الإمام الثقة المفسر المحدث الأديب العلامة أبو زكريا يحيى بن محمد بن
عبد الله بن عنبر بن عطاء السلمي مولاهم العنبري النيسابوري المعدل.
سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي ومحمد بن عمرو قشمرد
والحسين بن محمد القباني وإبراهيم بن أبي طالب وابن خزيمة وخلقا
كثيراً.
روى عنه: أبو بكر بن عبدش وأبو علي الحافظ وهما من أقرانه وأبو الحسين
الحجاجي والحاكم وابن مندة وآخرون.
قال الحاكم قال أبو علي الحافظ أبو زكريا يحفظ من العلوم ما لو كلفنا
حفظ شيء منها لعجزنا عنه وما أعلم أني رأيت مثله.
ثم قال الحاكم اعتزل أبو زكريا الناس وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة
سنة.
سمعته يقول العالم المختار أن يرجع إلى حسن حال فيأكل الطيب والحلال
ولا يكسب بعلمه المال ويكون علمه له جمال وماله من الله من عليه
وإفضال.
قلت: توفي في شوال سنة أربع وأربعين وثلاث مئة وله ست وسبعون سنة.
الشيخ
الإمام الصدوق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان بن الأركون القرشي
مولاهم الدمشقي وإلى جدهم سنان تنسب قنطرة سنان بباب توما.
حدث عن محمد بن سليمان بن بنت مطر وأبي زرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن
يحيى بن حمزة وحمزة بن عبد الله الكفربطناني وخلق كثير.
وعنه: ابنه وعبد الوهاب الكلابي وابن مندة وتمام وعبد الرحمن بن محمد
بن ياسر وعدة.
قال الكتاني كان ثقة نيف على الثمانين.
وقال الميداني مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
الإمام الحافظ المجود أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم
الأزهري الإسفراييني.
رحل به خاله الحافظ أبو عوانة.
وسمع من أبي بكر بن رجاء ومحمد بن أيوب بن الضريس وأبي مسلم الكجي
وأحمد بن سهل وأبي خليفة الجمحي ويوسف بن يعقوب القاضي وعبد الله بن
أحمد بن حنبل وأقرانهم. روى عنه: الحاكم فقال كان محدث عصره ومن أجود
الناس أصولاً وعبد الرحمن بن محمد بالويه وعلي بن محمد بن علي
الإسفراييني وولده أبو نعيم عبد الملك الأزهري وآخرون.
قال الحاكم توفي سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
قلت: حديثه كثير في تواليف البيهقي من جهة علي بن محمد بن علي المقرئ
عنه.
ابن
عيسى الشيخ الإمام الحافظ الناقد أبو حامد الطوسي الأديب.
بالغ الحاكم في تعظيمه وقال ورد نيسابور مرات وقل من رأيت في المشايخ
أجمع منه.
سمع من عبد الله بن شيرويه وإبراهيم بن إسحاق الأنماطي وهذه الطبقة من
أصحاب قتيبة وإسحاق.
قال وردت طوس وقاضيها أبو أحمد الحافظ فسمعته يقول إني لأتبجح بأحمد بن
منصور أن يكون رجوعي في السؤال عن المشايخ إليه.
قال الحاكم وتوفي في سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
الإمام المحدث مفيد مرو أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل
المحبوبي المروزي راوي جامع أبي عيسى عنه.
وسمع من سعيد بن مسعود صاحب النضر بن شميل ومن الفضل بن عبد الجبار
الباهلي وأبي الموجه وعدة.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله الحاكم وعبد الجبار ابن
الجراح وإسماعيل بن ينال المحبوبي مولاه وجماعة.
وكانت الرحلة إليه في سماع الجامع.
وكان شيخ البلد ثروة وإفضالاً وسماعه مضبوط بخط خاله أبي بكر الأحول
وكانت رحلته إلى ترمذ للقي أبي عيسى في خمس وستين ومئتين وهو ابن ست
عشرة سنة.
قال الحاكم سماعه صحيح.
قلت: توفي في شهر رمضان سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
وآخر أصحابه موتا مولاه إسماعيل بن ينال الذي أجاز لأبي الفتح الحداد
مروياته.
ابن
العلاء العلامة أبو الفضل القشيري البصري المالكي.
سمع الموطأ من أحمد بن موسى السامي وسمع من أبي مسلم الكجي وحكى عن سهل
التستري.
وصنف التصانيف في المذهب وسكن مصر.
ومؤلفه في الأحكام نفيس وألف في الرد على الشافعي وعلى المزني والطحاوي
وعلى أهل القدر.
حدث عنه: الحسن بن رشيق وعبد الله بن محمد بن أسد القرطبي وعبد الرحمن
بن عمر بن النحاس وآخرون.
توفي في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مئة بمصر.
الشيخ
الثقة العالم أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسة
البصري التمار رواي السنن.
سمع أبا داود السجستاني وأبا جعفر محمد بن الحسن بن يونس الشيرازي
وإبراهيم بن فهد الساجي وغيرهم.
روى عنه: أبو سليمان حمد الخطابي وأبو بكر بن المقرئ وأبو بكر بن لال
وأبو الحسين بن جميع وأبو علي حسين بن محمد الروذباري وعبد الله بن
محمد بن عبد المؤمن القرطبي شيخ ابن عبد البر وآخرون.
وهو آخر من حدث بالسنن كاملاً عن أبي داود وقد عاش بعده أبو بكر النجاد
عامين وعنده عن أبي داود أحاديث من السنن وجزء الناسخ والمنسوخ.
وآخر من روى عن ابن داسة بالإجازة الحافظ أبو نعيم الأصبهاني.
توفي سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
أخبرنا عمر بن غدير أخبرنا أبو القاسم الأنصاري أخبرنا جمال الإسلام
علي أخبرنا أبو نصر الخطيب أخبرنا أبو الحسين الغساني أخبرنا محمد بن
بكر بالبصرة حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن حدثنا الحسن بن مالك حدثنا
مبارك بن فضالة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن القزع.
إمام
النحو فريد العصر أبو القاسم إبراهيم بن عثمان القيرواني.
كان فيما القفطي يحفظ كتاب العين و المصنف لأبي عبيد و إصلاح المنطق و
كتاب سيبويه وأشياء وبعضهم يفضله على ثعلب والمبرد.
توفي سنة ست وأربعين وثلاث مئة بالمغرب.
الإمام الكبير المحدث قاضي القضاة أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن
بن الخصيب بن الصقر الأصبهاني الفقيه الشافعي مصنف المسائل المجالسية
في الفقه.
سمع أبا شعيب الحراني وبهلول بن إسحاق ومحمد بن عثمان العبسي ويوسف
القاضي ومحمد بن يحيى المروزي وأحمد بن الحسين الطيالسي وطبقتهم.
وعنه: ابنه الخصيب ومنير بن أحمد الخلال والحافظ عبد الغني وعبد الرحمن
بن النحاس وعبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي وعدة. ولي قضاء دمشق في
سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة ثم ولي قضاء مصر ثم ولي قضاء دمشق بعد
الأربعين وثلاث مئة من جهة الخليفة المطيع وولي قضاء مصر في سنة تسع
وثلاثين من قبل ابن أم شيبان قاضي بغداد فركب بالسواد إلى دار الإخشيد
وكان أبى أن يتولى من قبل ابن أم شيبان فقيل له يلي ولدك محمد وأنت
الناظر فنظر في أمور مصر وبعث نواب النواحي وولي نظر الأوقاف وتصلب
وجمد ثم قدم أبو الطاهر الذهلي القاضي فركب ابن الخصيب وابنه إليه فما
وجداه وعلم فلم يكافئهما فصارت عداوة ثم حج الذهلي وعاد إلى دمشق وكان
قاضيها ثم وقع بين ابن الخصيب وبين ابنه وعاند أباه ثم استقل الأب وله
تأليف يرد فيه على ابن جرير.
توفي في المحرم سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة وهو في عشر الثمانين.
يقع لنا حديثه في الخلعيات.
الشيخ
الكبير مسند وقته أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن السندي المصري
الصابوني.
قال ولدت في أول سنة خمس وأربعين ومئتين.
سمع يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان وأبا إبراهيم المزني وبحر بن
نصر الخولاني وإبراهيم بن مرزوق وفهد بن سليمان وجماعة.
حدث عنه: الخطيب ومحمد بن أحمد التميمي وأحمد بن محمد بن الحاج
الإشبيلي وعبد الرحمن بن عمر النحاس ومحمد بن نظيف الفراء وآخرون.
يقع حديثه عالياً في الثقفيات و الخلعيات.
وعندي جزء من حديثه أخبرناه العز بن الفراء أخبرنا ابن البن أخبرنا جدي
أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء أخبرنا ابن نظيف عنه.
وفيه قال لنا أبو الفوارس ولدت في محرم سنة 245 وسمعت ولي عشر سنين.
قلت: قد عاش بعد أن سمع أربعا وتسعين سنة.
توفي في شوال سنة تسع وأربعين وثلاث مئة بمصر عن مئة وخمسة أعوام وهو
صدوق في نفسه وليس بحجة وقد أدخل عليه حديث باطل فرواه.
أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا جعفر الهمداني أخبرنا أبو طاهر السلفي
أخبرنا علي بن مردك بالري أخبرنا أبو سعد السمان أخبرنا أبو العباس بن
الحاج وأبو علي بن مهدي الرازي قالا أخبرنا أبو الفوارس ابن السندي
حدثنا محمد بن حماد الطهراني أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن
عروة عن عائشة عن أبي بكر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول: "النظر إلى وجه علي عبادة".
فهذا أدخل على أبي الفوارس.
وفيها مات الحافظ أبو علي النيسابوري وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه
والقاضي أبو أحمد العسال وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد النيسابوري
وأبو محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني ببغداد وأبو بكر بن علم الصفار.
الشيخ
المحدث المسند أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز
الخراساني البغوي ثم البغدادي وجده هو أخو محدث مكة علي بن عبد العزيز
وعم أبي القاسم البغوي.
سمع من عبد الرحمن بن محمد بن منصور كربزان ويحيى بن أبي طالب وعبد
الملك بن محمد الرقاشي وأحمد بن ملاعب وأحمد بن عبيد بن ناصح وخلق
كثير.
وروى الكثير وله أجزاء مشهورة تروى.
حدث عنه: الدارقطني وابن مندة والحاكم وابن رزقويه ويحيى بن إبراهيم
المزكي وعثمان بن دوست وأبو علي بن شاذان وآخرون.
قال حمزة السهمي سألت الدارقطني عنه فقال فيه لين.
قلت: توفي في شهر رجب سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
الشيخ
المعمر أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرويه البغدادي
الصفار المعروف بابن علم.
له جزء مشهور سمعناه.
روى عن محمد بن إسحاق الصغاني وأحمد بن أبي خيثمة وعبد الله بن أحمد
ومحمد بن نصر.
روى عنه: هلال الحفار وابن رزقويه وابن الفضل القطان وأبو علي بن
شاذان.
قال الخطيب لم أسمع أحداً يقول فيه إلا خيراً وجميع ما عنده جزء مات في
شعبان سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
ثم قال يقال أتى عليه مئة سنة وسنة.
قلت: حكايته عن عبد الله بن أحمد في قول أبيه لا تعد منكرة.
الشيخ
الإمام العلامة الحافظ القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة
البغدادي تلميذ محمد بن جرير الطبري.
ولد سنة ستين ومئتين.
حدث عن محمد بن الجهم السمري ومحمد بن سعد العوفي وعبد الملك بن محمد
الرقاشي والحسن بن سلام السواق ومحمد بن مسلمة الواسطي وطبقتهم.
حدث عنه: الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو العلاء محمد بن الحسن
الوراق ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبو الحسن الحمامي وأبو علي بن شاذان
وآخرون.
قال أبو الحسن بن رزقويه لم تر عيناي مثله وسمعته يذكر مولده.
قال الخطيب كان من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر
والتواريخ وله في ذلك مصنفات ولي قضاء الكوفة.
وقال الدارقطني كان متساهلاً ربما حدث من حفظه بما ليس في كتابه وأهلكه
العجب كان يختار لنفسه ولا يقلد أحداً.
توفي ابن شجرة في المحرم سنة خمسين وثلاث مئة وله تسعون سنة.
وقال الدارقطني أيضاً كان لا يعد لأحد من الفقهاء وزنا أملى كتاباً في
السنن وتكلم على الأخبار.
قال ابن الذهبي وقع لي من عواليه وكان من بحور العلم فأخمله العجب.
وقد صنف كتاباً في القراءات وله مؤلف في غريب القرآن و كتاب موجز
التأويل عن معجز التنزيل و كتاب التاريخ و كتاب الشروط.
وفيها مات محمد بن المؤمل الماسرجسي وأحمد بن علي بن حسنويه المقرئ
وأبو عمر محمد بن يوسف الكندي وأبو جعفر عبد الله ابن إسماعيل بن بريه
وأبو سهل بن زياد وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن أحمد بن خنب.
الحافظ الإمام أبو بكر القاسم بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى القنطري
السامري.
روى عن الكديمي وخلف بن عمرو العكبري ومقدام بن داود وأنس بن سلم وأبي
يعلى الموصلي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن محمد بن هارون
الخلال وخلق.
والغالب على حديثه المناكير والموضوعات.
روى عنه: ابن بطة وأبو الحسن بن رزقويه وأبو سهل محمود بن عمرو العكبري
وآخرون.
حدث في سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
قلت: ما علمت أن أحداً ضعفه والكلام المذكور فيه هو عبارة ابن النجار
فلعل الضعف في تلك الروايات من غيره.
الشيخ
المسند الثقة محدث سمرقند أبو جعفر محمد بن محمد ابن عبد الله بن حمزة
بن جميل البغدادي المشهور بالجمال.
استوطن سمرقند وروى بها الكثير عن أبي بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن عبد
الله النرسي وجعفر بن محمد بن شاكر وعبد الكريم بن الهيثم وطبقتهم
ببلده ثم ارتحل وكان يسافر في التجارة فسمع من أبي زرعة النصري وغيره
بدمشق ومن أبي علاثة محمد بن عمرو ويحيى بن عثمان بن صالح وخير بن عرفة
بمصر ومن عبيد الكشوري والدبري باليمن وحصل الأصول.
روى عنه: ابن مندة والحاكم وأبو سعد الإدريسي ومحمد بن إبراهيم
الجرجاني وخلق وانتخب عليه الحافظ أبو علي النيسابوري.
وحدث قي تجارته بأماكن.
قال الحاكم هو محدث عصره بخراسان وأكثر مشايخنا رحلة وأثبتهم أصولا
اتجر إلى الري وسكنها مدة فقيل له الرازي وكان صاحب جمال فقيل له
الجمال انتقى عليه أبو علي أربعين جزءاً.
وتوفي سمرقند في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
الشيخ
المعمر الشهير أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان النيسابوري
التاجر السفار ابن حسنويه.
قال الحاكم سمع من أبي عيسى الترمذي جملة من مصنفاته وأبي حاتم الرازي
والسري ابن خزيمة ومحمد بن عبد الوهاب الفراء والحارث بن أبي أسامة
وكان من المجتهدين في العبادة الليل والنهار.
قال ولو اقتصر على سماعه الصحيح لكان أولى به لكنه حدث عن جماعة أشهد
بالله أنه لم يسمع منهم.
وقد سألته عن سنه سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة فقال لي ست وثمانون سنة
وأدخلت الشام سنة ست وستين ومئتين وأنا ابن اثنتي عشرة سنة وأخرجت من
اسمه أحمد من شيوخي فخرج مئة وعشرين ثم دخلت عليه سنة تسع وثلاثين فقال
قد حلفت أن لا أحدث ثم بعد ساعة قال حدثنا فلان فذكر حكاية بإسناد ولا
أعلمه وضع حديثاً أو ركب سنداً وإنما المنكر من حاله روايته عمن تقدم
موتهم.
قال ابن عساكر روى عن أحمد بن شيبان وأحمد بن الأزهر وعيسى بن أحمد
البلخي ومسلم بن الحجاج وإسحاق الدبري.
حدث عنه: ابن مندة والحاكم وأبو أحمد بن عدي ومنصور بن عبد الله
الخالدي وأبو عبد الرحمن السلمي وعبد الرحمن بن محمد السراج وعلي بن
محمد الطرازي. قال الحاكم قال لي يوماً ألا تراقبون الله أما لكم حياء
يحجزكم عن تحقير المشايخ جاءني أبو علي الحافظ وأنكر روايتي عن أحمد بن
أبي رجاء المصيصي وهذا كتابي وسماعي منه وهذا حفيدي كهل وقال حمزة
السهمي سئل ابن مندة بحضرتي عن ابن حسنويه المقرئ فقال كان شيخاً أتى
عليه مئة وعشر سنين.
قلت: غلط ابن مندة ما وصل إلى المئة أصلاً.
قال حمزة: وسألت أبا زرعة محمد بن يوسف عنه فقال كذاب بحضرتي.
وقال الحاكم سمعته يقول ما رأيت أعجب من هذا الأصم كان يختلف معنا إلى
الربيع بن سليمان وما سمع من ياسين القتباني وكان جار الربيع فكتبت
قوله وأريته الأصم فصاح وقال والله ما عرفته إلا بعد رجوعي من مصر.
قال أبو القاسم بن مندة توفي في رمضان سنة خمسين وثلاث مئة.
قلت: على ما زعم من سنه يكون عاش ثمانيا وتسعين سنة إن صدق.
قال ابن عساكر ابن حسنويه المقرئ التاجر النيسابوري قال محمد بن صالح
بن هانئ كان ابن حسنويه يديم الاختلاف معنا إلى السري بن خزيمة وشيعناه
يوم خروجه إلى أبي حاتم.
قال الحاكم ورحل إلى الترمذي.
الشيخ
الصدوق المعمر أبو محمد البغدادي الصواف من موالي محمد بن الحنفية.
سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي وغلام خليل والحسن بن السمح وأحمد بن
هارون البرديجي الحافظ.
حدث عنه: أبو الحسن بن رزقويه وابن الفضل القطان وأبو الحسن الحمامي
وأبو علي بن شاذان وغيرهم.
قال الخطيب كان صدوقاً ولد سنة ستين ومئتين وتوفي سنة إحدى وخمسين
وثلاث مئة.
قلت: له جزء مروي سمعناه من أصحاب البهاء عبد الرحمن.
الشيخ
الإمام الشريف المعمر شيخ بني هاشم أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن
إبراهيم بن الأمير عيسى بن أمير المؤمنين المنصور أبي جعفر عبد الله بن
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي البغدادي.
سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي وأبا بكر بن أبي الدنيا وجماعة.
حدث عنه: أبو الحسن بن رزقويه وأبو القاسم بن المنذر وأحمد بن عبد الله
البادي وأبو علي بن شاذان وجماعة.
وكان خطيب جامع بغداد فكان يقول رقى هذا المنبر الواثق وأنا وكلانا في
درجة في النسب إلى المنصور.
قلت: وقد عاش بعد الواثق نحواً من مئة وعشرين سنة.
وثقة الخطيب.
وتوفي في صفر سنة خمسين وثلاث مئة وله سبع وثمانون سنة.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن السليمي أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الفقيه
وأخبرنا أبو جعفر عبد الرحمن بن عبد الله الخياط ومحمد بن أحمد القزاز
وأبو المعالي محمد بن علي وعلي بن جعفر المؤذن وبيبرس المجدي قالوا
أخبرنا يحيى بن أبي السعود البزاز قال أخبرتنا شهدة الكاتبة أخبرنا
محمد بن الحسن الباقلاني أخبرنا الحسن ين ابن بكر البزاز أخبرنا أبو
جعفر عبد الله بن إسماعيل الهاشمي وحمزة بن محمد الدهقان وأبو سهل
القطان وابن السماك قالوا أخبرنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو معاوية
عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الدين عزيزة
إلى يوم القيامة".
الشيخ
الإمام المحدث الصالح مسند أصبهان أبو محمد عبد الله ابن المحدث جعفر
بن أحمد بن فارس الأصبهاني.
سمع من محمد بن عاصم الثقفي ويونس بن حبيب وأحمد بن يونس الضبي وهارون
بن سليمان وأحمد بن عصام وإسماعيل سمويه ويحيى بن حاتم وحذيفة بن غياث
والكبار وتفرد بالرواية عنهم.
وقارب المئة وكان من الثقات العباد.
حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة وأبو ذر بن الطبراني وأبو بكر بن أبي
علي الذكواني وأبو بكر بن فورك وابن مردويه والحسين بن إبراهيم الجمال
ومحمد بن علي بن مصعب وغلام محسن أحمد بن يزداد وأبو نعيم الحافظ
وانتهى إليه علو الإسناد.
مولده في سنة ثمان وأربعين.
وقال أبو بكر بن المقرئ رأيته يحدث بمكة في أيام المفضل بن محمد
الجندي.
وقال ابن مندة كان شيوخ الدنيا خمسة ابن فارس بأصبهان والأصم بنيسابور
وابن الاعرابي بمكة وخيثمة بأطرابلس وإسماعيل الصفار ببغداد.
قال ابن مردويه وعبد الله بن أحمد السوذرجاني في تاريخهما كان ثقة.
وقال أبو الشيخ حكى أبو جعفر الخياط لنا قال حضرت موت عبد الله بن جعفر
وكنا جلوسا عنده فقال هذا ملك الموت قد جاء وقال بالفارسية اقبض روحي
كما تقبض روح رجل يقول تسعين سنة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمد عبده ورسوله.
قال أبو الشيخ رأيت عبد الله بن جعفر في النوم فقلت: ما فعل الله بك
قال غفر لي وأنزلني منازل الأنبياء.
قال وتوفي في شوال سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
المحدث الرحال الإمام أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان المروزي الصيرفي
كان يقول زد خمسين فبنوا له لقبا من ذلك.
سمع أبا قلابة الرقاشي وأحمد بن عبيد الله النرسي وأبا الموجه محمد بن
عمرو وعبد الصمد بن الفضل وأبا حاتم الرازي لكن عدم سماعه من أبي حاتم.
روى عنه: ابن عدي والحاكم وابن مندة وغنجار ومنصور الكاغدي وحسين بن
محمد الماسرجسي.
سار إلى سمرقند لميراث له من غلامه فمات ببخارى سنة خمس وأربعين وثلاث
مئة كذا أرخه الحاكم.
وقال السمعاني وغيره بل توفي سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة.
وما علمت أنا به بأساً.
المحدث الثقة المسند أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم
البغدادي الطستي الوكيل.
سمع أحمد بن عبيد الله النرسي وأبا بكر بن أبي الدنيا ودبيس بن سلام
القصباني وحامد بن سهل وإبراهيم الحربي وطبقتهم.
وله جزءان مرويان للسلفي وقع لنا أحدهما بالاتصال.
حدث عنه: أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وعلي بن داود
الرزاز وأبو علي بن شاذان.
وعاش ثمانين سنة.
توفي في شعبان سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
ابن
مفرج بن بكر أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجاري المالكي الحافظ صاحب
التصانيف.
ولد في حدود الستين ومئتين.
وسمع بقرطبة من محمد بن وضاح الحافظ ومن عبيد الله بن يحيى بن يحيى
وأحمد بن الراضي وأبي عثمان الأعناقي وقد سمع بوادي الحجارة مدينة صارت
للعدو من محمد بن عزرة وأبي وهب بن أبي نخيلة.
وقد حدث بمسند ابن أبي شيبة عن ابن وضاح.
وكان رأسا في الفقه بصيرا بالحديث ورجاله مع ورع وتقوى دارت الفتيا
عليه ببلده وله تواليف وأوضاع أحضروه إلى قرطبة وأخرجت إليه أصول ابن
وضاح التي سمعها منه فسمعت عليه وسمع منه عالم عظيم وازدحموا عليه.
أخذ عنه أبو محمد القلعي وأبو عبد الرحيم أحمد بن العجوز ومحمد بن علي
بن الشيخ وأبو عمر أحمد بن الجسور وأحمد بن القاسم التاهرتي وحمل
الحافظان ابن عبد البر وابن حزم عن أصحابه وقد كان منه هفوة في القول
بالقدر نسأل الله السلامة.
وقال أبو الوليد بن الفرضي ترك لأنه كان يدعو الى بدعة وهب بن مسرة.
ومما نقل عن ابن مسرة أنه كان يقول ليست الجنة التي أخرج منها أبونا
آدم بجنة الخلد بل جنة في الأرض.
فهذا تنطع وتعمق مرذول.
قال الطلمنكي في رده على الباطنية ابن مسرة ادعى النبوة وزعم أنه سمع
الكلام فثبت في نفسه أنه من عند الله.
قلت: ليس هذا من قبيل ادعاء النبوة بل من قبيل الغلط والجهل.
توفي ببلده بعد رجوعه من قرطبة في نصف شعبان سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
الشيخ
الإمام القدوة المحدث شيخ الصوفية أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن
قاسم البغدادي كان يسكن محلة الخلد.
سمع الحارث بن أبي أسامة وعلي بن عبد العزيز وأبا مسلم الكجي وعمر بن
حفص السدوسي وأبا العباس بن مسروق.
وصحب أبا الحسين النوري والجنيد وأبا محمد الجريري.
حدث عنه: يوسف القواس والحاكم وأبو الحسن بن الصلت وعبد العزيز الستوري
والحسين الغضائري وابن رزقويه وابن الفضل القطان وأبو الحسن الحمامي
وأبو علي بن شاذان.
وقال الخطيب ثقة قال إبراهيم بن أحمد الطبري سمعت الخلدي يقول مضيت إلى
عباس الدوري وأنا حدث فكتبت عنه مجلسا وخرجت فلقيني صوفي فقال أيش هذا
فأريته فقال ويحك تدع علم الخرق وتأخذ علم الورق ثم خرق الأوراق فدخل
كلامه في قلبي فلم أعد إلى عباس ووقفت بعرفة ستا وخمسين وقفة.
قلت: ما ذا إلا صوفي جاهل يمزق الأحاديث النبوية ويحض على أمر مجهول
فما أحوجه إلى العلم.
قيل عجائب بغداد نكت المرتعش وإشارات الشبلي وحكايات الخلدي.
قال القواس سمعت الخلدي يقول لا توجد لذة المعاملة مع لذة النفس. وعن
الخلدي قال عندي مئة وثلاثون ديوانا من دواوين القوم.
قلت: توفي سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة في رمضان وله خمس وتسعون سنة
وعندي مجالس من أماليه.
المحدث الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الأنصاري
الصرفندي الشامي وصرفندة حصن بالساحل دثر.
سمع بكار بن قتيبة وأبا أمية الطرسوسي ومعاوية بن صالح ويزيد ابن عبد
الصمد والربيع بن محمد اللاذقي وعدة.
روى عنه: عبد الله بن علي بن أبي العجائز وشهاب بن محمد الصوري وأبو
الحسين بن جميع وغيرهم.
هذا الذي عندي من حاله رحمه الله.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم أخبرنا عبد الصمد بن محمد حضورا أخبرنا علي
بن المسلم أخبرنا الحسين بن طلاب أخبرنا محمد بن أحمد الغساني حدثنا
إبراهيم بن إسحاق الصرفندي قال كتب إلي جعفر بن عبد الواحد قال لنا
سعيد بن سلام حدثنا المسيب أبو زهير سمعت أبا جعفر المنصور يحدث عن
أبيه عن جده عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العباس
عمي ووصيي ووارثي".
هذا حديث منكر وجعفر ليس بثقة.
الفيلسوف الباهر شيخ الطب أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد
القيرواني تلميذ إسحاق بن سليمان الإسرائيلي.
اتصل بالدولة العبيدية وكثرت أمواله وحشمته.
وصنف الكثير من ذلك كتاب زاد المسافر في الطب و الأدوية المفردة و
رسالة في النفس طويلة و كتاب ذم إخراج الدم و كتاب أسباب وباء مصر
والحيلة في دفعه و كتاب دولة المهدي وظهوره بالغرب.
وكان حيا في دولة المعز بالله.
وله كتاب طب الفقراء وأشياء وطال عمره.
الملك
الملقب بأمير المؤمنين الناصر لدين الله أبو المطرف عبد الرحمن بن
الأمير محمد بن صاحب الأندلس عبد الله بن صاحب الأندلس محمد بن صاحب
الأندلس عبد الرحمن بن صاحبها الحكم بن صاحبها هشام بن الأمير الداخل
عبد الرحمن بن معاوية بن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بن مروان
المرواني الأندلسي.
باني مدينة الزهراء والذي دامت دولته خمسين سنة وصاحب الفتوحات الكثيرة
والغزوات المشهورة وهو أول من تلقب بألقاب الخلافة وذلك لما بلغه قتل
المقتدر ووهن الخلافة العباسية فقال أنا أولى بالاسم والنعت.
قتل أبو هذا شابا ولهذا عشرون يوماً فكلفه جده فلما مات جده بويع هذا
سنة ثلاث مئة مع وجود الأكابر من أعمامه وأعمام أبيه فولي وعمره اثنتان
وعشرون سنة فضبط الممالك وخافته الأعداء وعمل الزهراء على بريد من
قرطبة فشيدها وزخرفها وأنفق عليها قناطير من الذهب وكان لا يمل من
الغزو فيه سؤدد وحزم وإقدام وسجايا حميدة أصابهم قحط فجاء رسول قاضيه
منذر البلوطي يحركه للخروج فلبس ثوبا خشنا وبكى واستغفر وتذلل لربه
وقال ناصيتي بيدك لا تعذب الرعية بي لن يفوتك مني شيء فبلغ القاضي
فتهلل وجهه وقال إذا خشع جبار الأرض يرحم جبار السماء فاستسقوا ورحموا.
وكان رحمه الله ينطوي على دين وحسن خلق ومزاح وكان دسته في وقته فوق
دست ملوك الإسلام ووزر له أبو مروان بن شهيد وغيره.
ونقل بعضهم أن وزيرا له قدم له هدية سنية منها خمس مئة ألف دينار وأربع
مئة رطل تبرا وألفا ألف درهم ومئة وثمانون رطلاً من العود ومئة أوقية
من المسك وخمس مئة أوقية عنبر وثلاث مئة أوقية كافور وثلاثون ثوبا
خاماً وست سرادقات وعشرة قناطير سمور وأربعة آلاف رطل حرير وألف ترس
وثمان مئة تجفاف وخمسة عشر حصانا وعشرون بغلا وأربعون مملوكا ومئة فرس
وعشرون سرية وضيعتان وألف جسر كل جسر قيمته ألف درهم فلقبه ذا
الوزارتين ورفع قدره.
وقد توفي الناصر قبل تتمة زخرفة مدينة الزهراء فأتمها ابنه المستنصر
وبها جامع عديم المثل وكذا منارته.
قال ابن عبد ربه لي أرجوزة ذكرت فيها غزواته.
افتتح سبعين حصنا من أعظم الحصون وقد مدحته الشعراء.
قلت: توفي في شهر رمضان سنة خمسين وثلاث مئة وله اثنتان وسبعون عاماً
رحمه الله.
وقد كنت ذكرت ترجمته مع جدهم فأعدتها بزوائد وفوائد وإذا كان الرأس
عالي الهمة في الجهاد احتملت له هنات وحسابه على الله أما إذا أمات
الجهاد وظلم العباد وللخزائن أباد فإن ربك لبالمرصاد.
مقرئ
دمشق العلامة أبو الحسن محمد بن النضر بن مر بن الحر الربعي الدمشقي بن
الأخرم تلميذ هارون الأخفش الدمشقي كانت له حلقة عظيمة بجامع دمشق
يقرؤون عليه من بعد الفجر إلى الظهر.
قال الداني روى عنه: القراءة عرضاً أحمد بن بدهن وأحمد بن نصر الشذائي
ومحمد بن أحمد الشنبوذي ومحمد بن الخليل وصالح بن إدريس وعلي بن محمد
بن بشر الأنطاكي وعبد الله بن عطية ومظفر بن برهام وعلي بن داود
الداراني ومحمد بن حجر وجماعة لا يحصى عددهم.
قلت: منهم محمد بن أحمد الجبني وسلامة المطرز وأبو بكر أحمد بن مهران.
وقد ذكره عبد الباقي بن الحسن فغلط وسماه علي بن حسن بن مر.
وقال علي بن داود الداراني قدم ابن الأخرم بغداد فأمر ابن مجاهد
تلامذته أن يختلفوا إلى ابن الأخرم.
وقال الشنبوذي قرأت عليه فما رأيت أحسن معرفة منه بالقرآن ولا أحفظ
وكان يحفظ تفسيرا كثيراً ومعاني حدثني أن الأخفش حفظه القرآن.
قال محمد بن علي السلمي قمت ليلة سحراً لآخذ النوبة على ابن الأخرم
فوجدت قد سبقني ثلاثون قارئا وقال لم تدركني النوبة إلى العصر.
توفي ابن الأخرم في سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة وعاش إحدى وثمانين سنة.
عالم
الشيعة بالكوفة أبو علي أحمد بن محمد بن عمار.
له تواليف منها أخبار آباء النبي صلى الله عليه وسلم و إيمان أبي طالب.
روى عنه: أحمد بن داود وغيره.
توفي سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
الشيخ
الثقة المعمر أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتى
بالفتح الكوفي الكاتب مولى آل زيد بن علي العلوي.
حدث ببغداد عن إبراهيم بن عبد الله العبسي وإبراهيم بن أبي العنبس
وأحمد بن أبي غرزة والحسين بن الحكم.
حدث عنه: ابن رزقويه وأبو الحسن الحمامي ومحمد بن الحسين القطان وأبو
علي بن شاذان وجماعة.
وثقه الخطيب وقال توفي في ربيع الأول سنة سبع وأربعين وثلاث مئة وله
ثمان وتسعون سنة.
وقع لنا من طريقه نسخة وكيع والطلبة يقولون ابن ماتي بالكسر فكأنه يسوغ
أيضاً.
الإمام الثقة المتقن أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي
الأديب.
حدث ببغداد عن إبراهيم بن أبي العنبس القاضي والحسن بن علي بن عفان
وأخيه محمد ومحمد بن الحسين الحنيني وإبراهيم بن عبد الله القصار.
حدث عنه: ابن رزقويه وأبو نصر بن حسنون وأحمد بن كثير البيع وعلي بن
داود الرزاز وأبو علي بن شاذان وآخرون.
وكان أديباً عالماً مليح الكتابة بديع الوراقة نسخ الكثير وكان من جلة
تلامذة ثعلب.
وثقه أبو بكر الخطيب.
وقال توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة عن أربع وتسعين
سنة.
وقع لابن الشحنة من طريقه الأمالي والقراءة جزء.
الشيخ
الثقة المسند أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو البغدادي
العطشي الأدمي.
مولده سنة خمس وخمسين ومئتين.
سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي وعباس بن محمد الدوري ومحمد بن ماهان
زنبقة ومحمد بن الحسين الحنيني.
حدث عنه: ابن رزقويه وهلال الحفار والحاكم وأبو علي بن شاذان وطلحة بن
الصقر وعدد كثير.
وكان البرقاني يوثقه.
قال الخطيب توفي في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وثلاث مئة وكان ثقة.
الشيخ
المعمر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى القصار الأصبهاني.
سمع أحمد بن مهدي وأحمد بن عصام وصالح بن أحمد بن حنبل وأسيد بن عاصم.
حدث عنه: أبو بكر بن أبي علي الذكواني وأبو نعيم الحافظ وجماعة.
ما علمت به بأساً.
توفي سنة تسع وأربعين وثلاث مئة وله سبع وتسعون سنة.
صاحب
مروج الذهب وغيره من التواريخ أبو الحسن علي بن الحسين بن علي من ذرية
ابن مسعود عداده في البغاددة ونزل مصر مدة.
وكان أخبارياً صاحب ملح وغرائب وعجائب وفنون وكان معتزلياً.
أخذ عن أبي خليفة الجمحي ونفطويه وعدة.
مات في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
الإمام المحدث أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي
الدمشقي ابن بنت عدبس.
حدث عن يزيد بن عبد الصمد وأبي زرعة وأحمد بن فيل البالسي وعبد الباري
الجسريني وخلق كثير. حدث عنه: أبو عبد الله بن مندة وتمام الرازي وعبد
الرحمن بن عمر بن نصر وعبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني وعبد الرحمن
بن أبي نصر التميمي.
قال الكتاني ثقة مأمون.
توفي في ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
الشيخ
الإمام الحافظ القدوة العابد أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن
محمد بن زكريا الأسداباذي الهمذاني صاحب التصانيف وقيل أحمد في جده
محمد رحال جوال.
سمع أبا خليفة الجمحي ومحمد بن نصير الأصبهاني والحسن بن سفيان وعبدان
الجواليقي وعبد الله بن ناجية وأبا يعلى وابن قتيبة العسقلاني ومحمد بن
خزيم وابن جوصا وأبا العباس السراج وخلقاً كثيراً.
وعنه: محمد بن مخلد العطار أحد شيوخه وابن شاهين وابن مندة وأبو بكر
الجوزقي والدارقطني والحاكم والقاضي عبد الجبار المعتزلي ويحيى بن
إبراهيم المزكي وعدة.
قال الحاكم قدم نيسابور سنة ثلاث فسمع المسند من ابن شيرويه فأقام
سنتين وأما رحلته إلى الآفاق فمشهورة وكان من الصالحين المذكورين
والحفاظ صنف الشيوخ والأبواب.
توفي بأسد اباذ في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
وقال الخطيب كان حافظاً متقناً مكثراً.
أخبرنا المسلم بن محمد في كتابه أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو
منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الحافظ أخبرني الأزهري أخبرنا الدارقطني
حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا الزبير بن عبد الواحد حدثني محمد بن
بشر وعبد الملك بن محمد قالا حدثنا هاشم بن مرثد سمعت يحيى بن معين
يقول الشافعي صدوق ليس به بأس.
الإمام السيد أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الهاشمي النيسابوري
المزكي أحد أصحاب الحديث.
سمع محمد بن عمرو قشمرد ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ومحمد بن أيوب
الرازي وأبا مسلم الكجي ومطينا والحسين بن محمد القباني وخلقا سواهم.
وعنه: الحاكم وأثنى عليه ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبو عبد الله بن
مندة وآخرون.
مات في شوال سنة سبع وأربعين وثلاث مئة.
الشيخ
المحدث أبو علي محمد بن القاسم بن معروف بن أبان التميمي الدمشقي.
سمع أحمد بن علي المروزي وأبا عمر محمد بن يوسف بن القاسم وزكريا بن
أحمد البلخي وأبا حامد محمد بن هارون وعدة.
وعنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن أبي نصر وعبد الغني بن سعيد الحافظ وعبد
الرحمن بن النحاس وعبيد الله بن الحسن الوراق وآخرون.
قال الكتاني حدث عن أحمد بن علي بأكثر كتبه واتهم في ذلك وقيل إن
أكثرها إجازة.
وكان يحب الحديث وأهله ويكرمهم وله دنيا وتواليف.
قال عبيد بن فطيس حدثني أنه ولد سنة ثلاث وثمانين وسمع سنة اثنتين
وتسعين ومئتين.
قال الكتاني مات سنة سبع وأربعين وثلاث مئة وقال غيره سنة تسع.
ومات أخوه أبو بكر أحمد سنة ثمان وكان مسنا سمع من أبي زرعة الدمشقي.
العلامة المفسر شيخ القراء أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد
الموصلي ثم البغدادي النقاش.
ولد سنة ست وستين ومئتين.
وحدث عن إسحاق بن سنين وأبي مسلم الكجي وإبراهيم بن زهير ومطين ومحمد
بن عبد الرحمن الهروي والحسن بن سفيان وابن خزيمة ومحمد بن علي الصائغ
وخلق.
وتلا على هارون الأخفش وأحمد بن أنس بدمشق وعلى الحسن بن الحباب وغيره
ببغداد وعلى الحسن بن أبي مهران بالري وعلى أبي ربيعة محمد بن إسحاق
وعدة.
قرأ عليه أبو بكر بن مهران وعبد العزيز بن جعفر الفارسي وأبو الحسن بن
الحمامي وإبراهيم بن أحمد الطبري وأبو الفرج الشنبوذي وعلي بن محمد
العلاف وعلي بن جعفر السعيدي وأبو الفرج النهرواني والحسن بن علي بن
بشار وخلق آخرهم موتا أبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحراني.
روى عنه: ابن مجاهد وهو من شيوخه والدارقطني وابن شاهين وأبو أحمد
الفرضي وأبو علي بن شاذان وأبو القاسم الحرفي.
وهو مؤلف شفاء الصدور في التفسير.
وكان واسع الرحلة قديم اللقاء وهو في القراءات أقوى منه في الروايات.
وله كتاب الإشارة في غريب القرآن و كتاب المناسك و دلائل النبوة و
المعاجم الثلاثة أوسط وأكبر وأصغر فالأكبر في معرفة المقرئين وله كتاب
كبير في التفسير نحو من أربعين مجلدا و كتاب القراءات بعللها و كتاب
السبعة و كتاب ضد العقل و كتاب أخبار القصاص وأشياء ولو تثبت في النقل
لصار شيخ الإسلام.
قال أبو عمرو الداني هو مقبول الشهادة حدثنا فارس سمعت عبد الله بن
الحسين سمعت ابن شنبوذ يقول خرجت من دمشق فإذا بقافلة فيها النقاش
وبيده رغيف فقال لي ما فعل الأخفش قلت: توفي قال ثم انصرف النقاش وقال
قرأت على الأخفش.
وقال طلحة بن محمد الشاهد كان النقاش يكذب في الحديث والغالب عليه
القصص.
وقال أبو بكر البرقاني كل حديث النقاش منكر.
وقال الحافظ هبة الله اللالكائي تفسير النقاش إشفى الصدور لا شفاء
الصدور.
وقال الخطيب في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
روى أبو بكر عن أبي غالب عن جده معاوية بن عمرو عن زائدة عن ليث عن
مجاهد عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبل
دعاء حبيب على حبيبه".
قال الدارقطني فرجع عنه حين قلت: له هو موضوع.
قال الخطيب قد رواه أبو علي الكوكبي عن أبي غالب.
وقال الدارقطني قال النقاش كسرى أبو شروان جعلها كنية وكان يدعو لا
رجعت يد قصدتك صفراء من عطائك وإنما هي صفراً.
قال الخطيب سمعت ابن الفضل القطان يقول حضرت النقاش وهو يجود بنفسه في
ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة فنادى بأعلى صوته "لمثل هذا
فليعمل العاملون" الصافات يرددها ثلاثا ثم خرجت نفسه رحمه الله.
قلت: قد اعتمد الداني في التيسير على رواياته للقراءات فالله أعلم فإن
قلبي لا يسكن إليه وهو عندي متهم عفا الله عنه.
الإمام الحافظ الفاضل أبو بكر أحمد بن محمد السري بن يحيى بن السري بن
أبي دارم التميمي الكوفي الشيعي محدث الكوفة.
سمع إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار وأحمد بن موسى الحمار وموسى بن
هارون ومحمد بن عبد الله مطينا ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وعدة.
حدث عنه: الحاكم وأبو بكر بن مردويه ويحيى بن إبراهيم المزكي وأبو
الحسن بن الحمامي والقاضي أبو بكر الحيري وآخرون.
كان موصوفا بالحفظ والمعرفة إلا أنه يترفض قد ألف في الحط على بعض
الصحابة وهو مع ذلك ليس بثقة في النقل ومن عالي ما وقع لي منه.
أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا جعفر بن منير أخبرنا أبو طاهر السلفي
أخبرنا القاسم بن الفضل أخبرنا أبو زكريا المزكي أخبرنا أبو بكر بن أبي
دارم بالكوفة حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق حدثنا أبو نعيم عن زكريا عن
الشعبي سمعت النعمان بن بشير يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الحلال بين والحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس من
ترك الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
كالراعي إلى جنب الحمى يوشك أن يواقعه". الحديث متفق عليه.
مات أبو بكر في المحرم سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة وقيل سنة إحدى.
قال الحاكم هو رافضي غير ثقة .
وقال محمد بن حماد الحافظ كان مستقيم الأمر عامة دهره ثم في آخر أيامه
كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب حضرته ورجل يقرأ عليه أن عمر رفس فاطمة
حتى أسقطت محسناً.
وفي خبر آخر قوله تعالى "وجاء فرعون" عمر "ومن قبله" أبو بكر
"والمؤتفكات" عائشة وحفصة فوافقته وتركت حديثه.
قلت: شيخ ضال معثر.
الإمام الحافظ المتقن أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الإمام يونس بن
عبد الأعلى الصدفي المصري صاحب تاريخ علماء مصر.
ولد سنة إحدى وثمانين ومئتين.
سمع أباه وأحمد بن حماد زغبة وعلي بن سعيد الرازي وعبد الملك بن يحيى
بن بكير وأبا عبد الرحمن النسائي وعبد السلام بن سهل البغدادي وأبا
يعقوب المنجنيقي وعلي بن قديد وعلي بن أحمد علان وخلقا كثيراً.
ما ارتحل ولا سمع بغير مصر ولكنه إمام بصير بالرجال فهم متيقظ.
حدث عنه: عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي وأبو عبد الله بن مندة
وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس وآخرون.
وقد اختصرت تاريخه وعلقت منه غرائب.
مات في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاث مئة عن ستة وستين عاماً.
وفيها مات عالم دمشق ومسندها القاضي أبو الحسن أحمد بن سليمان بن حذلم
الأسدي ومسند الكوفة أبو الحسين علي بن ماتي ونحوي العراق أبو محمد عبد
الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ومحدث دمشق أبو الميمون راشد البجلي
وأبو علي أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة ببغداد وأبو الفضل إسماعيل
بن محمد بن الحافظ الفضل بن محمد الشعراني النيسابوري وحمزة بن محمد بن
العباس العقبي البغدادي الدهقان.
الشيخ
الإمام الحافظ الثقة أبو عمر محمد بن عيسى بن أحمد بن عبيد الله
القزويني نزيل دمشق ببيت لهيا.
سمع ببلده من يوسف بن يعقوب القزويني وبالري محمد بن أيوب ابن الضريس
وعلي بن الجنيد المالكي وببغداد إدريس بن جعفر وأقرانه وبمصر أبا عبد
الرحمن النسائي وبالبصرة من الساجي وغيره.
حدث عنه: تمام الرازي وأبو محمد النحاس المصري ومنير بن أحمد وآخرون.
توفي قبل الخمسين وثلاث مئة.
وثقه تمام.
أخبرنا يحيى بن أحمد الجذامي أخبرنا محمد بن عماد وأخبرنا علي بن محمد
الفقيه أخبرنا أبو صادق بن صباح قالا أخبرنا ابن رفاعة أخبرنا علي بن
الحسن الشافعي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر أخبرنا محمد بن عيسى القزويني
حدثنا بهلول بن إسحاق حدثنا سعيد بن منصور حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "الصيام جنة".
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه كتابة أخبرنا عبد الصمد بن محمد
أخبرنا عبد الكريم بن حمزة أخبرنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا تمام
الحافظ حدثنا محمد بن عيسى الحافظ حدثنا إدريس بن جعفر أخبرنا أبو بدر
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".
الإمام الحافظ العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد النيسابوري
الحاجي البزاز .
روى عنه الحاكم وقال سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي
وإبراهيم بن أبي طالب وأحمد بن النضر وأبا العباس السراج وطبقتهم ثم
كتب عن أربع طبقات بعدهم وكتب الكثير وجمع الشيوخ والأبواب والملح ولم
يرحل وقد سألته عن عبد الله بن شيرويه فقال ثقة مأمون إلى أن قال توفي
أبو محمد فجأة في سنة تسع وأربعين وثلاث مئة وهو في عشر الثمانين
أخبرنا الشرف أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء أنبأنا عبد المعز ابن
محمد أخبرنا أبو القاسم المستملي أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن سعد الحافظ حدثنا محمد
بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد عن
سليمان بن بلال اخبرني شريك عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الله قال من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب
وذكر الحديث.
غريب جداً مداره على ابن كرامة قد رواه البخاري عنه ويروى شبهه من طريق
عبد الواحد عن مولاه عروة عن عائشة.
محمد
بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد القاضي أبو أحمد الأصبهاني
الحافظ المعروف بالعسال صاحب المصنفات.
رأيت له ترجمه مفردة في جزء للحافظ أبي موسى قد سمعه منه الحافظ عبد
الغني المقدسي.
سمع من والده وهو من قدماء شيوخه فإن والده مات سنة اثنتين وثمانين
ومئتين وسمع من أبي مسلم الكجي ومحمد بن أيوب بن الضريس الرازي وأبي
بكر بن أبي عاصم ومحمد بن أسد المديني صاحب أبي داود الطيالسي ومحمد بن
عثمان بن أبي شيبه والحسن ابن علي السري وإبراهيم بن زهير الحلواني
ومطين وأبى شعيب الحراني وبكر بن سهل الدمياطي وأمثالهم.
وقرأ القرآن لنافع على الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي بن عمرو بن
سهل الأصبهاني الصوفي عن قراءته على الفضل بن شاذان الرازي.
تلا عليه ولده أبو عامر عبد الوهاب وكان من كبراء أهل أصبهان ومتموليهم
طالعت كتاب المعرفة له في السنة ينبئ عن حفظه وإمامته وأكبر شيخ لوالده
هو إسماعيل بن عمرو البجلي صاحب مسعر.
حدث عن أبي أحمد أولاده أبو جعفر أحمد وأبو إسحاق إبراهيم وأبو عامر
عبد الوهاب وأبو الفضل العباس وأبو الحسين عامر وأبو بكر عبد الله وكان
أربعة منهم معدلين محدثين وهم أحمد وإبراهيم وعامر وأبو بكر. وحدث عنه
أيضاً أبو أحمد عبد الله بن عدي وأبو بكر بن المقرئ وأبو عبد الله بن
مندة وأبو بكر بن مردويه وأبو بكر بن أبي علي ومحمد بن عبد الله
الرباطي وأحمد بن إبراهيم القصار وأحمد بن محمد بن عبد الله بن ماجة
المؤدب وأبو سعيد النقاش ومحمد بن علي ابن مصعب وأبو نعيم.
قال الباطرقاني أخبرنا ابن مندة قال كان أبو أحمد العسال يخلف الطبري
وابنه وكان أحد الأئمة في علم الحديث.
وقال الحاكم كان أحد أئمة الحديث.
وقال ابن مردويه كان أبو أحمد العسال المعدل يتولى القضاء خليفة لعبد
الرحمن بن أحمد الطبري هو أحد الأئمة في الحديث فهما وإتقاناً وأمانة.
وقال أبو سعيد النقاش أخبرنا أبو أحمد العسال ولم نر مثله في الإتقان
والحفظ.
قلت وقد رأى النقاش الحاكمين والدارقطني وأبا بكر الجعابي وأبا إسحاق
بن حمزة واخذ عنهم وهو مع ذلك يقول هذا القول.
قال أبو بكر بن أبي علي الذكواني القاضي أبو أحمد العسال الثقة المأمون
الكبير في الحفظ والإتقان.
وقال أبو نعيم أبو أحمد من كبار الناس في المعرفة والإتقان والحفظ صنف
الشيوخ والتفسير وعامة المسند ولي القضاء بأصبهان مقبول القول.
وقال الخليلي في الإرشاد ومن أهل أصبهان أبو أحمد العسال حافظ متقن
عالم بهذا الشأن كان على قضاء أصبهان من شرط الصحاح لقيت ابنه أحمد
بالري فحدثني عن أبيه.
قلت وقد حدث العسال ببغداد وذكره أبو بكر الخطيب في تاريخه وقال أخبرنا
الماليني أخبرنا ابن عدي حدثنا أبو أحمد العسال ببغداد حدثنا أحمد بن
عمرو بن أبي عاصم فذكر حديثا قال أبو موسى المديني ذكر أبو غالب بن
هارون الأديب قال كان يكره على تقلد القضاء فكان يمتنع منه وكان يلح
عليه حتى أجاب خلافة ونيابة استخلفه الطبري وهو مقيم بحضرة ركن الدين
حسن بن علي بن بويه سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة فلما استخلف الطبري ولده
عتبة ف سنة اثنتين وأربعين وولي عتبة القضاء برأسه في سنة ست وأربعين
فاستخلف أباأحمد وقيل إنه كان لا يغلق بابه عن أحد وكان إذا توجه على
الخصم يمين لا يحلفه ما أمكنه بل يغرم عنه ما لم يبلغ مئة دينار فإذا
بلغ المئة أو جاوزها كان يتثبت ويدافع ويمهل إلى المجلس الثاني ويحذر
المدعى عليه وبال اليمين ويخوفه يوم الدين ويذكره الوقوف بين يدي رب
العالمين ثم يحلفه على كره قال أبو بكر بن مردويه سمعت أبا أحمد يقول
احفظ في القرآن خمسين ألف حديث.
قال أبو موسى ذكر أبو غالب هبة الله بن محمد بن هارون بخطه قال سمعت
بعض أصحاب الحديث أن محدثا حضر القاضي أبا أحمد قال إني حلفت أنك تحفظ
سبعين ألف حديث فهل أنا بار قال برت يمينك إني أحفظ في القرآن سبعين
ألف حديث.
ويقال إنه أملى تفسيراً كثيراً من حفظه وقيل أملى أربعين ألف حديث
بأردستان فلما رجع إلى أصبهان قابل ذلك فكان كما أملاه.
أخبرنا جماعة كتابة أخبرنا الكندي أخبرنا الشيباني أخبرنا الخطيب حدثني
عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني وكان دينا ثقة قال سمعت ابن مندة
يقول كتبت عن ألف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبي أحمد العسال.
وقال يحيى بن مندة سمعت عمي يقول سمعت أبي يقول كتبت عن ألف وسبع مئة
شيخ فلم أجد فيهم مثل أبي أحمد العسال وإبراهيم بن محمد بن حمزة وكذا
رواه أحمد بن جعفر الفقيه عن أبي عبد الله فقال ألف وسبع مئة وعن ابن
مندة قال طفت الدنيا مرتين فما رأيت مثل العسال.
ذكر أبو غالب أيضاً قال يحكى أنه ما كان يجلس لإملاء الحديث ولا يمس
جزءاً إلا على طهارة وأنه كان مرة مع صهره فدخل مسجداً وشرع في الصلاة
فختم القرآن في ركعة قال أبو غالب وسمعت جدي يقول سمعت والدي أبا إسحاق
إبراهيم بن القاضي أبي أحمد العسال يقول لما مات القاضي وجلس بنوه
للتعزيه فدخل رجلان في لباس سواد وأخذا يولولان ويقولان وإسلاماه فسئلا
عن حالهما فقالا إنا وردنا من أغمات من المغرب لنا سنة ونصف في الطريق
في الرحلة إلى هذا الإمام لنسمع منه فوافق ورودنا وفاته. تصانيفه تفسير
القرآن كتاب التاريخ كتاب تاريخ النساء كتاب معجمه كتاب السنة كتاب
الأمثال كتاب الرؤية كتاب العظمة كتاب الجزية كتاب الرقائق كتاب مسند
الأبواب كتاب الأبواب على غريب الحديث كتاب حروف القراءات كتاب الآيات
وكرامات الأولياء كتاب من يجمع حديثه من المقلين طرق غسل يوم الجمعة
أحاديث مالك كتاب الفوائد أحاديث منصور بن المعتمر ومحمد بن جحاده وقرة
بن خالد وأشياء سوى ذلك.
كان أبوه أحمد من كبار التجار المتمولين وقف أملاكه على أولاده وهي
بساتين ودور وحوانيت سمع من إسماعيل بن عمرو وسهل بن عثمان وعمرو بن
علي الفلاس توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين مئتين.
قال أبو نعيم الحافظ في تاريخ أصبهان محمد بن أحمد بن إبراهيم مولى
العلاء بن كسيب العنبري أبو أحمد العسال مقبول القول من كبار الناس في
المعرفة والحفظ صنف الشيوخ والتاريخ والتفسير وعامة المسند.
أخبرنا عيسى بن محمد الأنصاري أخبرنا منصور بن سند أخبرنا أبو طاهر
الحافظ أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى الأصبهاني
أخبرنا عمر بن عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم الواعظ سنة سبع
عشرة و أربع مئة حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال
حدثنا موسى بن إسحاق حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر بن عياش عن يزيد
بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد قال استيقظ رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات ليله فإذا الفأرة قد أخذت الفتيلة وصعدت
إلى السقف لتحرق عليه البيت قال فلعنها وأحل قتلها للمحرم هذا حديث
غريب من الأفراد الحسان.
قال أبو منصور معمر بن أحمد الزاهد:
لقد مات من يرعى الأنام بعلمـه |
|
وكان له ذكر وصيت فـينـفـع |
وقد مات حفاظ الحديث وأهـلـه |
|
وممن رأينا وهو في الناس مقنع |
أبو أحمد القاضي وقد كان حافظاً |
|
لم يك من أهل الضلالة يتـبـع |
وكان أبو إسحاق ممن شهـرتـه |
|
يدرس أخبار الرسـول ويوسـع |
وثالثهم قطب الزمان وعـصـره |
|
أبو القاسم اللخمي قد كان يبـدع |
ورابعهم كان ابـن حـيان آخـراً |
|
ومات فكيف الآن في العلم يطمع |
فأبو
إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن حمزة الأصبهاني الحافظ توفي سنة ثلاث
وخمسين وثلاث مئة.
واللخمي هو سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الحافظ مات سنة ستين وثلاث
مئة عن مئة سنة.
وابن حيان هو الحافظ أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان الأصبهاني ذو
التصانيف توفي سنة تسع وستين وثلاث مئة عن بضع وتسعين سنة.
قال ابن مردويه الحافظ في تاريخه توفي القاضي أبو أحمد في يوم الاثنين
في رمضان سنة تسع وأربعين وثلاث مئة وأنا ببغداد.
قال أبو بكر بن أبي علي مات في تاسع رمضان رحمه الله تعالى.
قال ابن مردويه وكان مولده يوم التروية سنة تسع وستين ومئتين.
قلت عاش ثمانين سنة وروى في معجمه عن أربع مئة شيخ.
سمع بأصبهان وهمذان وبغداد والكوفة والبصرة والحرمين وواسط والري
وخوزستان.
وله ثلاثة إخوة إبراهيم والحسن والحسين ولكل منهم نسل وعقب.
أما أبو سعيد الحسن بن أحمد فروى عن أبي حاتم الرازي وأحمد بن يونس
الضبي.
حدث عنه ابن أخيه سعيد بن أبي أحمد.
وللحسن ولد حدث أيضاً فقال أبو بكر بن مردويه في تاريخه حدثنا أبو عمر
أحمد بن الحسن حدثنا عبدان حدثنا ابن سابور الرقي فذكر حديثاً.
وأما سعيد بن أبي أحمد العسال فهو أبو محمد مشهور روى عن علي بن محمد
بن رستم وأبي الحسن اللنباني ومحمد بن علي بن الجارود وطائفة.
روى عنه ابن مردويه وأبو نعيم وغيرهما مات سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة.
وأما أبو جعفر أحمد بن أبي أحمد فروى عن عبد الله بن محمد بن نصر
وجماعة.
ومات ابنه أبو عامر سنة سنة اثنتين وأربع مئة يروي عن أبي محمد الجابري
الموصلي والله أعلم.
أبو
القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الأسدي الهمذاني.
روى عن إبراهيم بن ديزيل ومحمد بن الضريس وعلى بن الجنيد وعنه ابن مندة
والحاكم وأبو بكر بن مردويه وأبو الحسن الحمامي وأبو علي بن شاذان وعبد
الرحمن بن شبانة وعدة. قال صالح بن أحمد الحافظ ضعيف ادعى الرواية عن
ابن ديزيل فذهب علمه وكتبت عنه أيام السلامة أحاديث ولم يدع عن إبراهيم
ثم ادعى وروى أحاديث معروفة كان إبراهيم يسأل عنها ويستغرب فجوزنا أن
أباه سمعه تلك فأنكر عليه ابن عمه أبو جعفر والقاسم بن أبي صالح فسكت
حتى ماتوا ثم ادعى المصنفات والتفاسير مما بلغنا أن إبراهيم قرأه قبل
سنة سبعين وهو فقال لي إن مولده سنة سبعين وسمعت القاسم يكذبه هذا مع
دخوله في أعمال الظلمة.
الشيخ
الإمام المحدث الصادق الواعظ الكبير أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله
محمد بن معاذ الهروي الرفاء.
سمع من عثمان بن سعيد الدارمي والفضل بن عبد الله اليشكري ومحمد بن
المغيرة الهمذاني السكري ومحمد بن صالح الأشج وعلي بن عبد العزيز
البغوي ومحمد بن يونس الكديمي وإبراهيم الحربي وبشر بن موسى ومحمد بن
أيوب البجلي وداود بن الحسين البيهقي وخلق كثير.
واشتهر اسمه وانتشر حديثه وكان ذا معرفة وفهم وسعة علم وغيره أحفظ منه
وأحذق بالفن وانتهى إليه علو الإسناد بهراة.
حدث عنه أبو عبد الله الحاكم والقاضي أبو منصور محمد بن محمد الأزدي
وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي ويحيى بن عمار الواعظ ومحمد بن عبد
الرحمن الدباس وأبو علي بن شاذان وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي
وآخرون.
انتخب عليه أبو الحسن الدارقطني ببغداد ووثقه الخطيب وغيره.
قال الحافظ أبو بشر الهروي ثقة صالح.
قلت توفي بهراة في شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مئة وأظنه مات عن نيف
وتسعين سنة.
ومات معه مقرئ مصر أحمد بن أسامة أبو جعفر التجيبي والسلطان معز الدولة
أحمد بن بوية الديلمي وأبو محمد أحمد بن عبد الله المغفلي وأبو بكر
أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة وأحمد ابن عبد الرحمن بن الجارود الرقي
أحد التلفي وأبو علي إسماعيل بن القاسم القالي اللغوي وأبو الفضل
العباس بن محمد الرافعي وعبد الخالق بن أبي روبا وعثمان بن محمد السقطي
سنقة وصاحب الأغاني وسيف الدولة بن حمدان وكافور الإخشيدي وعمر بن جعفر
بن سلم وقاضي القضاة أبو نصر يوسف عمر بن القاضي أبي عمر ببغداد.
الإمام المحدث الحافظ المفيد أبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن
عبد الله بن الجنيد الرازي وكان يعرف قديماً بابن الرستاقي.
سمع محمد بن أيوب بن الضريس ومحمد بن حفص المهرقاني وعلى بن الجنيد
الماكي وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وسمع بنسا من الحسن بن سفيان
وبالكوفة من محمد ابن جعفر القتات وببغداد الفريابي وابن ناجية
وإبراهيم بن عبد الله الخرمي وبدمشق محمد بن خريم وابن جوصا وعده.
وجمع وصنف وأرخ وأفاد الرفاق وأفنى عمره في الطلب.
حدث عنه ولده تمام وعقيل بن عبدان وأبو الحسن بن جهضم وأحمد بن عبد
الله البرامي وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وآخرون.
قال عبد العزيز الكتاني كان ثقة نبيلاً مصنفاً حدثني ابنه أنه توفي سنة
سبع وأربعين وثلاث مئة.
أنبأنا الفخر علي أخبرنا أبو القاسم الحرستاني أخبرنا عبد الكريم بن
حمزة أخبرنا عبد العزيز بن أحمد أخبرنا تمام بن محمد حدثنا أبي حدثنا
أحمد بن محمد بن عبد العزيز الوشاء حدثنا أبو معمر القطيعي حدثنا ابن
إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن عياض الأشعري عن أبي موسى قال قرأت
عند النبي صلى الله عليه وسلم" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه"
المائدة 54 قال "هم قومك أهل اليمن".
الحافظ الإمام الناقد المجود أبو القاسم الأندلسي القرطبي.
سمع محمد بن فطيس وسليمان بن قريش وسعيد بن عثمان الأعناقي وطاهر بن
عبد العزيز وطبقتهم. ولم يطل عمره .
صنف كتاب رجال الأندلس وكان حجة محققاً مقدماً على حفاظ قرطبه يتوقد
ذكاء حفظ في مرة واحدة أحداً وعشرين حديثا وورد عن صاحب الأندلس
المستنصر أنه قال إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد
بن سعد وقيل إن خالداً هذا كان بذيء اللسان ينال من أعراض الناس سامحه
الله.
توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة. أنبأني جماعة عن آخرين أجاز لهم أبو
الفتح بن البطي قال أنبأنا أبو عبد الله الحميدي أخبرنا أبو عمر بن عبد
البر في كتابه أخبرنا قاسم بن محمد حدثنا خالد بن سعد حدثنا أحمد بن
عمر حدثنا ابن سنجر حدثنا شريك فذكر حديثا عن الكلبي عن حميضة بنت
الشمردل عن الحارث بن قيس قال:" أسلمت وعندي ثمان نسوة فأتيت النبي صلى
الله عليه وسلم فأمرني أن اختار منهن أربعاً".
وفيها مات أحمد بن محمود الشمعي بمصر وإسماعيل بن علي الخزاعي والوزير
أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي وعلي ابن أحمد بن أبي قيس الرفاء وعلي
بن هارون المنجم وأبو بكر محمد بن محمد بن مالك الإسكافي.
الإمام الحافظ محدث حران أبو الحسن علي بن الحسن ابن علان الحراني صاحب
تاريخ الجزيرة.
سمع أبا يعلى الموصلي ومحمد بن جرير وعبد الله بن زيدان البجلي وسعيد
بن هاشم الطبراني ومحمد بن محمد الباغندي وطبقتهم وجمع فأوعى.
حدث عنه أبو عبد الله بن مندة وتمام الرازي وأحمد بن محمد بن الحاج
وأبو القاسم عبد الرحمن بن الطبيز وأبو العباس محمد بن السمسار وآخرون.
قال عبد العزيز الكتاني كان ثقة حافظاً نبيلاً توفي يوم النحر سنة خمس
وخمسين وثلاث مئة.
قلت رويت له في طبقات الحفاظ حديثاً.
إمام
المقرئين أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم البغدادي
صاحب جامع البيان.
روى عن محمد بن جعفر القتات وأحمد بن فرح وإسحاق بن أحمد الخزاعي وعبد
الله بن الصقر السكري والحسن بن الحباب وأحمد بن سهل الأشناني وتلا
عليه وعلى سعيد بن عبد الرحيم الضرير وأبي بكر بن مجاهد.
قرأ عليه أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي وعلي بن أحمد بن
الحمامي وعلي بن محمد الجوهري وأبو الحسن علي بن العلاف الكبير وعبيد
الله المصاحفي وأبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي وآخرون.
وقد طول أبو عمرو الداني ترجمته وعظمه وقال لم يكن بعد ابن مجاهد مثل
ابن أبي هاشم في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته وكان ينتحل
مذهب الكوفيين ولما توفي ابن مجاهد أجمعوا على تقديم أبي طاهر وان يقرئ
موضعه فقصده الأكابر وتحلقوا عنده وكان قد خالف جميع أصحابه في إمالة
الناس لأبي عمرو وكان القراء ينكرون ذلك عليه.
مولده سنة ثمانين ومئتين ومات في شوال سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
الأقطع العابد صاحب الأحوال والكرامات وهو مغربي أسود سكن تينات من
أعمال حلب يقال اسمه حماد.
صحب أبا عبد الله بن الجلاء وسكن جبل لبنان مدة.
حكى عنه محمد بن عبد الله وأحمد بن الحسن ومنصور بن عبد الله
الأصبهاني.
قال السلمي كان ينسج الخوص بيده الصحيحة لا يدري كيف ينسجه وله آيات
وكرامات تأوي السباع إليه وتأنس به.
وقال أبو القاسم القشيري كان كبير الشأن له كرامات وفراسة حادة.
ويقال إن سبب قطع يده في تهمة ظهرت براءته منها أنه اشتهى زعروراً فقطع
غصناً وكان عاهد الله أن لا يتناول لنفسه شهوة قال فذكر عهده فرمى
بالغصن ثم كان يقول يد قطعت عضواً فقطعت.
توفي سنة سبع وأربعين وثلاث مئة وقيل سنة تسع وأربعين.
وقد ذكره ابن عساكر وطول أمره.
وروى أبو ذر الهروي عن عيسى بن أبي الخير أنه قال كان أبي مملوكاً
فأعتق وكان يحتطب بالإسكندرية بيده ثم سكن ثغر طرسوس فكان يجاهد بسيف
وحجفة ثم أخذ مع لصوص بات معهم في غار فقطع.
الإمام رئيس نيسابور أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن ابن عيسى بن
ماسرجس النيسابوري أحد البلغاء والفصحاء.
سمع الفضل بن محمد الشعراني والحسين بن الفضل وعدة.
وبنى دارا للمحدثين وأدر عليهم الأرزاق.
كان أبو علي الحافظ يقرأ عليه تاريخ أحمد بن حنبل.
قلت روى عنه السلمي والحاكم وسعيد بن محمد بن محمد بن عبدان.
مات ليلة عيد الفطر سنة خمسين وثلاث مئة وله تسع وثمانون سنة.
الشيخ
أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري المصري.
سمع مقدام بن داود الرعيني ويحيى بن عثمان بن صالح وعلي بن عبد العزيز
البغوي وطبقتهم وكان صاحب حديث.
روى عنه ابن مندة وابن النحاس وأحمد بن محمد بن الحاج الأشبيلي ومحمد
بن إبراهيم بن غالب التمار وحسين بن ميمون الصفار وآخرون. مات سنة إحدى
وخمسين وثلاث مئة.
الشيخ
المحدث أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الموت المكي.
سمع يوسف بن يزيد القراطيسي وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن علي
الصائغ وأحمد بن زغبه والقاسم بن الليث الرسعني .
حدث عنه أبو محمد بن النحاس وأبو العباس بن الحاج ومحمد بن نظيف الفراء
وآخرون.
توفي بمصر في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وله تسعون سنة.
العلامة أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري الحنفي شيخ
الحنفية.
ولي قضاء الحرمين نيف عشرة سنة ثم قدم نيسابور وولي قضاءها.
سمع أبا خليفة الجمحي والحسن بن سفيان وجماعة.
وتفقه بأبي الحسن الكرخي وأبي طاهر بن الدباس وولي أيضاً قضاء الموصل
والرملة.
روى عنه الحاكم وقرظه. وقال أبو إسحاق في طبقات الفقهاء به وبأبي سهل
الزجاجي تفقه علماء نيسابور.
وقال الحاكم سمعت أب أبكر الأبهري شيخ الفقهاء يقول ما قدم علينا من
الخراسانين أفقه من أبي الحسين النيسابوري. توفي سنة إحدى وخمسين وثلاث
مئة عن سبعين سنة.
المعمر الأديب أبو بكر إسماعيل بن بدر القرطبي.
سمع من بقي بن مخلد وهو خاتمة أصحاب ومن محمد بن وضاح ومحمد بن عبد
السلام الخشني ومطرف بن قيس. وكان أحد الشعراء.
سمع منه بعض الناس وترخصوا وقد ولي الحسبة فحمد.
مات في سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة ذكره ابن الفرضي.
ابن
سهل المحدث العالم أبو قتيبه البغدادي الأدمي نزيل مصر. عن محمد بن
يونس الكديمي والحسن بن علي المعمري وموسى بن هارون وجعفر الفريابي
وابن ناجية وخلق.
عنه أبو محمد بن النحاس وعبد الغني الأزدي وأبو عبد الله بن نظيف وابن
مندة وآخرون.
محلة الصدق.توفي سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة.
شيخ
المالكية عالم العصر أبو بكر محمد بن أحمد اللؤلؤي.
قال ابن عفيف كان أفقه أهل عصره وأبصرهم بالفتيا وعليه مدار العلم وبه
تفقه ابن زرب وكان أخفش. توفي سنة خمسين وثلاث مئة.
ابن
يحيى بن عبد الملك قاضي نيسابور أبو محمد.
حدث عن علي بن عبد العزيز البغوي وأبي مسلم الكجي وأحمد بن سلمة ومحمد
بن عمرو قشمرد وعدة. وكان غزير الحديث.
روي عنه الحاكم ويحيى المزكي وأبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد
وسبطه عنبر بن الطيب وآخرون.
قال الحاكم ولي القضاء بضع عشرة سنة ثم عزل بأبي أحمد الحنفي في سنة
تسع وثلاثين وكان محدث نيسابور في وقته وحمد في القضاء وكان يحضر مجلسه
الحفاظ أبو عبد الله بن ألا خرم وأبو علي الحسين بن محمد.
مات في سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة.
ومات فيها خلق من الكبار وخرجت الروم وأخذوا حلب وعين زربه وعدة مدائن
وعجز عنهم سيف الدولة وقتل خلق عظيم.
الإمام المحدث أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بندار بن
أفرجه التيمي مولاهم الأصبهاني.
سمع إبراهيم الحربي وإبراهيم بن فهد الساجي وعمران بن عبد الرحيم وسهل
بن عبد الله الأصبهاني الزاهد وطائفة.
روى عنه الحسن بن محمد بن حسنويه وعلي بن عبدكويه وأبو نعيم الحافظ
وآخرون.
توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.
الحافظ المجود أبو سعيد أحمد بن أبي بكر بن أبي محمد بن القدوة الكبير
أبي عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري الشهيد أحد أئمة الحديث.
سمع الحسن بن سفيان والهيثم بن خلف وحامد بن شعيب وأبا عمر الخفاف وعبد
الله شيرويه وقاسم بن الفضل الرازي وابن خزيمه وخلقاً كثيراً.
وصنف التفسير الكبير والمستخرج على صحيح مسلم والأبواب وغير ذلك ولما
سار إلى بغداد قال الحاكم خرج بعسكر كثير وأموال واجتمع عليه ببغداد
خلق كثير قال واستشهد بطرسوس في سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة وله خمس
وستون سنه. روى عنه الحاكم وغيره.
جعفر
بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي المؤدب.
سمع الكديمي ومحمد بن سليمان الباغندي وإدريس العطار وبشر بن موسى
وعدة.
روى عنه ابن رزقويه وطلحة الكتاني وأبو علي بن شاذان وآخرون. وثقة
الخطيب.
توفي سنة ثلاث وخمسين.
دعلج
بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن المحدث الحجة الفقيه الإمام أبو محمد
السجستاني ثم البغدادي التاجر ذو الأموال العظيمة.
ولد سنة تسع وخمسين ومئتين أو قبلها بقليل وسمع بعد الثمانين ما لا
يوصف كثرة بالحرمين والعراق وخراسان والنواحي حال جولانه في التجارة.
وحدث عن علي بن عبد العزيز ومحمد بن غالب تمتام ومحمد بن عمرو قشمرد
النيسابوري وعبد العزيز بن معاوية القرشي وهشام بن علي السيرافي وبشر
بن موسى وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم البوشنجي ومحمد بن
أيوب البجلي والعباس بن الفضل الأسفاطي وأبي مسلم الكجي ومحمد بن ربح
البزاز وعثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن عبد الرحمن السامي وإمام
الأئمة ابن خزيمة وعدد كثير.
حدث عنه الدارقطني وابن جميع الغساني وأبو عبد الله الحاكم وابن رزقويه
وأبو القاسم بن بشران وعلي بن أحمد البادي وأبو علي بن شاذان وأحمد بن
أبي عمران الهروي والأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني وخلق سواهم ولقي
بدمشق أبا الحسن بن جوصا وطبقته.
قال أبو سعيد بن يونس حدث بمصر وكان ثقة.
وقال الحاكم دعلج الفقيه شيخ أهل الحديث في عصره له صدقات جاريه على
أهل الحديث بمكة وببغداد وسجستان أول ارتحاله كان إلى نيسابور فأخذ
مصنفات ابن خزيمة وكان يفتي على مذهبه سمعته يقول ذلك وجاور بمكة مدة.
قال الخطيب كان دعلج من ذوي اليسار له وقوف على أهل الحديث وحدث عن
عثمان الدارمي وابن ربح وإبراهيم بن زهير الحلواني وإسحاق الحربي ومحمد
بن شاذان الجوهري ومحمد ابن سليمان الباغندي ومحمد بن يحيى القزاز
وأحمد بن موسى الحمار وسرد جماعة ثم قال حدثنا عنه فسمى جماعة قال وكان
ثقة ثبتا جمع له المسند وحديث شعبة وحديث مالك قال وبلغني أنه كان يبعث
بمسنده إلى ابن عقدة لينظر فيه فجعل بين كل ورقتين ديناراً وكان
الدارقطني هو المصنف له كتبه فحدثني أبو العلاء الواسطي عن الدارقطني
قال صنفت لدعلج المسند الكبير فكان إذا شك في حديث ضرب عليه ولم أر في
مشايخنا أثبت منه.
قال أبو العلاء وقال عمر البصري ما رأيت ببغداد ممن انتخبت عليه أصح
كتبا من دعلج.
قال الحاكم سمعت الدارقطني يقول ما رأيت في مشايخنا أثبت من دعلج.
قال أبو ذر الهروي سمعت أن معز الدولة أول ما اخذ من المواريث مال دعلج
خلف ثلاث مئة ألف دينار.
قال الخطيب حكى لي أبو العلاء الواسطي أن دعلجاً سئل عن مفارقته مكة
فقال خرجت ليلة من المسجد فتقدم ثلاثة من الأعراب فقالوا أخ لك من
خراسان قتل أخانا فنحن نقتلك به فقلت اتقوا الله فإن خراسان ليست
بمدينه واحدة ولم أزل بهم إلى أن اجتمع الناس وخلوا عني فهذا كان سبب
انتقالي إلى بغداد وكان يقول ليس في الدنيا مثل داري وذلك لأنه ليس في
الدنيا مثل بغداد ولا ببغداد مثل محلة القطيعة ولا في القطيعة مثل درب
أبي خلف ولي في الدرب مثل داري.
ونقل أبو بكر الخطيب حكاية مقتضاها أن رجلاً صلى الجمعة فرأى رجلاً
متنسكاً لم يصل فكلمه فقال استر علي لدعلج على خمسة آلاف فلما رأيته
أحدثت فبلغ ذلك دعلجاً فطلبه إلى منزله وحلله من المال ووصلة بمثلها
لكونه روعه. قال الخطيب حدثنا أبو منصور محمد بن محمد العكبري حدثني
أحمد بن الحسين الواعظ قال أودع أبو عبد الله بن أبي موسى الهاشمي عشرة
آلاف دينار ليتيم فضاقت يده فأنفقها وكبر الصبي وأذن له في قبض ماله
قال ابن أبي موسى فضاقت علي الأرض وتحيرت فبكرت على بغلتي وقصدت الكرخ
فانتهت بي البغله إلى درب السلولي ووقفت بي على باب مسجد دعلج فدخلت
فصليت خلفه الفجر فلما انفتل رحب بي وقمنا فدخلنا داره فقدمت لنا هريسه
فأكلت وقصرت فقال أراك منقبضا فأخبرته فقال كل فإن حاجتك تقضى فلما
فرغنا استدعى بالذهب والميزان فوزن لي عشرة آلاف دينار وقمت أطير فرحاً
فوضعت المال على القربوس وغطيته بطيلساني ثم سلمت المال إلى الصبي
بحضرة قاضي القضاة وعظم الثناء علي فلما عدت إلى منزلي استدعاني أمير
من أولاد الخليفة فقال قد رغبت في معاملتك وتضمينك أملاكي فضمنتها
فربحت في سنتي ربحاً عظيماً وكسبت في ثلاث سنين ثلاثين آلف دينار وحملت
لدعلج المال فقال سبحان الله والله ما نويت أخذها حل بها الصبيان فقلت
أيها الشيخ أيش أصل هذا المال حتى تهب لي عشرة آلاف دينار فقال نشأت
وحفظت القرآن وطلبت الحديث وكنت أتبزز فوافاني تاجر من البحر فقال أنت
دعلج قلت نعم قال قد رغبت في تسليم مالي إليك مضاربة فسلم إلي برنامجات
بألف درهم وقال لي ابسط يدك فيه ولا تعلم مكاناً ينفق فيه المتاع إلا
حملته إليه ولم يزل يتردد إلي سنة بعد سنة يحمل إلي مثل هذا والبضاعة
تنمي ثم قال أنا كثير الأسفار في البحر فان هلكت فهذا المال لك على أن
تصدق منه وتبني المساجد فأنا أفعل مثل هذا وقد ثمر الله المال في يدي
فاكتم علي ما عشت.
قال الحاكم كان السلطان لا يتعرض لتركة ثم لم يصبر عن أموال دعلج وقيل
لم يكن في الدنيا أيسر منه من التجار وتركوا أوقافه رحمه الله.
قال الحاكم اشترى دعلج بمكة دار العباسية بثلاثين ألف دينار قال أبو
عمر بن حيويه أدخلني دعلج بن أحمد داره وأراني بدراً من المال معبأة
فقال لي خذ منها ما شئت فشكرته وقلت أنا في كفاية.
قال أبو علي بن شاذان وابن الفضل القطان وابن أبي الفوارس وغيرهم مات
لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وغلط أبوعبد الله
الحاكم فقال توفي في عشر ذي الحجة من سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة. قلت
الصحيح سنة إحدى.
وفيها كان موت أبي إسحاق الهجيمي وقد نيف على المئة وأبو محمد عبد الله
بن جعفر بن الورد راوي السيرة بمصر وشيخ القراء والمفسرين أبو بكر
النقاش ببغداد ومحدث الكوفة أبو جعفر بن دحيم ومسند بغداد ميمون بن
إسحاق صاحب العطاردي.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي أخبرنا البهاء عبد الرحمن وأخبرنا أبو
جعفر بن المقير وجماعة قالوا أخبرنا يحيى بن أبي السعود قالا أخبرتنا
شهدة بنت أحمد أخبرنا محمد بن الحسن أخبرنا أبو علي بن شاذان أخبرنا
دعلج حدثنا بشر بن موسى حدثنا عمرو بن حكام حدثنا شعبة عن محمد بن أبي
بكر بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد الانصاري "أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استسقى قلب رداءه".