعيد قال: سألت أبا بكر محمد بن علي النقاش: تحفظ شيئاً مما أخذ على ابن بنت منيع؟ فقال: غلط في حديث عن محمد بن عبد الواهب عن أبي شهاب عن أبي إسحاق الشيباني عن نافع عن ابن عمر حدث به عن ابن عبد الواهب وإنما سمعه من إبراهيم بن هانئ عنه فأخذه عبد الحميد الوراق بلسانه ودار على أصحاب الحديث فبلغ ذلك أبا القاسم فخرج إلينا يوماً فعرفنا أنه غلط فيه وأنه أراد أن يكتب حدثنا إبراهيم بن هانئ فمرت يده قلت: هذه الحكاية تدل على تثبت أبي القاسم وورعه وإلا فلو كاشر ورواه عن محمد بن عبد الواهب شيخه على سبيل التدليس من كان يمنعه.
ثم قال النقاش: ورأيت فيه الانكسار والغم وكان ثقة.
قلت: متن الحديث "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تناجى اثنان دون الثالث إذا كانوا جميعاً".
ورواه أبو العباس السراج أخبرنا إبراهيم بن هانئ فذكره.
وقال الأردبيلي: سئل ابن أبي حاتم عن أبي القاسم البغوي أيدخل في الصحيح قال: نعم.
وقال حمزة السهمي: سألت أبا بكر بن عبدان عن البغوي فقال: لا شك أنه يدخل في الصحيح.
وبه: قال أبو بكر: حدثنا حمزة بن محمد الدقاق: سمعت الدارقطني يقول: كان أبو القاسم بن منيع قل ما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن البغوي فقال: ثقة جبل إمام من الأئمة ثبت أقل المشايخ خطأ وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
ابن الطيوري: سمعت ابن المذهب سمعت ابن شاهين سمعت البغوي وقال له مستمليه: أرجو أن أستملي عليك سنة عشرين وثلاث مئة قال: قد ضيقت علي عمري أنا رأيت رجلاً في الحرم له مئة وست وثلاثون سنة يقول: رأيت الحسن وابن سيرين أو كما قال.
قلت: كان يسر البغوي أو لو قال له مستمليه أرجو أن أستملي عليك سنة خمسين وثلاث مئة.
قال أبو أحمد بن عدي في "الكامل" له: كان أبو القاسم صاحب حديث وكان وراقاً من ابتداء أمره يورق على جده وعمه وغيرهما وكان يبيع أصل نفسه كل وقت ووافيت العراق سنة سبع وتسعين ومئتين وأهل العلم والمشايخ منهم مجتمعون على ضعفه وكانوا زاهدين في حضور مجلسه وما رأيت في مجلسه قط في ذلك الوقت إلا دون العشرة غرباء بعد أن يسأل بنوه الغرباء مرة بعد مرة حضور مجلس أبيهم فيقرأ عليهم لفظاً قال: وكان مجانهم يقولون: في دار ابن منيع سحرة تحمل داود بن عمر الضبي من كثرة ما يروي عنه وما علمت أحداً حدث عن علي بن الجعد أكثر مما حدث هو قال: وسمعه قاسم المطرز يقول: حدثنا عبيد الله العيشي فقال: في حر أم من يكذب وتكلم فيه قوم ونسبوه إلى الكذب عند عبدالحميد الوراق فقال: هو أنعش من أن يكذب يعني ما يحسن قال: وكان بذيء اللسان يتكلم في الثقات سمعته يقول يوم مات محمد بن يحيى المروزي: أنا قد ذهب بي عمي إلى أبي عبيد وعاصم بن علي وسمعت منهما قال: ولما مات أصحابه احتمله الناس واجتمعوا عليه ونفق عندهم ومع نفاقه وإسناده كان مجلس ابن صاعد أضعاف مجلسه.
قلت: قد أسرف ابن عدي وبالغ ولم يقدر أن يخرج حديثاً غلط فيه سوى حديثين وهذا مما يقضي له بالحفظ والإتقان لأنه روى أزيد من مئة ألف حديث لم يهم في شيء منها ثم عطف وأنصف وقال: وأبو القاسم كان معه طرف من معرفة الحديث ومن معرفة التصانيف وطال عمره واحتاجوا إليه وقبله الناس ولولا أني شرطت أن كل من تكلم فيه متكلم ذكرته يعني في الكامل وإلا كنت لا أذكره.
قال أبو يعلى الخليلي: أبو القاسم البغوي من العلماء المعمرين سمع داود بن رشيد والحكم بن موسى وطالوت بن عباد وابني أبي شيبة إلى أن قال: وعنده مئة شيخ لم يشاركه أحد فيهم في آخر عمره لم ينزل إلى الشيوخ قال: وهو حافظ عارف صنف مسند عمه علي بن عبد العزيز وقد حسدوه في آخر عمره فتكلموا فيه بشيء لا يقدح فيه وقد سمعت عبد الرحمن بن محمد يقول: سمعت أبا أحمد الحاكم سمعت البغوي يقول ورقت لألف شيخ.
قال أحمد بن علي السليماني الحافظ: البغوي يتهم بسرقه الحديث.
قلت: هذا القول مردود وما يتهم أبو القاسم أحد يدري ما يقول بل هو ثقة مطلقاً.
قال إسماعيل بن علي الخطبي: مات أبو القاسم البغوي الوراق ليلة الفطر من سنة سبع عشرة وثلاث مئة ودفن يوم الفطر وقد استكمل مئة سنة وثلاث سنين وشهراً واحداً.
قال الخطيب: ودفن في مقبرة باب التبن رحمه الله.
قلت: قد سمعوا عليه يوم وفاته فذكر محمد بن أبي شريح في غالب ظني قال: كنا نسمع على البغوي ورأسه بين ركبتيه فرفع رأسه وقال: كأني بهم يقولون مات أبو القاسم البغوي ولا يقولون: مات مسند الدنيا ثم مات عقيب ذلك أو يومئذ رحمه الله.
قلت: وهو من الذين جاوزوا المئة بيقين كالطبراني والسلفي وقد أفردتهم في جزء ختمته بالشيخ شهاب الدين الحجار. ومات مع البغوي في سنة سبع عشرة أبو حامد أحمد بن جعفر الأشعري الأصبهاني وشيخ الحنفية أبو سعيد أحمد بن الحسين البرذعي ببغداد وأبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الحيري النيسابوري وحرمي بن أبي العلاء المكي ببغداد والقاضي أبو القاسم بدر الدين بن الهيثم بن خلف الكوفي ومسند أصبهان أبو علي الحسن بن محمد بن دكة الفرضي وشيخ الشافعية والزبير بن أحمد بن سليمان البصري الزبيري ومحدث مصر أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان بن الصيقل علان والثقة أبو العباس الفضل بن أحمد بن منصور الزبيدي صاحب أحمد بن حنبل والحافظ أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير الطوسي والحافظ الشهيد أبو الفضل محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار الهروي بمكة ومسند مصر أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي والزاهد الواعظ أبو عبد الله محمد بن الفضل البلخي خاتمة أصحاب قتيبة بن سعيد.