المدائني

المدائني

المحدث أبو عبد الله محمد بن الحسين بن إسماعيل المدائني.
حدث عن يزيد بن سنان القزاز وزكريا بن يحيى بن خلاد الساجي صاحب الأصمعي ونصر بن مرزوق وجماعة.
وعنه: أبو عبد الله بن مندة وأبو زرعة أحمد بن الحسين.
ذكره ابن النجار.

أبو زرعة

هو الإمام المحدث أبو زرعة محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن متوية القزويني.
ذكره الخليلي فقال ثقة عارف بهذا الشأن.
سمع بقزوين محمد بن مسعود الأسدي ويوسف بن حمدان وبالعراق أبا خليفة وزكريا الساجي ثم ارتحل إلى الشام سنة ثمان وعشرين وكتب الكثير فمات عند رجوعه بقرب قرميسين سنة ثلاثين وثلاث مئة وهو كهل.
روى عنه: ابن لال الهمذاني وغيره وحدثنا عنه ابنه عبد الله بحديثين.
وأبوه الحافظ أبو بكر.

أحمد بن محمد.

ابن متويه.
سمع يحيى بن عبدك وكثير بن شهاب ومحمد بن إسماعيل الصائغ وعدة من القزوينيين والعراقيين والحجازيين قديم الموت.
سمعوا منه بالعراق لحفظه.
وروى عنه: أبو الحسن القطان وأبو داود الفامي.
ثم قال الخليلي ولم ندرك ممن روى عنه إلا علي بن أحمد بن صالح.

ابن زبان

المقرئ العابد المعمر أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الكندي الدمشقي الضرير ويعرف أيضاً بابن أبي هريرة.
ادعى أنه قرأ القرآن على أحمد بن يزيد الحلواني وأنه سمع من هشام بن عمار وأحمد بن أبي الحواري وإبراهيم بن أيوب الحوراني.
تلا عليه أحمد بن عبد الله بن زريق وحدث عنه: ابن شمعون وأبو بكر بن شاذان وابن شاهين وجماعة.
وروى عنه: أولاً تمام والعفيف بن أبي نصر ثم تركا الرواية عنه لضعفه.
وكان يقول ولدت سنة خمس وعشرين ومئتين.
قال عبد الغني الأزدي كان غير ثقة.
توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.

ابن حيكويه

القاضي الإمام المحدث أبو الحسن محمد بن يحيى بن زكريا الرازي الشافعي.
ذكره الخليلي فقال عالم كبير سمعت ابن ثابت يعني علي بن أحمد يقول ما رأيت بقزوين من يعرف هذا الشأن غيره.
سمع سهل بن سعد وعلي بن أبي طاهر وارتحل فسمع أبا شعيب الحراني ومحمد بن يحيى المروزي ومطينا وأبا خليفة وأبا يعلى وهو من المكثرين في الحديث وفي الفقه.
لازم ابن سريج إلى أن مات.
وله تصانيف في الأصول والفقه.
ولي القضاء بقزوين أربع سنين إلى سنة سبع وعشرين وثلاث مئة وبنى المقصورة وأمر باتخاذ المنبر واستقضي أيضاً بهمذان وكان متعصباً للسنة ناصراً لأهلها.
وأبوه هو حيكويه المعدل ثقة معتمد.
سمع يحيى بن عبدك وكثير بن شهاب أدركت جماعة من أصحابه مات سنة ثمان عشرة وثلاث مئة.
واستشهد القاضي أبو الحسن في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.

أحمد بن عبيد

ابن إبراهيم الإمام المحدث الحجة الناقد أبو جعفر الأسدي الهمذاني.
حدث عن: إبراهيم بن ديزيل ومحمد بن صالح الأشج وإبراهيم الحربي والحسن بن علي السري ويوسف بن عبد الله الدينوري ومحمد بن الضريس وعدة.
قال صالح بن أحمد كتبنا عنه وهو صدوق بصير بالأنساب والرجال. وقال الخليلي كان ثقة هو آخر من روى عن ابن ديزيل وادعى ابن عمه عبد الرحمن بن الحسن الرواية عن ابن ديزيل فأنكر عليه فلما مات أحمد روى كتب ابن ديزيل فضعفوه توفي أحمد.

محمد بن حاتم

ابن خزيمة الكشي.
قدم نيسابور.
وحدث عن عبد بن حميد وعن الفتح بن عمرو الكشي صاحب ابن أبي فديك واتهم في ذلك.
روى عنه: الحاكم وكذبه وقال: حدثنا إملاء من كتابه وذكر أنه ابن مئة وثمان سنين كتب عنه في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.

المصري

الإمام المحدث الرحال أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي الواعظ المشهور بالمصري لإقامته مدة بمصر.
سمع أحمد بن عبيد أبا عصيدة ومحمد بن إسماعيل الترمذي وابن أبي العوام الرياحي وطبقتهم وبمصر من روح بن الفرج القطان وأبي يزيد القراطيسي عبد الله بن محمد بن أبي مريم وطبقتهم وجمع وصنف.
روى عنه: أبو الحسين بن المظفر والدارقطني وابن شاهين ومحمد بن فارس الغوري وهلال الحفار وأبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وطائفة.
قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة عارفاً جمع حديث الليث وحديث ابن لهيعة وصنف في الزهد كتباً كثيرة وكان له مجلس وعظ.
حدثني الأزهري أنه يحضر مجلسه رجال ونساء فكان يجعل على وجهه برقعاً خوفاً أن يفتتن به الناس من حسن وجهه.
ثم قال الأزهري فحدثت أن أبا بكر النقاش المقرئ حضر مجلسه مختفيا فلما سمع كلامه قام قائما وشهر نفسه وقال أيها الشيخ القصص بعدك حرام.
قلت: عند السبط جزء عال من حديثه سمعناه.
قال الخطيب: توفي في ذي القعدة وله نيف وثمانون سنة.
مات سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.

ابن دينار

الإمام الفقيه المأمون الزاهد العابد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار النيسابوري الحنفي سمع محمد بن أشرس والسري بن خزيمة والحسين بن الفضل المفسر وأحمد بن سلمة وعدة.
روى عنه: عمر بن شاهين وأبو عبد الله الحاكم وغير واحد.
عظمه الحاكم وبجله وقال كان يصوم النهار ويقوم الليل ويصبر على الفقر ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد منه.
وكان يحج ويغزو وكان عارفاً بالمذهب سار ليحج فتوفي غريباً ببغداد رحمه الله رضي الله عنه وقال الخطيب ثقة توفي في غرة صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.
وكان قد رغب عن الفتوى لاشتغاله بالعبادة مع صبر على الفقر وكان يأكل من عمل يده ويتصدق ويؤثر ويحج في كل عشر سنين ويغزو كل ثلاث سنين وكان كثير الرواية.
قال مرة ابني يحب الدنيا والله يبغضها ولا أحب من يحب ما يبغضه الله.

الحصائري

الإمام مفتي دمشق ومقرئها ومسندها أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي الحصائري الشافعي.
مولده سنة اثنتين وأربعين ومئتي، وارتحل إلى مصر فأخذ عن الربيع المرادي كتاب الأم وعن بكار بن قتيبة ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والعباس بن الوليد البيروتي وصالح بن أحمد بن حنبل وأبي أمية الطرسوسي ومحمد بن إسماعيل الصائغ وعدة.
وتلا على هارون الأخفش، حدث عنه: عمر بن شاهين وأبو بكر بن المقرئ وعبد المنعم بن غلبون وأبو الحسين بن جميع وتمام الرازي وأبو بكر بن أبي الحديد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وخلق خاتمتهم عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي.
قال عبد العزيز الكتاني هو ثقة نبيل حافظ لمذهب الشافعي، وقال ابن عساكر كان إمام مسجد باب الجابية وحدث بكتاب الأم.
قال الكتاني مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.

الأنطاكي

الإمام مقرئ الشام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن حسن الأنطاكي.
روى عن أبي أميه الطرسوسي ويزيد بن عبد الصمد وعلي بن عبد العزيز.
وتلا على هارون الأخفش وقنبل وعثمان بن خرزاذ وإسحاق الخزاعي وعدة.
وتلا شيخه عثمان على قالون، وله مصنف في القراءات الثمان.
تلا عليه محمد بن الحسن وعلي بن بشر الأنطاكيان وعبد المنعم بن غلبون وأبو علي بن حبش وعدة.
وروى عنه: أبو أحمد الدهان وأبو الحسين بن جميع وطائفة.
قال أبو عمرو الداني هو مقرئ ضابط ثقة مأمون.
وقال علي بن بشر مات شيخنا في شعبان سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.

ابن البختري

مسند العراق الثقة المحدث الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك البغدادي الرزاز. ولد سنة إحدى وخمسين ومئتين، وسمع سعدان بن نصر ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ومحمد بن عبيد الله بن المنادي وعباساً الدوري ويحيى بن أبي طالب وأحمد بن أبي خيثمة ومحمد بن إسماعيل الترمذي وطبقتهم.
حدث عنه: ابن مندة وابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأبو نصر بن حسنون النرسي وهلال الحفار وأبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد وخلق كثير.
قال الحاكم كان ثقة مأموناً.
وقال الخطيب كان ثقة ثبتاً.
قلت: وقع لنا جملة صالحة من حديثه.
توفي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.
أخبرنا ابن الفراء أخبرنا ابن قدامة أخبرنا هبة الله الدقاق أخبرنا ابن زكري أخبرنا ابن بشران أخبرنا ابن البختري حدثنا عبد الله بن محمد بن شاكر حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال أخبرت أن فرعون كان أثرم.

الأزدي

الحافظ الإمام الفقيه القاضي أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس، الأزدي الموصلي مؤلف تاريخ الموصل وقاضيها.
سمع محمد بن أحمد بن أبي المثنى وعبيد بن غنام وإسحاق بن الحسن الحربي ومحمد بن عبد الله مطيناً وطبقتهم.
ويعرف بابن زكرة.
حدث عنه: مظفر بن محمد الطوسي وأبو الحسين بن جميع ونصر بن أبي نصر العطار وآخرون.
توفي قريباً من سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة.
وقع لي من حديثه في معجم ابن جميع.

الشعراني

المحدث العالم الجوال أبو بكر محمد بن معاذ بن فهد النهاوندي ثم الهمذاني الشعراني مؤلف طرق "من كذب علي متعمداً".
يروي عن الكديمي وإبراهيم بن ديزيل وتمتام وأحمد الحمار والكجي وحمدان بن المغيرة الهمذاني ومطين وعبد الله بن أحمد والفريابي وخلق.
وعنه: أبو بكر بن لال ومنصور بن جعفر النهاوندي وغيرهما، وهو واه وله أوهام.
حدث في سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة توفي فيها.

ابن أوس

الإمام المقرئ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أوس الهمذاني روى عن أحمد بن بديل وعبد الحميد بن عصام وأحمد بن محمد التبعي وإبراهيم بن أحمد بن يعيش وأحمد بن منصور زاج وعدة.
قال صالح بن أحمد كتبت عنه وكان رأس ماله في القرآن فقرأت عليه القرآن بوجوه وكان له محل جليل في القرآن وهو صدوق في الرواية.
توفي في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة، قلت: قد نيف على التسعين.

ابن أبي صالح

الإمام الحافظ محدث همذان أبو أحمد القاسم بن أبي صالح بندار بن إسحاق الهمذاني الرواد.
حدث عن أبي حاتم الرازي وإبراهيم بن نصر النهاوندي وإبراهيم بن ديزيل والحسن بن علي بن زياد السري ويوسف بن عبد الله الدينوري وعدة.
وعنه: أبو علي الدقاق وإبراهيم بن محمد بن يعقوب مموس وهو من أقرانه وطائفة.
قال صالح بن أحمد سمعت منه قديماً وكان صدوقاً متقناً سمعنا عامة ما كان عنده وكان يتقن حديثه وكتبه صحاح بخطه وذهب عامتها في الفتنة ثم كف بصره.
توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.

إبراهيم بن محمد

ابن يعقوب الإمام الحافظ الجوال أبو إسحاق الهمذاني الترابي مموس أحد الأعلام.
روى عن يحيى بن أبي طالب وأبي قلابة ويحيى بن عبد الله الكرابيسي وابن ديزيل ومحمد بن الفرج الأزرق وابن أبي الدنيا وهلال ابن العلاء وعثمان بن خرزاذ ومحمد بن إبراهيم الصوري وأبي زرعة الدمشقي وأبي الزنباع وأبي يزيد القراطيسي وإسحاق الدبري والحسن بن عبد الأعلى البوسي وخلائق.
ذكره صالح الحافظ وقال روى عنه: الحسن بن يزيد الدقاق وأبو عمران موسى بن سعيد ومحمد بن يحيى والفضل بن الفضل وأبو أحمد محمد بن علي الكرجي ابن القصاب والكبار والحفاظ وسمعت منه مع أبي وكان ثقة مفيداً سمعت أبي يقول سمعت أبا حاتم البستي يقول عند أبي إسحاق مئتا حديث مما ليس مخرجه إلا من عنده وسمعت علان الكرجي يحكي عن أبي حاتم فقال خمس مئة حديث.
وقال أبو أحمد القصاب ما رأيت مثل ابن يعقوب رأيت عنده ما لم أر عند أحد لا ببغداد ولا بأصبهان.
وطول صالح ترجمته وأنه امتنع من الرواية عن إبراهيم بن نصر لكون بعض الناس قال فيه شيئاً توفي سنة خمس وعشرين وثلاث مئة.
وقال الخليلي حدثنا عنه جدي ومحمد بن إسحاق الكيساني عدلوه، قلت: وروى عنه: أحمد بن فراس العبقسي وصالح بن أحمد وكان ثقة.

الميداني

الشيخ الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل النيسابوري الميداني من أهل محلة تعرف بميدان ابن زياد.
سمع من محمد بن يحيى الذهلي جزءاً واحداً وهو الذي عند سبط السلفي.
روى عنه: أبو سعيد بن أبي بكر وأبو عبد الله بن مندة وأبو طاهر ابن محمش وأبو بكر الحيري وغيرهم.
مات فجأة في رجب سنة ست وثلاثين وثلاث مئة عن سن عالية.
وقد روى الحاكم في تاريخه حديثين عن القاضي أبي بكر الحيري عن الميداني.

الصعلوكي

الإمام الحافظ الفقيه اللغوي أبو الطيب أحمد بن محمد بن سليمان الحنفي الصعلوكي.
سمع أبا الطيب يحيى بن محمد الذهلي وعلي بن الحسن الدارابجردي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وفي الرحلة من محمد بن أيوب بالري وعبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقته ببغداد.
حدث عنه: أبو سهل الصعلوكي وأبو عبد الله الأخرم.
قال الحاكم وسمعت منه حديثاً واحداً في المذاكرة وكان إماماً مقدماً في الفقه واللغة وصنف في الحديث وأمسك عن الرواية بعد أن عمر أو قال عمي وكنا نراه حسرة رحمه الله.
توفي في رجب سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة.

القرميسيني

شيخ الصوفية أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان القرميسيني زاهد الجبل.
صحب إبراهيم الخواص ومحمد بن إسماعيل المغربي.
وحدث عن علي بن الحسن بن أبي العنبر، روى عنه: الفقيه أبو زيد المروزي ومحمد بن عبد الله الرازي ومحمد بن محمد بن ثوابة وغيرهم وساح بالشام وغيرها.
سئل عبد الله بن منازل الزاهد عنه فقال هو حجة الله على الفقراء وأهل المعاملات والآداب.
وعن إبراهيم قال من أراد أن يتعطل ويتبطل فليلزم الرخص.
وقال علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية وما كان غير هذا فهو من المغالطة والزندقة.
قلت: صدقت والله فإن الفناء والبقاء من ترهات الصوفية أطلقه بعضهم فدخل من بابه كل زنديق وقالوا ما سوى الله باطل فإن والله تعالى هو الباقي وهو هذه الكائنات وما ثم شيء غيره.
ويقول شاعرهم:

وما أنت غير الكون

 

بل أنـت عـينـه

ويقول الآخر:

وما ثم إلا الله ليس سواه

فانظر إلى هذا المروق والضلال بل كل ما سوى الله محدث موجود قال الله تعالى "خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام".
وإنما أراد قدماء الصوفية بالفناء نسيان المخلوقات وتركها وفناء النفس عن التشاغل بما سوى الله ولا يسلم إليهم هذا أيضاً بل أمرنا الله ورسوله بالتشاغل بالمخلوقات ورؤيتها والإقبال عليها وتعظيم خالقها وقال تعالى: "أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء" وقال "قل انظروا ماذا في السماوات والأرض".
وقال صلى الله عليه وسلم: "حبب إلي النساء والطيب"، وقال: "كأنك علمت حبنا للحم".
وكان يحب عائشة ويحب أباها ويحب أسامة ويحب سبطيه ويحب الحلواء والعسل ويحب جبل أحد ويحب وطنه ويحب الأنصار إلى أشياء لا تحصى مما لا يغني المؤمن عنها قط.
توفي سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة.

أبو العرب

العلامة المفتي ذو الفنون أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام المغربي الإفريقي.
كان جده من أمراء أفريقية، سمع أبو العرب من خلق كثير أصحاب سحنون وغيره وصنف التصانيف.
وروى عن عيسى بن مسكين وأبي عثمان بن الحداد.
وكان فيما قال القاضي عياض حافظاً للمذهب مفتياً غلب عليه علم الحديث والرجال وصنف طبقات أهل إفريقية و كتاب المحن و كتاب فضائل مالك و كتاب مناقب سحنون و كتاب التاريخ في أحد عشر جزءاً.
وقيل إنه كتب بيده ثلاثة آلاف كتاب.
وأول طلبه للعلم كان بزي أولاد العرب.
وكان أحد من عقد الخروج على بني عبيد في ثورة أبي يزيد عليهم، ولما حاصروا المهدية سمع الناس على أبي العرب هناك كتابي الإمامة لمحمد بن سحنون فقال أبو العرب كتبت بيدي ثلاثة آلاف وخمس مئة كتاب فوالله لقراءة هذين الكتابين هنا أفضل عندي من جميع ما كتبت.
مات لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة وصلى عليه ابنه.

أبو ميسرة

فقيه المغرب أبو ميسرة أحمد بن نزار القيرواني المالكي من العلماء العاملين.
أخذ عنه أبو محمد بن أبي زيد.
أراد المنصور إسماعيل أن يوليه قضاء القيروان فأبى. وكان يختم كل ليلة في مسجده فرأى ليلة نوراً قد خرج من الحائط وقال تملا من وجهي فأنا ربك فبصق في وجهه وقال اذهب يا ملعون فطفئ النور.
وقع في ذهن المنصور أن أبا ميسرة لا يرى الخروج عليه فأراده ليوليه القضاء فقال كيف يلي القضاء رجل أعمى يبول تحته فما علم أحد بضرره إلا يؤمئذ فقال اللهم إنك تعلم أني انقطعت إليك وأنا شاب فلا تمكنهم مني فما جاءت العصر إلا وهو من أهل الآخرة فوجه إليه المنصور بكفن وطيب.
وكان مجاب الدعوة رحمه الله، توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.
وقال الرجل يا أخي فائدة الاجتماع الدعاء فادع لي إذا ذكرتني وأدعو لك إذا ذكرتك فنكون كأنا التقينا وإن لم نلتق.

ابن مهرويه

المحدث الإمام الرحال الصدوق أبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني المعمر ذكره الخليلي في إرشاده.
سمع يحيى بن عبدك ومحمد بن سهل بن زنجلة وهارون بن أبي هزاري ومحمد بن عبد العزيز الدينوري وعمرو بن سلمة فمن بعدهم وسمع ببغداد عباساً الدوري وأبا بكر الصغاني وأحمد بن أبي خيثمة وبالكوفة الحسن بن علي بن عفان وأخاه محمداً وابن أبي العنبس وبمكة علي بن عبد العزيز وأقرانه وبصنعاء إبراهيم بن برة والدبري والحسن بن عبد الأعلى.
وله إلى العراق رحلتان وكتب ما لا يعد عالياً ونازلاً.
انتخب عليه ابن عقدة ثلاثة أجزاء ولم يرزق ذكراً وكانت له بنات، توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.
قلت: حدث عنه: محمد بن علي بن عمر جد الخليلي والزبير بن محمد بن أحمد بن عثمان والحافظ عبد الله بن أبي زرعة محمد بن أحمد ابن متويه وإسماعيل بن أحمد بن ماك النساج وأبو طاهر عبيد الله بن خسرماه الحنفي وأهل قزوين والري.
وقال الخليلي سمعت عبد الواحد بن محمد بن ماك سمعت علي بن محمد بن مهرويه سمعت ابن أبي خيثمة يقول سألت يحيى بن معين عن مكي بن إبراهيم فقال صالح ثقة.
قلت: سمعنا من طريقه فضائل القرآن لأبي عبيد عالياً.

الجوزي

المحدث الثقة أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن حمويه الجوزي البغدادي.
حدث عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي ومحمد بن عبيد الله بن المنادي وأبي بكر ابن أبي الدنيا وعنه: أبو إسحاق الطبري وأبو الحسين بن بشران، وثقه الخطيب.
وتوفي في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة.

علي بن حمشاذ

ابن سختويه بن نصر العدل الثقة الحافظ الإمام شيخ نيسابور أبو الحسن النيسابوري صاحب التصانيف.
ذكره الحاكم فقال ولد سنة ثمان وخمسين ومئتين.
سمع الحسين بن الفضل المفسر والفضل بن محمد الشعراني، وحج في سنة سبع وسبعين فسمع بالري من محمد بن مندة وبهمذان إبراهيم بن ديزيل وببغداد الحارث بن أبي أسامة وطبقته وبمكة يحيى ابن أيوب العلاف وعلي بن عبد العزيز وأكثر عنه وعن إسماعيل القاضي وسمع بطوس المسند من تميم بن محمد الحافظ وأقران هؤلاء.
إلى أن قال الحاكم وجمع المسند في أربع مئة جزء وكتبه بخطه وعمل الأبواب مئتين وستين جزءاً و تفسير القرآن في مئتين وثلاثين جزءاً.
قرأ علينا بكرة الجمعة نصف جزء ثم قمنا نتأهب للصلاة فلما صلينا قعدت ساعة فسمعت المنادي يصيح بجنازته فصحت وقلت: هذا كذب وإذا هو قد دخل الحمام فمات فيه فلما صلينا عليه قال أبو العباس الأصم كنت أقول إذا مت إنما يكون الشرف في التحديث لعلي بن حمشاذ وذلك في شوال سنة ثمان وثلاثين.
وسمعت أبا بكر بن إسحاق يقول صحبت علي بن حمشاذ في الحضر والسفر فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
قال وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرواية والتصنيف من علي بن حمشاذ.
قال وسمعت عبد الله ولده يقول ما أعلم أن أبي ترك قيام الليل، ثم روى الحاكم في ترجمته من تاريخ نيسابور عشرين حديثاً.
وحدث عنه: هو وأبو أحمد الحاكم وأبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسن العلوي وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش وآخرون. ومات معه المعمر أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي الذي زعم أنه سمع من هشام بن عمار وصاحب التصانيف أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن النحاس المصري النحوي ومقرئ الشام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي ومسند دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت السامري ومفتي دمشق ومحدثها أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري الشافعي في عشر المئة والمحدث الواعظ أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ببغداد والفقيه الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار النيسابوري العدل.
قرأت على أحمد بن هبة الله بمنزله عن زينب الشعرية أخبرنا علي ابن جامع الكاتب أخبرنا عبد الملك بن عبد الله الدشتي حدثنا محمد بن محمد بن الزيادي أخبرنا علي بن حمشاذ العدل أخبرنا علي بن عبد العزيز أن عبد الملك بن صالح حدثهم حدثنا علي بن موسى الرضا حدثني أبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان".
كذا في الإسناد عبد الملك بن صالح وإنما هو عبد السلام واه وهو مما عيب على ابن ماجه إخراج حديثه هذا فرواه عن رجل عنه.

ابن النحاس

العلامة إمام العربية أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحوي صاحب التصانيف ارتحل إلى بغداد وأخذ عن الزجاج وكان ينظر في زمانه بابن الأنباري وبنفطويه للمصريين حدث عن محمد بن جعفر بن أعين وبكر بن سهل الدمياطي والحسن بن غليب والحافظ أبي عبد الرحمن النسائي وجعفر الفريابي ومحمد بن الحسن بن سماعة وعمر بن أبي غيلان وطبقتهم ووهم ابن النجار في قوله إنه سمع من المبرد فما أدركه.
روى عنه: أبو بكر محمد بن علي الأدفوي تواليفه ووصفه أبو سعيد ابن يونس بمعرفة النحو.
ومن كتبه إعراب القرآن اشتقاق الأسماء الحسنى تفسير أبيات سيبويه كتاب المعاني الكافي في النحو الناسخ والمنسوخ.
وروى كثيراً عن علي بن سليمان الصغير وكان من أذكياء العالم.
وقيل كان مقتراً على نفسه يهبونه العمامة فيقطعها ثلاث عمائم ويقال إنه جلس على درج المقياس يقطع عروض شعر فسمعه جاهل فقال هذا يسحر النيل حتى ينقص فرفسه ألقاه في النيل فغرق في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة.

عماد الدولة

السلطان الكبير عماد الدولة أبو الحسن علي بن بويه بن فناخسرو الديلمي.
صاحب ممالك فارس وأخو الملكين معز الدولة أحمد وركن الدولة الحسن فكان عماد الدولة أول من تملك البلاد بعد أن كان قائداً كبيراً من قواد الديلم.
وكان أبوهم بويه يصطاد السمك ثم آل بأولاده الأمر إلى ملك البلاد ثم تملك من بعد العماد ولد أخيه عضد الدولة بن ركن الدولة.
وكانت دولة العماد ست عشرة سنة وعاش بضعاً وخمسين سنة، توفي سنة ثمان وثلاثين في جمادى الأولى وقيل سنة تسع.
ولما تملك شيراز طالبه قواده بالأموال وثاروا عليه فاغتم لذلك واستقلى فرأى حية في السقف ففزع ودعا الفراشين فنصبوا سلماً فوجدوا غرفة يدخل إليها فأمرهم بفتحها ففتحت فوجدوا فيها صناديق فيها قدر خمس مئة ألف دينار فأنزلت ففرح وأنفق في الجيش.
ثم إنه طلب خياطاً ليفصل له وكان أطروشاً ففزع وجاوبه: عما لم يسأل عنه وحلف أنه ليس عنده سوى اثني عشر صندوقاً وديعة فتعجب عماد الدولة وأحضرت إليه فإذا فيها أموال وثياب ديباج فكان ذلك من سعادته المقبلة ولا عقب له.

الكراني

الحافظ الإمام المجود أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الأصبهاني الكراني وكران محلة.
سمع عبد الله بن محمد بن النعمان وعمران بن عبد الرحيم وأبا بكر بن أبي عاصم وطبقتهم.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة وابن المقرئ وأبو بكر بن مردويه وعلي بن ميلة وآخرون، وكان يفهم ويذاكر ويؤلف.
قال ابن مردويه ثقة مأمون مكثر، مات في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.

السوسي

المحدث الحجة أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة بن غيلان الهمداني الحمصي الصفار المشهور بالسوسي.
سمع أبا زرعة الدمشقي والربيع بن سليمان المرادي وبكار بن قتيبة ومحمد بن عوف الطائي ويزيد بن عبد الصمد وبحر بن نصر الخولاني وطبقتهم بمصر والشام. حدث عنه: شجاع بن محمد العسكري وأبو بكر بن أبي الحديد وتمام الرازي وأبو محمد بن النحاس قال أبو سعيد بن يونس كان ثقة وكانت كتبه جياداً قدم مصر، وتوفي في رمضان سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.

الرياش

الشيخ المسند أبو الطيب الحسن بن إبراهيم البرمكي المصري الرياش، حدث عنه: عبد الملك بن شعيب بن الليث وهو خاتمة أصحابه، وعن يونس بن عبد الأعلى وبحر بن نصر والربيع وابن عبد الحكم وأبي أمية الطرسوسي.
سمع منه عبد الرحمن بن عمر بن النحاس في سنة تسع وثلاثين.
قال أبو إسحاق الحبال لم يكن عند ابن النحاس من حديث عبد الملك بن شعيب بعلو سوى حديث واحد هو موافقة عالية لمسلم.
قلت: سمعه ابن طاهر المقدسي من الحبال عنه.
أخبرني محمد بن الحسين القرشي أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا علي بن الحسن حدثنا عبد الرحمن بن عمر البزاز إملاء من لفظه حدثنا أبو الطيب الحسن بن محمد البرمكي حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا أبو ضمرة حدثنا يوسف بن أبي ذرة عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء الجنون والجذام والبرص فإذا بلغ الخمسين لين الله عليه الحساب".
وساق الحديث وهو خبر منكر ويوسف هذا ضعيف.

الفامي

المحدث الصدوق أبو داود سليمان بن يزيد القزويني الفامي رفيق أبي الحسن القطان في الرحلة.
سمع أبا حاتم الرازي والمنسجر بن الصلت وأبا عبد الله بن ماجة وإسحاق بن إبراهيم الدبري وطبقتهم.
روى عنه: سليمان بن أحمد النساج وأبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي والحسن بن عبد الرزاق وشيخ للخليلي ومحمد بن أحمد بن عثمان بن طلحة الزبيري القزويني وآخرون.
وكان من العلماء بهذا الشأن، توفي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.

الأشناني

القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني البغدادي الأشناني له مجلس سمعناه روى عن أبيه ومحمد بن عيسى المدائني وموسى بن سهل الوشاء وأبي بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن شداد المسمعي وعدة.
وعنه: ابن عقدة وهو أكبر منه وابن المظفر والمعافى النهرواني والدارقطني وأبو الحسين بن بشران وأبو الحسن بن مخلد.
وروى حرف عاصم عن محمد بن الجهم السمري أخذه عنه ابن أبي هاشم وأبو بكر الشذائي.
قال الدارقطني كذاب ثم حكى حكاية تدل على وهنه، وقال السلمي عن الدارقطني ضعيف.
وقد ولي القضاء بأماكن بالشام وولي القضاء ثلاثة أيام ببغداد وعزل.
وقد حدث وهو شاب في أيام الحربي وعاش ثمانين سنة.
توفي في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة سامحه الله.

ابن الأعرابي

أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم الإمام المحدث القدوة الصدوق الحافظ شيخ الإسلام أبو سعيد بن الأعرابي البصري الصوفي نزيل مكة وشيخ الحرم.
وما هو بابن محمد بن زياد الأعرابي اللغوي ذاك مات قبل أن يولد هذا بأعوام عدة.
ولد سنة نيف وأربعين ومئتين.
وسمع الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وعبد الله بن أيوب المخرمي وسعدان بن نصر ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبا جعفر محمد بن عبيد الله المنادي وعباساً الترقفي وعباس بن محمد الدوري وإبراهيم بن عبد الله العبسي وأمماً سواهم.
خرج عنهم معجماً كبيراً ورحل إلى الأقاليم وجمع وصنف صحب المشايخ وتعبد وتأله وألف مناقب الصوفية وحمل السنن عن أبي داود وله في غضون الكتاب زيادات في المتن والسند.
روى عنه: أبو عبد الله بن خفيف وأبو بكر بن المقرئ وأبو عبد الله بن مندة والقاضي أبو عبد الله بن مفرج وعبد الله بن يوسف الأصبهاني ومحمد بن أحمد بن جميع الصيداوي وعبد الله بن محمد الدمشقي القطان وصدقة بن الدلم وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وعبد الوهاب بن منير المصريان ومحمد بن عبد الملك بن ضيفون شيخ أبي عمر بن عبد البر وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي وعدد كثير من الحجاج والمجاورين. وكان كبير الشأن بعيد الصيت عالي الإسناد، قال أبو عبد الرحمن السلمي سمعت محمد بن الحسن الخشاب سمعت ابن الأعرابي يقول المعرفة كلها الاعتراف بالجهل والتصوف كله ترك الفضول والزهد كله أخذ ما لا بد منه والمعاملة كلها استعمال الأولى فالأولى والرضى كله ترك الاعتراض والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف.
وكان رحمه الله قد صحب الجنيد وأبا أحمد القلانسي.
وعمل تاريخاً للبصرة لم أره أما كتابه في طبقات النساك فنقلت: منه.
ومن كلامه في ترجمة أبي الحسين النوري قال مات وهم يتكلمون عنده في شيء سكوتهم عنه أولى لأنه شيء يتكهنون فيه ويتعسفون بظنونهم فإذا كان أولئك كذلك فكيف بمن حدث بعدهم؟ قال أيضاً إنما كانوا يقولون جمع وصورة الجمع عند كل أحد بخلافها عند الآخر وكذلك صورة الفناء وكانوا يتفقون في الأسماء ويختلفون في معناها لأن ما تحت الاسم غير محصور لأنها من المعارف.
قال وكذلك علم المعرفة غير محصور لا نهاية له ولا لوجوده ولا لذوقه إلى أن قال ولقد أحسن في المقال فإذا سمعت الرجل يسأل عن الجمع أو الفناء أو يجيب فيهما فاعلم أنه فارغ ليس من أهل ذلك إذ أهلهما لا يسألون عنه لعلمهم أنه لا يدرك بالوصف.
قلت: إي والله دققوا وعمقوا وخاضوا في أسرار عظيمة ما معهم على دعواهم فيها سوى ظن وخيال ولا وجود لتلك الأحوال من الفناء والمحو والصحو والسكر إلا مجرد خطرات ووساوس ما تفوه بعباراتهم صديق ولا صاحب ولا إمام من التابعين فإن طالبتهم بدعاويهم مقتوك وقالوا محجوب وإن سلمت لهم قيادك تخبط ما معك من الإيمان وهبط بك الحال على الحيرة والمحال ورمقت العباد بعين المقت وأهل القرآن والحديث بعين البعد وقلت: مساكين محجوبون.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
فإنما التصوف والتأله والسلوك والسير والمحبة ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الرضا عن الله ولزوم تقوى الله والجهاد في سبيل الله والتأدب بآداب الشريعة من التلاوة بترتيل وتدبر والقيام بخشية وخشوع وصوم وقت وإفطار وقت وبذل المعروف وكثرة الإيثار وتعليم العوام والتواضع للمؤمنين والتعزز على الكافرين ومع هذا فالله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والعالم إذا عري من التصوف والتأله فهو فارغ كما أن الصوفي إذا عري من علم السنة زل عن سواء السبيل.
وقد كان ابن الأعرابي من علماء الصوفية فتراه لا يقبل شيئاً من اصطلاحات القوم إلا بحجة توفي بمكة في شهر ذي القعدة سنة أربعين وثلاث مئة وله أربع وتسعون سنة وأشهر.
أخبرنا علي بن أحمد العلوي ومحمد بن الحسين القرشي قالا أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا عبد الله بن رفاعة أخبرنا علي بن الحسن القاضي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد أخبرنا سعدان بن نصر حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما دون خمسة أواق صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة".
وبه: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بمكة حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو في النار" فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عليه عباءة قد غلها.
قلت: الجمال حتى في الصحابة ليس بشيء كما ترى.
وفيها مات الحسين بن أحمد بن أيوب الطوسي والحسن بن يوسف بن فليح الطرائفي وأبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب وقاسم بن أصبغ محدث الأندلس والحسين بن صفوان البرذعي وعبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ ببخارى وأبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي صاحب الجمل وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه بنيسابور وشيخ الحنفية أبو الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي وشيخ الشافعية أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي.

خيثمة

الإمام الثقة المعمر محدث الشام أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة بن سليمان القرشي الشامي الأطرابلسي مصنف فضائل الصحابة.
كان رحالاً جوالاً صاحب حديث، ذكر أبو عبد الله بن أبي كامل الأطرابلسي أن خيثمة ولد سنة خمسين ومئتين. قلت: سمع أبا عتبة أحمد بن الفرج الحجازي صاحب بقية ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني صاحب ابن عيينة وإبراهيم بن عبد الله القصار والحسين بن محمد بن أبي معشر السندي صاحبي وكيع والحافظ محمد بن عوف الطائي والعباس بن الوليد البيروتي ويحيى بن أبي طالب وأحمد بن أبي غرزة الكوفي وأحمد بن ملاعب وأبا عبيدة السري بن يحيى وهلال بن العلاء الباهلي وإسحاق بن سيار النصيبي وأبا يحيى بن أبي مسرة المكي ومحمد بن سعد العوفي ومحمد بن الحسين الحنيني وإسحاق بن إبراهيم الدبري وعبيد بن محمد الكشوري وعلي بن إبراهيم الواسطي وأحمد بن أبي خيثمة والحسين بن الحكم الحبري وعبد الملك بن محمد الرقاشي وأبا إسماعيل الترمذي وأبا العباس الكديمي ومحمد بن أحمد بن أبي العوام وصالح بن علي النوفلي والحسن بن مكرم وعبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري ومحمد بن عبد الحكم الرملي وخلقاً سواهم بالشام والحرمين والعراق والجزيرة.
حدث عنه: أبو علي بن معروف وعبد الوهاب الكلابي ومحمد بن أحمد بن أبي عثمان بن أبي الحديد وابن جميع الغساني وتمام الرازي وأبو عبد الله بن مندة وأبو حفص بن شاهين وأبو عبد الله بن أبي كامل وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وأبو نصر بن هارون وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن مفرج القرطبي وأبو بكر محمد بن يوسف الرقي وخلق كثير.
وعمر ورحل إليه من الآفاق وقدم إلى دمشق في آخر عمره فحدث بها وكان عبد الرحمن آخر من سمع منه وفاة وآخر من روى عنه: في الدنيا بالإجازة أبو نعيم الحافظ.
وقال عبيد بن أحمد بن فطيس سألت خيثمة عن مولده فقال في سنة سبع وعشرين ومئتين كذا هذه الرواية والأصح ما تقدم.
قال أبو بكر الخطيب خيثمة ثقة ثقة قد جمع فضائل الصحابة.
قال ابن أبي كامل سمعت خيثمة بن سليمان يقول ركبت البحر وقصدت جبلة لأسمع من يوسف بن بحر ثم خرجت إلى أنطاكية فلقينا مركب يعني للعدو قال فقاتلناهم ثم سلم مركبنا قوم من مقدمه قال فأخذوني ثم ضربوني وكتبوا أسماءنا فقالوا ما اسمك؟ قلت: خيثمة فقالوا اكتب حمار بن حمار ولما ضربت سكرت ونمت فرأيت كأني أنظر إلى الجنة وعلى بابها جماعة من الحور العين فقالت إحداهن يا شقي أيش فاتك؟ فقالت أخرى أيش فاته؟ قالت لو قتل لكان في الجنة مع الحور قالت لها لأن يرزقه الله الشهادة في عز من الإسلام وذل من الشرك خير له، ثم انتبهت قال ورأيت كأن من يقول لي اقرأ براءة فقرأت إلى "فسيحوا في الأرض أربعة أشهر" التوبة قال فعددت من ليلة الرؤيا أربعة أشهر ففك الله أسري.
قال ابن أبي كامل وسمعت خيثمة يقول رويت بدمشق حديث الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اطلبوا الخير عند حسان" الوجوه فأنكر القاضي زكريا البلخي هذا وبعث فيجاً إلى الكوفة يسأل ابن عقدة عنه فكتب إليه قد كان السري بن يحيى حدث به في تاريخ كذا قال فطلب البلخي مني الأصل فوجد تاريخه موافقاً قال فاستحلني البلخي فلم أحله.
قلت: رواه السري بن يحيى حدثنا قبيصة حدثنا سفيان وكان ينبغي له أن يحالل البلخي فإنه تثبت في الحديث بطريقه فلما تبين عدالة خيثمة تحلل منه.
قال أبو عبد الله بن مندة كتبت عن خيثمة بأطرابلس ألف جزء.
وقيل كان خيثمة كبير الأذنين كبير الأنف رحمه الله تعالى، قال عبيد بن فطيس توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة. أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد سنة عشرين وست مئة أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل حضوراً في الخامسة أخبرنا علي بن محمد بن علي المصيصي أخبرنا عبد الرحمن ابن عثمان أخبرنا خيثمة بن سليمان حدثنا أحمد بن ملاعب حدثنا عبد الصمد بن النعمان حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن حاطب عن عبد الرحمن بن محيريز عن زيد بن أرقم قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم فقال "اذهب إلى أبي بكر فإنك تجده في داره محتبياً فقل له إن النبي صلي الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول أبشر بالجنة ثم انطلق إلى عمر فإنك تجده بالبنية على حماره تبرق صلعته فقل له إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول أبشر بالجنة ثم انطلق إلى عثمان فإنك تجده في السوق يبيع ويبتاع فقل له إن رسول الله يقرئك السلام ويقول أبشر بالجنة بعد بلاء شديد" قال فانطلقت فأبلغتهم ووجدتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقال عثمان أين النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: في مكان كذا وكذا فأخذ بيدي حتى أتيناه فقال يا رسول الله إن زيداً جاءني فقال كذا وكذا فأي بلاء يصيبني فوالذي بعثك بالحق ما تمنيت ولا تعنيت".
هذا حديث غريب تفرد به عبد الأعلى وهو واه.
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد وإسماعيل بن عبد الرحمن وأحمد بن مؤمن ومحمد بن علي بن فضل وأحمد بن إسحاق الهمذاني قالوا أخبرنا محمد بن السيد الصفار بالمزة أخبرنا الفقيه أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وهبة الله بن طاوس قالا حدثنا أبو القاسم بن أبي العلاء أخبرنا ابن أبي نصر أخبرنا خيثمة حدثنا أحمد بن محمد البرتي حدثنا مسلم بن إبراهيم أخبرنا يزيد بن إبراهيم أخبرنا الحسن قال كانوا يستحيون أن لا يذكروا الله تعالي إلا على طهارة.
ومات معه علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني وعلي بن الفضل الستوري بسامراء وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب وصاحب خراسان نوح بن نصر وأبو بكر مكرم بن أحمد البزاز وأحمد بن زكريا بن الشامة الأندلسي.

الفارابي

شيخ الفلسفة الحكيم أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ التركي الفارابي المنطقي أحد الأذكياء.
له تصانيف مشهورة من ابتغى الهدى منها ضل وحار منها تخرج ابن سينا نسأل الله التوفيق وقد أحكم أبو نصر العربيه بالعراق ولقي متى بن يونس صاحب المنطق فأخذ عنه وسار إلى حران فلزم بها يوحنا بن جيلان النصراني وسار إلى مصر وسكن دمشق.
فقيل إنه دخل على الملك سيف الدولة بن حمدان وهو بزي الترك، وكان فيما يقال يعرف سبعين لسانا وكان والده من أمراء الأتراك فجلس في صدر المجلس وأخذ يناظر العلماء في فنون فعلا كلامه وبان فضله وأنصتوا له ثم إذا هو أبرع من يضرب بالعود فأخرج عوداً من خريطة وشده ولعب به ففرح كل أهل المجلس وضحكوا من الطرب ثم غير الضرب فنام كل من هناك حتى البواب فيما قيل: فقام وذهب.
ويقال إنه هو أول من اخترع القانون.
وكان يحب الوحدة ويصنف في المواضع النزهة وقل ما يبيض منها، وكان يتزهد زهد الفلاسفة ولا يحتفل بملبس ولا منزل أجرى عليه ابن حمدان في كل يوم أربعة دراهم.
ويقال إنهم سألوه أأنت أعلم أو أرسطو فقال لو أدركته لكنت أكبر تلامذته.
ولأبي نصر نظم جيد وأدعية مليحة على اصطلاح الحكماء.
ذكره أبو العباس بن أبي أصيبعة وسرد أسامي مصنفاته وهي كثيرة، منها مقالة في إثبات الكيمياء وسائر تواليفه في الرياضي والإلهي.
وبدمشق كان موته في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة عن نحو من ثمانين سنة وصلى عليه الملك سيف الدولة بن حمدان وقبره بباب الصغير.

ابن مليح

السيد المسند أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي المصري.
سمع بحر بن نصر الخولاني ويزيد بن سنان البصري وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ وأبو عبد الله بن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وآخرون.
توفي في رجب سنة أربعين وثلاث مئة، وقع لنا من عواليه في الخلعيات.

ابن بالويه

الإمام المفيد الرئيس أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه الجلاب النيسابوري من كبراء بلده ارتحل به أبوه فسمع من محمد بن غالب تمتام ومحمد بن ربح البزاز ومحمد بن يونس الكديمي وبشر بن موسى وموسى بن الحسن الجلاجلي. وعنه: أبو علي الحافظ وابن مندة والحاكم وعدة.
قال الحاكم سمعته يقول قال لي ابن خزيمة بلغني أنك كتبت عن محمد بن جرير الطبري تفسيره قلت: نعم كتبته كله إملاء فاستعاره مني.
قال الحاكم وسمعته يقول كتبت عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثلاث مئة جزء.
قال الحاكم توفي في رجب سنة أربعين وثلاث مئة.

ابن حيكان

العدل الثقة أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زيد بن حيكان النيسابوري.
روى عنه: أحمد بن الأزهر وزوجه محمد بن يحيى الذهلي ببنت ابنه.
مات سنة أربعين وثلاث مئة.
من أكبر شيخ للحاكم.

ابن داود

الإمام الحافظ الرباني العابد شيخ الصوفية أبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري الزاهد.
سمع محمد بن عمرو قشمرد وأبا عبد الله البوشنجي وعدة ببلده وأبا خليفة الجمحي بالبصرة وجعفر الفريابي ببغداد ومحمد بن أيوب البجلي بالري والحسين بن إدريس بهراة وابن مجاشع بجرجان وعبدان بالأهواز والحسن بن سفيان بنسا ومحمد بن جعفر القتات بالكوفة وأبا يعلى بالموصل وأبا عبد الرحمن النسائي بمصر والفضل الأنطاكي بالشام والمفضل الجندي بمكة.
وجمع فأوعى وصنف الأبواب والشيوخ وعقد مجلس الإملاء وكان كبير الشأن.
حدث عنه: أبو بكر بن أبي داود وابن صاعد وهما من شيوخه وابن عقدة والحاكمان وابن مندة وابن جميع ويحيى بن إبراهيم المزكي وغيرهم.
وكان صدوقاً حسن المعرفة من أوعية العلم وكان في التأله صنفا آخر.
قال أبو الفتح القواس سمعت منه وكان يقال إنه من الأولياء.
وسئل الدارقطني عنه فقال فاضل ثقة.
وقال عبد الرحمن بن أبي إسحاق المزكي سمعت أبا بكر بن داود الزاهد يقول كنت بالبصرة أيام القحط فلم آكل في أربعين يوماً إلا رغيفا واحداً كنت إذا جعت قرأت يس على نية الشبع فكفاني الله الجوع.
توفي ابن داود في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة يوم الجمعة لعشر بقين منه.
أرخه الحاكم وقال هو شيخ عصره في التصوف خرج عن نيسابور سنة أربع وتسعين ومئتين وأتاها سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة وكان من المقبولين وجمع أخبار الصوفية.
وقال الخطيب كان ثقة فهماً.
وقال الخليلي معروف بالحفظ بين حفظه وعلمه في فوائد أملاها.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أنبأنا عبد الصمد بن محمد القاضي حضوراً أخبرنا علي بن المسلم أخبرنا ابن طلاب أخبرنا محمد بن أحمد الغساني حدثنا محمد بن داود ببغداد حدثنا محمد بن عمرو بن النضر وموسى بن محمد قالا حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا عباد بن كثير عن سفيان عن منصور عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة".
تفرد به عباد وهو ضعيف.

السمرقندي

الشيخ الثقة المحدث أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن وردان السمرقندي ثم المصري الحذاء.
مولده سنة خمسين ومئتين.
سمع أحمد بن شيبان الرملي وأبا أمية الطرسوسي ومحمد بن حماد الطهراني ومحمد بن عبد الحكم القطري وجماعة.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة وابن جميع والحافظ عبد الغني الأزدي وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس والخصيب بن عبد الله بن محمد وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي وسبطه محمد بن ذكوان التنيسي شيخ للحبال وجماعة.
قال ابن يونس ثقة له سماعات صحاح في كتب أبيه.
توفي في شعبان سنة خمس وأربعين وثلاث مئة وله خمس وتسعون سنة.
انتهى إليه علو الإسناد بمصر وهو أعلى شيخ لعبد الغني.
وقد روى بالإجازة أيضاً عن أحمد بن شيبان.
وبعض الناس يقول حدثنا عثمان بن أحمد ينسبه إلى جده.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أخبرنا أبو القاسم القاضي حضوراً أخبرنا علي بن المسلم أخبرنا الحسين بن طلاب أخبرنا محمد بن أحمد حدثنا عثمان بن محمد حدثنا أحمد بن شيبان حدثنا سفيان عن الزهري عن نافع عن ابن عمر قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد فبلغت سهمانهم اثني عشر بعيرا فنفلنا النبي صلى الله عليه وسلم بعيراً بعيراً.

الأستاذ

الشيخ الإمام الفقيه العلامة المحدث عالم ما وراء النهر أبو محمد الأستاذ عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الحارثي البخاري الكلاباذي الحنفي المشهور بعبد الله الأستاذ.
مولده في سنة ثمان وخمسين ومئتين. حدث عن عبيد الله بن واصل وعبد الصمد بن الفضل وحمدان بن ذي النون وأبي معشر حمدويه بن خطاب ومحمد بن الليث السرخسي وعمران بن فرينام وأبي الموجه محمد بن عمرو المروزي والفضل بن محمد الشعراني ومحمد بن علي الصائغ وأبي همام محمد بن خلف النسفي وموسى بن هارون الحمال وأحمد بن الضوء وجماعة.
وعنه: أبو الطيب عبد الله بن محمد ومحمد بن الحسن بن منصور النيسابوري وأحمد بن محمد بن يعقوب الفارسي وأبو عبد الله بن مندة وآخرون.
وحدث عنه: من المشايخ أبو العباس بن عقدة وكان ابن مندة يحسن القول فيه.
وقال حمزة السهمي سألت عنه أبا زرعة أحمد بن الحسين فقال ضعيف.
وقال أبو عبد الله الحاكم هو صاحب عجائب عن الثقات.
وقال الخطيب لا يحتج به.
قلت: قد ألف مسنداً لأبي حنيفة الإمام وتعب عليه ولكن فيه أوابد ما تفوه بها الإمام راجت على أبي محمد.
وله كتاب وهم الطبقة الظلمة أبا حنيفة ما رأيته.
وكان شيخ المذهب بما رواء النهر.
توفي في شوال سنة أربعين وثلاث مئة.
أخبرنا أبو الفضل بن قدامة أنبأنا محمود بن إبراهيم أخبرنا أبو الخير الباغبان أخبرنا أبو عمرو بن مندة أخبرنا أبي أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث حدثنا عبد الله بن حماد حدثنا ابن أبي مريم أخبرني بكر بن مضر حدثنا موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل عن عاصم بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر تطليقة ثم ارتجعها.

الكرخي

الشيخ الإمام الزاهد مفتي العراق شيخ الخنفية أبو الحسن عبيد الله بن الحسين بن دلال البغدادي الكرخي الفقيه.
سمع إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وطائفة.
حدث عنه: أبو عمر بن حيويه وأبو حفص بن شاهين والقاضي عبد الله بن الأكفاني والعلامة أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي وأبو القاسم علي بن محمد التنوخي وآخرون.
انتهت إليه رئاسة المذهب وانتشرت تلامذته في البلاد واشتهر اسمه وبعد صيته وكان من العلماء العباد ذا تهجد وأوراد وتأله وصبر على الفقر والحاجة وزهد تام ووقع في النفوس ومن كبار تلامذته أبو بكر الرازي المذكور وعاش ثمانين سنة.
كتب إلي المسلم بن محمد أخبرنا زيد بن الحسن أخبرنا أبو منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الخطيب قال حدثني الصيمري قال حدثني أبو القاسم بن علان الواسطي قال لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالج في آخر عمره حضرته وحضر أصحابه أبو بكر الدامغاني وأبو علي الشاشي وأبو عبد الله البصري فقالوا هذا مرض يحتاج إلى نفقة وعلاج والشيخ مقل ولا ينبغي أن نبذله للناس فكتبوا إلى سيف الدولة بن حمدان فأحس الشيخ بما هم فيه فبكى وقال اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني فمات قبل أن يحمل إليه شيء ثم جاء من سيف الدولة عشرة آلاف درهم فتصدق بها عنه.
توفي رحمه الله في سنة أربعين وثلاث مئة.
وكان رأسا في الاعتزال الله يسامحه.

الدينوري

الفقيه العلامة المحدث أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي مصنف كتاب المجالسة الذي يرويه البوصيري وغيره.
سمع أبا بكر بن أبي الدنيا وأبا قلابة الرقاشي وأبا محمد بن قتيبة صاحب التصانيف ومحمد بن يونس الكديمي والعباس بن محمد الدوري وإبراهيم بن ديزيل وعبد الرحمن بن مرزوق البزوري والبصري عبد الله الحلواني والمحدث محمد بن عبد العزيز الدينوري وعددا كثيراً.
حدث عنه: القاضي أبو بكر الأبهري وإبراهيم بن علي التمار المصري والحسن بن إسماعيل الضراب وآخرون.
وكان بصيراً بمذهب مالك ألف كتاباً في الرد على الشافعي وكتابا في مناقب مالك.
ضعفه أبو الحسن الدارقطني.
قال ابن زولاق قدم مصر وحدث بكتب ابن قتيبة وغيرها ثم سافر إلى أسوان على قضائها فأقام بها سنين كثيرة.
قال فحدثني أحمد بن مروان قال ولي أبو جعفر بن أبي محمد بن قتيبة قضاء مصر فجاءني كتاب أبي الذكر محمد بن يحيى المالكي يقول فيه خاطبت القاضي في أمرك فوعدني بإنفاذ العهد إليك فلما ذكرت له أنك تروي كتب أبيه وقف وبدا له وقال أنا أعرف كل من سمع من أبي وما أعرف هذا الرجل فإن كان عندك علامة فاكتب إلي بها.
قال فكتبت إليه بعلامات يعرفها فكتب إلي يعتذر وبعث بعهدي.
قلت: لم أظفر بوفاة الدينوري وأراها بعد الثلاثين وثلاث مئة. أخبرنا علي بن أحمد أخبرنا إبراهيم بن بركات أخبرنا الصائن هبة الله وعلي الحافظ قالا أخبرنا النسيب أخبرنا رشأ بن نظيف أخبرنا الحسن بن إسماعيل حدثنا الدينوري حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو عبيد عن هشيم عن مجالد عن الشعبي قال كان فداء أسارى بدر أربعة آلاف ودونها فمن لم يكن له شيء أمر أن يعلم صبيان الأنصار الكتابة.

أبو إسحاق المروزي

الإمام الكبير شيخ الشافعية وفقيه بغداد أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي صاحب أبي العباس بن سريج وأكبر تلامذته.
اشتغل ببغداد دهراً وصنف التصانيف وتخرج به أئمة كأبي زيد المروزي والقاضي أبي حامد أحمد بن بشر المروروذي مفتي البصرة وعدة.
شرح المذهب ولخصه وانتهت إليه رئاسة المذهب.
ثم إنه في أواخر عمره تحول إلى مصر فتوفي بها في رجب في تاسعه وقيل في حادي عشرة سنة أربعين وثلاث مئة ودفن عند ضريح الإمام الشافعي ولعله قارب سبعين سنة.
وإليه ينسب ببغداد درب المروزي الذي في قطيعة الربيع.
وذكر ابن خلكان رحمه الله أن أبا بكر بن الحداد صاحب الفروع من تلامذة أبي إسحاق المروزي فلعله جالسه وناظره وإلا فابن الحداد أسن منه ولكنه عاش بعد المروزي قليلاً.
صنف المروزي كتاباً في السنة وقرأه بجامع مصر وحضرة آلاف فجرت فتنة فطلبه كافور فاختفى ثم أدخل إلى كافور فقال أما أرسلت إليك أن لا تشهر هذا الكتاب فلا تظهره وكان فيه ذكر الاستواء فأنكرته المعتزلة.

ابن أبي هريرة

الإمام شيخ الشافعية أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هريرة البغدادي القاضي من أصحاب الوجوه.
انتهت إليه رئاسة المذهب.
تفقه بابن سريج ثم بأبي إسحاق المروزي وصنف شرحاً لمختصر المزني.
أخذ عنه أبو علي الطبري والدارقطني وغيرهما واشتهر في الآفاق.
توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.

الخامي

الشيخ الإمام المحدث الصدوق المعمر أبو الطاهر أحمد بن محمد ابن عمرو المديني ثم المصري الخامي.
سمع يونس بن عبد الأعلى وبحر بن نصر الخولاني وجماعة.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة وأبو الحسين بن جميع وأبو محمد بن النحاس ومنير بن أحمد الخشاب وآخرون.
وحديثه من عوالي الخلعيات.
وكان قد عدله القاضي عبد الله بن وليد الظاهري فلما عزل ابن وليد أسقطه القاضي الجديد في جماعة فتجمعوا ودخلوا على كافور نائب مصر وفيهم أبو الطاهر فقال أيها الأستاذ حدثنا يونس حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".
وهؤلاء القوم قاطعونا وهاجرونا وصاروا بمخالفة الحديث عصاه غير مقبولين فلان لهم كافور ووعد بخير.
توفي أبو الطاهر المديني في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة وعاش ثلاثا وتسعين سنة.
أخبرنا علي بن محمد الحافظ وإسماعيل بن عبد الرحمن قالا: أخبرنا الحسن بن يحيى أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا علي بن الحسن القاضي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر أخبرنا أبو الطاهر المديني حدثنا يونس حدثنا ابن وهب أخبرني أفلح بن حميد عن أبي بكر بن حزم عن سليمان الأغر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة الجماعة خمس وعشرون درجة على صلاة الفذ".

الحوراني

الشيخ المحدث أبو الطيب محمد بن حميد بن محمد بن سليمان ابن معاوية الكلابي الحوراني ثم السامري المولد شيخ معمر مشهور.
حدث عن عباد بن الوليد الغبري وعباس الترقفي وأحمد بن منصور الرمادي وأبي حاتم الرازي وإسحاق بن سيار وأبي بكر بن أبي الدنيا وعدة.
روى عنه: تمام الرازي ويوسف الميانجي وعبد الوهاب الكلابي وأبو سليمان بن زبر وآخرون.
وله جزء يرويه ابن عبد الدائم.
توفي بدمشق فيما أحسب في سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة وكان من أبناء التسعين.

البخاري

الشيخ الصدوق النبيل أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف البخاري ثم النيسابوري.
سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء وأبا حاتم الرازي وإبراهيم بن عبد الله القصار وأبا يحيى بن أبي مسرة ويحيى بن أبي طالب وطبقتهم. وعنه: أبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي وأبو عبد الله الحاكم وابن مندة ويحيى بن إبراهيم المزكي وآخرون.
قال الحاكم هو أبو الفضل العدل كان هو وأبوه من ذوي اليسار والثروة له خطة ومسجد وبساتين فأنفق هذه الأموال على العلماء والصلحاء وبقي يأوي إلى مسجد.
توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة رحمه الله.

الأردبيلي

الإمام الحافظ المفيد أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي.
سمع أبا حاتم الرازي وطبقته بالري ويحيى بن أبي طالب وأبا قلابة عبد الملك بن محمد وأقرانهما ببغداد وإبراهيم بن ديزيل بهمذان.
وكان ثقة مجودا عارفا فهما مصنفا مشهورا.
حدث عنه: أحمد بن علي بن لال وأحمد بن طاهر بن النجم الميانجي وآخرون.
توفي في سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة وقد نيف على الثمانين.
أخبرنا أبو الربيع سليمان بن قدامة الحاكم أخبرنا جعفر بن علي.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحافظ أخبرنا علي بن أحمد الزنجاني الفقيه أخبرنا القاضي عبد الله بن علي السفني بأردبيل حدثنا يحيى بن محمد الجعدودي حدثنا حفص بن عمر الحافظ حدثنا أبو حاتم حدثنا ثابت بن محمد الزاهد حدثنا الحارث بن النعمان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم أحيني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين فقالت عائشة لم يا رسول الله قال لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا". وذكر الحديث.
تفرد به ثابت محمد الزاهد شيخ البخاري.
والحارث بن النعمان هذا قال البخاري منكر الحديث.
قلت: روى ابن ماجه والترمذي في كتابيهما له.

الحسن بن سعد

ابن إدريس الإمام العلامة الحافظ أبو علي الكتامي القرطبي عالم قرطبة.
سمع من بقي بن مخلد فأكثر وبمكة من علي بن عبد العزيز وباليمن من إسحاق بن إبراهيم الدبري وعبيد الكشوري وبمصر من يوسف بن يزيد القراطيسي وبابته وبالبصرة من أبي مسلم الكجي وجال شرقاً وغرباً وكان يجتهد ولا يقلد ويميل إلى مذهب الشافعي.
قال أبو الوليد بن الفرضي كان أبو علي يحضر الشورى فلما رأى الفتوى دائرة على المالكية ترك شهود الشورى سمع منه الناس شيئاً كثيراً وكان شيخاً صالحاً ولم يكن بالضابط جداً مولده بقرطبة في سنة ثمان وأربعين ومئتين إلى أن قال وتوفي يوم الجمعة يوم عرفة سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة بقرطبة وله ثلاث وثمانون سنة وأشهر رحمه الله.

الختلي

الإمام الحافظ البارع أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله ابن محمد البغدادي ابن الختلي.
سمع أباه وأبا بكر بن أبي الدنيا وأبا إسماعيل الترمذي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وهذه الطبقة.
حدث عنه: أبو القاسم بن الثلاج وأبو الحسن الدارقطني والقاضي أبو عمر الهاشمي وآخرون.
قال الدارقطني كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ.
وقال الخطيب كان يحفظ خمسين ألف حديث ويملي من حفظه وكان فهماً عارفا ثقة حافظا سكن البصرة.
قال أبو القاسم التنوخي حدثني أبي قال دخل إلينا أبو عبد الله الختلي إلى البصرة وهو صاحب حديث جلد مشهور بالحفظ فجاء وليس معه شيء من كتبه فحدث شهوراً إلى أن لحقته كتبه فسمعته يقول حدثت بخمسين ألف حديث من حفظي إلى أن لحقتني كتبي.

قلت لم أر أحداً أرخ وفاته وكأنها في سنة بضع وثلاثين وثلاث مئة وعاش نيفا وسبعين سنة. الصفار

الشيخ الإمام المحدث القدوة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الصفار الزاهد.
سمع أحمد بن عصام وأسيد بن عاصم وأحمد بن مهدي وعبيد الغزال وعدة بأصبهان بعد الستين ومئتين وسمع بفارس من أحمد بن مهران بن خالد وببغداد من محمد بن الفرج الأزرق وأحمد بن عبيد الله النرسي وابن أبي أسامة وسمع التصانيف من أبي بكر بن أبي الدنيا وسمع بمكة من علي بن عبد العزيز.
وجمع وصنف في الزهريات وقدم نيسابور بعد الثلاث مئة فسكنها وسمع المسند الكبير من عبد الله بن أحمد بن حنبل وكتب عن إسماعيل القاضي تصانيفه وصحب الأولياء والعباد وارتحل إلى الحسن بن سفيان فحمل المسند وكتب أبي بكر بن أبي شيبة عنه.
حدث عنه: أبو علي الحافظ وأبو عبد الله الحاكم وأبو الحسين الحجاجي وابن مندة وأبو سعيد الصيرفي ومحمد بن إبراهيم الجرجاني وآخرون. قال الحاكم هو محدث عصره كان مجاب الدعوة لم يرفع رأسه إلى السماء كما بلغنا نيفاً وأربعين سنة.
وكان وراقه أبو العباس المصري خانه واختزل عيون كتبه وأكثر من خمس مئة جزء من أصوله فكان أبو عبد الله يجامله جاهدا في استرجاعها فلم ينجع فيه فذهب علمه بدعاء الشيخ عليه.
توفي الشيخ في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة وله ثمان وتسعون سنة.

ومات معه مسند بغداد أبو جعفر بن البختري ومسند الثغر علي بن أبي مطر الإسكندراني عن مئة عام وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني وأحمد بن محمد بن فضالة الحمصي بمصر والقاهر بالله وأبو نصر محمد بن محمد بن طرخان الفارابي المتفلسف والقاضي عمر بن الحسن الأشناني. الصفار

الإمام الحافظ المجود أبو الحسن أحمد بن عبيد بن إسماعيل البصري الصفار ابن زوجة الكديمي مؤلف كتاب السنن على المسند الذي يكثر أبو بكر البيهقي من تخريجه في تواليفه.
سمع محمد بن يونس الكديمي ومحمد بن الفرج الأزرق والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن غالب تمتام ومحمد بن إسماعيل الترمذي وأبا مسلم الكجي وأبا بكر بن أبي الدنيا وعلي بن الحسن بن بيان وابن أبي قماش والعباس بن الفضل الأسفاطي ومحمد بن سليمان الباغندي وخلقا من هذه الطبقة فأعلى ما عنده أصحاب يزيد بن هارون ونحوه.
حدث عنه: الدارقطني والقاضي أبو عمر الهاشمي وعلي بن القاسم النجاد وأبو الحسين بن جميع وعلي بن أحمد بن عبدان وطائفة.
قال كان ثقة ثبتا صنف المسند وجوده.
قلت: سمع منه ابن عبدان في سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة وتوفي بعدها بقليل.
قرأت على عمر بن عبد المنعم أخبركم عبد الصمد بن محمد القاضي سنة تسع وست مئة حضوراً أخبرنا علي بن المسلم أخبرنا الحسين بن طلاب حدثنا محمد بن أحمد حدثنا أحمد بن عبيد الصفار ببغداد حدثنا محمد بن غالب حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان عن يونس عن الحسن عن أبي السفر عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله جعل مطعم بن آدم مثلاً للدنيا".

الصفار

الإمام النحوي الأديب مسند العراق أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح البغدادي الصفار الملحي نسبة إلى الملح والنوادر.
ولد سنة سبع وأربعين ومئتين وسمع من الحسن بن عرفة أربعة وتسعين حديثاً ومن زكريا بن يحيى بن أسد وسعدان بن نصر ومحمد بن عبيد الله بن المنادي وأحمد بن منصور الرمادي وعبد الرحمن بن محمد كر بزان وعدة وصحب أبا العباس المبرد وأكثر عنه.
حدث عنه: الدارقطني وابن المظفر وابن مندة وأبو عمر بن مهدي وعبيد الله بن محمد السقطي وأبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان وعبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري وأبو الحسين بن مخلد وخلق سواهم.
قال الدارقطني كان ثقة متعصبا للسنة.
قلت: انتهى إليه علو الإسناد وقد روى الحاكم عن رجل عنه وله شعر وفضائل وكان مقدما في العربية.
توفي ببغداد في رابع عشر المحرم سنة احدى وأربعين وثلاث مئة.
أنبأنا جماعة أجاز لهم ابن كليب قال أخبرنا علي بن بيان أخبرنا محمد بن محمد البزاز أخبرنا إسماعيل الصفار بجزء ابن عرفة.
وفيها مات أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني الخامي ومحمد بن أيوب بن الصموت الرقي والمنصور العبيدي وأبو الطيب محمد بن حميد الحوراني الكلابي وأبو حاتم محمد بن عيسى الوسفندي وإسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة وعبد الله بن عمر بن شوذب بواسط وأبو الحسن شعبة بن الفضل البغدادي.
أما:

أحمد بن عبيد الصفار

المحدث أبو بكر الحمصي الرعيني فيروي عن أبي بكر أحمد بن علي المروزي ومحمد بن عبيد الكلاعي وطبقتهما.
حدث عنه: ابن مندة وأبو العباس بن الحاج وعبد الغني بن سعيد الأزدي وآخرون.
مات في سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة.
ذكرته للتمييز واسم جده أحمد.

ابن صفوان

الشيخ المحدث الثقة أبو علي الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم البرذعي.
صاحب أبي بكر بن أبي الدنيا وراوي كتبه.
وحدث أيضاً عن محمد بن شداد المسمعي صاحب يحيى القطان وعن محمد بن الفرج الأزرق والقاضي أحمد بن محمد البرتي وطائفة.
حدث عنه: منصور بن عبد الله الخالدي ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي وأبو عبد الله بن دوست وأبو الحسين بن بشران وآخرون. قال الخطيب كان صدوقاً.
توفي في شعبان سنة أربعين وثلاث مئة ببغداد.
والبرذعي نسبة إلى عمل البرذعة.
أما النسبة إلى بلد برذعة فقد قيل: بدال مهملة.

الستوري

الشيخ المعمر الصدوق أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري الستوري.
له نسخة عن الحسن بن عرفة عالية تفرد في زمانه بها ما علمته روى سواها.
حدث عنه: يوسف القواس وابن حسنون النرسي والحسين بن برهان ومحمد بن محمد الروزبهان والحاكم.
قال أبو بكر الخطيب سمعت العتيقي يوثقه وقال ما سمعت شيوخنا يذكرونه إلا بجميل.
قلت: توفي سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة ولعله قارب المئة.
روى جزءه النفيس ابن البن عن جده عن القاسم بن أبي العلاء عن ابن الروزبهان عنه.

ابن عقبة

الإمام الثقة المحدث أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام الشيباني الكوفي.
قدم بغداد فروى عن إبراهيم بن أبي العنبس والخضر بن أبان وسليمان بن الربيع النهدي ومطين.
وعنه: الدارقطني وابن جميع الغساني وأبو الحسن بن رزقويه وجماعة.
قال الخطيب كان ثقة أميناً.
كان يقول شهدت عند القاضي إبراهيم بن أبي العنبس في سنة سبعين ومئتين.
وقال ابن حماد الحافظ كان شيخ الكوفة ومختار السلطان والقضاة صاحب جماعة وفقه وتلاوة.
توفي في رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة.
وكان ابن عقدة يحضر عنده كثيراً.

ابن السماك

الشيخ الإمام المحدث المكثر الصادق مسند العراق أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد البغدادي الدقاق ابن السماك.
سمع باعتناء والده من أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وحنبل بن إسحاق والحسين بن محمد بن أبي معشر ومحمد بن الحسين الحنيني وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي كربزان ويحيى بن أبي طالب والحسن بن مكرم وخلق كثير.
وجمع فأوعى وكتب العالي والنازل والسمين والهزيل.
حدث عنه: الدارقطني وابن شاهين وابن مندة والحاكم وأبو عمر بن مهدي وابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأبو الحسين بن الفضل وأبو علي شاذان وعدة.
قال الدارقطني شيخنا أبو عمرو كتب عن العطاردي ومن بعده وكتب المصنفات الطوال بخطه وكان من الثقات.
وقال الخطيب كان ابن السماك ثقة ثبتاً سمعت ابن رزقويه يقول حدثنا الباز الأبيض أبو عمرو بن السماك السلمي أخبرنا الدارقطني سمعت ابن السماك يقول وجه إلي الحسين النوبختي وقد كنت قضيت له حاجة ابعث إلى القاضي أبي الحسين ابن أبي عمر ليقبل شهادتك فقلت: لا أنشط لذلك أنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدي فتقبل شهادتي لا أحب أن أشهد على العامة ومعي آخر.
توفي في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مئة وشيعه نحو خمسين ألفاً وصلى عليه ابنه محمد.
وقد عمر محمد هذا وحدث عن البغوي وغيره.

ابن الحداد

الإمام العلامة الثبت شيخ الإسلام عالم العصر أبو بكر محمد ابن أحمد بن محمد بن جعفر الكناني المصري الشافعي ابن الحداد.
صاحب كتاب الفروع في المذهب.
ولد سنة أربع وستين ومئتين.
وسمع أبا الزنباع روح بن الفرج وأبا يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي ومحمد بن عقيل الفريابي ومحمد بن جعفر بن الإمام وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعقوب المنجنيقي وخلقا سواهم.
ولازم النسائي كثيراً وتخرج به وعول عليه واكتفى به وقال جعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى وكان فى العلم بحراً لا تكدره الدلاء وله لسن وبلاغة وبصر بالحديث ورجاله وعربية متقنة وباع مديد في الفقه لا يجارى فيه مع التأله والعبادة والنوافل وبعد الصيت والعظمة في النفوس.
ذكره ابن زولاق وكان من أصحابه فقال كان تقياً متعبداً يحسن علوما كثيرة علم القرآن وعلم الحديث والرجال والكنى واختلاف العلماء والنحو واللغة والشعر وأيام الناس ويختم القرآن في كل يوم ويصوم يوماً ويفطر يوماً كان من محاسن مصر إلى أن قال وكان طويل اللسان حسن الثياب والمركوب غير مطعون عليه في لفظ ولا فعل وكان حاذقا بالقضاء صنف كتاب أدب القاضي في أربعين جزءا و كتاب الفرائض في نحو من مئة جزء. أخبرنا الحسن بن علي الأمين أخبرنا محمد بن أحمد النسابة أخبرنا أبو المعالي بن صابر أخبرنا علي بن الحسن بن الموازيني أخبرنا محمد بن سعدان أخبرنا يوسف بن القاسم القاضي أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الحداد سمعت أبا عبد الرحمن النسائي سمعت عبيد الله بن فضالة سمعت إسحاق بن راهويه يقول الشافعي إمام.
نقلت في تاريخ الإسلام أن مولد ابن الحداد يوم موت المزني وأنه جالس أبا إسحاق المروزي لما قدم عليهم وناظره.
و كتابه في الفروع مختصر دقق مسائله شرحه القفال والقاضي أبو الطيب وأبو علي السنجي وهو صاحب وجه في المذهب.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد النسوي المعدل بمصر يقول سمعت أبا بكر بن الحداد يقول أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة فأكثر ما قدرت عليه تسعا وخمسين ختمة وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة.
قال الدارقطني كان ابن الحداد كثير الحديث لم يحدث عن غير النسائي وقال رضيت به حجة بيني وبين الله.
وقال ابن يونس كان ابن الحداد يحسن النحو والفرائض ويدخل على السلاطين وكان حافظا للفقه على مذهب الشافعي وكان كثير الصلاة متعبدا ولي القضاء بمصر نيابة لابن هروان الرملي.
وقال المسبحي كان فقيهاً عالماً كثير الصلاة والصيام يصوم يوماً ويفطر يوماً ويختم القرآن في كل يوم وليلة قائما مصلياً.
قال ومات وصلي عليه يوم الأربعاء ودفن بسفح المقطم عند قبر والدته وحضر جنازته الملك أبو القاسم بن الإخشيذ وأبو المسك كافور والأعيان وكان نسيج وحده في حفظ القرآن واللغة والتوسع في علم الفقه وكانت له حلقة من سنين كثيرة يغشاها المسلمون وكان جداً كله رحمه الله فما خلف بمصر بعده مثله.
قال وكان عالماً أيضاً بالحديث والأسماء والرجال والتاريخ.
وقال ابن زولاق في قضاة مصر في سنة أربع وعشرين سلم الإخشيذ قضاء مصر إلى ابن الحداد وكان أيضاً ينظر في المظالم ويوقع فيها فنظر في الحكم خلافة عن الحسين بن محمد بن أبي زرعة الدمشقي وكان يجلس في الجامع وفي داره وكان فقيهاً متعبدا يحسن علوما كثيرة منها علم القرآن وقول الشافعي وعلم الحديث والأسماء والكنى والنحو واللغه واختلاف العلماء وأيام الناس وسير الجاهلية والنسب والشعر ويحفظ شعرا كثيراً ويجيد الشعر ويختم في كل يوم وليلة ويصوم يوماً ويفطر يوماً ويختم يوم الجمعة ختمة أخرى في ركعتين في الجامع قبل صلاة الجمعة سوى التي يختمها كل يوم حسن الثياب رفيعها حسن المركوب فصيحاً غير مطعون عليه في لفظ ولا فضل ثقة في اليد والفرج واللسان مجموعاً على صيانته وطهارته حاذقا بعلم القضاء أخذ ذلك عن أبي عبيد القاضي.
وأخذ علم الحديث عن النسائي والفقه عن محمد بن عقيل الفريابي وعن بشر بن نصر وعن منصور بن إسماعيل وابن بحر وأخذ العربية عن ابن ولاد وكان لحبه الحديث لا يدع المذاكرة وكان يلزمه محمد بن سعد الباوردي الحافظ فأكثر عنه من مصنفاته فذاكره يوماً بأحاديث فاستحسنها ابن الحداد وقال اكتبها لي فكتبها له فجلس بين يديه وسمعها منه وقال هكذا يؤخذ العلم فاستحسن الناس ذلك منه وكان تتبع ألفاظه وتجمع أحكامه وله كتاب الباهر في الفقه نحو مئة جزء و كتاب الجامع.
وفي ابن الحداد يقول أحمد بن محمد الكحال:

الشافعي تفقهاً والأصمعي

 

تفنناً والتابعين تـزهـدا

قال ابن زولاق حدثنا ابن الحداد بكتاب خصائص علي رضي الله عنه عن النسائي فبلغه عن بعضهم شيء في علي فقال لقد هممت أن أملي الكتاب في الجامع.
قال ابن زولاق وحدثني علي بن حسن قال سمعت ابن الحداد يقول كنت في مجلس ابن الإخشيذ يعني ملك مصر فلما قمنا أمسكني وحدي فقال أيما أفضل أبو بكر وعمر أو علي فقلت: اثنين حذاء واحد قال فأيما أفضل أبو بكر أو علي قلت: إن كان عندك فعلي وإن كان برا فأبو بكر فضحك.
قال وهذا يشبه ما بلغني عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سأله رجل أيما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال عد إلي بعد ثلاث فجاءه فقال تقدمني إلى مؤخر الجامع فتقدمه فنهض إليه واستعفاه فأبى فقال علي وتالله لئن أخبرت بهذا أحداً عني لأقولن للأمير أحمد بن طولون فيضربك بالسياط. وقد ولي القضاء من قبل ابن الإخشيذ ثم بعد ستة أشهر ورد العهد بالقضاء من قاضي العراق ابن أبي الشوارب لابن أبي زرعة فركب بالسواد ولم يزل ابن الحداد يخلفه إلى آخر أيامه.
وكان ابن أبي زرعة يتأدب معه ويعظمه ولا يخالفه في شيء ثم عزل عن بغداد ابن أبي الشوارب بأبي نصر يوسف بن عمر فبعث بالعهد إلى ابن أبي زرعة.
قال ابن خلكان صنف أبو بكر بن الحداد كتاب الفروع في المذهب وهو صغير الحجم دقق مسائله وشرحه جماعة من الأئمة.
منهم القفال المروزي والقاضي أبو الطيب وأبو علي السنجي إلى أن قال أخذ عن أبي إسحاق المروزي.
ومولده يوم مات المزني وكان غواصاً على المعاني محققاً.
توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مئة وقيل سنة أربع.
قلت: حج ومرض في رجوعه فأدركه الأجل عند البئر والجميزة يوم الثلاثاء لأربع بقين من المحرم سنة أربع وهو يوم دخول الركب إلى مصر وعاش تسعاً وسبعين سنة وأشهرا ودفن يوم الأربعاء عند قبر أمه أرخه المسبحي.