الوزير المعظم أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم البغدادي
المادرائي.
وزر لصاحب مصر خمارويه وكان أبوه ناظر خراج مصر.
ولد أبو بكر سنة سبع وخمسين.
واحترقت كتبه فسلم منها جزءان سمعهما من العطاردي.
روى عنه: أبو مسلم الكاتب وغيره.
وكان رئيساً نبيلا كثير الأموال جداً لا يلحق في بره وكان القضاة
والكبراء يترددون إلى بابه حج عشرين حجة وكان كثير الصيام ملازماً
للجماعة وقد نكب مرة على يد الوزير ابن حنزابة فوزن ألف ألف دينار وحبس
مدة بالرملة ثم أطلقه الإخشيذ وبالغ في إكرامه.
قال المسبحي: يقال إن ديوانه اشتمل على ستين ألفاً ممن يمونهم وكان
يتصدق في الشهر بمئة ألف رطل دقيق وقيل أعتق في عمره مئة ألف نسمة وكان
ذكيا جيد البديهة وكان له ختمة في اليوم والليلة وبلغ ارتفاع أملاكه في
العام أربع مئة ألف دينار وقد ورد أنه أنفق في بعض حجاته مئة ألف دينار
نقله المسبحي.
توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مئة رحمه الله.
محمد
بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الإمام المحدث مسند العصر رحلة الوقت
أبوالعباس الأموي مولاه السناني المعقلي النيسابوري الأصم ولد المحدث
الحافظ أبي الفضل الوراق.
كان أبوه من أصحاب إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وكان كما قال أبو عبد
الله الحاكم من أحسن الناس خطا روى عنه: محمد بن مخلد الدوري وعبد
الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن القاسم العتكي وابنه أبو العباس الأصم
ومات سنة سبع وسبعين ومئتين.
وقد ارتحل بابنه أبي العباس إلى الآفاق وسمعه الكتب الكبار.
فسمع من أحمد بن يوسف السلمي وأحمد بن الأزهر وكان خاتمة أصحابهما بها
لكنه عدم سماعه منهما وسمع بأصبهان من هارون بن سليمان وأسيد بن عاصم
وببغداد من زكريا بن يحيى أسد المروزي صاحب سفيان بن عيينة وعباس
الدوري ومحمد بن إسحاق الصغاني ويحيى بن أبي طالب ومحمد بن عبيد الله
بن المنادي وعدة وبمصر من محمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن
سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني وأقرانهم وبدمشق من محمد بن هشام
بن ملاس النميري ويزيد بن عبد الصمد وأبي زرعة النصري وببيروت من
العباس بن الوليد العذري وبالكوفة من أحمد بن عبد الجبار العطاردي
وأحمد بن عبد الحميد الحارثي والحسن بن علي بن عفان العامري.
وحدث بكتاب الأم للشافعي عن الربيع وطال عمره وبعد صيته وتزاحم عليه
الطلبة وجميع ما حدث به إنما رواه من لفظه فإن الصمم لحقه وهو شاب له
بضع وعشرون سنة بعد رجوعه من الرحلة ثم تزايد به واستحكم بحيث إنه لا
يسمع نهيق الحمار وقد حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة. حدث عنه: الحسين
بن محمد بن زياد القباني وأبو حامد الأعمشي وهما أكبر منه وحسان بن
محمد الفقيه وأبو أحمد بن عدي وأبو عمرو بن حمدان والحافظ أبو علي
النيسابوري والإمام أبو بكر الإسماعيلي وأبو زكريا يحيى بن محمد
العنبري وأبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله الحاكم وأبو عبد الرحمن
السلمي وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وأبو طاهر بن محمش ويحيى بن
إبراهيم المزكي وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج وأبو صادق محمد
بن أحمد بن أبي الفوارس العطار والفقيه أبو نصر محمد بن علي الشيرازي
وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء الأديب وأبو العباس أحمد بن محمد
الشاذياخي وأبو نصر أحمد بن علي بن أحمد بن شبيب الفامي وأبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن علي بن معاوية العطار وإسحاق بن محمد بن يوسف
السوسي والحسن بن محمد بن حبيب المفسر وسعيد بن محمد بن محمد بن عبدان
وأبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي وأبو أحمد عبد الله بن محمد
بن حسن المهرجاني وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد أحمد بن إبراهيم
المقرئ وعبد الرحمن بن محمد بن أحمد بالويه المزكي وعبيد بن محمد بن
محمد بن مهدي القشيري وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفراييني
المقرئ وأبو الحسين علي بن محمد السبعي وأبو القاسم علي بن الحسن
الطهماني وأبو نصر منصور بن الحسين المقرئ والقاضي أبو بكر أحمد بن
الحسن الحرشي الحيري وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن حيد وأبو سعيد
محمد بن موسى الصيرفي وعلي بن محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي الطرازي
ومحمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني وأمم سواهم وآخرون.
روى عنه: في الدنيا بالإجازة أبو نعيم الحافظ.
قال الحاكم كان يكره أن يقال له الأصم فكان أمامنا أبو بكر بن إسحاق
الصبغي يقول المعقلي قال وإنما حدث به الصمم بعد انصرافه من الرحلة
وكان محدث عصره ولم يختلف أحد في صدقه وصحة سماعاته وضبط أبيه يعقوب
الوراق لها وكان يرجع إلى حسن مذهب وتدين وبلغني أنه أذن سبعين سنة في
مسجده قال وكان حسن الخلق سخي النفس وربما كان يحتاج إلى الشيء لمعاشه
فيورق ويأكل من كسب يده وهذا الذي يعاب به من أنه كان يأخذ على الحديث
إنما كان يعيبه به من لا يعرفه فإنه كان يكره ذلك أشد الكراهة ولا
يناقش أحداً فيه إنما كان وراقه وابنه يطلبان الناس بذلك فيكره هو ذلك
ولا يقدر على مخالفتهما.
سمع منه الآباء والأبناء والأحفاد وكفاه شرفا أن يحدث طول تلك السنين
ولا يجد أحد فيه مغمزا بحجة وما رأينا الرحلة في بلاد من بلاد الإسلام
أكثر منها إليه فقد رأيت جماعة من أهل الأندلس وجماعة من أهل طراز
وإسبيجاب على بابه وكذا جماعة من أهل فارس وجماعة من أهل الشرق.
سمعته غير مرة يقول ولدت سنة سبع وأربعين ومئتين.
ورحل به أبوه على طريق أصبهان في سنة خمس وستين فسمع بها ولم يسمع
بالأهواز ولا البصرة حرفا ثم حج وسمع بمكة من أحمد بن شيبان الرملي
صاحب ابن عيينة سمع بها منه فقط وسمع بمصر وعسقلان وبيروت ودمياط
وطرسوس سمع بها من أبي أمية الطرسوسي وسمع بحمص من محمد بن عوف وأبي
عتبة أحمد بن الفرج وبالجزيرة من محمد بن علي بن ميمون الرقي وسمع
المغازي من لفظ العطاردي وسمع مصنفات عبد الوهاب بن عطاء من يحيى بن
أبي طالب وسمع مصنفات زائدة والسنن لأبي إسحاق الفزاري من أبي بكر
الصاغاني وسمع العلل لعلي بن المديني من حنبل وسمع معاني القرآن من
محمد بن الجهم السمري وسمع التاريخ من عباس الدوري ثم انصرف إلى خراسان
وهو ابن ثلاثين سنة.
سمعته يقول حدثت بكتاب معاني القرآن في سنة نيف وسبعين ومئتين.
قال الحافظ أبو حامد الأعمشي كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الوراق في
مجلس محمد بن عبد الوهاب الفراء سنة خمس وسبعين ومئتين.
الحاكم سمعت محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة سمعت جدي وسئل عن
سماع كتاب المبسوط من أبي العباس الأصم فقال اسمعوا منه فإنه ثقة قد
رأيته يسمع مع أبيه بمصر وأبوه يضبط سماعه.
الحاكم سمعت يحيى بن منصور القاضي سمعت أبا نعيم بن عدي واجتمع جماعة
يسألونه المقام بنيسابور لقراءة المبسوط فقال يا سبحان الله عندكم راوي
هذا الكتاب الثقة المأمون أبو العباس الأصم وأنتم تريدون أن تسمعوه من
غيره. أبو أحمد الحاكم سمعت ابن أبي حاتم يقول ما بقي لكتاب المبسوط
راو غير أبي العباس الوراق وبلغنا أنه ثقة صدوق.
أبو عبد الله الحاكم حضرت أبا العباس يوماً في مسجده فخرج ليؤذن لصلاة
العصر فوقف موضع المئذنة ثم قال بصوت عال أخبرنا الربيع بن سليمان
أخبرنا الشافعي ثم ضحك وضحك الناس ثم أذن.
قال الحاكم سمعت الأصم وقد خرج ونحن في مسجده وقد امتلأت السكة من
الناس في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مئة وكان يملي عشية كل يوم
اثنين من أصوله فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء وقد قاموا يطرقون له
ويحملونه على عواتقهم من باب داره إلى مسجده فجلس على جدار المسجد وبكى
طويلا ثم نظر إلى المستملي فقال اكتب سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول
سمعت الأشج سمعت عبد الله بن إدريس يقول أتيت يوماً باب الأعمش بعد
موته فدققت الباب فأجابتني جارية عرفتني هاي هاي تبكي يا عبد الله ما
فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب ثم بكى الكثير ثم قال كأني
بهذه السكة لا يدخلها أحد منكم فإني لا أسمع وقد ضعف البصر وحان الرحيل
وانقضى الأجل فما كان إلا بعد شهر أو أقل منه حتى كف بصره وانقطعت
الرحلة وانصرف الغرباء فرجع أمره إلى أنه كان يناول قلما فيعلم أنهم
يطلبون الرواية فيقول حدثنا الربيع وكان يحفظ أربعة عشر حديثا وسبع
حكايات فيرويها وصار بأسوأ حال حتى توفي.
وقرأت بخط أبي علي الحافظ يحث أبا العباس الأصم على الرجوع عن أحاديث
أدخلوها عليه حديث الصغاني عن علي بن حكيم عن حميد بن عبد الرحمن عن
هشام بن عروة حديث قبض العلم وحديث أحمد بن شيبان عن ابن عيينة عن
الزهري عن سالم عن أبيه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية...
قال فوقع أبو العباس كل من روى عني هذا فهو كذاب وليس هذا في كتابي.
توفي أبو العباس في الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ست وأربعين
وثلاث مئة.
ومات أبوه سنة سبع وسبعين ومئتين بنيسابور في أولها عن نحو ستين سنة
وكان ذا معرفة وفهم.
حدث عن إسحاق بن راهويه ومحمد بن حميد وعدة.
وعنه: ابنه وابن أبي حاتم ومحمد بن مخلد وكان بديع الخط.
القاضي الإمام المصدق المعمر أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي
ثابت العبسي العراقي السامري نزيل دمشق ونائب الحكم بها وصاحب ذاك
الجزء العالي عند كريمة.
سمع الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وزكريا المروزي والربيع بن سليمان
وإبراهيم بن مرزوق ومحمد بن عوف الطائي وعدة.
حدث عنه: أبو بكر الأبهري القاضي وعبد الوهاب الكلابي وابن جميع وأبو
مسلم الكاتب وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وعبد الرحمن ابن أبي نصر
التميمي وآخرون.
وثقه الخطيب.
وكان تاجراً نبيلاً كثير الفضائل عالي الرواية.
مات في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة عن نيف وتسعين عاماً.
الإمام الحافظ الناقد أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الطحان محدث
الرملة.
ولد في حدود سنة خمسين ومئتين.
وسمع محمد بن عوف الطائي وإبراهيم بن عبد الله القصار وسليمان بن سيف
الحراني والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وبكار ابن قتيبة والحارث
بن أبي أسامة وأبا زرعة الدمشقي وطبقتهم.
حدث عنه: أبو سليمان بن زبر ومحمد بن المظفر وأبو بكر بن المقرئ وعمر
بن علي الأنطاكي وأبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد ومحمد
بن أحمد الغساني وآخرون كثيرون.
مات في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة.
وفيها توفي محدث دمشق أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عباد الشيباني
ومحدث أصبهان أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكم المديني وأبو
بكر أحمد بن مسعود الزنبري المصري والمحدث علي بن إبراهيم بن معاوية
النيسابوري ومؤرخ المغرب المفتي أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم
الإفريقي وأبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي صاحب أبي داود.
أخبرنا عمر بن القواس أخبرنا ابن الحرستاني أخبرنا علي بن المسلم
أخبرنا ابن طلاب أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع حدثنا أحمد بن عمرو
الحافظ إملاء من حفظه حدثنا محمد بن حماد الطهراني حدثنا عبد الرزاق عن
عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم زار
البيت يوم النحر وصلى الظهر بمنى. ومما رواه قال حدثنا يزيد بن عبد
الصمد حدثنا أبو مسهر قال كان لسعيد بن عبد العزيز جليس هو هشام بن
يحيى الغساني فقال كان عندنا عبدة بن رياح صاحب الشرطة فأتته امرأة
فقالت ابني يعقني فبعث معها أعوانا فقالوا إن أخذ ابنك قتله قالت كذا؟
قالوا نعم فمرت فرأت شماسا فقالت هذا ابني فأتوه به فقال تعق أمك؟ قال
ما هي أمي قال وتجحدها؟ اضربوه ثم أركبها على عنقه ونودي عليه هذا جزاء
من يعق أمه فرآه صاحب له فقال ما هذا قال من لم يكن له أم فليذهب إلى
عبدة يجعل له أماً.
الإمام الحافظ القدوة شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن
بحر القزويني القطان عالم قزوين.
مولده في سنة أربع وخمسين ومئتين.
سمع من أبي عبد الله بن ماجة سننه ومن محمد بن الفرج الأزرق وأبي حاتم
الرازي وإبراهيم بن ديزيل والحارث بن أبي أسامة والقاسم بن محمد الدلال
ويحيى بن عبدك القزويني وإسحاق ابن إبراهيم الدبري والحسن بن عبد
الأعلى البوسي لقيهما باليمن وهذه الطبقة.
وجمع وصنف وتفنن في العلوم وثابر على القرب.
حدث عنه: الزبير بن عبد الواحد الحافظ وأبو الحسن النحوي وأبو الحسين
أحمد بن فارس اللغوي وأحمد بن علي بن لال وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد
القزويني والقاسم بن أبي المنذر الخطيب وأحمد ابن نصر الشذائي المقرئ
تلا عليه عن تلاوته على الحسن بن علي الأزرق بحرف الكسائي.
قال أبو يعلى الخليلي أبو الحسن القطان شيخ عالم بجميع العلوم والتفسير
والفقه والنحو واللغة كان له بنون محمد وحسن وحسين ماتوا شباباً.
سمعت جماعة من شيوخ قزوين يقولون لم ير أبو الحسن رحمه الله مثل نفسه
في الفضل والزهد أدام الصيام ثلاثين سنة وكان يفطر على الخبز والملح
وفضائله أكثر من أن تعد.
وقال ابن فارس في بعض أماليه سمعت أبا الحسن القطان بعدما علت سنه يقول
كنت حين رحلت أحفظ مئة ألف حديث وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مئة حديث.
وسمعته يقول: أصبت ببصري وأظن أني عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة.
قلت: صدق والله فقد كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالبا يخافون من
الكلام وإظهار المعرفة والفضيلة واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم
وسوء القصد ثم إن الله يفضحهم ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه
فنسأل الله التوفيق والإخلاص.
توفي هذا الإمام في سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
وفيها توفي مسند وقته أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني
والمحدث أبو القاسم إسماعيل بن يعقوب بن الجراب البغدادي بمصر عن بضع
وثمانين سنة ومحدث مرو أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي
الدخمسيني وشيخ الشافعية أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هريرة
البغدادي ومسند مصر أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي والعلامة
أبو عمر الزاهد غلام ثعلب والمحدث أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح
والوزير أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم المادرائي بمصر عن ثمان
وثمانين سنة والمحدث مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضي ببغداد وصاحب
مروج الذهب أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي.
أخبرنا القاضي تاج الدين عبد الخالق بن عبد السلام سنة ثلاث وتسعين
ببعلبك أخبرنا الإمام عبد الله بن أحمد ح أخبرنا سنقر بن عبد الله
الحلبي أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف اللغوي قالا أخبرنا أبو زرعة بن طاهر
أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين أخبرنا القاسم بن أبي المنذر أخبرنا
أبو الحسن علي بن إبراهيم حدثنا أبو عبد الله بن ماجة حدثنا أحمد بن
منيع حدثنا مروان بن شجاع حدثنا سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس رفعه قال: "الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى
أمتي عن الكي".
هذا حديث صحيح غريب أخرجه البخاري نازلا عن الحسين عن أحمد بن منيع
فوقع لنا بدلا عاليا والحسين هو ابن محمد القباني تلميذ البخاري وراوية
مسند أحمد بن منيع عنه.
المقرئ المحدث أبو محمد عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب
الواسطي.
سمع شعيب بن أيوب ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وصالح بن الهيثم وجعفر بن
محمد الواسطيين.
وعنه: منصور بن عبد الله وأبو بكر بن لال وأبو عبد الله بن مندة وابن
جميع الصيداوي وأبو علي الروذباري وعدة.
ولد سنة تسع وأربعين. قال أبو بكر أحمد بن بيري: ما رأيت أحداً أقرأ
لكتاب الله منه.
وقال توفي في سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة في ربيع الآخر.
الإمام الحافظ المتقن الحجة أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف
الشيباني النيسابوري بن الأخرم ويعرف قديما بابن الكرماني.
ولد سنة خمسين ومئتين.
شهد جنازة الإمام محمد بن يحيى الذهلي وصلى عليه.
وسمع من ولده يحيى بن محمد حيكان وعلي بن الحسن الهلالي الدرابجردي
ودرابجرد محلة من حواضر نيسابور المتطرقة على الصحراء وإبراهيم بن عبد
الله السعدي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء وخشنام بن الصديق وإسحاق بن
عمران الإسفراييني الفقيه والحسين بن الفضل البجلي المفسر ومحمد بن نصر
المروزي الإمام وجعفر بن محمد الترك والحسين بن محمد بن زياد القباني
وخلق كثير.
وجمع فأوعى ومع حفظه وسعة علمه لم يرحل في الحديث بل قنع بحديث بلده.
حدث عنه: أبو بكر بن إسحاق الصبغي وحسان بن محمد الفقيه وأبو عبد الله
بن مندة وأبو عبد الله الحاكم ويحيى بن إبراهيم والمزكي وخلق كثير.
قال الحاكم كان صدر أهل الحديث ببلدنا بعد ابن الشرقي يحفظ ويفهم وصنف
كتاب المستخرج على الصحيحين وصنف المسند الكبير وسأله أبو العباس
السراج أن يخرج له كتاباً على صحيح مسلم ففعل.
وسمعت أبا عبد الله بن يعقوب غير مرة يقول ذهب عمري في جمع هذا الكتاب
يعني المستخرج على كتاب مسلم وسمعته تندم على تصنيفه المختصر الصحيح
المتفق عليه ويقول من حقنا أن نجهد في زيادة الصحيح إلى أن قال الحاكم
وكان أبو عبد الله من أنحى الناس ما أخذ عليه لحن قط وله كلام حسن في
العلل والرجال.
سمعت محمد بن صالح بن هانىء يقول كان ابن خزيمة يقدم أبا عبد الله بن
يعقوب على كافة أقرانه ويعتمد قوله فيما يرد عليه وإذا شك في شيء عرضه
عليه.
قال الحاكم حضرنا مجلس الصبغي وحضر أبو علي الحافظ وابن الأخرم فأملى
الصبغي عن إبراهيم الهسنجاني عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن يونس عن
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً "من أدرك من الصلاة ركعة فقد
أدركها" فقال ابن الأخرم يا أبا علي من قال فيه "فقد أدركها كلها".
قال هذا لا نحفظه إلا من حديث عبيد الله بن عمر عن الزهري.
قال أبو عبد الله بلى في حديث حرملة عن ابن وهب عن يونس فقد أدركها
كلها فقال أبو علي حدثناه ابن قتيبة عن حرملة ولم يقل كلها.
قال أبو عبد الله حدث به مسلم عن حرملة وجرى بينهما كلام كثير.
وفي المجلس الثاني أحضر أبو عبد الله كتاب مسلم بخط مسلم عن حرملة وفيه
كلها فقال أبو علي من لا يحفظ الشيء يعذر فقال أبو عبد الله من ينكر
هذا تعرك أذنه وتفك أسنانه فامتلأ أبو علي غيظا وهم أبو عبد الله
بالقيام فقال له أبو علي اقعد فإن هنا حساباً آخر قال وما هو؟ قال حدثت
عن كشمرد عن حفص عن إبراهيم بن اطهمان بحديثين قد تفرد بهما عن حفص
ابنه وأحمد قال لم أحدث قال بلى ثقتان سمعاه منك قال إن كنت حدثت به
فقد رجعت عنه قال وفي تخريجك القديم على كتاب مسلم عن أحمد بن سلمة عن
محمد بن المثنى عن محمد جهضم حديث والآن قد رويته عن علي عن ابن جهضم
قال كلاهما عندي وقد حدثت بهما قال فأخرج إلينا حديثك عن علي بن الحسن.
قال الحاكم سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يقول هذا جزاء من لم يمت مع
أقرانه وكنت أرى أبا علي بعد نادما على ما قال ذلك اليوم.
قال الحاكم مات في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
قلت: فيها مات مقرىء بغداد أبو الحسين أحمد بن عثمان بن بويان صاحب حرف
نافع ومحدث دمشق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي ومسند
بغداد أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ابن السماك وشيخ الشافعية العلامة
أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد الكناني بمصر ومسند حلب محمد بن عيسى
التميمي البغدادي العلاف والإمام أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري
النيسابوري المفسر.
وكان
والد ابن الأخرم الإمام الفقيه أبو يوسف الشافعي الملقب بالأخرم ذا
حشمة ومال.
تفقه بمصر وسمع في رحلاته من قتيبة وهشام بن عمار وسويد بن سعيد وكتب
عنه مسلم.
وحدث عنه: ابنه وابن الشرقي ويحيى العنبري وجماعة.
توفي سنة سبع وثمانين ومئتين. أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الرجل
الصالح أخبرنا محمد بن إبراهيم أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا القاسم
بن الفضل أخبرنا محمد بن الصيرفي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب
سنة أربعين وثلاث مئة حدثنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون قال
حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت
طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين أحرم وطيبته بمنى قبل
أن يزور البيت.
الإمام الحافظ الثبت محدث جرجان في وقته أبو يعقوب إسحاق ابن إبراهيم
بن محمد الجرجاني البحري.
سمع محمد بن بسام وأبا يحيى بن أبي مسرة المكي وأبا قلابة الرقاشي
وهلال بن العلاء الرقي والحارث بن أبي أسامة وإسحاق بن إبراهيم الدبري
وبشر بن موسى وطبقتهم.
حدث عنه: ابن عدي وأبو بكر الإسماعيلي والنعمان بن محمد الجرجاني وحسين
بن جعفر وأبو نصر بن الإسماعيلي وآخرون.
قال الخليلي هو حافظ ثقة مذكور حدثني عنه أربعة نفر من أهل جرجان.
وقال الحاكم ابن البيع كتب إلي إجازة من جرجان هي عندي.
قلت: توفي أبو يعقوب البحري الحافظ سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة.
ابن
محمد بن يوسف بن ناصح وقيل واضح بدل ناصح فيحرر هذا الإمام الحافظ
العلامة محدث الأندلس أبو محمد القرطبي مولى بني أمية.
سمع بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وأصبغ بن خليل ومحمد بن عبد السلام
الخشني وطائفة بالأندلس ومحمد بن إسماعيل الصائغ وطبقته بمكة ومحمد بن
الجهم السمري وأبا محمد بن قتيبة وجعفر بن محمد بن شاكر وأبا بكر بن
أبي الدنيا والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن إسماعيل الترمذي وإسماعيل
القاضي وأكثر عنه جداً وأبا بكر بن أبي خيثمة وحمل عنه تاريخه وإبراهيم
بن عبد الله القصار صاحب وكيع بالكوفة وخلقا سواهم وفاته السماع من أبي
داود فصنف سننا على وضع سننه وصحيح مسلم فاته أيضاً فخرج صحيحا على
هيئته وألف كتاب بر الوالدين و كتاب مسند مالك و كتاب المنتقى في
الآثار و كتاب الأنساب بديع الحسن وغير ذلك.
حدث عنه: حفيده قاسم بن محمد وعبد الله بن محمد الباجي وعبد الله بن
نصر وعبد الوارث بن سفيان والقاضي محمد بن أحمد بن مفرج وأبو عثمان
سعيد بن نصر وأحمد بن القاسم التاهرتي والقاسم بن محمد بن عسلون وأبو
عمر أحمد بن الجسور وخلق كثير.
وانتهى إليه علو الإسناد بالأندلس مع الحفظ والإتقان وبراعة العربية
والتقدم في الفتوى والحرمة التامة والجلالة.
أثنى عليه غير واحد وتواليف ابن حزم وابن عبد البر وأبي الوليد الباجي
طافحة بروايات قاسم بن أصبغ.
مات بقرطبة في جمادى الأولى سنة أربعين وثلاث مئة وكان من أبناء
التسعين.
الشيخ
المحدث الثقة أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي.
ارتحل وسمع من: عبد الله بن محمد بن أبي مريم ويوسف بن يزيد القراطيسي
ومحمد بن عمرو بن خالد وأبي حارثة أحمد بن إبراهيم الغساني ومقدام بن
داود الرعيني وعدة.
روى عنه: القاضي علي بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبو عبد الله بن مندة
ومنير بن أحمد وأبو محمد بن النحاس وأحمد بن محمد بن عبد الوهاب
الدمياطي وأبوه وآخرون. أخبرنا الثقة محمد بن الحسين أخبرنا محمد بن
عماد أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا الخلعي أخبرنا منير بن أحمد الشاهد سنة
اثنتي عشرة وأربع مئة حدثنا علي بن أحمد سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة
حدثنا مقدام بن داود عيسى بن تليد سنة ست وسبعين ومئتين حدثنا أسد بن
موسى حدثنا شعبة عن أبي جمرة سمعت زهدم بن مضرب سمعت عمران بن حصين
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" فقال عمران لا أدري أذكر بعد قرنه
قرنين أو ثلاثة؟ ثم قال "إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون ولا يشهدون
ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن" متفق عليه.
حدث البغدادي في صفر سنة أربعين وثلاث مئة وتوفي بعد ذلك بمصر.
شيخ
العربية أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي النحوي.
صاحب الجمل والتصانيف وتلميذ العلامة أبي إسحاق إبراهيم ابن السري
الزجاج وهو منسوب إليه له أمالي أدبية.
وقرأ أيضاً على أبي جعفر بن رستم الطبري غلام المازني.
وروى عن ابن دريد ونفطويه وأبي بكر محمد بن السري السراج وأبي الحسن
الأخفش وعدة وتصدر بدمشق.
روى عنه: أحمد بن علي الحبال وعبد الرحمن بن عمر بن نصر والعفيف بن أبي
نصر وأحمد بن محمد بن شرام النحوي والحسن بن علي السقلي.
ويقال: أخرج من دمشق لتشيعه وكان حسن السمت مليح الشارة وكان في
الدماشقة بقايا نصب وله كتاب الإيضاح و شرح خطبة أدب الكاتب و كتاب
اللامات كبير و المخترع في القوافي وأشياء.
وقيل: إنه ما بيض مسألة في الجمل إلا وهو على وضوء فلذلك بورك فيه.
قال الكتاني: مات الزجاجي بطبرية في رمضان سنة أربعين وثلاث مئة.
الإمام المحدث القدوة أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان
الهمذاني الجلاب الجزار أحد أركان السنة بهمذان.
سمع أبا حاتم الرازي وإبراهيم بن ديزيل وهلال بن العلاء ومحمد بن غالب
التمتام وأبا بكر بن أبي الدنيا وإبراهيم بن نصر وطبقتهم.
وعنه: صالح بن أحمد وعبد الرحمن الأنماطي وأبو عبد الله بن مندة وأبو
عبد الله الحاكم والقاضي عبد الجبار بن أحمد وأبو الحسن بن جهضم وأبو
الحسين بن فارس وآخرون.
فال شيرويه الديلمي كان صدوقاً قدوة له أتباع.
توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة.
قال صالح بن أحمد: سماع القدماء منه أصح ذهب عامة كتبه في المحنة وكف
بصره.
الشيخ
الإمام المحدث الصادق أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سابور
الأسواري الأصبهاني من أهل قرية سوارى من أعمال أصبهان ثقة رحال.
سمع إبراهيم بن عبد الله القصار وأبا يحيى بن أبي مسرة وأبا حاتم
الرازي والفضل بن محمد الشعراني وأبا إسماعيل الترمذي ومحمد بن غالب
التمتام وطبقتهم.
حدث عنه: أبو الشيخ وأبو إسحاق بن حمزة والحسين بن علي بن أحمد وأبو
بكر بن مردويه وابن المقرئ وعلي بن ميلة وعدة.
توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة.
حديثه عال في الثقفيات.
الإمام المحدث الرباني القدوة أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم
النهدي الأذرعي شيخ دمشق.
ارتحل وسمع بمصر من يحيى بن أيوب ومقدام بن داود وأبي يزيد القراطيسي
والنسائي وسمع بحمص من موسى بن عيسى بن المنذر وبدمشق من أبي زرعة
النصري.
حدث عنه: ابن جميع وابن مندة وتمام الرازي وأبو عبد الله بن أبي كامل
وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو محمد بن أبي نصر وخلق سواهم.
قال أبو الحسين الرازي كان من جلة أهل دمشق وعبادها وعلمائها.
وقال عبد القاهر بن عبد العزيز الصائغ سمعت أبا يعقوب الأذرعي يقول
سألت الله أن يقبض بصري فعميت فتضررت في الطهارة فسألت الله أعادة بصري
فأعاده تفضلا منه.
توفي أبو يعقوب يوم النحر سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
أخبرنا عمر بن القواس أخبرنا عبد الصمد بن محمد القاضي حضورا أخبرنا
علي بن المسلم أخبرنا الحسين بن طلاب حدثنا ابن جميع حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الأذرعي حدثنا محمد بن علي حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا
زهير بن عباد حدثنا منصور بن عمار قال قال سليمان عليه السلام إن
الغالب لهواه أشد من الذي يفتح المدينة وحده.
المحدث المعمر أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة
العباداني.
حدث ببغداد عن الحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن حرب ومحمد بن عبد الملك
الدقيقي وعباس الترقفي وأحمد بن منصور الرمادي وطائفة.
روى عنه: ابن رزقويه وأبو علي بن شاذان والحسين بن عمر بن برهان
وجماعة.
قال الخطيب رأيت أصحابنا يغمزونه بلا حجة فإن أحاديثه كلها مستقيمة خلا
حديث خلط في إسناده وسماعه من علي بن حرب بسامراء.
ولد سنة ثمان وأربعين ومئتين.
وقال حملوني إلى الحسن بن عرفة سنة ست وخمسين فقال حدثنا المحاربي
ونسيت الباقي.
وقال محمد بن يوسف القطان هو صدوق غير أنه سمع وهو صغير.
قلت: بقي إلى سنة أربع أو سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
ابن
طفيل بن زيد بن طفيل الإمام الحافظ القدوة أبو يعلى التميمي النسفي.
ولد سنة تسع وخمسين ومئتين.
وسمع من جده الطفيل بن زيد وأبي حاتم الرازي وأبي يحيى بن أبي مسرة
المكي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأبي الزنباع روح بن الفرج ويوسف بن
يزيد القراطيسي وعلي بن عبد العزيز البغوي وطبقتهم.
وكان من الفقهاء القائلين بالظاهر بفقه محمد بن داود ببغداد وكان
منافرا لأهل القياس ثريا متبعا ناسكا كثير العلم.
حدث عنه: عبد الملك بن مروان الميداني وأحمد بن عمار بن عصمة ويعقوب بن
إسحاق وأهل نسف وأبو علي منصور بن عبد الله الذهلي وأبو نصر أحمد بن
محمد الكلاباذي وعدة.
وبلغنا أن شيخ المعتزلة أبا القاسم الكعبي شيخ أهل الكلام لما قدم نسف
أكرموه ولم يأت إليه أبو يعلى فقال الكعبي نحن نأتي الشيخ فلما دخل لم
يقم له ولا التفت من محرابه فكسر الكعبي خجله وقال بالله عليك أيها
الشيخ لا تقم ودعا له وأثنى قائما وانصرف.
قال جعفر المستغفري أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي النسفي قال شهدت جنازة
الشيخ أبي يعلى بالمصلى فغشيتنا أصوات طبول مثل ما يكون من العساكر حتى
ظن جمعنا أن جيشا قد قدم فكنا نقول ليتنا صلينا على الشيح قبل أن
يغشانا هذا فلما اجتمع الناس وقاموا للصلاة وأنصتوا هدأ الصوت كأن لم
يكن ثم إني رأيت في النوم كأن إنسانا واقفا على رأس درب أبي يعلى وهو
يقول أيها الناس من أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى أو نحو
هذا.
توفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاث مئة بنسف وهي
التي يقال لها أيضاً نخشب.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد التميمي أخبرنا
عثمان بن علي البيكندي أخبرنا الحسن بن عبد الملك النسفي أخبرنا جعفر
بن محمد المستغفري أخبرنا الحسن بن علي بن قدامة أخبرنا عبد المؤمن بن
خلف حدثنا سعيد بن المغيرة أبو عثمان حدثنا الفزاري أخبرنا يزيد بن
السمط عن الحكم بن عبيد الأيلي عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم "من قرأ في ليلة تنزيل السجدة واقتربت وتبارك كن له
نورا أو حرزا من الشيطان ورفع في الدرجات".
هذا حديث غريب.
أخبرنا أبو بكر الآنمي وإسحاق الأسدي قالا أخبرنا عبد الله بن رواحة
أخبرنا السلفي أخبرنا أحمد بن الحسن الصوفي بمكة أخبرنا عبد الملك بن
محمد الحاكم بطوس أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله الأخرس أخبرنا أبو
مسلم غالب بن علي الرازي أخبرنا محمد بن إسماعيل النسفي أخبرنا عبد
المؤمن بن خلف أخبرنا يحيى بن المستفاد أخبرنا وهب بن جعفر أخبرنا
جنادة بن مروان الحمصي أخبرنا الحارث بن النعمان سمعت أنس بن مالك يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من عبادي من لو سألني الجنة
بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط لم أعطه أريد أن أدخر له في
الآخرة".
هذا حديث غريب منكر وفي إسناده من لا يعرف.
الإمام العلامة المفتي المحدث شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن إسحاق بن
أيوب بن يزيد النيسابوري الشافعي المعروف بالصبغي.
مولده في سنة ثمان وخمسين ومئتين.
رأى يحيى بن محمد الذهلي وأبا حاتم الرازي.
وسمع الفضل بن محمد الشعراني وإسماعيل بن قتيبة ويوسف بن يعقوب
القزويني والحارث بن أبي أسامة وهشام بن علي السيرافي وعلي بن عبد
العزيز البغوي وإسماعيل القاضي ومحمد بن أيوب البجلي وطبقتهم بنيسابور
والحجاز والبصرة وبغداد والري.
وجمع وصنف وبرع في الفقه وتميز في علم الحديث. حج في سنة 283 فقرأ له
أبو القاسم البغوي على عمه منتقى المسند.
حدث عنه: حمزة بن محمد الزيدي وأبو علي الحافظ وأبو أحمد الحاكم وأبو
بكر الإسماعيلي ومحمد بن إبراهيم الجرجاني وأبو عبد الله الحاكم وخلق
كثير.
قال الحاكم سمعته يقول لما ترعرعت اشتغلت بتعلم الفروسية ولم أسمع
حرفاً وحملت إلى الري وأبو حاتم حي وسألته عن مسألة في ميراث أبي ثم
رجعنا إلى نيسابور في سنة ثمانين ومئتين فبينا أنا على باب دارنا وأبو
حامد ابن الشرقي وأبو حامد بن حسنويه جالسين فقالا لي اشتغل بسماع
الحديث قلت: ممن قالا من إسماعيل بن قتيبة فذهبت إليه وسمعت فرغبت في
الحديث ثم خرجت إلى العراق بعد بسنة.
قال الحاكم بقي الإمام أبو بكر يفتي بنيسابور نيفاً وخمسين سنة ولم
يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها وله الكتب المبسوطة مثل الطهارة
والصلاة والزكاة ثم إلى آخر كتاب المبسوط.
سمعت أبا الفضل بن إبراهيم يقول كان أبو بكر بن إسحاق يخلف إمام الائمة
ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة في الجامع وغيره.
ثم قال الحاكم سمعت الشيخ أبا بكر يقول رأيت في منامي كأني في دار فيها
عمر وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل فأشار إلي أن أجيبهم فما زلت
أسأل وأجيب وهو يقول لي أصبت امض أصبت امض فقلت: يا أمير المؤمنين ما
النجاة من الدنيا أو المخرج منها؟ فقال لي بإصبعه الدعاء فأعدت عليه
السؤال فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه ثم قال الدعاء.
قال الحاكم ومن تصانيفه كتاب الأسماء والصفات و كتاب الإيمان و كتاب
القدر و كتاب الخلفاء الأربعة و كتاب الرؤية و كتاب الأحكام وحمل الى
بغداد فكثر الثناء عليه يعني هذا التأليف و كتاب الإمامة.
وقد سمعته يخاطب كهلاً من أهل فقال حدثونا عن سليمان بن حرب فقال له
دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا وأخبرنا؟ فقال يا هذا لست أشم من كلامك
رائحة الإيمان ولا يحل لك أن تدخل هذه الدار ثم هجره حتى مات.
قال الحاكم سمعت محمد بن حمدون يقول صحبت أبا بكر بن إسحاق سنين فما
رأيته قط ترك قيام الليل لا في سفر ولا حضر.
رأيت أبا بكر غير مرة عقيب الأذان يدعو ويبكي وربما كان يضرب برأسه
الحائط حتى خشيت يوماً أن يدمى رأسه وما رأيت في جماعة مشايخنا أحسن
صلاة منه وكان لا يدع أحداً يغتاب في مجلسه.
وسمعته غير مرة إذا أنشد بيتا يفسده ويغيره حتى يذهب الوزن وكان يضرب
المثل بعقله ورأيه.
وسئل عمن يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة فقال يعيد الركعة.
ثم قال الحاكم حدثنا أبو بكر بن إسحاق حدثنا يوسف بن يعقوب القزويني
حدثنا سعيد بن يحيى الأصبهاني حدثنا سعير بن الخمس عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن عبد الله قال من أحب أن يلقى الله غداً مسلما فليحافظ على
هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن.
قال الحاكم كتب عني الدارقطني هذا وقال ما كتبته عن أحد قط ورواه
الخليلي عن الحاكم وقال الخليلي ورواه ابن مندة عن الصبغي وقال ابن
مندة كتبه عني أبو الشيخ الحافظ رواه جماعة عن الهجري وما جاء عن سعير
إلا من هذا الوجه عن أبي إسحاق وهو إبراهيم الهجري لا السبيعي ثم بالغ
الخليلي في تعظيمه.
قال الحاكم وسمعت أبا بكر بن إسحاق يقول خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي
ومعنا رجل كثير المجون فرأى أمرد فتقدم فقال السلام عليك وصافحه وقبل
عينيه وخده ثم قال حدثنا الدبري بصنعاء بإسناده قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: "إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه" فقلت: له ألا تستحي تلوط
وتكذب في الحديث يعني أنه ركب إسنادا للمتن.
توفي الصبغي في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة.
وفيها مات مسند همذان أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي وشيخ الصوفية
إبراهيم بن المولد والمسند أبو الفضل الحسن بن يعقوب البخاري والمسند
عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان والقاضي العلامة أبو القاسم علي بن
محمد بن أبي الفهم التنوخي وشيخ مرو الإمام أبو العباس القاسم بن
القاسم بن مهدي السياري سبط أحمد بن سيار الحافظ والمسند أبو الحسين
محمد بن أحمد بن محمد بن علي الأسواري الأصبهاني وشيخ المحدثين والزهاد
بنيسابور أبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري. قرأت على أبي
المعالي أحمد بن المؤيد أخبرنا محمد بن محمد المأموني أخبرنا أحمد بن
محمد الحافظ أخبرنا القاسم بن الفضل حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر
اليزدي إملاء أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي حدثنا محمد
بن غالب بن حرب حدثنا داود بن عبد الله الجعفري حدثنا مالك عن نافع عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر وإذا
رفع.
وبه: أخبرنا الصبغي حدثنا أحمد بن القاسم بن أبي مساور حدثنا أبو معمر
إسماعيل بن إبراهيم قال أملى علي ابن وهب من حفظه عن يونس عن الزهري عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس على منتهب ولا مختلس ولا
خائن قطع".
غريب جداً مع عدالة رواته فلا تنبغي الرواية إلا من كتاب فإني أرى ابن
وهب مع حفظه وهم فيه وللمتن إسناد غير هذا.
أبو
العباس محمد بن إسحاق الصبغي.
سمع يحيى بن الذهلي وسهل بن عمار وإبراهيم بن عبد الله السعدي.
قال لزم الفتوة إلى آخر عمره وكان أخوه ينهاه عن السماع لما كان
يتعاطاه.
عاش مئة سنة وأربع سنين وأملى مجالس.
مات سنة أربع وخمسين وثلاث مئة.
الإمام الحافظ الفقيه العلامة القدوة شيخ الإسلام أبو النضر محمد بن
محمد بن يوسف الطوسي الشافعي شيخ المذهب بخراسان.
ولد في حدود الخمسين ومئتين.
وسمع عثمان بن سعيد الدارمي والحارث بن أبي أسامة وإسماعيل القاضي وعلي
بن عبد العزيز البغوي والفضل بن عبد الله بن خرم اليشكري الهروي وأحمد
بن موسى الكوفي الحمار ومحمد بن عمرو قشمرد الحرشي ومحمد بن أيوب بن
الضريس وأحمد بن سلمة الحافظ والحسين بن محمد القباني وتميم بن محمد
الحافظ ومحمد بن نصر المروزي الفقيه ولازمه مدة وأكثر عنه.
وجمع وصنف وعمل مستخرجاً على صحيح مسلم وكان من أئمة خراسان بلا
مدافعة.
قال الحاكم رحلت إليه إلى طوس مرتين وسألته متى تتفرغ للتصنيف مع هذه
الفتاوى الكثيرة فقال جزأت الليل أثلاثا فثلث أصنف وثلث أنام وثلث أقرأ
القرآن.
قال وكان إماماً عابداً بارع الأدب ما رأيت في مشايخي أحسن صلاة منه
وكان يصوم الدهر ويقوم ويتصدق بما فضل من قوته وكان يأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر.
سمعت أحمد بن منصور الحافظ يقول أبو النضر يفتي الناس من سبعين سنة أو
نحوها ما أخذ عليه في فتوى قط.
ثم قال الحاكم دخلت طوس وأبو أحمد الحافظ على قضائها فقال لي ما رأيت
قط في بلد من بلاد الإسلام مثل أبي النضر رحمه الله.
قلت: روى عنه: الحاكمان ولم يقع لي من حديثه بالاتصال فيما أعلم.
قال الحاكم مات في شعبان سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
قلت: جاوز التسعين.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله الدمشقي أخبرنا القاسم بن أبي سعد
في كتابه أخبرنا جدي عمر بن أحمد أخبرنا أبو بكر بن خلف أخبرنا أبو عبد
الله الحافظ أخبرنا أبو النضر الفقيه حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا موسى
بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في دعائه: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من
أن أظلم أو أظلم".
إسناده قوي أخرجه الحاكم في المستدرك.
ورواه أبو داود عن موسى على الموافقة ورواه الترمذي نازلا عن حماد وله
علة من أجلها لم يخرجه مسلم رواه النسائي من وجوه عن الأوزاعي عن إسحاق
المذكور فقال عن جعفر بن عياض عن أبي هريرة.
الإمام الأوحد الحافظ المفتي شيخ خراسان أبو الوليد حسان بن محمد بن
أحمد بن هارون النيسابوري الشافعي العابد.
ولد بعد السبعين ومئتين.
وسمع من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وابن خزيمة وعدة ببلده
والحسن بن سفيان بنسا وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد وهذه
الطبقة وتفقه بأبي العباس بن سريج وهو صاحب وجه في المذهب ومن أغرب ما
أتى به أنه قال من كرر الفاتحة مرتين بطلت صلاته وهذا خلاف نص الإمام.
وقال الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم والتزم أنه هو المذهب لصحة الأحاديث
فيه وهذا فيه نظر لأن الإمام ما ضعف الأحاديث بل ادعى نسخها. حدث عنه:
الحاكم وابن مندة وأبو طاهر بن محمش والقاضي أحمد بن الحسن الحيري وأبو
الفضل أحمد بن محمد السهلي الصفار وعدة.
قال الحاكم صنف أبو الوليد المستخرج على صحيح مسلم.
وصنف الأحكام على مذهب الشافعي.
قال أبو سعد الأديب سألت أبا علي الثقفي فقلت: من نسأل بعدك قال أبا
الوليد.
قال الحاكم سمعت الأستاذ أبا الوليد يقول قال لي أبي أي شيء تجمع؟ قلت:
أخرج على كتاب البخاري فقال عليك بكتاب مسلم فإنه أكثر بركة فإن
البخاري كان ينسب إلى اللفظ.
قال محمد بن الذهلي ومسلم أيضاً نسب إلى اللفظ ألا تراه كيف قام من
مجلس الذهلي على رأس الملأ لما قال ألا من كان يقول بقول محمد بن
إسماعيل فلا يقربنا؟ فهذه مسألة مشكلة وقد كان أحمد بن حنبل وغيره لا
يرون الخوض في هذه المسألة مع أن البخاري رحمه الله ما صرح بذلك ولا
قال ألفاظنا بالقرآن مخلوقة بل قال أفعالنا مخلوقة والمقروء الملفوظ هو
كلام الله تعالى وليس بمخلوق فالسكوت عن توسع العبارات أسلم للإنسان.
ولقد كان أبو الوليد هذا من أركان الدين ولما توفي رثاه أبو طاهر بن
محمش الفقيه أحد تلامذته بقصيدة ستين بيتاً.
قال الحاكم أرانا أبو الوليد نقش خاتمه الله ثقة حسان بن محمد وقال
أرانا عبد الملك بن محمد بن عدي نقش خاتمه الله ثقة عبد الملك بن محمد
وقال أرانا الربيع نقش خاتمه الله ثقة الربيع بن سليمان وقال كان نقش
خاتم الشافعي الله ثقة محمد بن إدريس هذا إسناد ثابت.
مات أبو الوليد في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاث مئة عن اثنتين
وسبعين سنة.
قال الحاكم هو أبو الوليد القرشي الأموي الشافعي إمام أهل الحديث
بخراسان وأزهد من رأيت من العلماء وأعبدهم تفقه ببغداد على ابن سريج.
قلت: مات معه عالم أصبهان القاضي أبو أحمد العسال وحافظ خراسان أبو علي
الحسين بن علي بن زيد النيسابوري ومسند العصر بمصر أبو الفوارس أحمد بن
محمد السندي الصابوني ومسند بغداد أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي العطشي
وأبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني ومسند دمشق أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح سنان المخزومي وشيخ القراء أبو طاهر عبد
الواحد بن أبي هاشم والمعمر أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه بن علم
الصفار وأبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ببغداد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا القاسم بن عبد الله الصفار أخبرتنا
عائشة بنت أحمد أخبرنا الحسن بن علي البستي أخبرنا يحيى بن إبراهيم
المزكي حدثنا الزاهد إمام عصره أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه حدثنا
أبو عبد الله البوشنجي حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن ابن الهاد عن
ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو
في صلاته: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح
الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم
والمغرم" الحديث.
الشريف الكبير أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي بن حسن بن الشريف
طباطبا واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن السيد الإمام
علي بن أبي طالب العلوي الحسني المدني ثم المصري.
كان محتشماً ذا أموال وعقار وعبيد وضياع ودائرة واسعة بحيث قيل: كان في
دهليز داره رجل يكسر اللوز دائما لعمل الحلواء وكان يصلح للخلافة وكان
يهدي إلى الأستاذ كافور وإلى الكبراء وله جلالة عجيبة.
توفي سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة.
ويقال بقي حتى قدم المعز وطلب منه نسبه والظاهر أن ذلك يكون ولد هذا
الشريف وقيل بل الذي كلم المعز الشريف أبو إسماعيل الرسي.
الشيخ
المحدث الأمين أبو القاسم إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى
بن الجراب البغدادي البزاز.
ولد بسامراء سنة اثنتين وستين ومئتين.
سمع موسى بن سهل الوشاء وأبا بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد البرتي
وعبد الله بن روح المدائني وجعفر بن محمد بن شاكر وإسماعيل القاضي
وطبقتهم.
حدث عنه: ابن جميع الغساني والحافظ عبد الغني وأخوه عبد الله بن سعيد
والحسين بن ميمون الصفار والحسين بن محمد بن رزيق المخزومي وعبد الرحمن
بن عمر بن النحاس وآخرون.
وثقه الخطيب.
توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مئة في شهر رمضان. قرأت عن يحيى بن أحمد
الجذامي أخبرنا محمد بن عماد أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا علي بن الحسن
القاضي أخبرنا الحسين بن محمد المخزومي الكوفي بمصر أخبرنا إسماعيل بن
يعقوب إملاء حدثنا محمد بن غالب بن حرب حدثنا عمار بن زربى حدثنا بشر
بن منصور السليمي عن داود بن أبي هند عن وهب بن منبه قال قرأت في بعض
الكتب التي أنزلت أن الله قال لموسى أتدري لأي شيء كلمتك قال لأي شيء
قال لأني اطلعت في قلوب العباد فلم أر قلبا أشد حبا لي من قلبك.
الإمام الحافظ المجود أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد
البر التجيبي الأندلسي القرطبي.
سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وأسلم بن عبد العزيز ومحمد بن عمر بن
لبابة ومحمد بن محمد بن النفاح الباهلي وطبقته بمصر وسعيد بن هاشم
الطبراني وغيره بالشام ورجع ثم ارتحل في الشيخوخة.
فتوفي بالشام بطرابلس في سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة.
روى عنه: عمر بن نمارة الأندلسي وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس.
القاضي العلامة أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي الحنفي.
مولده بأنطاكية سنة 278.
سمع أحمد بن خليد الحلبي والحسن بن أحمد بن حبيب صاحب مسدد وعمر بن أبي
غيلان.
وكان معتزلياً مناظراً منجماً شاعراً أديباً ولي قضاء الأهواز.
حدث عنه: ابنه المحسن وأبو حفص الآجري وأبوالقاسم بن الثلاج.
وكان أحد الأذكياء حفظ ست مئة بيت في يوم وليلة وله تصانيف.
وكان المطيع قد هم بتوليته قضاء القضاة.
ولما توفي بالبصرة وفى عنه المهلبي خمسين ألف درهم ديناً.
وقال ابنه كان يحفظ للطائيين ست مئة قصيدة ويحفظ من النحو واللغة شيئاً
عظيماً ومن العقليات ويجيب في أزيد من عشرين ألف حديث.
مات سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة.
الإمام المحدث الزاهد شيخ مرو أبو العباس القاسم بن القاسم بن مهدي
السياري المروزي سبط الحافظ أحمد بن سيار.
سمع أبا الموجه وأحمد بن عباد وصحب محمد بن موسى الفرغاني.
وعنه: عبد الواحد بن علي وأبو عبد الله الحاكم وغيرهما.
ومن قوله الخطرة للنبي والوسوسة للولي والفكرة للعامي والعزم للفتي.
مات سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة.
الحافظ المجود الفقيه أبو الحسن أحمد بن الخضر بن أحمد النيسابوري
الشافعي من كبار الأئمة.
سمع أحمد بن النضر وإبراهيم بن علي الذهلي وأبا عبد الله البوشنجي.
وعنه: رفيقه أبو علي الحافظ وأبو الوليد حسان بن محمد وهو أكبر منه
وأبو عبد الله الحاكم.
مات في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
المحدث الرحال الصدوق أبو الحسين محمد بن حسين بن محمد بن ماهيان
الجرجاني.
حدث بنيسابور عن الدبري وإسماعيل القاضي وتمتام وعلي بن عبد العزيز
وطبقتهم.
حدث عنه: الحاكم وكان متكلماً أديباً عالماً.
مات ببخارى في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
الإمام المحدث الحافظ الفقيه المفتي شيخ العراق أبو بكر أحمد بن سلمان
بن الحسن بن إسرائيل البغدادي الحنبلي النجاد.
ولد سنة ثلاث وخمسين ومئتين.
سمع أبا داود السجستاني ارتحل إليه وهو خاتمة أصحابه وأحمد بن ملاعب
ويحيى بن أبي طالب والحسن بن مكرم وأحمد بن محمد البرتي وهلال بن
العلاء الرقي وارتحل إليه وإسماعيل القاضي ويزيد بن جهور وأبا بكر بن
أبي الدنيا القرشي صاحب الكتب وإبراهيم الحربي والحارث بن أبي أسامة
والكديمي وعبد الملك بن محمد الرقاشي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وجعفر
بن أبي عثمان الطيالسي ومعاذ بن المثنى وبشر بن موسى ومحمد بن عبد الله
مطيناً وخلقاً كثيراً.
وصنف ديواناً كبيراً في السنن.
حدث عنه: أبو القطيعي وأبو بكر عبد العزيز الفقيه وابن شاهين
والدارقطني وابن مندة وأبو بكر محمد بن يوسف الرقي وأبو الحسن بن
الفرات وأبو سليمان الخطابي وأبو عبد الله الحاكم وابن رزقويه وأبو
الحسين بن بشران وأبو القاسم الخرقي وأبو بكر بن مردويه وأبو علي بن
شاذان وابن عقيل الباوردي وأبو القاسم بن بشران وعدد كثير.
وكان أبو الحسن بن رزقويه يقول النجاد ابن صاعدنا. وقال أبو إسحاق
الطبري كان النجاد يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف فيترك منه لقمة
فإذا كان ليلة الجمعة تصدق برغيفه واكتفى بتلك اللقم.
وقال أبو بكر الخطيب كان النجاد صدوقاً عارفا صنف السنن وكان له بجامع
المنصور حلقة قبل الجمعة للفتوى وحلقة بعد الجمعة للإملاء.
وقال الدارقطني حدث النجاد من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله.
قال الخطيب كان قد أضر فلعل بعضهم قرأ عليه ذلك.
مات النجاد رحمه الله تعالى في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة.
وفيها مات شيخ الصوفية المحدث جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ببغداد
وقاضي مصر أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن بن الخصيب ومسند الكوفة
أبوالحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي وأبو بكر محمد بن الحارث بن
أبيض.
أخبرنا الفقيه أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحليم بالإسكندرية أخبرنا
علي بن مختار العابدي أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أخبرنا أبو بكر أحمد
بن علي الطريثيثي أخبرنا علي بن أحمد الرزاز حدثنا أبو بكر النجاد قال
قرئ على أبي داود سليمان بن الأشعث وأنا أسمع حدثنا رجاء بن مرجى حدثنا
أبو همام الدلال حدثنا سعيد بن السائب عن محمد بن عبد الله بن عياض عن
عثمان بن أبي العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعل مسجد
الطائف حيث كانت طواغيتهم.
وقع لي من رواية النجاد كتاب الناسخ لأبي داود و جزء التراجم والثاني
من فوائد الحاج وخمسة مجالس ومجلس مفرد وجزء سقت منه الخبر المذكور وفي
الأمالي البشرانية وفي أمالي أبي المطيع وفي مستخرج أبي علي بن شاذان
وفي الأول والثاني لأبي الحسين بن بشران وفيهما انتقاء اللالكائي وفي
عشرة مجالس الحرفي.
وفي الثقفيات وأجزاء يحيى المزكي وفي البلفسة وأماكن.
شيخ
المالكية بالقيروان أبو محمد عبد الله بن أبي هاشم مسرور التجيبي
مولاهم الإفريقي عرف بابن الحجام إمام كبير شهير.
أخذ عن جماعة وسمع من عيسى بن مسكين وابن أبي سليمان وطائفة.
حمل عنه أبو محمد بن أبي زيد وجماعة.
وكان على مجلسه مهابة وسكينة كأنما على رؤوسهم الطير وكان يشبه بيحيى
بن عمر وبحمديس القطان.
شاخ وعمر فقيل إنه تدفأ بنار فاحترق لما نعس في سنة ست وأربعين وثلاث
مئة وله ثلاث وثمانون سنة وله عدة تصانيف في فنون العلم وكتب بخطه
المتقن كثيراً.
قال أبو الحسن القابسي ترك سبعة قناطير كتب كلها بخط يده.
فقيل أخذها السلطان العبيدي ومنع الناس منها كيدا للإسلام وقيل سلم
ثلثها كان قد أودعه عند ابن أبي زيد.
نقلت: حاله من تاريخ عبد الله بن محمد المالكي وذكره عياض أيضاً.
زاهد
الأندلس جمع ابن بشكوال أخباره في جزء مفرد.
قال أبو جعفر بن عون الله سمعته يقول لا عانق الأبكار في جنات النعيم
والناس غدا في الحساب إلا من عانق الذل وضاجع الصبر وخرج منها كما دخل
فيها ما رزق امرؤ مثل عافية ولا تصدق بمثل موعظة ولا سأل مثل مغفرة.
وعن خالد بن سعيد قال قيل: إن أبا وهب عباسي وكان لا ينتسب وكان صاحب
عزلة باع ماعونه قبل موته فقيل ما هذا قال أريد سفرا فمات بعد أيام
يسيرة.
وعن ابن حفصون قال قلت: لأبي وهب تعلم أني كبير الدار فاسكن معي وأخدمك
وأشاركك في الحلو والمر قال لا أفعل إني طلقت الدنيا بالأمس أفأراجعها
اليوم فالمطلق إنما يطلق المرأة بعد سوء خلقها وقلة خيرها وليس في
العقل الرجوع إلى مكروه وفي الحديث "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين".
وقال فقير فقد قلت: ليلة لأبي وهب قم بنا لزيارة فلان قال وأين العلم
ولي الأمر له طاعة وقد منع من المشي ليلاً.
قال يونس بن مغيث طرأ أبو وهب إلى قرطبة وكان جليلاً في الخير والزهد
يقال إنه من ولد العباس وكان يقصده الزهاد ويألفونه وإذا جاءه من ينكر
من الناس تباله وتوله وإذا قيل: له من أين أنت؟ قال أنا ابن آدم ولا
يزيد وأخبرني من صحبه أنه يفضي منه جليسه إلى علم وحلم ويقين في الفقه
والحديث وقيل كان ربما جلب من النبات ما يقوته.
توفي سنة أربع وأربعين وثلاث مئة وقبره يزار.
الإمام الأوحد العلامة اللغوي المحدث أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن
أبي هاشم البغدادي الزاهد المعروف بغلام ثعلب. ولد سنة إحدى وستين
ومئتين. وسمع من موسى بن سهل الوشاء وأحمد بن عبيد الله النرسي ومحمد
بن يونس الكديمي والحارث بن أبي أسامة و أحمد بن زياد بن مهران السمسار
وإبراهيم بن الهيثم البلدي وإبراهيم الحربي وبشر بن موسى الأسدي وأحمد
بن سعيد الجمال ومحمد بن هشام بن البختري ومحمد بن عثمان العبسي.
ولازم ثعلباً في العربية فأكثر عنه إلى الغاية وهو في عداد الشيوخ في
الحديث لا الحفاظ وإنما ذكرته لسعة حفظه للسان العرب وصدقه وعلو
إسناده.
حدث عنه: أبو الحسن بن رزقويه وابن مندة وأبو عبد الله الحاكم والقاضي
أبو القاسم ابن المنذر وأبو الحسين بن بشران والقاضي محمد بن أحمد ابن
المحاملي وعلي بن أحمد الرزاز وأبو الحسن الحمامي وأبو علي بن شاذان
وخلق كثير.
وقع لي أربعة أجزاء من حديثه.
قرأت على أحمد بن إسحاق الزاهد أنبأنا ظفر بن سالم ببغداد سنة 557
عشرين وست مئة أخبرنا هبة الله بن أحمد الشبلي سنة أخبرنا محمد ابن علي
بن أبي عثمان أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم سنة سبع وأربع
مئة حدثنا أبو عمر غلام ثعلب حدثنا موسى بن سهل الوشاء حدثنا أبو النضر
حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب
الجرشي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بين
يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل
رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم".
إسناده صالح.
قال أبو الحسن ابن المرزبان كان أبو محمد بن ماسي من دار كعب ينفذ إلى
أبي عمر غلام ثعلب وقتا بعد وقت كفايته ما ينفق على نفسه فقطع ذلك عنه
مدة لعذر ثم أنفذ إليه جملة ما كان في رسمه وكتب إليه يعتذر فرده وأمر
أن يكتب على ظهر رقعته أكرمتنا فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا.
قلت: هو كما قال أبو عمر لكنه لم يجمل في الرد فإن كان قد ملكه بإحسانه
القديم فالتملك بحاله وجبر التأخير بمجيئه جملة وباعتذاره ولو أنه قال
وتركتنا فأعتقتنا لكان أليق.
قال الخطيب أبو بكر في ترجمة أبي عمر الزاهد: ابن ماسي لا أشك أنه
إبراهيم بن أيوب والد أبي محمد عبد الله.
قال وأخبرني عباس بن عمر سمعت أبا عمر الزاهد يقول ترك قضاء حقوق
الإخوان مذلة وفي قضاء حقوقهم رفعة.
قال الخطيب سمعت غير واحد يحكي عن أبي عمر أن الأشراف والكتاب كانوا
يحضرون عنده ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها وله جزء قد جمع فيه فضائل
معاوية فكان لا يترك واحداً منهم يقرأ عليه شيئاً حتى يبتدئ بقراءة ذلك
الجزء.
وكان جماعة من أهل الأدب لا يوثقون أبا عمر في علم اللغة حتى قال لي
عبيد الله بن أبي الفتح يقال إن أبا عمر كان لو طار طائر لقال حدثنا
ثعلب عن ابن الأعرابي ثم يذكر شيئاً في معنى ذلك.
فأما الحديث فرأيت جميع شيوخنا يوثقونه فيه وحدثنا علي بن أبي علي عن
أبيه قال ومن الرواة الذين لم ير قط أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب أملى
من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة فيما بلغني وجميع كتبه إنما أملاها بغير
تصنيف ولسعة حفظه اتهم وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر أن السائل وضعه
فيجيب عنه ثم يسأله غيره بعد سنة فيجيب بجوابه.
أخبرت أنه سئل عن قنطرة فقيل ما هي فقال كذا وكذا قال فتضاحكنا ولما
كان بعد شهور هيأنا من سأله عنها فقال أليس قد سئلت عن هذه منذ شهور
وأجبت.
قال ابن خلكان استدرك على الفصيح لثعلب كراساً سماه فائت الفصيح وله
كتاب الياقوتة و كتاب الموضح و كتاب الساعات و كتاب يوم وليلة و كتاب
المستحسن و كتاب الشورى و كتاب البيوع و كتاب تفسير أسماء الشعراء و
كتاب القبائل و كتاب المكنون والمكتوم و كتاب التفاحة و كتاب المداخل و
كتاب فائت الجمهرة و كتاب فائت العين وأشياء. قال الخطيب حكى لي رئيس
الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن عمن حدثه أن أبا عمر الزاهد كان يؤدب
ولد أبي عمر محمد بن يوسف القاضي فأملى يوماً على الغلام ثلاثين مسألة
في اللغة وختمها ببيتين قال فحضر ابن دريد وابن الأنباري وأبو بكر بن
مقسم عند القاضي فعرض عليهم المسائل فما عرفوا منها شيئاً وأنكروا
الشعر فقال لهم القاضي ما تقولون فيها؟ فقال ابن الأنباري أنا مشغول
بتصنيف مشكل القرآن وقال ابن مقسم وذكر اشتغاله بالقراءات وقال ابن
دريد هي من وضع أبي عمر ولا أصل لشيء منها في اللغة فبلغ أبا عمر فسأل
من القاضي إحضار دواوين جماعة عينهم له ففتح خزائنه وأخرج تلك الدواوين
فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهداً ويعرضه على القاضي
حتى تممها ثم قال والبيتان أنشدناهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي
على ظهر الكتاب الفلاني فأحضر القاضي الكتاب فوجدهما وانتهى الخبر إلى
ابن دريد فما ذكر أبا عمر الزاهد بلفظة حتى مات.
ثم قال رئيس الرؤساء وقد رأيت أشياء كثيرة مما استنكر على أبي عمر
واتهم فيها مدونة في كتب أئمة العلم وخاصة في غريب المصنف لأبي عبيد أو
كما قال.
قال الخطيب: سمعت عبد الواحد بن برهان يقول لم يتكلم في علم اللغة أحد
من الأولين والآخرين أحسن كلاما من كلام أبي عمر الزاهد قال وله كتاب
غريب الحديث ألفه على مسند أحمد بن حنبل ولليشكري في أبي عمر قصيدة
منها:
فلو أنني أقسمت ما كنت كاذباً |
|
بأن لم ير الراؤون حبراً يعادله |
إذا قلت: شارفنا أواخر علمـه |
|
تفجر حتى قلت: هذا أوائلـه |
مات أبو عمر في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
المحدث الإمام أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح البغدادي البزاز.
ولد سنة 263.
سمع يحيى بن جعفر وأبا قلابة ومحمد بن الفرج الأزرق وأبا العيناء وعدة.
وعنه: ابن رزقويه وابن الفضل القطان وأبو علي بن شاذان والحاكم وجماعة.
وصفه ابن رزقويه بالحفظ.
مات في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
الإمام العلامة مفتي دمشق وبقية الفقهاء الأوزاعية القاضي أبو الحسن
أحمد بن سليمان بن أيوب بن داود بن عبد الله بن حذلم الأسدي الدمشقي
الأوزاعي.
حدث عن أبيه وبكار بن قتيبة القاضي ويزيد بن عبد الصمد وسعد بن محمد
البيروتي وأبي زرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة والحسن بن
جرير الصوري وجماعة.
حدث عنه: تمام الرازي وأبو عبد الله بن منده والحسين بن معاذ الداراني
وأبو عبد الله بن أبي كامل وعبد الرحمن بن أبي نصر وآخرون.
وتصدر للاشتغال وناب في قضاء دمشق عن الحسين بن هروان وعن أبي الطاهر
الذهلي.
قال أبو الحسين الرازي كانت له حلقة في جامع دمشق يدرس فيها مذهب
الأوزاعي.
أنبأنا ابن علان عن القاسم بن عساكر أخبرنا أبي أخبرنا ابن الأكفاني
أخبرنا الكتاني أخبرنا تمام قال كان القاضي أبو الحسن بن حذلم له مجلس
في الجمعة يملي فيه في داره فحضرنا فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في النوم وعن يمينه أبو بكر وعمر وعن يساره عثمان وعلي في داري فجئت
فجلست بين يديه فقال لي يا أبا الحسن قد اشتقنا إليك فما اشتقت إلينا؟.
قال تمام فلم يمض جمعة حتى توفي في شوال سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
قال الكتاني وكان قاضي دمشق وكان ثقة مأموناً نبيلاً.
وقال ابن زبر مات في ربيع الأول سنة سبع وله تسع وثمانون سنة.
قلت: كان جدهم حذلم من النصارى فأسلم.
الشيخ
المحدث الثقة أبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة البغدادي.
سمع أبا قلابة الرقاشي وعبد الله بن روح المدائني ومحمد بن إسماعيل
السلمي وأحمد بن سعيد الجمال وطبقتهم ببغداد ولم يرحل.
حدث عنه: الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأخوه
عبد الملك وآخرون.
وقال أبوالفتح بن أبي الفوارس هو أول شيخ سمعت منه.
قلت: ولد سنة ثلاث وستين ومئتين وتوفي في صفر سنة سبع وأربعين وثلاث
مئة.
وقع لي الجزء الثالث من حديثه وهو أقدم شيخ لعبد الملك بن بشران.
الشيخ
العالم الصدوق أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس البغدادي العقبي
الدهقان يسكن بالعقبة التي بقرب دجلة. سمع أحمد بن عبد الجبار ومحمد بن
عيسى بن حيان والعباس بن محمد الدوري وأبا بكر بن أبي الدنيا وعبد
الكريم الديرعاقولي وطائفة.
حدث عنه: الحاكم وابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأبو علي بن شاذان
وأبو القاسم الحرفي وعبد الملك بن بشران وغيرهم.
وكان موثقاً.
توفي في سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
هو
شيخ الحنفية العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هشام البخاري ويلقب
بالأمين.
سمع أبا الموجه محمد بن عمرو وسهل بن شاذويه وصالح بن محمد جزرة.
وحج وحدث في طريقه.
روى عنه: أبو عمر بن حيويه وعبد الله بن عثمان الدقاق.
قال الحاكم هو فقيه أهل النظر في عصره كتبنا عنه.
قلت: أرخ وفاته غنجار في سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
ابن
محمد بن مكرم القاضي المحدث أبو بكر البغدادي البزاز.
سمع يحيى بن أبي طالب ومحمد بن عيسى المدائني ومحمد بن الحسين الحنيني
وعبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ومحمد بن غالب وطائفة.
حدث عنه: ابن مندة والحاكم وأبو الحسن بن رزقويه وابن الفضل القطان
وأبو علي بن شاذان وآخرون.
وثقه الخطيب.
توفي في جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
يقع لي حديثه في أماكن.
ابن
مهران الإمام المحدث الصدوق أبو الحسن الفارسي السيرافي ثم المصري.
سمع الربيع المرادي وبحر بن نصر الخولاني وبكار بن قتيبة وإبراهيم بن
فهد وطائفة.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مفرج القرطبي وابن مندة وأبو محمد ابن النحاس
والمصريون وسمع منه أحمد بن عون الله القرطبي وتركه لأنه قرص له عثمان
رضي الله عنه ثم أملى حديثاً يتضمن مخالفة الجماعة فقال أجيفوا الباب
ما أمليته منذ ثلاثين سنة فاستشعر القوم ولو سكت لمد عليهم فقاموا عليه
ومنع من التحديث فكان يجلس منفرداً ثم تعصب له قوم من الفرس.
وحدث وقال غير واحد ما علمنا إلا خيراً.
توفي في شعبان سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
الإمام المحدث أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد الأصبهاني
السمسار.
سمع أحمد بن مهدي وأحمد بن عصام وعبيد بن الحسن الغزال وقدماء
الأصبهانيين.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة وأبو بكر بن مردويه وأبو نعيم وهو من
قدماء مشايخه.
وكان شيخ صدق.
توفي في رمضان سنة ست وأربعين وثلاث مئة عن نيف وتسعين سنة.
يقع من عواليه لابن خليل.
الشيخ
المسند الأمين أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي
النيسابوري الطرائفي.
سمع محمد بن أشرس والسري بن خزيمة وارتحل إلى عثمان بن سعيد الدارمي
فأكثر عنه.
حدث عنه: أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي والحاكم وابن محمش
والسلمي ويحيى بن المزكي وآخرون.
قال الحاكم كان صدوقاً قال لي أقمت ببغداد سنة أربع وثمانين ومئتين على
التجارة فلم أسمع بها شيئاً.
قال وتوفي في رمضان سنة ست وأربعين وثلاث مئة وصلى عليه أبو الوليد
الفقيه.
الشيخ
أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حسن التميمي البغدادي العلاف.
حدث بحلب عن أحمد بن عبيد الله النرسي والكديمي والحارث بن محمد
والباغندي.
وعنه: عبد الغني بن سعيد وأبو محمد بن النحاس وعبد الرحمن ابن الطبيز
السراج.
مات بمصر فجأة في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
الإمام المحدث الثقة مسند العراق أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد بن عباد القطان البغدادي.
سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي وأبا جعفر محمد بن عبيد الله ابن
المنادي ومحمد بن عيسى المدائني ويحيى بن أبي طالب ومحمد بن الجهم
ومحمد بن الحسين الحنيني وإسماعيل القاضي وعدة وروى الكثير وتفرد في
زمانه.
حدث عنه: الدارقطني وابن مندة والحاكم وابن رزقويه وأبو الحسين بن
بشران وأبو الحسن الحمامي وأبو علي بن شاذان وقوم آخرهم أبو القاسم بن
بشران.
قال الخطيب كان صدوقاً أديباً شاعراً راوية للأدب عن ثعلب والمبرد وكان
يميل إلى التشيع.
قال أبو عبد الله بن بشر القطان ما رأيت أحسن انتزاعاً لما أراد من آي
القرآن من أبي سهل بن زياد وكان جارنا وكان يديم صلاة الليل والتلاوة
فلكثرة درسه صار القرآن كأنه بين عينيه. قال الخطيب: وكان في أبي سهل
مزاح ودعابة سمعت البرقاني يقول كرهوه لمزاح فيه وهو صدوق.
وقال محمد بن علي الصوري: سمعت علي بن نصر بمصر يقول كنا يوماً بين يدي
أبي سهل بن زياد فأخذ شخص سكينا كانت بين يديه فجعل ينظر فيها فقال
مالك ولها أتريد أن تسرقها كما سرقتها أنا هذه سكين البغوي سرقتها منه.
توفي أبو سهل في شعبان سنة خمسين وثلاث مئة.
وكان مولده في سنة تسع وخمسين ومئتين.
وقع لنا حديثه في مواضع.
الإمام العلامة الخطيب الأديب المحدث الأخباري أبو محمد إسماعيل بن علي
بن إسماعيل بن يحيى البغدادي الخطبي المؤرخ.
سمع الحارث بن أبي أسامة ومحمد بن يونس الكديمي وبشر بن موسى وجماعة.
حدث عنه: أبو حفص بن شاهين والدارقطني وابن مندة وابن رزقويه وأبو
الحسن الحمامي وأبو علي بن شاذان وآخرون.
ولد في أول سنة تسع وستين ومئتين.
قال الخطيب في ترجمته كان فاضلاً عارفاً بأيام الناس وأخبارهم وخلفائهم
صنف تاريخاً كبيراً على السنين وقد وثقه الدارقطني.
روى ابن رزقويه عن إسماعيل الخطبي قال وجه إلي الراضي بالله ليلة الفطر
فحملت إليه راكباً فدخلت عليه وهو جالس في الشموع فقال لي يا إسماعيل
إني قد عزمت في غد على الصلاة بالناس فما الذي أقول إذا انتهيت إلى
الدعاء لنفسي فأطرقت ساعة ثم قلت: يا أمير المؤمنين قل: "رب أوزعني أن
أشكر نعمتك التي أنعمت علي". الأحقاف فقال لي حسبك فقمت وتبعني خادم
فأعطاني أربع مئة دينار.
قلت: كان مجموع الفضائل يرتجل الخطب.
قال محمد بن العباس بن الفرات كان ركيناً عاقلاً مقدماً من أهل الثقة
والأدب وأيام الناس قل من رأيت مثله.
قلت: توفي في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاث مئة.
الشيخ
العالم المحدث الصدوق المسند أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البخاري ثم
البغدادي الدهقان نزيل بخارى ومسندها.
مولده في سنة ست وستين ومئتين.
سمع في حداثته من يحيى بن أبي طالب والحسن بن مكرم وموسى بن سهل الوشاء
وجعفر الصائغ وأبي بكر بن أبي الدنيا وأبي قلابة الرقاشي وطبقتهم.
حدث عنه: أبو أحمد الحاكم وإسماعيل بن الحسين الزاهد وعلي بن القاسم
الرازي وأحمد بن الوليد الزوزني شيخ للبيهقي وأبو نصر أحمد بن محمد بن
إبراهيم البخاري والحافظ محمد بن أحمد غنجار وأهل ما وراء النهر.
وكان والده بخارياً فقدم بغداد وتأهل فولد له بها أبو بكر ونشأ بها ثم
رجع محتده وهو ابن عشرين سنة وكان فقيهاً شافعي المذهب محدثا فهما لا
بأس به.
قال أبو كامل البصري: سمعت بعض مشايخي يقول كنا في مجلس ابن خنب فأملى
في فضائل علي رضي الله عنه بعد أن كان أملى فضائل الثلاثة إذ قام أبو
الفضل السليماني وصاح أيها الناس هذا دجال فلا تكتبوا وخرج من المجلس
لأنه ما سمع بفضائل الثلاثة.
قلت: هذا يدل على زعارة السليماني وغلظته الله يسامحه.
توفي ابن خنب في غرة رجب سنة خمسين وثلاث مئة.
الشيخ
الإمام المحدث الصدوق المعمر مسند الوقت أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن
عبد الله الهجيمي البصري.
ولد سنة نيف وخمسين ومئتين.
وسمع من: الحسين بن محمد بن أبي معشر وجعفر بن محمد بن شاكر وأبي قلابة
الرقاشي وعبد الرحيم بن دنوقا ومحمد بن يونس الكديمي وعبيد بن عبد
الواحد البزاز وطبقتهم.
حدث عنه: أبو بكر محمد بن الفضل البابسيري وطلحة بن يوسف المؤذن وأبو
سعيد محمد بن علي النقاش وآخرون.
قال أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في المشيخة سمعت عبد الرحيم بن
أحمد البخاري يقول رأى أبو إسحاق الهجيمي أنه تعمم فدور على رأسه مئة
وثلاث دورات فعبرت له بحياة مئة وثلاث سنين فما حدث حتى بلغ المئة ثم
حدث فقرأ عليه القارىء وأراد أن يختبر عقله فقال:
إن الجبان حتفه من فوقـه |
|
كالكلب يحمي جلده بروقه |
فرد
عليه الهجيمي فقال كالثور فإن الكلب لا روق له قال ففرحوا بصحة ذهنه.
توفي الهجيمي في آخر سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة.
وقيل اسم جده عبد الأعلى.
وفيها مات يحيى بن منصور القاضي وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت
المكي وعبد الله بن جعفر بن الورد وشيخ الحنفية قاضي الحرمين أبو
الحسين أحمد بن محمد النيسابوري وأحمد بن إبراهيم بن جامع المصري
وميمون بن إسحاق الهاشمي. وحدث فيها أبو جعفر بن دحيم الكوفي وأبو بكر
بن زياد النقاش.
الإمام الحافظ البارع الصدوق إن شاء الله القاضي أبو الحسين عبد الباقي
بن قانع بن مرزوق بن واثق الأموي مولاهم البغدادي صاحب كتاب معجم
الصحابة الذي سمعناه.
ولد سنة خمس وستين ومئتين.
سمع الحارث بن أبي أسامة وإبراهيم بن الهيثم البلدي وإبراهيم بن إسحاق
الحربي ومحمد بن مسلمة الواسطي وإسماعيل بن الفضل البلخي وبشر بن موسى
وأحمد بن موسى الحمار وعبيد بن شريك البزار وأحمد بن إسحاق الوزان
ومحمد بن يونس الكديمي وأبا مسلم الكجي وعلي بن محمد بن أبي الشوارب
وعبيد بن غنام ومطينا ومعاذ بن المثني وأحمد بن إبراهيم بن ملحان.
وكان واسع الرحلة كثير الحديث بصيراً به.
حدث عنه: الدارقطني وأبو الحسن بن رزقويه وأبو عبد الله الحاكم وأبو
الحسين بن الفضل القطان وأحمد بن علي البادي وأبو علي بن شاذان وأبو
الحسن الحمامي وأبو القاسم بن بشران وأبو الحسن بن الفرات وعدد كثير.
قال البرقاني البغداديون يوثقونه وهو عندي ضعيف.
وقال الدارقطني كان يحفظ ولكنه يخطىء ويصر.
وروى الخطيب عن الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال كان ابن قانع قد
حدث به اختلاط قبل موته بنحو من سنتين فتركنا السماع منه وسمع منه قوم
في اختلاطه.
قال الخطيب توفي في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة.
الإمام المحدث الرحال أبو علي محمد بن هارون بن شعيب بن عبد الله بن
عبد الواحد ويقال شعيب بن علقمة ويقال ابن ثمامة من ولد أنس بن مالك
الأنصاري وقيل لا الدمشقي من أهل قرية قيننة غربي المصلى.
سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان وصنف وجمع وليس بالمتقن.
سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم المرادي وأبا علاثة محمد بن عمرو وبكر بن
سهل الدمياطي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ومطيناً وأبا خليفة.
وعنه: ابن المقرئ وابن مندة وتمام والعفيف بن أبي نصر وعبد الوهاب
الميداني.
قال الكتاني كان يتهم.
توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة عن سبع وثمانين سنة.
وقع لنا جزء من حديثه عند مكرم بن أبي الصقر.
المحدث الإمام المنصور محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن قاسم بن منصور
العتكي النيسابوري.
سمع من السري بن خزيمة ومحمد بن أشرس والحسين بن الفضل وإسماعيل بن
قتيبة وأحمد بن سلمة وطبقتهم.
أكثر عنه الحاكم وأثنى عليه وقال كان شيخاً متيقظاً فهماً صدوقاً جيد
القراءة صحيح الأصول توفي في آخر سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
قلت: مات وهو في عشر التسعين ويعرف أيضاً بالصبغي نسبة إلى بيع الصبغ.
الإمام الحجة أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع المصري
السكري المقرئ.
سمع مقدام بن داود الرعيني وروح بن الفرج القطان وعلي بن عبد العزيز
البغوي وأحمد بن محمد الرشديني.
وحدث بحرف نافع عن بكر بن سهل عن أبي الأزهر عن ورش عنه.
روى عنه: أحمد بن عمر الجيزي ومحمد بن محمد الحضرمي وأحمد بن محمد بن
الحاج ومحمد بن علي الأدفوي وأبو الحسين بن جميع وأبو عبد الله بن مندة
وعبد الرحمن بن عمر النحاس وآخرون.
وثقة أبو سعيد بن يونس وقال توفي في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
ابن نيخاب |
الشيخ
الصدوق أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي.
حدث ببغداد في سنة تسع وأربعين وثلاث مئة عن إبراهيم بن ديزيل ومحمد بن
أحمد بن أبي العوام وبشر بن موسى وأبي مسلم الكجي ومحمد بن أيوب وعدة.
روى عنه: أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم
وأبو علي بن شاذان وآخرون.
قال الخطيب لم نسمع فيه إلا خيراً.
المحدث العالم الصادق أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي
النيسابوري.
سمع الفضل بن محمد الشعراني واليسع بن زيد المكي صاحب سفيان بن عيينة
وإسماعيل بن قتيبة وعلي بن عبد العزيز وتمتاما وعدة.
روى عنه: الحاكم وأبو نصر بن قتادة وأبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن
محمد بن أبي صادق نزيل مصر وآخرون.
ذكره الحكم فقال محدث كثير الرحلة والسماع صحيح السماع.
توفي سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
الإمام العلامة شيخ النحو أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه بن
المرزبان الفارسي النحوي تلميذ المبرد.
سمع يعقوب الفسوي فأكثر له عنه تاريخه ومشيخته وسمع ببغداد من عباس بن
محمد الدوري ويحيى بن أبي طالب وأبي محمد بن قتيبة وعبد الرحمن بن محمد
كربزان ومحمد بن الحسين الحنيني.
قدم من مدينة فسا في صباه إلى بغداد واستوطنها وبرع في العربية وصنف
التصانيف ورزق الإسناد العالي وكان ثقة.
مولده سنة ثمان وخمسين ومئتين وكان والده رحل به.
حدث عنه: الدارقطني وابن شاهين وابن مندة وابن رزقويه وابن الفضل
القطان وأبو علي بن شاذان وآخرون.
وله كتاب الإرشاد في النحو وشرح كتاب الجرمي و كتاب الهجاء و شرح
الفصيح و غريب الحديث و أدب الكاتب و المذكر والمؤنث و المقصور
والممدود و المعاني في القراءات وأشياء وكان ناصرا لنحو البصريين تخرج
به أئمة.
وثقة ابن مندة وغيره.
وضعفه اللالكائي هبة الله وقال بلغني عنه أنه قيل له حدث عن عباس
الدوري حديثا ونعطيك درهما ففعل ولم يكن سمع منه.
قال الخطيب سمعته يقول هذا وهذه الحكاية باطلة ابن درستويه كان أرفع
قدراً من أن يكذب وحدثنا ابن رزقويه عنه بأمالي فيها أحاديثه عن عباس
وسألت البرقاني عنه فقال ضعفوه بروايته تاريخ يعقوب عنه وقالوا إنما
حدث به يعقوب قديما فمتى سمعه منه.
قال الخطيب في هذا نظر فإن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين سمع من
علي بن المديني وطبقته فلا يستنكر أن يكون بكر بابنه في السماع مع أن
أبا القاسم الأزهري حدثني قال رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتاريخ يعقوب
بن سفيان ووجدت سماعه فيه صحيحاً.
قلت: توفي في صفر سنة سبع وأربعين وثلاث مئة أخذ عن ثعلب والمبرد
وتصانيفه كثيرة.
الشيخ
الإمام الأديب الثقة المأمون أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن
عمر بن راشد البجلي الدمشقي.
سمع بكار بن قتيبة ويزيد بن عبد الصمد وأبا زرعة وخلقا كثيراً.
حدث عنه: ابن مندة وتمام وأبو علي بن مهنا وعبد الرحمن بن أبي نصر
التميمي.
وكان أحد الشعراء بلغ خمساً وتسعين سنة.
توفي سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
وفيها توفي أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي وأحمد ابن
عثمان الأدمي ببغداد وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري وأبو علي محمد بن
القاسم بن معروف وأحمد بن سليمان بن حذلم القاضي.